You are on page 1of 40

‫ماستر‪ :‬التوثيق والعقار في الفقه المالكي والتشريع المغربي‬

‫الفوج الرابع‪ /‬الفصل الثاني‬


‫وحدة‪ :‬املهن املرتبطة ابلتوثيق والعقار‬
‫عنوان العرض‪:‬‬

‫املسؤولية اجلنائية والتأديبية‬


‫ملوثقي الترصفات العقارية‬
‫حتت إشراف فضيلة الدكتور ‪:‬‬ ‫إجنـ ــاز ‪:‬‬
‫عبد هللا بوضاض‬ ‫إدريس ندوشان‬
‫عبد اإلله تعقيلي‬

‫املوسم اجلامعي‪:‬‬
‫‪1443‬ه‪1444-‬ه‪2021 /‬م‪2022 -‬م‬
‫احلمد هلل والصالة والسالم على موالان رسول هللا‬
‫واله وصحبه ومن وااله‪:‬‬

‫مقدمة‬
‫يشكل التوثيق ضرورة قصوى يف احلياة العملية واليومية لألفراد ملا يؤمنه من ضمان ومحاية للحقوق‬
‫واملصاحل ‪ ،‬على أن هذه الضرورة تصل مداها إذا أخذان بعني االعتبار حفاظه على أتمني امللكية العقارية‬
‫واحلقوق املرتبطة هبا‪.‬‬

‫وتعترب املعامالت العقارية امليدان اخلصب لنظام التوثيق ملا تستوجبه هذه األخرية من ضرورة صياغتها يف‬
‫قالب شكلي منضبط لكافة الشروط الشكلية واجلوهرية اليت يفرضها القانون ‪ ،‬صيانة للحقوق وضماان‬
‫الستقرار املعامالت ‪.‬‬

‫وإذا كان القانون ‪ 39.08‬املتعلق مبدونة احلقوق العينية‪ 1‬قد اهتم بتنظيم خمتلف احلقوق العينية العقارية‪،‬‬
‫فإنه عمل أيضا على حتديد شكلية توثيق التصرفات الواردة على هذه احلقوق ‪ ،‬حيث أقر املشرع من‬
‫خالل املادة الرابعة من هذه املدونة أبن توثيق التصرفات العقارية جيب أن يرد – حتت طائلة البطالن –‬
‫إما يف حمرر رمسي ‪ 2‬أو يف حمرر اثبت التاريخ حيرره حمام مقبول للرتافع أمام حمكمة النقض ‪.‬‬

‫ومن خالل املادة السالفة الذكر يالحظ أن املشرع املغريب قيد وبني وأوضح مبا ال يدع جماال للشك‬
‫اجلهات املخول هلا قانوان توثيق التصرفات ‪ ،‬وهم العدول واملوثقون واحملامون املقبولون للرتافع أمام حمكمة‬
‫النقض ‪.‬‬

‫ولكون حمرروا العقود العقارية يضطلعون مبهام قانونية‪ ،‬فقد خصهم املشرع مبكانة متميزة من حيث النظام‬
‫القانوين املؤطر هلم ‪ ،‬ووضع على عاتقهم جمموعة من االلتزامات جيب عليهم مراعاهتا والتقيد هبا‪،‬‬
‫كمبادئ األمانة والنزاهة والشرف واألخالق احلميدة‪ ،‬وأي إخالل هبذه االلتزامات يرتتب عليه حتمل‬

‫‪ 1‬ظهري شريف رقم ‪ 178-11-1‬صادر يف ‪ 25‬من ذي احلجة ‪22( 1432‬نونرب ‪ )2011‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫‪ 39.08‬املتعلق مبدونة احلقوق العينية منشور ابجلريدة الرمسية عدد ‪ 5998‬بتاريخ ‪ 24‬نوفمرب‪. 2011‬‬
‫‪ 2‬يعرف املشرع املغريب الورقة الرمسية من خالل الفصل ‪ 418‬من قانون االلتزامات والعقود على النحوالتايل ‪" :‬الورقة‬
‫الرمسية هي اليت يتلقاها املوظفون العموميون الذين هلم صالحية التوثيق يف مكان حترير العقد وذلك يف الشكل الذي‬
‫حيدده القانون ‪".‬‬
‫‪2‬‬
‫املسؤولية إما مدنية أو أتديبية أو جنائية حسب نوع املخالفة املرتكبة وهاتني األخريتني أعين التأديبية‬
‫واجلنائية هي موضوع حبثنا يف هذا العرض ‪.‬‬

‫ومبا أن الطبيعة البشرية تقتضي الوقوع يف األخطاء ‪ ،‬فاألمر نفسه ينطبق على كل من العدل واملوثق‬
‫واحملامي ‪ ،‬فإهنم قد يرتكبون جمموعة من األخطاء سواء كانت عمدية أو غري عمدية عند حتريرهم‬
‫للتصرفات العقارية ‪ ،‬الشيء الذي يعرضهم لتحمل املسؤولية ‪ ،‬وهي إما أن تكون جمرد مسؤولية مدنية‬
‫تقتصر على تعويض الطرف املتضرر ‪ ،‬وهذه لن نعىن ببحثها لتقدمها يف عرض سابق ‪ ،‬وإما أن تكون‬
‫مسؤولية أتديبية اليت تفرض عليهم عقوابت قاسية قد تصل إىل العزل من املهنة ‪ ،‬بل األكثر من هذا كله‬
‫فإن حمرري التصرفات قد يرتكبون أفعاال جرمية الشيء الذي يستدعي حتميلهم املسؤولية اجلنائية ‪.‬‬

‫وتكمن أمهية املوضوع يف الدور الذي يشغله حمررو التصرفات العقارية يف كثري من القضااي اليت تعرض‬
‫أمام القضاء يف السنوات األخرية اليت يكونون فيها طرفا ابعتبارهم حمررو هذه التصرفات حمل النزاع اليت‬
‫يتم الطعن فيها ابلزور والنصب واخليانة وغريها من األفعال ‪ ،‬مما يعرضهم للمساءلة من أجل حتمل‬
‫مسؤولية اخلطأ املرتكب ‪.‬‬

‫وميكن صياغة إشكالية هذا املوضوع على الشكل التايل ‪" :‬فإىل أي ومدى وفق وجنح املشرع املغريب يف‬
‫إثبات املسؤولية اجلنائية والتأديبية حملرري التصرفات العقارية من خالل النصوص اخلاصة والعامة لتحقيق‬
‫السلم واألمن التعاقديني ومحاية املتعاقدين وضمان حقوقهم ‪".‬‬

‫وتبعا لذلك ولكون املسؤولية اجلنائية والتأديبية ملوثقي التصرفات العقارية ختضع جملموعة من القواعد‬
‫واألحكام املوضوعية اليت تشكل إطارها القانوين واملادي واملعنوي‪ ،‬فأننا سنتناول يف املبحث األول‪:‬‬
‫املسؤولية التأديبية حملرري التصرفات العقارية ‪ ،‬ويف املبحث الثاين‪ :‬املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات‬
‫العقارية‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املبحث األول‪ :‬املسؤولية التأديبية حملرري التصرفات العقارية‪.‬‬
‫املسؤولية التأديبية يقصد هبا جمموعة من اإلجراءات املرتتبة عن اإلخالل ابلواجب املهين‪ ،‬واليت تنتهي‬
‫بثبوت خطأ املخالف وتوقيع اجلزاء التأدييب عليه من قبل السلطة التأديبية املختصة‪ ،‬أو مبعىن آخر كل‬
‫إخالل بواجبات ومقتضيات الوظيفة سواء كان إجيابيا أو سلبيا‪ ،‬وسواء مت النص عليها قانوان أو كانت‬
‫مبناسبة أدائه ملهامه‪.‬‬
‫ومنه سنتناول يف هذا املبحث املسؤولية التأديبية حملرري التصرفات العقارية خمصصني احلديث يف‬
‫املطلب األول عن االخالالت والعقوابت على أن نتناول يف املطلب الثاين املسطرة املتبعة يف التأديب‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬اإلخالالت والعقوابت التأديبية حملرري التصرفات العقارية‪.‬‬


‫متع املشرع املهنيني املؤهلني لتحرير التصرفات العقارية مبجموعة من احلقوق‪ ،‬إال أنه ألزمهم يف مقابل‬
‫ذلك مبجموعة من االلتزامات والواجبات‪ ،‬نظرا ملا يفرتض فيهم من الكفاءة القانونية والتجربة املهنية‪،‬‬
‫ودراية بشكليات العقود وجوهرها‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فإن أي خطأ قد يرتتب عنه بطالن تلك العقود سيستوجب مساءلتهم‪ ،‬ومبا أننا يف صدد‬
‫احلديث عن املسؤولية التأديبية فإننا سنخصص هذا املطلب للوقوف عند املخالفات والعقوابت املهنية‬
‫لكل من املوثق والعدل وكذا احملامي املقبول للرتافع أمام حمكمة النقض‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬املخالفات والعقوابت املهنية للموثقني‪.‬‬

‫‪-1‬املخالفات املوجبة للتأديب‪.‬‬

‫إن االلتزامات الواقعة على املوثق كثرية ومتعددة‪ ،‬وقد سعى املشرع املغريب من خالل إثقال كاهل‬
‫املوثق بكل هذه االلتزامات جعل األطراف املتعاقدين يف اطمئنان إزاء حقوقهم‪ ،‬وابلرجوع للنصوص‬
‫املنظمة ملهنة التوثيق فإننا جند أن املخالفات اليت ميكن أن تنجم عن املوثق واليت تكون موضوع مسؤولية‬
‫أتديبية تنحصر يف املخالفات املتعلقة أبخالقية وأعراف املهنة (أ)‪ ،‬واملخالفات املتعلقة إبخالله‬
‫اباللتزامات القانونية الواجبة عليه واليت تدخل ضمن األخطاء املهنية(ب)‪.‬‬

‫أ‪-‬املخالفات املتعلقة أبخالقيات وأعراف املهنة‬

‫إن مهنة التوثيق مهنة منظمة ابلعديد من النصوص القانونية‪ ،‬هذه النصوص القانونية تفرض على‬
‫املزاولني هلا جمموعة من االلتزامات األخالقية جتاه هذه املهنة‪ ،‬ابإلضافة إىل أعرافها وتقاليدها وأدبياهتا‪،‬‬
‫وأي إخالل هبذه األخالقيات جيعل املوثق معرضا للمسؤولية‪ ،‬فالفقرة األوىل من املادة ‪ 73‬من القانون‬

‫‪4‬‬
‫‪ 32.09‬قد جاءت واضحة وذلك عندما نصت على أنه ‪ ” :‬ميكن إصدار عقوابت أتديبية ضد كل‬
‫موثق خالف النصوص القانونية املنظمة للمهنة‪ ،‬أو أخل بواجباته املهنية‪ ،‬أو ارتكب أعماال متس بشرف‬
‫املهنة أو االستقامة أو التجرد أو األخالق احلميدة أو أعراف املهنة‪”.‬‬
‫وابلتايل فكل إخالل من طرف املوثق أبخالقيات املهنة أو أعرافها وتقاليدها يرتب مسؤوليته‬
‫التأديبية‪ ،‬حيث اعترب جمموعة من الباحثني أن أساس هذه املسؤولية أي املسؤولية التأديبية يتجلى يف‬
‫)‪(1‬‬
‫جانب اخلطأ املهين وذلك ابإلخالل هبذه األعراف واألخالقيات‪.‬‬
‫هذا ما جيعل كل موثق ملزم ابحرتام معاين الشرف وحتليه ابألخالق وذلك ليحرر مبهنية عالية العقود‬
‫اليت يتلقاها‪ ،‬لدوام استمرار الثقة بني املوثق وزبنائه وبني شركائه)‪ (2‬أيضا‪ ،‬ويف ما يتعلق بعالقة املوثق مع‬
‫)‪(3‬‬
‫زبونه فهي أكثر عالقة يرتتب عنها املسؤولية التأديبية للموثق عند إخالله أبخالقيات املهنة يف إطارها‬
‫ومن بني الواجبات األخالقية اليت يكون املوثق ملزما هبا‪ ،‬التزامه بتقدمي النصح والرشد والتبصري‬
‫لزبنائه‪ ،‬فالتزام املوثق هذا جيب أن يكون على قدم املساواة ودون احنياز لطرف على طرف آخر‪ ،‬فهو‬
‫ملزم أبن يكشف لألطراف كل ما يتعلق مبوضوع العقد الذي هم بصدد إبرامه‪(4) ،‬وتعترب املادة ‪ 37‬من‬
‫)‪(5‬‬
‫قانون التوثيق أساس هذا االلتزام‪.‬‬

‫‪) (1‬يوسف أقصيب‪ ،‬املسؤولية القانونية للموثق‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف القانون اخلاص‪ ،‬السنة اجلامعية ‪-2010‬‬
‫‪ ،2011‬ص ‪.17‬‬
‫‪) (2‬تنص املادة ‪ 59‬من القانون ‪ 32.09‬على أنه‪ ” :‬ميكن ملوثقني أو أكثر إبرام عقد مشاركة يف الوسائل الالزمة‬
‫ملمارسة مهنتهم وإدارة وتسيري املكتب إذا كانوا معينني يف نفس الدائرة الرتابية للمحكمة االستئنافية‪.‬‬
‫ال جيوز أن تكتسي هذه املشاركة شكل شركة جتارية‪.‬‬
‫جيب أن تكون املشاركة حمل عقد حمرر تراعى فيه مقتضيات هذا القانون‪ ،‬وينص فيه خاصة على ضمان االستقالل‬
‫املهين للموثق وتقيده ابلسر املهين‪.‬‬
‫يضع اجمللس الوطين منوذجا هلذا العقد‪”.‬‬
‫‪) (3‬ايسني أدليمي‪ ،‬مقال بعنوان املسؤولية التأديبية على عمل املوثق وفق القانون ‪ 32.09‬املنظم ملهنة التوثيق‪ ،‬منشور‬
‫مبجلة القانون واألعمال الدولية‪ ،‬بتاريخ ‪ 17‬أغسطس‪2020 ,‬‬
‫‪) (4‬زبيدة مهداوي‪ ،‬محاية املتعاملني مع املوثق من خالل قانون ‪ ،32.09‬رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف القانون اخلاص‪،‬‬
‫السنة اجلامعية ‪ ،2012-2011‬ص ‪.89‬‬
‫‪) (5‬تنص الفقرة الثانية من املادة ‪ 37‬من القانون ‪ 32.09‬على أنه‪ ” :‬جيب على املوثق إسداء النصح لألطراف‪ ،‬كما‬
‫جيب عليه أن يبني هلم ما يعلمه خبصوص موضوع عقودهم‪ ،‬وأن يوضح هلم األبعاد واآلاثر اليت قد ترتتب عن العقود‬
‫اليت يتلقاها‪”.‬‬
‫‪5‬‬
‫هذا النصح الذي يلتزم املوثق بتقدميه جيب أن يتم قبل املرحلة التعاقدية أي قبل تعاقد األطراف‪،‬‬
‫واملوثق ملزم بتقدمي النصح ولو كان الطرف املتعاقد موثقا آخر وذلك لتفادي مسؤوليته التأديبية‪ ،‬فال‬
‫ميكن له أن يدفع مسؤوليته هاته حبجة أن الزبون يفرتض فيه معرفة املعلومات اليت هتم التصرف الذي هو‬
‫مقبل على إجنازه‪.‬‬
‫وقد قضت احملكمة االبتدائية مبراكش )‪(1‬يف حكم هلا ب ‪ ” :‬مؤاخذة املوثق من أجل حترير وعد‬
‫ابل بيع لعقار مثقل حبجز حتفظي دون إخطار املشرتي بوجود احلجز مما جيعله مرتكبا ملخالفة تتمثل يف‬
‫عدم القيام ابإلجراءات اخلاصة لضمان حجية العقد وابلتبعية فاملوثق يكون قد مس ابلثقة اليت وضعها‬
‫فيه األطراف مما يقضي مبتابعته ابلتوقيف عن ممارسة مهنة التوثيق العصري ملدة شهرين وحتميله الصائر”‬
‫وإىل جانب التزام املوثق ابلنصح فإنه يلتزم ابحملافظة على السر املهين واحلفاظ على سرية ما يبيحون‬
‫له به املتعاقدين من معلومات أثناء تعاقدهم ما عدا إذا نص القانون على خالف ذلك‪ ،‬وجيد هذا‬
‫االلتزام أساسه يف املادة ‪ 24‬من قانون التوثيق‪ ،‬وأي إخالل به يعرض املوثق ملسؤوليته التأديبية )‪ .(2‬وهذا‬
‫االلتزام ال يقتصر على املوثق فقط بل يشمل أيضا املتمرنني لديه وكدا أجرائه‪.‬‬
‫ومن األمور اليت تدخل أيضا ضمن أخالقيات املهنة احرتام املوثق روابط الزمالة‪ ،‬وذلك ابحرتام‬
‫زمالئه املوثقني اآلخرين‪ ،‬و احرتام قواعد اإلخالص واملنافسة الشريفة وعدم االعتماد على االحتيال‬
‫)‪(4‬‬
‫والسمسرة جللب زبنائه)‪(3‬ألن هذا فيه إضرار ابملهنة‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة إىل أن الظاهر من صياغة املادة ‪ 73‬السالفة الذكر‪ ،‬أن احلاالت الواردة فيها إمنا هي‬
‫على سبيل احلصر؛ ألن كل املخالفات اليت ميكن متابعة املوثق املخالف هبا ال خترج عن احلاالت السبع‬
‫)‪(5‬‬
‫املذكورة‪.‬‬

‫‪) (1‬حكم صادر عن احملكمة االبتدائية مبراكش رقم ‪ ،16‬بتاريخ ‪ 2009/10/15‬يف امللف عدد ‪،09/1/1517‬‬
‫أوردته لبىن الوزاين‪ ،‬املسؤولية التأديبية على ضوء العمل القضائي‪ ،‬مطبعة دار السالم‪ ،‬الطبعة األوىل‪ ،2011 ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪) (2‬تنص املادة ‪ 24‬من القانون ‪ 32.09‬على أنه‪ ” :‬يلزم املوثق ابحملافظة على السر املهين‪ ،‬ماعدا إذا نص القانون‬
‫على خالف ذلك‪ ،‬ويقع نفس اإللزام على املتمرنني لديه وأجرائه‪”.‬‬
‫‪) (3‬تنص املادة ‪ 90‬من القانون ‪ 32.09‬على أنه‪ ”:‬مينع على املوثق القيام مباشرة أو بواسطة الغري أبي عمل يدخل‬
‫يف نطاق مسسرة الزبناء أو جلبهم‪.‬‬
‫‪) (4‬ايسني أدليمي‪ ،‬مقال بعنوان املسؤولية التأديبية على عمل املوثق وفق القانون ‪ 32.09‬املنظم ملهنة التوثيق‪ ،‬منشور‬
‫مبجلة القانون واألعمال الدولية‪ ،‬بتاريخ ‪ 17‬أغسطس‪2020 ,‬‬
‫‪) (5‬عبد اللطيف الزويتيين‪،‬سلسلة دفاتر حمكمة النقض‪ ،‬العدد‪ ،20‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرابط ‪ ،2013‬ص‪.118‬‬
‫‪6‬‬
‫وما يؤكد حرص املشرع على محاية حقوق األفراد؛ هو إشارته لنفس املبادئ املرتبطة ابألمانة والنزاهة‬
‫واالستقامة والتجرد‪ ،‬ضمن املواد ‪ 2‬و‪ 73‬من القانون ‪ 32.09‬املنظم ملهنة التوثيق‪ ،‬لكن ما يطرح‬
‫اإلشكال هو مسألة حتديد األفعال اليت تعترب مسا بشرف املهنة أو االستقامة أو التجرد أو األخالق‪،‬‬
‫كوهنا مطلقة بدون حتديد أو حصر‪ ،‬سيما وأن االستقامة واألخالق احلميدة هلا معان ومفاهيم متعددة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ب‪-‬املخالفات الناجتة عن األخطاء املهنية للموثق‪.‬‬

‫يعترب إخالل املوثق اباللتزامات القانونية اليت يفرضها عليه القانون املنظم للمهنة من قبيل األخطاء‬
‫املهنية اليت توجب مساءلة املوثق أتديبيا‪ ،‬فاملادة ‪ 26‬من قانون التوثيق قد جاءت واضحة ونصت على‬
‫أنه‪ ” :‬يتحمل املوثق مسؤولية األضرار املرتتبة عن أخطائه املهنية‪ ،‬واألخطاء املهنية للمتمرنني لديه‪،‬‬
‫وأجرائه……"‪ ،‬وابلتايل فاملوثق ال يكون مسؤوال فقط عن أخطائه املهنية‪ ،‬بل مسؤوليته تشمل كل من‬
‫األخطاء املهنية للمتمرنني لديه‪ ،‬وكدا األخطاء املهنية ألجرائه‪.‬‬
‫ومن بني التصرفات اليت تدخل ضمن األخطاء املهنية للموثق واليت ترتب مسؤوليته التأديبية ما نصت‬
‫عليه املادة ‪ 33‬من قانون التوثيق‪ ،‬فاملوثق مينع عليه حتت مسؤوليته التأديبية أن يتسلم أمواال أو حيتفظ‬
‫هبا مقابل فوائد‪ ،‬ومينع عليه كذلك أن يستعمل ولو مؤقتا مبالغ أو قيما توجد يف عهدته أبي صفة كانت‬
‫فيما مل ختصص له‪ ،‬كما مينع عليه أن حيتفظ ابملبالغ اليت يف عهدته حلساب الغري أبي صفة كانت‪،‬‬
‫وجيب على املوثق وضعها فور تسلمها بصندوق اإليداع والتدبري‪.‬‬
‫أيضا من بني التصرفات اليت ترتب مسؤولية املوثق عن أخطائه املهنية عدم أتكده من الوضعية‬
‫القانونية للعقار هل هو مثقل أبي رهون أو تكاليف‪ ،‬وهل هو عقار حمفظ أو غري حمفظ أو يف طور‬
‫التحفيظ‪ ،‬وهل هو من العقارات القابلة للتفويت أو ال‪.‬‬
‫فإنه من بني االلتزامات اهل امة امللقاة على كاهل املوثق يف جمال املعامالت العقارية‪ ،‬التأكد من‬
‫الوضعية القانونية للعقار‪ ،‬وأي إخالل منه هبذا الواجب يعد تقصريا يعرضه للمسؤولية‪ ،‬وقد جاء يف قرار‬
‫حملكمة النقض ما يلي ‪ ” :‬إن عدم أتكد املوثق من وضعية العقار إزاء احملافظة العقارية وعدم إخبار‬
‫ا ألطراف بوضعيته احلقيقة يعترب تقصريا منه ابلقيام مبا كان عليه فعله ليتم التعاقد بشأنه بدون مشاكل‪،‬‬

‫‪) (1‬العلمي احلراق الوثيق يف شرح قانون التوثيق‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪-‬الرابط‪ ،‬ط‪ :‬األوىل‪ ،‬نونرب‪،2014‬‬
‫ص‪.158‬‬
‫‪7‬‬
‫واحملكمة ملا قضت مبعاقبته ابإليقاف عن مزاولة املهنة ثالثة أشهر بعلة ارتكابه للمخالفتني املنسوبتني إليه‬
‫)‪(1‬‬
‫تكون قد عللت قرارها تعليال كافيا وبنته على أساس"‪.‬‬
‫وجتدر اإلشارة أن اطالع املوثق على الوضعية القانونية للعقار‪ ،‬وأخذ شهادة عقارية تثبت خلوه من‬
‫الرهون والتحمالت غري كاف‪ ،‬ألن وضعية العقار تبقى قابلة للتغيري من حلظة إىل أخرى‪ ،‬ففي الفرتة‬
‫الفاصلة بني احلصول على الشهادة العقارية وحترير العقد وتوقيعه‪ ،‬ميكن أن يقوم البائع برهن العقار أو‬
‫بيعه‪ ،‬وهلذا فاملوثق ملزم بعدم تسليم الثمن للمشرتي إال بعد القيام بتقييده عقد البيع ابلرسم العقاري‬
‫)‪(2‬‬
‫واحلصول على شهادة عقارية تثبت أبن امللكية آلت إىل املشرتي‪.‬‬

‫‪-2‬العقوابت‪.‬‬

‫ابلرجوع لظهري ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬امللغى جنده كان يقسم العقوابت التأديبية اليت تكون يف حق املوثق‬
‫لدرجتني‪ ،‬العقوابت التأديبية من الدرجة األوىل واليت تشمل كل من اإلنذار والتوبيخ مع تسجيله يف‬
‫امللف‪ ،‬والعقوابت التأديبية من الدرجة الثانية واليت تشمل كل من التوقيف املؤقت والعزل‪.‬‬
‫غري أنه حسب القانون ‪ 32.09‬فإن العقوابت التأديبية تنقسم إىل نوعان أصلية وإضافية‪ ،‬وهذه‬
‫العقوابت ال تشمل املوثق فقط بل حىت املتمرنني‪.‬‬
‫فالعقوابت األصلية ابلنسبة للمتمرنني هي ‪ :‬اإلنذار والتوبيخ ووضع حد للتمرين)‪،(3‬وابلنسبة للموثقني‬
‫)‪(4‬‬
‫الرمسيني فهي اإلنذار والتوبيخ واإليقاف عن ممارسة املهنة ملدة ال تتجاوز السنة والعزل‪.‬‬
‫أما ابلنسبة للعقوابت اإلضافية فال تشمل إال املوثقني الرمسيني وهي املنصوص عليها يف مقتضيات‬
‫الفقرة األخرية من املادة ‪ 75‬واليت جاء فيها‪ ” :‬ميكن أن تكون العقوابت التأديبية الثالث األوىل مقرونة‬
‫بعقوابت إضافية كاحلرمان من احلق يف الرتشيح لعضوية اجمللس الوطين واجملالس اجلهوية للموثقني أو‬
‫التصويت يف االنتخاابت املتعلقة هبا وذلك ملدة ال تتجاوز ‪ 5‬سنوات‪”.‬‬
‫هذه العقوابت اإلضافية مل تكن واردة يف ظهري ‪ 4‬ماي ‪ 1925‬امللغى‪ ،‬ولعل التنصيص عليها يف هذا‬
‫القانون راجع للمستجد اجلديد الذي تناوله القسم السابع من القانون ‪ 32.09‬واملتعلق إبحداث اهليئة‬

‫‪) (1‬قرار حمكمة النقض الصادر بتاريخ ‪ 19‬فرباير ‪ ،2015‬قرار غري منشور‪.‬‬
‫‪) (2‬ايسني أدليمي‪ ،‬مقال بعنوان املسؤولية التأديبية على عمل املوثق وفق القانون ‪ 32.09‬املنظم ملهنة التوثيق‪ ،‬منشور‬
‫مبجلة القانون واألعمال الدولية‪ ،‬بتاريخ ‪ 17‬أغسطس‪2020 ,‬‬
‫‪) (3‬ملادة ‪ 72‬من القانون ‪.32.09‬‬
‫‪( )4‬المادة ‪ 75‬من القانون ‪.32.09‬‬
‫‪8‬‬
‫الوطنية للموثقني واجمللس الوطين واجملالس اجلهوية‪ ،‬حيث تعمد املشرع حرمان املوثقني املخالفني من‬
‫العضوية يف هذه اهليئات وحىت حرماهنم من حق التصويت جزاء هلم على ما ارتكبوه يف حق املهنة‪ ،‬وإذا‬
‫كان مبدأ الرباءة واإلدانة يتوقف على مدى توفر أدلة اإلثبات فإن املعيار يف حتديد العقوبة يدخل يف‬
‫اإلطار العام الذي هو تفريد اجلزاء وتشخيصه‪ ،‬فكلما كانت املخالفات بسيطة والضرر الناتج عنها‬
‫خفيفا كلما اقتصرت العقوبة على اإلنذار والتوبيخ‪ ،‬وكلما كانت املخالفات خطرية والضرر الناتج عنها‬
‫فادحا‪ ،‬كلما كانت العقوبة مشددة وقد تصل إىل اإليقاف أو العزل حسب األحوال‪ ،‬كما أن شخص‬
‫املوثق نفسه يؤخذ بعني االعتبار يف حتدي د العقوبة‪ ،‬ويف مجيع األحوال يبقى األمر موكوال يف ذلك‬
‫)‪(1‬‬
‫للسلطة التقديرية ألعضاء اللجنة ولقضاة احملكمة اإلدارية عند البث يف الطعن ضد املقررات التأديبية‪.‬‬
‫وقد يتساءل املرء عن اإليقاف املؤقت الذي أيمر به السيد الوكيل العام للملك بعد استئذان السيد‬
‫وزير العدل واحلرايت يف إطار املادة ‪(2) 78‬من القانون وذلك كلما فتحت متابعة أتديبية أو جنحية أو‬
‫جنائية ضد موثق إما ألسباب مهنية أو عند اعتقاله بسبب ميس الشرف‪ ،‬وحىت قبل إجراء املتابعات إذا‬
‫تبني من أي مراقبة أو تفتيش وجود خطورة على أصول العقود واحملفوظات واألصول واملستندات والقيم‬
‫املؤمن عليها هل يدخل ذلك اإليقاف يف إطار العقوابت التأديبية أم أنه جمرد تدبري احرتازي يلجأ إليه‬
‫الوكيل العام للملك يف تلك احلاالت حلماية املهنة واحلفاظ على حقوق املتعاقدين‪ ،‬وضمان األمن‬
‫التعاقدي‪.‬‬
‫إال أن هذه اإلمكانية املمنوحة للوكيل العام ال تعدو أن تكون سوى إجراء احرتازي يلجأ إليه عندما‬
‫يتعلق األمر ببعض احلاالت اخلطرية اليت يصبح معها املوثق يف وضعية ال تؤهله للممارسة‪ ،‬ويصبح من‬
‫املصلحة شل يده عن التوثيق‪ ،‬وهي حاالت جاءت مقرونة يف حالة املتابعة ابخلروقات املهنية أو‬
‫ابالعتقال‪ ،‬وميكن األمر هبذا اإليقا ف حىت وقبل املتابعة عندما يظهر أن هناك خطورة قد تلحق الضرر‬
‫أبصول العقود واحملفوظات واألصول واملستندات والقيم املؤمن عليها‪ ،‬وال تدخل يف إطار العقوبة التأديبية‬

‫‪) (1‬عبد اللطيف الزويتيين‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.128‬‬


‫‪() 2‬تنص الفقرة األوىل والثانية من املادة ‪ 78‬من القانون ‪ 32.09‬على أنه‪ ” :‬ميكن للوكيل العام للملك كلما فتحت‬
‫متابعة أتديبية أو جنحية او جنائية ضد موثق إما ألسباب مهنية أو عند اعتقاله بسبب ميس الشرف‪ ،‬أو يوقفه مؤقتا‬
‫عن عمله إبذن من وزير العدل‪.‬‬
‫ميكن وفق نفس الكيفية األمر ابإليقاف املؤقت ولو قبل إجراء املتابعات اجلنائية أو التأديبية إذا تبني من أي مراقبة او‬
‫تفتيش وجود خطورة على أصول العقود واحملفوظات واالموال والسندات والقيم املؤمتن عليها‪”.‬‬
‫‪9‬‬
‫اليت هلا مسطرة خاصة‪ ،‬وأمر حتريك املتابعة فيها موكول للسيد الوكيل العام‪ ،‬والتصريح هبا من اختصاص‬
‫)‪(1‬‬
‫اللجنة املنصوص عليها يف املادة ‪.11‬‬
‫وصالحية الوكيل العام ليست مطلقة يف هذا الباب‪ ،‬بل منحصرة يف جمرد االقرتاح ويبقى إذن السيد‬
‫)‪(2‬‬
‫وزير العدل واحلرايت إلزاميا يف اإليقاف املؤقت‪.‬‬
‫)‪(3‬‬
‫ويبقى الطعن يف هذا اإليقاف ممكنا أمام اللجنة املنصوص عليها يف مقتضيات املادة ‪.11‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املخالفات والعقوابت املهنية للعدول‪.‬‬

‫‪-1‬املخالفات املوجبة للتأديب‪.‬‬

‫خالفا للمادة ‪ 73‬من القانون ‪ 32.09‬اليت حددت حاالت املخالفات املهنية املوجبة إلاثرة‬
‫مسؤولية املوثق التأديبية على سبيل احلصر‪ ،‬فإنه وابلرجوع إىل املادة ‪ 42‬من القانون ‪ 16.03‬املنظم‬
‫خلطة العدالة‪ ،‬فيالحظ أهنا جاءت عامة‪ ،‬حيث جاء يف صياغتها ما يلي‪ ":‬يتعرض العدل كلما ارتكب‬
‫خمالفة للقواعد املقررة أو إخالال ابلواجبات املفروضة عليه طبقا للنصوص القانونية أو التنظيمية املعمول‬
‫هبا‪ ،‬ملتابعة أتديبية‪ ،‬وفق املقتضيات احملددة يف هذا القسم"‪.‬‬

‫‪) (1‬تنص املادة ‪ 11‬من قانون التوثيق على انه‪ ” :‬تتكون اللجنة املكلفة إببداء الرأي يف تعيني املوثقني ونقلهم وإعفائهم‬
‫وإعادة تعيينهم والبت يف املتابعات التأديبية للموثقني واملتمرنني من‪:‬‬
‫ـ ـ وزير العدل بصفته رئيسا أو من ميثله؛‬
‫ـ ـ الوزير املكلف بقطاع املالية أو من ميثله؛‬
‫ـ ـ األمني العام للحكومة أو من ميثله؛‬
‫ـ ـ رئيس أول حملكمة استئناف او انئبه؛‬
‫ـ ـ وكيل عام للملك لدى حمكمة استئناف أو انئبه؛‬
‫ـ ـ قاض ابإلدارة املركزية لوزارة العدل من الدرجة األوىل على األقل بصفته مقررا؛‬
‫يعني كل من الرئيس األول والوكيل العام للملك وانئبيهما والقاضي ابإلدارة املركزية من طرف وزير العدل‪.‬‬
‫ـ ـ رئيس اجمللس الوطين للموثقني أو من ينوب عنه؛‬
‫ـ ـ رئيسي جملسني ينتدابن من طرف رئيس اجمللس الوطين‪.‬‬
‫حتدد طريقة عمل اللجنة بنص تنظيمي‪”.‬‬
‫‪) (2‬عبد اللطيف الزويتيين‪ ،‬أساس املسؤولية التأديبية من خالل قانون ‪ 32.09‬والعمل القضائي‪ ،‬ص‪.129‬‬
‫‪) (3‬تنص الفقرة الثالثة من املادة ‪ 78‬من القانون ‪ 32.09‬على أنه‪ ” :‬يقوم الوكيل العام للملك بتبليغ األمر ابإليقاف‬
‫املؤقت إىل املعين ابألمر وإىل اجمللس اجلهوي للموثقني ويسهر على تنفيذه‪ ،‬وميكن للموثق املوقف الطعن يف هذا اإلجراء‬
‫أمام اللجنة املشار إليها يف املادة ‪”.11‬‬
‫‪10‬‬
‫فاملخالفات املهنية اليت ميكن أن يقع فيها العدل‪ ،‬ال ختضع من الناحية القانونية ملبدأ الشرعية الذي‬
‫حيكم املسؤولية اجلنائية إذ هي كثرية وال تقع حتت احلصر‪ ،‬وترجع سلطة تكييفها إىل غرفة املشورة‬
‫)‪(1‬‬
‫املختصة مبتابعة العدل أتديبيا‪.‬‬
‫وعموما‪ ،‬فاملقصود ابلقواعد املقررة وابلواجبات املفروضة‪ ،‬تلك اليت قررهتا وأوجبتها مطلق النصوص‬
‫القانونية‪ ،‬سواء ما نص عليه يف القانون املنظم خلطة العدالة‪ ،‬أو يف القوانني اخلاصة‪ ،‬وكذلك تلك اليت‬
‫قررهتا النصوص التنظيمية املتخذة لتطبيق هذا القانون )‪ ،(2‬وهو ما كرسه قرار صادر عن حمكمة‬
‫االستئناف بفاس‪ ،‬ورد فيه‪:‬‬
‫" املخالفات املهنية اليت يطاهلا جزاء املادة ‪ 43‬من قانون ‪ 16.03‬هي املخالفات ألحكام القواعد‬
‫)‪(3‬‬
‫املقررة‪ ،‬أو االخالل ابلواجبات املفروضة طبقا للنصوص القانونية أو التنظيمية املعمول هبا" ‪.‬‬

‫‪-2‬العقوابت التأديبية املقررة للعدل املخالف‪.‬‬

‫لئن كانت املخالفات املهنية املوجبة ملساءلة العدل أتديبيا غري حمددة‪ ،‬فإن العقوابت املقررة هلا حمددة‬
‫على سبيل احلصر‪ ،‬فقد نص املشرع يف املادة ‪ 39‬على أن العدل املتمرن ميكن أن يتعرض كلما أخل‬
‫بواجباته التدريبية أو ارتكب فعال خمال بشرف املهنة‪ ،‬إلحدى العقوابت التأديبية اآلتية‪:‬‬

‫– اإلنذار ؛‬

‫– التوبيخ ؛‬
‫– وضع حد للتمرين‪.‬‬
‫وتصدر هذه العقوابت املشار إليها أعاله مبقتضى قرار لوزير العدل بناء على اقرتاح جلنة يتم تكوينها‬
‫بنص تنظيمي‪.‬‬
‫وحسب املادة ‪ 40‬من هذا القانون فإن العدل خيضع يف مزاولة عمله ملراقبة وزير العدل والقاضي‬
‫املكلف ابلتوثيق‪ .‬وقد نص املشرع يف املادة املوالية ‪ 41‬أن التقدم بشكاية ضد عدل متمرس يدفع‬
‫ابلنيابة العامة ل دى حمكمة االستئناف إىل إجراء حبث أويل ضد العدل املنسوب له االخالل‪ .‬وذلك مع‬
‫القاضي املكلف ابلتوثيق التابع لدائرة نفوذه العدل املشتكى به‪ ،‬ما مل يكن هو الذي أاثر املخالفة‪ ،‬وكذا‬

‫‪) ( 1‬رشيد إدمسعود‪ ،‬احلماية القانونية للمستهلك من خالل توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاسرت‪ ،‬املوسم‬
‫اجلامعي‪.2020/2019:‬‬
‫‪) ( 2‬العلمي احلراق‪ ،‬الوجيز يف شرح قانون خطة العدالة‪ ،‬ص‪.133‬‬
‫‪) (3‬قرار عدد‪ ،24/24 :‬الصادر بتاريخ ‪24‬أبريل ‪ ،2012‬يف امللف عدد‪( .1209/11/1637 :‬قرار غري منشور)‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫برأي اجمللس اجلهوي للعدول بدائرة حمكمة االستئناف املنصوص عليه يف املادة ‪ 52‬بعده‪ .‬ومهما يكن‬
‫من أمر فإن العدل املنسوب له االخالل يتعرض كلما ارتكب خمالفة للقواعد املقررة أو إخالال ابلواجبات‬
‫املفروضة عليه طبقا للنصوص القانونية أو التنظيمية املعمول هبا‪ ،‬ملتابعة أتديبية وقد حدد املشرع هذه‬
‫العقوابت يف املادة ‪ 43‬من نفس القانون وهي‪:‬‬

‫– اإلنذار ؛‬

‫– التوبيخ ؛‬
‫– اإلقصاء املؤقت عن العمل ملدة ال تتجاوز سنة ؛‬

‫– العزل‪.‬‬
‫ويفهم من املادة ‪ 43‬أن لغرفة املشورة السلطة التقديرية الكاملة يف إنزال العقوبة املناسبة لكل خمالفة؛‬
‫)‪(1‬‬
‫تبعا لوقعها وخطورهتا دون أن تكون ملزمة ابلرتتيب الوارد يف النص القانوين؛ وهو كذلك‪.‬‬
‫ويرى الدكتور العلمي احلراق أنه من دأب على الوقوع يف احملظور وارتكاب املخالفات واالخالالت‬
‫بواجبات املهنة؛ ينبغي أن تشدد عليه العقوبة بشكل تصاعدي إىل أن يعزل من اخلطة‪ ،‬كما ينبغي لغرفة‬
‫املشورة أن تنزل عقوبة العزل مباشرة على كل عدل حكم عليه ابلسجن أو ابحلبس النافذ أو موقوف‬
‫التنفيذ‪ ،‬من أجل جرمية ارتكبها‪ ،‬سواء كانت هلا عالقة مبهامه أو ما ميس شرف املهنة‪ ،‬أو ليست هلا‬
‫عالقة بذلك‪ ،‬كمطلق اجلرائم اليت يرتكبها العدل يف حياته اخلاصة كجرمية الفساد واخليانة الزوجية‬
‫)‪(2‬‬
‫والسكر العلين وغريها من اجلرائم اليت تتناىف شرعا وفقها مع وصفه كعدل شاهد‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬املخالفات والعقوابت املهنية للمحامي املقبول للرتافع أمام حمكمة النقض‪.‬‬

‫‪-1‬املخالفات التأديبية للمحامي مبناسبة توثيقه التصرفات العقارية‪.‬‬

‫ابلرغم من أن املشرع مل يشر صراحة إىل مسؤولية احملامي التأديبية مبناسبة حتريره للعقود‪ ،‬غري أن ذلك‬
‫ال يعفيه من حتمل مسؤولية املخالفات املهنية املرتتبة عن ذلك؛ إذ أنه ابلرجوع للمادة ‪ 61‬من قانون‬
‫احملاماة جند أهنا نصت على أنه" يعاقب أتديبيا‪ ،‬احملامي الذي يرتكب خمالفة للنصوص القانونية‪ ،‬أو‬

‫‪) (1‬العلمي احلراق‪ ،‬التوثيق العديل بني الفقه املالكي والتقنني املغريب وتطبيقاته يف مدونة األسرة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬طبعة‬
‫معدل ‪ ،2009‬ص‪.324‬‬
‫‪) (2‬العلمي احلراق‪ ،‬التوثيق العديل بني الفقه املالكي والتقنني املغريب وتطبيقاته يف مدونة األسرة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.324‬‬
‫‪12‬‬
‫التنظيمية‪ ،‬أو قواعد املهنة أو أعرافها‪ ،‬أو إخالال ابملروءة والشرف‪ ،‬ولو تعلق األمر أبعمال خارجة عن‬
‫النطاق املهين"‪.‬‬
‫واملالحظ من نص املادة أن املخالفات ميكن أن تنشأ عن ممارسة املهنة‪ ،‬كما ميكن أن تنشأ عن‬
‫أعمال خارجة عنها‪ ،‬وإذا كانت عبارة املادة عامة وفضفاضة‪ ،‬فالغالب أن املشرع قد انصرفت نيته‬
‫لذلك‪ ،‬كي تشمل العدد األكرب من املخالفات اليت ميكن أن يرتكبها احملامي يف حياته املهنية أو اخلاصة‪.‬‬
‫)‪(1‬‬

‫ومبا أن من مهام احملامي املقبول للرتافع أمام حمكمة النقض‪ ،‬هو حترير العقود العقارية‪ ،‬فإنه ميكن‬
‫االعتماد على مقتضيات املادة أعاله واليت جاءت بعبارات فضفاضة وعامة تشمل أيضا حىت املخالفات‬
‫اليت ميكن للمحامي ارتكاهبا عند حتريره للعقود العقارية مما يرتب عليه املتابعة التأديبية‪ ،‬كلما خالف‬
‫النصوص القانونية أو التنظيمية أو قواعد املهنة أو اخالل ابملروءة والشرف ولو تعلق األمر أبعمال‬
‫)‪(2‬‬
‫خارجة عن النطاق املهين‪.‬‬

‫‪-2‬العقوابت التأديبية للمحامي مبناسبة توثيقه التصرفات العقارية‪.‬‬

‫نصت املادة ‪ 62‬من القانون املنظم ملهنة احملاماة على هذه العقوابت التأديبية‪ ،‬حيث جاء فيها‪":‬‬
‫العقوابت التأديبية هي‪:‬‬

‫·اإلنذار؛‬
‫·التوبيخ؛‬

‫·اإليقاف عن ممارسة املهنة ملدة ال تزيد عن ثالث سنوات ؛‬


‫·التشطيب من اجلدول أو من الئحة التمرين ‪ ،‬أو سحب الصفة الشرفية‪.‬‬
‫ميكن أن يتضمن املقرر الصادر ابإليقاف عقوبة إضافية‪ ،‬بتعليق منطوقه بكتابة اهليئة ملدة معينة‪.‬‬

‫يتعني تعليق منطوق املقرر الصادر‪ ،‬بصفة هنائية‪ ،‬ابلتشطيب‪."...‬‬

‫‪) (1‬خالد املروين‪ ،‬التأديب يف مهنة احملاماة‪ ،‬مقال منشور مبجلة احملاماة‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،54-53‬أبريل ‪،2011‬‬
‫ص‪.44‬‬
‫‪) (2‬هاجر غنا ‪،‬حمررات احملامي وأثرها يف األمن التعاقدي فقها وقانوان ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاسرت ‪ ،‬كلية الشريعة ايت‬
‫ملول ‪ 2021 =2020‬ص‪.207‬‬
‫‪13‬‬
‫واملستفاد من هذه املادة‪ ،‬هو أن عقوبيت اإلنذار والتوبيخ مها األخف من بني العقوابت األربع‪ ،‬وهو‬
‫ما يعين أن املق رر التأدييب الصادر ابإلنذار أو التوبيخ ال ميكن مشله بعقوبة تعليقه بكتابة اهليئة‪ ،‬خالفا ملا‬
‫كان ينص عليه القانون القدمي مبقتضى املادة ‪ 60‬منه‪ ،‬وأن الغاية من سنها لفت انتباه احملامي املتابع إىل‬
‫املخالفة املهنية اليت ارتكبها‪ ،‬دون أن يكون هلما أتثري على ممارسته املهنة‪ ،‬سوى أهنما قد تشكالن يف‬
‫حالة ارتكابه ملخالفة أخرى‪ ،‬قد تسمح جمللس اهليئة إبيقاع عقوبة أشد‪.‬‬
‫كما جتدر اإلشارة إىل أن قانون مهنة احملاماة تضمن مقتضيات خبصوص رد االعتبار‪ ،‬حيث مدد‬
‫مقتضياته لتشمل عقوبة اإليقاف عن ممارسة املهنة‪ ،‬وتبعا لذلك نصت املادة ‪ 62‬على أنه جيوز‬
‫للمحامي الذي صدر يف حقه مقرر أتدييب هنائي ابإلنذار أو التوبيخ أو اإليقاف أن يقدم جمللس اهليئة‬
‫التماسا برد االعتبار‪ ،‬يبث يف اجمللس داخل أجل شهر من اتريخ التوصل به‪.‬‬
‫وبناء عليه‪ ،‬فإن املتمعن يف مقتضيات املادة ‪ 62‬وخاصة عبارة" العقوابت التأديبية" يالحظ أبهنا‬
‫جاءت بصياغة عامة وفضفاضة تشمل مجيع املخالفات التأديبية اليت ميكن أن يقوم هبا احملامي وإن‬
‫تعلقت بتوثيقه للعقود العقارية‪ ،‬ومما يعين أن احملامي املقبول للرتافع أمام حمكمة النقض ميكن متابعته‬
‫)‪(1‬‬
‫أتديبيا يف حالة إخالله بقواعد وأخالقيات مهنة التوثيق‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مسطرة أتديب حمرري التصرفات العقارية‬


‫إن إخالل موثقي التصرفات العقارية إبحدى الواجبات املهنية‪ ،‬أو النصوص القانونية املنظمة ملهنهم‪،‬‬
‫قد يشكل سببا وجيها‪ ،‬ومربرا أساسيا‪ ،‬لتحريك املتابعة التأديبية يف حقهم محاية للمهنة‪ .‬ومنه سنتناول‬
‫يف هذا املطلب املسطرة املتبعة لتأديب كل من املوثق (الفقرة األوىل )‪ ،‬والعدل (الفقرة الثانية)‪ ،‬واحملامي‬
‫املقبول للرتافع أمام حمكمة النقض(الفقرة الثالثة)‪ ،‬ابعتبارهم األشخاص املوكل هلم حترير العقود‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬مسطرة أتديب املوثق‪.‬‬

‫‪-1‬حتريك املتابعة‪.‬‬

‫‪) (1‬هاجر غنا‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.207‬‬

‫‪14‬‬
‫ابلرجوع إىل مقتضيات املادة ‪ 74‬من القانون رقم ‪(1) 32.09‬املنظم ملهنة التوثيق السالف الذكر‬
‫فإن املتابعة التأديبية يتم حتريكها من طرف السيد الوكيل العام للملك تلقائيا‪ ،‬أو بناء على ملتمس يقدمه‬
‫)‪(2‬‬
‫رئيس اجمللس اجلهوي للموثقني‪.‬‬
‫حيث ال تتم املتابعة إال بعد إجراء حبث من طرف الوكيل العام للملك‪ ،‬أو بناء على تقارير املراقبة‬
‫اليت تتوالها النيابة العامة‪ ،‬ووزارة املالية بشكل مزدوج‪ ،‬أو النيابة العامة مبفردها‪ ،‬وكذلك بناء على تقدمي‬
‫ملتمس من طرف رئيس اجمللس اجلهوي للموثقني‪.‬‬
‫عمليا ما تكون املتابعة التأديبية للموثق مبنية على أساس خمرجات تقارير عملية املراقبة اليت خيضع هلا‬
‫املوثقني؛ أو شكاية ضده‪ ،‬كما ميكن أن تؤسس هذه املتابعة على قيام دعوى عمومية ضد املوثق؛ إذ‬
‫تعمد اللجنة املنصوص عليها يف مقتضيات املادة ‪ 11‬إىل البث يف املتابعة التأديبية ابملوازاة مع الدعوى‬
‫)‪(3‬‬
‫اجلنائية‪ ،‬وذلك بناء على ملتمس رئيس اجمللس اجلهوي للموثقني‪.‬‬
‫يعمل الوكيل العام للملك‪ ،‬قبل إحالة امللف لوزير العدل‪ ،‬إبحالته على رئيس اجمللس اجلهوي‬
‫للموثقني‪ ،‬قصد إعادة النظر يف الشكاية‪ ،‬ويتعني عليه أن يرفع تقريرا مفصال إىل الوكيل العام للملك‬
‫لدى حمكمة االستئناف املعني بدائرة نفوذها املوثق موضوع الشكاية وذلك يف أجل أقصاه شهر من‬
‫اتريخ التوصل هبا؛ ويف حالة عدم تقدمي ذلك التقرير يف األجل احملدد‪ ،‬ميكن للوكيل العام للملك أن‬
‫)‪(4‬‬
‫يتخذ ما يراه مناسبا بعد إجراء حبث يف املوضوع‪.‬‬

‫‪-2‬مسطرة احملاكمة‪.‬‬

‫‪) (1‬تنص املادة ‪ 74‬من القانون ‪ 32.09‬على ما يلي‪ ":‬تنظر اللجنة املشار إليها يف املادة ‪ 11‬من هذا القانون يف‬
‫املتابعات التأديبية املثارة تلقائيا من طرف الوكيل العام للملك لدى حمكمة االستئناف املعني بدائرة نفوذها املوثق‪ ،‬أو‬
‫بناء على ملتمس يقدم من طرف رئيس اجمللس اجلهوي إىل الوكيل العام للملك"‪.‬‬
‫‪) 2‬تنص املادة ‪ 79‬من القانون ‪ 32.09‬على ما يلي‪" :‬يبدي اجمللس اجلهوي للموثقني النظر يف كل شكاية أحيلت إليه‬
‫من لدن الوكيل العام للملك‪ ،‬ويتعني عليه سواء يف هذه احلالة أو إذا تلقى الشكاية مباشرة أن يرفع تقريرا يف شأهنا إىل‬
‫الوكيل العام للملك لدى حمكمة االستئناف املعني بدائرة نفوذها املوثق املشتكى به ‪ ،‬وذلك داخل أجل شهر من اتريخ‬
‫التوصل هبا‪ ،‬وإذا مل يقدم تقريره خالل األجل احملدد‪ ،‬ميكن للوكيل العام للملك أن يتخذ ما يراه مناسبا بعد إجراء حبث‬
‫يف املوضوع"‪.‬‬
‫‪) (3‬عثمان بنمنصور‪ ،‬النظام القانوين ملهنة التوثيق ابملغرب‪ ،‬قراءة حتليلية ونقية ملقتضيات القانون ‪ 32.09‬املنظم ملهنة‬
‫التوثيق والنصوص التنظيمية للمهنة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬الطبعة ‪ ،2022‬ص‪.188‬‬
‫‪) (4‬املادة ‪ 79‬من القانون ‪ 32.09‬املنظم خلطة العدالة‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫بعد أن يثبت للوكيل العام للملك تبعا للتحرايت اليت جيريها يف املوضوع وجود أدلة كافية ملتابعة املوثق‬
‫أتديبيا‪ ،‬حييل القضية على اللجنة املنصوص عليها يف املادة ‪ 11‬من القانون رقم ‪ ،32.09‬اليت تضمنت‬
‫خمتلف الفعاليات اليت هلا عالقة مبوضوع التوثيق‪ ،‬وهذا ما اعتربه السادة املوثقني مكسبا مهما من شأنه‬
‫أن يصون قدسية املهنة‪(1) ،‬وتكون املسطرة أمام هذه اللجنة شفوية‪.‬‬
‫أما االستدعاء فيكون وفق الطريقة املنصوص عليها يف املادة ‪(2) 82‬من القانون السالف الذكر‪ ،‬وإذا‬
‫مل حيضر املوثق املخالف رغم استدعاءه بصفة قانونية‪ ،‬ومل يديل أبي عذر‪ ،‬فإن اللجنة تبث يف املتابعة‬
‫مبقرر معلل‪ .‬وإذا ثبت للجنة يف القضية املعروضة عليها‪ ،‬وجه رئيس هذه اللجنة املقرر التأدييب وفق‬
‫الكيفية املنصوص عليها يف املادة ‪(3) 83‬من القانون املنظم ملهنة التوثيق‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬وتعترب املقررات التأديبية الصادرة عن اللجنة املشار إليها آنفا عقوابت أتديبية حتدث آاثرا يف‬
‫املراكز القانونية للموثقني اخلاضعني ملسطرة الـتأديب‪ ،‬لذلك فهي ختضع للرقابة القضائية عن طريق دعوى‬
‫اإللغاء أمام احملاكم اإلدارية املختصة )‪(4‬وهي جهة قضائية تتوفر فيها كل الضماانت لتحقيق احملاكمة‬
‫)‪(5‬‬
‫العادلة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مسطرة أتديب العدل‪.‬‬

‫‪-1‬حتريك املتابعة‪.‬‬

‫‪) (1‬عبد اللطيف الزويتيين‪ ،‬ص‪.126:‬‬


‫‪() 2‬املادة ‪" 82‬يتم استدعاء املوثق املعين ابألمر قبل مخسة عشر يوما من التاريخ احملدد للنظر يف املتابعة برسالة مضمونة‬
‫مع إشعار ابلتوصل أو بواسطة النيابة العامة‪.‬‬
‫حيدد يف االستدعاء يوم وساعة ومكان اجتماع اللجنة ويشار فيه أيضا إىل الوقائع املتابع من أجلها املوثق مع إشعاره‬
‫إبمكانية اختيار موثق أو حمام أو مها معا ملؤازرته‪ ،‬وحقه يف االطالع على مجيع واثئق امللف واحلصول على نسخ منها‪.‬‬
‫جيب على املوثق املتابع املثول شخصيا أمام اللجنة‪ ،‬وإذا مل حيضر رغم استدعائه بصفة قانونية ومل يدل أبي عذر مقبول‬
‫بتت اللجنة يف املتابعة مبقرر معلل"‪.‬‬
‫‪) 3‬املادة ‪" 83‬يوجه رئيس اللجنة املقرر التأدييب إىل الوكيل العام للملك املختص الذي يبلغه إىل املوثق املعين ابألمر‬
‫داخل شهر من اتريخ صدوره‪.‬‬
‫ينجز حمضر لتبليغ نسخة من القرار إىل املوثق املعين ابألمر وتوجه نسخة أخرى إىل وزارة العدل واجمللس الوطين واجمللس‬
‫اجلهوي للموثقني‪.‬‬
‫يشعر رئيس اللجنة كال من الوزير املكلف ابملالية واحملافظ العام على امللكية العقارية بعقوبة اإليقاف أو العزل الصادرة‬
‫يف حق موثق"‪.‬‬
‫‪) (4‬الفقرة األوىل من املادة ‪ 47‬من القانون ‪ 16.03‬املنظم خلطة العدالة‪.‬‬
‫‪) (5‬عبد اللطيف الزويتيين‪ ،‬ص‪.131:‬‬
‫‪16‬‬
‫إذا ثبت للنيابة العامة وجود أدلة تورط العدل يف خمالفة مهنية تستوجب متابعته أتديبيا‪ ،‬فإن الوكيل‬
‫العام للملك حييل املتابعة التأديبية على حمكمة االستئناف )‪ (1‬املعني بدائرة نفوذها العدل‪.‬‬
‫حيث تبث فيها احملكمة املذكورة يف غرفة املشورة‪ ،‬وهي مكونة من مخسة أعضاء‪ ،‬بعد استدعاء‬
‫‪(2‬‬
‫األطراف املعنية لسماع مالحظاهتم ومستنتجاهتم الكتابية‪.‬‬
‫ورغم كون غرفة املشورة اليت يتابع العدول أمامها مكونة من مخسة مستشارين بدل ثالثة‪ ،‬يهدف إىل‬
‫ضمان محاية العدول مما قد يتعرضون له من سوء فهم للمخالفات املهنية اليت تستوجب متابعتهم‬
‫أتديبيا؛)‪ (3‬فإن عدم إسناد اختصاص البث يف املتابعات التأديبية إىل جلنة شاملة لكل الفعاليات اليت هلا‬
‫عالقة مبؤسسة التوثيق العديل‪ ،‬قد ال يكون كافيا لضمان عدم شعور السادة العدول بعدم االطمئنان؛‬
‫لكوهنم حياكمون من جهة قد ال يكون هلا أي اطالع على عملهم‪ ،‬كما أن عدم إشراك األجهزة املمثلة‬
‫للمهنة يف اختاذ القرارات التأديبية سيجعل النظام التأدييب قاصرا على حتقيق النظام والصرامة الضروريني‪،‬‬
‫بل اعترب بعض الباحثني‪ ،‬أن إسناد مهمة التحقيق للهيئة القضائية يف هذه األحوال يعترب مساسا ابملهنة‬
‫واستقالليتها؛ ومن مث وجب حصر مهمة القضاء يف الرقابة والسهر على حسن تطبيق القانون‪.‬‬
‫أما إسناد مهمة البث يف املتابعات التأديبية للجنة منبثقة عن كل الفعاليات اليت هلا عالقة مبؤسسة‬
‫التوثيق العديل‪ ،‬كما هو الشأن ابلنسبة للجنة املنصوص عليها يف املادة ‪ 11‬من القانون ‪ ،32.09‬ومبا‬
‫هلا من وعي كاف خببااي هذه املؤسسة‪ ،‬من شأنه أن يسهل مهمة تكييف ما يعترب خطأ مهنيا يستوجب‬
‫املتابعة وما ليس كذلك؛ ومن مث ضمان محاية أكيدة للعدول ولقدسية املهنة‪ ،‬وسينعكس كل ذلك إجيااب‬
‫)‪(4‬‬
‫على مراتدي هذه املؤسسة‪.‬‬

‫‪-2‬مسطرة احملاكمة‪.‬‬

‫بعد أن تتم إحالة العدل على حمكمة االستئناف من قبل الوكيل العام للملك‪ ،‬تطبق طبقا للفقرة‬
‫الثانية من املادة ‪ 47‬من القانون املنظم خلطة العدالة قواعد املسطرة العادية‪.‬‬

‫‪) (1‬الفقرة األوىل من املادة ‪ 47‬من القانون ‪16.03‬‬


‫‪) (2‬الفقرة الثانية من املادة ‪ 47‬من القانون رقم ‪ 16.03‬املنظم خلطة العدالة‪.‬‬
‫‪) (3‬العلمي احلراق‪ ،‬الوجيز يف شرح القانون املتعلق خبطة العدالة‪ ،‬ص‪.137‬‬
‫‪) (4‬رشيد إدمسعود‪ ،‬احلماية القانونية للمستهلك من خالل توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬رسالة لنيل شهادة املاسرت‪ ،‬املوسم‬
‫اجلامعي‪ ،2020/2019:‬ص‪.112:‬‬
‫‪17‬‬
‫ولضمان احملاكمة العادلة‪ ،‬فإنه وإن متت مناقشة القضية أمام حمكمة االستئناف سراي بغرفة املشورة‪،‬‬
‫)‪(1‬‬
‫فإنه يلزم النطق ابحلكم يف جلسة علنية‪ ،‬وهو ما أكده قرار صادر عن حمكمة النقض‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة ‪ :‬مسطرة أتديب احملامي املقبول للرتافع أمام حمكمة النقض‪.‬‬

‫أسند املشرع للوكيل العام لدى حمكمة االستئناف‪ ،‬إىل جانب جملس اهليئة نفسه‪ ،‬مهمة حتريك‬
‫املتابعة ضد احملامي )‪ (2‬املرتكب ملخالفة مهنية تستوجب متابعته أتديبيا‪ ،‬على أن تتم إحالتها على نقيب‬
‫اهليئة كجهة موكول هلا االختصاص يف البث يف الشكاايت املرفوعة للهيئة مباشرة‪ ،‬أو احملالة عليه من‬
‫طرف الوكيل العام للملك‪ ،‬واملتعلقة مبخالفة النصوص القانونية أو التنظيمية أو قواعد املهنة‪ ،‬أو أعرافها‪،‬‬
‫)‪(3‬‬
‫أو أي إخالل ابملروءة والشرف‪.‬‬
‫أما سلطة السيد النقيب يف حتريك أي متابعة ضد حمام‪ ،‬فهي مقيدة بتلقي شكاية مباشرة من‬
‫مشتكي معلوم‪ ،‬أو من السيد الوكيل العام للملك؛ وهو يتخذ مقررا ابحلفظ أو املتابعة‪ ،‬على أن يكون‬
‫)‪(4‬‬
‫قراره معلال‪ ،‬وذلك داخل أجل ثالثة أشهر‪.‬‬
‫وإن اعترب بعض الفقه أن هذا التوجه التشريعي غري صائب‪ ،‬نظرا لكون متابعة النقيب وحده‬
‫للمحامي تتسم بنوع من اخلطورة؛ إذ رأي اجلماعة ليس هو رأي فرد‪ ،‬فإن املادة ‪ 69‬من نفس القانون‬
‫السالف الذكر خولت جمللس اهليئة احلق من أن يضع يده تلقائيا عن كل إخالل ابلنصوص القانونية أو‬
‫التنظيمية‪ ،‬أو قواعد املهنة أو أعرافها‪ ،‬أو أي إخالل ابملروءة والشرف؛ وجيري املسطرة التأديبية يف‬
‫)‪(5‬‬
‫مواجهة احملامي املعين مباشرة‪.‬‬
‫أما متابعة النقيب‪ ،‬فقد خص هبا املشرع املغريب طبقا للمادة ‪ 72‬من القانون املنظم ملهنة احملاماة‪،‬‬
‫الوكيل العام للملك لدى حمكمة النقض لوحده‪ ،‬كنوع من االمتياز يف املتابعة لشخص موكول له متثيل‬
‫)‪(6‬‬
‫اهليئة يف كل ما يتعلق ابملهنة‪ ،‬إما تلقائيا أو بناء على شكاية‪.‬‬

‫‪) (1‬قرار عدد ‪ ،676‬صادر بتاريخ ‪ ،2014/09/30‬يف امللف عدد‪.2013/1/2/767 :‬‬


‫‪) (2‬نظم املشرع مسطرة أتديب احملامي يف املواد من ‪ 67‬إىل ‪ 72‬من القانون ‪ 28.08‬املنظم ملهنة احملاماة‪.‬‬
‫‪) (3‬الفقرة األوىل من املادة ‪ 67‬من القانون ‪.28.08‬‬
‫‪) (4‬املادة ‪ 67‬من القانون رقم ‪ 28.08‬املنظم ملهنة احملاماة‪.‬‬
‫‪) (5‬خالد املروين‪ ،‬ص‪.47:‬‬
‫‪ ) (6‬أسامة أوزيل‪ ،‬حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية والقضائية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف القانون اخلاص‪،‬‬
‫جامعة ابن زهر‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2019/2018‬ص‪.59:‬‬
‫‪18‬‬
‫وقد تولت املادة )‪ 68(1‬من القانون املنظم ملهنة احملاماة‪ ،‬حتديد اإلجراءات التمهيدية إلحالة احملامي‬
‫على اجمللس التأدييب‪.‬‬
‫وما ميكن التأكيد عليه‪ ،‬أن املشرع املغريب ولو كان ابتداء يستهدف املقتضيات القانونية املنظمة‬
‫للمسؤولية التأديبية ملهن املهنيني املخول حترير التصرفات العقارية‪ ،‬محاية مهنهم بشكل أساسي؛ فإن آاثر‬
‫هذه احلماية ستمتد بشكل طبيعي وتبعي لتشمل املستهلك الذي يراتد على إحدى هذه املؤسسات؛‬
‫ألن ما جيعل املستهلك مطمئنا على العمليات اليت جيريها أحد املهنيني املخول هلم حترير التصرفات‬
‫العقارية؛ هو الثقة اليت ترتبط ه ؤالء املهنيني بزبنائهم (املستهلك)‪ ،‬واليت تعترب احملور األساسي يف مهنة‬
‫)‪(2‬‬
‫التوثيق‪.‬‬

‫املبحث الثاين‪ :‬املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية‪.‬‬


‫سنقسم هذا املبحث اىل مطلبني‪ :‬نعرض يف االول ألسس وعناصر وشروط وموانع املسؤولية‬
‫اجلنائية‪ ،‬مث نعرج يف الثاين على اجلرائم اجلنائية ملوثقي التصرفات العقارية‪.‬‬

‫املطلب األول‪ :‬املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية‪ :‬اسسها وعناصرها وشروطها‬
‫وموانعها‪.‬‬
‫اخلوض يف املسؤولية اجلنائية ملوثقي التصرفات العقارية يفرض يف البداية البحث يف أساسها‬
‫وعناصرها (الفقرة االوىل) مث بعده يف وشروطها وموانعها (الفقرة الثانية)‪ ،‬وهو ما سنتناوله تباعا يف هذا‬
‫املطلب‪.‬‬

‫الفقرة األوىل‪ :‬أسس املسؤولية اجلنائية وعناصرها‪.‬‬

‫‪) (1‬املادة ‪ 68‬من القانون ‪ " :28.08‬يف حالة املتابعة من طرف النقيب‪ ،‬أو إذا ألغت حمكمة االستئناف قرارا ابحلفظ‪،‬‬
‫جيري اجمللس حتقيقا حضوراي مع احملامي املشتكى به‪ ،‬ويتوىل على ضوئه‪ ،‬تكييف الوقائع‪ ،‬ويصدر أمرا ابالستدعاء‬
‫يتضمن ملخصا للوقائع‪ ،‬والنصوص القانونية‪ ،‬والتنظيمية‪ ،‬والقواعد املهنية موضوع املتابعة‪ ،‬ويعني فيه يوم وساعة انعقاد‬
‫اجمللس التأدييب‪.‬‬
‫يبلغ األمر ابالستدعاء إىل احملامي املتابع‪ ،‬قبل مخسة عشر يوما‪ ،‬على األقل‪ ،‬من اتريخ انعقاد اجمللس التأدييب‪ ،‬مع‬
‫إشعاره إبمكانية اختيار أحد احملامني‪ ،‬ملؤازرته‪ ،‬وحقهما يف االطالع داخل األجل املذكور على مجيع واثئق امللف‪.‬‬
‫‪) (2‬يونس ولدة‪ ،‬محاية مستهلك خدمات توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬دراسة على ضوء أحكام القانون املغريب‪ ،‬رسالة لنيل‬
‫دبلوم املاسرت يف القانون اخلاص‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2018/2017‬ص‪.111:‬‬
‫‪19‬‬
‫سنعرض يف هذه الفقرة ألسس املسؤولية اجلنائية اوال مث نقف عن عناصرها اثنيا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬أسس املسؤولية اجلنائية‪.‬‬

‫‪ :1‬أساس املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية وفق القواعد العامة‬

‫شكل موضوع املسؤولية اجلنائية واألساس الذي تنبين عليه نقطة خالف ظهرت بشأهنا جمموعة‬
‫من املذاهب واالجتاهات الفكرية‪ .‬فهناك من رأى فيها مسؤولية اجتماعية جتد أساسها يف اخلطورة‬
‫اإلجرامية‪ ،‬وهي بذلك جمرد دفاع اجتماعي‪1.‬وهناك من يعترب أهنا مبنية على أساس حرية اإلنسان يف‬
‫االختيار‪ ،‬فكل إنسان ابلغ عاقل يستطيع التمييز بني املباح واحملظور‪ ،‬وهلذا فإنه ينبغي أن يسأل عما وقع‬
‫‪2‬‬
‫منه وأن يتحمل تبعاته‪.‬‬

‫وهناك اجتاه توفيقي تبنته التشريعات املعاصرة كما هو احلال يف التشريع املغريب‪ ،‬وهو إقامة‬
‫املسؤولية اجلنائية على أساس اخلطأ‪ ،‬حبيث جندها تشرتط للمساءلة اجلنائية أن يكون اإلنسان مميزا‬
‫ومدركا لألفعال اليت يقوم هبا‪ ،‬وأن يكون كامل اإلرادة‪ ،‬أي خمتارا هلا غري مكره أو جمرب على إتياهنا‪ 3.‬وقد‬
‫عرب املشرع املغريب عن سلوكه هلذا االجتاه من خالل اشرتاط سالمة العقل والقدرة على التمييز لقيام‬
‫املسؤولية اجلنائية للشخص‪ 4.‬ومها أمران مفرتضان يف حمرري التصرفات العقارية تبعا لصفتهم املهنية واليت‬
‫تتطلب سلفا مجلة من الشروط اليت حتوي عنصري سالمة العقل والقدرة على التمييز‪ ،‬وابلتايل يسري‬

‫‪ - 1‬حممد كمال الدين إمام‪ :‬املسؤولية اجلنائية‪ ،‬أساسها وتطورها‪ ،‬دراسة مقارنة يف القانون الوضعي والشريعة‬
‫اإلسالمية‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،1991 ،‬ص‪.342:‬‬
‫‪ - 2‬بوشعيب بوطربوش‪ ،‬املسؤولية اجلنائية للموثق‪ ،‬جملة حمكمة االستئناف ابلدار البيضاء‪ ،‬العدد الثاين‪،2012 ،‬‬
‫ص‪.33:‬‬
‫‪ - 3‬بوشعيب بوطربوش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.34:‬‬
‫‪ - 4‬ينص الفصل ‪ 132‬من القانون اجلنائي على ما يلي‪" :‬كل شخص سليم العقل قادر على التمييز يكون مسؤوال‬
‫شخصيا عن‪:‬‬
‫▪ اجلرائم اليت يرتكبها‬
‫▪ اجلناايت أو اجلنح اليت يكون مشاركا يف ارتكاهبا‬
‫▪ حماوالت اجلناايت‬
‫▪ حماوالت بعض اجلنح ضمن الشروط املقررة يف القانون للعقاب عليها‬
‫وال يستثىن من هذا املبدأ إال احلاالت اليت ينص فيها القانون صراحة على خالف ذلك"‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫القول عليهم أبن مسؤوليتهم اجلنائية تنبين على نفس األساس الذي تقوم عليه هذه املسؤولية بشكل‬
‫عام‪.‬‬

‫‪ :2‬املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية يف النصوص املهنية‪:‬‬

‫بتتبع النصوص املنظمة للهمن املعنية بتوثيق التصرفات العقارية جند ان املسؤولية اجلنائية للموثق‬
‫أو العدل أو احملامي غالبا ما ترتبط ابإلخالل أبحد االلتزامات املهنية‪ 1،‬كتلك املنصوص عليها يف املادة‬
‫‪ 27‬من القانون رقم ‪ 32.09‬املتعلق مبهنة التوثيق‪ ،‬حيث يتحمل املوثق مسؤولية كل ما يضمنه يف‬
‫العقود واحملررات من تصرحيات وبياانت يعلم مبخالفتها للحقيقة أو كان إبمكانه معرفتها أو العلم هبا‪،‬‬
‫ونفس األمر ابلنسبة للعدول‪ ،‬حيث تكتب الشهادة حتت مسؤولية العدلني‪ 2.‬كذلك يلتزم املوثق والعدل‬
‫بعدم تسليم العقود واملستندات لغري من له احلق فيها‪ ،‬كما يلتزم ابحلفاظ على السر املهين‪ 3،‬أما احملامي‬
‫فتنص املادة ‪ 35‬و‪ 36‬و‪ 37‬و‪ 38‬من القانون املنظم للمحاماة‪ ،‬بضرورة تشبته ابلوقار والسر املهين‪...‬‬
‫إىل جانب جمموعة من االلتزامات األخرى امللقاة على عاتق هذه املهن املذكورة واليت يف حالة مت‬
‫االخالل هبا قد توجب املتابعة اجلنائية طبقا للقوانني املنظمة‪...‬‬

‫اثنيا‪ :‬عناصر املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية‪:‬‬

‫تقوم املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية على ثالثة عناصر‪ :‬اخلطأ و الضرر والعالقة السببية‪.‬‬

‫‪1‬اخلطأ‪:‬‬

‫اخلطأ التوثيقي هو كل خطأ أو إخالل ابلتزام قانوين ارتكبه املوثق مبناسبة عمله التوثيقي‬
‫وأحدث ضررا‪ 4.‬وعلى أساس نوعية هذا اخلطأ يتحدد نوع املسؤولية القانونية مدنية أم جنائية‪ ،‬وهذه‬

‫‪ - 1‬رشيد خري‪ :‬مسؤولية املوثق يف التشريع املغريب‪ ،‬رسالة لنيل ماسرت الدراسات العقارية والتعمري‪ ،‬جامعة احلسن‬
‫األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بسطات‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2012-2011‬ص‪81:‬‬
‫‪ - 2‬انظر‪ :‬املادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ 16.03‬املتعلق خبطة العدالة‪.‬‬
‫‪ - 3‬حممد األمني‪ :‬املسؤولية اجلنائية للموثق‪ ،‬مقال منشور مبجلة القبس‪ ،‬العدد اخلامس‪ ،‬يوليوز ‪ ،2013‬ص‪.35:‬‬
‫‪ - 4‬حممد بن حم ‪ :‬مفهوم املسؤولية املدنية للموثق ومفهوم اخلطأ املهين املوجب هلا‪ ،‬أشغال اللقاء الوطين األول بني‬
‫حمكمة النقص والغرفة الوطنية للتوثيق ابملغرب يومي ‪ 2‬و‪ 3‬نونرب ‪ ،2012‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرابط ‪– 2012 -‬‬
‫ص‪.191-190:‬‬
‫‪21‬‬
‫األخرية هي اليت أييت فيها اخلطأ يف صورة خرق لقاعدة قانونية معاقب على خمالفتها جبزاء جنائي‪ ،‬سواء‬
‫مدرجة ضمن القانون اجلنائي أو القوانني املهنية‪ 1.‬و اخلطأ صنفني‪:‬‬

‫‪ -‬اخلطأ العمدي‪ :‬يت خذ صورة القصد اجلنائي بعنصريه العلم واإلرادة‪ ،‬حيث واحلالة هذه أييت‬
‫حمرر التصرف العقاري سلوكا معاقبا عليه –جرمية التزوير مثال‪ -‬موجها إرادته إىل حتقيق‬
‫النتيجة اإلجرامية‪ ،‬بعد أن يكون قد أحاط هبا علما من الناحية املادية‪.‬‬
‫‪ -‬اخلطأ غري العمدي‪ :‬فهو الذي خيلق ضررا دون نية إحداثه‪ ،‬عن طريق اإلخالل بواجيب‬
‫احليطة واحلذر‪ ،‬ومها مسألة نفسية مفرتضة يف موثقي احملررات الرمسية العقارية‪ ،‬نظرا لطبيعة‬
‫‪2‬‬
‫تكوينهم واختصاصاهتم‪.‬‬

‫‪ 2‬الضرر‪ :‬جماالت اختصاص حمرري التصرفات العقارية جتعل من األضرار اليت تنتج عن‬
‫ارتكاهبم ألخطاء ‪ -‬عمدية أو غري عمدية‪ -‬أضرارا وخيمة يف غالب األحيان‪ .‬ويلحق هذا الضرر مصاحل‬
‫األفراد كما يصيب املصلحة العامة‪ .‬حيث هتتز الثقة اليت أولتها الدولة هلذه الفئات‪ .‬وقد يكون الضرر‬
‫ماداي؛ يصيب يف الغالب الذمة املالية للمجين عليه‪ ،‬أو معنواي يصيبه الشخص يف شرفه واعتباره‪ ،‬أو يف‬
‫حق من حقوقه غري املالية‪ 3،‬كما ميكن أن يكون حمققا أو حمتمال‪ .‬والضرر الذي يرتتب عن اجلرائم اليت‬
‫يرتكبها حمررو التصرفات العقارية قد يلحق مصلحة خاصة لشخص معني ‪ -‬كأحد طريف عقد البيع‬
‫الذي تضيع حقوقه جراء تصرف املوثق أو العدل أو احملامي‪ -‬أو يصيب مصلحة عامة كتضييع حقوق‬
‫خزينة الدولة إىل غري ذلك‪.‬‬

‫‪ - 1‬نص املشرع يف بعض الفصول من م ق ح على كل من العدول واملوثقني بصفاهتم ابلنسبة لبعض اجلرائم‪ ،‬كجرمية‬
‫التزوير يف الفصل ‪ ،353‬وجرمية خيانة األمانة يف الفصل ‪ ،549‬كما نص على بعض األعمال اجملرمة وأفرد هلا جزاءات‬
‫زجرية‪ ،‬كجرمية مسسرة الزابئن يف املادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪ 16.03‬املتعلق خبطة العدالة‪ ،‬واملادة ‪ 23‬من نفس القانون‬
‫اليت تطرقت للمشاركة يف جرمية انتحال صفة عدل‪ ،‬واملادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪ 32 09‬املتعلق مبهنة التوثيق اليت‬
‫تعاقب على جرمية االشهار غري املشروع إىل غريها من املواد‪.‬‬
‫‪ - 2‬يقول حممد بن حم (م‪ .‬س‪ .‬ص‪ )192‬اخلطأ املهين املوثق هو خطأ مفرتض‪ ،‬حبيث أن املوثق هو الذي يقع عليه‬
‫إثبات عدم ارتكاب اخلطأ وال ميكنه دفع مسؤوليته عن اخلطأ ابالدعاء أبنه بذل كل ما بوسعه لتفادي اخلطأ كما ال‬
‫ميكنه االحتجاج بعدم املعرفة أو اجلهل ببعض أصول علم التوثيق وتقنينه لتفادي حتمل تبعات أخطائه‪.‬‬
‫‪ - 3‬سعد سليمان احلامي‪ :‬التوثيق وأحكامه يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع والرتمجة‪ ،‬مصر‬
‫القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪ ،2010‬ص‪.268:‬‬
‫‪22‬‬
‫‪3‬العالقة السببية‪ :‬هي الرابط بني الضرر واخلطأ‪ .‬حبيث جيب أن يكون النشاط اإلجرامي ‪-‬اخلطأ‬
‫هو السبب املباشر يف حصول النتيجة‪ .‬وإذا انتفت هذه العالقة انتفت تبعا لذلك املسؤولية اجلنائية‪ .‬فإذا‬
‫كان الضرر الذي حلق اجملين عليه انتج عن فع له أو فعل الغري وليس عن املوثق أو العدل أو احملامي‪ .‬فال‬
‫سبيل للحديث عن املسؤولية‪ .‬وكمثال إذا مت إفشاء سر سبق إيداعه لدى املوثق وتسبب ذلك يف ضرر‬
‫لصاحب السر‪ ،‬وكان إفشاؤه قد مت من طرف جهة أخرى تعامل معها املتضرر‪ ،‬فال موضع واحلالة هذه‬
‫ملساءلة املوثق‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية وموانعها‪:‬‬

‫نعرض للشروط اوال مث خنتم الفقرة ابحلديث عن املوانع‬

‫أوال‪ :‬شروط املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية‪:‬‬

‫‪:1‬األهلية القانونية‪:‬‬

‫يقتضي هذا الشرط أن يكون الشخص حمل املساءلة اجلنائية متمتعا ابألهلية القانونية لتحمل‬
‫تبعات أفعاله‪ ،‬وتنطوي هذه األهلية على عنصري اإلدراك والتمييز‪ .‬فاألصل يف موثق التصرفات العقارية‬
‫‪1‬‬
‫انه صحيح التمييز بعيد عن السهو والغلط والغفلة والبله والبالدة والسفه‪ ،‬فضال عن احلمق واجلنون‪.‬‬
‫متمتعا ايضا ابلقدرة البدنية املطلوبة كما جاء يف الفقرة الرابعة من املادة ‪ 4‬من قانون ‪ .16.03‬واملادة‬
‫‪ 5‬من قانون ‪ 28.08‬و املادة ‪ 3‬من قانون ‪ 32.09‬اليت نصت يف فقرهتا اخلامسة‪" :‬متمتعا ابلقدرة‬
‫الالزمة ملمارسة املهنة مثبتة بشهادة طبية صادرة عن مصاحل الصحة التابعة للقطاع العام"‪ ،‬وبطبيعة احلال‬
‫فالقدرة الالزمة واليت يتم إثباهتا بشهادة طبية جيب أن تشمل سالمة العقل واجلسم‪...‬‬

‫‪ :2‬حرية االختيار‬

‫فاملوثق والعدل واحملامي يسأل جنائيا مىت اجتهت إرادته إلتيان الفعل أو التزام الرتك اجملرم‪ ،‬وقام‬
‫بتنفيذ ذلك بكامل حريته‪ ،‬دون أن يكره على ذلك أو يكون مضطرا‪ .‬مع التأكيد على أن هذه املهن‬

‫‪ - 1‬العلمي احلراق‪ :‬التوثيق العدل بني الفقه املالكي والتقنني املغريب‪ ،‬وتطبيقاته يف مدونة األسرة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬مكتبة‬
‫دار السالم الرابط‪ ،2009 ،‬ص‪.205:‬‬
‫‪23‬‬
‫يشرتط يف أصحاهبا جمموعة الصفات‪ 1‬توحي أبن هلم إرادة كاملة فيما يتعلق مبمارسة مهنهم‪ 2،‬وتبعا‬
‫لذلك فإن كل ما قد أيتونه من أخطاء‪ ،‬يفرتض أهنا انجتة عن إرادهتم احملضة إىل أن يثبت العكس‪،‬‬
‫وذلك أبن يتم دفع املسؤولية إبثبات أن اإلرادة كانت معيبة أو مغيبة وقت ارتكاب الفعل‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬موانع املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية‪:‬‬

‫‪ :1‬اجلنون يشرتط يف اجلنون ليكون مانعا للمسؤولية اجلنائية‪ ،‬أن يكون معاصرا الرتكاب‬
‫اجلرمية‪ ،‬اما املرض العقلي املتقطع ال ينفي املسؤولية إذا ارتكبت اجلرمية يف فرتة اإلفاقة‪ ،‬حيث العربة يف‬
‫تقدير شعور املوثق واختياره مث تقرير مسؤوليته اجلنائية‪ ،‬هي مبا تكون عليه حالته العقلية وقت ارتكابه‬
‫‪3‬‬
‫اجلرمية‪.‬‬

‫وعلى العموم فإن حمرري التصرفات العقارية‪ ،‬وإن كان يشرتط فيهم ملمارسة مهامهم التمتع‬
‫بكامل قواهم العقلية‪ ،‬فإهنم يف احلالة اليت يصابون فيها ابضطراب عقلي يضفي عليهم صفة اجلنون‪،‬‬
‫تنتقي مسؤوليتهم اجلنائية عن ما أيتونه من جرائم خالل هذه الفرتة‪ .‬كأن يبدد املوثق األموال املودع لديه‬
‫أثناء ممارسة مهنته بعد أن يصاب ابجلنون‪ ،‬فال سبيل واحلالة هذه ملتابعته عن جرمية خيانة األمانة‬
‫مثال‪...‬‬

‫‪ :2‬اإلكراه‬

‫ان أييت العدل أو املوثق أو احملامي فعال جرميا معاقبا عليه قانوان رغما عن إرادته ‪ .‬أي أنه يكون‬
‫مكرها على ذلك‪ ،‬حيث يضطر ماداي إىل ارتكاب اجلرمية‪ .‬أو يكون يف حالة استحال عليه معها ‪-‬‬
‫استحالة مادية– اجتناهبا‪ ،‬وذلك لسبب خارجي مل يستطع مقاومته‪ .‬وهو ما عرب عنه املشرع املغريب من‬
‫خالل الفقرة الثانية من الفصل ‪ 124‬من القانون اجلنائي‪ 4‬وهكذا فإذا ارتكب جرمية التزوير مثال‪ ،‬وهو‬

‫‪ - 1‬تنص املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 16.03‬على ما يلي‪ ":‬ينبغي على كل عدل التحلي ابألمانة والوقار‪ ،‬واحلفاظ‬
‫على شرف املهنة وأسرار املتعاقدين‪ ،‬وتقابلها املادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 32.09‬واليت تنص على ما يلي‪ ":‬يتقيد املوثق‬
‫يف سلوكه املهين مببادئ األمانة والنزاهة والتجرد والشرف وما تقضيه األخالق احلميدة وأعراف وتقاليد املهنة"‪.‬‬
‫‪ - 2‬أشار الدكتور حممد الربيعي (م‪ .‬س‪ .‬ص‪ )97:‬جملموعة من الشروط املتطلبة ملزاولة مهنة التوثيق يف الفقه‬
‫اإلسالمي‪ ،‬من بينها أن يكون املرتشح ملهنة التوثيق متيقظا‪ ،‬والتيقظ هو الفطنة والتحرز‪ ،‬فال ينبغي أن يكون من أهل‬
‫الغفلة حىت ال يلحق الضرر بنفسه وابملشهود له واملشهود عليه‪.‬‬
‫‪ - 3‬بوشعيب بوطربوش‪ :‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.39:‬‬
‫‪ - 4‬الفصل ‪ 124‬من القانون اجلنائي ‪":‬ال جناية وال جنحة وال خمالفة يف األحوال اآلتية‪:‬‬
‫‪24‬‬
‫حتت وطأة التهديد من طرف شخص معني أبن يصيبه أبذى‪ ،‬أو يلحق الضرر أبحد أفراد عائلته‪ .‬فال‬
‫ميكن واحلالة هذه مساءلته جنائيا‪ ،‬ألن إرادته مل تكن حرة‪ ،‬ومل يقرتف اجلرم من تلقاء نفسه‪ ،‬بل قام به‬
‫وهو مكره لسبب خارج عن إرادته‪ .‬وإذا كان املوثق يف إطار هذه احلالة يتوفر على مانع من مواقع‬
‫متابعته جنائيا‪ ،‬وحتميله املسؤولية اجلنائية عما يرتتب عن قعله اإلجرامي‪ .‬فإنه يبقى على عاتقه الثبات‬
‫كونه ارتكب الفعل اجلرمي وهو مكره وغري قادر بشكل مطلق على مقاومة ذلك اإلكراه‪ ،‬معتمدا ذلك‬
‫كافة طرق اإلثبات املتاحة له‪ ،‬إذن فاإلكراه مانع من موانع املسؤولية اجلنائية إىل جانب اجلنون‪ ،‬على‬
‫عكس صغر السن‪ ،‬الغري متصور ابلنسبة هلم‪ .‬تلك خصوصية أخرى متيز هذه الفئة عن غريها من عموم‬
‫املخاطبني ابلقواعد اجلنائية‪.‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اجلرائم املهنية يف القانون اجلنائي والقوانني اخلاصة مبهن التوثيق‪:‬‬
‫نشري يف هذا املطلب للجرائم املنصوص عليها يف القانون اجلنائي والقوانني اخلاصة مبهنيي توثيق‬
‫التصرفات العقارية‪ ،‬وهي عديدة‪ ،‬سنعرض منها ما يتعلق جبرائم خيانة االمانة والتزوير وافشاء السر‬
‫املهين‪.1‬‬

‫الفقرة االوىل‪ :‬جرمية خيانة األمانة‪:‬‬

‫خيانة األمانة جرمية توجب العقاب‪ ،‬وقد قام املشرع املغريب ابلتطرق جلرمية خيانة األمانة يف الفصل‬
‫‪ 547‬من القانون اجلنائي‪ ،‬كما تناول يف الفصلني ‪ 549‬و‪ 550‬تشديد العقاب على فئات معينة يف‬
‫حالة اقرتافها هلذه اجلرمية‪ ،‬من بينها العدول‪ ،‬واملوثقني‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الركن القانوين جلرمية خيانة األمانة‪:‬‬

‫▪ إذا كان الفعل قد أوجبه القانون وأمرت به السلطة الشرعية‪.‬‬


‫▪ إذا اضطر الفاعل ماداي إىل ارتكاب اجلرمية‪ ،‬أو كان يف حالة استحال عليه معها‪ ،‬استحالة مادية‪ ،‬اجتناهبا‪،‬‬
‫وذلك لسبب خارجي مل يستطع مقاومته‪.‬‬
‫▪ إذا كانت اجلرمية قد استلزمتها ضرورة حالة للدفاع الشرعي عن نفس الفاعل أو غريه أو عن ماله أو مال‬
‫غريه‪ ،‬بشرط أن يكون الدفاع متناسبا مع خطورة االعتداء"‪.‬‬
‫‪ 1‬هناك جرائم اخري مثل‪:‬‬
‫_جرمية االشهار‪ :‬راجع املادة ‪ 91‬من القانون رقم ‪ 32.09‬واملادة ‪ 24‬من القانون رقم ‪16.03‬‬
‫_ جرمية مسسرة الزابئن‪ :‬راجع املادة ‪ 90‬من القانون رقم ‪ 32.09‬واملادة ‪ 25‬من القانون رقم ‪16.03‬‬
‫‪25‬‬
‫خصص املشرع املغريب جلرمية خيانة األمانة الفصول من ‪ 547‬إىل ‪ 555‬م‪.‬ق‪.‬ج واليت عنوهنا‬
‫الفرع الثالث من الباب التاسع ب‪" :‬يف خيانة األمانة والتملك بدون حق"‪ ،‬حيث نص الفصل ‪547‬‬
‫ع لى ما يلي‪" :‬من اختلس أو بدد بسوء نية‪ ،‬إضرارا ابملالك أو واضع اليد احلائز أمتعة نقودا أو بضائع‬
‫أو سندات أو وصوالت أوراقا من أي نوع تتضمن أو تنشأ التزاما أو إجراء كانت سلمت إليه على أن‬
‫يردها‪ ،‬سلمت إليه الستعماهلا أو استخدامها لغرض معني‪ ،‬بعد خائنا لألمانة ويعاقب ابحلبس من ستة‬
‫أشهر إىل ثالث سنوات وغرامة إىل ألفي درهم"‪.‬‬

‫وإذا كان الضرر الناتج عن اجلرمية قليل القيمة‪ ،‬كانت عقوبة احلبس من شهر إىل سنتني والغرامة‬
‫من مائتني إىل مائتني ومخسني درهم مع عدم اإلخالل بتطبيق الظروف املشددة املقررة يف الفصول ‪547‬‬
‫و‪ 549‬و‪ ."550‬لي عرض بعد ذلك الفئات اليت تسري عليها الظروف املشددة واليت من ضمنها حمرروا‬
‫التصرفات العقارية‪ ،‬حيث جاء يف الفصل ‪ 547‬من القانون اجلنائي أن احملامي للدفاع عن مصاحل موكله‬
‫يستعني يف سبيل ذلك بواثئق ومستندات إلثبات حق موكله ويديل هبا للقضاء ويلتزم بردها‪ .‬كما أنه‬
‫أث ناء النيابة عن موكله يتوصل مببالغ مالية بعدة طرق (مثال على ذلك‪ :‬إيداع مبالغ الشفعة‪ ،‬إيداع مبالغ‬
‫كرائية ‪ ،)...‬ويف كل ذلك يكون مسؤوال جنائيا يف حالة خيانة األمانة يف تلك احلاالت وهي املنصوص‬
‫عليها يف هذا الفصل‪.‬‬

‫وخبصوص القوانني املتعلقة مبهن التوثيق العديل والعصري‪ ،‬فنجدها تتضمن جمموعة املواد اليت‬
‫تعرض التزامات تعترب خمالفتها خيانة لألمانة‪ ،‬ومن بينها ما جاء يف املادة ‪ 21‬من القانون رقم ‪16.03‬‬
‫املتعلق خبطة العدالة‪ ،‬حيث تضمنت الفقرة الثانية منها ما يلي‪" :‬يبقى العدل الذي أدرجت الشهادة‬
‫مبذكرته مسؤوال عن الرسوم اليت أجنزها ومل حيجزها أصحاهبا طيلة مخس سنوات ابتداء من اتريخ اخلطاب‬
‫عليها بسجالت التضمني‪ ،‬كما يبقى مسؤوال عن املستندات‪ ،"..‬وكذلك ما تضمنته املادة ‪ 25‬من‬
‫القانون رقم ‪ 32.09‬املنظم ملهنة التوثيق‪ ،‬حيث نصت على أنه‪" :‬مينع على املوثق تسليم مستندات أو‬
‫ملخص منها لغري من له احلق فيها طبقا للقانون"‪ ،‬وكذلك املادة جاء يف املادة ‪ 33‬من نفس القانون؛‬
‫مينع على كل موثق ‪ :‬أن يتسلم أمواال أو حيتفظ هبا مقابل فوائد‪ ،‬و أن يستعمل ولو مؤقتا مبالغ أو قيما‬
‫توجد يف عهدته حلساب الغري أبي صفة كانت‪ ،‬وجيب عليه وضعها فور تسلمها بصندوق اإليداع‬

‫‪26‬‬
‫والتدبري ‪ 1."...‬إضافة إىل املادة ‪ 50‬من القانون املذكور واليت نصت على ما يلي‪" :‬جيب على املوثق أن‬
‫حيفظ حتت مسؤوليته أصول العقود والواثئق امللحقة هبا‪ ،‬وصور الواثئق اليت تثبت هوية األطراف"‬

‫اثنيا‪ :‬الركن املادي جلرمية خيانة األمانة‪:‬‬

‫ابالطالع على الركن القانوين جلرمية خيانة األمانة ميكن القول أبن الركن املادي هلا حيوي ثالث‬
‫عناصر؛ أوهلا تسلم منقول على سبيل األمانة والثاين اختالس أو تبديد هذا املنقول‪ ،‬مث الثالث اإلضرار‬
‫مبالك أو حائز املنقول أو واضع اليد عليه‪.‬‬

‫فبالنسبة لتسلم منقول على سبيل األمانة‪ ،‬فاملشرع املغريب نص يف الفصل ‪ 547‬من القانون‬
‫اجلنائي على أن التسلم جيب أن يكون قد مت على أساس رد املنقول أو استعماله أو استخدامه يف غرض‬
‫معني ‪-‬أي على سبيل األمانة‪ -‬وحيب أن يكون حمل اجلرمية منقوال يف ملك الغري‪ ،‬حيث ال يتصور أن‬
‫يكون حملها عقارا‪ .‬ومثال ذلك احملررات اليت تشكل سندا للتملك‪ ،‬واليت يتسلمها العدل إلبرام تصرف‬
‫عقاري‪ ،‬حيث يعترب تبديدها خيانة لألمانة‪ .‬أو النقود اليت يتلقاها املوثق يف نفس اإلطار ‪-‬إبرام‬
‫التصرفات العقارية‪ -‬فيقوم ابختالسها خمالفا إلجراءات وضعها يف صندوق اإليداع والتدبري‪ ،‬واليت ال‬
‫تشكل فقط خطأ مهنيا‪ ،‬بل جرمية خيانة األمانة جتب مؤاخذة املوثق من أجلها‪ ،‬وهو ما ذهبت إليه‬
‫‪2‬‬
‫حمكمة النقض يف إحدى قراراهتا‪.‬‬

‫أما خبصوص بفعل اختالس أو تبديد املنقول؛ فاالختالس يتحقق أبي نشاط إرادي‪ ،‬يقوم به‬
‫املنقول يستهدف به احليازة الناقصة اليت له على األخري حيازة كاملة‪ .‬أما التبديد فيختلف عن االختالس‬
‫يف أن األول يتحقق ابستهالك األمانة ابلتصرف فيها والتخلي له عن حيازهتا‪ ،‬خالف الثاين‪ ،‬والذي‬
‫يتحقق بكل ما دل به األمني على األمانة مملوكة بتصرف فيها تصرف املالك‪ .‬وحري بنا أن نقول إن‬
‫حمرري التصرفات العقارية وهم حمل ثقة جتسدها طبيعة االختصاصات املوكلة هلم‪ ،‬النصوص القانونية‬

‫‪ - 1‬ينظر‪ :‬مرسوم رقم ‪ 2.60.246‬بشأن عمليات إيداع وسحب املبالغ اليت يباشرها املوثقون لدى صندوق اإليداع‬
‫والتسيري‪ ،‬املنشور ابجلريدة الرمسية عدد ‪ 2520‬بتاريخ ‪ 10‬فرباير ‪ ،1961‬ص‪ .372:‬والذي يدخل إحداثه يف إطار‬
‫ختليق املهنة وحتصني األموال والقيم املودعة لدى املوثقني‪ ،‬وإحاطتها ابلضماانت الكفيلة حلني تدبريها‪.‬‬
‫‪ - 2‬القرار عدد‪ 3/513 :‬الصادر عن الغرفة اجلنائية والغرفة التجارية مبحكمة النقض‪ ،‬بتاريخ‪،2011/05/04 :‬‬
‫ملف جنحي عدد‪ ،2009/3/6/14120-21 :‬منشور مبجلة القبس املغربية‪ ،‬العدد اخلامس‪ ،‬يوليوز ‪،2013‬‬
‫ص‪.406:‬‬
‫‪27‬‬
‫املؤطرة لعملهم‪ ،‬حني إقدامهم اقرتاف مثل هذه األفعال يضربون تلك الثقة املفرتضة يف الصميم ويهدون‬
‫ثباهتا‪.‬‬

‫اثلثا‪ :‬الركن املعنوي جلرمية خيانة األمانة‪:‬‬

‫خيانة األمانة من اجلرائم العمدية‪ ،‬اليت جيب أن يتوفر بشأهنا القصد اجلنائي بعنصريه العلم‬
‫واإلرادة‪ ،‬والذي عرب عنه املشرع املغريب يف الفصل ‪ 547‬من القانون اجلنائي مب يلي‪" :‬من اختلس أو بدد‬
‫بسوء نية‪ ."...‬وبذلك جعل سوء النية عنصرا أساسا يف قيام جرمية خيانة األمانة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬جرمية التزوير‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الركن القانوين جلرمية التزوير‪:‬‬

‫حتدث املشرع املغريب عن جرمية تزوير األوراق الرمسية أو العمومية اليت يرتكبها العدل واملوثق‬
‫وكذلك احملامي‪ 1،‬يف الفرع الثالث من الباب السادس يف اجلزء األول من الكتاب الثالث من القانون‬
‫اجلنائي وذلك من خالل الفصول ‪ ،352،351‬و‪ ،353‬حيث ‪ -‬تطرق الفصل ‪ 351‬لتعريف تزوير‬
‫احملررات‪ ،‬يف حني حتدث الفصل‪ 352‬والفصل ‪ 353‬عن طرق التزوير املادي واملعنوي ‪ ،‬و الفئات اليت‬
‫يسري عليها ظرف التشديد‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬الركن املادي جلرمية التزوير‪:‬‬

‫عرف املشرع املغريب جرمية التزوير يف الفصل ‪ 351‬من القانون اجلنائي بقوله "تزوير األوراق هو‬
‫تغيري احلقيقة فيها بسوء نية‪ ،‬تغيريا من شأنه أن يسبب ضررا مىت وقع يف حمرر إبحدى الوسائل املنصوص‬
‫عليها يف القانون"‪ .‬وتطرق يف الفصل ‪ 352‬إىل التزوير املادي الذي يرتكبه العدل واملوثقني‪ ،‬حيث قال‪:‬‬
‫"يعاقب ‪ ...‬كل موثق أو عدل ارتكب‪ ،‬أثناء قيامه بوظيفته‪ ،‬تزويرا إبحدى الوسائل اآلتية‪- :‬وضع‬
‫توقيعات مزورة ‪ -‬تغيري احملرر أو الكتابة أو التوقيع – وضع أشخاص موهومني أو استبدال أشخاص‬
‫آبخرين – كتابة إضافية أو مقدمة يف السجالت أو احملررات العمومية‪ ،‬بعد متام حتريرها أو اختتامها"‪.‬‬

‫‪ - 1‬إضافة إىل العدل واملوثق حتدث الفصل ‪ 352‬والفصل ‪ 353‬عن كل من القاضي واملوظف العمومي وابطالعنا‬
‫على مسودة مشروع القانون اجلنائي املنشور موقع وزارة العدل على الشبكة العنكبوتية ‪www.justice.gov.ma‬‬
‫بتاريخ‪ 2015/16/10:‬على الساعة ‪ 00:47‬نالحظ إضافة املفوضني القضائيني مع حذف مصطلح قاض‪.‬‬
‫‪28‬‬
‫وابالطالع على هذه الفصول جند أن الركن املادي جلرمية تزوير احملررات يقوم على جمموعة من العناصر‪،‬‬
‫وهي‪ :‬تغيري احلقيقة إبحدى الوسائل اليت حددها القانون‪ ،‬وأن يرد التغيري على حمرر‪ ،‬وأن يكون من شأنه‬
‫احلاق ضرر ابلغري‪ .‬ويبقى أهم تعديل هو الذي نص عله الفصل ‪ 359‬من القانون اجلنائي املتعلق مبعاقبة‬
‫كل حمام مؤهل قانونيا لتحرير العقود الثابتة التاريخ طبقا للمادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 39.08‬املتعلق‬
‫مبدونة احلقوق العينية ابلسجن من ‪ 10‬إىل ‪ 20‬سنة وغرامة من ‪ 100‬ألف إىل ‪ 200‬ألف درهم يف‬
‫حالة ارتكابه ألعمال التزوير املنصوص عليها يف الفصلني ‪ 352‬و‪.353‬‬

‫اثلثا‪ :‬الركن املعنوي جلرمية التزوير‪:‬‬

‫جرمية التزوير اليت يرتكبها العدول واملوثقون واحملامون هي من اجلرائم العمدية اليت يتطلب فيها‬
‫توفر القصد اجلنائي بنوعيها العام واخلاص‪ ،‬فاألول يتحقق بتوفر عنصري العلم واإلرادة‪ ،‬أما القصد‬
‫اخلاص فهو ما عرب عنه الفصل ‪ 351‬من القانون اجلنائي ب‪(:‬سوء النية) فيتعني إذن أن تكون لدى‬
‫مغري احلقيقة يف حمرر نية إجرامية‪ ،‬يستهدف هبا حتقيق هدف من عملية التزوير‪ ،‬زايدة على تعمده تنفيذ‬
‫‪1‬‬
‫هذه العملية‪.‬‬

‫والبد ان نشري اىل أن القصد اجلنائي يف جرائم التزوير اليت يرتكبها حمرروا التصرفات العقارية‬
‫عنصر يصعب إثباته يف غالب األحيان‪ ،‬ألن صانع احملرر أدرى بكيفية التملص من املسؤولية يف حالة‬
‫إقدامه على تزويره‪ ،‬ويتخذ مسبقا احتياطاته كي ال ينكشف أمره‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬العقوبة املقررة جلرمية التزوير‪:‬‬

‫حدد املشرع املغريب جلرمية التزوير اليت يرتكبها حمرروا التصرفات العقارية عقوبة السجن املؤبد‪ ،‬إذ‬
‫جاء يف الفصل ‪ 352‬من القانون اجلنائي بعد تعديله‪" :‬يعاقب ابلسجن من ‪ 10‬اىل ‪ 20‬سنة وغرامة‬
‫من ‪ 100‬الف اىل ‪ 200‬الف درهم كل قاضي أو موظف عمومي وكل موثق أو عدل ارتكب‪ ،‬أثناء‬
‫قيامه بوظيفته‪ ،‬تزويرا ‪ "....‬ويف السياق نفسه جاء الفصل ‪ 353‬ليؤكد على ان اي شيء غري موجود‬
‫يؤكده املوظف العمومي أو املوثق أو العدل فهو يزور ما تلقاه والعقوبة نفسها املنصوص عليها يف الفصل‬
‫‪ 352‬من القانون اجلنائي‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أمحد اخلمليشي‪ :‬القانون اجلنائي اخلاص‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬الرابط ‪ ،1981‬ص‪.301:‬‬
‫‪29‬‬
‫ولعل تشديد العقوبة انبع من اعتبار جرمية التزوير تزعزع الثقة يف احملررات الرمسية‪ ،‬وخصوصا إذا‬
‫ارتكبت من طرف فئات تسهر على إنشائها ويفرتض فيها األمانة والنزاهة واألخالق احلميدة‪ 1،‬حيث‬
‫يتم اللجوء إىل هذه الفئات من طرف األفراد اعتبارا لعنصر الثقة‪ ،‬كلما تعلق األمر مبعامالت ذات قيمة‬
‫مرتفعة‪ ،‬كما هو الشأن ابلنسبة للتصرفات العقارية‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬جرمية إفشاء السر املهين‬

‫موثقو التصرفات العقارية ملزمون ابحلفاظ على السر املهين وعدم إفشائه‪ ،‬هذا األخري الذي‬
‫تزداد قيمته كلما تعلق األمر مبعامالت ذات قيمة مرتفعة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الركن القانوين جلرمية إفشاء السر املهين‪:‬‬

‫أوجب املشرع املغريب احلفاظ على السر املهين‪ ،‬من خالل عدة نصوص قانونية‪ ،‬حيث جاء يف‬
‫املادة ‪ 24‬من قانون ‪ 32-09‬املتعلق ابلتوثيق العصري ما يلي‪" :‬يلزم املوثق ابحملافظة على السر املهين‪،‬‬
‫ما عدا إذا نص القانون على خالف ذلك‪ ،‬ويقع نفس اإللزام على املتمرنني لديه أو أجرائه"‪ .‬كما مت‬
‫التنصيص على ذلك بشكل ضمين من خالل صيغة القسم الذي يؤديه املوثق بعد تعيينه وقبل الشروع يف‬
‫مهامه‪ 2،‬ونفس املقتضيات تضمنها القانون رقم ‪ 16-03‬املتعلق خبطة العدالة‪ ،‬حيث نصت املادة ‪2‬‬
‫منه على ما يلي‪" :‬يتعني على كل عدل التحلي ابألمانة والوقار‪ ،‬واحلفاظ على شرف املهنة وأسرار‬
‫املتعاقدين" وكذلك املادة ‪ 10‬من نفس القانون اليت تطرقت لليمني اليت يؤديها العدول‪ 3.‬وابلنسبة‬

‫‪ - 1‬تنص املادة ‪ 2‬من قانون ‪ 16-03‬املتعلق خبطة العدالة على ما يلي‪" :‬يتعني على كل عدل التحلي ابألمانة‬
‫والوقار‪ ،‬واحلفاظ على شرف املهنة وأسرار املتعاقدين"‪ .‬كما تنص املادة ‪ 2‬من قانون ‪ 32.09‬املتعلق مبهنة التوثيق على‬
‫ما يلي‪" :‬يتقد املوثق يف سلوكه املهين مبباديء األمانة والنزاهة والتجرد والشرف وما تقتضيه األخالق احلميدة وأعراف‬
‫وتقاليد املهنة"‪ .‬أما املادة ‪ 5‬من قانون احملاماة فتنص على‪ ":‬أنه يشرتط ملهنة احملاماة أال يكون مداان قضائيا أو أتديبيا‬
‫بسبب ارتكابه أفعاال منافية للشرف واملروءة أو حسن السلوك ولورد اعتباره‪ ،‬وأال يكون يف حالة إخالل ابلتزام صحيح‬
‫يربطه إبدارة أو مؤسسة عمومية ملدة معينة وأن يكون متمتعا ابلقدرة الفعلية على ممارسة املهنة بكامل أعبائها‪."...‬‬
‫‪ - 2‬جاء يف املادة ‪ 13‬من القانون رقم‪ 32-09 :‬ما يلي‪" :‬يؤدي املوثق بعد تعينه وقبل الشروع يف مهامه اليمني‬
‫التالية‪ :‬أقسم ابهلل العظيم أن أؤدي أبمانة وإخالص املهام املنوطة يب‪ ،‬وأن أحافظ على السر املهين‪ ،‬وأحرتم كل‬
‫الواجبات اليت تتطلبها املهنة ‪."...‬‬
‫‪ - 3‬جاء يف املادة ‪ 10‬ما يلي‪" :‬يؤدي العدل بعد ترسيمه وقبل الشروع يف مهامه اليمني التالية‪ :‬أقسم ابهلل العظيم أن‬
‫أؤدي بكل أمانة وإخالص املهام املنوطة يب‪ ،‬وأن أحافظ كل احملافظة على أسرار املتعاقدين‪ ،‬وأن أسلك ف ذلك كله‬
‫مسلك العدل املخلص األمني"‪.‬‬
‫‪30‬‬
‫للمحامي فقد نصت املادة ‪ 36‬من القانون ‪ 28.08‬املنظم ملهنة احملاماة على ما يلي‪ " :‬ال جيوز‬
‫للمحامي أن يفشى أي شيء ميس ابلسر املهين يف أي قضية يتعني عليه بصفة خاصة أن حيرتم سرية‬
‫التحقيق يف القضااي الزجرية‪ ،‬وأال يبلغ أي معلومات مستخرجة من امللفات أو أن ينشر أي مستندات أو‬
‫واثئق أو مراسالت‪ ،‬هلا عالقة ببحث ما زال جاراي"‪.‬‬

‫اثنيا‪ :‬الركن املادي جلرمية إفشاء السر املهين‪:‬‬

‫ليتحقق الركن املادي جلرمية إفشاء السر املهين من طرف حمرري التصرفات العقارة‪ ،‬جيب أن‬
‫يتعلق األمر إبفشاء معلومات تعد سرا مت التوصل إليها من طرف العدل أو املوثق أو احملامي حبكم مهنته‪،‬‬
‫و أن يسبب ذلك ضررا للمجين عليه‪.‬‬

‫وميكن تعريف السر املهين أبنه‪" :‬كل ما يتوصل إليه املؤمتن من األسرار سواء كان ذلك بواسطة‬
‫صاحب السر‪ ،‬أو من خالل مزاولة هذا املؤمتن لنشاطه املهين‪ 1.‬ويعترب كل من العدول واملوثقني واحملامون‬
‫من األمناء على األسرار حبكم مهنتهم‪.‬‬

‫أما ابلنسبة لعنصر اإلفشاء‪ ،‬فيقصد به البوح ابلسر أو كشفه‪ ،‬أي إطالع الغري عليه أبي وسيلة‬
‫كانت‪ ،‬ابلكتابة أو ابلكالم‪ ،‬وبصورة علنية أو سرية‪ 2.‬حيث ال يشرتط يف إفشاء السر من طرف العدل‬
‫أو املوثق أو احملامي أن يتم بطريقة أو وسيلة معينة‪ ،‬وإمنا يكفي أن يصبح السر معلوما لدى الغري‪.‬‬
‫ويستثىن من ذلك احلاالت اليت يوجب فيها القانون أو جييز إفشاء هذا السر‪ ،‬كتلك املنصوص عليها يف‬
‫الفصل ‪ 378‬من القانون اجلنائي‪ 3،‬أو حالة أداء الشهادة أمام احملكمة‪ ،‬ألن الغاية منها إظهار احلقيقة‬
‫وإيصال احلقوق إىل أصحاهبا‪ ،‬فقد اعتربهتا التشريعات واجبا قانونيا‪ ،‬أو ف حالة الدفاع عن النفس أمام‬
‫القضاء‪.‬‬

‫والكتمال الركن املادي‪ ،‬جيب أن يسبب إفشاء السر املهين ضررا للغري‪ ،‬سواء كان ماداي أو معنواي‪.‬‬

‫‪ - 1‬حممد الربيعي‪ :‬مرجع سابق‪ .‬ص‪.94:‬‬


‫‪ - 2‬حممد بلهامشي التسويل‪ :‬رسالة احملامي عرب التاريخ‪ ،‬اجلزء الثاين‪ ،‬مسؤولية احملام‪ ،‬املطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪ ،‬مراكش ‪ ،2011‬ص‪.126:‬‬
‫‪ - 3‬جاء ف الفصل ‪ 378‬من القانون اجلنائي "من كان يعلم دليال على براءة متهم حمبوس احتياطيا‪ ،‬أو مقدم‬
‫للمحاكمة من أجل جناية أو جنحة‪ ،‬وسكت عمدا عن اإلدالء بشهادته عنه فورا إىل السلطات القضائية أو الشرطة‪،‬‬
‫يعاقب مبا يلي ‪."...‬‬
‫‪31‬‬
‫اثلثا‪ :‬الركن املعنوي جلرمية إفشاء السر املهين‪:‬‬

‫جرمية إفشاء السر املهين جرمية عمدية‪ ،‬يستوجب حتقق ركنها املعنوي توفر القصد اجلنائي لدى‬
‫مرتكبها بعنصريه العلم واإلرادة‪ ،‬حيث جيب أن يكون حمرر التصرف العقاري عاملا أبن املعلومات اليت‬
‫سيقوم إبفشائها تشكل سرا مهنيا حمط محاية جنائية‪ ،‬وأن ما سيقدم عله من شأنه اإلضرار بصاحب‬
‫هذا السر‪ ،‬وسكون بذل ك مقرتفا جلرمية يعاقب عليها القانون‪ ،‬وهذا العلم أمر مفرتض مبحرري التصرفات‬
‫العقارة حبكم ختصصهم‪.‬‬

‫كما يتمثل العنصر الثاين للقصد اجلنائي يف توجيه إرادة اجلاين للقيام بفعل إفشاء السر املهين‪،‬‬
‫وحتقيق النتيجة اجلرمية‪ .‬كما يستلزم القول بوجود قصد جنائي‪ ،‬ال يكون املوثق أو العدل أو احملامي‬
‫بصدد القيام بواجب قانوين‪ ،‬أو تنفيذ التزام مهين‪ ،‬كإسداء النصح وإثبات وجود هذا القصد لدى اجلاين‬
‫أو عدم وجوده مسـألة موضوعية‪ ،‬تنفرد حمكمة املوضوع ابلبـث فيها‪ ،‬دون أن تتعرض لرقابة حمكمة‬
‫النقض إال يف إعطاء التعليـل القانوين لرأيها‪ ،‬وذلك إبيراد الوقائع اليت استخلصت منها وجود أو انعدام‬
‫‪1‬‬
‫القصد‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬العقوبة املقررة جلرمية إفشاء السر املهين‪:‬‬

‫ابكتمال األركان املكونة جلرمية إفشاء السر املهين‪ ،‬أييت حتديد عقوابهتا من طرف القضاء يف إطار‬
‫السلطة التقديرية املمنوحة له بني احلدين األدىن واألقصى‪ 2.‬حيث حدد املشرع املغريب يف الفصل ‪446‬‬
‫من القانون اجلنائي عقوبة هذه اجلرمية يف احلبس من شهر إىل ستة أشهر وغرامة من ألف ومائتني إىل‬
‫عشرين ألف درهم‪ ،‬ليحدد يف تتمة الفصل بعض احلاالت اليت ال يعاقب فيها ابلعقوابت املقررة يف هذه‬
‫الفقرة‪.‬‬

‫‪ - 1‬أمحد اخلمليشي‪ :‬شرح القانون اجلنائي‪ ،‬القسم العام‪ ،‬مطبعة املعارف اجلديدة‪ ،‬الرابط ‪ ،1985‬ص‪.222:‬‬
‫‪ - 2‬ينص الفصل ‪ 141‬من القانون اجلنائي على ما يلي‪ :‬للقاضي سلطة تقديرية يف حتديد العقوبة وتفريدها‪ ،‬يف‬
‫نطاق احلدين األدىن واألقصى املقررين يف القانون املعاقب على اجلرمية‪ ،‬مراعيا يف ذلك خطورة اجلرمية املرتكبة من انحية‪،‬‬
‫وشخصية اجملرم من انحية أخرى"‪.‬‬
‫‪32‬‬
‫ونشري إىل أن امل شرع املغريب وإن تطرق لاللتزام بعدم إفشاء السر املهين من خالل القوانني املتعلقة‬
‫مبهن التوثيق‪ 1،‬فإنه مل حيدد اجلزاء املرتتب عن خمالفة هذه املقتضيات‪ ،‬وبذلك أحال ضمنيا على الفصل‬
‫‪ 446‬من القانون اجلنائي السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ - 1‬القانون رقم ‪ 16-03‬املتعلق خبطة العدالة‪ ،‬والقانون رقم ‪ 32-09‬املتعلق بتنظيم مهنة التوثيق والقانون رقم‬
‫‪ 28.08‬املتعلق مبهنة احملاماة‪.‬‬
‫‪33‬‬
‫خامتة‪:‬‬
‫ويف ختام هذا العرض املقتضب خنلص إىل أن املشرع املغريب وضع نصوصا عامة وخاصة تضع‬
‫على عاتق حمرري التصرفات العقارية جمموعة من االلتزامات يكون املخل هبا عرضة للمساءلة التأديبية أو‬
‫اجلنائية ‪ ،‬ملا يشكله حترير العقود من ركيزة أساسية يف كافة امليادين العتبارها منبعا الستقرار املعامالت‬
‫والتصرفات بني الناس ‪ ،‬الذي ينتج عنه األمن واالطمئنان لدى املتعاقدين ‪.‬‬

‫كما أن القضاء بدوره ساهم يف تطبيق السياسة اجلنائية والتأديبية هذا مرده مجلة من االجتهادات‬
‫القضائية اليت أقحمتها يف هذه املداخلة وحني جيتمع األمن القانوين واألمن القضائي يكون اجملتمع يف‬
‫مأمن يف التعامالت اليت تنشأ بني األفراد ‪ ،‬كما يالحظ توسيع دائرة النيابة العامة خاصة الوكيل العام‬
‫للملك يف جمال مراقبة املوثقني ‪.‬‬

‫إال أنه رغم أن املشرع املغريب وفق إىل حد كبري يف إثقال كاهل حمرري التصرفات العقارية جبملة من‬
‫املسؤوليات اليت ستساهم ال حمالة يف حتقيق األمن التعاقدي وترسيخ الثقة والطمأنينة يف نفوس املواطنني‬
‫من أجل اللجوء إىل هذه املؤسسات لضبط ومحاية تصرفاهتم ‪ ،‬فإهنا ال تزال تثري العديد من اإلشكاليات‬
‫يف حتمل املسؤولية خصوصا فيما يتعلق مبسؤولية احملامي ‪.‬‬

‫وعالقة هبذا يتوجب على املشرع التدخل لسن قواعد قانونية أخرى معززة ومقوية يف هذا اإلطار‪،‬‬
‫خاصة وحنن نعلم مدى ارتباط هذه احملررات حبقوق املستهلك ‪ ،‬لتجنب الشتات احلاصل والذي الحمالة‬
‫يتسبب يف ضياع احلقوق واضطراب العالقات التعاقدية‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫الئحة املصادر واملراجع‬
‫❖ أمحد اخلمليشي‪ :‬القانون اجلنائي اخلاص‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬مكتبة املعارف‪ ،‬الرابط‬
‫‪.1981‬‬
‫❖ أسامة أوزيل‪ ،‬حدود مراقبة النيابة العامة للمهن القانونية والقضائية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫املاسرت يف القانون اخلاص‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬السنة اجلامعية ‪.2019/2018‬‬
‫❖ بلهامشي التسويل‪ ،‬احملامي وحترير العقود‪ ،‬املطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ط ‪،2‬‬
‫‪.2013‬‬
‫❖ بوشعيب بوطربوش‪ ،‬املسؤولية اجلنائية للموثق‪ ،‬جملة حمكمة االستئناف ابلدار البيضاء‪،‬‬
‫العدد الثاين‪.2012 ،‬‬
‫❖ خالد املروين‪ ،‬التأديب يف مهنة احملاماة‪ ،‬مقال منشور مبجلة احملاماة‪ ،‬عدد مزدوج ‪-53‬‬
‫‪ ،54‬أبريل ‪.2011‬‬
‫❖ رشيد إدمسعود‪ ،‬احلماية القانونية للمستهلك من خالل توثيق التصرفات العقارية‪،‬‬
‫رسالة لنيل شهادة املاسرت‪ ،‬املوسم اجلامعي‪.2020/2019:‬‬
‫❖ رشيد خري‪ :‬مسؤولية املوثق يف التشريع املغريب‪ ،‬رسالة لنيل ماسرت الدراسات العقارية‬
‫والتعمري‪ ،‬جامعة احلسن األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بسطات‪ ،‬السنة‬
‫اجلامعية ‪.2012-2011‬‬
‫❖ زبيدة مهداوي‪ ،‬محاية املتعاملني مع املوثق من خالل قانون ‪ ،32.09‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫املاسرت يف القانون اخلاص‪ ،‬السنة اجلامعية ‪.2012-2011‬‬
‫❖ سعد سليمان احلامي‪ :‬التوثيق وأحكامه يف الفقه اإلسالمي‪ ،‬دار السالم للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع والرتمجة‪ ،‬مصر القاهرة‪ ،‬الطبعة األوىل ‪.2010‬‬
‫❖ ظهري شرف رقم‪ ،1.03.197 :‬صادر يف ‪ 16‬رمضان ‪ 11( 1424‬نونرب ‪)2003‬‬
‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 07.03‬بتتميم جمموعة القانون اجلنائي‪ ،‬واملتعلق جبرائم املس بنظم املعاجلة‬
‫اآللية للمعطيات‪ ،‬منشور ابجلريدة الرمسية‪ ،‬عدد ‪ 5171‬بتاريخ ‪ 22‬دجنرب ‪2003‬‬
‫❖ عبد اللطيف الزويتيين‪،‬سلسلة دفاتر حمكمة النقض‪ ،‬العدد‪ ،20‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرابط‬
‫‪.2013‬‬
‫❖ عثمان بنمنصور‪ ،‬النظام القانوين ملهنة التوثيق ابملغرب‪ ،‬قراءة حتليلية ونقية ملقتضيات‬
‫القانون ‪ 32.09‬املنظم ملهنة التوثيق والنصوص التنظيمية للمهنة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬الطبعة ‪.2022‬‬

‫‪35‬‬
‫❖ العلمي احلراق الوثيق يف شرح قانون التوثيق‪ ،‬دار السالم للطباعة والنشر والتوزيع‪-‬‬
‫الرابط‪ ،‬ط‪ :‬األوىل‪ ،‬نونرب‪.2014‬‬
‫❖ العلمي احلراق‪ ،‬التوثيق العديل بني الفقه املالكي والتقنني املغريب وتطبيقاته يف مدونة‬
‫األسرة‪ ،‬اجلزء األول‪ ،‬طبعة معدل ‪.2009‬‬
‫❖ قانون رقم ‪ 03.16‬املتعلق خبطة العدالة الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم‬
‫‪ 56.06.1‬يف ‪ 15‬حمرم ‪ 14 (1427‬فرباير ‪)، 2006‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 5400‬بتاريخ فاتح‬
‫صفر ‪ 2 (1427‬مارس ‪.)2006‬‬
‫❖ القانون رقم ‪ 24-03‬املتعلق بتغيري وتتميم جمموعة القانون اجلنائي‪ ،‬الصادر بتنفيذ‬
‫الظهري الشريف رقم‪ 1-03-207 :‬بتاريخ‪ 16 :‬رمضان ‪ 11( 1424‬نونرب ‪)2003‬‬
‫املنشور ابجلريدة الرمسية عدد ‪ 5175‬بتاريخ ‪ 12‬ذو القعدة ‪ 5( 1424‬يناير ‪.)2004‬‬
‫❖ قانون رقم ‪ 09.32‬املتعلق مبهنة التوثيق الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم‬
‫‪ 179.11.1‬يف ‪ 15‬من ذي احلجة ‪ 22 (1432‬نونرب ‪ 2011‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 5998‬يف‬
‫‪ 27‬ذي احلجة ‪ 24 ( 1432‬نونرب ‪.) 2011‬‬
‫❖ قرار لوزارة العدل واحلرايت رقم ‪ 4096.12‬الصادر يف ‪ 21‬حمرم ‪ 6( 1434‬ديسمرب‬
‫‪ ،)2012‬منشور ابجلريدة الرمسية عدد ‪ 6143‬الصادرة بتاريخ ‪ 4‬مجادى الثانية ‪15( 1434‬‬
‫أبريل ‪.)2013‬‬
‫❖ قرار وزير العمل واحلرايت رقم ‪ 1096.12‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬حمرم ‪6( 1434‬‬
‫دجنرب ‪ )2012‬واملنشور ابجلريدة الرمسية عدد ‪ 6143‬بتاريخ مجادي الثانية ‪15( 1434‬‬
‫أبريل ‪.)2013‬‬
‫❖ لبىن الوزاين‪ ،‬املسؤولية التأديبية على ضوء العمل القضائي‪ ،‬مطبعة دار السالم‪ ،‬الطبعة‬
‫األوىل‪.2011 ،‬‬
‫❖ حممد األمني‪ :‬املسؤولية اجلنائية للموثق‪ ،‬مقال منشور مبجلة القبس‪ ،‬العدد اخلامس‪،‬‬
‫يوليوز ‪.2013‬‬
‫❖ حممد بن حم ‪ :‬مفهوم املسؤولية املدنية للموثق ومفهوم اخلطأ املهين املوجب هلا‪ ،‬أشغال‬
‫اللقاء الوطين األول بني حمكمة النقص والغرفة الوطنية للتوثيق ابملغرب يومي ‪ 2‬و‪ 3‬نونرب‬
‫‪ ،2012‬مطبعة األمنية‪ ،‬الرابط ‪.2012 -‬‬
‫❖ حممد بومل ان‪ ،‬أفكار حول تقاطع مسؤوليات احملامي التأديبية والزجرية واملدنية‪ ،‬مقال‬
‫منشور ابجمللة املغربية للدراسات القانونية والقضائية‪ ،‬العدد‪ ،6 :‬ماي ‪ ،2011‬املطبعة والوراقة‬
‫الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬ط‪ :‬األوىل‪.2011 ،‬‬

‫‪36‬‬
‫❖ حممد كمال الدين إمام‪ :‬املسؤولية اجلنائية‪ ،‬أساسها وتطورها‪ ،‬دراسة مقارنة يف القانون‬
‫الوضعي والشريعة اإلسالمية‪ ،‬املؤسسة اجلامعية للدراسات والنشر والتوزيع‪ ،‬بريوت‪-‬لبنان‪،‬‬
‫الطبعة الثانية‪.1991 ،‬‬
‫❖ مرسوم رقم ‪ 2.60.246‬بشأن عمليات إيداع وسحب املبالغ اليت يباشرها املوثقون‬
‫لدى صندوق اإليداع والتسيري‪ ،‬املنشور ابجلريدة الرمسية عدد ‪ 2520‬بتاريخ ‪ 10‬فرباير ‪1961‬‬
‫❖ هاجر غنا‪ ،‬حمررات احملامي وأثرها يف األمن التعاقدي فقها وقانوان‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫املاسرت‪ ،‬كلية الشريعة‪ -‬أيت ملول ‪.2020/2021‬‬
‫❖ ايسني أدليمي‪ ،‬مقال بعنوان املسؤولية التأديبية على عمل املوثق وفق القانون ‪32.09‬‬
‫املنظم ملهنة التوثيق‪ ،‬منشور مبجلة القانون واألعمال الدولية‪ ،‬بتاريخ ‪ 17‬أغسطس‪،2020 ,‬‬
‫اتريخ االطالع ‪ 22/03/19‬على الساعة ‪.21:28‬‬
‫❖ ي وسف أقصيب‪ ،‬املسؤولية القانونية للموثق‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف القانون اخلاص‪،‬‬
‫السنة اجلامعية ‪.2011-2010‬‬
‫❖ يونس ولدة‪ ،‬محاية مستهلك خدمات توثيق التصرفات العقارية‪ ،‬دراسة على ضوء‬
‫أحكام القانون املغريب‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم املاسرت يف القانون اخلاص‪ ،‬جامعة ابن زهر‪ ،‬السنة‬
‫اجلامعية ‪2018/2017‬‬

‫‪37‬‬
‫فهرس املوضوعات‬
‫مقدمة ‪2 ..................................................................................‬‬

‫املبحث األول‪ :‬املسؤولية التأديبية حملرري التصرفات العقارية ‪4 ...................................‬‬


‫املطلب األول‪ :‬االخالالت والعقوابت التأديبية حملرري التصرفات العقارية ‪4 ........................‬‬
‫الفقرة األوىل‪ :‬املخالفات والعقوابت املهنية للموثقني ‪4 ..........................................‬‬

‫‪-1‬املخالفات املوجبة للتأديب ‪4 ............................................................‬‬

‫أ‪-‬املخالفات املتعلقة أبخالقيات وأعراف املهنة ‪4 ............................................‬‬


‫ب‪-‬املخالفات الناجتة عن األخطاء املهنية للموثق ‪7 .........................................‬‬
‫‪-2‬العقوابت ‪8 .........................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬املخالفات والعقوابت املهنية للعدول ‪10 .........................................‬‬


‫‪-1‬املخالفات املوجبة للتأديب ‪10 ..........................................................‬‬

‫‪-2‬العقوابت التأديبية املقررة للعدل املخالف ‪11 ............................................‬‬


‫الفقرة الثالثة ‪ :‬املخالفات والعقوابت املهنية للمحامي املقبول للرتافع أمام حمكمة النقض ‪12 .......‬‬

‫‪-1‬املخالفات التأديبية للمحامي مبناسبة توثيقه التصرفات العقارية ‪12 ........................‬‬


‫‪-2‬العقوابت التأديبية للمحامي مبناسبة توثيقه التصرفات العقارية ‪13 ........................‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬مسطرة أتديب حمرري التصرفات العقارية ‪14 .................................‬‬


‫الفقرة األوىل‪ :‬مسطرة أتديب املوثق ‪14 ...................................................‬‬

‫‪-1‬حتريك املتابعة ‪14 .................................................................‬‬

‫‪-2‬مسطرة احملاكمة ‪15 ...............................................................‬‬


‫الفقرة الثانية ‪ :‬مسطرة أتديب العدل ‪16 ..................................................‬‬

‫‪-1‬حتريك املتابعة ‪16 .................................................................‬‬

‫‪38‬‬
‫‪-2‬مسطرة احملاكمة ‪17 ................................................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬مسطرة أتديب احملامي املقبول للرتافع أمام حمكمة النقض ‪17 ...................‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية ‪19 ..............................‬‬

‫املطلب االول‪ :‬املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية ‪19 ..............................‬‬

‫الفقرة االوىل‪ :‬اسس املسؤولية اجلنائية وعناصرها ‪19 .......................................‬‬

‫اوال‪ :‬اسس املسؤولية اجلنائية ‪19 ........................................................‬‬

‫‪ :1‬أساس املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية وفق القواعد العامة ‪20 ................‬‬

‫‪ :2‬املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية يف النصوص املهنية ‪21 ......................‬‬

‫اثنيا‪ :‬عناصر املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية ‪21 ...............................‬‬

‫‪ – 1‬اخلطأ ‪22 ......................................................................‬‬

‫‪ – 2‬الضرر ‪22 .....................................................................‬‬

‫‪ - 3‬العالقة السببية ‪22 .............................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شروط املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية وموانعها ‪23 ...............‬‬

‫أوال‪ :‬شروط املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية ‪23 ..............................‬‬

‫‪:1‬األهلية القانونية ‪23 ...............................................................‬‬

‫‪ :2‬حرية االختيار ‪23 ................................................................‬‬

‫اثنيا‪ :‬موانع املسؤولية اجلنائية حملرري التصرفات العقارية ‪24 ................................‬‬

‫‪ :1‬اجلنون ‪24 ........................................................................‬‬

‫‪ :2‬اإلكراه ‪25 .......................................................................‬‬

‫املطلب الثاين‪ :‬اجلرائم املهنية يف القانون اجلنائي والقوانني اخلاصة مبهن التوثيق ‪25 ............‬‬

‫الفقرة االوىل‪ :‬جرمية خيانة األمانة ‪25 ..................................................‬‬


‫‪39‬‬
‫أوال‪ :‬الركن القانوين جلرمية خيانة األمانة ‪26 ...........................................‬‬

‫اثنيا‪ :‬الركن املادي جلرمية خيانة األمانة ‪27 .............................................‬‬

‫اثلثا‪ :‬الركن املعنوي جلرمية خيانة األمانة ‪27 ............................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬جرمية التزوير ‪27 .......................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الركن القانوين جلرمية التزوير ‪28 ..................................................‬‬

‫اثنيا‪ :‬الركن املادي جلرمية التزوير ‪28 ..................................................‬‬

‫اثلثا‪ :‬الركن املعنوي جلرمية التزوير ‪29 ..................................................‬‬

‫رابعا‪ :‬العقوبة املقررة جلرمية التزوير ‪29 .................................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬جرمية إفشاء السر املهين ‪30 ..............................................‬‬

‫أوال‪ :‬الركن القانوين جلرمية إفشاء السر املهين ‪30 .........................................‬‬

‫اثنيا‪ :‬الركن املادي جلرمية إفشاء السر املهين ‪31 ...........................................‬‬

‫اثلثا‪ :‬الركن املعنوي جلرمية إفشاء السر املهين ‪32 ...........................................‬‬

‫رابعا‪ :‬العقوبة املقررة جلرمية إفشاء السر املهين ‪32 ...........................................‬‬

‫خامتة ‪33 .............................................................................‬‬

‫الئحة املصادر واملراجع ‪34 .............................................................‬‬

‫‪40‬‬

You might also like