Professional Documents
Culture Documents
البنوك التشاركية
الفصل الشابع
الشنة اجلامعية:
2022/2021
الئحة املختصرات:
للعقار أهمٌة بالؽة على جمٌع المستوٌات االجتماعٌة واالقتصادٌة لما له من دور فعال
فً مجال التنمٌة ،إذ ٌعتبر محور كل سٌاسة تنموٌة فً الدولة ،فهو أساس اإلستقرار
والتعامل بٌن الناس ،ومصدرا لصراعاتهم المستمرة.
ونظرا لألهمٌة التً ٌتمٌز بها العقار ،كان من الضروري التفكٌر فً إخضاعه لنظام
ٌتسم بالعلنٌة والشفافٌة حتى ال ٌمكن التؤثٌر على تملكه وتداوله.
ولعل هذا ما جعل التشرٌعات الوضعٌة تهتم بالعقار إحاطته بضمانات قصد إعطاء
الملكٌة العقارٌة أكثر ما ٌمكن من اال ستقرار والثقة فً التعامل ،وبالتالً تحقٌ اإلزدهار
واألمن العقاري.
وإذا كانت جل التشرٌعات قد سنت قوانٌن لضمان الحماٌة المثلى للعقار ،فإن المشرع
المؽربً مثله مثل باقً التشرٌعات خص العقار بحماٌة قانونٌة ،هدفها التقلٌل من النزاعات
والعمل على استقرار األوضاع بٌن المنازعٌن ،وتجسد هذه الحماٌة فً قواعد تقنٌن ح
التملك ،وتجعل اإلنسان ٌطمبن على حقه من خالل إحاطته بسٌاج نظام التحفٌظ العقاري
الذي ٌمنح للملكٌة العقارٌة ،وهذا أكثر استقرارا وثباتا وأمنا.
وٌعتبر نظام التحفٌظ العقاري بالمؽرب ولٌد فترة الحماٌة ،حٌث ان المؽرب لم ٌكن
قبل الفترة ٌطب مسطرة التحفٌظ ،بل كانت كل الدعاوى العقارٌة تكون فترة الحماٌة أنجبت
قانون التحفٌظ العقاري كنظام عقاري جدٌد بالمؽرب ،حٌث ثم سن مجموعة من القوانٌن
من بٌنها ظهٌر 12ؼشت 1913المتعل بالتحفٌظ العقاري 1هً السارٌة فً جمٌع مناط
المؽرب.
1
-هناك مجموعة من النصوص القانونٌة المكونة لقانون التحفٌظ العقاري فً فترة الحماٌة أهمها:
-الظهٌر المإرخ فً 95ؼشت 9591بشؤن التحفٌظ العقاري.
-الظهٌر المإرخ فً ٌ 9ونٌو ٌ 9591تعٌن المقتضٌات االنتقالٌة بشؤن تطبٌ ظهٌر التحفٌظ العقاري.
-القرار الوزاري المإرخ فً ٌ 4ونٌو 9591المتعل بتعٌٌن نظام إلدارة المحافظة على األمالك العقارٌة.
-الظهٌر المإرخ فً ٌ 51ونٌو 9553بشؤن تحفٌظ العقارات موضوع نزع الملكٌة من أجل المنفعة العامة.
-الظهٌر المإرخ فً 4مارس 9515بشؤن ضم األراضً الفالحٌة الواقعة بواد فارغ.
1
وانسجاما مع ذلك جاء المشرع بالقانون 14.07والذي ٌستهدؾ من خالله ضمان
استمرارٌة ونجاعة التحفٌظ وتؤمٌن الملكٌة العقارٌة ،لكونها أساس التنمٌة اإلجتماعٌة
واالقتصادٌة فً كل بلد ،ذلك أنها تجمع بٌن تحقٌ المصلحة العامة لكل فرد والمصلحة
العامة للدولة ،لذلك كلما كان الوعاء العقاري منظم وخالً من المنازعات كلما ساعد على
تحقٌ األهداؾ ذات الصلة ،فال شك أن خلو العقار من الشوابب ٌحق لصاحبه نوع من
من خالل نظام العقارات االستقرار فً الملكٌة والثبات فً المعامالت وهو ما ٌتحق
المحفظة التً تتمٌز عن ؼٌرها بالقوة القانونٌة وحجٌة اإلثبات من خالل الرسم العقاري
ؼٌر المضمنة فٌه بفعل قاعدة النهابً وؼٌر القابل للطعن والخالً من جمٌع الحقو
التطهٌر ،هذه الخاصٌة األخٌرة التً تطهر العقار وتمنحه حالة مدنٌة جدٌدة باعتبارها
األساس التً تستوعبه عن التحفٌظ العقاري والتً نظمها المشرع المؽربً فً الفصلٌن 2
و 62من ظهٌر التحفٌظ العقاري ،وٌقصد بقاعدة التطهٌر أنه بمجرد صدور قرار التحفٌظ
وتؤسٌس الرسم العقاري ٌصبح العقار مطهرا من جمٌع الحقو العٌنٌة واالرتفاقات العقارٌة
ؼٌر المدلً بها أثناء مسطرة التحفٌظ ،فٌصبح الرسم العقاري حجٌة مطلقة إزاء الجمٌع
(متعاقدٌن وأؼٌار).
فالتحفٌظ العقاري بفضل خاصٌة التطهٌر ٌقطع كل صلة للعقار بماضٌه وٌرسم له حالة
مدنٌة جدٌدة تحفظه من كل إعتداء.
وٌكتسً موضوع األثر التطهٌري لقرار التحفٌظ أهمٌة بالؽة سواء على المستوى
النظري والتً تتمثل فً كثرة الجدل والنقاش حول ما تخلفه هذه القاعدة باعتبارها تشكل
الطابع النهابً للرسم العقاري ،أو على المستوى العملً والتً تكمن فً تفسٌر خطورة هذا
األثر الناتج عن قاعدة التطهٌر خصوصا عندما ٌكون المستفٌد من قرار التحفٌظ لٌس هو
المالك الحقٌقً للعقار وإنما شخص من الؽٌر لم ٌتمكن من التعرض علٌه فً مسطرة
التحفٌظ لظروؾ استثنابٌة.
2
إلى أي حد ٌمكن القول بان التشرٌع والقضاء المؽربً توفقا فً ضمان حماٌة قوته
للملكٌة العقارٌة عمال بقاعدة األثر التطهٌري ،وكٌؾ تمت حماٌة المتضرر من هذه القاعدة؟
وبعد تحدٌد اإلشكالٌة الربٌسٌة التً ٌطرحها الموضوع ارتؤٌنا تقسٌم هذا الموضوع إلى
مطلبٌن:
المطلب األول :التنظٌم القانونً لقاعدة تطهٌر العقار المحفظ ،واالستثناءات الواردة
علٌها.
المطلب الثانً :آلٌات التخفٌف من قاعدة التطهٌر وموقف االجتهاد القضائً المغربً
من هذه القاعدة
3
عندما ٌتم العقار جمٌع إجراءات مسطرة التحفٌظ العقاري ،بشقٌها اإلداري والقضابً،
عند الحاجة لذلك ،فإن العقار ٌكتسً وضعٌة جٌدة على إثر تؤسٌس الرسم العقاري ،الذي
من خالله ننقل العقار من نظام العقارات ؼٌر المحفظة إلى نظام العقارات المحفظة ،وهو ما
ٌنتج عنه أثر فً ؼاٌة األهمٌة ٌكمن فً القاعدة التطهٌرٌة (الفقرة األولى) ،مما ٌضفً
للعقار المحفظ حصانة ومناعة جمٌع الحقو المتعلقة به ،وال ٌعترؾ إال بتلك الواردة فً
الرسم العقاري ؼٌر أنه بطبٌعة الحالٌ ،رد على كل قاعدة استثناءات ،وعلٌه فإن هذه
القاعدة التطهٌرٌة هً األخرى لها استثناءات سنتطر لها فً (الفقرة الثانٌة).
باعتبار قاعدة التطهٌر كؤثر ناتج عن الرسم العقاري بعد تؤسٌسه ،فاألولى معرفة ما
المقصود بالرسم العقاري (أوال) ،ثم تحدٌد مضمون قاعدة التطهٌر (ثانٌا).
إن الرسم العقاري هو ذلك السند الذي ٌقمه المحافظ للتعرٌؾ بالعقار الذي اتخد فً
شؤنه قرارا للتحفٌظ باسم صاحبه.
4
فالمشرع لم ٌعطً تعرٌفا صرٌحا له ،لكن اكتفى من خالل الفصل األول فً ظهٌر
12ؼشت 1913بالقولٌ" :2رمً التحفٌظ إلى جعل العقار المحفظ خاضعا للنظام المقرر
فً هذا القانون من ؼٌر ان ٌكون فً اإلمكان إخراجه منه فٌما بعد وٌقصد منه:
-تحفٌظ العقار بعد إشراع مسطرة للتطهٌر ٌترتب عنها تؤسٌس رسم عقاري وبطالن
ما عداه من الرسوم المضمنة به"...
هذا وقد ذكر المشرع المؽربً كذلك الرسم العقاري فً الفصل 52من نفس القانون
بقوله "كل تحفٌظ ٌقتضً من المحافظ على األمالك العقارٌة اقامة رسم عقاري"...
وٌجب أن ٌكون الرسم العقاري المنجز من قبل المحافظ متضمنا عدة بٌانات إجبارٌة،
بمقتضى نفس الفصل أعاله ،من أهمها.3
كما ٌحمل هذا الرسم العقاري رقما ترتٌبٌا واسما خاصا به ،وٌبقى تصمٌم العقار
ملحقا به.
وبعد رسم عقاري نهابً وؼٌر قابل للطعن بموجب الفصل 62من نفس القانون
المذكور أعاله.4
واستنادا على ما ذكر ٌمكن القول على أن الرسم العقاري هو ذلك السند الذي ٌقٌمه
المحافظ للتعرٌؾ بالعقار الذي اتخد بشؤنه قرار التحفٌظ باسم صاحبه ،5فهو بمثابة الحالة
2
-الفصل االول من الظهٌر الشرٌؾ الصادر 95ؼشت ، 9591المتعل بالتحفٌظ العقاري ،كما وقع تؽٌٌره وتممٌمه بمقتضى المادة االولى من
القانون 94.43الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم ،9.99.933بتارٌخ 55نونبر ،5499الجرٌدة الرسمٌة عدد 1554بتارٌخ 54نونبر ،5499
ص .1131
3
-تنص الفقرة الثانٌة من الفصل 15من ظ.ت.ع كما وقع تؽٌٌره وتتمٌمه بمقتضى القانون 94.43على ما ٌلً :االسم الشخصً والعابلً للمالك
ومحل سكناه ،وحالته المدنٌة وجنسٌته وإن اقتضى الحال اسم الزوج والنظام المالً للزواج أو كل اتفا ثم طبقا لمقتضٌات الفصل 45من مدونة
األسرة ،وٌتضمن فً حالة الشٌاع نفس البٌانات الذكورة أعاله بالنسبة لكل شرٌك مع التنصٌص على نصٌب كل واحد منهم"
4
ٌ -نص الفصل 25من ط.ت.ع كما وقع تؽٌٌره وتتمٌمه بمقتضى القانون 94.43على ما ٌلً "إن الرسم العقاري نهابً وال ٌقبل الطعن وٌمٌز
نقطة االنطال الوحٌدة للحقو العٌنٌة والتحمالت العقارٌة المترت بة على العقار وقت تحفٌظه دون ما عداها من الحقو ؼٌر المقٌدة".
5
المدنٌة للعقار المحفظ والذي ٌمنحه قوة االثبات وتطهٌره فً جمٌع الحقو الؽٌر واردة فً
الرسم العقاري.
أو ٌمكن القول على أن الرسم العقاري هو ذلك الوعاء القانونً والهندسً الذي ٌنظم
الحقو العٌنٌة واالرتفاقات العقارٌة الواقعة على العقار بالشكل الذي ٌحفظها فً كل ادعاء
أو منازعة ،كما أنه ٌطهر العقار من جمٌع الحقو السابقة والؽٌر مدلى به أثناء مسطرة
التحفٌظ العقاري.
وعلى ذلك قد ٌكون سببا تضٌع معه حقو عقارٌة مشروعة ،وفً هذا الصددٌ ،ترتب
جزءا "من شؤنه تعوٌض المتضرر شخصٌا ،ؼٌر أن هذا المتضرر على عاتقه اثبات
عنصر التدلٌس ،وذلك بعد إقامة دعوى شخصٌة وفقا لمقتضٌات الفصل 64فً ظهٌر
التحفٌظ العقاري كما عدل وتمم بمقتضى قانون ،14.07هذا لكً ال تضٌع حقو األصلٌٌن
الذي كانون ٌمتلكونها على وجه مشرع.
وهذا ما أكذه قرار المجلس األعلى حٌث قضً" :ال ٌمكن قانونٌا التشطٌب على الرسم
العقاري وإعادة إجراء مسطرة التحفٌظ ألن رسم الملك الناتج عن التحفٌظ له صفة نهابٌة
وال تقبل الطعن وال اإللؽاء"6...
إن كان جلٌا أن تؤسٌس الرسم العقاري ٌمنع للعقار المحفظ هذه الحصانة فإنه فً
المقابل تترتب عن هذا التؤسٌس جملة من اآلثار التً تثار فً هذا الرسم العقاري ،ولعل
أبرز أثر هو قاعدة التطهٌر العقاري ،وهذه القاعدة سنتناول بالتفصٌل فً (ثانٌا).
تعد قاعدة التطهٌر أهم أثر ناتج عن نظام التحفٌظ العقاري باعتبارها المركز الذي
تدور فً فلكه باقً اآلثار األخرى من حٌث كونها تطهر الوضعٌة القانونٌة والمادٌة للعقار
5
-محمد فخوري ،نظام التحفٌظ العقاري وقت مستجدات القانون ،94.43طبعة 5493منشورات مجلة الحقو مطبعة النجاح الجدٌدة الدار
البٌضاء ،ص .54
6
-قرار المجلس األعلى عدد 55/5بتارٌخ 9544/4/9ملؾ مدنً عدد .51/9/9/5924
6
من خالل تؤسٌسها حٌاة جدٌدة للعقار المحفظٌ ،تجاوز الماضً وٌلؽً وتنطل بداٌة جدٌدة
للعقار.
وبالرجوع إلى الفصل األول من ظ.ت.ع نجد أن من بٌن السمات التً تمٌز تؤسٌس
الرسم العقاري ،انه ٌبطل ما دونه من الرسوم ،وتطهٌر الملك فً جمٌع الحقو السالفة ؼٌر
المضمنة به هذا وقد عرؾ االستاذ جمال النعٌمً ،قاعدة التطهٌر على اعتبارها بؤنها تطهر
العقار من كل الحقو التً كانت عالقة به ،ولم ٌطالب أثناء مسطرة التحفٌظ ،وتكون بذلك
القاعدة التً ٌقرها الفصل 64من نفس القانون نتٌجة منطقٌة للقاعدة السابقة ،ألن الذي قام
بالتقصٌر فً المجاهرة بحقه ٌتحمل نتٌجة تقصٌره.7
باإلضافة إلى االستناد عبد العالً الدقوقً 8الذي اعتبر أن قاعدة الطهٌر هً نتٌجة عن
التحفٌظ العقاري بحٌث تطهر العقار من جمٌع الحقو السابقة التً ال ٌشار ؼلٌها أثناء
عملٌة التحفٌظ العقاري ،بحٌث تتالشى بصفة نهابٌة ال تقوم لها بعد ذلك قابمة ،وهذا ٌعنً
للحقو أن الرسم العقاري الذي تم انشاإه نتٌجة التحفٌظ ٌعترؾ بالوجود القانونً
األخرى التً لم تظفر خالل المنصوص علٌها عند تؤسٌسه دون ما عداها فً الحقو
مسطرة التحفٌظ وهذا ما تطر إلٌه المشرع المؽربً فً الفصل 62من ط.ت.ع.
فإذا تمعنا فً الفصول 1و 2و 629من ظهٌر التحفٌظ العقاري ( 12ؼشت ،)1913
فٌما ٌخص الطبٌعة القانونٌة لقاعدة التطهٌر نرى على أنها تتسم قاعدة آمرة ،وال ٌجوز
االتفا على مخالفتها ،وبالتالً فإن رسم الماهٌة ٌشكل دلٌال قاطعا على ح الملكٌة ،إذ
ٌعتبر نقطة االنطال الوحٌدة للحقو العٌنٌة والتكالٌؾ العقارٌة المترتبة على العقار 10وأن
للتقنٌات المضمنة به بعد التحفٌظ قوة مطلقة.
وهكذا ٌمكن القول بؤن كل صلة بٌن العقار المحفظ وبٌن ماضٌه تنقطع ،والمالك الذي
حفظ العقار على اسمه ٌعتبر مالكا اعتمادا على األثر القانونً الناتج عن قرار التحفٌظ ولو
7
-جمال النعٌمً ،رقابة القضاء لقرارات المحافظ العقاري ،أطروحة لنٌل دكتوراه الدولة فً القانون الخاص ،كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة
واالجتماعٌة ،جامعة الحسن الثانً ،الدار البٌضاء ،السنة الجامعٌة 5445-5449ص .49
8
-عبد العالً الدقوقً نظام التحفٌظ العقاري فً ضوء القانون ،94.43طبعة ،5454/5495سجلماسة مكناس ص .45/949
9
-الفصل 25من ظ.ت.ع كما وقع تؽٌره وتتمٌمه بمقتضى القانون .94.43
10
-نص الفصل 5من ظهٌر 95ؼشت 9591بشؤن التحفٌظ العقاري على ما ٌلًٌ :ترتب على التحفٌظ إقامة رسم للملكٌة مسجل بكناش عقاري
وبطالن ما عداه من الرسوم وتطهٌر الملك فً جمٌع الحقو السالفة ؼٌر مضمنة بالكناش العقاري.
7
لم ٌكن المالك متوفر على أٌة حجة ،بل حتى ولو تمكن من التحفٌظ عن طرٌ الؽش أو
التزوٌر والتدل ٌس ،وتجدر اإلشارة إلى أن الصفة النهابٌة لرسم الملكٌة تشمل اإلرض
المحفظة وما علٌها من منشآت وأؼراس ،وبالتالً فإن البناءات واألؼراس التً لم تضفً
بالرسم العقاري فإنها تواجه قاعدة التطهٌر وذلك ألن الفصل 13من ظهٌر 9رمضان
1331قد نص على ما ٌلًٌ" :قدم طالب التحفٌظ تصرٌفا للمحافظ على األمالك العمزمٌة،
مقابل وصال ٌسلم فورا ،مطلبا موقعا من طرفه أو ممن ٌنوب عنه بوكالة صحٌحة ٌتضمن
لزوما ما ٌلً:
-4وصؾ العقار المطلوب تحفٌظه ببٌان البناءات والعقارات واألؼراس الموجودة به
ومستمالته ونوعه وموقعه ومساحته وحدوده واألمالك المتصلة والمجاورة له"...
فإذا كان الفصل 62من ظ.ت.ع صرٌح النص على أن رسم الملك له صفة نهابٌة وال
تقبل الطعن فإن الفصل 64من نفس الظهٌر طرٌح النص كذلك على أنه ال سمكن إقامة
دعوى فً العقار بسبب ح وقع األضرارٌة جراء الحفٌظ.
وٌتبٌن من فحوى الفصلٌن المذكورٌن أن المحكمة إن كان لٌس باستطاعتها إلؽاء قرار
القاضً بتؤسٌس الرسم العقاري ،فبإمكانها الحكم بالتعوٌض لفابدة من تضرر من تؤسٌس
الرسم العقاري ،حٌث ٌمكن لكل من ٌهمه األمر وفً حالة التدلٌس فقط ،أن ٌقٌموا دعوى
شخصٌة على مرتكب التدلٌس بؤداء التعوٌض إذا كانت هذه القاعدة ،فإن المشرع أورد
علٌها بعض االستثناءات وهو سوؾ تنصرؾ إلٌه فً الفقرة الموالٌة.
إذا كان إنشاء الرسم العقاري ٌضفً على العقار قوة وٌطهره من كل الحقو التً لم
تقٌد فٌه إنشاء سرٌان مسطرة التحفٌظ بحجٌة القوة الثبوتٌة لقاعدة التطهٌر ونهاٌة الرسم
8
العقاري ،فإن هذه القاعدة كؽٌرها من القواعد ترد علٌها استثناءات أو حدود ،هذه األخٌرة
منها هو محل إجماع (أوال) ،ومنها ما هو محل جدل فقهً وقضابً (ثانٌا).
هناك بعض العقارات والحقو العقارٌة ال تسري علٌها قاعدة التطهٌر المنصوص
علٌها فً الفصلٌن 2و 62من ظهٌر 12ؼشت 1913بشؤن التحفٌظ العقاري ،وذلك
العتبارات تتعل بالمصلحة العامة ،فتبقى الحقو العٌنٌة المتضررة من التحفٌظ قابمة حٌث
ٌمكن الطعن فٌها من قبل الؽٌر واعتبارها كؤنها لم تكن ،وٌتعل األمر باألمالك العامة (أ)،
األمالك الحبسٌة (ب) ،الحقو المابٌة (ت) ،الحقو المنجمٌة (ج) االمالك الجماعٌة (ه).
وٌقصد باألمالك العامة تلك المخصصة لالستعمال العمومٌة أو لتسٌٌر مرف عام،
وتكوم هذه األمالك ؼٌر قابلة للتصرؾ فٌها من طرؾ الخواص ،سواء عن طرٌ التحفٌظ
أو ؼٌره وال تسري علٌها القاعدة التطهٌرٌة وما ٌترتب عنها من نهابٌة ،11فحسب ظهٌر
فاتح ٌولٌوز 1914المنظم والمحدد لألمالك العامة الذي تم تعدٌله بظهٌر 8نونبر ،1919
فإن هذه األمالك ال تقبل التفوٌت مالم ٌقع إخراجها من الملك العام بكٌفٌة قانونٌة ،وال ٌمكن
اكتساب ملكٌة بطرٌقة التقادم ،12فحسب ظهٌر فاتح ٌولٌوز 1914المنظم والمحدد لألمالك
العامة الذي تم تعدٌله بظهٌر 8نوبر 1914ا ،فإن هذه األمالك ال تقبل التفوٌت ما لم ٌقع
13
بمعنى إخراجها من الملك العام بكٌفٌة قانونٌة ،وال ٌمكن اكتساب ملكٌتها بطرٌقة التقادم
ان حٌازتها مهما طالت ال ٌجعل العقار ملكا للحابز وإن استطاع تحفٌظه ،وٌمكن ادراج
األمالك التالٌة ضمن األمالك العامة حسب الفصل األول من نفس الظهٌر:
شاطا البحر الذي ٌمتد من الحد االقصى من مد البحر عند ارتفاعه من منطقة
مساحتها ستة أمتار تقاس من المد المذكور.
11
-المختار احمد عطار ،التحفٌظ العقاري فً ضوء القانون المؽربً ،ط ،9مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء ،ص .42
12
-المختار بن احمد عطار ،التحفٌظ العقاري فً ضوء القانون المؽربً ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء ط ،5444 ،9ص .42
13
-فقد نص الفصل الرابع من الضهٌر المإرخ فً فاتح ٌولٌوز ٌ 9594شؤن األمالك العمومٌة ،المنشور بالجرٌدة الرسمٌة ،عدد ،25بتارٌخ 94
ٌولٌوز ،9594على ماٌلً:
"ال ٌقبل التفوٌت باالمالك العمومٌة ،وال تسقط حقو الملكٌة فٌها بمضً الزمان".
9
المراسً والموانا ،وملحقاته
المنارات والعالمات التً توصع اإلشارة واإلنذار بالخطر وكافة األعمال المعدة
لإلضاءة واإلنذار المخاطر بٌن الشواطا وملحقاتها.
المٌاه التً على وجه األرضاو تحتها ومجاري المٌاه والٌنابٌع على اختالؾ أنواعها
.14...
ب -األمالك الوقفٌة العامة :العقارات المحبسة تحبٌسا عمومٌا
ال ٌعتد بتؤسٌس الرسم العقاري فً مواجهة الحقو المتعلقة بالوقؾ أو الحبس ،وهو
ما ٌستتبع حتما عدم جواز االعتراؾ بح الملكٌة الذي ٌكتسبه الؽٌر عن طرٌ التحفٌظ،
فضال عن عدم جواز اكتساب ملكٌة هذا النوع من األمالك عن طرٌ التقادم ،15فلو فرضنا
أن شخصا حاز عقارا لألحباس ،أو األمالك العامة وصار ٌنتفع به تم ضمه ألرضه أو جار
التحفٌظ بشؤن ذلك العقار ،واألرض باسم طالب التحفٌظ وهو الحابز فؤن التحفٌظ ٌلؽى من
نسبة لملك األحباس أو الملك العام حسب األحوال ،16وهذا ما أكدته المادة 54من مدونة
االوقاؾ الجدٌدة.17
بحٌث أكدت على ضرورة حماٌة الوقؾ من صرامة التطهٌر باعتبار أن األمالك
المحسبة ٌتعل بها ح هللا تعالى ،وح الؽابب ،وكما هو سابد فً العرؾ القانونً فالعابب
ال حٌازة علٌه.
ولقد ساٌر االجتهاد ا لقضابً ذلك ،من خالل قرار صادر عن المجلس األعلى ،اعتبر
فٌه أن الحبس ال ٌظهر بالتحفٌظ فٌمكن للجهة المحبس علٌها أن ترفع الدعوى بشؤن الحبس
ولو كان فً طور التحفٌظ بل حتى ولو حصل تحفٌظه ألن ثبوت حبٌسته ٌبطل تحفٌظه.18
14
الفصل االول من الظهٌر ،49/43/9594بشؤن األمالك العمومٌة.
15
-ظهٌر ٌ 3ولٌوز ،9594المتعل باألحباس
16
-محمد بن أحمد بونٌات ،نظام التحفٌظ العقاري ،ط ،5المطبعة و الوراقة الوطنٌة.5445 ،
17
-تنص المادة 14من م دونة األوقاؾ على ماٌلً " :إن الرسوم العقارٌة المإسسة لفابدة الؽٌر ال تمنع المحكمة من النظر فً كل فً كل دعوى
ترمً إلى إثبات صفة الوقؾ العام لعقار محفظ ،شرٌطة أن ترفع الدعوى فً مواجهة جمٌع ذوي الحقو المقٌدة"...
18
-قرار المجلس األعلى ،عدد ،244بتارٌخ 54فبراٌر ،5444ملؾ مدنً عدد ،5442/5/5925مجلة قضاء المجلس األعلى ع 34ص .31
10
ت -تعتبر المٌاه العمومٌة من األمالك العامة ،حٌث ال ٌجوز التصرؾ فٌما وال ٌجوز
التقادم طبقا لمقتضٌات المادة األولى من القانون رقم علٌها عن طرٌ اكتساب حقو
.1910.5
خاصة ،تخضع فقً ذلك فاألفراد ال ٌكون لهم على هذه المٌاه إال اكتساب حقو
لمقتضٌات المخططات التوجٌهٌة المندمجة لموارد المٌاه ،وال ٌمكن تجرٌدهم منها بموجب
نزع الملكٌة.20
اإلجراءات إدارة أو عند اإلقتضاء الخاصة المكسبة وف وٌتم تثبٌت هذه الحقو
بواسطة القضاء ،كما ٌجوز تسجٌل هذه الحقو الخاصة فً السجل العقاري ،إال أن هذا
قابما ،وموجودا التقٌد هو الذي ٌنشا المكتسب على المٌاه العامة ،إنما ٌعتبر هذا الح
لمج رد االعتراؾ به إدارٌا أو قضابٌا ،وما تقٌٌده االختٌاري إال مجرد ربط المٌاه باألرض
المحفظة بهدؾ تعزٌز شؤن هذه األرض ورفع قٌمتها.21
ومن هنا نستنتج أن المٌاه شؤنها شؤن األمالك العامة ،وبالتالً األخرى فهً ال تتؤثر
بقرارات التحفٌظ.
فبخصوص الحقو المنهجٌة ،فقد نظمها ظهٌر 16أبرٌل 1951وظهٌر ٌونٌو ،1958
وهً الحقو التً تمنح ألصحابها امتٌاز االستمرار على المواد المنهجٌة وتعبر حقوقا ؼٌر
منقولة وبالتالً فهً تخضع للتحفٌظ وذلك وف مسطرة خاصة ؼٌر أن الرسم المنجمً
الناتج عن هذه المسطرة ال ٌرقى لمسطرة الرسم العقاري المعروؾ ،وبالتالً فهو ٌنتهً،
19
-فقد نصت فً هذا الصدد المادة األولى األولى من القانون 94.51المإرخ 9551/43/1المتعل بالماء الصادر بتنفٌذ الظهٌر الشرٌؾ رقم
9.51.914بتارٌخ 9551/44/92المنشضور بالجرٌدة الرسمٌة عدد 4151بتارٌخ ،9551/45/54على ماٌلً" :الماء ملك عام ،وال ٌمكن أن
ٌكون موضوع تملك خاص"...
20
-كمومو من القانون المستثناة من التقٌٌد فً السجل العقاري ،أشار إلٌه عز الدٌن الماحً ،الدور اإلنشابً لإلجتهاد القضابً فً المادة المدنٌة
الطبعة 9مطبعة األمنٌة ،5459 ،ص .245
21
-محمد موصى ،الحقو المتثناة من التقٌد فً السجل العقاري د.ط منشورات كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة بمراكش،5493 ،
ص .511
11
وٌشطب علٌه بانتهاء مدته ،22وبالتالً ال محل لتطبٌ قاعدة التطهٌر على هذا النوع من
الرسم.
12
واألنهار ،والبحٌرات الكبرى ،حٌث ٌمنع على المحافظ تحفٌظ هذه األمالك أو الحقو
المدعاة علٌها فً اسم الخواص ألن صبؽتها العمومٌة واضحة وثابتة.27وفً حالة قام
المحافظ مع ذلك ،بتحفٌظها فً اسم الخواص فإن أثر التطهٌر ال ٌسري علٌها مالم ثبت
طالب التحفٌظ نفسه أنه اكتسب حقوقا مابٌة قبل نشر ظهٌر فاتح ٌولٌوز 1914بشؤن
األمالك.28
لذلك فاالثبات المذكور ٌقتصر على بعض أصناؾ األمالك العمومٌة التً ٌمكن أن
تتكون فً األصل محل تملك خاص ،كالعقارات المتسٌد فوقها الطر واألزقة والجسور
والسكك الحدٌدٌة ،وؼٌرها ،وكذا حدود األمالك العامة المشار إلٌها سابقا وهو ما جعل
المشرع ٌنص على ضرورة تعٌٌن حدود هذه األصناؾ من األمالك العامة بقرار وزٌري
إن اقتضى الحال.29
ثانٌا :مدى سرٌان قاعدة التطهٌر على الخلف الخاص لطالب التحفٌظ
ٌعرؾ المرحوم الدكتور مؤمون الكزبري الخلؾ الخاص بانه ،هو من تلقى من سلفه
حقا معٌنا كان قابما فً ذمة هذا السلؾ ،سواء كان هذا الح عٌنٌا كما فً الح الذ ٌنتقل
إلى المشتري أو الموهوب له أو الموصى له بؽٌن معٌنة.30"...
فبالرجوع إلى مفهوم قاعدة التطهٌر ،وكذا إلى الفصل 62من ظ.ت.ع المؽٌر والمتمم
بمقتضى القانون رقم 14.07نجده ٌنص على أنه" :إن الرسم العقاري نهابً وال ٌقبل
الطعن ،وٌعتبر نقطة اإلنطالقة الوحٌدة للحقو العٌنٌة والتحمالت العقارٌة المترتبة على
العقار وقت تحفٌظه دون ما عداها من الحقو ؼٌر المقٌدة".
وعلٌه إذا كانت قاعدة التطهٌر طبقا للفصل أعاله ،تسري فً مواجهة كل شخص لم
ٌدلً بحقوقه أثناء مسطرة التحفٌظ لكون الرسم العقاري ٌظهر العقار من كل الحقو التً
لم ٌشملها هذا الرسم بعد التحفٌظ ،فإن سرٌان هذه القاعدة فً مواجهة الخلؾ الخاص الذي
27
-مصطفى الكٌلة "خصوصٌات المسطرة فً قضاٌا التحفٌظ العقاري أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص ص .51
28
-نص الفصل الثانً فً ظهٌر فاتح ٌولٌوز 9594المتعل باألمالك العامة على ما ٌلً:
"كل من اكتسب قانونا من حقو الملكٌة واالنتفاع واالستقالل باألمالك العمومٌة ٌبقى محفوظا إذا كان ذلك سابقا على نشر هذا الظهٌر".
29
-نص الفصل السابع من ظهٌر 9594/43/49بشؤن األمالك العامة على ما ٌلً :تعٌٌن حدود األمالك العمومٌة إذا اقتضى الحال بقرار وزٌري
ٌصٌر بعد ك عمومً بناء على طلب المدٌر العام لألشؽال العمومٌة وتقبل كل المطالب المسندة على حقو التملك أو التصرؾ خالل ستة أشهر
إبتداء من قرار التجدٌد"...
30
-مامون الكزبري ،نظرٌة االلتزامات فً ضوء قانمون االلتزامات والعقود المؽربً الجزء األول ،مصادر اإللتزامات الطبعة الثانٌة ،رٌاض
المعرفة ،9532،ص .513
13
تلقى حقوقه مباشرة من طالب التحفٌظ قد عرؾ تضاربا وخالفا فً أوساط القضاء (أوال)
والفقه (ثانٌا) منذ عهد الحماٌة إلى ٌومنا هذا.
أوال :موقف القضاء
لقد كانت بوادر استثناء الخلؾ الخاص من التطهٌر منذ عهد الحماٌة من خالل
اجتهادات قضابٌة لمحكمة االستبناؾ بالرباط ،فصبت فً اتجاه عدم تطبٌ قاعدة التطهٌر
على المشتري المتعاقد مع طالب التحفٌظ.
حٌث كان أول قرار ٌقضً باستثناء الخلؾ اخاص ،هو قرار محكمة االستبناؾ
31
الملكٌة بملكٌة هذا على ح صادر سنة 1926وجاء فٌهّ" :التطهٌر ٌطب بالرباط
العقار حتى به التحفٌظ ،ألن التطهٌر ٌتناول فتط الحقو التً ٌدعٌها أشخاص من الؽٌر ال
تربطهم أي رابطة بطالب التحفٌظ ،ولكنه ٌتناول الحقو التً ٌطالب بها الخلؾ الخاص
لطالب التحفٌظ".
وجاء فً قرار لها لتؤٌٌد هذا االستثناء ،صادر سنة "321934
حٌن ٌشتري شخص ما حصة من عقار فً طور التحفٌظ ولم ٌقع بإٌداع رسمه
بالمحافظة العقارٌة وواصل المشتري وحده مسطرة التحفٌظ بإسم الشخص الذي أسس
الرسم العقاري باسمه ،ال ٌح لدقة البابع والؽٌر المسجلٌن بصة قانونٌة بالرسم العقاري،
القول بؤن الشخص المذكور ؼٌر مح المطالبة بتسلٌمه الحصة التً اشتراها بحجة أنه لم
ٌقٌد حقوقه قبل تسلٌم الرسم العقاري ...
الرسم العقاري ٌخول لصاحبه ح ملكٌة ؼٌر قابل للطعن لكن تحول دون أن ٌطلب
خلؾ صاحب الرسم تنفٌذ التزاماته المتعلقة بالعقار المحفظ حٌن تكون هاته األخٌرة ال تمس
منحها للؽٌر وسجلت بصفة قانونٌة إن الدعوى الرامٌة إلى تنفٌذ التزام بطبٌعتها حقو
بخصوص عقار محفظ ،مقام خالل مسطرة تحفٌظ هذا األخٌر ال تتعارض بطبٌعتها حقو
صاحب الرسم المذكور".
31
arret du 27 janvier 1926 r a.c. 1926 p 366. -
32
-قرار صادر عن محكمة االستبناؾ عدد ،9451الصادر بتارٌخ 91ماي 9514منشور بمجلة قضاء محكمة االستبناؾ بالرباط تعرٌؾ أهم
القرارات الصادرة فً المادة المدنٌة العدد ،5491 1ص 911وما ٌلٌها.
14
كما صدرت أٌضا فً نفس المحكمة قرارات أخرى اعتبرت فٌها قاعدة التطهٌر تشمل
الكافة دون تمٌٌز ،وجاء فً هذا الصدد القرار الصادر 1935حٌث جاء فٌه "بؤن قاعدة
التطهٌر قاعدة عامة ومطلقة تسري على العالقة ،بحٌث الرسم العقاري نهابٌا ،وؼٌر قابل
ألي طعن كٌفما كان وال ٌتعل األمر بخلؾ عام أو خاص أو بقاصرٌن ضاعت حقوقهم
نتٌجة قرار التحفٌظ العقاري" وسارت علٌه فً قرارات أخرى مماثلة ،33وبالتالً لم لم
تستثنً الخلؾ الخاص على مبدأ التطهٌر.
وبالرجوع إلى االجتهادات القضابٌة لمحكمة النقض فً هذا المجال ،نجد أنه حصل
اضظراب قضابً لدٌها ،فتارة تتمسك بالتطبٌ الصارم لمبدأ التطهٌر ،وتارة أخرى تحاول
التلطٌؾ من هذا المبدأ متمسكة فً ذلك بمختلؾ الدرابع التً تناصر استثناء الخلؾ من مبدأ
متمسكة وذلك من خالل قرارات حدٌثة كالقرار الصادر بتارٌخ 2014/03/18الذي جاء
فٌه" :إن قاعدة التطهٌر المنصوص علٌها فً الفصل 62من ظهٌر 12ؼشت 1913
قاصر على الحقو واالتفاقات المحتج بها من لدن الؽٌر الذي ٌتعٌن علٌه أن ٌلؽً عنها
أثناء مسطرة التحفٌظ طبقا لمقتضٌات الفصل 84من نفس القانون وال ٌحتج بها على
الخلؾ الخاص الذي انتقل إلٌه العقار من طالب التحفٌظ الذي أصبح مالكا الرسم العقاري
الذي لم ٌزده هذا الرسم إال تثبٌتا لملكٌة وال ٌسوغ له أن ٌتحلل من تصرفاته والتزاماته التً
ابرمها بشؤنه قبل إنشاء الرسم العقاري".34
لتراجع بعد ذلك وتكرس األثر التطهٌري بشكل مطل ،من خالل قرار صادر عنها
35
الذي لم ٌمٌز فٌما ٌتعل بآثاره القوة التطهٌرٌة بٌن الؽٌر والخلؾ الخاص سنة 2015
وجاء فٌه" :حٌث صح ما عاٌة الطاعنون على القرار ذلك أنه علل قضاءه بالتعلٌل المنتقد
أعاله ،فً حٌن انه طبقا لمقتضٌات الفصلٌن 1و 62من ظهٌر التحفٌظ العقاري فإن فإن
تحفٌظ العقار ٌترتب عنه تؤسٌس رسم عقاري وبطالن ما عداه من الرسوم وتطهٌر الملك
من جمٌع الحقو السالفة ؼٌر المضمنة به ،وذلك ألن الرسم العقاري نهابً وال ٌقبل أن
33
-جاء فً قرار لمحكمة االستبناؾ بالرباط :تؤسٌس الرسم لعقاري ٌبطل جمٌع العقود التً لم ٌتم إٌداعها من قبل فً قبل فً المحافظة ،إن
األلفاظ الصرٌحة للفصلٌن 5و 25من ظ.ت.ع ال تقبل اي مخالفة لهذه القاعدة المطلقة.
وعلٌه فال ٌجوز للمشرع الذي كانت له الصفة دون سواه للقٌام بهذا اإلٌداع ولم ٌفعل ،أي ٌطالب بناء " الفصل 34من .ل.ع إال باسترداد ما
سدده من أصل والصوابر الالزمة الخاصة بالعقود التً أصبحت قانونا عدٌمة الجدوى" قرار عدد 15صادر فً 4نونبر ،9514مجلة
34
-قرار محكمة اإلستبناؾ عدد ،3/911ملؾ عدد ،5491/9/9/5355المإرخ فً ( 5494/41/94ؼٌر منشور) أشار إلٌه ،حسن فتوح على
صفحته فً الفٌسبوك.
35
-قرار محكمة النقض عدد ،443/44ملؾ مدنً عدد ،442/4/9/5491صادر بتارٌخ ( 5491/43/59ؼٌر مباشر).
15
ٌطؽى نقطة االنطال الوحٌدة لحقو العٌنٌة والتحمالت العقارٌة المترتبة على العقار وقت
تحفٌظه دون ما عدا ما من الحقو العٌنٌة ،وقاعدة التطهٌر هذه من ما عدا ما من الحقو
العٌنٌة ،وقاعدة التطهٌر هذه فً قاعدة عامة وآمرة ،وال مجال معها إلعمال االستثناء الذي
اعتمده ال قرار المعطون فٌه (الذي استثنى المشتري فً طالب التحفٌظ من قاعدة التطهٌر"،
وذلك لعدم وجود نص قانونً ٌقضً به االمر الذي ٌكون معه القرار خارقا للمقتضٌات
المعمول بها وعرضه بالتالً للنقض واإلبطال".
إال أن محكمة النقض لم تستثمر على مبدأ التطهٌر تجاه الجمٌع ،وذلك بصدور قرار
لها بجمٌع الؽرؾ مجتمعة فً ٌ 30ونٌو ،2020والذي اعتبرت فٌه مرة أخرى بؤن قاعدة
التطهٌر المنصوص علٌها فً الفصل األول من ظ.ت.ع كما وقع تعدٌله تسري فً مواجهة
الخلؾ الخاص.36
وفً ظل هذا التضارب بٌن اإلجتهادات القضابٌةٌ ،قوم البعض أنه ٌجب على المشرع
أن ٌ تخذ موقتا مماثال لما ذهبت إلٌه بعض الدول مثل الطوؼو ،مدؼشقر ،واٌضا سورٌا
ولبنان ،والتً تؤخذها باإلثر التطهٌري إال فً مواجهة الؽٌر ،الذي لم ٌطلب بإشهار حقوقه
خالل جرٌان مسطرة التحفٌظ.37
فالفقه بدوره عرؾ تعارضا فً المواقؾ بخصوص سرٌان قاعدة التطهٌر على الخلؾ
الخاص.
فبعض الفقه ٌذهب إلى أن جعل األثر التطهٌري لقرار التحفٌظ ال ٌسري على الخلؾ
الخاص الذي لم ٌتمكن من تسجٌل حقوقه قبل قرار التحفٌظ ،وإن أقر باألثر المطل لهذه
القاعدة المنصوص علٌها فً الفصلٌن 2و 62من ظهٌر التحفٌظٌ ،عد أكثر عدالة ،ذلك
38
من لكون التطبٌ الحرفً لمقتضٌات الفصلٌن السابقٌن حسب األستاذ محمد الكشبور
36
-القرار عدد ،5/945ملؾ مدنً عدد ،5494/5/9/552المإرخ ( 5454/42/14ؼٌر منشور).
37
-محمد ابن الحاج السلمً ،سٌاسة التحفٌظ العقاري فً المؽرب بٌن اإلشهار العقاري ،والتخطٌط اإلجتماعً ،اإلقتصادي ،منشورات عكاظ،
،5445ص .542
38
-محمد الكشبور ،التطهٌر الناتج عن تحفٌظ العقار تطور القضاء المؽربً ،د.ط ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،5441 ،ص 25وما بعدها.
16
شؤنه أن ٌفرز الكثٌر من الظلم ،نظرا لألسباب التارٌخٌة التً كانت وراء سنها ،حٌث
ارتبطت بسٌاسة اإلستٌطان بالمؽرب ،إذ كان من شؤنها تسهٌل االستحواد على األراضً
الفالحٌن البسطاء ،باإلضافة إلى محمد شان ،39الذي قال بعدم شمول األثر التطهٌري
للحقو الناشبة على عقار فً طور التحفٌظ ،لكون الفصل 84من ظ.ت.ع ٌنص صراحة
على أن الجزاء المرتب عن عدم اإلٌداع ٌقتصر فقط على عدم إمكانٌة مواجهة الؽٌر بتلك
الحقو .
فً حٌن ذهب البعض اآلخر كاألستاذ مؤمون الكزبري الذي قال باألثر المطل لقاعدة
التطهٌر مإٌدا بذلك اإلتجاه القضابً القاضً بشمول أثر هذه القاعدة لجمٌع الحقو المكون
عنها فً قرار التحفٌظ حتى تلك العابدة للخلؾ الخاص للطالب التحفٌظ كالمشتري الذي
ٌجب علٌه تحمل عواقبه ،لكون النص الوارد فً الفصلٌن 2و 62من ظ.ت.ع هو نص
مطل وال ٌتسم بالتمٌٌز بٌن الؽٌر وبٌن الخلؾ الخاص ،ثم إن المشرع قصد عندما أقر مبدأ
التطهٌر أن تكون لتقٌٌدات السجل العقاري مناعة تامة ،وفسخ المجال للخلؾ الخاص فً أن
ٌطعن بهذه التقٌٌدات السجل العقاري مناعة تامة ،وفسح المجال للخلؾ الخاص فً أن
ٌطعن به ذه التقٌٌدات السبب ساب على التحفٌظ من شؤنه أن ٌدخل تلك على هذه المناعة
التً أرادها القانون مطلقة.40
نلمس إذن من خالل كل ذلك أن األثر التطهٌري للتحفٌظ أثار وما زال ٌثٌر تضاربا
على مستوى اآلراء الفقهٌة والقضابٌة ،إذ حاولت بعض اإلجتهادات القضابٌة أن تكسر تلك
النظرة النمطٌة للفصلٌن 2و 62من ظ.ت.ع ،وذلك من اجل تحقٌ توجه جدٌد ٌرمً إلى
حماٌة فبة عرٌضة تعرضت حقوقهم للهدر والضٌاع دون وجه ح ،وأال وأنهم فبة الخلؾ
الخاص.41
ففً حالة التً ٌواجه فٌها هذا األخٌر بهذه القاعدة ،ولم ٌتمكن من مواجهة بحقه عٌنٌا
فكٌؾ ٌمكنه للمطالبة بحقوقه المتضررة من التحفٌظ؟
39
-محمد شان ،عبثٌة اإلبقاء على األثر المطل للرسم العقاري بعد اإلستقالل" ،أشؽال الندوة المشتركة حول نظام التحفٌظ العقاري بالمؽرب"،
المنظمة بكلٌة الحقو بالرباط بتارٌخ 4و 1ماي ،9554ؼشت ،9555ص .52
40
-مؤمون كزبري ،التحفٌظ العقاري والحقو العٌن األصلٌة والتبعٌة ،طبعة ،9534مطبعة النجاح ،الدار البٌضاء
41
-عبد العالً دقوقً" ،نظام التحفٌظ العقاري فً ضوء القانون ،94.43م.س .ص .945
17
بالرجوع إلى الفصل 64من ظ.ت.ع نجده ٌنص على أنه "ال ٌمكن إقامة أي دعوى
فً العقار بسبب ح وقع اإلضرار به من جراء التحفٌظ .
ٌمكن للمتضررٌن فً حالة التدلٌس فقط أن ٌقٌموا على مرتكب التدلٌس دعوى
شخصٌة بؤداء تعوٌضات."...
فانطالقا من الفصل أعاله ٌتضح أن المتضرر من قرار المحافظ بتحفٌظ العقار إذا
كان ٌمنع علٌه المطالبة بحقه عٌنا ،فإنه ٌمكنه فقط المطالبة بالتعوٌض من مرتكب التدلٌس،
سواء كان المستفٌد من التحفٌظ العقاري أو المحافظ إن تثبت مسإولٌته.
18
بحكم المبدأ التطهٌري والصفة النهابٌة وعدم القابلٌة للطعن التً تالزم الرسم العقاري
منذ تؤسٌسه ،ال ٌمكن تقدٌم أي ادعاء حول حقو تضررت بفعل التحفٌظ ،حتى ولو كان هذا
األخٌر ناتجا عن تدلٌس أو ؼٌره من األفعال ؼٌر المشروعة.
ؼٌر أنه ورفعا للحرج والضرر الذي قد ٌصٌب ضحاٌا التحفٌظ العقاري ،قرر
المشرع التخفٌؾ من حدة هذه الصرامة عن طرٌ إعطاء الح لكل متضرر فً ممارسة
دعاوى شخصٌة هدفها التعوٌض عن الضرر الالح به فً مواجهة مرتكب التدلٌس سواء
42
كان المسجل فً الرسم العقاري أو المحافظ إن تبتت مسإولٌته.
هكذا ولمعالجة هذا المطلب سنتطر من خالل الحدٌث عن دعوى التعوٌض كؤلٌة
للتخفٌؾ من حدة قاعدة التطهٌر ( الفقرة األولى) تم سنتطر إلى دعاوى التعوٌض ضد
المحافظ والدولة ( الفقرة الثانٌة)
إن مسطرة التحفٌظ فً التشرٌع المؽربً كما سب الذكر مسطرة إدارٌة تخللها إذا
اقتضى الحال مرحلة قضابٌة لتنهً بصدور قرار المحافظ على األمالك العقارٌة ،بتحفٌظ
العقار موضوع المسطرة وذلك فً أحٌان كثٌرة.
42
محمد الكشبور :التطهٌر الناتج عن تحفٌظ العقار تطور القضاء المؽربً قراءة فً قرار المجلس األعلى لسنة 55دجنبر ،9555الطبعة
األولى 5441ص 41 :
19
إال أنه ٌنبؽ ً التؤكٌد أن من تضرر من جراء قرار التحفٌظ ،ال ٌعنً أن حقه قد ضاع
بل منحه المشرع إمكانٌة المطالبة بالتعوٌض وف شروط نص علٌها القانون رقم 94/43
المؽٌر والمتمم لظهٌر التحفٌظ العقاري ل 95ؼشت ،9591وٌبقى من اهم هذه الشروط
حسب القانون المذكور ،إثبات المتضرر من قرار التحفٌظ للتدلٌس الذي مورس علٌه ،
حتى أصبح فً وضعٌة قانونٌة ال تسمح له بالمطالبة العٌنٌة للح الذي فقده ،والتعوٌض
كمكنة للتخفٌؾ من حدة األثر التطهٌري ٌبقى قابما من ح المتضرر سواء استعمل طالب
التحفٌظ وسابل احتٌالٌة ( أوال ) ولم ٌستعملها كالمشتري الذي ضاع حقه بسبب التحفٌظ
وبإمكانه المطالبة باستٌراد ثمن المبٌع مع تعوٌض عند اإلقتضاء ( ثانٌا)
كما سب الذكر أن تحفٌظ ٌطهر العقار من كل الحقو التً لم ٌشٌر إلٌها أثناء إجرابه
،وبالتالً فإن رسم الملكٌة الناتجة عن التحفٌظ له حجٌة فً مواجهة الكافة ،وال ٌمكن
ألصحاب الحقو الؽٌر المسجلة أن ٌطالبوا عٌنا مهما كانت األسباب التً دعت إلى عدم
تسجٌلها حتى ولو كان بسبب تدلٌس طالب التحفٌظ .43إال انه ٌمكن إقامة دعوى شخصٌة
لكل من ٌهمه األمر وذلك فً حالة التدلٌس ،حٌث أنه بالرجوع إلى الفصل 24من ظ ،ت،
عٌ ،مكن للمتضرر من التحفٌظ فً حالة التدلٌس أن ٌرفع دعوى شخصٌة مرتكب التدلٌس
ومطالبته بالتعوٌض .وٌعرؾ التدلٌس بكونه استعمال وسابل خٌالٌة توقع المتعاقد فً ؼلط
44
وذلك عن طرٌ استعمال مجموعة من الوسابل االحتٌالٌة التً ي راد ٌدفعه إلى التعاقد
بها تسوٌة الحقٌقة والتضلٌل حٌث ٌمزج المدلس فعال مادٌا ؼٌر مشروع بعنصر معنوي
هو إرادي خفً.45
43
المعزوز البكاي :محاضرات فً نظام التحفٌظ العقاري دراسة فً القانون العقاري 94/43المؽٌر والمتمم لظهٌر التحفٌظ العقاري مطبعة
سجلماسة ،مكناس ،طبعة 5491-5495ص 994 :
44ادرٌس الفاخوري :نظام التحفٌظ العقاري وف مستجدات القانون "94/43منشورات مجلة الحقو سلسلة المعارؾ القانونٌة والقضابٌة
مطبعة المعرؾ الجدٌدة بالرباط ،طبعة 5491ص .999
45
عبد القادر العرعاري " النظرٌة العامة الألتزامات فً القانون المدنً المؽربً " مطبعة النجاح الجدٌدة ـ الدار البٌضاء ،الطبعة األزولى
9554ص 945 :
20
والتدلٌس ال ٌقتصر فقط على الطر االحتٌالٌة ،بل ٌعتبر من صمٌم أفعال التدلٌس
أو تحفٌظ مساحة تزٌد عما ٌمتلكه طالب التحفٌظ،47 46
بٌع عقار تم تحفٌظه باسم البابع
وٌتحق أٌضا فً حالة إخفاء ح المتضرر رؼم العلم بوجوده ،كؤن ٌعمد مالك العقار إلى
تحفٌظ ذات العقار رؼم علمه بوجوده أو أن ٌدلً بتصرٌح كاذب ٌإدي إلى اإلضرار بح
48
أو كان هناك سند مشترك ٌجمع بٌنه وبٌن الشخص المحفظ العقار باسمه كما هو الؽٌر
الشؤن المالك على الشٌاع الذي ٌطالب بتحفٌظ العقار المملوك على الشٌاع مع الؽٌر باسمه
الخاص دون اإلشارة إلى حقو المشتاعٌن معه ،فالتكتم فً هذه الحالة ٌعتبر فً حد ذاته
تدلٌس تخول للمتضرر من عملٌة التحفٌظ الح فً استحقا التعوٌض ،ال سٌما وأنه من
المتف علٌه فقها وقضاء أن الكتمان ٌعتبر سببا لقٌام التدلٌس فً التشرٌع المؽربً.
وعلٌه ٌكون الفصل 24من ظ ،ت ،ع فتح المجال أمام كل من فقد حقه فً إقامة
دعوى شخصٌة والمطالبة بالتعوٌض فً حالة تبوث التدلٌس ،شرٌطة إثبات أن المستفٌد من
التحفٌظ قد حق ؼاٌته نتٌجة تدلٌس ارتكبه 49وهو ما أكدته محكمة النقض فً أحد قراراتها
الذي جاء فٌه " ال ٌمكن أن تقام دعوى عٌنٌة عقارٌة بالمخارجة إذا كانت قابمة وقت عملٌة
التحفٌظ ولم ٌقع بها التعرض وإنما ٌمكن أن تقام بها دعوى التعوٌض إذا تبت التدلٌس فً
عملٌه التحفٌظ.50
عموما ٌمكن إثبات التدلٌس بكافة وسابل اإلثبات ،بما فٌها القرابن وشهادة الشهود ،
ألن التدلٌس ٌعتبر من الوقابع المادٌة وٌمكن لمحكمة الموضوع أن تستخلص عنصر
التدلٌس من كافة عناصر القضٌة بما لها من سلطة تقدٌرٌة ،وال رقابة لمحكمة النقض
51
علٌها إال فٌما ٌتعل بالتعلٌل.
46
قرارا المجلس األعلى ( محكمة النقض حالٌا) عدد 342بتارٌخ 9534/94/59منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى عدد 52ص 33
47
قرار المجلس األعلى ( محكمة النقض حالٌا ) عدد 145بتارٌخ ،5444/42/51منشور بمجلة اإلجتهاد القضابً ،العدد 5ص 145 :
48
المختار بنً محمد العطار :التحفٌظ العقاري فً ضوء القانون المؽربً الطبعة األولى مطبعة النجاح الجدٌدة الدار البٌضاء 5444ص :
54
49
مؤمون الكزبري " التحفٌظ العقاري والحقو العٌنٌة األصلٌة والتبعٌة طبعة ،9534مطبعة النجاح الجدٌدة البٌضاء الصفحة .942
50
قرار صادر عن محكمة النقض رقم 949بتارٌخ ٌ 93ونٌو 9555منشور فً مجلة قضاء المجلس األعلى عدد .49
51
قرار المجلس األعلى ،عدد 5421بتارٌخ 5494/41/44ملؾ مدنً عدد 5444/9/9/9124أشار إلٌه عمر أزوكار " التحفٌظ العقاري
فً ضوء التشرٌع المؽربً وقضاء محكمة النقض منشورات دار الفضاء بالمؽرب ،الطبعة األولى 5494/9411ص 191 :
21
وجدٌر بالذكر أنه ال ٌمكن أن ٌتضرر شخص ما من قرار التحفٌظ إال إذا تبث أنه
صاحب ح طاله لتطهٌر ولم ٌعد باإلمكان اإلستفادة منه ،لذلك فإثبات ملكٌة الح هو
دلٌلً على وجود الضرر فهذان العنصران متربطا بعضهما ببعض ،وتنظر المحكمة فً
حجم المتضرر التً علٌها فً مزاعمه ،بمعنى أنه ٌتعٌن على مدى التعوٌض إثبات
استحقا الح الذي وقع تحفٌظه باسم الؽٌر إذا لمحكمة بوصفها محكمة التعوٌض ،تنظر
بصفة عرفٌة فً دعوى اإلستحقا المقدمة لها من طرؾ طالب لتعوٌضها وملزمة بالبت
فٌها كمسؤلة أولٌة إلمكانها الحكم بالتعوٌض.52
وتجدر اإلشارة أنه فً الحالة التً ٌحكم بها بالتعوٌض على مرتكب التدلٌس ٌمكن
53
الذي انشا التؤمٌنات استفاء هذا التعوٌض فً ثبوت عسر المحكوم علٌه من صندو
بمقتضى الفصل 944من ظ ،ت ،ع.54.كما أن دعوى التعوٌض المقامة استنادا إلى الفصل
24من قانون رقم 94/43تخضع للتقادم المسقط المنصوص علٌه فً الفصل 942من ،
ل ،ع المتعل بتقادم دعوى المسإولٌة التقصٌرٌة ،وعلٌه فمدة التقادم هً خمس سنوات
تبتدئ من الوقت الذي بلػ فٌه إلى علم الفرٌ المتضرر الضرر المتجسد فً حدوث التحفٌظ
والشخص مرتكب التدلٌس الذي أدعا إلى التحفٌظ ،وتقادم فً جمٌع األحوال بمضً
عشرٌن سنة من تارٌخ التحفٌظ فً السجل العقاري.55
تجد هذه الدعوى سندها القانونً ضمن مقتضٌات الفصل 34من ،ل ،ع ،والذي
ٌنص على أنه " ٌجوز استرداد ما دفع لسبب مستقبل لم ٌتحق أو لسبب كان موجودا لكنه
زال".
52
قرار المجلس األعلى (محكمة النقض) عدد 12بتارٌخ 5442/49/44فً الملؾ المدنً عدد 5444/49/5945أشار إلٌه عمر أزوكاغ م،
سن ص194 : ،
53
ثم تنظٌم أحكامه فً الفصول من 14وما ٌلٌها من القرار الوزٌري الصادر 54رجب 9113المواف ٌ 4ونٌو .9591الذي انشا بمقتضى
الفصل 944من ظ ،ت ،ع.
54
الفصل 944من القانون ٌ : 94/43إسس صندو للتؤمٌن الؽاٌة منه أن ٌضمن فً حالة عسر المحافظ العام أو المحافظٌن على األمالك
العقارٌة ،أداء المبالػ المالٌة التً قد ٌحكم بها علٌهم لصالح الط رؾ المتضرر فً جراء خطؤ فً التحفٌظ ٌحدد السقؾ األقصى للصندو
المذكور فً مبلػ مابة ملٌون درهم وٌعوض كل نقص منه نتٌجة تفٌد حكم مكتسب لقوة الشًء المقضً به من مٌزانٌة الوكالة الوطنٌة للمحافظة
العقارٌة والمسح العقاري والخرابطٌة للسنة الموالٌة لتلك التً وقع فٌها هذا النقص".
55
مؤمون الكزبري " :التحفٌظ العقاري والحقو العٌنٌة "....م س الصفحة .942
22
فإذا اشترى شخص عقارا أو اكتسب حقا عٌنٌا على العقار ولم ٌقٌد أثناء التحفٌظ العقد
الملكٌة أو الح العٌنً إلى المشتري أو مكتسب الح العٌنً الذي بموجبه انتقل ح
وحفظ العقار فً اسم طالب التحفٌظ ذكر الح العٌنً المكتسب وفقد بذلك ح ملكٌة العقار
المحفظ أو فقد م كتسب الح ال العٌنً حقه ،فإنه ٌكون للمشتري أو مكتسب الح العٌنً
56
وعلٌه ٌمكن لمشتر عقار أو أي ح عٌنً فً طور أن ٌطالب باسترداد ما دفع ،
التحفٌظ وضاع علٌه ح التدخل فً المسطرة لتسجٌل اسمه فً الرسم العقاري أن ٌطلب
من البابع استرداد ما دفعه ،فسبب ما كان دفعه المشتري أو مكتسب الح العٌنً بعوض هو
الحصول على ح الملكٌة أو على ح العٌنً ما دفع وقد أصبح الحصول على هذا الح
مستحٌال بعد التحفٌظ الذي ظهر العقار كل ح عٌنً ساب ،فإن السبب ٌعتبر بالضرورة
وقد زال بالتالً ٌسوغ االسترداد.57
وتجدر اإلشارة إلى أن المشتري المتضرر من أثر قرار التحفٌظ المطهر للعقار لفابدة
طالب التحفٌظ ضحٌة وسابل تدلٌسٌة ،فإنه ٌكون له الح فً المطالبة برد الثمن باإلضافة
إلى المطالبة بالتعوٌض عن األضرار التً لحقت به نتٌجة استعمال الوسابل التدلٌسٌة
المستعملة من جانب المستفٌد من التحفٌظ .58
وهكذ ا نستطٌع القول أن الذي ٌشتري أو ٌكتسب حقا عٌنا على عقار ؼٌر محفظ ولم
ٌتمكن من اإلدالء به أثناء مسطرة التحفٌظ .إلى أن تم إنشاء رسم عقاري ؼٌر متضمن
حقهٌ ،جوز له دابما أن ٌطالب باسترداد ما دفع .
كذلك نجد عدة أحكام قضابٌة قضت بالزام طالب التحفٌظ الذي باع العقار المطلوب
تحفٌظه برد ث من البٌع للمشتري منه والذي لم ٌقم بإشهار عقد شرابه فً الوقت المناسب
والذي حرم من حقه من جراء التحفٌظ ،.59أما إذا كان المشتري عالما بما ٌجب علٌه
القٌام به حتى ال ٌفقد ملكه ،وتباطؤ عن اتخاد ما ٌجب من اإلجراءات ،فعلٌه أن ٌتحمل
56
مؤمون الكزبري " :التحفٌظ العقاري والحقو العٌنٌة األصلٌة والتبعٌة ،مرجع ساب ص .993
57
نفسه ،ص 941 :
58
محمد ابن الحاج العلمً ،سٌاسة التحفٌظ العقاري دراسة فً القانون 94/.43المؽٌر والمتمم لضهر التحفٌظ العقاري " سنة 5494ص:
994
59
قرار محكمة االستبناؾ بالرباط بتارٌخ ٌ 51ونٌو 9553أورده محمد الحاج السلمً ،م س ،ص 911
23
تب عة ذلك وبالتالً ال ٌبقى له سوى الح فً استرداد ما دفعه ،وذلك أنه ال ٌح للمتضرر
أن ٌطالب بالتعوٌض فً الحالة التً ٌكون فٌها سبب ضٌاع حقه متردة خطؤ منه هو أو
إهماله ،فمثال بالرؼم من حضوره ورؼم علمه بجرٌان مسطرة التحفٌظ إال انه لم ٌتقدم
بؤي تعرض للمطالبة بحقه.
وعلٌه فإن لهذه الدعوى صورتان األولى أن ٌكون المشتري على علم بؤن البابع قد
باشر مسطرة التحفٌظ العقار لكنه لم ٌقدم بؤي تعرض تماطال أو جهال منه ،فإنه رؼم ذلك
له استرداد الثمن الذي دفعه ،أما الصورة الثانٌة تتجلى فً أن ٌكون المشتري ٌح
المتضرر ؼٌر عالم بمباشرة البابع لمسطرة التحفٌظ مشتؽال فً ذلك ؼٌاب المشتري أو
استعمال وسابل تقنٌة ,هنا المتضرر من حقه باإلضافة ؼلى استراد ما دفع من ثمن المطالبة
بالتعوٌض عن العمل ؼٌر المشروع
وعلٌه فقد منح المشرع لكل شخص تضرر من قرار التحفٌظ أن ٌرفع دعوى على
الدولة باعتبارها مسإولة عن األضرار الناتجة مباشرة فً تسٌٌر إدارتها (الفصل 35من
.ل.ع) وإما على المحافظ العقاري باعتباره مسإوال شخصٌا عن األضرار الناتجة عن
.ل.ع) ومنه تدلٌه و األخطاء الجسٌمة الواقعة منه أثناء أداء وظابفه (الفصل 44من
سنتطر فً البداٌة إلى دعوى التعوٌض ضد المحافظ (أوال) ومسإولٌة الدولة (ثانٌا)
لقد أعطى قانون التحفٌظ سلطات واسعة للمحافظ و بالمقابل فرض رقابة علٌه تحقٌقا
لمبدأ التوازن بٌن المصلحة العامة و نظرٌتها الخاصة
24
سوؾ نتحدث فً البداٌة عن مسإولٌة المحافظ فً إطار القواعد العامة الفصل 44
بعد ذلك إلى مسإولٌة المحافظ فً إطار قواعد القانون العقاري الفصل .ل.ع ثم نتطر
من ظهٌر التحفٌظ العقاري.
من خالل الفصل 44من ،ل ،ع ،تحدد المسإولٌة الشخصٌة للمحافظ العقاري فً
نطا التدلٌس أو الخطؤ الجسٌم.
ٌعرؾ التدلٌس على أنه استعمال طر احتٌالٌة توقع المتعاقد األخر فً ؼلط ٌدفعه إلى
التعاقد ،وتثار مسإولٌة المحافظ بصفة شخصٌة إذا تبث أنه كان على علم بؤن مالك العقار
عمد إلى تحفٌظ عقاره دون التنصٌص فً الرسم على وجود ح
للؽٌر وأدلى بتصرٌح كاذب أدى ؼلى اإلضرار بح الؽٌر ،ومع ذلك اجرى التحفٌظ
فً اسهر هذا المالك.
وتجدر اإلشارة إلى أن إثارة هذه الدعوى تستوجب توافر مجموعة من الشروط منها
إقامة الدلٌل على وجود خطؤ أصاب حقا من حقو المتضرر ووجود عالقة سببٌة بٌنهما.
60
-مؤمون الكزبري" :التحفٌظ العقاري والحقو العٌنٌة األصلٌة والتبعٌة" م س ،ص .941
25
ب -مسؤولٌة المحافظ على أساس الخطأ الجسٌم
إن المحافظ كباقً الموظفٌن ٌعتبر مسإوال عن المهام التً عهد إلٌه بها ،باعتباره
المكلؾ بتسٌٌر مصلحة من المصالح وبالتالً ٌمكنه ارتكاب أخطاء قد تكون بسٌطة أو
جسٌمة ترتب مسإولٌته.
وٌندرج المحافظ على األمالك العقارٌة فً لفظ "مستخدمً الدولة" الذي ورد فً
الفصل 80من .ل.ع وهو بذلك مسإول شخصٌا عن أخطابه الجسٌمة التً تثبت فً حقه
قانونا ،ؼٌر أن المشرع المؽربً عندما نص على معٌار جسامة الخطؤ كؤساس للمسإولٌة
الشخصٌة للموظؾ العمومً فإنه لم ٌحدد معاٌٌر لتمٌٌزه عن الخطؤ العادي ،وذلك لكون
الخطؤ الذي ٌرتكبه موظؾ فً إطار وظٌفته وٌوصؾ بكونه خطؤ جسٌم قد ٌعتبر ٌسٌرا أو
خطؤ إدارٌا فً وظٌفة أخرى.
وٌعتبر المحافظ على األمالك العقارٌة مرتكبا للخطؤ الجسٌم أثناء اتخاذه لقرار التحفٌظ
متى آخر بالتزام قانونً ،دون أن ٌكون باإلمكان اعتبار هذ اإلخالل من األخطاء المادٌة.61
العٌنٌة المثقل بها العقار عند اتخاذه قرار ومثال ذلك أن ٌتم إؼفال أخذ الحقو
التحفٌظ ،وكذلك فً حاالت تؤسٌس رسم عقاري دون احترام إجراءات النشر أو فتح تعرض
جدٌد على مطلب التحفٌظ بعد انتهاء مسطرة التحفٌظ مع وجود أحكام باسة فً
التعرضات ،62وبالتالً فإن إؼفال تدخالت المحافظ كما هً مإطرة قانونا ،تدخل فً نطا
األخطاء الجسٌمة.
وفً هذا الصدد نورد قرار لمحكمة النقض قضت بما ٌلً "وحٌن أن المحافظ على
األمالك العقارٌة الذي ٌنشا رسما عقارٌا دون تحدٌد مساحته من مصلحة الهندسة ٌكون
61
-نجٌم أهتوت" :المسإولٌة الشخصٌة للمحافظ على األمالك العقارٌة بٌن قانونً اإللتزامات والعقود التحفٌظ العقاري ،مقال منشور بمجلة
القانون المدنً ،العدد الثانٌن السنة 5499ص .545
62
-عمر أوزكار :م.س ،ص .114-111
26
هنا ارتكب خطؤ جسٌم وتكون مسإولٌته فً هذه الحالة قابمة على أساس الفصل 80من
.ل.ع.63"...
كما ٌعتبر كذلك من األخطاء الجسٌمة تحفٌظ عقار للمرة الثانٌة أي ٌصبح له رسمٌن
لمالكٌن مختلفٌن.64
إن الوجه الثانً المسإولٌة المحافظ العقاري فً القواعد الخاصة التً ٌمكن
استخالصها من مقتضٌات ظهٌر 19ؼشت 1913وبالخصوص الفصل 97الذي ٌنص
على أنه "المحافظ مسإول شخصٌا عن الضرر الناتج:
-1عن إؼفال التضمٌن بسجالته لكل تسجٌل أو تقٌٌد احتٌاطً أو تشطٌب بصفة
قانونٌة.
-2عن إؼفال التضمٌن بالشهادات أو النسخ من الكناش العقاري المسلمة والموقعة من
طرفه لكل تسجٌل أو تقٌٌد احتٌاطً أو تشطٌب ضمن بالكناش العقاري.
-3عن فساد أو بطالن ما ضمن بالكناش العقاري من تسجٌل أو تقٌٌد احتٌاطً أو
تشطٌب ما عد الحالة اإلستثنابٌة المذكورة فً الفصل 97من ظ.ت.ع جاء بؤوصاؾ متعددة
للخطؤ الشخصً تجلة فً اإلخفاء والفساد والبطالن.
وانطالقا من ذلك فالمحافظ معنً ٌستوخً الحذر سواء فً مجال التحفٌظ أو فً مجال
تسجٌل التصرفات القانونٌة الواردة على العقارات المحفظة ،وإن البعض ٌعتبر أن الفصل
97من ظ.ت.ع ٌشمل فقط المرحلة الالحقة للتحفٌظ وأن الفصل 80من .ل.ع ٌنحصر
على األعمال (المنصبة) على مسطرة التحفٌظ.
63
-قرار المجلس األعلى رقم 451ملؾ إداري عدد 531/4/5444بتارٌخ ،94/95/5441أورده األستاذ ادرٌس الفاحوري "مسإولٌة المحافظ
على األمالك العقارٌة" ،مقال منشور بالموقع اإللكترونً:
www.cieersjo.comتارٌخ الولوج 91/99/5459على الساعة .94:55
64
-محمد منتصر الداودي "مدى قابلٌة القرارات الصادرة فً المحافظ على األمالك العقارٌة للطعن باإللؽاء" منشور بدفاتٌر المجلس األعلى
العدد ،1ص .911
27
إال أن هذا ال ٌستقٌم مع الدور الموكول للمحافظ على األمالك العقارٌة فهو ٌسهر على
جمٌع إجراءات (عملٌة) التحفٌظ بنوع واحد من التبصر وإعطابها أهمٌة واحدة ،ال ٌهمه فً
ذلك ما ٌرتبط منها بإٌداع مطلب التحفٌظ ،أم تلقً مطلب التسجٌل ،ومن تم تبقى مسإولٌة
المحافظ قابمة بصفة شخصٌة تجاه كل متشرر من أعمال التحفٌظ من وضع مطلب التحفٌظ
بٌن ٌدٌه إلى ما بعد نشؤة الرسم العقاري.
قد تشار المسإولٌة اإلدارٌة للمحافظ باعتباره موظفا عمومٌا ،وذلك عند ارتكابه أو
أحد أعوانه خطؤ مصلحٌا ٌإسس لمسابلته الشخصٌة لتؤتً مسإولٌة الدولة إلى جانبها على
سبٌل اإلحتٌاط حال إعساره ،ولعل هذه المقتضٌات تجد سندها فً الفصل 79من .ل.ع
وهو ما ٌعنً أن المتضرر ٌطالب الدولة بالتعوٌض ،وهذا ما ٌإكده القرار الصادر عن
محكمة النقض والذي جاء فٌه "طبقا للفصل 79من قانون اإللتزامات والعقود فإن مسإولٌة
الدولة عن تسٌٌرا إدارتها وفً األخطاء المصلحٌة لمستخدمٌها ال تفترض ،بل البد من
65
وعلٌه اثبات الخطؤ المصلحً المنسوب إلى موظفٌها ألنها من المسإولٌة التقصٌرٌة
تتحمل الدولة مسإولٌة األخطاء العادٌة الناتجة عن تسٌٌر المرف اإلداري أما إذا كان خطؤ
المحافظ له اتصال بممارسة وظٌفته وناتج عن تدلٌس منه أو خطؤ جسٌم ارتكبه اثناء قٌامه
بعملة طبقا للمادة 80من .ل.ع ،هذا النوع من الخطؤ ٌسؤل عنه المحافظ على األمالك
اإلشارة وٌمكن القول أن حلول الدولة محل المحافظ على األمالك العقارٌة كما سب
العقارٌة ٌعتبر استثناء من القاعدة إذ على المتضرر من الخطؤ الشخصً للمحافظ متابعة هذا
األخٌر فً مرحلة أولى دون امكانٌة مطالبة الدولة مباشرة بالتعوٌض إال بعد اثبات عسر
الخطؤ المصلحً عند ثبوت امتناع هما أو تقصٌر الموظؾ فً تسٌٌر المحافظ وٌتحق
المرف العام ،والمقصود هنا هو المحافظة العقارٌة.
والقضاء فً اجتهاداته ٌعمل دابما على نسبة الخطؤ المرتكب إلى المرف العام وتحمٌله
عبء التعوٌض إذ ثبت صدور الخطؤ من الموظؾ أو سوء نٌة من جهة ثانٌة وهو ما ذهب
65
-قرار محكمة النقض رقم 5159الصادر بتارٌخ 52ماي 9554فً الملؾ المدنً عدد 54 1444منشور فً مجلة قضاء المجلس األعلى
العدد .44
28
إلٌه حكم إدارٌة وجدة بتارٌخ " ،1998/10/14وقد انتهت المحكمة فً تعلٌالتها أنه فً
ؼٌاب وجود من ٌفٌد قٌام المحافظ باإلجراءات القانونٌة المتعلقة بمسطرة التحفٌظٌ ،كون
مرف المحافظة وهو مرف من المراف العامة لم ٌإد الخدمة المطلوبة منه بشكل الب ،مما
تكون مسإولٌته فً هذا اإلطار قابمة بنٌة خطبه.66"...
أما إذا كان الخطؤ شخصٌا وهو ما جاء فً إحدى قرارات النقض كالتالً "إذا كان
الخطؤ شخصٌا بؤن كانت له عالقة بعمله الوظٌفً أو كان ٌندرج ضمن واجبات الموظؾ إال
أنه على قدر من الجسامة أو صدر عنه عمدا بنٌة اإلضرار بالؽٌر فإن الموظؾ ٌكون هو
المسإول وتطالب الدولة إال فً حالة إعساره عمال بالفصل 80من قانون اإللتزامات
والعقود.67
وعلٌه فإن لم تشبت مسإولٌة المحافظ الشخصٌة فإن المتضرر ٌمكنه مساءلة اإلدارة
ومطالبتها بالتعوٌض عن اإلضرار التً تسببت فٌها ،أما إذا كان الخطؤ المرتكب من طرؾ
المحافظ بسبب تدلٌسه ومن الحسامة بمكان ثابتا ،فإنه ٌكون مسإوال بصفة شخصٌة تجاه
المتضرر.
وعلٌه فإن مسإولٌة المحافظ العقاري هً مسإولٌة جسٌمة لذلك فالمشرع المؽربً لم
ٌؽفل عن األخطاء التً قد ٌرتكبها المحافظ على األمالك العقارٌة وخصه بمجموعة من
العقوبات إثر إخالله بؤعماله وذلك لضمان استقرار الملكٌة العقارٌة وحماٌة التصرفات
الواردة علٌها.
66
-حكم إدارٌة وجدة رقم 55صادر بتارٌخ 9554/94/94ملؾ رقم ( 53/45ؼٌر منشور) أورده عبد الرزا الطولً ،بحث نهاٌة التموٌن"
قاعدة التطهٌر العقار المحفظ على ضوء العمل القضابً" السنة ،5499-5445ص .21
67
-قرار محكمة النقض رقم 11.14الصادر بتارٌخ 93شتنبر ،9542فً الملؾ امدنً عدد 51232منشور فً مجلة القضاء والقانون العدد
،914السنة 52فبراٌر ،9544ص .941
29
أفرز اإلجتهاد القضابً المؽربً عدة مبادئ وقواعد مرتبطة بقاعدة التطهٌر ؼٌر
مضمنة بظهٌر التحفٌظ العقاري ،فً محاولة لسد النقص الحاصل فً التشرٌع من خالل
الموضوعً بالنطا بعض اإلشكاالت التً أثٌرت فً هذا الشؤن ،سواء فٌما ٌتعل
والشخصً لقاعدة التطهٌر (أوال) ،أو من خالل مجال دعاوى تعوٌض المتضرر من
التطهٌر (ثانٌا)
أثٌر نقاش وخالؾ حول مدى شمولٌة قاعدة التطهٌر للرسم العقاري المستخرج عن
التجزبة ،وجوابا على ذلك ذهبت محكمة النقض وهً تبث تحت مسمى المجلس طرٌ
األعلى ،ومن خالل العدٌد من القرارات الصادرة عنها ان الرسم المستخرج عن طرٌ
68
من الرسم العقاري من الرسم العقاري األم ال ٌتمتع بالحصانة المنصوص علٌها التجزبة
69
و 62من ظهٌر التحفٌظ العقاري ،بل ٌكون قابال للتؽٌٌر طبقا للفصلٌن فً الفصلٌن 2
69و 91من الظهٌر المذكور كسابر التقٌٌدات الالحقة التً ٌمكن التشطٌب علٌها.
وارتباطا بنفس الموضوع جاء فً قرار صادر عن محكمة عن محكمة النقض ما ٌلً:
68
-وفاء األندلسً :التجزبات العقارٌة ودورها فً حل أزمة السكن ،أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون الخاص ،كلٌة الحقو بوجدة السنة
الجامعٌة .5494-5445
69
-نسخ الفصل 5بمقتضى القانون رقم .94.43
30
"إن الملك الذي له الصفة النهابٌة وال ٌقبل الطعن وٌطهر العقار من جمٌع الحقو
السالفة ؼٌر المسجلة به طبقا للفصلٌن 2و 62من ظهٌر 1913-08-12إنما هو للرسم
الذي ٌنشؤ وٌترتب عن مسطرة التحفٌظ المحمٌة باإلشهار والعمومٌة وآجال التعرض ...إلى
أن ٌنشؤ رسم عق اري ،أما الرسم العقاري المستخرج عن طرٌ التجزبة كما فً النازلة ،فال
ٌتمتع بالحصانة المنصوص علٌها فً الفصلٌن 2و 62المشار إلٌهما واللذٌن ٌضٌفان
الصفة النهابٌة على رسم التملٌك بل ٌكون قابال للتؽٌٌر وخاضعا لمقتضٌات الفصلٌن 69و
91من ظهٌر .70"1931
اعتبر المجلس األعلى فً هذا الصدد ،أنه ال مجال لتطبٌ قاعدة التطهٌر عندها ٌتعل
االمر بوعد بالبٌع منصب على عقار فً طور التحفٌظ ،لكون الوعد بالبٌع ح شخصً،
وذلك وف العدالة التالٌة:
"حقا فقد مع ما عبته الوسٌلة على القرار ،ذلك أن التزام المطلوب فً وعد البٌع
للمطالبة ٌتعل بح شخصً ؼٌر قابل للتسجٌل فً الرسم العقاري ،وذلك خاضعا للتقٌٌد ال
احالل وال إٌداعا كما نظم مسطرتها الفصلٌن 83و 84من ظهٌر التحفٌظ العقاري ،لذلك
ال ٌكون على الطالبة أن تتقٌد بالفصلٌن المذكور بٌن فً اإلحتفاظ بحقها الشخصً قبل
المطلوب الذي ٌلزمه وعد البٌع لها باعتباره التزاما شخصٌا الحقا عٌنٌا ٌخضع لقاعدة
التطهٌر المنصوص علٌها فً الفصل 2من ظهٌر التحفٌظ العقاري ،وال تنسحب على
الحقو الشخصٌة على المالك للعقار المراد تحفٌظه ،وتبقى بذلك ملزمة له ولو حفظ العقار
وكانت قد نشؤت قبل التحفٌظ أو أثناءه والمحكمة لما اعتبرت قاعدة التطهٌر سارٌة على
الوعد بالبٌع خرقت الفصلٌن 83و 84المحتج بهما ولم ترتكز قضاءها على أساس وعللته
تعٌال فاسدا ٌنزل منزلة انعدانه وعرضته بالتالً للنقض واإلبطال".71
70
-قرار عدد 1555بتارٌخ 2دجنبر 5494فً الملؾ عدد ،5445/4/9/5122مجلة ملفات عقارٌة ،ع ،5ص 954وما ٌلٌها.
71
-قرار المجلس األعلى رقم 9423الصادر بتارٌخ 5ماي 5443فً الملؾ عدد ،5442/9/4433مجلة قضاء المجلس األعلى ع 25ص
.11
31
واعتقد ان هذا التوجه القضابً ٌبقى وجٌها وجدٌرا باإلعتبار ،لكون قاعدة التطهٌر
تسري فً مواجهة من ٌطالب بح عٌنً والذي كان جاء مكانه محارسة ح التعرض أو
اإلٌداع فً إطار الفصل 84من ظهٌر التحفٌظ العقاري ذلك أنه وبالرؼم من كون
مقتضٌات الفصل 1من نفس الظهٌر استعملت عبارة الحقو بشكل مطل ،فإن ذلك ال
ٌشفع للقول بكون األمر ٌنصرؾ للحقو العٌنٌة والشخصٌة ،72فقراءة هذه المادة ٌتعٌن أال
تتم بمعزل عن البنٌة اللؽوٌة للفصل 62من ظهٌر ت.ع الذي تحدث عن كون الرسم الملك
المإسس ٌكتسب الصفة النهابٌة وٌعتبر نقطة اإلنطال الوحٌدة للحقو العٌنٌة وف ما تم
التؤكٌد علٌه صراحة من خالل قرار صادر عن محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس والذي
جاء فٌه:
"ظهٌر التحفٌظ العقاري قد وضح الحقو التً ٌطالها التحفٌظ فً الفصل ،62وهً
الحقو العٌنٌة والتكالٌؾ العقارٌة لٌس ماال".73
-3إشكال مدى خضوع العالقة الكرائٌة السابقة على قرار التحفٌظ لقاعدة التطهٌر
المستقر علٌه القضاء أن المركز القانونً للمكتري ال ٌتؽٌر تبعا إلنضمام العٌن
المكتراة إلى فبة العقارات المحفظة ،وفً هذا الصدد جاء فً قرار لمحكمة اإلستبناؾ
التجارٌة بفاس:
"ال سبٌل للمدعى علٌهم كما لكن للرقبة باعتبارهم خلفا خاصا فً إطار سلسلة مالكً
العقار المتعاقدٌن للتنكر لعقد الكراء ٌربط المالكة األصلٌة للعقار بالجهة المدعٌة منذ
هذه األخٌرة قد طواه 1972/03/27وال دلٌل على فسخة أو إنهابه بدعوى أن ح
التحفٌظ" ،74واعتقد ان هذا التوجه سلٌما لكون عقد الكراء ٌندرج ضمن العقود الزمنٌة.
72
-محمد القدوري ،اإلشكاالن المنارة بشان التقٌٌدات والتشطٌبات على الرسوم العقارٌة ،منشورات مجلة الحقو المؽربٌة تحت عنوان القواعد
الموضوعٌة والشكلٌة فً مساطر المنازعات العقارٌة ،سلسلة األنظمة والمنازعات العقارٌة ،ج ،4ص .41
73
-قرار محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس عدد 41/942بتارٌخ 53فبراٌر 5441مجلة المناظرة ،ع ،4ص .945
74
-قرار محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بفاس عدد 41/942وتارٌخ 53فبراٌر 5441مجلة المناظرة ،ع 4ص .945
32
-4إشكال انشاء رسم عقاري على رسم عقاري آخر
الموقؾ الثابت لإلجتهاد القضابً المؽربً ان إنشاء رسم عقاري على رسم عقاري
أخرٌ ،جٌز إلؽاء الرسم العقاري الثانً ألن قاعدة التطهٌر ال تحمٌه ،وهو ما انتهى إلٌه
اجتهاد المجلس األعلى حٌنما اعتبر قٌام المحافظ بإنشاء رسمٌن عقارٌٌن لنفس القطعة
األرضٌة ٌوجب التشطٌب على الرسم الثانً.75
آثار تطبٌ مقتضٌات الفصلٌن 1و 62من ظهٌر التحفٌظ العقاري المعدل والمتهم
الشخصً للتطهٌر إشكاال من حٌث بموجب القانون رقم 14.07على مستوى النطا
سرٌان هذه القاعدة فً مواجهة الجمٌع؟ ام أن الخلؾ الخاص ٌستثنى منها؟
برز على مستوى اإلجتهاد القضابً اتجاهان ،األول ٌرى أن قاعدة التطهٌر ال تسري
فً مواجهة الخلؾ الخاص بعلة مإداها أن الفصلٌن 1و 62من ظهٌر التحفٌظ العقاري
ٌتعلقان بح الملكٌة وأن الخلؾ الخاص حٌنما ٌطالب المإسس فً اسمه الرسم العقاري
العٌنً موضوع التفوٌت فإن االمر ٌكون على أساس تنفٌذ اإللتزام فً إطار بالح
اإللتزامات المتبادلة لطرفً عقد البٌع وذلك بتسلٌم المبٌع وضمان استحقاقه تماشٌا مع
القواعد العامة للبٌع.
هذا التوجه سب للمجلس األعلى ان تبناه فً قرار صادر عنه ورد فً إحدى حٌثٌاته"
حٌث صح ما ك ابه المالعن على القرار المطلوب ،ذلك ان الطالب بصفته مشترٌا أي خلفا
خاصا ال ٌواجه كالخلؾ العام بمقتضٌات الفصل 62من ظهٌر التحفٌظ العقاري".76
أما اإلتجاه الثانً ،فٌسرى أن قاعدة التطهٌر تسري فً مواجهة الجمٌع أي الخلؾ
الخاص والعام ،بعلة ان البنٌة اللؽوٌة لمقتضٌات الفصلٌن 1و 62من ظ.ت.ع جاءت عامة
ومطلقة وهو التوجه المستشؾ من خالل قرار صادر عن محكمة النقض جاء فٌه:
75
-قرار عدد 452وتارٌخ 54فبراٌر 5494ملؾ مدنً عدد ،5444/9/9/9932غ.م
76
-قرار المجلس األعلى رقم 9132الصادر بتارٌخ 5أبرٌل 5449فً الملؾ عدد 5445/3/9/5149مجلة قضاء محكمة النقض ،ع 34س
،5495ص 41و .44
33
"لكن ردا على الوسٌلتٌن معا لتداخلها ،فإن خالفا لما ٌدعٌه الطاعنون ،فإن محكمة
اإلحالة نشرت الدعوى من جدٌد بعد النقض...وان قاعدة التطهٌر العقار بتحفٌظ قاعدة
تسري على الجمٌع بمن فٌهم خلؾ البابع".77
ثانٌا :موقف اإلجتهاد القضائً المغربً من مجال دعاوى تعوٌض المتضرر من
التطهٌر
أتاح المشرع المؽربً للمتضرر من الح الضابع نتٌجة التحفٌظ المطالبة بتعوٌض
مالً ٌستحقه مقابل الضرر الحاصل له ،سواء من خالل دعوى التعوٌض بسبب التدلٌس،
أو من خالل القواعد العامة.
تم إقرار هذه الدعوى من خالل الفصل 64من ظهٌر التحفٌظ العقاري الذي جاء فٌه:
"ال ٌمكن إقامة أي دعوى فً العقار بسبب ح وقع اإلضرار به من جراء تحفٌظ.
ٌمكن للمتضررٌن فً حالة التدلٌس فقط أن ٌقٌموا على مرتكب التدلٌس دعوى
شخصٌة بؤداء تعوٌضات.
فً حالة اعسار المدلس تإدي التعوٌضات من صندو التؤمٌنات المحدث بمقتضى
الفصل 100من هذا القانون" ،وبناءا على ذلك أنه لممارسة هذه الدعوى البد من توافر
شرطٌن الزمٌن فبالنسبة للشرط األول فإن إثبات ملكٌة الح هو دلٌل على وجود الضرر،
ذلك أن العالقة بٌنهما هً عالقة اتحال وترابط وتكامل ،أما بخصوص الشرط الثانً
78
فٌمكن فً تحق التدلٌس بفعل ثابت ،من قبٌل لممارسة دعوى التعوٌض بسبب التدلٌس
بٌع عقار تم تحفٌظه باسم البابع ،أو تحفٌظ مساحة تزٌد عما ٌمتلكه طالب التحفٌظ أو أٌة
منافع إضافٌة ٌحصل علٌها البابع ال تتضمنها حججه المإٌدة لطلبه بالتحفٌظ.79
77
-قرار محكمة النقض عدد 13وتارٌخ ٌ 54ناٌر 5491فً الملؾ ،5494/9/9/5495مجلة ملفات عقارٌة ،ع ،1س ،5491ص .593
78
-عبد القادر العرعاري ،النظرٌة العامة لإللتزامات فً القانون المدنً المؽربً ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء ،س ،9554ص .945
79
-المختار العطار ،الوجٌز فً القانون المؽربً والمورٌطانً ،مطبعة اإلبداع والطباعة ،ط ،9س ،9554ص .54
34
وقد طرح إشكال مإداه ،هل داللة ومعنى التدلٌس المكرس بموجب الفصل 52من
80
وشروط ممارسته هو نفس المضمن بموجب البنٌة القانونٌة ظهٌر اإللتزمات والعقود
للفصل 64من ظهٌر التحفٌظ العقاري؟ أم أن لهذا األخٌر مفهوم خاص؟
وفً عهد الحماٌة كان القضاء ٌشترط ضرورة توفر كل الشروط المضمنة بالفصل
52من .ل.ع أي استعمال طالب التحفٌظ للوسابل اإلحتٌالٌة المإدٌة إلى تحفٌظ العقار،
هذا اإلتجاه استمر حتى بعد حصول المؽرب على اإلستقالل 81بٌد أنه وأمام هذا التشدد الذي
ٌصعب من مؤمورٌة حصول المتضرر على التعوٌض رؼم فقدانه لعقاره ،دفع القضاء إلى
شرط التدلٌس ٌكفً ألن ٌكون طالب العدول عن ذلك التوجه ،واستقر على أنه لتحق
التحفٌظ على علم بؤن العقار الذي هو بصدد تحفٌظه توجد علٌه حقو الؽٌر.82
أقر اإلجتهاد القضابً المؽربً منذ إحداثه على الحد من إقرار جواز طلب التعوٌض
بالنسبة للمتضرر بناء على الفصل 77من .ل.ع وفً هذا الصدد جاء فً قرار صادر
عنه:
"الدعوى الشخصٌة التً ٌقٌمها من فقد حقه العٌنً بسبب التحفٌظ ال تقتصر إقامتها
على مرتكب التدلٌس وإنما ٌمكن للمتضرر ان ٌطالب الترداد ما دفع بؽٌر وجه ح عمال
بالفصل 70من .ل.ع أو ٌقٌم دعوى شخصٌة على من صدرت عن تصرفه المسإولٌة
التقصٌرٌة عمال بالفصلٌن 77و 78من .ل.ع".
80
-راجع الفصل 15من .ل.ع.
81
-قرار محكمة اإلستبناؾ بطنجة رقم 544الصادر بتارٌخ 59ماي 5441فً الملؾ عدد ،4/49/5944ع.م.
82
-مصطلح "الؽٌر" ال ٌمكن إعطاإه فً مجال القانون العقاري معنى شامل وموحدا كما هو الشؤن لمفهومه وفقا للقواعد العامة ولهذا ٌجب
التمٌٌز بٌن الؽٌر بالمفهوم الواسع أي الشامل ألي شخص من الكافة ،والؽٌر بالمفهوم الضٌ ،أي المتمتع بح عٌنً مقٌد فً الرسم العقاري.
35
المبدأ العام لإلثراء بال سبب المإسس علٌه المقتضى المذكور ال ٌكرس أكثر من
التزام من خطؤ ال إداري فً تحفٌظ أموال لجبر الضرر المستند إلٌه من طرؾ صحٌة
الخطؤ فً الشكل الممكن ،تعوٌض ٌتناسب مع إثراء الطرؾ وافتقار األخر".83
وٌبد و لً ،ان هذه التوجهات القضابٌة التً وسعت من مجال ممارسة دعوى المطالبة
بالتعوٌض نتٌجة ضٌاع ح عٌنً لٌصبح للمتضرر الح فً ممارسة دعوى االثراء بال
سبب أو دعوى المسإولٌة التقصٌرٌة ٌبقى حرٌا بالتؤٌٌد ،لكونه ٌندرج ضمن مجال حماٌة
الحقو التً ٌتعٌن جبرها بجمٌع الوسابل واآللٌات المتاحة قانونا.
وقد ٌطرح إشكال مرتبط بمدى إمكانٌة المتضرر الجمع بٌن هاته الدعاوى ودعوى
التعوٌض بسبب التدلٌس القتضاء حقه؟
السلٌم ٌجنح إلى منع الجمع ،تماشٌا وقاعدة عدم إمكانٌة التعوٌض عن المنطل
الضرر الواحد مرتٌن ،وبالتالً فالمتضرر من التحفٌظ ٌكون لزاما علٌه اللجوء إلى 64من
ظهٌر التحفٌظ العقاري ،وفً حالة عدم التمكن من الحصول على التعوٌض فً إطاره،
فبإمكانه رفع دعوى التعوٌض بناء على الفصل 70من .ل.ع ،إذا كان المتضرر من
لطالب التحفٌظ وإذا كان المتضرر من الؽٌر ،85فإنه ٌتم 84
التعوٌض من الخلؾ الخاص
اإلستناد إلى الفصل 66من .ل.ع للمطالبة بالتعوٌض.
83
- « attendu que la restitution préve par cet article est rendue impossible en matière immobilière en raison
du régime légal de la propriété au Maroc.
84
-قرار عدد 191الصادر بتارٌخ 94فبراٌر 5443فً الملؾ عدد ،5441/149منشور بالتقرٌر السنوي للمجلس األعلى لسنة ،5443ص
.915
85
-كما هو معلوم الخلؾ الخاص هو "من تلقى من سلفه ملكٌة شًء معٌن بالذات أو حقا عٌنٌا على هذا الشًء.
عبد الرزا السنهوري :الوسٌط فً شرح القانون المدنً ج األول ،ص .411
36
خالصة القول ان قاعدة التطهٌر التً تتوج مساطر التحفٌظ العقاري بتؤسٌس رسم
ملكٌة لكل عقار ٌعتبر نقطة انطال جمٌع الحقو والتصرفات الواردة علٌه ،وباعتبار أٌضا
هذه القاعدة هً اإلطار العام الذي تتمحور حوله باقً الخصابص األخرى الذي ٌتمٌز بها
بنٌة عقارٌة ثابتة وذات الرسم العقاري إذ ال بد لها من نظام قانونً بعول علٌه لخل
دعامات قوٌة تعتبر منطلقا لتؤسٌس المشارٌع اإلستثمارٌة الكبرى الداخلٌة والخارجٌة وخل
اإلبتمان العقاري وتثبٌت الملكٌة العقارٌة وحفظها من الترامً من خالل قاعدة صلبة
وتطهٌرٌة تنطل الحالة المادٌة والقانونٌة للعقار وتضمن له انطالقة جدٌدة تبتدئ من العفو،
فبالرؼم مما قٌل عن قاعدة التطهٌر من قبٌل انها قاعدة ؼٌر شرعٌة وتتضمن مقتضٌات
ظالمة سنها المستعمر لخدمة مصالحه وتثبٌت الملكٌة العقارٌة فً أٌادي االجانب ،فإن هذا
ال ٌمنع من اإلشراؾ بجمٌل هذه القاعدة وما حققته من إٌجابٌات عبر المراحل التً تمر
منها مساطر التحفٌظ قبل أن ٌصدر القرار بتؤسٌس الرسم العقاري وٌصبح العقار مطهرا
من جمٌع الحقو القابمة ،مما سٌإدي بنا وبدون شك إلى القول بؤن نظام التحفٌظ العقاري
فً مجمله نظاما ظالما وهو ما ال ٌنسجم والمزاٌا التً حققها هذا النظام.
37
38
الئحة املراجع:
ظهٌر شرٌؾ بتارٌخ 7شعبان 1332فً شؤن األمالك العمومٌة (جرٌدة رسمٌة
صادر فً 18ربٌع األول ( 1416ؼشت )1995منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد -43 25
القانون رقم 39.08المتعل بمدونة الحقو العٌنٌة الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ
المختار بن أحمد عطار التحفٌظ العقاري فً ضوء القانون المؽربً الطبعة 1مطبعة
محمد بن أحمد أبونبات :نظام التحفٌظ العقاري المطبعة والوراقة الوطنٌة .2009
39
عز الدٌن ماحً :الدور اإلنشاء لإلجتهاد القضابً فً المادة المدنٌة ،طبعة اال,لى،
محمد ابن الحاج السلمً :سٌاسة التحفٌظ العقاري فً المؽرب بٌن اإلشهار العقاري
محمد الكشبور :التطهٌر الناتج عن تحفٌظ العقار تطور القضاء المؽربً ،د.ط،
محمد شان :عبثٌة اإلبقاء على األثر المطل للرسم العقاري بعد اإلستقالل "اشؽال
بالرباط الندوة المشتركة حول نظام التحفٌظ العقاري بالمؽرب" ،المنظم بكلٌة الحقو
مؤمون الكزبري :التحفٌظ العقاري والحقو العٌنٌة األصلٌة والتبعٌة ،طبعة ،1978
40
عمرو أزوكار :التحفٌظ العقاري فً ضوء التشرٌع العقاري وقضاء محكمة النقض،
جمال النعٌمً :رقابة القضاء لقرارات المحافظ العقاري ،أطروحة لنٌل الدكتوراه فً
القانون الخاص ،كلٌة العلوم القانونٌة واإلقتصادٌة واإلجتماعٌة ،جامعة الحسن الثانً ،الدار
نجٌم أهتوت :المسإولٌة الشخصٌة للمحافظة العقارٌة بٌن قانون اإللتزامات والعقود
والتحفٌظ العقاري ،مقال منشور بمجلة القانون المدنً ،العدد الثانً ،السنة .2015
محمد منتصر الداودي :مدى قابلٌة القرارات الصادرة عن المحافظ على األمالك
العقارٌة للطعن باإللؽاء مقال منشور بمجلة دفاتر المجلس األعلى العدد .5
ادرٌس الفاخوري :مسإولٌة المحافظ على األمالك العقارٌة مقال منشور بالموقع
اإللكترونً . www.cieevsjo.com
41
حكم إدارٌة وجدة رقم 29الصادر بتارٌخ 1998/10/14ملؾ عدد رقم 97-42
ؼٌر منشور أورده عبد الرزا الطولً ،بحث نهاٌة التمرٌن "قاعدة التطهٌر العقار المحفظ
،2014/03/18ؼٌر منشور.
2015/07/21ؼٌر منشور.
.95/1/2164
قرار المجلس األعلى رقم 1467الصادر بتارٌخ 2ماي ،2007فً ملؾ عدد
42
قرار المجلس األعلى رقم 1576الصادر بتارٌخ 5أبرٌل ،2001فً الملؾ عدد
43
1 .........................................................................................
4 ...........................................................................................
4 ..........................
8 ...................................................................................
19 ....................................................................
19 .........
30 .............................................................................
37 ..........................................................................................
39 .................................................................................
44