Professional Documents
Culture Documents
الفوج :الرابع
عرض في مادة :توثيق المعامالت العقارية
العقاري تحت عنوان :توثيق عقد البيع
من إعداد الطلبة :
آمال حبصان
ايوب لعويني
عادل طالب
ابتسام اوشان
ياسين إبورك
ايوب محيب
ما هو مفهوم عقد البيع العقاري وما هي اهم االجراءات التي يتم اتباعها لتوثيق عقد بيع
العقار ؟
ونظرا لضوابط منهجية وموضوعية سنتناول هذا العرض من خالل الفصل اثنين:
ولقد عرف المشرع المغربي عقد البيع في الفصل 478من قانون االلتزامات و العقود أن "البيع
عقد بمقتضاه ينقل أحد المتعاقدين لآلخر ملكية شيء أو حق في مقابل ثمن يلتزم هذا اآلخر بدفعه له".
-1محمد الحياني ،عقد البيع و قانون التحفيظ العقاري بالمغرب ،مطبعة وراقة الكتاب بفاس ،الطبعة األولى ، 1994الصفحة 13و .14
أوال :عقد البيع عقد رضائي
األصل في عقد البيع ،أنه من أهم العقود الرضائية حيث يكون تاما حسب ما جاء في الفصل 488
من قانون االلتزامات و العقود بمجرد تراضي عاقديه أحدهما با لبيع و اآلخر بالشراء وباتفاقهما على المبيع و
الثمن و شروط العقد األخرى ،غير أن هذا األصل ترد عليه عدة استثناءات إما اتفاقية أو قانونية ،فمثال يمكن
للمتعاقدين باتفاق بينهما أن يجعل البيع عقدا شكليا يستلزم إبرامه شكال معينا ككتابة في محرر رسمي ،حيث ال
ينعقد هذا العقد إال بتحقق هذا الشكل ، 2كما أن حسب الفصل 489من قانون االلتزامات و العقود 3في الكثير
من الحاالت اشترط المشرع في انعقاد بيوع معينة ضرورة استفاء شكل معين ككتابة العقد عندما يتعلق األمر
بيع عقار أو حقوق عينية عقارية أو أشياء أخرى يمكن رهنها رهنا رسميا.
-2عبد الحق الصافي ،عقد البيع "دراسة في قانون االلتزامات و العقود وفي القوانين األخرى" ،مطبعة النجاح الجديدة-الدارالبيضاء ،الطبعة الثانية
،2018الصفحة 12و .13
-3ينص الفصل 489من قانون االلتزامات و العقود على :
"إذا كان المبيع عقارا او حقوقا عقارية أو أشياء أخرى يمكن رهنها رهنا رسميا ،وجب أن يجري البيع كتابة في محرر ثابت التاريخ .وال يكون له أثر
في مواجهة الغير إال إذا سجل في الشكل المحدد بمقتضى القانون".
-4عبد الحق الصافي ،المرجع السابق ،الصفحة .14
-5عبد الحق الصافي ،المرجع السابق ،الصفحة .15
-6عبد الحق الصافي ،المرجع السابق ،الصفحة .15
نقل الملكية من البائع إلى المشتري تعتبر من أهم الخصائص التي تميز عقد البيع ،فبموجب عقد
البيع تنتقل ملكية المبيع إلى المشتري و تنتقل ملكية ثمن النقدي إلى البائع ،فمثال إذا كان المبيع عقارا أو حقوقا
عقارية أو أشياء أخرى يمكن رهنها رهنا رسميا فيجب لكي تنتقل الملكية إلى المشتري أن العقد واردا في ورقة
مكتوبة من طرف مهني مختص قانونيا في كتابة العقود.7
لكن لكل أصل استثناء ،وهذا االستثناء يتمثل في العوارض التي تعترض األهلية فتجعلها تارة ناقصة و
تارة منعدمة ،فنقصان األهلية ينصرف إلى الصغير المميز وكل من بلغ سن الرشد و كان سفيها أو معتوه في
حين ينصرف انعدام األهلية إلى الصغير غير المميز و المجنون و فاقد العقل .و الحكم المترتب يختلف بين
نقصان األهلية و انعدامها ،ففي األولى جميع االلتزامات التي يلتزم بها ناقص األهلية تخضع ألحكام تختلف
باختالف أنواعها تكون صحيحة إذا رتبت له نفعا محضا أو تكون باطلة إذا أضرت به أو يتوقف نفاذها إذا
كانت دائرة بين النفع و الضررعلى إجازة نائبه الشرعي وفي الثانية تكون باطلة. 9
فالموثق مثال له عالقة وطيدة بمسألة سالمة إرادة المتعاقدين فهو موظف عام تعينه الدولة لتلقي اتفاقات
األطراف و إقراراتهم ووصاياهم و تدوينها في اوراق رسمية فهو بهذا الوصف من حراس الحق العام بعد
النيابة العامة ،كما يعمل الموثق على إرشاد األطراف إلى أوجه النفع و يجنبهم أوجه الضرر ،و يقف بهم
خاصة على مدى سالمة إرادتهم من نقص األهلية وباقي عيوب الرضا "الغلط و التدليس و اإلكراه و الغبن"،و
ليس له إطالقا أن يتجاهل هذه األمور ،أو أن يدفع بأنها ملتصقة بإرادتهم ،أوأنه ليس لغير المتعاقد الذي قرر
اإلبطال لمصلحته أن يتمسك به وليس للمحكمة أن تقضي باإلبطال من تلقاء نفسها ،فهو وكيل و أمين عنهم في
تلقي االتفاقات و تدوينها وليس بطرف أجنبي.11
-1وجود المبيع
يعني ذلك أن تكون األشياء أو الحقوق المبيعة قائمة بذاتها و أوصافها و حدودها وغير مستحيلة وقت
البيع بمعنى آخر تكون األشياء المبيعة موجودة إذا كان لها كيان مادي ملموس سواء كانت عقارات أو منقوالت
حيث تكون وقت التعاقد قائمة بذاتها و أوصافها و مقاديرها ،و باإلمكان نقل ملكيتها إلى المشتري .ففي الواقع
العملي غالبا ما يشير االتفاق على بيع أرض فالحية أو مصنع إلى أن المشتري قد تحقق من وجود المبيع عن
طريق رؤيته و الطواف به و الوقوف عند وجوده ،كما يشير عقد بيع شقة أو منزل إلى أن المشتري قد زار
المبيع و عاين محتوياته و مرفقاته.12
-13عبد الحق الصافي ،عقد البيع "دراسة في قانون االلتزامات و العقود وفي القوانين األخرى" ،المرجع السابق ،الصفحة 125و .126
-14خالد بنيس و محمد محجوبي ،الوجيز في العقود المسماة "الجزء األول" ،شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع – الرباط ،الطبعة األولى
، 1997/1996الصفحة 27و .28
-15محمد محجوبي ،الوجيز في العقود المسماة في ضوء قانون االلتزامات و العقود المغربي " الكتاب األول عقد األول-وعقد المعاوضة" ،الطبعة األولى
، 2002الصفحة .43
-16محمد محجوبي ،المرجع السابق ،الصفحة .46
الثمن أنه يدخل في نطاقه كافة أنواع النقوذ المتداولة قانونا معدنية كانت أو ورقية أو خطيا بواسطة حوالة
مصرفية أو بطاقة االئتمان 17غير أنه يطرح التساؤل حول طبيعة العقد الذي يكون الثمن نقديا في جزء منه
فقط؟ هنا ينظر إلى العنصر الغالب فإن كان هو النقود اعتبر العقد بيعا ،و إذا كان هو البدل غير النقدي اعتبر
العقد معاوضة ،و عند الشك يكون العقد مزدوجا أي بيع في حدود الثمن النقدي و معاوضة في حدود البدل
غير النقدي.18
_2االلتزام بضمان
ومؤدى ذلك :أن المبدأ العام هو انتقال ملكية المبيع إلى المشتري بمجرد تمام العقد ،بتراضي عاقديه
وأن اإلستثناء هو ما عدا ذلك .
فالشكلية التي استلزمها المشرع هنا.يشترط لقيامها أن يرد البيع على عقارا ،أو على حق عيني عقاري
أو أشياء يمكن رهنها رهنا رسميا .
فإذا تعلق ا ألمر بعقار غير محفظ .فكل ما هنالك هو ضرورة تطبيق أحكام تافصل 489من ق.ل.ع
حيث يتعين أن يجري البيع كتابة في محرر ثابت التاريخ .وإال بقى دون أثر في مواجهة المتعاقدين مع
بعضهما البعض.
فبمجرد الحديث عن البيع العقار المحفظ حيث نص الفصل 2من ظهير 2يونيو ( 1915أن ملكية
العقارات المحفظة و الحقوق العينية العقارية ،ال يمكن أن ت نتقل مبدئيا إال بالتسجيل في السجل العقاري
ولو فيما بين المتعاقدين .
لكن ما هي آثار البيع المنصب على عقار محفظ قبل تسجيله على الرسم العقاري ؟
باختصار شديد ،نبادرالى القول أن العقد الذي أبرمه البائع مع المشتري قد ألزم الطرف األول بنقل
الملكية إلى هذا األخير .
ونظرا ألن البائع ملزم بنقل المبيع الى المشتري ،بمقضتى عقد البيع المبرم بينهما .فإن من حق
المشتري إلزام البائع بالقيام بتسجيل المبيع على الرسم العقاري ،عن طريق دعوى "إتمام البيع" وفقا
للمبادئ العامة في تنفيذ االلتزامات ،مالم يتم التنفيذ رضاءا
ولمعرفة أحكام تسليم المبيع إلى المشتري ،من يد البائع ،يتعين تحدد موضوع التسليم
(أوال)وظروفه(ثانيا)
24الفصالن 499و 512من ق.ل.ع بتصرف ،هذا مع اإلشارة إلى موضوع تسليم المبيع ص 78من الوجيز في العقود المسماة الكتاب األول
دكتور محمد محجوبي مستشار بالمحكمة اإلدارية بالرباط
بما أن عقد البيع يرتب على أطرافه التزامات متقابلة ،فإنه إذا كان على البائع نقل ملكية
المبيع إلى المشتري ،وضمان التعرض و اإلستحقاق ،فإن المشتري بدوره يتحمل بالتزامين
أساسين :اإللتزام بدفع الثمن و اإللتزام بتسليم المبيع طبقا للفصل 576من ق.ل.ع.
_ فإذا سكت العقد عن تحديد كيفية حصول التسليم في مكان وزمان معينين وجب اتباع حكم العرف.
وعليه سنتناول هذا المبحث من خالل مطلبين نتناول في األول إقرار رسمية عقد البيع العقاري ،على أن
نبحث الجهات المخول لها توثيق التصرفات العقارية في مطلب ثاني.
المبحث األول :إقرار رسمية عقد البيع العقاري
استوجب المشرع ضر ورة توثيق التصرفات العقارية في شكل محرر رسمي أو محرر ثابت التاريخ يتم
تحريره من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض تحت طائلة البطالن للقضاء على ازدواجية
المحررات وخلق جو من الثقة واالئتمان على المتعاملين وحماية أطراف العالقة التوثيقية ودعم مبدأ
مسؤولية محرر العقد.
والواضح من خالل الفصل 418من ق.ل.ع بأن رسمية العقود هي تلك الوثائق التي ينجزها الموظفون
العموميون والمقصود بهم السادة العدول والموثقون الذين ينجزونها طبقا لألحكام العامة وخضوعها
للقانون المنظم لمهنتهم ،خاصة المادة 35والتي تجعل من محرراتهم رسمية بقوة القانون.
وعرف البعض المحرر الرسمي أيضا بأنه :كل وثيقة صادرة عن جهة رسمية سواء كانت عقدا أو
غيره ،أما المحرر التوثيقي هو كل وثيقة صادرة عن موثقين مختصين ،ويدخل ضمن هذا النوع المحرر
الصادر عن الموثق والعدل.25
كما عرفت رسمية العقود بأنها صفة يضفيها القانون على األدلة الكتابية المتضمنة التفاقات األطراف
والتزاماتهم متى أنجزها من لهم صالحية توثيقها وفق إجراءات محددة تجعل من البيانات والوقائع
الواردة بها والتي شهد الموثقون بحصولها أمامهم ذات حجية قوية في اإلثبات ،إذ ال يمكن استبعادها إال
بسلوك مسطرة الزور. 26
وقد عرف المشرع المصري الرسمية في المادة العاشرة من قانون اإلثبات حيث جاء فيها "المحررات
الرسمية هي التي يثبت فيها موظف عام أو شخص مكلف بخدمة عامة ما تم على يده أو ما تلقاه من ذوي
الشأن ،وذلك طبقا لألوضاع القانونية وفي حدود سلطته واختصاصاته.
25محمد خيري :المحررات الرسمية والعرفية ونظام التحفيظ العقاري -مداخلة منشورة بالعدد الخاص بمناسبة األيام الدراسية خول التوثيق وآثاره
على التنمية ،نقال عن عبدالرحيم حزيكر رئيس ق طاع توحيد للعمل اإلداري بمؤسسة المحافظ العام " توثيق التصرفات الغقارية على ضوء مدونة
الحقوق العينية والظهير المتعلق بالتحفيظ العقاري .الندوة الوطنية في موضوع األمن العقاري دفاتر محكمة النقض .العدد .26
26هومير محمد :رسمية المحررات التوثيقية الواقع واآلفاق ،أشغال الندوة العلمية – توثيق التصرفات العقارية ،كلية الحقوق بمراكش مركز الدراسات
القانونية المدنية والعقارية ،سنة ،2005رقم المؤتمر 33ص .53
أما المشرع اللبناني فقد نص في المادة 143من قانون أصول المحكمات اللبناني على أن "السند
الرسمي هو الذي يثبت فيه موظف عام أو شخص مكلف بخدمة عامة ضمن حدود سلطته واختصاصاته
ما تم على يده أو ما تلقاه من تصريحات من ذوي العالقة وفق القواعد المقدرة يرجح في إطالق الصفة
الرسمية على السند أو عدم إطالقه عليه إلى قانون المكان الذي نشأ فيه".
وعرف الفقيه عبد الرزاق السنهوري رسمية العقد كما يلي" :هو ماال يتم بمجرد تراضي المتعاقدين ،بل
يجب لتمامه فوق ذلك إتباع شكل مخصوص يعينه القانون وأكثر ما يكون هذا الشكل ورقة رسمية يدون
فيها العقد" .27
كما عرفها البعض كذلك بأنها :تلك الوثيقة التي يقوم بتحريرها موظف عام له اختصاص في ذلك وفق
األوضاع التي حددها المشرع. 28
إذن المقصود برسمية العقود اكتساب العقد الشكل القانوني المطلوب ويقال ورقة رسمية أي إفراغ العقد
الذي هو في األصل رضائي في محرر مكتوب صادر عن جهات رسمية حددها القانون.
الشرط األول:هو أن يتم تحريرالوثيقة الرسمية من قبل موظف عام أو شخص مكلف بخدمة عامة،بحيث
ال يشترط في إعتبار الشخص موظفا عاما أن يكون من موظفي الدولة بالذات بليكفي أن يكون موظف
بإحدى الهيئات التابعة لها سواء أجرته على ذلك أو لم تؤاجره.
فالمحرر الرسمي هو الذي يحرر بمعرفة الموظف العام إال أنه ليس من ضروري أن يكون مكتوبا بخط
29
يده بل يكفي أن يكون تحريره صادر بإسمه وممضيا بتوقعه.
الشرط الثاني :أن يكون الموظف الذي حرر الوثيقة مختصا بتحريرها و له صالحية التوثيق بحيث ال
يكفي لصحة الوثيقة الرسمية أن يقوم بتحريرها موظف عمومي فقط يجعل منها رسمية ،بل يجب أن
يكون هذا الموظف مختصا بكتابتها وله صالحية التوثيق ،ويكون الموظف مختصا بكتابة المحرر إذا
30
كان ذلك مما يدخل في عمله من حيث طبيعة محررو من حيث مكانه .
27عبدالرزاق السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني ،الحزء األول ،نظرية االلتزام بوجه عام ،مصادر االلتزام ،دار إحياء التراث العربي،
بيروت لبنان .ص .150
28محمد محروك :خصوصيات التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،دار النشر جامعة القاضي عياض ،ص .9
_1عبيد محمد ياسين مقال " توثيق التصرفات العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية " تم اإلطالع على الموقع في ،2021/11/18منشور على
الرابط االلكترونيhttps://www.lawmorocco.com/2019/11/blog-post_3.html?m=1
-30محمد مغراوي ،مقال " القيمة القانونية للوتيقة الرسمية ضمن قواعد اإلثبات "تم اإلطالع على الموقع في،2021/11/18
منشور على الرابط االلكتروني marocDroit.com:
فيما يتعلق بصالحية التوثيق ،فإنه يجب أن يكون الموظف مختصا بتحرير المحرر وال يوجد مانع
يحول دون مباشرته هذه المهام بحيث تكون عالقته الوظيفية بالجهة التي يعمل فيها قائمة،فإذا زالت
واليته وقت تحريرها وهو عالم بذلك ،فإن المحرر الذي يحرره يكون مألوه بطالن ،أما إذا كان يجهل
ذلك ذو شأن حسن النية ال يعلمون بشيء من ذلك أيضا فإن توثيق يكون صحيحا و طابع الرسمية ثابتا
31
عمال بالوضع الظاهر المصحوب بحسن النية.
أما فيما يتعلق بطبيعة الورقة،فيجب أن يكون الموظف العام أو الشخص الذي له صالحية التوثيق
مختصا بتحرير الورقة و أن يكون هذا التحرير يدخل في عمله من حيث نوع الورقة ،ألن كل نوع من
األوراق الرسمية يختص بتوثيقها طائفة معينة من األشخاص و الموظفين ،باألحكام يصدرها القضاة ،
و األ وراق الرسمية الخاصة بالمعامالت و التصرفات المدنية و التجارية يختص بتحريرها الموثيقون و
32
العدول.
أما بخصوص مكان تحرير الورقة فيرجع إلى أن الموظف المختص في تحريرها ال يعتبر كذلك إال إذا
كان ذو إختصاص بذلك في المكان الذي حررها فيه ،فالعدول مثال ال يمكنه مباشرة عملهم إال في نطاق
33
المكاني المحدد الختصاصهم.
الشرط الثالث:تحرير المحرر في الشكل المحدد قانونا ،ويعني ذلك أنه يجب مراعاة بعض الشكليات أثناء
تحرير الوثيقة الرسمية وهكذا مثال أوجب على الموثقون (العدول)إتباع منهجية خاصة في تحرير
عقودهم كما فرض عليهم تضمين شهاداتهم بمجموعة من الظوابط األساسية التي عند تخالفهاتبطل
الوثيقة،وذلك من قبيل التاريخ والتعريف بهوية األطراف والمشهود فيه وتحدد مستند علم الشاهد والتوقيع
34
العدول وخطاب القاضي إلى غير ذلك.
المبحث الثاني :الجهات المخول لها قانونا توثيق عقد البيع العقاري .
ان توثيق التصرفات العقارية أمر فرضه المشرع في الفصل 489من ق ل ع ،بقوله فلم يعد هناك مجال
للحديث عن الرضائية ،ورغم الزامية الكتابة فان المشرع لم يحدد ما اذا كان المقصود هو المحررات
الرسمية أم المحررات العرفية ،كما أنه لم يبين الجزاء الواجب التطبيق عند عدم احترام تحرير البيوع
لكن يبقى السؤال المطروح هو ما هي اختصاصات كل جهة على حدى؟ و ما هي االلتزامات التي تلتزم بها
كل جهة؟ و هذا ما سوف نعالجه في فقرتين ،حيث سنخصص الفقرة األولى للحديث عن اختصاصات
الجهات المخول لها قانونا توثيق عقد البيع العقاري ،بينما سنتناول في الفقرة الثانية التزامات هذه الجهات .
الفقرة األولى :اختصاصات الجهات المخول لها قانونا توثيق عقد البيع العقاري .
تبعا للمقتضيات القانونية الجديدة ،فان الموثقين و العدول يختصون بتوثيق جميع التصرفات المتعلقة بنقل أو
بإنشاء الحقوق العينية أو نقلها أو تعديلها أو اسقاطها سواء تعلقت هذه التصرفات بالعقار المحفظ أو في طور
التحفيظ أو غير المحفظ و هذا بخالف ما كان عليه األمر في ضوء الفصل الخامس من ظهير 1925
المتعلق بتنظيم التوثيق العصري ،الذي يحصر اختصاص الموثق العصري في التصرفات المتعلقة بالعقار
المحفظ أو في طور التحفيظ .
ويختص الموثقون أيضا بتوثيق التصرفات المتعلقة بالتجزئات العقارية و المجموعات السكنية و تقسيم
العقارات ،و العقارات في طور اإلنجاز و كذا الخاضعة لنظام الملكية المشتركة ،باإلضافة الى التصرفات
المتعلقة باإليجار المفضي الى تملك العقار .
اال أن الموثق وحده مختص بتوثيق العقود المرتبطة ببرامج السكن االجتماعي و التي ال يمكن للعدول توثيق
العقود الخاصة بهده البرامج ،و بالمقابل فان العدول مختصين بتوثيق عقود الزواج و يستأثرون بهذا
االختصاص وحدهم دون الموثقين ،هذا فيما يخص االختصاص النوعي .
أما بخصوص االختصاص المحلي ،فان الموثق يختص مكانيا بتوثيق جميع التصرفات العقارية داخل
مجموع ا لتراب الوطني ،غير أن تلقي لهذه التصرفات يجب أال يكون خارج مكتبه اال في حاالت
استثنائية و بعد إذن من رئيس المجلس الجهوي للموثقين و إخبار الوكيل العام للملك.35
و بخالف اتساع نطاق االختصاص الترابي للموثق ,فان الفقرة ما قبل األخيرة من المادة 14من القانون
16.03المتعلق بخطة العدالة حصرت االختصاص المكاني للعدول في تلقي الشهادات المتعلقة بالعقار
و التركات في حدود دائرة محكمة االستئناف التابع لها موقع العقار أو موطن المورث ،36هذا فيما يخص
التوثيق الذي يقوم به الموثق الذي يكتسب محرره الصفة الرسمية ،أما فيما يخص تحرير العقود الذي
يقوم به المحامي فهو يختلف جملة و تفصيال عما سبق ذكره و ذلك فيما يتعلق بمجموعة من األمور
سواء من حيث طبيعة المحرر أو من حيث شروط التنصيب من أجل اكتساب أهلية التوثيق أو من حيث
االلتزامات و كذلك االختصاصات ،فالمحامي وفقا للمادة 4من م ح ع مختص بإصدار المحرر الثابت
التاريخ و التوقيع عليه ،الى جانب توقيع األطراف مما يجعل محرره هذا تنطبق عليه مواصفات المحرر
العرفي و عليه فانه يتبين أن العقد المحرر من قبل المحامي هو عقد عرفي ،و ما يؤكد هذا أن المشرع
لم يضع في المحامي كامل الثقة التي تجعل محرره ثابت التاريخ بمجرد توثيقه ،اال بإجراء
االشهاد، 37على نسبة التوقيعات الى أصحابها بل األكثر من هذا فان توقيعه نفسه أيضا يحتاج الى تصديق
باإلشهاد عليه لدى رئيس كتابة الضبط ،38و ما يزيد تأكيد عرفية المحرر الصادر عن المحامي ،هو أن
مسألة ثبوت التاريخ و كما هو معلوم محصورة فقط في المحررات العرفية ( الفصل ) 425دون
الرسمية ألن هذه األخيرة يكون تاريخها ثابتا بنفس المحرر ال بإجراءات أخرى تلتمس من جهات معينة.
الفقرة الثانية :التزامات الجهات المخولة لها بتوثيق عقد البيع العقاري
تقع على هذه الجهات المكلفة بتوثيق عقد البيع جملة من االلتزامات حددها المشروع.
35رشيد خير مسؤولية الموثق في التشريع المغربي ,رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ,جامعة الحسن األول ,كلية العلوم القانونية و
االقتصادية و االجتماعية سطات ,سنة الجامعية , 2012 /2011ص .53
36بوبكري عبد القادر ,توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية و إشكاالته القانونية و العلمية ,مقال منشور بمجلة القانون المدني ,العدد
األول , 2014 ,ص .76
37تصحيح التوقيع من لدن السلطة المختصة ال يضفي على الورقة الحاملة لذلك التوقيع الصيغة الرسمية فالمصادقة على التوقيع ال يضيف الى السند
الموقع أي قوة على مديونية المدين ’’ قرار المجلس األعلى عدد 1987/4/1697في الملف المدني عدد 92/386منشور بمجلة المحامي عدد 15
سنة 1989ص .132
38محمد شيلح ,قراءة ميتودولوجية ص .140
وضع المشرع على عاتق الموثق بموجب قانون رقم 32.09عدة التزامات ،فالموثق ملزم قبل التحرير
االتفاق بأن يقدم للزبون كافة النصائح واالرشادات التي تخص التصرف المراد إبرامه ،ويقوم بتحريات
األزمة للوقوف على الوضعية القانونية للعقار إذا كان اآلمر يتعلق بمعاملة عقارية.
وبعد تحرير االتفاق والتوقيع عليه قبل األطراف والشهود عند االقتضاء ،على الموثق أن يوقع المحرر
لكي يكتسب الصفة الرسمية ،وأن يقوم بكافة اإلجراءات الشكلية ،كما عليه المحافظة على أصول
المحررات التي تمت بواسطته وبكتمان األسرار المهنية التي إليها أثناء مهامه.39
يعتبر العدول ملزما قانونا بتلقي شهادات األطراف وتحريرها مالم تكن مخالفة للنظام العام وحسن
اآلداب .والشخص عندما يلجأ الي العدول فهو ال يسعى فقط للحصول على وثيقة رسمية ،بل يرغب
أيضا في الحصول على النصائح ،ومعرفة مختلف األثار التي ستترتب عن التصرف المراد إبرامه،
والعدل أثناء قيامه بعملية التلقي وتصفح الرسوم المسلمة له ،قد يطلع على بعض األسرار التي يخص
الزبون ،لهذا ألزمه القانون بالمحافظة على هذه األسرار وعدم افشائها.
والتوثيق في الميدان العقاري يتطلب من العدل قبل االقبال على تحرير المعاملة العقارية ،وأن يتأكد من
الوضعية العقارية للعقار.
بعد ذلك يقوم بتحرير الشهادة في مذكرة الحفظ مساهمة منه في المحافظة على الشهادات ،كما أنه له
دورا في بعض اإلجراء ات الشكلية التي يتطلبها القانون بعض المعامالت.40
لقد خول القانون رقم 00.44للمتعاقدين إمكانية إبرام عقد البيع في طور اإلنجاز بموجب عقود عرفية
ثابته للتاريخ يحررها مهني ينتمي إلى مهنة منظمة ،بمقتضى القانون ويحصر األمر في مهنتي
المحامين الذين لهم ممارسة قانونية وكفاءة كبيرة وذلك بموافقة محكمة النقض وهذا ما نصه الفصل
39الدكتورمحمدالربيعي " األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرةعنهم "،مراكش طبعة ،2021 ،5صفحة 49
40الدكتورمحمدالربيعي،المرجع السابق،ص .111
3-618من قانون االلتزامات والعقود والمهنة الثانية مع وكالء األعمال وهي مهنة حرة تقع على عاتقها
إبرام عقود عرفية إلى جانب المحامين.41
ختاما يمكن القول أن المشرع المغربي قد قاما بخطوة جيدة في مدونة الحقوق العينية عندما أقر
رسمية العقود العقارية و تحديد الجهات المخول لها صالحية توثيق هذه العقود ؛ وكان هدف المشرع
المغربي عندما أتى بهذه المستجدات التشريعية التي تتعلق بالمجال العقاري واضحا يتمثل في الحد من
المشاكل التي يطرحها مجال توثيق التصرفات العقارية ؛ لكن رغم هذه المجهودات التشريعية التي قام
بها المشرع في هذا المجال هناك بعد التغرات يجب أخدها بعين االعتبار نذكر منها :
-تعديل المادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية عن طريق تحديد طبيعة المحرر تابث التاريخ
تفاديا لكثرة التأويالت
-تعديل قانون االلتزامات و العقود و القانون المتعلق بخطة العدالة و قانون المحاماة بشكل
يسايرمستجدات مدونة الحقوق العينية
إعادة النظر في مسألة تصحيح اإلمضاء المحامي المقبول للترافع أمام محكمة النقض -
محمد الحياني ،عقد البيع و قانون التحفيظ العقاري بالمغرب ،مطبعة وراقة الكتاب بفاس ،الطبعة األولى 1994 •
عبد الحق الصافي ،عقد البيع "دراسة في قانون االلتزامات و العقود وفي القوانين األخرى" ،مطبعة النجاح الجديدة- •
الدارالبيضاء ،الطبعة الثانية 2018
عبد الحق الصافي ،الوجيز في القانون المدني "الجزء األول" ،مطبعة النجاح الجديدة-الدارالبيضاء 2016 ، •
عبد الرحمان بلعكيد ،وثيقة البيع بين النظر و العمل ،الطبعة الثالثة 2001 •
خالد بنيس و محمد محجوبي ،الوجيز في العقود المسماة "الجزء األول" ،شركة بابل للطباعة و النشر و التوزيع – الرباط •
محمد محجوبي ،الوجيز في العقود المسماة في ضوء قانون االلتزامات و العقود المغربي " الكتاب األول عقد األول-وعقد •
المعاوضة"
محمد خيري :المحررات الرسمية والعرفية ونظام التحفيظ العقاري-مداخلة منشورة بالعدد الخاص بمناسبة األيام الدراسية خول •
التوثيق وآثاره على التنمية ،نقال عن عبدالرحيم حزيكر رئيس قطاع توحيد للعمل اإلداري بمؤسسة المحافظ العام " توثيق
التصرفات الغقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية والظهير المتعلق بالتحفيظ العقاري .الندوة الوطنية في موضوع األمن
العقاري دفاتر محكمة النقض .العدد 26
هومير محمد :رسمية المحررات التوثيقية الواقع واآلفاق ،أشغال الندوة العلمية – توثيق التصرفات العقارية ،كلية الحقوق •
بمراكش مركز الدراسات القانونية المدنية والعقارية ،سنة 2005
عبدالرزاق السنهوري :الوسيط في شرح القانون المدني ،الحزء األول ،نظرية االلتزام بوجه عام ،مصادر االلتزام، •
دار إحياء التراث العربي ،بيروت لبنان
محمد محروك :خصوصيات التوقيع اإللكتروني وحجيته في اإلثبات ،دار النشر جامعة القاضي عياض •
عبيد محمد ياسين مقال " توثيق التصرفات العقارية على ضوء مدونة الحقوق العينية " تم اإلطالع على الموقع •
في ،2021/11/18منشور على الرابط االلكترونيhttps://www.lawmorocco.com/2019/11/blog-
post_3.html?m=1
محمد مغراوي ،مقال " القيمة القانونية للوتيقة الرسمية ضمن قواعد اإلثبات "تم اإلطالع على الموقع •
في ،2021/11/18منشور على الرابط االلكتروني marocDroit.com:
مقال " دور الكتابة و المحررات اإللكترونية في اإلثبات وفق التشريع المغربي "تم اإلطالع على الموقع •
في ،2021/11/18منشور على الرابط االلكترونيmaroclaw.com :_5
أيوب الزاهري " ،توثيق التصرفات العقارية في ضوء مدونة الحقوق العينية و القوانين الخاصة" ،ماستر العقود و •
األعمال،عرض في مادة تقنيات تحرير العقود ،كلية العلوم القانونية و اإلجتماعية و اإلقتصادية بأكادير ،جامعة ابن
زهر أكادير السنة الجامعية 2020-2019
رشيد خير مسؤولية الموثق في التشريع المغربي ,رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ,جامعة الحسن •
األول ,كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية سطات ,سنة الجامعية 2012 /2011
بوبكري عبد القادر ,توثيق التصرفات العقارية في المحررات الرسمية و إشكاالته القانونية و العلمية ,مقال منشور •
بمجلة القانون المدني ,العدد األول 2014 ,
تصحيح التوقيع من لدن السلطة المختصة ال يضفي على الورقة الحاملة لذلك التوقيع الصيغة الرسمية فالمصادقة •
على التوقيع ال يضيف الى السند الموقع أي قوة على مديونية المدين ’’ قرار المجلس األعلى عدد 1987/4/1697
في الملف المدني عدد 92/386منشور بمجلة المحامي عدد 15سنة 1989
الدكتورمحمدالربيعي " األحكام الخاصة بالموثقين والمحررات الصادرةعنهم "،مراكش طبعة 2021 ،5 •
UNIVERSITYL , FESTYLE , NET •
الفهرس:
مقدمة
الفصل األول :األحكام العامة لعقد البيع العقاري
المبحث األول :مفهوم عقد البيع العقاري و أركانه
المطلب األول :مفهوم عقد البيع العقاري
الفقرة األولى :تعريف عقد البيع العقاري
الفقرة الثانية :خصائص عقد البيع العقاري
أوال :عقد البيع عقد رضائي
ثانيا :البيع عقد ملزم للجانبين (عقد تبادلي)
ثالثا :البيع عقد معاوضة
رابعا :البيع عقد محدد القيمة
خامسا :البيع عقد ناقل للملكية
المطلب الثاني :أركان عقد البيع العقاري
الفقرة األولى :التراضي
أوال :أهلية المتعاقدين
ثانيا :صحة التراضي
الفقرة الثانية :المبيع
أوال :أن يكون المبيع موجودا أو قابال للوجود
-1وجود المبيع
الئحة المراجع
خاتمة
الفهرس