You are on page 1of 43

‫ماستر العقار والمعامالت االئتمانية‬

‫~الفوج الرابع~‬

‫عرض في وحدة أنظمة الملكية العقارية‬

‫تحت عنوان‪:‬‬

‫ضم األراضي الفالحية‬

‫من إعداد الطالبة‪:‬‬ ‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬


‫أميمة المرابط‬ ‫محمد بنيعيش‬

‫السنة الجامعية‪2023-2022 :‬‬


1
‫الئحة فك الرموز‬

‫مرجع سابق‬ ‫م‪ .‬س‬

‫المرجع نفسه‬ ‫م‪ .‬ن‬

‫الطبعة‬ ‫ط‬

‫الصفحة‬ ‫ص‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫تحتل الثروة العقارية أهمية كبيرة داخل اقتصاد كل بل د‪ ،‬اذ أنه ا هي المح رك الرئيس ي‬
‫لمختلف المعامالت واألرضية الصلبة النطالق المشروعات االقتصادية المنتجة‪.‬‬

‫كما يعد العقار بحق اداة لتحقيق اإلستقرار والسلم اإلجتماعيين لما له من دور فع ال في‬
‫‪1‬‬
‫تحريك الدورة اإلقتصادية‪ ،‬وبالتالي تحقيق التنمية الجهوية والوطنية‪.‬‬

‫و مما ال شك فيه‪ ،‬أن العقار في المغرب كان و ال ي زال من الوس ائل ال تي س اهمت في‬
‫الحفاظ على التماسك االجتماعي‪ ،‬و الدليل على ذلك الهيكلة العقارية المغربي ة‪ ،‬وال تي تتم يز‬
‫ب التنوع و التع دد‪ ،‬فنج د أراض ي الجيش‪ 2‬ال تي ك انت تمنح للجن ود المغارب ة لق اء خ دماتهم‬
‫العسكرية‪ ،‬و األراضي الساللية ‪ -‬الجم وع ‪ 3‬وال تي ك انت و ال زالت تس اهم بش كل كب ير في‬
‫التنمية االجتماعية للمستفيدين منها‪ ،‬وأراضي األوقاف‪ 4‬و ما تقدم ه من خ دمات اقتص ادية و‬
‫اجتماعية‪ ،‬و أمالك الدولة الخاصة‪ ،‬وأراضي الفالحية‪ ،‬و ما توفره من وعاء عقاري يس اهم‬
‫في التنمية الشاملة‪ ،‬حيث هذا األخير هو موضوع دراستنا‪.‬‬

‫كما هو المعلوم فالعقار في المغرب قبل االستقالل كان يتمتع بوضعية خاصة‪ ،‬حيث كانت‬
‫الملكية العقارية الفالحية عبارة عن قط ع ص غيرة الحجم قليل ة المس احة وذات أش كال غ ير‬
‫متجانسة مبعثرة ومجزأة في أماكن متباعدة‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد اللطي ف الش اوي‪ ،‬خصوص ية المنازع ات القض ائية في ض وء الق انون ‪ 14.07‬المتعل ق بنظ ام التحفي ظ العق اري‪،‬‬
‫رسالة لنيل دبل وم الماس تر في ق انون المنازع ات‪ ،‬جامع ة الم ولى اس ماعيل بمكن اس‪ ،‬كلي ة العل وم القانوني ة واإلقتص ادية‬
‫واإلجتماعية‪ ،‬السنة الجامعية‪ 2014 -2013 ،‬ص‪1:‬‬
‫‪ - 2‬تجدر اإلشارة إلى أن أراضي الكيش ليس لها إطار قانوني ينظمها لذلك فقد كانت والزالت عرضة الترامي والغصب‪.‬‬
‫الموقغ‪/ :‬‬ ‫ور ب‬ ‫انوني ألرضي الكيش المنش‬ ‫ام الق‬ ‫ال النظ‬ ‫ثر المرجو االطالع على المق‬ ‫يل أك‬ ‫للتفص‬
‫‪http://www.biblioluriste.club‬‬
‫‪ -‬يعتبر ظهير ‪ 27‬أبريل ‪ 1919‬اإلطار القانوني المنظم ألراضي الجم وع وقد ع رف ع دة تع ديالت ك ان من أبرزها‬ ‫‪3‬‬

‫الظهري الصادر بتاريخ ‪ 6‬فبراير ‪ 1963‬ثم بعد ذلك ظهير ‪ 25‬يوليوز ‪ 1969‬المتعلق باألراضي الجماعية بدوائر الري‬
‫من أجل تشجيع االستثمارات الفالحية‬
‫‪ - 4‬نظم المشرع المغربي أراضي األوقاف بموجب مدونة االوقاف بموجب الظهير الشريف رقم ‪ 1.09.236‬الصادر في‬
‫الربيع األول ‪ 23( 1431‬فبراير ‪.2010‬‬

‫‪3‬‬
‫ومع استرجاع المغ رب ألراض يه غ داة االس تقالل اص طدم بواق ع مف اده ك ون العق ارات‬
‫الفالحية تتميز في الغالب بوضعية مادية غير مهيكلة وغير منظمة في جل المناطق الفالحية‬
‫المغربية بسبب تناثر هذه العق ارات وتع دد مالكه ا وبالت الي تك اثر الخص ومات فيم ا بينهم‪.‬‬
‫بإض افة إلى ذل ك ك انت الملكي ة العقاري ة الفالحي ة مبع ثرة إلى قط ع ص غيرة الحجم وقليل ة‬
‫المساحة ومتناثرة في أماكن عدة‪ ،‬والزال األم ر ك ذلك في العدي د من الق رى إلى ح د اآلن‪،‬‬
‫مما شكل عائقا أمام حسن استغاللها واستعمال الوسائل التقنية واآللي ة العص رية في الفالح ة‬
‫قصد تحقيق اإلنتاجية‪ .‬وكان هذا من شأنه أن يؤثر على مالك تلك القطع‪ ،‬وعلى البل د برمت ه‬
‫‪5‬‬
‫نظرا العتماده في اقتصاده على القطاع الفالحي بالدرجة األولى‪.‬‬

‫وألجل تجاوز هذه الصعوبات‪ ،‬ووعيا من المشرع بأهمية القطاع الفالحي ومدى مساهمته‬
‫في تنمية اقتصاد البلد‪ ،‬فقد تدخل بمجموع ة من الت دابير اإلص الحية للنه وض به ذا القط اع‬
‫وتحس ين ظ روف عيش الفالح‪ ،‬كإدخ ال آالت حديث ة في اإلنت اج‪ ،‬واستص الح األراض ي‬
‫الزراعية وإحداث مكاتب جهوية لالستثمار الفالحي للس هر على أوض اع الفالحين والتوس ع‬
‫من دوائر الري وضم األراضي الفالحي ة‪ .‬وتط ورت الملكي ة العقاري ة ب المغرب فأص بحت‬
‫وظيفتها وظيفة اقتص ادية ص رفه‪ ،‬تس مح بتحري ك رؤوس األم وال‪ ،‬وت دفقها لالس تثمار في‬
‫مختلف القطاعات ليس بهدف التملك ولكن بهدف تحقيق األرباح من المش اريع المقام ة على‬
‫األرض‪،‬‬

‫ولقد نظم المشرع المغربي مسطرة ضم األراضي الفالحي ة بظه ير ‪ 1962/6/30‬ال ذي‬
‫غير وتمم بظهير ‪ 1969/7/25‬والمرسوم رقم ‪ 240.62.2‬الصادر بتاريخ ‪1962/7/25‬‬
‫بتطبيق الظهير الص ادر بت اريخ ‪ 1962/6/30‬في ش أن األراض ي ض م الفالحي ة‪ .‬وبه دف‬
‫انطالق المشاريع االقتصادية المرتبطة بالتنمية على الصعيد الجهوي والوطني‪.‬‬

‫من خالل ما سبق تبرز مدى أهمية عملية ضم األراضي الفالحية من عدة نواحي‪:‬‬

‫‪ 5‬محمد بن الحاج السلمي‪ ،‬سياسة التحفيظ العقاري في المغرب بين اإلشهار العقاري و التخطيط االجتماعي واالقتصادي ‪ ،‬المطبعة عكاظ ‪،‬‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪،‬سنة ‪،2002‬ص ‪157‬‬

‫‪4‬‬
‫من الناحية االقتصادية‪ :‬إن من شأن إنجاح مشاريع الضم على أرض الواقع أن ينعكس إيجاب ا‬
‫على المردودية‪ ،‬بحيث يرتف ع مس توى اإلنت اج وينتج ذل ك تحقي ق األمن الغ ذائي للبالد‪ ،‬كم ا‬
‫يترتب عليه تحقيق نسب متقدمة على مستوى الميزان التجاري‪ ،‬وهذا من شأنه المس اهمة في‬
‫تنمية االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫من الناحية االجتماعية‪ :‬عملية ضم األراضي الفالحية تساهم في تحسين األوضاع االجتماعية‬
‫للساكنة القروية بشكل يجعلها تشبتا ب األرض‪ ،‬فض ال عن مس اهمتها في خل ق ع دد كب ير من‬
‫مناصب الشغل‪ ،‬األمر الذي يؤدي إلى الحد من الهجرة القروية‪ ،‬وما تجلب ه معه ا من مش اكل‬
‫اجتماعية‪.‬‬

‫من الناحية القانونية‪ :‬إن خصوص ية عملي ة التحفي ظ في إط ار ق وانين الض م ومش اركة ع دة‬
‫جهات من أجل القيام بعمليات الضم عوامل تؤدي إلى تحسين مردودية األراضي المض مومة‬
‫وتحقيق ضبط البنية العقارية من الناحيتين المادية والقانونية‪ ،‬وبالتالي تطه ير العق ار من ك ل‬
‫الشوائب‪ ،‬األمر الذي يوفر حماية لحقوق الغير‪ ،‬وتحفي ظ ع دد أك بر من األراض ي‪ ،‬وبالت الي‬
‫تحقيق االستقرار العقاري‪.‬‬

‫من خالل األهمية التي يكتسيها هذا الموضوع وتأسيسا على ما ذك ر ارتأين ا ط رح اإلش كالية‬
‫التالية‪:‬‬

‫ما مدى إمكانية تطبيق ومالئمة النصوص التشريعية المؤطرة لعملية ضم األراضي الفالحي ة‬
‫لواقع العقار بالمغرب؟‬

‫وهذه اإلشكالية تتفرع عنها مجموعة من اإلشكاالت الفرعية منها‪:‬‬

‫ما مفهوم مسطرة ضم األراضي الفالحية؟ وخصائصها؟‬ ‫‪‬‬


‫ماهي اإلجراءات المتبعة منطقة لضم األراضي الفالحية؟‬ ‫‪‬‬
‫وماهي مسطرة تحفيظ األراضي المضمومة؟‬ ‫‪‬‬

‫‪5‬‬
‫ولمقاربة هذا الموض وع ارتأين ا االعتم اد على المنهج الت اريخي إض افة إلى المنهج التحليلي‬
‫من خالل تحليل النصوص القانونية ومحاولة الوقوف على مضامينها‪.‬‬

‫ولإلجابة عن االشكال المطروح حاولنا وضع التقسيم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مسطرة ضم األراضي الفالحية‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحفيظ العقاري لألراضي الخاضعة للضم‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫المبحث األول‪ :‬مسطرة ضم األراضي الفالحية‬

‫‌ تعتبر مسطرة ضع األراضي الفالحية عملي ة ذات أهمي ة كب يرة‪ ،‬إذ أنه ا تش كل فرص ة‬
‫لتحسين أساليب استغالل األراضي الفالحية‪ ،‬وذلك عن طريق جمع وإعادة ترتيب األراض ي‬
‫المبعثرة والمجزأة التي ليس لها شكل منظم‪ ،‬لتتك ون منه ا أمالك موح دة األط راف أو أمالك‬
‫محتوية على قطع أرضية كبيرة منسجمة الشكل وضع بعض ها إلى بعض‪ ،‬حيث تس اعد على‬
‫الوصول إليها وريها وصرف المياه منها وبوجه عام لتكون صالحة لالستفادة من التحس ينات‬
‫العقارية الممكن إدخالها عليه ا‪ ،‬ل ذلك فمث ل ه ذه العملي ة تعت بر من أهم الوس ائل ال تي راهن‬
‫عليها المشرع من اجل النهوض بالمجال الفالحي‪.‬‬
‫بإضافة إلى ذلك فإن عملية ضم األراض ي الفالحي ة تتطلب إج راءات قانوني ة وتقني ة‪ ،‬ألنه ا‬
‫تستهدف مساحات ض خمة لتفعي ل مش اريعها‪ ،‬الش يء ال ذي يتطلب مع ه ت وفر مجموع ة من‬
‫التجهيزات واإلمكانيات المادية والبشرية‪ ،‬ووعيا من المشرع بالدور الهام الذي تلعب ه عملي ة‬
‫ض م األراض ي الفالحي ة‪ ،‬فق د عم ل على تنظيم ه ذه اإلج راءات من خالل مجموع ة من‬
‫النصوص القانونية التي توضح مختل ف المراح ل والعملي ات ال واجب القي ام به ا‪6.‬ولإلحاط ة‬
‫بمختل ف ه ذه اإلج راءات ال تي تم ر منه ا عملي ة ض م األراض ي الفالحي ة فمن الض روري‬
‫الح ديث عن ماهي ة مس طرة ض م األراض ي الفالحي ة و المع ايير المعتم دة في ض م ه ذه‬
‫األخيرة(المطلب األول)‪ ،‬وأيضا مراحل إنجاز أشغال مشروع الضم والمصادقة عليه واث اره‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية مسطرة ضم األراضي الفالحية والمعايير المعتمدة في ضم‬

‫إن التحفيظ العقاري ولما له من أهمية كبيرة‪ ،‬في خلق أرضية قانونية هندس ية ص لبة للملكي ة‬
‫العقارية‪ ،‬وإن كان ذلك ليس بشكل شمولي وعام فإننا في مقاب ل ذل ك ال نس تطيع إال أن نؤك د‬

‫‪6‬إلهام خرميز‪ ،‬مسطرة الضم والتحفيظ الجماعي على ضوء نظام التحفيظ العقاري المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبل وم الماس تر في الق انون الخ اص‪ ،‬كلي ة‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬السويسي‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪,2013/2014‬ص‪12‬‬

‫‪7‬‬
‫ب ان التحفي ظ يش كل األس اس القاع دي الض روري‪ ،‬إلع داد ب رامج التنمية القروي ة‪ ،‬خاص ة‬
‫‪7‬‬
‫وبكيفية معقلنة وواقعية‪،‬‬

‫ولق د ك انت األراض ي الفالحي ة إلى القط ع المبع ثرة والمج زأة وال تي ليس له ا ش كل منتظم‬
‫لتتك ون منه ا أمالك موح دة األط راف‪ ،‬مم ا جع ل المش رع وض ع مس طرة ض م األراض ي‬
‫الفالحية الرامية إلى تشجيع االستثمار في هذه األراضي (الفقرة األولى)‪ ،‬إال أن ه ذه العملي ة‬
‫تعتمد على معايير في اختيار المنطقة المراد ضم أراضيها (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ماهية مسطرة ضم األراضي الفالحية‬

‫أوال‪ :‬مفهوم مسطرة ضم األراضي الفالحية‬

‫لق د ع رف الفص ل األول من الظه ير رقم ‪ 105.62.1‬الص ادر بت اريخ ‪1962/06/30‬‬


‫بش أن عملي ة ض م األراض ي الفالحي ة ال ذي ج اء في ه "تنحص ر الغاي ة األساس ية من ض م‬
‫األراضي الفالحية بعضها إلى بعض في تحسين أساليب استغاللها بجمع وإعادة ترتيب القطع‬
‫المبعثرة أو المجزأة والتي ليس لها شكل منتظم لتتكون منها أمالك موحدة األطراف أو أمالك‬
‫محتوية على قطع أرض ية كب يرة منس جمة الش كل ومض موم بعض ها إلى بعض تس اعد على‬
‫الوص ول إليه ا وص رف المي اه عنه ا وبوج ه ع ام تك ون ص الحة لالس تفادة من التحس ينات‬
‫‪8‬‬
‫العقارية الممكن إدخالها عليها"‬

‫أن المشرع صرف عمليات الضم انطالقا من أه دافها مبتع دا عن الت دقيق والتفص يل في‬
‫هذا اإلطار‪ ،‬حيث أن مسطرة ضم األراضي الفالحية باعتباره ا مس ألة تقني ة وقانوني ة فإنه ا‬
‫أوس ع من أن تحص ر أه دافها فمج ال ه ذه األه داف ه و مج ال متح رك من حيث المك ان‬
‫‪9‬‬
‫والزمان‪.‬‬

‫‪ 7‬محمد بلحاج السلمي‪ ،‬سياسة التحفيظ العقاري في المغرب بين اإلشهار العقاري والتخطيط االجتماعي االقتصادي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم السلك العالي‬
‫من المدرسة الوطنية لإلدارة العمومية‪ ،‬ط ‪ ،2002‬سنة ‪1978‬‬
‫‪ 8‬الظهير الشريف رقم ‪ ،1-62-105‬الصادر بتاريخ ‪ 27‬محرم ‪ 1382‬موافق ‪ 30‬يونيو ‪ 1962‬بشأن ضم األراضي الفالحية بعضها لبعض ‪،‬‬
‫منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 2559‬بتاريخ ‪ 20‬يونيو ‪ ، 1962‬ص ‪.913‬‬
‫‪ 9‬محمد لشهب‪ ،‬المساطر الخاصة للتحفيظ العقاري‪ ،‬مسطرة تحفيظ األمالك الواقعة بدائرة ضم األراضي الفالحية نموذجا‪ ،‬تقرير نهاية التدريب‪،‬‬
‫المعهد العالي للقضاء‪ ،‬بدون ذكر سنة‪ ،2011‬ص‪20‬‬

‫‪8‬‬
‫أما بعض الفقه المغربي قد عرف عملية ض م األراض ي بأنه ا " تجمي ع القطع المتن اثرة‬
‫لكل مالك في نط اق معين‪ ،‬وإع ادة توزيع الملكي ات بحيث يك ون لكل مالك قطعة واح دة أو‬
‫‪10‬‬
‫أكثر‪ ،‬يسهل استثمارها واستصالحها‪ ،‬بدال من أراضيه المتفرقة قبل الضم‪".‬‬

‫في حين عرفه ا بعض الفق ه الفرنس ي على أنه ا "عملي ة تتجلى في التقلي ل من تش تيت‬
‫‪11‬‬
‫وتقسيم األراضي‪ ،‬أو تعديل تضاريسها من أجل تسهيل االنتفاع المعقول بها"‬

‫وأما التعري ف ال ذي أعطاه ا معجم المص طلحات القانوني ة لض م األراض ي فهي عملي ة‬
‫ترتكز على فرض تبادالت التجزئ ات المتعلق ة باألراض ي المتن افرة على الم الكين الق رويين‬
‫والحض ريين في إط ار مخطط ش امل‪ ،‬به دف تحقي ق هيك ل عق اري جدي د أق ل تجزيئ ا من‬
‫‪12‬‬
‫السابق‪".‬‬

‫وب ذلك ف إن عملي ة ض م األراض ي الفالحي ة الغاي ة منه ا هي وض ع ح د لألش كال‬

‫الفوضوية‪ ،‬وغير المنسجمة وغير متناسقة التي تعرفها العقارات الفالحية‪ .‬وتجميع القطع‬

‫األرض ية ال تي تع ود ملكيته ا لنفس الش خص أو األش خاص الم الكين له ا على الش ياع في‬

‫قطع ة أرض ية واح دة يض بط ش كلها الهندس ي‪13،‬م ع انخف اض الع دد اإلجم الي للض يعات‬
‫‪14‬‬
‫الفالحية وبالتالي سهولة تدبير مياه الري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلطار القانوني المنظم لعملية ضم األراضي الفالحية بالمغرب‬

‫إن أول مبادرة كانت لعملية ضم األراضي بعضها إلى بعض كانت قبل االس تقالل وذل ك من ذ‬
‫سنة ‪ ،1950‬والتي تتمث ل في مجموع ة من الظه ائر ال تي تم إلغائه ا بم وجب ظه ير ‪،1962‬‬
‫وال ذي تم ه و اآلخ ر تعديل ه بمقتض ى ظه ير ‪ ،1969‬كم ا تم ك ذلك إص دار مجموع ة من‬

‫‪ 10‬محمد مهدي الجم‪ ،‬التحفيظ العقاري في المغرب‪ ،‬المطبعة مكتبة الطالب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،1980‬ص‪181‬‬
‫‪11‬‬
‫‪Paul Benoteau ,Remembrement , Dalloz civil,1957,p1‬‬
‫‪12‬‬
‫‪Raymond Guillien et Jean Vincent, Lexique de termes juridique, Dalloz 4 ème édition ,1978, p333‬‬
‫‪ 13‬جعفر بشيري‪ ،‬مسطرة ضم األراضي الفالحية‪ ،‬سلسة دفاتر محكمة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،21‬نظام التحفيظ العقاري دعامة أساسية للتنمية ـ قراءة في‬
‫مستجدات القانون ‪ ،14.07‬المطبعة األمنية‪ ،‬بدون ذكر الطبعة‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،2015‬ص‪42‬‬
‫‪ 14‬ممثل المكتب الجهوي االستثمار الفالحي بتادلة‪ ،‬المنازعات العقارية من خالل اجتهادات المجلس األعلى‪ ،‬المطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪ ،‬ص‪541‬‬

‫‪9‬‬
‫المراسيم التي جاءت متممة وموضحة للظهائر السابقة‪ 15.‬وهذه الظهائر التي تم إلغائه ا وذل ك‬
‫بمقتضى ظهير ‪ 105 - 62 - 01‬الصادر في ‪ 27‬محرم ‪ )30( ،1382‬يونيو (‪ ،)1962‬وقد‬
‫عدل هذا الظه ير وتمم بمقتض ى الظه ير الش ريف رقم ‪ ،32 - 69 - 01‬والم ؤرخ في ‪10‬‬
‫جمادى األولى ‪25( ، 1989‬يوليوز‪ ،)1969‬وقد تم تعديل هذا الظهير كذلك بموجب الظهير‬
‫الشريف رقم ‪ 269 - 73 - 01‬والمؤرخ في ‪ 08‬ذي الحجة ‪ 02 ( ،1393‬يناير‪.)1974‬‬

‫أما بالنسبة للمراسيم المتممة والموضحة للظهائر السابقة نجد‪ :‬المرسوم رقم ‪- 62 - 02 02‬‬
‫‪ 240‬المؤرخ في ‪ 22‬ص فر ‪ 25( ،1382‬يولي وز ‪ )1962‬المتعل ق بتط بيق الظه ير الس ابق‬
‫بتاريخ ‪ 30‬يونيو ‪ ،1962‬هذا المرس وم ال ذي ع رف ه و اآلخ ر تع ديال من ط رف المش رع‬
‫وذلك بمقتضى المرسوم تحت رقم ‪ 02‬ـ‪ 69‬ـ‪ 38‬المؤرخ في ‪ 10‬جم ادى األولى ‪25( 1389‬‬
‫يوليوز ‪ ،)1969‬أما بالنسبة للجهات اإلدارية المكلفة بإنجاز عمليات الضم‪ ،‬فنجد أن المش رع‬
‫المغربي‪ ،‬قد أوكل ذلك المجموعة من المصالح واألجهزة مهمة إلنجاح عملية الضم‪ ،‬منها م ا‬
‫‪16‬‬
‫هو تقني ومنها ما هو قانوني"‪.‬‬

‫بإضافة إلى ذلك فقد عرف المغرب نظام ضم األراضي الفالحية بعضها إلى بعض في غياب‬
‫نص تشريعي ينظم تلك العملية‪ .‬فقد ب ادر المالك قب ل س نة ‪ 1952‬في منطق تي ك رازة وب ني‬
‫مالل إلى ضم أراضيهم بالتراضي فيما بينهم حيث تم ضم ‪ 7130‬هكتار بينه ا ‪ 1000‬هكت ار‬
‫كانت محفظة أو في طور التحفيظ‪ .‬وعلى إثر تلك العمليات فقد حاول المغرب منذ خمسينيات‬
‫القرن الماضي أن يضع أسس سياسة‬

‫محكمة لضم األراضي الفالحية بعضها إلى بعض وإعادة توزيعها‪.‬‬

‫وهكذا صدر ظهير ‪ 1952/03/08‬بشأن ضم األراضي الفالحية بوادي فارغ‪.‬‬

‫‪ 15‬ما قبل االستقالل‪ :‬االستقالل‪ :‬ظهير ‪ 08‬مارس ‪ 1950‬المتعلق بضم األراضي القروية لواد الفارغ بدكالة‪.‬‬
‫ظهير ‪ 08‬يوليوز ‪ 1953‬المتعلق بضم األراضي القروية بدائرة طريقة منطقة وجدة‪.‬‬
‫ظهير ‪ 16‬شتنبر ‪ 1953‬المتعلق بضم األراضي بواد بيت‬
‫ظهير ‪ 0‬يوليوز ‪ 1954‬المتعلق بضم األراضي بني عمير بني موسى بني مالل‪ .‬ظهير ‪ 04‬مايو ‪ 1955‬المتعلق بضم األراضي بسيدي إسماعيل‬
‫بدكالة‪ .‬المصالح التقنية تتكون من المكتب الجهوي لالستثمار الفالحي المصحلة الطبوغرافية ‪ -‬الشركة التي تقوم بعملية التجهيز‪.‬‬
‫‪ 16‬المصالح القانونية المحافظة العقارية والسلطات المحلية واللجن‪ .‬هذه األخيرة التي تم تحديدها بمقتضى المرسوم تحت رقم ‪ 026 - 38‬المؤرخ‬
‫في ‪ 10‬جمادى األولى ‪ )25( 1389‬يوليوز (‪ ،) 1969‬وهي إما لجن محلية أو مختلطة‪ ،‬فالمحلية ال تهم إال جماعة قروية واحدة التي ستقع عملية‬
‫الضم في داخلها‪ ،‬والمختلطة تشمل عدة جماعات قروية متجاروة ويتم تعيين مركزها في القرار‪ ،‬وقد حدد الفصل األول من المرسوم السالف الذكر‬
‫األعضاء الذين يكونون هذه اللجن‪( .‬انظر في هذا الصدد السعدي رشيد بحث في موضع عملية ضم األراضي القروية بحث لنيل دبلوم مراقب‬
‫مساعد)‬

‫‪10‬‬
‫وأعقبه ظهير ‪ 1953/07/08‬بشأن ضم األراضي الفالحية الواقعة بالدائرة الس قوية لطريق ة‪،‬‬
‫ثم الظهير الشريف الصادر في ‪ 1953/9/26‬بشأن ضم األراض ي الفالحي ة الس قوية الواقع ة‬
‫ب وادي بهت‪ .‬إلى أن ص در تنظيم تش ريعي محكم‪ ،‬وذل ك من خالل العدي د من النص وص‬
‫القانونية التي تنظم طريقة الضم والمساطر المتبعة بخصوصها‪ ،‬حيث صدر ظهير ‪ 30‬يوني و‬
‫‪ 1962‬المنظم لعملية الضم والمرس وم التط بيقي الم ؤرخ ل ه في ‪ 25‬يولي وز ‪ 1969‬ال ذي تم‬
‫تعديله بمقتضى ظهير مؤرخ في ‪ 25‬يوليو ‪.1969‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المعايير المعتمدة في ضم األراضي الفالحية‬

‫تنعكس عملي ة ض م األراض ي الفالحي ة على القط اع الفالحي من خالل تحس ين أس اليب‬
‫استغالل هذه األراضي بجمع وتوحيد وإعادة ترتيب أجزئها المبعثرة والمج زأة لتتك ون منه ا‬
‫أمالك موحدة األطراف‪ ،‬مضموم بعضها إلى بعض‪.‬‬

‫غير أن عملية ضم األراض ي الفالحي ة تتطلب بالض رورة القي ام بمجموع ة من األعم ال‬
‫التحضيرية تمهيدا النطالقها‪ ،‬إذ تنطلق أساسا عبر تعيين القطاع الم راد ض م أراض يه (أوال)‬
‫وتحسبا لمواجهة العديد العراقيل التي ق د يتس بب فيه ا مالك األراض ي موض وع الض م‪ ،‬فق د‬
‫أولى المش رع ه ؤالء المالك عناي ة خاص ة‪ ،‬وذل ك عن طري ق إش عارهم بالعملي ات ال تي‬
‫سيعرفها قطاع الضم ثم تهيئتهم لقبول ضم أراضيهم (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬تعين القطاع المراد ضم أراضيه‬

‫لتعيين القطاع المراد ضم أراضيه‪ ،‬يجي أوال تحديد الجهة المكلفة باختيار قطاع الضم (أ)‪ ،‬ثم‬
‫بيان المعايير المعتمدة والدراسات التي تم االستناد إليها في تحدي د القط اع (ب)‪ .‬بإض افة إلى‬
‫ذلك العقارات المستثناة من الخضوع لعمليات الضم(ج)‬

‫‪11‬‬
‫أـ الجهة المكلفة باختيار قطاع الضم‬

‫بالرجوع إلى ميثاق االستثمارات الفالحي‪ 17‬نجد أن عملية ضم األراضي الفالحية تعت بر‬
‫من أهم الوسائل المس تعملة في التجه يز الخ ارجي ل دوائر االس تثمار الفالحي ة المس قية منه ا‬
‫وغير المسقية‪ ،‬وعليه فإن تطبيق سياسة الدولة في هذه المناطق ه و من اختص اص المك اتب‬
‫الجهوية لالستثمار أو المديريات اإلقليمية للفالحة‪ ،‬وذلك على خالف ما يجري ب ه العم ل في‬
‫‪18‬‬
‫فرنسا حيث أن المبادرة تأتي من الساكنة في غالب األحيان عن طريق منتخبيها المحليين‪.‬‬

‫بإض افة إلى م ا س بق يق وم المكتب الجه وي لالس تثمار الفالحي أو المديري ة اإلقليمي ة‬
‫للفالحة بإعداد مشروع قرار يوجه إلى وزير الفالح ة‪ 19،‬ال ذي إذا أب دى موافقت ه بع د دراس ة‬
‫الموضوع واستشارة وزارة المالية في إمكاني ة فتح ميزاني ة كفيل ة بإنج از األش غال المرافق ة‬
‫لعملية الضم‪ ،‬فإنه يصرح بموافقت ه للمكتب الجه وي لالس تثمار الفالحي‪ ،20‬ليق وم بع ده م دير‬
‫المكتب بمراسلة عامل اإلقليم في شأن ضم األراضي في المنطقة المعنية‪ ،‬ويطلب منه العم ل‬
‫على دعوة المجلس أو المجالس الجماعية المعنية إلى االجتم اع للت داول في الموض وع‪ ،‬على‬
‫أن تكون المراسلة مرفقة بتقرير عن المشروع متضمنا تصميما أوليا حول االقتراح ات ال تي‬
‫‪21‬‬
‫تخص حدود القطاع الذي وقع عليه االختيار‪.‬‬

‫بعد توصل عامل اإلقليم باعتباره رئيس اللجن ة اإلقليمي ة للفالح ة‪ 22،‬بتقري ر مفص ل عن‬
‫المشروع متضمنا تصميما أوليا يبين فيه االقتراحات التي تخص حدود القطاع الذي وقع عليه‬
‫االختيار‪ 23.‬يأمر باجتماع يضم المج الس الجماعي ة ال تي تهم دائرته ا الترابي ة عملي ة الض م‪،‬‬
‫وتقن يين من المكتب الجه وي لالس تثمارات الفالحي ة من أج ل إعط اء ك ل المعلوم ات‬

‫‪ 17‬ظهير شريف رقم ‪ 1.69.25‬بتاريخ ‪ 10‬جمادى األولى ‪ 25( 1389‬يوليوز ‪ )1969‬بمثابة ميثاق لالستثمارات الفالحية‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عند ‪ 2960‬مكرر بتاريخ ‪ 13‬جمادى األولى‪ 29( 1389‬يوليوز ‪ ،)1969‬ص ‪2007‬‬
‫‪ 18‬محمد الزخوني‪ ،‬ضم األراضي الفالحية بين إصالح الهياكل العقارية ومتطلبات التنمية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬وحدة العقود والعقار‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2005-2004‬ص‬
‫‪11‬‬
‫‪ 19‬عبد العالي الدقوقي وآخرون‪ ،‬محاضرات في نظام التحفيظ العقاري ‪ -‬دراسة في القانون رقم ‪ 14.07‬المغير والمتمم لظهير التحفيظ العقاري‪،‬‬
‫مطبعة سجلماسة‪ ،‬مكناس‪ ،‬سنة ‪ ،2014‬ص‪120‬‬
‫‪20‬ر شيدة حمري‪ ،‬وضعية المالك بالنسبة لعملية ضم األراضي الفالحية على التنمية‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬سنة ‪ ،2007-2008‬ص ‪10‬‬
‫‪ 21‬إلهام خرميز‪ ،‬مسطرة الضم والتحفيظ الجماعي على ضوء نظام التحفيظ العقاري المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪15‬ـ‪14‬‬
‫‪ 22‬نص الفصل ‪ 7‬من ظهير شريف رقم ‪ 1.69.25‬بتاريخ ‪ 10‬جمادى األولى ‪ 25( 1389‬يوليوز ‪ )1969‬بمثابة ميثاق لالستثمارات الفالحية‬
‫على أنه" تحدث في كل منطقة من المناطق المنصوص عليها فيا لفصل السابق لجنة تدعى "اللجنة المحلية لالستثمار الفالحي"‬
‫وتتألف هذه اللجنة ممن يأتي عامل االقليم أو العمالة أو ممثله بصفته رئيس"‬
‫‪ 23‬لطاهر القضاوي‪ ،‬العقار الخاضع االستثمار الفالحي اإلطار القانوني‪ ،‬مجلة المحامون‪ ،‬العدد ‪ 3‬سنة ‪ ،1993‬ص‪50‬‬

‫‪12‬‬
‫والتفس يرات الالزم ة إلقن اع المستش ارين الجم اعيين بض رورة الموافق ة على المقترح ات‬
‫‪24‬‬
‫المقدمة مع تحرير محضر عن هذا االجتماع يوضع فيه آراء أعضاء المجالس الجماعية‪.‬‬

‫وبناء على ما تم ذكره س ابقا يق وم المكتب الجه وي لالس تثمار الفالحي بإع داد مش روع‬
‫قرار يرخص بموجبه افتتاح عملية ضم األراض ي الفالحي ة‪ ،‬ويتم إرس اله مرفق ا بالمحاض ر‬
‫الخاصة باجتماعات المجالس الجماعية إلى وزارة الفالحة‪ ،‬وذلك قصد استصدار قرار وزير‬
‫الفالحة وال ذي ي أذن في ه بش كل رس مي ب انطالق إج راءات ض م األراض ي داخ ل مش روع‬
‫الضم‪ 25‬ومنح ال ترخيص للجه ات المعني ة بعملي ة اإلنج از لول وج األراض ي المعني ة في ه ذا‬
‫الق رار ال ذي يعت بر بمثاب ة إعالن عن المنفع ة العام ة‪ ،‬حيث ينتج عن ذل ك أن عملي ة الض م‬
‫تصبح إجبارية ال يمكن معها للمالك التعرض عليه ا وذل ك ألنه ا في الواق ع بمثاب ة مش روع‬
‫نزع الملكية‪.26‬‬

‫ب ـ المعايير المعتمدة في اختيار قطاع ضم األراضي الفالحية‬

‫تقوم عملية االختيار منطقة ضم أراضي عبر القيام بمجموع ة من األبح اث والدراس ات ال تي‬
‫تؤخذ فيها بعين االعتبار العديد من المعطيات‪ ،‬منها ما هو سياسي ومنها ما هو تقني‪.‬‬

‫‪1‬ـ المعطيات السياسية‬

‫إن التوجهات العامة للحكومة من أهم العوام ل المتحكم ة في اختي ار من اطق الض م من حيث‬
‫حجم انتشارها حسب المناطق وحسب السنوات‪ ،‬إذ أن عملي ات الض م ع رفت تراجع ا وذل ك‬
‫مرجعه باألساس إلى التغير الحاصل في اهتمامات الحكومة من المجال الفالحي إلى مجاالت‬
‫أخرى كالس ياحة والص ناعة والتج ارة‪ ،‬وتخليه ا المباش ر عن مس اهمتها في القط اع الفالحي‬
‫وفسح المجال للقطاع الخاص وذلك للتقليص من االلتزامات المالية للدولة خاص ة في القط اع‬
‫الفالحي‪ ،‬وتحرير هياكل اإلنتاج والمبادالت من أجل تطوير انفتاحها على االقتص اد الع المي‬
‫‪27‬‬
‫وتكييف رصد الموارد مع منطق السوق‪.‬‬
‫‪ 24‬محمد كردوح‪ ،‬دور وزارة الفالحة في عملية ضم األراضي الفالحية‪ ،‬مجلة المحامون‪ ،‬العدد ‪ ،3‬سنة ‪ ،1999‬ص ‪.99‬‬
‫‪ 25‬ينص الفصل ‪ 6‬من ظهير ‪ 30‬يونيو ‪ 1969‬على أن" يعين وزير الفالحة واإلصالح الزراعي في قرار يتخذ بعد استشارة المجالس الجماعية‬
‫التي يهمها األمر حدود المنطقة الواجب ضم أراضيها بعضها البعض ويأذن في افتتاح عمليات الضم"‬
‫‪ 26‬حليمة قليش‪ ،‬المساطر الجماعية للتحفيظ ودورها في تعميم نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬سنة ‪ ،2006-2007‬ص ‪42‬‬
‫‪ 27‬محمد الزخوني‪ ،‬ضم األراضي الفالحية بين إصالح الهياكل العقارية ومتطلبات التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪14‬‬

‫‪13‬‬
‫كم ا أن النفق ات المترتب ة عن عملي ات ض م األراض ي بعض ها البعض وعلى األش غال‬
‫الضرورية المرتبطة بها يمكن أن تتحملها كال أو بعضا الدولة أو المكاتب اإلقليمية لالستثمار‬
‫الفالحي أو الجماعات المحلية من االعتمادات المرصودة للعمليات التي تقررها الحكومة فيما‬
‫‪28‬‬
‫يرجع لألمالك العقارية واالستثمار‪.‬‬

‫‪ 2‬ـ المعطيات التقنية‬

‫يعت بر ق رار الدول ة بافتت اح قطاع ات جدي دة لض م األراض ي يس توجب أوال القي ام بتحدي د‬
‫األراضي المرشحة لالستفادة من تلك العمليات من حيث حدودها ومساحتها‪ ،‬وذلك بعد القي ام‬
‫بدراسة أولية للمناطق المعنية والتي يجب أن تتوفر فيها بعض المعايير كتواجد الس دود مثال‪،‬‬
‫ف برغم أن المش رع لم يم يز في تط بيق ق وانين الض م بين األراض ي البوري ة واألراض ي‬
‫السقوية‪ ،‬إال أن الواقع العملي كشف على أن ض م األراض ي غالب ا م ا يك ون مرتبط ا ً أساس ا‬
‫بالسدود فتواجد السدود في منطقة معينة يجعله ا مرش حة أك ثر لتط بيق عملي ات الض م فيه ا‪،‬‬
‫وذلك للتخفيف من تكلفة التجهيز‪.‬‬
‫‪29‬‬

‫ج ـ العقارات المستثناة من الخضوع لعمليات الضم‬

‫بالرجوع إلى الفصل الثالث من ظهير ضم األراضي الفالحية‪ ،‬نجد أن المش رع نص على أن‬
‫"ال يجوز إدخال األمالك اآلتية في دائ رة ض م األراض ي بعض ها إلى بعض إال بع د موافق ة‬
‫أربابها‪:‬‬

‫‪ 1‬ـ البنايات المشيدة بمواد صلبة واألراضي المتصلة بها التابعة لنفس المالك غير أن ه يج وز‬
‫إدخال تلك األراضي حتما في دائرة الضم بشرط أن تعوض لربها بأرض تك ون متص لة بم ا‬
‫بقي على ملكه من العقارات؛‬

‫‪ -2‬مقاطع الحجر المعنية في النظام المنجمي بشرط أن تكون مفتوحة لالستغالل؛‬

‫‪ 28‬إلهام خرميز‪ ،‬مسطرة الضم والتحفيظ الجماعي على ضوء نظام التحفيظ العقاري المغربي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪18‬‬
‫‪ 29‬بوشعيب الوارث‪ ،‬قانون ضم األراضي الفالحية "إقليم بني مالل نموذجا"‪ ،‬بحث تأهيلي الستكمال نيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬أكدال‪ ،‬جامعة محمد الخامس الرباط‪ ،‬سنة ‪ ،2007-2006‬ص ‪16‬‬

‫‪14‬‬
‫‪ -3‬وبص فة عام ة جمي ع العق ارات ال تي ال يمكن أن تس تفيد بس بب اس تعمالها الخ اص من‬
‫عمليات ضم األراض ي بعض ها إلى بعض اللهم إذا ك انت تلح ق ب ذلك ض ررا ل و بقيت على‬
‫وضعيتها األولية‪.‬‬

‫وتستثنى من الضم العمارات القروية التي وضع له ا تص ميم للتنمي ة عمال ب الظهير الش ريف‬
‫رقم ‪ 1.60.063‬الصادر في ‪ 30‬ذي الحجة ‪ 1379‬المواف ق (‪ 25‬يوني و ‪ )1960‬بش أن تنمي ة‬
‫العمارات القروية‪ ،‬على أن بعض العقارات التي يشملها ه ذا التص ميم يمكن إدخاله ا بموافق ة‬
‫أربابها في الدائرة الجاري عليها الضم"‬

‫إن المشرع المغ ربي اس تعمل مص طلح "ال يج وز" إذ يفي د أن الموافق ة يجب أن تك ون‬
‫ص ريحة وكتابي ة ح تى تتمكن اللجن ة من األخ ذ به ا كحج ة على المال ك‪ ،‬وفي ح ال س كوت‬
‫المالك‪ ،‬فإن ذلك يفسر بالرفض‪ ،‬ألن الصياغة في الفصل المذكور تفيد أن األصل هو الرفض‬
‫واالستثناء هو الموافقة الستعمال ‪ -‬إال ‪ ،-‬ومنه فإن االس تثناء ال يف ترض ب ل يجب التص ريح‬
‫‪30‬‬
‫به‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬إشعار المالك وتهيئتهم لعملية الضم‬

‫أ ـ لجنة ضم األراضي‬

‫حسب منطوق الفصل الثالث من المرسوم رقم ‪ 2-62-240‬ف إن اللج ان المعني ة بالض م ق د‬
‫تكون إما محلية أو مختلطة‪.‬‬
‫وتحدث هذه اللجنة بقرار القائد الذي يهمه األمر إذا كانت عملي ة الض م مح ددة في جماع ة‬
‫قروية واحدة‪ 31،‬ويصطلح عليها في هذه الحالة باللجنة المحلي ة‪ 32،‬كم ا تح دث بق رار للس لطة‬
‫المحلية أو اإلقليمية المختصة بعدة جماعات قروية مج اورة إذا ك انت العملي ة تتعل ق ب أرض‬
‫تابعة لهذه الجماعات داخ ل إقليم واح د أو بق رار مش ترك للعم ال المعن يين ب األمر إذا ك انت‬

‫‪ 30‬بوشعيب الوارث‪ ،‬نفس مرجع‪ ،‬ص‪24‬‬


‫‪ 31‬تنص الفقرة الثانية من الفصل ‪ 8‬من ظهير ضم األراضي الفالحية على أن"‪...‬بقرار للقائد الذي يهمه األمر إذا كانت عملية الضم محدودة في‬
‫جماعة قروية‪"..‬‬
‫‪ 32‬تنص الفقرة الثالثة من الفصل ‪ 8‬من ظهير ضم األراضي الفالحية على أن" وتدعى لجنة الضم باللجنة المحلية إذا كان الضم ال يهم إال جماعة‬
‫قروية واحدة‪"..‬‬

‫‪15‬‬
‫العملية تشمل أراضي جماعية تابعة ألق اليم مختلف ة وتس مى في الح التين األخ يرتين باللجن ة‬
‫المختلطة‪.33‬‬
‫وتتكون لجنة الض م من ج ل األط راف المعني ة بعملي ة الض م‪ ،‬س واء اللجن ة المحلي ة‪ 34،‬أو‬
‫‪35‬‬
‫اللجنة المختلطة‪.‬‬
‫ب ـ إشعار المالك بعملية الضم‬
‫أو كل المشرع للجنة ضم األراضي القيام بتهيئ المالك ماديا ومعنويا‪ ،‬بهدف مساعدتهم على‬
‫ضم عقاراتهم‪ ،‬حيث تقوم اللجان المختصة بتقديم شروحات مفصلة حول المراحل التي سيمر‬
‫منها مشروع الضم وإقن اعهم بج دوى ض م أراض يهم بعض ها لبعض خصوص ا م ع إمكاني ة‬
‫تحفيظها بالمجان‪.‬‬

‫كم ا أعطى املش رع ه ذه األهمي ة للمالك معت برا أم را ض روريا إلنج اح مش اريع الض م‪ ،‬نظ را ملا له ذه‬

‫العملية من تأثيرات مادية ومعنوية عليهم‪ ،‬وتتجلى هذه أهمية من خالل الفقرة األخيرة من الفصل‬
‫‪ 33‬جاء في الفقرتين الرابعة والخامسة من الفصل ‪ 8‬من ظهير ضم األراضي الفالحية " بقرار مشترك للمعال المعنيين باألمر إذا كانت العملية‬
‫تشمل أراضي جماعة تابعة ألقاليم مختلفة‬
‫وتدعى لجنة الضم ب ـ اللجنة المحلية ‪ -‬إذا كان الضم ال يهم إال جماعة قروية واحدة وتدعى ـ اللجنة المختلطة ـ إذا كانت تخص عدة جماعات‬
‫قروية مجاورة ويعين مركزها في القرار الذي تم إحداثها بموجبه‪" ..‬‬
‫‪ 34‬ينص الفصل األول من المرسوم التطبيقي رقم ‪ 2.62.240‬لظهير ‪ 25‬يوليوز ‪ ،1962‬المحال عليه بموجب الفقرة ما قبل األخيرة من الفصل‬

‫‪ 8‬من ظهير ‪ 30‬يونيو ‪ 1962‬على ما يلي "تتركب اللجنة المحلية لضم األراضي من األعضاء االتي ذكرهم ‪:‬‬
‫ـ القائد المعني باألمر بصفة رئيس‬
‫ـ قاضي الدائرة‬
‫ـ ممثالن عن المكتب الوطني للرأي أو عن المكتب الوطني للتجديد القرو بمهام المقررة‬
‫ـ المحافظ على األمالك العقارية أو نائبه‬
‫ـ ممثل عن مصلحة مسح األراضي‬
‫ـ ممثل عن وزارة األشغال العمومية‬
‫ـ رئيس مجلس الجماعة القروية المعنية باألمر أو أحد المساعدين المعينين من طرفه‬
‫ـ ممثل عن الغرفة الفالحية المعنية باألمرة‬
‫ـ أ ربعة مالكين مستغلين فالحين في الجماعة وإال فمستغلون غير مالكين يعين ثالثة منهم بناء على مداولة المجلس الجماعي والرابع يعينه عامل‬
‫اإلقليم‪.‬‬
‫ـ اعضاء نواب يعينون بنفس الكيفية للحضور في الجلسة عند تغيب عضو رسمي أو تداول اللجنة بشأن طلب يهم أحد األعضاء الرسميين"‬
‫‪ 35‬تؤلف اللجنة المختلطة من األعضاء االتي ذكرهم‪:‬‬
‫ـ رئيس الدائرة اإلدارية التي تضم الجماعات القروية المعنية باألمر أو ممثله بصفة رئيس‬
‫ويساعده عند االقتضاء القواد المعنيون باألمر‬
‫ـالقاضي أو القضاة المعنيون باألمر‬
‫ـ ممثالن عن المكتب الوطني للري أو عن المكتب الوطني للتجديد القروي للقيام بمهام المقرر‬
‫ـ المحافظ على األمالك العقارية أو نائبه‬
‫ـ ممثل عن مصلحة مسح األراضي‬
‫ـ ممثل عن وزارة األشغال العمومية‬
‫ـ رؤساء مجالس الجماعات القروية المعنية باألمر أو المساعدون المعينون من طرف كل واحد منهم‬
‫ـ ممثل عن الغرفة الفالحية المعنية باألمر‬
‫ـ مالك مستغل بالقطاع الفالحي يعينه عامل اإلقليم‬
‫ـ مالكون مستغلون بالجماعات المنوي ضم أراضيها وإال فمستغلون غير مالكين يعينون بناء على مداولة المجالس الجماعية ويبلغون عددا يجعل‬
‫مجموع ممثلي الجماعات القروية والغرف الفالحية والمستغلين الفالحيين معادال على األكثر لعدد مجموع ممثلي اإلدارة‬
‫ـ أعضاء نواب يعينون بنفس الكيفية للحضور في الجلسة عند تغيب عضو رسمي أو تداول اللجنة بشأن شكوى تهم أحد األعضاء الرسميين‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫الثامن من ظهير الضم األراضي الفالحية‪ ،‬التي جاء فيها على أن اللجنتان املذكورتان سلفا تتكلفان‬
‫‪36‬‬
‫بتيهيء املعنيين باألمر لعمليات الضم‪.‬‬

‫وإشعار املالك بعمليات الضم يتم حسب الفصل السادس من املرسوم التطبيقي لظهير الضم بتعليق‬

‫مقررات السلطة املحلية أو اإلقليمية املحددة لدائرة الضم وتاريخ الشروع في أشغال الضيم في مقر‬
‫‪37‬‬
‫السلطة املحلية املعنية باإلضافة إلى إعالن تلك املقررات باألسواق‬

‫إن عملية تيهئ املالك لضم األراضي‪ ،‬فيتم عن طريق تقديم لجنة الضم للمالك مختلف الشروحات‬

‫حول تلك العملية‪ ،‬وذلك بإبراز مختلف املراحل التي تمر منها واآلثار التي يمكن أن تغريب على تنفيذ‬

‫هذا‪ .‬املشروع كنزع ملكية األرض وتعويضها بأرض أخرى‪ ،‬باإلضافة إلى إبراز األهمية االقتصادية‬

‫واالجتماعية لهذه العملية‪ ،‬املتمثلة في الرفع من القيمة االئتمانية ألراضيهم‪ .‬نظرا لكون عملية الضم‬

‫تكون مقرونة بعملية التحفيظ اإلجباري‪38 ،‬األمر الذي يمكن معه الحصول على قروض رهنية تمكن‬

‫الفالح من القي ام ببعض االس تثمارات الفالحي ة ال تي من ش أنها الزي ادة في إنتاجي ة األراض ي ال تي‬

‫يملكه ا‪ 39،‬فض ال عن تش غيل ي د عامل ة مهم ة األم ر ال ذي ينتج عن ه التخفي ف من مش اكل اجتماعي ة‬

‫جمة كالهجرة القروية وبالتالي محاربة‬

‫السكن العشوائي ثم إنقاص نسبة البطالة‪.‬‬

‫غير أن التساؤل الذي يمكن طرحه في هذا الصدد هو ما الهدف من عملية اإلشعار بالضم خاصة‬

‫وأن هذه العلمية إلزامية؟‬

‫كما أن عملية الضم ال تخلو من كلفة اجتماعية‪ ،‬كون تنفيذ مشروع الضم يؤدي إلى تخلي كل مالك‬

‫عنما كان يملكه من قطع أرضية وتعويضه بقطعة واحدة ليس معتادا على استغاللها‪40 ،‬زيادة على‬

‫‪36‬محمد الزخوني‪ ،‬ضم األراضي الفالحية بين إصالح الهياكل العقارية ومتطلبات التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪24‬‬
‫‪ 37‬عبد الرزاق ربيب‪ ،‬النظام القانوني لألراضي الخاضعة لعملية الضم‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش‪ ،‬سنة ‪ ،2012-2011‬ص ‪28‬‬
‫‪ 38‬محمد الحيني‪ ،‬نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬مطبعة مؤسسة النخلة للكتاب‪ ،‬وجدة‪ ،‬سنة ‪ ،2004‬ص ‪17‬‬
‫‪ 39‬عبد الرزاق ربيب‪ ،‬النظام القانوني لألراضي الخاضعة لعملية الضم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪29‬‬
‫‪ 40‬جاء في الفقرة ‪ 3‬من الفصل ‪ 10‬من ظهير ضم األراضي الفالح على أنه‪ " :‬تخصص قطعة واحدة فقط بكل مالك ما عدا في حالة استثنائية‬
‫معقولة"‬

‫‪17‬‬
‫ك ثرة االقتطاعات املطلوبة تشريعيا من أجل إحداث املرافق الضرورية لتخطيط املسالك‪ ،‬وإقامة‬

‫جميع التجهيزات ذات املصلحة الجماعية‪.‬‬

‫كما أن الغاية من وراء إشعار المالك وته يئتهم لعملي ة الض م‪ ،‬هي إنج اح المش روع وحماي ة‬
‫المالك‪41‬إال أنه وبالرغم من األهمية التي أوالها المشرع المغربي للمالك فإن ضعف التك وين‬
‫القانوني لدى بعض الموظفين وتج اهال من البعض اآلخ ر من الس اهرين على إنج از أش غال‬
‫مشروع الضم غالبا ما يؤدي إلى إف راغ ه ذه الحماي ة من محتواه ا‪ ،‬حيث إن ه في العدي د من‬
‫األحي ان يش رع في القي ام ب اإلعالن عن افتت اح ض م األراض ي الفالحي ة دون ته يئ للمالك‬
‫إضافة إلى تهميشهم وعدم االستجابة لمطالبهم واستفس اراتهم ح ول بعض األض رار ال تي ق د‬
‫يتعرضون إليها من جراء تنفيذ مش روع الض م‪ ،‬وه و األم ر ال ذي ي ؤدي به ؤالء إلى النظ ر‬
‫لعملية الضم على األقل في بدايتها بكونها ال تعدو سوى اعتداء من ط رف اإلدارة أعلى حقهم‬
‫‪42‬‬
‫الثابت في ملكية أراضيهم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل إنجاز أشغال مشروع الضم والمصادقة عليه‬

‫تعتبر مرحلة إنجاز مشروع الضم والمصادقة عليه عملية غاية في مهم ة‪ ،‬حيث أنه ا عملي ة‬
‫مركبة تتداخل فيها مجموعة من األشغال منها م ا ه و م ادي ومنه ا م ا ه و ق انوني‪ ،‬وال تي‬
‫تهدف إلى ترسيخ أسس مشروع الضم‪.‬‬

‫ولدراسة هذا المطلب يستوجب الحديث عن مرحلة إنجاز مشروع الضم (الفق رة األولى)‪ ،‬ثم‬
‫بعدها تأتي مرحلة المصادقة على هذا المشروع (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مرحلة إنجاز مشروع الضم‬

‫تعتبر مرحلة إنجاز مش روع الض م من أهم المراح ل ال تي تم ر منه ا عملي ة ض م األراض ي‬
‫الفالحية‪ ،‬حيث أنها ال تقتصر على إجراء واحد بل تشمل عدة إجراءات مختلفة ومتتابعة الب د‬

‫‪ 41‬ر شيدة حمري‪ ،‬وضعية المالك بالنسبة لعملية ضم األراضي الفالحية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪24‬‬
‫‪ 42‬محمد الزخوني‪ ،‬ضم األراضي الفالحية بين إصالح الهياكل العقارية ومتطلبات التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪18‬‬

‫‪18‬‬
‫من التقي د به ا واالل تزام بمض مونها‪43.‬إذ تم ر ع بر وض ع تص ميم مش روع الض م(أوال)‪ ،‬ثم‬
‫المصادقة على مشروع ضم األراضي الفالحية(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬وضع تصميم مشروع الضم‬

‫تقوم مكاتب الدراسات بمجموعة من اإلجراءات التقنية لوضع تصميم المشروع‬


‫الضم إذ يمكن تحديدها فيما يلي‪:‬‬

‫‪ 1‬التعرف الطبوغرافي والتعرف القانوني‬

‫تقوم مكاتب الدراسات بالتقاط صور جوية لدائرة الضم‪ ،‬ليتم بعد ذلك واعتمادا‬
‫على تصاميم صادرة عن مصلحة المسح العقاري‪ ،‬وضع خرائط هندسية مطابقة‬
‫للصور الجوية‪ ،‬مع اإلشارة في تلك الخرائط األرقام الرسوم العقارية وكذا مطالب التحفيظ‬
‫‪44‬‬
‫المودعة مسبقا والمتواجدة داخل المنطقة المعنية بالضم‪.‬‬

‫وبعد االنتهاء من مرحلة التعرف الطبوغرافي تأتي مرحلة التعرف القانوني التي تتم عن‬
‫طريق خروج طاقم تقني تابع لمكتب الدراسات إلى عين المكان للتعرف على مالك األراضي‬
‫المتواجدة بدائرة الضم مع االستعانة في ذلك بالسلطة المحلية ليتم بعد ذلك وضع الئحة تشمل‬
‫أسماء المالكين وكذا أرقام الرسوم العقارية ومطالب التحفيظ المودعة سابقا‪ ،‬بعد ذلك يتم‬
‫وضع کنانیش تشمل كل القطاع المشمول بالضم‪ ،‬ويدون في كل صفحة منها البيانات‬
‫الخاصة باألسماء المعروفة بها القطع المنسوبة لكل مالك ومساحتها وأسماء مالكيها أو‬
‫‪45‬‬
‫مستعملها ويسلم لكل مالك بطاقة تتعلق به‪.‬‬

‫‪ 2‬إعداد البيانات والتصميم التجزيئي‬

‫‪ 43‬هشام األعناني‪ ،‬المساطر الخاصة ودورها في تعميم نظام التحفيظ العقاري في ضوء ء التشريع المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون‬
‫الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة ابن زهر أكادير‪ ،‬سنة ‪ 2018-2017‬ص‪44‬‬
‫‪ 44‬عبد الرزاق ربيب‪ ،‬النظام القانوني لألراضي الخاضعة لعملية الضم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪30‬‬
‫‪ 45‬عبد الرزاق ربيب‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪30‬‬

‫‪19‬‬
‫‪47‬‬
‫إن عملي ة البحث الق انوني تنتهي بوض ع بي ان تجزي ئي‪46 ،‬يتم إرفاق ه بتص ميم تجزي ئي‪،‬‬
‫لألراض ي الخاض عة للض م ويتم إي داع ه اتين الوثيق تين بك ل من مص لحة المس ح العق اري‬
‫‪48‬‬
‫ومصلحة المحافظة العقارية قصد مراقبتهما والمصادقة عليهما‪.‬‬

‫انطالقا من البيان والتصميم التجزيئيين المع دين س لفين تق وم ش ركة خاص ة بوض ع تص ميم‬
‫مشروع الضم‪ ،‬حيث يتطلب هذا اخير مجموعة من مبادئ منها‪:‬‬

‫إعطاء كل مالك قطعة أرضية تعادل مساحتها القيمة اإلنتاجي ة الحقيقي ة لألرض ال تي‬ ‫‪‬‬
‫كان يملكها قبل عملية الضم‪ ،‬فإذا كانت القطعة األرضية تتواجد بها بنايات أو أش جار‬
‫‪49‬‬
‫أو أبار وغير ذلك مما يمكن أن يرفع من قيمتها‪ ،‬فإن قيمتها ستزداد‪.‬‬
‫إعطاء كل مالك بقعة واحدة بعد القيام بضم البق ع ال تي ك انت في حوزت ه بعض ها إلى‬ ‫‪‬‬
‫‪50‬‬
‫بعض داخل قطاع الضم‪ ،‬إال في حالة استثناء مبررة‪.‬‬
‫القيام بإجراء بحث قانوني مف اده ع رض الحص ر األول لمش روع الض م على المالك‬ ‫‪‬‬
‫أصحاب األراضي موضوع الضم لمدة شهر واحد‪ ،‬وذلك من أج ل إب داء مالحظ اتهم‬
‫‪51‬‬
‫وتقديم شكاياتهم لدى اللجنة المعينة‪.‬‬

‫ولإلشارة فبع د وض ع تص ميم مش روع الض م يتم عرض ه على لجن ة الض م قص د‬
‫‪52‬‬
‫المصادقة عليه‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المصادقة على مشروع ضم األراضي الفالحية وآثاره‬

‫‪ 46‬ا لبيان التجزيئي‪ :‬هو بيان ينجز في إطار عملية البحث القانوني من طرف شركة خاصة وتتم مراقبته والمصادقة عليه من مصلحة المسح‬
‫العقاري ومصلحة المحافظة العقارية ويتضمن هذا البيان أسماء المالك وعناوينهم ومختلف المعطيات المتعلقة بهم والمتعلقة باألراضي‬
‫‪ 47‬التصميم التجزيئي هو التصميم المأخوذ لمجموع القطعة الخاضعة للضم بواسطة المصالح الطبوغرافية قبل ضم األراضي بعضها إلى بعض‪.‬‬
‫‪ 48‬حليمة قليش‪ ،‬المساطر الجماعية للتحفيظ ودورها في تعميم نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬م ج‪ ،‬ص‪43‬‬
‫‪ 49‬هشام األعناني‪ ،‬المساطر الخاصة ودورها في تعميم نظام التحفيظ العقاري في ضوء ء التشريع المغربي‪ ،‬م ج‪ ،‬ص‪46‬‬
‫‪ 50‬عبد الرزاق ربيب‪ ،‬النظام القانوني لألراضي الخاضعة لعملية الضم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪33‬‬
‫‪51‬نصت الفقرة األولى من الفصل ‪ 13‬من ظهير ضم األراضي الفالحية على أن" يعرض مشروع الضم للبحث فيه طيلة شهر واحد بعدما تصادق‬
‫عليه اللجنة ويقع اإلعالن عن البحث بواسطة إعالنات تنشر في مركز السلطة المحلية ويشار فيها إلى أن مشروع الضم واألوراق المضافة إليه‬
‫توجد رهن إشارة العموم في مركز لجنة الضم"‬
‫‪ 52‬عبد الرزاق ربيب‪ ،‬النظام القانوني لألراضي الخاضعة لعملية الضم‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪33‬‬

‫‪20‬‬
‫بعد أن تنهي لجنة الضم أعمالها المرتبط ة بالمش روع ويص بح المل ف ج اهزا ونهائي ا ف إن‬
‫رئيس اللجنة يحيله إلى وزير الفالحة للمصادقة عليه طبقا لمقتض يات الفص ل ‪ 13‬من ظه ير‬
‫‪ 30‬يونيو ‪ ،1962‬إذ جاء فيه" تحدد اللجنة بصفة نهائية مشروع ض م األراض ي بعض ها إلى‬
‫بعض ثم يعرضه وزير الفالحة للمصادقة عليه بم وجب مرس وم‪ ،‬وإذا طلب رئيس الحكوم ة‬
‫إدخ ال تع ديل على المش روع ف يرجع إلى اللجن ة ال تي تق وم بعمله ا طبق ا للكيفي ة المبين ة في‬
‫المقطع الثاني من الفصل‪"11‬‬
‫فكما هو مبين في الفصل أعاله يوجه رئيس اللجنة الملف لوزير الفالحة الذي يحيله ب دوره‬
‫إلى الوزير األول لإلطالع عليه وعلى مختلف الوثائق المرفقة به والتي تم إعدادها منذ بداي ة‬
‫المشروع إلى نهايته‪ ،‬فإذا اس توفى المل ف كاف ة الش روط الالزم ة فتتم المص ادقة علي ه ع بر‬
‫مرسوم‪.‬‬
‫غير أنه إذا رأى الوزير األول أن هناك داع لتعديل الملف فإنه يعيد الملف إلى لجن ة الض م‬
‫الذي أشرفت عليه منذ البداية لتلتزم بإعادة دراسته وفق التعديالت المطلوبة‪ .‬وبع د التأك د من‬
‫صحة الملف من جديد فإن ه يرس ل إلى ال وزير األول للمص ادقة علي ه‪ ،‬بع د اخ ذ رأي الس يد‬
‫وزير الفالحة واإلصالح الزراعي بمرسوم‪.‬‬
‫وبناء عليه فإن األعمال التي تقوم بها اللجنة في إطار مش روع الض م ال ت رتب أي اث ر إال‬
‫من تاريخ المصادقة عليه‪ ،‬وه و التوج ه ال ذي ذهبت إلي ه المحكم ة اإلداري ة بوج دة في اح د‬
‫أحكامها والذي جاء فيه‪" :‬حيث يهدف الطعن إلى الحكم بإلغاء عملية ضم األراضي التي تقوم‬
‫بها اللجنة المختلطة لقطاع" تعريفا العليا" بدائرة احفير‪.‬‬
‫حيث إنه بعد اإلطالع على الوثائق المرفقة بالمق ال‪ ،‬وتل ك الم دلى به ا خالل جلس ة البحث‬
‫المنعقدة بتاريخ ‪ ،2005-05-27‬تبين لها أن عملية ضم األراضي بالقطع ة ال تي يتواج د به ا‬
‫عقار الطاعن هو مجرد مشروع لم تتم المصادقة إليه بمرس وم وزاري حس ب م ا ص رح ب ه‬
‫نائب عمال ة برك ان ون ائب المكتب الجه وي لالس تثمار الفالحي‪ ،‬وحيث إن الق رار القاض ي‬
‫بضم األراضي لم تتم المصادقة عليه من قبل الجهات المختصة الشيء الذي يبقى معه مج رد‬
‫‪53‬‬
‫عمل تحضيري ال يرقى إلى درجة القرار اإلداري المؤثر في المركز القانوني في الطاعن‪.‬‬

‫‪ 53‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد ‪ 77‬الصادر بتاريخ ‪ 23‬يونيو ‪ ،2005‬في الملف رقم ‪ ،2004/75‬قسم اإللغاء‬
‫ـ حكم المحكمة اإلدارية بوجدة‪ ،‬عدد‪ ،05‬الصادر بتاريخ ‪ ،2007/01/23‬في الملف رقم ‪ ،2006/81‬قسم اإللغاء‬

‫‪21‬‬
‫والجدير بالذكر أن صدور مرسوم من طرف الوزير األول بعد مناقش ة المجلس الحك ومي‬
‫أمر من شأنه تكريس تعدد الجهات المتدخلة في عملية الضم‪ ،‬فض ال عن المس اهمة في إطال ة‬
‫أمد عملية الضم‪ ،‬ليس فقط في جانبها المادي‪ ،‬بل حتى القانوني مما ي ترتب عن ه نت ائج س لبية‬
‫تحول دون حماية مصالح األطراف‪ ،‬بالنظر لما ينتج عن عملية ضم األراضي من آث ار على‬
‫هؤالء منذ بدايتها إلى حين المصادقة على مشروع الضم‪ 54،‬وخاصة إذا التزمت اللجنة بالقيام‬
‫بالتعديل المطلوب من ط رف ال وزير األول لتف اجئ بع د ذل ك برج وع المل ف إليه ا إلض افة‬
‫تعديالت جديدة‪.‬‬
‫كما أن المشروع ال يحظى دائما بالقبول والمصادقة بمجرد توجيه ه إلى وزي ر الفالح ة أو‬
‫الوزير األول‪ ،‬فقد يحدث أن يرفض هذا األخير المص ادقة علي ه بص فة نهائي ة لوج ود س بب‬
‫وجيه كتجاوز لجنة الضم حدود إختصاصها ال ترابي المح دد في نط اق القط اع مح ل عملي ة‬
‫الضم‪.‬‬
‫بإضافة لما سبق فمن اآلثار المهم ة الناتج ة بع د المص ادقة على المش روع بنس بة لألغي ار‬
‫وعلى المالك‪ ،‬فلهذا أخير نجد الحيازة ونقل ملكية األراضي المض مومة‪ ،‬فق د س بق للمش رع‬
‫أن خول للجنة الض م ص الحية تحدي د ت اريخ تس ليم المعن يين ب األمر القط ع المخصص ة لهم‬
‫بموجب مشروع الضم‪ ،‬من خالل نصه على بعض المعايير التي ينبغي التقيد بها عن د تحدي د‬
‫هذا التاريخ كالمتطلبات الزراعية والعوائد المحلية إضافة إلى تقديم العملي ات أي فيم ا يخص‬
‫تحفيظها‪ ،‬هذا التسليم المؤقت يقع عموما اإلشعار به ‪ 15‬يوم ا قب ل التس ليم من ط رف رئيس‬
‫اللجنة عن طريق البريد المضمون‪ ،‬وبحلول التاريخ والساعة المحددين ينتقل أعض اء المكتب‬
‫‪55‬‬
‫الجهوي لالستثمار الفالحي إلى عين المكان لتسليم كل مالك قطعته الجديدة‬
‫إن المصادقة على مشروع الضم األراضي الفالحية تؤثر على الحقوق التي كانت لألغيار‬
‫على العقارات الخاضعة للضم قبل خضوعها لهذه العملية‪ ،‬وبالرجوع إلى مقتض يات الفص ل‬
‫‪ 18‬من ظهير ضم األراض ي الفالحي ة نج ده ينص في فقرت ه الثاني ة على‪" :‬وال تج ري على‬
‫هذه العقارات ابتداء من ت اريخ النش ر الم ذكور إال الحق وق وال دعاوى الناش ئة على األمالك‬

‫ـ حكم للمحكة اإلدارية بوجدة عدد ‪ ،98/168‬الصادر بتاريخ ‪ ،1998/10/21‬في الملف رقم ‪ ،98/07‬قسم اإللغاء‪ ،‬رشيدة حمري‪ ،‬وضعية‬
‫المالك بالنسبة لعملية ضم األراضي الفالحية على التنمية‪ ،‬م ج‪ ،‬ص‪31‬‬
‫‪ 54‬عيسى الزعيمي‪ ،‬اشكاالت تحفيظ األراضي الخاضعة الضم ‪،‬مجلة المغربية االقتصاد والقانون‪،‬العدد‪ 2‬سنة‪ ,2000‬ص‪111_112‬‬
‫‪ 55‬إلهام خرميز‪ ،‬مسطرة الضم والتحفيظ الجماعي على ضوء نظام التحفيظ العقاري المغربي‪ ،‬ص‪42‬‬

‫‪22‬‬
‫الجديدة"‪ ،‬مما يعني أن القطع األرضية القديمة والتي كانت موضوع ح ق لفائ دة الغ ير تنتق ل‬
‫مطهرة من هذه الحقوق إلى مالكها الجديد‪ 56،‬ولعل ما يؤكد ذل ك ه و م ا ج اء في الفص ل ‪19‬‬
‫من ذات الظهير والذي يتعلق بالوض عية القانوني ة لبعض الحق وق العيني ة ال تي ك انت واقع ة‬
‫على القطع األرضية قبل خضوعها للضم‪ ،‬حيث جاء في ه‪ :‬إذا ك ان المال ك الم ذكور ق د رتب‬
‫على القطع التي تخلى عنها حقوق عينية غير الخدمات‪ ،‬فإن هذه الحق وق تج ري على القط ع‬
‫‪57‬‬
‫الجديدة المكتسبة وعند االقتضاء على الغبطة التي تنتج عن أعمال الضم‪.‬‬

‫‪56‬محمد الزخوني‪ ،‬ضم األراضي الفالحية بين إصالح الهياكل العقارية ومتطلبات التنمية‪ ،‬ص‪44‬‬
‫‪ 57‬إلهام خرميز‪ ،‬مسطرة الضم والتحفيظ الجماعي على ضوء نظام التحفيظ العقاري المغربي‪ ،‬ص‪45‬‬

‫‪23‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬التحفيظ العقاري لألراضي الخاضعة لضم‬
‫إذا كانت عملية ضم األراضي الفالحية بعضها إلى بعض كألية قانونية تهدف باألساس إلى‬
‫النهوض بالوض عية المادي ة والهندس ية للعق ارات المض مومة‪ ،‬وذل ك باالعتم اد على وس ائل‬
‫المكننة الحديثة واستغالال فالحيا عصريا يتجاوز النمط التقليدي لالستغالل الفالحي‪ ،‬فان ذلك‬
‫لن يتحقق في الواق ع اال بتحفيظه ا وذل ك ب النظر لم ا يلعب ه نظ ام التحفي ظ العق اري من دور‬
‫أساسي في تث بيت وض عية العق ار من الناحي ة المادي ة من حيث معالم ه وأوص افه ومس احته‬
‫‪58‬‬
‫وحدوده‪ ،‬ومن الناحية القانونية من حيث مالكه وأصحاب الحقوق العينية عليه‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية التحفيظ خصوصا بالنسبة للعقارات الموجودة داخل منطق ة الض م فق د أف رد‬
‫لها المشرع مجموعة من الخصوصيات مقارنة مع مسطرة التحفي ظ العادي ة‪ ،‬وذل ك يتمظه ر‬
‫بطابعه ا االجب اري والمج اني كم ا أن اج راءات اي داع مط الب التحفي ظ وس ريان المس طرة‬
‫‪59‬‬
‫مختلف عن المسطرة العادية‪،‬‬
‫من أجل االحاطة بمسطرة التحفيظ خصوصا بالنسبة للعقارات الموجودة بمس طرة التحفي ظ‬
‫في اطار مناطق الضم وخصوصياتها فإننا ارتأينا لتقسيم ه ذا المبحث إلى مطل بين نخص ص‬
‫األول لخصوصيات مسطرة تحفي ظ العق ارات المض مومة‪ ،‬والث اني س يتم الوق وف في ه على‬
‫مرحلة تحفيظ هذه العقارات وانشاء الرسوم العقارية لها‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬خصوصيات مسطرة التحفيظ‬


‫تتميز مسرة التحفيظ في المناطق الخاضعة للضم بمجموع ة من الخصوص يات الش يء ال ذي‬
‫يميزها عن المسطرة العادية للتحفيظ‪ ،‬حيث تتميز بطابعها االجباري والمج اني وك ذا اإلط ار‬
‫الجماعي‪ ،‬باإلضافة إلى الخصوصية المتجسدة من خالل وضعية العقار في طور التحفيظ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مسطرة التحفيظ المصاحبة لمشروع الضم هي مسطرة اجبارية‬

‫‪ 58‬المختار العطار‪ ،‬الوجيز في القانون المغربي والموريتاني‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬المطبعة فضاء اإليداع والطباعة‪ ،‬مراكش‪ ،‬سنة ‪ ،1999‬ص‪288‬‬
‫‪ 59‬عبد العالي الدقوقي وآخرون‪ ،‬محاضرات في نظام التحفيظ العقاري ‪ -‬دراسة في القانون رقم ‪ 14.07‬المغير والمتمم لظهير التحفيظ العقاري‪،‬‬
‫م ج‪ ،‬ص‪123‬‬

‫‪24‬‬
‫األصل في التحفي ظ أن ه أم ر اختي اري وذل ك ب الرجوع للفص ل الس ادس من ظه ير التحفي ظ‬
‫العقاري الذي عدل وتمم بقانون رقم ‪60 14.07‬ويرى بعض الفقه ‪61‬أنه بالرغم من أن التحفيظ‬
‫بالمغرب يتسم باالختيارية وأنه على من تقدم بمطلب التحفيظ يمنع عليه سحبه مطلق ا إلى أن ه‬
‫يستطيع التهرب من قسوة هذا المبدأ أو التحلل منه بواسطة وسائل خولها له المشرع ذات ه من‬
‫‪62‬‬
‫دون أي جزاء على ذلك‪.‬‬
‫فاذا كان األصل أن التحفيظ عمل اختياري فان المشرع جعل من تحفي ظ العق ار لألراض ي‬
‫المضمومة تحفيظا اجباريا ال يترك لألفراد حرية االختيار في ذلك‪.‬‬
‫وقد جاء هذا المبدأ االجبارية به دف تث بيت الوض عية القانوني ة والمادي ة للهياك ل العقاري ة‬
‫الجديدة الناتجة عن المشرع للضم‪ ،‬وهذا المب دأ ال ذي يمكن أن نستش فه في الفق رة األولى من‬
‫الفص ل ‪ 4‬من ظه ير ‪ ،1962‬وال ذي ينص على أن ه" تحف ظ وجوب ا العق ارات الموج ودة في‬
‫دائرة الضم‪ ،‬ويمكن أن يباشر تحفيضها بصفة تلقائية ‪ ...‬وهنا نالحظ أن المشرع المغ ربي لم‬
‫يعطي للمالك أي اختي ار بش أن ه ذا الن وع من التحفي ظ ولع ل االختي ار الوحي د ه ذا يق ع في‬
‫التفضيل بين أمرين وهما‪:‬‬
‫اما أن يقدموا أنفسهم مطلبا مشتركا لتحفيظ عقاراتهم المضمومة‬ ‫‪‬‬
‫‪63‬‬
‫اما أن يبادر المحافظ بتحفيظ هذه العقارات بشكل قانوني‬ ‫‪‬‬

‫باإلضافة إلى ما سبق وفي إطار التأكيد على مبدأ االجبارية‪ ،‬يالح ظ أيض ا إل زام المش رع‬
‫األرب اب العق ارات المحفظ ة والواقع ة داخ ل دائ رة من اطق الض م بإع داد الرس وم العقاري ة‬
‫لألمالك المحفظة "الفقرة الثانية من الفصل ‪ 4‬من ظهير الضم" وذل ك م ا ي دل على مس اهمة‬
‫مبدأ االجبارية في القضاء على مشكل عدم تحيين الرسوم العقارية وما تخلف ه من آث ار س لبية‬
‫‪64‬‬
‫على مختلف المستويات‪.‬‬

‫‪ 60‬ينص الفصل السادس من ظهير التحفيظ العقاري على أن "‪ ..‬التحفيظ أمر اختياري‪ ،‬غير أنه إذا قدم مطلب التحفيظ فإنه ال يمكن سحبه مطلقا "‬
‫‪ 61‬محمد خيري‪ ،‬حماية الملكية العقارية نظام التحفيظ العقاري‪ ،‬مطبعة النجاح الدار البيضاء‪ ،‬سنة‪ ،2009‬ص ‪121‬‬
‫‪ 62‬جاء في الفصل ‪ 50‬منظ‪.‬ت‪ .‬ع " ان الطلب الرامي الى التحفيظ والعمليات المتعلقة به يعتبر ال غيا وكأن لم يكن إذا لم يقم طالب التحفيظ بأي‬
‫اجراء لمتابعة المسطرة‪ ،‬وذلك داخل ثالثة أشهر من يوم تبليغه انذارا من المحافظ على األمالك العقارية بواسطة عون من المحافظة العقارية أو‬
‫البريد المضمون أو عن طريق السلطة المحلية أو بأي وسيلة أخرى للتبليغ‬
‫‪ 63‬كبير بنتابت‪ ،‬التحفيظ الجماعي‪ ،‬المسطرة واالشكالية مقال منشور بمجلة القانون المغربي العدد ‪ 25‬نونبر ‪ ،2014‬ص ‪96‬‬
‫‪ 64‬ر شيدة حمري‪ ،‬وضعية المالك بالنسبة لعملية ضم األراضي الفالحية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪32‬‬

‫‪25‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مجانية تحفيظ العقارات الخاضعة لعملية الضم‬

‫يقتضي مبدأ المجانية في هذه المسطرة أن النفقات المترتبة عن عملية ضم األراض ي بعض ها‬
‫إلى البعض وعلى األشغال الضرورية المرتبطة بها يمكن أن تتحملها كال أو بعضا الدول ة أو‬
‫المك اتب اإلقليمي ة لالس تثمار الفالحي أو الجماع ات المحلي ة من االعتم ادات المرص ودة‬
‫للعمليات التي تقررها الحكومة فيما يرجع األمالك العقارية واالستثمار‪ .‬ولعل الهدف من ذلك‬
‫هو تثبيت الوضعية المادية والقانونية للهياكل العقارية الجدي دة الناتج ة عن التوزي ع العق اري‬
‫‪65‬‬
‫لألراضي المضمومة‪.‬‬
‫وتجدر االشارة أن مبدأ المجانية ولو كان محسوما في المس طرة االداري ة بص ريح الفص ل ‪4‬‬
‫من ظهير الضم حيث جاء فيه " تباش ر جمي ع االج راءات والعملي ات المق ررة في المقطعين‬
‫الس ابقين (اج راءات وعملي ات التحفي ظ) ب دون ص ائر من ط رف المح افظين على األمالك‬
‫العقارية والرهون ‪ ".....‬وكذا بصريح الم ادة األولى من المرس وم ال وزاري المتعل ق بتحدي د‬
‫رسوم المحافظة العقارية مرسوم ‪ 1997/06/30‬التي جاء فيها بأن ه " تس جل مجان ا مط الب‬
‫تحفيظ العقارات ال تي تق ع داخ ل قطاع ات ض م األراض ي ومن اطق التحفي ظ الجم اعي ف إن‬
‫المصاريف التي يتم ايداعها من طرف المالك اللذين قدموا لتحفي ظ عق اراتهم قب ل خض وعها‬
‫لعملي ة الض م‪ .‬تس تثنى من مب دأ المجاني ة‪ ،‬بحيث ال يح ق له ؤالء المطالب ة باس ترجاع ه ذه‬
‫المصاريف ونفس األمر بالنسبة للواجبات القضائية وحقوق المرافعة المترتبة عن التعرضات‬
‫وهو ما أكدته الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 4‬من نفس الظهير اذ ج اء في ه " تباش ر االج راءات‬
‫والعمليات في المقطعين الس ابقين ب دون س ائر من ط رف المح افظين على األمالك العقاري ة‬
‫والرهون باستثناء الصوائر المترتبة على اجراءات التعرض وال سيما االداء المف روض على‬
‫المرافعة" وهذا االس تثناء حس ب رأي اح د الب احثين‪ 66،‬به دف إلى االس راع من أج ل انش اء‬
‫الرسوم العقارية للعقارات المضمومة وعدم التشجيع على تق ديم تعرض ات كبدي ة من ط رف‬
‫أشخاص ذوي النية السيئة بشكل يؤدي إلى عرقلة مسطرة تحفيظ بعض القطع‪ .‬في حين ي رى‬

‫‪ 65‬رشيدة حمري‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪33‬‬


‫‪ 66‬نجيب شوقي‪ ،‬مداخلة تحت عنوان مسطرة التحفيظ االجباري بشأن ضم األراضي الفالحية بعضها الى بعض(‪ 30‬يونيو ‪ ) 1962‬وأثرها على‬
‫التنمية في المجال القروي‪ ،‬أشغال لندوة الوطنية المنظمة من طرف وحدتي التكوين والبحث قانون العقود والعقار بكلية الحقوق وجدة يومي ‪ 19‬و‬
‫‪ 20‬ماي ‪ ، 2006‬منشور في كتاب ادريس الفاخوري‪ ،‬العقار واالستثمار الطبعة األولى‪ ،‬دار النشر الجسور وجدة سنة ‪ 2007‬ص ‪12‬‬

‫‪26‬‬
‫آخرون أن هذا االستثناء ليس فيه م ا يعي ق ذوي الحق وق المفترض ة من ال دفاع عن حق وقهم‬
‫بسلوك مسطرة التعرض المتاحة للجميع‪.‬‬
‫ولعل ما يجعل الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية تتحمل نفقات تحفيظ األراض ي المض مومة‬
‫هو رغبتها في تعميم نظام التحفيظ العقاري واالستفادة من رس وم التص رفات ال تي س تعرفها‬
‫هذه األراضي والتي ما كان للوكال ة الحص ول عليه ا ل و بقيت ه ذه األراض ي خ ارج نط اق‬
‫‪67‬‬
‫التحفيظ‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬اإلطار الجماعي لتحفيظ األراضي الخاضعة لمسطرة الضم‬

‫األصل في التحفيظ أنه يكون فرديا لكل مالك بحيث يبقى لكل مالك حق طلب تحفيظ عق اره‬
‫أو ع دم تحفيظ ه وان ك ان المال ك في ه ذا االختي ار يخل ق ص عوبات للمحاف ظ على األمالك‬
‫العقارية بحيث يمنعه من وضع تخطيط موح د إلنج از اج راءات التحفي ظ ذل ك أن المحافظ ة‬
‫العقاري ة يبقى عمله ا معلق ا على ع دد طلب ات التحفي ظ ال تي س تقدم‪ ،‬باإلض افة لتش تت ه ذه‬
‫الطلبات في جهات مختلفة ويترتب عن ك ل ه ذا الت أخير في انج از عملي ات التحدي د وزي ادة‬
‫‪68‬‬
‫المصاريف أثناء اجراء عمليات التحديد‪.‬‬
‫وبالتالي عمل المشرع على سن مسطرة خاصة بالتحفي ظ العق اري الجم اعي بم وجب ظه ير‬
‫‪ 25‬يوليوز‪ 1969‬وهو األمر المقرر في نطاق ظهير تحفيظ األراضي الخاضعة للضم‪.‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬مسطرة خاصة‬


‫إن مسطرة تحفي ظ األراض ي الداخل ة في دائ رة منطق ة ض م األراض ي الفالحي ة مس طرة‬
‫خاصة‪ ،‬وهي المسطرة المنصوص عليه ا في ظه ير ‪ 1962-6-30‬المتعل ق بض م األراض ي‬
‫الفالحية‪ ،‬كما تم تعديله وتغي يره بظه ير ‪ 1969-7-25‬وتطب ق ه ذه المس طرة الخاص ة على‬
‫العقارات غير المحفظة وحتى العقارات التي سبق تقديم طلبات بتحفيظها من قبل‪ ،‬مهما كانت‬
‫المرحلة التي وصل اليها مسطرة تحفي ظ العق ارات‪ ،‬ومن ش أنها أن تح دث تغي يرا أو تع ديال‬
‫حتى في العقارات التي هي موضوع رسوم عقارية‪.‬‬

‫‪ 67‬ر شيدة حمري‪ ،‬وضعية المالك بالنسبة لعملية ضم األراضي الفالحية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪36‬‬
‫‪ 68‬نجيب شوقي‪ ،‬مداخلة تحت عنوان مسطرة التحفيظ االجباري بشأن ضم األراضي الفالحية بعضها الى بعض‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪23‬‬

‫‪27‬‬
‫وتشير كذلك إلى خاصية مهمة تطبع هذه المسطرة و هي تجميد العقارات الواقعة في مسطرة‬
‫الضم و المطبقة علها مسطرة الض م ذل ك ان اس تقرار حال ة العق ارات و أوض اعها إلى حين‬
‫نشر المرسوم الصادر بالمصادقة على ضم األراضي تس تلزم إال يح دث أي تغي ير في ا أو في‬
‫اشخاص مالكيها ول ذلك نص الفصل‪ 4‬مك رر من ظه ير ‪ 30/6/1962‬على أن ه " ابت داء من‬
‫التاريخ الذي ينشر فيه بالجريدة الرسمية االعالن عن ابداع التصميم والبي ان التجزي ئي بمق ر‬
‫السلطة المحلية وإلى ان ينشر المرسوم الص ادر بالمص ادقة على ض م االراض ي ف إن جمي ع‬
‫العقود االختيارية المبرمة بع وض أو بغ ير ع وض والمتعلق ة ب التخلي الكلي أو الج زئي عن‬
‫االراضي الواقعة داخل منطقة الضم التي يهمها ه ذا النش ر او بمعاوض تها او قس متها تك ون‬
‫ممنوعة وإال اعتبرت باطلة" ومن ه ذا تبقى اي ادي المالكين مغلول ة عن التص رف إلى حين‬
‫نشر المرسوم‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االجراءات مسطرة التحفيظ األراضي الخاضعة للضم‬

‫بغية التثبيت المادي والقانوني لمختلف القطع المضمومة‪ ،‬وتبع ا االجباري ة التحفي ظ العق اري‬
‫على هذا المستوى‪ .‬فقد سن المش رع المغ ربي مجموع ة من االج راءات الض رورية‪ ،‬وال تي‬
‫تمكن من انشاء رسوم عقارية لهذه األراضي‪ ،‬ومن أجل االحاطة بمختلف هذه المراحل يجب‬
‫الح ديث عن مرحل تي اي داع مط الب التحفي ظ وعملي ات التحدي د(القف رة األولى)‪ ،‬ثم على‬
‫لمرحلتي إيداع التعرضات وقرار المحافظ على األمالك العقارية والره ون بتأس يس الرس وم‬
‫العقارية(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مرحلة االيداع والتحديد للعقارات الخاضعة للضم‬

‫تتم المرحلة االدارية لتحفيظ األراضي الخاضعة للضم من خالل راءين أساسيين‪:‬‬

‫‪28‬‬
‫أوال‪ :‬ايداع مطالب التحفيظ‬
‫بعد التث بيت الم ادي والق انوني لألراض ي المض مومة‪ ،‬ه دفا رئيس يا لعملي ة ض م األراض ي‬
‫الفالحية‪ ،‬وتعتبر الوكالة الوطني ة للمحافظ ة على األمالك العقاري ة الجه ة المب ادرة إلى تلقي‬
‫مطالب التحفيظ من المالك‪ ،‬فبمجرد الشروع في انجاز المراحل األولى لمشروع الضم وبع د‬
‫قيام السلطة المحلية بإنج از التق ارير األولي ة ال تي تتض من ت اريخ ب دء العملي ات تعم ل على‬
‫ارسال هذه التقارير مص حوبة في ال وقت نفس ه بالتص ميم والبي ان التجزيئ يين المتعلقين ب ه‪،‬‬
‫والمتضمنين أسماء وعناوين المالك وكذا القطع العائدة الهم والقيم التقريبية إلى المحافظ على‬
‫األمالك العقارية‪ ،‬الذي يعد عضوا من أعضاء لجنة الضم ‪69،‬وذل ك بغي ة اتخ اذه االج راءات‬
‫الممهدة النطالق عملية التحفيظ‪ ،‬فبعد توصل المحاف ظ به ذه الوث ائق يق وم بتبلي غ اش عار إلى‬
‫اصحاب العق ارات غ ير المحفظ ة وال تي في ط ور التحفي ظ من أج ل تق ديم مط الب لتحفي ظ‬
‫عقاراتهم داخل أجل ال يتعدى شهرا‪ ،‬تكون مستوفية لكافة البيانات والش روط الى تع رف بهم‬
‫وبالعق ارات ال تي يمتلكونه ا وف ق م ا ه و مح دد في الفص ول ‪ 13‬و ‪ 14‬من ظه ير التحفي ظ‬
‫العقاري المح ال علي ه بمقتض ى الفص ل ‪ 8‬من المرس وم التط بيقي لظه ير ‪ 30‬يوني و ‪1962‬‬
‫‪70‬‬
‫المتعلق بضم األراضي الفالحية بعضها إلى بعض‪.‬‬
‫وبعد انصرام هذا األجل يودع المحافظ على األمالك العقارية الملف في مقر الس لطة المحلي ة‬
‫ويقوم بنشر اعالن بهذا اإلي داع بالجري دة الرس مية‪ ،‬ويعل ق ه ذا اإلعالن لم دة ثالث ة أش هر‪،‬‬
‫ابتداء من تاريخ نشره بمقر السلطة المحلية والمحافظة العقارية والمحاكم الواقع ة في ال دائرة‬
‫ويك ون اله دف من ه ذا التعلي ق ه و‬ ‫‪71‬‬
‫المعنية باألمر وذلك في مكان يك ون ب ارزا للجمي ع‪،‬‬
‫اشعار مختلف األطراف المعنيين بعملية الضم سواء كانوا مالكا أو أصحاب حقوق ال ذين لم‬
‫يقدموا مطالب لتحفيظ عقاراتهم بأن العقارات العائدة لهم سوف يتم تحفيظها من طرف الدولة‬
‫بص فة الزامي ة وتلقائي ة عن طري ق اعط اء ك ل عق ار منه ا مطلب ا ورقم ا مح ددا‪ 72.‬ويعت بر‬
‫‪ 69‬ينص الفصل السابع من المرسوم التنظيمي لظهير الضم الصادر بتاريخ ‪ 25‬يوليوز ‪ 1969‬على ما يلي‪ " :‬تبلغ اللجنة هذه القرارات الى‬
‫المحافظ على األمالك العقارية الذي يوجه اليه في نفس الوقت تصميم المنطقة المنوي ضم أراضيها بعضها الى بعض والقائمة التجزيئية بعد أن‬
‫تضعهما مصلحة مسح األراضي وتحتوي القائمة على أسماء وعناوين جميع مالكي األراضي بهذه المنطقة ومساحة القطع التي يمتلكونها وقيمها‬
‫على وجه التقريب "‬
‫‪ 70‬ينص الفصل ‪ 8‬من المرسوم التطبيقي لظهير الضم الصادر بتاريخ ‪ 25‬يوليوز ‪ 1969‬على ما يلي‪ " :‬يتولى المحافظ على األمالك العقارية في‬
‫الحين انذار أرباب القارات التي لم تحفظ بعد أو التي في طور التحفيظ بأن يوجهوا الى المحافظة على األمالك العقارية في ظرف شهر واحد مطلبا‬
‫للتحفيظ محررا طبقا لمقتضيات الفصول ‪ 13‬و ‪ 14‬و ‪ 15‬من الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬الموافق ل ‪ 12‬غشت ‪1913‬‬
‫بتحفيظ العقارات و المقتضيات النصوص الموالية له "‬
‫‪ 71‬إلهام خرميز‪ ،‬مسطرة الضم والتحفيظ الجماعي على ضوء نظام التحفيظ العقاري المغربي‪ ،‬ص‪92‬‬
‫‪ 72‬هشام األعناني‪ ،‬المساطر الخاصة ودورها في تعميم نظام التحفيظ العقاري في ضوء ء التشريع المغربي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪52‬‬

‫‪29‬‬
‫المالكون معلومين بمشروع الضم وعمليات التحفيظ في اطاره طريق النشر والتعليق‪ ،‬بحيث‬
‫اذا لم يستجب المعنيون باألمر إلنذار المحافظ‪ ،‬فان هذا األخير يقوم تلقائي ا بتحفي ظ عق اراتهم‬
‫الواقعة في‬
‫‪73‬‬
‫دوائر الري‪ ،‬عن طريق اعطائه لكل عقار مطلب ورقما محددا‪.‬‬
‫وفيما يتعلق بمطالب التحفي ظ المقدم ة بع د ت اريخ النش ر الم ذكور أعاله‪ ،‬ف إن المحاف ظ على‬
‫األمالك العقاري ة يق وم بنش ر ملخص اس تدراكي بالجري دة الرس مية يتم تعليق ه في االم اكن‬
‫السابقة على نفقة المع ني ب األمر تأسيس ا على مقتض يات الفص ل ‪ 10‬من المرس وم التط بيقي‬
‫‪74‬‬
‫لظهير الضم‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة تحديد الهياكل العقارية المضمومة‬
‫يعم ل المحاف ظ على األمالك العقاري ة بمج رد نش ر مرس وم المص ادقة على مش روع الض م‬
‫بالجري دة الرس مية على وض ع اعالن يح دد في ه س اعة وت اريخ الش روع في عملي ة تحدي د‬
‫العق ارات الواقع ة في دائ رة الض م‪ ،‬ويوج ه نظ يرا من ه ذا االعالن إلى الس لطة المحلي ة‬
‫المختصة والمحكمة االبتدائية الموجود بدائرتها العقارات موضوع عملية الضم قصد التعلي ق‬
‫داخل أجل عشرة أيام على األقل قبل تاريخ التحديد مع موافاة المحافظ بشهادة تثبت القيام بهذا‬
‫االجراء‪ ،‬إضافة إلى تعليق هذا االعالن بمقر المحافظ ة على األمالك العقاري ة ال تي يم ارس‬
‫‪75‬‬
‫بها اختصاصاته الوظيفية‪.‬‬
‫ويس تدعي المحاف ظ على األمالك العقاري ة من أج ل مباش رة التحدي د العق اري لألراض ي‬
‫موضوع الضم‪ ،‬كل من لجنة الضم‪ ،‬ومختل ف الم الكين المعن يين وأص حاب الحق وق العيني ة‬
‫وكن ا جمي ع المت دخلين في مس طرة تحفي ظ ه ذه األراض ي للحض ور أثن اء عملي ة وض ع‬
‫األنصاب‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫‪ 73‬ينص الفصل ‪ 4‬من ظهير ضم األراضي على ما يلي‪ ":‬تحفظ وجوبا العقارات الموجودة في دائرة الضم‪ ،‬ويمكن أن يباشر تحفيظها بصفة‬
‫تلقائية"‬
‫‪ 74‬ينص الفصل ‪ 10‬من المرسوم التطبيقي لظهير الضم الصادر بتاريخ ‪ 25‬يوليوز ‪ 1969‬على ما يلي ‪ " :‬ينشر في الجريدة الرسمية بعد انتهاء‬
‫أجل الشهر الواحد المنصوص عليه في الفصل الثامن أعاله ملخص اجمالي يشمل جميع المطالب المودعة وموجز للقائمة التجزيئية المتعلقة‬
‫باألمالك التي لم يودع المالكون المعنيون باألمر صراحة عن طريق هذا النشر بأن عدم امتثالهم انذار المحافظ على األمالك العقارية يؤدي حتما‬
‫إلى تحفيظ أمالكهم الموجودة في المنطقة المنوي ضم أراضيها الى بعض‪ ،‬واذا كانت المطالب المودعة بعد تاريخ النشر المقرر في المقطع األول‬
‫من هذا الفصل تدخل تغييرا على البيانات األساسية المضمنة في ملخص المطالب المودعة فينشر ملخص استدراك على نفقة المعنيين باألمر‬
‫‪ 75‬هشام األعناني‪ ،‬المساطر الخاصة ودورها في تعميم نظام التحفيظ العقاري في ضوء ء التشريع المغربي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪53‬‬
‫‪ 76‬ينص الفصل ‪ 16‬من المرسوم التطبيقي لظهير الضم الصادر بتاريخ ‪ 25‬يوليوز ‪ 1969‬على ما يلي‪" :‬المحافظ في نفس الوقت لجنة الضم‬
‫وأرباب األمالك المعنيين باألمر واصحاب الحقوق العينية ومن يكون لهم تدخل في مسطرة التحفيظ يستدعى ليحضروا عمليات وضع األنصاب"‬

‫‪30‬‬
‫إضافة إلى ذلك فالمحافظ على األمالك العقارية يقوم في نفس الوقت باستدعاء أرب اب القط ع‬
‫المحفظة قبل انج از مش روع الض م من أج ل اي داع نظ ائر رس ومهم العقاري ة ل دى مص الح‬
‫المحافظة العقارية من أجل مطابقتها مع تصميم الضم‪ ،‬ليحدد كذلك التاريخ الذي سيجري في ه‬
‫‪77‬‬
‫المطابقة ويقوم باستدعاء لجنة الضم وكل من يعنيه‪.‬‬
‫هذا التحديد يقوم بإنجازه مهندس مساح منتدب من طرف المحافظة العقارية الذي يقوم بإنجاز‬
‫التحديد حتى ولو في حالة غياب المعنيين باألمر‪ 78.‬وه و على خالف م ا ك ان معم ول ب ه في‬
‫المسطرة العادي ة لظه ير التحفي ظ العق اري ال ذي يل زم المحاف ظ العق اري أو نائب ه المهن دس‬
‫المساح الطبوغرافي بعدم انجاز أي اجراء من اجراءات التحدي د في الحال ة ال تي يتغيب فيه ا‬
‫طالب التحفيظ عن الحضور لعملية التحديد حيث يقع االقتصار على تحرير محضر يثبت في ه‬
‫‪79‬‬
‫هذا الغياب‪.‬‬
‫وباستقراء مقتضيات الفصلين ‪ 2080‬و‪ 8122‬من المرسوم التطبيقي للظهير الش ريف الص ادر‬
‫بض م األراض ي الفالحي ة‪ .‬يالح ظ أن عملي ة التحدي د العق اري له ذه األراض ي ينبغي أن يتم‬
‫استيفاؤها داخل سنة أشهر الموالية لنش ر مرس وم المص ادقة‪ ،‬فالفص ل ‪ 20‬يح دد س تة أش هر‬
‫كأجل أقصى لتلقي التعرضات ‪ 104‬والفصل ‪ 22‬ينص على وض ع الرس وم العقاري ة للقط ع‬
‫التي قدمت طلبات تحفيظها داخل نفس األجل‪.‬‬
‫وختاما إن عملية التحديد التي شملت جميع العق ارات الملزم ة‪ ،‬وبع د وض ع تص ميم عق اري‬
‫لمختل ف ه ذه العق ارات يق وم المحاف ظ أو نائب ه بتحري ر محاض ر تش مل مختل ف البيان ات‬
‫المنصوص عليها في ظهير التحفيظ العقاري‪.‬‬

‫‪ 77‬الفصل ‪17‬منم‪.‬ت لظهير ‪ 25‬يوليوز ‪1962‬‬


‫‪78‬ينص الفصل ‪ 18‬من المرسوم التطبيقي لظهير الضم الصادر في ‪ 25‬يوليوز ‪ 1969‬على ما يلي‪" :‬يشرف على أعمال التحديد المحافظ أو نائبه‬
‫ويساعد في ذلك مهندس اخصائي في مسح األراضي ويصح اجراء أعمال التحديد ولو لم يحضر من يهمهم األمر"‬
‫‪ 79‬ينص الفصل ‪ 22‬من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي‪ ":‬إذا لم يحضر طالب التحفيظ او من ينوب عنه في المكان والتاريخ والزقت المعينين‬
‫االنجاز عملية التحديد‪ ،‬فال يتم انجازها ويقتصر في المحضر على اثبات هذا التغيب"‬
‫‪ 80‬ينص الفصل ‪ 20‬من المرسوم التطبيقي لظهير الضم الصادر بتاريخ ‪ 24‬يوليوز ‪ 1969‬على ما يلي‪ " :‬ال يقبل بعد مضي ستة أشهر تبتدئ من‬
‫يوم نشر المرسوم الصادر بالمصادقة على تصميم الضم أي تعرض أو طلب للتقييد عدا الطلبات المتعلقة بمسائل الضم والمقدمة طبق الكيفيات‬
‫المنصوص عليها في الظهير الشريف الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 1331‬لموافق ‪ 12‬غشت ‪ 1913‬بشأن التحفيظ‬
‫‪ 81‬نص الفقرة األولى من الفصل ‪ 22‬من المرسوم التطبيقي لظهير الضم الصادر بتاريخ ‪ 25‬يوليوز ‪ 1969‬على ما يلي "‪ :‬يتولى المحافظ عند‬
‫انتهاء األجل المنصوص عليه في الفصل العشرين وضع الرسوم العقارية للقطع التي طلب تحفيظها والتي لم يقدم في شأنها اي تعرض أو طلب‬
‫تسجيل"‬

‫‪31‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬ايداع التعرضات على مطالب التحفيظ وانشاء الرسوم العقارية‬
‫إن المصادقة على مشروع الضم ونشره في الجريدة الرسمية يفتح المجال لكل من يدعي‬
‫حقا على عقار من العقارات الخاضعة للضم‪ ،‬بأن يتعرض على تحفيظ هذا الحق داخل ستة‬
‫أشهر الموالية للنشر المذكور‪ ،‬إذا لم يكن قد قام بذلك من قبل خالل فترة انجاز مشروع الضم‬
‫(أوال)‪ ،‬أما في حالة عدم وجود أي تعرض فإن المحافظ‬

‫على األمالك العقارية يعمل على تأسيس الرسوم العقارية للعقارات موضوع الضم‬
‫بأسماء مالكها(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التعرض على مطالب التحفيظ المودعة في إطار عملية الضم‬
‫يعتبر التعرض وس يلة من الوس ائل الفعال ة ال تي خوله ا الق انون للتعب ير عن منازع ة ط الب‬
‫التحفيظ فيما يرمي اليه واالحتجاج عليه فيما يتعل ق ب الحقوق ال تي يري د تحفيظه ا‪ ،‬ومن هن ا‬
‫وألجل ضمان حق الغير الواردة على األراضي المض مومة‪ ،‬وال تي يمكن أن تتض رر نتيج ة‬
‫تحفيظ هذه األراضي‪ ،‬بالنظر لما للرسوم العقارية المنشأة من حجية مطلقة غير قابلة للطعن‪،‬‬
‫فقد خول مش رع ض م األراض ي الفالحي ة‪ ،‬وعلى غ رار م ا ه و منص وص علي ه في ظه ير‬
‫التحفي ظ العق اري ‪ 12‬غش ت ‪ 1913‬المع دل والمتمم بمقتض ى الق انون ‪82 ،14.07‬لك ل من‬
‫ينازع في ملكية طالب التحفيظ للعقار الخاضع لعملية الضم أو ينازع في حدود هذا العق ار أو‬
‫يدعي اكتسابه لحق عليه‪ ،‬أن يقوم بالتعرض على تحفيظ ه ذا العق ار‪ .‬وذل ك خالل أج ل س تة‬
‫أشهر من تاريخ نشر مرسوم المصادقة على مشروع الضم بالجريدة الرسمية م ا لم يكن ه ذا‬
‫التعرض خالل المراحل األولى العملية الضم‪.‬‬
‫يتم تلقي التعرضات على مطالب تحفيظ العقارات الخاض عة للض م ع بر مرحل تين‪ ،‬المرحل ة‬
‫األولى تكون أثناء اجراء البحث القانوني بعين المكان الخاضع لعملي ة الض م‪ ،‬حيث تتم تعبئ ة‬
‫مطالب التحفيظ بالنسبة للعقارات التي لم تكن موضوع مطلب التحفيظ من قبل‪ ،‬ويتم تضمينها‬
‫البيانات المتعلقة بهوية طالب التحفيظ وكذا حصته في التملك إذا كان العقار مشاعا‪ ،‬باإلضافة‬
‫إلى االدالء بالوثائق التي تثبت ملكيته‪ .‬وعليه تفعيال لمبدأ العدالة وحماية حقوق األغي ار فإن ه‬
‫يمكن لكل ش خص ي دعي حق ا على عق ار تم طلب تحفيظ ه أن يتع رض علي ه أم ام الش خص‬
‫‪ 82‬ينص الفصل ‪ 24‬من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي ‪ :‬يمكن لكل شخص يدعي حقا على عقار تم طلب تحفيظه أن يتدخل عن طريق‬
‫التعرض في مسطرة التحفيظ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫المكلف بالبحث القانوني‪ ،‬وما يمكن تسجيله بخصوص هذه المرحلة أن ه يتم تلقي التعرض ات‬
‫بكيفية مواكبة عملية تعبئة مطالب التحفيظ بعين المكان‪ ،‬وذلك عكس م ا ومعم ول ب ه‬
‫في إطار المسطرة العادية‪ ،‬حيث يتعين على المتعرض تقديم تعرضه أمام المحاف ظ‬
‫على االمالك العقارية أو أم ام المهن دس المس اح الطب وغرافي أثن اء قيام ه بعملي ة‬
‫التحديد في الجريدة الرسمية طبقا للفصل ‪ 24‬من ظه ير التحفي ظ العق اري المع دل‬
‫‪83‬‬
‫والمتمم بمقتضى القانون ‪.07 .14‬‬
‫أما المرحلة الثانية فيتم قبول التعرضات فيها داخل أجل ستة أش هر تبت دئ من ي وم‬
‫نشر المرسوم‬
‫الص ادر بالمص ادقة على مش روع الض م بالجري دة الرس مية‪ ،‬وهي الم دة المح ددة‬
‫‪84‬‬
‫إلجراء عملية التحديد للعقارات الداخلة في منطقة الضم‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إنشاء الرسوم العقارية لألراضي الفالحية المضمومة‬
‫ان الرسم العقاري الناتج عن قرار التحفيظ يع د نهائي ا وال يقب ل أي طعن‪ ،‬ويش كل‬
‫نقطة االنطالق الوحيدة للحق وق العيني ة والتحمالت العقاري ة المترتب ة على العق ار‬
‫‪85‬‬
‫وقت تحفيظه دون ما عداها من الحقوق غيرالمقيدة‪.‬‬
‫ويعتبر انشاء الرسوم العقارية لألراضي الفالحية موضوع مسطرة الضم بمثابة االجراء‬
‫األخير ال ذي يباش ره المحاف ظ على األمالك العقاري ة‪ ،‬س واء تعل ق األم ر ب القطع األرض ية‬
‫الخالية من التعرضات التي تم االقتصار في شأنها على المسطرة االدارية فقط أم تعلق األم ر‬
‫بالقطع األرضية التي كانت محال للتعرض والتي بث القضاء في شأنها بع د اج راء المس طرة‬
‫القضائية‪.‬‬
‫فبخص وص القط ع ال تي لم تكن موض وع تع رض فق د نص الفص ل ‪ 22‬من المرس وم‬
‫التطبيقي لظهير ‪ 25‬يوليوز ‪ 1969‬على أنه "يتولى المحاف ظ عن د انته اء األج ل المنص وص‬

‫‪ 83‬هشام األعناني‪ ،‬المساطر الخاصة ودورها في تعميم نظام التحفيظ العقاري في ضوء ء التشريع المغربي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪60‬‬
‫‪ 84‬الفصل ‪20‬من المرسوم التطبيقي الضم الصادر بتاريخ ‪ 25‬يوليوز ‪1969‬‬
‫‪ 85‬هشام األعناني‪ ،‬المساطر الخاصة ودورها في تعميم نظام التحفيظ العقاري في ضوء ء التشريع المغربي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪69‬‬

‫‪33‬‬
‫عليه في الفصل ‪ 20‬وضع الرسوم العقارية للقطع التي طلب تحفيظها والتي لم يقدم في شأنها‬
‫أي تعرض أو طلب تسجيل "‬
‫أعماال لمقتضيات الفصل أعاله‪ ،‬فان المحافظ على األمالك العقارية يتولى بمجرد انته اء‬
‫أجل الستة أشهر الموالية لنشر مرسوم المصادقة على مشروع الضم تأسيس الرسوم العقارية‬
‫للقطع التي طلب تحفيظها والتي لم يقدم بشأنها أي تعرض‪ ،‬كما يقوم بوضع الرسوم العقاري ة‬
‫للعق ارات الداخل ة في دائ رة الض م ال تي لم يطلب مالكه ا تحفيظه ا‪ ،‬وذل ك ب النظر إلى‬
‫الطابع االجباري والتلقائي الذي تتميز به مسطرة تحفيظ األراضي المض مومة بع د‬
‫‪86‬‬
‫استيفاء جميع االجراءات القانونية‪.‬‬
‫أما فيما يخص األراضي المحفظة قبل مشروع الضم والداخل ة في ال دائرة الترابي ة‬
‫لقطاع الضم‪ ،‬فإن المحافظ على األمالك العقارية يق وم ب إجراء عملي ة مطابق ة بين‬
‫الرسوم العقاري ة له ذه األراض ي وبين الوض عية المادي ة والقانوني ة ال تي أض حت‬
‫عليها بعد اجراء مشروع الضم عمال بمقتضيات الفق رة الثاني ة من الفص ل ‪ 22‬من‬
‫المرسوم التطبيقي لظهير الضم‪.‬‬
‫في حين أن القطع ال تي ك انت موض وع تع رض تج در االش ارة فيه ا بداي ة أن ه ال‬
‫وج ود ألي تع ارض بين الفص ل ‪ 8717‬من ظه ير ض م األراض ي الفالحي ة‬
‫ومقتضيات الفقرة األولى من الفص ل ‪ 2288‬من المرس وم التط بيقي الظه ير القس م‪،‬‬
‫ذلك أن الفص ل ‪ 17‬ينص على ع دم ج واز تس جيل اس م المال ك الس ابق في الرس م‬
‫العقاري بصفته رب القطعة المخصصة به على وجه المعاوضة اال إذا ص در حكم‬
‫ب الي لفائدت ه م ادام مطلب تحفيظ ه متعرض ا علي ه أم ا الفص ل ‪ 22‬من المرس وم‬

‫‪ 86‬هشام األعناني‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪70‬‬


‫‪ 87‬ينص الفصل ‪ 17‬من ظهير ضم األراضي الفالحية على أنه ‪ " :‬اذا كانت القطع األرضية المضمومة موضوع تعرض‪ ،‬فال يجوز تقييد اسم‬
‫مالكها السابق في الرسم العقاري بصفته رب القطعة المخصصة به على وجه المعارضة اال اذا أدر لفائدته حكم نهائي"‬
‫‪88‬نص الفقرة األولى من الفصل ‪ 22‬من المرسوم التطبيقي لظهير ضم األراضي الفالحية الصادر ‪ 25‬يوليوز ‪ 1969‬على ما يلي‪ " :‬يتولى‬
‫المحافظ عند انتهاء األجل المنصوص عليه في الفصل العشرين وضع الرسوم العقارية للقطع التي طلب تحفيظها والتي لم يقدم في شأنها أي‬
‫تعرض أو طلب للتسجيل"‬

‫‪34‬‬
‫المذكور فإنه يتعلق باألراضي غير المتع رض على مط الب تحفيظه ا‪ ،‬حيث ينص‬
‫على اجراء تأسيس رسوم عقارية خاصة بها بمجرد انتهاء أجل التعرضات‪.‬‬
‫كما أنه إذا كانت األراضي العقارية الخالية مطالب تحفيظه ا من أي تع رض وتل ك‬
‫المحفظة قبل مشروع الضم ال تثير أي اشكال من الناحية العملي ة‪ ،‬ف إن األم ر على‬
‫خالف ذلك بالنسبة لألمالك التي وردت بشأنها تعرضات على مطالب تحفيظها‪.‬‬
‫فإذا كانت األحكام القضائية القاض ية بع دم ص حة التعرض ات ال تث ير أي اش كال‪،‬‬
‫حيث يتم تحفيظ العقار في اسم طالب التحفيظ‪ ،‬فإن المشكل يظ ل مطروح ا بالنس بة‬
‫لألحكام القضائية القاضية بصحة التعرضات فهناك من يرى في هذه الحالة اللجوء‬
‫إلى الخالص ة االص الحية لإلعالن عن الحق وق المحك وم به ا لص الح المتع رض‬
‫قياسا على مضمون الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 37‬من ظهير التحفيظ العق اري كم ا‬
‫غير وتمم بقانون رقم ‪ 89،14.07‬وهناك من ي رى ض رورة تحفي ظ المل ك مباش رة‬
‫وبصفة تلقائية في اسم المتعرض نظرا االجبارية التحفيظ في إطار عملية الضم‪.‬‬

‫‪ 89‬تنص الفترة األخيرة من الفصل ‪ 37‬لظهير التحفيظ العقاري على ما يلي ‪ :‬ان رفض مطلب التحفيظ كال أو بعضا من شأنه أن يرد طالب‬
‫التحفيظ وجميع المعنيين باألمر بالنسبة لكل العقار أو اجزائه المخرجة الى الوضع الذي كانوا عليه قبل الطلب‪ ،‬غير أن األحكام الصادرة في شأن‬
‫التعرضات يكون لها فيما بين األطراف قوة الشيء المقضي به"‬

‫‪35‬‬
‫خاتمة‬
‫من خالل دراسة مسطرة ضم األراضي الفالحية إتضح مدى أهمية عملية ضم‬
‫األراضي‪ ،‬ومدى إمكانياتها في تحقيق التنمية االقتصادية المرجوة منها‪ .‬وتساهم‬
‫في تحسين األوضاع االجتماعية للساكنة القروية‪ ،‬كخلق عدد كبير من مناصب‬
‫الشغل األمر الذي يؤدي إلى الحد من الهجرة القروية‪.‬‬
‫كما أن الغاية األساسية من عملية ضم األراضي الفالحية تثبيت الوضعية المادية‬
‫والقانونية لألراضي‪ ،‬وتسويتها من كل المنازعات التي تعيق االستثمار فيها‪.‬‬
‫إال أنه وبالرغم من ايجابيات ضم األراضي الفالحية‪ ،‬فإنها تعرف العديد من‬
‫اإلشكاالت والعراقيل أهمها القصور القوانين المنظمة لعملية ضم األراضي‬
‫الفالحية‪ ،‬ذلك ان المشرع قد حدد الخطوط العريضة وترك للجمعيات المكلفة كامل‬
‫الصالحية اإلعداد المشروع وتنفيذه‪ ،‬وكما هو معلوم كلما كانت السلطة التقديرية‬
‫أكبر كلما كان احتمال التعسف أكثر‪ ،‬ثم تعدد الجهات المتدخلة في إنجاز المشروع‬
‫وتداخل اختصاصاتها بالشكل الذي يصعب معه معرفة اختصاص كل جهة على‬
‫حدة‪.‬‬
‫وتأسيسا لما سبق فمن المقترحات التي يمكن طرحها هي‪:‬‬
‫ـ الحرص على ان يكون القاضي المعين مختصا في نزاعات العقار‪ ،‬مع‬
‫التنصيص على ضرورة حضور الجميع االجتماعات لجنة الضم‬
‫ـ استعمال نظام معلوماتي اإلسراع بتوفير األرضية االزمة للمشروع وكذا لتبادل‬
‫المعلومات االزمة بين اإلدارات المعنية بعملية الضم‪.‬‬

‫‪36‬‬
37
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫الكتب‬

‫الكتب العامة‬

‫محم د بن الح اج الس لمي‪ ،‬سياس ة التحفي ظ العق اري في المغ رب بين اإلش هار العق اري والتخطي ط‬

‫االجتماعي واالقتصادي‪ ،‬المطبعة عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬سنة ‪،2002‬‬

‫محمد مهدي الجم‪ ،‬التحفيظ العقاري في المغرب‪ ،‬المطبعة مكتبة الطالب‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة‬

‫‪1980‬‬

‫محم د الحي ني‪ ،‬نظ ام التحفي ظ العق اري‪ ،‬الج زء األول‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬مطبع ة مؤسس ة النخل ة للكت اب‪،‬‬

‫وجدة‪ ،‬سنة ‪.2004‬‬

‫عبد العالي الدقوقي وآخرون‪ ،‬محاضرات في نظام التحفيظ العقاري ‪ -‬دراسة في القانون رقم ‪14.07‬‬

‫المغير والمتمم لظهير التحفيظ العقاري‪ ،‬مطبعة سجلماسة‪ ،‬مكناس‪ ،‬سنة ‪2014‬‬

‫المخت ار العط ار‪ ،‬الوج يز في الق انون المغ ربي والموريت اني‪ ،‬الطبع ة األولى‪ ،‬المطبع ة فض اء اإلي داع‬

‫والطباعة‪ ،‬مراكش‪ ،‬سنة ‪.1999‬‬

‫الكتب الخاصة‬

‫محمد لشهب‪ ،‬المساطر الخاصة للتحفيظ العقاري‪ ،‬مسطرة تحفيظ األمالك الواقعة بدائرة ضم األراضي‬

‫الفالحية نموذجا‪ ،‬تقرير نهاية التدريب‪ ،‬المعهد العالي للقضاء‪ ،‬بدون ذكر سنة‪،2011‬‬

‫‪38‬‬
‫جعفر بش يري‪ ،‬مسطرة ضم األراضي الفالحي ة‪ ،‬سلس ة دفاتر محكم ة النقض‪ ،‬عدد ‪ ،21‬نظ ام التحفيظ‬

‫العق اري دعام ة أساس ية للتنمي ة ـ ق راءة في مس تجدات الق انون ‪ ،14.07‬المطبع ة األمني ة‪ ،‬ب دون ذك ر‬

‫الطبعة‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪.2015‬‬

‫ممث ل المكتب الجه وي االس تثمار الفالحي بتادل ة‪ ،‬المنازع ات العقاري ة من خالل اجته ادات المجلس‬

‫األعلى‪ ،‬المطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪.‬‬

‫الرسائل الجامعية‪:‬‬

‫عبد اللطيف الشاوي‪ ،‬خصوصية المنازعات القضائية في ضوء القانون ‪ 14.07‬المتعلق بنظام التحفيظ‬

‫العقاري‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في قانون المنازعات‪ ،‬جامعة المولى اسماعيل بمكناس‪ ،‬كلية العلوم‬

‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬السنة الجامعية‪2014 -2013 ،‬‬

‫حليم ة قليش‪ ،‬المس اطر الجماعي ة للتحفي ظ ودوره ا في تعميم نظ ام التحفي ظ العق اري‪ ،‬رس الة لني ل دبل وم‬

‫الدراس ات العلي ا المعمق ة في الق انون الخ اص‪ ،‬كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة‪ ،‬جامع ة‬

‫محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬سنة ‪.2006-2007‬‬

‫عب د ال رزاق ربيب‪ ،‬النظ ام الق انوني لألراض ي الخاض عة لعملي ة الض م‪ ،‬رس الة لني ل دبل وم الماس تر في‬

‫القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش‪ ،‬سنة‬

‫‪2012-2011‬‬

‫حليم ة قليش‪ ،‬المس اطر الجماعي ة للتحفي ظ ودوره ا في تعميم نظ ام التحفي ظ العق اري‪ ،‬رس الة لني ل دبل وم‬

‫الدراس ات العلي ا المعمق ة في الق انون الخ اص‪ ،‬كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة‪ ،‬جامع ة‬

‫محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬سنة ‪2006-2007‬‬

‫‪39‬‬
‫عب د ال رزاق ربيب‪ ،‬النظ ام الق انوني لألراض ي الخاض عة لعملي ة الض م‪ ،‬رس الة لني ل دبل وم الماس تر في‬

‫القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة القاضي عياض مراكش‪ ،‬سنة‬

‫‪2012-2011‬‬

‫هش ام األعن اني‪ ،‬المس اطر الخاص ة ودوره ا في تعميم نظ ام التحفي ظ العق اري في ض وء ء التش ريع‬

‫المغربي‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪،‬‬

‫جامعة ابن زهر أكادير‪ ،‬سنة ‪2018-2017‬‬

‫رش يدة حم ري‪ ،‬وض عية المالك بالنس بة لعملي ة ض م األراض ي الفالحي ة على التنمي ة‪ ،‬رس الة لني ل دبلوم‬

‫الماستر في القانون الخاص‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪،‬‬

‫سنة ‪2007-2008‬‬

‫إلهام خرميز‪ ،‬مسطرة الضم والتحفيظ الجماعي على ضوء نظام التحفيظ العقاري المغربي‪ ،‬رسالة لنيل‬

‫دبل وم الماس تر في الق انون الخ اص‪ ،‬كلي ة العل وم القانوني ة واالقتص ادية واالجتماعي ة‪ ،‬السويس ي‪ ،‬جامع ة‬

‫محمد الخامس‪ ،‬الرباط‪ ،‬سنة ‪.2013/2014‬‬

‫محم د الزخ وني‪ ،‬ض م األراض ي الفالحي ة بين إص الح الهياك ل العقاري ة ومتطلب ات التنمي ة‪ ،‬رس الة لني ل‬

‫دبل وم الدراس ات العلي ا المعمق ة في الق انون الخ اص‪ ،‬وح دة العق ود والعق ار‪ ،‬كلي ة العل وم القانوني ة‬

‫واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬جامعة محمد األول‪ ،‬وجدة‪ ،‬السنة الجامعية ‪.2005-2004‬‬

‫المجالت‪:‬‬

‫لط اهر القض اوي‪ ،‬العق ار الخاض ع االس تثمار الفالحي اإلط ار الق انوني‪ ،‬مجل ة المح امون‪ ،‬الع دد ‪ 3‬س نة‬

‫‪.1993‬‬

‫‪40‬‬
‫محمد كردوح‪ ،‬دور وزارة الفالحة في عملية ضم األراضي الفالحية‪ ،‬مجلة المحامون‪ ،‬العدد ‪ ،3‬سنة‬

‫‪1999‬‬

‫عيسى الزعيمي‪ ،‬اشكاالت تحفيظ األراضي الخاضعة الضم‪ ،‬مجلة المغربية االقتصاد والقانون‪،‬العدد‪2‬‬

‫سنة‪2000‬‬

‫تقرير‪ %‬نهاية التدريب‬

‫محم د لش هب‪ ،‬المس اطر الخاص ة للتحفي ظ العق اري‪ ،‬مس طرة تحفي ظ األمالك الواقع ة ب دائرة ض م‬

‫األراضي الفالحية نموذجا‪ ،‬تقرير نهاية التدريب‪ ،‬المعهد العالي للقضاء‪ ،‬بدون ذكر سنة‪،2011‬‬

‫‪Les Rapports‬‬

‫‪Paul Benoteau, Remembrement , Dalloz civil,1957,p1‬‬

‫‪Raymond Guillien et Jean Vincent, Lexique de termes juridique, Dalloz 4‬‬

‫‪ème édition ,1978, p333‬‬

‫‪1.......................................................................................................................................‬‬

‫‪41‬‬
‫الئحة فك الرموز‪2....................................................................................................................‬‬

‫مقدمة‪3................................................................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مسطرة ضم األراضي الفالحية‪7...................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬ماهية مسطرة ضم األراضي الفالحية والمعايير المعتمدة في ضم‪7.........................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ماهية مسطرة ضم األراضي الفالحية‪8........................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المعايير المعتمدة في ضم األراضي الفالحية‪11..............................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل إنجاز أشغال مشروع الضم والمصادقة عليه‪18.....................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مرحلة إنجاز مشروع الضم‪19.................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬المصادقة على مشروع ضم األراضي الفالحية وآثاره‪21....................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬التحفيظ العقاري لألراضي الخاضعة لضم‪24....................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مسطرة التحفيظ المصاحبة لمشروع الضم هي مسطرة اجبارية‪25.........................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مجانية تحفيظ العقارات الخاضعة لعملية الضم‪26...........................................................‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬اإلطار الجماعي لتحفيظ األراضي الخاضعة لمسطرة الضم‪27...............................................‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬مسطرة خاصة‪27...............................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االجراءات مسطرة التحفيظ األراضي الخاضعة للضم ‪28.......................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مرحلة االيداع والتحديد للعقارات الخاضعة للضم‪29.........................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬إيداع التعرضات على مطالب التحفيظ و إنشاء الرسوم العقارية ‪32.......................................‬‬

‫خاتمة‪36..............................................................................................................................‬‬

‫الئحة المراجع‪38................................................................................................................... :‬‬

‫‪42‬‬

You might also like