Professional Documents
Culture Documents
مقدمة
عرف المغرب خالل السنوات األخيرة تطو ار ملحوظا لمفهوم الحقوق ،حيث اتسعت رقعتها لتشمل
أبرز الحقوق المعنوية والمادية على حد سواء ،وفي مقدمتها حق الملكية الذي كرسه الدستور المغربي 2011
1من خالل الفصل 35الذي ينص على أنه" يضمن القانون حق الملكية .ويمكن الحد من نطاقها وممارستها
بموجب القانون ،إذا اقتضت ذلك متطلبات التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد ،وال يمكن نزع الملكية إال
في الحاالت ووفق اإلجراءات التي ينص عليها القانون".
ونظ ار لألهمية االقتصادية واالجتماعية والمالية للعقار ،فقد أول ت له كل التشريعات في العالم
والمواثيق الدولية واإلقليمية األهمية البالغة حرصا منها على حمايته من كل وقائع التعدي وضروب الغصب
واالستيالء.
وتدخل المشرع المغربي في مجال تنظيم الملكية العقارية بعدة نصوص قانونية ترمي إلى ضبطها
وحمايتها واشاعة األمن العقاري ،أل ن الملكية ال جدوى من تقريرها إن لم تكن هناك وسائل ناجعة تحميها،
وجود مادي دون الوجود القانوني .2 فالملكية المجردة من الحق لها
وبالنظر ألهمية الملكية العقارية في حياة األفراد ،ولقيمتها التصاعدية في السوق االقتصادية ،فقد
شكلت مطمعا لذوي النيات السيئة الذين ي حاولون الترامي عليها وسلبها من مالكيها الحقيقيين بشتى الطرق
إلى حد ظهور شبكات مؤطرة في ميدان التزوير واالستيالء على عقارات الغير ،غايتها البحث عن العقارات
المهملة ،وخاصة تلك العائدة لألجانب ،وكذا للمغاربة المقيمين بالخارج…
وتبعا لحجم القضايا المعروضة على المحاكم بتهم السطو على عقارات األ جانب ،و المغاربة
المقيمين بالخارج ،وتزايد وثيرتها بشكل مقلق ،وكذا حجم الشكايات المعروضة على الجهات العليا بالمملكة ،
فقد بعث جاللة الملك محمد السادس نصره اهلل ،رسالة سامية إلى السيد وزير العدل والحريات بتاريخ 30
ديسمبر 2016وذلك بهدف التصدي الفوري والحازم ،لظاهرة االستيالء على عقارات الغير لما قد ينجم ع نها
من انعكاسات وسلبيات خطيرة قد تؤدي إلى زعزعة ثقة الفاعلين االقتصاديين والتي كما يقول جاللة الملك "
أساسية لالستثمار ،وكمحرك لعجلة التنمية االقتصادية واال جتماعية".3 ال يخفى دورها رافعة
- 1الدستور الجديد للمملكة المغربية صادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.91بتاريخ 29يوليوز .2011
- 2عائ شة أمغار " :االستيالء على عقارات الغير وأثره على األمن العقاري "،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة القاضي عياض
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش 2019/2018،ص .4
- 3إدريس الفاخوري " :ظاهرة االستيالء على عقارات الغير األسباب وسبل التصدي – قراءة على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في
،″2016/ 12/ 30مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية ،المجلد /العدد :ع ،19يونيو ،.2017ص .6
1
الستالء على عقارات الغير
إن ظاهرة االستيالء على عقارات الغير ليست بوليدة اللحظة ،وانما هي ظاهرة قديمة تعود بوادرها
األولى إلى تاريخ فرض الحماية الفرنسية على المغرب ،حيث تميزت هذه الفترة بتهافت كبير لألجانب على
الواقعة داخل المجال الحضري أو خارجه.4 الملكية العقارية ،فامتلكوا العديد من األراضي سواء منها
فخالل هذه الفترة عمد المستعمر إلى غصب أراضي المغاربة وذلك بتوظيف أساليب احتيالية ورصد
ترسانة قانونية وذلك بهدف السيطرة على أراضي المغاربة واالستيالء عليها ،فبموجب القرار 9نونبر1916
ا لذي أنشئت بموجبه لجنة االستيطان ،قررت سلطات الحماية توزيع األراضي على المزارعين األوروبيين ،وقد
تمادت سلطات الحماية في الترامي على عقارات األهالي وذلك بإسكان عائالت فرنسية في البوادي المغربية
وتمكينها من استغالل أراضي زراعية و رعوية ،5وهو ما تسبب في فقدان المغاربة ألراضيهم لفائدة األجانب،
و ذلك عن طريق بيعها لهم بطرق غير مشروعة كاالستعانة بشهود زور ليشهدوا بأنهم يبيعون أمالكهم
للفرنسيين منتحلين أسماء المالك الشرعيين ،كما استفادوا من حماية القانون و القضاء.
يكتسي موضوع االستيالء على عقارات الغير أهمية نظرية و عملية تتمثل في االحاطة بخطورة
ظاهرة االستيالء على حق الملكية العقارية واألمن العقاري وكذا إض اررها باستقرار المعامالت العقارية،
باإلضافة الى انعكاسها السلبي على عجلة التنمية ،وعملية تتجلى بشكل أساسي في محاولة تقييم الترسانة
القانونية للعقار ،خاصة ظهير التحفيظ العقاري و مدونة الحقوق العينية ،و مدى مساهمة هذه النصوص في
حماية حق الملكية ،أم أنها تساهم في استفحال الظاهرة مما يعني أنها تحتاج إلى تحيين و إعادة النظر.
لكن قبل تشخيص ظاهرة االستيالء على عقارات الغير ،كان و ال بد من إعطاء تعريف لالستيالء
على عقارات الغير رغم أن المشرع المغربي لم يتحمل عناء وضع تعريف دقيق لالستيالء على عقارات
الغير ،بل اقتصر فقط على وضع نصوص قانونية متفرقة يمكن من خالل استقرائها إزالة الغموض عنه ،لكن
انطالقا من الندوات العلمية واللقاءات التي تناولت هذا الموضوع بالدراسة والتحليل ،وانطالقا من الرسالة
الموجهة إلى وزير العدل والحريات بتاريخ 30دجنبر ،2016يمكن تعريف االستيالء على عقارات الغير
بأنه تلك األفعال التي أصبحت تهدد الملكية العقارية والمزعزعة لألمن العقاري ،وذلك بالترامي واالعتداء
عليها بالطرق غير الشرعية ،وقد شكلت هذه الرسالة الملكية نقطة االنطالق الحقيقية للكشف عن واقع تعيشه
العقارات ببلدنا.
ونظ ار الستفحال ظاهرة االستيالء على العقارات الغير ،وانتشارها بشكل سريع خصوصا في اآلونة
االخيرة ،وما أصبحت تشكله من ضرب لثقة المستثمر االجنبي واألمن العقاري بصفة عامة ،واستقرار
المعامالت العقارية ،وكذا مسها بحق الملكية العقارية ،من هنا يمكن طرح اإلشكال التالي:
- 4هشام بوتكيوط" :مدى فعالية آليات مراقبة العمليات العقارية في تحقيق التنمية" ،أطروحة لنيل دبلوم الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة
محمد األول وجدة ،السنة الجامعية 2015/2014ص .31
- 5عمر بكاري" :ضوابط تملك األجنبي للعقارات في التشريع المغربي والمقارن " ،مقال منشور بسلسلة أمالك الدولة ،العدد ،2السنة الثانية 2013
منشورات مجلة الحقوق ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط ،ص .36
2
الستالء على عقارات الغير
▪ إلى أي مدى استطاع المشرع المغربي حماية العقارات من ظاهرة االستيالء؟ و ماهي
األليات المتخدة للقضاء عليها؟
وتتفرع عن هذه اإلشكالية إشكاالت فرعية نجملها في اآلتي:
ولإلجابة عن هذه األسئلة اعتمدنا تقسيم هذا الموضوع إلى مبحثين على الشكل التالي :
3
الستالء على عقارات الغير
وأمام استفحال هذه الظاهرة فانه البد من تشخيصها (المطلب األول) وتمييزها عن غيرها من المفاهيم
المشابهة (المطلب الثاني).
ويظهر جليا تفشي ظاهرة االستيالء على عقارات الغير ،حيث هناك أشخاص محترفين في رصد
الثغرات القانونية والتجاوزات اإلدارية .ال يستعملون فقط أساليب الترهيب والت خويف وانما أيضا االلتفاف على
النصوص القانونية واستغالل هشاشة الترسانة القانونية (أوال) ،كما أ ن االستيالء على عقارات الغير يتجاوز
ما هو قانوني ليالمس ما هو قضائي في ظل القضايا المعروضة على القضاء (ثانيا).
- 6توفيق اليوسفي" :ظاهرة االستيالء على عقارات الغير األسباب وسبل التصدي " ،رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص ،جامعة سيدي
محمد بن عبد هللا ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس 2017ـ ،2018ص .5
- 7إدريس الفاخوري ،مرجع سابق ،ص .7
- 8مقتطف من الرسالة الملكية السامية الموجهة لوزير العدل والحريات بتاريخ .2016 /12/30
4
الستالء على عقارات الغير
فمن خالل استقرائنا لمقتضيات هذه المادة نجد أن المشرع المغربي خول للمقيد بالسجالت العقارية
عن حسن النية حماية في مواجهة المالك الحقيقي ،وذلك من خالل حمايته من كل إج ارء من شأنه أن يؤثر
على مركزه القانوني ،وهو نفس المقتضى الذي نص عليه الفصل 22من ظهير التحفيظ العقاري والذي جاء
فيه:
" كل حق عيني متعلق بعقار محفظ يعتبر غير موجود بالنسبة للغير إال بتقييده.
وابتداء من يوم التقييد في الرسم العقاري من طرف المحافظ على األمالك ال عقارية.
ال يمكنه في أي حال التمسك بإبطال هذا التقييد في مواجهة الغير ذي النية الحسنة".
إن المشرع بهذا المقتضى حاول التوفيق بين حمايته الغير حسن النية والمالك الحقيقي وذلك بهدف
حماية المصلحة العامة في مقابل مصلحة المالك الحقيقي ،وهو ما ساهم في االستيالء عل ى عقارات الغير،
خاصة المغاربة المقيمين بالخارج أو األجانب المالكين لعقاراتهم با لمغرب من جهة ،ومن جهة أخرى فهذه
المادة تلقي العبء على المالكين المقيدين بضرورة االطالع على وضعية عقاراتهم على األقل مرة كل أربع
سنوات ،وهو األمر الذي يصير عسي ار لبعض أفراد الجالية المغربية المقيمين بالخارج الذين ال يحلون بأرض
5
الستالء على عقارات الغير
الوطن بصفة منتظمة ،وان حدث العكس فإن فترة تواجدهم على أرض الوطن في أغلب الحاالت تكون مدة
العقارية .9 قصيرة ،وقد تحول دون تمكنهم من اطالعهم على ممتلكاتهم
❖ بعض مقتضيات ظهير التحفيظ العقاري ودورها في تفشي ظاهرة االستيالء على عقارات الغير
بإمكان كل شخص تهددت حقوقه بالضياع ،على إثر تقديم مطلب التحفيظ أن يتدخل في مسطرة
التحفيظ عن طريق تقديم تعرض على مطلب التحفيظ ،10وحق التعرض على مطالب التحفيظ حق مقرر لفائدة
كل من يدعي حقا على عقار ،وال يمكن المساس به لكونه آلية لصيقة بحق الملكية.
وقد قرر المشرع أجاال البد من احترامها من طرف المتعرض قصد قبول تعرضه من طرف المحافظ
على األمالك العقارية ،والتي تبتدئ من يوم إيداع مطلب التحفيظ وتستمر إلى غاية انتهاء اجل شهرين بعد
بالجريدة الرسمية .11 نشر اإلعالن عن انتهاء التحديد
أما إذا انقض ى هذا األجل فإنه يبقى له مجرد حق احتمالي ،بحيث أن المحافظ على األمالك العقارية
وحده هو الذي يملك كامل السلطة التقديرية قصد قبول أو رفض هذا التعرض ،12عمال بمقتضيات الفصل
29من ظهير التحفيظ العقاري الذي ينص على أنه " بعد انصرام األجل المحدد في الفصل 27أعاله ي مكن
أن يقبل التعرض بصفة استثنائية من طرف ال محافظ على األمالك العقارية ولو لم يرد على مطلب التحفيظ
أي تعرض سابق ،شريطة أن ال يكون الملف قد وجه إلى المحكمة االبتدائية".
إن قرار المحافظ بقبول التعرض خارج األجل يخضع لرقابة المشروعية من طرف القضاء اإلداري،
وعلي ه فعند تقديم الطعن يتأكد القاضي اإلداري من مدى احترام المحافظ وتحققه من الشروط المتطلبة ح سب
الفصل 29من ظهير التحفيظ العقاري تحت طائلة اعتباره متسما بالت جاوز وامكانية تعرضه لإللغاء.
لقد حقق المشرع نوعا من العدالة العقارية عندما سمح استثناءا بإمكانية قبول التعرض وذلك بعد
ا نصرام األجل القانوني ،وقد ألزم المشرع المتعرض بتقديم الوثائق التي تبين األسباب التي منعته من تقديم
تعرضه داخل األجل.
- 9ا دريس الفاخوري" :ظاهرة االستيالء على عقا ا رت الغير :األسباب وسبل التصدي" ،مقال منشور ضمن سلسة المعارف القانونية والقضائية،
مؤلف جماعي بعنوان "االستيالء على عقارات الغير واالست رجاع" منشورات مجلة الحقوق ،اإلصدار 62ـ 2018دار النشر والمعرفة ،مطبعة المعارف
الجديدة الرباط طبعة ،2018ص .24
- 10يعرف مامون الكزبري التعرض بأنه "ادعاء يتقدم به أحد من الغير ضد طالب التحفيظ بمقتضاه ينازع المعترض في أصل ملكية طالب التحفيظ أو
في مدى هذا الح ق أو في حدود العقار المطلوب تحفيظه ،أو يطالب بحق عيني مترتب على هذا العقار وينكره عليه طالب التحفيظ الذي يشير إليه
مطلبه"
- 11ينص الفصل 24من ظهير التحفيظ الذي عدل و تمم بالقانون 14.07على أنه "يمكن لكل شخص يدعي حقا على عقار تم طلب تحفيظه أن يتدخل
عن طريق ال تعرض في مسطرة التحفيظ خالل أجل شهرين يبتدئ من يوم نشر االعالن عن انتهاء التحديد في الجريدة الرسمية إن لم يكن قام بذلك من
قبل."...
- 12ينص الفصل 27من قانون 14.07المت علق بالتحفيظ العقاري على أنه "ال يقبل أي تعرض باستثناء ما هو منصوص عليه في الفصل 29بعد
انص رام اجل شهرين يبتدئ من تاريخ نشر الفاعالن المذكور في الفصل 23من هذ القانون بالجريدة الرسمية ".
6
الستالء على عقارات الغير
وبالرجوع إلى الفقرة األخيرة من الفصل 29نجد أن المشرع حصن قرار المحافظ على األمالك
العقارية برفض التعرض المقدم خارج األجل م ن أي طعن قضائي.
وعلى العموم فإن تحصين قرار المحافظ عند إلغاء التعرض االستثنائي من دائرة الرقابة القضائية
يعارض الضمانات الدستورية التي جاء بها دستور 2011الممنوحة لألفراد في مجال القضاء ،ومنها حق
التقاضي المكفول للجميع كما قضى بذلك الفصل 118من الدستور ،13فمن شأن هذا المقتضى التشجيع
على السطو واالستيالء على عقارات الغير ،في الحالة التي يكون فيها تواطؤ بين المحافظ على األمالك
العقارية وطالب التحفيظ ،األمر ا لذي دفع البعض إلى التساؤل حول ما إذا كان المقصود هنا بالحصانة ضد
الطعن القضائي أمام المحاكم العادية مادام أن القاعدة العامة والمستقر عليها فقها وقضاءا عدم جواز
أساس المشروعية وسيادة القانون.14 تحصين أي قرار إداري من الطعن ألن الطعن باإللغاء هو
❖ الشهادة بالملك في إطار التحفيظ الجماعي لألمالك القروية كمدخل لالستيالء على عقارات الغير
لقد ساهم التحفيظ الجماعي منذ أن بدأ العمل به في الرفع من وتيرة التحفيظ ،خاصة بعد أن تبنت
الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية منذ سنة 2008استراتيجية تجلت في العمل
بالتغطية الشاملة ،وأصبحت برمجة عملية التحفيظ تشمل الجماعة القروية بكاملها بدال مما كان يعمل به في
السابق حيث كانت عملية التحفيظ الجماعي تهم جزء من الجماعة فقط.
وقد أدت هذه االستراتيجية إلى الحصول على مردودية مهمة ،وهكذا فمنذ سنة 2008تمت تغطية
162جماعة قروية لمساحة 1200000هكتار وعدد المناطق وصل إلى 289بمساحة 3909778هكتار
مطلب. 15 وعدد المطالب وصل إلى 476202
فكما نعلم جميعا أنه تعين على كل شخص يدعي ملكية عقار أو حق عيني عليه أن يدلي بسند
ملكيته أو ما يطلق عليه أصل التملك محرر وفق الشكلية المنصوص عليها في المادة الرابعة من مدونة
الحقوق العينية 16وفي حالة عدم توفره على هذا السند وكان حائ از للعقار حيازة مستوفية للشروط القانونية،
وأراد تقديم مطلب التحفيظ وج ب عليه تأسيس رسم الملكية ينجزه العدول أو ما يسمى برسم االستمرار ،وذلك
- 13ينص الفصل 118من الدستور لسنة 2011على "أن حق التقاضي مضمون لكل شخ ص للدفاع عن حقوقه ومصالحه التي يحميها القانون."...
- 14محمد الهيني" :تقييم لنظام الطعن في قر ارات المحافظ العقاري بين القضاء العادي والقضاء اإلداري على ضوء مستجدات قانون التحفيظ
العقاري" ،مجلة األمالك ،عدد 11ـ ،12سنة 2012ـ ،2013ص .74
- 15أحمد الشحيتي" :التحفي ظ العقاري بين إكراهات التعميم وازدواجية النظام العقاري" ،مقال منشور ضمن أشغال الندوة الوطنية المنظمة يومي
25ـ 26نونبر ،2016بعنوان "العقار والتعمير واالستثمار" ،الجزء األول ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط ،طبعة ،2017ص .86
- 16تنص المادة 4من مدونة الحقوق العينية على أنه "يجب أن تحرر تحت طائلة البطالن جميع التصرفات المتعلقة بنقل الملكية أو بإنشاء الحقوق
العينية األخرى أو نقلها أو تعديلها أو إسقاطها بموجب محرر رسمي أو محرر ثابت التاريخ يتم تحريره من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة
النقض ما لم ينص قا نون خاص على خالف ذلك"...
7
الستالء على عقارات الغير
بعد إدالء المعني بشهادة إدارية صادرة عن السلطة المحلية تفيد أن العقار ليس ملكا جماعيا أو حبسيا وليس
أمالك الدولة وغيرها .17 من
وبالرجوع إلى القواعد العامة المعمول بها في إطار ظهير التحفيظ العقاري نجد أن طالب التحفيظ
ملزم ببيان سبب التملك ،إذ يجب عليه إرفاق طلبه بجميع رسوم التملك والعقود التي من شأنها أن تعرف
الملك .18 بحق الملكية وبالحقوق العينية المترتبة على
لقد توخى المشرع من إلزامه طالب التحفيظ اإلدالء بسند التملك حماية الملكية العقارية من جميع
ضروب السطو واالستيالء ،وزرع الثقة في مؤسسة التحفيظ العقاري ،وهو األمر الذي ال نجده في إطار
مقتضيات ظهير التحفيظ الجماعي لألمالك القروية ( 25يوليوز.)1969
حيث يتم إنجاز شهادة إدارية للملكية أو ما ي سمى بالشهادة بالملك بعين المكان لطالب التحفيظ
الذين ال يتوفرون على سندات تثبت ملكيتهم للعقار موضوع مطلب التحفيظ ،ودون إتباع اإلجراء ات اإلدارية
المعمول بها للحصول على مثل هذه الشهادات ،إذ ال يتم إلزام المستفيدين من المسطرة باإلدالء بعقود التملك
األصلية ،وا الكتفاء بشهادات مهيأة في عين المكان بحضور 12شاهدا يشهدون بتصرف طالب التحفيظ في
الملك موضوع مطلب التحفيظ.
فبالرغم من أن هذه الشهادة الخاصة للملك تساهم بشكل كبير في تسوية النزاعات وانجاح مشروع
التحفيظ الجماعي إال أنه يعاب عليها:
▪ عدم استفادة المتعرضين من هذه الشهادة واقتصارها على طالب التحفيظ فقط ،خاصة إذا كان
المتعرض صاحب الحق وتم االستيالء على عقاره بالغصب حيث سيكون مضط ار للبحث عن وثائق
لتدعيم تعرضه باعتباره ملزم باإلثبات لصفته كمدعي.
▪ عدم إمكانية تعديل هذه الشهادة بإضافة مالكين آخرين تم إغفالهم ،بحيث في هذه الحالة يقوم طالب
التحفيظ بإنجاز عقد ناقل للحظوظ المشاعة ،إذا اغفلوا أحد الورثة مثال ،وهذا بدوره مظهر من
مظاهر االستيالء على عقارات الغير خاصة المقيمين بالخارج والذين غالبا ال يكونون على دراية
بسريان هذه المسطرة.
إن الشهادة بالملك في إطار التحفيظ الجماعي ت ساهم في عمليات السطو واالستيالء على عقارات
الغير ،وستساعد مافيا العقار في تنفيذ مخططاتها اإلجرامية من خالل التواطؤ بين طالب التحفيظ والشهود
في ظل غياب مؤسسة تتأكد من مدى توفر شروط الحيازة لالعتداد بالتملك.
- 17تنص المادة 18من المرسوم رقم 2.08.378الصادر في 28أكتوبر 2008بتطبيق أحكام القانون 16.03المتعلق بخطة العدالة في فقرتها الثانية
على أنه "إذا تعلق األمر بعقار غير محفظ وجب على العدل التأكد بواسطة شهادة إدارية صادرة عن السلطة المحلية من كونه ليسا ملكا جماعيا أو
حبسيا وليس من أمالك الدولة وغيرها".
- 18ينص الفصل 13من القانون 14.07المتعلق بالتحفيظ العقاري في بنده الثامن على ما يلي " 8ـ بيان أصل التملك ـ ".
8
الستالء على عقارات الغير
فما يمكن مالحظته حول تعامل القضاء في القضايا العقارية هو طول إجراء اتها وصعوبة الحسم
فيها ،وللوقوف حول تعامله البد من إثارة بعض مواقف القضاء ،وعليه فقد جاء في قرار لمحكمة النقض عن
الغرفتين" :ح يث صاح ما عابه الطاعن على القرار ذلك أنه علل قضاءه بأن العقد الذي باع بموجبه
المستأنف عليه العقار موضوع النزاع هو عقد ثبتت زوريته بحكم جنحي حائزه لقوة الشيء المقضي به حسب
الثابت من أوراق الملف ،وبالتالي فهو عقد باطل بالتبعية ،وكذا الشأن بعد شراء المستأنف وذلك عمال بقاعدة
ما بني على باطل فهو باطل ،وال مجال والحالة هاته إلى االستدالل بحسن النية في حين يستوجب الفصل
الت حفيظ العقاري" . 20 66من ظهير
والمادة الثانية من مدونة الحقوق العينية ،فإنه ال يمكن التمسك بإبطال التسجيل في مواجهة الغير
المسجل حسن النية وأن ما يقع من إبطال ال يمكن أن يواجه به وال يمكن أن يلحق به أي ضرر ،وهذه
المقتضيات القانونية تؤسس لمبدأ القوة الثبوتية للتقييدات ونصت بدون أي تحفظ كيفما كان نوعه على أن
التقييدات في الرس وم العقارية قرينة لفائدة الغير حسن النية على صحتها ،وبالتالي فليس هناك ما يستثني
حالة البطالن بسبب التزوير في عقد وقع تقييده ويبقى للغير حسن النية حق التمسك بهذه المقتضيات ولذلك
فإن القرار المطعون فيه علل قضاءه على النحو المذكور أعاله ودون أن يبحث في حسن وسوء نية الطاعن
باعتباره غير بالنسبة للعقد الذي ثبت زوريته بحكم جنحي نهائي يكون خارق للفصل 66و الفصل 2من
الحقوق العينية" .21 مدونة
من خالل ما سبق نجد أن القضاء توجه نحو نفس اتجاه المشرع على اعتباره المصلحة العامة التي
تتجلى في استقرار المعامالت العقارية أولى من المصلحة الخاصة للمالك الحقيقي للعقار ،وهو ما يفسر أن
"- 19ظاهرة االستيالء على عقارات الغير " ،مقال منشور بالموقع اإللكتروني لمجلة المختبر القانوني ،تم االطالع عليه بتاريخ 18نونبر 2021
على الساعة .14:43
- 20عائشة أمغار ،مرجع سابق ،ص .50
- 21قرار عدد 170الصادر عن الغرفتين المدنية والتجارية بتاريخ 20مارس 2013في الملف ،2820/11/2012منشور بمجلة ملفات عقارية،
العدد 3السنة ،2013ص .71
9
الستالء على عقارات الغير
القضاء لم يعمل على توحيد ق ارراته ،مما يجعلها متناقضة وغير منسجمة ،وبالتا لي ال تحقق الحماية القضائية
المرجوة للملكية العقارية ،لذا فإن خصوصية طابع المنازعات المتعلقة بالعقار تفرض مراجعة اإلطار المنظم
لهيكلة التنظيم القضائي ،وذلك بإحداث محاكم ابتدائية واستئنافية مختصة بالبث ف ي القضايا العقارية على
شاكلة لقضاء المتخصص في المنازعا ت التجارية واإلدارية كما أن األمر يتطلب العمل على تكوين قضاة في
المجال العقاري ،كما نناشد المشرع بإعادة النظر في اآلجال المتعلقة بالبث بخصوصها عن طريق التقصير
المؤسسة .22 من أمدها بما يضمن حماية المتقاضين أمام القضاء ويعيد ثقة المواطنين في هذه
وفي ظل التحوالت والرغبة في االغتناء السريع برزت ظاهرة االستيالء على عقارات الغير التي
أصبحت تهدد األمن العقاري ،وضربا صارخا لحق الملكية ،وتعتبر األسباب االقتصادية واالجتماعية من
الع وامل المباشرة في انتشار هذه الظاهرة ،األمر الذي يدفعنا للبحث في األسباب االقتصادية (أوال) ،واألسباب
االجتماعية (ثانيا).
أوال :األسباب االقتصادية
يقف وراء هاجس االستيالء على عقارات الغير بالدرجة األولى الجانب االقتصادي والمتمثل في الرغبة في
االغتناء السريع ،فالعقارات التي تكون موضوعا لالستيالء غالبا ما تكون ذات قيمة مالية مهمة ،24فالعصابات
اإلجرامية أو ما يطلق عليه مافيا العقار غالبا ما تلجأ في تنفيذ مخططاتها قصد السطو على عقارات الغير
إلى رصد مناطق متعددة في أغلب المدن منها الدار البيضاء ،طنجة ،مراكش ،بني مالل ،أسفي والقنيطرة.
والعائد المالي المحصل من هذه العملية هو الذي يكون في أغلب األحوال الدافع الرئيسي والمباشر لإلقدام
على االستيالء على عقارات الغير بدون موجب قانوني ،وعليه فوجود عقارات شاغرة أو تعود ملكيتها
"- 22ماهية االستيالء على عقارات الغير ومظاهره" مقال منشور بالموقع اإللكتروني ، https://universitylifestyle.netتم االطالع عليه
بتاريخ 18نونبر 2021على الساعة .14:57
- 23مقتضب من الرسالة الملكية السامية الموجهة إلى المشاركين في المناظرة الوطنية حول السياسة العقارية بتاريخ 08دجنبر .2015
- 24إدريس الفاخوري ،مرجع سابق ،ص .18
10
الستالء على عقارات الغير
لألجانب و المغاربة المقيمين خارج الوطن ذات قيمة مالية مهمة هو ما يغري المستولون للحصول على هذه
العقارات بكل الوسائل الممكنة ،وتبقى قيمة العقار هي الهاجس وراء السطو واالستيالء فال يمكن تصور
وجود عقارات شاغرة وذات قيمة مالية مهمة دون االستغالل ،وما يدل على ذلك هو اإلحصائيات التي
أوردها وزير العدل بخصوص قضايا االستيالء على عقارات الغير والمعروضة على محاكم المملكة والتي
تبلغ ال تتجاوز 40قضية ،منها 9قضايا في مرحلة التحقيق ،و 6أمام المحاكم االبتدائية و 14أمام
االستئناف ،و 4أمام محكمة النقض ،فيما سجلت 7قضايا قيد البحث التمهيدي.25
وفي اعتقادنا أن هذه اإلحصائيات التي أوردها وزير العدل ال تعكس الحجم الحقيقي لهذه الظاهرة،
وهو األمر الذي يتضح جليا من خلل الرسالة الملكية السامية ،فصرامتها توحي بأن األمر يتجاوز ذلك بكثير،
وال يمكن ألربعين قضية أن تكون سببا للرسالة الملكية بالشكل وبالصيغة التي وردت بها.
وأمام تزايد عدد ضحايا العصابات اإلجرامية البد من تضافر مجهود جميع المتدخلين من مؤسسات وادارات
وقضاء والمجتمع المدني ككل للحد من تفاقم الوضع وا عادة الثقة في القانون المغربي خاصة ذلك المنظم
للمجال العقاري.
وهنا البد من اإلشارة إلى نقطة مهمة وهي أنه البد من العمل على تحديد وحصر ا لثغرات القانونية
التي تتضمنها عدد من النصوص في التشريع الوطني خصوصا مدونة الحقوق العينية والقانون الجنائي
وقانون المسطرة الجنائية وقانون االلتزامات والعقود ،والتي يستغلها مرتكبو أفعال االستيالء الرتكاب أفعالهم
اإلجرامية الشيء الذي يستدعي إدخال تعديالت جوهرية عليها من أجل قطع الطريق أمام مرتكبي أفعال
االستيالء ،والحد من تفشي واستفحال هذه الظاهرة.
ثانيا :األسباب االجتماعية
تعتبر األسباب االجتماعية من العوامل المباشرة في تفشي ظاهرة االستيالء على عقارات الغير ،فإذا
سلمنا بأن الجهل باألمور القانونية ذات االرتبا ط بالملكية العقارية هو ما تستغله مافيا العقار التي تنشط في
هذا المجال ،حيث ال نستغرب من وجود فئات متعلمة وأطر عالية في عدة قطاعات كانوا ضحايا لهذه
اللوبيات ،وان كانت الفئة غير متعلمة أكثر عرضة لالستيالء.
فكما يقول األستاذ إدريس الفاخوري "أن من بين أسباب تف شي ظاهرة االستيالء األمية ،واألمية
المقصود بها هنا ليس الجهل بالقراءة والكتابة ،بل أمية أوسع من ذلك ،وهي الجهل باألمور القانونية ،حيث
العقارية" .26 أن األمية العقارية هنا ترتبط بجهل الجوانب القانونية ذات االرتباط بالملكية
"- 25السيد بنعبد القادر يؤكد عدم تسجيل أي حاالت جديدة لالستيالء على عقارات الغير" ،تقرير منشور بالبوابة اإللكترونية للمملكة المغربية ،تم
االطالع عليه بتاريخ 18نونبر 2021على الساعة .15:47
- 26إد ريس الفاخوري ،مرجع سابق ،ص .1 9
11
الستالء على عقارات الغير
فالكثير من مالكي األراضي ال يعرفون اللغة المحرر بها العقد وأغلبهم كذلك ال يطلعون على الجريدة
الرسمية وال يولون لها أي أهمية كما أن عوامل الفقر والهشاشة والحاجة الماسة والملحة للسكن هي التي تدفع
الغير .27 البعض كذلك الى االتجاه للسطو وغصب عقارات
وكمثال على ذلك أن يقوم شخص بتحرير محرر عرفي يتعلق بعقار ذو قيمة مالية مهمة ،دون
سلوك الرسمية التي توفر له حماية أكثر ،وهذه أمية عقارية تكرس ظاهرة االستيالء.
كذلك من بين العوامل االجتماعية نجد عدم تتبع المالكين لوضعية عقاراتهم المحفظة أو التي في
طور التحفيظ ،فكثير من الناس ال يطلعون على وضعية عقاراتهم 28مما يزيد من خطورة واحتمال فقدان
ممتلكاتهم ،حيت ينص الفصل 27من مرسوم 14يوليوز 2014في شأن إجراء ات التحفيظ العقاري على
أنه:
" يمكن لكل شخص ،بعد التعريف بهويته ،أن يحصل بناء على طلب المعلومات المضمنة بالسجالت
العقارية أو الواردة في تصاميم العقارات المحفظة أو في طور التحفيظ أو المودعة بملفات الرسوم العقارية
ومطالب التحفيظ ،شريطة اإلدالء برقم مطلب التحفيظ أو الرسم العقاري المعني.
وفي حالة عدم اإلدالء بالمرجع العقاري فإنه يمكن تسليم المعلومات المذكورة بناء على طلب مشفوع بأمر
قضائي.
يمكن لإلدارات العمومية وا لسلطات القضائية الحصول على المعلومات المضمنة بقاعدة المعطيات العقارية
المعلوماتية بناء على طلب يقدم إلى مصالح الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري
والخرائطية".
باإلضافة إلى عدم تحيين الرسوم العقارية فأن أغلب المالك ال يقومون بتقييد حقوقهم العقارية المنتقلة
إليهم عن طريق البيع أو القسمة أو اإلرث أو غيرها من التصرفات الناقلة للملكية مما يجعل حقوقهم عرضة
للضياع بسبب تقاعسهم عن تقييد حقوقهم ،وهذه العوامل تساهم في بروز ظاهرة االستيالء على عقارات
الغير.
فإذا كان المشرع المغربي بمقتضى ظهير التحفيظ العقاري قد وضع قاعدة مفادها أن الحقوق العينية
والتكاليف العقارية ال تنشأ وال تنتقل وال تتغير وال تزول إال بتقييدها بالسجل العقاري ،وذلك حتى تنطبق صورة
هذا السجل مع الحقيقة الفعلية للعقار ،غير أنه إذا كان المشرع قد أقر مبدأ التحيين حتى تظل الرسوم
- 27حمزة العرابي طالب "ظاهرة االستيالء على عقارات الغير بين هشاشة التشريع وقوة الترامي" ،مقال منشور بالموقع اإللكتروني المنصة
القانونية ،https://www.maroc2droit.comتم االطالع عليه بتاريخ 18نونبر 2021على الساعة .16:16
- 28إن الحصول على المعلومات بالنسبة للعقارات المحفظة أو في طور التحفيظ تناوله المشرع في المرسوم رقم 2.13.2الصادر في 16رمضان
1435الموافق ل 14يوليوز 2014في شأن إجراء ات التحفيظ العقاري ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 6277المؤرخة في 28يوليوز ،2014
صفحة 6119وما بعدها،
12
الستالء على عقارات الغير
العقارية وسيلة موثوق بها لتقديم المعلومات الصحيحة حول المالك الحقيقي ،أو ما يعرف بمصداقية الرسوم
العقارية .29
إال أن الواقع أبان عن وجود عدد هائل من الرسوم العقارية الجامدة ،والتي أضحت تثير أكثر من
إشكالية أمام التنمية نظ ار للصعوبات التي تطرحها والتي تؤثر بال شك على استقطاب االستثمارات وتحقيق
األمن العقاري.
ويعد نظام نزع الملكية اجراء قانوني تلجأ اليه الدولة والمؤسسات العمومية إللزام الخواص على
. 30 التخلي على ممتلكاتهم العقارية من أجل المنفعة العامة مقابل تعويض عادل
ان الدولة في إطار القيام بمسؤولياتها على المستوى االقتصادي واالجتماعي واإلداري ،تحتاج لبعض
العقارات في سبيل تحقيق المصلحة العامة فتلجأ الدولة في هذا اإلطار الى مسطرة االقتناء بالتراضي شأنها
في ذلك شأن الخواص ،31إال انه في حالة تعذر ذلك فإنها تلجأ الى مسطرة نزع الملكية التي تعتبر أحد أنواع
االستيالء على عقارات الغير سواء مغاربة أو أجانب.
- 29طارق الدخيسي ":تحيين الرسوم العقارية وأثره على التنمية" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة محمد األول وجدة ،الس نة
الجامعية 2007ـ ،2008ص .52
- 30نادية بولحجاج" :حماية القضاء للملكية العقارية من االعتداء المادي" ،بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة عبد المالك الس عدي
طنجة ،السنة الجامعية 2011- 2012ص .16
- 31نظم المشرع المغربي االقتناء بالتراضي في الفصل 42من القانون 81.07المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة وباالحتالل المؤقت والذي جاء
فيه –إذا اتفق نازع الملكية والمنزوع ملكيته على الثمن الذي حددته اللجنة بعد نشر مقرر التخلي وعلى كيفية تفويت العقا ر او الحقوق الم نزوع
ملكيتها .فإ ن هذا االتفاق الذي يجب ان يبرم طبقا لمقرر التخلي .يدرج في محضر امام السلطة اإلدارية المحلية التابع لها موقع العقار اذا كان المنزوع
ملكيته يقيم بالمكان المذكور .اما اذا كان المنزوع ملكيته غير مقين بذلك المكان فان هذا االتفاق يبرم وفق مقتض يات القانون الخاص ب واسطة عقد
عرفي او عدلي ويبلغ الى السلطة اإلدارية المحلية وتترتب عليه ابتداء من تاريخ ايداعه لدى المحافظة على األمالك العقارية جميع اال ثار المنصوص
عليها في الفصل 37وكذا سحب الدعوى عند االقتضاء المحكمة اإلدارية او محكمة االستئناف او محكمة النقض...
13
الستالء على عقارات الغير
فغالبا ما تلجأ اإلدارة الى وضع يدها على عقار مملوك للغير من اجل تشييد مرفق عمومي دون ان
تسلك في ذلك مسطرة نزع الملكية تحت غطاء االستعجال بغية تحقيق المصلحة العامة .وهو ما يشكل
اعتداءا صارخا على حق الملكية المضمون بمقتضى الدستور .32
ونظ ار لكون نظرية االعتداء المادي تعود في مهدها الى فرنسا فقد عمل الفقه الفرنسي على إعطاء
تعريف عام وشامل لها ،اذ يعد الفقيه الفر نسي ‘الفيير‘ أ ول من حاول تعريف االعتداء المادي ،حيث اعتبره
بمثابة خروج اإلدارة عن حدود اختصاصاتها اإلدارية المحددة .وربط االعتداء بفكرة اغتصاب السلطة ،فذهب
في تقريره الى ان الخطأ الفاحش واالعتداء غير المبرر على ال حقوق الخاصة يجرد القرار من صفته اإلدارية
ويصبح مجرد عمل من اعمال التعدي المادي.33
أما بخصوص الفقه المغربي فقد تعددت التعارف الذي أعطاها لفكرة االعتداء المادي على الملكية
العقارية من ذلك ،تعريف عبد الحميد الحمداني اذ عرف االعتد اء المادي بأنه استالء اإلدارة على عقار
مملوك للغير سواء بصفة دائمة أ و مستقلة .خارج مقتضيات قانون نزع الملكية وخارج أي اتفاق رضائي بينها
وبين المالك .34
كما نجد كذلك األستاذ عبد القادر باينة قد عرف بقوله كون اإلدارة في سبيل اقتضاء حقوقها تتخذ
وسيلة تخالف الطريق الذي رسمه لها القانون وتكون بذلك خرجت عن المشروعية بكيفية خطيرة ال ى درجة ان
عمل اإلدارة ال يمكن ربطه بالقواعد الدستورية وال بالقواعد االدارية .35
على العموم يمكن القول بأن االعتداء الما دي هو كل عمل ال صلة له مطلقا بنص قانوني أو
تنظيمي أو حتى الصالحيات الم سندة لإلدارة ،فهو العمل الذي ال يمكن اعتباره ذا طبيعة إدارية يمكن ادراجه
ضمن ممارسة السلطة اإلدارية.
والى جانب الفقه نجد ان االجتهاد القضائي المغربي قد صار على نفس التوجه عند ما عرفته
المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء على انه :كل عمل منعدم الصلة بتطبيق أي نص قانوني أو تنظيمي أو
حتى بإحدى السلطات المخولة لإلدارة يستعصي إدخاله ضمن ممارسات السلطة العامة .36
كما جاء في األ مر االستعجالي الصادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط بأن االعتداء يكون واضحا
عندما تلجأ اإلدارة الى تنفيذ اجراء يتبين من ظاهرة عدم امكان اسناده الى تنفيذ نص تشريعي أو تنظيمي .37
- 32القرار عدد 15الصادر بتاريخ 16يناير .2008الملف 1882 /5/2005نشرات قرارات المجلس األعلى .عدد 6سلسلة 2لسنة .2011ص .137
- 33زكرياء الرجراجي" :حماية القضاء اإلداري للملكية العقارية بالمغرب " ،أطروحة لنيل الدكتورة في القانون العام ،جامعة موالي إسماعيل
مكناس ،السنة الجامعية 2016/2017ص .184
- 34عبد الحميد الحمداني ":العمل القضائي في مجال الغضب ونقل الملكية" ،مجلة البحوث عدد 9لسنة .2009ص .161
- 35محمد ايت بوزيد" :حماية القاضي اإلداري االستعجالي للملكية من خالل االذن بالحيازة ورفع االعتداء المادي" ،رسالة لنيل دبلو م الماس ت ر ف ي
القضاء اإلداري جامعة محمد الخامس بالرباط ،السنة الجامعية 2014/2015ص .36
- 36الحكم رقم 525الصادر بتاريخ 26/05/ 2004في الملف رقم 439/2001منشور بمجلة المحاكم المغربية عدد 107ابريل 2007ص .116
14
الستالء على عقارات الغير
يتضح مما سبق أ ن االعتداء المادي على الملكية العقارية يقتضي وجود جهة إدارية هي صاحبة
المصلحة في نزع ملكية العقار المعتدى عليه ،لكن حيادها في سلوك المسطرة المنصوص عليها في الفصول
50الى 58من قانون نزع الملكية ألجل المنفعة العامة واالحتالل المؤقت هو الذي يوقعها في دائرة
المحظور وينزع عن تصرفاتها ثوب المنفعة العامة .38
ومما تجدر اإلشارة إليه إ ن مفهوم االعتداء المادي يقترب كثي ار من مفهوم الغصب فهذا األخير يقصد
به استيالء اإلدارة على عقارات األ فراد بدون سند قانوني سواء بصفة مؤقتة أو دائمة ،39اد يصعب التمييز
بينهما اال باإلسناد الى جسامة االعتداء.
كما أ ن الغصب يتحقق عندما تعمل اإلدارة على وضع يدها على العقارات المملوكة للغير قصد
تملكها دون ان تسلك في سبيل ذلك اإلجراءات القانونية الواجبة بمقتضى القانون.40
من كل ما سبق نخلص الى أ ن االعتداء الماد ي الذي تقوم به اإلدارة نازعة الملكية يعتبر بمثابة
استيالء على ملكية الغير .41اال أنه يختلف عن الذي يقوم به االفراد ،فإذا كان للمتضرر في هذه الحالة
اللجوء الى القضاء من أ جل طرد اإلدارة من العقار ،وارجاع الحالة الى ما كانت عليه .أو المطالبة
بالتعويض نتيجة االعتداء على ملكيته ،فإن هذه اإلجراءات القضائية قد ال تسعف في حاالت كثيرة إما
بسبب قاعدة عدم جواز هدم المرافق العامة عن طريق االعتداء المادي او بدريعة عدم اهدار المال العام.
ان نزع الملكية يجب ان يتم لضرورة المصلحة العامة القصوى وان يتم التعويض طبقا لألسعار
المعمول بها في نفس تاريخ القيام بهذه العملية مع تبسيط مساطر الحصول عليه ،وال ينبغي ان يتم تغيير
وضعية األرض التي تم نزعها وتحويلها ألغراض تجارية او تفويتها من أ جل المضاربات العقارية .42
- 37امر استعجالي صادر عن المحكمة اإلدارية بالر باط رقم 211في ملف 126/ 200بتاريخ 20دجنبر ،منشور بمجلة المحاكم اإلدارية العدد الثاني
أكتوبر 2005ص .339
- 38محسن الصويب" :جريمة االعتداء على الملكية العقارية في القانون المغربي" ،اطروحة لنيل الدكتورة في القانون الخاص جام عة القاضي
عياض مراكش السنة الجامعية 2014/ 2015ص .30- 31
- 39عبد الكريم بودالل " :االعتداء المادي لإلدارة على الملكية العقارية بين تنظير الفقه وتطبيقات القضاء اإلداري" بحث لنيل دبلوم الم اس تر ف ي
القانون العام جامعة سيدي محمد بن عبد هللا فاس السنة الجامعية 2013- 2014ص . 43
- 40محمد الكشبور ":نزع الملكية من اجل الم نفعة العامة قراءة في النصوص وفي المواقف القضائية" مطبعة النجاح الجديدة الدار البيضاء ،الطبعة
الثانية . 2007ص .159
- 41محمد مومن" :االستيالء على عقارات الغير تحديد المفهوم وأسباب الظاهرة في أراضي الجموع" ،دار نشر المعرفة ،مطبعة المعارف الجديدة،
طبعة ،2018الر ياط ،ص .38
- 42محمد الراقي" :االستيالء على عقارات األجانب والمتغيبين بالمغرب زعزعة لألمن العقارية " مقال منشور بمجلة االطلس للد راسات الفقهية
والقضائية واالقتصادية ملف خاص بظاهرة االستيالء على عقارات الغير العدد 01ص 41وما بعدها.
15
الستالء على عقارات الغير
ونظ ار ألهمية الحيازة باعتبارها سببا من أسباب كسب الملكية فقد عمل المشرع على تنظيم احكا مها
في العديد من القوانين منها قانون االلتزامات والعقود 44وقانون المسطرة المدنية 45والقانون الجنائي 46وغيرها
من القوانين الى أ ن جاءت مدونة الحقوق العينية التي نظمتها بنصوص خاصة وأكثر دقة في المواد من
239الى .263
وعليه فباستقرائنا لمقتضيات المادة 239من مدونة الحقوق العينية نجد أ ن المشرع استلزم لال عتداد
بالحيازة كسبب من أسباب كسب الملكية ،وضع اليد على الملك والتصرف فيه بنية التملك ،وهو ما نصت
عليه المادة 3من مدونة الحقوق العينية " يت رتب على الحيازة المستوفية للشروط القانونية اكتساب الحائز
ملكية العقار الغير محفظ او أي حق عيني اخر يرد عليه الى ان يثبت العكس".
وبالرجوع الى الفقه نجد البعض قد عرف الحيازة بأنها السلطة الواقعية أو الفعلية على شيء منقول أو
عقار أو على حق عيني مرتب على شيء شريطة أ ن ال تكون األ عمال التي يأتيها الشخص على انها مجرد
رخصة من المباحات أ و التي يتحملها الغير على سبيل التسامح.47
ولالعتداد بالحيازة كسبب من أسباب الملكية استوجب المشرع في المادة 240توفر مجموعة من
الشروط حيث جاء فيها "يشترط لصحة حيازة الحائزان يكون واضعا يده على الملك وأ ن يتصرف فيه تصرف
المالك في ملكه كما أ ن ينسب الملك لنفسه والناس ينسبونه اليه كذلك مع أن ال ينازع ف ي ذلك منازع .وكذا
ان تستمر الحيازة طول المدة المقررة في القانون أ ما في حالة وفاة الحائز يشترط باإلضافة الى ذلك عدم
العلم بالتفويت.
وعليه فالحد الفاصل بين الحيازة واالستيالء هو الحق .فإذا كان الحائز بوضعه يده على العقار يريد
حقه المكتسب فهنا نتكلم عن الحيازة المشروعة المثبتة للملك ،واذا كان السطو والترامي بدون وجه حق فذلك
استيالء على ملك الغير.
- 43ادريس الفاخوري ":الحقوق العينية وفق القانون رقم 39.08منشورات مجلة الحقوق اإلصدار الثاني عشر دار نشر المعرفة طبعة 2 01 3ص
. 104
- 44انظر الفصول من 101الى 105من ظهير االلتزامات والعقود المتعلقة بالمسؤولية عن حيازة الشيء.
- 45انظر الفصول من 166الى 170من قانون المسطرة المدنية.
- 46الفصل 570من القانون الجنائي الذي يجرم انتزاع عقار من حيازة الغير.
- 47مامون الكزبري ":التحفيظ العقاري والحقوق العينية االصلية والتبعية في التشريع المغربي" ،الجزء الثاني شركة الهالل العربية للطباعة والنشر
سنة 1987ص .67
16
الستالء على عقارات الغير
كما ان المشرع حدد للحيازة مدة محددة مقرونة ب وضع اليد بهدوء واطمئنان وبدون منازع على عقار
ودون انقطاع مدة عشر سنوات كاملة بالنسبة للحاضر القائم والحاضر العالم والساكت بال مانع فيما بين
األجانب .أما بالنسبة لألقارب غير الشركاء الذين ليست بينهم عداوة فهي أربعين سنة وعشر سنوات إ ذا كان
فيما بينهم عداوة ،هذا على خالف االستيالء والترامي واالستحواذ الذين ال يراعي فيهما الفاعل مدة الحيازة
حيث تكون قبل انصرام المدة المحددة أو بعدها .48
كما أ ن الحيازة تنصب على العقارات الغير محفظة وهذا ما أكدته المادة 261من مدونة الحقوق
العينية الذي تنص على انه ال تكتسب بالحيازة:
-األمالك المحبسة.
-العقارات المحفظة.
وعليه فال مجال للحديث عن الحيازة في ظل العقارات المحفظة حيث أكد المشرع في الفصل 63من
ظهير التحفيظ العقاري كما وقع تعديله وتتميمه بموجب القانون 14.07والذي ينص على ان" التقادم ال
يكسب أي حق عيني على العقار المحفظ في مواجهة الملك المقيد .وال يسقط أي حق من الحقوق العينية
المقيدة بالرسم العقاري" .على خالف االستيالء الذي ال يستثني أي نوع من العقارات سواء كانت محفظة أ و
غير محفظة وسواء عادت ملكيتها ألشخاص ذاتين أو معنويين مغاربة أو أجانب.
فاالستيالء او الترامي عمل غير مشروع يهدف الى المساس بنظام الملكية العقارية وزعزعة االمن
العقاري في حين أ ن الحيازة طريق مشروع لكسب الملكية ،لكن الحائز قد يعتبر مستوليا بدون سبب مشروع
او بدون وجه حق متى اختلت شروط الحيازة .49
ونظ ار لما تشكله هذه الظاهرة من خطورة على بلدنا وحيلولتها دون تحقيق األمن القانوني والعقاري
على الوجه المطلوب فإ ن األمر يدفعنا للتساؤل عن اآلليات المتخذة للتصدي لهذه الظاهرة.
17
الستالء على عقارات الغير
المبحث الثاني :اآلليات المتخذة للتصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير
يعتبر العقار األرضية األساسية النطالق المشاريع الصناعية والتجارية والسياحية ،فهو أداة لتحقيق
االستقرار واألمن العقاري والسلم االجتماعي ،بالنظر إلى الدور الذي يقوم به على المستوى االقتصادي
واالجتماعي ،غير أن االضطالع بهذه المهمة يتوقف على وجود إطار قانوني يوفر للملكية العقارية أرضية
صلبة تمكن الجميع من التعامل فيه بكل ثقة واطمئنان.50
ولما كان االستيالء على عقارات الغير دون سند قانوني ،أحد أوجه التعدي على حق الملكية والتي
أضحت ممارسة خطيرة ،جاءت ال رسالة الملكية للتنبيه بخطورة هذه الظاهرة ،وأثرها على األمن العقاري
والتعاقدي وللتأكيد على ضرورة اتخاذ كافة اإلجراءات والتدابير الالزمة للحد والتصدي الفوري والحازم ألفعال
االستيالء على عقارات الغير ،و يتعلق األمر بتدابير تشريعية تخص تعديل بعض النصوص القانونية
)المطلب األول ) ،ثم دور بعض الجهات الرسمية في التصدي لهذه الظاهرة (المطلب الثاني ).
المطلب األول :التدابير التشريعية للتصدي للظاهرة االستيالء على عقارات الغير
نشير في بداية هذه الفقرة إلى أن أساليب السطو واالستيالء على عقارات الغير تتم غالبا عبر استغال ل
الثغرات القانونية ،أو التزوير في المحررات أساس التفويت ،كتزوير المحررات العرفية أو العقود الرسمية
المحررة في الخارج وتذييلها بالصيغة التنفيذية ،أو اإلراثات أو الوكاالت .ومنه وجب التفكير في تجاوز هذه
الثغرات التشريعية عن طريق تعديل بعض نصوص مدونة الحقوق العينية (أوال ) وكذا إعادة النظر في مسألة
التذييل بالصيغة التنفيذية وتعديل السجل التجاري (ثانيا).
الفقرة االولى :تعديل بعض النصوص القانونية
إ ن االستيالء على عقارات الغير ظاهرة خطيرة ألنها تهدد األمن العقاري ،لذلك وعيا من المشرع بخطورة
هاته الظاهرة فقد عمل على تعديل مجموعة من النصوص القانونية لعل أهمها المادة الرابعة من مدونة
الحقوق العينية ،باإلضافة إلى اقتراح المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية لما تشكله من خطورة على
المالك الحقيقي وهو ما يحول دون تحقق األمن العقاري بالشكل المطلوب وكذا الفصل 352من القانون
الجنائي .51
18
الستالء على عقارات الغير
بالرجوع إلى المادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية ،52يالحظ أن المشرع أضاف الوكاالت الخاصة
بالتصرفات العقارية إلى حكم المادة ا لرابعة من مدونة الحقوق العينية ،حيث أصبح من الالزم تحرير عقد
ا لوكالة المتعلق بتصرف عقاري إما لدى الموثقين أو العدول أو لدى م حامي مقبول للترافع أمام محكمة
النقض ،إذ أنه من قبل تعديل المادة كانت هذه الوكاالت تخرج عن مقتضيات المادة الرابعة من مدونة
الحقوق العينية ،حيث يمكن للشخص أن ينجز وكالة عرفية مع أي شخص أخر من خالل التوقيع و
المصادقة عليه أمام أي جهة مخولة لهذه المصادقة ،دونما إجراءات مدققة ،مثل أن ينجز العقد موثق ،أو
عدل أو محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض ،أما ا الن وبعد تعديل هذه المادة فال تكون الو كالة محل
.53 التحرير صحيحة إال إذا حررت من قبل تلك الجهات الثالث ،وهذا من شأنه أن يسد هذه الثغرة
وبهذا يكون المشرع قد أحسن صنعا بتعديل المادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية محاوال ربط قيود
مطامع ذوي النيات السيئة للذين يحاولون الترامي على ملك الغير بشتى الطرق ،54وخاصة تلك العائدة
لألجانب وكذا المغاربة المقيمين بالخارج.
- 2تعديل المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية
تنص المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية على ما يلي " :إن الرسوم العقارية وما تتضمنه من
تقييدات تابعة إلنشائها تحفظ الحق الذي تنص عليه وتكون حجة في مواجهة الغير على أن الشخص
المعين بها هو فعال صاحب الحقوق ال مبينة فيها.
إن ما يقع على التقييدات من إبطال أو تغيير أو تشطيب من الرسم العقاري ال يمكن التمسك به في
مواجهة الغير المقيد عن حسن نية ،كما ال يمكن أن يلحق به أي ضرر ،إال إذا كان صاحب الحق قد
تضرر بسبب تدليس أو زور أو استعماله شريطة أن يرفع الدعوى للمطالبة بحقه داخل أجل أربع سنوات
من تاريخ التقييد المطلوب إبطاله أو تغييره أو التشطيب عليه ".
- 52جاء في المادة الرابعة من مدونة الحقوق الع ينية ما يلي :يجب أن تحرر تحت طائلة البطالن جميع التصرفات العقارية المتعلقة بنقل الملكية أو
بإنشاء الحقوق العينية األخرى أو نقلها أو إسقاطها ،وكذا الوكاالت الخاصة بموجب محرر رسمي أو بمحرر ثابت للتاريخ يتم تحريره من طرف
محامي مقبول للترافع أمام محكمة النقض ما لم ينص ق انون خاص علال خالف ذلك ،كما يجب ـن يتم توقيع العقد المحرر من طرف المحامي
والتأشير على جميع صفحاته من األطراف ومن الجهة التي حررته .
وتصحح االمضاءات من لدن السلطة المحلية المختصة ،ويتم التعريف بإمضاء المحامي المحرر للعقد من لدن رئيس كتابة الض بط بالمحكمة التي
يمارس مهامه بدائرتها " .
- 53مقال منشور بمجلة مغرب القانون ،تحليل المادة الرابعة من مدونة الحقوق العينية .إجراءات جديدة للحد من االستيالء على عقارات الغير.
- 54عمر ازوكار "،الﺘقﺴﯿﻤات العقارية "،نﺪوة الﺘﺼﺪي لﻈاهﺮة االسﺘﯿالء على عقارات الغﯿﺮعلى ضﻮء الﺮسالة الﻤلﻜﯿة الﻤﺆرخة في
30دجﻨﺒﺮ ، "2017الﻤﻨﻈﻤة مﻦ طﺮف ماسﺘﺮ الﺪرسات العقارية وبﺸﺮاكة مع نادي قﻀاة الﻤغﺮب ،والﻮدادية الﺤﺴﻨﯿة للقﻀاة ،ومﺨﺘﺒﺮ الﺪراسات
القانﻮنﯿة والﺘﻨﻤﯿة الﻤﺴﺘﺪامة في الفﻀاء األورومﺘﻮسﻄي ،والﻤﺮكﺰ الﻤغﺮبي للﺘﺤﻜﯿﻢ ومﻨازعات األعﻤال الﻤﻨعقﺪة في 22يﻮلﯿﻮز 2017بﻜلﯿة العلﻮم
القانﻮنﯿة واالقﺘﺼادية واالجﺘﻤاعﯿة بﻄﻨﺠة
19
الستالء على عقارات الغير
وعليه فإن صدور هذه المادة ،كانت ومازالت تثير الكثير من النقاشات واإلشكاالت سواء على المستوى
النظري أو العملي األمر الذي يجعل المجال مفتوحا على مجموعة من الق اررات التي تحاو ل تقديم تأويالت
منسجمة مع األسس القانونية التي تضمن التوازن بين عاملين رئيسيين ،أال وهما مبدأ حماية الملكية العقارية
من جهة ،ومبدأ استقرار المعامالت من جهة ثانية ،ولكن وفق قواعد نظام التحفيظ العقاري ومدونة الحقوق
العينية ،فإذا كان تكريس مبدأ حماية الملكي ة العقارية يقتضي تمكين صاحب الحق من استرداد حقه العيني
من يد من أخده بغير وجه حق وبمدخل غير م شروع ،فإن تكريس مبدأ استقرار المعامالت يقضي من جهة
أخرى حماية الغير المقيد حسن النية مع األخذ بعين االعتبار انعكاس ذلك على تشجيع االستثمارات وتفعيل
دور العقار في التنمية .55
وبذلك فإن هذه المادة تشكل إحدى الثغرات التشريعية التي تمكن بعض األشخاص من االستيالء على
عقارات الغير دون موجب قانوني ،بحيث أنه رغم تبوث التدليس أو الزور فإنه يجب على صاحب الحق أن
يمارس دعواه داخل أجل أربع سنوات من تاريخ التقييد المطلوب إبطاله ،و بمرور هذا األجل سيحصن قانونيا
العقد الذي طاله التدليس أو الزور ،و ال يمكن بالتالي إبطال العقد الم زور بأي شكل من األشكال ،خالفا
للقاعدة القائلة :ما بني على باطل فهو باطل ،بل سيصبح العقد المزور بعد مرور أربع سنوات عقدا
صحيحا ،مستجمعا ألركانه ،منتجا ألثاره ،و قائما بذاته و يعطي حقا لصاحبه .وهو األمر الذي أكدته
محكمة النقض سي ار على هذا القانون في القرار 56عدد 170بتاريخ 2013/02/20في الملف رقم
.2012/1/1/1823
ونعتقد أن هذه المدة – مدة أربع سنوات – لرفع الدعوى ،و التي تحتسب منذ تاريخ التقييد و ليس تاريخ
العلم ،ال مبرر لها متى كان األمر متعلقا بتدليس أو زور في استعماله ،وبالتالي وجب تعديل هذه المادة
تفاديا الستعمالها في السطو واالستيالء على عقارات الغير بتغطية من القانون ،األمر الذي دفع أحد
المهتمين إلى االستغراب كيف يمكن إسقاط أسمى الحقوق الدستورية بمدة زمنية قصيرة ،مما يتعين معه إعادة
النظر بهذا التدبير بتقييد رفع الدعوى من تاريخ العلم بدل احتساب تاريخ التقييد ،كما جاء في سياق المادة
الثانية المذكورة .57
وفي إطار تصدي و ازرة العدل لالستيالء على عقارات الغير ،تقدمت األغلبية بمجلس النواب بمقتضى
التعديل ،حيث بدأت دراسة هذا التعديل بتاريخ 2017/07/18من طرف لجنة العدل والت شريع بمجلس
النواب ،وذلك بجعل أجل رفع دعوى التشطيب على التقييدات التي تتم على الرسوم العقارية في حالة وقوع
- 55المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية وأهم اإلشكاالت التي تطرحها – االستاذ محمد الخمالي ،المكتبة القانونية العربية ،مقال منشور بموقع
www.biblotdroit.comتاريخ االطالع 2021/11/17على الساعة .13.40
- 56قرار عدد 170في الملف رقم 1823/1/1/2012الذي ذهب إلى اعتبار أن " تقييد التصرفات والحقوق في الرسوم العقارية قرينة لفائدة الغير
حسن النية على صحتها و ليس هناك ما يستثني حالة البطالن بسبب ثبوت التزوير في عقد وقع تقييده'.
- 57إدريس فاخوري :مرجع سابق .ص.11
20
الستالء على عقارات الغير
تزوير وتدليس ،تبتدئ من تاريخ اكتشاف التزوير أو التدليس بدال من األجل المنصوص عليه حاليا ،والذي
يبتدئ م ن تاريخ التقييد المطلوب إبطاله بسبب التزوير أو التدليس .وهناك ثالث اقتراحات لتعديل مقتضيات
المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية:
oالرأي األول :يقوم على حماية حسن النية الذي ال يعلم بزور المستند الذي تملك به العقار
موضوع النزاع وبالتالي ال يمكن إبطال هذا التصرف من الرسم العقاري طالما لم يثبت سوء نية
المقيد أو تواطئه مع المزور.
oالرأي الثاني :يقوم بإرجاع العقار إلى مالكه الحقيقي عمال بقاعدة ما بني على باطل فهو باطل
ولو كان الغير المقيد حسن النية.
oالرأي الثالث :الذي يمنح الخيار لصاحب العقار (المالك الحقيقي) بين إرجاع العقار أو المطالبة
بالتعويض شريطة أن يكون العقار خرج من يده بسبب تزوير أو تدليس .58
والمالحظ من الفصل 352من القانون الجنائي 59حصره ألشخاص كالموثق والعدل دون غيرهم من
المهنيين الذين يقومون وفق القانون بتحرير العقود ،ويتعلق األمر بمحامي مقبول للترافع أمام محكمة النقض ،
والذي يعتبر كذلك جهة مكلفة بتوثيق التصرفات العقارية وفق مقتضيات المادة الرابعة من مدونة الحقوق
العينية وذلك في محرر ثابت التاريخ ،لذا فإنه وجب إدخاله إلى جانب األشخاص المعنيين بعقوبة التزوير
وفق الفصل 352من القانون الجنائي مادام أن المحامي المحرر للعقد بإمكانه فعل التزوير ،كأن يقوم
بتغيير أو إضافة تصريحات لم يتلقاها مما يشكل تغيي ار للحقيقة في جوهر المحرر . 60
وقد نشر بالجريدة الرسمية عدد 6763الصادرة بتاريخ 25مارس 2019القانون رقم 33.18الذي
قضى بتغيير وتتميم مجموعة القانون الجنائي ،ومن أهم التعديالت التي أقرها هذا القانون هو ما يتعلق
بالفصلين 352و 353المتعل قة بتجريم تزوير األوراق العمومية والرسمية ،حيث أصبحت العقوبة من 10إلى
20سنة وغرامة مالية من 100.000إلى 200.000درهم بعد أن كانت السجن المؤبد وذلك في حق كل
- 58توفيق اليوسف ي " :ظاهرة االستالء على عقارات الغير – األسباب وسبل التصدي" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة
سيدي محمد بن عبدا هلل ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس ،السنة الجامعية ،2018/ 2017ص .87/86
- 59جاء في الفصل 352من القانون الجنائي ما يلي " :يعاقب بالسجن المؤبد كل قاضي أو موظف عمومي وكل موثق أو عدل ارتكب أثناء قيامه
بوظيفته ،تزويرا بإحدى الوسائل التالية
-وضع توقيعات مزورة
-تغيير المحرر أو المحرر أو الكتابة أو التوقيع
-وضع أشخاص موهومين أو استبدال بآخرين
-كتابة إضافية أو مقحمة في السجالت أو المحررات العمومية ،بعد تمام تحريرها أو اختتامها "
- 60توفيق اليوسفي :مرجع سابق ،ص90و .91
21
الستالء على عقارات الغير
قاض أو موظف عمومي وكل موثق أو عدل ارتكب أثناء قيامه بوظيفته ،تزوي ار بإحدى الوسائل المنصوص
عليها في الفصل 352من القانون الجنائي.
ولعل أهم مقتضى أتى به هذا القانون هو ما نص عليه الفصل 1- 359ويتعلق بمعاقبة كل محام
مؤهل قانونا لتحرير العقود الثابتة التاريخ طبقا للمادة 4من مدونة الحقوق العينية بالسجن من 10إلى 20
سنة وغرامة من 100.000إلى 200.000درهم في حا لة ارتكابه ألعمال التزوير المنصوص عليها في
الفصلين 352و 353أعاله.
وبهذا يكون المشرع المغربي قد وحد العقوبات على جميع المهنيين فيما يتعلق بجرائم تزوير األوراق
العمومية والرسمية ،وذلك بغية التصدي لجرائم التزوير التي ساهمت بشكل كبير في بروز ظاهرة اال ستيالء
على العقارات في المغرب ،وهو ما كان موضوع الرسالة الملكية الموجهة لوزير العدل .61
باإلضافة إلى هذا تدخل المشرع المغربي لمواجهة ظاهرة االستيالء على األمالك العقارية عن طريق
تعديل السجل التجاري( )2ليشمل إلى جانب الشركات التجارية الشركات المدنية التي ال تمارس أعمال
تجارية .62
20 - 61سنة سجنا تنتظر المحامين المؤهلين لتحرير العقود الثابتة التاريخ المدانين بجرائم التزوير مقال منشور بمجلة مغرب القانون
- 62عائشة أمغار ،مرجع سابق ،ص .111
22
الستالء على عقارات الغير
وتظهر أهمية هذه المسطرة كونها تجسد سيادة الدولة كما أنها تتفادى تنازع األحكام والقوانين بين الدول،
بحيث أن مجرد صدور حكم أجنبي ال يعني تنفيذه في دولة أخرى إال إذا كان ت هذه الدولة تعترف بإمكانية
تنفيذ األحكام األجنبية داخل حدودها أم ال.
ونظ ار لتعدد العالقات التي تربط بين المغرب وباقي الدول األخرى ،فقد كان من الطبيعي أن تنشأ عقود
ذات صلة بالمعامالت العقارية التي يتم تحريرها في بعض الدول األجنبية ،والتي ال تستدعي تنفيذها داخل
التراب الوطني ،إال بعد تذييلها بالصيغة التنفيذية من قبل القضاء وفق ما هو منصوص عليه بالفصل 432
من قانون المسطرة المدنية .63
وهكذا فان مسألة التذييل بالصيغة التنفيذية للعقود المبرمة بالخارج قد تكون معرضة للسطو على
ممتلكات الغير.
لذا وجب إعادة النظر في هذا اإلجراء ،إذ كيف يمك ن لقاضي في محكمة ابتدائية معينة التأكد من
سالمة وصحة وثيقة معدة من موثق أجنبي مثال والتحري من مصداقيتها ،واألجدر هو تخويل هذا
االختصاص كإجراء قبلي على األقل للقنصليات المغربية في الخارج ،خصوصا وأنها تكون ذات اخ تصاص
في الدولة التي انجز أو حرر العقد فوق ترابها الوطني.
وحبذا لو اتخذ المشرع تعديال يرمي إلى تنظيم مسألة التذييل فيما يتعلق بالمسائل العقارية في ظهير
التحفيظ العقاري.64
- 63الفصل 432من قانون المسطرة المدنية :تكون العقود المبرمة بالخارج امام الضباط والموظفين العموميين المختصين أيضا قا بلة للتنفيذ
بالمغرب بعد إعطائها الصيغة التنفيذ ية ضمن الشروط المقررة في الفصول السابقة.
- 64خالد الغزالي" :ظاهرة االستيالء على عقارات الغير على ضوء الرسالة الملكية "المؤرخة ف ،2016- 12- 30مقال منشور بمجلة القانون
واألعمال الدولية .
- 65محمد الحبيب بداع" :قراءة في القانون 31.18المتعلق بالشركات المدنية والعقارية" ،مجلة القانون واألعمال الدولية .
23
الستالء على عقارات الغير
تتميم الظهير الصادر في 9رمضان 12( 1331غشت )1913ل قانون االلتزامات والعقود بإضافة
المادة ، 889- 1من أجل تنظيم تسجيل عقد الوكالة ،المتعلقة بنقل الملكية أو إنشاء الحقوق األخرى أو نقلها
أو تعديلها أو إسقاطها ،بسجل الوكاالت المتعلقة بالحقوق العينية ،وتحديد األثر القانوني المترتب عن هذه
العملية.
التنصيص على إحداث سجل الوكاالت المتعلقة بالحقوق العينية ،بحيث يتم مسكه من قبل كتابة ضبط
المحكمة االبتدائية التابع لها مكان تحرير عقد الوكالة (الفصل 889- 1من مشروع قانون .)31- 18وتفاديا
ألي تحايل أو تالعب فالمشرع نص من خالل الفصل 987- 3من مشروع هذا القانون على إلزام هذه
الشركات متى تبث أنها تمارس المضاربة العقارية بتغيير شكلها القانوني إلى إحدى الشركات التجارية حسب
شكلها ،وفي ح الة عدم التقيد بهذا اإلجراء يوجه رئيس كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية المختصة تلقائيا أو
بناء على إشعار من قبل المحافظ على األمالك العقارية أو ممثل إدارة الضرائب أو الخزينة العامة للمملكة ،
إنذا ار إلى الممثل القانوني للشركة قصد القيام بتغيير شكلها القانوني ،وذلك داخل أجل ستة أشهر من تاريخ
التبليغ ،واذا لم تستجب الشركة فإن المحكمة تصدر حكما بحل الشركة بناءا على طلب من رئيس كتابة
الضبط.66
المطلب الثاني :دور بعض الجهات الرسمية في التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير
لقد تم إحداث عدة آليات ومساطر استباقية لمواجهة ظاهرة االستيالء على عقارات الغير في مهدها،
دون انتظار حدوثها لمعالجتها والتصدي لها ،ومن بين التدابير المقترحة ما هو مرتبط بمصالح المحافظة
العقارية والسادة الموثقين )الفقرة األولى( ومنها ما هو مرتبط بالنيابة العامة) الفقرة الثانية(.
24
الستالء على عقارات الغير
oتوصية تقضي بجرد العقارات المحفظة المهملة ،68على المستوى الوطني ،باعتبارها تشكل هدفا
محتمال لالستيالء عليها من طرف الغير وا غالق باب االطالع على وثائقها بالمغرب وفحصها ،بشكل
نهائي ،في وجه األشخاص الذين ال عالقة لهم بهذه الممتلكات كإجراء احترازي لمنع االستيالء عليها .69وفي
هذا اإلطار ،وبتعاون بين و ازرة الداخلية والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية ،ت م
إطالق حملة لجرد العقارات المهملة ،70والتي يقصد بها تلك التي لم يتم استغاللها منذ مدة طويلة ويكون
مالكوها في غالب األحيان مجهولين أو غائبين أو متوفين وال يعرف لهم وارث ،بحيث ستتولى السلطة
المحلية اإلشراف على عملية ميدانية تتوج بملء استمارة تتضمن مجموعة من البيانات الرامية إلى التعريف
بالعقار المهمل من حيث مالكه المحتمل وموقعه وحدوده ومشتمالته .وذكر السيد وزير العدل محمد أوجار،
خالل اجتماع اللجنة المكلفة بتتبع الموضوع في شتنبر ، 2019والتي حضر أشغالها المدير العام للوكالة
الوطنية للمحافظة العقارية والمس ح العقاري والخرائطية ،السيد كريم التجموعتي ،وممثلو القطاعات المعنية،
وهيئات مهنية ،وجمعيات المجتمع المدني ،أنه وبعد إحالة جرد هذه العقارات على مصالح المحافظة العقارية
لتدقيقها تبين أن الئحة العقارات المحفظة المهملة تضم 4037رسما عقاريا حسب معطيات و ازرة العدل .
واتخذت مجموعة من التدابير واإلجراءات لحماية هذه العقارات من خالل وضع تنبيه خاص يتضمن
عبارة «عقار مهمل» بملف الرسم العقاري المعني ،وكذا بقاعدة المعطيات العقارية المعلوماتية لدى المحافظة
العقارية ،مع حث المحافظين على األمالك العقارية باالحتراز الشديد في دراسة المعامالت والبت في الطلبات
التي ترد عليهم والمتعلقة بالعقارات المهملة.
oإنشاء »تطبيق محافظتي« م ن طرف الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية يتم من خاللها إشهار رقمي
يخول للمالك المقيدين حق تتبع وضعية عقاراتهم من خالل االطالع على البيانات المسجلة بالرسوم العقارية
دون مشقة التنقل للمحافظة العقارية ،وقد يبدو ذلك وكأنه تخفيف من صرامة مقتضيات المادة الثانية من
مدونة الحقوق العينية.
وفي نفس السياق ،سجل أنه تم إطالق خدمات إلكترونية إضافية من طرف الوكالة الوطنية للمحافظة
العقارية والمسح العقاري والخرائطية لل مساهمة في دعم االجراءات الوقائية للحد من حاالت االستيالء على
عقارات الغير « ،كخدمة االشهار العقاري الرقمي » التي تمكن المرتفقين من االطالع بكيفية مجانية على
اإلعالنات المنشورة بالجريدة الرسمية سواء تعلقت بمطالب التحفيظ أو الرسوم العقارية طالما أنها ال زالت في
-68مذكرة المدير العام للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية و المسح العقاري و الخرائطية عدد 02056المرسلة بتا ريخ 1 5ف براي ر 2 017إلى
السادة المحافظين على األمالك العقارية و السادة رؤساء مصالح المسح العقاري.
-69كريم التجموعتي :مدير الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية و المسح العقاري و الخرائطي ،تصريح لجريدة األخبار عدد 368تاريخ 28فبراير
. 2020
-70رسالة السيد وزي ر الداخلية عدد 2011المؤرخة في 08فبراير 2017حول التصدي ألفعال االستيالء على عقارات الغير .ا
25
الستالء على عقارات الغير
طور النشر بالجريدة الرسمية ،وكذا خدمة « طلب وتسليم الشهادات والوثائق بطريقة الكترونية » التي تمكن
المرتفقين من تقديم طلباتهم وا لحصول على الشهادات والوثائق العقارية بطرق الكترونية.
لكن يؤخذ على هذه التدابير انحيازها إلى الرسوم العقارية أكثر من مطالب التحفيظ التي يمكن لها هي
األخرى آن تكون عرضة لالستيالء عن طريق التفويت بطرق احتيالية وتحفيظها في اسم المفوت له،
خصوصا وأن الجميع يعلم ما لقرار التحفيظ من حصانة قانونية 71مستمدة من مقتضيات ظهير التحفيظ
العقاري كما وقع تعديله وتتميمه بمقتضى القانون 14.07وباألخص الفصلين 72 1و 73 62منه والمكرسة
قضاءا ،74األمر الذي يتعين معه االخذ بعين االعتبار وضعية العقار في طور التحفيظ وكذا العقار غير
المحفظ الذي يمكن أن يكون محال لالستيالء من قبل الغير.
oتفعيل المحافظين لصالحياتهم المنصوص عليها في ظهير التحفيظ العقاري بشكل صارم ،خصوصا
فيما يتعلق بمراقبة السندات المدلى بها من قبل المعنيين باألمر تدعيما لطلبات التقييد ،75مع ضرورة اشتراط
التسجيل في السجل التجاري كإجراء أولي كلما تعلق األمر بتصرف عقاري للشركات المدنية العقارية يوجب
التقييد في السجالت العقارية .76
oوفي إطار االحت ارزات الواجب اتخاذها صدرت مذكرة أخرى ذات ارتباط بالموضوع 77تلزم المحافظين
بضرورة دراسة طلبات تقييد األوامر بعقل وتجميد وحجز العقارات المعنية الصادرة في إطار التدابير
اال حت ارزية المتخذة خالل اجراءات التحقيق القضائية في شكل شكاوى االستيالء على العقارات وايالئها
26
الستالء على عقارات الغير
األهمية الالزمة والضرورية دون تأخير أو تسويف بغية منع التصرف في هذه العقارات لفائدة الغير ،إلى
حين انتهاء التحقيق والبت في الشكاوى المذكورة وفق ما تقتضيه المساطر القانونية المعمول بها في هذا
اإلطار.
oو دائما في نفس السياق ،و لتحصين الملكية العقارية و محاربة ظاهرة االستيالء على عقارات الغير،
جاء قرار 78من المدير العام للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية و المسح العقاري والخرائطية الذي بموجبه
تقرر االستغناء عن االيداع المادي للعقود و الوثائق المتعلقة بطلبات التقييد أو اإليداع بالسجالت
العقارية المقدمة من قبل الموثقين عبر الفضاء الخاص بهم بالمنصة اإللكترونية للوكالة و االقتصار فقط و
بصفة حصرية ابتداءا من 15شتنبر 2021على اإليداع اإللكتروني للعقود و الوثائق بحيث لم يعد
باإلمكان التعامل مع الوكالة بالعقود الورقية من طرف السادة الموثقين و سيتم بذلك اإليداع ،الدراسة والتأشير
عليها إلكترونيا و في نفس الوقت سيتم دفع واجبات التقييد إلكترونيا أيضا.
ب -دور الجهات المكلفة بالتوثيق في التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير
ففي إطار الحرص على تعزيز ضمانات استقرار المعامالت وحماية األمن التعاقدي ،وبغية حماية المهن
المؤهلة لتوثيق 79وتحرير العقود ذات الصلة بالمعامالت العقارية من إمكانية إنكار بعض المتعاقدين
لتصرفاتهم ،جاء في أحد البالغات الصادرة عن و ازرة العدل والحريات تم فيه اإلعالن عن تجهيز مكاتب
المكلفين بتحرير مثل هذه العقود بكاميرات بغية التسجيل السمعي البصري أثناء عملية تحرير العقود من
طرف العدول والموثقين والمحامين واالحتفاظ بها والرجوع لها عند االقتضاء ،غير ان العدول والموثقين
رفضوا هذا التدبير حيث اعتبروا هذا التدبير غير مجد ويمس بحرية األطراف مما يتناقض مع المبادئ
السامية التي أقرها الدستور المغربي.
فاألمر ربما يكون منطقيا بالنسبة للموثقين وبعض العدول ،لكن فإن انتقال -المتعاقدين -
لمقر سكناهم بالنسبة للعدول أم ار ممكنا ،كما أن هناك العديد من العقود التي تحرر في األسواق العمومية من
قبل بعض العدول بالنسبة لمناطق متعددة من المغرب.
إن األمر يتطلب تدخال تشريعيا صريحا للتنصيص على هذه التقنية ،والزام القضاء -
بخصوصها في اإلثبات.
- 78ق رار عدد 010425لمدير الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية بتاريخ 14شتنبر .2021
- 79تم تنظيم مهنة التوثيق بالمغرب بمقتضى الظهير الشريف رقم 1.11.179صادر في 25ذي الحجة 1432الموافق ل 22نوفمبر 2011بتنفيذ
القانون رقم 32- 09المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق المغربي ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5998بتاريخ 27ذو الحجة 1432الموافق ل 24
نوفمبر ،2011ص 5611 :وما بعدها .
27
الستالء على عقارات الغير
إن المحامي المقبول للترافع أمام محكمة النقض الذي يختص نوعيا بتحرير مثل هذه العقود، -
قد يكون أمر إلزامه بهذا اإلجراء صعبا خصوصا وان مسألة تصحيح اإلمضاء يقع خارج أسوار مكتبه ،أمام
موظفي البلديات والمقاطعات أو بعبارة اصح لدى السلطات المحلية المختصة بالنسبة لألطراف المتعاقدة،
وبالتعريف بإمضاء المحامي لدى رئيس كتابة الضبط بالمحكمة االبتدائية التي يمارس بدائرة نفوذها.
باإلضافة إلى هذا اإلجراء و حديثا ،لمكافحة االستعماالت التدليسية للمعطيات التعريفية و محاولة
استغاللها في معامالت غير قانونية تمس بحقوق الغير ،أبرمت المديرية العامة لألمن الوطني و المجلس
الوطني لهيئة الموثقين بالمغرب بروتوكول اتفاق و شراكة مهنية في أواخر شهر أكتوبر 2021يسمح
للموثقين المغاربة بولوج و استغالل البيانات التعريفية التي تتضمنها البطاقة الوطنية للتعريف اإللكترونية في
إبرام العقود و كافة المعامالت القانونية و ذلك للتأكد من صحة الحامل االلكتروني للبطاقة التعريفية في
مرحلة أولية ،تم التأكد من مطابقة هوية حاملها فضال عن استخ ارج و استغالل المعطيات التعريفية و
البيومترية التي تحملها رقاقتها اإللكترونية المدمجة.
وكان هذا اإلجراء ضروريا خصوصا وأن تزوير بطاقة التعريف الوطنية االلكترونية يعد من أكثر
األساليب استعماال من طرف مافيات العقار 80للسطو على عقارات الغير .وكان هذا اإلجراء مقترح المجلس
الجهوي للموثقين بالرباط.81
الفقرة الثانية :دور النيابة العامة في التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير
بعد الرسالة الملكية الموجهة إلى وزير العدل والحريات حول االستيالء على عقارات الغير ،قام هذا
األخير بتوجيه منشور 82إلى جميع الوكالء العامين ل لملك لدى محاكم االستئناف وكذا وكالء الملك لدى
المحاكم االبتدائية يحتهم فيه على:
-اإلشراف الشخصي على تتبع األبحاث المفتوحة لهذا النوع من القضايا وا عطائها األولوية ،مع اختيار
وتكليف ضباط شرطة قضائية مؤهلين إلنجاز األبحاث.
-حث الشرطة القضائية على تسريع وثيرة األبحاث المفتوحة في هذا النوع من القضايا والتنسيق مع
مختلف المتدخلين في المجال إلضفاء الجودة والفعالية على األبحاث.
- 80تقرير لجنة بوزارة العدل عن االستيالء على عقارات الغير سنة 2017والتي أسفرت عن تشخيص الوضعية على مستوى الملفات القضا ئية
المرتبطة بظاهرة االستيالء على عقارات الغير في 4حاالت:
-عدم حضور المالك الحقيقي للعقار وانتحال صفته بتقديم بطاقة تعريف وطنية مزورة
-عدم حضور المالك وحضور وكيل بموجب وكالة مزورة بالمغرب أو خارجه
-اإلدالء برسوم إراثة أو وصايا مزورة
-إبرام عقد بيع خارج التراب الوطني
- 81مقترحات المجلس الجهوي للموثقين بالرباط بتاريخ 20يناير 2017القاضي بإدخال تعديل على القانون 06 /35المحد ثة بموجبه ال بطاقة
الوطنية للتعريف اإللكترونية والذي يسمح بمقتضاه للموثقين باالطالع على المعطيات المسجلة بالرقاقة اإللكترونية والشفرة القضي بية المتعلق به،
وتمديد هاته التعديالت على شهادة التسجيل وبطاقة اإلقامة بالنسبة لألجانب المقيمين بالمغرب.
- 82رئاسة النيابة العامة ،دورية عدد 27بتاريخ 18يونيو 2020حول قضايا االستيالء على عقارات الغير.
28
الستالء على عقارات الغير
-تفعيل اإلنابات القضائية الدولية للتأكد من صحة العقود المبرمة بالخارج مع استعمال الوسائل السريعة
في التواصل مع السلطات األجنبية كلما كان القانون أو االتفاقيات تبيحها.
-السهر على تجهي ز السلطات المفتوحة سواء أمام قضاة التحقيق أو هيئات الحكم مع تنفيذ المقررات
القضائية الرامية إلى تجهيز الملفات الصادرة في هذا الشأن.
-السهر على تقديم الملتمسات التي تقتضيها متطلبات تحقيق األمن العقاري إلى هيئات الحكم
والتحقيق.
-سلوك طرق الطعن التي يخولها القانون في شأن المقررات القضائية التي يبدو أنها غير كفيلة بتحقيق
الردع الكافي للحد من خطورة األفعال المرتكبة.
-السهر على تجهيز الملفات المطعون فيها واحالتها بالسرعة المطلوبة على جهات الطعن.
كما تمت الدعوة إلى تبليغ النيابة العامة بكل دعاوى التزوير ،والحرص على التدخل في الدعاوى
المدنية المرتبطة بالموضوع .ودعوى الزور الفرعي ال تقتصر مسطرته على إنكار الخط أو التوقيع وانما
تشمل حتى التحقق من مضمون الوثيقة .83وكذا تبليغها في ملفات تذييل العقود األجنبية المتعلقة بتفويت
عقارات الغير بالحزم واالهتمام البالغين .ومنح النيابة العامة وقاضي التحقيق والمحكمة الصالحية في اتخاذ
تدبير عقل العقار موضوع التصرف إلى حين البت في القضية.
وخالصة ،فعلى النيابة العامة التحلي بالحرص الشديد والصرامة الالزمة بخصوص تتبع األبحاث
الجارية ب شأن قضايا االستيالء على عقارات الغير لما له من تأثير على االستثمار وما يترتب عنه من زعزعة
ثقة الفاعلين والمساهمين االقتصاديين.
- 83قرار محكمة النقض رقم 1859المؤرخ في 21/4/99الملف المدني رقم .2852/97
29
الستالء على عقارات الغير
خاتمة
من خالل دراسة هذا الموضوع سواء في شقه المتعلق بتشخيص ظاهرة االستيالء على عقارات الغير
أو بخصوص تدابير واجراءات التصدي لها ،يمكن القول إنها ظاهرة يصعب القضاء عليها بصفة نهائية
طالما أن القانون مهما كان محكما ال يمكنه التنبؤ بالحاالت المستجدة ،األمر الذي يفتح الباب أمام
العصابات التي تنشط في ميدان التزوير والسطو على أمالك الغير دون موجب قانوني.
ولإل شارة فإن التفاعل الذي تعرفه ظاهرة االستيالء على عقارات الغير من قبل كل المهتمين بالمجال
العقاري يبرهن عن الرفض القطعي لهذه السلوكيات الماسة بحقوق األفراد والجماعة ،والعزم الحازم عن القطع
من قريب أو من بعيد كل ما يؤدي ويسهل من عملية السطو هذه ،ولن يتأتى المراد إال بتجهيز ترسانة
قانونية متراصة ومتماسكة خالية من الثغرات والقصور حتى يتسنى حماية العقار من أي تطاول مفترض،
ليعم األمن العقاري وتصان الملكية العقارية ،كما ينبغي النهوض بمؤسسة القضاء والسير بها نحو الفعالية
والتجرد ،حتى تضمحل الصورة النمطية لدى المتقاضين ،كما ينبغي اإلشارة في األخير أنه مهما بلغت
القاعدة القانونية من حكمة ودقة فإن تنزيلها يبقى رهين بضمير ا لساهرين على تطبيقها ،لذلك ومن أجل رفع
الفعالية ينبغي تبني خطة تشاركية يساهم فيها الجميع كل من زاوية اختصاصه هدفها األول واألخير الضرب
بيد من حديد على كل من سولت له نفسه المساس بعقارات غيره.
30
الستالء على عقارات الغير
المراجع
الكتب
▪ مامون الكزبري" :التحفيظ العقاري والحقوق العينية االصلية والتبعية في التشريع المغربي" ،الجزء الثاني شركة
الهالل العربية للطباعة والنشر سنة .1987
▪ محمد الكشبور" :نزع الملكية من أ جل المنفعة العامة قراءة في النصوص وفي المواقف القضائية" مطبعة النجاح
الجديدة الدار البيضاء ،الطبعة الثانية .2007
▪ محمد خيري ":حماية الملكية العقارية ونظام التحفيظ العقاري بالمغرب" ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط.
▪ جواد الروس ":الحيازة واالستحقاق في الفقه المالكي والتشريع المغربي" ،مطبعة الكرامة ،الرباط ،طبعة األولى،
.2009
األطروحات والرسائل
أوال :األطروحات
▪ زكرياء الرجراجي " :حماية القضاء اإلداري للملكية العقارية بالمغرب" ،أطروحة لنيل الدكتورة في القانون العام
جامعة موالي إسماعيل مكناس ،السنة الجامعية .2016/2017
▪ محسن الصويب ":جريمة االعتداء على الملكية العقارية في القانون المغربي" اطروحة لنيل الدكتورة في القانون
الخاص جامعة القاضي عياض مراكش السنة الجامعية .2014/2015
▪ هشام بوتكيوط " :مدى فعالية آليات مراقبة العمليات العقارية في تحقيق التنمية" ،أطروحة لنيل دبلوم الدكتوراه في
القانون الخاص ،جامعة محمد األول وجدة ،السنة الجامعية .2015/2014
ثانيا :الرسائل
▪ توفيق اليوسفي" :ظاهرة االستيالء على عقارات الغير األسباب وسبل التصدي "رسالة لنيل شهادة الماستر في
القانون الخاص ،جامعة سيدي محمد بن عبد اهلل ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس
.2018/2017
▪ طارق الدخيسي " :تحيين الرسوم العقارية وأثره على التنمية" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة
محمد األول وجدة ،السنة الجامعية .2008/2007
▪ عائشة أمغار " :االستيالء على عقارات الغير وأثره على األمن العقاري" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون
الخاص ،جامعة القاضي عياض كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش.2019/2018،
▪ عبد الكريم بودالل" :االعتداء المادي لإلد ارة على الملكية العقارية بين تنظير الفقه وتطبيقات القضاء اإلداري"
بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ،جامعة سيدي محمد بن عبد اهلل .فاس السنة الجامعية .2014/2013
▪ عبد الحق السراوي" :الوضعية القانونية للعقار في طور التحفيظ" ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص
جامعة القاضي عياض مراكش .2014/2013
31
الستالء على عقارات الغير
▪ محمد ايت بوزيد " :حماية القاضي اإلداري االستعجالي للملكية من خالل االذن بالحيازة ورفع االعتداء المادي"
رسالة لنيل دبلوم الماستر في القضاء اإلداري جامعة محمد الخامس بالرباط السنة الجامعية .2016/2015
▪ نادية بولحجاج " :حمايته القضاء للملكية العقارية من االعتداء المادية" ،بحث لنيل دبلوم الماستر في القانون
الخاص ،جامعة عبد المالك السعدي طنجة ،السنة الجامعية .2013/2012
المقاالت والمداخالت
▪ ادريس الفاخوري" :ظاهرة االستيالء على عقا ا رت الغير :األسباب وسبل التصدي" ،مقال منشور ضمن سلسة
المعارف القانونية والقضائية ،مؤلف جماعي بعنوان "االستيال ء على عقارات الغير واالسترجاع" منشورات مجلة
الحقوق ،اإلصدار62ـ 2018دار النشر والمعرفة ،مطبعة المعارف الجديدة الرباط طبعة ،2018ص .24
▪ محمد مومن" :االستيالء على عقارات الغير تحديد المفهوم وأسباب الظاهرة في أراضي الجموع" ،مقال منشور
ضمن سلسلة المعارف القانونية والقضائية ،دار النشر المعرفة ،مطبعة المعارف الجديدة ،طبعة ،2018الرباط.
▪ أحمد الشحيتي" :التحفيظ العق اري بين إكراهات التعميم وازدواجية النظام العقاري" ،مقال منشور ضمن أشغال
الندوة الوطنية المنظمة يومي 25ـ 26نونبر ،2016بعنوان "العقار والتعمير واالستثمار" ،الجزء األول ،مطبعة
المعارف الجديدة الرباط ،طبعة .2017
▪ حمزة العرابي" :ظاهرة االستيالء على عقارات الغ ير بين هشاشة التشريع وقوة الترامي" ،مقال منشور بالموقع
اإللكتروني المنصة القانونية ،https://www.maroc2droit.comتم االطالع عليه بتاريخ 18نونبر 2021
على الساعة .16:16
▪ خالد الغزالي " :ظاهرة االستيالء على عقارات الغير على ضوء الرسالة الملكية المؤرخة في 2016- 12- 30مقال
منشور بمجلة القانون واألعمال الدولية.
اإللكتروني بالموقع منشور مقال ومظاهره" الغير عقارات على االستيالء ▪ "ماهية
،https://universitylifestyle.netتم االطالع عليه بتاريخ 18نونبر 2021على الساعة .14:57
▪ عمر بكاري " :ضوابط تملك األجنبي للعقارات في التشريع المغربي والمقارن" ،مقال منشور بسلسلة أمالك الدولة،
العدد ،2السنة الثانية 2013منشورات مجلة الحقوق ،مطبعة المعارف الجديدة ،الرباط.
▪ عمر ازوكار "،التقسيمات العقارية"،ندوة التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغيﺮعلى ضﻮء الﺮ سالة الملﻜية
المﺆرخة في 30دجنبﺮ ،"2017المنظمة مﻦ طﺮف ماستﺮ الﺪرسات العقارية وبشﺮاكة مع نادي قضاة المغﺮب.
▪ مناظرة الوطنية حول السياسة العقارية بتاريخ 08دجنبر 2015
▪ مقال منشور بمجلة مغرب القانون" ،عندما يحرف المشرع "...تحليل الفقرة الثانية من المادة الثانية من مدونة
الحقوق العينية
▪ محمد الخمالي ،المادة الثانية من مدونة الحقوق العينية وأهم اإلشكاالت التي تطرحها ،المكتبة القانونية العربية،
مقال منشور بموقع www.biblotdroit.comتاريخ االطالع 2021/11/17على الساعة .13.40
32
الستالء على عقارات الغير
▪ حسن فتوخ"" :دور المحافظ العقاري في مراقبة السندات المدلى بها تدعيما لطلبات التقييد" ،مداخلة في اشغال
الندوة الوطنية المنظمة بشراكة بين محكمة النقض والوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية
تحت عنوان " نظام التحفيظ العقاري دعامة اساسية للتنمية– قراءة في مستجدات القانون رقم " -14/07المنشورة
بدفاتر محكمة النقض ،عدد ، 2015، 21ص : 173وما بعدها.
▪ عبد الصادق مهالوي ":حجية الرسم العقاري" ،مداخلة في اشغال الندوة العلمية الوطنية التي نظمها مختبر
الدراسات القانونية المدنية والعقارية لتكريم االستاذ محمد خيري بكلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية
جامعة القاض ي عياض بمراكش ،ايام 29و 30ابريل ، 2011منشورة بسلسلة الندوات وااليام الدراسية ،العدد
،38 - 2011ص : 133وما بعدها.
▪ كريم التجموعتي :مدير الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطي ،تصريح لجريدة األخبار
عدد 368تاريخ 28فبراير .2020
المجالت القضائية
▪ إدريس الفاخوري" :ظاهرة االستيالء على عقارات الغير األسباب وسبل التصدي – قراءة على ضوء الرسالة الملكية
المؤرخة في ، ″2016/12/30مجلة المنارة للدراسات القانونية واإلدارية ،المجلد/العدد :ع ،19يونيو.2017
▪ محمد الهيني" :تقييم لنظام الطعن في ق اررات المحافظ العقا ري بين القضاء العادي والقضاء اإلداري على ضوء
مستجدات قانون التحفيظ العقا ري" ،مجلة األمالك ،عدد 11ـ ،12سنة 2012ـ.2013
▪ ظاهرة االستيالء على عقارات الغير ،مقال منشور بالموقع اإللكتروني لمجلة المختبر القانوني ،تم االطالع عليه
بتاريخ 18نونبر 2021على الساعة .14:43
▪ عبد الحميد الحمداني :العمل القضائي في مجال الغضب ونقل الملكية ،م جلة البحوث عدد 9لسنة .2009
▪ محمد الراقي" :االستيالء على عقارات األجانب والمتغيبين بالمغرب زعزعة لألمن العقارية" ،مقال منشور بمجلة
االطلس للدراسات الفقهية والقضائية واالقتصادية ،ملف خاض بظاهرة االستيالء على عقارات الغير العدد .221
▪ محمد الحبيب بداع :مجلة القانون واألعمال الدولية" ،قراءة في القانون 31.18المتعلق بالشركات المدنية
والعقارية".
33
الستالء على عقارات الغير
▪ امر استعجالي صادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط رقم 211في ملف 126/200بتاريخ 20دجنبر منشور
بمجلة المحاكم اإلدارية العدد الثاني أكتوبر .2005
▪ قرار عدد 170في الملف رقم 1823/1/1/2012بتاريخ .2013/02/20
▪ قرار محكمة النقض عدد 3619الصادر بتاريخ 06 / 09 / 2011في الملف المدني عدد 4172 / 1/ 3/
2010المنشور بالمجلة الصادرة عن محكمة النقض تحت عنوان ملفات عقارية " قضايا التحفيظ العقاري "العدد
5لسنة .2015
▪ قرار محكمة النقض رقم 1859المؤرخ في 21/4/99الملف المدني رقم .2852/97
النصوص القانونية
▪ الدستور الجديد للمملكة المغربية صادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.91بتاريخ 29يوليوز .2011
▪ الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 12( 1331أغسطس )1913المتعلق بالتحفيظ العقاري كما تم تعديله
وتتميه بالقانون .14.07
▪ المرسوم رقم 2.08.378الصادر في 28أكتوبر 2008بتطبيق أحكام القانون 16.03المتعلق بخطة العدالة.
▪ المرسوم رقم 2.13.2الصادر في 16رمضان 1435الموافق ل 14يوليوز 2014في شأن إجراء ات التحفيظ
العقاري ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 6277المؤرخة في 28يوليوز ،2014صفحة 6119وما بعدها،
▪ القانون 81.07المتعلق بنزع الملكية من أجل المنفعة وباالحتالل المؤقت.
▪ الظهير الشريف رقم 1.11.179صادر في 25ذي الحجة 1432الموافق ل 22نوفمبر 2011بتنفيذ القانون
رقم 32- 09المتعلق بتنظيم مهنة التوثيق المغربي ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5998بتاريخ 27ذو الحجة
1432الموافق ل 24نوفمبر.
المواقع االلكترونية
▪ /https://www.jurisprudence.ma
▪ https://www.cndp.ma/fr/espace-juridique/jurisprudence.html
▪ https://universitylifestyle.ne
▪ https://www.maroc2droit.com
▪ https://www.marocdroit.com
34
الستالء على عقارات الغير
المالحق
الرسالة الملكية السامية المؤرخة في 30دجنبر 2016الموجهة إلى السيد وزير العدل والحريات المتعلقة
بتفشي ظاهرة االستيالء على عقارات الغير
35
الستالء على عقارات الغير
مذكرة رئاسة النيابة العامة ،دورية عدد 27بتاريخ 18يونيو 2020حول قضايا االستيالء على عقارات
الغير
36
الستالء على عقارات الغير
37
الستالء على عقارات الغير
38
الستالء على عقارات الغير
39
الستالء على عقارات الغير
40
الستالء على عقارات الغير
41
الستالء على عقارات الغير
42
الستالء على عقارات الغير
43
الستالء على عقارات الغير
44
الستالء على عقارات الغير
45
الستالء على عقارات الغير
46
الستالء على عقارات الغير
47
الستالء على عقارات الغير
48
الستالء على عقارات الغير
49
الستالء على عقارات الغير
الفهرس
مقدمة 1.........................................................................................
المطلب األول :أسباب تفشي ظاهرة االستيالء على عقارات الغير 4..........................
الفقرة األولى :األسباب القانونية والقضائية لظاهرة االستيالء على عقارات الغير 4..........
الفقرة االولى :تمييز االستيالء على عقارات الغير عن االعتداء المادي13 ............... .
المبحث الثاني :اآلليات المتخذة للتصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير 18 .............
المطلب األول :التدابير التشريعية للتصدي للظاهرة االستيالء على عقارات الغير 18 .........
الفقرة الثانية :إعادة النظر في مسألة التذييل بالصيغة التنفيذية 22 .........................
المطلب الثاني :دور بعض الجهات الرسمية في التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات
الغير 24 .....................................................................................
الفقرة األولى :دور المحافظة العقارية و الجهات المكلفة بالتوثيق 24 .......................
الفقرة الثانية :دور النيابة العامة في التصدي لظاهرة االستيالء على عقارات الغير 28 ....
50