Professional Documents
Culture Documents
1
مقدمة:
يشكل العقار أرضية أساسية ال غنى عنها إلقامة مختلف المشروعات سواء كانت صناعية
أو تجارية أو سياحية ،إذ يعتبر أداة لتحقيق االستقرار واألمن والسلم االجتماعي بالنظر إلى
الدور الفعال الذي يقوم به على المستوى االقتصادي واالجتماعي ،بيد أن تحقيق ذلك يتوقف
على وجود إطار قانوني محكم ودقيق تتوفر فيه مقومات األمن القانوني ،بما من شأنه أن يساهم
في حماية الملكية العقارية وجعلها أرضية مناسبة إلنجاز المشاريع االستثمارية.
وإذا كان النظام العقاري في المغرب يتصف باالزدواجية ،إذ نجد أن هناك عقارات غير
محفظة تخضع لمدونة الحقوق العينية 1ولبعض المقتضيات الواردة في قانون االلتزامات
والعقود 2وعقارات محفظة تخضع لظهير التحفيظ العقاري 3دون أن يكون من الممكن إخراجها
من هذا النظام ،بعد مرورها بمجموعة من المراحل ،تسمى بإجراءات التحفيظ والتي يمكن
سلوكها بالطريقة العادية المعهودة عن طريق إيداع مطلب التحفيظ بشكل يدوي تقليدي لدى
الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية أو بسلوك الطريقة اإللكترونية
التي تتم عبر المنصة اإللكترونية للوكالة العقارية ،وهو ما أصبح يسمى بالتدبير اإللكتروني
لعمليات التحفيظ.
ويقصد بالتدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ كل عملية أو مجموعة من العمليات تنجز
بمساعدة طرق إلكترونية 4أو بدونها وتطبق على معطيات ذات طابع شخصي ،مثل التجميع
أو التسجيل أو التنظيم أو الحفظ أو المالءمة أو التغيير أو االستخراج أو االطالع أو االستعمال
أو اإليصال عن طريق اإلرسال أو اإلذاعة أو أي شكل آخر من أشكال إتاحة المعلومات ،أو
التقريب أو الربط البيني ،وكذا اإلغالق أو المسح أو اإلتالف.5
وقبل وصول إجراءات التحفيظ العقاري إلى مرحلة تدبيرها بشكل إلكتروني ،فقد عرفت
تطورا تاريخيا مهما ،بحيث كانت الملكية العقارية قبل دخول المستعمر للمغرب تعرف
-1القانون رقم ، 39-08المتعلق بمدونة الحقوق العينية ،الصادر بتنفيذه الظهير الشريف 1.11.178الصادر في 25ذي
الحجة 22( 1432نونبر ،)2011المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5998بتاريخ 27ذي الحجة 24( 1432نونبر ،)2011
الصفحة .5587
-2ظهير 9رمضان 1331الموافق ل 12غشت 1913بمثابة قانون االلتزامات والعقود.
-3الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 12( 1331أغسطس )1913المتعلق بالتحفيظ العقاري.
-4والطريقة اإللكترونية حسب ا لمادة 2من القانون رقم 43-20المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية المذكورة
هي كل وسيلة ترتبط بتقنية ذات قدرات كهربائية أو رقمية أو مغناطيسية أو السلكية أو بصرية أو كهرومغناطيسية أو أي
قدرات أخرى مماثلة.
-5الزكراوي محمد ،التدبير االلكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة به ،مقال منشور بالموقع التالي
https://www.droitetentreprise.com/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%af%d8%a8%d9
%8a%d8%b1-تم االطالع عليه يوم األحد 18يوليوز 2021على الساعة .2:06
2
استقرارا وثباتا كونها كانت تخضع للشريعة اإلسالمية التي كرست الحق في الملكية الخاصة،
واعترفت به لكل أفراد المجتمع على اختالف جنسياتهم وشرائحهم وطبقاتهم االجتماعية ،بل
إن الفقهاء المسلمين بينوا طبيعتها وخصائصها وعناصرها ونظامها وأنواعها وركزوا بشكل
خاص على طرق اكتسابها ومساطر توثيقها وحمايتها أمام القضاء مع الحرص الشديد على
تحقيق المساواة عند تحقيق الحقوق وعند اقتضائها. 6
أما بعد دخول المستعمر للمغرب فقد عمل على إصدار قوانين مشتتة ،تخدم مصالحه
بالدرجة األولى ،ومن جملة القوانين التي جاءت في هذه المرحلة نجد ظهير 12غشت 1913
المتعلق بظهير التحفيظ العقاري المعمول به حاليا والذي يرتكز على عدة مبادئ أهمها مبدأ
الشهر العيني ،ومبدأ علنية التحفيظ ،ومبدأ التطهير ،ومبدأ مشروعية التسجيل ،والتي تسود
جميع اإلجراءات التي تهدف إلى تحفيظ العقار.
وبعد الحصول على االستقالل تدخل المشرع المغربي في العديد من المناسبات إلعادة
ترتيب الوضعية القانونية للعقار الذي وضع لها من الضوابط ما يكفي لحمايته ،غير أن ذلك لم
يكن كافيا إلصالح ما يمكن إصالحه ،خاصة وأن المغرب كان مقسما إلى ثالثة أقسام (منطقة
الحماية الفرنسية ومنطقة الحماية اإلسبانية ومنطقة طنجة الدولية) ،وكل منطقة من هذه
المناطق كانت تخضع لنظام قانوني معين ،مما جعل من الصعب إخضاع جميع العقارات
بالمغرب لنظام قانوني موحد.
وإلى غاية حلول فترة السبعينات من القرن الماضي ،ظهرت المعلوميات في بعض اإلدارات
المركزية على الصعيد الوطني ،روجت للدور الفعال الذي يمكن أن تقوم به في الرفع من
المردودية وتحسين جودة الخدمات ،فقد تبوأ ت في أمد غير طويل مكانة متميزة داخل العديد
من المؤسسات العمومية ،وإدراكا منها لعمق التحوالت التي سيتمخض عنها انتشار أساليب
التعامل والتسيير ،فقد شرعت مديرياتها منذ سنة 1973في اعتماد هذه التقنية الحديثة في بعض
ميادين أنشطتها ومنها على الخصوص ميدان التحفيظ العقاري.7
ومن بين اإلدارات العمومية التي دخلت مرحلة اعتماد األنظمة المعلوميات في تقديم خدماتها
نجد الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية باعتبارها الجهاز المكلف
بالسهر على تطبيق نظام التحفيظ العقاري .فإدخال المعلوميات في المجال العقاري لم يكن وليد
الصدفة وإنما جاء بناء على إرادة واعية من طرف المهتمين بتنظيم الشأن العقاري ،وتنفيذا
للسياسة التي اتخذتها الدولة في سبيل تبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية.
-6محمد برادة ،مظاهر تأثير القوى االستعمارية على الرسوم العقارية بالمغرب ،مقال منشور بالموقع التالي:
،https://www.hespress.com/%D9%85%D8%B8%D8%A7%D9%87%D8%B1تم االطالع
عليه يوم الجمعة ،2021/07/16على الساعة .20:10
-7محمد عميمي ،استعمال التقنيات الحديثة في ميدان التحفيظ العقاري ،مداخلة من ندوة وطنية حول موضوع "ثمانون سنة
من التحفيظ العقاري :حصيلة وآفاق ،1993-1913لوزارة الفالحة واالستثمار الفالحي ،مطبوعات ومنشورات مديرية
المحافظة على األمالك العقارية ص.103 :
3
هذا وقد جاء القانون رقم 148-07المغير والمتمم لظهير التحفيظ العقاري بمجموعة من
المستجدات ،استرساال لإلصالحات التشريعية في سبيل تحقيق األمن العقاري ،وباالطالع على
مقتضيات القانون المذكور نجده قد مهد إلمكانية إدخال الرقمنة على الخدمات التي تقدمها
الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية ،حيث جاء في نص الفصل
106على أنه" :يمك ن للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية أن
تؤسس ،بأساليب إلكترونية ،مطالب التحفيظ والرسوم العقارية ونظائرها والشواهد الخاصة
بالتقييد والسجالت المنصوص عليها في هذا القانون وذلك وفق الشروط والشكليات المحددة
في نص تنظيمي" ،كما أكد ذلك من خالل المرسوم رقم 2.13.18المتعلق بإجراءات التحفيظ،9
والذي نص بدوره على إمكانية استعمال المحافظة العقارية لألساليب اإللكترونية في تدبير
سجالتها العقارية حيث نصت المادة 24منه على أنه" :يمكن للمحافظ على األمالك العقارية
تدبير السجالت باألساليب اإللكترونية".
وانتظر المشرع المغربي للتعبير عن نيته بشكل صريح في إدخال المعلوميات في المجال
العقاري لمدة تناهز سبع سنوات ،قبل أن يكرس هذه المكنة في المادة األولى من المرسوم رقم
2.18.181المتعلق بالتدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ لعقاري والعمليات المرتبطة به،10
التي جاء فيها" :تطبيقا لمقتضيات الفصل 106من الظهير المتعلق بالتحفيظ العقاري المشار
إليه أعاله ،يحدد هذا المرسوم الشروط والكيفيات التي يتم وفقها التدبير اإللكتروني لعمليات
التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها" ،كما أحدثت بموجبه منصة إلكترونية تابعة
للمحافظة العق ارية يتم عبرها معالجة جميع الطلبات المقدمة من طرف مرتفقيها سواء كانوا
طالبي التحفيظ أو متعرضين أو لهم حقوق على العقار المراد تحفيظه ،لتتماشى مع القانون رقم
55-19المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية.11
وقد اتضحت جليا أهمية هذا التوجه في ظل األوضاع التي فرضها االنتشار الواسع والسريع
لجائحة كورونا كوفيد 19-في مختلف دول العالم ،والتأثير الكبير الذي خلفته على مختلف
المجاالت بما فيها المجال العقاري ،وهو ما جعل الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح
العقاري والخرائطية أمام تحد كبير بين استمراريتها في تقديم خدماتها للمرتفقين ،وبين واقع
-8الظهير الشريف الصادر في 9رمضان 12( 1331أغسطس )1913المتعلق بالتحفيظ العقاري كما وقع تغييره وتتميمه
بالقانون رقم 14.07الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم 1.11.177في 25من ذي الحجة 22( 1432نوفمبر ،)2011
المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5998بتاريخ 27ذو الحجة 24( 1432نوفمبر ،)2011ص.5575 :
-9المرسوم رقم 2.13.18الصادر في 16رمضان 14( 1435يوليو ،)2014في شأن إجراءات التحفيظ العقاري؛ المنشور
بالجريدة الرسمية عدد 6277بتاريخ 30رمضان 28( 1435يوليو ،)2014ص.6119 :
-10مرسوم رقم 2.18.181صادر في 2ربيع اآلخر 10( 1440ديسمبر )2018بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني
لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها ،المنشور في الجريدة الرسمية عدد 6737بتاريخ 16ربيع اآلخر 1440
( 24ديسمبر ،)2018ص.9743 :
-11الظهير الشريف رقم ،1.20.06الصادر بتاريخ 11من رجب ( 1441الموافق 6مارس ،)2020الصادر بتنفيذه القانون
رقم 55-19المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 6866بتاريخ 24من رجب
( 1441الموافق 19مارس ،)2020ص.1626 :
4
تدبير الزمن الذي أملته المادة السادسة من المرسوم رقم 2.20.29212والتي نصت على وقف
سريان جميع اآلجال التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل خالل فترة الطوارئ الصحية
المعلن عنها مع استئناف احتسابها ابتداء من اليوم الموالي ليوم رفع حالة الطوارئ المذكورة،
والكل وفق ضابطين أو محركين رئيسيين يتمثالن في تحقيق سياسة الجودة التي اتخذت منها
الوكالة رهانا لها ،وفي خدمة جميع مرتفقي الوكالة.13
ومما ال شك فيه أن اتساع دائرة اعتماد التكنولوجيا سيكون له تأثير إيجابي ال يمكن إنكاره
خاصة في مجال التحفيظ العقاري نظرا للدور الذي يمكن أن تلعبه المنصة اإللكترونية للوكالة
الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية في الحد من ظاهرة االستيالء على
العقارات وحل الكثير من المشاكل ،فإنه في نفس الوقت يشكل خطورة تتمثل في إمكانية
االعتداء على المعطيات الشخصية الجديرة بالحماية بمقتضى القانون رقم 08.0914والتي يتم
إدراجها في المنصة اإللكترونية للوكالة العقارية.
وفي ظل هذه البيئة اإللكترونية المزدحمة ،ضعفت قبضة األمن والمراقبة والتحكم
وازدهرت عمليات اختراق المعطيات الخاصة المعالجة إلكترونيا وسرقتها بشكل ملفت للنظر،
حتى أصبحت تشكل تهديدا بالغا لسائر المؤسسات العمومية وشبه العمومية والخاصة ،التي
تعتمد في أعمالها على الحواسيب وشبكة االنترنت ،مما يعني أن استعمال المعلوماتية جاء
مصحوبا بفرص جديدة الرتكاب أشكال وصور مستحدثة من الجرائم الفنية ،سميت فيما بعد
بالجرائم المعلوماتية ،15األمر الذي يقتضي إيجاد مقتضيات أكثر مالئمة مع البيئة الجديدة
للمعامالت اإللكترونية ،وأن تعمل على تأمينها.
ومن هذا المنطلق أصبحت الرؤيا واضحة بالمغرب بأن نجاح االستراتيجية الوطنية المجتمع
المعلومات واالقتصاد الرقمي -المغرب الرقمي - 2013رهين بتعزيز الثقة الرقمية ،وأن بلوغ
أهداف ومرامي استراتيجية المغرب الرقمي يتوقف على طريقة سريانه في وسط قانوني سليم،
يكفل االستقرار للمعامالت ويعزز الثقة فيها ،ويحمي حقوق وحريات أطرافها ،ويحيط
المصالح المتعلقة بالنظام العام سواء الداخلي أو الخارجي بسياج متين من الحماية ،16ومن أجله
عمل المشرع المغربي على إصدار مجموعة من القوانين تتعلق كلها بتأمين وتحصين المنصات
والبوابات اإللكترونية وكذا الوثائق والمعطيات الخاصة لألفراد والمعالجة بشكل إلكتروني،
-12مرسوم بقانون رقم 2.20.292الصادر في 28رجب 23( 1441مارس )2020المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة
الطوارئ الصحية وإجراءات اإلعالن عنها ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 6867مكرر بتاريخ 29رجب 24( 1441
مارس ،)2020ص .1782
-13عبد الكريم نفيل ،تدبير مصالح المحافظة العقارية لزمن جائحة كورونا (كوفيد ،)19-مقال منشور بمجلة فضاء المعرفة
القانونية /العدد الخامس /أكتوبر ،2020الصفحة .259
-14ظهير شريف رقم 1.09.15صادر في 22من صفر 18( 1430فبراير )2009بتنفيذ القانون رقم 09.08المتعلق
بحماية األشخاص الذاتيين تجاه معالجة المعطيات ذات الطابع الشخصي ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5711بتاريخ 27
صفر 23( 1430فبراير ،)2009ص.552 :
-15عبد الحكيم زروق ،التنظيم القانوني للمغرب الرقمي ،مطبعة النجاح الجديدة-الدار البيضاء ،الطبعة األولى ،2013ص:
.7
-16عبد الحكيم زروق ،التنظيم القانوني للمغرب الرقمي ،مرجع سابق ،ص.8 :
5
بداية بإصداره للقانون رقم 53-05المتعلق بالتبادل اإللكتروني للمعطيات القانونية ،17والمعدل
والمتمم بالقانون رقم 43-20المتعلق بخدمات الثقة في المعامالت اإللكترونية ،18ومن أجل
إضفاء الطابع الجنائي على من يحذف أو يعرقل سير نظم المعالجة اآللية للمعطيات فقد أصدر
المشرع القانون رقم 0719-03القاضي بتتميم مجموعة القانون الجنائي 20فيما يتعلق بجرائم
نظم المعالجة اآللية للمعطيات ،وبعد سنتين من هذا اإلصدار خرج إلى الوجود القانون رقم
08.09المتعلق بحماية األشخاص الذاتيين تجاه المعطيات ذات الطابع الشخصي ،واستكماال
لهذه الترسانة القانونية أصدر المشرع المغربي القانون رقم 0521-20المتعلق باألمن السبراني
وهو قانون يبتغي حماية النظم والشبكات العامة للمواصالت ومزودي خدمات اإلنترنيت
ومقدمي الخدمات الرقمية وناشري منصات االنترنيت.
وإذا كان من حسنات المشرع المغربي أنه اعتمد على إدخال المعلوميات في المجال اإلداري
بشكل عام والوكالة العقارية بشكل خاص ،فإن تطبيقها على أرض الواقع لن يكون باألمر
الهين ،وذلك لوجود عدة إكراهات تحول دون االستفادة الكاملة من المعلوميات ليس فقط في
المجال اإلداري وإنما في مختلف المجاالت التي أصبحت تعتمد على الرقمنة في تأدية خدماتها،
خاصة إذا ما علمنا أن البنية التحتية ال تسعف في تحقيق األهداف المتوخاة من اإلدارة
اإللكترونية ،اللهم إذا كانت هذه البداية تمهيد لحقبة جديدة ستبرز بشكل تدريجي مع مرور
الوقت.
وال ننسى كذلك أن النموذج التنموي الجديد دعى لالهتمام بالرقمنة ،وجعلها على أعلـى
المسـتويات فـي هـرم الدولـة باعتبارهـا محفـزا للتحـوالت المهيكلـة وذات األثـر القـوي
باعتبارها تمثـل رافعـة حقيقيـة للتغييـر والتنميـة.
ومن خالل ما سبق يتضح أن موضوع التدبير االلكتروني لعمليات التحفيظ العقاري يحظى
بأهمية بالغة سواء على المستوى القانوني أو االقتصادي أو االجتماعي:
فمن الناحية القانونية تكمن في كون دراسة موضوع التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ
ستمكننا من الوقوف على الخصوصية اإلجرائية التي جاء بها المشرع المغربي في المرسوم
-17الظهير الشريف رقم 1.07.129الصادر في 30نونبر ،2007بتنفيذه القانون رقم ،53-05المتعلق بالتبادل اإللكتروني
للمعطيات القانونية ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 5584بتاريخ 06دجنبر ،2007ص.3879 :
-18الظهير الشريف رقم 100.20.1الصادر بتاريخ 16جمادى األولى 31( 1442ديسمبر ،)2020بتنفيذ القانون رقم
43.20المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 6951بتاريخ 27جمادى األولى
11( 1442يناير ،)2021ص.271 :
-19القانون رقم 07.03بتتميم مجموعة القانون الجنائي فيما يتعلق بالجرائم المتعلقة بنظم المعالجة اآللية للمعطيات الصادر
بتنفيذه ظهير شريف رقم 1.03.197بتاريخ 16من رمضان 11( 1424نوفمبر ،)2003الجريدة الرسمية عدد 5171
بتاريخ 27شوال 22( 1424ديسمبر ،)2003ص 4284
-20الباب العاشر من مجموع القانون الجنائي المعنون بالمس بنظم المعالجة اآللية للمعطيات ،الفصول من 607-3إلى -11
.607
- 21مرسوم رقم 2.21.406الصادر بتاريخ 4ذي الحجة 15( 1442يوليو ،)2021بتطبيق القانون رقم 05.21
المتعلق باألمن السيبراني ،المنشور بالجريدة الرسمية عدد 7011بتاريخ 29ذو الحجة 9( 1442أغسطس ،2021
ص .5979
6
رقم 2.18.181من خالل تقليص األجاالت التي تعالج فيها جميع الطلبات المقدمة عبر المنصة
اإللكترونية للوكالة العقارية ،كما أن إحداث المنصة المذكورة يمكن أن يكون لها دور فعال
ومهم في الحد من ظاهرة االستيالء على عقارات الغير ،وبالتالي توفير األمن القانوني ومعه
األمن العقاري ،خاصة من ناحية إعالم األغيار في كل وقت وحين بكل اإلجراءات والتصرفات
التي تقع على العقار المعني من خالل عمليات اإلشهار التي تتم بطريقة إلكترونية ،إضافة إلى
ذلك تمكن آلية التدبير اإللكتروني من تقليص الوقت والتكاليف للحصول على الشهادات
العقارية بشكل إلكتروني ،لكي تتماشى مع القانون رقم 55-19المتعلق بتبسيط المساطر
واإلجراءات اإلدارية.
أما من الناحية االقتصادية :معلوم أن إدخال المعلوميات في المجال العقاري سيكون لها
دورا مهما في تسهيل وتشجيع المالك على تحفيظ عقاراتهم ،ومن شأن ذلك أن يساهم في
تشجيع التحفيظ العقاري األمر الذي سينعكس بشكل إيجابي على تنشيط الحركة االقتصادية
وبالتالي تشجيع االستثمار سواء الداخلي أو الخارجي.
-أم ا من الناحية االجتماعية :فيكفي اإلشارة إلى أن التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ
يهدف إلى تأمين وتحصين الملكية العقارية ،التي تعد محركا رئيسيا لمختلف المعامالت،
واألرضية المناسبة النطالق المشروعات االقتصادية المنتجة ،كما أن وجود عقار محفظ من
شأنه تحقيق اال ستقرار والسلم االجتماعيين لما له من دور فعال في توفير الوحدات السكنية
سواء في إطار السكن االقتصادي أو السكن االجتماعي.
ومن خالل ما تقدم يمكن طرح إشكالية رئيسة تتمحور حول دور المرسوم المتعلق بتحديد
شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة به في ضمان
حماية الملكية العقارية.
ومن أجل اإلجابة على اإلشكال المحوري للموضوع ،ارتأيت تقسيمه إلى محورين أساسيين،
باعتماد التصميم التالي:
وتنطلق عمليات التحفيظ بتقديم مطلب على شكل تصريح للمحافظة العقارية عبر المنصة
المذكورة أعاله (الفقرة األولى) ،ثم بعد ذلك تأتي مرحلة ثانية تتعلق بالقيام بعمليات التحديد
واإلشهار (الفقرة الثانية) ،ثم باقي المراحل التي تليها.
وقد عرف المشرع المغربي عمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة به ،والتي يمكن
تدبيرها بطريقة إلكترونية بأنها اإلجراءات والمساطر المتعلقة بالتحفيظ العقاري والمسح
العقاري والخرائطية المنصوص عليها في المقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها
العمل".24
-22حدد المشرع األشخاص الذين يحق لهم تقديم مطلب التحفيظ من خالل الفصول 10و 11و 12من القانون رقم 14.07
عندما نص في الفصل 10على أنه" :ال يجوز تقديم مطلب التحفيظ إال ممن يأتي ذكرهم :المالك؛ والشريك في الملك مع
االحتفاظ بحق الشفعة لشركائه ،وذلك عندما تتوفر فيهم الشروط الالزمة لألخذ بها؛ والمتمتع بأحد الحقوق العينية اآلتية :حق
االنتفاع ،حق السطحية ،الكراء الطويل األمد ،الزينة ،الهواء والتعلية ،الحبس؛ والمتمتع بارتفاقات عقارية بعد موافقة صاحب
الملك .والكل مع مراعاة المقتضيات المتعلقة بالتحفيظ اإلجباري".
كما نص الفصل 11من نفس القانون على أن "للدائن الذي لم يقبض دينه عند حلول أجله طلب التحفيظ بناء على قرار قضائي
صادر لفائدته بالحجز العقاري ضد مدينه".
كما نص الفصل 12على أنه "يحق للنائب الشرعي أن يقدم مطلبا للتحفيظ في اسم المحجور أو القاصر حين تكون لهذا
المحجور أو القاصر حقوق تسمح له بتقديم الطلب لو لم يكن محجورا أو قاصرا".
-23محمد الحياني ،عقد البيع وقانون التحفيظ العقاري بالمغرب ،الطبعة األولى يناير 1994مطبعة وراقة ،الصفحة،108 :
أورده إدريس الفاخوري ،الوسيط في نظام التحفيظ العقاري بالمغرب ،دون ذكر المطبعة ،طبعة ،2020الصفحة.47 :
-24المادة 2من المرسوم رقم .2.18.181
8
ومن بين جملة العمليات التي تتم بطريقة الكترونية نجد إيداع مطلب التحفيظ ،25والذي يقدم
عبر المنصة االلكترونية للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري والخرائطية طبقا
للنماذج واالستمارات المحددة من قبل اإلدارة العقارية.
ومن خالل هذه الفقرة سنبين طريقة تقديم مطلب التحفيظ بطريقة الكترونية (أوال) ،وكذا
التطبيقات المعلوماتية المستعملة لهذه الغاية (ثانيا).
وفي حالة اختيار طالب التحفيظ اللجوء إلى الطريقة اإللكترونية إليداع طلبه ،فإنه يتعين
عليه مأل استمارة معدة لهذه الغاية ،وإرفاقها بنسخ من الوثائق والسندات المؤيدة لطلبه.
كما يتعين عليه أن يضمن االستمارة المذكورة رقم هاتفه أو عنوان بريده اإللكتروني أو هما
معا ،27بهدف توصله بإشعار يتضمن رقما خاصا يمكنه من تتبع مآل طلبه ،إضافة إلى ذلك
يفيد تضمين الرقم الهاتفي أو البريد االلكتروني في إشعار صاحب الطلب إما بعدم استيفاء طلبه
للشروط المنصوص عليها قانونا وال ينتج أي أثر من آثار مطلب التحفيظ في هذه الحالة وإما
بقبول طلبه بعد دراسته من طرف المحافظ المعني ،وفي هذه الحالة األخيرة تتم دعوته للحضور
من أجل اإلدالء بأصول السندات والوثائق المؤيدة لطلبه ،وأداء الوجيبات المستحقة واستكمال
باقي اإلجراءات.
-1عدم مطالبة المرتفق بأكثر من نسخة واحدة من ملف الطلب المتعلق بالقرار اإلداري
ومن الوثائق والمستندات المكونة لهذا الملف؛
-2عدم مطالبة المرتفق بتصحيح اإلمضاء على الوثائق والمستندات المكونة لملف الطلب؛
-3عدم مطالبة المرتفق باإلدالء بوثائق أو مستندات إدارية متاحة للعموم وال تعنيه بصفة
شخصية؛
-4عدم مطالبة المرتفق باإلدالء بنسخ مطابقة ألصول الوثائق والمستندات المكونة لملف
الطلب.
غير أنه يمكن لإلدارة ،في حالة الشك في صحة النسخ المدلى بها ،أن تطلب من المرتفق
بكل وسائل التواصل المالئمة ،مرة واحدة مع تعليل طلبها ،تقديم أصول الوثائق أو المستندات
المعنية أو نسخ منها مطابقة لألصول لالطالع عليها ،وذلك عند إيداع الملف أو على أبعد
تقدير ،خالل النصف األول من المدة المحددة لدراسة الطلب ،وفي هذه الحالة ،يعلق األجل
المحدد لدراسة الطلب إلى حين اإلدالء بالوثائق والمستندات المطلوبة".
وتطبيقا لهذه المادة ،فإنه ال يمكن للوكالة العقارية مطالبة المرتفق بأكثر من وثيقة أو مستند
يخص طلبه ،أو مطالبته بتصحيح اإلمضاء وكذا مطالبته بوثائق متاحة للعموم ومن السهل
الحصول عليها.
وإذا كانت البنود الثالثة األولى ال تثير أي إشكال مع مقتضيات المرسوم المتعلق بتحديد
شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة به ،فإن البند
الرابع من ذات المادة الذي يقضي بعدم مطالبة المرتفق باإلدالء بنسخ مطابقة ألصول الوثائق
والمستندات المكونة لملف الطلب ،يتناقض ومقتضيات المادة 13من المرسوم المذكور ،على
اعتبار أنه يلزم صاحب الطلب باإلدالء بأصول السندات والوثائق المؤيدة لطلبه ،بعد إشعاره
بذلك ،وأن عدم اإلدالء بها ال يخوله إمكانية استكمال باقي اإلجراءات المتعلقة بطلبه ،وفي هذه
الحالة ،تحدد اإلدارة بشكل حصري ودفعة واحدة ،الئحة الوثائق والمستندات التي يتعين على
المرتفق اإلدالء بها ،تحت طائلة إرجاع الملف ،داخل أجل أقصاه 30يوما ،ابتداء من تاريخ
تقديم الطلب ،وال يحتسب اآلجل المحدد لإلدارة لمعالجة الطلب وتسليم القرار اإلداري موضوع
الطلب إال ابتداء من تاريخ تقديم جميع الوثائق والمستندات المطلوبة.
10
وإذا تبين لإلدارة ،أن وثيقة أو مستندا من الملف المودع غير مستوف للشروط المطلوبة في
المصنفات ،وجب عليها ،خالل النصف األول من األجل المحدد لمعالجة الطلب 28المتعلق
بالقرار اإلداري ،أن تطلب من المرتفق ،بكل وسيلة من وسائل التواصل المالئمة ،مع تعليل
طلبها ،استبدال الوثيقة أو المستند المعني ،وفي هذه الحالة ،يتعين على المرتفق تحت طائلة
إرجاع الملف ،اإلدالء بهذه الوثيقة أو المستند داخل أجل أقصاه 30يوما ،ابتداء من تاريخ
29
توصله بطلب اإلدارة.
كما يالحظ من خالل مقتضيات المرسوم رقم 2.18.181أن طلبات التحفيظ هي التي يتم
إيداعها بشكل إلكتروني ،ألن بقبول الطلب أو الطلبات يتم استدعاء مقدم الطلب من أجل
الحضور الستكمال ما تبقى من اإلجراءات ،وبالتالي يمكن القول إن طلبات التحفيظ هي التي
يتم معالجتها إلكترونيا إلى غاية قبول الطلب فقط ،كما أن مسألة دعوة طالب التحفيظ للحضور
تفرغ التدبير اإللكتروني من محتواه.
إضافة إلى ذلك ال توجد في المنصة اإللكترونية للوكالة العقارية في الوقت الحالي خدمة
خاصة بتقديم مطلب التحفيظ ،مما يعني أن هذه الخدمة ال زالت تقدم بشكل تقليدي ،في ظل
التدرج الذي اعتمدته الوكالة في العمل بالمنصة اإللكترونية.
وقد نصت المادة الخامسة من نفس المرسوم على أن الطلبات المتعلقة بالمساطر
واإلجراءات المشار إليها في المادة الثانية 30تقدم عبر المنصة اإللكترونية طبقا لنماذج
-28حددته المادة 16من القانون 55-19المتعلق بتبسيط المساطر واإلجراءات اإلدارية ،التي تنص على أنه" :يجب على
اإلدارات تحديد أجل لمعالجة الطلبات وتسليم كل قرار إداري.
ال يمكن ،بالرغم من جميع األحكام التشريعية والتنظيمية المخالفة ،أن يتعدى هذا األجل مدة أقصاها 60يوما".
-29أنظر المادة 10من القانون 55-19المتعلق بتبسيط المساطر اإلجراءات اإلدارية.
- 30تنص المادة الثانية على ما يلي..." :اإلجراءات والمساطر المتعلقة بالتحفيظ العقاري والمسح والخرائطية والمنصوص
عليها في المقتضيات التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل وال سيما منها:
-تلقي مطالب التحفيظ والتعرضات والقيام بجميع اإلجراءات المتعلقة بمسطرة التحفيظ العقاري وباقي المساطر
األخرى الخاصة بالتحفيظ؛
-تأسيس الرسوم العقارية ونظائرها؛
-إشهار الحقوق العينية والتحمالت العقارية المنصبة على العقارات المحفظة أو التي في طور التحفيظ؛
11
االستمارات المحددة من قبل إدارة الوكالة والموضوعة رهن إشارة المهنيين والعموم بنفس
المنصة.
وتسلم للمتعامل مع الوكالة العقارية عبر المنصة اإللكترونية وصال يتضمن تاريخ وتوقيت
تقديم الطلب إلى مصالح الوكالة ،ويعتبر من أجل احتساب األجل القانوني المتعلق بالطلبات
المقدمة ،تاريخ تقديم الطلب عبر المنصة اإللكترونية خالل أوقات العمل النظامية وفي حالة
عدم تقديمه خارج هذه األوقات يسري األجل من بداية التوقيت اإلداري لنفس اليوم أو يوم
العمل الموالي ،حسب الحالة.31
كما تم إحداث نظام معلوماتي خاص بتدبير الوثائق المودعة من أجل الدراسة ،يقوم بمعالجة
وتدبير جميع القضايا الواردة على المحافظة العقارية من إيداعها بقسم العموم إلى حين اتخاذ
قرار نهائي بشأنها.32
إضافة إلى ما ذكر وتسهيال لعمل المهنيين مع الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية ،ينشأ عبر
المنصة اإللكترونية فضاء خاص بالمهنيين المتدخلين في عمليات التحفيظ العقاري والمسح
العقاري والخرائطية ،قصد تمكينهم من تبادل الوثائق والمعلومات مع مصالح الوكالة
واالستفادة من الخدمات التي تقدمها لهم بشكل إلكتروني ،ويتيح لهم القيام باإلجراءات المتعلقة
بعمليات التحفيظ العقاري والمسح العقاري والخرائطية ،والسيما:
والمالحظ أن هذه طلبات محددة على سبيل المثال ال الحصر ،ويتبين ذلك من خالل
المصطلح المستعمل من طرف المشرع "السيما" ،مما يعني أن هناك إمكانية تقديم طلبات
أخرى عبر الفضاء الخاص بالمهنيين والمتعلق بعمليات التحفيظ العقاري.
وفي مقابل هذه التسهيالت حمل المشرع المغربي المهنيين المعنيين المسؤولية عن استعمال
الحساب المخصص لكل واحد منهم ،والذي تؤسسه له الوكالة بناء على طلبه ،كما يلتزمون
بتوقيع التزام يتضمن الشروط األساسية للولوج إلى الفضاء الخاص بهم ،خاصة ما يتعلق
باستعمال الحساب ،والحفاظ على سرية المعلومات المحصلة من قبله ،وااللتزام باستعمالها
ألغراض مهنية ال غير.
وفي نفس اإلطار أصدر المدير العام للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري
والخرائطية القرار رقم 4925بتاريخ 29أبريل 2021يسمح من خالله باستقبال طلبات
الموثقين الرامية إلى اإليداع أو التقييد بالسجالت العقارية المحررة من طرفهم بكيفية حصرية
عبر الفضاء الخاص بالموثقين المحدث بالمنصة اإللكترونية.
إضافة إلى ما سبق ،مكن الفضاء اإللكتروني للوكالة المرتفقين من طلب التصميم العقاري عن
بعد وتتبع المآل المخصص له ،وكذا التأكد من صحة التصميم ،ويتضح ذلك بجالء عند االطالع
على مقتضيات المادة 2من المرسوم رقم ،2.18.181والتي عددت اإلجراءات والمساطر
المتعلقة بالتحفيظ العقاري والمسح العقاري والخرائطية ،والتي نجد من بينها "إنجاز تصاميم
المسح العقاري ووثائق المسح الوطني وحفظها" ،وأكدت المادة 28من نفس المرسوم ذلك،
من خالل نصها على ما يلي "يمكن طلب الحصول على نسخة من التصميم العقاري و/أو
جدول المساحة عبر المنصة اإللكترونية.
ولهذا الغرض ،يتعين تعبئة االستمارة المعدة لذلك وأداء الوجيبات المستحقة بطريقة إلكترونية.
يتوصل المعني باألمر بإشعار يتضمن رقما خاصا يمكن من خالله تتبع مآل طلبه وتحميل
التصميم العقاري و/أو جدول المساحة عبر المنصة المذكورة.
يمكن تحميل التصميم العقاري و/أو جدول المساحة على دعامة ورقية وتقديمه إلى مصلحة
المسح العقاري التي أعدته ،أو إلى أي مصلحة أخرى للمسح العقاري من أجل التوقيع من
طرف رئيس المصلحة أو من ينوب عنه.
ومن مزايا الخدمات المحدثة بمنصة الوكالة أنها تتيح للمرتفق إمكانية تقديم مجموعة من
طلبات التحفيظ في مدن مختلفة بطلب واحد وهو أمر يتماشى مع ما جاء في المرسوم رقم
2.13.18في شأن إجراءات التحفيظ والذي ينص في مادته األولى على إمكانية تقديم مطلب
التحفيظ لعقار يتكون إما من قطعة واحدة أو عدة قطع متجاورة ،كما تمكنهم هذه الخدمة من
االطالع على جميع اإلعالنات المودعة بها التي تخص العقار المعني ،فتضمين الوكالة الوطنية
للمحافظة العقارية جميع المدن في اإلختيارات التي توجد بها محافظة عقارية تسهل على
المرتفقين تتبع مآل طلباتهم وكذا اإلجراءات التي يمكن أن تتخذ اعتداء على ملكه.
وما تجب اإلشارة إليه ،أن مقتضيات المرسوم رقم 2.18.181سيتم العمل به بشكل
تدريجي ،34وبالتالي لن يتم تقديم جميع الخدمات دفعة واحدة ،وإلى حين التمكن من االستفادة
الكاملة من الخدمات المقدمة من طرفها ،يمكن للوكالة إحداث وتقديم خدمات أخرى جديدة عبر
المنصة اإللكترونية المحدثة طبقا للمرسوم المذكور ،األمر الذي يعني أن المشرع كانت له
نظرة استباقية لما ستعرفه الساحة الرقمية والعق ارية من تطورات قد يتم البدء في معالجتها
إلكترونيا.
إن لكل من عمليات التحديد واإلشهار أهمية بالغة في عملية التحفيظ ،فاألولى تعمل على
تحديد معالم العقار سواء تعلق بالتحديد المؤقت أو النهائي (أوال) ،أما العملية الثانية والمتمثلة
في اإلشهار العقاري ،فتتيح لمن لهم المصلحة في االطالع على أمر التحفيظ ،سواء كان طالب
التحفيظ من خالل تتبع إجراءات التحفيظ أو المتعرضون أو المحافظ العقاري الذي يعتبر
الحريص والمنفذ لعمليات اإلشهار (ثانيا) ،هذا وقد خول المشرع المغربي لكل من يعنيه األمر
بتتبع إجراءات هذه العمليات بشكل إلكتروني من خالل المرسوم رقم .2.18.181
فأول عملية تلي نشر ملخص مطلب التحفيظ في الجريدة الرسمية وتعليقه لدى الجهات
القضائية واإلدارية المعنية ،تتمثل في تعيين تاريخ التحديد حيث يتم إعالنه بنفس الوسائل
السابقة ما عدى الجريدة الرسمية ،ثم يتم توجيه االستدعاءات إلى كل األطراف الذين يهمهم
أمر حضور عملية التحديد.36
وباالطالع على المرسوم المتعلق بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات
التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة بها ،يتبين أن المشرع لم يتطرق لعملية التحديد واكتفى
فقط بالتنصيص على إمكانية طلب استئناف عملية التحديد ،وإنجاز التحديد التكميلي أو استئنافه
دون التطرق لمسألة تقديم طلب عملية التحديد من بدايتها ،والتي تجرى وفق الطريقة العادية
وذلك راجع باألساس ،إلى كون هذه العملية ال تتطلب القيام بأي إجراء سوى الحضور إلى
موقع تواجد العقار عند إجرائها.37
وهو ما يتضح جليا من خالل المادة 11من المرسوم رقم ،2.18.181حيث جاء فيها أنه:
"يمكن تقديم الطلبات المتعلقة بعمليات التحفيظ العقاري عبر المنصة اإللكترونية وال سيما
منها:
فالمالحظ من خالل هذه المادة ،أن الطلب المتعلق بعمليات التحديد ال يقدم من بدايته بالطريقة
اإللكترونية ،وإنما ما يتم طلبه بهذه الطريقة األخير هو طلب استئناف عمليات التحديد ،مما
يعني أن هذه العملية تكون قد بدأت من قبل وفق الطريقة العادية بمجرد إيداع مطلب التحفيظ.
وبالرغم من عدم نص المشرع بشكل صريح على إمكانية طلب التحديد بشكل إلكتروني
فإنه وبالدخول إلى المنصة اإللكترونية يتبين أنها مزودة بخدمة طلب التحديد بهذه الطريقة ،أما
-35أمال جداوي ،المؤسسات المتدخلة في عملية التحفيظ العقاري ،أطروحة لنيل الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة محمد
األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية-وجدة ،-السنة الجامعية ،2013/2012الصفحة.38 :
-36محمد خيري ،العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي ،مطبعة المعار الجديدة - CTPالرباط ،طبعة ،2014
الصفحة.176 :
-37ياسين النحيلي ،رقمنة اإلدارة العقارية -بين ضرورة حماية الحقوق واكراهات التطبيق ،-رسالة لنيل دبلوم الماستر في
القانون الخاص ،جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -عين الشق ،السنة
الجامعية ،2018/2019الصفحة28 :
15
بخصوص رقمنة طلب إنجاز عمليات التحديد التكميلي أو استئنافه ،الواجب إجراؤه في بعض
الحاالت (كتمديد حدود العقار أو تحديد وعاء التعرض أو تطبيق قرار قضائي ،)...فيبدو أنه
منصوص عليه قانونا وال وجود له في الواقع العملي ،إذ بالدخول إلى المنصة اإللكترونية ال
نجد بوابة خاصة بطلب هذه العملية.
وبعد تقديم الطلب ودراسته من طرف المحافظ واستعدائه لألطراف إلنجاز عملية التحديد،
وتعذر إجراؤها في التاريخ المحدد بسبب قوة قاهرة أو أي عذر مقبول ،أو في حالة الحضور
ولم تنجز هذه العملية أو أنجزت بشكل جزئي ،يحرر محضر بذلك ،يقوم المحافظ على األمالك
العقارية بإعالم المعنيين باألمر بالتاريخ والوقت الذي ستنجز فيه من جديد ،وذلك بواسطة
االستدعاءات وتعليق اإلعالنات وفقا للفصلين 18و 19من ظ ت ع أو تبليغ المعنيين باألمر
شفويا في حالة الحضور ،38غير أن المشرع من خالل المرسوم المتعلق بتحديد شروط وكيفيات
التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ لم ينص على هذه الحالة ضمن مقتضياته ،وهو ما يعني
أن هذا المرسوم لم يصل بعد إلى الكمال كما هو الشأن بالنسبة للمنصة اإللكترونية ،لكن
وبالنظر إلى الواقع العملي يالحظ وبشكل جلي عدم تفعيل هذه العمليات بشكل إلكتروني وذلك
راجع باألساس إلى التدرج في استعمال البوابات اإللكترونية المخصصة لهذه العمليات.
وبعد االنتهاء من عمليات التحديد أو التحديد التكميلي والمسح الطبوغرافي 39يتم إنجاز
التصميم المتعلق بالعقار المطلوب تحفيظه ،والذي يبين فيه حدود ومساحة العقار أو كل جزء
من العقار ،كما يتم تضمين به كل مميزات العقار المبينة بمحضر التحديد وتلك المعاينة أثناء
المسح الطبوغرافية.40
وكما هو الشأن بالنسبة لباقي اإلجراءات المعالجة بشكل إلكتروني فإنه بالنسبة لطلب
التصميم يمكن تقديمه بدوره بشكل إلكتروني عبر البوابة المخصصة لذلك داخل المنصة
اإللكترونية للوكالة.
وبذلك يكون المشرع قد أضاف وسيلة أخرى تحدث بالمنصة اإللكترونية للوكالة العقارية
والمذكورة أعاله (خدمة اإلشهار) ،إلى الوسائل المتاحة للقيام بعملية اإلشهار األخرى والمتمثلة
في كل من الجريدة الرسمية ،والتعليق لدى الجهات القضائية واإلدارية (التعليق لدى المحكمة
االبتدائية ،التعليق لدى الجماعات الترابية والقيادات ،التعليق لدى المحافظة العقارية)،
وباالستدعاء الشخصي لكل من يهمه األمر.
ومن أهم ما يميز اإلشهار عبر المنصة اإللكترونية للوكالة العقارية إمكانية االطالع المجاني
على جميع اإلعالنات التي تخص مختلف العمليات المتعلقة بعمليات التحفيظ العقاري
والمنشورة بالجريدة الرسمية.44
وما تجدر اإلشارة إليه ،أن اإلشهار بالطريقة االلكترونية ال يغني عن استعمال وسائل
اإلشهار التقليدية المنظمة في ظهير التحفيظ العقاري المغير والمتمم بالقانون رقم ،14.07من
خالل تعليق كل القرارات المتعلقة بالعقار موضوع التحفيظ التي تصل إلى كل من رئيس
-42حمزة أمزيل ،آفاق المحافظة العقارية الرقمية في حكامة التسيير اإلداري والحد من ظاهرة االستالء على الملكية العقارية،
مقال منشور بمجلة العدالة للدراسات القانونية والقضائية العدد 5يوليوز ،2020الصفحة.103 :
-43محمد الزكراوي ،التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري ،أنظر الموقع التالي:
https://www.droitetentreprise.com/%d8%a7%d9%84%d8%aa%d8%af%d8%a8%d9
%8a%d8%b1-
%d8%a7%d9%84%d8%a7%d9%84%d9%83%d8%aa%d8%b1%d9%88%d9%86%
d9%8aتم االطالع عليه بتاريخ 2021/4/5على الساعة.1:30 :
-44ختام العمراني بوخبزة ،التدبير االلكتروني الخاص بعمليات التحفيظ العقاري المغربي دراسة وفق مرسوم ،2.18.181
مقال منشور بمجلة القانون المدني ،العدد السابع ،2021/2020الصفحة.143 :
17
المحكمة وممثل السلطة المحلية ورئيس المجلس الجماعي ،حيث يلتزم كل واحد من هؤالء
بتعليق ملخص مطلب التحفيظ ،وتاريخ ووقت إجراء التحديد بمقر إدارته ليطلع عليه العموم
وفي ختام هذه الفقرة يمكن القول إن الهدف الرئيسي من التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ
يكمن في إضفاء نوع من االستقرار على المعامالت العقارية ،وذلك بمعرفة المعلومات المتعلقة
بعقار ما ،وإبراز وضعيته القانونية والمادية اآلنية والفعلية ،سواء تعلق األمر بتعيين ومعرفة
هوية المالك الحالي أو السابق (أو المالك السابقين) ،أو تعلق األمر بتعيين وتحديد هوية العقار
(الموقع ،الحدود ،المحتوى ،المساحة ،ترقيمه الخاص ،)...أو ما يرد عليه من حقوق وارتفاقات
إيجابية أو سلبية ،وبصور أعم لمعرفة كل المعلومات التفصيلية المتعلقة بالعقار ،وتسهيل
التعامل فيه. 45
ونتيجة لتطور مجال التكنولوجيا وازدياد أهميته كان من الطبيعي أن يواكب القانون
تطوراتها المتالحقة ،ومن غير المعقول أن يبقى القانون بمنأى عن هذه الثورة ،خاصة وأن
الحاسوب أدى إلى إحداث تطورات جوهرية في نقل المعلومات وتنظيم المعامالت بين الناس
من عقود ومراسالت ،47بل شملت مجموعة من القطاعات األخرى ،وكان من بين أهم
اإلجراءات المتخذة ف ي هذا الصدد مصادقة مجلس الحكومة على مشروع مرسوم رقم
-45مختار بلبال ،الترقيم العقاري في التشريع الجزائري والمقارن ،مذكرة لنيل شهادة الماستر شعبة الحقوق ،جامعة ابن
خلدون تيارات الملحقة الجامعية قصر الشاللة ،الموسم الجامعي ،2017/2016الصفحة.15 :
-46أحمد ناه بوحجة ،دور اإلدارة اإللكترونية في تحديث الخدمات المحلية بالمغرب ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون
العام ،جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية مراكش ،السنة الجامعية ،2010/2009الصفحة:
.12
-47مروان الحبشي ،دور الرقمنة في جلب االستثمار ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة الحسن األول،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -سطات ،الموسم الجامعي ،2020/2019الصفحة.92 :
18
2.18.181المتعلق بتحديد شروط وكيفيات التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري
والخدمات المرتبطة به ،من أجل وضع إطار قانوني تنظيمي يحدد شروط وكيفيات التدبير
اإللكتروني للعمليات المذكورة وذلك تطبيقا للفصل 106من ظهير التحفيظ العقاري 48المعدل
والمتمم بالقانون رقم ،14.07وانسجاما كذلك مع القانون رقم 53.05المعدل والمتمم بالقانون
رقم 43.20المتعلق بخدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية.
وبناء على ذلك تكون اإلدارة الرقمية العقارية ،قد أضحت تشكل أهمية بالغة ،وذلك بالنظر
لما أصبحت تقدمه من تسهيالت لطالبي التحفيظ ال على مستوى الوقت وال على مستوى
التكاليف وجودة الخدمات ،وعلى الرغم من ذلك ال تزال اإلدارة المذكورة ال ترقى لمستوى
التطلعات ،على اعتبار أنها تعاني من جملة من إكراهات تحول دون تحقيق االستفادة الكاملة
من إمكانات اإلدارة الرقمية للمحافظة على األمالك العقارية ،وبالتالي توظيفها كأداة فعالة
لتشجيع أصحاب العقارات على تحفيظ ممتلكاتهم.
ويمكن تصنيف أهم المعوقات التي تحول دون االستفادة الكاملة من اإلدارة الرقمية المذكور
إلى معيقات اجتماعية (الفقرة األولى) ،إضافة إلى المعوقات اإلدارية والتقنية (الفقرة الثانية).
-48ينص الفصل 26من ظهير التحفيظ العقاري على ما يلي" :يمكن للوكالة الوطنية للمحافظة العقارية والمسح العقاري
والخرائطية أن تؤسس ،بأساليب إلكترونية ،مطالب التحفيظ والرسوم العقارية ونظائرها والشواهد الخاصة بالتقييد والسجالت
المنصوص عليها في هذا القانون وذلك وفق الشروط والشكليات المحددة في نص تنظيمي"
19
أوال :األمية الرقمية
إن استعمال الوسائط اإللكترونية لقضاء األغراض بشكل عام ال يحتاج من الفرد أن يكون
ضابطا للقراءة والكتابة فقط ،وإنما يحتاج كذلك لما يسمى بالمعرفة الرقمية أو المعلوماتية،
بحيث يكون عالما بكيفية استعمالها وعلى دراية بمخاطرها لتجنبها ،بحيث إن األمية ال تنحصر
فقط في األمية األبجدية ،بل تتخطاها إلى ما أصبحنا نسمع عنه اليوم باألمية الرقمية سواء لدى
مستعملي الخدمات اإللكترونية المقدمة التي يستفيدون منها أو لدى مستقبلي الخدمات المذكورة.
وتعد الموارد البشرية عنصرا أساسيا في منظومة التحديث اإلداري واالنتقال من نظام
اإلدارة التقليدية إلى نظام اإلدارة اإللكترونية ،حيث يمثل العنصر البشري وخاصة المؤهل
والمدرب أهمية قصوى لإلدارة العمومية لكونه يساعدها على استخدام الموارد الرقمية بشكل
جيد ،ويزودها بمعلومات توظيف وتحليل ودراسة المشكالت اإلدارية واالقتصادية
واالجتماعية المختلفة ،وإيجاد حلول مالئمة لها.49
واعتبارا لما يشكله العقار من أهمية بالغة سواء على المستوى االجتماعي أو على المستوى
االقتصادي ،كان البد من إيجاد سبل جديدة ومتطورة لتشجيع المالك على تحفيظ عقاراتهم،
وليس هناك وسيلة أفضل من استعمال الشبكة العنكبوتية للقيام بذلك ،حيث أحدثت الوكالة
الوطنية للمحافظة العقارية منصة إلكترونية لتساعدهم على تحفيظ ممتلكاتهم.
إضافة إلى ذلك نجد الوكالة العقارية ال تتوفر على العنصر البشري المؤهل والمتمكن من
استعمال الوسائط اإللكترونية ،بحيث يبقى هو المورد األساسي لالستخدام األمثل للتكنولوجيا
في اإلدارات العمومية بشكل عام.50
وبناء على ذلك ،وبالنظر لحساسية المجال الذي تستخدم فيه المعلوميات ،وفي غياب الثقافة
الرقمية داخل المجتمع ،فإنه يجب على الوكالة المذكورة أعاله أن تعمل أوال على تكوين
وتدريب أطرها على استخدام الوسائل اإللكترونية المتاحة لديها ،بحيث يعد العنصر البشري
المكون والمؤهل في مجال المعلوميات المورد األساسي والمقدمة الرئيسية لتحقيق االستخدام
األمثل لتكنولوجيا المعلومات واالتصال ،والوصول إلى المستوى المطلوب لالستفادة من
إمكانية المعلومات وتطوير العمل اإلداري للمحافظة العقارية ،وبالتالي مواكبة برنامج اإلدارة
الرقمية ،51غير أن ذلك لن يكون مواتيا إال إذا تم العمل على:
-49سريع المتوكي ،اإلدارة اإللكترونية بالمغرب ورهان التنمية-وزارة العدل نموذجا ،رسالة لنيل دبلوم الماستر ،جامعة
الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية المحمدية ،الموسم الجامعي ،2011/2010الصفحة.46 :
-50بدرية الطريبق ،دور اإلدارة الرقمية في تحديث وعصرنة اإلدارة العمومية ،مقال منشور بمجلة استشراف للدراسات
واألبحاث القانونية ،عدد 3و 4أبريل ،2019الصفحة.62 :
-51بدرية الطريبق ،دور اإلدارة الرقمية في تحديث وعصرنة اإلدارة العمومية ،نفس المرجع السابق ،الصفحة.60 :
20
تخصيص إمكانات مادية إلدارة المحافظة العقارية لتكوين موظفيها؛ ✔
تجهير إدارة المحافظة بالمعدات والبرمجيات الالزمة للعمل؛ ✔
تخصيص مدة معينة لتدريب موظفيها بشكل يساير المتغيرات التي يعرفها العصر ✔
البشري من خالل وضع نظام تدريبي واضح؛
الرفع من العنصر البشري داخل إدارة المحافظة العقارية متمكن من استخدام ✔
تكنولوجيا المعلومات.
أما بالنسبة للمستفيدين من الخدمات التي تقدمها الوكالة بشكل إلكتروني ،ولمحاربة ضعف
المعرفة الرقمية التي تسيطر على المجتمع المغربي ،فيكفي القيام بحمالت تحسيسية عن طريق
وسائل التواصل االجتماعي ووسائل اإلعالم المرئية والمسموعة لحثهم على اللجوء إلى التدبير
اإللكتروني لتحفيظ عقاراتهم ،وتوضيح المزايا التي توفرها الوكالة عبر هذه الخدمة.
ولعل أهم عائق من العوائق المالية بالنسبة لإلدارة يتعلق بالميزانية ،إذ أن مستوى اإلنفاق
يبقى ضعيف على مستوى جميع القطاعات ،أضف إلى ذلك أن العوائق المادية ال ترتبط فقط
بندرة التمويل فحسب ،بل تطال حتى القواعد العامة التي يخضع لها التدبير المالي العمومي،
إذ يعتمد هذا األخير على بنايات التمويل العمودي ،والتي ال تتناسب بتاتا واالستثمار في مجال
التكنولوجيا المعلوميات واالتصال.52
ويجب على إدارة المحافظة العقارية للرفع من منسوب خدماتها المقدمة إلكترونيا ،أن توفر:
-52ياسين النحيلي ،رقمنة اإلدارة العقارية بين ضرورة حماية الحقوق وإكراهات التطبيق ،مرجع سابق ،الصفحة.78-77 :
-53أحمد ناه بوحجة ،دور اإلدارة االلكترونية في تحديث الخدمات المحلية بالمغرب ،مرجع سابق ،الصفحة.88 :
21
ليست وحدها اإلدارات العمومية التي تعاني من الضائقة المالية وقلة الموارد ،وإنما الواقع
يبين أن المرتفقين المستفيدين من خدمات الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية بدورهم ليست لهم
موارد مالية كافية لتحفيظ ممتلكاتهم ،خاصة أمام ارتفاع التكاليف المتعلقة بإجراءات التحفيظ
وعدم القدرة على تسديد تكاليف االستفادة من الخدمات على مستوى نفاذ االنترنيت.54
وعلى الرغم من محاولة المشرع المغربي التخفيف من أعباء التنقل إلى المحافظة العقارية
لتقديم مطالب التحفيظ بشكل يدوي من خالل تعويضها بالتدبير اإللكتروني ،إال أن ذلك يعتبر
غير كافي ،ألن المستفيد من خدمات المنصة اإللكترونية للوكالة ،يكون مضطرا للحضور
بشكل شخصي إليداع أصول السندات والوثائق في حالة قبول طلبه المقدم عبر المنصة
المذكورة.
إضافة إلى ذلك ،نجد الدول المذكورة ال تتوفر على بنية تحتية مناسبة تضمن تقديم الخدمات
بشكل إلكتروني بالشكل الجيد والتي تغطي جميع حاجات المواطنين سواء كانوا مغاربة أم
أجانب.
وإلى جانب هذه اإلكراهات ،تعاني اإلدارة اإللكترونية المغربية من عدم تطوير النظم
المعلوماتية من خالل صيانتها وتغيرها بما هو أفضل في ظل قلة مراكز الدراسات
-54ياسين النحيلي ،رقمنة اإلدارة العقارية بين ضرورة حماية الحقوق وإكراهات التطبيق مرجع سابق ،الصفحة.79-78 :
-55أحمد الشرقاوي ،اإلدارة اإللكترونية بالمغرب ،الواقع والتحديات اإلدارية والقانونية ،أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق،
جامعة محمد الخامس الرباط ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية السويسي ،الموسم الجامعي ،2009/2010
الصفحة.285 :
22
واالستشارات ،إضافة إلى عدم وجود مواصفات ومعايير محددة لتحديث األجهزة والبرامج في
مجال تقنية المعلومات.56
ولكي يتم استغالل المنصة اإللكترونية للوكالة العقارية بالشكل المطلوب ،يجب أوال توفير
بيئة إلكترونية آمنة ومحصنة من أجل حماية المعلومات والمحافظة عليها وعلى سريتها خاصة
مع تزايد انتشار الفيروسات واالختراقات بكافة أشكالها وأنواعها ،األمر الذي يقتضي خلق
مرتكزات تكاملية تحافظ على خصوصية المعلومات في البيئة الرقمية والتي دعى إليها كذلك
النموذج التنموي الجديد مثل:
والمالحظ بهذا الخصوص أن سرعة تطور المجال المعلوماتي يقابلها بطء شديد على
مستوى سن القوانين ،وكذلك البطء على مستوى اختراع آليات معلوماتية كفيلة بحماية
وتحصين المصنفات الرقمية من كل التهديدات التي قد تواجهها.
وبالنظر إلى كون الخدمات اإللكترونية التي تقدمها مختلف اإلدارات المغربية بشكل
إلكتروني ومن بينها اإلدارات العقارية ،تتطلب اإلدالء ببعض المعلومات سواء كانت متعلقة
بالعقار المراد تحفيظه (كاإلدالء بالمرجع العقاري واإلدالء ببعض الوثائق المهمة تعتبر غاية
في األهمية بالنسبة لطالب التحفيظ) ،أو كانت متعلقة بشخصه (الرقم الهاتفي أو البريد
اإللكتروني ،أداء الرسوم بشكل إلكتروني ،)...ففي حالة عدم توفر الوسائل الحمائية من
-56سريع المتوكي ،اإلدارة اإللكترونية بالمغرب ورهان التنمية وزارة العدل نموذجا ،مرجع سابق ،الصفحة.48 :
-57صالح الدين أبو حنين ،اإلدارة اإللكترونية بين رهان تجويد العمل اإلداري تحدي األمن المعلوماتي ،رسالة لنيل دبلوم
الماستر ،جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانون واالقتصادية واالجتماعية-مراكش ،الموسم الجامعي ،2018/2019
الصفحة.152 :
23
المخاطر التي تهدد نظم المعلومات يمكن لمستفيدين من خدمات اإلدارة العقارية أن يتعرضوا
لتسريب معلوماتهم الشخصية واختراق حساباتهم البنكية.58
وألن أجهزة اإلدارة اإللكترونية تعمل في فضاء مفتوح ،يتدخل فيه مختلف أجناس البشر
فإنه يكون عرضة لالختراق من طرف المنظمات اإلرهابية والقراصنة والهاكرز ومحترفو
ا لكراك ومجرمو الحواسيب ،األمر الذي يتطلب تزويد البيانات أو المعلومات أو المخرجات
الكمبيوترية الخاصة باإلدارة اإللكترونية ،على اعتبار أن اإلدارة تستأنف عملها بمجرد اتصال
الحاسب اآللي بالشبكة ،وبالتالي سهولة اختراقها من طرف القراصنة والمخترقين ،وهو أمر
عالجه التقرير العام للنموذج التنموي الجديد الذي جاء في إحدى توصياته بضرورة ضمـان
الثقـة الرقميـة للمسـتعملين مع وجوب تسـريع وتيرة إنتاج النصـوص القانونية والمراسـيم
التطبيقيـة المتعلقة بالجرائـم اإللكترونيـة وتدبيـر المعطيـات الشـخصية ،وكـذا وضع إطار
مؤسسـاتي يضمن االعتـراف القانونـي الكامـل بالتفاعـالت الرقميـة والقيمـة القانونيـة للوثائـق
الرقميـة مـن خـال التوقيـع اإللكترونــي والتعريــف الرقمــي الموحــد للمواطــن ،مــع
الحــرص التــام علــى احتــرام الضمانــات المتعلقــة بحمايـة المعطيـات الشـخصية.59
عموما ف إن الفجوة الرقمية ال زالت تشكل عائقا أمام تطور اإلدارة اإللكترونية على المستوى
الوطني ،رغم وجود بعض التطورات الملحوظة ،وبالتالي ال زالت هناك تحديات من أجل
الرفع من مستوى تكنولوجيا المعلومات واالتصال في المجتمع وتقليص الفجوة الرقمية.
خاتمة:
من خالل هذه الدراسة ،تبين أن المشرع المغربي تبنى عدة آليات لتسوية الوضعية القانونية
للعقارات ،والتي نجد من بينها إحداث منصة إلكترونية خاصة بالوكالة الوطنية للمحافظة
العقارية والمسح العقاري والخرائطية ،وذلك بإصداره للمرسوم المتعلق بالتدبير اإللكتروني
لعمليات التحفيظ العقاري ،والذي جاء بمجموعة من المميزات والخصائص ال شك أنها سترفع
من جودة خدمات الوكالة الوطنية للمحافظة العقارية ،كما سيساعد على وجه الخصوص
المغاربة واألجانب المالكين للعقارات في المغرب من تتبع وضعية عقاراتهم ،وما يمكن أن
يقع عليها من تصرفات في غيبتهم ،غير أن استفادتهم من هذه الخدمات والعمليات مشروط
باالنخراط في المنصة اإللكترونية للوكالة ،تفاديا للتعقيدات وطول اإلجراءات التي تعرفها
الطريقة الكالسيكية في معالجة عمليات التحفيظ العقاري ،والتي ستمكن من معالجة مجموعة
كبيرة من الطلبات والقيام بكم هائل من اإلجراءات في ظرفية قياسية وبوسائل عمل مريحة
-58ياسين النحيلي ،رقمنة اإلدارة العقارية -بين ضرورة حماية الحقوق واكراهات التطبيق ،مرجع سابق ،الصفحة.83 :
-59راجع التقرير العام للنموذج التنموي الجديد ،ص .136-135
24
مما سيسرع من وتيرة تعامل المرتفقين مع اإلدارة تدريجيا ،وسيساهم في تطور وتحسين
الوضعة العقارية بالبالد وحل العديد من المشكالت التي تعاني منها األنظمة العقارية.
لكن ذلك لن يتأتى إال من خالل تحصين المنصة اإللكترونية من االختراقات واالعتداءات
على البيانات الشخصية للمرتفقين ،بسن المشرع مجموعة من القوانين تنظم الجرائم
المعلوماتية ،والتي تهدف باألساس إلى ضمان سالمة النظم المعلوماتية من شتى المخاطر التي
تهددها من الفيروسات واالختراقات ،وكذا حفظ البيانات الشخصية لمستعملي خدمات الوكالة
الوطنية للمحافظة العقارية ،إلى جانب المسؤولية التي تترتب عن االستعمال السلبي للوسائط
اإللكترونية ،من قبل مستخدمي الوكالة خاصة في حالة التحايل في إدراج المعلومات بالتطبيقات
الخاصة بتدبير اجراءات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة به واإلدالء بوثائق مزورة.
وم ـن أجـل التعبئـة الكاملـة لإلمكانـات التـي تتيحهـا الرقمنة فيما يخـص األوراش التنمويـة
للبالد واستغاللها في المجال العقاري ،يتعيـن تخطي بعض التحديات والتي جاء بها النموذج
التنموي الجديد والتي نجد من بينها:
-اعتمــاد اســتراتيجية للتحــول الرقمــي يعهــد بإدارتهــا إلــى أعلــى مســتوى؛
-تأهيــل البنيــات التحتيــة الرقميــة للصبيــب العالــي والعالــي جــدا الثابــت
والمحمــول ،وتوســيع نطاقهــا لتشــمل مجمــوع التــراب الوطنــي حتــى يتمكــن كل
المواطنيــن مــن الولــوج إلــى هــذه الخدمــة.
-الرفـع مـن مسـتوى المنافسـة فـي سـوق الصبيـب العالـي لألنترنيـت الثابـت
والمحمـول ،تحـت المراقبـة الفعليـة للوكالـة الوطنيـة لتقنيـن المواصـالت ،وذلـك عـن
طريـق فسـح المجـال لولـوج فاعليـن جـدد فـي مجـال البنيـات التحتيـة أو تقديـم خدمـة
ويجـب األنترنيـت. إلـى الولـوج
أن يكـون هـذا االسـتدراك علـى مسـتوى تجهيـزات الربـط مدعمـا مـن طـرف صنـدوق
الخدمـة األساسـية للمواصـالت؛
-تطويـر منصـات رقميـة بالنسـبة لـكل الخدمـات المقدمـة للمواطنيـن والمقاولـة ،وكـذا
منصـات تســمح بالمشــاركة علــى المســتوى الوطنــي والترابــي .ويبقــى تســريع
ضــرورة اإلدارة رقمنــة
مســتعجلة مــن خــالل إنشــاء منصــة رقميــة موحــدة تســمح للمواطــن بالولــوج
الخدمــات كل إلــى
اإلداريـة الضروريـة لحياتـه اليوميـة.
-تكويـن الكفـاءات بأعـداد كافيـة تكـون قـادرة علـى إنجـاز التحـول الرقمـي وتنفيـذه
علـى أرض الواقـع وسيســاهم التكويــن المكثـف للشـباب فـي المياديـن الرقميـة أيضـا
فـي تعزيـز إدماجهـم وولوجهـم إلـى سـوق الشـغل فـي ظـل السـياق االقتصـادي لمـا
كوفيـد.19- جائحـة بعـد
25
-وفي األخير البد من العمل على اسـتكمال اإلطـار القانونـي الهـادف إلـى ضمـان الثقـة
الرقميـة للمسـتعملين والسـيادة الرقميـة للمملكـة ،فـي هـذا الصـدد ،يجب تسـريع وتيرة
إنتاج النصـوص القانونية والمراسـيم التطبيقيـة المتعلقة بالجرائـم اإللكترونيـة وتدبيـر
المعطيـات الشـخصية ،وكـذا وضع إطار مؤسسـاتي يضمن االعتـراف القانونـي
الكامـل بالتفاعـالت الرقميـة والقيمـة القانونيـة للوثائـق الرقميـة مـن خـال التوقيـع
اإللكترونــي والتعريــف الرقمــي الموحــد للمواطــن ،مــع الحــرص التــام علــى
احتــرام الضمانــات المتعلقــة بحمايـة المعطيـات الشـخصية.
الئحة المراجع:
خيري محمد ،العقار وقضايا التحفيظ العقاري في التشريع المغربي ،مطبعة المعار ⮚
الجديدة - CTPالرباط ،طبعة 2014؛
عبد الحكيم زروق ،التنظيم القانوني للمغرب الرقمي ،مطبعة النجاح الجديدة-الدار ⮚
؛
البيضاء ،الطبعة األولى 2013
محمد الحياني ،عقد البيع وقانون التحفيظ العقاري بالمغرب ،الطبعة األولى يناير 1994 ⮚
مطبعة وراقة؛
أمال جداوي ،المؤسسات المتدخلة في عملية التحفيظ العقاري ،أطروحة لنيل الدكتوراه ⮚
في القانون الخاص ،جامعة محمد األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية-وجدة ،-السنة الجامعية 2013/2012؛
أحمد الشرقاوي ،اإلدارة اإللكترونية بالمغرب ،الواقع والتحديات اإلدارية والقانونية، ⮚
أطروحة لنيل الدكتوراه في الحقوق ،جامعة محمد الخامس الرباط ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية السويسي ،الموسم الجامعي 2009/2010؛
بوحجة أحمد ناه ،دور اإلدارة اإللكترونية في تحديث الخدمات المحلية بالمغرب ،رسالة ⮚
لنيل دبلوم الماستر في القانون العام ،جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية مراكش ،السنة الجامعية 2010/2009؛
عبد الرحيم العم ،الموجز في التدبير اإللكتروني لعمليات التحفيظ العقاري ،رسالة لنيل ⮚
دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة موالي إسماعيل ،كلية العلوم القانونية
واالقتصادية واالجتماعية-مكناس ،الموسم الجامعي 2018/2019؛
26
ياسين النحيلي ،رقمنة اإلدارة العقارية -بين ضرورة حماية الحقوق واكراهات التطبيق- ⮚
،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ،جامعة الحسن الثاني الدار البيضاء،
كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -عين الشق ،السنة الجامعية
2018/2019؛
مروان الحبشي ،دور الرقمنة في جلب االستثمار ،رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون ⮚
الخاص ،جامعة الحسن األول ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -سطات،
الموسم الجامعي 2020/2019؛
مختار بلبال ،الترقيم العقاري في التشريع الجزائري والمقارن ،مذكرة لنيل شهادة ⮚
الماستر شعبة الحقوق ،جامعة ابن خلدون تيارات الملحقة الجامعية قصر الشاللة،
الموسم الجامعي 2017/2016؛
سريع المتوكي ،اإلدارة اإللكترونية بالمغرب ورهان التنمية-وزارة العدل نموذجا، ⮚
رسالة لنيل دبلوم الماستر ،جامعة الحسن الثاني ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية
واالجتماعية المحمدية ،الموسم الجامعي 2011/2010؛
صالح الدين أبو حنين ،اإلدارة اإللكترونية بين رهان تجويد العمل اإلداري تحدي األمن ⮚
المعلوماتي ،رسالة لنيل دبلوم الماستر ،جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانون
واالقتصادية واالجتماعية-مراكش ،الموسم الجامعي 2018/2019؛
الطريبق بدرية ،دور اإلدارة الرقمية في تحديث وعصرنة اإلدارة العمومية بالمغرب، ⮚
مقال منشور بمجلة استشراف للدراسات واألبحاث القانونية ،عدد 3و 4أبريل 2019؛
أمزيل حمزة ،آفاق المحافظة العقارية الرقمية في حكامة التسيير اإلداري والحد من ⮚
ظاهرة االستيالء على الملكية العقارية ،مقال منشور بمجلة العدالة للدراسات القانونية
والقضائية العدد 5يوليوز 2020؛
محمد عميمي ،استعمال التقنيات الحديثة في ميدان التحفيظ العقاري ،مداخلة من ندوة ⮚
وطنية حول موضوع "ثمانون سنة من التحفيظ العقاري :حصيلة وآفاق ،1993-1913
لوزارة الفالحة واالستثمار الفالحي ،مطبوعات ومنشورات مديرية المحافظة على
األمالك العقارية؛
عبد الكريم نفيل ،تدبير مصالح المحافظة العقارية لزمن جائحة كورونا (كوفيد،)19- ⮚
مقال منشور بمجلة فضاء المعرفة القانونية /العدد الخامس /أكتوبر 2020؛
علي العطري ،قواعد البيانات العقارية في خدمة نظام التحفيظ العقاري ،الندوة الوطنية ⮚
حول موضوع "األمن العقاري" ،دفاتر محكمة النقض عدد 26؛
ختام العمراني بوخبزة ،التدبير االلكتروني الخاص بعمليات التحفيظ العقاري المغربي ⮚
دراسة وفق مرسوم ،2.18.181مقال منشور بمجلة القانون المدني ،العدد السابع
2021/2020؛
27
⮚ الزكراوي محمد ،التدبير االلكتروني لعمليات التحفيظ العقاري والخدمات المرتبطة به،
مقال منشور بالموقع التالي:
https://www.droitetentreprise.com/%d8%a7%d9%84%d8%aa
%d8%af%d8%a8%d9%8a%d8%b
⮚ محمد برادة ،مظاهر تأثير القوى االستعمارية على الرسوم العقارية بالمغرب ،مقال
منشور بالموقع التالي:
https://www.hespress.com/%D9%85%D8%B8%D8%A7
%D9%87%D8%B1
28