You are on page 1of 41

‫الفصل األول‪ :‬النظام القانوني لمسطرة اإلنقاذ‬

‫لقد أبانت التجربة العملية أن أغلب المقاوالت ال تلجأ إلى القضاء إال إذا امتدت الجرثومة‬
‫االقتصادية والقانونية و االجتماعية لكل أوصالها‪ ، 1‬بشكل يتعذر معه إنقاذها أو عالجها ‪،‬‬
‫مما دفع المشرع إلى استحداث مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬و التي خصص لها القسم الثالث من الكتاب‬
‫الخامس المتعلق بصعوبات المقاولة ‪.‬‬
‫فهذه المسطرة تعتبر من ضمن أهم المستجدات التي جاء بها القانون رقم ‪73.17‬‬
‫المتعلق بنسخ و تعويض الكتاب الخامس من مدونة التجارة ‪ ،‬و قد تم تبنيها بعدما تبين فشل‬
‫منظومة الوقاية‪ ،2‬ذلك أن عدم قدرة المقاوالت على أداء الديون التي في ذمتها أو بلوغها‬
‫لمرحلة تكون وضعيتها مختلة بشكل ال رجعة فيه و ما يترتب على ذلك من أضرار يصعب‬
‫تداركها سيؤثر ال محالة على المصلحة االقتصادية العامة على اعتبار أن المقاولة تشكل‬
‫الركيزة األساسية لالقتصاد الوطني ‪ ،‬واعتبارا لذلك سار المشرع من خالل إقرار هذه‬
‫المسطرة وقاية المقاولة من الصعوبات التي تعترضها و العبور بالمقاولة إلى بر األمان ‪.‬‬
‫فالمشرع يروم من خاللها توفير الوسائل و اآلليات الالزمة للتعاطي معها بنوع من‬
‫الجدية و تحفيز رئيس المقاولة نحو تحريك إجراءاتها ‪ ،‬و ضمان نجاعة مسطرة الصلح‬
‫التي كانت تفشل في كثير من الحاالت ألسباب متعددة‪ ، 3‬ولكي يتحقق هذا الغرض كان البد‬
‫من وضع إطار قانوني يتسم بالبساطة والمرونة ‪ ،‬و هو ما يتبين من خالل الشروط الالزم‬
‫توفرها إلعمال هذه المسطرة و كذلك اإلجراءات التي يلزم سلوكها حتى يمكن االستفادة‬
‫منها‪.‬‬
‫و من خالل ما سبق و لدراسة النظام القانوني لمسطرة اإلنقاذ‪ ،‬سنقوم بالتطرق‬
‫لخصائص هذه المسطرة و شروطها (المبحث األول)‪ ،‬و كذلك ببيان كيفية سلوكها بتوضيح‬
‫ضوابط إعمالها (المبحث الثاني )‪.‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬خصائص و شروط مسطرة اإلنقاذ‬

‫‪ - 1‬يونس عبد الحكيم ''مساطر صعوبات المقاولة في ضوء القانون ‪ 73.17‬و العمل القضائي –دراسة مقارنة‪ ، '' -‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪-‬الدارالبيضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪، 2019‬ص‪.64:‬‬
‫‪ - 2‬كمال دزاز ‪''،‬قراءة في مشروع نظام صعوبات المقاولة –إجراءات الوقاية و اإلنقاذ نموذجا‪ " -‬رسالة لنيل دبلوم‬
‫الماستر ‪ ،‬تخصص القانون و المقاولة‪ ،‬جامعة موالي إسماعيل ‪،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية مكناس‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ، 2016-2015‬ص ‪.95 :‬‬
‫‪ - 3‬عمر يدير‪ "،‬األجهزة المتدخلة في مسطرة اإلنقاذ في ضوء القانون رقم ‪ 73/17‬المتعلق بمساطر صعوبات المقاولة‪،".‬‬
‫مجلة المهن القانونية و القضائية‪ ،‬مطبعة األمنية –الرباط ‪ ،‬العدد الثاني نوفمبر ‪ ، 2018‬ص‪.40 :‬‬

‫‪1‬‬
‫لئن كانت مسطرة اإلنقاذ تم اقتباسها من مدونة التجارة الفرنسية ‪ ،‬فذلك ناتج عن كونها‬
‫تتضمن مجموعة من اآلليات و الميكانزمات التي يسعى من خاللها الحفاظ على النسيج‬
‫االقتصادي‪ ،‬من خالل مساعدة المقاولة لتجاوز الصعوبات التي تعترض استمراريتها‪.‬‬
‫فإقرار هذه المسطرة جاء نتيجة التعديالت التي طالت مساطر صعوبات المقاولة و بعد‬
‫دراسة المقتضيات التي تقوم عليها لدى المشرع الفرنسي ‪ ،‬و لعل أهم ما يميز هذه المسطرة‬
‫هي تلك الخصائص التي تتمتع بها (المطلب األول) و سيرا على النهج المرن الذي اعتمده‬
‫المشرع في إطار هذه المسطرة فقد نص على مجموعة من الشروط(المطلب الثاني) التي‬
‫يلزم توافرها لالستفادة منها‪.‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬خصائص مسطرة اإلنقاذ‬
‫تتميز مسطرة اإلنقاذ بمجموعة من الخصائص‪ ،‬و المتمثلة في كونها مسطرة‬
‫إرادية(الفقرة األولى ) و ذات طبيعة مختلطة (الفقرة الثانية) إضافة إلى احتفاظ رئيس‬
‫المقاولة بصالحياته تجاه المقاولة (الفقرة الثالثة)‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الطبيعة اإلرادية لمسطرة اإلنقاذ‬
‫تثبت الصفة اإلرادية أو االختيارية لمسطرة اإلنقاذ‪ ،‬من خالل استئثار المدين وحده حق‬
‫تحريكها طالما أن هذه المسطرة قررت من أجل مساعدته في تجاوز الصعوبات التي تعاني‬
‫منها مقاولته‪ ،4‬فإذا كان بإمكانه وضع حد لهذه الصعوبات دون تدخل المحكمة ‪ ،‬فال يجبر‬
‫على طلب المساعدة ‪.‬‬
‫إذاك فرئيس المقاولة يتمتع من حيث سلوك مسطرة اإلنقاذ بالسلطة التقديرية‬
‫‪5‬‬

‫( ‪ )pouvoir discrétionnaire‬أي أن المدين يمكن له توظيف مسطرة اإلنقاذ كتقنية‬


‫من تقنيات تسيير و تدبير أمور الشركة وفق ما يتراءى له على ضوء الصعوبات التي‬
‫تواجه المقاولة و الظروف المحيطة بها‪ ،‬و ذلك على خالف مسطرتي التسوية و التصفية‬
‫القضائية من خالل ما جاءت به المادتين ‪ 6578‬و ‪ 6517‬من مدونة التجارة ‪.‬‬

‫فاللجوء إلى مسطرة اإلنقاذ يكتسي طابعا جوازيا و ليس وجوبيا‪ ،‬فتبقى صالحية‬
‫تقرير إخضاع المقاولة لها أمرا متروكا لحرية المدين و إرادته و يتبين ذلك من خالل ما‬
‫نصت عليه المادة ‪561‬من مدونة التجارة‪ ،‬و يترتب عن ذلك استبعاد الدائن و النيابة العامة‬
‫من تقديم طلب فتح هذه المسطرة ‪ ،‬بل إن المحكمة ال يمكنها أن تفتح هذه المسطرة من تلقاء‬
‫‪- 4‬محمد كرام ‪ " ،‬مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي في ضوء القانون رقم ‪ ، " 73.17‬المطبعة و الوراقة‬
‫الوطنية –مراكش‪ ، -‬الطبعة األولى ‪،2019‬ص ‪.89:‬‬
‫‪5‬‬
‫‪-Laetitia Antonini-cochin et Laurence-caroline henry,''L’essentiel du droit des entreprises en‬‬
‫‪difficulté'', Gualino, 6e édition 2017, page: 63 .‬‬
‫‪ - 6‬نصت المادة ‪ 578‬من مدونة التجارة '' يمكن فتح المسطرة بمقال افتتاحي للدعوى ألحد الدائنين كيفما كانت طبيعة دينه‬
‫‪.‬يمكن للمحكمة أيضا أن تضع يدها على المسطرة إما تلقائيا أو بطلب من النيابة العامة‪ ،‬أو من رئيس المحكمة في إطار ما‬
‫تخوله له الوقاية الخارجية من اختصاصات ‪''.‬‬
‫‪ - 7‬نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 651‬من مدونة التجارة '' تفتتح المحكمة مسطرة التصفية القضائية تلقائيا أو بطلب من‬
‫رئيس المقاولة أو الدائن أو النيابة العامة‪ ،‬إذا تبين لها أن وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه‪''.‬‬

‫‪2‬‬
‫نفسها ‪ ،‬و ال يحق ألي شخص آخر في المقاولة ما لم يكن رئيس المقاولة بمفهوم المادة‬
‫‪ 546‬من القانون ‪ 73.17‬أن يستعمل هذا الحق ‪.‬‬
‫و بالتالي ‪ ،‬فإعمال مسطرة اإلنقاذ غير مرتبط بسلوك باقي مساطر الوقاية األخرى‬
‫باألولوية ‪ ،‬أو باستنفاذها إذ يمكن في مرحلة أولى‪ ،‬أال يلجأ رئيس المقاولة إلى مسطرة‬
‫اإلنقاذ إال بعد سلوك باقي مساطر الوقاية كما يمكنه تفعيل ميكانزماتها مباشرة‪. 8‬‬
‫و يظهر أن المشرع المغربي سار منحى المشرع الفرنسي‪ 9‬الذي منح رئيس المقاولة‬
‫وحده الحرية في سلوك هذه المسطرة ‪ ،‬و إضافة إلى ذلك وعلى خالف المشرع المغربي‬
‫فقد منح المشرع الفرنسي المحكمة إمكانية دعوة المدين لسلوك مسطرة المصالحة عند تقديم‬
‫طلب فتح مسطرة اإلنقاذ ذلك كلما تبين للمحكمة إمكانية تجاوز الصعوبات التي تعرقل‬
‫استمرارية المقاولة‪ 10‬دون اعتماد مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬غير أن المدين رغم ذلك فتبقى له‬
‫الحرية في سلوك مسطرة المصالحة من عدم ذلك ‪.‬‬
‫و هذا المقتضى لم ينص عليه المشرع المغربي ‪،‬غير أننا نعتقد أنه يمكن للمحكمة كلما‬
‫تبين لها ذلك توجيه رئيس المقاولة لسلوك سلوك مسطرة المصالحة باعتبارها إحدى‬
‫المساطر االستباقية‪ 11‬التي يتم إعمالها عند عدم بلوغ المقاولة لمرحلة التوقف عن الدفع‪،‬‬
‫باعتبار أن المحكمة في إطار مساطر صعوبات المقاولة تتدخل ليس بصفتها القضائية‬
‫فحسب بل باعتبارها جهاز مساعد للمقاولة ‪ ،‬تحاول من خالل السلطات الممنوحة لها‬
‫الحفاظ على النسيج االقتصادي الوطني ‪.‬‬
‫و على سبيل المقارنة فقانون اإلفالس األمريكي منح إمكانية طلب فتحها للمدين رئيس‬
‫المقاولة و كذلك لدائنيه‪ ،12‬حيث أنه لم يحصر إمكانية سلوك هذه المسطرة للمدين فحسب و‬
‫إنما أيضا للدائنين ‪،‬و اعتبر اللجوء إليها من قبل الدائنين بأنها حالة غير إرادية لسلوك‬
‫المسطرة النتفاء إرادة المدين‪.‬‬

‫‪ - 8‬كمال دزاز ‪ ،‬م‪.‬س ‪،‬ص‪.104 :‬‬


‫‪9‬‬
‫‪- selon le premier alinéa de l’article L620-1 du code de commerce (modifié par ordonnance‬‬
‫‪n°2008-1345 du 18 décembre 2008-art12) « Il est institué une procédure de sauvegarde‬‬
‫‪ouverte sur demande d'un débiteur mentionné à l'article L. 620-2 qui, sans être en cessation‬‬
‫‪des paiements, justifie de difficultés qu'il n'est pas en mesure de surmonter. Cette procédure‬‬
‫‪est destinée à faciliter la réorganisation de l'entreprise afin de permettre la poursuite de‬‬
‫» ‪l'activité économique, le maintien de l'emploi et l'apurement du passif.‬‬
‫‪10‬‬
‫– ‪-selon le 3 e alinéa de l’article L621-1(modifié par loi n°2016-1547 du 18 novembre 2016‬‬
‫‪art.99(v) ) « Lorsque la situation du débiteur ne fait pas apparaître de difficultés qu'il ne serait‬‬
‫‪pas en mesure de surmonter, le tribunal invite celui-ci à demander l'ouverture d'une procédure‬‬
‫‪de conciliation au président du tribunal. Il statue ensuite sur la seule demande de‬‬
‫» ‪sauvegarde.‬‬
‫فالمحكمة تقوم بدعوة المدين لسلوك مسطرة المصالحة ‪ ،‬اذ أن المشرع الفرنسي استعمل مصطلح ‪ invite‬و بالتالي فالمدين‬
‫له الحرية في سلوكها أو عدم ذلك‪.‬‬
‫‪ - 11‬فالمساطر االستباقية هي مساطر الوقاية الداخلية و الخارجية و المصالحة و مسطرة الوكيل الخاص ‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪-Chapter 3 , section 303 of United States Bankruptcy code « a petition may be a voluntary‬‬
‫‪petition, which is filed by the debtor, or it may be an involuntary petition, which is filed by‬‬
‫» ‪creditors that meet certain requirements.‬‬

‫‪3‬‬
‫فمنح اإلمكانية للدائنين من قبل المشرع األمريكي لطلب سلوك إجراءات مسطرة إعادة‬
‫التنظيم(مسطرة اإلنقاذ)‪ ،‬يمكن أن ينظر إليه مقتضى ال يخلو من أهمية ‪ ،‬حيث أن الدائنين‬
‫بطلبهم هذا يجددون الثقة في المدين و يمنحونه فرصة لتسديد ديونهم ‪ ،‬دون انتظار بلوغ‬
‫المقاولة لمرحلة التوقف عن الدفع لطلب فتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الطبيعة المختلطة لمسطرة اإلنقاذ‬
‫لئن كانت المقتضيات المنظمة لمساطر صعوبات المقاولة المنصوص عليها في مدونة‬
‫التجارة حددت مساطر الوقاية(القسم الثاني من الكتاب الخامس)‪ 13‬و مساطر المعالجة رغم‬
‫حذف المشرع هذه التسمية في إطار القانون ‪ 73.17‬و التي تتضمن مسطرة التسوية(القسم‬
‫الرابع من الكتاب الخامس) و التصفية القضائية(القسم الخامس من الكتاب الخامس) ‪،‬‬
‫فيطرح تساؤل حول الطبيعة القانونية لمسطرة اإلنقاذ ؟‬
‫بالرجوع إلى المقتضيات القانونية المنظمة لمسطرة اإلنقاذ يتبين أنها ذات طبيعة‬
‫مختلطة أو مزدوجة‪ ،‬إذ تعتبر مسطرة وقائية (‪( )préventif‬أوال) و عالجية‬
‫(‪( )curative‬ثانيا) ‪ ،‬لذلك فطبيعة مسطرة اإلنقاذ تعد من أهم الخصائص التي تتمتع بها ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مسطرة وقائية‬
‫فمسطرة اإلنقاذ تعتبر مسطرة وقائية لكونها مفتوحة في وجه المقاوالت غير المتوقفة‬
‫عن دفع ديونها ‪ ،‬هدفها األساسي وقاية و إنقاذ هذه المقاوالت من الوصول إلى مرحلة‬
‫التوقف عن الدفع كما هو الشأن بالنسبة لمساطر الوقاية‪ ،14‬اذ أن إنقاذ المقاولة تعتبر‬
‫ميكانيزما متماسكا للوقاية ‪ ،‬يتم استعماله اذا كانت تمر بوضعية صعبة ‪ ،‬لكنها لم تصل بعد‬
‫لمرحلة التوقف عن الدفع ‪.‬‬
‫و لئن كانت المساطر الجماعية متمثلة في مساطر المعالجة ‪ ،‬فمسطرة اإلنقاذ باعتبارها‬
‫مسطرة وقائية فهي تعتبر أول مسطرة جماعية وقائية‪ ، 15‬ذلك أن هذه المسطرة ستتيح‬
‫التشخيص المبكر لوضعية المقاولة التي تعاني من الصعوبات قبل بلوغها لمرحلة تكون‬
‫وضعيتها ميؤوس منها‪ ،‬لذلك كان الهدف من تقريرها تحقيق ثالث غايات‪ 16‬و هي ضمان‬
‫استمرارية نشاط المقاولة من خالل مساعدتها على تجاوز الصعوبات التي تعاني منها‬

‫‪ - 13‬يتضمن القسم الثاني من الكتاب الخامس المعنون بمساطر الوقاية ‪ ،‬كل من مسطرة الوقاية الداخلية –الباب األول – و‬
‫مسطرة الوقاية الخارجية و مسطرة الوكيل الخاص و المصالحة –الباب الثاني – ‪.‬‬
‫‪ - 14‬يونس عبد الحكيم ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪.64 :‬‬
‫‪15‬‬
‫‪-Sara Donjon ,’’la procédure de sauvegarde accélérée’’ ,mémoire pour l’obtention du‬‬
‫‪master , spécialité droit des affaires-droit des PME et PMI- ,université de reims champagne-‬‬
‫‪ardenne, année universitaire 2014-2015, page :14 .‬‬
‫‪ - 16‬و هو ما نصت عليه المادة ‪ 560‬من مدونة التجارة " تهدف مسطرة اإلنقاذ إلى تمكين المقاولة من تجاوز صعوباتها‪،‬‬
‫وذلك من أجل ضمان‬
‫استمرارية نشاطها‪ ،‬والحفاظ على مناصب الشغل بها‪ ،‬وتسديد خصومها‪".‬‬

‫‪4‬‬
‫ووقايتها من مرحلة التوقف عن الدفع ‪ ،‬و كذلك الحفاظ على مناصب الشغل‪ 17‬بها و تسديد‬
‫الخصوم التي عليها ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬مسطرة عالجية‬
‫و من جهة أخرى فمسطرة اإلنقاذ تعد مسطرة عالجية لكون تبنيها هو تعبير عن تجاوز‬
‫اختصاص مختلف األجهزة الداخلية للمقاولة واألجهزة الخارجية ‪ ،‬التي تعمل تحت إشراف‬
‫رئيس المحكمة التجارية ‪ ،‬لصالح المحكمة التجارية التي تتدخل في مسطرة اإلنقاذ بكافة‬
‫أجهزتها و آلياتها المعتمدة في مسطرة التسوية القضائية كالقاضي المنتدب و السنديك و‬
‫المراقبين وغيرهم ‪ ،‬لكن بشرط أن ال تكون المقاولة قد توقفت عن دفع ديونها الحالة‪.18‬‬
‫إضافة إلى ذلك فتالقي مسطرة اإلنقاذ مع مسطرة المعالجة ‪،‬يتجلى في عالج‬
‫الصعوبات التي تعترض استمرارية المقاولة و التي ال يستطيع رئيس المقاولة تجاوزها‬
‫لوحده باالعتماد على قدراته اإلستراتيجية في التسيير و اإلدارة‪ ،‬و كذلك في كون بعض‬
‫المقتضيات المنظمة لمسطرة اإلنقاذ هي شبيهة لتلك المعتمدة في إطار مسطرة المعالجة‬
‫خاصة و أن مدونة التجارة تضمنت في قسمها السادس‪ 19‬من الكتاب الخامس على القواعد‬
‫المشتركة لمسطرة اإلنقاذ و مسطرتي التسوية و التصفية القضائية ‪.‬‬
‫فتحفيز رئيس المقاولة على تفعيل هذه المسطرة يشكل معطى أساسي لها ‪ ،‬حيث تذوب‬
‫إجراءات المعالجة القضائية المتسمة بالصرامة مع إجراءات الوقاية ذات الطابع اإلرادي‬
‫ليتمخض عن ذلك مسطرة متميزة في بنائها القانوني‪. 20‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬احتفاظ رئيس المقاولة بكافة صالحياته‬
‫من اآلليات التحفيزية لسلوك هذه المسطرة ‪ ،‬احتفاظ رئيس المقاولة بصالحية التسيير‬
‫التي يتمتع بها تجاه المقاولة ‪ ،‬و بذلك فهو يسير و يدبر أمور المقاولة من خالل المادة ‪566‬‬
‫من م‪.‬ت التي تنص على أنه'' يختص رئيس المقاولة بعمليات التسيير‪ ،‬ويبقى خاضعا‬
‫بخصوص أعمال التصرف وتنفيذ مخطط اإلنقاذ لمراقبة السنديك الذي يرفع تقريرا بذلك‬
‫للقاضي المنتدب‪''.‬‬

‫و بالتالي يتبين على أن رئيس المقاولة يحتفظ على صالحية التسيير و اإلدارة (أوال) اال‬
‫أنه يخضع للرقابة من حيث أعمال التصرف (ثانيا) ‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الحفاظ على صالحية التسيير و اإلدارة‬

‫‪ - 17‬فمسطرة االنقاذ تمكن كذلك من الحماية على المستوى االجتماعي من خالل الحفاظ على مناصب الشغل اذ أن تلك‬
‫الصعوبات التي تعاني منها ان لم يتم تجاوزها ستؤدي الى عرقلة سير المقاولة و يمكن أن تؤدي بها الى االندثار و الذي‬
‫يؤثر على الطبقة الشغيلة‪.‬‬
‫‪ - 18‬يونس الحكيم ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.64:‬‬
‫‪ - 19‬المواد من ‪ 670‬الى ‪ 735‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪- 20‬كمال الدزاز‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.103 :‬‬

‫‪5‬‬
‫يتبين أن المشرع المغربي في إطار مسطرة اإلنقاذ و على غرار نظيره الفرنسي‪، 21‬‬
‫قد تبنيا منطقا مغايرا لوضعية المدين‪ 22‬في تدبير نشاطه التجاري مقارنة مع مساطر‬
‫المعالجة التي يمكن أن يتدخل فيها السنديك كجهاز خارجي عن المقاولة في تسييرها ‪،‬و هذه‬
‫اإلمكانية هي التي جاء بها الفصل ‪ 11‬من قانون اإلفالس األمريكي‪.‬‬
‫فقد تمر المقاولة بصعوبات مالية و يمكن أن ال تعزى لرئيسها بل يمكن ألسباب‬
‫خارجية ككون مدين المقاولة أو زبونها خاضع بدوره ألحد مسطرتي المعالجة‪ ،‬فقد عبر‬
‫أحد الباحثين‪ 23‬على أن منع رئيس المقاولة من سلطاته التي يتمتع بها يعتبر كعقوبة غير‬
‫منصفة ‪ ،‬رغم أنه يتمتع بالكفاءة من خالل مزاولة مهامه حيث يمكن أن تكون الصعوبات‬
‫التي تعاني منها المقاولة ليست ناتجة عن سوء تسييره أو سوء إدارته‪.‬‬

‫فرغم أن الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ و إن كان يتضمن تعيين ألجهزة قضائية ‪،‬‬
‫فان ذلك ال يحول دون استمرار المدين في إدارة مقاولته ‪ ،‬إذ يبقى على رأسها و يعد هذا‬
‫من أهم اآلليات التي تقوم عليها إجراءات إعادة التنظيم‪. 24‬‬

‫فهذه الخاصية اعتمدها المشرع لطمأنة المتعاملين مع المقاولة بخصوص استمرار‬


‫الروابط التجارية فيما بينهم وبين المقاولة من خالل الحفاظ على نفس طاقم التسيير من‬
‫جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى طمأنة رئيس المقاولة بخصوص وضعه القانوني داخل المقاولة‬
‫وتشجيعه على مواصلة جهوده إلنقاذ المقاولة‪.25‬‬
‫على الرغم من ذلك فقد سار بعض الباحثين‪ ،26‬على أن تعيين األجهزة القضائية في‬
‫إطار مسطرة اإلنقاذ و احتفاظ رئيس المقاولة بصالحياته يعتبر مقتضى متناقضا على‬
‫اعتبار أن تواجد هذه األجهزة في إطار تنفيذ مخطط اإلنقاذ يقيد صالحية المدين و يعرقل‬
‫ممارسة سلطاته ‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫‪-Selon l’article L622-3 du c.com « Le débiteur continue à exercer sur son patrimoine les‬‬
‫‪actes de disposition et d'administration, ainsi que les droits et actions qui ne sont pas compris‬‬
‫‪dans la mission de l'administrateur.‬‬
‫‪En outre, sous réserve des dispositions des articles L. 622-7 et L. 622-13, les actes de gestion‬‬
‫» ‪courante qu'accomplit seul le débiteur sont réputés valables à l'égard des tiers de bonne foi.‬‬
‫‪ - 22‬لذلك نجد أن قانون االفالس األمريكي و يصطلح على المدين في اطار اعادة تنظيم المقاولة (مسطرة االنقاذ) ب‬
‫’’‪ ''debtor in possession‬و التي استعملها الفقه الفرنسي لبيان هذه الخاصية التي تتمتع بها مسطرة االنقاذ ‪،‬فمصطلح‬
‫‪ Possession‬يقصد به الحيازة‪ ،‬أي أن المقصود هو أن المدين يحوز صالحياته تجاه المقاولة ‪.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪- Sophie Stankiewicz Murphy , « l’influence du droit américain de la faillite en droit‬‬
‫‪français des entreprises en difficulté vers un rapprochement des droits?», thèse pour‬‬
‫‪l’obtention du doctorat, spécialité droit , université de strasbourg , ecole doctorale , année‬‬
‫‪universitaire 2010-2011, p : 32 .‬‬
‫‪ - 24‬فإجراءات إعادة التنظيم أو تنظيم الديون‪ ،‬يقصد بها مسطرة االنقاذ نفسها ذلك أن المشرع األمريكي استعمل مصطلح‬
‫''‪ ''REORGANIZATION‬كداللة على مسطرة اإلنقاذ أي إعادة التنظيم و هذا المصطلح اعتمده كذلك المشرع‬
‫'' ‪Cette procédure est destinée à faciliter la réorganisation de‬‬ ‫الفرنسي‬
‫‪ ''l'entreprise‬في المادة ‪.L620-1‬‬
‫‪ - 25‬مصطفى بونجة و نهال اللواح‪" ،‬مساطر صعوبات المقاولة وفقا للقانون رقم ‪- 17.73‬دراسة عملية وتحليلية للكتاب‬
‫الخامس من مدونة التجارة في ضوء مستجدات القانون رقم ‪ 17.73‬الصادر بتاريخ ‪ ،" -23-04-2018‬مطبعة ليتوغراف‬
‫طنجة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، ، 2018‬ص ‪.169:‬‬
‫‪26‬‬
‫‪- Laetitia Antonini-cochin et Laurence-caroline henry , o.p , p: 79 .‬‬

‫‪6‬‬
‫لكن في نظرنا فتعيين تلك األجهزة ال يتعارض و ممارسة المدين صالحياته ذلك أن‬
‫تلك األجهزة تتدخل بصفتها مراقبة على احترام المدين اللتزاماته في مخطط اإلنقاذ و‬
‫ضمان تنفيذه حماية للدائنين و المقاولة بدورها دون التدخل فيما يخض تسيير المقاولة‪.‬‬
‫بل األكثر من ذلك فاحتفاظ المدين بكافة صالحياته تجاه المقاولة أو باألحرى حيازته‬
‫صالحية التسيير (‪ ، )debtor in possession‬هو المحور األساسي الذي وجدت من‬
‫أجله هذه المسطرة اذ يمكن القول أن مساطر صعوبات المقاولة ذات صبغة اقتصادية أكثر‬
‫مما هي قانونية حيث يرجى من خاللها الحفاظ على كيان اقتصادي ‪.‬‬
‫وهذه القاعدة على درجة عالية من األهمية على اعتبار أن إقرارها من شأنه طمأنة رؤساء‬
‫المقاولة بخصوص وضعهم القانوني داخل المقاولة‪ ،‬وبالتالي تشجيعهم على سلوك هذه‬
‫المسطرة‪ ،‬هذا فضال على أن تجديد الثقة في المسيرين من شأنه أن يدفعهم إلى االنخراط‬
‫بصفة إيجابية في المسطرة إليجاد الحلول المناسبة والعملية لتخطي تلك الصعوبات‪.27‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرقابة على أعمال التصرف‬
‫إذا كان رئيس المقاولة حرا في جميع أعمال اإلدارة و التسيير التي تهم السير العادي‬
‫للمقاولة‪ ، 28‬و عدم خضوعه لمراقبة السنديك في شأنها ‪ ،‬فقد قيده المشرع في ما يخص‬
‫أعمال التصرف و تنفيذ مخطط اإلنقاذ بموجب المادة ‪ 566‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫حيث يمكن أن تتمثل هذه أعمال التصرف التي يجريها ‪،‬في تفويتات أو إبرام صلح أو‬
‫تراض مع الغير أو تقديم ضمانات عينية في شكل رهون حيازية أو على األصل التجاري‬
‫أو رهن رسمي أو أي نوع آخر من الرهون‪ ،‬و التي ال يستطيع إجرائها دون الحصول على‬
‫موافقة أو ترخيص القاضي المنتدب طبقا لما هو منصوص عليه في المادة ‪ 29594‬من‬
‫مدونة التجارة ‪ ،‬المحال عليها بموجب المادة ‪ 569‬من نفس المدونة في فقرتها الثانية ‪.‬‬
‫وعلى الرغم من هذه المراقبة فإنها ال تؤثر على أحقية رئيس المقاولة في إدارة‬
‫المقاولة و استمراريته فيها‪ ،‬بحيث ال يكون مهددا بنزع هذه السلطات من يده كما هو الشأن‬
‫في التسوية القضائية ‪ ،‬كما أنه ال يحق للمحكمة أن تعلق اعتماد المخطط على استبدال مسير‬
‫أو مسيرين كما هو الشأن في التسوية القضائية‪. 30‬‬
‫لذلك و سيرا على النهج الذي اعتمده المشرع من خالل إبقاء رئيس المقاولة مختصا‬
‫بصالحية تسيير ‪ ،‬فقد نص في المادة ‪ 574‬من مدونة التجارة "ال تطبق على مسطرة اإلنقاذ‬
‫مقتضيات الباب الحادي عشر من القسم السادس من هذا الكتاب ‪".‬‬

‫‪ -27‬كلمة السيد وزير العدل األستاذ محمد أوجار بمناسبة تقديم مشروع قانون رقم ‪ 17-73‬بنسخ وتعويض الكتاب الخامس‬
‫من القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة فيما يخص مساطر صعوبات المقاولة أمام لجنة الفالحة والقطاعات‬
‫اإلنتاجية بمجلس المستشارين‪.‬‬
‫‪ - 28‬محمد كرام ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.141 :‬‬
‫‪ - 29‬تنص المادة ‪ 594‬من مدونة التجارة على أنه " يرخص القاضي المنتدب لرئيس المقاولة أو السنديك بتقديم رهن أو‬
‫رهن رسمي و بالتوصل الى صلح أو تراض‪".‬‬
‫‪- 30‬جاء في الفقرة األولى من المادة ‪ 600‬من مدونة التجارة ''يمكن للمحكمة‪ ،‬إن كانت استمرارية المقاولة تستدعي ذلك‪،‬‬
‫أن تعلق اعتماد مخطط‬
‫تسوية المقاولة على استبدال مسير أو عدة مسيرين وذلك بناء على طلب السنديك أو تلقائيا‪".‬‬

‫‪7‬‬
‫فالمقتضيات المستثناة طبقا للمادة السابقة تنص على فترة الريبة‪ 31‬على اعتبار أن مسطرة‬
‫اإلنقاذ من شروطها عدم توقف المقاولة عن الدفع ‪ ،‬و هذه الفترة يمكن أن تؤدي إلى إبطال‬
‫التصرفات التي أجراها رئيس المقاولة‪.‬‬
‫و لئن كان المشرع اعتمد هذه اآللية التحفيزية ‪ ،‬لجعل المدين يتفاعل بدور ايجابي‬
‫تجاه مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬فقد من منحه كذلك ميزة أخرى تتمثل في عدم تعرض رئيس المقاولة‬
‫للعقوبات المالية أو المهنية الجنائية و هو ما يستدل من خالل المواد ‪ 738‬و ‪ 745‬و ‪754‬‬
‫من مدونة التجارة ‪.‬‬
‫وهو عكس ما هو عليه الشأن فيما يتعلق بمسطرة التسوية والتصفية القضائية‪ ،‬ذلك‬
‫أن القانون ‪ ،17-73‬وإن كان قد نص على عقوبات مدنية وجنائية في حق مسيري المقاولة‬
‫موضوع التسوية القضائية أو التصفية القضائية في حاالت محددة‪ ،‬فإنه رفعا من جاذبية‬
‫مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬وتشجيعا من المشرع لرؤساء المقاولة على سلوك هذه المسطرة‪ ،‬قبل‬
‫الوصو ل إلى مرحلة التوقف عن الدفع‪ ،‬فإنه لم يتم إقرار عقوبات في مواجهة رؤساء هذه‬
‫المقاوالت متى تعلق األمر بمسطرة اإلنقاذ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط فتح مسطرة اإلنقاذ‬
‫لئن كان المشرع منح المقاولة مكنة لتجاوز الصعوبات التي تعترضها دون تنازل‬
‫رئيسها عن صالحية التسيير من خالل اللجوء الى مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬فقد ألزم المدين الذي‬
‫يريد االستفادة منها أن يحترم شروطها حتى يعتد بالطلب المقدم و تتمثل تلك الشروط في‬
‫توافر الصفة التجارية (الفقرة األولى) و عدم التوقف عن الدفع (الفقرة الثانية ) و تواجد‬
‫صعوبات جدية (الفقرة الثالثة) ‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬الصفة التجارية‬


‫تم تعريف المقاولة من خالل المادة ‪ 32546‬من مدونة التجارة '' يقصد بالمقاولة في‬
‫مدلول هذا الكتاب‪ ،‬الشخص الذاتي التاجر أو الشركة التجارية‪''.‬‬
‫و يتبين من ذلك أنه يشترط لتطبيق مسطرة اإلنقاذ ضرورة التوفر على الصفة التجارية‪،‬‬
‫فالشخص الذاتي (أوال) أو االعتباري (ثانيا) المكتسب للصفة التجارية‪ ،‬يتوفر على إمكانية‬
‫تقديم طلب فتح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬بل أن تطبيق جميع مساطر صعوبات المقاولة تلزم توافر‬

‫‪ - 31‬فترة الريبة ‪ ،‬تعتبر فيها تصرفات المدين باطلة على اعتبار أنه أجرى تلك التصرفات رغم وقوع المقاولة في مرحلة‬
‫التوقف عن الدفع ‪ ،‬و تبتدئ هذه الفترة حسب الفصل ‪ 712‬من مدونة التجارة "تبتدئ فترة الريبة من تاريخ التوقف عن‬
‫الدفع و لغاية حكم فتح المسطرة ‪ ،‬تضاف اليها مدة سابقة على التوقف بالنسبة لبعض العقود ‪" .‬‬
‫‪ - 32‬و قد جاء في مسودة المشروع أيضا في المادة األولى منه على أنه '' يمكن فتح مسطرة اإلنقاذ بطلب كل تاجر ‪''..‬و‬
‫نصت المادة ‪ 561‬من الصيغة األولى من مشروع تعديلي على ''يمكن أن تفتح مسطرة اإلنقاذ بطلب من كل مقاولة تجارية‬
‫‪ ''..‬و يتبين أن المشرع سار بصفة تغييرية حيث انتقل من لفظ تاجر إلى لفظ مقاولة تجارية إلى أن اعتمد في القانون المنفذ‬
‫لفظ المقاولة فحسب ‪ ،‬و ذلك طالما أنه تم تعريفها المقاولة في إطار المادة ‪. 546‬‬

‫‪8‬‬
‫تلك الصفة مع مراعاة مسطرة الوقاية الداخلية التي تطبق على الشركات التجارية فقط دون‬
‫المقاوالت التجارية الفردية ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الصفة التجارية للشخص الطبيعي‬
‫تعتبر صفة التاجر‪ ،‬شرطا أساسيا لكي يتم تطبيق مسطرة اإلنقاذ على الشخص‬
‫الطبيعي‪ ،‬و الشروط الالزم توفرها الكتساب هذه الصفة تتمثل من خالل الممارسة‬
‫االعتيادية أو االحترافية لألنشطة الواردة في المادتين السادسة‪ 33‬و السابعة‪ 34‬من مدونة‬
‫التجارة ‪ ،‬غير أن التعداد الوارد في هاتين المادتين جاء على سبيل المثال و ليس على سبيل‬
‫الحصر‪ ،‬بدليل أن المادة ‪ 358‬من ذات المدونة نصت على أن صفة التاجر تكتسب في حالة‬
‫مزاولة أحد األنشطة المماثلة لتلك المنصوص عليها في المادتين ‪ 6‬و ‪. 7‬‬
‫إضافة إلى مزاولة تلك األنشطة بصفة اعتيادية أو احترافية ‪ ،‬يتعين أن يتوفر الشخص‬
‫الطبيعي التاجر على األهلية القانونية‪ 36‬المحددة في إطار مدونة األسرة‪ 37‬و التي تخول له‬
‫‪- 33‬تنص المادة ‪ 6‬من مدونة التجارية على ‪ " :‬مع مراعاة أحكام الباب الثاني من القسم الرابع بعده المتعلق بالشهر في‬
‫السجل التجاري‪ ،‬تكتسب صفة تاجر بالممارسة االعتيادية أو االحترافية لألنشطة التالية‪:‬‬
‫‪.1‬شراء المنقوالت المادية أو المعنوية بنية بيعها بذاتها أو بعد تهيئتها بهيئة أخرى‬
‫أو بقصد تأجيرها؛‬
‫‪.2‬إكتراء المنقوالت المادية أو المعنوية من أجل إكرائها من الباطن؛‬
‫‪.3‬شراء العقارات بنية بيعها على حالها أو بعد تغييرها؛‬
‫‪.4‬التنقيب عن المناجم والمقالع واستغاللها؛‬
‫‪.5‬النشاط الصناعي أو الحرفي؛‬
‫‪.6‬النقل؛‬
‫‪.7‬البنك والقرض والمعامالت المالية؛‬
‫‪.8‬عملية التأمين باألقساط الثابتة؛‬
‫‪.9‬السمسرة والوكالة بالعمولة وغيرهما من أعمال الوساطة؛‬
‫‪.10‬استغالل المستودعات والمخازن العمومية؛‬
‫‪.11‬الطباعة والنشر بجميع أشكالها ودعائمها؛‬
‫‪.12‬البناء واألشغال العمومية؛‬
‫‪.13‬مكاتب ووكاالت األعمال واألسفار واإلعالم واإلشهار؛‬
‫‪.14‬التزويد بالمواد والخدمات؛‬
‫‪.15‬تنظيم المالهي العمومية؛‬
‫‪.16‬البيع بالمزاد العلني؛‬
‫‪.17‬توزيع الماء والكهرباء والغاز؛‬
‫‪.18‬البريد والمواصالت؛‬
‫‪.19‬التوطين‪".‬‬
‫‪ - 34‬و تنص المادة ‪ 7‬من مدونة التجارة ‪ ":‬تكتسب صفة تاجر أيضا بالممارسة االعتيادية أو االحترافية لألنشطة التالية‪:‬‬
‫‪.1‬كل عملية تتعلق بالسفن والطائرات وتوابعها؛‬
‫‪.2‬كل عملية ترتبط باستغالل السفن والطائرات وبالتجارة البحرية والجوية‪".‬‬
‫‪ - 35‬جاء في المادة ‪ 8‬من مدونة التجارة " تكتسب صفة تاجر كذلك بالممارسة االعتيادية أو االحترافية لكل نشاط يمكن أن‬
‫يماثل‬
‫األنشطة الواردة في المادتين ‪ 6‬و‪". 7‬‬
‫‪ - 36‬وأكد المشرع على األهلية التجارية من خالل ما جاء في المادة ‪ 12‬التي تنص على أنه '' تخضع األهلية لقواعد‬
‫األحوال الشخصية ‪ "..‬و تحيل هذه المادة على مدونة األسرة في مادتها ‪ 209‬التي أن األهلية يتمتع بها البالغ لسن الرشد‬
‫القانوني و المتمثل في ‪ 18‬سنة شمسية كاملة ‪.‬‬
‫وهناك حاالت خاصة يمكن أن يتمتع فيها باألهلية التجارية كتلك المتعلقة بالقاصر المأذون له باالتجار ‪،‬و كذلك القاصر‬
‫الذي نال الترشيد (المادة ‪ 13‬من مدونة التجارة و التي تحيل على المادتين ‪ 226‬و ‪ 218‬من مدونة األسرة ) و بالتالي تسري‬
‫عليهما نفس األحكام التي تسري على كاملي األهلية ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ممارسة النشاط التجاري ‪ ،‬و أن تمارس األنشطة بكيفية مستقلة تنعدم فيها أي تبعية لشخص‬
‫آخر‪ ،‬أي أن يمارس الشخص النشاط التجاري بصفة مستقلة باسمه الشخصي أو لحسابه‬
‫الخاص و ليس لحساب شخص آخر‪.‬‬
‫أما بالنسبة للحرفي فهو يكتسب الصفة التجارية بدليل المادة السادسة من مدونة التجارة‬
‫في بندها الخامس التي تضمنت النشاط الحرفي و الصناعي‪ ،‬و من خالل أن القانون‬
‫‪ 73.17‬لم يعد يشير إلى مصطلح الحرفي مكتفيا بعبارة المقاولة على خالف القانون‬
‫القديم‪ ،38‬إذاك فالشخص الطبيعي الحرفي له إمكانية تقديم طلب فتح مسطرة اإلنقاذ‪ ،39‬كلما‬
‫تعرض لصعوبات تعيق استمرارية نشاطه و التي يمكن أن تؤدي به في أجل قريب لمرحلة‬
‫التوقف عن الدفع‪.‬‬
‫و إذا كان القانون المغربي قد قصر تطبيق المساطر الجماعية‪ 40‬و التي تعد مسطرة‬
‫اإلنقاذ من ضمنها على التاجر ‪ ،‬فان القانون الفرنسي أضاف المزارع و مربي المواشي‬
‫طبقا للقانون رقم ‪ 88-1202‬بتاريخ ‪ ، 198841 /12/30‬و كذلك كل من يمارس مهنة‬

‫‪ - 37‬ظهير شريف رقم ‪ 1.04.22‬صادر في ‪ 12‬من ذي الحجة ‪ 3(1424‬فبراير ‪ )2004‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 70.03‬بمثابة‬
‫مدونة األسرة‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5184‬بتاريخ ‪ 14‬ذو الحجة ‪ 5 ( 1424‬فبراير ‪ ،) 2004‬ص ‪ .418‬الذي‬
‫تم تعديله بمقتضى القانون رقم ‪ 102.15‬الرامي الى تعديل المادة ‪ 16‬من القانون ‪ 70.03‬بمثاية مدونة األسرة ‪ ،‬الصادر‬
‫بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.16.2‬بتاريخ فاتح ربيع االخر ‪12( 1437‬يناير ‪، )2016‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ 6433‬بتاريخ ‪ 14‬ربيع االخر ‪25( 1437‬يناير ‪ )2016‬ص ‪.420‬‬
‫‪ - 38‬فمدونة التجارة قبل دخول القانون ‪ 73.17‬تضمنت عبارة الحرفي من خالل ما جاء في المادة ‪ '' 560‬تطبق مساطر‬
‫معالجة صعوبات المقاولة على كل تاجر وكل حرفي وكل شركة تجارية ليس بمقدورهم سداد الديون المستحقة عليهم عند‬
‫الحلول‪ ،‬بما في ذلك الديون الناجمة عن االلتزامات المبرمة في إطار االتفاق الودي المنصوص عليه في المادة ‪556‬‬
‫أعاله‪".‬‬
‫ويتبين أن المشرع المغربي استجاب لالنتقادات التي كانت قد وجهت اليه في ظل القانون القديم من خالل ما يتبين من المادة‬
‫أعاله‪ ،‬اذ كان يورد الحرفي الى جانب مصطلح التاجر ‪.‬‬
‫‪ - 39‬و لئن كانت للحرفي الشخص الذاتي إمكانية فتح مسطرة اإلنقاذ فالقضاء المغربي و من خالل ما توصلنا اليه لم يعرض‬
‫عليه طلب فتحها من قبل الحرفي لحدود كتابة هذه األسطر‪ ،‬غير أن القضاء الفرنسي صدرت من قبله مجموعة من األحكام‬
‫القاضية بفتح مسطرة االنقاذ تجاه الشخص الطبيعي الحرفي ‪ ،‬كالحكم رقم ‪ 2015F02751‬الصادر عن المحكمة التجارية‬
‫لغرينوبل (‪ )Grenoble‬بتاريخ ‪ 29/12/2015‬و الذي قضى بفتح مسطرة اإلنقاذ و تعيين األجهزة القضائية المتدخلة فيها‬
‫بعدما تأكد من توفر شروطها القانونية ‪.‬‬
‫‪Jugement du 29/12/2015 de tribunal de commerce de Grenoble n°2015F02751 «….. la‬‬
‫‪demande présentée par le requérant tend à obtenir le bénéfice de la procédure de sauvegarde‬‬
‫‪visée l’article L.620-1 du code de commerce .‬‬
‫‪……..‬‬
‫‪L’entreprise ne se trouve pas en état de cessation des paiements mais rencontrant toutefois des‬‬
‫‪difficultés importantes ,il convient de lui faire bénéficier de la procédure de sauvegarde .‬‬
‫‪Par ces motifs‬‬
‫‪le tribunal statuant publiquement en premier ressort par décision…..‬‬
‫‪Prononce l’ouverture de la procédure de sauvegarde au profit de‬‬
‫» …‪Monsieur ……. Artisan personne physique‬‬
‫تم االطالع عليه بالموقع االلكتروني ‪ www .doctrine.fr :‬بتاريخ ‪ 01/05/2019‬على الساعة ‪.23:33‬‬
‫‪ - 40‬لئن كانت المساطر الجماعية تطبق على األشخاص الذين يزاولون نشاط تجاري رغم وقوعهم في حالة الحظر أو‬
‫السقوط أو التنافي ‪ ،‬بدليل أن المادة ‪ 11‬من مدونة التجارة والتي تنص على أنه‪ ":‬يعتبر تاجرا كل شخص اعتاد ممارسة‬
‫نشاط تجاري رغم وقوعه في حالة الحظر أو السقوط أو التنافي " ‪ ،‬فمسطرة االنقاذ ال يمكن أن يستفيد منها الشخص‬
‫الطبيعي الذي يزاول نشاط تجاري رغم وقوعه في حالة تنافي ‪ ،‬و هو تحصيل حاصل طالما أنه يزاول بصفة غير قانونية‪.‬‬
‫‪ - 41‬محمد كرام ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪.61 :‬‬

‫‪10‬‬
‫حرة‪ ، 42‬إمكانية تقديم طلب لفتح مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬و يتبين لنا أن المشرع الفرنسي استثنى‬
‫من األشخاص الطبيعية األجراء و الموظفين ‪.‬‬
‫و لئن كانت مدونة التجارة الفرنسية‪ ،‬أدرجت المزارع ضمن األشخاص الخاضعين‬
‫لمسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬فالقانون الفدرالي األمريكي لإلفالس استثناه من إمكانية الخضوع لمسطرة‬
‫إعادة التنظيم‪. )chapter 11( 43‬‬
‫غير أن ما تجدر اإلشارة إليه ‪،‬هو تواجد وضعيات خاصة تندرج في إطار الشخص‬
‫الذاتي التاجر‪ ،‬و نذكر كل من المسير الحر‪ 44‬لألصل التجاري‪ 45‬و الذي يكتسب صفة‬
‫تاجر‪ 46‬و يخضع لاللتزامات التي تفرضها تلك الصفة ‪ ،‬فله امكانية سلوك هذه المسطرة‬
‫على خالف المسير المأجور الذي يسير األصل التجاري بمقابل أجر يتقاضاه من مالك‬
‫األصل ‪.‬‬
‫و كذلك ماجاء في القانون‪ 47114.13‬المتعلق بالمقاول الذاتي ‪ 48‬و التساؤل‬
‫المطروح هو هل تثبت له الصفة التجارية رغم أن المشرع أعفاه من التقييد في السجل‬
‫التجاري‪ 49‬؟ يمكن القول أنه يخضع إلجراءات هذه المسطرة طالما أن المادة األولى من‬
‫قانون ‪ 114.13‬حددت مجال عمل المقاول الذاتي في المجال التجاري و الصناعي و‬
‫الخدماتي ‪ ،‬وهي من األنشطة التي تم التنصيص عليها في إطار المادة ‪ 6‬و‪ 7‬من مدونة‬
‫التجارة كما أن مدونة التجارة الفرنسية منحت للمقاول الذاتي(‪)auto-entrepreneur‬‬
‫إمكانية سلوك مسطرة اإلنقاذ‪. 50‬‬
‫ثانيا‪:‬الصفة التجارية للشخص االعتباري‬

‫‪ - 42‬و ذلك كمهنة الطب أو المحاماة أو مهنة التوثيق أو الهندسية الى غير ذلك من األعمال المهنية المدنية‬
‫‪43‬‬
‫‪-Sophie Stankiewicz Murphy , o.p , p :213.‬‬
‫‪ - 44‬عرف المشرع عقد التسيير الحر في إطار المادة ‪ 152‬من م‪.‬ت'' عقد يوافق بمقتضاه مالك األصل التجاري أو مستغله‬
‫على إكرائه كال أو بعضا لمسير يستغله تحت مسؤوليته''‬
‫‪ - 45‬يقصد باألصل التجاري حسب مدلول المادة ‪ 79‬من مدونة التجارة "مال منقول معنوي يشمل جميع األموال المنقولة‬
‫المخصصة لممارسة نشاط تجاري أو عدة أنشطة تجارية ‪".‬‬
‫‪ - 46‬المادة ‪ 153‬من م ‪.‬ت" يكتسب المسير الحر صفة التاجر ويخضع لجميع االلتزامات التي تخولها هذه الصفة‪.‬‬
‫ينشر عقد التسيير الحر في أجل الخمسة عشر يوما من تاريخه على شكل مستخرج في الجريدة الرسمية وفي جريدة مخول‬
‫لها نشر اإلعالنات القانونية‪.‬‬
‫يجب على المكري إما أن يطلب شطب اسمه من السجل التجاري وإما أن يغير تقييده الشخصي بالتنصيص صراحة على‬
‫وضع األصل في التسيير الحر‪.‬‬
‫يخضع انتهاء التسيير الحر إلجراءات الشهر ذاتها‪".‬‬
‫‪ - 47‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.06‬صادر في ‪ 29‬من ربيع اآلخر ‪ 19 ( 1436‬فبراير ‪ )2015‬بتنفيذ القانون رقم ‪13.114‬‬
‫المتعلق بنظام المقاول الذاتي‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6342‬الصادرة بتاريخ ‪ 21‬جمادى األولى ‪12 ( 1436‬‬
‫مارس ‪ ،)2015‬الصفحة ‪.1593‬‬
‫‪ - 48‬تنص المادة األولى من قانون ‪ 114.13‬المتعلق بالمقاولة الذاتي ‪":‬يعتبر مقاوال ذاتيا كل شخص طبيعي يزاول بصفة‬
‫فردية نشاطا صناعيا أو تجاريا أو حرفيا أو يقدم خدمات و ال يتجاوز رقم األعمال السنوي المحصل عليه ‪500000‬درهم‬
‫اذا كان النشاط الذي يمارسه يندرج ضمن األنشطة الصناعية و الحرفية و التجارية ‪".‬‬
‫‪ - 49‬المادة ‪ 2‬من القانون ‪" 114.13‬يستفيد المقاول الذاتي من االمتيازات التالية ‪...............:‬‬
‫‪ -‬االعفاء من الزامية التقييد بالسجل التجاري ‪"....‬‬
‫‪50‬‬
‫‪-- Laetitia Antonini-cochin et Laurence-caroline henry , o.p , p: 62 .‬‬

‫‪11‬‬
‫‪52‬‬
‫بالنسبة للشركات التجارية المنظمة بمقتضى القانون ‪ 515.96‬أو القانون رقم ‪17.95‬‬
‫فإنها تخضع لمسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬على اختالفها باستثناء شركة المحاصة التي تستقل بأحكام‬
‫خاصة بحسب ما إذا كان غرضها مدنيا أو تجاريا على اعتبار أنها ال تكتسب الشخصية‬
‫المعنوية و ال تسجل بالسجل التجاري‪ ،53‬فإذا كان غرض شركة المحاصة مدنيا فهي تعد‬
‫شركة مدنية و تستبعد بالتالي من نطاق مساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬و ذلك على خالف كون‬
‫غرضها تجاريا ففي هذه الحالة تكون شركة تجارية و تخضع بالتالي لمسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬و إن‬
‫كان الشركاء هم الذين يخضعون لها لكون الشركة في حد ذاتها ال تتمتع بالشخصية‬
‫المعنوية‪.‬‬
‫و باستثناء الشركة أعاله فان سائر الشركات التجارية األخرى يمكن أن تكون موضوع‬
‫فتح مسطرة اإلنقاذ سواء تلك المنظمة بمقتضى القانون ‪ ، 5.96‬و هي شركة التضامن و‬
‫شركة التوصية البسيطة و شركة التوصية باألسهم و الشركة ذات المسؤولية المحدودة‬
‫بنوعيها ‪،‬و سواء تعلق األمر بشركة المساهمة المنظمة بموجب القانون رقم ‪ 17.95‬علما‬
‫بأن جميع هذه الشركات تكتسب الشخصية المعنوية ابتداء من تاريخ تقييدها بالسجل‬
‫التجاري ‪.‬‬
‫لكن قد يثار إشكال بخصوص الشركات التي ال زالت في طور التأسيس و مع ذلك‬
‫تعاني من صعوبات قد تؤدي بها إلى التوقف عن الدفع وهي ال زالت في مهدها و قبل‬
‫اكتسابها الشخصية المعنوية ‪ ،‬هل يمكن إخضاعها لمسطرة اإلنقاذ ؟ يمكن القول أنه في هذه‬
‫الحالة طالما أن الشركة بمفهومها القانوني لم تقم بعد فان مسؤولية األعمال المنجزة يتحملها‬
‫المؤسسون ومن تم تفتح في مواجهتهم المسطرة إن تحققت الشروط األخرى عمال بالمادة‬
‫‪ 5427‬من قانون ‪ 17.95‬و المادة ‪ 551‬من قانون ‪.5.96‬‬

‫‪ - 51‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.97.49‬الصادر في ‪ 5‬شوال ‪ 13( 1417‬فبراير ‪ ) 1997‬بتنفيذالقانون رقم ‪ 5.96‬المتعلق‬
‫بشركة التضامن و شركة التوصية البسيطة و شركة التوصية باألسهم و الشركة ذات المسؤولية المحددة و شركة المحاصة‬
‫‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4478‬بتاريخ ‪ 23‬ذي الحجة ‪( 1417‬فاتح ماي ‪ )1997‬ص ‪ ، 1058‬المعدل بمقتضى‬
‫القانون رقم ‪ 24.10‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.39‬بتاريخ ‪ 29‬من جمادى االخرة ‪ 2 ( 1432‬يونيو ‪2011‬‬
‫) المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5956‬بتاريخ ‪ 27‬رجب ‪ 30 ( 1432‬يونيو ‪ ) 2011‬ص ‪. 3082‬‬
‫‪ - 52‬قانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.96.124‬صادر في ‪ 14‬من ربيع‬
‫اآلخر ‪ 30( 1417‬أغسطس ‪ ،)1996‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4422‬بتاريخ ‪ 4‬جمادى اآلخرة ‪ 17( 1417‬أكتوبر ‪)1996‬‬
‫ص ‪ ،2320‬المعدل بمقتضى قانون رقم ‪ 20.19‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.19.78‬بتاريخ ‪ 23‬من شعبان‬
‫‪ 29( 1440‬أبريل ‪ ،)2019‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6773‬بتاريخ ‪ 23‬من شعبان ‪ 29( 1440‬أبريل ‪،)2019‬ص ‪.2177‬‬
‫‪ - 53‬المادة ‪ 88‬من القانون ‪ " 5.96‬ال وجود لشركة المحاصة إال في العالقات بين الشركاء‪ ،‬وال ترمي إلى علم الغير بها‪.‬‬
‫ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪.‬‬
‫ال تخضع ألي تقييد في السجل التجاري وال ألي إجراء من إجراءات الشهر‪ ،‬ويمكن إثبات وجودها بكافة الوسائل‪.‬‬
‫يمكن أن تنشأ بفعل الواقع‪".‬‬
‫‪-54‬تنص المادة ‪ 27‬من قانون ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة '' يسأل األشخاص الذين قاموا بعمل باسم شركة في طور‬
‫التأسيس قبل اكتسابها الشخصية المعنوية‪ ،‬على وجه التضامن بصفة مطلقة‪ ،‬عن األعمال التي تمت باسمها إال إذا تحملت‬
‫الجمعية العامة األولى العادية أو غير العادية للشركة االلتزامات الناشئة عن هذه األعمال بعد تأسيسها تقييدها بشكل‬
‫قانوني‪.‬‬
‫يعتبر حينئذ هذه االلتزامات كما لو قامت بها الشركة منذ البداية‪''.‬‬
‫‪ - 55‬تنص المادة ‪ 1‬من قانون ‪ 5.96‬في فقرتها األخيرة '' تطبق أحكام المواد ‪ 2‬و‪ 3‬و‪ 5‬و‪ 8‬و‪ 11‬و‪ 12‬و‪ ........... 27‬من‬
‫القانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة على الشركات موضوع هذا القانون فيما إذا كانت متالئمة واألحكام الخاصة‬
‫بها‪''.‬‬

‫‪12‬‬
‫و بالتالي فالشخص االعتباري له إمكانية سلوك مسطرة اإلنقاذ طالما كان في إطار‬
‫شركة تجارية سواء شركة األشخاص أو األموال أو الشركة المختلطة ‪ ،‬باستثناء الشركات‬
‫المدنية و التعاونيات‪ ،‬و كذلك المجموعات ذات النفع االقتصادي المنظمة بمقتضى القانون‬
‫رقم ‪ ، 5613.97‬رغم أنها تخضع للتسجيل في السجل التجاري بما جاء في القانون‬
‫بموجب المادة ‪ 37‬من مدونة التجارة ‪ ، 57‬و تكتسب تبعا لذلك الشخصية المعنوية‪ 58‬و‬
‫رغم خضوعها كذلك للقانون المتعلق بالكراء التجاري‪ ، 59‬إال أنها ال تكتسب الصفة‬
‫التجارية ما لم يكن غرضها تجاريا و هو ما تضمنته المادة ‪ 5‬من قانون ‪ 13.97‬التي‬
‫نصت على أن صفة المجموعة ذات النفع االقتصادي تستمد من غرضها الذي أسست من‬
‫أجله ‪.‬‬
‫و بصفة عامة فكل األشخاص المعنوية التي لم تتخذ شكل شركة تجارية ‪ ،‬تستبعد من‬
‫نطاق تطبيق مسطرة اإلنقاذ‪،‬و على خالف المشرع المغربي فالمشرع الفرنسي (المادة‬
‫‪ (60L620-1‬فقد كان أكثر شمولية و أوسع نطاقا من خالل إعمال هذه المسطرة حيث لم‬
‫يعتد بالصفة التجارية كشرط للخضوع لمسطرة اإلنقاذ فحسب ‪ ،‬بل وسع من دائرة‬
‫األشخاص الخاضعين لها ‪ ،‬كالمجموعات ذات النفع االقتصادي دون اعتداد بصفتها و كذلك‬
‫التعاونيات و الشركات المدنية المهنية و الزراعية بل و حتى الجمعيات‪ 61‬سواء اتصفت‬
‫بالمنفعة العامة أو لم تتصف بها ‪ ،‬أي أنه أخضع األعمال المدنية في نطاق الخاضعة‬
‫لمسطرة اإلنقاذ ‪.‬‬

‫‪ - 56‬ظهير شريف رقم ‪ 1.99.12‬صادر في‪ 18‬من شوال ‪5( 1419‬فبراير ‪)1999‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 13.97‬المتعلق‬
‫بالمجموعات ذات النفع االقتصادي‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 4678‬بتاريخ ‪ 14‬ذي الحجة ‪( 1419‬فاتح أبريل‬
‫‪ )1999‬ص ‪ ،679‬كما تم تعديله القانون رقم ‪ 69.13‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.15.29‬في ‪ 21‬من جمادى‬
‫األولى ‪ 12( 1436‬مارس ‪ ،)2015‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6348‬بتاريخ ‪ 12‬جمادى اآلخرة ‪ 2( 1436‬أبريل‬
‫‪ )2015‬ص ‪.3521‬‬
‫‪ - 57‬تنص المادة ‪ 37‬من مدونة التجارة ‪":‬يلزم بالتسجيل في السجل التجاري األشخاص الطبيعيون و المعنويين ‪ ،‬مغاربة‬
‫كانوا أو أجانب ‪ ،‬الذين يزاولون نشاطا تجاريا في تراب المملكة ‪.‬‬
‫و يلزم بالتسجيل عالوة على ذلك ‪-4... :‬كل مجموعة ذات نفع اقتصادي‪".‬‬
‫‪ - 58‬الفقرة األولى من المادة ‪ 4‬من قانون رقم ‪ 13.97‬المتعلق بالمجموعات ذات النفع االقتصادي " تتمتع المجموعة ذات النفع‬
‫االقتصادي كيفما كان غرضها بالشخصية المعنوية ابتداء من تاريخ تقييدها في السجل التجاري دون أن يترتب على هذا‬
‫التقييد افتراض الصفة التجارية للمجموعة‪".‬‬
‫‪ - 59‬ظهير شريف رقم ‪ 1.69.99‬صادر في ‪ 13‬شوال ‪ 18( 1437‬يوليو ‪ )2016‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 49.16‬المتعلق بكراء‬
‫العقارات أو المحالت المخصصة لالستعمال التجاري أو الصناعي أو الحرفي ‪ ،‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪6490‬‬
‫بتاريخ ‪ 7‬ذو القعدة ‪ 11( 1437‬أغسطس ‪ )2016‬ص ‪.5857‬‬
‫‪60‬‬
‫‪- selon l’article du code de commerce L620-2 Modifié par Ordonnance n°2010-1512 du 9‬‬
‫‪décembre 2010 - art. 3’’La procédure de sauvegarde est applicable à toute personne exerçant‬‬
‫‪une activité commerciale ou artisanale, à tout agriculteur, à toute autre personne physique‬‬
‫‪exerçant une activité professionnelle indépendante, y compris une profession libérale soumise‬‬
‫‪à un statut législatif ou réglementaire ou dont le titre est protégé, ainsi qu'à toute personne‬‬
‫‪morale de droit privé.‬‬
‫‪A moins qu'il ne s'agisse de patrimoines distincts de l'entrepreneur individuel à responsabilité‬‬
‫‪limitée, il ne peut être ouvert de nouvelle procédure de sauvegarde à l'égard d'un débiteur déjà‬‬
‫‪soumis à une telle procédure, ou à une procédure de redressement judiciaire ou de liquidation‬‬
‫‪judiciaire, tant qu'il n'a pas été mis fin aux opérations du plan qui en résulte ou que la‬‬
‫’’‪procédure de liquidation n'a pas été clôturée.‬‬
‫‪ - 61‬أما بالنسبة للمشرع األمريكي من خالل قانون االفالس ‪ ،‬فقد استثنى الجمعيات الخيرية ‪(associations‬‬
‫)‪ philanthropiques‬من نطاق اعمال الفصل ‪ 11‬منه ‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫و بذلك فالمشرع الفرنسي سار على منوال المشرع األمريكي الذي منح إمكانية فتح هذه‬
‫المسطرة من قبل شخص ذاتي أو اعتباري‪ ،‬يزاول نشاط تجاري أو مدني‪. 62‬‬
‫لذلك فالتساؤل المطروح هو سبب إقصاء المشرع المغربي الشركات المزاولة لألعمال‬
‫المدنية من نطاق مسطرة اإلنقاذ بالخصوص ؟ و نعتقد أنه من األجدر إخضاعها لمسطرة‬
‫اإلنقاذ أو باألحرى تحديد معايير يجب أن تتمتع بها إلخضاعها لمسطرة اإلنقاذ كتوفرها‬
‫على رأس مال مادي معين و رأس مال المادي(األجراء) محدد ‪ ،‬و مثال ذلك المصحات‬
‫الطبية و التي في األغلب منها تتوفر على عدد كبير من األجراء و تتعامل مع مجموعة من‬
‫الدائنين‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬عدم التوقف عن الدفع‬
‫لئن كان من بين شروط فتح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية ‪ ،‬بلوغ المقاولة‬
‫لمرحلة التوقف عن الدفع ‪ ،‬فمسطرة اإلنقاذ رغم أنها تعتبر من المساطر الجماعية فيلزم أن‬
‫ال تكون متوقفة عن الدفع على غرار مساطر الوقاية ‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للمشرع‬
‫الفرنسي‪ ،63‬ومن ثم لم يعد التوقف عن الدفع فيصال بين المساطر الوقائية الحبية و بين‬
‫المساطر العالجية القضائية من خالل استحداث مسطرة اإلنقاذ‪.‬‬
‫و على خالف ذلك رغم اعتبار مسطرة المصالحة من المساطر الوقائية ‪ ،‬فالمشرع‬
‫الفرنسي‪ 64‬مكن المقاولة المتوقفة عن الدفع و التي لم يتجاوز أمد توقفها عن الدفع ‪45‬‬
‫يوما‪ ،‬من تقديم طلب االستفادة من مسطرة المصالحة و التي تعتبر من المستجدات التي‬
‫جاء بها قانون ‪ ، 26/07/2005‬أي أن هذه المسطرة لم تعد حكرا على المقاوالت التي‬
‫تعاني من صعوبات خفيفة ‪ ،‬بل بإمكان حتى تلك التي توقفت عن ديونها الحالة و المستحقة‬
‫أن تستفيد من هذه المسطرة ‪ ،‬بشرط أن تكون متوقفة عن الدفع حديثا‪.65‬‬
‫و شرط عدم التوقف عن الدفع الذي يمكن من فتح مسطرة اإلنقاذ إضافة إلى الشروط‬
‫السابقة‪ ،‬يتمثل من خالل عدم وجود المقاولة في وضعية استحالة لمجابهة أصولها للخصوم‬
‫التي عليها و هو ما نصت عليه المادة ‪ 561‬من م ت‪ ،‬فحالة التوقف عن الدفع تضمنته‬
‫المادة ‪ 575‬من ذات المدونة في فقرتها الثانية '' تثبت حالة التوقف عن الدفع متى تحقق‬
‫عجز المقاولة عن تسديد ديونها المستحقة المطالب بأدائها بسبب عدم كفاية أصولها‬
‫المتوفرة‪ ،‬بما في ذلك الديون الناتجة عن االلتزامات المبرمة في إطار االتفاق الودي‬
‫المنصوص عليه في المادة ‪ 556‬أعاله''‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫‪-Sophie stankiewicz murphy , o.p, p: 24,25.‬‬
‫‪63‬‬
‫‪-art L620-1 c. com‬‬
‫‪64‬‬
‫‪- art L611-4 du code de commerce(modifié par ordonnance n°2010-1512 du 9 décembre‬‬
‫‪2010-art.2) « ll est institué, devant le tribunal de commerce, une procédure de conciliation‬‬
‫‪dont peuvent bénéficier les débiteurs exerçant une activité commerciale ou artisanale qui‬‬
‫‪éprouvent une difficulté juridique, économique ou financière, avérée ou prévisible, et ne se‬‬
‫’’‪trouvent pas en cessation des paiements depuis plus de quarante-cinq jours.‬‬
‫‪ - 65‬يمكن القول على أن المشرع الفرنسي حينما منح إمكانية سلوك مسطرة المصالحة للمدين المتوقف عن الدفع لمدة ‪45‬‬
‫يوما ‪ ،‬يحاول من خاللها اقناع المدين على أن مسطرة المصالحة بإمكانها وضع حد للتوقف عن الدفع ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫فالمشرع في إطار هذه المادة أخذ بالمفهوم الحديث للتوقف عن الدفع ‪ ،‬عكس المفهوم‬
‫التقليدي للتوقف عن الدفع الذي أخذت به المادة ‪ 560‬من الكتاب الخامس المنسوخ من‬
‫مدونة التجارة و التي كانت تنص على أنه " تطبق مساطر معالجة صعوبات المقاولة على‬
‫كل تاجر و كل حرفي و كل شركة تجارية ‪ ،‬ليس بمقدورهم سداد الديون المستحقة عليهم‬
‫عند الحلول ‪"..‬‬

‫حيث يتبين من خالل المادة ‪ 561‬أن التوقف عن الدفع‪ 66‬يتمثل في عدم قدرة المقاولة‬
‫فردية أو جماعية على سداد الديون المستحقة المطالب بها بسبب عدم كفاية األصول‬
‫المتوفرة ‪ ،‬ذلك أن المقاولة وقعت في نوع من عدم الموازنة بكون خصومها تفوق األصول‬
‫التي تقوم عليها المقاولة ‪،‬فاللجوء إلى مسطرة اإلنقاذ يكون في حالة كون الصعوبات التي‬
‫تعاني منها و يمكن أن تؤدي بها إلى التوقف عن الدفع في وقت قريب‪.‬‬

‫وقد جاء في الحكم الصادر عن المحكمة التجارية بمراكش "حيث أن المحكمة وبموجب‬
‫الحكم رقم ‪ 90‬الصادر بتاريخ ‪ 2018/08/02‬في الملف عدد ‪ 2018/8315/92‬القاضي‬
‫بفتح مسطرة اإلنقاذ في حق السيد س واستنادا للمادة ‪ 564‬من مدونة التجارة فإنه إذا تبين‬
‫بعد فتح مسطرة اإلنقاذ أن المقاولة كانت في حالة توقف عن الدفع في تاريخ النطق بالحكم‬
‫القاضي بفتح هذه المسطرة‪ ،‬تعاين المحكمة حالة التوقف وتحدد تاريخه وفق مقتضيات‬
‫المادة ‪ 713‬أدناه‪ ،‬وتقضي بتحويل مسطرة اإلنقاذ إلى تسوية قضائية أو تصفية قضائية‪،‬‬
‫وفق مقتضيات المادة ‪ 583‬أدناه‪.67" ....‬‬
‫و ما يستنتج أن تحقق واقعة التوقف عن الدفع ينهض كأثر سلبي يحول دون تطبيق‬
‫مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬فالمحكمة بعد الحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ تقضي بتحويلها إلى تسوية‬
‫قضائية أو تصفية قضائية‪ ،‬وفقا لمقتضيات المادة ‪ 68564‬من نفس القانون‪ ،‬هذه المادة التي‬
‫نصت على أن المحكمة تقضي بالتسوية القضائية إذا تبين لها أن وضعية المقاولة ليست‬
‫مختلة بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬وإال فتقضي بالتصفية القضائية‪.‬‬

‫‪ - 66‬و يتضح من خالل المواد المذكورة المتعلقة بالتوقف عن الدفع أن هذا األخير يقوم على ثالثة عناصر و المتمثلة في ‪:‬‬
‫الخصوم المستحقة المطالب بها ‪ :‬أي تلك الديون التي يحق للدائن المطالبة بها دون أن تتوقف على اجل أو شرط‪ ،‬و يستوي‬ ‫‪‬‬
‫أن يكون الدين مدنيا أو تجاريا ‪ ،‬اال أنه يجب أن يكون مستحقا و غير منازع فيه ‪ .‬و كذلك أن يكون الدين مطالبا به في وقت‬
‫استحقاقه ‪ ،‬غير أن طبيعة المطالبة يمكن أن تكون قضائية أو غير قضائية على اعتبار أن المشرع أورد عبارة الديون في‬
‫المادة ‪ 575‬من مدونة التجارة بصفة عامة ‪.‬‬
‫األصول المتوفرة ‪ :‬أي كتلك المبالغ المتوفرة في خزينة المقاولة و في حساباتها البنكية و القيم المنقولة أو األوراق التجارية‬ ‫‪‬‬
‫القابلة للخصم أو األداء ‪ ،‬و بعبارة أدق األصول القابلة للتصرف و المتمثلة في األموال و المبالغ التي تضمن األداء الفوري‬
‫للديون ‪.‬‬
‫استحالة مجابهة الخصوم المستحقة باألصول المتوفرة ‪ :‬أي أن تلك الديون العالقة في ذمة المقاولة و التي لم تستطع تأديتها ‪،‬‬ ‫‪‬‬
‫تفوق األصول التي تتوفر عليها المقاولة ‪.‬‬
‫‪ -67‬حكم المحكمة التجارية بمراكش رقم ‪ 91‬الصادر بتاريخ ‪ 2018/09/27‬في الملف رقم ‪ .2018/8302/120‬أشار اليه‬
‫مصطفى بونجة و نهال اللواح ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.174 :‬‬
‫‪ - 68‬تنص المادة ‪ 564‬من م‪.‬ت في فقرتها األولى على أنه ‪ ":‬إذا تبين‪ ،‬بعد فتح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬أن المقاولة كانت في حالة‬
‫توقف عن الدفع في تاريخ النطق بالحكم القاضي بفتح هذه المسطرة‪ ،‬تعاين المحكمة حالة التوقف وتحدد تاريخه وفق‬
‫مقتضيات المادة ‪ 713‬أدناه‪ ،‬وتقضي بتحويل مسطرة اإلنقاذ إلى تسوية قضائية أو تصفية قضائية‪ ،‬وفق مقتضيات المادة‬
‫‪583‬أدناه‪".‬‬

‫‪15‬‬
‫و باعتبار المشرع المغربي و المشرع الفرنسي أدرجا شرط عدم التوقف عن الدفع في‬
‫إطار شروط فتح مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬فالمشرع األمريكي لم ينص على مثل هذا الشرط إذ لم‬
‫يعتد بأي شرط ذو صبغة مالية تجاه المدين ‪ ،‬أي سواء كان تواجد حالة التوقف عن الدفع أو‬
‫لم تتواجد فالمدين حر في سلوك مسطرة اإلنقاذ‪. 69‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬مواجهة المقاولة لصعوبات‬
‫يتمثل الشرط الثالث الذي يلزم توفره هو تواجد صعوبات تجاه المقاولة ‪ ،‬ذلك أن المدين‬
‫عند تقديمه لطلب فتح مسطرة اإلنقاذ يجب أن يبين فيه الصعوبات المراد تجازوها و هي‬
‫من أهداف مسطرة اإلنقاذ فقد جاء في المادة ‪ '' 560‬تهدف مسطرة اإلنقاذ إلى تمكين‬
‫المقاولة من تجاوز صعوباته‪،‬وذلك من أجل ضمان استمرارية نشاطها‪ ،‬والحفاظ على‬
‫مناصب الشغل بها‪ ،‬وتسديد خصوم ''‪ .‬و يتبين أن المشرع لم يحدد طبيعتها (أوال) و أنها‬
‫يجب أن تتصف بالجدية (ثانيا)‬
‫فالغاية من إحداث على هذه المسطرة تتمثل في تمكين المحكمة من التشخيص المبكر‬
‫للمقاوالت التي تعاني من الصعوبات‪ 70‬للحيلولة دون اندثارها‪.‬‬
‫أوال‪ :‬طبيعة الصعوبات المعترضة‬
‫قبول طلب فتح المسطرة رهين بمدى جدية هذه الصعوبات أي أن تكون ذات طابع‬
‫خطير ‪ ،‬فال يمكن للمدين تضمين صعوبات يمكن تجاوزها دون حاجة إلى تدخل أجهزة‬
‫أخرى ‪ ،‬و هذا المقتضى له بعد في ما يتعلق بحماية الدائنين ألن عدم التحقق من جدية هذه‬
‫الصعوبات سيحول هذه المسطرة إلى مسطرة كيدية ‪ ،‬يسعى من خاللها اإلضرار بالدائنين‪.‬‬
‫ويستنتج من خالل المادة أعاله أن المشرع لم يحدد طبيعة الصعوبات المبررة لفتح‬
‫المسطرة ‪ ،‬و لم يحصرها أسوة بمسطرة المصالحة‪ ، 71‬و ما إن جاء لفظ الصعوبات بصفة‬
‫عامة في المادة ‪ 561‬من مدونة التجارة ‪ ،‬فالصعوبات يمكن أن تكون ذات طابع اقتصادي‬
‫أو قانوني أو اجتماعي أو مالي‪ ، 72‬طالما أن المشرع حدد الصعوبات في إطار مسطرة‬
‫الوقاية الداخلية‪ 73‬أو الخارجية ‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫‪- Sophie stankiewicz murphy , o .p , p : 24 .‬‬
‫‪ - 70‬مصطفى بونجة و نهال اللواح ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.170:‬‬
‫‪ - 71‬نصت المادة ‪ 551‬من مدونة التجارة " تفتح مسطرة المصالحة أمام كل مقاولة‪ ،‬دون أن تكون في وضعية التوقف عن‬
‫الدفع‪ ،‬تعاني من صعوبات اقتصادية أو مالية أو لها حاجيات ال يمكن تغطيتها بواسطة تمويل يناسب إمكانياتها‪.‬‬
‫يتضمن الطلب الذي يتقدم به رئيس المقاولة عرضا حول الوضعية المالية واالقتصادية و االجتماعية والحاجيات التمويلية‬
‫للمقاولة‪ ،‬و كذا وسائل مواجهتها‪" .‬‬
‫و بالتالي فالصعوبات التي تبرر اللجوء الى مسطرة المصالحة هي صعوبات ذات طبيعة اقتصادية أو مالية أو تمويلية ‪.‬‬
‫‪ - 72‬فالصعوبات المذكورة جلها يمكن أن تعيق استمرارية المقاولة ‪ ،‬غير أنه في غالب األحوال فالصعوبة التي تأزم‬
‫المقاولة هي ذات الطابع المالي ألنها مرتبطة بشكل وثيق مع المتعاملين مع المقاولة و يتبين كذلك أيضا من خالل اثار‬
‫الناتجة عن فتح المسطرة في منع المدين من أداء الديون و وقف المتابعات الفردية ‪.‬‬
‫‪- 73‬المادة‪'' 547‬إذا لم يعمل رئيس المقاولة ‪،‬تلقائيا‪ ،‬على تصحيح االختالل الذي من شأنه أن يؤثر سلبا على استغاللها‪ ،‬يبلغ‬
‫إليه مراقب الحسابات‪ ،‬إن وجد أو أي شريك في الشركة‪ ،‬الوقائع أو الصعوبات‪ ،‬خاصة الصعوبات ذات الطبيعة القانونية أو‬
‫االقتصادية أو المالية أو االجتماعية‪ ،‬التي من شأنها اإلخالل باستمرارية استغاللها‪ ،‬وذلك داخل أجل ثمانية أيام من اكتشافه‬
‫لها برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل‪ ،‬يدعوه فيها إلى تصحيح ذلك االختالل‪''.‬‬

‫‪16‬‬
‫فتقييم مدى انسجام الصعوبة مع مسطرة اإلنقاذ و االستجابة لفتحها تدخل ضمن السلطة‬
‫التقديرية الواسعة للمحكمة لتحديد طبيعة هذه الصعوبة‪،74‬و خاصة التأكد من جديتها و‬
‫درجة حدتها و تأثيرها على مستقبل المقاولة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬جدية الصعوبات المعترضة‬
‫هكذا يجب أن تكون الصعوبات التي تعاني منها المقاولة حقيقية ومبررة وجدية‪ ،‬بحيث‬
‫ال تكون للتاجر القدرة على تجاوزها وقام بما يلزم من إجراءات وتدابير قصد التغلب عليها‬
‫لكنها ظلت قائمة رغم استنفاذها‪ ،‬وليس صعوبات بسيطة يلجأ إليها المدين تحايال على‬
‫حقوق دائنيه وتأخيرا الستيفاء ديونهم‪ ،75‬كما يجب أن تكون من شأن هذه الصعوبات أن‬
‫تؤدي بالمقاولة في أجل قريب للتوقف عن الدفع‪ ،‬بمعنى أن وضعية المقاولة تكون أقرب‬
‫للدخول إلى مساطر المعالجة‪.‬‬
‫فهذا الشرط أشارت اليه المادة( ‪ ) L620-1‬من مدونة التجارة الفرنسية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫ذلك فالمشرع الفرنسي ألزم المدين بتوضيح الصعوبة أي بيان سببها مع تبرير األسباب التي‬
‫أدت الى عدم إمكانيته تجاوزها‪ 76‬تحت طائلة رفض الطلب عند تخلفها‪ ، 77‬إذ كان حريا‬
‫بالمشرع المغربي السير على نفس المنوال حيث أن بيان السبب سواء المتعلق بالصعوبة أو‬
‫الذي عاق المدين لتجاوزها‪ 78‬يظهر نوعا من جدية الطلب الذي تقدم به المدين‪.‬‬
‫و هذا يقترب نوعا ما من الشرط الذي نص عليه قانون اإلفالس األمريكي و المتمثل‬
‫في كون من تقدم بطلب فتح مسطرة إعادة التنظيم مدينا‪ ، 79‬و أن يكون ذلك الدين حقيقي‬

‫‪ - 74‬لبنى بوهمتاين ‪'' ،‬مسطرة االنقاذ '' ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‪ ،‬تخصص قانون األعمال و المقاوالت ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫الخامس الرباط ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االجتماعية و االقتصادية السويسي ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2015-2014‬ص ‪.20:‬‬
‫‪ - 75‬منال منصور ‪'' ،‬النظام القانوني لمسطرة االنقاذ على ضوء مستجدات القانون رقم ‪ 17.73‬المتعلق بمساطر صعوبات‬
‫المقاولة''‪ ،‬مجلة المهن القانونية و القضائية ‪ ،‬مطبعة األمنية –الرباط ‪ ،‬العدد الثاني ‪ ،‬نوفمبر ‪ ، 2018‬صفحة ‪.29‬‬
‫‪76‬‬
‫‪-Laëtitia lethielleux , "droit des entreprises en difficultés", gualino , 3e édition 2012, p:89.‬‬
‫‪ - 77‬أي أن المدين يلزم عليه بيان الصعوبة و جديتها و سببها و كذلك السبب الذي عاق المدين على تجاوزها من تلقاء نفسه‪،‬‬
‫و تخلف أي منها يؤدي الى رفض الطلب‬
‫‪ - 78‬غير أن التأكد من تلك األسباب أو الوقوف عليها رغم عدم الزامية المدين ببيانها من قبل المشرع المغربي ‪ ،‬يمكن أن‬
‫يتم من خالل االجراءات التي تمر منها المقاولة من استماع لرئيسها أو من خالل الوثائق المدلى بها أو المعلومات المتحصل‬
‫عليها ‪ ،‬أي أن هناك مجموعة من المراحل التي تمر منها المسطرة كفيلة بابراز تلك األسباب ‪.‬‬
‫‪ - 79‬اعتمد المشرع األمريكي على شرطين حتى يعتد بالطلب المقدم لالستفادة من مسطرة اعادة التنظيم (مسطرة االنقاذ) ‪،‬‬
‫اضافة الى شرط كون مقدم الطلب مدينا و الذي يتبين أنه شرط بديهي على اعتبار أن مسطرة االنقاذ بل مساطر صعوبات‬
‫المقاولة ال تعمل اال اذا كانت هناك مديونية من قبل المقاولة‪.‬‬
‫هناك شرط يتمثل باالختصاص الترابي لمحاكم الواليات المتحدة ‪ ،‬بكون المدين يزاول نشاطه أو له أصول داخل الواليات‬
‫المتحدة ‪ ،‬غير أن هذا الشرط يكتسي نوعا من المرونة فال يتم حصره فقط بتوافر مقر اجتماعي أو مؤسسة للمدين داخل‬
‫الوالية بل يمكنه طلب فتح المسطرة حتى و ان كان يتوفر على أموال داخل بنوك الدولة أو أن أحد المساهمين في الشركة‬
‫ذو جنسية أمريكية ‪.‬‬
‫فهناك قرار شهير متعلق بقضية ’’‪ ‘’YOKOS‬و هي شركة روسية ‪ ،‬غير انها تتوفر على حساب بنكي لدى بنك يتواجد‬
‫بمدينة هوستن األمريكية و أن مسؤولها المالي ذو جنسية أمريكية اضافة الى أن ‪ 15%‬من أسهمها تعود لمستثمرين‬
‫أمريكيين وتقدمت المقاولة بطلب فتح مسطرة اعادة التنظيم أمام المحكمة األمريكية الى أن طلبها تم رفضه ليس بعلة كونها‬
‫‪Sophie‬‬ ‫شركة روسية بل لكون المدين سيئ النية حتى كان مبتغاه مماطلة أحد دائنيه ألداء الدين ‪.‬‬
‫‪stankiewicz murphy , o.p , p : 23 .‬‬
‫فهذا الشرط األخير يتشابه نوعا ما مع المستجد الذي نص عليه المشرع المغربي و المتمثل في المساطر العابرة للحدود و‬
‫التي يمكن اللجوء الى المساطر الوطنية عبرها من قبل ممثل أجنبي غير أن هذا المقتضى حصره المشرع في اطار مساطر‬
‫المعالجة و هو ما يتسدل من خالل المادة ‪ 778‬التي أحالت على شروط مسطرة التسوية القضائية في المادة ‪.575‬‬

‫‪17‬‬
‫حتى ال يسعى المدين من خالل هذه المسطرة إلى اإلضرار بأحد المتعاملين معه ‪ ،‬و هنا‬
‫نتبين أن القاضي يتأكد من حسن النية المدين حتى ال يسعى من طلبه هذا التملص من‬
‫االلتزامات التي عليه أو الديون التي في إمكانه أدائها دون سلوك هذه المسطرة‪.80‬‬
‫و بذكرنا هذا الشرط لدى المشرع األمريكي‪ ،‬و الذي يعتبر من المسلمات لدى المشرع‬
‫المغربي و الفرنسي‪ ،‬فيمكن القول أن أساسه يتمثل في كون طبيعة الصعوبة في إطار‬
‫الفصل ‪ 11‬من قانون اإلفالس األمريكي هي المتعلقة بالصعوبة المالية‪.‬‬
‫و لئن كانت التشريعات التي سبق ذكرها ‪ ،‬اشترطت على المدين أن تتوافر صعوبات‬
‫جدية إلمكانية طلبه فتح مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬فالقاضي بمجرد توصله من الطلب يتأكد من حسن‬
‫نية المدين ‪ ،‬فالمشرع األمريكي بمنحه إمكانية الدائنين تقديم طلب فتح المسطرة فالقاضي‬
‫األمريكي كذلك يسعى للبحث عن حسن نية الدائن حتى ال يستغل هذه اإلمكانية لإلضرار‬
‫بمدينه أو باألحرى اإلضرار بالمقاولة التي تعامل معها ‪ ،‬و اال تعرض لعقوبات نتيجة‬
‫تقديمه طلب بصفة تعسفية‪.81‬‬
‫و من خالل ما سبق يتبين لنا أن الصعوبات التي تواجه المقاولة تقوم على ثالثة‬
‫عناصر و التي يمكن أن نجملها في‪:‬‬
‫‪ ‬يجب أن تكون الصعوبات مبررة‪ :‬أي ال يسعى من ورائها المدين اإلضرار‬
‫بدائني المقاولة ‪ ،‬من خالل تضمين بعض الصعوبات التي في إمكانه تجاوزها‬
‫دون تدخل المحكمة ‪ ،‬و باألساس كالصعوبات المالية التي تنتج عن عدم أداء‬
‫دين مستحق و مطالب به باعتبارها الصعوبات األكثر قبوال‪ 82‬لفتح المسطرة ‪.‬‬
‫فعدم صدق الصعوبات يؤكد على سوء نية المدين ‪ ،‬حيث جزاه المشرع بنقيض‬
‫قصده و ذلك حماية للدائنين المتعاملين مع المقاولة ‪.‬‬

‫‪ ‬استحالة التغلب على الصعوبات ‪ :‬و ذلك يتمثل في عدم قدرة المقاولة اعتمادا‬
‫على أجهزتها الداخلية ‪ ،‬تذليل تلك الصعوبات أو باألحرى الحد منها دون‬
‫مساعدة ‪ ،‬بمعنى أن المقاولة ال تتوفر على التمويل الذاتي أو اإلمكانات الذاتية‬
‫الالزمة أو الكفيلة بتجاوز هذه الصعوبات ‪.‬‬

‫‪ - 80‬كحالة شركة الخطوط الجوية كونتيننتال(‪ .)Continental Airlines‬فتقدمت هذه الشركة بطلب لالستفادة من الفصل‬
‫‪ 11‬من قانون االفالس األمريكي غير أن الشركة لم تكن في أي صعوبة مالية ‪ ،‬فقد تقدمت الشركة بطلب لإلفالس في عام‬
‫‪ 1983‬بهدف كسب النزاع العمالي مع النقابة ‪ ،‬للتملص من حقوق األجراء ‪ ،‬واالتفاق الجماعي للشركة ‪ ،‬و القانون‬
‫االجتماعي و النظام العام ‪.‬‬
‫‪Sophie stankiewicz murphy , o.p , p: 24 .‬‬
‫‪81‬‬
‫‪- l’arrêt JHON RICHARDS HOMES « le crénacier a été condamné à deux millions de‬‬
‫‪dollars en dommage et intérêts pour avoir demandé l’ouverture d’une procédure involontaire‬‬
‫» ‪alors que la créance en question faisait l’objet d’un litige en cour‬‬
‫‪Sophie stankiewicz murphy , o.p , p: 213 .‬‬
‫‪ - 82‬و يتضح ذلك من خالل القضايا المعروضة على أنظار المحكمة التجارية بخصوص صعوبات المقاولة ‪ ،‬حيث يتبين‬
‫على أن جل الصعوبات التي تعاني منها المقاوالت الخاضعة لصعوبات المقاولة هي تلك المتعلقة بالوضعية المالية للمقاولة ‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫‪ ‬أن يكون من شأن الصعوبات أن تؤدي في أجل قريب إلى التوقف عن الدفع‪:‬‬
‫أي أن الصعوبات التي تعرقل عمل المقاولة ‪ ،‬تتسم بطابع خطير عليها و عدم‬
‫الحد منها و تصحيح وضعيتها ‪ ،‬سيؤدي بها إلى التوقف عن الدفع مما ينتج‬
‫عنه عدم إمكانية سلوك المقاولة مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬ألنه في هذه الحالة يتم فتح‬
‫مسطرة التسوية القضائية أو التصفية القضائية‪.‬‬
‫لئن كانت هذه هي الشروط التي نص عليها المشرع الزمة الستفادة من مميزات‬
‫مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬فما هي اإلجراءات الالزم سلوكها لطلب فتح هذه المسطرة ؟‬
‫المبحث الثاني‪ :‬ضوابط إعمال مسطرة اإلنقاذ‬
‫حدد المشرع المغربي مجموعة من الشروط الشكلية الواجب سلوكها لفتح مسطرة‬
‫اإلنقاذ‪ ،‬و حدد اإلجراءات الواجب إتباعها من قبل المدين حتى يستفيد من هذه المسطرة‬
‫بعدما يتوفر على الشروط القانونية التي تتيح له اللجوء إلى المحكمة قصد فتحها‪.‬‬
‫و سنعمل على التطرق إلجراءات فتح المسطرة التي يلزم على المدين سلوكها (المطلب‬
‫األول) على أن نحدد اإلجراءات التي تسلكها المحكمة (المطلب الثاني )‬
‫المطلب األول ‪ :‬إجراءات المتبعة من قبل المدين لفتح مسطرة اإلنقاذ‬
‫فاللجوء إلى المحكمة قصد فتح مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬يستلزم على المدين المرور من‬
‫اإلجراءات التي نص عليها المشرع و التي تبتدئ بتقديم طلب فتح المسطرة(الفقرة األولى)‬
‫مع إرفاقه بمشروع مخطط اإلنقاذ (الفقرة الثالثة) للجهة المختصة بالبت فيه (الفقرة الثانية)‬
‫‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬تقديم طلب فتح المسطرة‬
‫على اعتبار أن هذه المسطرة ذات طبيعة اختيارية للمدين‪ ،‬فمتى ما رغب في سلوكها‬
‫وجب عليه تقديم الطلب(أوال) إلى المحكمة المختصة‪ ،‬مع إرفاقه بالوثائق التي أوجبها‬
‫المشرع(ثانيا)‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬من حيث شكلية الطلب‬
‫باعتبار مسطرة االنقاذ مسطرة اختيارية ‪ ،‬فالطلب الرامي الى االستفادة منها يقدم من‬
‫قبل التاجر الشخص الطبيعي أو من قبل الممثل القانوني للمقاولة و ينبغي إيداعه لدى كتابة‬
‫ضبط المحكمة المختصة طبقا للفقرة األولى من المادة ‪ 561‬من مدونة التجارة ‪ ،‬و بالتالي‬
‫فال يمكن ألطراف أخرى لها الرغبة و المصلحة في تقديم طلب فتح مسطرة اإلنقاذ‬
‫كالشريك مثال ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫فالطلب المقدم من قبل المدين إلى الجهة القضائية المختصة من أجل افتتاح مسطرة‬
‫اإلنقاذ و االستفادة من المميزات اإلجرائية و الموضوعية لهذه المسطرة محكوم بالعديد من‬
‫الشكليات الواجب مراعاتها حتى يحض بالقبول‪.83‬‬
‫و لئن كان المشرع ألزم رئيس المقاولة ببيان نوعية الصعوبات التي من شأنها أن تخل‬
‫استمرارية نشاط المقاولة ‪،‬فالطلب يلزم أن يكون مكتوبا حيث يجب أن يتضمن العديد من‬
‫المعطيات المتعلقة بالمركز المالي للمقاولة مع ذكر تلك الصعوبات ‪ ،‬كما أنه يجب التعريف‬
‫بالمقاولة من خالل بيان اسمها و ذكر مقرها االجتماعي ‪ ،‬و ذلك على خالف المشرع‬
‫الفرنسي‪ 84‬أو األمريكي‪ 85‬اللذان حددا نموذجا لطلب فتح المسطرة ‪.‬‬
‫فطلب فتح المسطرة يمكن أن يتخذ شكل مقال مكتوب محرر من قبل محام‪ ،‬ذلك أن‬
‫المسطرة في إطار الدعاوى التجارية هي كتابية‪ ،‬و خاصة أن المدين يكون ملزما بأن يشير‬
‫إلى مجموعة من البيانات المتعلقة بالمقاولة و الصعوبات و كذلك أن يمكن في حالة تعذره‬
‫تقديم وثيقة أن يبين السبب الذي حال دون ذلك ‪.‬‬
‫و بما أن مسطرة اإلنقاذ هي مسطرة اختيارية فإنها غير مقرونة بأجل ‪ ،‬على خالف‬
‫مسطرة التسوية القضائية التي توجب على رئيس المقاولة تقديم طلب فتح المسطرة داخل‬
‫أجل ‪30‬يوما التالية للتوقف عن الدفع‪. 86‬‬
‫ثانيا‪ :‬من حيث الوثائق الواجب اإلدالء بها عند تقديم الطلب‪.‬‬
‫عند تقديم طلب فتح المسطرة من قبل رئيس المقاولة‪ ،‬يتعين أن يتضمن هذا الطلب‬
‫تحديدا لنوع الصعوبات التي من شأنها أن تخل بنشاط المقاولة‪ ،‬كما أنه يتوجب عليه إرفاق‬
‫طلبه بالوثائق المشار إليها في المادة ‪ 87577‬من مدونة التجارة المتعلقة بالتسوية القضائية‪،‬‬

‫‪- 83‬كمال دزاز‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪.130:‬‬


‫‪- 84‬مأنظر المرفق ’‘ ‪‘‘demande d’ouverture d’une procédure de sauvegarde‬‬
‫‪ www.greffe-tc-paris.fr‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 2019/05/02 :‬على الساعة ‪16:15‬‬
‫‪ - 85‬المشرع األمريكي حدد بدوره مطبوعا و هو يعتبر بمثابة الطلب المقدم لفتح المسطرة ‪ ،‬غير أنه حدد مجموعة من‬
‫النماذج كل حسب موضوع الطلب و مقدمه ‪ ،‬فالمدين له مطبوع خاص و بالنسبة للدائنين الذين منح لهم المشرع امكانية‬
‫طلب فتح المسطرة تجاه المدين حدد لهم المشرع كذلك مطبوعا اضافة الى ذلك حدد مجموعة من المطبوعات أو النماذج‬
‫متعلقة بمسطرة االنقاذ فنجد مثال نموذجا متعلقا يمأل يتعلق بعشرين دائن الذي تعامل مع المقاولة مؤخرا و نموذجا متعلق‬
‫بالمقاوالت الصغرى ‪.‬‬
‫لالطالع أكثر ‪www.uscourts.gov‬‬
‫أنظر المرفق ’’‪ ‘’Official Form 101 Voluntary Petition for Individuals Filing for Bankruptcy‬و هو‬
‫المخصص للمدين الذي يلزم عليه مأله لتقديمه للمحكمة‬
‫‪ 86‬تنص المادة ‪ 575‬من مدونة التجارة ‪":‬يجب على رئيس المقاولة أن يطلب فتح مسطرة التسوية القضائية في أجل أقصاه‬
‫ثالثون يوما من تاريخ توقف المقاولة عن الدفع ‪'' .‬‬
‫‪ -87‬حسب المادة ‪ 577‬من مدونة التجارة‪ ،‬فإن هذه الوثائق تتمثل تحديد في‪:‬‬
‫* القوائم التركيبية آلخر سنة مالية مؤشر عليها من طرف مراقب الحسابات‪ ،‬إن وجد؛‬
‫* جرد وتحديد قيمة جميع أموال المقاولة المنقولة والعقارية؛‬
‫* قائمة بالمدينين مع اإلشارة إلى عناوينهم‪ ،‬ومبلغ مستحقات المقاولة والضمانات الممنوحة لها بتاريخ التوقف عن الدفع؛‬
‫* قائمة بالدائنين مع اإلشارة إلى عناوينهم ومبلغ ديونهم والضمانات الممنوحة لهم بتاريخ التوقف عن الدفع؛‬
‫* جدول التحمالت؛‬
‫* قائمة األجراء وممثليهم إن وجدوا؛‬
‫* نسخة من النموذج ‪ 7‬من السجل التجاري؛‬

‫‪20‬‬
‫و يتبين من خالل هذه المادة أن المشرع المغربي جاء بثالث وثائق جديدة تنضاف الى ما‬
‫كانت تنص عليه المادة ‪ 562‬من القانون القديم اسوة الى ما سار عليه المشرع الفرنسي‬
‫وهي ‪:‬‬
‫‪-‬قائمة األجراء و الممثلين‬
‫‪ -‬نسخة من النوذج ‪ 7‬من السجل التجاري المتعلق بالتقييدات المسلمة من كتابة‬
‫الضبط‪.88‬‬
‫‪ -‬وضعية الموازنة بالمقاولة خالل ‪ 3‬أشهر األخيرة ‪.‬‬
‫فمقتضيات المادة ‪ 577‬من القانون ‪ 73.17‬هى نفسها التي أشارت اليها المادة‬
‫(‪ )R621-1‬من مدونة التجارة الفرنسية اضافة الى وثائق أخرى لم ينص عليها المشرع‬
‫المغربي كادالء بشهادة تفيد لعدم خضوع المقاولة لمسطرة الوكيل الخاص أو المصالحة‪، 89‬‬
‫و على خالف ذلك فالمشرع األمريكي‪ 90‬ألزم المدين بتقديم أربعة وثائق فحسب و المتمثلة‬
‫في جداول األصول والخصوم و جدول اإليرادات والنفقات الحالية ‪ ،‬جدول العقود الجارية‬
‫التنفيذ وعقود اإليجار غير المنتهية و الوضعية المالية للمقاولة‪.‬‬

‫* وضعية الموازنة الخاصة بالمقاولة خالل األشهر الثالثة األخيرة؛‬


‫* يجب أن تكون الوثائق المقمة مؤرخة ومؤشرا عليها من طرف رئيس المقاولة‪''.‬‬
‫‪ - 88‬تنص المادة ‪ 17‬من مرسوم رقم ‪ 2.96.906‬الصادر في ‪ 9‬رمضان ‪ 18( 1417‬يناير ‪ )1997‬لتطبيق الباب الثاني‬
‫المتعلق بالسجل التجاري بالقسم الرابع من الكتاب األول من القانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة ‪ ،‬المنشور بالجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 4449‬بتاريخ ‪ 20‬يناير ‪ ، 1997‬ص ‪ . 135‬على " نماذج النسخ أو المستخرجات أو الشهادات التي يجوز‬
‫لكاتب الضبط و مصلحة السجل التجاري المركزي تسليمها الى كل شخص يعنيه األمر وفق الشروط المنصوص عليها في‬
‫المواد ‪ 29‬و ‪ )2(33‬و ‪ 77‬من مدونة التجارة ‪:‬‬
‫النموذج رقم ‪ : 7‬النسخة أو المستخرج للتقييدات المسلمان من لدن كتابة الضبط ‪".....‬‬
‫‪89‬‬
‫‪- l’article R621-1 c.com « …9° Une attestation sur l'honneur certifiant l'absence de mandat‬‬
‫‪ad hoc ou de procédure de conciliation dans les dix-huit mois précédant la date de la demande‬‬
‫‪ou, dans le cas contraire, mentionnant la date de la désignation du mandataire ad hoc ou de‬‬
‫‪l'ouverture de la procédure de conciliation ainsi que l'autorité qui y a procédé lorsque la‬‬
‫‪demande est faite par un entrepreneur à responsabilité limitée, ces informations ne concernent‬‬
‫; ‪que l'activité en difficulté‬‬
‫‪10° Lorsque le débiteur exerce une profession libérale soumise à un statut législatif ou‬‬
‫‪réglementaire ou dont le titre est protégé, la désignation de l'ordre professionnel ou de‬‬
‫; ‪l'autorité dont il relève‬‬
‫‪11° Lorsque le débiteur exploite une ou des installations classées au sens du titre Ier du livre‬‬
‫‪V du code de l'environnement, la copie de la décision d'autorisation ou d'enregistrement ou la‬‬
‫; ‪déclaration‬‬
‫‪12° Lorsque le débiteur propose un administrateur à la désignation du tribunal, l'indication de‬‬
‫» ‪l'identité et de l'adresse de la personne concernée…..‬‬
‫‪90‬‬
‫;‪-(1) schedules of assets and liabilities; (2) a schedule of current income and expenditures‬‬
‫‪(3) a schedule of executory contracts and unexpired leases; and (4) a statement of financial‬‬
‫‪affairs.‬‬
‫‪ www.uscourts.gov‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 2019/05/03‬على الساعة ‪.23:29‬‬

‫‪21‬‬
‫وفي حالة تعذر تقديم إحدى هذه الوثائق أو اإلدالء بها بشكل غير كامل‪ ،‬يجب على‬
‫رئيس المقاولة أن يبين األسباب التي حالت دون ذلك‪ ،‬كما يمكن لرئيس المقاولة‪ ،‬إضافة إلى‬
‫الوثائق المذكورة في المادة أعاله‪ ،‬اإلدالء بكل وثيقة معززة لطلبه‪ ،‬تبين بشكل واضح نوع‬
‫الصعوبات التي تعتري نشاط المقاولة‪.‬‬
‫و قد نادت بعض الفعاليات النقابية‪ 91‬بمجلس المستشارين في اطار الحفاظ على حقوق‬
‫الطبقة الشغيلة ‪ ،‬بضرورة ارفاق الطلب الذي يقدمه رئيس المقاولة الى كتابة ضبط المحكمة‬
‫في اطار المادة ‪ 577‬من مدونة التجارة ‪ ،‬بمحضر رأي لجنة المقاولة المنصوص عليها في‬
‫مدونة الشغل‪ 92‬في المادة ‪ 464‬و التي جاء فيها '' تحدث في كل مقاولة تشغل اعتياديا‬
‫خمسين أجيرا على األقل لجنة استشارية تسمى لجنة المقاولة '' اال أن هذا المقترح تم‬
‫رفضه‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المحكمة المختصة‪.‬‬
‫يتعين التمييز فيما يخص الجهة المختصة بتلقي طلب فتح مسطرة االنقاذ بين القواعد‬
‫المتعلقة بتحديد االختصاص النوعي(أوال) ‪ ،‬و بين القواعد المتعلقة بتحديد االختصاص‬
‫المحلي(ثانيا) ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬االختصاص النوعي‬
‫بالرجوع الى القانون القاضي باحداث المحاكم التجارية ‪ 9353.95‬من خالل ما جاء في‬
‫المادة‪ 11‬منه‪ ،‬الذي بين صراحة االختصاص الحصري للمحكمة التجارية بالنسبة لمساطر‬
‫صعوبات المقاولة عند تحديده لالختصاص المحلي لهذه المحكمة‪.‬‬
‫حيث جاءت المادة ‪ 11‬من هذا القانون تنص على ما يلي‪" :‬استثناء من أحكام الفصل‬
‫‪ 28‬من قانون المسطرة المدنية‪ ،‬ترفع الدعاوى‪ ... - :‬يما يتعلق بصعوبات المقاولة إلى‬
‫المحكمة التجارية التابعة لها مؤسسة التاجر الرئيسية أو المقر االجتماعي للشركة ‪."...‬‬
‫و بالتالي فالمشرع اعتبر مسطرة االنقاذ من مساطر المقاوالت غير المتوقفة عن الدفع‪،‬‬
‫و قد أخضعها الختصاص قضاء الموضوع على خالف مساطر الوقاية و المصالحة التي‬
‫يرجع اختصاص البت فيها لرئيس المحكمة‪ ، 94‬و تبين هنا أن المشرع المغربي في مسطرة‬
‫االنقاذ وفقا للقانون ‪ 73.17‬قد تخلى عن التمييز الذي كان معتمدا في الكتاب الخامس من‬
‫القانون ‪ 15.95‬الملغى ‪ ،‬بين مساطر المعالجة القضائية المتعلقة بالمقاوالت المتوقفة عن‬
‫‪ - 91‬تدخل ممثل مجموعة الكونفدرالية الديمقراطية للشغل بمجلس المستشارين بتاريخ ‪ 18‬رجب ‪5( 1439‬أبريل ‪)2018‬‬
‫منشور بالجريدة الرسمية للبرلمان ‪ ،‬عدد ‪ 50‬بتاريخ ‪ 29‬رجب ‪ 16( 1439‬أبريل ‪ ) 2018‬ص ‪ 4299‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪- 92‬ظهير شريف رقم ‪ 1.03.194‬صادر في ‪14‬رجب ‪11(1424‬شتنبر ‪ )2003‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 65.99‬المتعلق بمدونة‬
‫الشغل ‪ ،‬منشور في الجريدة الرسمية عدد ‪ 5167‬بتاريخ ‪13‬شوال ‪ 8( 1424‬دجنبر ‪ )2003‬صفحة ‪ 3969‬و ما بعدها ‪.‬‬
‫‪- 93‬قانون رقم ‪ 53.95‬القاضي باحداث محاكم تجارية الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.97.65‬صادر في ‪ 4‬شوال‬
‫‪12( 1417‬فبراير ‪ )1997‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4482‬بتاريخ ‪ 8‬محرم ‪15( 1418‬ماي‪ )1997‬صفحة ‪ ،1141‬المعدل‬
‫بمقتضى القانون رقم ‪ 1.13‬بنسخ و تعويض الباب الثالث المتعلق بمسطرة األمر باألداء من القسم الرابع من قانون‬
‫المسطرة المدنية و المادة ‪ 22‬من القانون ‪ 53.95‬القاضي باحداث المحاكم التجارية ‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.14.14‬بتاريخ ‪ 4‬جمادى األولى ‪ 6( 1435‬مارس ‪ ، ) 2014‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 6240‬بتاريخ ‪ 18‬جمادى األولى‬
‫‪ 20( 1435‬مارس ‪ )2014‬صفحة ‪.3229‬‬
‫‪ - 94‬يونس الحكيم ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.67 :‬‬

‫‪22‬‬
‫الدفع و التي تبقى من اختصاص المحكمة التجارية و مصير مساطر المقاوالت غير‬
‫المتوقفة عن الدفع و التي يرجع االختصاص للبت فيها لرئيس المحكمة التجارية ‪.‬‬
‫وهو نفس المقتضى الذي نصت عليه مدونة التجارة الفرنسية‪ ، 95‬اذ أن الجهة المختصة‬
‫هي المحكمة التجارية‪ ،‬طالما أن المدين له الصفة التجارية على اعتبار أن المشرع الفرنسي‬
‫وسع من دائرة األشخاص الذين يمكن لهم طلب فتح هذه المسطرة‪ ،‬حتى في حالة مزاولة‬
‫عمل مدني غير أن االختصاص يكون في هذه الحالة للمحكمة العليا‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬االختصاص المحلي‬
‫بالوقوف عند مقتضيات المادة ‪ 581‬من القانون رقم ‪ ،17-73‬نصت هذه المادة على‬
‫ما يلي‪:‬‬
‫"ينعقد االختصاص للمحكمة التابع لدائرة نفوذها مكان مؤسسة التاجر الرئيسية أو المقر‬
‫االجتماعي للشركة‪.‬‬
‫تكون المحكمة‪ ،‬المفتوحة مسطرة التسوية أمامها‪ ،‬مختصة للنظر في جميع الدعاوى‬
‫المتصلة بها‪.‬‬
‫تدخل في إطار اختصاص المحكمة‪ ،‬بصفة خاصة‪ ،‬الدعوى المتعلقة بتسيير المسطرة أو‬
‫التي يقتضي حلها تطبيق مقتضيات هذا القسم‪".96‬‬
‫اذن فنفس قواعد االختصاص المحلي بالنسبة لمسطرة التسوية القضائية هي التي تطبق‬
‫في اطار مسطرة االنقاذ ‪ ،‬لتكون المحكمة المختصة هي محكمة مكان وجود مؤسسة التاجر‬
‫الرئيسية أو المقر االجتماعي للشركة وتبقى هذه المحكمة مختصة للنظر في جميع الدعاوى‬
‫المتصلة بمسطرة المعالجة المفتوحة أمامها‪.‬‬
‫و بالنسبة لالختصاص المحلي على مستوى التشريع الفرنسي‪ 97‬فهو نفسه الذي سار‬
‫عليه المشرع المغربي ‪ ،‬اضافة الى ذلك في حالة كون المقر االجتماعي لشركة خارج‬
‫الدولة الفرنسية و تواجد فرع تابع لها داخلها فالجهة المختصة محليها التي يتواجد داخل‬

‫‪95‬‬
‫‪- selon l’article L621-1 en sa première alinéa du code de commerce « Le tribunal‬‬
‫‪compétent est le tribunal de commerce si le débiteur exerce une activité commerciale ou‬‬
‫» ‪artisanale. Le tribunal de grande instance est compétent dans les autres cas.‬‬
‫‪ -96‬وهذا ما كانت تنص عليه كذلك المادة ‪ 566‬من مدونة التجارة السابقة‪.‬‬
‫‪97‬‬
‫‪-selon l’article R600-1 du code de commerce (modifié par Décret n°2018-452 du 5 juin‬‬
‫‪2018 - art. 4) :« Sans préjudice des dispositions du 2° de l'article L. 721-8 et de l'article R.‬‬
‫‪662-7, le tribunal territorialement compétent pour connaître des procédures prévues par le‬‬
‫‪livre VI de la partie législative du présent code est celui dans le ressort duquel le débiteur,‬‬
‫‪personne morale, a son siège ou le débiteur, personne physique, a déclaré l'adresse de son‬‬
‫‪entreprise ou de son activité. A défaut de siège en territoire français, le tribunal compétent est‬‬
‫‪celui dans le ressort duquel le débiteur a le centre principal de ses intérêts en France.‬‬
‫‪Toutefois, en cas de changement de siège de la personne morale dans les six mois ayant‬‬
‫‪précédé la saisine du tribunal, le tribunal dans le ressort duquel se trouvait le siège initial‬‬
‫‪demeure seul compétent. Ce délai court à compter de l'inscription modificative au registre du‬‬
‫» ‪commerce et des sociétés du siège initial.‬‬

‫‪23‬‬
‫دائرة نفوذها ذلك الفرع ‪،‬و ان تعددت الفروع فالمحكمة المختصة هي التي يتواجد بها فرع‬
‫الرئيسي(‪ )le centre principale‬في دائرتها ‪.‬‬
‫غير أن المقرر القضائي القاضي بفتح مسطرة االنقاذ‪ 98‬يلزم أن يتم تذييله بالصيغة‬
‫التنفيذية(‪ )l’exequature‬من قبل الدولة التي يتواجد بها المقر االجتماعي للمقاولة‪،99‬و‬
‫هذه االمكانية هي متاحة في التشريع المغربي لمسطرتي التسوية و التصفية القضائية من‬
‫خالل ما جاء في الباب الثالث المعنون باالعتراف بالمساطر األجنبية من القسم التاسع من‬
‫الكتاب الخامس من مدونة التجارة ‪ ،‬دون مسطرة االنقاذ ‪.‬‬
‫و مواكبة لمشروع التنظيم القضائي‪ ،‬و الذي نص على إحداث أقسام متخصصة‬
‫بالمحاكم االبتدائية طبقا للمادة ‪ 10042‬من المشروع‪ ،‬بالمدن التي ال تتواجد بها محكمة‬
‫تجارية ‪ ،‬فيمكن أن يتم تقديم الطلب إلى هذا القسم طالما أن المقر االجتماعي أو مؤسسة‬
‫التاجر تتواجد داخل دائرة المحكمة االبتدائية ‪.‬‬
‫فالمشرع يسعى من خالل هذا المشروع تقريب القضاء التجاري من التجار الذين‬
‫يتواجدون بمد ن ال تتوفر على محكمة تجارية ‪ ،‬غير أن هذا المقتضى تم انتقاده فأحد‬
‫اآلراء‪ 101‬أكد على أن إحداث أقسام تجارية من شأنه أن يؤدي إلى فقدان حلقة من االجتهاد‬
‫التجاري من جهة و من جهة ثانية سيؤدي التنظيم الجديد إلى محو شخصية المحاكم‬
‫المتخصصة مهما بدلت من جهود للحفاظ عليها ‪ ،‬غير أنه في نظرنا رغم وجاهة هذا الرأي‬
‫إال أن هذه األقسام ستعزز الرقابة على المقاوالت الخاضعة لمساطر صعوبات المقاولة‬
‫طالما كان مقرها االجتماعي يتواجد خارج دائرة المحكمة التجارية ‪.‬‬
‫و بالنسبة للمقاوالت الحديثة النشأة التي يصعب عليها الحصول على مقر اجتماعي‪،‬‬
‫‪103‬‬
‫فالقانون ‪ 10289.17‬المتعلق بتوطين المقاوالت ‪ ،‬يسمح لهذه المقاوالت إمكانية توطين‬
‫نشاطها في محل اإلقامة الشخصي للمقاول أو لدى شركة أخرى كتوطين فرع لدى الشركة‬
‫األم أو توطين النشاط التجاري لدى إحدى مكاتب االستشارة القانونية أو لدى إحدى وكاالت‬
‫التوطين‪، 104‬و بالت الي فاالختصاص المحلي يكون للمحكمة التجارية للمكان الذي يختاره‬
‫التاجر كوطن له عند االقتضاء ‪.‬‬

‫‪ - 98‬غير أن المدين ال يمكنه االستفادة من مسطرة االنقاذ اذا كان موضوع مسطرة من مساطر صعوبات المقاولة تم فتحها‬
‫‪99‬‬
‫‪- Laetitia Antonini-cochin et Laurence-caroline henry , o.p , p:66,67 .‬‬
‫‪- 100‬تنص المادة ‪ 42‬من مشروع تنظيم القضائي (كما وافق عليه مجلس النواب بتاريخ ‪ 7‬يونيو ‪" )2016‬تشمل المحاكم‬
‫االبتدائية ذات الوالية العامة –المحاكم االبتدائية ذات الوالية العامة المشتملة على أقسام متخصصة في القضاء التجاري و‬
‫أقسام متخصصة في القضاء االداري‪"....‬‬
‫‪ - 101‬عبد اللطيف الشنتوف ‪ ''،‬المحاكم التجارية بين دعوات االبقاء و رغبة البعض في االلغاء '' الكلمة االفتتاحية ‪ ،‬مجلة‬
‫العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬مطبعة األمنية الرباط ‪ ،‬العدد األول‪ ، 2015 ،‬صفحة‪5 :‬و ‪. 6‬‬
‫‪ - 102‬القانون رقم ‪ 89.17‬المعدل للقانون ‪ 15.97‬المتعلق بمدونة التجارة الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪1.18.110‬‬
‫بتاريخ ‪2‬جمادى األولى‪ 9(1440‬يناير ‪)2019‬؛ المنشور بالجريدة الرسمية عدد‪ 6745‬بتاريخ ‪ 14‬جمادى األولى‪1440‬‬
‫(‪ 21‬يناير ‪ )2019‬ص‪. 14‬‬
‫‪ - 103‬يقصد بالتوطين حسب المادة ‪ 544-1‬من القانون ‪" 89.17‬عقد يضع بمقتضاه شخص ذاتي أو اعتباري‪ ،‬يسمى‬
‫ال ُموطن لديه‪ ،‬مقر مقاولته أو مقره االجتماعي رهن إشارة شخص آخر ذاتي أو اعتباري‪ ،‬يسمى ال ُموطن إلقامة مقر مقاولته‬
‫أو مقره االجتماعي‪ ،‬حسب الحالة‪".‬‬
‫‪- 104‬عز الدين بنستي “توطين المقاوالت التجارية على ضوء مشروع القانون رقم ‪ 68.13‬بتتميم مدونة التجارة” مجلة‬
‫القضاء التجاري العدد الثاني – مطبعة المعارف الجديدة – الرباط‪ -‬السنة االولى ‪.2013‬ص ‪48 :‬‬

‫‪24‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬مشروع مخطط اإلنقاذ‬
‫زيادة على الوثائق المنصوص عليها بموجب المادة ‪ 577‬المذكورة‪ ،‬فإنه يتوجب إرفاق‬
‫الطلب بمشروع مخطط اإلنقاذ‪ ،‬ذلك أن المادة ‪ 562‬من القانون ‪ 17-73‬كذلك‪ ،‬نصت على‬
‫أنه '' يجب على رئيس المقاولة‪ ،‬تحت طائلة عدم القبول‪ ،‬أن يرفق طلبه بمشروع مخطط‬
‫اإلنقاذ''‪.‬‬
‫فعدم تقديم مخطط اإلنقاذ ‪ ،‬فمصير الطلب المقدم من طرف رئيس المقاولة الفتتاح‬
‫مسطرة اإلنقاذ هو عدم القبول ‪ ،‬غير أن المدين يمكن له أن يتقدم بطلب جديد مع إرفاقه‬
‫بمشروع مخطط اإلنقاذ طالما أن الحكم بعدم القبول ال يكتسي أي حجية غير أن التساؤل‬
‫المطروح هل يمكن للمحكمة أن تنذر رئيس المقاولة لتقديم المخطط ؟‬
‫في غياب أي مقتضى قانوني يمنح للمحكمة تلك الصالحية‪ ،‬فيمكن القول أن لها إمكانية‬
‫إنذار المدين بتقديم مشروع المخطط و أن تحدد له اجل لتقديمه على أن ال يتجاوز األجل‬
‫المحدد للمحكمة في االستماع لرئيس المقاولة‪ ،‬رغم أن المادة ‪ 562‬من مدونة التجارة‬
‫جاءت بصفة صريحة ‪.‬‬
‫ويحدد مشروع مخطط اإلنقاذ جميع االلتزامات الضرورية إلنقاذ المقاولة وطريقة‬
‫الحفاظ على نشاطها وعلى تمويلها ‪-‬كإضافة نشاط أو فسخ بعض عقود الشغل و كذلك‬
‫اللجوء إلى القروض عند وجود أصول تضمنها أو الرفع من قيمة الرأسمال‪ ،-‬باإلضافة إلى‬
‫كيفيات تصفية الخصوم بتحديد قيمة التخفيضات من الديون الموعود بها من طرف بعض‬
‫الدائنين و تحديد أجال تسديد الديون وفق جدول زمني يالءم الحفاظ على حقوق الدائنين‪،‬‬
‫والضمانات الممنوحة قصد تنفيذ مشروع المخطط المذكور كااللتزام بعدم تفويت بعض‬
‫األموال التي تعتبر ضرورية الستمرار نشاط المقاولة ‪ ،‬فمخطط اإلنقاذ يعد محور‬
‫المسطرة‪ ،‬حيث ما ان تم الحكم بفتح المسطرة يلزم على المدين تنفيذ المخطط بكافة‬
‫االلتزامات التي تضمنها ‪.‬‬
‫و قد جاء في حكم المحكمة التجارية بالدارالبيضاء ‪ .."105‬و حيث انه باالطالع على‬
‫ملف النازلة اتضح بأن رئيس المقاولة قد أدلى فضال على الوثائق المتطلبة في المادة ‪577‬‬
‫من مدونة التجارة ‪ ،‬بمشروع مخطط اإلنقاذ و الذي أكد من خالله بأن الشركة سوف تعمل‬
‫على أداء ديونها باعتماد المخطط المقترح من طرفه اعتبارا لمبلغ االستثمارات التي‬
‫حصلت عليها و المحددة في مبلغ ‪ 400‬مليون درهم ‪".‬‬
‫فالمدين مطالب بتقديم مشروع مخطط اإلنقاذ مع الطلب ليتم البت فيه قضائيا‪ ،‬ويتضمن‬
‫هذا المخطط جميع العناصر التي من شأنها تنوير القضاء وإعطاء الوضعية الصحيحة عن‬
‫المقاولة كااللتزامات الضرورية من أجل إنقاذ المقاولة والوسائل التي من شأنها أن تحافظ‬
‫على استمرارية النشاط‪ ،‬وكذا كيفية تصفية الخصوم وضمانات تنفيذ المخطط‪.‬‬

‫‪ - 105‬حكم المحكمة التجارية بالدارالبيضاء رقم ‪ 92‬الصادر بتاريخ ‪ 12‬يوليوز ‪ 2018‬في الملف رقم ‪. 2018/8301/59‬‬
‫أشار اليه يونس عبدالحكيم ‪،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪. 70 :‬‬

‫‪25‬‬
‫و لئن كان المشرع المغربي اقتبس هذه المسطرة من مدونة التجارة الفرنسية ‪ ،‬فهذه‬
‫األخيرة لم تلزم المدين بإرفاق مشروع المخطط مع طلب فتح المسطرة فهو ال ينجز إال بعد‬
‫فتح المسطرة و ذلك لكون المدين يستفيد من مساعدة األجهزة المتدخلة في المسطرة و التي‬
‫لها تجربة في التعامل مع الصعوبات التي تواجه المقاوالت ‪،‬و التي تقدم إرشادات له‪. 106‬‬
‫و رغم ذلك فالمشرع المغربي بإلزامه رئيس المقاولة بتقديم مشروع مسبقا قبل الحكم‬
‫و البث في الطلب ‪ ،‬فهو يسعى من وراء ذلك البحث عن حسن نية المدين و تفاعله االيجابي‬
‫مع المسطرة‪ ،‬اذ أن تقديمه للمشروع يظهر نوعا من إرادته الجادة في تجاوز الصعوبات و‬
‫الحلول التي يوفرها و التي يسعى من خاللها مساعدة المقاولة‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬اإلجراءات المتبعة من قبل المحكمة‬
‫سنعمل على تحديد اإلجراءات السابقة على البت في طلب فتح مسطرة اإلنقاذ (الفقرة‬
‫األولى) ‪ ،‬و كذلك النطق بالحكم في الطلب (الفقرة الثانية) و األجهزة التي يتم تعيينها‬
‫(الفقرة الثالثة)‪.‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلجراءات األولية قبل البث في الطلب‬
‫يلزم على المحكمة قبل البت في طلب فتح المسطرة االستماع إلى رئيس المقاولة (ثانيا)‬
‫و التأكد من وضعية المقاولة من خالل االستعانة بأي شخص ذو فائدة (ثالثا) و أن يقوم‬
‫رئيس المحكمة المختصة بتحديد مصاريف إشهار و نشر المسطرة (أوال)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مصاريف شهر و نشر المسطرة‬


‫بعد أن يتم إعداد الطلب و إرفاقه بالوثائق الالزمة لفتح المسطرة‪ ،‬يتم تقديمه لكتابة‬
‫ضبط المحكمة التجارية و يؤدى عنه الرسم القضائي ‪ ،‬فهو ال يختلف عن الطلبات المقدمة‬
‫في إطار الدعاوى القضائية و التي في جانب منها ألزم المشرع بأداء رسم قضائي عنها ‪.‬‬
‫و يوجه الطلب من قبل كتابة الضبط إلى رئيس المحكمة التجارية ‪ ،‬و الذي يحدد‬
‫مصاريف شهر و نشر المسطرة طبقا للقفرة الخامسة من المادة ‪ 561‬من م‪.‬ت '' يحدد‬
‫رئيس المحكمة‪ ،‬عند تقديم طلب فتح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬مبلغا لتغطية مصاريف اإلشهار‬
‫وتسيير هذه المسطرة‪ ،‬يودع فورا بصندوق المحكمة من طرف رئيس المقاولة‪''.‬‬

‫و ما نستنتجه من خالل هذا النص‪ ،‬أن رئيس المحكمة يقوم بتحديد تلك المصاريف فور‬
‫توصله بالطلب من كتابة الضبط و بالتالي فالتساؤل المطروح هو هل رئيس المحكمة‬
‫يحددها عند بسط رقابته على ذلك الطلب و مرفقاته ؟ أو هل يقوم برقابة نسبية‪ 107‬؟‬

‫‪106‬‬
‫‪-Jean-Philippe Robic et Sébastian Lemeunier , ‘’l’entrepreneur face à l’entreprise en‬‬
‫‪difficulté’’ , imprimerie de boeck-bruxelles Bélgique ,1e édition 2017 , page :101 .‬‬
‫‪ - 107‬ونقصد من خالل رقابة النسبية ‪ ،‬أي رئيس المحكمة ال يبحث أو باألحرى ال يتعمق في دراسة الطلب و ما قدم له أي‬
‫يتأكد من الشروط الشكلية أو بالبيانات أو غير ذلك مما ال يؤثر بشكل وثيق في جوهر الطلب و موضوعه ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫يمكن القول على أن رئيس المحكمة يحدد المصاريف‪ ،‬دون التفصيل في طلب المدين و‬
‫التعمق فيه ‪ ،‬طالما أن االختصاص في النظر في مسطرة االنقاذ يكون من قبل محكمة‬
‫الموضوع و أن تحديد هذه المصاريف بشكل مسبق يتمثل في عدم ضياع الوقت عند الحكم‬
‫بفتح المسطرة و ذلك حتى ال يتوقف نشر الحكم و شهره على أداء المدين لمصاريفه حيث‬
‫يمكن أن يماطل في األداء و بالتالي سيشكل ذلك ضياعا للوقت‪.‬‬
‫و التساؤل في حالة عجز المدين أو باألحرى المقاولة عن أداء تلك المصاريف هل‬
‫يمكن ألحد الدائنين تأديتها على أن تعتبر دينا على المقاولة؟ و ذلك على غرار مسطرة‬
‫التسوية بما جاء في الفقرتين األخيرتين من المادة ‪ 577‬من مدونة التجارة التي تنص على‬
‫أنه ''يحدد رئيس المحكمة‪ ،‬عند تقديم طلب فتح مسطرة التسوية‪ ،‬مبلغا لتغطية مصاريف‬
‫اإلشهار وتسيير هذه المسطرة‪ ،‬يودع فورا بصندوق المحكمة من طرف المقاولة‪.‬‬
‫وفي حالة عجز المقاولة عن األداء‪ ،‬يمكن أن تؤدى المصاريف المذكورة من طرف‬
‫الدائن الذي له مصلحة في فتح مسطرة التسوية‪ ،‬وفي هذه الحالة‪ ،‬تعتبر المصاريف المؤداة‬
‫من قبل الدائن دينا على المقاولة‪''.‬‬

‫فقد سار أحد الباحثين‪ 108‬على أن تلك اإلمكانية متاحة في مسطرة اإلنقاذ بخصوص‬
‫مصاريف إشهار و نشر المسطرة ‪ ،‬غير أننا ال نوافقه الرأي و ذلك بكون هذه المصاريف‬
‫في إطار مسطرة اإلنقاذ تؤدى قبل الحكم بفتح المسطرة بل قبل البت في الطلب و بالتالي‬
‫فأي عالقة مع الدائنين تكون منتفية ‪ ،‬و كذلك أن هذه المسطرة هي إرادية اذ أن المدين يعلم‬
‫بأحقية أداء المصاريف قبل البت في طلبه دون إغفال أن عجز المدين عن أدائه للمصاريف‬
‫يمكن أن يبين على أن المقاولة بلغت مرحلة التوقف عن الدفع ‪.‬‬

‫بالنسبة لهذه المصاريف لم يحدد قيمتها من طرف المشرع المغربي فهي تحدد بصفة‬
‫جزا فية من قبل رئيس المحكمة التجارية‪ ،‬نفس الشأن بالنسبة للمشرع الفرنسي إال أن هذه‬
‫المصاريف محدد مسبقا من قبل كتابة الضبط لدى المحكمة التجارية‪ ، 109‬على خالف‬
‫المشرع األمريكي‪ 110‬الذي حددها في إطار القانون الفدرالي لإلفالس ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬االستماع لرئيس المقاولة‬
‫نصت الفقرة األولى من المادة ‪'' 563‬تبت المحكمة في طلب فتح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬بعد‬
‫استماعها لرئيس المقاولة بغرفة المشورة‪ ،‬خالل أجل خمسة عشر يوما من تاريخ تقديمه‬
‫إليها‪''.‬‬

‫‪- 108‬يونس عبد الحكيم ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪.69:‬‬

‫‪ - 109‬فالمحكمة التجارية لباريس ‪ ،‬حددت مصاريف األولية الواجب أدائها عند تقديم طلب فتح مسطرة االنقاذ بما قدره‬
‫‪300‬يورو ‪ ،‬و بما أنها مصاريف أولية فيمكن القول على أنها غير قارة أي يمكن أن يلزم المدين بأداء مصاريف أخرى‪.‬‬
‫‪www.greffe-tc-paris.fr‬‬
‫‪ - 110‬يؤدي المدين مصاريف مسطرة اعادة التنظيم المنظمة بمقتضة الفصل ‪ 11‬من قانون االفالس األمريكي بما قدره‬
‫‪1167‬دوالر ‪ ،‬و مصاريف األجهزة المتدخلة في المسطرة بما قدره ‪ 550‬دوالر‬
‫‪ www.federalrulesofbankruptcyprocedure.org‬اطلع عليه بتاريخ ‪ 2019/05/02‬على الساعة ‪14:00‬‬

‫‪27‬‬
‫و مما يستفاد من المادة أعاله أنه يتعين على المحكمة المختصة و قبل البت في الطلب‬
‫المقدم إليها ‪،‬أن تعمل على استدعاء رئيس المقاولة المعني باألمر داخل األجل المحدد لها‬
‫للبت في الطلب بمجرد توصلها و التثبت من أن لديه رغبة جادة في تجاوز الوضع الذي‬
‫تعانيه المقاولة‪ ،‬فهذا اإلجراء وجوبي بالنسبة للمحكمة و الذي يترتب عن مخالفته إلغاء‬
‫الحكم القاضي بفتح أو رفض المسطرة لعيب في الشكل و للمس بحقوق الدفاع‪.‬‬
‫و رغم عدم التنصيص على طريقة استدعاء رئيس المقاولة ‪ ،‬إال أنه يمكن الرجوع إلى‬
‫القواعد العامة في قانون المسطرة المدنية الفصول ‪ ، 39-38-37‬كما أن المادة ‪ 15‬من‬
‫القانون المحدث للمحاكم التجارية ينص على أن توجيه االستدعاء يتم بواسطة عون قضائي‬
‫وفقا ألحكام القانون المنظم لمهنة المفوضين القضائيين‪. 111‬‬
‫و كذلك يمكن ان يتم استدعاؤه بطريقة الكترونية حسب ما تنص عليه الفقرة األخيرة‬
‫من المادة ‪ 545‬من القانون ‪ 73.17‬التي تنص على أنه " يتعين القيام بجميع االجراءات‬
‫المتعلقة بمساطر صعوبات المقاولة المنصوص عليها في هذا الكتاب بطريقة الكترونية وفق‬
‫الكيفيات المحددة بموجب نص تنظيمي ‪" .‬‬
‫و لعل االستماع لرئيس المقاولة في غرفة المشورة أو استدعائه للمثول أمامها ‪ ،‬تبرر‬
‫الرغبة في تفادي اإلضرار بائتمانه أو بث الذعر في المتعاملين معه أو التشكيك في مالءة‬
‫ذمته و زعزعة الثقة به في فترة سريان اإلجراءات‪ ،‬التي قد تنتهي بإصدار حكم في‬
‫الموضوع بفتح المسطرة أو رفضه ذلك أن االستماع أمام غرفة المشورة يكتسي طابعا‬
‫سريا ‪.‬‬
‫غير أن المالحظ أن قانون ‪ 73,17‬اقتصر فقط على استدعاء رئيس المقاولة وحده‬
‫قصد التشاور معه حول مستقبل المقاولة متناسيا بذلك أن استمرارية المقاولة شأن عام يهم‬
‫فئات أخرى ‪ ،‬األمر الذي تداركه المشرع الفرنسي‪ 112‬الذي وسع من دائرة األشخاص‬
‫الممكن االستماع إليهم لتشمل ممثل لجنة المقاولة و في حالة غيابه مندوب أو ممثل العمال‪.‬‬
‫إضافة إلى ذلك فالمشرع الفرنسي و لئن منح إمكانية تقديم طلب فتح المسطرة من قبل‬
‫المزاولين ألعمال مدنية‪ ،‬فممثلي الهيئة المهنية التي ينتمي إليها المدين يتم االستماع إليهم‬
‫كذلك في غرفة المشورة ‪.‬‬

‫‪ - 111‬القانون رقم ‪ 81.03‬المتعلق بتنظيم مهنة المفوضين القضائيين الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.06.23‬بتاريخ‬
‫‪ 15‬محرم ‪ 14( 1427‬فبراير ‪ ، )2006‬المنشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5400‬بتاريخ فاتح صفر ‪ 2( 1427‬مارس ‪2006‬‬
‫) ص ‪.559‬‬
‫‪112‬‬
‫‪-Selon l’ article L621-1 du code de commerce en sa première et deuxième alinéa (Modifié‬‬
‫‪par LOI n°2016-1547 du 18 novembre 2016 - art. 99 (V)) :‬‬
‫‪« Le tribunal statue sur l'ouverture de la procédure, après avoir entendu ou dûment appelé en‬‬
‫‪chambre du conseil le débiteur et les représentants du comité d'entreprise ou, à défaut, des‬‬
‫‪délégués du personnel.‬‬
‫‪En outre, lorsque le débiteur exerce une profession libérale soumise à un statut législatif ou‬‬
‫‪réglementaire ou dont le titre est protégé, le tribunal statue après avoir entendu ou dûment‬‬
‫‪appelé, dans les mêmes conditions, l'ordre professionnel ou l'autorité compétente dont, le cas‬‬
‫» ‪échéant, il relève.‬‬

‫‪28‬‬
‫غير أن التساؤل المطروح يتمثل في الحالة التي يتوصل فيها رئيس المقاولة المعني‬
‫باألمر باالستدعاء إال أنه يتخلف عن المثول أمام غرفة المشورة ؟ فإذا كان من شأن عدم‬
‫تفاعل رئيس المقاولة مع االستدعاء الموجه إليه يعرقل سير اإلجراءات فانه قياسا على‬
‫مسطرة المعالجة ال يؤدي بالضرورة إلى وقف سير اإلجراءات األخرى ‪ ،‬خاصة ما يهم‬
‫االستماع إلى كل من تقدر المحكمة موجبا لتكوين قناعتها حول الوضعية االقتصادية و‬
‫المالية و االجتماعية الحقيقية للمقاولة من خالل الصالحيات المخول لها بموجب الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 563‬من م‪.‬ت ‪. 113‬‬
‫فضال عن ذلك فان رفض حضور المدين المعني أمام المحكمة المختصة بالرغم من‬
‫توصله بكيفية قانونية ‪ ،‬يعتبر تراجعا منه عن الطلب الذي تقدم به و بالتالي يتعين على‬
‫المحكمة أن تقرر التشطيب على القضية من جدول الجلسات إلى أن يتم إلغاؤها إذا لم يطلب‬
‫المدين متابعة النظر في طلبه‪.114‬‬
‫و من جانب اخر فان عدم امتثال رئيس المقاولة لالستدعاء قد ينبئ عن سوء نيته في‬
‫أن يكشف وضعه الحقيقي ‪ ،‬بحيث اذا تبين للمحكمة في حالة توقف عن الدفع أمكنها أن‬
‫تقضي بفتح المسطرة القضائية للمعالجة تطبيقا للفصل ‪ 564‬من مدونة التجارة ‪ ،‬و ان دل‬
‫هذا المعطى على شيء فانه يدل على الدور التدخلي و االيجابي للمحكمة حيث يمكن أن‬
‫تضع يدها تلقائيا على القضية كلما توفرت لها المبررات لذلك و بغض النظر عن أي طلب‬
‫اخر ‪ ،‬شأن طلب فتح مسطرة االنقاذ و هو تدخل من شأنه أن يعزز االلتقائية االجرائية ما‬
‫بين مسطرتي الوقاية و المعالجة ‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬التأكد من وضعية المقاولة‬

‫جاء في الفقرة الثانية من المادة ‪ 563‬من مدونة التجارة " يمكن للمحكمة‪ ،‬قبل البت‪،‬‬
‫الحصول على المعلومات الخاصة بالحالة المالية واالقتصادية واالجتماعية للمقاولة‪،‬‬
‫ويمكن لها‪ ،‬عند االقتضاء‪ ،‬االستعانة بخبير‪".‬‬

‫فمن خالل هذه المادة يتبين أن المشرع منح المحكمة إمكانية البحث في وضعية المقاولة‬
‫اعتمادا على المعلومات المتعلقة بوضعيتها المالية و االقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬أي أنها‬
‫ليست ملزمة بهذا اإلجراء طالما أنها تحققت من وضعيتها خاصة عند االستماع لرئيس‬
‫المقاولة و استنادا للوثائق الذي تقدم بها ‪.‬‬
‫غير انه في بعض الحاالت قد ال تنجح المحكمة في الوقوف على الوضعية الحقيقية للمقاولة‬
‫خصوصا اذا تخلف رئيس المقاولة عن الحضور‪ ،‬و ال تتوفر المحكمة على الوثائق التي‬

‫‪ - 113‬المادة‪ '' 563‬تبت المحكمة في طلب فتح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬بعد استماعها لرئيس المقاولة بغرفة المشورة‪ ،‬خالل أجل‬
‫خمسة عشر يوما من تاريخ تقديمه إليها‪.‬‬
‫يمكن للمحكمة‪ ،‬قبل البت‪ ،‬الحصول على المعلومات الخاصة بالحالة المالية و االقتصادية واالجتماعية للمقاولة‪ ،‬ويمكن لها‪،‬‬
‫عند االقتضاء‪ ،‬االستعانة بخبير‪.‬‬
‫ال تواجه المحكمة بأي مقتضى يتعلق بالسر المهني‪.‬‬
‫تطبق بشأن آثار الحكم بفتح مسطرة اإلنقاذ وإجراءات الشهر والنشر والتبليغ مقتضيات المادة ‪ 584‬أدناه‪''.‬‬
‫‪ - 114‬المادة ‪ 47‬من المسطرة المدينة‬

‫‪29‬‬
‫تساعدها على تكوين قناعتها ‪ ،‬في هذه الحالة فان المشرع مكنها من وسائل تستطيع من‬
‫خاللها تقصي وضعية المقاولة ‪.‬‬

‫و لئن كان االستماع إلى رئيس المقاولة مرده التأكد من الوضعية الحقيقية للمقاولة و‬
‫التأكد من الصعوبات المعترضة للمقاولة ‪ ،‬فالمحكمة أيضا لها صالحية باالستعانة بأي‬
‫شخص قصد الحصول على المعلومات المتعلقة بالمقاولة أو االستعانة بخبير و هو ما‬
‫تضمنته المادة ‪ 563‬من م‪.‬ت ‪،‬حيث يمكن أن تطلب إعداد تقرير فني عن المقاولة أو تقديم‬
‫استشارة تقنية حول وضعية المقاولة ولعل سبب االستعانة بهذه الفئات أن يعزز الطابع‬
‫التشاوري و التشاركي بغية الوقوف على الوضع الحقيقي للمقاولة فأي إجراء من هذا القبيل‬
‫يكون كفيال لتزويد المحكمة بالمعلومات لتكوين قناعتها ‪.‬‬
‫فالمحكمة ال تتقيد بما ضمنه رئيس المقاولة في طلبه‪ ،‬بحيث يحق لها الحصول على‬
‫المعلومات الخاصة بالحالة المالية و االقتصادية و االجتماعية للمقاولة من أي شخص أو‬
‫جهة لها عالقة بالمقاولة‪ ،‬كخبير الحسابات أو مراقب حساباتها أو وكالتها البنكية أو أحد‬
‫عمالها أو حتى محاميها‪. 115‬‬
‫ونفس الشأن تضمنته مدونة التجارة الفرنسية(المادة ‪ ،)L621-1‬حيث يتم تعيين قاضي‬
‫مكلف بالبحث أو التحقيق(‪ )juge enquêteur‬في وضعية المقاولة‪ ،‬و الذي يمكن حسب‬
‫اختياره أن يستعين بخبير يساعده في البحث ‪ ،‬و يلزم عليه أن يعد تقرير لما توصل إليه في‬
‫ما يتعلق بوضعية المقاولة و يرفقه بتقرير الخبير‪ ،‬و يتم إيداع تلك التقارير لدى كتابة ضبط‬
‫المحكمة المختصة ‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬البت في الطلب من قبل المحكمة‪.‬‬

‫إن البت في طلب فتح مسطرة اإلنقاذ من قبل المحكمة التجارية المختصة يجب ان يكون‬
‫داخل األجل المحدد له (أوال)‪ ،‬و الذي يمكن أن يصدر عنه مقرر قضائي بفتح مسطرة‬
‫اإلنقاذ (ثانيا) و الذي يتضمن تعيين األجهزة القضائية فيه(ثالثا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬أجل البت في طلب فتح المسطرة‬

‫جاء في الفقرة األولى المادة ‪ 563‬من م‪ .‬ت " تبت المحكمة في طلب فتح مسطرة‬
‫اإلنقاذ ‪ ،‬بعد استماعها لرئيس المقاولة بغرفة المشورة ‪ ،‬خالل أجل خمسة عشر يوما من‬
‫تاريخ تقديمه إليها‪''.‬‬
‫ومن خالل هذه المادة يتبين على أن األجل الذي يتعين على المحكمة المختصة أن تقوم‬
‫فيه بالبت في الطلب هو ‪ 15‬يوما من تاريخ تقديم الطلب إليها‪ ،‬و هو ما تداركه المشرع من‬
‫خالل القانون ‪ 73.17‬على اعتبار أن الصيغة األولى من المشروع التعديلي لم تحدد أجال‬
‫للمحكمة ‪.‬‬

‫‪ - 115‬محمد كرام ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪.109 :‬‬

‫‪30‬‬
‫فقد عبر أحد الفقهاء‪ 116‬على أن هذا األجل جاء قصيرا نوعا ما‪ ،‬فمن الصعوبة بما كان‬
‫احترام أجل خمسة عشر يوما ‪ ،‬حيث أن المحكمة التجارية ال تبت في الموضوع اال بعد‬
‫المداولة و تحرير األحكام بشكل كامل ‪ ،‬و يعني من الناحية العملية أن نصف المدة المحددة‬
‫في المادة ‪ 563‬من القانون ‪ 73.17‬يستغرقها التحرير‪ ،‬و ما يتبقى منها الستدعاء رئيس‬
‫المقاولة و مثوله أمام غرفة المشورة ‪ ،‬لذلك يتعين األخذ بعين االعتبار الظروف و‬
‫اإلجراءات المرتبطة بذلك فال يعقل أن يتم التنصيص على أجل قد يبدو معقوال و لكنه من‬
‫الناحية العملية ال يتم احترامه ‪ ،‬بل ال يمكن احترامه ‪.‬‬

‫لكن من أجل ضمان مسطرة االنقاذ في تصحيح وضعيتها ‪-‬المالية أو االقتصادية أو‬
‫االجتماعية أو االقتصادية‪ -‬و الحيلولة دون تدهورها وصولها لمرحلة الوقف عن الدفع‬
‫المبرر الفتتاح مسطرة التسوية أو التصفية القضائية ‪ ،‬يقتضي العمل البت في طلب فتح‬
‫مسطرة االنقاذ داخل أجل قصير و خاصة أن الصعوبات التي تمر بها هذه المقاولة يجب أن‬
‫تمكن في أجل قريب من التوقف عن الدفع ‪ ،‬لذلك فاألجل الممنوح للمحكمة كفيل بالتسريع‬
‫بفتح المسطرة طالما أن الشروط الموضوعية و الشكلية متوفرة ‪.‬‬
‫و من الناحية العملية فالحكم عدد ‪ 123‬الصادر عن المحكمة التجارية بالدارالبيضاء بتاريخ‬
‫‪ 01‬أكتوبر ‪ ، 2018‬يتبين أن المحكمة احترمت األجل المحدد لها ‪ ،‬على اعتبار أن‬
‫المقاولة تقدمت بطلب فتح المسطرة بتاريخ ‪ 2018/09/05‬و أن المدة الفاصلة بين تقديم‬
‫الطلب و النطق بالحكم هي خمسة عشر يوما ‪.‬‬
‫على خالف المشرع المغربي فالمشرع الفرنسي في إطار مدونة التجارة لم يحدد‬
‫للمحكمة األجل الذي يتعتين أن تقوم فيه بالبت في الطلب ‪ ،‬إال أنه غالبا تكون المدة الفاصلة‬
‫بين البت في الطلب و الحكم القاضي بفتح المسطرة هي شهرين‪. 117‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الحكم الصادر في مسطرة اإلنقاذ‬


‫أ‪-‬النطق بالحكم‬
‫ما ان تستوفي المحكمة اجراءات السابقة التي ألزمها المشرع بسلوكها للبت في طلب فتح‬
‫مسطرة االنقاذ و النطق بالحكم ‪ ،‬فيمكن لها حسب الحالة أن تقضي اما ‪:‬‬
‫‪ ‬عدم قبول طلب فتح مسطرة االنقاذ حسب ما جاء في الفقرة األولى من المادة ‪562‬‬
‫من مدونة التجارة ‪ ،‬التي نصت على أنه يجب على رئيس المقاولة تحت طائلة عدم‬
‫القبول‪ ،‬أن ير فق طلبه بمشروع مخطط اإلنقاذ‪ ،‬فإن فرضية تحقق الحكم بعدم‬
‫القبول‪ ،‬تكون كذلك في حالة عدم احترام الطلب المقدم لجميع الشروط الشكلية‬
‫المتطلبة في الطلب‪.‬‬

‫‪ ‬رفض الطلب الذي تقدم به رئيس المقاولة الفتتاح مسطرة االنقاذ ‪ ،‬اذا ما تبين‬
‫للمحكمة أن الصعوبات المستدل بها و التي تعترض المقاولة الستمرارية نشاطها ‪ ،‬ال‬

‫‪ - 116‬عبدالرحيم شميعة ‪" ،‬شرح أحكام نظام مساطر صعوبات معالجة صعوبات المقاولة في ضوء القانون ‪، " 73.17‬‬
‫مطبعة األمنية ‪ ،‬الرباط ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2018 ،‬ص‪.131 :‬‬
‫‪117‬‬
‫‪-Laetitia Antonini-Cochin et Laurence-Caroline Henry , o .p , p : 67. « une période‬‬
‫‪d’environ deux mois s’écoule entre la saisine du tribunal et le jugement d’iuverture . cette‬‬
‫» … ‪période est mise à profit pour assurer l’information du tribunal‬‬

‫‪31‬‬
‫تستدعي فتح مسطرة االنقاذ ‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار جاء في حكم المحكمة التجارية بالدارالبيضاء رقم ‪ 100‬بتاريخ‬
‫‪118 19/07/2018‬رفض طلب فتح مسطرة االنقاذ لما يلي " و حيث انه كانت فلسفة‬
‫االنقاذ ترمي الى تمكين المقاولة من حماية قضائية مبكرة بغية مساعدتها خالل أزماتها‬
‫االقتصادية و المالية التي قد تعاني منها خالل حياتها ‪ ،‬فان هذه المسطرة تفترض حسن نية‬
‫رئيس المقولة في تطبيق مخطط االنقاذ ‪ ،‬و رغبته األكيدة في عدم الوصول إلى مرحلة‬
‫التوقف عن الدفع و حيث ان فتح مسطرة االنقاذ يهدف الى مساعدة المقاولة من أجل تسوية‬
‫وضعيتها ‪ ،‬و ليس من أجل تسهيل تنفيذ التزاماتها التي صعب عليها تنفيذها ألسباب غير‬
‫متوقعة ‪" .‬‬

‫تحويل مسطرة اإلنقاذ إلى تسوية قضائية أو تصفية قضائية ‪ ،‬وفقا لمقتضيات المادة‬ ‫‪‬‬
‫‪ 583‬من مدونة التجارة ‪ ،‬التي نصت على أن المحكمة تقضي بالتسوية القضائية إذا تبين‬
‫لها أن وضعية المقاولة ليست مختلة بشكل ال رجعة فيه‪ ،‬وإال فتقضي بالتصفية القضائية‪.‬‬
‫وقد جاء في الحكم الصادر عن المحكمة التجارية بمراكش "ولما كان التوقف عن الدفع‬
‫كشرط موضوعي لفتح مسطرة التسوية القضائية في حق المقاولة يثبت في حالة عجزها‬
‫عن تسديد ديونها المستحقة المطالب بأدائها بسبب عدم كفاية أصولها المتوفرة بما في ذلك‬
‫الديون الناتجة عن االلتزامات المبرمة في إطار االتفاق الودي المنصوص عليه في المادة‬
‫‪ 556‬أعاله وفقا للمادة ‪ 575‬من مدونة التجارة‪ ،‬فإنه استنادا للمعطيات أعاله تكون المقاولة‬
‫متوقفة عن الدفع‪ ،‬إال أن االختالل الذي تعاني منه المقاولة قابل للتصحيح بالنظر إلى‬
‫توفرها على إمكانيات تجعلها قادرة على مواجهة الديون المتراكمة عليها‪ ،‬خاصة توفرها‬
‫على عنصر مهم من األصول المتداولة وقيمة مهمة من الموجودات باإلضافة إلى أصول‬
‫جارية التي من شأنها أن تمكنها من استمرارية نشاطها‪ ،‬خاصة وأنها عبرت عن رغبتها في‬
‫مواصلة نشاطها وتشغيلها لعدد مهم من العمال يتقاضون أجورهم بانتظام‪ .‬ولما كانت الغاية‬
‫من المساطر الجماعية هو منح فرصة للمقاولة من اجل تجاوز تعثرها ومواصلة نشاطها‬
‫حفاظا على مناصب الشغل‪ ،‬فإن المحكمة ارتأت تمتيعها بفترة مالحظة من أجل تشخيص‬
‫وضعيتها وتدبير سبل تدليل الصعوبات التي تعتري استمرارية استغاللها وذلك بالحكم‬
‫بتحويل فتح مسطرة التسوية القضائية في حقها"‪.119‬‬

‫‪ ‬قبول طلب فتح مسطرة االنقاذ المقدم من طرف رئيس المقاولة ‪ ،‬الستيفائه الشروط‬
‫الموضوعية و الشكلية و اقتناع المحكمة لما توصلت اليه حول وضعية المقاولة ‪ ،‬و األمر‬
‫بنشر و شهر الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬وتعيين األجهزة المتدخلة في المسطرة ‪.‬‬

‫ب‪-‬شهر و تبليغ الحكم‬

‫‪ - 118‬أشار اليه يونس عبد الحكيم ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ ،‬ص‪.72 :‬‬


‫‪ -119‬حكم المحكمة التجارية بمراكش رقم ‪ 91‬الصادر بتاريخ ‪ 2018/09/27‬في الملف رقم ‪.2018/8302/120‬‬
‫أشار اليه مصطفى بونجة و نهال اللواح ‪ ،‬م ‪.‬س ‪ ،‬ص ‪ 176 :‬و ما بعدها ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫جاء في الفقرة األخيرة من المادة ‪ 563‬من القانون ‪ " 73.17‬تطبق بشأن اثار الحكم بفتح‬
‫المسطرة و اجراءات الشهر و النشر و التبليغ مقتضيات المادة ‪ 584‬أدناه ‪ ''.‬و بالتالي‬
‫فاجراءات شهر و تبليغ الحكم القاضي بفتح مسطرة االنقاذ تخضع لمقتضيات المادة‬
‫‪.120584‬‬
‫يتضح من قراءة المادة ‪ 584‬من م‪.‬ت أن اجراءات شهر حكم فتح المسطرة عرفت تعديالت‬
‫و اضافات جديدة عما كانت عليه في ظل القانون القديم ‪ ،‬بحيث وسع المشرع من وسائل‬
‫االشهار حتى يكون األغيار و كذا جميع االدارات المرتبطة بالمقاولة المفتوح في حقها‬
‫المسطرة على علم بالحكم الصادر‪.121‬‬

‫فالحكم يشار إليه في السجل التجاري المحلي و المركزي للمدين فور النطق به ‪ ،‬و على‬
‫اعتبار السجل التجاري ذو وظيفة إخبارية إذ يمكن لكل شخص يهمه األمر االطالع عليه‪،‬‬
‫و ذلك حماية للمعامالت التجارية ‪.‬‬

‫و لم يكتف المشرع بالنشر في السجل التجاري فحسب بل ألزم كاتب الضبط اإلشارة إلى‬
‫الحكم بسجالت المحافظة على األمالك العقارية ‪ ،‬و ذلك كحالة توفر المقاولة على عقارت‬
‫محفظة ‪ ،‬فهذا اإلجراء من بين أهم المستجدات التي جاء بها القانون ‪ ، 73.17‬اذ أن‬
‫القانون القديم لم يتضمن كهذا االجراء حيث كان بعض رؤساء المقاولة يعمدون إلى تفويت‬
‫عقارات المقاولة بمجرد صدور حكم فتح مسطرة التسوية التصفية القضائية بعد إخفائهم عن‬
‫مصالح المحافظة العقارية ‪ .‬و يتبين لنا أن من شأن هذا اإلجراء حماية أموال و أصول‬
‫المقاولة و حماية الدائنين و إلزام محرري العقود بالتأكد من صفة و أهلية رئيس المقاولة‬
‫بضرورة اإلدالء بما يفيد عدم خضوعه لمسطرة من المساطر الجماعية‪.‬‬

‫و كذلك فحكم المحكمة يشار إليه كذلك في السجالت الخاصة بتسجيل السفن و الطائرات أو‬
‫غيرها من السجالت المعدة لنفس الغاية ‪ ،‬إضافة إلى نشر إشعار في صحيفة مخول لها نشر‬
‫اإلعالنات القانونية و القضائية و اإلدارية و في الجريدة الرسمية داخل أجل ثمانية أيام من‬
‫صدور الحكم‪ ،‬على أن يقوم كاتب الضبط بتعليق إشعار بالحكم على اللوحة المخصصة‬
‫لتعليق اإلعالنات بالمحكمة التجارية المصدرة للحكم ‪.‬‬

‫و لئن كان المشرع الفرنسي أخضع األشخاص االعتبارية أو الذاتية المزاولين ألعمال مهنية‬
‫مدنية إضافة إلى حاملي الصفة التجارية الذين يشار في سجلهم التجاري حكم فتح مسطرة‬

‫‪ - 120‬تنص المادة ‪ 584‬من مدونة التجارة " يسري أثر الحكم القاضي بفتح المسطرة من تاريخ صدوره ويشار إليه في‬
‫السجل التجاري المحلي والسجل التجاري المركزي فور النطق به‪.‬‬
‫يقوم كاتب الضبط بنشر إشعار بالحكم‪ ،‬يتضمن إسم المقاولة كما هو مقيد في السجاللتجاري‪ ،‬و كذا رقم تسجيلها به‪ ،‬في‬
‫صحيفة مخول لها نشر اإلعالنات القانونية والقضائيةواإلدارية ‪.‬و في الجريدة الرسمية داخل أجل ثمانية أيام من تاريخ‬
‫صدوره‪ ،‬و يدعو الدائنين إلى التصريح بديونهم للسنديك المعين ‪.‬و يعلق هذا اإلشعار على اللوحة المعدة لهذا‬
‫الغرضبالمحكمة المصدرة للحكم فور النطق به‪.‬‬
‫تجب اإلشارة إلى الحكم بسجالت المحافظة على األمالك العقارية أو بالسجالتالخاصة بتسجيل السفن والطائرات‪ ،‬أو غيرها‬
‫من السجالت المعدة لنفس الغاية حسب الحالة‪.‬‬
‫يبلغ كاتب الضبط الحكم إلى رئيس المقاولة والسنديك داخل أجل ثمانية أيام من تاريخ صدوره‪".‬‬
‫‪- 121‬محمد كرام ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪.121 :‬‬

‫‪33‬‬
‫اإلنقاذ ‪ ،‬فالحكم القاضي بفتح المسطرة بالنسبة للحرفي يشار إليه في قائمة المزاولين‬
‫ألعمال حرفية و في سجل خاص بالنسبة للهنيين مفتوح لدى المحكمة العليا( ‪tribunal de‬‬
‫‪ ، 122)grande instance‬و ذلك داخل نفس األجل المذكور الذي نص عليه القانون‬
‫‪ 73.17‬و هو ثمانية أيام من تاريخ صدور الحكم ‪.‬‬

‫و يقع على كاتب الضبط فضال عن واجبات اإلشهار‪ ،‬واجب آخر يكمن في ضرورة تبليغ‬
‫الحكم الصادر بفتح مسطرة اإلنقاذ إلى رئيس المقاولة و السنديك داخل أجل ثمانية أيام من‬
‫صدوره‪ ، 123‬و ان كان نفاذ هذا الحكم ال يتوقف على نشره أو تبليغه إال أنهما يكتسيان‬
‫أهمية قصوى في مجال التصريح بالديون و الطعن في الحكم ‪.‬‬
‫و بالنسبة لمدونة التجارة الفرنسية إضافة إلى تبليغ حكم فتح مسطرة اإلنقاذ إلى السنديك و‬
‫رئيس المقاولة ‪ ،‬فقد ألزمت تبليغه إلى وكيل الجمهورية‪ ،124‬و الوكالء المعينين من قبل‬
‫المحكمة‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬األجهزة المتدخلة في مسطرة االنقاذ‬


‫جاء في المادة ‪ 670‬مدونة التجارة ما يلي '' تعين المحكمة في حكم فتح المسطرة‬
‫القاضي المنتدب و السنديك ‪ ،‬كما تعين نائبا للقاضي المنتدب تسند إليه نفس المهام إذا عاق‬
‫مانع هذا األخير ‪.‬‬
‫يمنع اسناد مهمة القاضي المنتدب أو السنديك إلى أقارب رئيس المقاولة أو مسيريها حتى‬
‫الدرجة الرابعة بإدخال الغاية أو أصهارهم ‪" .‬‬
‫ضمنت هذه المادة بالقسم السادس المعنون بالقواعد المشتركة لمساطر اإلنقاذ والتسوية‬
‫القضائية و التصفية القضائية ‪ ،‬أي أن األجهزة التي تعين في إطار المادة أعاله هي‬
‫المتدخلة في مسطرة اإلنقاذ و المتمثلة في القاضي المنتدب و السنديك اضافة الى المراقب‪.‬‬
‫أ‪ -‬القاضي المنتدب‬
‫يعتبر القاضي المنتدب المحرك األساسي‪ 125‬لمسطرة اإلنقاذ بل لكال مسطرتي التسوية‬
‫و التصفية القضائية ‪ ،‬ذلك أن مهمته تكمن في السهر على السير السريع للمسطرة و السهر‬
‫على حماية مصلحة المقاولة و الدائنين‪ ، 126‬و هو نفس المقتضى الذي نصت عليه المادة‬

‫‪122‬‬
‫‪-Laetitia Antonini-Cochin et Laurence-Caroline Henry , o .p , p :69.‬‬
‫‪ - 123‬فمدونة التجارة الملغاة كانت تنص على تبليغ الحكم بفتح التسوية الى المقاولة و حسب دون السنديك ‪.‬‬
‫‪ - 124‬فوكيل الجمهورية الفرنسية ‪ ،‬له اختصاصات النيابة العامة في الدولة المغربية ‪.‬‬
‫‪ - 125‬يصطلح الفقه الفرنسي على القاضي المنتدب ''‪ ، "le chef orchestre de la procédure‬للداللة على مركزه‬
‫المحوري في اطار مساطر المعالجة ‪ ،‬اذ يجب أن يكون على دراية بكل الخطوات التي تم قطعها خالل مراحل المسطرة ‪.‬‬

‫‪Laëtitia lethielleux , o.p , p : 90 .‬‬


‫‪ - 126‬المادة ‪ 671‬من م‪.‬ت‬

‫‪34‬‬
‫‪– 127L621-9‬المحال عليها بمقتضى المادة‪ - 128L621-4 -‬من مدونة التجارة الفرنسية‬
‫في فقرتها األولى ‪ ،‬فهذه المهمة تجعله دائم الحضور بحكم مراقبته الدائمة ألجهزة المسطرة‬
‫اآلخرين كالسنديك و المراقبين‪، 129‬و يمكن القول على أن رئيس المقاولة باعتبار أن‬
‫مسطرة اإلنقاذ تمنح له مزاولة صالحية التسيير و اإلدارة يمكن أن يعتبر من بين أجهزة‬
‫المسطرة التي تخضع للمراقبة من قبل القاضي المنتدب ‪.‬‬
‫و من المستجدات التي جاء بها قانون ‪ 73.17‬تعيين نائب للقاضي المنتدب ‪ ،‬اذ أن‬
‫القانون الملغى‪ 130‬لم يتضمن تعيين هذا األخير ‪ ،‬إال أن القضاء دأب على تعيين نواب‬
‫للقضاة المنتدبين في أحكام فتح المسطرة ‪،‬حفاظا على استمرارية هذا المرفق و سدا للعوائق‬
‫التي من شأنها الحيلولة دون ممارسة القضاة المنتدبين لمهامهم كالمرض و العطلة و‬
‫غيرهما ‪.‬‬
‫اال أن مدونة التجارة الفرنسية‪ ،‬منحت للمحكمة إمكانية تعيين عدة قضاة منتدبين في حالة‬
‫الضرورة‪.131‬‬

‫و يمكن للمحكمة التجارية أن تعين القاضي المنتدب من بين أعضاء هيئة الحكمة التي‬
‫‪132‬‬
‫بتت في طلب فتح المسطرة طالما أن مدونة التجارة لم تتضمن مقتضى مخالف لذلك‬
‫أسوة بالمدونة الملغاة‪ ،‬أو قد تعين قاضيا آخر خارج عن الهيئة ‪ ،‬إلى أنه من الناحية العملية‬
‫فكل محكمة تجارية ابتدائية تحدد قائمة السادة القضاة المنتدبين الذين سيكلفون بهذه المهام‬
‫عند انعقاد الجمعية العمومية في الخمسة عشرة يوما األولى من شهر دجنبر من كل‬
‫سنة‪.133‬‬

‫‪127‬‬
‫‪- selon le premier alinéa de l’article L621-9 du code de commerce (Modifié par ordonnance‬‬
‫‪n°2008-1345 du 18 décembre 2008-art.16) Le juge-commissaire est chargé de veiller au‬‬
‫’’‪déroulement rapide de la procédure et à la protection des intérêts en présence.‬‬
‫‪128‬‬
‫‪art L621-4 (C.com en sa premier alinéa) Modifié par loi n °2016-1547 du 18 novembre‬‬
‫‪2016 –art .99 (V) «Dans le jugement d'ouverture, le tribunal désigne le juge-commissaire dont‬‬
‫‪les fonctions sont définies à l'article L. 621-9. Il peut, en cas de nécessité, en désigner‬‬
‫‪plusieurs. Le président du tribunal, s'il a connu du débiteur en application du titre Ier du‬‬
‫» ‪présent livre, ne peut être désigné juge-commissaire.‬‬
‫‪- 129‬محمد كرام ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪.114:‬‬
‫‪ - 130‬جاء في المادة ‪ 637‬من مدونة التجارة الملغاة المادة " تعين المحكمة في حكم فتح المسطرة القاضي المنتدب‬
‫والسنديك‪.‬‬
‫يمنع إسناد مهمة القاضي المنتدب أو السنديك إلى أقارب رئيس المقاولة أو مسيريها حتى الدرجة الرابعة بإدخال الغاية‪".‬‬
‫‪131‬‬
‫‪-art L621-4 du c.com‬‬
‫‪ - 132‬اضافة ذلك ‪ ،‬فتعيين القاضي من هيئة الحكم ال يمس بمبدأ الحياد الملزم على القاضي ‪ ،‬اذا أنه ال ترابط بين مهام‬
‫القاضي المنتدب و المهام التي يقوم بها فال يملك هذا األخير أي سلطة لتعديل أو مراجعة الحكم الصادر‪ ،‬إضافة إلى ذلك‬
‫فالحكم يصدر من قبل هيئة جماعية و التي ينسب لها الحكم القاضي بفتح المسطرة و يجعله منفصال عن أشخاصا مكونين‬
‫لها ‪ ،‬كما أن القاضي‪.‬‬
‫‪ - 133‬المهدي شبو "مؤسسة القاضي المنتدب في مساطر صعوبات المقاولة – دراسة مقارنة‪ "-‬سلسلة الدراسات القانونية‬
‫المعاصرة‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2006‬ص ‪.48:‬‬

‫‪35‬‬
‫فالقانون الفرنسي يشترط أن يتم اختيار القاضي المنتدب من بين أعضاء المحكمة‬
‫الذين يتوفرون على أقدمية ال تقل عن سنتين ‪ ،‬على أن ال يكون رئيس المحكمة الذي‬
‫‪134‬‬
‫أشرف على مسطرة الوقاية الخارجية أو المصالحة المفتوحة لفائدة المدين من ذي قبل‬
‫‪.‬و احتراما لمبدأ النزاهة و الحياد التي يجب أن يتحلى بها القاضي المنتدب وهو يؤدي‬
‫مهمته ‪ ،‬يجب أن ال يكون هذا األخير في جميع الحاالت من أقارب رئيس المقاولة أو‬
‫مسيريها حتى الدرجة الرابعة بإدخال الغاية أو من أصهار هؤالء‪. 135‬‬

‫و لئن كانت للمحكمة التجارية صالحية تعيين القاضي المنتدب فالتساؤل يثار حول‬
‫سلطة محكمة االستئناف التجارية في تعيين القاضي المنتدب ال سيما عندما تقرر التصدي‬
‫للحكم االبتدائي القاضي بفتح المسطرة وإبطاله ؟ يمكن القول على أنها تقوم بتعيين القاضي‬
‫المنتدب بعد إبطال الحكم القاضي بفتح المسطرة والتصدي له وإصدار حكم جديد‪ ،‬استنادا‬
‫الى المادة ‪ 19‬من قانون احداث المحاكم التجارية ‪ ،‬و التي تقضي بتطبيق قواعد المسطرة‬
‫المدنية أمام محاكم االستئناف التجارية ‪ ،‬على اعتبار أن االستئناف ذو أثر ناشر‬
‫للدعوى‪ ،136‬فتنتقل بذلك لها االختصاصات التي كانت للمحكمة االبتدائية التجارية عند البت‬
‫في طلب فتح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬و التي منها تعيين القاضي المنتدب‪.‬‬
‫أسندت إلى القاضي المنتدب مهام في إطار المادة ‪ 672‬من مدونة التجارة‪ ، 137‬و‬
‫المتمثلة في البت بموجب أوامر والئية في الطلبات التي ال تتضمن منازعات‪ ،‬كما هو‬
‫الشأن في الترخيص الذي يمنحه للسنديك أو لرئيس المقاولة من أجل التوصل إلى صلح‬
‫أو تقديم رهن رسمي ‪ ،‬أو البت في طلب رفع الحجز على أموال المقاولة المدينة ‪.‬‬
‫أو بموجب أوامر قضائية التي يصدرها للبت في المنازعات ‪،‬التي تنشأ بين األطراف‬
‫المعنية كرفع أو رفض سقوط الدين الذي لم يتم التصريح به داخل األجال المحددة ‪ ،‬أو‬
‫كالبت في التعرضات المقدمة من األشخاص المعنيين ضد المقررات النهائية الصادرة عنه‪.‬‬

‫‪ - 134‬محمد كرام ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪.114:‬‬


‫‪ - 135‬و هذه االستثناءات في تعيين القاضي المنتدب ‪ ،‬نص عليها المشرع الفرنسي من خالل المادة ‪: L621-5‬‬
‫‪Article L621-5 du c.com(Modifié par Ordonnance n°2008-1345 du 18 décembre 2008 - art.‬‬
‫‪163) « Aucun parent ou allié, jusqu'au quatrième degré inclusivement, du débiteur personne‬‬
‫‪physique ou des dirigeants, s'il s'agit d'une personne morale, ne peut être désigné à l'une des‬‬
‫‪fonctions prévues à l'article L. 621-4 sauf dans les cas où cette disposition empêche la‬‬
‫» ‪désignation d'un représentant des salariés.‬‬
‫‪ - 136‬المادة ‪ 146‬من ق‪.‬م‪.‬م "إذا أبطلت أو ألغت غرفة االستينافات بالمحكمة االبتدائية أو محكمة االستيناف الحكم المطعون‬
‫فيه وجب عليها أن تتصدى للحكم في الجوهر إذا كانت الدعوى جاهزة للبت فيها‪".‬‬
‫‪ - 137‬جاء في الفقرة األولى و الثانية من المادة ‪ 672‬م‪.‬ت" يبت القاضي المنتدب بمقتضى أوامر في الطلبات والمنازعات‬
‫والمطالب الداخلة في‬
‫اختصاصه ال سيما الطلبات االستعجالية والوقتية واإلجراءات التحفظية المرتبطة بالمسطرة و كذا الشكاوى المقدمة ضد‬
‫أعمال السنديك‪.‬‬
‫تودع أوامر القاضي المنتدب بكتابة الضبط فورا‪".‬‬

‫‪36‬‬
‫و األوامر التي يصدرها القاضي المنتدب ‪ ،‬تودع في كتابة ضبط المحكمة التجارية ‪،‬‬
‫لكي يتمكن األطراف و األغيار من التعرض عليها أو تقديم الطعون ضدها‪. 138‬‬
‫فقد شبه أحد الباحثين‪ 139‬القاضي المنتدب برئيس المحكمة على اعتبار أنه يبت في‬
‫الطلبات االستعجالية و الوقتية و اإلجراءات التحفظية المرتبطة بالمسطرة و كذا الشكاوي‬
‫المقدمة ضد أعمال السنديك ‪ ،‬إال أن هذا التشبيه ال ينصرف الى منحه اختصاصات قاضي‬
‫األمور المستعجلة في إطار صعوبات المقاولة‪ ،‬خاصة عند المادة ‪ 21‬من قانون إحداث‬
‫المحاكم التجارية‪.‬‬
‫وعلى خالف ذلك فقد اعتبرته أحد اآلراء‪ 140‬محكمة قائمة بالذات على اعتبار أنه‬
‫يتقلد مجموعة من األدوار القضائية في آن واحد ‪،‬إذ له صفة قاضي المستعجالت و قاضي‬
‫لألوامر الوالئية و هو االختصاص المعروف أساسا لرئيس المحكمة التجارية ‪ ،‬و كذلك فهو‬
‫يبت في الطلبات المتصلة بالموضوع خصوصا في إطار تحقيق الديون فيعتبر بذلك‬
‫كمحكمة المسطرة –قضاء الموضوع ‪. -‬‬
‫و نعتقد على أن القاضي المنتدب له نفس اختصاصات رئيس المحكمة التجارية في حدود‬
‫اختصاص مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬ذلك أن مقتضيات المادة ‪ 21‬من قانون إحداث المحاكم التجارية‪،‬‬
‫هي شبيهة لتلك المذكورة في المادة ‪ 672‬من م‪.‬ت‪ ،‬و رغم كون القانون الملغى لم يتضمن‬
‫هذه اإلشارة بصفة صريحة إال أن القضاء‪ 141‬دأب على منحه اختصاصات مسندة لرئيس‬
‫المحكمة التجارية‪.‬‬
‫ب‪-‬السنديك‬
‫تعتبر مؤسسة السنديك أحد األجهزة األساسية في مسطرة االنقاذ‪ ،‬فيعد كوكيل يعينه‬
‫القضاء لمساعدة كل من الدائنين للوصول إلى حقوقهم والمقاولة المدينة إلى الوفاء بديونها‬
‫من خالل تنفيذ مخطط االنقاذ‪ ،‬و كل ذلك في إطار قواعد تراعى من خاللها البعد‬
‫االجتماعي واالقتصادي لدور المقاولة عموما في التنمية‪.‬‬
‫فالمحكمة تقوم بتعيين السنديك في الحكم القاضي بفتح مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬و الذي يجب‬
‫أن ال يكون من أقارب رئيس المقاولة أو مسيريها حتى الدرجة الرابعة بإدخال الغاية أو من‬
‫أصهار هؤالء كما هو الشأن بالنسبة للقاضي المنتدب فالسنديك ‪ ،‬ولئن كنا نوافق رأي أحد‬

‫‪ - 138‬سنقوم بالتفصيل في ما يتعلق بالطعن في أوامر قاضي المنتدب في الفصل الثاني‪.‬‬


‫‪- 139‬يونس عبد الحكيم ‪ ،‬م ‪ .‬س‪ ،‬ص‪.126 :‬‬
‫‪ - 140‬محمد كرام ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪.115 :‬‬
‫‪ - 141‬فقد جاء في قرار محكمة االستئناف التجارية بفاس عدد ‪ 17‬بتاريخ ‪ 2003/04/23‬في الملف عدد ‪ " 03/16‬ان‬
‫القاضي المنتدب يختص بالبت في جميع القضايا المستعجلة المتعلقة بالمقاولة الخاضعة للتسوية استنادا لمقتضيات المادتين‬
‫‪ 638‬و ‪ 639‬من مدونة التجارة و هو أيضا ما سار عليه االجتهاد القضاء التجاري‪'' .‬‬
‫نفس المرجع السابق و نفس الصفحة ‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫الباحثين‪ 142‬على أن المنع يجب أن يشمل حتى أقارب الدائنين ‪ ،‬حتى يمكنه ممارسة مهامه‬
‫أكثر استقاللية ‪ ،‬فهو يتقمص في نفس اآلن دور الدفاع عن مصالح متعارضة لذلك يجب‬
‫عليه الحرص على التوفيق فيما بينها بكثير من النزاهة واالستقالل ودون تحيز ألي طرف‪.‬‬
‫و أسند المشرع في القانون ‪ 73.17‬مهام السنديك إلى األغيار أو باألحرى بذوي الخبرة‪،‬‬
‫على اعتبار أن القانون الملغى أسند مهمة السنديك لكتابة الضبط و بالرغم من ذلك فمن‬
‫الناحية العملية فالمحكمة تعين السنديك من مراقبي الحسابات‪ 143‬أو الخبراء المحاسبين‪،144‬‬
‫لذلك يتبين أن المشرع فطن إلى خطورة هذه المهام و قضى في الفقرة األخيرة من المادة‬
‫‪ 673‬من م‪.‬ت " تحدد بنص تنظيمي المؤهالت المطلوبة لمزاولة مهام السنديك و األتعاب‬
‫المستحقة بنص تنظيمي"‪.‬‬
‫ونؤكد على أن هذا المقتضى الذي جاء به المشرع من خالل النص تنظيمي الذي يحدد‬
‫المؤهالت المطلوبة للسنديك ‪ ،‬ذو أهمية في مساطر صعوبات المقاولة و ليس مسطرة‬
‫اإلنقاذ فحسب ‪ ،‬و إن كان المشرع لم يحصر تعيين السنديك من كتابة الضبط فحسب وإنما‬
‫أيضا لألغيار‪ ،‬فإن األمر ال يخلو من سلبيات قد يكون لها انعكاس سيء على المسطرة‪ ،‬و‬
‫من بينها عدم إلمام الغير المعين كسنديك بالجوانب اإلجرائية و القانونية التي تتخلل‬
‫المسطرة المكلف بتسييرها قد يحول دون القيام بذلك أحسن قيام‪ ،‬أضف إلى هذا أن لجوء‬
‫المحكمة إلى إسناد مهمة السنديك إلى الغير غالبا ما يكون مكلفا للمقاولة بسبب المبالغ‬
‫المهمة كأتعاب و أجر‪ ،‬لذلك فمن األفضل أن يعتمد المشرع على معايير لمزاولة مهمة‬
‫السنديك من خالل اشتراط تكوين قانوني و اقتصادي من خالل النص التنظيمي المشار اليه‪.‬‬
‫ففي إطار مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬فالسنديك مكلف بمراقبة تنفيذ مخطط اإلنقاذ و كذا أعمال‬
‫التصرف التي يمكن أن يجريها رئيس المقاولة ‪ ،‬ضمانا لنجاح مسطرة اإلنقاذ و حماية‬
‫المقاولة ‪ ،‬و كذا الدائنين على اعتبار أنه يتصرف باسمهم و لفائدتهم مع مراعاة الحقوق‬

‫‪ - 142‬يونس عبد الحكيم ‪ ،‬م ‪ .‬س‪ ،‬ص‪ 128:‬و مابعدها ‪.‬‬


‫‪- 143‬وتجدر اإلشارة إلى أن نص المادة ‪ 568‬من مدونة التجارة كما ورد في مشروع القانون الذي قدمته الحكومة قبل‬
‫المصادقة على مدونة التجارة بتاريخ ‪ 24‬يونيو ‪ 1995‬كان يقضي في فقرته الثالثة على انه" ‪:‬تزاول مهام السنديك من‬
‫طرف كاتب الضبط"‪ ،‬إال أن اعتراضات مختلف الفرق النيابية على قصر ممارسة هذه المهام على كاتب الضبط‪ ،‬جعلت‬
‫الحكومة تتمم هذه الفقرة بإضافة" ويمكن للمحكمة عند االقتضاء أن تسندها للغير"‪ ،‬فقد توسعت المحاكم التجارية كما سبق‬
‫الذكر في تعيين السنديك من الغير بحيث أصبح هو األصل ال االستثناء‪ ،‬سيما إذا تعلق األمر بمسطرة التسوية القضائية لما‬
‫تفرضه في السنديك من إلمام واسع بالقواعد المحاسبية والمالية‪ ،‬وكذا اإللمام بمبادئ اإلدارة والتدبير‪.‬‬
‫المهدي شبو‪" ،‬مؤسسة القاضي المنتدب في مساطر معالجة صعوبات المقاولة –دراسة مقارنة‪ ،"-‬سلسلة الدراسات‬
‫القانونية المعاصرة‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية بمراكش‪ ،‬الطبعة األولى‪ ،‬السنة ‪ ،2006‬الصفحة ‪.356‬‬
‫‪ - 144‬فقد جاء في المادة األولى من قرار وزير العدل رقم ‪ 1081-03‬الصادر بتاريخ ‪ 03‬يونيو ‪ ، 2003‬أحدث بموجبه‬
‫أنواع الخبرة ومقاييس التأهيل للتسجيل في جدول الخبراء القضائيين‪،‬ما يلي ‪" :‬حددت المقاييس التالية شعبة "المحاسبة"‬
‫على النحو التالي‪ :‬تدقيق الحسابات ومراقبتها والمصادق عليها ‪ AUDIT‬في الشؤون الجبائية والنزاعات المتعلقة‬
‫بالضرائب والشركة وصعوبات المقاولة"‪.‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5121‬ب ‪ 29‬ربيع االخر ‪ 30( 1424‬يونيو‬
‫‪ )2003‬ص ‪ 2179‬و ما بعدها ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫الموكولة لجمعية الدائنين و المراقبين‪ ،145‬و الذي يجب عليه إخبارهم و استشارتهم و‬
‫اطالع القاضي المنتدب بمالحظات المراقبين‪. 146‬‬
‫و كذلك األمر بالنسبة للقانون الفرنسي‪ ،‬الذي نص على االختصاصات التي يتمتع بها‬
‫السنديك تتم من قبل شخص يسمى المدير القضائي ومن بين شروط تعيينه‪ ،‬يجب أن تتوفر‬
‫المقاولة على أكثر من ‪ 20‬أجيرا وأن يكون رقم معامالتها أكبر من ‪ 3‬ماليين يورو دون‬
‫احتساب الضرائب‪ ، 147‬على أنه عند غياب هذه الشروط فتعيين المدير القضائي يكون‬
‫بصفة اختيارية ‪ ،‬هذا األخير يقوم بمساعدة رئيس المقاولة بإعداد مخطط اإلنقاذ‪ ،‬و يقرر‬
‫مواصلة العقود الجارية أو عدم ذلك‪ ،‬و يكلف بإطالع القاضي المنتدب أو النيابة العامة‬
‫بسير المسطرة‪ ،148‬على خالف المادة ‪149 674‬من م‪.‬ت التي ألزمت السنديك باطالع‬
‫القاضي المنتدب فحسب دون النيابة العامة ‪.‬‬
‫و بالنسبة للقانون األمريكي لإلفالس ‪ ،‬فالسنديك يعتبر موظفا حكوميا ‪ ،‬و يعين من‬
‫قبل المدعي العام األمريكي ‪ ،‬له نفس االختصاصات التي يتمتع بها السنديك في ظل‬
‫التشريع الفرنسي و المغربي ‪ ،‬اال أنه يتميز من خالل أنه يسعى لحماية مصالح الدولة و‬
‫خاصة مصالح الدائنين العاديين اذ يعهد اليه بصفة اختيارية تعيين جمعية الدائنين مشكلة من‬
‫هؤالء الدائنين فحسب ‪ ،‬وفي حالة عدم ذلك يكتسب الصفة للتصرف باسمهم و لفائدتهم ‪.150‬‬
‫يمكن أن تقوم المحكمة باستبدال السنديك بطلب من النيابة العامة أو من قبل القاضي‬
‫المنتدب تلقائيا أو بناءا على تشك لديه من قبل رئيس المقاولة أو أحد الدائنين ‪ ،‬إال أنه إذا لم‬
‫يبت في التشكي المقدم لديه داخل أجل ‪15‬يوما أمكن رئيس المقاولة أو الدائن تقديم طلب‬
‫استبدال السنديك للمحكمة ‪.‬‬

‫‪ - 145‬المادة ‪ 675‬من م‪.‬ت‬


‫‪ - 146‬المادة ‪ 676‬من م‪.‬ت‬
‫‪147‬‬
‫‪-selon la 4 alinéa de l’article L621-4 : ‘’Toutefois, le tribunal n’est pas tenu de désigner‬‬
‫‪ème‬‬

‫‪un administrateur judiciaire lorsque la procédure est ouverte au bénéfice d’un débiteur dont le‬‬
‫‪nombre de salariés et le chiffre d’affaires hors taxes sont inférieurs à des seuils fixés par‬‬
‫‪décret en Conseil d’Etat. Dans ce cas, les dispositions du chapitre VII du présent titre sont‬‬
‫‪applicables. Jusqu’au jugement arrêtant le plan, le tribunal peut, à la demande du débiteur, du‬‬
‫‪mandataire judicaire ou du ministère public, décider de nommer un administrateur‬‬
‫‪judiciaire’’.‬‬
‫‪148‬‬
‫‪- Laetitia Antonini-cochin et Laurence-caroline henry,o .p , p : 70.‬‬
‫‪ - 149‬تنص المادة ‪ 674‬من م‪.‬ت" يخبر السنديك القاضي المنتدب بسير المسطرة ‪.‬ويمكن لهما في أي وقت أن يطلبا االطالع‬
‫على كل العقود أو الوثائق المتعلقة بالمسطرة‪.‬‬
‫يطلع وكيل الملك القاضي المنتدب‪ ،‬بناء على طلب هذا األخير أو تلقائيا‪ ،‬على الرغم من أية مقتضيات تشريعية مخالفة‪،‬‬
‫على جميع المعلومات المتوفرة لديه والتي يمكن أن تكون مفيدة في المسطرة‪".‬‬
‫و نفس المقتضيات نصت عليهم المادة ‪ 641‬من القانون الملغى‪.‬‬
‫‪150‬‬
‫‪- Sophie Stankiewicz Murphy , o.p , p :88. « l’US Trustee s’assure , tout particulièrement ,‬‬
‫‪de la protection des intérêts des créances chirographaires .En effet, le code de la faillite‬‬
‫‪évoque la désignation obligatoire, par l’US Trustee , d’un comité des de créanciers , constitué‬‬
‫» ‪de créanciers chirographaires…..‬‬

‫‪39‬‬
‫ج‪-‬المراقبون‬
‫حماية لمصالح الدائنين‪ 151‬و تعزيزا لدورهم في إطار مسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬و تعزيز حقهم‬
‫في اإلعالم خالل كافة مراحل المسطرة و ضمانا لشفافيتها‪ ،‬ألزم بتعيين مراقب الذي يعهد‬
‫اليه مساعدة القاضي المنتدب والسنديك في مهمة مراقبة ادارة المقولة ‪ ،‬وباطالع الدائنين‬
‫بما تحقق من مهمتهم في مراحل المسطرة ‪.‬‬
‫و يتم تعيين المراقب من قبل القاضي المنتدب‪ ،‬الذي يكون من بين الدائنين الذين‬
‫يتقدمون إليه بطلب في الموضوع‪ ،152‬فيعين واحد إلى ثالثة مراقبين أشخاصا ذاتيين أو‬
‫اعتباريين ‪ ،‬و ينبغي أن يكون واحدا من الدائنين على األقل من بين الدائنين الحاملين‬
‫لضمانات و أن يكون آخر من الدائنين العاديين ‪.‬‬
‫كما أن االستثناء الذي تخضع له األجهزة السابق ذكرها ‪ ،‬في عدم تواجد رابطة قرابة أو‬
‫مصاهرة مع المدين فيخضع له كذلك المراقب‪ ،‬و ذلك يبين النهج الذي اعتمده المشرع في‬
‫ضمان حياد األجهزة التي يتم تعيينها في مسطرة اإلنقاذ و المساطر األخرى ‪.‬‬
‫و هذا بخالف المشرع الفرنسي الذي رفع من عدد المراقبين‪ ،‬حيث أجاز في المادة‬
‫‪ L621-10‬من مدونة التجارة الفرنسية للقاضي المنتدب إمكانية تعيين واحد إلى خمسة‬
‫مراقبين من ضمن الدائنين الذين يتقدمون بطلب بهذا الخصوص‪ ،‬عند فتح مسطرة اإلنقاذ‬
‫تجاه المدين‪ ،153‬فيعين دائنين حاملين للضمانات و ثالثة دائنين عاديين ‪.‬‬
‫و لهم نفس اختصاصات المراقبين في ظل القانون‪ 73.17‬اضافة الى اختصاصات أخرى‪،‬‬
‫إال أنه يمكن أن تثبت لهم الصفة للتصرف باسم الدائنين و لفائدتهم في حالة عدم تعيين‬
‫المدير القضائي‪ ،‬و لئن كان المراقبين في ظل التشريع الفرنسي لهما اختصاصات أوسع من‬

‫‪ - 151‬إضافة إلى المراقب فالمشرع جاء بمستجد في إطار القانون ‪ 73.17‬المتمثل في إحداث تمثيلية للدائنين عبر تشكيل‬
‫جمعية الدائنين ‪ ،‬وعلى غرار المشرع الفرنسي فالمشرع المغربي لم يلزم بتشكيل هذه الجمعية في إطار مسطرة االنقاذ ‪،‬و‬
‫على اعتبار أن المشرع األمريكي ألزم بتعيينها في إطار الفصل ‪ 11‬حيث أن االختصاصات التي تقوم بها هي تلك‬
‫الممنوحة للمراقبين في ظل التشريع الفرنسي و المغربي‪.‬‬
‫‪ - 152‬جاء في المادة ‪ 678‬من م‪.‬ت ما يلي ‪":‬يعين القاضي المنتدب واحدا إلى ثالثة مراقبين من بين الدائنين الذين يتقدمون‬
‫إليه بطلب ‪.‬و يمكن أن يكون المراقبون أشخاصا ذاتيين أو اعتباريين‪.‬‬
‫عندما يعين القاضي المنتدب عدة مراقبين‪ ،‬يسهر على أن يكون واحد منهم على األقل من بين الدائنين الحاملين لضمانات‬
‫وأن يكون آخر من بين الدائنين العاديين‪.‬‬
‫ال يمكن تعيين أي من أقارب رئيس المقاولة إلى غاية الدرجة الرابعة بإدخال الغاية أو أصهاره كمراقب أو كممثل عن‬
‫شخص اعتباري تم اختياره كمراقب‪.‬‬
‫يساعد المراقبون السنديك في أعماله والقاضي المنتدب في مهمة مراقبة إدارة المقاولة‪ .‬ويمكنهم االطالع على جميع الوثائق‬
‫التي يتوصل بها السنديك ‪.‬ويلتزمون بهذا الخصوص بسرية الوثائق واإلجراءات التي يطلعون عليها‪.‬‬
‫يبلغ المراقبون الدائنين اآلخرين بما تحقق من مهمتهم في كل مرحلة من مراحل المسطرة‪.‬‬
‫يقوم المراقب بعمله بالمجان؛ ويمكن أن يمثل بأحد تابعيه بموجب توكيل خاص أو بمحام‪.‬‬
‫يمكن للمحكمة أن تعزل المراقبين بناء على اقتراح من القاضي المنتدب أو السنديك‪" .‬‬
‫‪ - 153‬كما سبق الذكر فالمشرع الفرنسي أخضع األشخاص المزاولين ألعمال مدنية لمسطرة اإلنقاذ ‪ ،‬ففي هذه الحالة فالهيئة‬
‫المهنية التي ينتمي إليها أو السلطة التابع لها هي التي تعين كمراقب في إطار مسطرة اإلنقاذ ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫نظيره المغربي ‪ ،‬فالمشرع األمريكي سار على نهج أوسع اذ أنه منح المراقبين صالحيات‬
‫واسعة‪. 154‬‬
‫فالمادة ‪ 678‬من القانون ‪ 73.17‬جاءت بمقتضى لم تتضمنه المادة ‪ 645‬من القانون‬
‫الملغى ‪ ،‬و يتمثل في تنصيص صراحة على أن المراقب يقوم بعمله بصفة مجانية كما أنه‬
‫يمكن أن يمثل بواسطة أحد تابعيه أو محام بتوكيل خاص‪.‬‬

‫‪154‬‬
‫‪- Sophie Stankiewicz Murphy , o.p , p :96.‬‬

‫‪41‬‬

You might also like