Professional Documents
Culture Documents
الفصل :الثالث
مادة :القانون الجنائي لألعمال
وإلبراز معالم نضج فكرة القانون الجنائي لألعمال بالمغرب يمكن القول انه لم يكن وليد الصدفة وإنما
مر بمجموعة من المراحل التاريخية التي ساهمت في النقاش الدائر حول القانون الجنائي لألعمال،
كقانون أصبح يفرض وجوده في كل التشريعات الحديثة ،ومن أهم هذه المراحل ،بداية المالمح األولى
الرتباط االقتصاد بمفهوم الردع عامة ،وبجميع أشكاله األولى ،قبل ظهور مفهوم الدولة ،والذي ساعد
على تسهيل إدخال القانون الجنائي في االقتصاد ،تم بعد ذلك مرحلة مخاض الميالد الرسمي للقانون
الجنائي لألعمال مع القانون الفرنسي ،وتأثير ذلك على القانون المغربي ،علما أن الشريعة اإلسالمية
بدورها أكدت على العفة والطهارة في المعامالت االقتصادية ،ووجدت آليات للتجريم والعقاب للحفاظ
على ذلك ،وكان من أهم نتائجها بروز نظام الحسبة ،الذي ساهم بدوره في تحديد مالمح نظام إسالمي
.2وقائي من الجرائم االقتصادية
و يعتبر ميدان المال واألعمال والتجارة من أهم المجاالت التي حظيت باهتمام كبير من طرف المشرع
حيث خصها بقوانين ترمي إلى تنظيمها ،وقواعد جزائية لزجر المخالفين للنظم االقتصادية والتجارية
المعمول بها ،فتدخل المشرع بسن قواعد زجرية وعقابية في مجال المال واألعمال والتجارة يرمي إلى
إسباغ الحماية الجنائية على مصالح معينة ،ودلك من خالل التدخل في مجال األعمال وخلق قانون جنائي
خاص باألعمال له خصوصياته ولو بنصوص متناثرة بين مجموعة من القوانين التي لها عالقة بعالم
.المال والثروة وتداولهما
وتشكل الشركات التجارية آلية حقيقية لجلب االستثمار وضمان التنمية االقتصادية حيث تم إقرار قواعد
للتسيير الحديث والتدبير المعقلن القائم على تنظيم القنوات الرقابية على التسيير تحت مسمى الفصل
.الكامل بين اإلنسان والمقاولة
وتعتبر الشركات المجال الخصب لالختالالت و التالعبات التي ال تخدم مصالح الشركة ومصالح مختلف
الفاعلين المرتبطين بها ،بل تمتد إلى مصالح المجتمع عامة ،وهذا ماساهم في خلق ارتباط بين القانون
.الجنائي وقانون الشركات ،أو ما أصبح يعرف بغزو القانون الجنائي لميدان المال و األعمال
وحفاظا على الذمة المالية للشركة من أي استغالل ممكن أن تتعرض له من طرف أجهزة التسيير ،فقد
أقر المشرع المغربي جنحة إساءة استعمال أموال الشركة ،بحيث تقوم في مواجهة األجهزة المكلفة
1
-محمد بن حم مفهوم جرائم رجال األعمال،المقاصد ونطاق تطبيق القانون،ص 1
- 2هشام الزربوح ،خصوصية القانون الجنائي لألعمال بالمغرب،أطروحة لنيل دكتوراه في الحقوق،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية
بمكناس،سنة .2014-2013ص 3
بالتسيير اللذين استعملوا عن سوء نية أموال الشركة أو اعتماداتها استعماٌال يعلمون أنه ضد مصلحتها
.االقتصادية
إن القانون الجنائي للشركات يعتبر وسيلة لمحاربة التعسف في استعمال أموال الشركة وخاصة عند
توقيعه الجزاء ،وتتعدد مظاهر التعسف في أموال الشركة انطالقا من مرحلة تأسيسها إلى سير حياتها أو
.خالل تصفيتها ،ومن أهم هذه المظاهر جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
لقد تم إقرار هده األخيرة في القانون الفرنسي بتاريخ 2غشت 1935وبعد دلك في قانون الشركات
التجارية 24غشت ،1966لتدرج مؤخرا ضمن مدونة التجارة الفرنسية لسنة ،2000وبخصوص
التشريع المغربي لم يقم بتعريف جريمة إساءة استعمال أموال الشركة إال مع القانون رقم 95/17
المتعلق بشركات المساهمة في المادة 384ثم المادة 107من القانون رقم 96/05المتعلق بباقي
.الشركات التجارية
:أهمية الموضوع
تبرز أهمية موضوع جريمة إساءة استعمال أموال الشركة من الناحية النظرية باعتبارها مظهر من
.مظاهر التعسف في أموال الشركة من خالل التاطير القانوني لها ،والكتابات الفقهية في الموضوع
وعلى المستوى العملي تبرز األهمية من خالل القضايا المعروضة على القضاء سواء على المستوى
الوطني أو الدولي ،والتي تدفع به إلى التدخل والزجر في حق كل من سولت له نفسه التالعب بأموال
.الشركة
:إشكالية الموضوع
من خالل ما سبق يطرح الموضوع إشكالية محورية تتجلى في ما مدى فعالية دور المشرع في تجريم
سوء استعمال أموال الشركة على مستوى حماية أموال الشركة وحماية المصالح وترك هامش لحرية
المبادرة في التسيير؟
أمام قصور جريمة خيانة األمانة والنصب واالحتيال المنصوص عليهما في القانون الجنائي واللتان كانتا
تمثالن السالح الوحيد لمواجهة التالعب بمالية الشركة المنصوص عليها في القانون الجنائي ،فالمشرع
المغربًي فضل السير على النهج الفرنًس ي بتبٌن يه لجنحة إساءة استعمال أموال الشركة فًي قانون الشركات،
سواء بالنسبة لقانون شركة المساهمة 95-17أو قانون باًقي الشركات ، 5/96ولتحقق هده الجنحة البد
من القيام بالعناصر المكونة لمفهوم إساءة استعمال أموال الشركة ،وسوف نتطرق في (المطلب األول
إلى األركان المكونة لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة) (،وفي المطلب الثاني سنتطرق إلى النطاق
.الموضوعي والشخصي لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة)
لقيام جريمة إساءة استعمال أموال الشركة كباقًي الجرائم األخرى تتفرع إلى ركنين ،الركن المادي
والركن المعنوي ،وقد نصت المواد 384من القانون 17/95المتعلق بشركات المساهمة والمادة 107
.من القانون رقم 5/96المتعلق بباقي الشركات التجارية على األركان المادية والمعنوية لهده الجريمة
من خالل استقراء المواد الخاصة بإساءة استعمال أموال الشركة ،نجد أن المشرع المغربي استعمل
ألفاظا غير واضحة مخالفا مخالف لألركان الشرعية الجنائية ،ودلك من اجل تحقيق مرونة تشريعية
تستهدف الردع الفعال ألي شكل من أشكال االنحراف المالي خاصة في ما ال تنطبق عٌليه النصوص
التقليدية في جرائم األموال ،ودلك من خالل عنصرين أساسيين أولهما استعمال أموال وائتمان الشركة ،
.وثانيهما تعارض هذا االستعمال مع مصلحة الشركة
يعتبر استعمال مسيروا الشركات ألموالها و اعتماداتها شيء طبيعي،وممارسة سلطاتهم في مهمة
.التسيير اإلداري،ودلك باحترام الشروط القانونية التي من اجلها تم منحهم وظيفة التسيير
إال أن في بعض األحيان نجد بعض المسيرين ال يميزون بين الذمة المالية للشركة التي يسيرونها وبين
ذمتهم المالية الشخصية ،وبالتالي نجدهم يتعاملون مع أموال الشركة ويستعملونها لقضاء أغراضهم
.ومصالحهم الشخصية
كما ان المشرع المغربي لم يعطي تعريفا محددا لمفهوم االستعمال وترك المجال مفتوح أمام االجتهاد
القضائي والفقهي،هدا األخير نجده تارة يعتد باالستعمال الغير المشروع ألموال الشركة للقول بقيام
جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ،وتارة أخرى يتراجع عن هذا الموقف للقول بان الهدف الغير
.المشروع غير كفيل للقول بتعارضه مع مصالح الشركة
وقد عرف بعض الباحثين مصطلح االستعمال بأنه كل تصرفٌ يقع على أموال الشركة،حيث يكفي أن
3
يقوم المتصرف باستعمال عنصر من عناصر الذمة المالية للشركة لتحقيق غرض شخصي،
3
-كرام محمد جريمة إساءة استعمال أموال الشركة،في قانون الشركات المساهمة المغربي ،مجلة محاكم المغربية مجلة المحامي عدد 39ص .31
وبالرجوع إلى اختيار المشرع المغرًبي لمصطلح االستعمال كونه له مفهوم واسع جدا يمكن أن يشمل
جميع أنواع االستعمال ،وانه بحد ذاته كافي ليشكل عنصرا ماديا ،دون أن يصاحبه أي نية للتملك ،وهذا
،4ما أكده الفقه والقضاء باعتبار أن مجرد االستعمال البٌسيط ألموال الشركة كاف لتحٌقق الجريمة
للقول بوجود جريمة إساءة استعمال أموال الشركة يجب أن يكون هذا االستعمال يتعارض مع مصلحة
الشركة ،بحيث أن العنصر الثاني في الركن المادي لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة في ضرورة
توفر االستعمال المتعارض مع المصلحة االقتصادية للشركة ،وإال فإن الجريمة تنتفي فقانون الشركات
يتسم بنظام يهدف من خالله المشرع إلى حماية مجموعة من المصالح القانونية والمالية واالقتصادية،
ويمكن القول على أنه تم اعتماد مفهوم مخالف لمصلحة الشركة ،فبعدما كانت هذه األخيرة تعتمد على
مصلحة الشركاء،فهي أصبحت تشمل مصلحة الدائنين والمأجورين والزبناء ،ولقد اعتمدت المادة 384من
قانون شركات المساهمة هذا المفهوم الحديث لمصلحة الشركة من خالل حديثها عن المصالح االقتصادية
للشركة و ليس للشركاء ،وعليه يتضح على أن مصلحة الشركاء هي مستقلة عن مصلحة الشركة فهذه
. 5األخيرة لها مفهوم أكثر أتساعا من مصلحة الشركاء
وللوقوف على مظاهر اإلخالل بمصلحة الشركة البد من الرجوع إلى مقتضيات المادة 384من قانون
شركات المساهمة فإنه من أجل تحقق المتابعة بجريمة إساءة استعمال أموال الشركة ،البد أن يكون
التصرف الذي قام به مسيري الشركة يتعارض مع المصالح االقتصادية للشركة ،و يالحظ أن المشرع
المغربي بهذا الصدد أستعمل عبارة " المصالح االقتصادية" ،في حين نجد أن المشرع الفرنسي أستعمل
عبارة " مصلحة الشركة" مع العلم بأن المقصود في كل من التشريع المغربي و كذا التشريع الفرنسي،
.هو ما اصطلح على تسميته بالمصلحة االجتماعية أو مصلحة المقاولة
تعتبر جريمة إساءة استعمال أموال الشركة من الجرائم العمدية التي يتعين توافر عنصر القصد الجنائي
فيها ،و هذا ما جاءت به المادة 384من قانون رقم 95/17من خالل تنصيصها على " أن الذين
استعملوا بسوء أموال الشركة… و ذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى
لهم بها مصالح مباشرة أو غير مباشرة "..ومن هنا يتجلى أن جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
تستوجب ضرورة توافر شرطين أساسيين أولهما سوء النية وثانيهما في استهداف تحقيق مصالح
.شخصية
سوء النية الذي يتحدد في جنحة سوء استعمال أموال الشركة بتلك اإلرادة المدركة والواعية بأن الفعل
المرتكب مخالف لمصلحة الشركة ،فالقانون الفرنسي يعاقب كل من أستعمل بسوء نية ممتلكات الشركة
بغرض تحقيق المصلحة الشخصية سواء كان هذا بطريقة مباشرة أو غير مباشرة ،ويتوفر عنصر سوء
- 4احمد بوهدي،جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ،ب ع م جامعة محمد الخامس السويسي كلية العلوم قانونية واقتصادية واجتماعية بالرباط سنة
2004-2003ص .51
- 5طارق مصدق النظام القانوني لمقاولة التامين بالمغرب ،أطروحة لنيل دكتوراه في القانون الخاص وحدة التكوين والبحث في مجال األعمال جامعة الحسن
الثاني عين الشق البيضاء كلية ع ق ق ا البيضاء سنة 2001-2000ص .10
النية بمجرد علم أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير للشركة بكون تصرفاتهم مخالفة لمصلحة الشركة
ولو دون توافر قصد اإلضرار بها 6 ،لقد أكدت محكمة النقض الفرنسية على ضرورة استجالء قاضي
الموضوع لعنصر سوء النية ،إذ عند تعذره الوصول إلى ذلك فإنه ال يجب أن تفسر األفعال بأنها مخالفة
أو أخطاء قانونية أو أن تكيف بوصف آخر ،و هكذا فإنه إذا كان للقضاة شك في استنتاج سوء نية أجهزة
اإلدارة أو التدبير أو التسيير و قصده في إلحاق الضرر بالشركة من خالل تصرفه،فإن هذا الشك يجب
أن يفسر لمصلحة األجهزة المذكورة ،و هذا التوجه الذي ذهبت إليه محكمة النقض الفرنسية ما هو إال
تكريس للمبدأ القانوني المتعارف عليه و الذي مفاده أن "الشك يفسر لمصلحة المتهم" ،هدا الموقف ما
كرسته محكمة النقض في إحدى قراراتها بتاريخ 17:مايو ، 1995من خالل نقض القرار الذي أدين
بموجبه أحد الشركاء بالتصرف في المال المشترك بسوء نية باعتبار أن المحكمة لم تقم بإبراز وجود هذا
. 7العنصر أي " سوء النية " ما يعرض قرارها هذا للنقض
استهداف تحقيق مصالح شخصية بحيث يشترط المشرع المغربي لقيام جريمة سوء استعمال أموال
الشركة باإلضافة إلى القصد الجنائي العام ضرورة وجود قصد جنائي خاص حدده المشرع المغربي
كنظيره الفرنسي في تحقيق أغراض شخصية أو تفضيل شركة أو مقاولة أخرى لهم بها مصالح مباشرة
.أو غير مباشرة ،هدا ما تم التنصيص عليه في المادة 384من القانون رقم 95/17
وما يمكن التأكيد عليه من جانبنا هو أنه إذا كانت المصلحة المادية ال تطرح أي إشكال باعتبارها تؤدي
إلى إغناء ذمة مرتكب الفعل وإفقار ذمة الشركة ،فإن على عكس هذا نجد أن المصلحة المعنوية تكون
أكثر تعقيدا ألنها تتخذ بعدا يصعب على القاضي التحقق منه و هو البعد النفسي ،كما نؤكد على أنه ال
يمكن أن تقوم جريمة سوء استعمال أموال الشركة إال من خالل إثبات وجود مصلحة شخصية للفاعل،
حيث يستند القاضي في إقراره لهذا أو عدمه إلى الواقعة نفسها أو من الظروف المحيطة بها ،و بالتالي
فإن إثبات وجود مصلحة شخصية لدى أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركة المساهمة تبقى مسألة
.من مسائل الواقع التي تخضع للسلطة التقديرية لقضاة الموضوع
:المطلب الثاني :النطاق الموضوعي والشخصي لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة
حرص المشرع إلى جانب حصر الجريمة في شكل محدد من الشركات على تحديد األشخاص الذين
يمكن أن يرتكبوا هذه الجريمة ،بحيث البد من نطاق لهذه الجريمة ،والدي يهدف من خالله حماية
الشركات التجارية من أفعال مسيريها ،فالشركة هي الساحة األولى واألساسية للتعسف المعاقب عليه إال
أن تنوع الشركات التجارية يجرنا إلى طرح تساؤل حول ما إذا كانت الجريمة تنطبق على جميع أنواع
الشركات ؟
- 6رشيد ميلتي جريمة سوء استعمال أموال الشركة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المتخصصة القانون القانون الخاص وحدة البحث والتكوين في قانون
األعمال جامعة الحسن الثاني عين الشق البيضاء كلية ع ق ق ا البيضاء سنة 2003-2002ص .76
- 7قرار عدد 2031صادر بتاريخ 17/05/1995ملف جنحي 35/19/92قرار منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى مجلة عدد 48الطبعة 12سنة
.1996
الفقرة األولى :النطاق الموضوعي لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة
الشركات التجارية المنظمة بقانون الشركات :إن عنصر حماية أموال الشركة من التجاوزات
والخروقات المرتكبة يشكل من قبل مسيريها الهدف األساسي وراء تجريم إساءة استعمال أموال الشركة
غير أن هذه الجريمة ال تشمل جميع الشركات ،فالقانون الفرنسي بخالف المشرع المغربي الذي ال يميز
بين الشركات التجارية ،يعني انه يمكن متابعة جميع الشركات التجارية سواء كانت شركات األشخاص
أو شركات األموال متى توافرت أركانها وهذا ما يستفاد من المادة 100من قانون الشركات ،وكذلك
نص المشرع على العقوبات والمخالفات والعقوبات المشتركة على جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
المنصوص عليها في المادة 107من القانون رقم ، 96.5بحيث تجري مقتضياتها على كل من شركة
التضامن وشركة التوصية البسيطة وشركة التوصية باألسهم والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة
.المحاصة وبالتالي لم يستثني أي نوع من هذه الشركات
الشركات التجارية المنظمة بنصوص خاصة :ادا كان اإلشكال ال يطرح بخصوص شركة المساهمة فيما
يتعلق بالعقاب على جريمة اإلساءة بأموالها حيث أن مقتضياتها منظمة في قانون شركات المساهمة
، 17.95فان الشركة التعاضدية تختلف عن شركة المساهمة فيما يخص التأسيس إال أن المشرع قرر
فيما يتعلق بالتسيير واإلدارة و اإلحالة على قانون رقم 17.99الخاص بمدونة التامين في المادة
، 197وذلك لكون األحكام الواردة في قانون شركة المساهمة تتضمن بشكل فعال تسيير هذا النوع من
الشركات الشيء الذي دفع المشرع لإلحالة عليه،حيث نصت المادة 225على " يعاقب بالعقوبات
....".المنصوص عليها في المادة 384من القانون 17.97أجهزة اإلدارة والتسيير
باإلضافة إلى قانون الشركات التعاونية رقم 24.83في الفصل ، 2/90نص على " يعاقب بالعقوبات
المنصوص عليها في الفصل 357من القانون الجنائي أعضاء مجلس اإلدارة الذين استخدموا سلطتهم
استخداما يتنافى مع مصلحة التعاونية أو قصد بلوغ أغراض شخصية أو محاباة مؤسسة أخرى لهم فيها
مصلحة مهما كانت "،و من خالل قراءة هذه المادة ومقارنة مع تلك المتعلقة بالشركات التجارية نجد أن
المشرع يعاقب على استغالل السلطة أي األشخاص الذين استخدموا سلطتهم استخداما يتنافى مع مصلحة
التعاونية لكن عند االسترسال في قراءتها نجدها تتضمن ما يفيد العقاب على جريمة إساءة استعمال أموال
الشركة وذلك حسب ما جاء في المادة 90من قانون التعاونيات وهي جريمة سوء التصرف في أموال
.التعاونية و اعتماداتها
كما نجد بعض األشخاص المعنويون المستثنون من نطاق تطبيق الجريمة ،فبالرغم من أن جريمة
إساءة استعمال أموال الشركة هي من الجرائم المتعلقة بتسيير الشركات إال انه ليس كل الشركات تخضع
لهذه الجريمة على غرار الشركات في طور التأسيس والشركات الخاضعة لمساطر صعوبة المقاولة ،
.وإنما تتم تحت تكييف التفالس
:الفقرة الثانية :النطاق الشخصي لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة
بعدما تم تحديد النطاق الموضوعي عبر تحديد الشركات الخاضعة لنطاق التطبيق ،ستنتقل الى معالجة
األشخاص المخاطبين بأحكام الجريمة ،وحيث أن التسيير في هذه الشركات ألشخاص دائنين،ولو بصفتهم
.ممثلين لشخص اعتباري متى خوله المشرع ذلك
حيت أن المسير يسير ماال فقد يتعسف رغم حرصه أو حرص من لهم الصالحية في المراقبة نظرا
للطابع اليومي والسريع ألنشطة التسيير ،وهم أعضاء أجهزة اإلدارة والتدبير أو التسيير لشركة المساهمة
أو المسيرون لباقي الشركات ،لذلك نجد البعض يقر بأن هذه الجرائم هي من جرائم الصفة ،ويعتبر
المسير الذي من شأنه أن يقع تحت طائلة العقاب في هذه الجريمة ذلك الذي يتولى وظيفة التسيير داخل
الشركة بموجب المقتضيات القانونية والنظامية الخاصة بتلك الشركة وهو ما يطلق عليه المسير القانوني
،8أو النظامي ،كما يمس العقاب كذلك كل شخص باشر بكل حرية نشاطا إيجابيا يتعلق بالتسيير
ولعل الغاية من متابعة المسير الفعلي هي حماية ووقاية مصالح االغيار من الفاعلين المتعاملين مع
الشركة وحماية أيضا االدخار لالقتصاد الوطني ،باإلضافة إلى متابعته بجريمة سوء استعمال أموال
الشركة ،يبعث المسير القانوني من المساءلة لنفس الجرم ،ماعدا إذا تبت أن هذا األخير كان يعلم لو كان
.9من المفترض أن يعلم بممارسات المسير الفعلي أو يجوز للقاضي في هذه الحالة متابعة كل منهما
يأتي تدخل المشرع الجنائي في مجال الشركات في إطار تكريس سياسة حماية تستجيب لمبدأ
الشفافية،وكذا محاولة التصدي والحد من الخروقات والمخالفات التي تمس مجال األعمال بصفة عامة
وبمجال شركات المساهمة بصفة خاصة واألكثر من ذلك حماية كافة المصالح المتواجدة وبالتالي حماية
.المنشآت االقتصادية ضد كافة أشكال االحتيال واالستغالل وسوء النية و اإلهمال
:المطلب األول :الدعاوى العمومية و المدنية في جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
تعتبر الدعوى القضائية الوسيلة النافعة القتضاء الحق بناء على ما تخوله النصوص التشريعية ،كما أن
جريمة إساءة استعمال أموال الشركة تبيح للمتضرر إقامة دعوى عمومية جنائية ،وتطبق بشأنها القواعد
العامة في قانون المسطرة الجنائية ،باإلضافة إلى الدعوى المدنية التابعة وكل هذا من أجل حماية مختلف
.المصالح والحقوق المتواجدة داخل الشركة
- 8فحلي عبد اللطيف تعسف المساهمين في شركات المساهمة رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون الخاص،جامعة موالي إسماعيل كلية الحقوق مكناس
.2010-2009
9
-المختار ألبقالي جريمة إساءة استعمال أموال الشركة رسالة لنيل الماستر كلية الحقوق مكناس سنة 2010-2009ص .76
إن تحريك الدعوى العمومية في جريمة إساءة استعمال أموال الشركة تطبق بشأنه القواعد العامة في
قانون المسطرة الجنائية وعليه يمكن إثارتها من طرف النيابة العامة ومن طرف المتضرر عن طريق
تقديم شكاية إلى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية ،والمغزى من إعطاء حق النيابة العامة في تحريك
الدعوى العمومية في هذه الجريمة إلى كون الشركة أداة ووسيلة لتنشيط االقتصاد الوطني وتنميته ،ومن
تم فان المس بهذه األخيرة " الشركة " يعني المس بالنظام االقتصادي واالجتماعي القائم وهو ما يفتح
الباب لنيابة العامة للدفاع عن مصالح المجتمع بواسطة تحريك الدعوى العمومية ضد كل من سولت له
.نفسه إلخالل بهذا النظام
باإلضافة إلى النيابة العامة يمكن لكل متضرر التقدم بشكاية عن طريق ممثلها القانوني إلى وكيل الملك
المحكمة االبتدائية بغرض تحريك المتابعة ضد الجاني ،الذي يمكن أن يكون أحد أعضاء الجهاز اإلداري
بالنسبة لشركة المساهمة أو المسير بالنسبة لباقي الشركات التجارية ،أو المصفي في الحالة التي يرتكب
فيها هذا األخير هذه الجريمة أثناء مباشرة أعمال التصفية ،وكذلك عن طريق التبليغات المقدمة من
إدارات خاصة ،مثال مصلحة الضرائب خالل قيامها بالمراقبة أو بمناسبة التحقق من التهرب الضريبي
عن اكتشاف ارتكاب المسيرين ألفعال تشكل إساءة استعمال أموال الشركة ،ونجد أن إدارة الضرائب تعد
.مصدرا إمتيازيا للتبليغ عن هذه الجريمة
ويجب التوضيح على أنه لكي تعتبر الدعوى العمومية مقبولة يجب أن ترفع داخل اآلجال القانونية
المحددة لها وقبل أن يلحقها التقادم ،و المشرع المغربي لم يورد أي نص خاص بتقادم دعوى جريمة
إساءة استعمال أموال الشركة في قوانين الشركات التجارية ،مما يعني أنها تخضع للقواعد العامة الواردة
.في المسطرة الجنائية ،ابتداء من يوم ارتكاب الجريمة
إن الدعوى المدنية هي الدعوى يقيمها من لحقه ضرر من الجرائم بطلب تعويض عن هذا الضرر،
والدعوى المدنية التابعة هي كل دعوى يكون موضوعها هو التعويض عن الضرر الذي أصاب
المتضرر من الجريمة موضوع الدعوى العمومية سواء كان هذا الضرر شخصيا أو ماديا أو حتى
معنويا تسببت فيه الجريمة مباشرة ،بل قد يكون الضرر غير مباشر وهنا نتحدث عن الدعوى العمومية
المقامة من قبل الجمعيات ذات المنفعة العامة ،في هذا الصدد نجد أن الدعوى المدنية التابعة لجريمة
إساءة استعمال أموال الشركة تخضع لنفس المقتضيات العامة ،إال أنها ال تختلف بالرغم من ذلك عن
بعض الخصوصيات المتمثلة أساسا في األشخاص المتضررين اللذين لهم حق التنصيب كطرف مدني،
وهنا يجب التعيين بين دعوى من لهم حق التنصيب كطرف مدني ،وهنا يجب التمييز بين دعوى الشركة
ودعوى الشريك أو المساهم الفردي ،فالدعوى التي تقيمها الشركة فهي الدعوى التي تقيمها دفاعا عن
مصالحها إذا كانت قد تضررت بشكل شخصي ومباشر كإساءة استعمال أموالها واعتماداتها من قبل
المسيرين مثال ،وذلك لطلب التعويض عن األضرار الالحقة بها ،أما الدعوى التي يقيمها المساهمون أو
المساهم في الشركة ضد أعضاء أجهزة اإلدارة والتسيير اللذين تسببوا بسوء تصرفهم وبنشاطاتهم في
إحداث ضرر بشكل مباشر أو شخصي للمساهم من جراء إساءة استعمال أموال الشركة ،حيث ينتصب
.المساهم في إطار هذه الدعوى كطرف مدني للمطالبة بتعويضه عن الضرر الالحق به
:المطلب الثاني :النظام العقابي لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة في التشريع المغربي والمقارن
إن استجماع جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ألركانها التكوينية يفتح الباب أمام إقامة و تحريك
الدعوى العمومية في حق المسير الذي أخل بخدمة المصلحة العامة للشركة وذلك قصد إنزال العقوبة
به،واحتراما للشرعية الجنائية في التجريم و العقاب يحدد القانون الجنائي للشركات التجارية ،العقوبات
التي من الممكن أن تطال كل مسير يأتي هذه الجريمة ،وتنقسم العقوبات عموما إلى شق أصلي يعطي
.القانون إمكانية الحكم بها لوحدها و شق من العقوبات يعتبر إضافي و تكميلي
والمالحظ أن القانون الجنائي المغربي ال يتضمن أية ازدواجية تجمع بين المساءلة الجنائية للشخص
المعنوي والعقاب ،بعكس نظيره الفرنسي الذي عمل على الجمع بين المسؤولية الجنائية للشخص
.10المعنوي وإفراد العقاب في مواجهة مسيري الشركة باعتبارهم فاعلين أو مشاركين في نفس األفعال
:الفقرة األولى :العقوبات األصلية واإلضافية لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة
كما هو معلوم ،فجريمة إساءة استعمال أموال الشركة تعتبر من جرائم ذوي الصفة لذلك فرض المشرع
عقوبة خاصة تأخذ بعين االعتبار صفة مرتكبيها حيث أن الهدف في أي سياسة جنائية في ميدان المال
واألعمال يمكن ردع الممارسات التي يقوم بها فاعلوها وبالرجوع إلى المادة 348من قانون ش.م نجدها
تنص على عقوبة حبسية من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة مالية من 100000الى 1000000درهم
.أو إلحدى هاتين العقوبتين فقط
وبخصوص عقوبة المصفي الذي يسيء إلى أموال الشركة أثناء تصفيتها ،فقد نص المشرع على نفس
العقوبة الواردة في المادة 348من ق ش م ،مع اختالف في مقدار الغرامة بين 8000و 40000
.درهم المنصوص علبها في المادة 423من ق ش م
وبالنسبة للجانب القضائي فقد أدانت المحكمة االبتدائية بمراكش مسير الشركة و تابعته من اجل خيانة
األمانة وعاقبته بخمس سنوات حبسا وغرامة مالية 1000درهم نافدين 11 ،وفي حكم آخر صادر عن
محكمة البيضاء ،أدانت فيه الضنين بثالثة أشهر حبسا مع وقف التنفيذ وغرامة مالية قدرها
15000 . 12درهم
وبخصوص العقوبات اإلضافية فإنه و مراعاة لخصوصية نطاق األعمال فإنه ليست كل العقوبات
اإلضافية الواردة في المادة 40من مجموعة القانون الجنائي و إنما تختصر العقوبات اإلضافية التي من
الممكن تطبيقها على المسيرين في نشر حكم اإلدانة كامال أو مستخرج منه على نفقة المسير ،أو تعليق
.الحكم في األماكن العمومية ،أو تجريد المسير من األهلية التجارية
10
-طارق البختي المنظومة الزجرية ل ش م بين الصرامة والمرونة .م النجاح الجديدة.الدار البيضاء 2016ص 941
11
-حكم عدد 11بتاريخ 2011-01-31ملف جنحي تلبسي عدد .2010-14-4165
12
-حكم عدد 321صادر بتاريخ 2003-03-10ملف جنحي عدد .18/2000
والمالحظ أن ا لمشرع المغربي نظم العقوبات اإلضافية إلى جانب العقوبات األصلية وذلك لتحقيق الردع
المعنوي والزجري لمواجهة ذوي االستعماالت السيئة لحماية أموال الشركة ،وذلك حفاظا على المصلحة
.13االقتصادية العامة
إن كان الفصل 127من القانون الجنائي المغربي يمثل اإلطار العام للمسؤولية الجنائية للشخص
المعنوي فان القضاء المغربي لم يعرف استقرارا على رأي واحد ،بل دائما ما كان يعرف تضاربا في
مواقفه،بين إخضاع الشركة كشخص معنوي للمساءلة الجنائية أو إخضاع مسيريها لدلك ،بحيث انه في
بعض القرارات سار على عدم المساءلة الجنائية للشخص المعنوي بصفة عامة والشركاء بصفة خاصة،
وهو األمر الذي أقرته محكمة النقض من خالل قرار صادر بتاريخ 02/06/1960تحت عدد 659
حينما قضت " بأنه ال يمكن تقرير المسؤولية الجنائية ألشخاص معنوية إال بناءا على نص صريح في
".14القانون
إال أن ما يثير االنتباه هو أن بعض المحاكم المغربية سواء محاكم الدرجة األولى أو الثانية دهب بعض
الملفات المعروضة عليها إلى عدم مساءلة الشخص المعنوي جنائيا ،إال أن أحكامها سرعان ما نقضت
.من طرف محكمة النقض
وفي األخير أضحى القضاء المغربي يتخذ في بعض الحاالت بازدواجية المساءلة حيث أصبحنا نجد في
بعض القرارات الصادرة عن محكمة النقض اخدت بمسؤولية المسير إلى جانب مسؤولية الشركة معللة
قراراتها بأنه ال يوجد في القانون ما يعفي مسيري الشركات باعتباره ممثل للشخص المعنوي متى تبث
أن األفعال التي ارتكبها ولو باسم الشركة التي يمثلها أو بالتفويض منها تندرج ضمن األفعال المجرمة
.قانونا
وبخصوص القضاء المقارن ومن خالل البحث في االجتهادات القضائية خصوصا القضاء الفرنسي الذي
يعتبر من بين أكثر األجهزة القضائية التي تتميز بالجرأة في معالجة اإلشكاليات القانونية التي عجز
التشريع والفقه الفرنسيين على معالجتها،فقد دهب من خالل العديد من القرارات الصادرة عنه ،خاصة
على مستوى محكمة النقض إلى إقرار المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي لكنه سرعان ما تراجع عن
القرار بل وأحيانا علق على هدا القرار على توافر بعض الشروط إال انه في نهاية المطاف عاد ليقر بهده
.15المسؤولية في مواجهة الشخص المعنوي
13
-محمد كرم جريمة إساءة استعمال أموال الشركة في قانون شركات المساهمة المغربي مقال منشور بمجلة محامي عدد 39يوليو .2001
نخلص من هذا البحث إلى القول إن المشرع لم يكتفي بالنص العام في الفصل 547من ق.ج الذي يجرم
بمقتضاه خيانة األمانة بالنظر لما يمكن أن تلحقه من أضرار بالمال المشترك بل جرم بنص خاص في
الفصل 384من ق شركات المساهمة والفصل 107من قانون باقي الشركات عمال دقيقا يتجلى في
.السلوك المسيء الستعمال أموال الشركة بما يخالف مصلحتها االقتصادية
وعلى الرغم من أوجه التشابه التي يمكن مصادفتها بين جريمة إساءة استعمال أموال الشركة وبعض
الجرائم القريبة منها مثل جريمة خيانة األمانة وجريمة التفالس ،فإن أوجه االختالف بينها تبقى قائمة على
.المستوى القانوني
ولعل السبب في تجريم األفعال التي تسيء استعمال أموال الشركة يرجع إلى رغبة المشرع في
المحافظة على المال المشترك والمصلحة المشتركة واالقتصاد الوطني في النهاية ،يبدو أن العقوبات التي
نص عليها المشرع ضد المسير في حالة ارتكابه لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة متالئمة مع هذا
النوع من الجرائم ،واألفضل من ذلك أن المشرع اعتمد العقوبات المالية لكونها تكون رادعة أكثر من
الثانية على أساس أن المسير غالبا ما يهدف من خالل إساءة استعمال أموال الشركة إلى تحقيق أغراض
أو منافع ومزايا خاصة ،والشك أن أفضل عقوبة لردعه تتجلى في المساس بوضعيته المالية ألنها هي
.المنطقة الحساسة بالنسبة إليه
والمالحظ كذلك من خالل النصوص المجرمة لألفعال التي تمس بأصول وأموال الشركة أن المشرع
كان حريصا على بيان األوجه التي يمكن أن يتجلى فيها التصرف السيئ الذي يضر بمصلحة الشركة،
ومع ذلك فإن مفهوم المصلحة االقتصادية يشكل مجاال الختالف التفسيرات الفقهية ،كما أن المشرع نص
صراحة على ضرورة تحقق الركن المعنوي لقيام الجريمة وذلك كله تفاديا لالختالف في التفسير الذي
.يضر بدون شك بالقانون الجنائي ويعرض السالمة القانونية للخطر
ومن خالل إجراء مقارنة بين العقوبة الحبسية التي جاء بها المشرع المغربي بخصوص مخالفة إساءة
استعمال أموال الشركة ،والمنصوص عليها في التشريع الفرنسي ،فإنه يتضح أن هذا األخير أكثر تشددا
في العقوبة الحبسية و ذلك مقارنة مع ما جاء به المشرع المغربي ،وبالتالي فان هدا يعكس تساهل
المشرع المغربي مع مرتكبي مخالفات إساءة استعمال أموال الشركة من حيث تطبيق العقوبة الحبسية،
وإن كانت الغرامة التي جاء بها المشرع المغربي ضمن هذه المخالفة تعتبر من بين العقوبات المالية
.المرتفعة التي نص عليها قانون شركات المساهمة
ومن وجهة نظرنا المتواضعة نرى أن مخالفة إساءة استعمال أموال الشركة تعتبر من الجرائم األكثر
خطورة والتي تستهدف االعتداء على مصالح الشركة ،وبالتالي فإن عقاب هذه الجريمة يجب أن يكون
.أكثر تناسبا مع خطورة هذا الفعل اإلجرامي تطبيقا لتناسب العقاب مع الفعل المرتكب
:المراجع
هشام الزربوح ،خصوصية القانون الجنائي لألعمال بالمغرب،أطروحة لنيل دكتوراه في الحقوق،كلية
العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بمكناس،سنة .2014-2013
كرام محمد جريمة إساءة استعمال أموال الشركة،في قانون الشركات المساهمة المغربي ،مجلة محاكم
المغربية مجلة المحامي عدد . 39
احمد بوهدي،جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ،ب ع م جامعة محمد الخامس السويسي كلية
العلوم قانونية واقتصادية واجتماعية بالرباط سنة .2004-2003
طارق مصدق النظام القانوني لمقاولة التامين بالمغرب ،أطروحة لنيل دكتوراه في القانون الخاص
وحدة التكوين والبحث في مجال األعمال جامعة الحسن الثاني عين الشق البيضاء كلية ع ق ق ا
البيضاء سنة . 2001-2000
رشيد ميلتي جريمة سوء استعمال أموال الشركة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المتخصصة القانون
القانون الخاص وحدة البحث والتكوين في قانون األعمال جامعة الحسن الثاني عين الشق البيضاء
كلية ع ق ق ا البيضاء سنة . 2003-2002
قرار عدد 2031صادر بتاريخ 17/05/1995ملف جنحي 35/19/92قرار منشور بمجلة قضاء
المجلس األعلى مجلة عدد 48الطبعة 12سنة .1996
فحلي عبد اللطيف تعسف المساهمين في شركات المساهمة رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون
الخاص،جامعة موالي إسماعيل كلية الحقوق مكناس .2010-2009
المختار ألبقالي جريمة إساءة استعمال أموال الشركة رسالة لنيل الماستر كلية الحقوق مكناس سنة
.2010-2009
محمد كرم جريمة إساءة استعمال أموال الشركة في قانون شركات المساهمة المغربي مقال منشور
بمجلة محامي عدد 39يوليو .2001
طارق البختي المنظومة الزجرية ل ش م بين الصرامة والمرونة .م النجاح الجديدة.الدار البيضاء
2016
:الفهرس
مقدمة2.......................................................................................................... :
المبحث األول :اإلطار القانوني لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة4...................................:
المطلب األول :األركان المكونة لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة 4..............................:
الفقرة األولى :األركان المادية لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة4..............................:
الفقرة الثانية :الركن المعنوي إلساءة استعمال أموال الشركة5......................................:
المطلب الثاني :النطاق الموضوعي والشخصي لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة 6............:
الفقرة األولى :النطاق الموضوعي لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة7..........................
الفقرة الثانية :النطاق الشخصي لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة7...........................:
المبحث الثاني :إساءة استعمال أموال الشركة بين التجريم والعقاب 8....................................:
المطلب األول :الدعاوى العمومية و المدنية في جريمة إساءة استعمال أموال الشركة8..............:
الفقرة األولى :الدعوى العمومية8...................................................................... :
الفقرة الثانية :الدعوى المدنية 9....................................................................... :
المطلب الثاني :النظام العقابي لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة9.................................:
الفقرة األولى :العقوبات األصلية 10.................................................................... :
الفقرة الثانية :العقوبات اإلضافية لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة 10......................:
الخاتمة 11..................................................................................................... :