You are on page 1of 78

‫‪ :‬بحث لنيل دبلوم اإلجازة في القانون الخاص حول موضوع‬

‫جريمة إساءة‬
‫استعمال أموال‬
‫الشركة‬
‫تحت إشراف الدكتور ‪ :‬هشام بوحوص‬

‫‪:‬إعداد الطلبة‬

‫اإلسم والنسب ‪ :‬سهيل زويد‬


‫‪ :‬الرقم الوطني‪P141045718‬‬
‫الرقم األبوجي ‪16000698 :‬‬

‫اإلسم والنسب ‪ :‬أنس بوغابة‬


‫‪ :‬الرقم الوطني ‪151369458‬‬
‫الرقم األبوجي ‪15004794 :‬‬

‫السنة االجامعية ‪2020 / 2019 :‬‬


‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫(وقل اعملوا فسيرى اهلل‬


‫عملكم ورسوله والمؤمنون‬
‫وستردون إلى عالم الغيب‬
‫والشهادة فينبئكم بما كنتم‬
‫تعملون )‬
‫سورة التوبة‬ ‫‪105‬‬ ‫اآلية‬
1
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫لكمة شكر و تقدير‬


‫عن النيب صىل الله عليه وسمل قال ‪:‬‬

‫«‬ ‫من لم يشكر الناس لم يشكره اهلل‬ ‫»‬

‫''انطالقا من العرفان ابمجليل فانه ليرسان أن نتقدم ببالغ‬


‫الشكر وعظمي الامتنان إ ىل أستاذان ومرشفنا ادلكتور هشام‬
‫بوحوص وذك عن ماقدمه لنا طيةل سنوات اإلجازة وخاصة‬
‫منذ اإلعالن الرمسي عن حاةل الطوارئ الصحية ولك‬
‫اجملهودات اليت تبدلوهنا من أجل الطبة راجني من هللا أن‬
‫نكون عند حسن ظنمك بنا ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫هذا اجلهد إىل لك من اكن سببا يف مواصةل املشوار ‪:‬‬

‫إىل االب املاكحف‬

‫األم احلنون‬

‫اإلخوة واألخوات‬

‫االصدقاء والزمالء‬

‫إىل لك من علمين حرفا‬

‫إىل روح جدي الطاهرة‬

‫أنس بوغابة‬

‫شكرا للك الذلين صادفهتم او صادفوين ‪ ،‬ال بد أن أكون قد تعلمت مهنم يشء ‪ ،‬او رغام عين علموين ‪.‬‬

‫شكرا للحياة اليت منحتين فرصة لقائمك ‪.‬‬

‫لكمة الشكر ال تفي حبق من وقفوا معي وصربوا وتكبدوا عناء الرتبية‪،‬‬
‫اىل ايم وأيب ولك املقربني‪.‬‬

‫سهيل زويد‬

‫‪3‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫ابتداء من سنة ‪ 1843‬ستتحول شكل الشركات التجارية من طابعها الرضائي المتمثل في اعتبار عقد الشركة عقد‬
‫رضائي ال ينتج إال مجرد التزامات بين أطرافه دون أن يرتب أثرا تجاه الغير‪ ،‬إلى الطابع الشكلي وذلك عن طريق قانون‬
‫الشركات التجارية الفرنسي‪ .‬بحيث سيتم اعتماد المعيار الشكلي إلضفاء صفة الشركة وذلك بغض النظر عن جوهرها او‬
‫غرضها ‪ ،‬وبهذا سيصبح قانون الشركات في فرنسا ينظم الشركات التجارية اعتبارا لركن الشكل‪ ،‬هذا المعيار سيدفع‬
‫الشركات للتطور والخروج من قوقعة العالقات الفردية لتصبح أقرب إلى الميكانيكزم يكفي إنجاز شروطها لتتحرك مستقلة‬
‫عن إرادة من أنشأتها‪.‬‬

‫هذا التطور الذي كان يعرفه ميدان األعمال وخصوصا منه الشركات التجارية لم يكن المغرب بمنأى عنه‪ ،‬إذ ان استعماره‬
‫من طرف فرنسا جعله تابعا لجل تشريعاتها؛‬

‫ابتداء من ظهير االلتزامات والعقود ثم القانون التجاري الصادران سنة بعد توقيع معاهدة الحماية اي سنة ‪ ،1913‬وصوال‬
‫إلى إصدار ظهير يقضي بتطبيق القانون الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 24‬يوليو ‪ 1868‬على شركتي المساهمة والتوصة‬
‫باألسهم‪ ،‬ثم ظهير فاتح شتنبر ‪ 1926‬الخاص بتطبيق القانون الفرنسي الصادر بتاريخ ‪ 7‬مارس ‪1925‬على الشركات ذات‬
‫المسؤولية المحدودة‪.‬‬

‫وبعد استقالل المغرب لم تتغير الوثيرة بشكل ملحوظ ‪ ،‬بل ظل المغرب يعرف حركة تشريعية بطيئة غالبا ما تكون مستنسخة‬
‫من القوانين الفرنسية‪ ،‬إلى أن وضع المغرب استراتيجية لتطوير قطاع األعمال تعتمد‪ U‬على المبادرات الفردية التي يتم‬
‫تنظيمها غالبا داخل تجمعات أللشخاص واألموال في شكل شركات‪ ،‬هذا مع انخراطه الفعال داخل المنظومة الليبرالية‬
‫واحتضانه لمؤتمر تأسيس منظمة التجارة العالمية ‪ ،‬وعقده لعدة اتفاقيات للتبادل الحر مع االقتصاديات الكبرى بالعالم‪.‬‬
4
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫لكل هذا وألجل تمكين‪ U‬الشركات من لعب دورها كامال في تحريك دوالب االقتصاد حاول المشرع المغربي احتواء‬
‫الثغرات التي يمكن أن تعرقل السياسة االقتصادية ومن ذلك تحيينه للمقتضيات التي تمس من قريب أو بعيد الشركات‬
‫التجارية‪ ،‬التي وإن وجدت لجلب رؤوس األموال فإن من ادوارها كذلك الحفاظ على بقاء واستمرار هذه الشركات‪ ،‬ولهذا‬
‫جاء المشرع المغربي بحزمة من القوانين التي تخدم السيرورة االقتصادية وذلك مع نهاية العقد االخير من األلفية الثانية‪،‬‬
‫ونخص بالذكر قانون الشركات التجارية‪ ،‬قانون االستثمار مدونة التجارة ‪ ،‬مؤسسات اإلئتمان ‪ ،‬المحاسبة التجارية‪ ،‬قانون‬
‫البورصة‪ ،‬قانون المحاكم التجارية‪ ،‬قانون الشغل‪ ،‬قانون المجموعات ذات النفع االقتصادي‪.‬‬

‫وبهذه الحزمة من القوانين حاول المشرع المغربي ضمان القوة اإللزامية لمختلف مقتضياته‪ ،‬ألجل محافظة الوسط التجاري‬
‫والصناعي والمالي على االستقرار والثقة المطلوبة‪ ،‬فحدى حدو التشريع الفرنسي بوضع ترسانة جنائية بمجال الشركات‪،‬‬
‫حيث خصص ضمن قانون الشركات مساحة على قدر كبير من األهمية للمواد الجنائية ‪ ،1‬على رأسها جريمة إساءة استعمال‬
‫أموال أو اعتمادات الشركة‪ ،‬التي خصص لها المادتين ‪ 148‬من قانون شركة المساهمة والمادة ‪ 017‬من قانون باقي‬
‫الشركات وذلك بعدما تبين قصور الجزاءات المدنية كالبطالن و التعويض وعدم مالئمة الجزاءات التي يتضمنها القسم‬
‫الخاص من القانون الجنائي‪ ،‬كجرائم النصب وخيانة األمانة للخروقات المرتكبة داخل الشركة و أن االموال التي توضع تحت‬
‫تصرف الجهاز االداري للشركة بهدف استغاللها بما يحقق مصلحة الشركة كثيرا ما يتم استغاللها لحساب المسيرين الخاص‬
‫قصد تحقيق أهدافهم و مصالحهم الخاصة‪ .‬و من هنا ظهرت أهمية دراسة هذه الجريمة ومدى تأثيرها على المجال‬
‫االقتصادي ومنه االجتماعي‪.‬‬

‫اهمية الموضوع ‪:‬‬

‫ما يجعل من جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة موضوعات مهما وراهنيا ومتجدد البحث والدراسة‪ ،‬هو‬
‫كونها جريمة تمس صلب الحياة االقتصادية وتكون سببا‬

‫‪ 1‬عبد العالي برزجو ‪ .‬العقاب في ميدان الشركات االتجارية ‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون‬
‫الخاص ‪ .‬جا معة عبد المالك السعدي –كلية الحقوق طنجة ‪ .‬السنة الجامعية ‪9002-902‬‬

‫‪6‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫النهيار كبريات الشركات التي تؤدي إلى انهيار اقتصاديات دول بأكملها‪ ،‬وبالتالي المس بالجانب االجتماعي ومنه السياسي‪،‬‬
‫وذلك بفقدان الثقة في االستثمار ومنه ضياع فرص الشغل وتسريح العمال ووضع المجتمع في حالة هشاشة؛‬

‫كل هذا قد يتم تجنبه في حالة تطبيق المقتضيات القانونية التي تجرم هذا الفعل‪.‬‬

‫اشكالية البحث‬

‫سنحاول في بحثنا هذا أن نجيب عن كيف تعامل المشرع المغربي مع جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة؟‬

‫وكيف تصدى لها ؟‬

‫وما هي االليات القانونية التي وضعها ؟‬

‫ثم كيف تعامل القضاء المغربي و المقارن معها ؟‬

‫منهجية البحث‬

‫ومحاولة منا للجواب على هذه اإلشكاالت حاولنا االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي‪ ،‬اذ قمنا بوصف فلسفة المشرع في‬
‫التعامل مع الجريمة و كيفية إستحداثها ‪.‬‬

‫ثم إخضاع البحث للمنهج المقارن من أجل فهم فلسفة المشرع المغربي مع غيره من التشريعات وتميز الجريمة عن غيرها‬
‫من الجرائم ‪.‬‬

‫صعوبات البحث‬

‫خالل تطرقنا الى هذا الموضوع ) جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ( واجهتنا الكثير من الصعوبات والعوائق‪،‬‬
‫أهمها ضيق الوقت نظرا لتزامن هذا البحث مع إمتحانات نهاية السداسي السادس ‪ ،‬فمن الصعب التركيز على جهتين دون‬
‫إمكانية التخلي عن جهة ‪ .‬فبحث االجازة كما هو معلوم يكون الى جانب دراسة مجموعة من المواد االساسية ‪ ،‬كما‬

‫‪7‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫واجهتنا مشكلة إيجاد مراجع كافية الغناء البحث ما تطلب منا التنقل الى جامعات و مكاتب اخرى ‪ ،‬وخاصة ان هذا‬
‫الموضوع يناقش إشكاالت عميقة تمس بالواقع االقتصادي ‪ ،‬فكان علينا إيجاد مراجع متخصصة‪ ،‬كما ان الموضوع مرتبط‬
‫بباقي القوانين االخرى رغم أن المشرع نص على الجريمة في قانون الشركات ‪ ،‬مما أوجب علينا التعامل مع مجموعة من‬
‫القوانين ‪.‬‬

‫خطة البحث ‪:‬‬

‫في ضوء كل ما سبق ذكره من اعتبارات منهجية وموضوعية‪ ،‬فإننا نرى معالجة هذا من خالل فصلين األول خصصناه‬
‫لطبيعة الجريمة وكيفية تحققها وذلك بتميز هذه الجريمة موضوع البحث ) إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة( عن‬
‫باقي الشركات المشابهة لها في مبحث أول ثم تبيان كيفية تحققها في مبحث ثاني‪ ،‬اما الفصل الثاني فقد خصصناه للعناصر‬
‫العقابية للجريمة فتناولنا فيه العناصر العقابية في مبحث اول ثم انتقلنا لدراسة العقوبات المطبقة على الجريمة وكيف تعامل‬
‫القضاء معها‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫الفصل االول‬

‫‪9‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫يتضمن القانون الجنائي مجموعة من القواعد القانونية الزجرية التي تحصر األفعال والتروك‪ U‬المعتبرة‬
‫جرائم‪ ،‬والوقوف‪ U‬عند طبيعة كل جريمة وعناصرها‪ U‬التكوينية التي تميزها لنسبة تطورها‪ 2U.‬وعرف‬
‫الفصل ‪ 110‬من القانون الجنائي الجريمة على أنها " عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب‬
‫عليه بمقتضاه"‪.‬‬

‫لكن جريمة إساءة استعمال أموال الشركة لم ينص عليها المشرع في القانون الجنائي ‪ ،‬بل ضمنها قانون‬
‫شركات المساهمة ‪17.95‬وقانون باقي الشركات‪ .5.96‬وذلك على غرار المشرع الفرنسي ‪ .‬وإنما‬
‫أدرجها في القانون‪ 17.95‬المعدل والمتمم بالقانون ‪ 20.05‬المتعلق بشركات المساهمة وكذا قانون‬
‫شركات التوصية البسيطة والتوصية باالسهم والشركات‪ U‬ذات المسؤولية المحدودة وشركة التضامن‬
‫وشركة المحاصة رقم‪5.96.3‬‬

‫نظرا اللنتشار الواسع الذي تعرفه داخل الشركات وخاصة شركة المساهمة ‪ ،‬فغالبية الشركات التي‬
‫تعاني من سوء التسيير ناتجة عن االستعمال السيء ألموال الشركة ‪ .‬إذ تعتبر جريمة إساءة استعمال‬
‫أموال الشركة حقيقة أبرز تطبيق قضائي‪ U‬للقانون الجنائي للشركات التجارية ‪ 4،‬حيث أصبحت هذه‬
‫الجريمة تحظى باهتمام كبير من طرف الفاعلين والباحثين القانونيين‪ ،‬األمر الذي جعل المشرع يتدخل‬
‫لحماية أموال الشركة ضد محاوالت مسيرها المتالك أو استعمال أموالها بشكل يتعارض مع مصلحتها‪U‬‬
‫االقتصادية‪.‬‬

‫فالتدخل الجنائي كان نتيجة اعتبارات قوية تتعلق بالعدالة والمنفعة ‪ ،‬ومن جهة أخرى يفتقد التقدير السليم ‪.‬‬
‫لكن أفعال المسير المصحوبة بالغش والتحايل والتطاول تقتضي العقاب الجنائي ‪ ،‬وعليه أغلب الباحثين يرون أن التدخل‬
‫الجنائي في ميدان الشركات التجارية له مبرراته‪.‬‬

‫‪ 2.‬احمد قيلش‪ "،‬وآخرون " ‪ ،‬الوجيز في شرح القانون الجنائي العا م‪ ،‬مطبعة االمنية ‪ .‬الرباط ‪ 9002 . .‬الصفحة ‪5 .‬‬
‫‪. 3‬فؤاد معالل ‪ .‬شرح القانون التجاري الجديد ‪ .‬الجزء الثاني ‪ .‬الطبعة الخامسة ‪ .‬دار االفاق المغربية ‪ 9002 . .‬الصفحة ‪2‬‬

‫‪ 4‬طارق البختي ‪ .‬المنظومة الزجرية لشركات المساهمة بين الصرامة والمرونة ‪ .‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ .‬الدارالبيضاء ‪.‬‬
‫الصفحة ‪803- 802‬‬

‫‪10‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫وعليه سنعمل في المبحث األول عل تحديد طبيعة هذه الجريمة ‪ ،‬على أن ننتقل إلى كيفية تحققها في المبحث الثاني ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫لم يدرج المشرع المغربي جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ضمن القانون الجنائي نظرا لطبيعتها الخاصة ‪ ،‬فتجريم‬
‫فعل إساءة استعمال أموال الشركة يهدف باألساس الى حمايتها باعتبارها شخصا معنويا ذو ذمة مالية مستقلة‪ 5،‬ما يعني‬
‫حماية النظام العام االقتصادي ‪.‬‬

‫إذ أن التجاوزات والتصرفات التي تتم من طرف المسيرين وقت إدارتهم وتسييرهم للشركات تنعكس سلبا على‬
‫استمراريتها ‪ .‬فسلطة اإلدارة والتصرف تغوي المسيرين وتولد لهم الرغبة في التصرف في أموال الشركة لحسابهم‬
‫الخاص على حساب مصلحة الشركة ‪ .‬لذلك نص المشرع المغربي على جريمة إساءة استعمال أموال الشركة وإعتماداتها‬
‫بموجب المادة ‪ 148‬من قانون شركات المساهمة ‪ ،‬والمادة ‪ 017‬من قانون باقي الشركات ‪ 5.18 .‬وجعل منها جريمة من‬
‫‪6‬‬
‫جرائم الصفة الخاصة بأشخاص محددين‪.‬‬

‫هذا ما جعل منها جريمة ذات طبيعة خاصة‪ ،‬فرغم كونها جريمة زجرية إال أنها ليست من جرائم القانون الجنائي ‪.‬‬
‫والتنصيص عليها بداية من طرف المشرع الفرنسي كان نتيجة لعدة عوامل‪.‬‬

‫لذى سنعمل بداية على تأصيل الجريمة في المطلب االول ‪ .‬وتمييزها عن الجرائم المشابهة لها في المطلب الثاني‪.‬‬

‫‪ 5.‬عثمان امنار ‪ .‬جريمة اساءة استعمال اموال الشركة في التشريع المغربي والمقارن ‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر – قوانين‬
‫التجارة واالعمال ‪ .‬جامعة القاض عياض ‪.‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –مراكش‪ . -‬الموسم الجامعي ‪.‬‬
‫‪ 9003-9002‬الصفحة‪03‬‬

‫‪ 6‬عبد الحفيظ بلقاضي ‪ .‬جريمة اساءة استعمال اموال الشركة ‪ .‬المجلة المغربية لقانون االعمال و المقاوالت ‪ .‬عدد ‪00.‬‬
‫اكتوبر ‪ 9002 .‬الصفحة ‪09‬‬

‫‪12‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫تعود جذور جريمة إساءة استعمال أموال الشركة إلى المرسوم الفرنسي الصادر في الثامن غشت ‪ 1935‬بعدما تبين أن‬
‫جريمة خيانة األمانة ال يمتد نطاق تطبيقها إلى تلك األفعال الغير مشروعة التي يقوم بها بعض األشخاص المكلفين بإدارة‬
‫أموال الغير ‪ 7.‬كما ساهمت األزمة االقتصادية العالمية لسنة ‪ 1929‬في استحداث هذه الجريمة خاصة وأن االقتصاد الفرنسي‬
‫عانى من سوء تسيير بعض الشركات التي كان يتولى أمرها أشخاص ذوو نفوذ سياسي واقتصادي ‪.8‬‬

‫وفي هذه الظروف االقتصادية المضطربة عملت الحكومة الفرنسية على التدخل لحماية االدخار‪ ،‬والحد من الفضائح المالية عن‬
‫طريق سن جريمة إساءة استعمال أموال الشركة في المرسوم المشار إليه اعاله بعد تغير قانون ‪ 1867‬الذي كان ينظم‬
‫التوصية باألسهم ‪ ،‬ليمتد الفصل ‪ 45‬من المرسوم إليها والفصل االول منه إلى الشركات ذات المسؤولية المحدودة‪ .‬هذا وقد‬
‫جمع قانون ‪ 24‬يوليوز ‪ 1966‬كل النصوص المتعلقة بالشركات التجارية والذي أبقى على هذه الجريمة‪ .‬وهذه المقتضيات تم‬
‫إدراجها في القسم الرابع من مدونة التجارة الفرنسية ‪.‬‬

‫والمشرع المغربي لم ينص على هذه الجريمة إال حديثا من خالل القانونين ‪17.95‬المتعلق بشركات المساهمة الصادر ‪30‬‬
‫غشت‪ 1996 .‬و ‪ 5.96‬المتعلق بباقي الشركات ‪.‬ألنه لم يكن أي مقتضى خاص بهذه الجريمة في ظهير ‪ 11‬غشت ‪1922‬‬
‫المتعلق بشركات المساهمة‪ ،‬أو قانون ‪ 1922‬الخاص بالشركات ذات المسؤولية المحدودة ‪ 9.‬خاصة وأن هذه القوانين كانت‬
‫مأخوذة عن القانون الفرنسي لسنة ‪1867‬‬

‫وبالنسبة للقانون الجنائي المغربي رغم تجريمه لبعض األفعال ذات الصبغة االقتصادية الفصل ‪525 524 391 390‬‬
‫‪540 546‬‬

‫‪ 7‬منير فوناني ‪ .‬جريمة اساءة استعمال اموال الشركة ‪ .‬مجلة القصر ‪ .‬العدد‪ U‬التاسع عشر ‪ .‬الصفحة ‪051 .‬‬

‫‪ 8‬وفاء فريكل ‪ .‬جريمة االستعمال التعسفي الموال الشركة ‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪ .‬جامعة عبد‬
‫المالك السعدي‪ -‬كلية العلوم‬

‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ -‬طنجة ‪ .‬السنة الجامعية ‪-9001.‬‬


‫‪ 9002‬الصفحة ‪9. 3‬منير فوناني ‪ .‬جريمة اساءة استعمال اموال الشركة‬
‫‪ .‬م‪ .‬س ‪ .‬ص ‪051‬‬

‫‪13‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫فإنه لم ينص على هذه الجريمة ‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫رغم أن جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة جريمة حديثة ‪ ،‬وتدخل ضمن جرائم الشركات إال أنها تتقاطع مع جريمة‬
‫خيانة األمانة ويقع الخلط بينهما ‪ .‬لذى سنعمل في الفقرة األولى على التمييز بينهما ‪.‬‬

‫على أن نميز في الفقرة الثانية بين جريمة التفالس وجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة‬

‫على الرغم من اعتبار أن جريمة خيانة األمانة هي التي كانت تطبق قبل إستحداث جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة‪ ،‬فإن‬
‫بين الجريمتين اآلن مجموعة من الفوارق خاصة من حيث موطن النص القانوني‪ ،‬فجريمة خيانة األمانة ينص عليها القانون‬
‫الجنائي وتحديدا الفصل ‪ 547‬منه ‪.‬‬

‫" بقوله من إختلس أو بدد بسوء نية‪ ،‬إضرارا بالمالك أو واضع اليد أو الحائز ‪ ،‬أمتعة أو نقوذا أو بضائع أو سندات أو‬
‫وصوالت أو أوراقا من أي نوع تتضمن أو تنشئ إلتزاما أو إبراء كانت سلمت إليه على أن يردها ‪ ،‬أو سلمت إليه إلستعمالها‬
‫أو إستخدامها لغرض معين ‪ ،‬يعد خائنا أللمانة ‪...".10‬‬

‫‪ 1‬الفصل ‪ 541‬من القانون الجنائي ‪.‬‬

‫‪15‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫وجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة توجد خارج القانون الجنائي‪ ،‬بل حددها المشرع في القانون المتعلق بالشركات ‪ .‬كما‬
‫أن جريمة خيانة األمانة تعد أشمل وأوسع إذ تمتد إلى سائر الشركات والهيئات اإلعتبارية‪ ،‬والجمعيات والنقابات‬
‫والمجموعات ذات النفع اإلقتصادي‪ ،‬ونطاق تطبيقها يتسع لجميع األشخاص بمن فيهم األجراء والمستخدمون‪ 11.‬وال تنحصر‬
‫في فئة المسييرين القانونيين أو الفعليين كما هو الحال لدى جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‪.‬‬

‫هذا ويتكون الركن المادي لجريمة خيانة األمانة من تسلم الجاني لمنقول على سبيل األمانة ‪ ،‬فهي غدر الفاعل بمن ائتمنه‪U‬‬
‫وعدم الوفاء بما عهد به اليه وهذا ما يميزها عن جريمة السرقة والنصب بإعتبار الجاني يتسلم اوال الشيء المنقول‬
‫‪12‬‬

‫ويحوزه حيازة مؤقتة ثم يقوم بتبديده أو إختالسه ‪ ،‬وبهذا يكون المشرع قد اعتمد على مصطلحين في خيانة األمانة‪،‬هما‬
‫اإلختالس و التبديد‪U.‬‬
‫‪13‬‬

‫واإلختالس هو ظهور األمين على الشيء المسلم بصورة المالك‪ .‬إما باالمتناع عن رده دون مبرر مشروع وإما بالتصرف فيه‬
‫تصرفا ال يصدر إال عن مالكه بالرغم من بقائه في حيازته‪ .‬والتبديد‪ U‬أضافه المشرع المغربي ليدخل به في جريمة خيانة‬
‫األمانة حاالت إتالف المال وهالكه‪ ،‬مراعا ًة للرأي القائل بأن اإلختالس قاصر على حاالت إستفادة الجاني من المال الذي‬
‫إستولى عليه كما في السرقة ‪ ،‬حيث أن إتالف المال في مكان وجوده ال يسمى سرقة ‪ 14.‬ولتعتبر جريمة خيانة األمانة قائمة‬
‫البد من وقوع الضرر‪ 15‬عن فعل اإلختالس أو التبديد‪ ،‬فال عقاب على اإلختالس أو التبديد إذا لم يترتب عنه ضرر بمالك‬
‫الشيء‪.‬‬

‫‪ 11.‬عبدالحفيظ بلقاضي‪ ،‬جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪13‬‬
‫ذ ‪ .‬محمد السفريوي ‪ .‬الجرائم المالية من خالل اجتهادات المجلس االعلى – الندوة الجهوية السابعة ‪ .‬دار الطالبة – وجدة‬
‫‪ – 31‬مايو – فاتح يونيو‬

‫‪ 900112 .‬الصفحة ‪25.‬‬


‫اسماء هتاك ‪ .‬حماية الدائنين في مرحلة صعوبات المقاولة ‪ . .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ . .‬جامعة عبد‬
‫المالك السعدي‪ -‬كلية العلوم‬
‫‪13‬‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ -‬طنجة ‪ .‬السنة الجامعية ‪. 2012 2011‬الصفحة ‪151‬‬
‫‪ 14‬اسماء هتاك ‪ .‬م ‪ .‬س ‪.‬ص ‪155‬‬

‫‪ 15‬د‪ .‬عبد الواحد العلمي ‪ .‬القانون الجنائي المغربي – القسم الخاص ‪ .‬الطبعة الثالثة ‪.‬مطبعة النجاح الجديدة ‪2003 .‬‬
‫الصفحة ‪272.‬‬

‫‪16‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫على عكس جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة التي لم يشترط فيها المشرع وقوع الضرر بل يكفي فيها إستعمال أموال‬
‫الشركة لوجه مغاير لمصلحة الشركة ‪ ،‬كتحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى له بها مصالح مباشرة‬
‫‪16‬‬
‫أو غير مباشرة‪.‬‬

‫ثم أن اإلختالف بين الجريمتين يتبين على مستوى العقاب أيضا ‪ ،‬إذ نجد أن جريمة خيانة األمانة عقوبتها أقصى من عقوبة‬
‫جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ‪.‬‬

‫حيث نص الفصل ‪ 547‬من القانون الجنائي في فقرته األولى على العقوبة األصلية لجريمة خيانة األمانة بالحبس من ستة‬
‫أشهر إلى ثالث سنوات‪ ،‬و غرامة من مائتين إلى ألفي درهم‪ ،‬ويمكن أن يكون هناك ظرف مخفف اذا كان الضرر الناتج‬
‫عنها قليل القيمة وفي هذه الحالة تكون العقوبة هي الحبس من شهر إلى سنتين والغرامة من مائتين إلى مائتين وخمسون‬
‫درهم‪.‬‬

‫كما جعل المشرع لها ظروف مشددة اذا توفرت هذه الظروف قد تصل العقوبة إلى خمس سنوات وغرامة خمسة آالف‬
‫درهم‪ .‬في حين أن النص التجريمي إلساءة إستعمال أموال الشركة(المادة ‪ 384‬من القانون‪ (17.95‬أقل عقوبة ولم ينص‬
‫على ظروف مشددة ‪.‬‬

‫على الرغم من أن الجريمتين‪) U‬جريمة إساءة استعمال أموال الشركة وجريمة التفالس ( تقعان داخل المقاولة ‪ ،‬ومرتبطتان‬
‫بالحياة االقتصادية فهدف المشرع من هذا التجريم هو حماية المقاولة والنظام االقتصادي بصفة عامة‪ .‬إال أنه بين الجريمتين‬
‫مجموعة من الفوارق ‪ ،‬حيث أن جريمة التفالس ال تكون قائمة بالذات وال تتحقق إال بعد‪ U‬افتتاح مسطرة المعالجة القضائية‬
‫في مواجهة المدين عن دفع ديونه وصدور حكم بذلك‪.‬‬

‫خدوج فالح ‪ .‬المسؤولية الجنائية للمسير في شركات المساهمة على ضوء التشريع والفقه والقضاء ‪ .‬اطروحة لنيل‬
‫الدكتورة في القانون الخاص ‪ 16 . .‬جامعة الحسن الثاني – عين الشق_ كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية‪-‬‬
‫الدارالبيضاء ‪ .‬السنة الجامعية ‪ 9004/9008.‬الصفحة ‪39‬‬

‫‪17‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫لذا فإن تحديد‪ U‬تاريخ التوقف عن الدفع يعد المعيار الفاصل للتمييز بين الجريمتين‪ 17،‬ذلك أنه في الحالة التي تكون فيه وضعية‬
‫المقاولة أو الشركة مستقرة من الناحية المالية ‪ ،‬فإن اإلختااللت أو التجاوزات التي ترتكب ضد موجوداتها أو إعتماداتها بشكل‬
‫غير مشروع ماهو إال إساءة إلستعمال أموال الشركة‪ ،‬وبالمقابل فإذا كانت وضعية المقاولة أو الشركة مختلة بشكل ال رجعة‬
‫‪18‬‬
‫فيه يجعلها غير قادرة على سداد ديونها والوفاء بإلتزاماتها تجاه األغيار فإنه يتعين تطبيق النص الخاص بجريمة التفالس ‪.‬‬

‫كما أن نطاق تطبيق جريمة التفالس هو أكثر إتساعا ‪ ،‬إذ يشمل إضافة إلى الشركات التجارية ‪ ،‬التجار والحرفيين ‪.‬‬

‫كما يتعرض المشاركون في التفالس لنفس العقوبات المحددة للمتفالس إن لم تكن لهم صفة مسيري المقاولة طبقا ألحكام الفقرة‬
‫الثانية من المادة ‪ 722‬من مدونة التجارة ‪ ،‬على إعتبار أن المشرع نص على هذه الجريمة في المادة ‪721‬من مدونة التجارة‬
‫‪19‬‬

‫"‪ 20‬يدان بالتفالس في حالة إفتتاح إجراء المعالجة األشخاص المشار إليهم في المادة ‪ 702‬الذين تبين أنهم إرتكبو أحد األفعال‬
‫التالية ‪...‬‬

‫‪ 4 :‬إختلسو أو أخفو كال أو جزاءا من أصول المدين‪...‬‬

‫ويضاف إلى هذا أن عقوبة المتفالس تبقى أشد طبقا للمادة ‪722‬من مدونة التجارة من عقوبة المسير المسيء إلستعمال أموال‬
‫الشركة ‪ ،‬فاألولى وإن جاءت تخييرية مثل الثانية بين الحبس والغرامة ‪ ،‬إال أن العقوبة الحبسية للمتفالس جاءت أكثر قسوة )‬
‫من سنة إلى خمس سنوات(‪ 21.‬بإلضافة إلى أن عنصر اإلختالس في جريمة التفالس هو أقل إتساعا من عنصر إلستعمال في‬

‫‪17‬عبدالحفيظ بلقاضي ‪ .‬جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪14. .‬‬
‫‪ 18‬طارق البختي‪ ،‬المنظومة الزجرية لشركات المساهمة بين الصرامة والمرونة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪313.‬‬

‫ابن خدة رضى ‪ .‬محاولة في القانون الجنائي للشركات التجارية –تاصيل وتفصيل ‪.‬الطبعة الثانية ‪ .‬دار السالم‬
‫للطباعة والنشر والتوزيع‬
‫‪19‬الرباط‪2012 .‬الصفحة ‪347‬‬
‫‪20‬المادة ‪ 721‬من مدونة التجارة ‪.‬‬

‫‪21‬ذ‪ .‬منير فوناني‪ ،‬جريمة إساءة استعمال اموال الشركة‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪163.‬‬

‫‪18‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ألنه يشمل كل تصرف يقع على أموال الشركة ‪ 22،‬سواء كان بفعل إيجابي أو سلبي ‪ ،‬ذلك‬
‫على عكس اإلختالس فهو من تصرف إرادي يقع على أحد عناصر الذمة المالية للمدين بعد التوقف عن الدفع إضرارا بحقوق‬
‫الدائنين‪.‬‬

‫‪ 22‬ابن خدة رضى ‪ .‬محاولة في القانون الجنائي للشركات التجارية –تاصيل وتفصيل م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪346 .‬‬

‫‪19‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫بالعودة للنص القانوني)الركن القانوني( المتعلق بجريمة إساءة استعمال أموال الشركة سواء بالنسبة للمادة ‪ 384‬من قانون‬
‫شركة المساهمة ‪ ،17.95‬او المادة ‪107‬من قانون باقي الشركات ‪5.96.‬‬

‫نجد أن هذه الجريمة تعد كباقي الجرائم حيث يستلزم لقيامها توافر الركنين االلزمين لقيام الجريمة‪ ،‬فنجد الفقرة الثالثة من المادة‬
‫‪ 148‬تتضمن كيفية تحقق الركن المادي الذي سنحاول التمحيص في كيفية تحققه في مطلب أول‪ ،‬ثم نجد سوء النية الذي يذهب‬
‫بصاحبه الرتكاب الجريمة ويحقق الركن المعنوي الذي سنخصص له مطلب ثاني‪.‬‬

‫لكن قبل الخوض في هذا وذاك يجب االشارة الى ان ما يميز هذه الجريمة ويخرجها من زمرة الجرائم العادية هو وجوب‬
‫ارتكابها اوال من طرف اشخاص محددين ووفق شكليات معينة‪ ،‬وهو ما يسميه بعض الباحثين بالمتطلب األولي ‪.‬‬
‫‪23‬‬

‫حيث يجب تواجد شركة تجارية صالحة لكي تكون محال إلرتكاب الجريمة؛ وبالعودة للقوانين التي تنص على جريمة إساءة‬
‫استعمال أموال الشركة او اعتماداتها سواء تعلق األمر بقانون ‪ 17.95‬او ‪ 5.96‬نجد انها تنطبق على جميع الشركات‬
‫التجارية‪،‬بما فيها الشركة ذات المسؤولية المحدودة ذات الشريك الواحد‪ ،‬ولو كان المسير هو صاحب الشركة اذ قصد المشرع‬
‫هنا هو حماية األغيار من الضرر وخاصة دائنين‪ U‬الشركة‪ .‬ثم إن ارتكاب هذه الجريمة ال يكون إال من ذوي الصفة‪ ،‬وهنا األمر‬
‫يتعلق بالمسير الفعلي او القانوني او المصفي اذا كانت الشركة تخضع لعملية تصفية ‪.‬‬
‫‪24‬‬

‫لكن ما يهمنا هنا هو التطرق للركنين األساسيين لقيام الجريمة كما وأن ذكرنا‪ ،‬الركن المادي الذي يتحقق بعنصري االستعمال‬
‫وتعارضه مع مصلحة الشركة ‪،‬و سوء النية الواجب توفره كركن معنوي‪.‬‬

‫‪23‬رضى بنخدة ‪ .‬محاولة في القانون الجنائي للشركات التجارية –تاصيل وتفصيل م ‪.‬س‪ .‬ص‪349‬‬

‫‪24‬المادة ‪ 423‬من قانون ‪ 15.95‬والمادة ‪ 195‬من قانون‪5.95‬‬

‫‪20‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫كما سبق واشرنا فجريمة إساءة استعمال أموال الشركة لقيامها البد من توفر الركن المادي‪ ،‬الذي نجده واضحا بالعودة‬
‫لمقتضيات المادة ‪ 384‬من قانون شركة المساهمة والمادة ‪ 107‬من قانون باقي الشركات‪ ،‬حيث يمكن ان نخلص من خالل‬
‫استقرائهما ان المشرع قد وضف مصطلحات ذات داللة موضحة هذا الركن فجاء في المادتين‪: U‬‬

‫"‪ 1-‬اللذين استعملوا بسوء نية‪ ،‬اموال الشركة او إعتماداتها إستعماال يعلمون تعارضه مع المصالح االقتصادية لهذه‬
‫االخيرة‪ ،‬وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة او مقاولة على أخرى لهم بها مصالح شخصية مباشرة او‬
‫غير مباشرة"ّ‪.‬‬

‫ومن خالل النص أعاله يمكن تحديد عناصر الركن المادي للجريمة في كل نشاط يسعى الجاني من ورائه إلى استعمال‬
‫أموال الشركة أو اعتماداتها لتحقيق مصلحة شخصية )الفقرة األولى(‪ ،‬ثم ان يتعارض هذا اإلستعمال ومصلحة الشركة )‬
‫الفقرة الثانية(‪.‬‬

‫لدراسة عنصر االستعمال يقتضي علينا الوقوف على مفهومه أوال‪ ،‬ثم تبيان مضمونه ثانيا‪.‬‬

‫يقصد باالستعمال الموجب للمسؤولية في جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة كل تصرف يقع على أموال‬
‫الشركة‪ ،‬ولو كان ال يدخل في نية الفاعل امتالك ذاك المال ‪ ،‬بل يكفي ان يقوم باستعمال عنصر من عناصر الذمة المالية‬
‫للشركة لتحقيق غرض شخصي او‬

‫‪21‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫مخالف للمصالح االقتصادية للشركة ‪ ،‬ولذلك يمكن القول بأن جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة تقوم بوجود‬
‫‪25‬‬

‫مجرد استعمال أموال الشركة بدون ان يكون لدى مرتكبها نية تملك ذاك المال‪.‬‬

‫وذلك كاستعمال سيارات ومحالت الشركة ألغراض شخصية من طرف المسير‪ ،‬فهنا ال يلزم تحقق ضرر بالشركة بل يكفي‬
‫ان يتعارض هذا االستعمال ومصلحتها االقتصادية‪ U.‬وهنا يظهر ان عنصر االستعمال له مفهوم واسع لكونه ال يرتهن بثبوت‬
‫نية التملك لدى المسير سيئ النية أو انتقال المال من ذمة الشركة المالية لذمة المسير‪ ،‬بل يدخل حتى في كيفية استعمال‬
‫أموال الشركة وهي في ملكيتها مع التحري في هل كان االستعمال لصالح الشركة أم غير ذلك‪.‬‬

‫هذا باإلضافة إلى التساؤل الذي يطرح بجواز تحقق عنصر االستعمال بنشاط سلبي او عن طريق االمتناع كعدم مطالبة‬
‫المتصرف أو المدير بدين للشركة التي يديرها على شركة او مقاولة أخرى له بها مصالح شخصية‪ ،‬او قعوده عن تخفيض‬
‫مبلغ مكافآته المالية رغم الخسارة المسجلة في ميزانية الشركة‬
‫‪26‬‬

‫وهنا بالعودة للفقه واجتهاداته في هذا الباب نجد هناك اتجاهين‪ ،‬اتجاه يذهب بالقول بعدم جواز اعتبارا االمتناع او الترك‬
‫استعماال بالمعنى الذي يقوم به الركن المادي للجريمة؛ واتجاه آخر يقول بعكس ذلك ويرى االمتناع عن اتخاذ قرار معين في‬
‫صالح الشركة سلوك كافي لتحقق الجريمة‬
‫‪27‬‬

‫كما يرى بعض الفقه الفرنسي ان من الواجب التفرقة بين إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة ‪ ،‬وحالة إساءة أعضاء‬
‫أجهزة اإلدارة أو التدبير او التسيير للسلط المخولة لهم او األصوات التي يملكونها‪ ،‬حيث يكفي هنا السلوك السلبي )عدم‬
‫االستعمال(‪ ،‬إال اننا نرى أنه‬

‫‪ 25.‬طارق البختي‪ ،‬المنظومة الجزرية لشركات المساهمة بين الصرامة والمرونة‪ ،‬المرجع السابق الصفحة ‪314‬‬
‫‪26‬عبد الحفيظ بلقاضي‪ ،‬جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‪ ،‬م س‪،‬ص ‪16‬‬

‫‪27‬هشام بوحوص‪ .‬محاضرات في مادة جرائم الشركات م ‪ .‬س ‪ .‬ص‪179‬‬

‫‪22‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫‪28‬‬
‫يوجد هنا تعارض مع مبدأ الشرعية الجنائية " ال جريمة وال عقوبة إال بنص" وضيق تفسير النص الجنائي‪.‬‬

‫بالعودة لنص المادتين‪ 107 384 U‬من القانونين السالف ذكرهما ‪ ،‬يتبين أنه ينبغي ان ينصب االستعمال على أموال الشركة او‬
‫على اعتماداتها ‪ ،‬وهنا يقصد باألموال ‪" biens‬مجموع األشياء والموجودات المادية الموضوعة رهن تصرف الشركة‪،‬‬
‫بمعنى كل القيم المنقولة وغير المنقولة المخصصة لتحقيق غرضها" ‪ 29.‬وقد تكون هذه األموال عبارة عن عقارات او منقوالت‬
‫تدخل في الذمة المالية للشركة مثل المنقوالت والبضائع ‪ ،‬كما يمكن ان تكون عبارة عن ديون تتصرف بها؛ إال أن هذه‬
‫االخيرة )الديون( نجد أن بعض الفقه الفرنسي يرى بأن تكييف الفصل باعتباره إساءة االستعمال رهين بثبوت صفة الملكية‬
‫‪30‬‬
‫على المال للشركة ‪ ،‬أما مجرد الحيازة الناقصة او المادية فتقوم بها جريمة خيانة األمانة ‪.‬‬

‫اما بالنسبة العتمادات الشركة فيقصد بها المركز المالي للشركة وقدرتها على االقتراض‪ ،‬والقدرة على استقطاب الغير وطبيعة‬
‫معامالتها وسمعتها التجارية‪ ،‬ومن هنا فإن إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة يكون بتعريضها الخطار معينة دون مبرر‬
‫تقتضيه مصلحتها ‪ ،‬وذلك كأن يستغل مسير الشركة ضمانا لقروضه الشخصية من البنك ‪ ،‬او ان يعمل على تحرير كمبياالت ال‬
‫‪31‬‬
‫تتعلق بنشاط الشركة ‪.‬‬

‫‪29‬‬ ‫‪28‬‬
‫عبدالحفيظ بلقاضي‪ ،‬جريمة إساءة استعمال أموال الشركة س‪ ،‬ص‬
‫‪ veron (n) - op.cit,p167 29‬ذكره عبد الحفيظ بلقاض في‪ .‬م س ‪،‬ص‪01‬‬
‫‪30‬بنخدة رضى‪ ،‬محاولة في القانون الجنائي للشركات التجارية –تاصيل وتفصيل ‪،‬م س‪ ،‬ص‪357‬‬
‫‪31‬د ‪.‬فؤاد معالل ‪ ،‬شرح القانون التجاري الجديد م ‪ .‬س‪ .‬ص ‪25‬‬

‫‪23‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫لكي تقوم جريمة اساءة استعمال اموال او اعتمادات الشركة اشترط المشرع المغربي ان تستعمل هذه االموال او االعتمادات‬
‫استعماال يتعارض والمصلحة االقتصادية لهذه االخيرة‪.‬‬

‫اال ان التساؤل الذي يطرح هنا هو متى يمكن اعتبار االستعمال قد تعارض والمصلحة االقتصادية للشركة ؟‬

‫بالرجوع اوال الى مفهوم المصلحة االقتصادية للشركة ‪ ،‬نجده عسير الفهم كثير الجدل حيث يتأرجح بين اتجاهين ‪:‬‬

‫االول يذهب في التصور العقدي للشركة ‪ ،‬ويقصد به هنا مقصد أهداف عقد الشركة الذي يتوافق عليه شخصان فأكثر بوضع‬
‫عملهم او أموالهم أو هما معا لتكون مشتركة بينهم قصد تحقيق الربح الناتج عن هذه الشركة‪ ،‬ويستند هذا االتجاه في تحديده‬
‫للمصلحة االقتصادية على المادة ‪ 1348‬من القانون المدني الفرنسي ‪ ،‬والمادة ‪ 1007‬من قانون االلتزامات والعقود المغربي‪،‬‬
‫‪32‬‬

‫‪33‬‬
‫إذ تبعا لهاتين المادتين‪ U‬فإن مصلحة الشركة ال تتحقق إال بتحقق مصلحة المساهمين فيها ‪.‬‬

‫و من هنا كان على المسيرين اإللتزام بالتصرف في حدود الغرض الذي أنشئت من أجله الشركة فضال عن ضرورة االلتزام‬ ‫‪34‬‬

‫بتنفيذ تصرفاهم بحسن نية وبمنئى عن أي غش‪.‬‬

‫اما االتجاه الثاني فيتجلى في النظرية النظامية للشركة‪ ،‬ويعرف هذا االتجاه مصلحة الشركة بأنها المصلحة العليا للشخص‬
‫المعنوي ذاته‪ ،‬والذي يعد فاعال اقتصاديا مستقال وله أهداف مستقلة عن األشخاص المكونين له ‪ .‬وبالتالي ال يدخل في الحسبان‬
‫مصلحة الشركاء فقط كما‬

‫<<‪ 32‬يلتزم كل شريك بأن يقدم الحساب في نفس الحدود التي يلتزم الوكيل بتقديمه‪ U‬فيها‪:‬‬
‫أوال ‪ -‬عن كل المبالغ والقيم التي أخذها من مال الشركة من أجل العمليات المشتركة؛‬

‫ثانيا ‪ -‬عن كل ما تسلمه من أجل الصالح المشترك‪ ،‬أو بمناسبة العمليات التي هي‬
‫موضوع الشركة؛ ثالثا ‪ -‬وعلى العموم‪ ،‬عن كل عمل يباشر من أجل الصالح‬
‫المشترك‪.‬‬
‫وكل شرط من شأنه أن يعفي شريكا من واجب تقديم الحساب يكون عديم األثر‪>> .‬‬
‫‪ 33‬طارق البختي ‪ ،‬المنظومة الجزرية لشركات المساهمة بين الصرامة والمرونة ‪،‬المرجع السابق‪ ،‬الصفحة ‪317‬‬

‫‪ 43‬خديجة فالح‪ ،‬المسؤلية الجنائية للمسير في شركات المساهمة على ضوء التشريع والفقه والقضاغ‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫شهادة الدكتوراه في القانون الخاص‪ ،‬جامعة الحسن الثاني ‪ ،‬الدار البيضاء ‪2093-2004‬‬

‫‪24‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫تذهب لذلك النظرية التعاقدية‪ ،‬وإنما ايضا مصلحة األجراء والدائنين والموردين والزبناء‪ ،‬بل وحتى مصلحة الدولة إذ بنجاح‬
‫الشركة تقضي عن البطالة وتحيي االقتصاد ويعم االزدهار‪.‬‬

‫هذا وجدير بالذكر أن المشرع المغربي اكتفى بذكر المصلحة االقتصادية على خالف المشرع الفرنسي الذي استعمل مصطلح‬
‫المصلحة االجتماعية‪ ،‬وكما هو معلوم فمصطلح المصلحة االجتماعية أعم وأشمل من المصلحة االقتصادية ألن هذه االخيرة‬
‫تقتصر على الجانب المالي‪ ،‬في حين تشمل المصلحة االجتماعية جوانب عدة منها المالي وسمعة الشركة وقدرتها على استيعاب‬
‫اكبر قدر من األجراء وكذلك مصلحة الدولة في استفادتها من الضرائب‪ ،‬وبذلك يكون المشرع الفرنسي قد أحسن في تبنيه‬
‫المصلحة االجتماعية بشساعة مدلولها؛‬

‫وعموما فمسألة تعارض االستعمال والمصلحة االقتصادية للشركة ينقسم لرأيان‪ ،‬رأي يعتمد‪ U‬على معيار المقابل وآخر يعتمد‪U‬‬
‫معيار المخاطر‪ ،‬االول يرى بأن التعارض يتحقق بمجرد عدم جني الشركة ألي ربح او مقابل فوري‪ ،‬وهذا الرأي يجد الكثير من‬
‫االنتقادات أهمها أنه ينظر إلى كل صفقة على حدة وليس إلى مجموع الصفقات‪ ،‬حيث ان الميدان التجاري يعمل في األساس على‬
‫عنصر المجازفة وهو ما يخالف هذا الرأي‪.‬‬

‫في حين نجد الرأي الثاني يستند على معيار المخاطرة بحيث كل استعمال يعرض الشركة للخطر يعتبر تعارضا‪ ،‬وذلك إذا ما‬
‫كان الدافع هو تحقيق مصلحة شخصية حتى ولو لم يتحقق الضرر للشركة‪ .‬وبالتالي يتابع المسير في هذه الحالة وإن كان في‬
‫‪35‬‬

‫نيته المبادرة إلصالح هذا الضرر بإبرام مجموعة من الصفقات والعمليات المربحة للشركة‪ ،‬إذ أن هدف المشرع هنا هو زجر‬
‫هذه السلوكيات المتمثلة في عنصر المخاطرة بمعناها السلبي بغض النظر عن نتيجة العمل الجرمي‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار يطرح تساؤل في غاية األهمية‪ ،‬وهو هل تقوم جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة من اجل‬
‫هدف غير مشروع يخدم مصلحة الشركة‪ ،‬كمثل دفع رشوة قصد اإلعفاء من عبء ضريبي او الفوز بصفقة مربحة؟‬

‫‪35.‬منير فوناني ‪ ،‬جريمة إستعمال إستعمال الشركة ‪،‬م س ‪،‬ص‪165‬‬


25
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫وهنا بالعودة للنصوص المنضمة لهذه الجريمة نجدها تتحدث عن االستعمال الذي يتعارض مع المصالح االقتصادية للشركة ال‬
‫عن االستعمال الغير المشروع‪ ،‬إال أنه يمكن أن تتحقق هذه الجريمة إذا ما كان هذا االستعمال يحدق به خطر االضرار‬
‫بالشركة مستقبال فهنا نكون أمام استعمال يتعارض ومصلحة الشركة‪.‬‬

‫وهذا التذبذب الذي تعرفه هذه الحالة نجده في اكثر من حالة في القضاء الفرنسي‪ ،‬حيث اعتبرت الغرفة الجنائية لمحكمة‬
‫النقض الفرنسية في قرار لها صادر بتاريخ ‪ 22‬أبريل ‪ 1992‬أن االستعمال غير المشروع ألموال الشركة كفيل بقيام جريمة‬
‫إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة‪ ،‬إال ان هذه المحكمة تراجعت عن هذا الموقف في قرار آخر صادر في ‪ 6‬فبراير‬
‫‪ ، 1997‬حيث اعتبرت فيه صرف أموال الشركة من اجل هدف غير مشروع غير كاف للقول بتعارضه مع مصلحة الشركة‬
‫‪36‬‬

‫‪ ،Group‬هل ينظر إلى مصلحة‬ ‫باإلضافة لكل هذا يثار تساؤل آخر حول مجموعة الشركات ‪de sociétés‬‬
‫الشركة كوحدة مستقلة لقيام الجريمة أم الى المصلحة العامة للمجموعة ككل؟‬

‫مجموعة الشركات من بين ما افرزه االقتصاد الحر ‪ ،‬إذ تعرف هذه الظاهرة نموا مضطرا حيث أضحت من اكثر الممارسات‬
‫شيوعا وتدخل في نظاق هذه المجموعات كل من التعاون والتبادل‪.‬‬

‫على مستوى الخدمات واليد العاملة والدعم المالي وغيره‪...‬‬

‫وهو ما يجعل متابعة مسيري المقاوالت المنضوية تحت لواء هذه المجموعات أمرا عسيرا حيث يصعب تحديد‪ U‬عنصر‬
‫التعارض مع مصلحة الشركة‪ ،‬واشكال متى يتم تسبيق مصلحة الشركة ومتى يتم تسبيق مصلحة المجموعة‪ ،‬وفي هذا الصدد‬
‫نجد ان القضاء الفرنسي قد حسم الجدل في هذه النقطة االخيرة وذلك منذ صدور القرار الشهير ‪ Rozemblum‬في ‪4‬‬
‫فبراير‬

‫‪36‬‬
‫المادة ‪ 834‬من قانون شركة المساهمة‪ ،‬المادة ‪ 001‬من قانون باقي الشركات‬

‫‪26‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫‪ 1985‬الذي حسم هذا اإلشكال لصالح الحل الثاني لكن مع ضرورة ان يكون هذا الفعل مستلزما لعدة شروط وهي ان تكون قد‬
‫‪:‬‬

‫• قد أملتها المصلحة االقتصادية واالجتماعية للشركة‪.‬‬

‫• وكانت مندرجة ضمن السياسة المرسومة لهذه المجموعة‬

‫• وثبت انه ليس من شأنها خلق نوع من عدم التوازن بين االلتزامات الواقعة على كل من الشركة المانحة والشركة‬
‫المستفيدة‪.‬‬

‫‪27‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫لكي تقوم جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة ال يكفي توفر عنصر المادي لوحده‬

‫‪ ،‬بل البد من اقترانه والركن المعنوي اي القصد الجنائي وهو انصراف نية المجرم إلى تحقيق هدفه الجرمي بعد ان يكون‬
‫قد قرر القيام به ‪ ، 37‬ولذلك نجد ان المشرع ال يعاقب على األفعال المضرة إال إذا كانت صادرة عن إرادة آثمة وال يعاقب‬
‫عليها حينما ال تكون هذه اإلرادة آثمة أو تكون نتيجة لقوة قاهرة‪ ،‬والمشرع في العادة ال يستعمل عبارة القصد الجنائي او‬
‫الخطأ الجنائي وإنما يستعمل ما يفيد ذلك ‪ ،‬فبالنسبة للقصد الجنائي نجد كلمة) عمد ‪ ،‬تدليس ‪ ،‬بإرادة ‪،‬‬

‫بوعي ‪ ،‬بإصرار ‪ ،‬بتبصر‪ )..‬وبالنسبة للخطأ الجنائي نجد عبارة) غير عمدي‪ ،‬عدم تبصر‪ ،‬عدم احتياط‪ ،‬عدم انتباه او‬
‫‪38‬‬

‫إهمال‪(..‬‬
‫‪39‬‬

‫وبالعودة للنصوص القانونية المتعلقة بجريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة نجد المادة ‪ 384‬من قانون شركة‬
‫المساهمة والمادة ‪ 107‬من قانون باقي الشركات تنص في فقرتها الثالثة على التالي‪:‬‬

‫‪ "1-‬الذين استعملوا بسوء نية‪ ،‬أموال الشركة أو اعتماداتها استعماال يعلمون تعارضه مع المصالح االقتصادية لهذه األخيرة‬
‫وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى لهم بها مصالح مباشرة أو غير مباشرة"‬

‫وتبعا للعبارات التي اعتمدها المشرع في النص أعاله وهو يتناول هذه الجريمة يظهر جليا انه لقيام هذه الجريمة البد من‬
‫توافر القصد الجنائي الذي يتجلى في شرطين األول سوء النية)الفقرة األولى( والثاني استهداف تحقيق مصالح شخصية)الفقرة‬
‫‪40‬‬
‫الثانية( ويعرف األول بالقصد العام فيما يطلق على الشرط الثاني القصد الخاص ‪.‬‬

‫‪37‬عبد السالم بنحدو‪ ،‬الوجيز في القانون الجنائي المغربي‪ ،‬المقدمة والنظرية العامة‪ ،‬ص ‪ 162‬مطبعة اسبارطيل‪ ،‬طنجة‬
‫‪2011‬‬
‫‪38‬الفصول ‪ 393.393،400،505‬من مجموعة القانون الجنائي‬
‫‪39‬لفصول ‪ 433.432‬من مجموعة القانون الجنائي‬
‫‪ 40‬عثمان أمتار‪ ،‬جريمة إساءة استعمال أموال الشركة في التشريع المغربي والمقارن‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر‪ ،‬جامعة‬

‫القاضي عياض‪ ،‬موسم‪2008.2009‬‬


‫‪28‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫لتحقق القصد العام يلزم توفر عنصريه العلم و االرادة ‪ ،‬العلم بمعنى أن يدرك المسير بأن الفعل الذي يقترفه او يأتيه‬
‫يتعارض ومصلحة الشركة ويعرضها للخطر ويمس مصالحها االقتصادية‪ ،‬واإلرادة تتجلى في اتجاه إرادة الجاني إلى تحقيق‬
‫الواقعة االجرامية وإحداث النتيجة التي ينهي عنها القانون‪.‬‬

‫وبما ان تحقق القصد العام يستوجب توفر العلم و االرادة‪ ،‬فإن مجرد االهمال او الخطأ في التسيير حتى ولو كان جسيما ال‬
‫يدخل في تكوين الركن المعنوي لهذه الجريمة‪ ،‬إذ أن جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة جريمة عمدية‪،‬‬
‫يرتهن قيامها لتوافر عناصر القصد الجنائي‪ ،‬وكما هو معلوم على عناصر القصد الجنائي انها عناصر غير مادية‪ ،‬أي نفسية‬
‫ترجع إلى ذهن المتهم وعالمه الباطني ‪ ،‬وبالتالي إذا لم يوصل إلى كون المتهم يحيط بالواقعة اإلجرامية إحاطة تامة ‪ ،‬وبأنه‬
‫قام بتنفيذ‪ U‬الجريمة بإرادته الحرة ‪ ،‬فإنه ال سبيل إلى إثبات الجرم عليه‪.‬‬

‫وبما ان سوء النية المتطلب هنا وفي جميع الجرائم العمدية‪ U‬هو سلوك نفسي سيكولوجي ال يمكن بأي نص قانوني ‪ ،‬فإنه‬
‫يرجح بأن تخضع هذه الجريمة للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع وذلك دون الخضوع لرقابة محكمة النقض‪ ،‬لكن مع‬
‫تعليل القضاة العناصر التي اعتمدوها للقول بسوء النية‪ ،‬كطبيعة الفعل نفسه وأهمية الضرر االلحق بالشركة أو الخطر الذي‬
‫يتهددها‪.‬‬‫‪42‬‬

‫لكن بالعودة للقضاء الفرنسي نجده يذهب في اتجاه معاكسا لذلك ويعتبر العلم فقط كافيا لتحقق الجريمة‪ ،‬إذ ذهبت محكمة‬
‫النقض الفرنسية إلى كون الركن المعنوي يكون في حالة العلم فقط‬

‫‪ 42‬سناء الوزيري‪ ،‬السياسة الجنائية في ميدان الشركات التجارية‪ ،‬تقرير لنيل شهادة أطروحة الدكتوراه في‬
‫الحقوق‪،‬شعبة القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون األعمال‪ ،‬جامعة محمد الخامس اكدال الرباط‪ ،‬موسم‬
‫‪ 9005-9002‬ص‪8‬‬

‫‪29‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫لكن مع ضرورة استجالء قاضي‬ ‫بكون التصرف يلحق ضررا بمصلحة الشركة‬

‫الموضوع لعنصر سوء النية‪ ،‬وعند تعدره الوصول إلى ذلك فإنه يجب ان تفسر االفعال بانها مخالفة وهكذا فإنه إذا كان للقضاة‬
‫شك في استنتاج سوء نية أجهزة اإلدارة او التدبير او التسيير وقصده في إلحاق الضرر بالشركة من خالل تصرفه‪ ،‬فإن هذا‬
‫‪44‬‬
‫الشك يجب ان يفسر لمصلحة األجهزة السالفة الذكر ‪.‬‬

‫وهذا التوجه الذي ذهبت إليه محكمة النقض الفرنسية ما هو إال تكريس للمبدأ القانوني الشهير" الشك يفسر لصالح المتهم"‬
‫وهو الموقف الذي ذهب إليه القضاء المغربي كذلك بتكريسه من طرف المجلس األعلى )محكمة النقض حاليا( في قرار لها‬
‫بتاريخ ‪ 17‬ماي ‪ 1995‬بنقض قرار ادين بموجبه أحد الشركاء بالتصرف في المال المشترك بسوء نية باعتبار أن المحكمة لم‬
‫‪45‬‬
‫تقم بإبراز وجود عنصر "سوء النية" وهو ما عرض قرارها للنقض‪.‬‬

‫إال أنه يجب االشارة الى كون ان افتراض سوء النية لدى المسير اعتبارا للمركز الرفيع الذي يشغله والمسؤلية الجسيمة‬
‫التي يتحملها داخل الشركة اضحى هو األصل في الممارسة القضائية‪.‬‬
‫‪46‬‬

‫بحيث أنه كلما تأكد القاضي ان المتهم قد سعى من وراء الفعل المنسوب إليه مجرد تحقيق مصلحته الشخصية أصبحت‬
‫مسؤليته الجنائية قائمة ال سيما وأنه ال يدخل ضمن اسباب اإلباحة الكفيلة بمحو الجريمة عن الفعل المذكور ال اجازته من‬
‫قبل باقي الشركاء وال التمسك بكونه لم يسبب ضررا للشركة‪.‬‬

‫‪43‬هشام ازكاغ‪ ،‬جريمة إستعمال الشركة ‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪309.‬‬


‫‪44‬هشام ازكاع‪ ،‬جريمةإساءة إستعمال أموال الشركة م ‪.‬س‪ ،‬ص‪109‬‬

‫‪45‬قرار ‪ ،9080‬صادر بتاريخ ‪ 17‬ماي ‪ ،1995‬ملف جنحي‪ 2902085-‬منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪،48‬‬
‫السنة الثانية عشر يناير‬
‫‪،0222‬اورده طارق البختي‪ ،‬م س‬

‫‪46‬هشام بوحوص‪ ،‬محاضرات في مادة جرائم الشركات‪ .‬م س ‪ ،‬ص‪199‬‬

‫‪30‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫باإلضافة إلى القصد العام الذي يكمن في عنصر سوء النية البد لقيام جريمة إساءة استعمال أموال الشركة او اعتماداتها من‬
‫ثبوت قصد جنائي خاص ‪ ، 47‬وهو ذلك الباعث او تلك الغاية التي تحرك إرادة الفاعل وتدفعه إلى ارتكاب السلوك اإلجرامي ‪،‬‬
‫‪48‬‬

‫إذ هو إرادة واعية تتعلق بأمر ال يعد من العناصر المادية للجريمة‪ ،‬فتحققه ليس ضروريا لوجودها ودوره هو ان يكون دافعا‬
‫يحرك الجاني الرتكاب الفعل المجرم وتحقيق اغراض شخصية او تفضيل شركة أو مقاولة أخرى يكون ألعضاء أجهزة اإلدارة‬
‫‪49‬‬
‫او التدبير‪ U‬فيها مصالح مباشرة او غير مباشرة‪.‬‬

‫ولهذا نجد ان القصد الجنائي في هذه الجريمة يتمثل فى الغاية التي يسعى إلى تحقيقها المسير وهي المصلحة الشخصية التي ال‬
‫يشترط فيها ان تكون دائما مالية‪ ،‬إذ يمكن ان تكون باإلضافة لذلك عبارة عن امتياز معنوي او مهني‪.‬‬

‫وفي هذا اإلطار نجد عدة أراء بين جامع للقصد العام والخاص وبين من يرى ضرورة توفر القصد العام ثم الخاص؛ فنجد‬
‫بعض الباحثين يرون ان القصد الخاص غير مستقل عن القصد الخاص وأن الجريمة ال يمكن ان تقوم بالقصد الخاص فقط‪ ،‬إذ‬
‫ان هذه األخير له ارتباط وثيق بالقصد العام‪ ،‬فهو يستند عليه‪ ،‬وال يمكن البحث عن القصد الخاص قبل التأكد من وجود القصد‬
‫العام ‪.‬‬
‫‪50‬‬

‫في حين يرى البعض اآلخر ‪ 51‬ان عنصر القصد الخاص أمر ضروري إلكتمال مقومات الركن المعنوي للجريمة‪ ،‬واليغني‬
‫عنه مجرد علم المسير باالعتداء على مصلحة الشركة واتجاه إرادته نحو تنفيد الواقعة اإلجرامية‪ ،‬فلئن كان عنصر القصد العام‬
‫غير كافيين بمفردهما للعقاب على الجريمة‪ ،‬فإن عنصر العقد الخاص المتجسد في سعي المسير نحو المصلحة الشخصية‬
‫يحقق هذه الكفاية ألن تقرير وجوده ينهض دليال قاطعا على وجود ذلك العنصرين‪.‬‬

‫‪47‬محمد كرام‪ ،‬مجلة المحامي‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪187‬‬


‫‪48‬هشام بوحوص‪ ،‬محاضرات في مادة جرائم الشركات‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪192‬‬
‫‪49‬المادة ‪ 834‬من قانون شركة المساهمة ‪17.96‬‬
‫‪50‬منير فوناني‪،‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ‪،‬م س ‪166،‬‬

‫‪51‬عبدالحفيظ بلقاضي‪،‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ‪ ،‬م س ‪،‬ص‪22‬‬

‫‪31‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫ولتوافر القصد الجنائي ال ننسى أنه انه من الواجب ان يتوفر على عناصره المتمثلة في تحقيق مصلحة شخصية للمسير‪،‬‬
‫وذلك كما جاء في المادة "وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة او مقاولة أخرى لهم بها مصالح مباشرة أو‬
‫غير مباشرة"‪.‬‬

‫وهذا االشتراط مؤداه حصر الجريمة في نطاق ضيق ولهذا يتم الحرص على تزويد القاضي لدى اطالعه على القضية بتقدير‬
‫الوقائع المعروضة بعنصر اضافي من شأنه الكشف عن الباعث المحرك على الفعل وتعزيز وجود القصد الجنائي لدى‬
‫‪52‬‬
‫الفاعل ‪.‬‬

‫وللمصلحة الشخصية التي يرمي المسير إلى تحقيقها مفهوم واسع فقد تتسم مصلحة المسير بالصفة الشخصية‪ ،‬فهي تختلف‬
‫اهي ذي طبيعة مادية كاالغتناء على حساب الشركة ام دي طبيعة معنوية كالحرص على المجاملة وكسب ثقة اآلخرين وذلك‬
‫كأن يكون غؤض الفاعل هو إنقاذ سمعته وسمعة أسرته‪ ،‬او سياسية كالبحث عن تألق سياسي عن طريق تمويل حملة انتخابية‬
‫ألحد األحزاب أو األشخاص او حتى التقرب من االشخاص في الحكم او السلطة‪.‬‬

‫والغالب ان تكون مصلحة المسير مباشرة كسداد مصاريفه الشخصية من ميزانية الشركة او تسخير إمكانياتها في سبيل تلميع‬
‫صورة العائلة او ربط عالقات متميزة مع زبناء او موردين عن طريق منح تخفيضات عن الشراء او سداد مصاريف العطلة‬
‫السنوية الخاصة بالمسير وعائلته من أموال الشركة‪.‬‬

‫‪52‬هشام بوحوص‪ ،‬محاضرات في مادة جرائم الشركات ‪ ،‬م س ‪194 ،‬‬

‫‪32‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫الفصل الثاني‬

‫‪33‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫تعتبر جريمة إساءة استعمال أموال الشركة من جرائم القانون الجنائي للشركات التجارية ‪ ،‬و قد رصد المشرع لمرتكيبيها‬
‫عقوبات أصلية وعقوبات إضافية تطبق عليهم إما بصفة وجوبية أو إختيارية ‪ 53.‬ويهدف المشرع من خالل هذه الجريمة إلى‬
‫حماية الذمة المالية للشركات من أفعال مسيريها لكن قبل الحديث عن عقوبات الجريمة وكيفية تعامل القضاء معها في‬
‫المبحث الثاني ‪ .‬سنعمل في المبحث األول على تحديد شكل الشركات التجارية التي تقع عليها والمساءلون عن هذه الجريمة‪.‬‬

‫‪ 53‬عائشة كايز ‪ .‬المسؤولية الجنائية لمسيري الشركات التجارية عن التالعبات المالية و المحاسبتية ‪ .‬رسالة لنيل دبلرم‬
‫الماستر‪ -‬قي القانون الخاص ‪ .‬جامعة عبد المالك السعدي‪ -‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ -‬طنجة ‪ .‬السنة‬
‫الجامعية ‪. 2017‬الصفحة ‪20 .‬‬

‫‪34‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫ال شك في أن الشركات التجارية اليوم هي من لبنات التنمية والتقدم ‪ ،‬ومركزا من مراكز تجمع األموال وهذا مايجعلها‬
‫معرضة للخطر سواء من طرف المتعاملين معها أو العاملين بيها‪.‬‬

‫فجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة أدجها المشرع محاوال حماية الشركة من التالعبات التي قد تقع داخلها ‪.‬‬

‫وسنعمل في المطلب االول على تحديد الشركات التجارية التي تقع عليها الجريمة ‪ ،‬وبعده سننتقل في المطلب الثاني إلى‬
‫المساءلون عنها بإعتبارها جريمة من جرائم الصفة ‪ ،‬ال يمكن إرتكابها اال من طرف أشخاص محددين قانونا‬

‫‪35‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫بالرجوع‪ U‬إلى القوانين المنظمة للشركات التجارية القانون ‪ 17.95‬المعدل والمتمم بالقانون ‪20.05‬‬
‫والقانون ‪ 05.96‬فإن المشرع نص على هذه الجريمة بخصوص جميع الشركات ‪ .‬شركات األشخاص‬
‫وشركات األموال على عكس المشرع الفرنسي الذي حصر هذه الجريمة في شركات األموال دون شركات‬
‫‪54‬‬
‫األشخاص ‪.‬‬

‫هذا بعد أن برهنت التجربة في إعتماد جريمة خيانة األمانة عن عدم إستيعابها لبعض التصرفات‪ U‬التي يقوم‬
‫بها المسيرون داخل الشركات التجارية ‪.‬‬

‫ويرجع السبب في هذا الحصر أن مسؤولية المسييرين في شركات األشخاص هي مسؤولية مطلقة‬
‫وتضامنية ‪ ،‬مما يعني أن أي خطأ يرتكب في التسيير يكون له إنعكاس على الذمة المالية الخاصة‬
‫للمسييرين ‪ .‬وعليه فجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ال تطبق في فرنسا‪ U‬على جميع أنواع الشركات‬
‫المنظمة بموجب مدونة التجارة الفرنسية ‪ 55.‬وإنما ينحصر نطاق تطبيقها على مسيري الشركات التالية ‪:‬‬
‫الشركة ذات المسؤولية المحدودة ‪ ،‬شركة التوصية باألسهم ‪ ،‬شركة المساهمة وشركة المساهمة المبسطة ‪.‬‬
‫وكما سبق الذكر فإن المشرع‪ U‬المغربي‪ U‬لم يستثني شركات األشخاص من نطاق جريمة إساءة إستعمال‬
‫‪56‬‬
‫أموال الشركة ‪ ،‬وترك الباب مفتوحا لتطبيق‪ U‬هذه الجريمة على شركات األشخاص واالموال‬

‫‪ 45‬عبد الحفيظ بلقاضي ‪ ،‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة‪ ،‬م ‪.‬‬
‫س ‪ .‬ص‪ 55 09 .‬ذ‪ .‬منير فوناني ‪ .‬جريمة إساءة إستعمال أموال‬
‫الشركة‪ ،‬م ‪ .‬س‪ .‬ص ‪053‬‬

‫‪ 65‬ذ‪ .‬منير فوناني ‪ .‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة‪ ،‬م ‪ .‬س‪ .‬ص ‪159‬‬

‫‪36‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫باعتبار القانون ‪17.95‬المعدل والمتمم بالقانون ‪5820.05‬المتعلق بشركات المساهمة وهو أول قانون ينظم‬
‫الشركات فإنه يمكن اعتباره الشريعة العامة للشركات التجارية لكون القوانين األخرى كقانون ‪ 1.70‬المتعلق بباقي الشركات‬
‫يحيل عليه ‪.‬‬

‫كما أن جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة تم التنصيص عليها ألول مرة في المادة ‪ 384‬من قانون شركات المساهمة‬
‫" ‪ ....‬يعاقب بعقوبة الحبس من شهر إلى ستة أشهر ‪ "...‬وقانون ‪5.96‬‬

‫لم يصدر إال في وقت الحق عن القانون ‪ 17.95‬هذا ونص المادة ‪ 118‬منه أحال على قانون شركة المساهمة الذي ورد‬
‫فيه " تطبق العقو الزجرية المنصوص عليها في قانون شركات المساهمة على شركات التوصية باألسهم ‪.‬‬

‫تطبق العقوبات الخاصة بالرؤساء والمتصرفين والمديرين العامين أو أعضاء مجلس اإلدارة الجماعية لشركات المساهمة‬
‫على مسيري شركات التوصية باألسهـم فيما يتعلق باختصاصاتهم " ‪.‬‬

‫كما أن المادة ‪ 437‬من قانون ‪ 17.95‬والمتعلقة بالعقوبات الزجرية المطبقة على شركة المساهمة تنص على أن " ‪...‬‬
‫تطبق العقوبات المقررة ألعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركات المساهمة على رئيس ومسييري شركة‬
‫المساهمة المبسطة‪" ..‬‬

‫‪ 75‬فؤاد معالل ‪ ،‬شرح القانون التجاري الجديد‪، U‬م ‪ .‬س ‪.‬ص ‪175‬‬

‫‪ 85‬صودق عليه من قبل البرلمان في ‪ 22‬يناير ‪2008‬‬

‫‪37‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫لقد وسع المشرع المغربي من نطاق جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة إلى شركة التضامن وشركة التوصية باألسهم‬
‫وشركة التوصية البسيطة وشركات المسؤولية المحدود ‪ .‬فبمقتضى القانون ‪ 5.95‬وتحديدا‪ U‬المادة ‪ 107‬منه التي نصت‬
‫‪59‬‬
‫على هذه الجريمة حيث نقل المشرع نص الفصل ‪ 3/384‬من القانون ‪.17.95‬‬

‫ولم يستثني المشرع المغربي حتى شركة المحاصة رغم إفتقادها للشخصية المعنوية ‪ .‬وحسب بعض الباحثين‪ 60‬فإن النص‬
‫الواجب التطبيق على شركات المحاصة هو الفصل ‪ 523‬من القانون الجنائي ‪ ،61‬ذلك لكون المال هنا اي في شركة‬
‫المحاصة يكون مشتركا بين الشركاء ‪ ،‬وما دام األمر يتعلق بشركة ال تتمتع بالشخصية المعنوية ال يمكن الحديث بتاتا عن‬
‫وجود ذمة مالية مستقلة‪ ،‬والتي تعتبر من أهم آثار الشخصية المعنوية والتي سعى المشرع إلى حمايتها من خالل إستحداثه‬
‫لجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ‪ ،‬وهو ما ال يتواجد لدى شركة المحاصة ‪ .‬ويضيف منير فوناني في مقاله بمجلة‬
‫القصر أن "‪ ...‬المشرع المغربي قد جانب الصواب حينما ضم شركة المحاصة للشركات التي تطبق عليها جريمة إساءة‬
‫إستعمال أموال الشركة ‪ ،‬فقد كان عليه أن يستثنيها بنص صريح ‪ ،‬أو على األقل أن يخصص لكل شركة من الشركات‬
‫المنصوص عليها في القانون ‪ 5.96‬فصوال تحدد الحرائم والعقوبات الخاصة لها ‪" .‬‬

‫هذا ونجد المشرع الفرنسي ال ينص على هذه الجريمة في شركات األشخاص التي هي ‪ :‬شركة التضامن ‪ ،‬شركة التوصية‬
‫البسيطة ‪ ،‬شركة المحاصة ‪ .‬ويقتصر فقط على شركات األموال المتمثلة في شركة المساهمة وشركة المسؤولية المحدودة‬
‫وشركة التوصية باألسهم وشركة التوصية باألسهم المبسطة ‪.‬‬

‫‪59‬عبد الحفيظ بلقاضي ‪ ،‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ‪ ،‬م ‪.‬س ‪.‬ص ‪13‬‬
‫‪60‬عبد الحفيظ بلقاضي ‪ .‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ‪،‬م ‪.‬س ‪.‬ص ‪ 13 .‬و منير فوناني ‪ ،‬م ‪ .‬س‪ .‬ص ‪159‬‬

‫‪ 61‬يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة وغرامة من مائتين إلى ألف درهم‪ ،‬أحد الورثة أو مدعي الوراثة‪ ،‬الذي يتصرف‬
‫بسوء نية في التركة أو جزء منها قبل اقتسامها‪.‬‬

‫ويعاقب بنفس العقوبة المالك على الشياع أو الشريك الذي يتصرف بسوء نية في المال المشترك أو رأس المال‪>> .‬‬

‫‪38‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫‪62‬‬
‫وهذا ما أكدته محكمة النقض الفرنسية عندما رفضت إدانة مسير شركة التضامن بهذه الجريمة‪.‬‬

‫ومن هذا يتضح أن المادة ‪ 3/384‬هو النص العام المشترك بين هذه الشركات مما يعني أن المسييرين مخاطبون بنفس‬
‫المقتضيات العقابية لهذه المادة ‪.‬‬
‫‪63‬‬

‫وباإلضافة إلى هذه الشركات ‪.‬شركة المساهمة القانون ‪17.96‬‬

‫وباقي الشركات ‪ 5.96 .‬فإننا نجد شركات أخرى مشمولة بجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ‪ .‬ومنظمة بغير القانونين‬
‫السابقين‪17.95 – 5.96‬‬

‫وهنا نتحدث عن شركات التأمين وكذا الشركات التعاونية‬

‫لقد عرف قطاع التأمين صدور عدة قوانين منظمة له ‪ .‬فكثرة القوانين وتشتتها باإلضافة إلى قدمها أثر على على المتدخلين‬
‫في هذا القطاع سواء الدولة أو شركات التأمين ‪ ،‬إذ عرفت هذه األخيرة عدة مشاكل تتعلق بالجانب المالي خصوصا ‪ ،‬مما‬
‫جعل الدولة تتدخل وبصرامة لمعاقبة الشركات المخلة بقواعد التأمين الجاري بها العمل وبسبب العجز المالي الذي توجد فيه‬
‫‪.‬‬‫‪64‬‬

‫ورغبة من المشرع في تحديث هذا القطاع الحيوي فقد عمد إلى إصدار مدونة التأمين الجديدة ‪ ،‬والتي نسخت عدة قوانين‬
‫‪65‬‬

‫قديمة‬
‫‪66‬‬

‫‪62‬وفاءفريكل‪.‬م‪.‬س‪.‬ص‪20‬‬

‫‪ 63‬أحمد بوهدي ‪ .‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة‪ -‬دراسة مقارنة ‪ .‬بحث لنيل دبلوم الدراسات المعمقة في القانون‬
‫الخاص ‪ .‬جامعة محمد الخامس‪ -‬السويسي ‪ .‬السنة الجامعية ‪ 9004/9008 .‬الصفحة ‪98-94‬‬

‫‪64‬وفاء فريكل ‪ .‬م ‪ .‬س ‪.‬ص ‪90‬‬

‫‪65‬قانون رقم ‪ 17.99‬المتعلق بمدونة التأمين ‪ .‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪7 5054 . :‬نوفمبر ‪2002‬‬

‫‪39‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫ومن خالل القانون الجديد‪ U‬المنظم لقطاع التأمين ‪ ، 17.99‬فقد حدد المشرع المغربي الشركات المسموح لها بمزالة نشاط‬
‫التأمين بالنص في المادة ‪ 590‬على أنه " ال يمكن ممارسة المشار إليها في المادة ‪170‬أعاله ‪ ،‬إال من طرف شركة‬
‫المساهمة والشركات التعاضدية للتأمين ذات االشتراكات الثابتة‪ . " .‬وعليه يتبين أن المشرع حصر نطاق مزاولة نشاط‬
‫‪67‬‬
‫التأمين على نوعين من الشركات ‪ .‬شركة المساهمة أو داخل شركة تعاضدية للتأمين‬

‫وعليه فإن نشاط التأمين الذي يزاول في شركة مساهمة تطبق عليه أحكام المادة ‪ 384‬من القانون ‪ 17.95‬كباقي شركات‬
‫المساهمة ‪ .‬واذا كانت شركات التعاضدية للتأمين تختلف عن شركات المساهمة من حيث التأسيس ‪ ،‬فإن المشرع لم يجعل‬
‫بينهم الفرق فيما يتعلق بالتسيير واإلدارة إذ أحال على قانون شركة المساهمة في المادة ‪ 197‬من القانون ‪ 17.99‬الخاص‬
‫بمدونة التأمين ذلك لكون األحكام و المقتضيات الواردة في قانون ‪ 17.95‬تضمن بشكل فعال تسيير هذا النوع من‬
‫‪68‬‬
‫الشركات التي تتعامل في رأسمال مهم ‪.‬‬

‫ورغبة من المشرع في زجر كل من أساء إستعمال أموال هذه الشركات ‪ ،‬وضمان حسن تدبير أموالها فقد أحال على نفس‬
‫القانون فيما يخص جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ‪ .‬وحيث أنه في الفصل ‪ 225‬من القانون ‪ 17.99‬نص على "‬
‫يعاقب بالعقوبات المنصوص عليها في المادة ‪ 384‬من القانون ‪ 17.95‬أعضاء أجهزة اإلدارة والتسيير للشركة‬
‫التعاضدية للتأمين الذين إستعملوا بسوء نية أموال الشركة أو إعتماداتها إستعماال يعلمون تعارضه مع المصالح االقتصادية‬
‫لهذه األخيرة وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة لهم فيها مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫د اشركي افقير عبد هلال ‪ .‬الموجز في قانون التامبن ‪ .‬سلكي اخوين – طنجة ‪ 2017 . .‬الصفحة ‪41-43-42-50‬‬ ‫‪66‬‬

‫‪67‬منير فوناني ‪ .‬جريمة إساءة إستعمال اموال الشركة ‪،‬م ‪.‬س ‪ .‬ص ‪160‬‬

‫‪68‬وفاء فريكل ‪ .‬جريمة االستعمال التعسفي الموال الشركة م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪90‬‬

‫‪40‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫إضافة إلى شركات التأمين ‪ ،‬فهناك الشركات التعاونية ‪ .‬وتنظم هذه الشركات بمقتضى القانون ‪ 24.8370‬وينص الفصل‬
‫‪69‬‬

‫‪ /80‬منه على أنه " ‪ ...‬ويعاقب بالعقوبات المنصوص عليها في الفصل ‪ 357‬من القانون الجنائي أعضاء مجلس اإلدارة‬
‫والمديرين الذين إستخدموا سلطتهم إستخداما ينافي مصلحة التعاونية أو قصد بلوغ أغراض شخصية أو محاباة مؤسسة‬
‫أخرى لهم فيها مصلحة مهما كانت ‪ ،‬أو تصرفوا في أموال التعاونية و ائتمانها‪" ...‬‬

‫لكن خالل نص هذا الفصل قد تبين أن المشرع هنا يعاقب على جريمة إستغالل السلطة ‪ .‬لكن المشرع طبق جريمة إساءة‬
‫إستعمال أموال الشركة هنا أو جريمة سوء التصرف في أموال التعاونية أو إعتماداتها ‪ ،‬نظرا لذكر المشرع في آخر‬
‫الفصل "‪ ...‬أو تصرفوا في أموال التعاونية و ائتمانها‪" U...‬‬

‫و نشير إلى أن التحليل المشار إليه عند دراسة هذه التعاونيات في القانون الفرنسي يمكن األخذ به ‪ ،‬إذ أن المشرع المغربي‬
‫إقتبس نص هذه المادة من القانون الفرنسي الذي ينظم التعاونيات وهو القانون رقم ‪ 1775-47‬ل ‪ 10‬شتنبر‬
‫‪ ،1947‬و بالضبط المادة ‪ 50‬منه‪ ،‬حيث أن هناك تطابقا تاما مع هذه المادة ‪ .‬كما أنه يالحظ أن المشرع المغربي أحال‬
‫المادة ‪ 357‬من القانون الجنائي‪ ،‬و المتعلقة بالتزوير في األوراق العرفية أو المتعلقة بالتجارة والبنوك‪ ،‬إال أنه ما يثير‬
‫اإلنتباه هنا هو العقوبة المقررة أو المطبقة على مسيري التعاونيات‪ ،‬حيث ينص الفصل المشار إليه على أن العقوبة من‬
‫‪71‬‬
‫سنة إلى خمس سنوات وغرامة من ‪ 1200‬إلى ‪ 20000‬درهم ‪.‬‬

‫ومن خالل هذا التحديد والقوانين المؤطرة يتضح أن هذه الجريمة ) جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة (‬

‫‪69‬احمد بوهدي ‪ .‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪17‬‬

‫‪70‬الجريدة الرسمية ‪ 3773 .‬بتاريخ ‪20‬فبراير ‪ 1985‬الصفحة ‪219‬‬

‫‪71‬احمد بوهدي ‪ ،‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪27‬‬

‫‪41‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫ال يشمل نطاق تطبيقها المجموعات ذات النفع اإلقتصادي المنظمة بمقتضى ظهير ‪ 5‬فبراير ‪ 1999‬وكذلك أيضا‬
‫الجمعيات والنقابات التي يخضع المدراء والمتصرفون فيها بسبب سوء تدبير األموال‪ ،‬للمسؤولية الجنائية على أساس‬
‫جريمة خيانة األمانة‪ ،‬كما ال يشمل هذا النطاق التي ينعدم وجودها قانونا لسبب يرجع إلى عدم القيد في السجل التجاري‬
‫أو التصفية أو بسبب كونها شركات ناشئة بفعل الواقع ليس إال‪sociétes de fait72‬‬

‫‪72‬د‪ .‬عبد الحفيظ بلقاضي ‪.‬جريمة إساءة إستعمال اموال الشركة ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪13 .‬‬

‫‪42‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫يعتبر مرتكبو هذه الجريمة ) جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ( من رجال اإلقتصاد واألعمال بشكل أو بآخر ‪.‬‬
‫ويصطلح على مرتكبي مثل هذه الجرائم في الفقه الجنائي أللعمال "جرائم أصحاب الياقات البيضاء " كما تعتبر هذه‬
‫الجريمة من جرائم الصفة التي ال يمكن ارتكابها اال من طرف أشخاص محددين قانونا ‪ ،‬وذلك طبقا للمواد ‪ 384‬من‬
‫القانون ‪ 17.95‬المنظم لشركات المساهمة ‪ ،‬والمادة ‪ 107‬من القانون ‪ 5.96‬المنظم لشركات التضامن والشركات ذات‬
‫المسؤولية المحدودة وشركة التوصية وشركة المحاصة ‪.‬‬

‫وهم المسيرون سواء كانوا مسيرين قانونيين أو فعليين ‪ .‬ويعتبر في حكم المسير مصفي الشركة ‪ .‬و ال تقتصر المتابعة‬
‫بهذه الجريمة على أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير كفاعلين أصليين فقط والتي تتطلب فيهم الصفة ‪ .‬بل‬
‫‪75‬‬

‫يمكن أن يتابع فيها مراقب الحسابات بصفة شريك في الجريمة إذا تبين تدخله إما بالتحريض أو المساعدة أو تقديم‬
‫اإلعانة‪.‬‬
‫‪76‬‬

‫ترتكب هذه الجريمة من طرف المسيرين سواء كانوا فعليين أو قانونيين ‪ ،‬ويتحدد المسير القانوني حينما يتم تعينه‪ U‬في النظام‬
‫األساسي للشركة في مرحلة التأسيس أو في محضر للجمع العام للشركاء خالل حياة الشركة ‪ ،‬وتختلف تسميته بإختالف‬
‫الشركة‪.‬‬

‫‪ .75‬هشام بوحوص ‪ .‬محاضرات في مادة جرائم الشركات ‪ .‬السنة الجامعية ‪ 2017 .‬الصفحة ‪197‬‬

‫‪76‬هشام بوحوص ‪ . .‬محاضرات في مادة جرائم الشركات م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪197‬‬

‫‪43‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫‪ 1 -‬في شركات المساهمة‬

‫نصت المادة ‪ 384‬من قانون ‪ 17.95‬المنظم لشركات المساهمة على أنه " يعاقب بعقوبة الحبس من شهر إلى ستة‬
‫أشهر وبغرامة من ‪ 100000‬إلى ‪ 1000000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو‬
‫التسيير لشركة مساهمة ‪ " ...‬ولقد حددت المادة ‪ 373‬من نفس القانون المقصود بهؤالء حيث نصت على أنه " يقصد‬
‫بتعبير أعضاء أجهزة اإلدارة أو التسيير " في مفهوم هذا القسم ‪:‬‬

‫في شركات المساهمة ذات مجلس اإلدارة ‪ ،‬أعضاء المجلس اإلداري بما ذلك الرئيس والمديرون العامون غير‬
‫األعضاء في المجلس ‪.‬‬

‫في شركات المساهمة ذات مجلس اإلدارة الجماعية ومجلس‬

‫الرقابة ‪ ،‬أعضاء هذين الجهازين‬

‫فالمشرع المغربي ميز بالنسبة لشركات المساهمة بين شركات المساهمة ذات مجلس اإلدارة ‪ ،‬وشركات المساهمة ذات‬
‫‪77‬‬

‫مجلس اإلدارة ومجلس الرقابة ‪ ،‬فالبنسبة أللولى فإنه يتابع بجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة فقط أعضاء المجلس‬
‫اإلداري بما ذلك الرئيس والمديرون العامون غير األعضاء في المجلس‬

‫وفي شركات المساهمة ذات مجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابة‪ ،‬أعضاء هذين الجهازين‬

‫وباعتماد مقتضيات المادة ‪ 67‬فقرة ‪ 1‬من قانون رقم ‪ 17-95‬المتعلق بشركات المساهمة ذات مجلس اإلدارة والتي تنص‬
‫على إمكانية تعيين‪ U‬شخص أو عدة أشخاص طبيعيين لمساعدة الرئيس ‪ ،‬فإنه يمكن متابعة مساعد أو مساعدي الرئيس من‬
‫أجل جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة‬

‫د‪ .‬عبدالحفيظ بلقاضي ‪ .‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ‪ ،‬م ‪ .‬س‪ .‬ص ‪.23‬‬ ‫‪77‬‬

‫‪44‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫‪ 2 :‬في شركات التوصية باألسهم‬

‫تخضع شركات التوصية باألسهم لنفس المقتضيات الجنائية التي تخضع لها شركة المساهمة‬

‫‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 118‬من قانون رقم ‪ 5.96‬المنظم لها والتي جاء فيها " تطبق العقوبات الزجرية المنصوص عليها في‬
‫قانون شركات المساهمة على شركات التوصية باألسهم‬

‫تطبق العقوبات الخاصة بالرؤساء والمتصرفين والمديرين العامين أو أعضاء مجلس اإلدارة الجماعية لشركات المساهمة‬
‫على مسيري شركات التوصية باألسهم فيما يتعلق باختصاصاتهم "‬

‫ويترتب عن ذلك كون مسيري هذا النوع من الشركات التجارية يمكن متابعتهم بجريمة إساءة استعمال أموال الشركة على‬
‫أساس مقتضيات المادة ‪ 384‬من قانون شركة المساهمة التي العقوبة في الحبس من شهر إلى ستة أشهر والغرامة من‬
‫‪ 100000‬إلى ‪1000000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين‬

‫وليس على أساس المادة ‪ 107‬من قانون ‪ 5.96‬المنظم لها والتي يعاقب على هذه الجريمة فقط بعقوبة من شهر إلى ستة‬
‫أشهر وبغرامة من ‪ 10000‬إلى ‪ 100000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين‬

‫وبالتالي يكون المشرع المغربي قد شدد عقوبة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة في حالة ارتكابها من قبل مسيري‬
‫شركات المساهمة أو شركات التوصية باألسهم ‪ ،‬أي شركات األموال ‪ 78.‬مقارنة مع باقي الشركات األخرى ويعزي بعض‬
‫الباحثين هذا التشديد‪ U‬إلى رغبة المشرع في حماية الشركات األكثر أهمية التي تتخذ أغلبها شكل شركة مساهمة وشركة‬
‫توصية باألسهم والتي تلجأ إلى صغار المدخرين للحصول على تمويلها ‪ ،‬وذلك في الشركات التجارية األخرى كشركات‬
‫التضامن والشركة ذات المسؤولية المحدودة التي ال تشكل خطرا كبيرا بالنظر إلى صغر حجمها وطابعها العائلي ‪.‬‬

‫‪ 3 :‬في باقي الشركات التجارية األخرى‬

‫‪ 87‬وفاء فريكل ‪ .‬جريمة االستعمال التعسفي الموال الشركة م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪91‬‬

‫‪45‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫يقصد بالشركات التجارية األخرى ‪ ،‬كل من شركة التضامن والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة المحاصة ‪.‬‬
‫فالمشرع المغربي من خالل نص المادة ‪ 107‬من القانون المنظم لهذه الشركات القانون ‪ 5.96‬اخضع مسيري هذه‬
‫الشركات لمقتضيات جنائية مشتركة فيما يتعلق بجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة‬

‫وكما هو الشأن بالنسبة لشركات المساهمة وشركات التوصية باألسهم ‪ ،‬فإن المسير أو المسيرون يتم تعينهم في‬
‫النظام األساسي للشركة أو في عقد الحق‬

‫إال أنه إستثناء بالنسبة لشركات التضامن ‪ ،‬فالمبدأ أن جميع الشركاء يعتبرون مسيرين ‪ ،‬ما لم ينص النظام األساسي‬
‫‪79‬‬

‫للشركة على تعيين‪ U‬مسير أو عدة مسيرين أو على تعيينهم بعقد ال حق‪.‬‬
‫‪80‬‬

‫ونفس الحكم يسري على شركات التوصية البسيطة حيث يمكن مزاولة مهام التسيير من طرف جميع الشركاء الموصين‬
‫الذين ال يمكنهم طبقا للمادة ‪ 25‬من قانون ‪ 5.96‬مزاولة أي عمل من أعمال التسيير التي تلزم الشركة في مواجهة‬
‫الغير ‪ ،‬ولو تم ذلك بمقتضى وكالة‬

‫وفي حالة خرق هذا المنع حسب المادة ‪ 25‬من قانون ‪ 5.96‬ال يترتب عليه إال مساءلة الشريك بالتضامن مع الشركاء عن‬
‫الديون وااللتزامات الناتجة عن األعمال موضوع المخالفة ‪ ،‬فال يجوز ذلك دون إخضاعه للمقتضيات للجنائية التي يخضع‬
‫لها مسيروا هذا النوع من الشركات التجارية بما فيها نص المادة ‪ 107‬المتعلق بجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة‬

‫وتجب اإلشارة إلى أن المسير في شركات المحاصة يختلف عن باقي الشركات التجارية األخرى ‪ ،‬نظرا لعدم توفر‬
‫الشركة على الشخصية المعنوية وبالتالي عدم وجودها بالنسبة أللغيار ‪ ،‬إذ تنص المادة ‪ 88‬من قانون ‪ 5.96‬على أن "‬
‫ال وجود لشركة المحاصة اال في العالقات بين الشركاء وال ترمي إلى علم الغير بها ال تتمتع بالشخصية المعنوية‪" ...‬‬

‫‪79‬د‪ .‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري الجديد ‪ . ،‬م ‪.‬س ‪ .‬ص ‪32‬‬

‫‪ 8‬المادة ‪ 2‬من القانون ‪5.22‬‬

‫‪46‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫معظم التشريعات العالمية لم تعطي تعريفا للمسير الفعلي في الشركات ‪ ،‬لكنه من الواضح أنه يختلف عن المسير القانوني‬
‫كونه يتم تعيينه‪ U‬في النظام األساسي للشركة وال بمقتضى محضر الجمع العام للشركاء‬

‫ويعتبر في الغالب مسيرا فعليا الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يتدخل في تسيير الشركة بصفة مستقلة‬

‫ولقد عرفه د‪ .‬عزالدين بنستي " كل شخص يكتسب بتدخله السلطة و اإلستقالل التام لممارسة نشاط إيجابي للتسيير واإلدارة‬
‫داخل الشركة "‬

‫هذا ولم يكن المشرع الفرنسي ينص على إمكانية متابعة المسير الفعلي بجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة قبل‬
‫صدور قانون ‪ 29‬يوليوز ‪ 1996‬باعتباره فاعال اصليا ‪ ،81‬حيث كانت تتم متابعة وفي حاالت ناذرة بالمشاركة في‬
‫الجريمة ‪ .‬لكن بعد التغيير بمقتضى القانون السابق الذكر اصبح يتابع وبصفته فاعال اصليا ‪.‬‬

‫ولقد اعتمد المشرع المغربي نفس المقتضيات التي إستحدثها المشرع الفرنسي ‪ .‬وذلك من خالل المادة ‪ 374‬من‬
‫القانون المنظم لشركات المساهمة‪ ،‬والمادة ‪ 100‬من قانون ‪ 5.96‬المنظم الشركات التجارية األخرى ‪ .‬و اذ تم‬
‫التنصيص على تطبيق المقتضيات الجنائية المطبقة على المسيرين القانونين على كل شخص يكون قد زاول فعال سواء‬
‫مباشرا أو بواسطة شخص آخر إدارة الشركات المذكورة أو تدبيرها أو تسييرها إما بإسم ممثليها القانونين أو بالحلول‬
‫‪82‬‬
‫محلهم‪.‬‬

‫‪81‬وفاء فريكل ‪ . .‬جريمة االستعمال التعسفي الموال الشركة م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪92‬‬

‫‪82‬عثمان امنار ‪ .،‬جريمة اساءة استعمال اموال الشركة في التشريع المغربي والمقارن م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪92‬‬

‫‪47‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫يؤدي فتح مسطرة المعالجة من صعوبات المقاولة إلى تحديد مصيرها ‪ ،‬وذلك عن طريق الحكم إما بالتسوية‬
‫القضائية أو التصفية القضائية ‪.‬‬

‫فإذا تبين للمحكمة أن المقاولة ‪ /‬الشركة مختلة بشكل ال رجعة فيه ‪ ،‬تقضي بتصفيتها قضائيا من أجل أداء ديون الشركة ‪،‬‬
‫ثم إسترداد الشركاء الحصص التي قدموها أثناء تأسيس الشركة ‪ ،‬ثم أخيرا توزيع باقي التصفية‬

‫ويقوم بهذه العملية المصفي الذي يصبح في هذه المرحلة الممثل القانوني للشركة التي تحتفظ بالشخصية المعنوية ‪ ،‬فحل‬
‫الشركة ال يؤدي مباشرة إلى زوال ذمتها المالية إذ تبقى للشركة أمواال قابلة للبيع ‪ ،‬وديون تستوجب األداء ‪ ،‬ومبالغ يجب‬
‫إستخالصها من المدينين‬

‫وفي هذه المرحلة الحرجة من عمر الشركة يعتبر المصفي ممثال لها ويتمتع بسلطات تجعله قادرا على إستعمال أموال‬
‫الشركة بشكل يتنافى مع مصلحتها اإلقتصادية بغية تحقيق مصالح خاصة ‪ 83.‬وهذا ما جعل من المشرع المغربي يمدد‪ U‬نطاق‬
‫تطبيق جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة إليه ‪ ،‬بمقتضى المادة ‪ 423‬من القانون المنظم لشركات المساهمة إذ تنص‬
‫على أنه " << يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من ‪ 8.000‬إلى ‪ 40.000‬درهم أو بإحدى هاتين‬
‫العقوبتين فقط‪ ،‬المصفي الذي قام عن سوء نية‪:‬‬

‫‪ 1-‬باستعمال أموال أو اعتمادات الشركة الجارية تصفيتها استعماال يعلم تعارضه مع المصالح االقتصادية لهذه األخيرة‬
‫وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى له بها مصالح مباشرة أو غير مباشرة؛‬

‫‪ 2-‬ببيع بعض أو كل أصول الشركة الجارية تصفيتها خرقا ألحكام المادتين ‪ 365‬و‪366.‬‬

‫‪83‬‬
‫عثمان امنار ‪ ،‬جريمة اساءة استعمال اموال الشركة في التشريع المغربي والمقارن م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪27‬‬

‫‪48‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫وبالنسبة لباقي الشركات التجارية المنظمة بالقانون ‪ 5.69‬فإن المادة ‪ 105‬منه تحيل على المادة ‪ 423‬من قانون شركات‬
‫المساهمة وتطبق أحكامها على من شركة التضامن والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة التوصية وشركة المحاصة‬

‫وعليه فإن المصفي تطبق عليه نفس أحكام المسير فيما يخص جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ‪..‬‬

‫‪49‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫كما سبق الذكر فإن جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة من جرائم ذوي الصفة ‪ 84.‬فإذا انتفت هذه الصفة ) المسير ‪-‬‬
‫المصفي ( إنتفت معها الجريمة ‪ ،‬واذا توفرت وتم القيام بالركن المادي للجريمة وإقترن بالركن المعنوي تتحقق بالنسبة‬
‫للمسير سواء كان مسير قانوني أو فعلي وللمصفي كفاعلين أصليين في الجريمة‬

‫وصفة المشارك تتحقق فيمن لم يثبت إرتكابه للفعل المادي للواقعة اإلجرامية ‪ ،‬إال أنه تدخل إما بالتحريض أو المساعدة‬
‫أو تقديم اإلعانة ‪ .‬هذا وتتحقق صفة المشاركة في هذه الجريمة رغم عدم تنصيص قانون الشركات المغربي على أحكام‬
‫المشاركة فيها ‪ ،‬لكنها تتحقق وفقا للقواعد العامة الواردة في الفصل ‪ 129‬من القانون الجنائي وهو ما ذهب إليه قانون‬
‫‪85‬‬
‫الشركات الفرنسي الذي بدوره ترك مسألة تحديد قواعد المشاركة في هذا النوع من الجرائم إلى القانون الجنائي‪.‬‬

‫وتتحقق المشاركة من خالل تسخير المسير من قبل أحد أعضاء مجلس اإلدارة الذي يملك أغلبية أسهم الشركة في إتخاذ‬
‫قرارات تؤثر على الذمة المالية لهذه األخيرة خدمةً ألغراضه ومصالحه الشخصية ‪ ،‬وكذلك أيضا كأن يتعهد‪ U‬مراقب‬
‫الحسابات للرئيس المدير العام الشركة أو ألحد المسيرين بعدم التبليغ عن الخروقات المالية المكونة الجريمة أمام الجمعية‬
‫‪86‬‬
‫العامة أو مجلس الرقابة ‪.‬‬

‫لكن لمسألة مراقب الحسابات عن المشاركة فى جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ‪ ،‬يجب أن تتوفر فيه كافة عناصر‬
‫اإلشتراك وذلك وفقا للقواعد العامة في المساهمة التبعية‪ 87. U‬بأن يكون على علم بعناصر الجريمة المنسوبة إلى الفاعل‬
‫األصلي ‪ ،‬وأن تتجه إرادته إلى المشاركة في الجريمة ‪ .‬ال أن يظن أنه يخدم مصلحة الشركة ‪ ،‬وهذا ما يتطلب علمه بأن‬
‫العمل يتعارض مع مصلحة الشركة ويعرضها للخطر‬

‫‪84‬ابنخدةرضى‪.‬م‪.‬س‪.‬ص‪810-819‬‬
‫‪85‬د‪ .‬هشام بوحوص‪ ،‬مجاضرات في مادة جرائم الشركات ‪،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪900‬‬

‫‪86‬د‪ .‬عبد الحفيظ بلقاضي ‪ ،‬جريمة إساءة إستعمال الشركة ‪ ،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪94‬‬

‫‪87‬د‪ .‬هشام بوحوص ‪ ،‬مجاضرات في مادة جرائم الشركات ‪،‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪900‬‬

‫‪50‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫باعتبار جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة من الجرائم الخاصة المنصوص عليها وعلى عقوبتها في قانون الشركات‪،‬‬
‫وارتباطها بالحياة اإلقتصادية وتأثيرها عليه) اإلقتصاد ( فإن المشرع حدد إليها عقوبات خاصة كونها تمس بالنظام العام‬
‫االقتصادي والمجال المالي للشركات ‪) ،‬المطلب االول ( ‪ ،‬وهذه الخصوصية تتجلى أيضا في تعامل القضاء معها سواء‬
‫القضاء المغربي أو المقارن )المطلب الثاني (‬

‫‪51‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫بكون جريمة إساءة أموال الشركة كباقي الجرائم رغم عدم التنصيص عليها في القانون الجنائي‪ ،‬تطبق عليها عقوبات‬
‫أصلية أو إضافية وهذه العقوبات لها خصوصيات تميزها عن ما هو منصوص عليه في القواعد العامة )الفقرة األولى ( ‪،‬‬
‫وفي ظل غياب اإلجراءات المتعلقة بتحريك الدعوى في هذه الجريمة فإنها تخضع إللجراءات المسطرية المتبعة في غيرها‬
‫من الجرائم) الفقرة الثانية(‬

‫‪52‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫‪88‬‬
‫تنقسم العقوبات المطبقة على مرتكبي جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة إلى عقوبات أصلية و اخرى إضافية‪.‬‬
‫كما نجد أن المشرع قد ميز بين إرتكاب الجريمة في شركة المساهمة وإرتكابها في باقي الشركات المنظمة بمقتضى‬
‫القانون ‪5.96 .‬‬

‫فالبنسية لشركة المساهمة فقد حددت المادة ‪ 384‬من القانون ‪ 17.95‬العقوبات االصلية في الحبس من شهر إلى ستة‬
‫أشهر وبغرامة مالية من ‪ 100.000‬إلى ‪ 1.000.000‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ‪ ،‬وهي نفس العقوبة المطبقة‬
‫بالنسبة لشركة المساهمة المبسطة ذلك وفقا للمادة ‪ 481‬من قانون شركات المساهمة التي تنص على أنه " تطبق العقوبات‬
‫المقررة ألعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير‪ U‬أو التسيير لشركات المساهمة على رئيس ومسيري شركة المساهمة المبسطة "‬
‫‪89‬‬

‫اما بالنسبة لباقي الشركات التجارية فحسب المادة ‪ 90 107‬من القانون ‪ 5.96‬فإنه يعاقب من شهر إلى ستة أشهر و بغرامة‬
‫مالية من ‪ 10.000‬إلى ‪ 100.000‬درهم أو بإحدى هاتين‬

‫‪ 88‬عبد الحفيظ بلقاضي ‪ .‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة م ‪.‬س ‪.‬ص ‪.27‬‬

‫‪89‬هشام بوحوص ‪ .‬مجاضرات في مادة جرائم الشركات ‪،‬م ‪ .‬س ص‬

‫‪90‬يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من ‪ 01.111‬إلى من ‪ 011.111‬درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين‬
‫فقط‪:‬‬

‫‪ 1‬المسيرون الذين يقومون‪ ،‬عن قصد‪ ،‬بتوزيع أرباح خيالية بين الشركاء في غياب الجرد أو بوسائل جرد تدليسية ؛‬

‫‪ 2‬المسيرون الذين قدموا للشركاء عن قصد‪ ،‬حتى في غياب أي توزيع ألقساط األرباح‪ ،‬قوائم تركيبية ال تعطي‪،‬‬
‫بالنسبة لكل سنة مالية‪ ،‬صورة صادقة عن نتائج السنة وعن الوضعية المالية وعن الذمة المالية بانتهاء تلك الفترة‬
‫بغية إخفاء الوضعية الحقيقية الشركة ؛‬

‫‪ 3‬المسيرون الذين استعملوا‪ ،‬عن سوء نية‪ ،‬أموال الشركة أو اعتماداتها استعماال يعلمون أنه ضد المصلحة‬
‫االقتصادية للشركة وذلك لتحقيق أغراض شخصية أو لمحاباة شركة أو مقاولة لهم فيها مصالح مباشرة أو غير‬
‫مباشرة ؛‬

‫‪53‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫العقوبتين فقط ‪ .‬فهنا يالحظ أن المشرع جعل عقوبة جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة أقل في قانون باقي الشركات‬
‫مقارنة مع قانون شركات المساهمة ‪ 91،‬وذلك راجع لكون رأسمال وقيمة معامالتها هو أقل من رأسمال وقيمة شركات‬
‫المساهمة ‪ ،‬هذا وتجدر اإلشارة هنا إلى أن العقوبة المطبقة على هذه الجريمة في إطار التعاونيات طبقا للمادة ‪ 90/3‬من‬
‫القانون المنظم لها‪ ،‬فهي العقوبة المنصوص عليها في الفصل ‪ 357‬من القانون الجنائي والمتمثلة في الحبس من ستة إلى‬
‫خمس سنوات وغرامة من ‪ 250‬إلى ‪ 20.000‬درهم‬

‫وما يمكن أن يالحظ بخصوص هذه العقوبات هو أن المشرع المغربي خرج عن القواعد العامة من خالل النقطتين‬
‫التاليتين‪U:‬‬
‫‪92‬‬

‫فيما يتعلق بتفريد العقاب فالمادة ‪ 141‬من القانون الجنائي تخول للقاضي سلطة تحديد العقوبة وتفريدها في نطاق الحد‬
‫األدنى واألقصى المقررين في القانون المعاقب على الجريمة‪ ،‬لكن القانون الخاص لشركات المساهمة في مادته ‪377‬‬
‫وكذلك المادة ‪ 103‬من قانون باقي الشركات‪ ،‬خالفت القواعد العامة ونصت على أنه " خالفا لمقتضيات الفصول ‪ 55‬و‬
‫‪ 149‬و ‪ 150‬من القانون الجنائي‪ ،‬ال يمكن النزول عن الحد األدنى للغرامات الحبسية‬

‫" فهذا النص يتحدث عن مسألة تفريد العقوبة حيث انه ليس من حق القاضي النزول عن الحد األدنى للغرامات وإن توفرت‬
‫ظروف التخفيف‬

‫كما أن المادة ‪ 377‬من قانون ‪ 17.95‬تطرقت إلى مسألة إيقاف التنفيذ والتي ال يمكن أن تطال الغرامة المالية ‪ ،‬فهو يشمل‬
‫العقوبات الحبسية فقط‪ ،‬وذلك خالفا لما جاء في الفصل ‪ 55‬من القانون الجنائي‪93‬‬

‫المسيرون الذين استعملوا‪ ،‬عن سوء نية‪ ،‬السلطات التي يتمتعون‪ U‬بها أو األصوات التي يتوفرون عليها بهذه‬
‫الصفة استعماال يعلمون أنه ضد المصالح االقتصادية للشركة وذلك لتحقيق أغراض شخصية أو لمحاباة شركة أو‬
‫مقاولة لهم فيها مصالح مباشرة أو غير مباشرة‪.‬‬

‫‪91‬محمد كرم ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪000-009-008‬‬

‫‪92‬منير فوناني ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪010‬‬

‫‪ 93‬في حالة الحكم بعقوبة الحبس أو الغرامة‪ ،‬في غير مواد المخالفات‪ ،‬إذا لم يكن قد سبق الحكم على المتهم بالحبس من‬
‫أجل جناية أو جنحة عادية‪ ،‬يجوز للمحكمة أن تأمر بإيقاف تنفيذ تلك العقوبة‪ ،‬على أن تعلل ذلك‪.‬‬

‫‪54‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫واذا كانت هذه هي العقوبات االصلية التي يمكن تطبيقها على المسير الذي يرتكب جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة‬
‫فإن المشرع قد أورد عقوبات إضافية يمكن للمحكمة تطبيقها على من إرتكب الجريمة ‪ ،‬والتي جاءت في المادة ‪ 442‬من‬
‫القانون ‪ 17.95‬إذ نصت على اذا تم النطق بإحدى العقوبات المنصوص عليها في هذا القانون‪ ،‬يمكن للمحكمة أن تأمر إما‬
‫بنشر قرارها كامال أو بنشر مستخرج منه على نفقة المحكوم عليه في الصحف التي تحددها أو بإعالنه في األماكن التي‬
‫تعينها كما يمكن للمحكمة أن تقضي بسقوط األهلية التجارية للمحكوم عليه باإلدانة وذلك وفقا ألحكام المواد من ‪ 715‬إلى‬
‫‪94‬‬
‫‪ 720‬من مدونة التجارة ‪.‬‬

‫ويرى البعض أنه يمكن للمحكمة أن تلجأ إلى الحكم بالتدابير الوقائية الواردة في الفصل ‪ 87‬من القانون الجنائي‪ ،‬والتي‬
‫تنص على أنه " يتعين بالحكم من مزاولة مهنة أو نشاط أو فن في حق المحكوم عليه من أجل جناية أو جنحة‪ ،‬عندما يتبين‬
‫للمحكمة أن الجريمة المرتكبة لها عالقة مباشرة بمزاولة المهنة أو النشاط أو الفن ‪..."95‬‬

‫وذلك العتبار أن جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة تشكل خطرا على مدخرات الشركاء والمساهمين‪ ،‬تحت األغيار‪،‬‬
‫وبالتالي يمنع على هؤالء المسيرين مزاولة هذه المهنة داخل األجل المحدد في الفصل السابق‪ ،‬كما تجدر اإلشارة إلى أنه‬
‫في بعض الميادين كالميدان البنكي يمنع على الشخص الذي سبق الحكم عليه بجناية أو جنحة من مزاولة إدارة أو تسيير‬
‫او تدبير شؤون مؤسسة بنكية بأي شكل من األشكال أو التمتع بسلطة التوقيع نيابة عنها‪ ،‬وذلك طبقا للمادة ‪ 31‬من القانون‬
‫المتعلق بمؤسسات اإلئتمان ‪....96‬‬

‫‪94‬رضىابنخدة‪.‬م‪.‬س‪.‬ص‪830‬‬

‫<<‪ 95‬يتعين الحكم بالمنع من مزاولة مهنة أو نشاط أو فن في حق المحكوم عليهم من أجل جناية أو جنحة‪ ،‬عندما يتبين‬
‫للمحكمة أن الجريمة المرتكبة لها عالقة مباشرة بمزاولة المهنة أو النشاط أو الفن وأنه توجد قرائن قوية يخشى معها أن‬
‫يصبح المحكوم عليه‪ ،‬إن هو تمادى على مزاولة ذلك‪ ،‬خطرا على أمن الناس أو صحتهم أو أخالقهم أو على مدخراتهم‪.‬‬

‫ويحكم بهذا المنع لمدة ال يمكن أن تفوق عشر سنوات‪ ،‬ما لم ينص القانون على خالف ذلك‪ .‬وتحسب هذه المدة من اليوم‬
‫الذي ينتهي فيه تنفيذ العقوبة‪ .‬ويسوغ أن يتضمن الحكم بالمؤاخذة األمر بتنفيذ هذا التدبير مؤقتا‪ ،‬بالرغم من استعمال أية‬
‫طريق من طرق الطعن‪ ،‬عادية كانت أو غير عادية‬
‫‪ 96 >> .‬تستدعي اللجنة الممثل القانوني للمؤسسة المعنية‪ U‬قصد االستماع إليه‪ .‬ويمكن أن يستعين هذا األخير بكل شخص من‬
‫اختياره للدفاع عنه وذلك بعد أن تبلغ إليه اللجنة المؤاخذات المنسوبة إليه وموافاته بجميع عناصر الملف‪.‬‬
‫ويمكن أن تستدعي اللجنة بمبادرة منها أو بطلب من المعني باألمر ممثل الجمعية المهنية المعنية قصد االستماع إليه‬

‫‪55‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫لم ينص القانون الجنائي للشركات صراحة على مقتضيات خاصة بالمتابعة في جرائم الشركات عموما وهو ما يعني‬
‫خضوعها للقواعد العامة المتبعة‪ U‬في باقي الجرائم ‪ ،‬والمحددة في قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬اذ يمكن إثارتها من طرف‬
‫‪97‬‬

‫النيابة العامة ومن طرف المتضرر عن طريق تقديم شكاية الى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية‪ U‬واالنتصاب كطرف مدني ‪،‬‬
‫وتثبت صفة المتضرر للشركة نفسها فضال عن الشركاء والمساهمين الذين نالهم ضرر مباشر من الجريمة‪.‬‬

‫ويرجع للنيابة العامة حق إقامة الدعوى العمومية في هذه الجريمة نظرا الدور الذي تلعبه الشركة في تنمية اإلقتصاد‪،‬‬
‫والمساس بها كوحدة إقتصادية يمس بالمجتمع ‪ ،‬وبالتالي المساس بالنظام العام االقتصادي ‪ ،98‬و و جود النيابة العامة لحماية‬
‫المجتمع ومصالحه يقتضي منها تحريك الدعوى العمومية واذا كان يحق للشركة في إطار المسؤولية المدنية‪ U‬المطالبة‬
‫بتعويض الضرر االلحق بها بواسطة ممثليها القانونين فإنه يحق كذلك للمساهمين ‪ ،‬إما أفرادا او جماعات إقامة دعوى‬
‫الشركة في المسؤولية ضد المتصرف المخالف او المدير العام او المدير المنتدب ‪ ،‬غير ان التعويضات المحكوم بها في هذا‬
‫الصدد تمنح للشركة وليس للمساهمين‪ 99‬كما يحق لكل مساهم تضرر شخصيا من جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة تقديم‬
‫شكاية الى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية‪ U‬قصد إقامة الدعوى العمومية ضد الجاني‪ ،‬كما يحق له االنتصاب كمطالب بالحق‬
‫المدني أثناء جريان الدعوى العمومية‬

‫واذا كانو متعددين‪ U‬فإنه يسوغ لهم توكيل شخص او عدة أشخاص من بينهم لمباشرة حقوقهم بإسمهم امام المحكمة شريطة ان‬
‫يكون التوكيل كتابيا و أن يشير الى انه يمنح بمقتضاه للوكيل او الوكالء صالحية القيام بكافة أعمال المسطرة بإسم الموكل‬
‫‪ ،‬كما ينص عند االقتضاء على تخويل صالحية ممارسته طرق الطعن ‪ ،‬ويجب إن يتضمن المقال االسم الشخصي والعائلي‬

‫‪97‬ابن جدة رضى ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص ‪818 .814‬‬

‫‪98‬ذ‪.‬محمدكرام‪.‬م‪.‬س‪.‬ص‪20‬‬

‫‪ 99‬ابنجدةرضى‪.‬م‪.‬س‪.‬ص‪815‬‬

‫‪56‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫وعنوان كل واحد من الموكلين وكذا عدد االسهم التي يمتلكونها ‪ ،‬و ان يحدد مبلغ التعويض الذي يطالب به كل واحد منهم‬
‫‪.‬‬

‫كما ان تقادم الدعوى العمومية في إطار جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة يخضع لنفس القواعد التي تخضع لها باقي‬
‫الجنح بصفة عامة‪ ،‬اال ان القضاء ولتفادي بقاء الجريمة مستترة مما يجعل التقادم ال يخدم مصلحة المتضررين ‪ ،‬اقر ان‬
‫‪100‬‬
‫بداية امد التقادم هو التاريخ الذي يمكن في إكتشاف الجريمة والذي يمكن فيه تحريك الدعوى العمومية‬

‫محمد كرم ‪ .‬م ‪ .‬س ‪ .‬ص‪002-001 .‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪57‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫القانون الجنائي المغربي ال يتضمن أية ازدواجية تجمع بين المساءلة الجنائية للشخص المعنوي والعقاب‪ ،‬بعكس نضيره‬
‫الفرنسي الذي عمل على الجمع بين المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي وإفراد العقاب في مواجهة مسيري الشركة‬
‫باعتبارهم فاعلين أو مشاركين في تفس األفعال‪.‬‬
‫‪101‬‬

‫إال إنه إن كان الفصل ‪ 127‬من القانون الجنائي المغربي يمثل اإلطار العام للمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي‪ ،‬فإن‬
‫القضاء المغربي عرف نوعا من التدبدب والتأرجح بين إرجاع األفعال الجرمية للشركة او للمسيرين )الفقرة االولى(‪ ،‬وهو‬
‫تفس األمر نجده في تعامل القضاء المقارن مع جرائم الشركات)الفقرة الثاني)‬

‫‪101‬طارق البختي‪ .‬م س‪ .‬ص ‪941‬‬

‫‪58‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫القضاء المغربي لم يعرف استقرارا على رأي واحد‪ ،‬بل دائما ما كان يعرف تضاربا في مواقفه‪ ،‬بين إخضاع الشركة‬
‫كشخص معنوي للمسائلة الجنائية او إخضاع مسيريها لذلك‪ ،‬فنجده في بعض القرارات كان يسير قي إتجاه عدم المساءلة‬
‫‪102‬‬

‫الجنائية للشخص المعنوي بصفة عامة والشركاء على وجه الخصوص‪ ،‬وهو االمر الذي اقرته محكمة النقض )المجلس‬
‫األعلى سابقا( من خالل قرارها الصادر بتاريخ ‪ 1960/06/02‬تحت عدد ‪ 659‬حينما قضت بأنه‪« :‬ال يمكن تقرير‬
‫المسؤلية الجنائية اللشخاص المعنوية اال بناء على نص صريح في القانون‪» .‬‬
‫‪103‬‬

‫إال أنه ما يثير اإلنتباه هو ان بعض المحاكم المغربية سواء محاكم الدرجة األولى او محاكم الدرجة الثانية ذهب في بعض‬
‫الملفات المعروضة عليها الى عدم مسائلة الشخص المعنوي جنائيا‪ ،‬إال ان احكامها سرعان ما نقضت من طرف محكمة‬
‫النقض ‪.‬‬

‫فعلى سبيل المثال نجد ان محكمة االستئناف بالرباط ذهبت من خالل إحدى القرارات الصادر عنها الى عدم مسؤلية الشركة‬
‫جنائيا واعتبار مدير هذه الشركة هو المسؤول جنائيا عن األفعال المرتكبة من طرفه‪ ،‬إال ان محكمة النقض ‪-‬المجلس االعلى‬
‫سابقا‪ -‬نقضت القرار من خالل قرارها الصادر‬

‫بتاريخ ‪ 1962/12/13‬حيث لقرت بالمسؤولية الجنائية للشركة معللة موقفها بأن الشركة تعتبر مسؤولة جنائيا باعتبارها‬
‫مرتبكة فعال اجراميا وان اذانة مدير الشركة يعد خرقا لمقتضيات الفصل ‪ 127‬من القانون الجنائي‪ ،‬وبالتالي يعد من قبيل‬
‫‪104‬‬
‫خرق مبدأ شخصية العقوبة‪ ،‬مما يستوجب معه نقض قرار استئنافية الرباط‪.‬‬

‫‪102‬رشيد مزاح ‪« :‬المسؤلية الجنائية للشركة» رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في قانون األعمال ‪ ،‬جامعة الحسن‬
‫الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬عين الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية‪103. 0222-0223 :‬طارق‬
‫البختي‪ .‬م س‪ .‬ص ‪:248‬‬

‫‪104‬طارق البختي‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪248 :‬‬

‫‪59‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫والمالحظ من خالل توجه محكمة النقض السالف الذكر‪ ،‬انها استندت في تبرير قرارها على مبدأ شخصية العقوبة والتي من‬
‫خاللها حملت المسؤلية الجنائية للشركة دون مديرها الذي ارتكب الفعل الجرمي معتبرة ان هذا الفعل ما هو إال من قبيل‬
‫األفعال التي تزاولها الشركة‪.‬‬

‫من جهة أخرى ذهبت المحكمة االبتدائية بالرباط الى عدم مسائلة الشركة جنائيا حيث اعتبرت في إحدى األحكام الصادرة‬
‫عنها بتاريخ ‪ 1985/01/19‬ان مسير الشركة يتحمل المسؤلية الجنائية بعد ضبطه متلبسا ببيع كمية من علف الحيوانات ال‬
‫تتوفر على كمية الببوتين المصرح بها على الرغم من كون هذا األخير دفع بأنه مجرد مستخدم بالشركة ليس إال‪ ،‬وقد عللت‬
‫المحكمة حكمها بقولها ‪« :‬حيث ثبت من وثائق الملف ان المتهم له صفة مدير الشركة االمر الذي يحمله المسؤلية» ودن ان‬
‫‪105‬‬
‫تقضي بمسؤلية الشركة‪.‬‬

‫وفي االخير اضحى القضاء المغربي ياخد في بعض الحاالت بازدواجية المساءلة حيث نجد ان محكمة النقض في إحدى‬
‫قراراتها ذهبت اللخد بمسؤلية المسبر الى جانب مسؤلية الشركة معللت قراراها بأنه ال يوجد في القانون ما يعفي مدير‬
‫الشركة ما باعتباره ممثال للشخص المعنوي من هذه المسؤلية متى ثبت ان األفعال التي ارتكبها ولو باسم الشركة التي يمثلها‬
‫او بتفويض منها تندرج ضمن األفعال المجرمة قانونا‬

‫‪105‬قرار عدد ‪ 2263/7‬في الملف الجنحي عدد‪ 8774/98 U‬بتاريخ ‪ ،1998/11/01‬منشور بمجلة قضاء المجلس‬
‫األعلى‪ ،‬العدد‪ ،55‬السنة ‪ ،99‬يناير ‪ ،2000‬ص ‪ ،399 :‬اورده بنخدى رضى‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪:190‬‬

‫‪60‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫بالبحث في االجتهادات القضائية المقارنة اول مايمكن اإلتجاه اليه هو القضاء الفرنسي الذي يعتبر من اهن األجهزة القضائية‬
‫التي تتميز بالجرأة والجدة في معالجة اإلشكاليات القانونية التي عجز التشريع والفقه الفرنسيين على معالجتها‪ ،‬ذلك أن‬
‫القضاء الفرنسي وإن شكل مرجعية للعديد من المؤسسات التشريعية والقانونية‪ ،‬فإنه في بعض الحاالت تميزت مواقفه بين‬
‫التأرجح وعدم االستقرار‪ ،‬إذ أنه سرعان ماىعدل عن مواقف سبق وأن كرستها كقاعدة قانونية‪.‬‬

‫فقد ذهب من خال العديد‪ U‬من القرارات الصادرة عنه‪ ،‬خاصة على مستوى محكمة النقض إلى إقرار المسؤلية الجنائية‬
‫للشخص المعنوي‪ ،‬لكنه سرعان ما تراجع عن االقرا بل واحيانا علق هذا اإلقرار على توافر بعض الشروط‪ ،‬إال انه في‬
‫نهاية المطاف عاد ليقر بهذه المسؤولية في مواجهة الشخص المعنوي؛‬

‫وهكذا فقد ذهبت محكمة النقض الفرنسية من خالل قرارها الصادر عن الغرفة الجنحية ‪ 106‬بتاريخ ‪ 1997/12/02‬الى ان‬
‫مسائلة الشخص المعنوي جنائيا امر ال يمكن تحققه إال في حالة توافر شرط يستوجب ذلك‪ ،‬وجاء في تعليل هذا القرار‪:‬‬
‫«ينتج عن المادة ‪ 121-2‬من القانون الجنائي أنه ال يمكن اعتبار الشخص المعنوي مسؤوال جنائيا إال إذا ثبت ان مخالفة‬
‫ارتكبت لحسابهم من طرف هيئاتهم او ممثليهم وتفرض هذه اآللية المخالفة المسندة للشخص المعنوي الموصوفة بكل‬
‫عناصرها خاصة العنصر المعنوي على انها تمت على يد إحدى هيئات الشخص المعنوي او احد ممثليه‪U»...‬‬

‫ومن خالل القرار السالف الذكر يالحظ ان القضاء الفرنسي وإن اتجه نحو اقرار المسؤلية الجنائية لشخص المعنوي نتيجة‬
‫االفعال الصادرة عنه‪ ،‬إال أنه علق هذه المسؤلية على شريطة ارتكاب هذه االفعال لحساب الشخص المعنوي وأن تكون ارادة‬
‫ممثليه الذين ارتكبوا إحدى هذه األفعال تعكس تماما إرادة الشخص المعنوي‪ ،‬ذلك انه ال يمكن اعتبار مسؤلية الشخص‬

‫‪106‬قرار عن الغرفة الجنحية بمحكمة النقص الفرنسية بتاريخ ‪ 09/09/0221‬منشور بموقع محكمة النقض الفرنسية على‬
‫االنترنت ‪:‬‬
‫‪www.courdecassation.fr/document_traduits_2850/1585-1576-1610-2852/19330-htmt .‬‬

‫‪61‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫المعنوي عن فعل الغير الذي يرتكبه ممثلها لمصلحتها مسؤلية عن فعل الغير كما هو الحال في القانون المدني واإلداري‪ ،‬ألن‬
‫‪107‬‬
‫القانون الجنائي يحكمه مبدأ العقوبة‪.‬‬

‫‪ 107‬إدريس المزدغي ‪ « :‬بعض خصوصيات القانون الجنائي الفرنسي تشريعا واجتهادا»‪ ،‬مقال منشور بمجلة القضاء‬
‫والقانون‪ ،‬السنة ‪ ،80‬العدد ‪145‬‬

‫‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫إستحداث جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة سنة ‪ 1935‬بفرنسا لم يكن إعتباطا ‪ ،‬بل كان نتيجة قصور نطاق‬
‫جريمة خيانة االمانة و ظهور مستجدات سوسيو إقتصادية ‪ ،‬فظهور الثورة الصناعية وبروزها أدى إلى اإلهتمام بالمجال‬
‫الصناعي و التجاري أكثر إذ أصبح رأس المال مرتبط بهذه المجاالت ‪ .‬و كما أدت االزمة االقتصادية لسنة ‪ 1929‬الى‬
‫تطاول الكثير من مسيري الشركات الى رأسمالها والتالعب بها مما تطلب باالساس التصدي الى هذه الخروقات و وضع‬
‫ترسانة قانونية قوية لحماية اال قتصاد و المجتمع ‪ ،‬وبهذا ظعرت الحاجة الى وضع إجراءات تضع حد لهذه التجاوزات التي‬
‫تعصف بالشركات التجارية و التي تعتبر في النظام الليبرالي عصب المنظومة االقتصادية ‪.‬‬

‫فجاءت جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة كوسيلة قانونية زجرية للحد من التالعبات المالية التي تقع في تسيير هذه‬
‫الشركات‪.‬‬

‫ونالحظ من خالل دراستنا لهذه الجريمة انها كانت بالفعل وسيلة ناجعة تحد من التصرفات التي يقوم بها مسيري الشركات‬
‫لصالح أغراضهم الشخصية وتكون معارضة لمصالح الشركة‪.‬‬

‫إال أن ما يعيق تطبيقها هو صعوبة كشفها لكون المسير يكون هو المشرف اساسا على سيرها وبالتالي يكون كشفها شيئا‬
‫صعب المنال هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد صعوبة إثباتها لكونها أن قيامها يستلزم توافر الركن المعنوي المتجلي في‬
‫ذهاب نية المسير للقيام بأفعال تخالف مصلحة الشركة‪ .‬وهو عامل سيكولوجي يصعب إثباته وخاصة في أفعال تتأرجح داخل‬
‫الميدان اإلقتصادي الذي يعرف الربح والخسارة والحيلة والسرعة‪ ،‬وهي عوامل تجعل الكشف عن نية المسير شيئ عسير ‪.‬‬

‫هل اتجاهها يذهب لخدمة صالح الشركة ام لصالحه بطريقة غير مباشرة خاصة في حالة الخسارة؛‬
63
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫وهذا يظهر جليا في االحكام والقرارات القضائية التي تعرف تباينا جلبا في تعاملها مع هذه الجريمة‪.‬‬

‫‪64‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫المؤلفات العامة‬

‫د‪ .‬نورالدين اشحشاح منهجية العمل الجامعي ‪ .‬طبعة ‪2013‬‬

‫د‪.‬فؤاد معالل ‪ . .‬شرح القانون التجاري الجديد ‪ .‬الجزء الثاني ‪ .‬الطبعة الخامسة ‪ .‬دار االفاق المغربية ‪.‬‬

‫طارق البختي ‪ .‬المنظومة الزجرية لشركات المساهمة بين الصرامة والمرونة ‪ .‬مطبعة النجاح الجديدة ‪ .‬الدارالبيضاء‬
‫‪2016‬‬

‫د‪.‬عبد السالم بنحدو‪ .‬الوجيز في القانون الجنائي المغربي‪ ،‬المقدمة والنظرية العامة‪ .‬مطبعة اسبارطيل‪.‬‬

‫‪.‬احمد قيلش ‪. ".‬الوجيز في شرح القانون الجنائي العا د م ‪ .‬مطبعة االمنية ‪ .‬الرباط ‪ 2016 .‬وآخرون "‬

‫عبد الواحد العلمي ‪ .‬القانون الجنائي المغربي – القسم الخاص ‪ .‬الطبعة الثالثة ‪.‬مطبعة النجاح الجديدة ‪2003‬‬

‫د اشركي افقير عبد هلال ‪ .‬الموجز في قانون التامبن ‪ .‬سلكي اخوين – طنجة‬

‫د‪.‬عبد‪ U‬الواحد العلمي ‪ .‬القانون الجنائي المغربي – القسم العام ‪ .‬الطبعة الثالثة ‪.‬مطبعة النجاح الجديدة ‪2003‬‬

‫االقتصاد الخفي و الجرائم المالية و دورها في اعاقة التنمية ‪ .‬سلسة ندوات محكمة االستئناف بالرباط ‪ .‬العدد الرابع‬
‫‪2012‬‬

‫الجرائم المالية من خالل اجتهادات المجلس االعلى ‪ .‬الندوة الجهوية السابعة – دار الطالبة – وجدة ‪ – 31‬مايو‪ -‬فاتح‬
‫يونيو ‪2007‬‬

‫المؤلفات الخاصة‬

‫د ‪ .‬هشام بوحوص ‪ .‬محاضات في جرائم الشركات‬

‫ابن خدة رضى ‪ .‬محاولة في القانون الجنائي للشركات التجارية –تاصيل وتفصيل ‪.‬الطبعة الثانية ‪ .‬دار السالم للطباعة‬
‫والنشر والتوزيع – الرباط‪2012..‬‬

‫‪65‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫الرسائل و االطروحات‬

‫عثمان امنار ‪ .‬جريمة اساءة استعمال اموال الشركة في التشريع المغربي والمقارن ‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر –‬
‫قوانين التجارة واالعمال ‪ .‬جامعة القاض عياض ‪.‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –مراكش‪ . -‬الموسم‬
‫الجامعي ‪2008-2009.‬‬

‫وفاء فريكل ‪ .‬جريمة االستعمال التعسفي الموال الشركة ‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص ‪ .‬جامعة عبد المالك‬
‫السعدي‪ -‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ -‬طنجة ‪ .‬السنة الجامعية ‪2016-2017.‬‬

‫اسماء هتاك ‪ .‬حماية الدائنين في مرحلة صعوبات المقاولة ‪ . .‬رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص‪ . .‬جامعة عبد‬
‫المالك السعدي‪ -‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ -‬طنجة ‪ .‬السنة الجامعية ‪2011 2012 .‬‬

‫خدوج فالح ‪ .‬المسؤولية الجنائية للمسير في شركات المساهمة على ضوء التشريع والفقه والقضاء ‪ .‬اطروحة لنيل‬
‫الدكتورة في القانون الخاص ‪ . .‬جامعة الحسن الثاني – عين الشق_ كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية‪-‬‬
‫الدارالبيضاء ‪ .‬السنة الجامعية ‪2004/2003.‬‬

‫سناء الوزيري‪ ،‬السياسة الجنائية في ميدان الشركات التجارية‪ ،‬تقرير لنيل شهادة أطروحة الدكتوراه في الحقوق‪،‬شعبة‬
‫القانون الخاص‪ ،‬وحدة التكوين والبحث في قانون األعمال‪ ،‬جامعة محمد الخامس اكدال الرباط‪،‬‬

‫عائشة كايز ‪ .‬المسؤولية الجنائية لمسيري الشركات التجارية عن التالعبات المالية و المحاسبتية ‪ .‬رسالة لنيل دبلرم‬
‫الماستر‪ -‬قي القانون الخاص ‪ .‬جامعة عبد المالك السعدي‪ -‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ -‬طنجة ‪ .‬السنة‬
‫الجامعية‬

‫أحمد بوهدي ‪ .‬جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة‪ -‬دراسة مقارنة ‪ .‬بحث لنيل دبلوم الدراسات المعمقة في القانون‬
‫الخاص ‪ .‬جامعة محمد الخامس‪ -‬السويسي ‪ .‬السنة الجامعية ‪2004/2003 .‬‬

‫رشيد مزاح ‪ .‬المسؤلية الجنائية للشركة‪ .‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في قانون األعمال ‪ ،‬جامعة الحسن‬
‫الثاني‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬عين الشق‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة الجامعية‪:‬‬

‫المقاالت و المجالت‬

‫د عبد الحفيظ بلقاضي ‪ .‬جريمة اساءة استعمال اموال الشركة ‪ .‬المجلة المغربية لقانون االعمال و المقاوالت ‪ .‬عدد ‪.‬‬
‫‪ 11‬اكتوبر ‪2006 .‬‬

‫‪66‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫ذ‪.‬منير فوناني ‪ .‬جريمة اساءة استعمال اموال الشركة ‪ .‬مجلة القصر ‪ .‬العدد التاسع عشر‪.‬‬

‫هشام ازكاغ ‪ .‬جريمة اساءة استعمال اموال الشركة في قانون شركات المساهمة المغربي ‪ .‬مجلة المنارة ‪.‬العدد ‪14‬‬

‫محمد كرام‪ ،‬مجلة المحامي القوانين‬

‫مدونة التجارة‬

‫قانون شركات المساهمة ‪17.95‬‬

‫قانون باقي الشركات ‪5.96‬‬

‫القانون الجنائي‬

‫مدونة التامين‬

‫ظهير االلتزامات و العقود‬

‫‪67‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫مقدمة ‪5..........................................................................................................................................................‬‬

‫الفصل االول ‪ :‬طبيعة جريمة اساءة استعمال اموال الشركة وكيفية تحققها‪10........................................................................... .‬‬

‫المبحث األول ‪:‬طبيعة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ‪12.............................................................................................‬‬

‫المطلب األول تأصيل جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ‪13.............................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تمييز جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة عن الجرائم المشابهة لها ‪15.................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬التمييز‪ U‬بين جريمة إساءة استعمال أموال الشركة وجريمة خيانة األمانة ‪15................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تمييز‪ U‬جريمة إساءة استعمال أموال الشركة عن جريمة التفالس ‪17.........................................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬كيفية تحقق الجريمة ‪20.....................................................................................................................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬الركن المادي ‪21.............................................................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬عنصر االستعمال ‪21..........................................................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم االستعمال ‪23.....................................................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ .‬مضمون االستعمال ‪24................................................................................................................................ :‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬تعارض االستعمال والمصلحة االقتصادية للشركة ‪28.......................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الركن المعنوي ‪29...........................................................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬القصد الجنائي العام ‪31........................................................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القصد الجنائي الخاص ‪34.....................................................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‪ :‬العناصر العقابية لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة ‪34.................................................................................‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬شكل الشركات التجارية التي تقع عليها الجريمة والمساءلون عنها ‪35....................................................................‬‬

‫‪68‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫المطلب األول‪ :‬شكل الشركات التجارية التي تقع عليها الجريمة ‪36........................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شركات المساهمة ‪37..........................................................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الشركات التجارية األخرى ‪38................................................................................................................‬‬

‫أوال ‪ :‬شركات التأمين ‪39.....................................................................................................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬الشركات التعاونية ‪41.................................................................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬المساءلون عن جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ‪43.................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬الفاعل األصلي في جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ‪43...............................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬المسير القانونيى ‪44.....................................................................................................................................‬‬

‫ثانيا ‪ :‬المسير الفعلي ‪47.......................................................................................................................................‬‬

‫ثالثا ‪ :‬المصفي ‪48.............................................................................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬المشارك في جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ‪50......................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬العقوبات المطبقة على الجريمة وتعامل القضاء معها ‪51..................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬العقوبات‪ U‬المطبقة على الجريمة ‪52..........................................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬العقوبات‪ U‬االصلية والتبعية لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة ‪53......................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬إقامة الدعوى في جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ‪58.................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬تعامل القضاء المغربي و المقارن مع الجريمة ‪59.........................................................................................‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬موقف القضاء المغربي ‪61....................................................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬موقف القضاء المقارن ‪63.....................................................................................................................‬‬

‫خاتمة ‪65.......................................................................................................................................................‬‬

‫المراجع المعتمدة‪65........................................................................................................................................... U‬‬

‫الفهرس ‪68.....................................................................................................................................................‬‬

‫‪69‬‬
‫سهيل زويد – أنس بوغابة‬ ‫جريمة إساءة استعمال أموال الشركة‬

‫‪70‬‬

You might also like