Professional Documents
Culture Documents
جريمة إساءة
استعمال أموال
الشركة
تحت إشراف الدكتور :هشام بوحوص
:إعداد الطلبة
2
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
األم احلنون
اإلخوة واألخوات
االصدقاء والزمالء
أنس بوغابة
شكرا للك الذلين صادفهتم او صادفوين ،ال بد أن أكون قد تعلمت مهنم يشء ،او رغام عين علموين .
لكمة الشكر ال تفي حبق من وقفوا معي وصربوا وتكبدوا عناء الرتبية،
اىل ايم وأيب ولك املقربني.
سهيل زويد
3
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
ابتداء من سنة 1843ستتحول شكل الشركات التجارية من طابعها الرضائي المتمثل في اعتبار عقد الشركة عقد
رضائي ال ينتج إال مجرد التزامات بين أطرافه دون أن يرتب أثرا تجاه الغير ،إلى الطابع الشكلي وذلك عن طريق قانون
الشركات التجارية الفرنسي .بحيث سيتم اعتماد المعيار الشكلي إلضفاء صفة الشركة وذلك بغض النظر عن جوهرها او
غرضها ،وبهذا سيصبح قانون الشركات في فرنسا ينظم الشركات التجارية اعتبارا لركن الشكل ،هذا المعيار سيدفع
الشركات للتطور والخروج من قوقعة العالقات الفردية لتصبح أقرب إلى الميكانيكزم يكفي إنجاز شروطها لتتحرك مستقلة
عن إرادة من أنشأتها.
هذا التطور الذي كان يعرفه ميدان األعمال وخصوصا منه الشركات التجارية لم يكن المغرب بمنأى عنه ،إذ ان استعماره
من طرف فرنسا جعله تابعا لجل تشريعاتها؛
ابتداء من ظهير االلتزامات والعقود ثم القانون التجاري الصادران سنة بعد توقيع معاهدة الحماية اي سنة ،1913وصوال
إلى إصدار ظهير يقضي بتطبيق القانون الفرنسي الصادر بتاريخ 24يوليو 1868على شركتي المساهمة والتوصة
باألسهم ،ثم ظهير فاتح شتنبر 1926الخاص بتطبيق القانون الفرنسي الصادر بتاريخ 7مارس 1925على الشركات ذات
المسؤولية المحدودة.
وبعد استقالل المغرب لم تتغير الوثيرة بشكل ملحوظ ،بل ظل المغرب يعرف حركة تشريعية بطيئة غالبا ما تكون مستنسخة
من القوانين الفرنسية ،إلى أن وضع المغرب استراتيجية لتطوير قطاع األعمال تعتمد Uعلى المبادرات الفردية التي يتم
تنظيمها غالبا داخل تجمعات أللشخاص واألموال في شكل شركات ،هذا مع انخراطه الفعال داخل المنظومة الليبرالية
واحتضانه لمؤتمر تأسيس منظمة التجارة العالمية ،وعقده لعدة اتفاقيات للتبادل الحر مع االقتصاديات الكبرى بالعالم.
4
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
لكل هذا وألجل تمكين Uالشركات من لعب دورها كامال في تحريك دوالب االقتصاد حاول المشرع المغربي احتواء
الثغرات التي يمكن أن تعرقل السياسة االقتصادية ومن ذلك تحيينه للمقتضيات التي تمس من قريب أو بعيد الشركات
التجارية ،التي وإن وجدت لجلب رؤوس األموال فإن من ادوارها كذلك الحفاظ على بقاء واستمرار هذه الشركات ،ولهذا
جاء المشرع المغربي بحزمة من القوانين التي تخدم السيرورة االقتصادية وذلك مع نهاية العقد االخير من األلفية الثانية،
ونخص بالذكر قانون الشركات التجارية ،قانون االستثمار مدونة التجارة ،مؤسسات اإلئتمان ،المحاسبة التجارية ،قانون
البورصة ،قانون المحاكم التجارية ،قانون الشغل ،قانون المجموعات ذات النفع االقتصادي.
وبهذه الحزمة من القوانين حاول المشرع المغربي ضمان القوة اإللزامية لمختلف مقتضياته ،ألجل محافظة الوسط التجاري
والصناعي والمالي على االستقرار والثقة المطلوبة ،فحدى حدو التشريع الفرنسي بوضع ترسانة جنائية بمجال الشركات،
حيث خصص ضمن قانون الشركات مساحة على قدر كبير من األهمية للمواد الجنائية ،1على رأسها جريمة إساءة استعمال
أموال أو اعتمادات الشركة ،التي خصص لها المادتين 148من قانون شركة المساهمة والمادة 017من قانون باقي
الشركات وذلك بعدما تبين قصور الجزاءات المدنية كالبطالن و التعويض وعدم مالئمة الجزاءات التي يتضمنها القسم
الخاص من القانون الجنائي ،كجرائم النصب وخيانة األمانة للخروقات المرتكبة داخل الشركة و أن االموال التي توضع تحت
تصرف الجهاز االداري للشركة بهدف استغاللها بما يحقق مصلحة الشركة كثيرا ما يتم استغاللها لحساب المسيرين الخاص
قصد تحقيق أهدافهم و مصالحهم الخاصة .و من هنا ظهرت أهمية دراسة هذه الجريمة ومدى تأثيرها على المجال
االقتصادي ومنه االجتماعي.
ما يجعل من جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة موضوعات مهما وراهنيا ومتجدد البحث والدراسة ،هو
كونها جريمة تمس صلب الحياة االقتصادية وتكون سببا
1عبد العالي برزجو .العقاب في ميدان الشركات االتجارية .رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون
الخاص .جا معة عبد المالك السعدي –كلية الحقوق طنجة .السنة الجامعية 9002-902
6
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
النهيار كبريات الشركات التي تؤدي إلى انهيار اقتصاديات دول بأكملها ،وبالتالي المس بالجانب االجتماعي ومنه السياسي،
وذلك بفقدان الثقة في االستثمار ومنه ضياع فرص الشغل وتسريح العمال ووضع المجتمع في حالة هشاشة؛
كل هذا قد يتم تجنبه في حالة تطبيق المقتضيات القانونية التي تجرم هذا الفعل.
اشكالية البحث
سنحاول في بحثنا هذا أن نجيب عن كيف تعامل المشرع المغربي مع جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة؟
منهجية البحث
ومحاولة منا للجواب على هذه اإلشكاالت حاولنا االعتماد على المنهج الوصفي التحليلي ،اذ قمنا بوصف فلسفة المشرع في
التعامل مع الجريمة و كيفية إستحداثها .
ثم إخضاع البحث للمنهج المقارن من أجل فهم فلسفة المشرع المغربي مع غيره من التشريعات وتميز الجريمة عن غيرها
من الجرائم .
صعوبات البحث
خالل تطرقنا الى هذا الموضوع ) جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ( واجهتنا الكثير من الصعوبات والعوائق،
أهمها ضيق الوقت نظرا لتزامن هذا البحث مع إمتحانات نهاية السداسي السادس ،فمن الصعب التركيز على جهتين دون
إمكانية التخلي عن جهة .فبحث االجازة كما هو معلوم يكون الى جانب دراسة مجموعة من المواد االساسية ،كما
7
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
واجهتنا مشكلة إيجاد مراجع كافية الغناء البحث ما تطلب منا التنقل الى جامعات و مكاتب اخرى ،وخاصة ان هذا
الموضوع يناقش إشكاالت عميقة تمس بالواقع االقتصادي ،فكان علينا إيجاد مراجع متخصصة ،كما ان الموضوع مرتبط
بباقي القوانين االخرى رغم أن المشرع نص على الجريمة في قانون الشركات ،مما أوجب علينا التعامل مع مجموعة من
القوانين .
في ضوء كل ما سبق ذكره من اعتبارات منهجية وموضوعية ،فإننا نرى معالجة هذا من خالل فصلين األول خصصناه
لطبيعة الجريمة وكيفية تحققها وذلك بتميز هذه الجريمة موضوع البحث ) إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة( عن
باقي الشركات المشابهة لها في مبحث أول ثم تبيان كيفية تحققها في مبحث ثاني ،اما الفصل الثاني فقد خصصناه للعناصر
العقابية للجريمة فتناولنا فيه العناصر العقابية في مبحث اول ثم انتقلنا لدراسة العقوبات المطبقة على الجريمة وكيف تعامل
القضاء معها.
8
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
الفصل االول
9
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
يتضمن القانون الجنائي مجموعة من القواعد القانونية الزجرية التي تحصر األفعال والتروك Uالمعتبرة
جرائم ،والوقوف Uعند طبيعة كل جريمة وعناصرها Uالتكوينية التي تميزها لنسبة تطورها 2U.وعرف
الفصل 110من القانون الجنائي الجريمة على أنها " عمل أو امتناع مخالف للقانون الجنائي ومعاقب
عليه بمقتضاه".
لكن جريمة إساءة استعمال أموال الشركة لم ينص عليها المشرع في القانون الجنائي ،بل ضمنها قانون
شركات المساهمة 17.95وقانون باقي الشركات .5.96وذلك على غرار المشرع الفرنسي .وإنما
أدرجها في القانون 17.95المعدل والمتمم بالقانون 20.05المتعلق بشركات المساهمة وكذا قانون
شركات التوصية البسيطة والتوصية باالسهم والشركات Uذات المسؤولية المحدودة وشركة التضامن
وشركة المحاصة رقم5.96.3
نظرا اللنتشار الواسع الذي تعرفه داخل الشركات وخاصة شركة المساهمة ،فغالبية الشركات التي
تعاني من سوء التسيير ناتجة عن االستعمال السيء ألموال الشركة .إذ تعتبر جريمة إساءة استعمال
أموال الشركة حقيقة أبرز تطبيق قضائي Uللقانون الجنائي للشركات التجارية 4،حيث أصبحت هذه
الجريمة تحظى باهتمام كبير من طرف الفاعلين والباحثين القانونيين ،األمر الذي جعل المشرع يتدخل
لحماية أموال الشركة ضد محاوالت مسيرها المتالك أو استعمال أموالها بشكل يتعارض مع مصلحتهاU
االقتصادية.
فالتدخل الجنائي كان نتيجة اعتبارات قوية تتعلق بالعدالة والمنفعة ،ومن جهة أخرى يفتقد التقدير السليم .
لكن أفعال المسير المصحوبة بالغش والتحايل والتطاول تقتضي العقاب الجنائي ،وعليه أغلب الباحثين يرون أن التدخل
الجنائي في ميدان الشركات التجارية له مبرراته.
2.احمد قيلش "،وآخرون " ،الوجيز في شرح القانون الجنائي العا م ،مطبعة االمنية .الرباط 9002 . .الصفحة 5 .
. 3فؤاد معالل .شرح القانون التجاري الجديد .الجزء الثاني .الطبعة الخامسة .دار االفاق المغربية 9002 . .الصفحة 2
4طارق البختي .المنظومة الزجرية لشركات المساهمة بين الصرامة والمرونة .مطبعة النجاح الجديدة .الدارالبيضاء .
الصفحة 803- 802
10
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
وعليه سنعمل في المبحث األول عل تحديد طبيعة هذه الجريمة ،على أن ننتقل إلى كيفية تحققها في المبحث الثاني .
11
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
لم يدرج المشرع المغربي جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ضمن القانون الجنائي نظرا لطبيعتها الخاصة ،فتجريم
فعل إساءة استعمال أموال الشركة يهدف باألساس الى حمايتها باعتبارها شخصا معنويا ذو ذمة مالية مستقلة 5،ما يعني
حماية النظام العام االقتصادي .
إذ أن التجاوزات والتصرفات التي تتم من طرف المسيرين وقت إدارتهم وتسييرهم للشركات تنعكس سلبا على
استمراريتها .فسلطة اإلدارة والتصرف تغوي المسيرين وتولد لهم الرغبة في التصرف في أموال الشركة لحسابهم
الخاص على حساب مصلحة الشركة .لذلك نص المشرع المغربي على جريمة إساءة استعمال أموال الشركة وإعتماداتها
بموجب المادة 148من قانون شركات المساهمة ،والمادة 017من قانون باقي الشركات 5.18 .وجعل منها جريمة من
6
جرائم الصفة الخاصة بأشخاص محددين.
هذا ما جعل منها جريمة ذات طبيعة خاصة ،فرغم كونها جريمة زجرية إال أنها ليست من جرائم القانون الجنائي .
والتنصيص عليها بداية من طرف المشرع الفرنسي كان نتيجة لعدة عوامل.
لذى سنعمل بداية على تأصيل الجريمة في المطلب االول .وتمييزها عن الجرائم المشابهة لها في المطلب الثاني.
5.عثمان امنار .جريمة اساءة استعمال اموال الشركة في التشريع المغربي والمقارن .رسالة لنيل دبلوم الماستر – قوانين
التجارة واالعمال .جامعة القاض عياض .كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –مراكش . -الموسم الجامعي .
9003-9002الصفحة03
6عبد الحفيظ بلقاضي .جريمة اساءة استعمال اموال الشركة .المجلة المغربية لقانون االعمال و المقاوالت .عدد 00.
اكتوبر 9002 .الصفحة 09
12
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
تعود جذور جريمة إساءة استعمال أموال الشركة إلى المرسوم الفرنسي الصادر في الثامن غشت 1935بعدما تبين أن
جريمة خيانة األمانة ال يمتد نطاق تطبيقها إلى تلك األفعال الغير مشروعة التي يقوم بها بعض األشخاص المكلفين بإدارة
أموال الغير 7.كما ساهمت األزمة االقتصادية العالمية لسنة 1929في استحداث هذه الجريمة خاصة وأن االقتصاد الفرنسي
عانى من سوء تسيير بعض الشركات التي كان يتولى أمرها أشخاص ذوو نفوذ سياسي واقتصادي .8
وفي هذه الظروف االقتصادية المضطربة عملت الحكومة الفرنسية على التدخل لحماية االدخار ،والحد من الفضائح المالية عن
طريق سن جريمة إساءة استعمال أموال الشركة في المرسوم المشار إليه اعاله بعد تغير قانون 1867الذي كان ينظم
التوصية باألسهم ،ليمتد الفصل 45من المرسوم إليها والفصل االول منه إلى الشركات ذات المسؤولية المحدودة .هذا وقد
جمع قانون 24يوليوز 1966كل النصوص المتعلقة بالشركات التجارية والذي أبقى على هذه الجريمة .وهذه المقتضيات تم
إدراجها في القسم الرابع من مدونة التجارة الفرنسية .
والمشرع المغربي لم ينص على هذه الجريمة إال حديثا من خالل القانونين 17.95المتعلق بشركات المساهمة الصادر 30
غشت 1996 .و 5.96المتعلق بباقي الشركات .ألنه لم يكن أي مقتضى خاص بهذه الجريمة في ظهير 11غشت 1922
المتعلق بشركات المساهمة ،أو قانون 1922الخاص بالشركات ذات المسؤولية المحدودة 9.خاصة وأن هذه القوانين كانت
مأخوذة عن القانون الفرنسي لسنة 1867
وبالنسبة للقانون الجنائي المغربي رغم تجريمه لبعض األفعال ذات الصبغة االقتصادية الفصل 525 524 391 390
540 546
7منير فوناني .جريمة اساءة استعمال اموال الشركة .مجلة القصر .العدد Uالتاسع عشر .الصفحة 051 .
8وفاء فريكل .جريمة االستعمال التعسفي الموال الشركة .رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص .جامعة عبد
المالك السعدي -كلية العلوم
13
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
14
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
رغم أن جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة جريمة حديثة ،وتدخل ضمن جرائم الشركات إال أنها تتقاطع مع جريمة
خيانة األمانة ويقع الخلط بينهما .لذى سنعمل في الفقرة األولى على التمييز بينهما .
على أن نميز في الفقرة الثانية بين جريمة التفالس وجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة
على الرغم من اعتبار أن جريمة خيانة األمانة هي التي كانت تطبق قبل إستحداث جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ،فإن
بين الجريمتين اآلن مجموعة من الفوارق خاصة من حيث موطن النص القانوني ،فجريمة خيانة األمانة ينص عليها القانون
الجنائي وتحديدا الفصل 547منه .
" بقوله من إختلس أو بدد بسوء نية ،إضرارا بالمالك أو واضع اليد أو الحائز ،أمتعة أو نقوذا أو بضائع أو سندات أو
وصوالت أو أوراقا من أي نوع تتضمن أو تنشئ إلتزاما أو إبراء كانت سلمت إليه على أن يردها ،أو سلمت إليه إلستعمالها
أو إستخدامها لغرض معين ،يعد خائنا أللمانة ...".10
15
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
وجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة توجد خارج القانون الجنائي ،بل حددها المشرع في القانون المتعلق بالشركات .كما
أن جريمة خيانة األمانة تعد أشمل وأوسع إذ تمتد إلى سائر الشركات والهيئات اإلعتبارية ،والجمعيات والنقابات
والمجموعات ذات النفع اإلقتصادي ،ونطاق تطبيقها يتسع لجميع األشخاص بمن فيهم األجراء والمستخدمون 11.وال تنحصر
في فئة المسييرين القانونيين أو الفعليين كما هو الحال لدى جريمة إساءة استعمال أموال الشركة.
هذا ويتكون الركن المادي لجريمة خيانة األمانة من تسلم الجاني لمنقول على سبيل األمانة ،فهي غدر الفاعل بمن ائتمنهU
وعدم الوفاء بما عهد به اليه وهذا ما يميزها عن جريمة السرقة والنصب بإعتبار الجاني يتسلم اوال الشيء المنقول
12
ويحوزه حيازة مؤقتة ثم يقوم بتبديده أو إختالسه ،وبهذا يكون المشرع قد اعتمد على مصطلحين في خيانة األمانة،هما
اإلختالس و التبديدU.
13
واإلختالس هو ظهور األمين على الشيء المسلم بصورة المالك .إما باالمتناع عن رده دون مبرر مشروع وإما بالتصرف فيه
تصرفا ال يصدر إال عن مالكه بالرغم من بقائه في حيازته .والتبديد Uأضافه المشرع المغربي ليدخل به في جريمة خيانة
األمانة حاالت إتالف المال وهالكه ،مراعا ًة للرأي القائل بأن اإلختالس قاصر على حاالت إستفادة الجاني من المال الذي
إستولى عليه كما في السرقة ،حيث أن إتالف المال في مكان وجوده ال يسمى سرقة 14.ولتعتبر جريمة خيانة األمانة قائمة
البد من وقوع الضرر 15عن فعل اإلختالس أو التبديد ،فال عقاب على اإلختالس أو التبديد إذا لم يترتب عنه ضرر بمالك
الشيء.
11.عبدالحفيظ بلقاضي ،جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ،م .س .ص 13
ذ .محمد السفريوي .الجرائم المالية من خالل اجتهادات المجلس االعلى – الندوة الجهوية السابعة .دار الطالبة – وجدة
– 31مايو – فاتح يونيو
15د .عبد الواحد العلمي .القانون الجنائي المغربي – القسم الخاص .الطبعة الثالثة .مطبعة النجاح الجديدة 2003 .
الصفحة 272.
16
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
على عكس جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة التي لم يشترط فيها المشرع وقوع الضرر بل يكفي فيها إستعمال أموال
الشركة لوجه مغاير لمصلحة الشركة ،كتحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى له بها مصالح مباشرة
16
أو غير مباشرة.
ثم أن اإلختالف بين الجريمتين يتبين على مستوى العقاب أيضا ،إذ نجد أن جريمة خيانة األمانة عقوبتها أقصى من عقوبة
جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة .
حيث نص الفصل 547من القانون الجنائي في فقرته األولى على العقوبة األصلية لجريمة خيانة األمانة بالحبس من ستة
أشهر إلى ثالث سنوات ،و غرامة من مائتين إلى ألفي درهم ،ويمكن أن يكون هناك ظرف مخفف اذا كان الضرر الناتج
عنها قليل القيمة وفي هذه الحالة تكون العقوبة هي الحبس من شهر إلى سنتين والغرامة من مائتين إلى مائتين وخمسون
درهم.
كما جعل المشرع لها ظروف مشددة اذا توفرت هذه الظروف قد تصل العقوبة إلى خمس سنوات وغرامة خمسة آالف
درهم .في حين أن النص التجريمي إلساءة إستعمال أموال الشركة(المادة 384من القانون (17.95أقل عقوبة ولم ينص
على ظروف مشددة .
على الرغم من أن الجريمتين) Uجريمة إساءة استعمال أموال الشركة وجريمة التفالس ( تقعان داخل المقاولة ،ومرتبطتان
بالحياة االقتصادية فهدف المشرع من هذا التجريم هو حماية المقاولة والنظام االقتصادي بصفة عامة .إال أنه بين الجريمتين
مجموعة من الفوارق ،حيث أن جريمة التفالس ال تكون قائمة بالذات وال تتحقق إال بعد Uافتتاح مسطرة المعالجة القضائية
في مواجهة المدين عن دفع ديونه وصدور حكم بذلك.
خدوج فالح .المسؤولية الجنائية للمسير في شركات المساهمة على ضوء التشريع والفقه والقضاء .اطروحة لنيل
الدكتورة في القانون الخاص 16 . .جامعة الحسن الثاني – عين الشق_ كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية-
الدارالبيضاء .السنة الجامعية 9004/9008.الصفحة 39
17
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
لذا فإن تحديد Uتاريخ التوقف عن الدفع يعد المعيار الفاصل للتمييز بين الجريمتين 17،ذلك أنه في الحالة التي تكون فيه وضعية
المقاولة أو الشركة مستقرة من الناحية المالية ،فإن اإلختااللت أو التجاوزات التي ترتكب ضد موجوداتها أو إعتماداتها بشكل
غير مشروع ماهو إال إساءة إلستعمال أموال الشركة ،وبالمقابل فإذا كانت وضعية المقاولة أو الشركة مختلة بشكل ال رجعة
18
فيه يجعلها غير قادرة على سداد ديونها والوفاء بإلتزاماتها تجاه األغيار فإنه يتعين تطبيق النص الخاص بجريمة التفالس .
كما أن نطاق تطبيق جريمة التفالس هو أكثر إتساعا ،إذ يشمل إضافة إلى الشركات التجارية ،التجار والحرفيين .
كما يتعرض المشاركون في التفالس لنفس العقوبات المحددة للمتفالس إن لم تكن لهم صفة مسيري المقاولة طبقا ألحكام الفقرة
الثانية من المادة 722من مدونة التجارة ،على إعتبار أن المشرع نص على هذه الجريمة في المادة 721من مدونة التجارة
19
" 20يدان بالتفالس في حالة إفتتاح إجراء المعالجة األشخاص المشار إليهم في المادة 702الذين تبين أنهم إرتكبو أحد األفعال
التالية ...
ويضاف إلى هذا أن عقوبة المتفالس تبقى أشد طبقا للمادة 722من مدونة التجارة من عقوبة المسير المسيء إلستعمال أموال
الشركة ،فاألولى وإن جاءت تخييرية مثل الثانية بين الحبس والغرامة ،إال أن العقوبة الحبسية للمتفالس جاءت أكثر قسوة )
من سنة إلى خمس سنوات( 21.بإلضافة إلى أن عنصر اإلختالس في جريمة التفالس هو أقل إتساعا من عنصر إلستعمال في
17عبدالحفيظ بلقاضي .جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ،م .س .ص 14. .
18طارق البختي ،المنظومة الزجرية لشركات المساهمة بين الصرامة والمرونة ،م .س .ص 313.
ابن خدة رضى .محاولة في القانون الجنائي للشركات التجارية –تاصيل وتفصيل .الطبعة الثانية .دار السالم
للطباعة والنشر والتوزيع
19الرباط2012 .الصفحة 347
20المادة 721من مدونة التجارة .
21ذ .منير فوناني ،جريمة إساءة استعمال اموال الشركة ،م .س .ص 163.
18
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ألنه يشمل كل تصرف يقع على أموال الشركة 22،سواء كان بفعل إيجابي أو سلبي ،ذلك
على عكس اإلختالس فهو من تصرف إرادي يقع على أحد عناصر الذمة المالية للمدين بعد التوقف عن الدفع إضرارا بحقوق
الدائنين.
22ابن خدة رضى .محاولة في القانون الجنائي للشركات التجارية –تاصيل وتفصيل م .س .ص 346 .
19
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
بالعودة للنص القانوني)الركن القانوني( المتعلق بجريمة إساءة استعمال أموال الشركة سواء بالنسبة للمادة 384من قانون
شركة المساهمة ،17.95او المادة 107من قانون باقي الشركات 5.96.
نجد أن هذه الجريمة تعد كباقي الجرائم حيث يستلزم لقيامها توافر الركنين االلزمين لقيام الجريمة ،فنجد الفقرة الثالثة من المادة
148تتضمن كيفية تحقق الركن المادي الذي سنحاول التمحيص في كيفية تحققه في مطلب أول ،ثم نجد سوء النية الذي يذهب
بصاحبه الرتكاب الجريمة ويحقق الركن المعنوي الذي سنخصص له مطلب ثاني.
لكن قبل الخوض في هذا وذاك يجب االشارة الى ان ما يميز هذه الجريمة ويخرجها من زمرة الجرائم العادية هو وجوب
ارتكابها اوال من طرف اشخاص محددين ووفق شكليات معينة ،وهو ما يسميه بعض الباحثين بالمتطلب األولي .
23
حيث يجب تواجد شركة تجارية صالحة لكي تكون محال إلرتكاب الجريمة؛ وبالعودة للقوانين التي تنص على جريمة إساءة
استعمال أموال الشركة او اعتماداتها سواء تعلق األمر بقانون 17.95او 5.96نجد انها تنطبق على جميع الشركات
التجارية،بما فيها الشركة ذات المسؤولية المحدودة ذات الشريك الواحد ،ولو كان المسير هو صاحب الشركة اذ قصد المشرع
هنا هو حماية األغيار من الضرر وخاصة دائنين Uالشركة .ثم إن ارتكاب هذه الجريمة ال يكون إال من ذوي الصفة ،وهنا األمر
يتعلق بالمسير الفعلي او القانوني او المصفي اذا كانت الشركة تخضع لعملية تصفية .
24
لكن ما يهمنا هنا هو التطرق للركنين األساسيين لقيام الجريمة كما وأن ذكرنا ،الركن المادي الذي يتحقق بعنصري االستعمال
وتعارضه مع مصلحة الشركة ،و سوء النية الواجب توفره كركن معنوي.
23رضى بنخدة .محاولة في القانون الجنائي للشركات التجارية –تاصيل وتفصيل م .س .ص349
20
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
كما سبق واشرنا فجريمة إساءة استعمال أموال الشركة لقيامها البد من توفر الركن المادي ،الذي نجده واضحا بالعودة
لمقتضيات المادة 384من قانون شركة المساهمة والمادة 107من قانون باقي الشركات ،حيث يمكن ان نخلص من خالل
استقرائهما ان المشرع قد وضف مصطلحات ذات داللة موضحة هذا الركن فجاء في المادتين: U
" 1-اللذين استعملوا بسوء نية ،اموال الشركة او إعتماداتها إستعماال يعلمون تعارضه مع المصالح االقتصادية لهذه
االخيرة ،وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة او مقاولة على أخرى لهم بها مصالح شخصية مباشرة او
غير مباشرة"ّ.
ومن خالل النص أعاله يمكن تحديد عناصر الركن المادي للجريمة في كل نشاط يسعى الجاني من ورائه إلى استعمال
أموال الشركة أو اعتماداتها لتحقيق مصلحة شخصية )الفقرة األولى( ،ثم ان يتعارض هذا اإلستعمال ومصلحة الشركة )
الفقرة الثانية(.
لدراسة عنصر االستعمال يقتضي علينا الوقوف على مفهومه أوال ،ثم تبيان مضمونه ثانيا.
يقصد باالستعمال الموجب للمسؤولية في جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة كل تصرف يقع على أموال
الشركة ،ولو كان ال يدخل في نية الفاعل امتالك ذاك المال ،بل يكفي ان يقوم باستعمال عنصر من عناصر الذمة المالية
للشركة لتحقيق غرض شخصي او
21
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
مخالف للمصالح االقتصادية للشركة ،ولذلك يمكن القول بأن جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة تقوم بوجود
25
مجرد استعمال أموال الشركة بدون ان يكون لدى مرتكبها نية تملك ذاك المال.
وذلك كاستعمال سيارات ومحالت الشركة ألغراض شخصية من طرف المسير ،فهنا ال يلزم تحقق ضرر بالشركة بل يكفي
ان يتعارض هذا االستعمال ومصلحتها االقتصادية U.وهنا يظهر ان عنصر االستعمال له مفهوم واسع لكونه ال يرتهن بثبوت
نية التملك لدى المسير سيئ النية أو انتقال المال من ذمة الشركة المالية لذمة المسير ،بل يدخل حتى في كيفية استعمال
أموال الشركة وهي في ملكيتها مع التحري في هل كان االستعمال لصالح الشركة أم غير ذلك.
هذا باإلضافة إلى التساؤل الذي يطرح بجواز تحقق عنصر االستعمال بنشاط سلبي او عن طريق االمتناع كعدم مطالبة
المتصرف أو المدير بدين للشركة التي يديرها على شركة او مقاولة أخرى له بها مصالح شخصية ،او قعوده عن تخفيض
مبلغ مكافآته المالية رغم الخسارة المسجلة في ميزانية الشركة
26
وهنا بالعودة للفقه واجتهاداته في هذا الباب نجد هناك اتجاهين ،اتجاه يذهب بالقول بعدم جواز اعتبارا االمتناع او الترك
استعماال بالمعنى الذي يقوم به الركن المادي للجريمة؛ واتجاه آخر يقول بعكس ذلك ويرى االمتناع عن اتخاذ قرار معين في
صالح الشركة سلوك كافي لتحقق الجريمة
27
كما يرى بعض الفقه الفرنسي ان من الواجب التفرقة بين إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة ،وحالة إساءة أعضاء
أجهزة اإلدارة أو التدبير او التسيير للسلط المخولة لهم او األصوات التي يملكونها ،حيث يكفي هنا السلوك السلبي )عدم
االستعمال( ،إال اننا نرى أنه
25.طارق البختي ،المنظومة الجزرية لشركات المساهمة بين الصرامة والمرونة ،المرجع السابق الصفحة 314
26عبد الحفيظ بلقاضي ،جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ،م س،ص 16
22
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
28
يوجد هنا تعارض مع مبدأ الشرعية الجنائية " ال جريمة وال عقوبة إال بنص" وضيق تفسير النص الجنائي.
بالعودة لنص المادتين 107 384 Uمن القانونين السالف ذكرهما ،يتبين أنه ينبغي ان ينصب االستعمال على أموال الشركة او
على اعتماداتها ،وهنا يقصد باألموال " biensمجموع األشياء والموجودات المادية الموضوعة رهن تصرف الشركة،
بمعنى كل القيم المنقولة وغير المنقولة المخصصة لتحقيق غرضها" 29.وقد تكون هذه األموال عبارة عن عقارات او منقوالت
تدخل في الذمة المالية للشركة مثل المنقوالت والبضائع ،كما يمكن ان تكون عبارة عن ديون تتصرف بها؛ إال أن هذه
االخيرة )الديون( نجد أن بعض الفقه الفرنسي يرى بأن تكييف الفصل باعتباره إساءة االستعمال رهين بثبوت صفة الملكية
30
على المال للشركة ،أما مجرد الحيازة الناقصة او المادية فتقوم بها جريمة خيانة األمانة .
اما بالنسبة العتمادات الشركة فيقصد بها المركز المالي للشركة وقدرتها على االقتراض ،والقدرة على استقطاب الغير وطبيعة
معامالتها وسمعتها التجارية ،ومن هنا فإن إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة يكون بتعريضها الخطار معينة دون مبرر
تقتضيه مصلحتها ،وذلك كأن يستغل مسير الشركة ضمانا لقروضه الشخصية من البنك ،او ان يعمل على تحرير كمبياالت ال
31
تتعلق بنشاط الشركة .
29 28
عبدالحفيظ بلقاضي ،جريمة إساءة استعمال أموال الشركة س ،ص
veron (n) - op.cit,p167 29ذكره عبد الحفيظ بلقاض في .م س ،ص01
30بنخدة رضى ،محاولة في القانون الجنائي للشركات التجارية –تاصيل وتفصيل ،م س ،ص357
31د .فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري الجديد م .س .ص 25
23
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
لكي تقوم جريمة اساءة استعمال اموال او اعتمادات الشركة اشترط المشرع المغربي ان تستعمل هذه االموال او االعتمادات
استعماال يتعارض والمصلحة االقتصادية لهذه االخيرة.
اال ان التساؤل الذي يطرح هنا هو متى يمكن اعتبار االستعمال قد تعارض والمصلحة االقتصادية للشركة ؟
بالرجوع اوال الى مفهوم المصلحة االقتصادية للشركة ،نجده عسير الفهم كثير الجدل حيث يتأرجح بين اتجاهين :
االول يذهب في التصور العقدي للشركة ،ويقصد به هنا مقصد أهداف عقد الشركة الذي يتوافق عليه شخصان فأكثر بوضع
عملهم او أموالهم أو هما معا لتكون مشتركة بينهم قصد تحقيق الربح الناتج عن هذه الشركة ،ويستند هذا االتجاه في تحديده
للمصلحة االقتصادية على المادة 1348من القانون المدني الفرنسي ،والمادة 1007من قانون االلتزامات والعقود المغربي،
32
33
إذ تبعا لهاتين المادتين Uفإن مصلحة الشركة ال تتحقق إال بتحقق مصلحة المساهمين فيها .
و من هنا كان على المسيرين اإللتزام بالتصرف في حدود الغرض الذي أنشئت من أجله الشركة فضال عن ضرورة االلتزام 34
اما االتجاه الثاني فيتجلى في النظرية النظامية للشركة ،ويعرف هذا االتجاه مصلحة الشركة بأنها المصلحة العليا للشخص
المعنوي ذاته ،والذي يعد فاعال اقتصاديا مستقال وله أهداف مستقلة عن األشخاص المكونين له .وبالتالي ال يدخل في الحسبان
مصلحة الشركاء فقط كما
<< 32يلتزم كل شريك بأن يقدم الحساب في نفس الحدود التي يلتزم الوكيل بتقديمه Uفيها:
أوال -عن كل المبالغ والقيم التي أخذها من مال الشركة من أجل العمليات المشتركة؛
ثانيا -عن كل ما تسلمه من أجل الصالح المشترك ،أو بمناسبة العمليات التي هي
موضوع الشركة؛ ثالثا -وعلى العموم ،عن كل عمل يباشر من أجل الصالح
المشترك.
وكل شرط من شأنه أن يعفي شريكا من واجب تقديم الحساب يكون عديم األثر>> .
33طارق البختي ،المنظومة الجزرية لشركات المساهمة بين الصرامة والمرونة ،المرجع السابق ،الصفحة 317
43خديجة فالح ،المسؤلية الجنائية للمسير في شركات المساهمة على ضوء التشريع والفقه والقضاغ ،أطروحة لنيل
شهادة الدكتوراه في القانون الخاص ،جامعة الحسن الثاني ،الدار البيضاء 2093-2004
24
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
تذهب لذلك النظرية التعاقدية ،وإنما ايضا مصلحة األجراء والدائنين والموردين والزبناء ،بل وحتى مصلحة الدولة إذ بنجاح
الشركة تقضي عن البطالة وتحيي االقتصاد ويعم االزدهار.
هذا وجدير بالذكر أن المشرع المغربي اكتفى بذكر المصلحة االقتصادية على خالف المشرع الفرنسي الذي استعمل مصطلح
المصلحة االجتماعية ،وكما هو معلوم فمصطلح المصلحة االجتماعية أعم وأشمل من المصلحة االقتصادية ألن هذه االخيرة
تقتصر على الجانب المالي ،في حين تشمل المصلحة االجتماعية جوانب عدة منها المالي وسمعة الشركة وقدرتها على استيعاب
اكبر قدر من األجراء وكذلك مصلحة الدولة في استفادتها من الضرائب ،وبذلك يكون المشرع الفرنسي قد أحسن في تبنيه
المصلحة االجتماعية بشساعة مدلولها؛
وعموما فمسألة تعارض االستعمال والمصلحة االقتصادية للشركة ينقسم لرأيان ،رأي يعتمد Uعلى معيار المقابل وآخر يعتمدU
معيار المخاطر ،االول يرى بأن التعارض يتحقق بمجرد عدم جني الشركة ألي ربح او مقابل فوري ،وهذا الرأي يجد الكثير من
االنتقادات أهمها أنه ينظر إلى كل صفقة على حدة وليس إلى مجموع الصفقات ،حيث ان الميدان التجاري يعمل في األساس على
عنصر المجازفة وهو ما يخالف هذا الرأي.
في حين نجد الرأي الثاني يستند على معيار المخاطرة بحيث كل استعمال يعرض الشركة للخطر يعتبر تعارضا ،وذلك إذا ما
كان الدافع هو تحقيق مصلحة شخصية حتى ولو لم يتحقق الضرر للشركة .وبالتالي يتابع المسير في هذه الحالة وإن كان في
35
نيته المبادرة إلصالح هذا الضرر بإبرام مجموعة من الصفقات والعمليات المربحة للشركة ،إذ أن هدف المشرع هنا هو زجر
هذه السلوكيات المتمثلة في عنصر المخاطرة بمعناها السلبي بغض النظر عن نتيجة العمل الجرمي.
وفي هذا اإلطار يطرح تساؤل في غاية األهمية ،وهو هل تقوم جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة من اجل
هدف غير مشروع يخدم مصلحة الشركة ،كمثل دفع رشوة قصد اإلعفاء من عبء ضريبي او الفوز بصفقة مربحة؟
وهنا بالعودة للنصوص المنضمة لهذه الجريمة نجدها تتحدث عن االستعمال الذي يتعارض مع المصالح االقتصادية للشركة ال
عن االستعمال الغير المشروع ،إال أنه يمكن أن تتحقق هذه الجريمة إذا ما كان هذا االستعمال يحدق به خطر االضرار
بالشركة مستقبال فهنا نكون أمام استعمال يتعارض ومصلحة الشركة.
وهذا التذبذب الذي تعرفه هذه الحالة نجده في اكثر من حالة في القضاء الفرنسي ،حيث اعتبرت الغرفة الجنائية لمحكمة
النقض الفرنسية في قرار لها صادر بتاريخ 22أبريل 1992أن االستعمال غير المشروع ألموال الشركة كفيل بقيام جريمة
إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة ،إال ان هذه المحكمة تراجعت عن هذا الموقف في قرار آخر صادر في 6فبراير
، 1997حيث اعتبرت فيه صرف أموال الشركة من اجل هدف غير مشروع غير كاف للقول بتعارضه مع مصلحة الشركة
36
،Groupهل ينظر إلى مصلحة باإلضافة لكل هذا يثار تساؤل آخر حول مجموعة الشركات de sociétés
الشركة كوحدة مستقلة لقيام الجريمة أم الى المصلحة العامة للمجموعة ككل؟
مجموعة الشركات من بين ما افرزه االقتصاد الحر ،إذ تعرف هذه الظاهرة نموا مضطرا حيث أضحت من اكثر الممارسات
شيوعا وتدخل في نظاق هذه المجموعات كل من التعاون والتبادل.
وهو ما يجعل متابعة مسيري المقاوالت المنضوية تحت لواء هذه المجموعات أمرا عسيرا حيث يصعب تحديد Uعنصر
التعارض مع مصلحة الشركة ،واشكال متى يتم تسبيق مصلحة الشركة ومتى يتم تسبيق مصلحة المجموعة ،وفي هذا الصدد
نجد ان القضاء الفرنسي قد حسم الجدل في هذه النقطة االخيرة وذلك منذ صدور القرار الشهير Rozemblumفي 4
فبراير
36
المادة 834من قانون شركة المساهمة ،المادة 001من قانون باقي الشركات
26
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
1985الذي حسم هذا اإلشكال لصالح الحل الثاني لكن مع ضرورة ان يكون هذا الفعل مستلزما لعدة شروط وهي ان تكون قد
:
• وثبت انه ليس من شأنها خلق نوع من عدم التوازن بين االلتزامات الواقعة على كل من الشركة المانحة والشركة
المستفيدة.
27
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
لكي تقوم جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة ال يكفي توفر عنصر المادي لوحده
،بل البد من اقترانه والركن المعنوي اي القصد الجنائي وهو انصراف نية المجرم إلى تحقيق هدفه الجرمي بعد ان يكون
قد قرر القيام به ، 37ولذلك نجد ان المشرع ال يعاقب على األفعال المضرة إال إذا كانت صادرة عن إرادة آثمة وال يعاقب
عليها حينما ال تكون هذه اإلرادة آثمة أو تكون نتيجة لقوة قاهرة ،والمشرع في العادة ال يستعمل عبارة القصد الجنائي او
الخطأ الجنائي وإنما يستعمل ما يفيد ذلك ،فبالنسبة للقصد الجنائي نجد كلمة) عمد ،تدليس ،بإرادة ،
بوعي ،بإصرار ،بتبصر )..وبالنسبة للخطأ الجنائي نجد عبارة) غير عمدي ،عدم تبصر ،عدم احتياط ،عدم انتباه او
38
إهمال(..
39
وبالعودة للنصوص القانونية المتعلقة بجريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة نجد المادة 384من قانون شركة
المساهمة والمادة 107من قانون باقي الشركات تنص في فقرتها الثالثة على التالي:
"1-الذين استعملوا بسوء نية ،أموال الشركة أو اعتماداتها استعماال يعلمون تعارضه مع المصالح االقتصادية لهذه األخيرة
وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى لهم بها مصالح مباشرة أو غير مباشرة"
وتبعا للعبارات التي اعتمدها المشرع في النص أعاله وهو يتناول هذه الجريمة يظهر جليا انه لقيام هذه الجريمة البد من
توافر القصد الجنائي الذي يتجلى في شرطين األول سوء النية)الفقرة األولى( والثاني استهداف تحقيق مصالح شخصية)الفقرة
40
الثانية( ويعرف األول بالقصد العام فيما يطلق على الشرط الثاني القصد الخاص .
37عبد السالم بنحدو ،الوجيز في القانون الجنائي المغربي ،المقدمة والنظرية العامة ،ص 162مطبعة اسبارطيل ،طنجة
2011
38الفصول 393.393،400،505من مجموعة القانون الجنائي
39لفصول 433.432من مجموعة القانون الجنائي
40عثمان أمتار ،جريمة إساءة استعمال أموال الشركة في التشريع المغربي والمقارن ،رسالة لنيل شهادة الماستر ،جامعة
لتحقق القصد العام يلزم توفر عنصريه العلم و االرادة ،العلم بمعنى أن يدرك المسير بأن الفعل الذي يقترفه او يأتيه
يتعارض ومصلحة الشركة ويعرضها للخطر ويمس مصالحها االقتصادية ،واإلرادة تتجلى في اتجاه إرادة الجاني إلى تحقيق
الواقعة االجرامية وإحداث النتيجة التي ينهي عنها القانون.
وبما ان تحقق القصد العام يستوجب توفر العلم و االرادة ،فإن مجرد االهمال او الخطأ في التسيير حتى ولو كان جسيما ال
يدخل في تكوين الركن المعنوي لهذه الجريمة ،إذ أن جريمة إساءة استعمال أموال أو اعتمادات الشركة جريمة عمدية،
يرتهن قيامها لتوافر عناصر القصد الجنائي ،وكما هو معلوم على عناصر القصد الجنائي انها عناصر غير مادية ،أي نفسية
ترجع إلى ذهن المتهم وعالمه الباطني ،وبالتالي إذا لم يوصل إلى كون المتهم يحيط بالواقعة اإلجرامية إحاطة تامة ،وبأنه
قام بتنفيذ Uالجريمة بإرادته الحرة ،فإنه ال سبيل إلى إثبات الجرم عليه.
وبما ان سوء النية المتطلب هنا وفي جميع الجرائم العمدية Uهو سلوك نفسي سيكولوجي ال يمكن بأي نص قانوني ،فإنه
يرجح بأن تخضع هذه الجريمة للسلطة التقديرية لقاضي الموضوع وذلك دون الخضوع لرقابة محكمة النقض ،لكن مع
تعليل القضاة العناصر التي اعتمدوها للقول بسوء النية ،كطبيعة الفعل نفسه وأهمية الضرر االلحق بالشركة أو الخطر الذي
يتهددها.42
لكن بالعودة للقضاء الفرنسي نجده يذهب في اتجاه معاكسا لذلك ويعتبر العلم فقط كافيا لتحقق الجريمة ،إذ ذهبت محكمة
النقض الفرنسية إلى كون الركن المعنوي يكون في حالة العلم فقط
42سناء الوزيري ،السياسة الجنائية في ميدان الشركات التجارية ،تقرير لنيل شهادة أطروحة الدكتوراه في
الحقوق،شعبة القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في قانون األعمال ،جامعة محمد الخامس اكدال الرباط ،موسم
9005-9002ص8
29
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
لكن مع ضرورة استجالء قاضي بكون التصرف يلحق ضررا بمصلحة الشركة
الموضوع لعنصر سوء النية ،وعند تعدره الوصول إلى ذلك فإنه يجب ان تفسر االفعال بانها مخالفة وهكذا فإنه إذا كان للقضاة
شك في استنتاج سوء نية أجهزة اإلدارة او التدبير او التسيير وقصده في إلحاق الضرر بالشركة من خالل تصرفه ،فإن هذا
44
الشك يجب ان يفسر لمصلحة األجهزة السالفة الذكر .
وهذا التوجه الذي ذهبت إليه محكمة النقض الفرنسية ما هو إال تكريس للمبدأ القانوني الشهير" الشك يفسر لصالح المتهم"
وهو الموقف الذي ذهب إليه القضاء المغربي كذلك بتكريسه من طرف المجلس األعلى )محكمة النقض حاليا( في قرار لها
بتاريخ 17ماي 1995بنقض قرار ادين بموجبه أحد الشركاء بالتصرف في المال المشترك بسوء نية باعتبار أن المحكمة لم
45
تقم بإبراز وجود عنصر "سوء النية" وهو ما عرض قرارها للنقض.
إال أنه يجب االشارة الى كون ان افتراض سوء النية لدى المسير اعتبارا للمركز الرفيع الذي يشغله والمسؤلية الجسيمة
التي يتحملها داخل الشركة اضحى هو األصل في الممارسة القضائية.
46
بحيث أنه كلما تأكد القاضي ان المتهم قد سعى من وراء الفعل المنسوب إليه مجرد تحقيق مصلحته الشخصية أصبحت
مسؤليته الجنائية قائمة ال سيما وأنه ال يدخل ضمن اسباب اإلباحة الكفيلة بمحو الجريمة عن الفعل المذكور ال اجازته من
قبل باقي الشركاء وال التمسك بكونه لم يسبب ضررا للشركة.
45قرار ،9080صادر بتاريخ 17ماي ،1995ملف جنحي 2902085-منشور بمجلة قضاء المجلس األعلى ،عدد ،48
السنة الثانية عشر يناير
،0222اورده طارق البختي ،م س
30
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
باإلضافة إلى القصد العام الذي يكمن في عنصر سوء النية البد لقيام جريمة إساءة استعمال أموال الشركة او اعتماداتها من
ثبوت قصد جنائي خاص ، 47وهو ذلك الباعث او تلك الغاية التي تحرك إرادة الفاعل وتدفعه إلى ارتكاب السلوك اإلجرامي ،
48
إذ هو إرادة واعية تتعلق بأمر ال يعد من العناصر المادية للجريمة ،فتحققه ليس ضروريا لوجودها ودوره هو ان يكون دافعا
يحرك الجاني الرتكاب الفعل المجرم وتحقيق اغراض شخصية او تفضيل شركة أو مقاولة أخرى يكون ألعضاء أجهزة اإلدارة
49
او التدبير Uفيها مصالح مباشرة او غير مباشرة.
ولهذا نجد ان القصد الجنائي في هذه الجريمة يتمثل فى الغاية التي يسعى إلى تحقيقها المسير وهي المصلحة الشخصية التي ال
يشترط فيها ان تكون دائما مالية ،إذ يمكن ان تكون باإلضافة لذلك عبارة عن امتياز معنوي او مهني.
وفي هذا اإلطار نجد عدة أراء بين جامع للقصد العام والخاص وبين من يرى ضرورة توفر القصد العام ثم الخاص؛ فنجد
بعض الباحثين يرون ان القصد الخاص غير مستقل عن القصد الخاص وأن الجريمة ال يمكن ان تقوم بالقصد الخاص فقط ،إذ
ان هذه األخير له ارتباط وثيق بالقصد العام ،فهو يستند عليه ،وال يمكن البحث عن القصد الخاص قبل التأكد من وجود القصد
العام .
50
في حين يرى البعض اآلخر 51ان عنصر القصد الخاص أمر ضروري إلكتمال مقومات الركن المعنوي للجريمة ،واليغني
عنه مجرد علم المسير باالعتداء على مصلحة الشركة واتجاه إرادته نحو تنفيد الواقعة اإلجرامية ،فلئن كان عنصر القصد العام
غير كافيين بمفردهما للعقاب على الجريمة ،فإن عنصر العقد الخاص المتجسد في سعي المسير نحو المصلحة الشخصية
يحقق هذه الكفاية ألن تقرير وجوده ينهض دليال قاطعا على وجود ذلك العنصرين.
31
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
ولتوافر القصد الجنائي ال ننسى أنه انه من الواجب ان يتوفر على عناصره المتمثلة في تحقيق مصلحة شخصية للمسير،
وذلك كما جاء في المادة "وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة او مقاولة أخرى لهم بها مصالح مباشرة أو
غير مباشرة".
وهذا االشتراط مؤداه حصر الجريمة في نطاق ضيق ولهذا يتم الحرص على تزويد القاضي لدى اطالعه على القضية بتقدير
الوقائع المعروضة بعنصر اضافي من شأنه الكشف عن الباعث المحرك على الفعل وتعزيز وجود القصد الجنائي لدى
52
الفاعل .
وللمصلحة الشخصية التي يرمي المسير إلى تحقيقها مفهوم واسع فقد تتسم مصلحة المسير بالصفة الشخصية ،فهي تختلف
اهي ذي طبيعة مادية كاالغتناء على حساب الشركة ام دي طبيعة معنوية كالحرص على المجاملة وكسب ثقة اآلخرين وذلك
كأن يكون غؤض الفاعل هو إنقاذ سمعته وسمعة أسرته ،او سياسية كالبحث عن تألق سياسي عن طريق تمويل حملة انتخابية
ألحد األحزاب أو األشخاص او حتى التقرب من االشخاص في الحكم او السلطة.
والغالب ان تكون مصلحة المسير مباشرة كسداد مصاريفه الشخصية من ميزانية الشركة او تسخير إمكانياتها في سبيل تلميع
صورة العائلة او ربط عالقات متميزة مع زبناء او موردين عن طريق منح تخفيضات عن الشراء او سداد مصاريف العطلة
السنوية الخاصة بالمسير وعائلته من أموال الشركة.
32
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
الفصل الثاني
33
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
تعتبر جريمة إساءة استعمال أموال الشركة من جرائم القانون الجنائي للشركات التجارية ،و قد رصد المشرع لمرتكيبيها
عقوبات أصلية وعقوبات إضافية تطبق عليهم إما بصفة وجوبية أو إختيارية 53.ويهدف المشرع من خالل هذه الجريمة إلى
حماية الذمة المالية للشركات من أفعال مسيريها لكن قبل الحديث عن عقوبات الجريمة وكيفية تعامل القضاء معها في
المبحث الثاني .سنعمل في المبحث األول على تحديد شكل الشركات التجارية التي تقع عليها والمساءلون عن هذه الجريمة.
53عائشة كايز .المسؤولية الجنائية لمسيري الشركات التجارية عن التالعبات المالية و المحاسبتية .رسالة لنيل دبلرم
الماستر -قي القانون الخاص .جامعة عبد المالك السعدي -كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -طنجة .السنة
الجامعية . 2017الصفحة 20 .
34
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
ال شك في أن الشركات التجارية اليوم هي من لبنات التنمية والتقدم ،ومركزا من مراكز تجمع األموال وهذا مايجعلها
معرضة للخطر سواء من طرف المتعاملين معها أو العاملين بيها.
فجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة أدجها المشرع محاوال حماية الشركة من التالعبات التي قد تقع داخلها .
وسنعمل في المطلب االول على تحديد الشركات التجارية التي تقع عليها الجريمة ،وبعده سننتقل في المطلب الثاني إلى
المساءلون عنها بإعتبارها جريمة من جرائم الصفة ،ال يمكن إرتكابها اال من طرف أشخاص محددين قانونا
35
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
بالرجوع Uإلى القوانين المنظمة للشركات التجارية القانون 17.95المعدل والمتمم بالقانون 20.05
والقانون 05.96فإن المشرع نص على هذه الجريمة بخصوص جميع الشركات .شركات األشخاص
وشركات األموال على عكس المشرع الفرنسي الذي حصر هذه الجريمة في شركات األموال دون شركات
54
األشخاص .
هذا بعد أن برهنت التجربة في إعتماد جريمة خيانة األمانة عن عدم إستيعابها لبعض التصرفات Uالتي يقوم
بها المسيرون داخل الشركات التجارية .
ويرجع السبب في هذا الحصر أن مسؤولية المسييرين في شركات األشخاص هي مسؤولية مطلقة
وتضامنية ،مما يعني أن أي خطأ يرتكب في التسيير يكون له إنعكاس على الذمة المالية الخاصة
للمسييرين .وعليه فجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ال تطبق في فرنسا Uعلى جميع أنواع الشركات
المنظمة بموجب مدونة التجارة الفرنسية 55.وإنما ينحصر نطاق تطبيقها على مسيري الشركات التالية :
الشركة ذات المسؤولية المحدودة ،شركة التوصية باألسهم ،شركة المساهمة وشركة المساهمة المبسطة .
وكما سبق الذكر فإن المشرع Uالمغربي Uلم يستثني شركات األشخاص من نطاق جريمة إساءة إستعمال
56
أموال الشركة ،وترك الباب مفتوحا لتطبيق Uهذه الجريمة على شركات األشخاص واالموال
45عبد الحفيظ بلقاضي ،جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ،م .
س .ص 55 09 .ذ .منير فوناني .جريمة إساءة إستعمال أموال
الشركة ،م .س .ص 053
65ذ .منير فوناني .جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ،م .س .ص 159
36
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
باعتبار القانون 17.95المعدل والمتمم بالقانون 5820.05المتعلق بشركات المساهمة وهو أول قانون ينظم
الشركات فإنه يمكن اعتباره الشريعة العامة للشركات التجارية لكون القوانين األخرى كقانون 1.70المتعلق بباقي الشركات
يحيل عليه .
كما أن جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة تم التنصيص عليها ألول مرة في المادة 384من قانون شركات المساهمة
" ....يعاقب بعقوبة الحبس من شهر إلى ستة أشهر "...وقانون 5.96
لم يصدر إال في وقت الحق عن القانون 17.95هذا ونص المادة 118منه أحال على قانون شركة المساهمة الذي ورد
فيه " تطبق العقو الزجرية المنصوص عليها في قانون شركات المساهمة على شركات التوصية باألسهم .
تطبق العقوبات الخاصة بالرؤساء والمتصرفين والمديرين العامين أو أعضاء مجلس اإلدارة الجماعية لشركات المساهمة
على مسيري شركات التوصية باألسهـم فيما يتعلق باختصاصاتهم " .
كما أن المادة 437من قانون 17.95والمتعلقة بالعقوبات الزجرية المطبقة على شركة المساهمة تنص على أن " ...
تطبق العقوبات المقررة ألعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير لشركات المساهمة على رئيس ومسييري شركة
المساهمة المبسطة" ..
75فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري الجديد، Uم .س .ص 175
37
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
لقد وسع المشرع المغربي من نطاق جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة إلى شركة التضامن وشركة التوصية باألسهم
وشركة التوصية البسيطة وشركات المسؤولية المحدود .فبمقتضى القانون 5.95وتحديدا Uالمادة 107منه التي نصت
59
على هذه الجريمة حيث نقل المشرع نص الفصل 3/384من القانون .17.95
ولم يستثني المشرع المغربي حتى شركة المحاصة رغم إفتقادها للشخصية المعنوية .وحسب بعض الباحثين 60فإن النص
الواجب التطبيق على شركات المحاصة هو الفصل 523من القانون الجنائي ،61ذلك لكون المال هنا اي في شركة
المحاصة يكون مشتركا بين الشركاء ،وما دام األمر يتعلق بشركة ال تتمتع بالشخصية المعنوية ال يمكن الحديث بتاتا عن
وجود ذمة مالية مستقلة ،والتي تعتبر من أهم آثار الشخصية المعنوية والتي سعى المشرع إلى حمايتها من خالل إستحداثه
لجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ،وهو ما ال يتواجد لدى شركة المحاصة .ويضيف منير فوناني في مقاله بمجلة
القصر أن " ...المشرع المغربي قد جانب الصواب حينما ضم شركة المحاصة للشركات التي تطبق عليها جريمة إساءة
إستعمال أموال الشركة ،فقد كان عليه أن يستثنيها بنص صريح ،أو على األقل أن يخصص لكل شركة من الشركات
المنصوص عليها في القانون 5.96فصوال تحدد الحرائم والعقوبات الخاصة لها " .
هذا ونجد المشرع الفرنسي ال ينص على هذه الجريمة في شركات األشخاص التي هي :شركة التضامن ،شركة التوصية
البسيطة ،شركة المحاصة .ويقتصر فقط على شركات األموال المتمثلة في شركة المساهمة وشركة المسؤولية المحدودة
وشركة التوصية باألسهم وشركة التوصية باألسهم المبسطة .
59عبد الحفيظ بلقاضي ،جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ،م .س .ص 13
60عبد الحفيظ بلقاضي .جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ،م .س .ص 13 .و منير فوناني ،م .س .ص 159
61يعاقب بالحبس من شهر إلى سنة وغرامة من مائتين إلى ألف درهم ،أحد الورثة أو مدعي الوراثة ،الذي يتصرف
بسوء نية في التركة أو جزء منها قبل اقتسامها.
ويعاقب بنفس العقوبة المالك على الشياع أو الشريك الذي يتصرف بسوء نية في المال المشترك أو رأس المال>> .
38
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
62
وهذا ما أكدته محكمة النقض الفرنسية عندما رفضت إدانة مسير شركة التضامن بهذه الجريمة.
ومن هذا يتضح أن المادة 3/384هو النص العام المشترك بين هذه الشركات مما يعني أن المسييرين مخاطبون بنفس
المقتضيات العقابية لهذه المادة .
63
وباقي الشركات 5.96 .فإننا نجد شركات أخرى مشمولة بجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة .ومنظمة بغير القانونين
السابقين17.95 – 5.96
لقد عرف قطاع التأمين صدور عدة قوانين منظمة له .فكثرة القوانين وتشتتها باإلضافة إلى قدمها أثر على على المتدخلين
في هذا القطاع سواء الدولة أو شركات التأمين ،إذ عرفت هذه األخيرة عدة مشاكل تتعلق بالجانب المالي خصوصا ،مما
جعل الدولة تتدخل وبصرامة لمعاقبة الشركات المخلة بقواعد التأمين الجاري بها العمل وبسبب العجز المالي الذي توجد فيه
.64
ورغبة من المشرع في تحديث هذا القطاع الحيوي فقد عمد إلى إصدار مدونة التأمين الجديدة ،والتي نسخت عدة قوانين
65
قديمة
66
62وفاءفريكل.م.س.ص20
63أحمد بوهدي .جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة -دراسة مقارنة .بحث لنيل دبلوم الدراسات المعمقة في القانون
الخاص .جامعة محمد الخامس -السويسي .السنة الجامعية 9004/9008 .الصفحة 98-94
39
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
ومن خالل القانون الجديد Uالمنظم لقطاع التأمين ، 17.99فقد حدد المشرع المغربي الشركات المسموح لها بمزالة نشاط
التأمين بالنص في المادة 590على أنه " ال يمكن ممارسة المشار إليها في المادة 170أعاله ،إال من طرف شركة
المساهمة والشركات التعاضدية للتأمين ذات االشتراكات الثابتة . " .وعليه يتبين أن المشرع حصر نطاق مزاولة نشاط
67
التأمين على نوعين من الشركات .شركة المساهمة أو داخل شركة تعاضدية للتأمين
وعليه فإن نشاط التأمين الذي يزاول في شركة مساهمة تطبق عليه أحكام المادة 384من القانون 17.95كباقي شركات
المساهمة .واذا كانت شركات التعاضدية للتأمين تختلف عن شركات المساهمة من حيث التأسيس ،فإن المشرع لم يجعل
بينهم الفرق فيما يتعلق بالتسيير واإلدارة إذ أحال على قانون شركة المساهمة في المادة 197من القانون 17.99الخاص
بمدونة التأمين ذلك لكون األحكام و المقتضيات الواردة في قانون 17.95تضمن بشكل فعال تسيير هذا النوع من
68
الشركات التي تتعامل في رأسمال مهم .
ورغبة من المشرع في زجر كل من أساء إستعمال أموال هذه الشركات ،وضمان حسن تدبير أموالها فقد أحال على نفس
القانون فيما يخص جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة .وحيث أنه في الفصل 225من القانون 17.99نص على "
يعاقب بالعقوبات المنصوص عليها في المادة 384من القانون 17.95أعضاء أجهزة اإلدارة والتسيير للشركة
التعاضدية للتأمين الذين إستعملوا بسوء نية أموال الشركة أو إعتماداتها إستعماال يعلمون تعارضه مع المصالح االقتصادية
لهذه األخيرة وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة لهم فيها مصالح مباشرة أو غير مباشرة.
د اشركي افقير عبد هلال .الموجز في قانون التامبن .سلكي اخوين – طنجة 2017 . .الصفحة 41-43-42-50 66
67منير فوناني .جريمة إساءة إستعمال اموال الشركة ،م .س .ص 160
68وفاء فريكل .جريمة االستعمال التعسفي الموال الشركة م .س .ص 90
40
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
إضافة إلى شركات التأمين ،فهناك الشركات التعاونية .وتنظم هذه الشركات بمقتضى القانون 24.8370وينص الفصل
69
/80منه على أنه " ...ويعاقب بالعقوبات المنصوص عليها في الفصل 357من القانون الجنائي أعضاء مجلس اإلدارة
والمديرين الذين إستخدموا سلطتهم إستخداما ينافي مصلحة التعاونية أو قصد بلوغ أغراض شخصية أو محاباة مؤسسة
أخرى لهم فيها مصلحة مهما كانت ،أو تصرفوا في أموال التعاونية و ائتمانها" ...
لكن خالل نص هذا الفصل قد تبين أن المشرع هنا يعاقب على جريمة إستغالل السلطة .لكن المشرع طبق جريمة إساءة
إستعمال أموال الشركة هنا أو جريمة سوء التصرف في أموال التعاونية أو إعتماداتها ،نظرا لذكر المشرع في آخر
الفصل " ...أو تصرفوا في أموال التعاونية و ائتمانها" U...
و نشير إلى أن التحليل المشار إليه عند دراسة هذه التعاونيات في القانون الفرنسي يمكن األخذ به ،إذ أن المشرع المغربي
إقتبس نص هذه المادة من القانون الفرنسي الذي ينظم التعاونيات وهو القانون رقم 1775-47ل 10شتنبر
،1947و بالضبط المادة 50منه ،حيث أن هناك تطابقا تاما مع هذه المادة .كما أنه يالحظ أن المشرع المغربي أحال
المادة 357من القانون الجنائي ،و المتعلقة بالتزوير في األوراق العرفية أو المتعلقة بالتجارة والبنوك ،إال أنه ما يثير
اإلنتباه هنا هو العقوبة المقررة أو المطبقة على مسيري التعاونيات ،حيث ينص الفصل المشار إليه على أن العقوبة من
71
سنة إلى خمس سنوات وغرامة من 1200إلى 20000درهم .
ومن خالل هذا التحديد والقوانين المؤطرة يتضح أن هذه الجريمة ) جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة (
69احمد بوهدي .جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة م .س .ص 17
71احمد بوهدي ،جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة م .س .ص 27
41
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
ال يشمل نطاق تطبيقها المجموعات ذات النفع اإلقتصادي المنظمة بمقتضى ظهير 5فبراير 1999وكذلك أيضا
الجمعيات والنقابات التي يخضع المدراء والمتصرفون فيها بسبب سوء تدبير األموال ،للمسؤولية الجنائية على أساس
جريمة خيانة األمانة ،كما ال يشمل هذا النطاق التي ينعدم وجودها قانونا لسبب يرجع إلى عدم القيد في السجل التجاري
أو التصفية أو بسبب كونها شركات ناشئة بفعل الواقع ليس إالsociétes de fait72
72د .عبد الحفيظ بلقاضي .جريمة إساءة إستعمال اموال الشركة ،م .س .ص 13 .
42
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
يعتبر مرتكبو هذه الجريمة ) جريمة إساءة استعمال أموال الشركة ( من رجال اإلقتصاد واألعمال بشكل أو بآخر .
ويصطلح على مرتكبي مثل هذه الجرائم في الفقه الجنائي أللعمال "جرائم أصحاب الياقات البيضاء " كما تعتبر هذه
الجريمة من جرائم الصفة التي ال يمكن ارتكابها اال من طرف أشخاص محددين قانونا ،وذلك طبقا للمواد 384من
القانون 17.95المنظم لشركات المساهمة ،والمادة 107من القانون 5.96المنظم لشركات التضامن والشركات ذات
المسؤولية المحدودة وشركة التوصية وشركة المحاصة .
وهم المسيرون سواء كانوا مسيرين قانونيين أو فعليين .ويعتبر في حكم المسير مصفي الشركة .و ال تقتصر المتابعة
بهذه الجريمة على أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو التسيير كفاعلين أصليين فقط والتي تتطلب فيهم الصفة .بل
75
يمكن أن يتابع فيها مراقب الحسابات بصفة شريك في الجريمة إذا تبين تدخله إما بالتحريض أو المساعدة أو تقديم
اإلعانة.
76
ترتكب هذه الجريمة من طرف المسيرين سواء كانوا فعليين أو قانونيين ،ويتحدد المسير القانوني حينما يتم تعينه Uفي النظام
األساسي للشركة في مرحلة التأسيس أو في محضر للجمع العام للشركاء خالل حياة الشركة ،وتختلف تسميته بإختالف
الشركة.
.75هشام بوحوص .محاضرات في مادة جرائم الشركات .السنة الجامعية 2017 .الصفحة 197
43
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
نصت المادة 384من قانون 17.95المنظم لشركات المساهمة على أنه " يعاقب بعقوبة الحبس من شهر إلى ستة
أشهر وبغرامة من 100000إلى 1000000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط أعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير أو
التسيير لشركة مساهمة " ...ولقد حددت المادة 373من نفس القانون المقصود بهؤالء حيث نصت على أنه " يقصد
بتعبير أعضاء أجهزة اإلدارة أو التسيير " في مفهوم هذا القسم :
في شركات المساهمة ذات مجلس اإلدارة ،أعضاء المجلس اإلداري بما ذلك الرئيس والمديرون العامون غير
األعضاء في المجلس .
فالمشرع المغربي ميز بالنسبة لشركات المساهمة بين شركات المساهمة ذات مجلس اإلدارة ،وشركات المساهمة ذات
77
مجلس اإلدارة ومجلس الرقابة ،فالبنسبة أللولى فإنه يتابع بجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة فقط أعضاء المجلس
اإلداري بما ذلك الرئيس والمديرون العامون غير األعضاء في المجلس
وفي شركات المساهمة ذات مجلس اإلدارة الجماعية ومجلس الرقابة ،أعضاء هذين الجهازين
وباعتماد مقتضيات المادة 67فقرة 1من قانون رقم 17-95المتعلق بشركات المساهمة ذات مجلس اإلدارة والتي تنص
على إمكانية تعيين Uشخص أو عدة أشخاص طبيعيين لمساعدة الرئيس ،فإنه يمكن متابعة مساعد أو مساعدي الرئيس من
أجل جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة
د .عبدالحفيظ بلقاضي .جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ،م .س .ص .23 77
44
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
تخضع شركات التوصية باألسهم لنفس المقتضيات الجنائية التي تخضع لها شركة المساهمة
،وذلك طبقا للمادة 118من قانون رقم 5.96المنظم لها والتي جاء فيها " تطبق العقوبات الزجرية المنصوص عليها في
قانون شركات المساهمة على شركات التوصية باألسهم
تطبق العقوبات الخاصة بالرؤساء والمتصرفين والمديرين العامين أو أعضاء مجلس اإلدارة الجماعية لشركات المساهمة
على مسيري شركات التوصية باألسهم فيما يتعلق باختصاصاتهم "
ويترتب عن ذلك كون مسيري هذا النوع من الشركات التجارية يمكن متابعتهم بجريمة إساءة استعمال أموال الشركة على
أساس مقتضيات المادة 384من قانون شركة المساهمة التي العقوبة في الحبس من شهر إلى ستة أشهر والغرامة من
100000إلى 1000000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين
وليس على أساس المادة 107من قانون 5.96المنظم لها والتي يعاقب على هذه الجريمة فقط بعقوبة من شهر إلى ستة
أشهر وبغرامة من 10000إلى 100000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين
وبالتالي يكون المشرع المغربي قد شدد عقوبة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة في حالة ارتكابها من قبل مسيري
شركات المساهمة أو شركات التوصية باألسهم ،أي شركات األموال 78.مقارنة مع باقي الشركات األخرى ويعزي بعض
الباحثين هذا التشديد Uإلى رغبة المشرع في حماية الشركات األكثر أهمية التي تتخذ أغلبها شكل شركة مساهمة وشركة
توصية باألسهم والتي تلجأ إلى صغار المدخرين للحصول على تمويلها ،وذلك في الشركات التجارية األخرى كشركات
التضامن والشركة ذات المسؤولية المحدودة التي ال تشكل خطرا كبيرا بالنظر إلى صغر حجمها وطابعها العائلي .
87وفاء فريكل .جريمة االستعمال التعسفي الموال الشركة م .س .ص 91
45
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
يقصد بالشركات التجارية األخرى ،كل من شركة التضامن والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة المحاصة .
فالمشرع المغربي من خالل نص المادة 107من القانون المنظم لهذه الشركات القانون 5.96اخضع مسيري هذه
الشركات لمقتضيات جنائية مشتركة فيما يتعلق بجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة
وكما هو الشأن بالنسبة لشركات المساهمة وشركات التوصية باألسهم ،فإن المسير أو المسيرون يتم تعينهم في
النظام األساسي للشركة أو في عقد الحق
إال أنه إستثناء بالنسبة لشركات التضامن ،فالمبدأ أن جميع الشركاء يعتبرون مسيرين ،ما لم ينص النظام األساسي
79
للشركة على تعيين Uمسير أو عدة مسيرين أو على تعيينهم بعقد ال حق.
80
ونفس الحكم يسري على شركات التوصية البسيطة حيث يمكن مزاولة مهام التسيير من طرف جميع الشركاء الموصين
الذين ال يمكنهم طبقا للمادة 25من قانون 5.96مزاولة أي عمل من أعمال التسيير التي تلزم الشركة في مواجهة
الغير ،ولو تم ذلك بمقتضى وكالة
وفي حالة خرق هذا المنع حسب المادة 25من قانون 5.96ال يترتب عليه إال مساءلة الشريك بالتضامن مع الشركاء عن
الديون وااللتزامات الناتجة عن األعمال موضوع المخالفة ،فال يجوز ذلك دون إخضاعه للمقتضيات للجنائية التي يخضع
لها مسيروا هذا النوع من الشركات التجارية بما فيها نص المادة 107المتعلق بجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة
وتجب اإلشارة إلى أن المسير في شركات المحاصة يختلف عن باقي الشركات التجارية األخرى ،نظرا لعدم توفر
الشركة على الشخصية المعنوية وبالتالي عدم وجودها بالنسبة أللغيار ،إذ تنص المادة 88من قانون 5.96على أن "
ال وجود لشركة المحاصة اال في العالقات بين الشركاء وال ترمي إلى علم الغير بها ال تتمتع بالشخصية المعنوية" ...
79د .فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري الجديد . ،م .س .ص 32
46
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
معظم التشريعات العالمية لم تعطي تعريفا للمسير الفعلي في الشركات ،لكنه من الواضح أنه يختلف عن المسير القانوني
كونه يتم تعيينه Uفي النظام األساسي للشركة وال بمقتضى محضر الجمع العام للشركاء
ويعتبر في الغالب مسيرا فعليا الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي يتدخل في تسيير الشركة بصفة مستقلة
ولقد عرفه د .عزالدين بنستي " كل شخص يكتسب بتدخله السلطة و اإلستقالل التام لممارسة نشاط إيجابي للتسيير واإلدارة
داخل الشركة "
هذا ولم يكن المشرع الفرنسي ينص على إمكانية متابعة المسير الفعلي بجريمة إساءة إستعمال أموال الشركة قبل
صدور قانون 29يوليوز 1996باعتباره فاعال اصليا ،81حيث كانت تتم متابعة وفي حاالت ناذرة بالمشاركة في
الجريمة .لكن بعد التغيير بمقتضى القانون السابق الذكر اصبح يتابع وبصفته فاعال اصليا .
ولقد اعتمد المشرع المغربي نفس المقتضيات التي إستحدثها المشرع الفرنسي .وذلك من خالل المادة 374من
القانون المنظم لشركات المساهمة ،والمادة 100من قانون 5.96المنظم الشركات التجارية األخرى .و اذ تم
التنصيص على تطبيق المقتضيات الجنائية المطبقة على المسيرين القانونين على كل شخص يكون قد زاول فعال سواء
مباشرا أو بواسطة شخص آخر إدارة الشركات المذكورة أو تدبيرها أو تسييرها إما بإسم ممثليها القانونين أو بالحلول
82
محلهم.
81وفاء فريكل . .جريمة االستعمال التعسفي الموال الشركة م .س .ص 92
82عثمان امنار .،جريمة اساءة استعمال اموال الشركة في التشريع المغربي والمقارن م .س .ص 92
47
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
يؤدي فتح مسطرة المعالجة من صعوبات المقاولة إلى تحديد مصيرها ،وذلك عن طريق الحكم إما بالتسوية
القضائية أو التصفية القضائية .
فإذا تبين للمحكمة أن المقاولة /الشركة مختلة بشكل ال رجعة فيه ،تقضي بتصفيتها قضائيا من أجل أداء ديون الشركة ،
ثم إسترداد الشركاء الحصص التي قدموها أثناء تأسيس الشركة ،ثم أخيرا توزيع باقي التصفية
ويقوم بهذه العملية المصفي الذي يصبح في هذه المرحلة الممثل القانوني للشركة التي تحتفظ بالشخصية المعنوية ،فحل
الشركة ال يؤدي مباشرة إلى زوال ذمتها المالية إذ تبقى للشركة أمواال قابلة للبيع ،وديون تستوجب األداء ،ومبالغ يجب
إستخالصها من المدينين
وفي هذه المرحلة الحرجة من عمر الشركة يعتبر المصفي ممثال لها ويتمتع بسلطات تجعله قادرا على إستعمال أموال
الشركة بشكل يتنافى مع مصلحتها اإلقتصادية بغية تحقيق مصالح خاصة 83.وهذا ما جعل من المشرع المغربي يمدد Uنطاق
تطبيق جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة إليه ،بمقتضى المادة 423من القانون المنظم لشركات المساهمة إذ تنص
على أنه " << يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من 8.000إلى 40.000درهم أو بإحدى هاتين
العقوبتين فقط ،المصفي الذي قام عن سوء نية:
1-باستعمال أموال أو اعتمادات الشركة الجارية تصفيتها استعماال يعلم تعارضه مع المصالح االقتصادية لهذه األخيرة
وذلك بغية تحقيق أغراض شخصية أو لتفضيل شركة أو مقاولة أخرى له بها مصالح مباشرة أو غير مباشرة؛
2-ببيع بعض أو كل أصول الشركة الجارية تصفيتها خرقا ألحكام المادتين 365و366.
83
عثمان امنار ،جريمة اساءة استعمال اموال الشركة في التشريع المغربي والمقارن م .س .ص 27
48
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
وبالنسبة لباقي الشركات التجارية المنظمة بالقانون 5.69فإن المادة 105منه تحيل على المادة 423من قانون شركات
المساهمة وتطبق أحكامها على من شركة التضامن والشركة ذات المسؤولية المحدودة وشركة التوصية وشركة المحاصة
وعليه فإن المصفي تطبق عليه نفس أحكام المسير فيما يخص جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ..
49
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
كما سبق الذكر فإن جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة من جرائم ذوي الصفة 84.فإذا انتفت هذه الصفة ) المسير -
المصفي ( إنتفت معها الجريمة ،واذا توفرت وتم القيام بالركن المادي للجريمة وإقترن بالركن المعنوي تتحقق بالنسبة
للمسير سواء كان مسير قانوني أو فعلي وللمصفي كفاعلين أصليين في الجريمة
وصفة المشارك تتحقق فيمن لم يثبت إرتكابه للفعل المادي للواقعة اإلجرامية ،إال أنه تدخل إما بالتحريض أو المساعدة
أو تقديم اإلعانة .هذا وتتحقق صفة المشاركة في هذه الجريمة رغم عدم تنصيص قانون الشركات المغربي على أحكام
المشاركة فيها ،لكنها تتحقق وفقا للقواعد العامة الواردة في الفصل 129من القانون الجنائي وهو ما ذهب إليه قانون
85
الشركات الفرنسي الذي بدوره ترك مسألة تحديد قواعد المشاركة في هذا النوع من الجرائم إلى القانون الجنائي.
وتتحقق المشاركة من خالل تسخير المسير من قبل أحد أعضاء مجلس اإلدارة الذي يملك أغلبية أسهم الشركة في إتخاذ
قرارات تؤثر على الذمة المالية لهذه األخيرة خدمةً ألغراضه ومصالحه الشخصية ،وكذلك أيضا كأن يتعهد Uمراقب
الحسابات للرئيس المدير العام الشركة أو ألحد المسيرين بعدم التبليغ عن الخروقات المالية المكونة الجريمة أمام الجمعية
86
العامة أو مجلس الرقابة .
لكن لمسألة مراقب الحسابات عن المشاركة فى جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة ،يجب أن تتوفر فيه كافة عناصر
اإلشتراك وذلك وفقا للقواعد العامة في المساهمة التبعية 87. Uبأن يكون على علم بعناصر الجريمة المنسوبة إلى الفاعل
األصلي ،وأن تتجه إرادته إلى المشاركة في الجريمة .ال أن يظن أنه يخدم مصلحة الشركة ،وهذا ما يتطلب علمه بأن
العمل يتعارض مع مصلحة الشركة ويعرضها للخطر
84ابنخدةرضى.م.س.ص810-819
85د .هشام بوحوص ،مجاضرات في مادة جرائم الشركات ،م .س .ص 900
86د .عبد الحفيظ بلقاضي ،جريمة إساءة إستعمال الشركة ،م .س .ص 94
87د .هشام بوحوص ،مجاضرات في مادة جرائم الشركات ،م .س .ص 900
50
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
باعتبار جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة من الجرائم الخاصة المنصوص عليها وعلى عقوبتها في قانون الشركات،
وارتباطها بالحياة اإلقتصادية وتأثيرها عليه) اإلقتصاد ( فإن المشرع حدد إليها عقوبات خاصة كونها تمس بالنظام العام
االقتصادي والمجال المالي للشركات ) ،المطلب االول ( ،وهذه الخصوصية تتجلى أيضا في تعامل القضاء معها سواء
القضاء المغربي أو المقارن )المطلب الثاني (
51
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
بكون جريمة إساءة أموال الشركة كباقي الجرائم رغم عدم التنصيص عليها في القانون الجنائي ،تطبق عليها عقوبات
أصلية أو إضافية وهذه العقوبات لها خصوصيات تميزها عن ما هو منصوص عليه في القواعد العامة )الفقرة األولى ( ،
وفي ظل غياب اإلجراءات المتعلقة بتحريك الدعوى في هذه الجريمة فإنها تخضع إللجراءات المسطرية المتبعة في غيرها
من الجرائم) الفقرة الثانية(
52
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
88
تنقسم العقوبات المطبقة على مرتكبي جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة إلى عقوبات أصلية و اخرى إضافية.
كما نجد أن المشرع قد ميز بين إرتكاب الجريمة في شركة المساهمة وإرتكابها في باقي الشركات المنظمة بمقتضى
القانون 5.96 .
فالبنسية لشركة المساهمة فقد حددت المادة 384من القانون 17.95العقوبات االصلية في الحبس من شهر إلى ستة
أشهر وبغرامة مالية من 100.000إلى 1.000.000درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين فقط ،وهي نفس العقوبة المطبقة
بالنسبة لشركة المساهمة المبسطة ذلك وفقا للمادة 481من قانون شركات المساهمة التي تنص على أنه " تطبق العقوبات
المقررة ألعضاء أجهزة اإلدارة أو التدبير Uأو التسيير لشركات المساهمة على رئيس ومسيري شركة المساهمة المبسطة "
89
اما بالنسبة لباقي الشركات التجارية فحسب المادة 90 107من القانون 5.96فإنه يعاقب من شهر إلى ستة أشهر و بغرامة
مالية من 10.000إلى 100.000درهم أو بإحدى هاتين
88عبد الحفيظ بلقاضي .جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة م .س .ص .27
90يعاقب بالحبس من شهر إلى ستة أشهر وبغرامة من 01.111إلى من 011.111درهم أو بإحدى هاتين العقوبتين
فقط:
1المسيرون الذين يقومون ،عن قصد ،بتوزيع أرباح خيالية بين الشركاء في غياب الجرد أو بوسائل جرد تدليسية ؛
2المسيرون الذين قدموا للشركاء عن قصد ،حتى في غياب أي توزيع ألقساط األرباح ،قوائم تركيبية ال تعطي،
بالنسبة لكل سنة مالية ،صورة صادقة عن نتائج السنة وعن الوضعية المالية وعن الذمة المالية بانتهاء تلك الفترة
بغية إخفاء الوضعية الحقيقية الشركة ؛
3المسيرون الذين استعملوا ،عن سوء نية ،أموال الشركة أو اعتماداتها استعماال يعلمون أنه ضد المصلحة
االقتصادية للشركة وذلك لتحقيق أغراض شخصية أو لمحاباة شركة أو مقاولة لهم فيها مصالح مباشرة أو غير
مباشرة ؛
53
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
العقوبتين فقط .فهنا يالحظ أن المشرع جعل عقوبة جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة أقل في قانون باقي الشركات
مقارنة مع قانون شركات المساهمة 91،وذلك راجع لكون رأسمال وقيمة معامالتها هو أقل من رأسمال وقيمة شركات
المساهمة ،هذا وتجدر اإلشارة هنا إلى أن العقوبة المطبقة على هذه الجريمة في إطار التعاونيات طبقا للمادة 90/3من
القانون المنظم لها ،فهي العقوبة المنصوص عليها في الفصل 357من القانون الجنائي والمتمثلة في الحبس من ستة إلى
خمس سنوات وغرامة من 250إلى 20.000درهم
وما يمكن أن يالحظ بخصوص هذه العقوبات هو أن المشرع المغربي خرج عن القواعد العامة من خالل النقطتين
التاليتينU:
92
فيما يتعلق بتفريد العقاب فالمادة 141من القانون الجنائي تخول للقاضي سلطة تحديد العقوبة وتفريدها في نطاق الحد
األدنى واألقصى المقررين في القانون المعاقب على الجريمة ،لكن القانون الخاص لشركات المساهمة في مادته 377
وكذلك المادة 103من قانون باقي الشركات ،خالفت القواعد العامة ونصت على أنه " خالفا لمقتضيات الفصول 55و
149و 150من القانون الجنائي ،ال يمكن النزول عن الحد األدنى للغرامات الحبسية
" فهذا النص يتحدث عن مسألة تفريد العقوبة حيث انه ليس من حق القاضي النزول عن الحد األدنى للغرامات وإن توفرت
ظروف التخفيف
كما أن المادة 377من قانون 17.95تطرقت إلى مسألة إيقاف التنفيذ والتي ال يمكن أن تطال الغرامة المالية ،فهو يشمل
العقوبات الحبسية فقط ،وذلك خالفا لما جاء في الفصل 55من القانون الجنائي93
المسيرون الذين استعملوا ،عن سوء نية ،السلطات التي يتمتعون Uبها أو األصوات التي يتوفرون عليها بهذه
الصفة استعماال يعلمون أنه ضد المصالح االقتصادية للشركة وذلك لتحقيق أغراض شخصية أو لمحاباة شركة أو
مقاولة لهم فيها مصالح مباشرة أو غير مباشرة.
93في حالة الحكم بعقوبة الحبس أو الغرامة ،في غير مواد المخالفات ،إذا لم يكن قد سبق الحكم على المتهم بالحبس من
أجل جناية أو جنحة عادية ،يجوز للمحكمة أن تأمر بإيقاف تنفيذ تلك العقوبة ،على أن تعلل ذلك.
54
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
واذا كانت هذه هي العقوبات االصلية التي يمكن تطبيقها على المسير الذي يرتكب جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة
فإن المشرع قد أورد عقوبات إضافية يمكن للمحكمة تطبيقها على من إرتكب الجريمة ،والتي جاءت في المادة 442من
القانون 17.95إذ نصت على اذا تم النطق بإحدى العقوبات المنصوص عليها في هذا القانون ،يمكن للمحكمة أن تأمر إما
بنشر قرارها كامال أو بنشر مستخرج منه على نفقة المحكوم عليه في الصحف التي تحددها أو بإعالنه في األماكن التي
تعينها كما يمكن للمحكمة أن تقضي بسقوط األهلية التجارية للمحكوم عليه باإلدانة وذلك وفقا ألحكام المواد من 715إلى
94
720من مدونة التجارة .
ويرى البعض أنه يمكن للمحكمة أن تلجأ إلى الحكم بالتدابير الوقائية الواردة في الفصل 87من القانون الجنائي ،والتي
تنص على أنه " يتعين بالحكم من مزاولة مهنة أو نشاط أو فن في حق المحكوم عليه من أجل جناية أو جنحة ،عندما يتبين
للمحكمة أن الجريمة المرتكبة لها عالقة مباشرة بمزاولة المهنة أو النشاط أو الفن ..."95
وذلك العتبار أن جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة تشكل خطرا على مدخرات الشركاء والمساهمين ،تحت األغيار،
وبالتالي يمنع على هؤالء المسيرين مزاولة هذه المهنة داخل األجل المحدد في الفصل السابق ،كما تجدر اإلشارة إلى أنه
في بعض الميادين كالميدان البنكي يمنع على الشخص الذي سبق الحكم عليه بجناية أو جنحة من مزاولة إدارة أو تسيير
او تدبير شؤون مؤسسة بنكية بأي شكل من األشكال أو التمتع بسلطة التوقيع نيابة عنها ،وذلك طبقا للمادة 31من القانون
المتعلق بمؤسسات اإلئتمان ....96
94رضىابنخدة.م.س.ص830
<< 95يتعين الحكم بالمنع من مزاولة مهنة أو نشاط أو فن في حق المحكوم عليهم من أجل جناية أو جنحة ،عندما يتبين
للمحكمة أن الجريمة المرتكبة لها عالقة مباشرة بمزاولة المهنة أو النشاط أو الفن وأنه توجد قرائن قوية يخشى معها أن
يصبح المحكوم عليه ،إن هو تمادى على مزاولة ذلك ،خطرا على أمن الناس أو صحتهم أو أخالقهم أو على مدخراتهم.
ويحكم بهذا المنع لمدة ال يمكن أن تفوق عشر سنوات ،ما لم ينص القانون على خالف ذلك .وتحسب هذه المدة من اليوم
الذي ينتهي فيه تنفيذ العقوبة .ويسوغ أن يتضمن الحكم بالمؤاخذة األمر بتنفيذ هذا التدبير مؤقتا ،بالرغم من استعمال أية
طريق من طرق الطعن ،عادية كانت أو غير عادية
96 >> .تستدعي اللجنة الممثل القانوني للمؤسسة المعنية Uقصد االستماع إليه .ويمكن أن يستعين هذا األخير بكل شخص من
اختياره للدفاع عنه وذلك بعد أن تبلغ إليه اللجنة المؤاخذات المنسوبة إليه وموافاته بجميع عناصر الملف.
ويمكن أن تستدعي اللجنة بمبادرة منها أو بطلب من المعني باألمر ممثل الجمعية المهنية المعنية قصد االستماع إليه
55
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
لم ينص القانون الجنائي للشركات صراحة على مقتضيات خاصة بالمتابعة في جرائم الشركات عموما وهو ما يعني
خضوعها للقواعد العامة المتبعة Uفي باقي الجرائم ،والمحددة في قانون المسطرة الجنائية ،اذ يمكن إثارتها من طرف
97
النيابة العامة ومن طرف المتضرر عن طريق تقديم شكاية الى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية Uواالنتصاب كطرف مدني ،
وتثبت صفة المتضرر للشركة نفسها فضال عن الشركاء والمساهمين الذين نالهم ضرر مباشر من الجريمة.
ويرجع للنيابة العامة حق إقامة الدعوى العمومية في هذه الجريمة نظرا الدور الذي تلعبه الشركة في تنمية اإلقتصاد،
والمساس بها كوحدة إقتصادية يمس بالمجتمع ،وبالتالي المساس بالنظام العام االقتصادي ،98و و جود النيابة العامة لحماية
المجتمع ومصالحه يقتضي منها تحريك الدعوى العمومية واذا كان يحق للشركة في إطار المسؤولية المدنية Uالمطالبة
بتعويض الضرر االلحق بها بواسطة ممثليها القانونين فإنه يحق كذلك للمساهمين ،إما أفرادا او جماعات إقامة دعوى
الشركة في المسؤولية ضد المتصرف المخالف او المدير العام او المدير المنتدب ،غير ان التعويضات المحكوم بها في هذا
الصدد تمنح للشركة وليس للمساهمين 99كما يحق لكل مساهم تضرر شخصيا من جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة تقديم
شكاية الى وكيل الملك بالمحكمة االبتدائية Uقصد إقامة الدعوى العمومية ضد الجاني ،كما يحق له االنتصاب كمطالب بالحق
المدني أثناء جريان الدعوى العمومية
واذا كانو متعددين Uفإنه يسوغ لهم توكيل شخص او عدة أشخاص من بينهم لمباشرة حقوقهم بإسمهم امام المحكمة شريطة ان
يكون التوكيل كتابيا و أن يشير الى انه يمنح بمقتضاه للوكيل او الوكالء صالحية القيام بكافة أعمال المسطرة بإسم الموكل
،كما ينص عند االقتضاء على تخويل صالحية ممارسته طرق الطعن ،ويجب إن يتضمن المقال االسم الشخصي والعائلي
98ذ.محمدكرام.م.س.ص20
99ابنجدةرضى.م.س.ص815
56
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
وعنوان كل واحد من الموكلين وكذا عدد االسهم التي يمتلكونها ،و ان يحدد مبلغ التعويض الذي يطالب به كل واحد منهم
.
كما ان تقادم الدعوى العمومية في إطار جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة يخضع لنفس القواعد التي تخضع لها باقي
الجنح بصفة عامة ،اال ان القضاء ولتفادي بقاء الجريمة مستترة مما يجعل التقادم ال يخدم مصلحة المتضررين ،اقر ان
100
بداية امد التقادم هو التاريخ الذي يمكن في إكتشاف الجريمة والذي يمكن فيه تحريك الدعوى العمومية
57
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
القانون الجنائي المغربي ال يتضمن أية ازدواجية تجمع بين المساءلة الجنائية للشخص المعنوي والعقاب ،بعكس نضيره
الفرنسي الذي عمل على الجمع بين المسؤولية الجنائية للشخص المعنوي وإفراد العقاب في مواجهة مسيري الشركة
باعتبارهم فاعلين أو مشاركين في تفس األفعال.
101
إال إنه إن كان الفصل 127من القانون الجنائي المغربي يمثل اإلطار العام للمسؤولية الجنائية للشخص المعنوي ،فإن
القضاء المغربي عرف نوعا من التدبدب والتأرجح بين إرجاع األفعال الجرمية للشركة او للمسيرين )الفقرة االولى( ،وهو
تفس األمر نجده في تعامل القضاء المقارن مع جرائم الشركات)الفقرة الثاني)
58
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
القضاء المغربي لم يعرف استقرارا على رأي واحد ،بل دائما ما كان يعرف تضاربا في مواقفه ،بين إخضاع الشركة
كشخص معنوي للمسائلة الجنائية او إخضاع مسيريها لذلك ،فنجده في بعض القرارات كان يسير قي إتجاه عدم المساءلة
102
الجنائية للشخص المعنوي بصفة عامة والشركاء على وجه الخصوص ،وهو االمر الذي اقرته محكمة النقض )المجلس
األعلى سابقا( من خالل قرارها الصادر بتاريخ 1960/06/02تحت عدد 659حينما قضت بأنه« :ال يمكن تقرير
المسؤلية الجنائية اللشخاص المعنوية اال بناء على نص صريح في القانون» .
103
إال أنه ما يثير اإلنتباه هو ان بعض المحاكم المغربية سواء محاكم الدرجة األولى او محاكم الدرجة الثانية ذهب في بعض
الملفات المعروضة عليها الى عدم مسائلة الشخص المعنوي جنائيا ،إال ان احكامها سرعان ما نقضت من طرف محكمة
النقض .
فعلى سبيل المثال نجد ان محكمة االستئناف بالرباط ذهبت من خالل إحدى القرارات الصادر عنها الى عدم مسؤلية الشركة
جنائيا واعتبار مدير هذه الشركة هو المسؤول جنائيا عن األفعال المرتكبة من طرفه ،إال ان محكمة النقض -المجلس االعلى
سابقا -نقضت القرار من خالل قرارها الصادر
بتاريخ 1962/12/13حيث لقرت بالمسؤولية الجنائية للشركة معللة موقفها بأن الشركة تعتبر مسؤولة جنائيا باعتبارها
مرتبكة فعال اجراميا وان اذانة مدير الشركة يعد خرقا لمقتضيات الفصل 127من القانون الجنائي ،وبالتالي يعد من قبيل
104
خرق مبدأ شخصية العقوبة ،مما يستوجب معه نقض قرار استئنافية الرباط.
102رشيد مزاح « :المسؤلية الجنائية للشركة» رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في قانون األعمال ،جامعة الحسن
الثاني ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،عين الشق ،الدار البيضاء ،السنة الجامعية103. 0222-0223 :طارق
البختي .م س .ص :248
59
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
والمالحظ من خالل توجه محكمة النقض السالف الذكر ،انها استندت في تبرير قرارها على مبدأ شخصية العقوبة والتي من
خاللها حملت المسؤلية الجنائية للشركة دون مديرها الذي ارتكب الفعل الجرمي معتبرة ان هذا الفعل ما هو إال من قبيل
األفعال التي تزاولها الشركة.
من جهة أخرى ذهبت المحكمة االبتدائية بالرباط الى عدم مسائلة الشركة جنائيا حيث اعتبرت في إحدى األحكام الصادرة
عنها بتاريخ 1985/01/19ان مسير الشركة يتحمل المسؤلية الجنائية بعد ضبطه متلبسا ببيع كمية من علف الحيوانات ال
تتوفر على كمية الببوتين المصرح بها على الرغم من كون هذا األخير دفع بأنه مجرد مستخدم بالشركة ليس إال ،وقد عللت
المحكمة حكمها بقولها « :حيث ثبت من وثائق الملف ان المتهم له صفة مدير الشركة االمر الذي يحمله المسؤلية» ودن ان
105
تقضي بمسؤلية الشركة.
وفي االخير اضحى القضاء المغربي ياخد في بعض الحاالت بازدواجية المساءلة حيث نجد ان محكمة النقض في إحدى
قراراتها ذهبت اللخد بمسؤلية المسبر الى جانب مسؤلية الشركة معللت قراراها بأنه ال يوجد في القانون ما يعفي مدير
الشركة ما باعتباره ممثال للشخص المعنوي من هذه المسؤلية متى ثبت ان األفعال التي ارتكبها ولو باسم الشركة التي يمثلها
او بتفويض منها تندرج ضمن األفعال المجرمة قانونا
105قرار عدد 2263/7في الملف الجنحي عدد 8774/98 Uبتاريخ ،1998/11/01منشور بمجلة قضاء المجلس
األعلى ،العدد ،55السنة ،99يناير ،2000ص ،399 :اورده بنخدى رضى ،المرجع السابق ،ص :190
60
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
بالبحث في االجتهادات القضائية المقارنة اول مايمكن اإلتجاه اليه هو القضاء الفرنسي الذي يعتبر من اهن األجهزة القضائية
التي تتميز بالجرأة والجدة في معالجة اإلشكاليات القانونية التي عجز التشريع والفقه الفرنسيين على معالجتها ،ذلك أن
القضاء الفرنسي وإن شكل مرجعية للعديد من المؤسسات التشريعية والقانونية ،فإنه في بعض الحاالت تميزت مواقفه بين
التأرجح وعدم االستقرار ،إذ أنه سرعان ماىعدل عن مواقف سبق وأن كرستها كقاعدة قانونية.
فقد ذهب من خال العديد Uمن القرارات الصادرة عنه ،خاصة على مستوى محكمة النقض إلى إقرار المسؤلية الجنائية
للشخص المعنوي ،لكنه سرعان ما تراجع عن االقرا بل واحيانا علق هذا اإلقرار على توافر بعض الشروط ،إال انه في
نهاية المطاف عاد ليقر بهذه المسؤولية في مواجهة الشخص المعنوي؛
وهكذا فقد ذهبت محكمة النقض الفرنسية من خالل قرارها الصادر عن الغرفة الجنحية 106بتاريخ 1997/12/02الى ان
مسائلة الشخص المعنوي جنائيا امر ال يمكن تحققه إال في حالة توافر شرط يستوجب ذلك ،وجاء في تعليل هذا القرار:
«ينتج عن المادة 121-2من القانون الجنائي أنه ال يمكن اعتبار الشخص المعنوي مسؤوال جنائيا إال إذا ثبت ان مخالفة
ارتكبت لحسابهم من طرف هيئاتهم او ممثليهم وتفرض هذه اآللية المخالفة المسندة للشخص المعنوي الموصوفة بكل
عناصرها خاصة العنصر المعنوي على انها تمت على يد إحدى هيئات الشخص المعنوي او احد ممثليهU»...
ومن خالل القرار السالف الذكر يالحظ ان القضاء الفرنسي وإن اتجه نحو اقرار المسؤلية الجنائية لشخص المعنوي نتيجة
االفعال الصادرة عنه ،إال أنه علق هذه المسؤلية على شريطة ارتكاب هذه االفعال لحساب الشخص المعنوي وأن تكون ارادة
ممثليه الذين ارتكبوا إحدى هذه األفعال تعكس تماما إرادة الشخص المعنوي ،ذلك انه ال يمكن اعتبار مسؤلية الشخص
106قرار عن الغرفة الجنحية بمحكمة النقص الفرنسية بتاريخ 09/09/0221منشور بموقع محكمة النقض الفرنسية على
االنترنت :
www.courdecassation.fr/document_traduits_2850/1585-1576-1610-2852/19330-htmt .
61
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
المعنوي عن فعل الغير الذي يرتكبه ممثلها لمصلحتها مسؤلية عن فعل الغير كما هو الحال في القانون المدني واإلداري ،ألن
107
القانون الجنائي يحكمه مبدأ العقوبة.
107إدريس المزدغي « :بعض خصوصيات القانون الجنائي الفرنسي تشريعا واجتهادا» ،مقال منشور بمجلة القضاء
والقانون ،السنة ،80العدد 145
.
62
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
إستحداث جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة سنة 1935بفرنسا لم يكن إعتباطا ،بل كان نتيجة قصور نطاق
جريمة خيانة االمانة و ظهور مستجدات سوسيو إقتصادية ،فظهور الثورة الصناعية وبروزها أدى إلى اإلهتمام بالمجال
الصناعي و التجاري أكثر إذ أصبح رأس المال مرتبط بهذه المجاالت .و كما أدت االزمة االقتصادية لسنة 1929الى
تطاول الكثير من مسيري الشركات الى رأسمالها والتالعب بها مما تطلب باالساس التصدي الى هذه الخروقات و وضع
ترسانة قانونية قوية لحماية اال قتصاد و المجتمع ،وبهذا ظعرت الحاجة الى وضع إجراءات تضع حد لهذه التجاوزات التي
تعصف بالشركات التجارية و التي تعتبر في النظام الليبرالي عصب المنظومة االقتصادية .
فجاءت جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة كوسيلة قانونية زجرية للحد من التالعبات المالية التي تقع في تسيير هذه
الشركات.
ونالحظ من خالل دراستنا لهذه الجريمة انها كانت بالفعل وسيلة ناجعة تحد من التصرفات التي يقوم بها مسيري الشركات
لصالح أغراضهم الشخصية وتكون معارضة لمصالح الشركة.
إال أن ما يعيق تطبيقها هو صعوبة كشفها لكون المسير يكون هو المشرف اساسا على سيرها وبالتالي يكون كشفها شيئا
صعب المنال هذا من جهة ومن جهة أخرى نجد صعوبة إثباتها لكونها أن قيامها يستلزم توافر الركن المعنوي المتجلي في
ذهاب نية المسير للقيام بأفعال تخالف مصلحة الشركة .وهو عامل سيكولوجي يصعب إثباته وخاصة في أفعال تتأرجح داخل
الميدان اإلقتصادي الذي يعرف الربح والخسارة والحيلة والسرعة ،وهي عوامل تجعل الكشف عن نية المسير شيئ عسير .
هل اتجاهها يذهب لخدمة صالح الشركة ام لصالحه بطريقة غير مباشرة خاصة في حالة الخسارة؛
63
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
وهذا يظهر جليا في االحكام والقرارات القضائية التي تعرف تباينا جلبا في تعاملها مع هذه الجريمة.
64
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
المؤلفات العامة
د.فؤاد معالل . .شرح القانون التجاري الجديد .الجزء الثاني .الطبعة الخامسة .دار االفاق المغربية .
طارق البختي .المنظومة الزجرية لشركات المساهمة بين الصرامة والمرونة .مطبعة النجاح الجديدة .الدارالبيضاء
2016
د.عبد السالم بنحدو .الوجيز في القانون الجنائي المغربي ،المقدمة والنظرية العامة .مطبعة اسبارطيل.
.احمد قيلش . ".الوجيز في شرح القانون الجنائي العا د م .مطبعة االمنية .الرباط 2016 .وآخرون "
عبد الواحد العلمي .القانون الجنائي المغربي – القسم الخاص .الطبعة الثالثة .مطبعة النجاح الجديدة 2003
د اشركي افقير عبد هلال .الموجز في قانون التامبن .سلكي اخوين – طنجة
د.عبد Uالواحد العلمي .القانون الجنائي المغربي – القسم العام .الطبعة الثالثة .مطبعة النجاح الجديدة 2003
االقتصاد الخفي و الجرائم المالية و دورها في اعاقة التنمية .سلسة ندوات محكمة االستئناف بالرباط .العدد الرابع
2012
الجرائم المالية من خالل اجتهادات المجلس االعلى .الندوة الجهوية السابعة – دار الطالبة – وجدة – 31مايو -فاتح
يونيو 2007
المؤلفات الخاصة
ابن خدة رضى .محاولة في القانون الجنائي للشركات التجارية –تاصيل وتفصيل .الطبعة الثانية .دار السالم للطباعة
والنشر والتوزيع – الرباط2012..
65
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
الرسائل و االطروحات
عثمان امنار .جريمة اساءة استعمال اموال الشركة في التشريع المغربي والمقارن .رسالة لنيل دبلوم الماستر –
قوانين التجارة واالعمال .جامعة القاض عياض .كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية –مراكش . -الموسم
الجامعي 2008-2009.
وفاء فريكل .جريمة االستعمال التعسفي الموال الشركة .رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص .جامعة عبد المالك
السعدي -كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -طنجة .السنة الجامعية 2016-2017.
اسماء هتاك .حماية الدائنين في مرحلة صعوبات المقاولة . .رسالة لنيل دبلوم الماستر في القانون الخاص . .جامعة عبد
المالك السعدي -كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -طنجة .السنة الجامعية 2011 2012 .
خدوج فالح .المسؤولية الجنائية للمسير في شركات المساهمة على ضوء التشريع والفقه والقضاء .اطروحة لنيل
الدكتورة في القانون الخاص . .جامعة الحسن الثاني – عين الشق_ كلية العلوم القانونية و االقتصادية واالجتماعية-
الدارالبيضاء .السنة الجامعية 2004/2003.
سناء الوزيري ،السياسة الجنائية في ميدان الشركات التجارية ،تقرير لنيل شهادة أطروحة الدكتوراه في الحقوق،شعبة
القانون الخاص ،وحدة التكوين والبحث في قانون األعمال ،جامعة محمد الخامس اكدال الرباط،
عائشة كايز .المسؤولية الجنائية لمسيري الشركات التجارية عن التالعبات المالية و المحاسبتية .رسالة لنيل دبلرم
الماستر -قي القانون الخاص .جامعة عبد المالك السعدي -كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -طنجة .السنة
الجامعية
أحمد بوهدي .جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة -دراسة مقارنة .بحث لنيل دبلوم الدراسات المعمقة في القانون
الخاص .جامعة محمد الخامس -السويسي .السنة الجامعية 2004/2003 .
رشيد مزاح .المسؤلية الجنائية للشركة .رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في قانون األعمال ،جامعة الحسن
الثاني ،كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ،عين الشق ،الدار البيضاء ،السنة الجامعية:
المقاالت و المجالت
د عبد الحفيظ بلقاضي .جريمة اساءة استعمال اموال الشركة .المجلة المغربية لقانون االعمال و المقاوالت .عدد .
11اكتوبر 2006 .
66
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
ذ.منير فوناني .جريمة اساءة استعمال اموال الشركة .مجلة القصر .العدد التاسع عشر.
هشام ازكاغ .جريمة اساءة استعمال اموال الشركة في قانون شركات المساهمة المغربي .مجلة المنارة .العدد 14
مدونة التجارة
القانون الجنائي
مدونة التامين
67
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
مقدمة 5..........................................................................................................................................................
الفصل االول :طبيعة جريمة اساءة استعمال اموال الشركة وكيفية تحققها10........................................................................... .
المطلب الثاني :تمييز جريمة إساءة إستعمال أموال الشركة عن الجرائم المشابهة لها 15.................................................................
الفقرة األولى :التمييز Uبين جريمة إساءة استعمال أموال الشركة وجريمة خيانة األمانة 15................................................................
الفقرة الثانية :تمييز Uجريمة إساءة استعمال أموال الشركة عن جريمة التفالس 17.........................................................................
الفصل الثاني :العناصر العقابية لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة 34.................................................................................
المبحث االول :شكل الشركات التجارية التي تقع عليها الجريمة والمساءلون عنها 35....................................................................
68
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
المطلب األول :شكل الشركات التجارية التي تقع عليها الجريمة 36........................................................................................
الفقرة األولى :الفاعل األصلي في جريمة إساءة استعمال أموال الشركة 43...............................................................................
المبحث الثاني :العقوبات المطبقة على الجريمة وتعامل القضاء معها 51..................................................................................
الفقرة األولى :العقوبات Uاالصلية والتبعية لجريمة إساءة استعمال أموال الشركة 53......................................................................
الفقرة الثانية :إقامة الدعوى في جريمة إساءة استعمال أموال الشركة 58.................................................................................
خاتمة 65.......................................................................................................................................................
الفهرس 68.....................................................................................................................................................
69
سهيل زويد – أنس بوغابة جريمة إساءة استعمال أموال الشركة
70