Professional Documents
Culture Documents
الموسم الجامعي:
2018/2019
1
إهداء
شكر و عرفان
شكر و عرفان
نشكر هللا سبحانه و تعالى على إتمام هذا البحث و نتقدم بجزيل
2
قائمة المختصرات:
م .س :مرجع سابق
ج :جزء
ط :طبعة
ق.ح.م.ص :قانون حماية الملكية الصناعية
ص :صفحة
س.ج :سنة جامعية
ن.م :نفس مرجع
ج.ر :جريدة رسمية
الكات :االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجار
3
المقدمة:
تعد العالمة التجارية من أهم عناصر األصل التجاري و من أهم حقوق الملكية الصناعية،
فهي تشكل ضمان للمنتج و للمستهلك على حد السواء حيث تعمل على إرساء الثقة بينهما.
هي أيضا تعمل دورا كبير في تطور االقتصاد فيمكن اعتبارها مقياسا لنمو االقتصاد ألنه
بقدر ما يتم إصداره من براءة اختراع و ما يتم تسجيله من رسوم و نماذج صناعية أو
عالمات في دولة ما بقدر ما يعتبر ذلك مؤشر على مستوى التطور االقتصادي الذي بلغته
تلك الدولة.1
ظهور العالمة التجارية ليس أمرا جديدا بل يعود إلى أمد بعيد فالرمانيين هم أول من استعمل
العالمة التجارية ،فكانت توضع على منتجات الفخار كوسيلة لحماية المنتجات من السرقة و
التقليد .فكان وضع العالمة على السلع في القرون الوسطى دليل على أن الطائفة قامت
بمراقبة السلع و المنتجات وفي أحيان أخرى دليل على أن الرسوم المفروضة على السلعة قد
دفعت ،كما أنها كانت توضع لتمييز سلع كل طائفة إذ كانت لكل طائفة عالمة خاصة بها .
بعد الثورة الفرنسية أصبح وضع العالمة التجارية أمرا ضروريا بسبب زوال نظام الطوائف
و أصبحت بالتالي تهدف إلى حماية المستهلك و الصناع و التجار و لمنع المنافسة غير
المشروعة و التقليد.
اعتبر البريطانيون أول من أهمية كبيرة فقد جاءت حينها بإحكام قاسية في مواجهة كل من
غش أو قام بتقليد عالمة تجارية تعود لشخص أخر.
كما يعتبر التشريع الفرنسي الذي ظهر سنة 1857أول قانون منظم للعالمة التجارية جاء
مواكبا للتطورات الصناعية واشتداد المنافسة بين المنتجين و الصناع ،و انتشرت بعد ذلك
فكرة سن تشريعات خاصة بالعالمة التجارية في اغلب دول العالم.
أما بخصوص المغرب فقد عرف أول قانون نظم العالمة التجارية خالل فترة الحماية
بمقتضى ظهير 23يونيو 1916كان يطبق في المنطقة الفرنسية فحسب ،أما منطقة طنجة
- 1د.فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري المغربي الجديد ،ج .االول،مطبعة االمنية ،دار االفاق المغربية للنشر و التوزيع ،ط .االولى ،الدار
البيضاء المغرب، 2009،ص3
4
طبق بها قانون 4أكتوبر 1938فيما المنطقة الشمالية كانت خاضعة للقانون االسباني ،بعد
االستقالل تم تنظيمها بموجب ظهير 23يونيو . 1916
بالتالي كانت هناك ازدواجية سائدة بعد االنضمام أي مجموعة من االتفاقيات الدولية كان أمرا
ضروريا وضع تشريع وطني موحد و فعال ،و بالتالي تام إصدار القانون 217.97المتعلق
حماية الملكية الصناعية تم الحقا تعديله وتتميمه بمقتضى القانون 31.053و القانون
،23.134عدى عن الحماية الوطنية التي حاول المشرع المغربي إرساءها لحماية العالمة
التجارية فقام أيضا بإبرام عدة اتفاقيات دولية لمواكبة التشريعات الدولية.
أهمية الموضوع:
نظرا ألهمية العالمة التجارية و لقيمتها االقتصادية أصبحت عرضة للعديد من االعتداءات و
االنتهاكات بالتالي فحماية العالمة التجارية سواء على الصعيد الوطني أو الدولي أصبح أمرا
ضروريا لحماية كل من المستهلك،المنتج و مقدمي الخدمات و هو األمر الذي يسهم في جلب
االستثمارات و تنمية االقتصاد .
ألهمية العالمة التجارية والتنافسية التي يعرفها السوق التجارية كان امرأ بديهيا أن
تتعرض هذه األخيرة لشتى أنواع االعتداءات من قبيل التقليد و المنافسة غير المشروعة،
رغم الترسانة القانونية التي تعمل على الحد من هذه الظواهر التي أصبحت تشكل تهدد كل
من المستهلك و االقتصاد .
- 2الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم 1.00.19بتاريخ 9ذي القعدة 15( 1420فبراير ,)2000ج.ر .عدد 4776بتاريخ 2ذي الحجة 9( 1420
ماارس ,)2000ص453
-3الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم 1.05.190بتاريخ 15محرم 14( 1427فبراير ,)2006ج.ر .عدد 5397بتاريخ 21محرم ( 1427
200فبراير ,)2006ص 453
- 4الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم 1.14.188بتاريخ 27محرم 21( 1436نونبر ,)2014ج.ر .عدد 6318بتاريخ 25صفر 18( 1436
ديسمبر,)2014ص8465
5
لذلك فمن خالل بحتنا سنحاول استعراض دور القضاء المغربي في إرساء حماية للعالمة
التجارية سواء كانت حماية جنائية أو حماية مدنية.من خال دراسة القواعد القانونية القضائية
الموضوعية و الشكلية و المساطر الواجب سلكها من طرف مالك العالمة أو حائزها لحمايتها
من االعتداءات سواء كان مدنيا (المنافسة غير المشروعة) أو جنائيا (التقليد)
ما مدى توفق القانون و القضاء في حماية العالمة التجارية جنائيا و مدنيا ؟
خطة البحث:
سنحاول من خالل بحثنا هذا اإلجابة على هذه التساؤالت من خالل تقسيم هذا الموضوع إلى
فصلين في الشكل التالي:
الفصل األول :الحماية المدنية للعالمة التجارية في إطار دعوى المنافسة غير المشروعة
6
الفصل األول:
7
تمهيد:
إن العالمة التجارية من تعد من أهم عناصر األصل التجاري و هي ذات دور كبير في
تعريف المنتج و وسيلة لحماية المستهلك و المنتج على حد سواء و هي ذات أهمية بالغة في
تطور االقتصاد الوطني و شهرة و نمو المنتج و تطوره .لدى قام المشرع المغربي بتعريف
العالمة التجارية و سن قانون خاص بها هو قانون حماية الملكية الصناعية . 17.97
تتمثل و وظيفة العالمة التجارية باألساس في تمييز منتجات و خدمات صاحب العالمة عن
مثيالتها المنافسة لها في السوق أي أنها تعطي المنتج أو السلعة أو الخدمة هوية.5
8
المبحث األول :العالمة التجارية و المنافسة غير المشروعة
نعلم أن العالمة التجارية بين أهم عناصر األصل التجارية و هذه األخيرة تع تعريفها من
طرف مجموعة من الفقهاء و التشريعات الوطنية و األجنبية كما أنها يجب أن تتوفر على
مجموعة من الشروط األساسية لقيامه كما أن هذه سعيا من المشرع إلى إرساء حماية للعالمة
التجارية نظرا لما تكتسي من أهمية اقتصادية و خاصة في المجال التجاري فقام بإحداث
مجموعة من الدعاوى التي تمكن من مواجهة أي اعتداء مثل ما هو األمر بالنسبة للحماية
المدنية في شكل دعوى المنافسة غير المشروعة لذي سنستعرض من خالل هذا المبحث
تعريف العالمة التجارية و أيضا دعوى المنافسة غير المشروعة (المطلب األول) و إلى
شروط قيام دعوى المنافسة غير المشروعة (المطلب الثاني )
بهدف التعرف على العالمة التجارية أوال قبل الخوض في موضوع الحماية القضائية
الخاصة بها .
لتعريف العالمة الت جارية سنتطرق إلى (أ) تعريف التشريع (ب) تعريف الفقه و ذلك سعيا منا
إلى محاولة التعرف إليها بشكل اكبر و شامل.
9
أ -تعريف التشريع
قام المشرع المغربي من خالل قانون حماية الملكية الصناعية 17.97بتعريف العالمة
التجارية و ذلك في نص المادة 133و الذي ورد فيه (يراد في هذا القانون بعالمة الصنع أو
التجارة أو الخدمة كل إشارة قابلة لتجسيد تمكن من تمييز منتجات أو خدمت شخص ذاتي أو
معنوي )...و استكمل نص المادة بوصف الشارات التي قد تعد عالمة تجارية
ب -تعريف الفقه:
تعددت التعارف الفقهية التي حاولت تعريف العالمة التجارية سنقوم بسرد بعض منها.
حيث عرفها البعض بأنها كل إشارة أو داللة يضعها التاجر أو الصانع على المنتجات التي
يقوم ببيعها أو وضعها لتمييز هذه المنتجات عن غيرها من السلع المماثلة ، 6عرفها البعض
بأنها كل إشارة أو داللة يضعها التاجر أو الصانع على المنتجات التي يقوم ببيعها أو وضعها
لتمييز هذه المنتجات عن غيرها من السلع المماثل ،و البعض اآلخر بأنها كل إشارة أو
مجموعة الشارات المميزة لمنتجات أو خدمات مشروع اقتصادي قصد اجتذاب الزبناء على
شرائها و كذا من اجل تمييزها عن غيرها من المنتجات و الخدمات المماثلة.7
فيما عرفها البعض على أنها العالمة التي يضعها صاحب اإلنتاج على منتجاته من اجل
تميزها عن غيرها من المنتجات األخرى المماثلة لها سواء من حيث نوعها أو ماهيتها أو
محل إنتاجها و قد تصبح هذه العالمة مع الزمن دليال على جودة اإلنتاج.8
سنستعرض شروط قيام العالمة التجارية والتي تتمثل في ثالث شروط( :أ) عالمة مميزة
(ب) عالمة جديدة (د) عالمة مشروعة .سنحاول شرح كل شرط على حدى بشكل مفصل.
- 6د .سميحة قليوبي ,الملكية الصناعية ،دار النهضة العربية ,الطبعة الخامسة ،لقاهرة مصر, 2005،ص 461
- 7د.محمد محبوبي ،النظام القانوني للعالمة التجارية في ضوء التشريع المغربي المتعلق بحق الملكية الصناعية و االتفاقيات الدولية ،دار
ابي رقراق لنشر ،الطبعة الثانية ، 2011،ص 25
-8د عبد اللطيف هداية ،مشار إليه لدى ،د.محمد محبوبي ،م س ،د.ذ.ص
10
أ -عالمة تجارية مميزة Distinctive
عالمة مميزة أو ما يطلق عليه بالعالمة الفارقة أي أن هذه العالمة لها إمكانية تمييز بضاعة
مالكها من غيرها من البضائع ،أن تكون مختلفة بمعنى أخر أن تتصف العالمة بطبيعة ذاتية
تمنع من الخلط مع غيرها و تجعل من اليسر معرفتها .9معنى ذلك انه يشترط في العالمة
التجارية أن تكون لها ذاتيتها الخاصة التي تميزها عن غيرها من العالمات األخرى
،و في نفس اإلطار جاءت مدونة الملكية الفكرية الفرنسية في 10
المستخدمة لسلعة مماثلة
الفصل :2.711
المستفاد مما سبق ان العالمة التجارية يجب أن تكون عالمة متميزة عن غيرها من العالمات
لكي تتمكن من تمييز المنتج وحمايته وفي اآلن ذاته حماية المستهلك
إلضافة إلى الشرط السابق تستلزم العالمة التجارية شرط الجدة؛ ويقصد بها أن العالمة لم
يسبق تسجيلها أو استعمالها سابقا .أي أنها لم يسبق لها أن استعملت داخل إقليم دولة أو على
ذات السلعة أو المنتجات أو تاجر آخر على سلعة مماثلة، 11أما مجرد نقل العالمة التجارية
السابقة استعمالها قي نوع مخالف تماما للسلع المراد وضعها عليها فال يفقد عنصر الجدة
المطلوب توافره في العالمة التجارية.12
كما أن العالمة التجارية ال تفقد عنصر الجدة إذا سبق استعمالها وتركت من صاحبها ولم يقم
بتجديدها وفقا للشروط القانونية الخاصة بتسجيل العالمة.
- 9جاالك سعدي حسين,الحماية القانونية للعالمة التجارية بحث مجلس العدل لترقية ,وزارة العدل إقليم كردستان العراق 2014,ص4
- 10د.سميحة قليوبي ,مرجع سابق ,ص 439
-11د.كمال محرر ،العالمة التجارية حمايتها المدنية و الجنائية ،بحث نهاية التمرين المعهد الوطني لدراسات القضائية 2002 ،ص 30
-12إسماعيل أيت الماحي ،دور القضاء في حماية حقوق الملكية الصناعية ،عرض ماستر ،قانون االعمال ،جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم
القانونية و االقتصادية و االجتماعية ،مراكش ،2017 ،ص9
11
د -عالمة تجارية مشروعة
أ -تمثل صورة جاللة الملك أو صورة أحد أفراد األسرة الملكية والرموز أو األعالم أو
الشعارات الرسمية للمملكة أو الشارات أو الدمغات الرسمية الخاصة بالمراقبة والضمان
الخاصة بالمملكة أو بباقي البلدان األعضاء في اتحاد باريس مختصرات أو تسميات منظمة
األمم المتحدة والمنظمات الدولية المعتمدة من لدن هذه األخيرة أو ما كان منها محل اتفاقات
دولية معمول بها تهدف إلى ضمان حمايتها ،واألوسمة الوطنية أو األجنبية والعمالت
المعدنية أو الورقية المغربية أو األجنبية وكذا كل تقليد يتعلق بالشعارات طبقا لمقتضيات
المادة السادسة المكررة مرتين من اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية.
غير أن الشارات الوارد بيانها في الفقرة (أ) أعاله يمكن تسجيلها من لدن الهيئة المكلفة
بالملكية الصناعية بشرط اإلدالء باإلذن الذي تمنحه السلطات المختصة.
ج -التي تحمل اسم بيان جغرافي أو تسمية المنشأ لمنتج أو خدمة أو من شأنها مغالطة
الجمهور السيما في طبيعة المنتج أو الخدمة أو جودتهما أو مصدرهما الجغرافي أو اسم
بيانهما الجغرافي أو تسمية منشأهما.
ال يجوز أن تعتمد كعالمة الشارة التي تمس بحقوق سابقة وخاصة بما يلي:
12
أ -عالمة سابقة مسجلة أو مشهورة وفق المادة 6مكررة من اتفاقية باريس لحماية الملكية
الصناعية؛
ب -تسمية أو عن وان تجاري إذا كان في ذلك ما من شأنه أن يحدث التباسا في ذهن
الجمهور؛
ج -اسم تجاري أو عنوان معروفان في مجموع التراب الوطني إذا كان من شأنه أن يحدث
التباسا في ذهن الجمهور؛
ز -الحق المرتبط بشخصية أحد األفراد والسيما باسمه العائلي أو اسمه المستعار أو سمعته؛
انطالقا مما سبق نستنتج أن الشروط الثالثة السابقة أساسية لقيام العالمة التجارية حيث يجب
أن تتوفر الشروط الثالث كاملة أي أن تكون متالزمة في تخلف احد هذه الشروط أو انتفائها
تصبح العالمة باطلة وال يقبل تسجيلها.
للتعرف على هذه الدعوة تنقسم هذه الفقرة إلى قسمين( :أوال) تعريف دعوى المنافسة غير
المشروعة (ثانيا) أساس هذه الدعوة.
13
أوال :تعريف دعوى المنافسة غير المشروعة
تعتبر المنافسة من بين األعمال التي تساهم وتساعد بشكل كبير في تطور وازدهار االقتصاد
خاصة تلك التي تكون بين التجار و المنتجين والصناع ...هي التي تخلق بين اإلنتاج
إال انه بين 13
واالستهالك وتدفع إلى زيادة اإلنتاج والتقدم في مجال الصناعة والتكنولوجيا
المنافسة و المنافسة غير المشروعة خط رهيف إذا تم تجاوزه يكون الوقوع في أمر مجرم
قانونيا نتيجة اللجوء إلى أساليب غير قانونية من قبيل الغش واالحتيال المنافية للقانون
واألعراف وعادات التجارة.
قام المشرع بتعريف المنافسة غير المشروعة في قانون ح.م.ص 17,97المادة 184جاء في
نص المادة :
" يعتبر عمال من أعمال المنافسة غير المشروعة كل عمل منافسة يتنافى وأعراف الشرف
في ميدان الصناعة والتجارة وتمنع بصفة خاصة:
-1جميع األعمال كيفما كان نوعها التي قد يترتب عليها بأية وسيلة من الوسائل خلط مع
مؤسسة احد المنافسين أو منتجاته أو نشاطه الصناعي أو التجاري.
-2االعتداءات الكاذبة في مزاولة التجارة إذا كان من شانها أن تسيء إلى سمعة مؤسسة أحد
المنافسين أو منتجاته أو نشاطه الصناعي أو التجاري.
-3البيانات اال دعاءات التي يكون من شأن استعمالها في مزاولة التجارة مغالطة الجمهور في
طبيعة البضائع أو طريقة صنعها أو مميزاتها أو قابليتها لالستعمال أو كميتها.
كما عرفها الفقه بأنها التزاحم على الزبناء عن طريق استخدام وسائل منافية للقانون أو الدين
أو العرف أو العادات أو االستقامة التجارية أو الشرف المهني ، 14وعرفها جانب آخر على
أنها تتحقق باستخدام التاجر وسائل منافية للعادات و األعراف والقوانين التجارية و المضرة
بمصالح المنافسين والتي من شانها التشويش على السمعة التجارية و إثارة الشك حول جودة
-13إيناس مازن فتحي الجبارين ،الحماية المدنية للعالمة التجارية غير المسجلة وفقا للقانون األردني ،رسالة نيل الماستر في القانون الخاص ،
جامعة الشرق األوسط ,كلية الحقوق ، 2010 ،ص57
-14د .احمد شكري السباعي ،الوسيط في القانون التجاري المغربي المقارن،ج ، 3مكتبة المعارف ،الرباط ، 1996 ،ص 374
14
منتجاتها لنزع الثقة من منشأته أو وضع بيانات غير صحيحة على سلع بهدف تضليل
.15
،كل عمل مناف للقانون و العادات واألعراف واالستقامة التجارية ذلك عن الجمهور
طريق بث الشائعات واالدعاءات الكبيرة التي من شانها تشويه السمعة التجارية للمنافس أو
استخدام وسائل تؤدي إلى اللبس أو الخلط بين أنشطة تجارية ذلك بهدف اجتذاب زبناء تاجر
أو صانع منافس.16
كما أن أعمال المنا فسة غير المشروعة ال تقوم بمناسبتها إال دعوى مدنية حسب ما جاء به
نص المادة 185من قانون ح.م.ص 17.97وهي دعوى يسعى من خاللها المدعي إلى وقف
أفعال المنافسة و التعويض عن األضرار الناجمة عنها كما أن إقامة هذه الدعوة ال يستدعي
تسجيل العالمة التجارية كما ذكرنا من قبل.
أسس مجموعة من الفقهاء دعوى المنافسة غير المشروعة على أساسين اثنين وهو ما
ستحاول استعراضه (أ)المسؤولية التقصيرية (,ب) التعسف في استعمال الحق.
ذهب رأي إلى أن دعوى المنافسة غير المشروعة تتأسس على قواعد العمل غير المشروع
والذي ينشأ بالمسؤولية التقصيرية التي تقضي بأن كل خطأ سبب ضررا للغير يلزم من
إال أن هذا التوجه القى اعتراضا كبيرا ذلك أنه في مجموعة من 17
ارتكبه بالتعويض
الحاالت يلجئ إلى دعوى المنافسة غير المشروعة لوقف األعمال غير المشروعة ذلك قبل
حدوث أي ضرر وأنها سعيا لمنع الوقوع في الخلط أو االلتباس بين عالمتين تجاريتين و
حماية حقوق الطرفين.
-15محمد المسلومي ،الرسوم و النماذج الصناعية ،رسالة نيل دبلوم الدراسات العليا ،في القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية االقتصادية و
االجتماعية بالدار البيضاء ،1996 ،ص 192
-16د.محمد محبوبي ،تسجيل العالمة التجارية ،رسالة دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،قانون األعمال ،كلية العلوم القانونية االقتصادية و االجتماعية ،الدار البيضاء
سنة ، 1999ص 7
-17د.أبو دياب سليمان مبادئ القانون التجاري و التجار (دفاتر التجارية و السجل التجاري ) المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ص
179مشار إليه لدى إيناس مازن فتحي ،م.س ،ص 66
15
تقوم هذه النظرية على فكرة قوامها انه للتاجر الحق في المنافسة في حدود المشروعية وانتقد
هذا التصور بسبب عدم إمكانية إنطباق أهم معيار من معايير التعسف في إستعمال الحق
وهو "نسبة اإلضرار بالغير" حيث أن قصد اإلضرار بالغير يكمن في صميم المنافسة سواء
كانت بأساليب مشروعة أو غير مشروعة.18
يفترض أن يكون كل من التاجر المنافس والتاجر المتضرر يزاوالن نفس التجارة يالحظ
ظهور نظرية جديدة في ظل نظرية المنافسة غير المشروعة التعامل مع الحاالت التي يعمل
فيها مبادر إقتصادي إلى إستعمال وسائل غير مشروعة لإلستفادة من السمعة وصيت
.19
واالستثمار الذي حققه غيره
16
تكون المنافسة غير المشروعة بإستعمال وسائل منافية للعادات والتقاليد واآلداب المتبعة في
مجال التجارة 20و استقر الفقه على تعريف عدم مشروعية المنافسة بأنها استخدام وسائل تعد
غير مشروعة بحسب ما جرت عليه العادات في التجارة وال يشترط لكي تعتبر المنافسة غير
المشروعة توفر قصد إلحاق الضرر أي سوء النية و إن تحقق النية في أغلب االحيان لكن
المقصود هو أن إثبات سوء النية ليس مشروطا.21
فيما يخص الركن المادي للخطأ في المنافسة غير المشروعة فتتمثل في إستعمال إسم أو
عالمة تجارية تماثل تقريبا ً ما هو ثابت قانونا لمؤسسة أو مصنع معروف من قبل ،أو لبلد
يتمتع بشهرة عامة؛ وذلك بكيفية من شأنها أن تجر الجمهور إلى الغلط في شخصية الصانع
أو في مصدر المنتج.
إستعمال عالمة أو لوحة أو كتابة أو الفتة أو أي رمز آخر يماثل أو يشابه ما سبق إستعماله
على وجه قانوني سليم من تاجر أو صانع أو مؤسسة قائمة في نفس المكان يتجر في السلع
المشابهة؛ وذلك بكيفية من شأنها أن تؤدي إلى تحويل الزبناء عن شخص لصالح شخص
آخر.
أن تضاف إلى إحدى السلع ألفاظ صناعة كذا أو وفقا لتركيب كذا أو أية عبارة أخرى مماثلة
تهدف إلى إيقاع الجمهور في الغلط أما في طبيعة السلعة أو في أصلها.
حمل الناس على االعتقاد أن شخصا ً قد حل محل مؤسسة معروفة من قبل وأنه يمثلها ،وذلك
بواسطة النشرات وغيرها من الوسائل
وقد أحاط المشرع المغربي األفعال التي تكون أعمال المنافسة غير المشروعة في المادة
184من قانون ح.م.ص .كنا قد تطرقنا إليها سابقا ،إال أن هذه األعمال ال يمكن أن تكون
على سبيل الحصر الذي جاء في نص هذه المادة.
17
التقصيرية بدون ضرر22فال يمكن التحدث عن المنافسة غير المشروعة دون وجود ضرر
أيا كان نوع الضرر سواء ماديا يمس أمواله أو معنويا يلحق بسمعته و اعتباره االجتماعي
لدى يشترط لممارسة دعوى المنافسة غير المشروعة أن يثبت الطالب أن ضررها قد لحقه
أي أن المتضرر يتحمل عبء إثبات الضرر وله في سبيل ذلك 23
نتيجة تجاوزات منافسيه
استعمال جميع وسائل.
و الضرر المادي هو الذي يصيب اإلنسان أما في ذمته المالية كان يتلف شخص متاع أو
منقوالت الغير أو يقوم تاجر بإستعمال عالمة تجارية أو صنع خدمة دون المعني باألمر ،أو
ان يحوز أحدهم لغير سبب مشروع منتجات كان يعلم أنها تحمل عالمة مزيفة أو موضوعة
على سبيل التدليس ويقوم عمداً ببيعها وعرضها للبيع أو توريدها أو عرض توريدها ،أو أن
يقوم تاجر بدون تزييف بتقليد عالمة تجارية تقليد تدليسيا من شأنه أن يضلل المشتري .الى
غير ذلك من األفعال غير المشروعة التي قد تكون في آن واحد موضوع جزاء جنائي
ومدني في مجال الحفاظ على حقوق الملكية الصناعية والتي من شأنها أن تمس بدون وجه
حق بالحقوق المالية وتشكل ضررا ماديا على حق صاحبها الشرعي.24
أما الضرر المعنوي أو الضرر األدبي هو الذي يصيب اإلنسان في ناحية غير مالية ،فهو
يصيب شعوره وعاطفته وقد يكون مقرونا بضرر مادي وقد ال يكون مقرونا بضرر مادي
كما في حالة االعتداء على سمعة وشرف اإلنسان هذا ،وإذا نصت المادة 80من مدونة
التجارة على األصل التجاري يشمل وجوبا على زبناء وسمعة تجارية ،ويشمل أيضا كل
األصول الضرورية الستغالل األصل ومن بينها عالمات الصنع والتجارة و الخدمة ،فإن
تقليد عالمة تجارية وتزييفها أو إستعمالها بدون وجه حق قد يؤثر معنويا على صاحبها
األصلي ويمس بسمعته التجارية لذلك فمن حقه أن يطالب بالتعويض عن هذا الضرر
المعنوي.25
18
بما أن دعوى المنافسة غير المشروعة هي دعوى عالجية ال تقتصر على التعويض عن
الضرر بل أيضا عن منع وقوع الضرر فال يشترط وقوع الضرر فعال يمكن حدوثه
بالمستقبل بشرط أن يثبت أن هذا الضرر واقع ال محالة نتيجة خطأ من أتى فعل من أفعال
المنافسة غير المشروعة عدم اشتراط وقوع الضرر في الحال و اإلكتفاء بالضرر المحقق
الوقوع من مميزات دعوى المنافسة غير المشروعة. 26
هذا وتجدر اإلشارة إلى أن شرط الضرر في دعوى المنافسة غير المشروعة أمر الزم،
سواء كان الضرر ماديا أو معنويا كبيرا أم ضئيال ،و ال يشترط إثبات الضرر ألن القيام
بعمل من أعمال المنافسة غير المشروعة يعتبر في حد ذاته ضرر ،وإن كان فريق من الفقه
يرى ضرورة إثبات الضرر من جانب المدعي من بينهم الفقيه على حسن ينسى وأنه بدون
ضرر ال يمكن أن توجد دعوى المنافسة غير المشروعة .ونعلم أن أغلب المنازعات المتعلقة
بحقوق الملكية الصناعية تنشأ مابين التجار بمناسبة ممارسة أعمالهم التجارية لدى فأنه إذا
كان إثبات الضرر يتم بكافة الوسائل في إطار القواعد العامة فالمادة 334من مدونة التجارة
تنص على انه "تخضع المادة التجارية لحرية اإلثبات ،غير أنه يتعين اإلثبات بالكتابة إذا
نص القانون أو اإلتفاق على ذلك "
19
عليه يمكنه نفي تلك اإلدعاءات وإذا أثبت أن الضرر الذي حصل مثال قد جاء نتيجة خطأ
27
المدعي أو نتيجة أزمة إقتصادية أو بفعل الغير
20
المبحث الثاني :المسطرة المتبعة في دعوى المنافسة غير المشروعة
والجزاءات المترتبة عنها
بما أن ا لمنافسة غير المشروعة هي قيام احد المنافسين بأعمال من شانها اإلضرار بمنافسيه
بناءا على وسائل ممنوعة أو غير مشروعة مما قد يؤدي إلى خلق إلتباس في دهن المستهلك
سواء بوسائل مباشرة أو أخرى غير مباشرة ،كان للمتضرر من أعمال المنافسة غير
المشروعة الحق في اللجوء إلى القضاء في إطار اإلجراءات المدنية تطبيقا للمسطرة المدنية
التي تتحقق من خاللها دعوى المنافسة غير المشروعة ،لحماية حقه بالدرجة األولى و كذا
التعويض على ما قد يكون أصابه من أضرار بمناسبة هذه األعمال غير المشروعة ،
لدى و لكي نتعرف على المسطرة التي يجب سلوكها م الجزاءات التي تنشا عن هذه الدعوة
سنقوم من خالل هذا المبحث بالتطرق للمسطرة المتبعة في دعوى المنافسة غير المشروعة و
أطرافها (المطلب األول) ثم الجزاءات المترتبة عن إقامتها ( المطلب الثاني )
أوال :المدعي
المدعي هو الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي لحقه ضرر من أعمال المنافسة غير
المشروعة ولو لم يكن هو المالك ( ،قد يكون هو الحائز بشكل استئثاري أو غير استئثاري)
21
بحث يمكن رفع دعوى المنافسة غير المشروعة من طرف المالك مثل صاحب العالمة
التجارية األصيل أو المرخص له في حالة تضرره من الغير ،شريطة أن يكون حاصال
على ترخيص قانوني من صاحب الحق.
فهو أيضا كل شخص طبيعي واعتباري ارتكب فعال ضارا أو غير ضار أو غير مشروع
،الحق أضرار مادية أو معنوية بالمدعي ،وفي حالة تعدد المدعى عليهم ،فإنه يمكن
توجيه الدعوى ضدهم جميعا بصفة تضامنية وفقا لمقتضيات المادة ( )99من قانون
االلتزامات والعقود .
بقي أن نشير في هذا إطار مقتضيات (المادة األولى) من قانون المسطرة المدنية التي تنص
على ما يلي '' ال يصلح التقاضي تلقائيا انعدام الصفة أو األهلية أو المصحة واإلذن بالتقاضي
إن كان ضروريا ،ويندر الطرف بتصحيح المسطرة داخل اجل يحدده إذا تم تصحيح
المسطرة اعتبرت الدعوى كأنها أقيمت بصفة صحيحة وإال صرح القاضي بعدم قبول
الدعوى '' فلقبول الدعوى البد من توافر شروط تتعلق بأطرافها وهما (المدعي) و
(المدعى عليه) باإلضافة إلى شروط تتعلق (بموضوع الدعوى )
فالشرط المتعلقة بأطراف الدعوى هي التي حددها الفصل السابق الذكر ،التي ال يمكن ان
تقبل دعوى من احد أو ضده إال إذا توافرت فيه هذه الشروط الثالثة ،وهي:
إذا شروط قبول الدعوى هي من النظام العام ،ويجب على القاضي أن يثيرها تلقائيا متى تبين
له من أوثائق الملف انعدام احدها.
الصفة :وهي عالقة الشخص المدعى بالشيء المدعى عليه ،التي تعطيه الصالحية في
االدعاء بالمطالبة به أمام القضاء ،وكما تشترك الصفة في المدعى ،تشترط في المدعى
عليه ،فال يمكن أن يطلب تعويضا من شخص لم يرتكب الفعل ،الذي احدث الضرر
وبالتالي ،ال بد من رفع الدعوى من ذي صفة في مواجهة في الصفة .
22
وبالتالي يجب على المدعى ان يبين صفة في المدعى هل يتقاضى أصالة عن نفسه أو نيابة
عن غيره وهل النيابة القانونية أو نيابة اتفاقية كنيابة المحامي أو القريب عن قريبه وفقا
للفصل ( )33من قانون المسطرة المدنية وبالنسبة للشخص االعتباري البد أن ترفع الدعوى
باسمه في شخص من يمثل مع ذكر هذه الصفة.
األهلية :أما فيما يتعلق باألهلية فهي صالحية الشخص لإللزام وااللتزام وهي مسطريا
صالحية الشخص ألن يرفع الدعوى وان ترفع ضده ،وهي قسمان :
أهلية الوجوب :وهي صالحية الشخص الكتساب الحقوق ،وتثبت بمجرد والدته حيا ،بل
تثبت له حتى قبل والدته بمجرد استقراره داخل بطن أمه ،بحيث تصح الوصية للجنين ـ
وتعرف بأهلية االغتناء وهي صالحية المرء الكتساب الحقوق والمنافع.
أهلية األداء :فتمكن هذه األهلية ببلوغ الشخص ثمانية عشرة سنة شمسية كاملة المادة ()19
من مدونة األسرة القانون رقم 70-03ظهير 3فبراير ، 2004وهي صالحية الشخص
لإللزام و االلتزام ،فيباشر الشخص جميع حقوقه والتزاماته ،فإذا توافرت في الشخص
أهلية الوجوب ،ولم تتوافر فيه أهلية األداء ،لقصوره أو لكونه سفيها أو مجنونا فال
يستطيع ان يباشر الدعاوي باسمه بل البد من تائب قانوني يمثله أمام القضاء إما وليا أو
وصيا أو مقدما.
المصلحة :أما بخصوص المصلحة فهي الفائدة المادية واألدبية التي يجنبها المدعي من وراء
دعواه ،فالمصلحة هي مناط الدعوى ،لذلك يقال (ال دعوى بدون مصلحة) (وال طعن بدون
مصلحة)
والمصلحة المعتمدة هي المصلحة القانونية ،التي ال يخاف النظام العام أو القانون ،والقاضي
الموضوع تقديم قيام المصلحة ،والمصلحة قد تكون معنوية كما في حالة طلب مقاولة تم
اتهامها من طرف مقاولة أخرى بالتزييف أو التزوير كعالمتها التجارية ،وبعد الحكم
ببراءتها تطالب بنشر الحكم نفسه الصادر بالجرائد الوطنية والدولية على نفقة المحكوم
ضدها.
23
الفقرة الثانية :المحكمة المختصة في دعوى المنافسة غير المشروعة
وفي سبيل تنظيم المنافسة تنظيما قانونيا للحد من المنافسة غير المشروعة تدخل المشرع
لحماية صاحب الحق في المنافسة من األضرار التي تنجم عن األفعال المقيدة بها ،من قبل
بعض المنافسين فضال عما يلحق جمهور ،المنافسين اآلخرين والمستهلكين من األضرار
التي تنجم عن األعمال المخلة ،بالمنافسة في مجال السلع والخدمات المعروضة ،فقد سمح
القانون لألطراف المعنية برفع دعوى اإلخالل بالمنافسة أمام الجهة المختصة.
أوال:االختصاص النوعي
فإنه وبعد إحداث المحاكم التجارية أثارت جملة من النقاشات حول المحكمة المختصة للنظر
في النزاعات المتعلقة بدعوى المنافسة غير المشروعة ،وقد أفرزت الممارسة العملية أن
تختص المحاكم التجارية بالنظر '' انه للمحاكم التجارية حيت االختصاص يعود
في.....الدعوى التي تنشأ بين التجار والمتعلقة بأعمالهم التجارية " وهو ما كرسه المشرع
من خالل المادة 15من القانون 17-97المتعلق بحماية الملكية الصناعية حيث نصت على
أنه '' يكون للمحاكم التجارية وحدها االختصاص للبث في المنازعات المترتبة على تطبيق
هذا القانون باستثناء القرارات اإلدارية المنصوص عليها فيه '' .
وفي هذا الصدد نجد حكم صادر على المحكمة التجارية بالبيضاء بتاريخ 1998قضت فيه
بأنه " حيث التمس الطرف المدعي التصريح بعدم اختصاص هذه المحكمة للبث في القضية
وحيث انه بالرجوع إلى نص المادة 5من ق.م.ت الدعاوي التي تنشأ بين التجار المتعلقة
بأعمالهم التجارية وحيث أن كال من الطرفين يباشر عمال تجاريا وان النزاع يتعلق بعملهم
التجاري ،إذ ينص على العالمة التجارية محور القضية مع حفظ البث في الصائر إلى حين
البث في الموضوع 28يستثني منها العالمات التي تكون في ملكية شخص ذاتي غير تاجر .أو
-28حكم رقم 797/98الصادر عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء بتاريخ 22أكتوبر1998ملف رقم 1794/98ورد لدى يسرى الحضري
'' المنافسة الغير المشروعة بحث نيل اإلجازة في القانون الخاص بجماعة عبد المالك السعدي الكلية المتعددة االختصاصات – تطوان س.د.
2012-2013المشار إليه في الجريدة االلكترونية www.abdelgafor.blogspot.comتاريخ االطالع 09/05/2019الساعة 16:00
24
بعض الجمعيات التي التهدف إلى الربح ونظرا لطبيعتها تعد من إختصاص المحاكمة
اإلبتدائية.29
فيقصد به المجال الترابي الذي يطال النفوذ القانوني للمحكمة ،وهذا النوع من االختصاص
ال يطرح مشكل بين المحاكم االبتدائية والتجارية ،في دعوى المنافسة غير المشروعة ،إذ
نجد أن المادة 204من القانون 17 – 97نصت على " أن المحكمة المختصة هي المحكمة
التابع لها موطن المدعي عليه الحقيقي أو المختار ،أي المحكمة التابعة لها مكر وكيله أو
المحكمة التابع لها المكان الذي يوجد به مقر الهيئة المكلفة بالملكية الصناعية إذا كان موطن
هذا األخير في الخارج " وترفع إلى المحكمة الدعاوي المتعلقة في آن واحد بقضية عالمة
وقضية رسم أو نموذج أو منافسة غير مشروعة مرتبطة فيما بينها .
هذا فيما يخص الجهة المختصة ،أما إن أردنا الحديث عن مدى التقادم فهذا يستوجب منا
اإلحالة على المادة 205من القانون السلف ذكر أعاله ،والذي من خاللها نجد أن المشرع
قلص من مدة التقادم في هذه الدعاوى ،بحيث حددها بمقتضى ثالث سنوات على األفعال
التي تسببت في إقامتها ،وهذا التقليص يتماشى مع طبيعة المبتكرات الجديدة ذات القيمة
اإلجمالية التي ترتبط بميدان التجاري إذ تلزم أجال قصيرا سواء للبث في الدعوى أو
سقوطها.
وهذا ما سار عليه المشرع المصري حيث قلص هو اآلخر مدة التقادم دعوى المنافسة غير
المشروعة إلى ثالث سنوات تبتدئ من اليوم الذي علم فيه المتضرر بحدوث الضرر
الشخصي المسؤول عنه ،بقي أن نشير إلى انه يتعين التميز في هذا الصدد بين دعوى
الشريف التي تتقادم بمرور األجل المذكور بين دعوى استرداد ملكية العالمة التي يتعين
تقديمها خالل اجل ثالث سنوات من تاريخ إيداع التسجيل العالمة اعتمادا على مقتضيات
25
المادة 142من قانون 17-97كما يتعين التمييز أيضا بينهما وبين دعوى بطالن تسجيل
العالمة والتي تتقادم بمرور خمس سنوات من تاريخ تسجيلها.30
في هذا المطلب سنتحدث على نقطتين أساسيتين وهامتين في جزاءات المترتبة عن دعوى
المنافسة غير المشروعة وهما وقف األعمال غير المشروعة (الفقرة األولى ) ثم التعويض
عن األضرار من خالل (الفقرة الثانية)
-30ذ.علي الطويل،المسطرة المتبعة دعوى المنافسة غير المشروعة والجزاءات المترتبة عنها :المنشور في موقع www.rechelcenter.ps
تاريخ النشر السبت 05/10/2015على الساعة 12:55تاريخ االطالع 23/04/2016على الساعة 19:15المشار إليه في المجلة االلكترونية
صفحات قانونية " المنافسة غير المشروعة في القانون المغربيwww.abdelgafor.blogspot.comتاريخ االطالع 09/05/2019الساعة
16:07
-31د.كمال محرر،الحماية القانونية للعالمة التجارية "مطبعة األمنية ،الرباط-المغرب ، 2014،ص107-106
-32د .فؤاد معالل ،م.س ،ص279
26
ووقف العمل غير المشروع ال يعني إزالة الحرفة بصفة نهائية الن ذلك ال يكون إال في حالة
المنافسة الممنوعة وحدها ،وإنما يقصد بذلك أن تقوم المحكمة باتخاذ اإلجراءات الالزمة
لمنع استمرار الوضع غير القانوني ،ويبقى هذا أكبر هدف يسعى ورائه التاجر المتضرر
من أعمال المنافسة غير المشروعة وهو وقف هذه األعمال حتى ال يتفاقم عليه الضرر.
فالمطالبة بوقف األعمال مسألة منطقية يقتضها مبدأ المحافظة على الحق إذا ال يعقل أن
يطالب المتضرر من أعمال المنافسة غير المشروعة بالتعويض ،والحال أن تلك األعمال ال
زالت مستمرة بل اكتر من ذلك أن التاجر عند لجوئه إلى المحكمة يولي أهمية قصوى
للمطالبة بوقف األعمال مقارنة بالمطالبة بالتعويض.
وبالتالي فإن الوسيلة المتبعة من أجل إجبار مرتكب األعمال هي غرامة التهديدية في هذا
الصدد صدر حكم عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء القاضي بالتوقف فورا عن استيراد و
عرض المنتجات التي تحمل عالمة شانيل تحت طائلة الغرامة التهديدية قدرها 1000درهم
عن كل يوم تأخير 33 )....وفي نفس هذا الصدد هناك عدة أحكام قضت بهذا الجزاء إذ نذكر
حيث قضت فيه 34
منها حكم صادر على المحكمة االبتدائية بطنجة بتاريخ 23فبراير 1995
بالتوقف عن بيع المنتجات المقلدة لمنتج المدعي إذ جاء في تحليلها " حيث أن طلب المدعي
يرمي إلى حكم لها بتعويض عن األضرار التي لحقتها من جراء عرض المدعى على البيع
منتجات يقلد منتجاتها ....وحيث عزز المدعية مقالها بصورة مطابقة لألصل إيداع عالمتها
وبمحضر الحجز الوصفي.
وحيث أن العالمة محمية وحيث أنه بثبوت المسؤولية تكون المدعية محققة في المطالبة
بالتعويض عن األضرار التي لحقتها من جراء عرض للبيع منتج مزور عنها حيث يتعين
إلزام المدعى عليه التوقف عن بيع المنتج المذكور تحت طائلة غرامة تهديديه قدرها 200
درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ.
-33حكم رقم 885الصادرعن المحكمة التجارية االبتدائية بالدار البيضاء بتاريخ 2017\04\24ملف رقم 2017\8211\17غير منشور
-34حكم رقم 769/95/13صادر عن المحكمة االبتدائية بطنجة بتاريخ 23فبراير 1995ملف رقم 139/94/15منشور في موقع
www.rechelcenter.psتاريخ النشر السبت 05/10/2015على الساعة 12:22تاريحاالطالع 23/04/2016على الساعة
19:30المشاراليهفيالمجلةااللكترونيةصفحاتقانونية " مرجع سابق’‘ تاريخ االطالع 09/05/2019الساعة17:10
27
مثل هذا الجزاء يمكن إيقاعه ولو انعدم الضرر وهو جزاء دو طابع وقائي اكتر من جزائي
عيني يحكم به حتى في حالة الضرر االجتماعي.
الظاهر من خالل توجهات القضاء التجاري بخصوص دعوى المنافسة غير المشروعة انه
يسير في تحديد الوقائع وتكيفها تكيفا قانوني صحيح ،علما ان هذه الصالحيات تتبع من
-35حكم عدد 1852الصادر عن المحكمة التجارية باكادير الملف رقم 17\8211\1147بتاريخ 2017\10\12غير منشور
-36حكم المحكمة التجارية االبتدائية باكادير ،حكم رقم 884رقم الملف 17\8211\171بتاريخ ،2017\04\24غير منشور
28
القانون 17-97وما كرسه االجتهاد القضائي في ميدان حقوق الملكية الصناعية بشكل يجعل
37
حرية المنافسة مبنية على أخالقيات التجارة
السؤال الذي يطرح نفسه في هذا اإلطار :متى ينشأ الحق في التعويض ؟ هناك خالف
فقهي وقضائي حول هذا اإلشكال فرأي يقول أن هذا الحق يوجب منا وقت وقوع الضرر
ورأي ثاني يعتبر انه ال ينشأ إال من وقت المطالبة القضائية برفع الدعوى وتسجيلها بمقال
افتتاحي لدى كتابة ضبط المحكمة ،رأي أخر يرى انه بتحقق من وقت صدور الحكم
والرأي المستقر عليه فقهيا وقضاء حق المتضرر ينشأ انطالقا من وقت وقوع الضرر ذلك
أن العمل غير المشروع هو مصدر الحق في التعويض وبالتالي فالضرر يتحقق من وقت
صدوره العمل غير المشروع ومن قبيل تحصيل الحاصل أنه يجب التعويض عنه من ذلك
38
الوقت.
ينبغي اإلشارة إلى انه إذا وقع عمل غير مشروع ،كان للمضرور حق في التعويض عما
ألحقه به هذا العمل من ضرر .يجب أن يكون التعويض تعويضا ً كامالً بحيث يشمل
الخسارة التي لحقت المدعي والمصروفات الضروري التي اضطر أو سيضطر إلى إنفاقها
إلصالح نتائج الفعل الذي أرتكب إضرارا به وكذلك الكسب الذي فاته .
يجب على المحكمة عند تقدير األضرار أن تدخل في اعتبارها جسامة الخطأ الصادر من
المسؤول ،وتراعي ما إذا كان الضرر الذي أصاب المضرور قد نجم نتيجة خطأ عادي أم
نتيجة تدليس من المسؤول .القضاء يدخل في حسابه جسامة الخطأ فيجعل التعويض أزيد
في حالة الخطأ الجسيم منه في حالة الخطأ اليسير.
إذا وقع الضرر من أشخاص متعددين يعملون متوافقين ،كان كل منهم مسؤوالً بالتضامن
عن النتائج ،ال فرق بين من كان منهم منخرط أو شريكا َ أو فاعالَ أصلياَ.
يسري الحكم نفسه من حيث المسؤولية التقصيرية التضامنية ،إذا تعدد المسؤولون عن
الضرر وتعذر تحديد فاعله األصلي من بينهم أو تعذر تحديد النسبة التي أسهموا بها في
الضرر.
-37عبد الرحيم بحار ،القضاء التجاري والمنازعات التجارية ،بدون مطبعة ،ا لطبعة األولى 2014،ص 245
-38كمال محرر،م.س ، .ص109
29
لقضاة الموضوع سلطة تقديرية مطلقة في تعيين مبلغ التعويض الواجب منحه للمضرور
دون أن يكونوا ملزمين ببيان األسس المعتمدة إلجراء هذا التقدير و للمحكمة الحق المطلق
في تحديد قدر التعويض دون أن يخضع لمراقبة المجلس األعلى وليس هذا من باب الشطط
في إستعمال السلطة.
30
الفصل الثاني:
31
تمهيد:
تعرف ظاهرة االعتداء على العالمة التجارية توسعا هائال و خاصة في القطاع التجاري و
الصناعي نتيجة التوسع االقتصادي و االنفتاح على األسواق العالمية الشيء الذي ساعد في
تفاقم هذه الظاهرة.
تشكل ظاهرة التقليد اعتداءا على االقتصاد و تهديدا لالستثمارات الخارجية ،كما أنها تشمل
كل المجاالت بما في ذلك قطاع األدوية و هذا يشكل تهديدا كبيرا للصحة العامة .
بالنظر للخطر الذي تشكله صنعة التقليد خول القانون لصاحب الحق المودع والمتضرر من
أعمال التقليد إمكانية متابعة المعتدي من خالل الدعوى العمومية التي تضمن له حماية
جنائية.
تعد الحماية الجنائية للعالمة التجارية بمثابة الحماية الناجعة و الفعالة التي تكفل لمالك
العالمة منع االعتداءات التي تقع على عالمته .هذه األخيرة منتجة لجزاءات على شكل
عقوبات زجرية مالية و عقوبات حبسية سالبة للحرية لردع االعتداءات على الحق في
العالمة التجارية بالتقليد و استعمالها دون حق .
سنتطرق في هذا الفصل إلى األحكام العامة لدعوى تقليد العالمة التجارية (المبحث األول)
ثم نتطرق ألطراف دعوى التقليد،المحكمة المختصة وأثارها (المبحث الثاني).
سعى المشرع إلى إرساء حماية قانونية للعالمة التجارية أعطى للمتضرر حق إقامة التقليد
الجنائية بغاية حماية حقه.
سنحاول تعريف جريمة الت قليد و كيفية تقدير وقائعها (المطلب األول) ،ثم شروط قيام دعوى
التقليد (المطلب الثاني). التي في حال انتفائها أو تخلفها ال يمكن الحديث عن دعوى
32
المطلب األول :تعريف جريمة تقليد العالمة التجارية و تقدير وقائعها
بغية اإللمام بموضوع الحماية الجنائية للعالمة التجارية من خالل دعوى تقليد العالمة
التجارية سنتطرق إلى تعريف جريمة التقليد (الفقرة األولى) تم إلى كيفية تقدير وقائع التقليد
(الفقرة الثانية).
كما أن المشرع في المادة 201من القانون أعاله اعتبر أن التزييف هو كل مساس بحقوق
مالك البراءة أو شهادة إضافة أو شهادة تصميم تشكل طبوغرافية الدوائر المندمجة أو شهادة
تسجيل رسم أو نموذج صناعي أو شهادة تسجيل عالمة صنع أو تجارة أو خدمة .إال أن في
هذا النطاق ميز غالبية القضاة والفقهاء بين التقليد و التزوير باعتبار أن األول هو وضع
،أما الثاني أي التزوير 41
عالمة تشبه في مجموعها و في اغلب مكوناتها العالمة األصلية
فهو نقل مطابق للعالمة كلها دون أي تعديل أو إضافة أو نقصان بصيغة أخرى النقل الحرفي
للعالمة التجارية .42
أما من جانب الفقه فقد ذهب جزء منه إلى اعتبار جرائم االعتداء على الحق في العالمة
التجارية المسجلة بجميع صورها أنها جريمة تقليد ، 43و يرى بعض الفقه أن التقليد هو النقل
33
الحرفي و التام لعالمة الغير بحيث تصبح العالمة المقلدة صورة طبق األصل للعالمة
األصلية ،غير انه إذا نصب االعتداء على العناصر األساسية أو نقل بعضها مع إضافة
بعض التعديالت فان هذا الفعل ال يعد تقليدا و إنما تشبيه للعالمة األصلية ،44على عكس
غالبية الفقه الذي عرف التقليد الذي يمس العالمة التجارية بأنه "اصطناع عالمة تماثل في
مجموعها العالمة األصلية تماثال من شانه أن يؤدي إلى تضليل الجمهور بسبب الوقوع في
الخلط بين العالمتين" . 45كما عرفت مجموعة أخرى التقليد على انه صنع عالمة مشابهة أو
قريبة الشبه في مجموعها بعالمة أخرى ،بحيث يصعب التفرقة بين كل منهما أو تمييزهما لما
. 46
يوجد من لبس أو خلط بينهما يؤدي إلى تضليل جمهور المستهلكين
ينبغي اإلشارة إلى أن تقليد العالمة التجارية عبارة عن واقعة مادية و أن تقديرها يخضع
لسلطة قاضي الموضوع تتحقق بوجود تشابهات ال العناصر المختلفة.
فالتقليد هو اصطناع عالمة مشابهة بصفة تقريبية للعالمة األصلية من اجل خداع المستهلكين
مما سبق نستنتج أن جريمة تقليد العالمة التجارية هي القيام بمحاكاة عالمة تجارية من حيت
الشكل ،تكون ه ذه العالمة مسجلة تحظى بحماية قانونية و يهدف المقلد من خالل فعله إلى
إحداث لبس لدى المستهلك و بالتالي اإلضرار به و كذا بمالك العالمة.
من شروط تقدير واقعة التقليد انه عند القيام بالمقارنة بين العالمتين المقلدة و األصلية فإنها
تقوم بالنظر إليهما بشكل متتابع واحدة تلوى األخرى ليس في اآلن ذاته أو متجاورتين العبرة
من دلك كون المستهلك يأخذ بعين االعتبار االنطباع الذي تخلفه كل منهما في ذهنه ,فان
34
خلفت صورة العالمة المقلدة في دهن المستهلك تذكيرا بصورة المنتج األصلي كان التقليد
أمرا ثابتا .
كما انه عند المقارنة بين العالمتين المقلدة و األصلية ال يعتد بالمستهلك الفطن وإنما
بالمستهلك العادي حيت انه ال يلزم في التقليد التطابق مع العالمة األصلية بل يكفي التشابه
لينخدع به شخص متوسط الحرص.
كما انه في تقدير واقعة التقليد تكون العبرة بأوجه التشابه ال االختالف حيت يتم النظر إلى
أوجه الشبه ليس االختالف ،فيكون التقليد قائما إذا أدى إلى سقوط المستهلك في الغلط حتى
إن كان هناك اختالف بين العالمتين .طبقت محكمة النقض المصرية هذا المبدأ في حكمها
الصادر بجلسة 24يناير 1963فى منازعة تتعلق بالمعارضة في تسجيل عالمة تجارية
" القبانى " عن منتجات صابون لتشابهها مع عالمة " الميزان " بصدد منتجات مماثلة .
على المحكمة تقدير التقليد والتشبيه من وجهة نظر المستهلك ،باعتبار المشابهة اإلجمالية
أكثر من اعتبارها للفروق في الجزئيات الموجودة بين العالمة الحقيقية والعالمة الجارية
عليها الدعوى ،وبما أنه يجب ،سندا لهذه المادة ،االعتداد عند المقارنة بأوجه الشبه فى
المظهر العام للعالمتين ال في أوجه الخالف فيه والتفاصيل والجزئيات ،فتقدر المحكمة
التقليد أو التشبيه الذ ي يؤدى إلى تضليل الجمهور وإحداث اللبس والخلط بين السلع ومن
واالنتباه ". الحرص المتوسط المستهلك نظر وجهة
وانتهت المحكمة من إجراء المقارنة بين العالمة فاندا VANDAو العالمة ، FANTAمن
47
جانب ،والعالمة ك .كوال والعالمة كوكا كوال من جانب آخر إلى توافر التقليد.
عند القيام بمقارنة بين العالمة األصلية والعالمة المقلدة يعتمد على الشبه العام إذ ينظر إلى
السمات اإلجمالية البارزة للعالمة األصلية دون التفاصيل الجزئية .و في هذا الصدد جاء
الحكم الصادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء و الذي قرر أن االختالف البسيط بين
- 47طعن مدني رقم 390لسنة 1963قضائية ،مشار إليه لدى د.حسام الدين الصغير،قضايا مختارة عن العالمة التجارية ، 2009/03/13 ،
Am 2019،03:10/05/11، http://www.wata.cc
35
ال عالمتين ال يمكن االعتداد بها واقعة التقليد تتحقق بوجود تقليد بين نماذج العالمتين المقلدة و
48
غير المقلدة مع إعارة االهتمام لهذه التشابهات ال االختالفات
كما انه ليس هناك ما يمنع المحكمة من أن تستعين بخبير الن ذلك يدخل ضمن صالحياتها
في إطار إجراءات الدعوى.49
هذه بالنسبة للشق الثاني فهو عبارة عن شروط شكلية (الفقرة الثانية) جدير بالذكر أن
الشروط أساسية سواء كانت الدعوى مدنية أو جنائية.
إضافة لهذه الشروط البد لقيام جريمة تقليد العالمة التجارية أن تكون العالمة التجارية التي
وقع عليها التقليد مسجلة و مستوفية لشروطها القانونية ،إذ ال حماية جنائية للعالمة التجارية
الغير مسجلة.
لكل جريمة ركن مادي ال تقوم بدونه و يشمل عموما كل ما يتعلق بماديات الجريمة و
األفعال المكونة للجريمة ،بخصوص الركن المادي لجريمة تقليد العالمة التجارية فقد حدد
ا لمشرع األفعال المكونة لركن المادي لجريمة التقليد في المواد 226-154-155من قانون
حماية الملكية الصناعية.
-48قرار رقم 1756صادر بتاريخ 14يوليوز 1992ملف عدد ، 89\1555منشور بمجلة الحدث القانوني ،رقم 4مارس ، 1998مشار اليه
لدى د .كمال محرر،م.س،ص 155
- 49د.كمال محرر ،م.س،ص123
36
بغاية تحديد األفعال المكونة للركن المادي لهذه الجريمة سنقوم بدراسة كل مادة بشكل
منفصل -المادة :154تمنع القيام باألعمال اآلتية إال بإذن من مالك العالمة:
استنساخ أو استعمال أو وضع عالمة( :)...أي القيام باستعمال العالمة دون موافقة مالكها و
تقليدها و يكون االستنساخ إما بشكل جزئي باعتماد نفس العالمة مع إضافة بعض التغييرات
التي ال تثير االنتباه (إضافة /حذف) احد حروف العالمة
-1حذف أو تغيير عالمة موضوعة بصورة قانونية :كل محاولة تهدف إلى خفاء هوية
المنتج أو استبدال العالمة األصلية للمنتج دون إذن المالك
-المادة :155
منع القيام باألفعال التي قد تسبب التباسا في ذهن الجمهور:
-1استنساخ أو استعمال أو وضع عالمة و كذا استعمال عالمة مستنسخة أو شارة مماثلة
أو مشابهة فيما يخص المنتجات أو الخدمات المشابهة لما يشمله التسجيل
-2تقليد عالمة أو استعمال عالمة مقلدة فيما يخص المنتجات أو الخدمات المماثلة أو
المشابهة لما يشمل التسجيل
-المادة :226
-1القيام دون تزييف عالمة مسجلة بتقليد هذه العالمة تقليدا تدليسي من شانه أن يضلل
المشتري أو استعمل عالمة مقلدة على سبيل التدليس
-2استعمال عالمة مسجلة تحت بيانات من شانها أن تضلل المشتري فيما يخص طبيعة
الشيء أو المنتج المعين أو خصائصه الجوهرية أو تركيبه أو محتواه من المبادئ
النافعة أو نوعه أو منشئه
-3حيازة لغير سبب مشروع منتجات كان يعلم أنها تحمل عالمة مقلدة على سبيل
التدليس أو قام عمدا ببيع منتجات أو خدمات تحت هذا لعالمة أو بعرضها للبيع أو
عرض توريدها
37
ثانيا :الركن المعنوي
القصد الجنائي هو الركن المعنوي في الجرائم العمدية حيت يكون هناك إدراك كامل أن
الفعل الذي يتعمد القيام به مجرم قانونا .تتطلب جريمة التقليد توفر القصد الجنائي العام الذي
يتمثل في علم الجاني بما يرتكبه من تقليد هو تعدي على حق الغير تقوم قياما تاما بتوفر النية
بارتكاب فعل التقليد.
جعل المشرع المغربي من عنصر القصد الجنائي أساسيا لقيام دعوى التقليد و في باقي
جرائم الملكية الصناعية ،حيت أن هدا األخير يشكل الركن المعنوي لكل هده الجرائم و ما
يؤكد ذلك إدراجه لعبارات مثل ( الوضع على سبيل التدليس -استعمال دون إذن المعني
باألمر -حاز لغير سبب مشروع )......اختلف الفقهاء بخصوص اشتراط سوء نية الفاعل أو
عدم اشتراطه ،حيت ذهب البعض إلى أن التقليد يعاقب عليه بمجرد وقوعه و لو انتفى القصد
الجنائي حتى لو كان الجاني حسن النية في إحداث اللبس بين العالمتين و لو لم يقصد تضليل
جمهور المستهلكين .50
في حين ارتأى جانب أخر أن التقليد يكون بغاية الغش و قصد إحداث تضلي و البد أن يكون
الفاعل عالما بأنه يقوم بتقليد العالمة ،إذا كان التسجيل وفقا لهذا الرأي هو قرينة على سوء
النية في تقليدها إال انه يجوز للفاعل إثبات حسن النية ذلك بإثبات عدم علمه بسبق تسجيل
العالمة المشابهة.51
يرى بعض الفقه أن التقلي د ال يتم كأي جريمة إال بتوفر الركن المعنوي و هو القصد الجنائي،
أو سوء نية المقلد لذلك ال تعتبر جريمة تلك التي ال تتضمن هذا العنصر ، 52فيما ذهب جانب
آخر إلى أن أعمال التقليد المباشرة تعاقب جزائيا في حد ذاتها ،و أن وجود الجنحة يكفي
لقيام الركن المادي و ال تهم نية القائم بالعمل حسنة كانت أم سيئة ،فالعنصر المعنوي ليس
- 50فتحية لعالم"،حماي ة العالمة التجارية من جريمة التقليد في القانون الجزائري" ،مذكرة تكميلية لنيل دبلوم الماستر ،القانون الجنائي لألعمال،
جامعة العربي بن مهيدي،كلية الحقوق و العلوم السياسية ،قسم العقوق ،ام البواقي -الجزائر ،س.ج، 2014-2013 ،ص34
- 51سميحة القليوبي ،م .س ،ص600
- 52سمير جميل حسين الفتالوي ،الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية ،ديوان المطبوعات الجامعية ،1988،ص404
38
ضروري لتحقق هذه الجريمة ،و أن القصد الجنائي في أفعال التقليد المباشر أمر مفترض
بصورة ال تقبل العكس إذ انه ال يحق للمتهم دفع المسؤولية عن نفسه بإثبات حسن نيته .53
جريمة التقليد ال يمكن أن تتم إال بتوفر شرط القصد الجنائي الذي يشكل الركن المعنوي و
بهذا أن تخلف هذا الشرط ال تعد جريمة.
يشترط في دعوى التق ليد العالمة التجارية أن تكون مسجلة لدى المكتب المغربي للملكية
الصناعية و التجارية مما يضفي على العالمة المسجلة الحماية الجنائية الخاصة ،هذا ما جاء
به نص المادة 143من ق.ح.م.ص حيت جاء فيها (:تستفيد العالمة المودعة بصورة قانونية
و المسجلة لدى الهيئة المكلفة بالملكية الصناعية وحدها من الحماية المقررة في هذا القانون
ابتدءا من تاريخ اإليداع) نستنتج أيضا من نص المادة أن أفعال التقليد التي ترتكب قبل إيداع
العالمة ال يمكن أن تكون محال لدعوى التقليد.
OMCهو األمر الذي نصت عليه المعاهدة المحدثة للمنظمة العالمية للتجارة بمراكش سنة
1995في المادة 5 16الحائز لعالمة تجارية مودعة له حق االستئثار لمنع الغير الذين
يتصرفون دون رضاه)
بالتالي فشرط التسجيل في دعوى التقليد عنصر أساسي لتوفير الحماية الجزائية في حال
انعدام هذا الشرط تنعدم هذه األخيرة و يسقط العقاب و ال يبقى في هذه الحالة للمتضرر إلى
- 53بن إدريس حليمة ،الحماية القانونية للملكية الفكرية للقانون الجزائري ،أطروحة شهادة الدكتوراه للقانون الخاص ،أبي بكر بلقايد
تلمسان،س.ج ،2014-2013،ص174
39
سلوك الطريق المدني و المطالبة بالتعويض على أساس دعوى المنافسة غير المشروعة التي
تطرقنا لها في الفصل السابق.
تطبيقا لمبدأ إقليمية القانون الجنائي فانه يشترط أن يرتكب الفعل المادي لجريمة تقليد العالمة
التجارية داخل التراب المغربي و إمكانية المتابعة القانونية ،يترتب عن هذه القاعدة أن
القاضي المغربي ال يكون مختصا إال في جرائم التقليد التي تقع داخل المغرب و القانون
المختص هو القانون المغربي ،في حال وقوع اعتداء على عالمة تجارية مغربية و كانت
متمتعة بالحماية الدولية أي وفق القانون فإنها تحظى بالحماية الجنائية الدولية وفقا ألحكام
و 55
القانون األجنبي54ذالك مع احترام االتفاقيات الدولية الموقع عليها السيما معاهدة مدريد
معاهدة باريس.56
نظرا لكون التسجيل هو العنصر الذي يضفي الحماية على العالمة التجارية يتبين لنا أيضا
من خالل القانون المنضم للعالمة التجاري 17.97من خالل نص المادة [202يقيم دعوى
التزييف مالك براءة اختراع أو تصميم تشكل(طبوغرافية) الدوائر المندمجة أو رسم أو
نموذج صناعي مسجل أو عالمة صنع أو تجارة أو خدمة مسجلة ].....أن من له الحق في
إقامة دعوى تقليد العالمة التجارية هو مالك العالمة التجارية حيت أن الدعوى ال تقبل إال من
صاحب الصفة.
جرائم التقليد تعتبر من جرائم الشكوى و بالتالي ليس لنيابة العامة الحق في إثارتها بشكل
تلقائي كما أكد المشرع من خالل المادة 205من نفس القانون حيت نص صراحة في نص
المادة ( ال يجوز أن تقام الدعوى العمومية إال بناءا على شكوى م طرف المتضرر ما عدا في
الحالة مخالفة لإلحكام المنصوص عليها في البند (ا) من المادة 24و المادتين113و 135
التي يعود فيها االختصاص للنيابة العامة.)...
-54د.كمال محرر ،م.س ،ص127
-55ا Arrangement de Madridاتفاقية مدريد للتسجيل الدولي للعالمة بتاريخ 14ابريل 1881
-56اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية لسنة 1883دخلت حيز التنفيد 7يوليوز 1883
40
بالتالي فجرائم التقليد من الجرائم التي بل البد من شكاية المتضرر صاحب الصفة الملك
األصلي أو المرخص له ترخيصا استئثاري أو غير استئثاري بشرط استفاء إجراءات
التسجيل و النشر .57
41
المبحث الثاني :المسطرة المتبعة في دعوى التقليد الجنائية والجزاءات
المترتبة عنها
دعوى تقليد العالمة التجارية محكومة بجملة من الضوابط إذ ال يمكن الحديث عن هذه
الدعوى إال بتوفرها ،ألنها تستوجب إقامتها من طرف شخص محدد قانونا بصفته مدعيا
ضد مرتكب احد أفعال التقليد باعتباره مدعى عليه .
كما أن دعوى تقليد العالمة التجارية ال يمكن أن تقبل إال في حالة إقامتها أمام المحكمة
المختصة نوعيا و محليا.
لدى سنتطرق إلى أطراف دعوى تقليد العالمة التجارية و المحكمة المختصة بها من خالل
( المطلب األول).
تن جم عن دعوى تقليد الجناية للعالمة التجارية مجموعة من الجزاءات قام المشرع بسنها
بغاية حماية الملكية الصناعي و ضمان حقوق المتضررين من جريمة تقليد العالمة التجارية
و حماية مصالحهم .
لدى سنختتم هذا المبحث باستعراض الجزاءات المترتبة عن دعوى تقيد العالمة التجارية في
(المطلب الثاني).
ثم يتعين علينا تحديد المحكمة المختصة إلقامة دعوى التقليد الجنائية االختصاص النوعي و
المحلي (الفقرة الثانية) .
42
الفقرة األولى :أطراف دعوى التقليد
تنقسم أطراف دعوى تقليد العالمة التجارية في الدعوى العمومية إلى طرف المشتكي (أوال)،
النيابة العامة في بعض الحاالت (ثانيا) و المعتدي على العالمة في صفة الظنين (ثالثا).
أوال :المشتكي
عكس دعوى المنافس غير المشروعة يطلق على صاحب الحق في رفع دعوى التقليد صفة
المشتكي هو مالك العالمة التجارية و هو الشخص المخول له تقديم شكاية بغاية حماية
حقه ،و هو األمر النصوص عليه في الفقرة األولى من نص المادة 205ق.ح .م.ص.
17.97يكفل القانون لصاحب العالمة التجارية حق إقامة الدعوى العمومية كما انه يمكن
تقديم الشكاية من طرف المستفيد من الحق استئثاري للعالمة ما لم ينص عقد الترخيص على
خالف دلك حسب ما ورد في الفقرة الثانية من نص المادة 202من نفس القانون.
تقام دعوى تقليد العالمة التجارية من طرف النيابة العامة بشكل تلقائي في بعض الحاالت
االستثنائية األصل فيها بموجب شكاية المتضرر لكن حسب الفقرة األولى من نص المادة
205ق.ح .م.ص تم تحديد االستثناءات في البند (أ) من المادة 24و المادتين 113و 135التي
تمكن النيابة العامة إقامة الدعوى العمومية ،و أيضا في الحالة الثانية إذا تعلق األمر بإحدى
الحاالت المشار إليها في المادتين 154و 154اعتمادا على التعديالت الواردة على المادة
227.1من نفس القانون أعاله . 58ذلك ما أكدت عليه محكمة النقض المغربية في قرارها
الصادر بتاريخ 2010/12/2قرار عدد 955في الملف عدد 2010/8/6/14426الذي جاء
فيه :يجوز للنيابة العامة تلقائيا األمر بمتابعات ضد كل مساس بحقوق مالك شهادة تسجيل
عالمة صنع ولو في غيبة تقديم شكاية من مالك العالمة.للمحكمة الجنحية صالحية البت في
الدعوى العمومية استثناء من أحكام الفقرة 2من المادة 205من قانون حماية الملكية
43
الصناعية التي تنص على انه ال يجوز للمحكمة الجنحية أن تبت في األمر إال بعد صدور
حكم اكتسب قوة الشيء المقضي به عن المحكمة المرفوع إليها التحقق من ثبوت الضرر،
وإن إقرار المشرع لهذه القاعدة وقلبها عما هو معمول به ،نابع من عدم سماحه للمحاكم
التجارية للنظر في الدعاوى الزجرية ،بالرغم من توفرها على نيابة عامة ،وجعل واليتها
تمتد فقط على الدعوى المدنية دون الزجرية. 59
ثالثا :الظنين
أي مرتكب جريمة التقليد سواء كان شخصا طبيعيا أو معنوي ،بالرجوع إلى نص المادة
226من ق.ح.م.ص يتبين أن المشرع أشار إلى األفعال التي تشكل تقليدا للعالمة التجارة و
الصناعة و الخدمة و تتمثل في :
-1القيام بدون تزييف عالمة مسجلة بتقليد هذه العالمة تقليدا تدليسي من شانه أن يضلل
المشتري أو استعمال عالمة مقلدة على سبيل التدليس.
-2القيام باستعمال عالمة مسجل تحمل بيانات من شانها تضليل المشتري فيما يخص
طبيعة الشيء أو المنتج المعين أو خصائصه الجوهرية أو تركيبه أو محتواه أو
أنواعه أو منشئه .
-3الحيازة لسبب غير مشروع لمنتجات من طرف الغير و هو على علم بكونها تحمل
عالمة مقلدة على سبيل التدليس أو قام عمدا ببيع منتجات أو خدمات تحت هذه العالمة
60
أو قام بعرضها للبيع أو عرض توريدها
تجدر اإلشارة إلى أن المشرع خول للجمعيات المعلنة أنها ذات النفع العام في قانون المسطرة
الجنائية أن تتدخل في دعوى التقليد ذلك لتطالب بالتعويضات في مواجهة مرتكب جرائم
التقليد إذا كان موضوع الدعوى يدخل ضمن دائرة اختصاصها . 61
-59د.منير فوناني،حينما يعقل المدني الجنائي من خالل القانون رقم 17.97بالمتعلق الملكية الصناعية 24 ،ابريل ، 12: 36- 2019
http://bayanealyaoume.press.m a
-60د .يونس بنونة ،م.س ،ص119
- 61د.كمال محرر ،م.س ،ص 140
44
الفقرة الثانية :المحكمة المختصة في دعوى تقليد العالمة التجارية
ينقسم موضوع المحكمة المختصة في دعوى تقليد العالمة التجارية الجنائية إلى االختصاص
النوعي (أوال) و االختصاص المحلي (ثانيا)
بما أن األمر يتعلق بدعوى زجرية جنحية تستوجب العقاب فالدعوى العمومية من اجل
تطب يق الجزاءات المترتبة على دعوى التقليد و التزييف تفتح نوعيا أمام المحكمة االبتدائية
.62
في حال حدث أن تلقت النيابة العامة التابعة للمحكمة التجارية شكاية خاصة بتقليد العالمة
التجارية توجب على هذه األخيرة أن تحيلها على النيابة العامة بالمحكمة االبتدائية كونها
المحكمة ذات االختصاص ،63باعتبار أن النيابة العامة بالمحكمة التجارية ليس لها صالحية
تحريك الدعوى العمومية حسب القانون المنظم للمحكمة التجارية.64
فيما يكون االختصاص للمحكمة اإلدارية كلما كان األمر يتعلق بالقرارات الوردة عن مدير
المكتب الوطني للملكية الصناعية و التجارية حسب ما ينص عليه المشرع في نص المادة 15
من قانون ح م ص .17.97
حسب نفس المادة أعاله تكون المحكمة التجارية هي صاحبة االختصاص للبث في النزاعات
الناجم عنها تطبيق القانون 17.97كلما كانت الدعوى ال تكتسي طابعا جنائيا أو إداريا.
تجدر اإلشارة إلى انه حسب المادة 205من نفس القانون تختص المحكمة التجارية فقط في
معاينة التقليد و الحكم بوقوع الضرر المترتب عن التقليد ،وحسب الفقرة الثانية من نفس
المادة في حال ما إذا رفعت الدعوتين في الوقت ذاته فانه تقيد يد المحكمة الجنحية إلى حين
البث في الدعوى المدنية فيها بحكم حائز لقوة الشيء المقضي به ،و هذا األمر يشكل استثناء
- 62ن.م ،ص142
- 63مصطفى حدوش ،حماية العالمة التجارية من التزييف في ضوء القانون ، 23.13رسالة نيل دبلوم الماستر شعبة القانون الخاص ،وحدة
ماستر قانون العقود و العقار ،جامعة محمد األول ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ،وجدة ،س.ج ، 2016-2015 ،ص59
- 64د.يونس ،بنونة,م.س ،ص 114
45
حيت نعلم أن القاعدة القانونية تقضي ان الجنائي يعقل المدني ،وقد صدر عن محكمة
االستئناف التجارية بفاس قرار رقم 255بتاريخ 2008/2/14في الملف عدد 2007/532
: أنه فيه جاء
”لتطبيق قاعدة المدني يوقف الزجري تشترط المادة 205من القانون رقم 17-97أن تكون
هناك دعوى مدنية تتعلق بتزييف أو تقليد العالمة قد أقيمت أمام المحكمة التجارية المختصة،
ومن تم ال يجوز للمحكمة االبتدائية التي تنظر في الدعوى العمومية المتعلقة بهذا التزييف أو
التقليد أن تبت في القضية إال بعد صدور حكم اكتسب قوة الشيء المقضي به عن المحكمة
التجارية .
فهنا نجد المشرع المغربي وقع في حيرة ،فبينما أعطى للمحاكم التجارية االختصاص للنظر
في المنازعات المتعلقة بالملكية الصناعية ،ففي نفس الوقت جرم التزييف المنصب على هذه
فيها. البت لها يمكن ال والتي الحقوق،
من أجل ذلك ،أقر قاعدة المدني يعقل الجنائي ،لكنه لم يجعلها قاعدة على إطالقها وإنما حدها
من حيث شكليات إثارة الدفع.
المشرع المغربي في القانون 17.97لم يقم بتحديد المحكمة ذات االختصاص المحلي
بخصوص القضايا تقليد العالمة التجارية الجنائية ،إذا في هذه الحالة يتم الرجوع إلى القواعد
العامة للمسطرة المدنية ،أي لمحكمة الموطن الحقيقي للمدعى عليه أو محكمة الموطن
المختار للمدعى عليه أو محكمة محل إقامة المدعى عليه أو محكمة موطن المدعي في حال
لم يكن للمدعى عليه ال موطن و ال محل إقامة بالمغرب ،أو في دائرة محكمة إلقاء القبض
عمال بالمادة 259من قانون المسطرة الجنائية.
تجدر اإلشارة إلى أن االختصاص المحلي الوارد في المادة 204من قانون ح.م.ص 17.97
و الذي يمنح االختصاص للمحكمة التابع لها موطن المدعى عليه الحقيقي أو المختار أو
المحكمة التابع لها مقر وكيله أو المحكمة التابع لها المكان الذي يوجد مقر الهيئة المكلفة
بالملكية الصناعية إذا كان خارج ارض الوطن يخص فقط الدعاوى المدنية ال الجنحية.
46
المطلب الثاني :الجزاءات المترتبة عن دعوى تقليد العالمة التجارية
الجنحية
نظرا النتشار ظاهرة االعتداء على العالمة التجارية بشكل كبير و لما لها من آثار سلبية ال
تقتصر على مالك العالمة التجارية فقط بل تمتد إلى المستهلك و االقتصاد الوطني.
سعى المشرع إلى إرساء حماية جزائية تكفل الحماية الفعالة لمالك العالمة ومنع االعتداءات
التي تقع عليها.يتضح لنا من خالل القانون 17.97ح.م.ص .أن المشرع في الدعوى الجنائية
بين الجزاءات األصلية (الفقرة األولى) و الجزاءات اإلضافية (الفقرة الثانية) .
سعى المشرع المغربي إلى تسهيل للمتضرر إثبات الفعل الجرمي لتقليد فأعطى حق
اإلثبات بشتى الطرق ،أهمها اإلثبات بواسطة السلطة القضائية عن طريق طلب إجراء
المعاينة و الحجز الوصفي أو الحجز التحفظي على السلع المقلدة .
الحج زيتم إما بطلب من النيابة العامة أو أي شخص آخر يعنيه األمر ،بناء على أمر من
رئيس المحكمة باعتباره قاضيا لألمور المستعجلة ،ويشمل هذا الحجز كل منتج يحمل بصفة
غير مشروعة عالمة صنع أو تجارة أو خدمة أو اسما تجاريا وكذا كل منتج يحمل بيانات
كاذبة تتعلق بمصدر المنتجات أو هوية المنتج أو الصانع أو التاجر.
فيعتبر إذن الحجز من التدابير المؤقتة التي يمكن االلتجاء إليها في انتظار إصدار محكمة
الموضوع حكمها بشأن تقليد العالمة ،وهو يدخل ضمن اختصاصات رئيس المحكمة
باعتبارها قاضيا لألمور المستعجلة.
47
لهذا أعطى المشرع لمن يعنيه األمر حق طلب إيقاع ذلك الحجز على العالمة التجارية
موضوع التقلي د كإجراء تحفظي وقتي لدرء وقوع الضرر ولوضع حد لالضطراب الذي من
شأنه أن يحدث في حالة اإلفراج عليها الحجز المؤقت حين االستيراد يكون غير محدد المدة
ويرتبط بحكم محكمة الموضوع بشأن تزييف العالمة التجارية
تنقسم العقوبات االصلية الناتجة عن جريمة التقليد الى نوعين العقوبات الحبسية (أ) وخرى
عبارة عن غرامة مالية (ب)
أ :العقوبات الحبسية
أورد المشرع المغربي في المادة 226من ق.ح.م.ص 17.97 .العقوبات السجنية الخاصة
بجريمة التقليد وتتراوح بين شهرين و ستة أشهر في حق كل من قام باألفعال الواردة في
نفس المادة.
اقر المشرع في نفس المادة المذكورة أعاله أن بالغرامة المالية في جرائم التقليد تتراوح بين
50.000درهم و 500.000درهم .و يصوغ الحكم بالعقوبتين معا أو إحداهما فقط.
أوال:اإلتالف
تجد عقوبة اإلتالف سندها القانوني في نص المادة 228قانون الملكية الصناعية " 17.97
يجوز للمحكمة كذالك أن تأمر بإتالف األشياء التي ثبت أنها مزيفة و التي هي ملك للمزيف و
كذا بإتالف األجهزة و الوسائل المعدة خصيصا النجاز التزييف " هذه العقوبة ال تتوقف على
48
طلب من المتضرر ،إنما للمحكم الصالحية الحكم به من عدمه عكس ما هو وارد في دعوى
التقليد المدنية حيت يجوز للمتضرر من أعمال التقليد مطالبة المحكمة بإتالف المحجوزات
حسب نص المادة 224من نفس القانون أعاله و للمحكمة حق قبول أو رفض الطلب ،يكون
اإلتالف تحت إشراف السيد وكيل الملك و بتنسيق مع السلطات المحلية و يتم بعيدا عن
مؤسسة المحكوم عليه في مكان خاص.
ثانيا :النشر
نشر الحكم باإلدانة الصادر عن المحكمة باإلدانة بموجب دعوى التقليد ،تنص المادة 209
من القانون 17.97على أمر المحكمة بنشر األحكام القضائية التي أصبحت نهائية تطبيقا
ألحكام هذا القانون ،لعل الهدف من ذلك هو ردع مرتكب التقليد من جهة و من جهة أخرى
تحذير المستهلك من شراء المنتجات المقلدة بعد نشر ملخص أو منطوق هذه األحكام
،هذه العقوبة تساهم في ردع مرتكب جريمة التقليد عن طريق التشهير به 65
النهائية
خصوصا أن مرتكبي جرائم التقليد و التزييف غالبا ما تكون وراءها شركات كبرى تشكل
السمعة التجارية جزءا ال يتجزأ من أصلها التجاري . 66
يتبين أيضا من صياغة نص المادة 209انه يتعين على المحكمة أن تأمر بالنشر سواء تمت
المطالبة به أم ال بالنظر إلى صيغة الوجوب و دون أن يكون ذلك متعارضا مع مقتضيات
الفصل الثالث من ق م م . 67
في هذا الصدد جاء في الحكم الصادر ن المحكمة التجارية باكادير بنشر منطوق الحكم بعد
صيرورته نهائيا في جريدتين وطنيتين باختيار المدعية و على نفقة المدعى عليه على أن ال
.عن نفس المحكم صدر حكم يقضي بنشر 68
تتجاوز مصاريف النشر مبلغ 3000درهم
49
ملخص منطوق الحكم باللغة العربية في جريدة وطنية باختيار المدعية و على نفقة المدعى
عليها بعد صيرورة الحكم نهائيا على ان ال تتجاوز مصاريف النشر مبلغ 1000درهم. 69
تنص المادة 208من القانون ح .م .ص ( 17.97 .يمكن عالوة على ما ذكر أن يحرم
األشخاص المحكوم عليهم تطبيقا ألحكام هذا الباب من حق العضوية في الغرفة المهنية
ط وال مدة ال تزيد عن خمس سنوات) وهو أمر ترجع سلطة تقدير الحكم به إلى المحكمة.
يستهدف المشرع من خالل فرض عقوبة الحرمان من حق العضوية في الغرفة المهنية كبار
التجار و الصناع الذين يطمحون في الحصول على عضوية في إحدى الغرف المهنية و ما
تخوله هذه األخيرة من امتيازات ،إذ تفتح لهم آفاق تتمثل في الترشح من اجل الحصول على
مقعد داخل مجلس المستشارين .70
-69حكم عدد 884ملف 2017\8211\171الصادر عن المحكمة التجارية اكادير بتاريخ 2017\ 04\ 24غير منشور
-70احمد الدمان" ،حماية العالمة التجارية من التزييف ،اية فاعلية" ،اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ،قانون خاص،جامعة سيدي محمد بن عبد
هللا،كلية العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية ،فاس ،س.ج 2013-2014،ص 250-249مشار إليه لدى مصطفى حدوش،م .س ،ص74
50
خاتمة
في نهاية بحثنا وجدنا أنه من الضروري في خاتمته أن نتطرق إلى المواضيع التي تناولناها
عامة ،فتبين لنا أن المشرع المغربي حاول جاهدا حماية العالمة التجارية بشكل خاص و
الملكية الصناعية بشكل عام من شتى أنواع االعتداءات التي قد تتعرض إليها من طرف
الغير ،و نخص بالذكر االعتداءات التي تطرقنا لها في بحثنا هذا و هي المنافسة غير
المشروعة و جرائم التقليد ذلك ،من خالل سن تشريع خاص يسعى إلى ضمان نوع من
الحماية لكل مكونات الملكية الصناعية خاصة العالمة التجارية لما لها من أهمية اقتصادية
و هو ما خصصنا له بحثنا هو القانون 17.97المعدل و المتمم بموجب القانون .23.13
حيث قام المشرع المغربي برفع من حجم العقوبات سواء تعلق األمر بالعقوبات الحبسية أو
الغرامات المالية ذلك باإلضافة إلى العقوبات اإلضافية التي يمكن أن يوجهها القضاء
لمرتكبي االعتداءات التي تمس العالمة التجارية هذا كله يهدف من خالله المشرع لردع
المعتدين على العالمات التجارية.
إال انه حسب نظرنا المتواضع يتبين لنا أن هذه اإلجراءات ال تزال غير كافية بشكل عام
لوقف ه ذا النوع من االعتداءات ،يظهر ذلك من خالل حجم السلع المزيفة و المقلدة التي تعج
بها أسواقنا و أيضا من خالل نسبة النزاعات المتعلقة بالعالمة التجارية التي تمأل محاكمنا
التجارية خاصة واالبتدائية و التي تظل في تزايد مستمر.
حسب رأينا المتواضع مرة أخرى يعدو ذلك إلى هزالة العقوبات المقررة في هذا النوع من
القضايا رغم التعديالت التي جاء بها ظهير 23.13المعدل و المتمم لقانون 97.17و التي
تظل غير كافية خاصة فيما يخص جرائم التقليد التي قمنا بالتطرق إليها في بحثنا و التي ال
تتجاوز فيها العقوبات الحبسية ستة أشهر على أقصى تقدير فيما تم الرفع من الغرامات
المالية بشكل مضاعف ،ذلك أن المشرع تبين له أن مرتكبي هذا النوع من الجرائم يكون
في غلب األحيان من محترفي و ممارسي األنشطة التجارية .
51
ال يمكن أن نغفل أن المشرع المغربي من خالل التعديالت التي ألحقها بالقانون 17.97تمكن
من تجاوز االزدواجية التي كانت يعاني منها هذا القانون بعد فترة االستقالل ،كما أن
المعاهدات التي انخرط فيها المغرب كانت ذات نفع كبير على مجال الملكية الصناعية و
باألخص مجال العالمة التجارية من قبيل اتفاقية باريس و مدريد و الكات التي نظمت في
مراكش و غيرها من المعاهدات و االتفاقيات.
من شان الترسانة القانونية التي رسخها المشرع المغربي أن يكون ذات دور فعال في
محاربة ظاهرة المنافسة غير المشروعة و التقليد الذي تعاني منه السلع و المنتجات بهدف
حماية المستهلك و االقتصاد الوطني والمستثمرين على حد السواء إال انه حبذ كما ذكرنا
سابقا أن يتم الرفع من العقوبات الحبسية و الغرامات المالية لضمان حماية أكثر فعالية
سواء تعلق األمر بالدعوى المدنية أو الجنائية .
من خالل دراستنا لموضوع الجزاءات المترتبة عن التقليد تبين لنا انه يتم إتالف السلع التي
يتم حجزها في مثل هذه القضايا إال انه حسب نظرنا المتواضع حبذ لو أن هذه المحجوزات
يتم توزيعها على الجمعيات و المؤسسات الخيرية و ذوي االحتياجات الخاصة عوضا عن
إتالفها خاصة إذا كانت منتجات ذات جودة و ال تشكل أي خطورة على صحة المستهلك .
كما انه من المستحب لو أن المحاكم تحكم بالعقوبة الحبسية و المالية معا عكس ما هو معمول
به حاليا حيث تكون غير متالزمة ،و الرفع من هذه العقوبات ،و جعل العقوبات اإلضافية
من قبيل الحرمان من بعض الحقوق الوطنية و النشر أمرا إلزاميا .
في حالة ما إذا كان إتالف السلع المقلدة أمرا ضروريا كان من األفضل أن يتم أمام
المؤسسات التي قامت بهذه األعمال ليعلم جمهور المستهلكين بذلك.
52
الملحق
53
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
الئحة المراجع
المراجع العامة:
-د .سميحة قليوبي ,الملكية الصناعية ،دار النهضة العربية ,الطبعة الخامسة ،لقاهرة
مصر2005،
-د.نوري حمد خاطر،شرح قواعد الملكية الفكرية ،دار وائل للنشر،عمان األردن2005،
-د.فؤاد معالل ،شرح القانون التجاري المغربي الجديد ،ج .األول ،مطبعة األمنية ،دار
األفاق المغربية للنشر و التوزيع ،ط .األولى ،الدار البيضاء المغرب2009 ،
-د .احمد شكري السباعي ،الوسيط في القانون التجاري المغربي المقارن،ج ، 3مكتبة
المعارف ،الرباط 1996 ،
-عبد الرحيم بحار ،القضاء التجاري والمنازعات التجارية ،بدون مطبعة ،ا لطبعة األولى
2014،
المراجع الخاصة:
-د.احمد محمد محرز ،الحق في المنافسة المشروعة في مجاالت النشاط االقتصادي ،دار
نهضة الشرق ،القاهرة-مصر1991،
-سمير جميل حسين الفتالوي ،الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية ،ديوان المطبوعات
الجامعية1988،
-د .يونس بنونة ،العالمة التجارية بين التشريع و االجتهاد القضائي،د.ذ.م ،الطبعة
االولى2006،
-د.محمد محبوبي ،النظام القانوني للعالمة التجارية في ضوء التشريع المغربي المتعلق بحق
الملكية الصناعية و االتفاقيات الدولية ،دار ابي رقراق لنشر ،الطبعة الثانية 2011،
66
األطاريح و الرسائل الجامعية :
-فت حية لعالم"،حماية العالمة التجارية من جريمة التقليد في القانون الجزائري" ،مذكرة
تكميلية لنيل دبلوم الماستر ،القانون الجنائي لألعمال ،جامعة العربي بن مهيدي،كلية الحقوق
و العلوم السياسية ،قسم العقوق ،ام البواقي -الجزائر ،س.ج2014-2013 ،
-بن إدريس حليمة ،الحماية القانونية للملكية الفكرية للقانون الجزائري ،اطروحة شهادة
الدكتوراه للقانون الخاص ،ابي بكر بلقايد تلمسان،س.ج2014-2013،
-ا حمد الدمان" ،حماية العالمة التجارية من التزييف ،اية فاعلية" ،اطروحة لنيل شهادة
الدكتوراه ،قانون خاص،جامعة سيدي محمد بن عبد هللا،كلية العلوم القانونية واالقتصادية و
االجتماعية ،فاس ،س.ج 2013-2014،
-جاالك سعدي حسين,الحماية القانونية للعالمة التجارية بحث مجلس العدل لترقية ,وزارة
العدل إقليم كردستان العراق 2014
-د .كمال محرر ،العالمة التجارية حمايتها المدنية و الجنائية ،بحث نهاية التمرين المعهد
الوطني لدراسات القضائية2002 ،
-إسماعيل أيت الماحي ،دور القضاء في حماية حقوق الملكية الصناعية ،عرض ماستر،
قانون االعمال ،جامعة القاضي عياض ،كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ،
مراكش2017 ،
-إ يناس مازن فتحي الجبارين ،الحماية المدنية للعالمة التجارية غير المسجلة وفقا للقانون
األردني ،رسالة نيل ا لماستر في القانون الخاص ،جامعة الشرق األوسط ,كلية الحقوق ،
2010
67
-م حمد المسلومي ،الرسوم و النماذج الصناعية ،رسالة نيل دبلوم الدراسات العليا ،في
القانون الخاص ،كلية العلوم القانونية االقتصادية و االجتماعية بالدار البيضاء 1996 ،
-محمد محبوبي ،تسجيل العالمة التجارية ،رسالة دبلوم الدراسات العليا المعمقة ،قانون
األعمال ،كلية العلوم القانونية االقتصادية و االجتماعية ،الدار البيضاء سنة 1999
المقاالت:
-د.منير فوناني ،حينما يعقل المدني الجنائي من خالل القانون رقم 17.97بالمتعلق الملكية
الصناعية 24ابريل 2019
http://bayanealyaoume.press.ma -
http://www.wata.cc -
http://www.abdelgafor.blogspot.com -
http://www.rechelcenter.ps -
68
الفهرس
70