You are on page 1of 70

‫بحث لنيل اإلجازة في شعبة القانون‪ ،‬مسلك القانون الخاص‬

‫تحت عنوان ‪:‬‬

‫دور القضاء في حماية‬


‫العالمة التجارية‬
‫تحت إشراف الدكتورة‪:‬‬
‫صباح كوتو‬ ‫من إعداد الطالبة‪:‬‬
‫‪KADRANI FATIMA ZAHRA‬‬
‫‪CODE APOGEE : 11007258‬‬
‫‪IGUIDER ANOUAR‬‬
‫‪CODE APOGEE :12010462‬‬
‫‪JEBA MOHAMED‬‬
‫‪CODE APOGEE :14014219‬‬

‫الموسم الجامعي‪:‬‬
‫‪2018/2019‬‬
‫‪1‬‬
‫إهداء‬

‫شكر و عرفان‬

‫شكر و عرفان‬
‫نشكر هللا سبحانه و تعالى على إتمام هذا البحث و نتقدم بجزيل‬

‫الشكر و االمتنان إلى كل من مد لنا يد العون إلتمامه‪ ،‬ونخص‬

‫بالذكر "األستاذة الدكتورة صباح كوتو " المؤطرة لبحتنا و‬

‫المشرفة عليه على مساعدتها لنا و على توجيهاتها القيمة‪ ،‬و‬

‫نذكر لها كل الكرم و الفضل و نتمنى لها وافر العلم و دوام‬

‫المعرفة إنشاء هللا‪.‬‬

‫كما نشكر جميع أعضاء هيئة التدريس بكلية العلوم القانونية‬

‫و االقتصادية واالجتماعية جامعة ابن زهر اكادير ‪،‬و إلى‬

‫عميدها و كل من ساهم في إنجاح مسارنا الجامعي‬

‫‪2‬‬
‫قائمة المختصرات‪:‬‬
‫م ‪ .‬س ‪ :‬مرجع سابق‬
‫ج ‪ :‬جزء‬
‫ط ‪ :‬طبعة‬
‫ق‪.‬ح‪.‬م‪.‬ص‪ :‬قانون حماية الملكية الصناعية‬
‫ص‪ :‬صفحة‬
‫س‪.‬ج‪ :‬سنة جامعية‬
‫ن‪.‬م ‪ :‬نفس مرجع‬
‫ج‪.‬ر ‪ :‬جريدة رسمية‬
‫الكات ‪ :‬االتفاقية العامة للتعريفات الجمركية والتجار‬

‫‪3‬‬
‫المقدمة‪:‬‬

‫تعد العالمة التجارية من أهم عناصر األصل التجاري و من أهم حقوق الملكية الصناعية‪،‬‬
‫فهي تشكل ضمان للمنتج و للمستهلك على حد السواء حيث تعمل على إرساء الثقة بينهما‪.‬‬
‫هي أيضا تعمل دورا كبير في تطور االقتصاد فيمكن اعتبارها مقياسا لنمو االقتصاد ألنه‬
‫بقدر ما يتم إصداره من براءة اختراع و ما يتم تسجيله من رسوم و نماذج صناعية أو‬
‫عالمات في دولة ما بقدر ما يعتبر ذلك مؤشر على مستوى التطور االقتصادي الذي بلغته‬
‫تلك الدولة‪.1‬‬

‫ظهور العالمة التجارية ليس أمرا جديدا بل يعود إلى أمد بعيد فالرمانيين هم أول من استعمل‬
‫العالمة التجارية ‪ ،‬فكانت توضع على منتجات الفخار كوسيلة لحماية المنتجات من السرقة و‬
‫التقليد‪ .‬فكان وضع العالمة على السلع في القرون الوسطى دليل على أن الطائفة قامت‬
‫بمراقبة السلع و المنتجات وفي أحيان أخرى دليل على أن الرسوم المفروضة على السلعة قد‬
‫دفعت ‪ ،‬كما أنها كانت توضع لتمييز سلع كل طائفة إذ كانت لكل طائفة عالمة خاصة بها ‪.‬‬

‫بعد الثورة الفرنسية أصبح وضع العالمة التجارية أمرا ضروريا بسبب زوال نظام الطوائف‬
‫و أصبحت بالتالي تهدف إلى حماية المستهلك و الصناع و التجار و لمنع المنافسة غير‬
‫المشروعة و التقليد‪.‬‬

‫اعتبر البريطانيون أول من أهمية كبيرة فقد جاءت حينها بإحكام قاسية في مواجهة كل من‬
‫غش أو قام بتقليد عالمة تجارية تعود لشخص أخر‪.‬‬

‫كما يعتبر التشريع الفرنسي الذي ظهر سنة‪ 1857‬أول قانون منظم للعالمة التجارية جاء‬
‫مواكبا للتطورات الصناعية واشتداد المنافسة بين المنتجين و الصناع‪ ،‬و انتشرت بعد ذلك‬
‫فكرة سن تشريعات خاصة بالعالمة التجارية في اغلب دول العالم‪.‬‬

‫أما بخصوص المغرب فقد عرف أول قانون نظم العالمة التجارية خالل فترة الحماية‬
‫بمقتضى ظهير ‪ 23‬يونيو ‪ 1916‬كان يطبق في المنطقة الفرنسية فحسب ‪،‬أما منطقة طنجة‬
‫‪ - 1‬د‪.‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري المغربي الجديد‪ ،‬ج‪ .‬االول‪،‬مطبعة االمنية‪ ،‬دار االفاق المغربية للنشر و التوزيع‪ ،‬ط ‪.‬االولى ‪،‬الدار‬
‫البيضاء المغرب‪، 2009،‬ص‪3‬‬

‫‪4‬‬
‫طبق بها قانون ‪ 4‬أكتوبر ‪ 1938‬فيما المنطقة الشمالية كانت خاضعة للقانون االسباني ‪ ،‬بعد‬
‫االستقالل تم تنظيمها بموجب ظهير ‪ 23‬يونيو ‪. 1916‬‬

‫بالتالي كانت هناك ازدواجية سائدة بعد االنضمام أي مجموعة من االتفاقيات الدولية كان أمرا‬
‫ضروريا وضع تشريع وطني موحد و فعال‪ ،‬و بالتالي تام إصدار القانون‪ 217.97‬المتعلق‬
‫حماية الملكية الصناعية تم الحقا تعديله وتتميمه بمقتضى القانون ‪ 31.053‬و القانون‬
‫‪ ،23.134‬عدى عن الحماية الوطنية التي حاول المشرع المغربي إرساءها لحماية العالمة‬
‫التجارية فقام أيضا بإبرام عدة اتفاقيات دولية لمواكبة التشريعات الدولية‪.‬‬

‫أهمية الموضوع‪:‬‬
‫نظرا ألهمية العالمة التجارية و لقيمتها االقتصادية أصبحت عرضة للعديد من االعتداءات و‬
‫االنتهاكات بالتالي فحماية العالمة التجارية سواء على الصعيد الوطني أو الدولي أصبح أمرا‬
‫ضروريا لحماية كل من المستهلك‪،‬المنتج و مقدمي الخدمات و هو األمر الذي يسهم في جلب‬
‫االستثمارات و تنمية االقتصاد ‪.‬‬

‫للعالمة التجارية مجموعة من الوظائف إال أن وظيفتها األساسية هي تمييز منتجات و‬


‫خدمات صاحب العالمة التجارية‪ ،‬فيما وضيفتها القانونية تتجلى في كونها وسيلة لضمان‬
‫حقوق المنتج على منتجاته أو خدماته‪.‬العالمة التجارية هي أذات لتسويق المنتجات و وسيلة‬
‫إلشهارها هذا ما يمثل وضيفتها االقتصادية‪.‬‬

‫ألهمية العالمة التجارية والتنافسية التي يعرفها السوق التجارية كان امرأ بديهيا أن‬
‫تتعرض هذه األخيرة لشتى أنواع االعتداءات من قبيل التقليد و المنافسة غير المشروعة‪،‬‬
‫رغم الترسانة القانونية التي تعمل على الحد من هذه الظواهر التي أصبحت تشكل تهدد كل‬
‫من المستهلك و االقتصاد ‪.‬‬

‫‪- 2‬الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ 1.00.19‬بتاريخ ‪ 9‬ذي القعدة ‪ 15( 1420‬فبراير‪ ,)2000‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد‪ 4776‬بتاريخ ‪ 2‬ذي الحجة ‪9( 1420‬‬
‫ماارس‪ ,)2000‬ص‪453‬‬
‫‪-3‬الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ 1.05.190‬بتاريخ ‪ 15‬محرم ‪14( 1427‬فبراير ‪ ,)2006‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 5397‬بتاريخ ‪ 21‬محرم ‪( 1427‬‬
‫‪ 200‬فبراير ‪ ,)2006‬ص ‪453‬‬
‫‪ - 4‬الصادر بتنفيذ الظهير الشريف رقم ‪ 1.14.188‬بتاريخ ‪ 27‬محرم ‪ 21( 1436‬نونبر ‪ ,)2014‬ج‪.‬ر‪ .‬عدد ‪ 6318‬بتاريخ ‪ 25‬صفر ‪18( 1436‬‬
‫ديسمبر‪,)2014‬ص‪8465‬‬

‫‪5‬‬
‫لذلك فمن خالل بحتنا سنحاول استعراض دور القضاء المغربي في إرساء حماية للعالمة‬
‫التجارية سواء كانت حماية جنائية أو حماية مدنية‪.‬من خال دراسة القواعد القانونية القضائية‬
‫الموضوعية و الشكلية و المساطر الواجب سلكها من طرف مالك العالمة أو حائزها لحمايتها‬
‫من االعتداءات سواء كان مدنيا (المنافسة غير المشروعة) أو جنائيا (التقليد)‬

‫إشكالية الموضوع ‪:‬‬


‫بالتالي سنتناول الموضوع في شكل التساؤل التالي‪:‬‬

‫ما مدى توفق القانون و القضاء في حماية العالمة التجارية جنائيا و مدنيا ؟‬

‫خطة البحث‪:‬‬
‫سنحاول من خالل بحثنا هذا اإلجابة على هذه التساؤالت من خالل تقسيم هذا الموضوع إلى‬
‫فصلين في الشكل التالي‪:‬‬

‫الفصل األول‪ :‬الحماية المدنية للعالمة التجارية في إطار دعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫الفصل الثاني‪:‬الحماية الجنائية للعالمة التجارية في إطار دعوى التقليد‬

‫‪6‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬

‫الحماية المدنية للعالمة التجارية‬

‫"دعوى المنافسة غير المشروعة"‬

‫‪7‬‬
‫تمهيد‪:‬‬
‫إن العالمة التجارية من تعد من أهم عناصر األصل التجاري و هي ذات دور كبير في‬
‫تعريف المنتج و وسيلة لحماية المستهلك و المنتج على حد سواء و هي ذات أهمية بالغة في‬
‫تطور االقتصاد الوطني و شهرة و نمو المنتج و تطوره ‪ .‬لدى قام المشرع المغربي بتعريف‬
‫العالمة التجارية و سن قانون خاص بها هو قانون حماية الملكية الصناعية ‪. 17.97‬‬

‫تتمثل و وظيفة العالمة التجارية باألساس في تمييز منتجات و خدمات صاحب العالمة عن‬
‫مثيالتها المنافسة لها في السوق أي أنها تعطي المنتج أو السلعة أو الخدمة هوية‪.5‬‬

‫و من المعايير المساهمة في تطور االقتصاد هي المنافسة الشريفة و في حدود المشروعية إال‬


‫أن العالمة التجارية تتعرض لمجموعة من االعتداءات من قبيل المنافسة غير المشروعة و‬
‫قد حاول المشرع المغربي من خالل قانون ح‪.‬م‪.‬ص‪ 17.97 .‬أن بنظم دعوى المنافسة غير‬
‫المش روعة لدى من اجل معرفة الحماية القضائية التي وفرها المشرع للعالمة التجارية وجب‬
‫علينا التعرف بداية على العالمة التجارية لكي نلم بموضع الحماية القضائية لهذا العنصر‬
‫سنحاول بدورنا من خالل هذا الفصل التعرف على العالمة التجارية و أيضا على دعوى‬
‫المنافسة غير المشروعة (المبحث األول) و المسطرة المتبعة في دعوى المنافسة غير‬
‫المشروعة (المبحث الثاني )‪.‬‬

‫‪-5‬د‪.‬فؤاد معالل‪ ،‬م‪.‬س ‪،‬ص ‪416‬‬

‫‪8‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬العالمة التجارية و المنافسة غير المشروعة‬
‫نعلم أن العالمة التجارية بين أهم عناصر األصل التجارية و هذه األخيرة تع تعريفها من‬
‫طرف مجموعة من الفقهاء و التشريعات الوطنية و األجنبية كما أنها يجب أن تتوفر على‬
‫مجموعة من الشروط األساسية لقيامه كما أن هذه سعيا من المشرع إلى إرساء حماية للعالمة‬
‫التجارية نظرا لما تكتسي من أهمية اقتصادية و خاصة في المجال التجاري فقام بإحداث‬
‫مجموعة من الدعاوى التي تمكن من مواجهة أي اعتداء مثل ما هو األمر بالنسبة للحماية‬
‫المدنية في شكل دعوى المنافسة غير المشروعة لذي سنستعرض من خالل هذا المبحث‬
‫تعريف العالمة التجارية و أيضا دعوى المنافسة غير المشروعة (المطلب األول) و إلى‬
‫شروط قيام دعوى المنافسة غير المشروعة (المطلب الثاني )‬

‫بهدف التعرف على العالمة التجارية أوال قبل الخوض في موضوع الحماية القضائية‬
‫الخاصة بها ‪.‬‬

‫تعريف العالمة التجارية و دعوى المنافسة غير‬ ‫‪:‬‬ ‫المطلب األول‬


‫المشروعة‬
‫سنقوم بتعريف العنصرين السابقين و تحديد شروطهما و أسسها سنتطرق إلى تعريف العالمة‬
‫التجارية و شروطها ( الفقرة األولى ) ثم تعريف دعوى المنافسة غير المشروعة و أسسها‬
‫من خالل (الفقرة الثانية )‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف العالمة التجارية و شروطها‬


‫من خالل هذه الفقرة سنقوم بتعريف العالمة التجارية (أوال) ثم تحديد شروط قيامها (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬تعريف العالمة التجارية‬

‫لتعريف العالمة الت جارية سنتطرق إلى (أ) تعريف التشريع (ب) تعريف الفقه و ذلك سعيا منا‬
‫إلى محاولة التعرف إليها بشكل اكبر و شامل‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫أ‪ -‬تعريف التشريع‬

‫قام المشرع المغربي من خالل قانون حماية الملكية الصناعية ‪ 17.97‬بتعريف العالمة‬
‫التجارية و ذلك في نص المادة ‪ 133‬و الذي ورد فيه (يراد في هذا القانون بعالمة الصنع أو‬
‫التجارة أو الخدمة كل إشارة قابلة لتجسيد تمكن من تمييز منتجات أو خدمت شخص ذاتي أو‬
‫معنوي‪ )...‬و استكمل نص المادة بوصف الشارات التي قد تعد عالمة تجارية‬

‫ب ‪ -‬تعريف الفقه‪:‬‬

‫تعددت التعارف الفقهية التي حاولت تعريف العالمة التجارية سنقوم بسرد بعض منها‪.‬‬
‫حيث عرفها البعض بأنها كل إشارة أو داللة يضعها التاجر أو الصانع على المنتجات التي‬
‫يقوم ببيعها أو وضعها لتمييز هذه المنتجات عن غيرها من السلع المماثلة ‪، 6‬عرفها البعض‬
‫بأنها كل إشارة أو داللة يضعها التاجر أو الصانع على المنتجات التي يقوم ببيعها أو وضعها‬
‫لتمييز هذه المنتجات عن غيرها من السلع المماثل‪ ،‬و البعض اآلخر بأنها كل إشارة أو‬
‫مجموعة الشارات المميزة لمنتجات أو خدمات مشروع اقتصادي قصد اجتذاب الزبناء على‬
‫شرائها و كذا من اجل تمييزها عن غيرها من المنتجات و الخدمات المماثلة‪.7‬‬
‫فيما عرفها البعض على أنها العالمة التي يضعها صاحب اإلنتاج على منتجاته من اجل‬
‫تميزها عن غيرها من المنتجات األخرى المماثلة لها سواء من حيث نوعها أو ماهيتها أو‬
‫محل إنتاجها و قد تصبح هذه العالمة مع الزمن دليال على جودة اإلنتاج‪.8‬‬

‫ثانيا‪:‬شروط قيام العالمة التجارية‬

‫سنستعرض شروط قيام العالمة التجارية والتي تتمثل في ثالث شروط‪( :‬أ) عالمة مميزة‬
‫(ب) عالمة جديدة (د) عالمة مشروعة‪ .‬سنحاول شرح كل شرط على حدى بشكل مفصل‪.‬‬

‫‪ - 6‬د‪ .‬سميحة قليوبي ‪ ,‬الملكية الصناعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ,‬الطبعة الخامسة ‪،‬لقاهرة مصر‪, 2005،‬ص ‪461‬‬
‫‪ - 7‬د‪.‬محمد محبوبي‪ ،‬النظام القانوني للعالمة التجارية في ضوء التشريع المغربي المتعلق بحق الملكية الصناعية و االتفاقيات الدولية ‪ ،‬دار‬
‫ابي رقراق لنشر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪ ، 2011،‬ص ‪25‬‬
‫‪ -8‬د عبد اللطيف هداية ‪ ،‬مشار إليه لدى‪ ،‬د‪.‬محمد محبوبي‪ ،‬م س‪ ،‬د‪.‬ذ‪.‬ص‬

‫‪10‬‬
‫أ‪ -‬عالمة تجارية مميزة ‪Distinctive‬‬

‫عالمة مميزة أو ما يطلق عليه بالعالمة الفارقة أي أن هذه العالمة لها إمكانية تمييز بضاعة‬
‫مالكها من غيرها من البضائع‪ ،‬أن تكون مختلفة بمعنى أخر أن تتصف العالمة بطبيعة ذاتية‬
‫تمنع من الخلط مع غيرها و تجعل من اليسر معرفتها‪ .9‬معنى ذلك انه يشترط في العالمة‬
‫التجارية أن تكون لها ذاتيتها الخاصة التي تميزها عن غيرها من العالمات األخرى‬
‫‪ ،‬و في نفس اإلطار جاءت مدونة الملكية الفكرية الفرنسية في‬ ‫‪10‬‬
‫المستخدمة لسلعة مماثلة‬
‫الفصل ‪:2.711‬‬

‫‪« le caractère distinctif d’un signe de nature a constituer une marque‬‬


‫» ‪s’apprécie à l’égard des produits ou services désignés.‬‬

‫المستفاد مما سبق ان العالمة التجارية يجب أن تكون عالمة متميزة عن غيرها من العالمات‬
‫لكي تتمكن من تمييز المنتج وحمايته وفي اآلن ذاته حماية المستهلك‬

‫ب ‪ -‬عالمة تجارية جديدة‬

‫إلضافة إلى الشرط السابق تستلزم العالمة التجارية شرط الجدة؛ ويقصد بها أن العالمة لم‬
‫يسبق تسجيلها أو استعمالها سابقا‪ .‬أي أنها لم يسبق لها أن استعملت داخل إقليم دولة أو على‬
‫ذات السلعة أو المنتجات أو تاجر آخر على سلعة مماثلة‪، 11‬أما مجرد نقل العالمة التجارية‬
‫السابقة استعمالها قي نوع مخالف تماما للسلع المراد وضعها عليها فال يفقد عنصر الجدة‬
‫المطلوب توافره في العالمة التجارية‪.12‬‬

‫كما أن العالمة التجارية ال تفقد عنصر الجدة إذا سبق استعمالها وتركت من صاحبها ولم يقم‬
‫بتجديدها وفقا للشروط القانونية الخاصة بتسجيل العالمة‪.‬‬
‫‪ - 9‬جاالك سعدي حسين‪,‬الحماية القانونية للعالمة التجارية بحث مجلس العدل لترقية ‪ ,‬وزارة العدل إقليم كردستان العراق ‪2014,‬ص‪4‬‬
‫‪ - 10‬د‪.‬سميحة قليوبي ‪,‬مرجع سابق ‪,‬ص ‪439‬‬

‫‪-11‬د‪.‬كمال محرر‪ ،‬العالمة التجارية حمايتها المدنية و الجنائية‪ ،‬بحث نهاية التمرين المعهد الوطني لدراسات القضائية‪ 2002 ،‬ص ‪30‬‬
‫‪ -12‬إسماعيل أيت الماحي‪ ،‬دور القضاء في حماية حقوق الملكية الصناعية ‪،‬عرض ماستر‪ ،‬قانون االعمال ‪ ،‬جامعة القاضي عياض ‪ ،‬كلية العلوم‬
‫القانونية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬مراكش‪ ،2017 ،‬ص‪9‬‬

‫‪11‬‬
‫د ‪ -‬عالمة تجارية مشروعة‬

‫بمعنى أن العالمة التجارية ال تكون ممنوعة قانونيا أي أن تسمح النصوص القانونية‬


‫بتسجيلها‪ .‬فتعتبر العالمة التجارية غير مشروعة إذا خالفت نص قانونيا أو جاءت مخالفة‬
‫للقانون و النظام و قد أورد المشرع المغربي من خالل نص المادتين ‪ 135‬و ‪ 137‬من قانون‬
‫حماية الملكية الصناعية ‪ 17,97‬األفعال التي تفقد العالمة التجارية مشروعيتها وهي‪:‬‬

‫حسب ما جاء في نص المادة ‪:135‬‬

‫ال يمكن أن تعتبر عالمة أو عنصر عالمة الشارة التي‪:‬‬

‫أ ‪ -‬تمثل صورة جاللة الملك أو صورة أحد أفراد األسرة الملكية والرموز أو األعالم أو‬
‫الشعارات الرسمية للمملكة أو الشارات أو الدمغات الرسمية الخاصة بالمراقبة والضمان‬
‫الخاصة بالمملكة أو بباقي البلدان األعضاء في اتحاد باريس مختصرات أو تسميات منظمة‬
‫األمم المتحدة والمنظمات الدولية المعتمدة من لدن هذه األخيرة أو ما كان منها محل اتفاقات‬
‫دولية معمول بها تهدف إلى ضمان حمايتها‪ ،‬واألوسمة الوطنية أو األجنبية والعمالت‬
‫المعدنية أو الورقية المغربية أو األجنبية وكذا كل تقليد يتعلق بالشعارات طبقا لمقتضيات‬
‫المادة السادسة المكررة مرتين من اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية‪.‬‬

‫غير أن الشارات الوارد بيانها في الفقرة (أ) أعاله يمكن تسجيلها من لدن الهيئة المكلفة‬
‫بالملكية الصناعية بشرط اإلدالء باإلذن الذي تمنحه السلطات المختصة‪.‬‬

‫ب ‪ -‬تتنافى مع النظام العام أو اآلداب العامة أو يمنع استعمالها قانونا؛‬

‫ج ‪ -‬التي تحمل اسم بيان جغرافي أو تسمية المنشأ لمنتج أو خدمة أو من شأنها مغالطة‬
‫الجمهور السيما في طبيعة المنتج أو الخدمة أو جودتهما أو مصدرهما الجغرافي أو اسم‬
‫بيانهما الجغرافي أو تسمية منشأهما‪.‬‬

‫و جاء في نص المادة ‪: 137‬‬

‫ال يجوز أن تعتمد كعالمة الشارة التي تمس بحقوق سابقة وخاصة بما يلي‪:‬‬

‫‪12‬‬
‫أ ‪ -‬عالمة سابقة مسجلة أو مشهورة وفق المادة ‪ 6‬مكررة من اتفاقية باريس لحماية الملكية‬
‫الصناعية؛‬

‫ب ‪ -‬تسمية أو عن وان تجاري إذا كان في ذلك ما من شأنه أن يحدث التباسا في ذهن‬
‫الجمهور؛‬

‫ج ‪ -‬اسم تجاري أو عنوان معروفان في مجموع التراب الوطني إذا كان من شأنه أن يحدث‬
‫التباسا في ذهن الجمهور؛‬

‫د ‪ -‬بيان جغرافيا و تسمية منشأ محميين‬

‫ه ‪ -‬الحقوق المحمية بالقانون المتعلق بحماية المؤلفات األدبية والفنية؛‬

‫و‪ -‬الحقوق الناشئة عن رسم أو نموذج صناعي محمي؛‬

‫ز ‪ -‬الحق المرتبط بشخصية أحد األفراد والسيما باسمه العائلي أو اسمه المستعار أو سمعته؛‬

‫ح ‪ -‬إسم جماعة ترابية أو سمعتها أو صورتها‬

‫انطالقا مما سبق نستنتج أن الشروط الثالثة السابقة أساسية لقيام العالمة التجارية حيث يجب‬
‫أن تتوفر الشروط الثالث كاملة أي أن تكون متالزمة في تخلف احد هذه الشروط أو انتفائها‬
‫تصبح العالمة باطلة وال يقبل تسجيلها‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تعريف دعوى المنافسة غير المشروعة وأساسها‬


‫دعوى المنافسة غير المشروعة من بين الدعاوى التي يتم اللجوء اليها من اجل حماية العالمة‬
‫التجارية في الشق المدني في مواجهة المتسبب في االعتداء للمطالبة بالتعويض متى توفرت‬
‫شروط هذه الدعوة ‪ ,‬خاصة انه في الحماية المدنية ال يشترط تسجيل العالمة التجارية‪.‬‬

‫للتعرف على هذه الدعوة تنقسم هذه الفقرة إلى قسمين‪( :‬أوال) تعريف دعوى المنافسة غير‬
‫المشروعة (ثانيا) أساس هذه الدعوة‪.‬‬

‫‪13‬‬
‫أوال‪ :‬تعريف دعوى المنافسة غير المشروعة‬

‫تعتبر المنافسة من بين األعمال التي تساهم وتساعد بشكل كبير في تطور وازدهار االقتصاد‬
‫خاصة تلك التي تكون بين التجار و المنتجين والصناع‪ ...‬هي التي تخلق بين اإلنتاج‬
‫إال انه بين‬ ‫‪13‬‬
‫واالستهالك وتدفع إلى زيادة اإلنتاج والتقدم في مجال الصناعة والتكنولوجيا‬
‫المنافسة و المنافسة غير المشروعة خط رهيف إذا تم تجاوزه يكون الوقوع في أمر مجرم‬
‫قانونيا نتيجة اللجوء إلى أساليب غير قانونية من قبيل الغش واالحتيال المنافية للقانون‬
‫واألعراف وعادات التجارة‪.‬‬

‫قام المشرع بتعريف المنافسة غير المشروعة في قانون ح‪.‬م‪.‬ص ‪ 17,97‬المادة ‪ 184‬جاء في‬
‫نص المادة ‪:‬‬

‫" يعتبر عمال من أعمال المنافسة غير المشروعة كل عمل منافسة يتنافى وأعراف الشرف‬
‫في ميدان الصناعة والتجارة وتمنع بصفة خاصة‪:‬‬

‫‪ -1‬جميع األعمال كيفما كان نوعها التي قد يترتب عليها بأية وسيلة من الوسائل خلط مع‬
‫مؤسسة احد المنافسين أو منتجاته أو نشاطه الصناعي أو التجاري‪.‬‬

‫‪ -2‬االعتداءات الكاذبة في مزاولة التجارة إذا كان من شانها أن تسيء إلى سمعة مؤسسة أحد‬
‫المنافسين أو منتجاته أو نشاطه الصناعي أو التجاري‪.‬‬

‫‪ -3‬البيانات اال دعاءات التي يكون من شأن استعمالها في مزاولة التجارة مغالطة الجمهور في‬
‫طبيعة البضائع أو طريقة صنعها أو مميزاتها أو قابليتها لالستعمال أو كميتها‪.‬‬

‫كما عرفها الفقه بأنها التزاحم على الزبناء عن طريق استخدام وسائل منافية للقانون أو الدين‬
‫أو العرف أو العادات أو االستقامة التجارية أو الشرف المهني‪ ، 14‬وعرفها جانب آخر على‬
‫أنها تتحقق باستخدام التاجر وسائل منافية للعادات و األعراف والقوانين التجارية و المضرة‬
‫بمصالح المنافسين والتي من شانها التشويش على السمعة التجارية و إثارة الشك حول جودة‬

‫‪ -13‬إيناس مازن فتحي الجبارين ‪ ،‬الحماية المدنية للعالمة التجارية غير المسجلة وفقا للقانون األردني‪ ،‬رسالة نيل الماستر في القانون الخاص ‪،‬‬
‫جامعة الشرق األوسط‪ ,‬كلية الحقوق ‪ ، 2010 ،‬ص‪57‬‬
‫‪ -14‬د‪ .‬احمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري المغربي المقارن‪،‬ج ‪، 3‬مكتبة المعارف ‪ ،‬الرباط ‪ ، 1996 ،‬ص ‪374‬‬

‫‪14‬‬
‫منتجاتها لنزع الثقة من منشأته أو وضع بيانات غير صحيحة على سلع بهدف تضليل‬
‫‪.15‬‬
‫‪،‬كل عمل مناف للقانون و العادات واألعراف واالستقامة التجارية ذلك عن‬ ‫الجمهور‬
‫طريق بث الشائعات واالدعاءات الكبيرة التي من شانها تشويه السمعة التجارية للمنافس أو‬
‫استخدام وسائل تؤدي إلى اللبس أو الخلط بين أنشطة تجارية ذلك بهدف اجتذاب زبناء تاجر‬
‫أو صانع منافس‪.16‬‬

‫كما أن أعمال المنا فسة غير المشروعة ال تقوم بمناسبتها إال دعوى مدنية حسب ما جاء به‬
‫نص المادة ‪ 185‬من قانون ح‪.‬م‪.‬ص‪ 17.97‬وهي دعوى يسعى من خاللها المدعي إلى وقف‬
‫أفعال المنافسة و التعويض عن األضرار الناجمة عنها كما أن إقامة هذه الدعوة ال يستدعي‬
‫تسجيل العالمة التجارية كما ذكرنا من قبل‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬أساس المنافسة غير المشروعة‬

‫أسس مجموعة من الفقهاء دعوى المنافسة غير المشروعة على أساسين اثنين وهو ما‬
‫ستحاول استعراضه (أ)المسؤولية التقصيرية ‪(,‬ب) التعسف في استعمال الحق‪.‬‬

‫أ‪ -‬المسؤولية التقصيرية ‪:‬‬

‫ذهب رأي إلى أن دعوى المنافسة غير المشروعة تتأسس على قواعد العمل غير المشروع‬
‫والذي ينشأ بالمسؤولية التقصيرية التي تقضي بأن كل خطأ سبب ضررا للغير يلزم من‬
‫إال أن هذا التوجه القى اعتراضا كبيرا ذلك أنه في مجموعة من‬ ‫‪17‬‬
‫ارتكبه بالتعويض‬
‫الحاالت يلجئ إلى دعوى المنافسة غير المشروعة لوقف األعمال غير المشروعة ذلك قبل‬
‫حدوث أي ضرر وأنها سعيا لمنع الوقوع في الخلط أو االلتباس بين عالمتين تجاريتين و‬
‫حماية حقوق الطرفين‪.‬‬

‫ب‪ -‬التعسف في استعمال الحق‪:‬‬

‫‪ -15‬محمد المسلومي ‪ ،‬الرسوم و النماذج الصناعية ‪ ،‬رسالة نيل دبلوم الدراسات العليا ‪ ،‬في القانون الخاص ‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية و‬
‫االجتماعية بالدار البيضاء ‪ ،1996 ،‬ص ‪192‬‬
‫‪ -16‬د‪.‬محمد محبوبي‪ ،‬تسجيل العالمة التجارية ‪،‬رسالة دبلوم الدراسات العليا المعمقة ‪ ،‬قانون األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬الدار البيضاء‬
‫سنة ‪ ، 1999‬ص ‪7‬‬
‫‪ -17‬د‪.‬أبو دياب سليمان مبادئ القانون التجاري و التجار (دفاتر التجارية و السجل التجاري ) المؤسسة الجامعية للدراسات و النشر و التوزيع ص‬
‫‪ 179‬مشار إليه لدى إيناس مازن فتحي ‪،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪66‬‬

‫‪15‬‬
‫تقوم هذه النظرية على فكرة قوامها انه للتاجر الحق في المنافسة في حدود المشروعية وانتقد‬
‫هذا التصور بسبب عدم إمكانية إنطباق أهم معيار من معايير التعسف في إستعمال الحق‬
‫وهو "نسبة اإلضرار بالغير" حيث أن قصد اإلضرار بالغير يكمن في صميم المنافسة سواء‬
‫كانت بأساليب مشروعة أو غير مشروعة‪.18‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط قيام دعوى المنافسة غير المشروعة‬


‫‪ -‬يشترط لقيام دعوى المنافسة غير المشروعة توفر ثالث شروط أساسية فكما سبق أن‬
‫ذكرنا المسؤولية التقصيرية هي أساس دعوى المنافسة غير المشروعة فهذه األخيرة تتكون‬
‫من هذه الشروط الثالث وهي الخطأ و الضرر (الفقرة األولى) ثم العالقة السببية بينهما‬
‫(الفقرة الثانية) وهو ما سنحاول دراسته من خالل هذا المطلب‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬شرط الخطأ و الضرر‬


‫تنقسم الشروط الالزمة لقيام دعوى المنافسة غير المشروعة إلى شرط الخطأ (أوال) وشرط‬
‫الضرر(ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬شرط الخطأ‬


‫الخطأ في دعوى المنافسة غير المشروعة يراد به أن تكون هناك منافسة وأن تكون قائمة‬
‫بطريقة غير مشروعة قيام أحد األطراف المتنافسة بأعمال تتنافى ومبادئ الشرف المتبعة في‬
‫مجال التجارة من شأنها تضليل المستهلك‪.‬‬

‫يفترض أن يكون كل من التاجر المنافس والتاجر المتضرر يزاوالن نفس التجارة يالحظ‬
‫ظهور نظرية جديدة في ظل نظرية المنافسة غير المشروعة التعامل مع الحاالت التي يعمل‬
‫فيها مبادر إقتصادي إلى إستعمال وسائل غير مشروعة لإلستفادة من السمعة وصيت‬
‫‪.19‬‬
‫واالستثمار الذي حققه غيره‬

‫‪ -18‬إسماعيل أيت الماحي ‪ ،‬م ‪.‬س‪،‬ص ‪37‬‬


‫‪ -19‬د‪.‬فؤاد احمد‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪249‬‬

‫‪16‬‬
‫تكون المنافسة غير المشروعة بإستعمال وسائل منافية للعادات والتقاليد واآلداب المتبعة في‬
‫مجال التجارة‪ 20‬و استقر الفقه على تعريف عدم مشروعية المنافسة بأنها استخدام وسائل تعد‬
‫غير مشروعة بحسب ما جرت عليه العادات في التجارة وال يشترط لكي تعتبر المنافسة غير‬
‫المشروعة توفر قصد إلحاق الضرر أي سوء النية و إن تحقق النية في أغلب االحيان لكن‬
‫المقصود هو أن إثبات سوء النية ليس مشروطا‪.21‬‬

‫فيما يخص الركن المادي للخطأ في المنافسة غير المشروعة فتتمثل في إستعمال إسم أو‬
‫عالمة تجارية تماثل تقريبا ً ما هو ثابت قانونا لمؤسسة أو مصنع معروف من قبل‪ ،‬أو لبلد‬
‫يتمتع بشهرة عامة؛ وذلك بكيفية من شأنها أن تجر الجمهور إلى الغلط في شخصية الصانع‬
‫أو في مصدر المنتج‪.‬‬
‫إستعمال عالمة أو لوحة أو كتابة أو الفتة أو أي رمز آخر يماثل أو يشابه ما سبق إستعماله‬
‫على وجه قانوني سليم من تاجر أو صانع أو مؤسسة قائمة في نفس المكان يتجر في السلع‬
‫المشابهة؛ وذلك بكيفية من شأنها أن تؤدي إلى تحويل الزبناء عن شخص لصالح شخص‬
‫آخر‪.‬‬
‫أن تضاف إلى إحدى السلع ألفاظ صناعة كذا أو وفقا لتركيب كذا أو أية عبارة أخرى مماثلة‬
‫تهدف إلى إيقاع الجمهور في الغلط أما في طبيعة السلعة أو في أصلها‪.‬‬
‫حمل الناس على االعتقاد أن شخصا ً قد حل محل مؤسسة معروفة من قبل وأنه يمثلها‪ ،‬وذلك‬
‫بواسطة النشرات وغيرها من الوسائل‬
‫وقد أحاط المشرع المغربي األفعال التي تكون أعمال المنافسة غير المشروعة في المادة‬
‫‪ 184‬من قانون ح‪.‬م‪.‬ص‪ .‬كنا قد تطرقنا إليها سابقا‪ ،‬إال أن هذه األعمال ال يمكن أن تكون‬
‫على سبيل الحصر الذي جاء في نص هذه المادة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬شرط الضرر‬


‫يعد الضرر ركنا أساسيا في المسؤولية التقصيرية إلى جانب الفعل ورابط السببية بل هو‬
‫الركن األساسي للتعويض كما أن أهميته تفوق أهمية الفعل فال يتصور قيام المسؤولية‬

‫‪ -20‬جاالك سعدي حسين ‪،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص ‪15‬‬


‫‪ -21‬المصري حسني القانون التجاري‪ ،‬ج‪.‬األول ‪ ،‬دار وهدان للطباعة والنشر‪ ،‬القاهرة ‪ ،1986 ،‬ص ‪ ، 369‬مشار إليه لدى إيناس مازن فتحي‬
‫الجبارين ‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪71‬‬

‫‪17‬‬
‫التقصيرية بدون ضرر‪22‬فال يمكن التحدث عن المنافسة غير المشروعة دون وجود ضرر‬
‫أيا كان نوع الضرر سواء ماديا يمس أمواله أو معنويا يلحق بسمعته و اعتباره االجتماعي‬
‫لدى يشترط لممارسة دعوى المنافسة غير المشروعة أن يثبت الطالب أن ضررها قد لحقه‬
‫أي أن المتضرر يتحمل عبء إثبات الضرر وله في سبيل ذلك‬ ‫‪23‬‬
‫نتيجة تجاوزات منافسيه‬
‫استعمال جميع وسائل‪.‬‬

‫و الضرر المادي هو الذي يصيب اإلنسان أما في ذمته المالية كان يتلف شخص متاع أو‬
‫منقوالت الغير أو يقوم تاجر بإستعمال عالمة تجارية أو صنع خدمة دون المعني باألمر‪ ،‬أو‬
‫ان يحوز أحدهم لغير سبب مشروع منتجات كان يعلم أنها تحمل عالمة مزيفة أو موضوعة‬
‫على سبيل التدليس ويقوم عمداً ببيعها وعرضها للبيع أو توريدها أو عرض توريدها ‪ ،‬أو أن‬
‫يقوم تاجر بدون تزييف بتقليد عالمة تجارية تقليد تدليسيا من شأنه أن يضلل المشتري‪ .‬الى‬
‫غير ذلك من األفعال غير المشروعة التي قد تكون في آن واحد موضوع جزاء جنائي‬
‫ومدني في مجال الحفاظ على حقوق الملكية الصناعية والتي من شأنها أن تمس بدون وجه‬
‫حق بالحقوق المالية وتشكل ضررا ماديا على حق صاحبها الشرعي‪.24‬‬

‫أما الضرر المعنوي أو الضرر األدبي هو الذي يصيب اإلنسان في ناحية غير مالية‪ ،‬فهو‬
‫يصيب شعوره وعاطفته وقد يكون مقرونا بضرر مادي وقد ال يكون مقرونا بضرر مادي‬
‫كما في حالة االعتداء على سمعة وشرف اإلنسان هذا‪ ،‬وإذا نصت المادة ‪ 80‬من مدونة‬
‫التجارة على األصل التجاري يشمل وجوبا على زبناء وسمعة تجارية ‪ ،‬ويشمل أيضا كل‬
‫األصول الضرورية الستغالل األصل ومن بينها عالمات الصنع والتجارة و الخدمة‪ ،‬فإن‬
‫تقليد عالمة تجارية وتزييفها أو إستعمالها بدون وجه حق قد يؤثر معنويا على صاحبها‬
‫األصلي ويمس بسمعته التجارية لذلك فمن حقه أن يطالب بالتعويض عن هذا الضرر‬
‫المعنوي‪.25‬‬

‫‪ -22‬إيناس مازن فتحي الجبارين‪ ،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص ‪13‬‬


‫‪ -23‬د‪ .‬فؤاد معالل ‪،‬م‪.‬س‪ ،.‬ص ‪253‬‬
‫‪ -24‬د‪-.‬كمال محرر‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪66‬‬
‫‪ -25‬ن‪.‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪68‬‬

‫‪18‬‬
‫بما أن دعوى المنافسة غير المشروعة هي دعوى عالجية ال تقتصر على التعويض عن‬
‫الضرر بل أيضا عن منع وقوع الضرر فال يشترط وقوع الضرر فعال يمكن حدوثه‬
‫بالمستقبل بشرط أن يثبت أن هذا الضرر واقع ال محالة نتيجة خطأ من أتى فعل من أفعال‬
‫المنافسة غير المشروعة عدم اشتراط وقوع الضرر في الحال و اإلكتفاء بالضرر المحقق‬
‫الوقوع من مميزات دعوى المنافسة غير المشروعة‪. 26‬‬

‫هذا وتجدر اإلشارة إلى أن شرط الضرر في دعوى المنافسة غير المشروعة أمر الزم‪،‬‬
‫سواء كان الضرر ماديا أو معنويا كبيرا أم ضئيال‪ ،‬و ال يشترط إثبات الضرر ألن القيام‬
‫بعمل من أعمال المنافسة غير المشروعة يعتبر في حد ذاته ضرر‪ ،‬وإن كان فريق من الفقه‬
‫يرى ضرورة إثبات الضرر من جانب المدعي من بينهم الفقيه على حسن ينسى وأنه بدون‬
‫ضرر ال يمكن أن توجد دعوى المنافسة غير المشروعة‪ .‬ونعلم أن أغلب المنازعات المتعلقة‬
‫بحقوق الملكية الصناعية تنشأ مابين التجار بمناسبة ممارسة أعمالهم التجارية لدى فأنه إذا‬
‫كان إثبات الضرر يتم بكافة الوسائل في إطار القواعد العامة فالمادة ‪ 334‬من مدونة التجارة‬
‫تنص على انه "تخضع المادة التجارية لحرية اإلثبات‪ ،‬غير أنه يتعين اإلثبات بالكتابة إذا‬
‫نص القانون أو اإلتفاق على ذلك "‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬شرط إقتران الخطأ بالضرر‬


‫ال يكفي لقيام دعوى المنافسة غير المشروعة وجود الخطأ والضرر في شكل منفصل بل‬
‫يتوجب وجود رابط بين الخطأ الذي سببه المعتدي على العالمة التجارية أصابه والضرر‬
‫الذي أصاب صاحب العالمة أي عالقة سببية بكون الثاني نتيجة األول للمطالبة بالتعويض‬
‫أما إن كان من تقدم بالطلب يهدف فقط إلى وقف أعمال المنافسة غير المشروعة فإنه ال‬
‫يكون مجبر على إثبات العالقة السببية ألن الضرر يكون محتمل الحدوث وفي هذه الحالة يتم‬
‫اإلكتفاء بإثبات الخطأ‪ .‬وإن إثبات العالقة السببية يكون على عاتق المدعي‪ ،‬على أن المدعي‬

‫‪-26‬د‪ .‬القليوبي سميحة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪587‬‬

‫‪19‬‬
‫عليه يمكنه نفي تلك اإلدعاءات وإذا أثبت أن الضرر الذي حصل مثال قد جاء نتيجة خطأ‬
‫‪27‬‬
‫المدعي أو نتيجة أزمة إقتصادية أو بفعل الغير‬

‫‪-27‬د‪.‬كمال محرر‪،‬م‪.‬س ‪،‬ص ‪70‬‬

‫‪20‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المسطرة المتبعة في دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫والجزاءات المترتبة عنها‬

‫بما أن ا لمنافسة غير المشروعة هي قيام احد المنافسين بأعمال من شانها اإلضرار بمنافسيه‬
‫بناءا على وسائل ممنوعة أو غير مشروعة مما قد يؤدي إلى خلق إلتباس في دهن المستهلك‬
‫سواء بوسائل مباشرة أو أخرى غير مباشرة ‪ ،‬كان للمتضرر من أعمال المنافسة غير‬
‫المشروعة الحق في اللجوء إلى القضاء في إطار اإلجراءات المدنية تطبيقا للمسطرة المدنية‬
‫التي تتحقق من خاللها دعوى المنافسة غير المشروعة ‪ ،‬لحماية حقه بالدرجة األولى و كذا‬
‫التعويض على ما قد يكون أصابه من أضرار بمناسبة هذه األعمال غير المشروعة ‪،‬‬
‫لدى و لكي نتعرف على المسطرة التي يجب سلوكها م الجزاءات التي تنشا عن هذه الدعوة‬
‫سنقوم من خالل هذا المبحث بالتطرق للمسطرة المتبعة في دعوى المنافسة غير المشروعة و‬
‫أطرافها (المطلب األول) ثم الجزاءات المترتبة عن إقامتها ( المطلب الثاني )‬

‫المطلب األول‪ :‬المسطرة المتبعة في دعوى المنافسة غير المشروعة‬


‫لتعرف على المسطرة المتبعة في دعوى المنافسة غير المشروعة عن كتب وجب علينا‬
‫تقسيم المطلب إلى فقرتين ‪ ،‬حيت سنتطرق إلى أطراف دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫تم التطرق إلى المحكمة المختصة للنظر في دعوى المنافسة غير‬ ‫(الفقرة األولى )‬
‫المشروعة (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أطراف دعوى المنافسة غير المشروعة‬


‫يمكن أن نقول بأن أطراف دعوى المنافسة غير المشروعة هما المدعى (أوال ) والمدعى‬
‫عليه ( ثانيا ) و يستلزم منا تعريف كل عنصر على انفراد‬

‫أوال‪ :‬المدعي‬

‫المدعي هو الشخص الطبيعي أو المعنوي الذي لحقه ضرر من أعمال المنافسة غير‬
‫المشروعة ولو لم يكن هو المالك ‪( ،‬قد يكون هو الحائز بشكل استئثاري أو غير استئثاري)‬
‫‪21‬‬
‫بحث يمكن رفع دعوى المنافسة غير المشروعة من طرف المالك مثل صاحب العالمة‬
‫التجارية األصيل أو المرخص له في حالة تضرره من الغير ‪ ،‬شريطة أن يكون حاصال‬
‫على ترخيص قانوني من صاحب الحق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المدعى عليه‬

‫فهو أيضا كل شخص طبيعي واعتباري ارتكب فعال ضارا أو غير ضار أو غير مشروع‬
‫‪ ،‬الحق أضرار مادية أو معنوية بالمدعي ‪ ،‬وفي حالة تعدد المدعى عليهم ‪ ،‬فإنه يمكن‬
‫توجيه الدعوى ضدهم جميعا بصفة تضامنية وفقا لمقتضيات المادة (‪ )99‬من قانون‬
‫االلتزامات والعقود ‪.‬‬

‫بقي أن نشير في هذا إطار مقتضيات (المادة األولى) من قانون المسطرة المدنية التي تنص‬
‫على ما يلي '' ال يصلح التقاضي تلقائيا انعدام الصفة أو األهلية أو المصحة واإلذن بالتقاضي‬
‫إن كان ضروريا ‪ ،‬ويندر الطرف بتصحيح المسطرة داخل اجل يحدده إذا تم تصحيح‬
‫المسطرة اعتبرت الدعوى كأنها أقيمت بصفة صحيحة وإال صرح القاضي بعدم قبول‬
‫الدعوى '' فلقبول الدعوى البد من توافر شروط تتعلق بأطرافها وهما (المدعي) و‬
‫(المدعى عليه) باإلضافة إلى شروط تتعلق (بموضوع الدعوى )‬

‫فالشرط المتعلقة بأطراف الدعوى هي التي حددها الفصل السابق الذكر ‪ ،‬التي ال يمكن ان‬
‫تقبل دعوى من احد أو ضده إال إذا توافرت فيه هذه الشروط الثالثة ‪ ،‬وهي‪:‬‬

‫الصفة ‪ -‬األهلية ‪ -‬المصلحة‬

‫إذا شروط قبول الدعوى هي من النظام العام‪ ،‬ويجب على القاضي أن يثيرها تلقائيا متى تبين‬
‫له من أوثائق الملف انعدام احدها‪.‬‬

‫الصفة ‪ :‬وهي عالقة الشخص المدعى بالشيء المدعى عليه ‪ ،‬التي تعطيه الصالحية في‬
‫االدعاء بالمطالبة به أمام القضاء ‪ ،‬وكما تشترك الصفة في المدعى ‪ ،‬تشترط في المدعى‬
‫عليه ‪ ،‬فال يمكن أن يطلب تعويضا من شخص لم يرتكب الفعل ‪ ،‬الذي احدث الضرر‬
‫وبالتالي ‪ ،‬ال بد من رفع الدعوى من ذي صفة في مواجهة في الصفة ‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫وبالتالي يجب على المدعى ان يبين صفة في المدعى هل يتقاضى أصالة عن نفسه أو نيابة‬
‫عن غيره وهل النيابة القانونية أو نيابة اتفاقية كنيابة المحامي أو القريب عن قريبه وفقا‬
‫للفصل (‪ )33‬من قانون المسطرة المدنية وبالنسبة للشخص االعتباري البد أن ترفع الدعوى‬
‫باسمه في شخص من يمثل مع ذكر هذه الصفة‪.‬‬

‫األهلية ‪ :‬أما فيما يتعلق باألهلية فهي صالحية الشخص لإللزام وااللتزام وهي مسطريا‬
‫صالحية الشخص ألن يرفع الدعوى وان ترفع ضده ‪ ،‬وهي قسمان ‪:‬‬

‫أهلية الوجوب‪ :‬وهي صالحية الشخص الكتساب الحقوق‪ ،‬وتثبت بمجرد والدته حيا‪ ،‬بل‬
‫تثبت له حتى قبل والدته بمجرد استقراره داخل بطن أمه‪ ،‬بحيث تصح الوصية للجنين ـ‬
‫وتعرف بأهلية االغتناء وهي صالحية المرء الكتساب الحقوق والمنافع‪.‬‬

‫أهلية األداء ‪ :‬فتمكن هذه األهلية ببلوغ الشخص ثمانية عشرة سنة شمسية كاملة المادة (‪)19‬‬
‫من مدونة األسرة القانون رقم ‪ 70-03‬ظهير ‪ 3‬فبراير ‪ ، 2004‬وهي صالحية الشخص‬
‫لإللزام و االلتزام ‪ ،‬فيباشر الشخص جميع حقوقه والتزاماته ‪ ،‬فإذا توافرت في الشخص‬
‫أهلية الوجوب ‪ ،‬ولم تتوافر فيه أهلية األداء ‪ ،‬لقصوره أو لكونه سفيها أو مجنونا فال‬
‫يستطيع ان يباشر الدعاوي باسمه بل البد من تائب قانوني يمثله أمام القضاء إما وليا أو‬
‫وصيا أو مقدما‪.‬‬

‫المصلحة‪ :‬أما بخصوص المصلحة فهي الفائدة المادية واألدبية التي يجنبها المدعي من وراء‬
‫دعواه‪ ،‬فالمصلحة هي مناط الدعوى‪ ،‬لذلك يقال (ال دعوى بدون مصلحة) (وال طعن بدون‬
‫مصلحة)‬

‫والمصلحة المعتمدة هي المصلحة القانونية ‪ ،‬التي ال يخاف النظام العام أو القانون ‪ ،‬والقاضي‬
‫الموضوع تقديم قيام المصلحة ‪ ،‬والمصلحة قد تكون معنوية كما في حالة طلب مقاولة تم‬
‫اتهامها من طرف مقاولة أخرى بالتزييف أو التزوير كعالمتها التجارية ‪ ،‬وبعد الحكم‬
‫ببراءتها تطالب بنشر الحكم نفسه الصادر بالجرائد الوطنية والدولية على نفقة المحكوم‬
‫ضدها‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬المحكمة المختصة في دعوى المنافسة غير المشروعة‬
‫وفي سبيل تنظيم المنافسة تنظيما قانونيا للحد من المنافسة غير المشروعة تدخل المشرع‬
‫لحماية صاحب الحق في المنافسة من األضرار التي تنجم عن األفعال المقيدة بها ‪ ،‬من قبل‬
‫بعض المنافسين فضال عما يلحق جمهور ‪ ،‬المنافسين اآلخرين والمستهلكين من األضرار‬
‫التي تنجم عن األعمال المخلة ‪ ،‬بالمنافسة في مجال السلع والخدمات المعروضة ‪ ،‬فقد سمح‬
‫القانون لألطراف المعنية برفع دعوى اإلخالل بالمنافسة أمام الجهة المختصة‪.‬‬

‫أوال‪:‬االختصاص النوعي‬

‫فإنه وبعد إحداث المحاكم التجارية أثارت جملة من النقاشات حول المحكمة المختصة للنظر‬
‫في النزاعات المتعلقة بدعوى المنافسة غير المشروعة ‪ ،‬وقد أفرزت الممارسة العملية أن‬
‫تختص المحاكم التجارية بالنظر‬ ‫'' انه‬ ‫للمحاكم التجارية حيت‬ ‫االختصاص يعود‬
‫في‪.....‬الدعوى التي تنشأ بين التجار والمتعلقة بأعمالهم التجارية " وهو ما كرسه المشرع‬
‫من خالل المادة ‪ 15‬من القانون ‪ 17-97‬المتعلق بحماية الملكية الصناعية حيث نصت على‬
‫أنه '' يكون للمحاكم التجارية وحدها االختصاص للبث في المنازعات المترتبة على تطبيق‬
‫هذا القانون باستثناء القرارات اإلدارية المنصوص عليها فيه '' ‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد نجد حكم صادر على المحكمة التجارية بالبيضاء بتاريخ ‪ 1998‬قضت فيه‬
‫بأنه " حيث التمس الطرف المدعي التصريح بعدم اختصاص هذه المحكمة للبث في القضية‬
‫وحيث انه بالرجوع إلى نص المادة ‪ 5‬من ق‪.‬م‪.‬ت الدعاوي التي تنشأ بين التجار المتعلقة‬
‫بأعمالهم التجارية وحيث أن كال من الطرفين يباشر عمال تجاريا وان النزاع يتعلق بعملهم‬
‫التجاري ‪ ،‬إذ ينص على العالمة التجارية محور القضية مع حفظ البث في الصائر إلى حين‬
‫البث في الموضوع‪ 28‬يستثني منها العالمات التي تكون في ملكية شخص ذاتي غير تاجر ‪ .‬أو‬

‫‪ -28‬حكم رقم ‪ 797/98‬الصادر عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 22‬أكتوبر‪1998‬ملف رقم ‪ 1794/98‬ورد لدى يسرى الحضري‬
‫'' المنافسة الغير المشروعة بحث نيل اإلجازة في القانون الخاص بجماعة عبد المالك السعدي الكلية المتعددة االختصاصات – تطوان س‪.‬د‪.‬‬
‫‪ 2012-2013‬المشار إليه في الجريدة االلكترونية ‪ www.abdelgafor.blogspot.com‬تاريخ االطالع ‪ 09/05/2019‬الساعة ‪16:00‬‬

‫‪24‬‬
‫بعض الجمعيات التي التهدف إلى الربح ونظرا لطبيعتها تعد من إختصاص المحاكمة‬
‫اإلبتدائية‪.29‬‬

‫ثانيا‪ :‬اإلختصاص المحلي‬

‫فيقصد به المجال الترابي الذي يطال النفوذ القانوني للمحكمة ‪ ،‬وهذا النوع من االختصاص‬
‫ال يطرح مشكل بين المحاكم االبتدائية والتجارية ‪ ،‬في دعوى المنافسة غير المشروعة ‪ ،‬إذ‬
‫نجد أن المادة ‪ 204‬من القانون ‪ 17 – 97‬نصت على " أن المحكمة المختصة هي المحكمة‬
‫التابع لها موطن المدعي عليه الحقيقي أو المختار ‪ ،‬أي المحكمة التابعة لها مكر وكيله أو‬
‫المحكمة التابع لها المكان الذي يوجد به مقر الهيئة المكلفة بالملكية الصناعية إذا كان موطن‬
‫هذا األخير في الخارج " وترفع إلى المحكمة الدعاوي المتعلقة في آن واحد بقضية عالمة‬
‫وقضية رسم أو نموذج أو منافسة غير مشروعة مرتبطة فيما بينها ‪.‬‬

‫هذا فيما يخص الجهة المختصة ‪ ،‬أما إن أردنا الحديث عن مدى التقادم فهذا يستوجب منا‬
‫اإلحالة على المادة ‪ 205‬من القانون السلف ذكر أعاله ‪ ،‬والذي من خاللها نجد أن المشرع‬
‫قلص من مدة التقادم في هذه الدعاوى ‪ ،‬بحيث حددها بمقتضى ثالث سنوات على األفعال‬
‫التي تسببت في إقامتها ‪ ،‬وهذا التقليص يتماشى مع طبيعة المبتكرات الجديدة ذات القيمة‬
‫اإلجمالية التي ترتبط بميدان التجاري إذ تلزم أجال قصيرا سواء للبث في الدعوى أو‬
‫سقوطها‪.‬‬

‫وهذا ما سار عليه المشرع المصري حيث قلص هو اآلخر مدة التقادم دعوى المنافسة غير‬
‫المشروعة إلى ثالث سنوات تبتدئ من اليوم الذي علم فيه المتضرر بحدوث الضرر‬
‫الشخصي المسؤول عنه ‪ ،‬بقي أن نشير إلى انه يتعين التميز في هذا الصدد بين دعوى‬
‫الشريف التي تتقادم بمرور األجل المذكور بين دعوى استرداد ملكية العالمة التي يتعين‬
‫تقديمها خالل اجل ثالث سنوات من تاريخ إيداع التسجيل العالمة اعتمادا على مقتضيات‬

‫‪ - 29‬د‪.‬كمال محرر‪ ,‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪76-75‬‬

‫‪25‬‬
‫المادة ‪ 142‬من قانون ‪ 17-97‬كما يتعين التمييز أيضا بينهما وبين دعوى بطالن تسجيل‬
‫العالمة والتي تتقادم بمرور خمس سنوات من تاريخ تسجيلها‪.30‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الجزاءات المترتبة عن دعوى المنافسة غير المشروعة‬


‫إن دعوى التقليد باعتبارها دعوى جنائية خاصة ‪ ،‬تترتب عنها جزاءات جنائية سالبة‬
‫للحريات وعقوبات حبسية وحرمان من الحقوق الوطنية وجزاءات مالية ثم غرامات مالية‬
‫لفائدة الخزينة العامة أو عقوبات مالية أو تدبير وقائية على شكل تعويضات تصرف لفائدة‬
‫إدارة الدولة مثل إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة إضافة لذلك فإن الطرف‬
‫المتضرر يمكن أن يلتجأ لدعوى المنافسة غير المشروعة باعتبارها دعوى عامة للمسؤولية‬
‫التقصيرية على حسنتين إذا أقامها وفق الشكليات المنصوص عليها قانون وكان يتوافر على‬
‫اإلثبات من حيث الموضوع أولهما وقف األعمال غير المشروعة ‪ ،‬ثانيا التعويض عن‬
‫‪31‬‬
‫الضرر‬

‫في هذا المطلب سنتحدث على نقطتين أساسيتين وهامتين في جزاءات المترتبة عن دعوى‬
‫المنافسة غير المشروعة وهما وقف األعمال غير المشروعة (الفقرة األولى ) ثم التعويض‬
‫عن األضرار من خالل (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وقف األعمال‬


‫إن جزاء المنافسة غير الشرعية هو وضع حد لألعمال التي تشكل منافسة غير مشروعة‬
‫حيث من المفروض أن تحكم المحكمة بإزالة العمل غير المشرع تأكيدا للقاعدة الفقهية‬
‫(الضرر يزال) إذ يحق لضحيتها أن يتقدم بطلب إلى رئيس المحكمة التجارية باعتباره قاضيا‬
‫‪32‬‬
‫للمستعجالت الستصدار أمر بوقف تلك األعمال‬

‫‪ -30‬ذ‪.‬علي الطويل‪،‬المسطرة المتبعة دعوى المنافسة غير المشروعة والجزاءات المترتبة عنها ‪ :‬المنشور في موقع ‪www.rechelcenter.ps‬‬
‫تاريخ النشر السبت ‪ 05/10/2015‬على الساعة ‪ 12:55‬تاريخ االطالع ‪ 23/04/2016‬على الساعة ‪ 19:15‬المشار إليه في المجلة االلكترونية‬
‫صفحات قانونية " المنافسة غير المشروعة في القانون المغربي‪www.abdelgafor.blogspot.com‬تاريخ االطالع ‪ 09/05/2019‬الساعة‬
‫‪16:07‬‬
‫‪ -31‬د‪.‬كمال محرر‪،‬الحماية القانونية للعالمة التجارية "مطبعة األمنية‪ ،‬الرباط‪-‬المغرب ‪ ، 2014،‬ص‪107-106‬‬
‫‪ -32‬د‪ .‬فؤاد معالل ‪ ،‬م‪.‬س ‪،‬ص‪279‬‬

‫‪26‬‬
‫ووقف العمل غير المشروع ال يعني إزالة الحرفة بصفة نهائية الن ذلك ال يكون إال في حالة‬
‫المنافسة الممنوعة وحدها ‪ ،‬وإنما يقصد بذلك أن تقوم المحكمة باتخاذ اإلجراءات الالزمة‬
‫لمنع استمرار الوضع غير القانوني ‪ ،‬ويبقى هذا أكبر هدف يسعى ورائه التاجر المتضرر‬
‫من أعمال المنافسة غير المشروعة وهو وقف هذه األعمال حتى ال يتفاقم عليه الضرر‪.‬‬

‫فالمطالبة بوقف األعمال مسألة منطقية يقتضها مبدأ المحافظة على الحق إذا ال يعقل أن‬
‫يطالب المتضرر من أعمال المنافسة غير المشروعة بالتعويض ‪ ،‬والحال أن تلك األعمال ال‬
‫زالت مستمرة بل اكتر من ذلك أن التاجر عند لجوئه إلى المحكمة يولي أهمية قصوى‬
‫للمطالبة بوقف األعمال مقارنة بالمطالبة بالتعويض‪.‬‬

‫وبالتالي فإن الوسيلة المتبعة من أجل إجبار مرتكب األعمال هي غرامة التهديدية في هذا‬
‫الصدد صدر حكم عن المحكمة التجارية بالدار البيضاء القاضي بالتوقف فورا عن استيراد و‬
‫عرض المنتجات التي تحمل عالمة شانيل تحت طائلة الغرامة التهديدية قدرها ‪ 1000‬درهم‬
‫عن كل يوم تأخير‪ 33 )....‬وفي نفس هذا الصدد هناك عدة أحكام قضت بهذا الجزاء إذ نذكر‬
‫حيث قضت فيه‬ ‫‪34‬‬
‫منها حكم صادر على المحكمة االبتدائية بطنجة بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪1995‬‬
‫بالتوقف عن بيع المنتجات المقلدة لمنتج المدعي إذ جاء في تحليلها " حيث أن طلب المدعي‬
‫يرمي إلى حكم لها بتعويض عن األضرار التي لحقتها من جراء عرض المدعى على البيع‬
‫منتجات يقلد منتجاتها ‪ ....‬وحيث عزز المدعية مقالها بصورة مطابقة لألصل إيداع عالمتها‬
‫وبمحضر الحجز الوصفي‪.‬‬

‫وحيث أن العالمة محمية وحيث أنه بثبوت المسؤولية تكون المدعية محققة في المطالبة‬
‫بالتعويض عن األضرار التي لحقتها من جراء عرض للبيع منتج مزور عنها حيث يتعين‬
‫إلزام المدعى عليه التوقف عن بيع المنتج المذكور تحت طائلة غرامة تهديديه قدرها ‪200‬‬
‫درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ‪.‬‬

‫‪ -33‬حكم رقم ‪ 885‬الصادرعن المحكمة التجارية االبتدائية بالدار البيضاء بتاريخ‪ 2017\04\24‬ملف رقم ‪ 2017\8211\17‬غير منشور‬
‫‪ -34‬حكم رقم ‪ 769/95/13‬صادر عن المحكمة االبتدائية بطنجة بتاريخ ‪ 23‬فبراير ‪ 1995‬ملف رقم ‪ 139/94/15‬منشور في موقع‬
‫‪www.rechelcenter.ps‬تاريخ النشر السبت ‪ 05/10/2015‬على الساعة ‪12:22‬تاريحاالطالع ‪ 23/04/2016‬على الساعة‬
‫‪19:30‬المشاراليهفيالمجلةااللكترونيةصفحاتقانونية " مرجع سابق’‘ تاريخ االطالع ‪ 09/05/2019‬الساعة‪17:10‬‬

‫‪27‬‬
‫مثل هذا الجزاء يمكن إيقاعه ولو انعدم الضرر وهو جزاء دو طابع وقائي اكتر من جزائي‬
‫عيني يحكم به حتى في حالة الضرر االجتماعي‪.‬‬

‫و قد جاء في الحكم الصادر عن المحكمة التجارية بأكادير بخصوص تزييف عالمة‬


‫‪ Mercedeces-Benz‬و الذي قضى بالتوقف الفوري عن بيع المنتجات الحاملة للعالمة‬
‫طائلة غرامة تهديديه قدرها ‪ 200‬درهم عن كل يوم تأخير عن التنفيذ و تعويض قدره‬
‫‪35‬‬
‫‪ 50000‬درهم لما اصابه من اضرار‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬التعويض‬


‫إضافة إلى وقف األعمال فتقضي المحكمة بتعويض يتناسب بدرجة الضرر الذي لحق‬
‫المدعى ‪ ،‬ويتمثل التعويض عن الضرر المادي الخسارة الالحقة وما فته من ربح ولكن‬
‫يصعب في كث ر من األحيان تقديم ذلك التعويض ‪ ،‬وهذا ما يجعل المحكمة تعتمد برقم‬
‫المعامالت المسجلة من طرف ضحية العمل غير المشروع ‪ ،‬ويستند إلى حجم األشياء‬
‫المحجوزة وهذا ما أكد عليه قرار صادر عن محكمة االستئناف التجارية بمراكش بتاريخ‬
‫‪ 2006/01/03‬حيث جاء في احد حيثياته "وحيث أن التعويض يجب أن يكون مناسبا‬
‫للضرر واردعا للمعتدي حتى يكف عن فعله غير المشروع ‪ ،‬وأنه اعتبارا لظروف النازلة‬
‫والكميات المقلدة التي تم حضرها بمحل المستأنف عليه قررت المحكمة تحديد التعويض في‬
‫مبلغ ‪ 5000‬درهم وتعديل الحكم وفقا لذالك"‪.‬و هو األمر الذي أكده أيضا الحكم الصادر عن‬
‫المحكمة التجارية بأكادير في دعوى تزييف العالمة التجارية المودعة وطنيا و دوليا‬
‫‪ LOUIS VUITTON‬و التي قضت بتعويض للمدعي كان قدره ‪ 50000‬درهم‬
‫‪36‬تعويضا عن األضرار التي أصابت المدعية‬

‫الظاهر من خالل توجهات القضاء التجاري بخصوص دعوى المنافسة غير المشروعة انه‬
‫يسير في تحديد الوقائع وتكيفها تكيفا قانوني صحيح ‪ ،‬علما ان هذه الصالحيات تتبع من‬

‫‪ -35‬حكم عدد‪ 1852‬الصادر عن المحكمة التجارية باكادير الملف رقم ‪ 17\8211\1147‬بتاريخ ‪ 2017\10\12‬غير منشور‬
‫‪ -36‬حكم المحكمة التجارية االبتدائية باكادير ‪ ،‬حكم رقم ‪ 884‬رقم الملف ‪ 17\8211\171‬بتاريخ ‪ ،2017\04\24‬غير منشور‬

‫‪28‬‬
‫القانون ‪ 17-97‬وما كرسه االجتهاد القضائي في ميدان حقوق الملكية الصناعية بشكل يجعل‬
‫‪37‬‬
‫حرية المنافسة مبنية على أخالقيات التجارة‬

‫السؤال الذي يطرح نفسه في هذا اإلطار ‪ :‬متى ينشأ الحق في التعويض ؟ هناك خالف‬
‫فقهي وقضائي حول هذا اإلشكال فرأي يقول أن هذا الحق يوجب منا وقت وقوع الضرر‬
‫ورأي ثاني يعتبر انه ال ينشأ إال من وقت المطالبة القضائية برفع الدعوى وتسجيلها بمقال‬
‫افتتاحي لدى كتابة ضبط المحكمة ‪،‬رأي أخر يرى انه بتحقق من وقت صدور الحكم‬
‫والرأي المستقر عليه فقهيا وقضاء حق المتضرر ينشأ انطالقا من وقت وقوع الضرر ذلك‬
‫أن العمل غير المشروع هو مصدر الحق في التعويض وبالتالي فالضرر يتحقق من وقت‬
‫صدوره العمل غير المشروع ومن قبيل تحصيل الحاصل أنه يجب التعويض عنه من ذلك‬
‫‪38‬‬
‫الوقت‪.‬‬
‫ينبغي اإلشارة إلى انه إذا وقع عمل غير مشروع‪ ،‬كان للمضرور حق في التعويض عما‬
‫ألحقه به هذا العمل من ضرر‪ .‬يجب أن يكون التعويض تعويضا ً كامالً بحيث يشمل‬
‫الخسارة التي لحقت المدعي والمصروفات الضروري التي اضطر أو سيضطر إلى إنفاقها‬
‫إلصالح نتائج الفعل الذي أرتكب إضرارا به وكذلك الكسب الذي فاته ‪.‬‬
‫يجب على المحكمة عند تقدير األضرار أن تدخل في اعتبارها جسامة الخطأ الصادر من‬
‫المسؤول‪ ،‬وتراعي ما إذا كان الضرر الذي أصاب المضرور قد نجم نتيجة خطأ عادي أم‬
‫نتيجة تدليس من المسؤول ‪ .‬القضاء يدخل في حسابه جسامة الخطأ فيجعل التعويض أزيد‬
‫في حالة الخطأ الجسيم منه في حالة الخطأ اليسير‪.‬‬
‫إذا وقع الضرر من أشخاص متعددين يعملون متوافقين‪ ،‬كان كل منهم مسؤوالً بالتضامن‬
‫عن النتائج‪ ،‬ال فرق بين من كان منهم منخرط أو شريكا َ أو فاعالَ أصلياَ‪.‬‬
‫يسري الحكم نفسه من حيث المسؤولية التقصيرية التضامنية‪ ،‬إذا تعدد المسؤولون عن‬
‫الضرر وتعذر تحديد فاعله األصلي من بينهم أو تعذر تحديد النسبة التي أسهموا بها في‬
‫الضرر‪.‬‬

‫‪ -37‬عبد الرحيم بحار‪ ،‬القضاء التجاري والمنازعات التجارية ‪،‬بدون مطبعة ‪،‬ا لطبعة األولى ‪ 2014،‬ص ‪245‬‬
‫‪ -38‬كمال محرر‪،‬م‪.‬س‪ ، .‬ص‪109‬‬

‫‪29‬‬
‫لقضاة الموضوع سلطة تقديرية مطلقة في تعيين مبلغ التعويض الواجب منحه للمضرور‬
‫دون أن يكونوا ملزمين ببيان األسس المعتمدة إلجراء هذا التقدير و للمحكمة الحق المطلق‬
‫في تحديد قدر التعويض دون أن يخضع لمراقبة المجلس األعلى وليس هذا من باب الشطط‬
‫في إستعمال السلطة‪.‬‬

‫‪30‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬

‫الحماية الجنائية للعالمة التجارية‬

‫"دعوى التقليد الجنائية"‬

‫‪31‬‬
‫تمهيد‪:‬‬

‫تعرف ظاهرة االعتداء على العالمة التجارية توسعا هائال و خاصة في القطاع التجاري و‬
‫الصناعي نتيجة التوسع االقتصادي و االنفتاح على األسواق العالمية الشيء الذي ساعد في‬
‫تفاقم هذه الظاهرة‪.‬‬

‫تشكل ظاهرة التقليد اعتداءا على االقتصاد و تهديدا لالستثمارات الخارجية ‪ ،‬كما أنها تشمل‬
‫كل المجاالت بما في ذلك قطاع األدوية و هذا يشكل تهديدا كبيرا للصحة العامة ‪.‬‬

‫بالنظر للخطر الذي تشكله صنعة التقليد خول القانون لصاحب الحق المودع والمتضرر من‬
‫أعمال التقليد إمكانية متابعة المعتدي من خالل الدعوى العمومية التي تضمن له حماية‬
‫جنائية‪.‬‬

‫تعد الحماية الجنائية للعالمة التجارية بمثابة الحماية الناجعة و الفعالة التي تكفل لمالك‬
‫العالمة منع االعتداءات التي تقع على عالمته ‪ .‬هذه األخيرة منتجة لجزاءات على شكل‬
‫عقوبات زجرية مالية و عقوبات حبسية سالبة للحرية لردع االعتداءات على الحق في‬
‫العالمة التجارية بالتقليد و استعمالها دون حق ‪.‬‬

‫سنتطرق في هذا الفصل إلى األحكام العامة لدعوى تقليد العالمة التجارية (المبحث األول)‬
‫ثم نتطرق ألطراف دعوى التقليد‪،‬المحكمة المختصة وأثارها (المبحث الثاني)‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة لدعوى تقليد العالمة التجارية‬


‫أمام التطور الكبير و التحوالت التي يعرفها االقتصاد العالمي كثرت صور االعتداء على‬
‫العالمة التجارية من إشهارها التقليد الذي يطال العالمة التجارية ‪.‬‬

‫سعى المشرع إلى إرساء حماية قانونية للعالمة التجارية أعطى للمتضرر حق إقامة التقليد‬
‫الجنائية بغاية حماية حقه‪.‬‬

‫سنحاول تعريف جريمة الت قليد و كيفية تقدير وقائعها (المطلب األول)‪ ،‬ثم شروط قيام دعوى‬
‫التقليد (المطلب الثاني)‪.‬‬ ‫التي في حال انتفائها أو تخلفها ال يمكن الحديث عن دعوى‬
‫‪32‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف جريمة تقليد العالمة التجارية و تقدير وقائعها‬
‫بغية اإللمام بموضوع الحماية الجنائية للعالمة التجارية من خالل دعوى تقليد العالمة‬
‫التجارية سنتطرق إلى تعريف جريمة التقليد (الفقرة األولى) تم إلى كيفية تقدير وقائع التقليد‬
‫(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف تقليد العالمة التجارية‬


‫خالل دراسة قانون حماية الملكية الصناعية القانون رقم ‪ 17.97‬يتبين لنا أن المشرع لم يقم‬
‫جريمة التقليد‪ .‬على نفس‬ ‫بتعريف جريمة التقليد و إنما اكتفى بتعداد األفعال التي تشكل‬
‫النهج سار القضاء المغربي حيت لم يعرف هو األخر هذه الجريمة رغم أن بعض األحكام‬
‫االبتدائية و القرارا ت اإلسثئنافية حاولت اإلحاطة بهذه الجريمة ‪,‬كالحكم الصادر عن المحكمة‬
‫الذي جاء فيه (من اجل القول بوجود تقليد البد أن يكون التشابه‬ ‫‪39‬‬
‫االبتدائية بمدينة مراكش‬
‫‪40‬‬
‫تاما)‬

‫كما أن المشرع في المادة ‪ 201‬من القانون أعاله اعتبر أن التزييف هو كل مساس بحقوق‬
‫مالك البراءة أو شهادة إضافة أو شهادة تصميم تشكل طبوغرافية الدوائر المندمجة أو شهادة‬
‫تسجيل رسم أو نموذج صناعي أو شهادة تسجيل عالمة صنع أو تجارة أو خدمة ‪.‬إال أن في‬
‫هذا النطاق ميز غالبية القضاة والفقهاء بين التقليد و التزوير باعتبار أن األول هو وضع‬
‫‪،‬أما الثاني أي التزوير‬ ‫‪41‬‬
‫عالمة تشبه في مجموعها و في اغلب مكوناتها العالمة األصلية‬
‫فهو نقل مطابق للعالمة كلها دون أي تعديل أو إضافة أو نقصان بصيغة أخرى النقل الحرفي‬
‫للعالمة التجارية ‪.42‬‬

‫أما من جانب الفقه فقد ذهب جزء منه إلى اعتبار جرائم االعتداء على الحق في العالمة‬
‫التجارية المسجلة بجميع صورها أنها جريمة تقليد ‪ ، 43‬و يرى بعض الفقه أن التقليد هو النقل‬

‫‪ ))39‬د‪.‬كمال محرر‪،‬م‪.‬س ‪،‬ص ‪.116‬‬


‫(‪)40‬حكم صادر بتاريخ ‪ 1993-25‬منشور‪ ،‬ص‪ ،271-272‬مشار إليه لدى د‪.‬كمال محرر‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪116‬‬
‫‪- 41‬كمال محرر‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪116‬‬
‫‪ - 42‬ن‪.‬م ص‪116‬‬
‫‪ - 43‬د‪.‬نوري حمد خاطر‪"،‬شرح قواعد الملكية الفكرية"‪،‬دار وائل للنشر‪،‬عمان‪-‬األردن‪2005،‬ص ‪235‬‬

‫‪33‬‬
‫الحرفي و التام لعالمة الغير بحيث تصبح العالمة المقلدة صورة طبق األصل للعالمة‬
‫األصلية ‪ ،‬غير انه إذا نصب االعتداء على العناصر األساسية أو نقل بعضها مع إضافة‬
‫بعض التعديالت فان هذا الفعل ال يعد تقليدا و إنما تشبيه للعالمة األصلية ‪،44‬على عكس‬
‫غالبية الفقه الذي عرف التقليد الذي يمس العالمة التجارية بأنه "اصطناع عالمة تماثل في‬
‫مجموعها العالمة األصلية تماثال من شانه أن يؤدي إلى تضليل الجمهور بسبب الوقوع في‬
‫الخلط بين العالمتين"‪ . 45‬كما عرفت مجموعة أخرى التقليد على انه صنع عالمة مشابهة أو‬
‫قريبة الشبه في مجموعها بعالمة أخرى ‪،‬بحيث يصعب التفرقة بين كل منهما أو تمييزهما لما‬
‫‪.‬‬ ‫‪46‬‬
‫يوجد من لبس أو خلط بينهما يؤدي إلى تضليل جمهور المستهلكين‬

‫ينبغي اإلشارة إلى أن تقليد العالمة التجارية عبارة عن واقعة مادية و أن تقديرها يخضع‬
‫لسلطة قاضي الموضوع تتحقق بوجود تشابهات ال العناصر المختلفة‪.‬‬

‫فالتقليد هو اصطناع عالمة مشابهة بصفة تقريبية للعالمة األصلية من اجل خداع المستهلكين‬

‫مما سبق نستنتج أن جريمة تقليد العالمة التجارية هي القيام بمحاكاة عالمة تجارية من حيت‬
‫الشكل‪ ،‬تكون ه ذه العالمة مسجلة تحظى بحماية قانونية و يهدف المقلد من خالل فعله إلى‬
‫إحداث لبس لدى المستهلك و بالتالي اإلضرار به و كذا بمالك العالمة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تقدير وقائع التقليد‬


‫تعتبر مسألة تقدير وجود حالة تقليد للعالمة التجارية من عدمه من األمور التي ترجع إلى‬
‫السلطة التقديرية لمحكمة الموضوع‪.‬‬

‫من شروط تقدير واقعة التقليد انه عند القيام بالمقارنة بين العالمتين المقلدة و األصلية فإنها‬
‫تقوم بالنظر إليهما بشكل متتابع واحدة تلوى األخرى ليس في اآلن ذاته أو متجاورتين العبرة‬
‫من دلك كون المستهلك يأخذ بعين االعتبار االنطباع الذي تخلفه كل منهما في ذهنه ‪,‬فان‬

‫‪-44‬د‪.‬سميحة قليوبي‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪597‬‬


‫‪ - 45‬د‪.‬احمد محمد محرز‪ ،‬الحق في المنافسة المشروعة في مجاالت النشاط االقتصادي‪ ،‬دار نهضة الشرق‪ ،‬القاهرة‪-‬مصر‪ 1991 ،‬ص‪332‬‬
‫‪- 46‬د‪.‬سميحة قليوبي‪,‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪598‬‬

‫‪34‬‬
‫خلفت صورة العالمة المقلدة في دهن المستهلك تذكيرا بصورة المنتج األصلي كان التقليد‬
‫أمرا ثابتا ‪.‬‬

‫كما انه عند المقارنة بين العالمتين المقلدة و األصلية ال يعتد بالمستهلك الفطن وإنما‬
‫بالمستهلك العادي حيت انه ال يلزم في التقليد التطابق مع العالمة األصلية بل يكفي التشابه‬
‫لينخدع به شخص متوسط الحرص‪.‬‬

‫كما انه في تقدير واقعة التقليد تكون العبرة بأوجه التشابه ال االختالف حيت يتم النظر إلى‬
‫أوجه الشبه ليس االختالف ‪ ،‬فيكون التقليد قائما إذا أدى إلى سقوط المستهلك في الغلط حتى‬
‫إن كان هناك اختالف بين العالمتين ‪ .‬طبقت محكمة النقض المصرية هذا المبدأ في حكمها‬
‫الصادر بجلسة ‪ 24‬يناير ‪ 1963‬فى منازعة تتعلق بالمعارضة في تسجيل عالمة تجارية‬
‫" القبانى " عن منتجات صابون لتشابهها مع عالمة " الميزان " بصدد منتجات مماثلة ‪.‬‬

‫على المحكمة تقدير التقليد والتشبيه من وجهة نظر المستهلك ‪ ،‬باعتبار المشابهة اإلجمالية‬
‫أكثر من اعتبارها للفروق في الجزئيات الموجودة بين العالمة الحقيقية والعالمة الجارية‬
‫عليها الدعوى‪ ،‬وبما أنه يجب ‪ ،‬سندا لهذه المادة ‪ ،‬االعتداد عند المقارنة بأوجه الشبه فى‬
‫المظهر العام للعالمتين ال في أوجه الخالف فيه والتفاصيل والجزئيات ‪ ،‬فتقدر المحكمة‬
‫التقليد أو التشبيه الذ ي يؤدى إلى تضليل الجمهور وإحداث اللبس والخلط بين السلع ومن‬
‫واالنتباه ‪".‬‬ ‫الحرص‬ ‫المتوسط‬ ‫المستهلك‬ ‫نظر‬ ‫وجهة‬
‫وانتهت المحكمة من إجراء المقارنة بين العالمة فاندا ‪ VANDA‬و العالمة‪ ، FANTA‬من‬
‫‪47‬‬
‫جانب ‪ ،‬والعالمة ك‪ .‬كوال والعالمة كوكا كوال من جانب آخر إلى توافر التقليد‪.‬‬

‫عند القيام بمقارنة بين العالمة األصلية والعالمة المقلدة يعتمد على الشبه العام إذ ينظر إلى‬
‫السمات اإلجمالية البارزة للعالمة األصلية دون التفاصيل الجزئية‪ .‬و في هذا الصدد جاء‬
‫الحكم الصادر عن محكمة االستئناف بالدار البيضاء و الذي قرر أن االختالف البسيط بين‬

‫‪ - 47‬طعن مدني رقم ‪ 390‬لسنة ‪1963‬قضائية ‪ ،‬مشار إليه لدى د‪.‬حسام الدين الصغير‪،‬قضايا مختارة عن العالمة التجارية ‪، 2009/03/13 ،‬‬
‫‪Am 2019،03:10/05/11، http://www.wata.cc‬‬

‫‪35‬‬
‫ال عالمتين ال يمكن االعتداد بها واقعة التقليد تتحقق بوجود تقليد بين نماذج العالمتين المقلدة و‬
‫‪48‬‬
‫غير المقلدة مع إعارة االهتمام لهذه التشابهات ال االختالفات‬

‫كما انه ليس هناك ما يمنع المحكمة من أن تستعين بخبير الن ذلك يدخل ضمن صالحياتها‬
‫في إطار إجراءات الدعوى‪.49‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬شروط ممارسة دعوى تقليد العالمة التجارية‬


‫لقيام جريمة تقليد العالمة التجارية يستوجب أن تتوفر مجموعة من الشروط‪ ,‬هذه األخيرة‬
‫تنقسم إلى قسمين اثنين‪ ,‬القسم األول عبارة عن شروط موضوعية (الفقرة األولى)‪.‬‬

‫هذه‬ ‫بالنسبة للشق الثاني فهو عبارة عن شروط شكلية (الفقرة الثانية) جدير بالذكر أن‬
‫الشروط أساسية سواء كانت الدعوى مدنية أو جنائية‪.‬‬

‫إضافة لهذه الشروط البد لقيام جريمة تقليد العالمة التجارية أن تكون العالمة التجارية التي‬
‫وقع عليها التقليد مسجلة و مستوفية لشروطها القانونية‪ ،‬إذ ال حماية جنائية للعالمة التجارية‬
‫الغير مسجلة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط الموضوعية لدعوى التقليد‬


‫تنقسم الشروط الموضوعية لدعوى تقليد العالمة التجارية إلى ركن مادي (أوال) و ركن‬
‫المعنوي(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الركن المادي‬

‫لكل جريمة ركن مادي ال تقوم بدونه و يشمل عموما كل ما يتعلق بماديات الجريمة و‬
‫األفعال المكونة للجريمة‪ ،‬بخصوص الركن المادي لجريمة تقليد العالمة التجارية فقد حدد‬
‫ا لمشرع األفعال المكونة لركن المادي لجريمة التقليد في المواد ‪ 226-154-155‬من قانون‬
‫حماية الملكية الصناعية‪.‬‬

‫‪ -48‬قرار رقم ‪ 1756‬صادر بتاريخ ‪ 14‬يوليوز ‪ 1992‬ملف عدد ‪ ، 89\1555‬منشور بمجلة الحدث القانوني ‪ ،‬رقم ‪ 4‬مارس ‪ ، 1998‬مشار اليه‬
‫لدى د‪ .‬كمال محرر‪،‬م‪.‬س‪،‬ص ‪155‬‬
‫‪- 49‬د‪.‬كمال محرر‪ ،‬م‪.‬س‪،‬ص‪123‬‬

‫‪36‬‬
‫بغاية تحديد األفعال المكونة للركن المادي لهذه الجريمة سنقوم بدراسة كل مادة بشكل‬
‫منفصل ‪-‬المادة ‪ :154‬تمنع القيام باألعمال اآلتية إال بإذن من مالك العالمة‪:‬‬

‫استنساخ أو استعمال أو وضع عالمة(‪ :)...‬أي القيام باستعمال العالمة دون موافقة مالكها و‬
‫تقليدها و يكون االستنساخ إما بشكل جزئي باعتماد نفس العالمة مع إضافة بعض التغييرات‬
‫التي ال تثير االنتباه (إضافة ‪ /‬حذف) احد حروف العالمة‬

‫‪ -1‬حذف أو تغيير عالمة موضوعة بصورة قانونية‪ :‬كل محاولة تهدف إلى خفاء هوية‬
‫المنتج أو استبدال العالمة األصلية للمنتج دون إذن المالك‬
‫‪-‬المادة ‪:155‬‬
‫منع القيام باألفعال التي قد تسبب التباسا في ذهن الجمهور‪:‬‬
‫‪ -1‬استنساخ أو استعمال أو وضع عالمة و كذا استعمال عالمة مستنسخة أو شارة مماثلة‬
‫أو مشابهة فيما يخص المنتجات أو الخدمات المشابهة لما يشمله التسجيل‬
‫‪ -2‬تقليد عالمة أو استعمال عالمة مقلدة فيما يخص المنتجات أو الخدمات المماثلة أو‬
‫المشابهة لما يشمل التسجيل‬
‫‪-‬المادة ‪:226‬‬
‫‪ -1‬القيام دون تزييف عالمة مسجلة بتقليد هذه العالمة تقليدا تدليسي من شانه أن يضلل‬
‫المشتري أو استعمل عالمة مقلدة على سبيل التدليس‬
‫‪ -2‬استعمال عالمة مسجلة تحت بيانات من شانها أن تضلل المشتري فيما يخص طبيعة‬
‫الشيء أو المنتج المعين أو خصائصه الجوهرية أو تركيبه أو محتواه من المبادئ‬
‫النافعة أو نوعه أو منشئه‬
‫‪ -3‬حيازة لغير سبب مشروع منتجات كان يعلم أنها تحمل عالمة مقلدة على سبيل‬
‫التدليس أو قام عمدا ببيع منتجات أو خدمات تحت هذا لعالمة أو بعرضها للبيع أو‬
‫عرض توريدها‬

‫‪37‬‬
‫ثانيا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫القصد الجنائي هو الركن المعنوي في الجرائم العمدية حيت يكون هناك إدراك كامل أن‬
‫الفعل الذي يتعمد القيام به مجرم قانونا ‪ .‬تتطلب جريمة التقليد توفر القصد الجنائي العام الذي‬
‫يتمثل في علم الجاني بما يرتكبه من تقليد هو تعدي على حق الغير تقوم قياما تاما بتوفر النية‬
‫بارتكاب فعل التقليد‪.‬‬

‫جعل المشرع المغربي من عنصر القصد الجنائي أساسيا لقيام دعوى التقليد و في باقي‬
‫جرائم الملكية الصناعية ‪ ،‬حيت أن هدا األخير يشكل الركن المعنوي لكل هده الجرائم و ما‬
‫يؤكد ذلك إدراجه لعبارات مثل ( الوضع على سبيل التدليس‪ -‬استعمال دون إذن المعني‬
‫باألمر‪ -‬حاز لغير سبب مشروع‪ )......‬اختلف الفقهاء بخصوص اشتراط سوء نية الفاعل أو‬
‫عدم اشتراطه ‪،‬حيت ذهب البعض إلى أن التقليد يعاقب عليه بمجرد وقوعه و لو انتفى القصد‬
‫الجنائي حتى لو كان الجاني حسن النية في إحداث اللبس بين العالمتين و لو لم يقصد تضليل‬
‫جمهور المستهلكين ‪.50‬‬

‫في حين ارتأى جانب أخر أن التقليد يكون بغاية الغش و قصد إحداث تضلي و البد أن يكون‬
‫الفاعل عالما بأنه يقوم بتقليد العالمة ‪،‬إذا كان التسجيل وفقا لهذا الرأي هو قرينة على سوء‬
‫النية في تقليدها إال انه يجوز للفاعل إثبات حسن النية ذلك بإثبات عدم علمه بسبق تسجيل‬
‫العالمة المشابهة‪.51‬‬

‫يرى بعض الفقه أن التقلي د ال يتم كأي جريمة إال بتوفر الركن المعنوي و هو القصد الجنائي‪،‬‬
‫أو سوء نية المقلد لذلك ال تعتبر جريمة تلك التي ال تتضمن هذا العنصر ‪ ، 52‬فيما ذهب جانب‬
‫آخر إلى أن أعمال التقليد المباشرة تعاقب جزائيا في حد ذاتها ‪ ،‬و أن وجود الجنحة يكفي‬
‫لقيام الركن المادي و ال تهم نية القائم بالعمل حسنة كانت أم سيئة ‪ ،‬فالعنصر المعنوي ليس‬

‫‪- 50‬فتحية لعالم‪"،‬حماي ة العالمة التجارية من جريمة التقليد في القانون الجزائري"‪ ،‬مذكرة تكميلية لنيل دبلوم الماستر ‪ ،‬القانون الجنائي لألعمال‪،‬‬
‫جامعة العربي بن مهيدي‪،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪ ،‬قسم العقوق‪ ،‬ام البواقي‪ -‬الجزائر ‪،‬س‪.‬ج‪، 2014-2013 ،‬ص‪34‬‬
‫‪- 51‬سميحة القليوبي‪ ،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪600‬‬
‫‪- 52‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،1988،‬ص‪404‬‬

‫‪38‬‬
‫ضروري لتحقق هذه الجريمة‪ ،‬و أن القصد الجنائي في أفعال التقليد المباشر أمر مفترض‬
‫بصورة ال تقبل العكس إذ انه ال يحق للمتهم دفع المسؤولية عن نفسه بإثبات حسن نيته ‪.53‬‬

‫جريمة التقليد ال يمكن أن تتم إال بتوفر شرط القصد الجنائي الذي يشكل الركن المعنوي و‬
‫بهذا أن تخلف هذا الشرط ال تعد جريمة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط الشكلية لدعوى التقليد‬


‫إضافة الشروط الموضوعية التي تطرقنا إليها سابقا فالشروط الشكلية بدورها تنقسم إلى‬
‫أربعة شروط أساسية لقيام دعوى التقليد و هي تسجيل العالمة التجارية(أوال)و ارتكاب‬
‫الفعل المادي لتقليد داخل التراب الوطني(ثانيا)‪,‬شرط صفة مالك العالمة التجارية(ثالثا)‬

‫أوال ‪ :‬شرط تسجيل العالمة التجارية‬

‫يشترط في دعوى التق ليد العالمة التجارية أن تكون مسجلة لدى المكتب المغربي للملكية‬
‫الصناعية و التجارية مما يضفي على العالمة المسجلة الحماية الجنائية الخاصة ‪ ،‬هذا ما جاء‬
‫به نص المادة ‪ 143‬من ق‪.‬ح‪.‬م‪.‬ص حيت جاء فيها‪ (:‬تستفيد العالمة المودعة بصورة قانونية‬
‫و المسجلة لدى الهيئة المكلفة بالملكية الصناعية وحدها من الحماية المقررة في هذا القانون‬
‫ابتدءا من تاريخ اإليداع) نستنتج أيضا من نص المادة أن أفعال التقليد التي ترتكب قبل إيداع‬
‫العالمة ال يمكن أن تكون محال لدعوى التقليد‪.‬‬

‫‪ OMC‬هو األمر الذي نصت عليه المعاهدة المحدثة للمنظمة العالمية للتجارة بمراكش سنة‬
‫‪ 1995‬في المادة ‪ 5 16‬الحائز لعالمة تجارية مودعة له حق االستئثار لمنع الغير الذين‬
‫يتصرفون دون رضاه)‬

‫بالتالي فشرط التسجيل في دعوى التقليد عنصر أساسي لتوفير الحماية الجزائية في حال‬
‫انعدام هذا الشرط تنعدم هذه األخيرة و يسقط العقاب و ال يبقى في هذه الحالة للمتضرر إلى‬

‫‪ - 53‬بن إدريس حليمة ‪،‬الحماية القانونية للملكية الفكرية للقانون الجزائري ‪ ،‬أطروحة شهادة الدكتوراه للقانون الخاص ‪،‬أبي بكر بلقايد‬
‫تلمسان‪،‬س‪.‬ج‪ ،2014-2013،‬ص‪174‬‬

‫‪39‬‬
‫سلوك الطريق المدني و المطالبة بالتعويض على أساس دعوى المنافسة غير المشروعة التي‬
‫تطرقنا لها في الفصل السابق‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬شرط ارتكاب الفعل المادي لتقليد داخل التراب المغربي‬

‫تطبيقا لمبدأ إقليمية القانون الجنائي فانه يشترط أن يرتكب الفعل المادي لجريمة تقليد العالمة‬
‫التجارية داخل التراب المغربي و إمكانية المتابعة القانونية ‪ ،‬يترتب عن هذه القاعدة أن‬
‫القاضي المغربي ال يكون مختصا إال في جرائم التقليد التي تقع داخل المغرب و القانون‬
‫المختص هو القانون المغربي ‪ ،‬في حال وقوع اعتداء على عالمة تجارية مغربية و كانت‬
‫متمتعة بالحماية الدولية أي وفق القانون فإنها تحظى بالحماية الجنائية الدولية وفقا ألحكام‬
‫و‬ ‫‪55‬‬
‫القانون األجنبي‪54‬ذالك مع احترام االتفاقيات الدولية الموقع عليها السيما معاهدة مدريد‬
‫معاهدة باريس‪.56‬‬

‫ثالثا ‪:‬شرط صفة مالك العالمة التجارية‬

‫نظرا لكون التسجيل هو العنصر الذي يضفي الحماية على العالمة التجارية يتبين لنا أيضا‬
‫من خالل القانون المنضم للعالمة التجاري ‪ 17.97‬من خالل نص المادة ‪[202‬يقيم دعوى‬
‫التزييف مالك براءة اختراع أو تصميم تشكل(طبوغرافية) الدوائر المندمجة أو رسم أو‬
‫نموذج صناعي مسجل أو عالمة صنع أو تجارة أو خدمة مسجلة‪ ].....‬أن من له الحق في‬
‫إقامة دعوى تقليد العالمة التجارية هو مالك العالمة التجارية حيت أن الدعوى ال تقبل إال من‬
‫صاحب الصفة‪.‬‬

‫جرائم التقليد تعتبر من جرائم الشكوى و بالتالي ليس لنيابة العامة الحق في إثارتها بشكل‬
‫تلقائي كما أكد المشرع من خالل المادة ‪ 205‬من نفس القانون حيت نص صراحة في نص‬
‫المادة ( ال يجوز أن تقام الدعوى العمومية إال بناءا على شكوى م طرف المتضرر ما عدا في‬
‫الحالة مخالفة لإلحكام المنصوص عليها في البند (ا) من المادة ‪ 24‬و المادتين‪113‬و ‪135‬‬
‫التي يعود فيها االختصاص للنيابة العامة‪.)...‬‬
‫‪ -54‬د‪.‬كمال محرر‪ ،‬م‪.‬س ‪،‬ص‪127‬‬
‫‪ -55‬ا ‪ Arrangement de Madrid‬اتفاقية مدريد للتسجيل الدولي للعالمة بتاريخ‪ 14‬ابريل ‪1881‬‬
‫‪ -56‬اتفاقية باريس لحماية الملكية الصناعية لسنة ‪ 1883‬دخلت حيز التنفيد ‪7‬يوليوز ‪1883‬‬

‫‪40‬‬
‫بالتالي فجرائم التقليد من الجرائم التي بل البد من شكاية المتضرر صاحب الصفة الملك‬
‫األصلي أو المرخص له ترخيصا استئثاري أو غير استئثاري بشرط استفاء إجراءات‬
‫التسجيل و النشر ‪.57‬‬

‫‪- 57‬د‪.‬كمال محرر‪،‬م‪.‬س ‪،‬ص‪131‬‬

‫‪41‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المسطرة المتبعة في دعوى التقليد الجنائية والجزاءات‬
‫المترتبة عنها‬
‫دعوى تقليد العالمة التجارية محكومة بجملة من الضوابط إذ ال يمكن الحديث عن هذه‬
‫الدعوى إال بتوفرها ‪ ،‬ألنها تستوجب إقامتها من طرف شخص محدد قانونا بصفته مدعيا‬
‫ضد مرتكب احد أفعال التقليد باعتباره مدعى عليه ‪.‬‬

‫كما أن دعوى تقليد العالمة التجارية ال يمكن أن تقبل إال في حالة إقامتها أمام المحكمة‬
‫المختصة نوعيا و محليا‪.‬‬

‫لدى سنتطرق إلى أطراف دعوى تقليد العالمة التجارية و المحكمة المختصة بها من خالل‬
‫( المطلب األول)‪.‬‬

‫تن جم عن دعوى تقليد الجناية للعالمة التجارية مجموعة من الجزاءات قام المشرع بسنها‬
‫بغاية حماية الملكية الصناعي و ضمان حقوق المتضررين من جريمة تقليد العالمة التجارية‬
‫و حماية مصالحهم ‪.‬‬

‫لدى سنختتم هذا المبحث باستعراض الجزاءات المترتبة عن دعوى تقيد العالمة التجارية في‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬أطراف دعوى تقليد العالمة التجارية والمحكمة‬


‫المختصة بالنظر فيها‬
‫دعوى تقليد العالمة التجارية الجنائية كباقي الدعاوى تستوجب تحديد أطرافها و هو‬
‫الموضوع الذي سنعالجه في ( الفقرة األولى)‪.‬‬

‫ثم يتعين علينا تحديد المحكمة المختصة إلقامة دعوى التقليد الجنائية االختصاص النوعي و‬
‫المحلي (الفقرة الثانية) ‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أطراف دعوى التقليد‬
‫تنقسم أطراف دعوى تقليد العالمة التجارية في الدعوى العمومية إلى طرف المشتكي (أوال)‪،‬‬
‫النيابة العامة في بعض الحاالت (ثانيا) و المعتدي على العالمة في صفة الظنين (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المشتكي‬

‫عكس دعوى المنافس غير المشروعة يطلق على صاحب الحق في رفع دعوى التقليد صفة‬
‫المشتكي هو مالك العالمة التجارية و هو الشخص المخول له تقديم شكاية بغاية حماية‬
‫حقه‪ ،‬و هو األمر النصوص عليه في الفقرة األولى من نص المادة‪ 205‬ق‪.‬ح‪ .‬م‪.‬ص‪.‬‬
‫‪ 17.97‬يكفل القانون لصاحب العالمة التجارية حق إقامة الدعوى العمومية كما انه يمكن‬
‫تقديم الشكاية من طرف المستفيد من الحق استئثاري للعالمة ما لم ينص عقد الترخيص على‬
‫خالف دلك حسب ما ورد في الفقرة الثانية من نص المادة ‪ 202‬من نفس القانون‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬النيابة العامة‬

‫تقام دعوى تقليد العالمة التجارية من طرف النيابة العامة بشكل تلقائي في بعض الحاالت‬
‫االستثنائية األصل فيها بموجب شكاية المتضرر لكن حسب الفقرة األولى من نص المادة‬
‫‪205‬ق‪.‬ح‪ .‬م‪.‬ص تم تحديد االستثناءات في البند (أ) من المادة ‪ 24‬و المادتين ‪113‬و‪ 135‬التي‬
‫تمكن النيابة العامة إقامة الدعوى العمومية‪ ،‬و أيضا في الحالة الثانية إذا تعلق األمر بإحدى‬
‫الحاالت المشار إليها في المادتين ‪154‬و‪ 154‬اعتمادا على التعديالت الواردة على المادة‬
‫‪ 227.1‬من نفس القانون أعاله ‪ . 58‬ذلك ما أكدت عليه محكمة النقض المغربية في قرارها‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 2010/12/2‬قرار عدد ‪ 955‬في الملف عدد ‪ 2010/8/6/14426‬الذي جاء‬
‫فيه‪ :‬يجوز للنيابة العامة تلقائيا األمر بمتابعات ضد كل مساس بحقوق مالك شهادة تسجيل‬
‫عالمة صنع ولو في غيبة تقديم شكاية من مالك العالمة‪.‬للمحكمة الجنحية صالحية البت في‬
‫الدعوى العمومية استثناء من أحكام الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 205‬من قانون حماية الملكية‬

‫‪ - 58‬د‪.‬يونس بنونة‪،‬العالمة التجارية بين التشريع و االجتهاد القضائي‪ ،‬ط‪ .‬االولى‪،200،‬ص‪114‬‬

‫‪43‬‬
‫الصناعية التي تنص على انه ال يجوز للمحكمة الجنحية أن تبت في األمر إال بعد صدور‬
‫حكم اكتسب قوة الشيء المقضي به عن المحكمة المرفوع إليها التحقق من ثبوت الضرر‪،‬‬
‫وإن إقرار المشرع لهذه القاعدة وقلبها عما هو معمول به‪ ،‬نابع من عدم سماحه للمحاكم‬
‫التجارية للنظر في الدعاوى الزجرية‪ ،‬بالرغم من توفرها على نيابة عامة‪ ،‬وجعل واليتها‬
‫تمتد فقط على الدعوى المدنية دون الزجرية‪. 59‬‬

‫ثالثا‪ :‬الظنين‬

‫أي مرتكب جريمة التقليد سواء كان شخصا طبيعيا أو معنوي‪ ،‬بالرجوع إلى نص المادة‬
‫‪ 226‬من ق‪.‬ح‪.‬م‪.‬ص يتبين أن المشرع أشار إلى األفعال التي تشكل تقليدا للعالمة التجارة و‬
‫الصناعة و الخدمة و تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -1‬القيام بدون تزييف عالمة مسجلة بتقليد هذه العالمة تقليدا تدليسي من شانه أن يضلل‬
‫المشتري أو استعمال عالمة مقلدة على سبيل التدليس‪.‬‬

‫‪ -2‬القيام باستعمال عالمة مسجل تحمل بيانات من شانها تضليل المشتري فيما يخص‬
‫طبيعة الشيء أو المنتج المعين أو خصائصه الجوهرية أو تركيبه أو محتواه أو‬
‫أنواعه أو منشئه ‪.‬‬
‫‪ -3‬الحيازة لسبب غير مشروع لمنتجات من طرف الغير و هو على علم بكونها تحمل‬
‫عالمة مقلدة على سبيل التدليس أو قام عمدا ببيع منتجات أو خدمات تحت هذه العالمة‬
‫‪60‬‬
‫أو قام بعرضها للبيع أو عرض توريدها‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن المشرع خول للجمعيات المعلنة أنها ذات النفع العام في قانون المسطرة‬
‫الجنائية أن تتدخل في دعوى التقليد ذلك لتطالب بالتعويضات في مواجهة مرتكب جرائم‬
‫التقليد إذا كان موضوع الدعوى يدخل ضمن دائرة اختصاصها ‪. 61‬‬

‫‪ -59‬د‪.‬منير فوناني‪،‬حينما يعقل المدني الجنائي من خالل القانون رقم ‪ 17.97‬بالمتعلق الملكية الصناعية‪ 24 ،‬ابريل ‪، 12: 36- 2019‬‬
‫‪http://bayanealyaoume.press.m a‬‬
‫‪ -60‬د‪ .‬يونس بنونة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪119‬‬
‫‪- 61‬د‪.‬كمال محرر‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪140‬‬

‫‪44‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬المحكمة المختصة في دعوى تقليد العالمة التجارية‬
‫ينقسم موضوع المحكمة المختصة في دعوى تقليد العالمة التجارية الجنائية إلى االختصاص‬
‫النوعي (أوال) و االختصاص المحلي (ثانيا)‬

‫أوال‪ :‬االختصاص النوعي‬

‫بما أن األمر يتعلق بدعوى زجرية جنحية تستوجب العقاب فالدعوى العمومية من اجل‬
‫تطب يق الجزاءات المترتبة على دعوى التقليد و التزييف تفتح نوعيا أمام المحكمة االبتدائية‬
‫‪.62‬‬

‫في حال حدث أن تلقت النيابة العامة التابعة للمحكمة التجارية شكاية خاصة بتقليد العالمة‬
‫التجارية توجب على هذه األخيرة أن تحيلها على النيابة العامة بالمحكمة االبتدائية كونها‬
‫المحكمة ذات االختصاص‪ ،63‬باعتبار أن النيابة العامة بالمحكمة التجارية ليس لها صالحية‬
‫تحريك الدعوى العمومية حسب القانون المنظم للمحكمة التجارية‪.64‬‬

‫فيما يكون االختصاص للمحكمة اإلدارية كلما كان األمر يتعلق بالقرارات الوردة عن مدير‬
‫المكتب الوطني للملكية الصناعية و التجارية حسب ما ينص عليه المشرع في نص المادة ‪15‬‬
‫من قانون ح م ص ‪.17.97‬‬

‫حسب نفس المادة أعاله تكون المحكمة التجارية هي صاحبة االختصاص للبث في النزاعات‬
‫الناجم عنها تطبيق القانون ‪ 17.97‬كلما كانت الدعوى ال تكتسي طابعا جنائيا أو إداريا‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى انه حسب المادة ‪ 205‬من نفس القانون تختص المحكمة التجارية فقط في‬
‫معاينة التقليد و الحكم بوقوع الضرر المترتب عن التقليد ‪،‬وحسب الفقرة الثانية من نفس‬
‫المادة في حال ما إذا رفعت الدعوتين في الوقت ذاته فانه تقيد يد المحكمة الجنحية إلى حين‬
‫البث في الدعوى المدنية فيها بحكم حائز لقوة الشيء المقضي به‪ ،‬و هذا األمر يشكل استثناء‬

‫‪ - 62‬ن‪.‬م‪ ،‬ص‪142‬‬
‫‪ - 63‬مصطفى حدوش‪ ،‬حماية العالمة التجارية من التزييف في ضوء القانون ‪ ، 23.13‬رسالة نيل دبلوم الماستر شعبة القانون الخاص‪ ،‬وحدة‬
‫ماستر قانون العقود و العقار ‪ ،‬جامعة محمد األول ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬وجدة‪ ،‬س‪.‬ج‪ ، 2016-2015 ،‬ص‪59‬‬
‫‪- 64‬د‪.‬يونس‪ ،‬بنونة‪,‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪114‬‬

‫‪45‬‬
‫حيت نعلم أن القاعدة القانونية تقضي ان الجنائي يعقل المدني‪ ،‬وقد صدر عن محكمة‬
‫االستئناف التجارية بفاس قرار رقم ‪ 255‬بتاريخ ‪ 2008/2/14‬في الملف عدد ‪2007/532‬‬
‫‪:‬‬ ‫أنه‬ ‫فيه‬ ‫جاء‬
‫”لتطبيق قاعدة المدني يوقف الزجري تشترط المادة ‪ 205‬من القانون رقم ‪ 17-97‬أن تكون‬
‫هناك دعوى مدنية تتعلق بتزييف أو تقليد العالمة قد أقيمت أمام المحكمة التجارية المختصة‪،‬‬
‫ومن تم ال يجوز للمحكمة االبتدائية التي تنظر في الدعوى العمومية المتعلقة بهذا التزييف أو‬
‫التقليد أن تبت في القضية إال بعد صدور حكم اكتسب قوة الشيء المقضي به عن المحكمة‬
‫التجارية ‪.‬‬

‫فهنا نجد المشرع المغربي وقع في حيرة‪ ،‬فبينما أعطى للمحاكم التجارية االختصاص للنظر‬
‫في المنازعات المتعلقة بالملكية الصناعية‪ ،‬ففي نفس الوقت جرم التزييف المنصب على هذه‬
‫فيها‪.‬‬ ‫البت‬ ‫لها‬ ‫يمكن‬ ‫ال‬ ‫والتي‬ ‫الحقوق‪،‬‬
‫من أجل ذلك‪ ،‬أقر قاعدة المدني يعقل الجنائي‪ ،‬لكنه لم يجعلها قاعدة على إطالقها وإنما حدها‬
‫من حيث شكليات إثارة الدفع‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختصاص المحلي‬

‫المشرع المغربي في القانون‪ 17.97‬لم يقم بتحديد المحكمة ذات االختصاص المحلي‬
‫بخصوص القضايا تقليد العالمة التجارية الجنائية ‪ ،‬إذا في هذه الحالة يتم الرجوع إلى القواعد‬
‫العامة للمسطرة المدنية ‪ ،‬أي لمحكمة الموطن الحقيقي للمدعى عليه أو محكمة الموطن‬
‫المختار للمدعى عليه أو محكمة محل إقامة المدعى عليه أو محكمة موطن المدعي في حال‬
‫لم يكن للمدعى عليه ال موطن و ال محل إقامة بالمغرب ‪ ،‬أو في دائرة محكمة إلقاء القبض‬
‫عمال بالمادة ‪ 259‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن االختصاص المحلي الوارد في المادة ‪ 204‬من قانون ح‪.‬م‪.‬ص ‪17.97‬‬
‫و الذي يمنح االختصاص للمحكمة التابع لها موطن المدعى عليه الحقيقي أو المختار أو‬
‫المحكمة التابع لها مقر وكيله أو المحكمة التابع لها المكان الذي يوجد مقر الهيئة المكلفة‬
‫بالملكية الصناعية إذا كان خارج ارض الوطن يخص فقط الدعاوى المدنية ال الجنحية‪.‬‬
‫‪46‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الجزاءات المترتبة عن دعوى تقليد العالمة التجارية‬
‫الجنحية‬
‫نظرا النتشار ظاهرة االعتداء على العالمة التجارية بشكل كبير و لما لها من آثار سلبية ال‬
‫تقتصر على مالك العالمة التجارية فقط بل تمتد إلى المستهلك و االقتصاد الوطني‪.‬‬

‫سعى المشرع إلى إرساء حماية جزائية تكفل الحماية الفعالة لمالك العالمة ومنع االعتداءات‬
‫التي تقع عليها‪.‬يتضح لنا من خالل القانون ‪ 17.97‬ح‪.‬م‪.‬ص‪ .‬أن المشرع في الدعوى الجنائية‬
‫بين الجزاءات األصلية (الفقرة األولى) و الجزاءات اإلضافية (الفقرة الثانية) ‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬وسائل أثبات التقليد وعقوباته األصلية‬


‫البد للحكم بوقوع جريمة التقليد من إثباتها حسب الوسائل المخولة قانونا ثم الحكم بجزاءات‬
‫تنقسم إلى األصلية يسوغ الحكم بها وحدها دون أن تضاف إلى عقوبات أخرى و تنقسم إلى‬
‫عقوبتين أساسيتين‪ .‬وسائل إثبات التقليد (أوال) العقوبات األصلية (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬وسائل إثبات التقليد‬

‫سعى المشرع المغربي إلى تسهيل للمتضرر إثبات الفعل الجرمي لتقليد فأعطى حق‬
‫اإلثبات بشتى الطرق ‪،‬أهمها اإلثبات بواسطة السلطة القضائية عن طريق طلب إجراء‬
‫المعاينة و الحجز الوصفي أو الحجز التحفظي على السلع المقلدة ‪.‬‬

‫الحج زيتم إما بطلب من النيابة العامة أو أي شخص آخر يعنيه األمر‪ ،‬بناء على أمر من‬
‫رئيس المحكمة باعتباره قاضيا لألمور المستعجلة‪ ،‬ويشمل هذا الحجز كل منتج يحمل بصفة‬
‫غير مشروعة عالمة صنع أو تجارة أو خدمة أو اسما تجاريا وكذا كل منتج يحمل بيانات‬
‫كاذبة تتعلق بمصدر المنتجات أو هوية المنتج أو الصانع أو التاجر‪.‬‬

‫فيعتبر إذن الحجز من التدابير المؤقتة التي يمكن االلتجاء إليها في انتظار إصدار محكمة‬
‫الموضوع حكمها بشأن تقليد العالمة‪ ،‬وهو يدخل ضمن اختصاصات رئيس المحكمة‬
‫باعتبارها قاضيا لألمور المستعجلة‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫لهذا أعطى المشرع لمن يعنيه األمر حق طلب إيقاع ذلك الحجز على العالمة التجارية‬
‫موضوع التقلي د كإجراء تحفظي وقتي لدرء وقوع الضرر ولوضع حد لالضطراب الذي من‬
‫شأنه أن يحدث في حالة اإلفراج عليها الحجز المؤقت حين االستيراد يكون غير محدد المدة‬
‫ويرتبط بحكم محكمة الموضوع بشأن تزييف العالمة التجارية‬

‫ثانيا ‪ :‬العقوبات األصلية‬

‫تنقسم العقوبات االصلية الناتجة عن جريمة التقليد الى نوعين العقوبات الحبسية (أ) وخرى‬
‫عبارة عن غرامة مالية (ب)‬
‫أ‪ :‬العقوبات الحبسية‬

‫أورد المشرع المغربي في المادة ‪ 226‬من ق‪.‬ح‪.‬م‪.‬ص‪ 17.97 .‬العقوبات السجنية الخاصة‬
‫بجريمة التقليد وتتراوح بين شهرين و ستة أشهر في حق كل من قام باألفعال الواردة في‬
‫نفس المادة‪.‬‬

‫ب‪ :‬عقوبات الغرامة‬

‫اقر المشرع في نفس المادة المذكورة أعاله أن بالغرامة المالية في جرائم التقليد تتراوح بين‬
‫‪ 50.000‬درهم و ‪ 500.000‬درهم‪ .‬و يصوغ الحكم بالعقوبتين معا أو إحداهما فقط‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الجزاءات اإلضافية‬


‫العقوبات اإلضافية هي التي ال يسوغ الحكم بها لوحدها دون أن تضاف إلى عقوبات أخرى‬
‫‪ ,‬وتتمثل هذه الجزاءات في دعوى التقليد الجنائية في عقوبة اإلتالف (أوال)‪ ,‬النشر (ثانيا)‬
‫والحرمان من بعض الحقوق الوطنية (ثالثا)‪.‬‬

‫أوال‪:‬اإلتالف‬

‫تجد عقوبة اإلتالف سندها القانوني في نص المادة ‪ 228‬قانون الملكية الصناعية ‪" 17.97‬‬
‫يجوز للمحكمة كذالك أن تأمر بإتالف األشياء التي ثبت أنها مزيفة و التي هي ملك للمزيف و‬
‫كذا بإتالف األجهزة و الوسائل المعدة خصيصا النجاز التزييف " هذه العقوبة ال تتوقف على‬
‫‪48‬‬
‫طلب من المتضرر‪ ،‬إنما للمحكم الصالحية الحكم به من عدمه عكس ما هو وارد في دعوى‬
‫التقليد المدنية حيت يجوز للمتضرر من أعمال التقليد مطالبة المحكمة بإتالف المحجوزات‬
‫حسب نص المادة ‪ 224‬من نفس القانون أعاله و للمحكمة حق قبول أو رفض الطلب ‪ ،‬يكون‬
‫اإلتالف تحت إشراف السيد وكيل الملك و بتنسيق مع السلطات المحلية و يتم بعيدا عن‬
‫مؤسسة المحكوم عليه في مكان خاص‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬النشر‬

‫نشر الحكم باإلدانة الصادر عن المحكمة باإلدانة بموجب دعوى التقليد‪ ،‬تنص المادة ‪209‬‬
‫من القانون‪ 17.97‬على أمر المحكمة بنشر األحكام القضائية التي أصبحت نهائية تطبيقا‬
‫ألحكام هذا القانون ‪ ،‬لعل الهدف من ذلك هو ردع مرتكب التقليد من جهة و من جهة أخرى‬
‫تحذير المستهلك من شراء المنتجات المقلدة بعد نشر ملخص أو منطوق هذه األحكام‬
‫‪ ،‬هذه العقوبة تساهم في ردع مرتكب جريمة التقليد عن طريق التشهير به‬ ‫‪65‬‬
‫النهائية‬
‫خصوصا أن مرتكبي جرائم التقليد و التزييف غالبا ما تكون وراءها شركات كبرى تشكل‬
‫السمعة التجارية جزءا ال يتجزأ من أصلها التجاري ‪. 66‬‬

‫يتبين أيضا من صياغة نص المادة ‪ 209‬انه يتعين على المحكمة أن تأمر بالنشر سواء تمت‬
‫المطالبة به أم ال بالنظر إلى صيغة الوجوب و دون أن يكون ذلك متعارضا مع مقتضيات‬
‫الفصل الثالث من ق م م ‪. 67‬‬

‫في هذا الصدد جاء في الحكم الصادر ن المحكمة التجارية باكادير بنشر منطوق الحكم بعد‬
‫صيرورته نهائيا في جريدتين وطنيتين باختيار المدعية و على نفقة المدعى عليه على أن ال‬
‫‪ .‬عن نفس المحكم صدر حكم يقضي بنشر‬ ‫‪68‬‬
‫تتجاوز مصاريف النشر مبلغ ‪ 3000‬درهم‬

‫‪ -65‬د‪.‬يونس بنونة‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص‪122‬‬


‫‪-66‬د‪.‬كمال محرر‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪161‬‬
‫‪-67‬د‪.‬يونس بنونة ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص‪123‬‬
‫‪-68‬حكم عدد ‪ 1852‬ملف ‪ 17\82211\147‬الصادر عن المحكمة التجارية اكادير بتاريخ ‪ 2017\10\12‬غير منشور‬

‫‪49‬‬
‫ملخص منطوق الحكم باللغة العربية في جريدة وطنية باختيار المدعية و على نفقة المدعى‬
‫عليها بعد صيرورة الحكم نهائيا على ان ال تتجاوز مصاريف النشر مبلغ ‪ 1000‬درهم‪. 69‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الحرمان من بعض الحقوق الوطنية‬

‫تنص المادة ‪ 208‬من القانون ح‪ .‬م‪ .‬ص‪ ( 17.97 .‬يمكن عالوة على ما ذكر أن يحرم‬
‫األشخاص المحكوم عليهم تطبيقا ألحكام هذا الباب من حق العضوية في الغرفة المهنية‬
‫ط وال مدة ال تزيد عن خمس سنوات) وهو أمر ترجع سلطة تقدير الحكم به إلى المحكمة‪.‬‬

‫يستهدف المشرع من خالل فرض عقوبة الحرمان من حق العضوية في الغرفة المهنية كبار‬
‫التجار و الصناع الذين يطمحون في الحصول على عضوية في إحدى الغرف المهنية و ما‬
‫تخوله هذه األخيرة من امتيازات ‪ ،‬إذ تفتح لهم آفاق تتمثل في الترشح من اجل الحصول على‬
‫مقعد داخل مجلس المستشارين ‪.70‬‬

‫‪-69‬حكم عدد‪ 884‬ملف ‪ 2017\8211\171‬الصادر عن المحكمة التجارية اكادير بتاريخ‪ 2017\ 04\ 24‬غير منشور‬
‫‪ -70‬احمد الدمان‪" ،‬حماية العالمة التجارية من التزييف‪ ،‬اية فاعلية" ‪،‬اطروحة لنيل شهادة الدكتوراه ‪،‬قانون خاص‪،‬جامعة سيدي محمد بن عبد‬
‫هللا‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية و االجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬س‪.‬ج ‪ 2013-2014،‬ص‪ 250-249‬مشار إليه لدى مصطفى حدوش‪،‬م‪ .‬س‪ ،‬ص‪74‬‬

‫‪50‬‬
‫خاتمة‬
‫في نهاية بحثنا وجدنا أنه من الضروري في خاتمته أن نتطرق إلى المواضيع التي تناولناها‬
‫عامة ‪ ،‬فتبين لنا أن المشرع المغربي حاول جاهدا حماية العالمة التجارية بشكل خاص و‬
‫الملكية الصناعية بشكل عام من شتى أنواع االعتداءات التي قد تتعرض إليها من طرف‬
‫الغير‪ ،‬و نخص بالذكر االعتداءات التي تطرقنا لها في بحثنا هذا و هي المنافسة غير‬
‫المشروعة و جرائم التقليد ذلك ‪ ،‬من خالل سن تشريع خاص يسعى إلى ضمان نوع من‬
‫الحماية لكل مكونات الملكية الصناعية خاصة العالمة التجارية لما لها من أهمية اقتصادية‬
‫و هو ما خصصنا له بحثنا هو القانون ‪ 17.97‬المعدل و المتمم بموجب القانون ‪.23.13‬‬

‫حيث قام المشرع المغربي برفع من حجم العقوبات سواء تعلق األمر بالعقوبات الحبسية أو‬
‫الغرامات المالية ذلك باإلضافة إلى العقوبات اإلضافية التي يمكن أن يوجهها القضاء‬
‫لمرتكبي االعتداءات التي تمس العالمة التجارية هذا كله يهدف من خالله المشرع لردع‬
‫المعتدين على العالمات التجارية‪.‬‬

‫إال انه حسب نظرنا المتواضع يتبين لنا أن هذه اإلجراءات ال تزال غير كافية بشكل عام‬
‫لوقف ه ذا النوع من االعتداءات ‪ ،‬يظهر ذلك من خالل حجم السلع المزيفة و المقلدة التي تعج‬
‫بها أسواقنا و أيضا من خالل نسبة النزاعات المتعلقة بالعالمة التجارية التي تمأل محاكمنا‬
‫التجارية خاصة واالبتدائية و التي تظل في تزايد مستمر‪.‬‬

‫حسب رأينا المتواضع مرة أخرى يعدو ذلك إلى هزالة العقوبات المقررة في هذا النوع من‬
‫القضايا رغم التعديالت التي جاء بها ظهير ‪ 23.13‬المعدل و المتمم لقانون ‪ 97.17‬و التي‬
‫تظل غير كافية خاصة فيما يخص جرائم التقليد التي قمنا بالتطرق إليها في بحثنا و التي ال‬
‫تتجاوز فيها العقوبات الحبسية ستة أشهر على أقصى تقدير فيما تم الرفع من الغرامات‬
‫المالية بشكل مضاعف ‪ ،‬ذلك أن المشرع تبين له أن مرتكبي هذا النوع من الجرائم يكون‬
‫في غلب األحيان من محترفي و ممارسي األنشطة التجارية ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ال يمكن أن نغفل أن المشرع المغربي من خالل التعديالت التي ألحقها بالقانون ‪ 17.97‬تمكن‬
‫من تجاوز االزدواجية التي كانت يعاني منها هذا القانون بعد فترة االستقالل‪ ،‬كما أن‬
‫المعاهدات التي انخرط فيها المغرب كانت ذات نفع كبير على مجال الملكية الصناعية و‬
‫باألخص مجال العالمة التجارية من قبيل اتفاقية باريس و مدريد و الكات التي نظمت في‬
‫مراكش و غيرها من المعاهدات و االتفاقيات‪.‬‬

‫من شان الترسانة القانونية التي رسخها المشرع المغربي أن يكون ذات دور فعال في‬
‫محاربة ظاهرة المنافسة غير المشروعة و التقليد الذي تعاني منه السلع و المنتجات بهدف‬
‫حماية المستهلك و االقتصاد الوطني والمستثمرين على حد السواء إال انه حبذ كما ذكرنا‬
‫سابقا أن يتم الرفع من العقوبات الحبسية و الغرامات المالية لضمان حماية أكثر فعالية‬
‫سواء تعلق األمر بالدعوى المدنية أو الجنائية ‪.‬‬

‫من خالل دراستنا لموضوع الجزاءات المترتبة عن التقليد تبين لنا انه يتم إتالف السلع التي‬
‫يتم حجزها في مثل هذه القضايا إال انه حسب نظرنا المتواضع حبذ لو أن هذه المحجوزات‬
‫يتم توزيعها على الجمعيات و المؤسسات الخيرية و ذوي االحتياجات الخاصة عوضا عن‬
‫إتالفها خاصة إذا كانت منتجات ذات جودة و ال تشكل أي خطورة على صحة المستهلك ‪.‬‬

‫كما انه من المستحب لو أن المحاكم تحكم بالعقوبة الحبسية و المالية معا عكس ما هو معمول‬
‫به حاليا حيث تكون غير متالزمة ‪ ،‬و الرفع من هذه العقوبات ‪ ،‬و جعل العقوبات اإلضافية‬
‫من قبيل الحرمان من بعض الحقوق الوطنية و النشر أمرا إلزاميا ‪.‬‬

‫في حالة ما إذا كان إتالف السلع المقلدة أمرا ضروريا كان من األفضل أن يتم أمام‬
‫المؤسسات التي قامت بهذه األعمال ليعلم جمهور المستهلكين بذلك‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫الملحق‬

‫‪53‬‬
54
55
56
57
58
59
60
61
62
63
64
65
‫الئحة المراجع‬
‫المراجع العامة‪:‬‬

‫‪ -‬د ‪.‬سميحة قليوبي ‪ ,‬الملكية الصناعية‪ ،‬دار النهضة العربية‪ ,‬الطبعة الخامسة ‪،‬لقاهرة‬
‫مصر‪2005،‬‬

‫‪ -‬د‪.‬نوري حمد خاطر‪،‬شرح قواعد الملكية الفكرية ‪ ،‬دار وائل للنشر‪،‬عمان األردن‪2005،‬‬

‫‪ -‬د‪.‬فؤاد معالل‪ ،‬شرح القانون التجاري المغربي الجديد‪ ،‬ج‪ .‬األول‪ ،‬مطبعة األمنية‪ ،‬دار‬
‫األفاق المغربية للنشر و التوزيع‪ ،‬ط ‪.‬األولى‪ ،‬الدار البيضاء المغرب‪2009 ،‬‬

‫‪ -‬د‪ .‬احمد شكري السباعي‪ ،‬الوسيط في القانون التجاري المغربي المقارن‪،‬ج ‪، 3‬مكتبة‬
‫المعارف ‪ ،‬الرباط ‪1996 ،‬‬

‫‪ -‬عبد الرحيم بحار‪ ،‬القضاء التجاري والمنازعات التجارية ‪،‬بدون مطبعة ‪،‬ا لطبعة األولى‬
‫‪2014،‬‬

‫المراجع الخاصة‪:‬‬

‫‪ -‬د‪.‬كمال محرر ‪،‬الحماية القانونية للعالمة التجارية مطبعة األمنية"‪،‬الرباط‪-‬المغرب ‪2014،‬‬

‫‪ -‬د‪.‬احمد محمد محرز‪ ،‬الحق في المنافسة المشروعة في مجاالت النشاط االقتصادي‪ ،‬دار‬
‫نهضة الشرق‪ ،‬القاهرة‪-‬مصر‪1991،‬‬

‫‪ -‬سمير جميل حسين الفتالوي‪ ،‬الملكية الصناعية وفق القوانين الجزائرية‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية‪1988،‬‬

‫‪ -‬د ‪.‬يونس بنونة ‪ ،‬العالمة التجارية بين التشريع و االجتهاد القضائي‪،‬د‪.‬ذ‪.‬م ‪ ،‬الطبعة‬

‫االولى‪2006،‬‬

‫‪ -‬د‪.‬محمد محبوبي‪ ،‬النظام القانوني للعالمة التجارية في ضوء التشريع المغربي المتعلق بحق‬
‫الملكية الصناعية و االتفاقيات الدولية ‪ ،‬دار ابي رقراق لنشر‪ ،‬الطبعة الثانية ‪2011،‬‬
‫‪66‬‬
‫األطاريح و الرسائل الجامعية ‪:‬‬

‫‪ -‬مصطفى حدوش‪ ،‬حماية العالمة التجارية من التزييف في ضوء القانون ‪ ، 23.13‬رسالة‬


‫نيل دبلوم الماستر شعبة القانون الخاص‪ ،‬وحدة ماستر قانون العقود و العقار ‪ ،‬جامعة محمد‬
‫األول ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬وجدة‪ ،‬س‪.‬ج‪2016-2015 ،‬‬

‫‪ -‬فت حية لعالم‪"،‬حماية العالمة التجارية من جريمة التقليد في القانون الجزائري"‪ ،‬مذكرة‬
‫تكميلية لنيل دبلوم الماستر ‪ ،‬القانون الجنائي لألعمال‪ ،‬جامعة العربي بن مهيدي‪،‬كلية الحقوق‬
‫و العلوم السياسية‪ ،‬قسم العقوق‪ ،‬ام البواقي‪ -‬الجزائر ‪،‬س‪.‬ج‪2014-2013 ،‬‬

‫‪ -‬بن إدريس حليمة ‪،‬الحماية القانونية للملكية الفكرية للقانون الجزائري ‪ ،‬اطروحة شهادة‬
‫الدكتوراه للقانون الخاص ‪،‬ابي بكر بلقايد تلمسان‪،‬س‪.‬ج‪2014-2013،‬‬

‫‪ -‬ا حمد الدمان‪" ،‬حماية العالمة التجارية من التزييف‪ ،‬اية فاعلية" ‪،‬اطروحة لنيل شهادة‬
‫الدكتوراه ‪،‬قانون خاص‪،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية و‬
‫االجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬س‪.‬ج ‪2013-2014،‬‬

‫‪ -‬جاالك سعدي حسين‪,‬الحماية القانونية للعالمة التجارية بحث مجلس العدل لترقية ‪ ,‬وزارة‬
‫العدل إقليم كردستان العراق ‪2014‬‬

‫‪ -‬د ‪.‬كمال محرر‪ ،‬العالمة التجارية حمايتها المدنية و الجنائية‪ ،‬بحث نهاية التمرين المعهد‬
‫الوطني لدراسات القضائية‪2002 ،‬‬

‫‪ -‬إسماعيل أيت الماحي‪ ،‬دور القضاء في حماية حقوق الملكية الصناعية ‪،‬عرض ماستر‪،‬‬
‫قانون االعمال ‪ ،‬جامعة القاضي عياض ‪ ،‬كلية العلوم القانونية و االقتصادية و االجتماعية ‪،‬‬
‫مراكش‪2017 ،‬‬

‫‪ -‬إ يناس مازن فتحي الجبارين ‪ ،‬الحماية المدنية للعالمة التجارية غير المسجلة وفقا للقانون‬
‫األردني‪ ،‬رسالة نيل ا لماستر في القانون الخاص ‪ ،‬جامعة الشرق األوسط‪ ,‬كلية الحقوق ‪،‬‬
‫‪2010‬‬

‫‪67‬‬
‫‪ -‬م حمد المسلومي ‪ ،‬الرسوم و النماذج الصناعية ‪ ،‬رسالة نيل دبلوم الدراسات العليا ‪ ،‬في‬
‫القانون الخاص ‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية و االجتماعية بالدار البيضاء ‪1996 ،‬‬

‫‪ -‬محمد محبوبي‪ ،‬تسجيل العالمة التجارية ‪،‬رسالة دبلوم الدراسات العليا المعمقة ‪ ،‬قانون‬
‫األعمال‪ ،‬كلية العلوم القانونية االقتصادية و االجتماعية ‪ ،‬الدار البيضاء سنة ‪1999‬‬

‫المقاالت‪:‬‬

‫‪ -‬د‪.‬منير فوناني‪ ،‬حينما يعقل المدني الجنائي من خالل القانون رقم ‪ 17.97‬بالمتعلق الملكية‬
‫الصناعية ‪ 24‬ابريل ‪2019‬‬

‫المواقع االلكترونية ‪:‬‬

‫‪http://bayanealyaoume.press.ma‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪http://www.wata.cc -‬‬
‫‪http://www.abdelgafor.blogspot.com -‬‬
‫‪http://www.rechelcenter.ps‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪68‬‬
‫الفهرس‬

‫إهداء‪Erreur ! Signet non défini. ..............................................................................‬‬


‫شكر و عرفان ‪2 ..........................................................................................................‬‬
‫المقدمة‪4 ................................................................................................................. :‬‬
‫أهمية الموضوع‪5 ...................................................................................................... :‬‬
‫إشكالية الموضوع ‪6 ................................................................................................... :‬‬
‫خطة البحث‪6 ............................................................................................................ :‬‬
‫الفصل األول‪ :‬الحماية المدنية للعالمة التجارية "دعوى المنافسة غير المشروعة" ‪7 .......................‬‬
‫تمهيد‪8 ................................................................................................................... :‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬العالمة التجارية و المنافسة غير المشروعة ‪9 ..................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬تعريف العالمة التجارية و دعوى المنافسة غير المشروعة ‪9 ...............................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف العالمة التجارية و شروطها ‪9 ..............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تعريف دعوى المنافسة غير المشروعة وأساسها ‪13 ...........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط قيام دعوى المنافسة غير المشروعة ‪16 ................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شرط الخطأ و الضرر ‪16 .............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬شرط إقتران الخطأ بالضرر ‪19 ......................................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المسطرة المتبعة في دعوى المنافسة غير المشروعة والجزاءات المترتبة عنها ‪21 ..‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المسطرة المتبعة في دعوى المنافسة غير المشروعة ‪21 ......................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أطراف دعوى المنافسة غير المشروعة ‪21 ......................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬المحكمة المختصة في دعوى المنافسة غير المشروعة ‪24 ..................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الجزاءات المترتبة عن دعوى المنافسة غير المشروعة ‪26 .................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬وقف األعمال ‪26 .......................................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬التعويض ‪28 ............................................................................................‬‬
‫الفصل الثاني‪ :‬الحماية الجنائية للعالمة التجارية "دعوى التقليد الجنائية" ‪31 ................................‬‬
‫تمهيد ‪32 ..................................................................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬األحكام العامة لدعوى تقليد العالمة التجارية‪32 .................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تعريف جريمة تقليد العالمة التجارية و تقدير وقائعها ‪33 ......................................‬‬
‫‪69‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تعريف تقليد العالمة التجارية ‪33 ..................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقدير وقائع التقليد ‪34 ................................................................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬شروط ممارسة دعوى تقليد العالمة التجارية ‪36 ...............................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الشروط الموضوعية لدعوى التقليد ‪36 ..........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط الشكلية لدعوى التقليد ‪39 .................................................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬المسطرة المتبعة في دعوى التقليد الجنائية والجزاءات المترتبة عنها ‪42 ...............‬‬
‫المطلب األول‪:‬أطراف دعوى تقليد العالمة التجارية والمحكمة المختصة بالنظر فيها ‪42 .................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬أطراف دعوى التقليد ‪43 .............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪:‬المحكمة المختصة في دعوى تقليد العالمة التجارية ‪45 ........................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الجزاءات المترتبة عن دعوى تقليد العالمة التجارية الجنحية ‪47 ..........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬وسائل أثبات التقليد وعقوباته األصلية ‪47 ........................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الجزاءات اإلضافية ‪48 ...............................................................................‬‬
‫خاتمة ‪51 ..................................................................................................................‬‬
‫الملحق‪53 .................................................................................................................‬‬
‫الئحة المراجع ‪66 .......................................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪69 ...............................................................................................................‬‬

‫‪70‬‬

You might also like