You are on page 1of 80

‫جامعة عبد المالك السعدي‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة‪ ،‬االقتصاٌة واالجتماعٌة تطوان – مرتٌل‬

‫ماستر‪ :‬قانون األعمال‬


‫الفوج الرابع‬

‫المادة‪:‬صعوبات المقاولة‬

‫عرض بعنوان‪:‬‬

‫إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطلبة الباحثٌن‪:‬‬

‫عبد العالً أغباشً‬ ‫سعٌد الزركانً‬ ‫‪-‬‬


‫حمزة طه‬ ‫‪-‬‬
‫عمر أخًٌ‬ ‫‪-‬‬
‫نور الدٌن بومرٌت‬ ‫‪-‬‬
‫فاطمة الزهراء الخلطً‬ ‫‪-‬‬
‫أمٌمة العثمانً‬ ‫‪-‬‬
‫عبد المنعم زعبان‬ ‫‪-‬‬
‫جمٌلة الزوٌنً‬ ‫‪-‬‬
‫راضٌة بومعجون‬ ‫‪-‬‬

‫السنة الجامعٌة‪2018-2017 :‬‬


‫يــقــذيــت‪:‬‬

‫ٌلعب االبتمان فً عصرنا الحاضر دورا هاما ومتزاٌدا فً النشاط االقتصادي ‪ ،‬بل ٌعتبر‬
‫األساس الذ ي تقوم علٌه النظم االقتصادٌة الحدٌثة‪ ،‬فمعظم العملٌات الكبٌرة فً أٌامنا إنما تتم‬
‫بالكامل باستخدام أدوات االبتمان هذا األخٌر الذي ٌعتبر شرٌان الحٌاة فً نشاط األعمال إذ بدونه‬
‫تسقط المعامبلت التجارٌة فً البطء والجمود والشكلٌة التً تسود المعامبلت المدنٌة ‪.‬‬
‫لكن إذا تمت اإلساءة إلى استخدام هذا االبتمان أو تبدٌده من طرؾ بعض التجار فإنه ٌلحق‬
‫أضرارا شدٌدة باالقتصاد الوطنً فً مجموعه ‪،‬عبلوة عما ٌلحق األفراد من أضرار نتٌجة تشابك‬
‫وتشعب العبلقات التً تسود الحٌاة التجارٌة ‪ ،‬والتً تنجم عن توقؾ التاجر المخل بتعهداته عن‬
‫أداء دٌونه مما ٌإثر سلبا عن حقوق دابنه ‪.‬‬
‫وتوقؾ المدٌن عن دفع دٌونه فً تارٌخ االستحقاق ٌجعله فً وضعٌة اإلفبلس‪ ،‬سواء كانت‬
‫بإراد ته أو بفعل ظروؾ خارجة عن إرادته‪ ،‬وقد تدرجت التشرٌعات فً تنظٌم ظاهرة اإلفبلس‬
‫ومعالجتها عبر مراحل تارٌخٌة مختلفة ‪ ،‬اختلفت معها النظرة إلى المدٌن المفلس أو العاجز عن‬
‫أداء دٌونه ‪.‬‬
‫والشك أن إفبلس التاجر ٌعتبر ظاهرة قدٌمة قدم الحٌاة التجارٌة نفسها‪ ،‬لذالك نجد أن‬
‫التشرٌعات القدٌمة تطرقت لؤلحكام الواجب تطبٌقها على التاجر المفلس‪ ،‬فقد كان القانون‬
‫الرومانً ٌجٌز للدابن متابعة ومبلحقة مدٌنه وحبسه والتشهٌر به بل وتقطٌعه أشبلء بمقدار الدٌن ‪.‬‬
‫وقد تؤثر القانون الفرنسً بداٌة أشد التؤثر بالقانون الرمانً حٌث عامل المدٌن المفلس‬
‫معاملة قاسٌة وشدٌدة إلى درجة اعتباره مجرما ٌتعٌن إعدامه ‪ ،‬لكن هذه النظرة الدونٌة إلى المدٌن‬
‫تؽٌرت بموجب قانون مدونة نابلٌون لسنة =‪ 7>8‬وكان من نتابجها االقتصار على عقوبة الحبس‬
‫بدل اإلعدام‪ ،‬وصدر أٌضا قانون =<?‪ 7‬آخر ٌقوم على الفصل بٌن المقاولة واإلنسان هذا األخٌر‬
‫الذي لحقته مجموعة من التعدٌبلت من بٌنها قانونٌن ‪ 7?>:‬و;>?‪ 7‬واللذٌن ألؽى بموجبهما نظام‬
‫اإلفبلس وحل محله مساطر الوقاٌة والمعالجة ‪ .‬هذٌن القانونٌن خضعا بدورهما لعدة تعدٌبلت‬
‫هامة كان آخرها قانون >‪ 888‬والذي دخل حٌز التطبٌق سنة ?‪ 888‬الذي ٌهدؾ من ورابه إلى‬
‫إنقاذ المقاولة ووقاٌتها قبل أن تصل إلى مرحلة التوقؾ عن الدفع ‪ ،‬كما استعمل المشرع الفرنسً‬
‫مصطلحات من قبٌل التدابٌر الوقابٌة والتسوٌة الودٌة للصعوبات التً تعترض المقاوالت‬
‫والتسوٌة والتصفٌة القضابٌة للمقاوالت والحفاظ على المقاوالت على اعتبار أنه ال ٌجوز فً ظل‬
‫القانون الجدٌد تصفٌة المقاوالت إال بعد فشل مساطر وقاٌتها ومعالجتها أو عدم جدوها ‪.‬‬
‫وبدٌهً أن ٌتؤثر القانون المؽربً بنظٌره الفرنسً نتٌجة بسط حماٌته على المؽرب ‪،‬علما‬
‫أنه قبل فرض نظام الحماٌة المشإوم كانت قواعد الشرٌعة اإلسبلمٌة هً المطبقة على التاجر‬
‫المفلس والتً كانت تنظر إلٌه بنظرة الرحمة والمساعدة واإلؼاثة على خبلؾ التشرٌعات القدٌمة ‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫وهكذا وبعد بسط نظام الحماٌة أصدر المشرع المؽربً قانون ‪ 78‬ؼشت ‪ 7?79‬الذي‬
‫خصص الكتاب الثانً منه لئلفبلس والتصفٌة القضابٌة‪ ،‬وتم تعدٌل هذا األخٌر بموجب ظهٌر ‪78‬‬
‫فبراٌر ‪ 7?;7‬واستمر العمل بقانون ‪ 7?79‬المعدل بقانون ‪ 7?;7‬إلى ؼاٌة ‪ 89‬أكتوبر =??‪7‬‬
‫حٌث دخلت أحكام الكتاب الخامس من مدونة التجارة حٌز التطبٌق ومن المعلوم أن هذه األخٌرة‬
‫نظمت أحكام صعوبات المقاولة بعد أن هجر المشرع المؽربً أخٌرا نظام اإلفبلس‪.‬‬
‫وسار المشرع المؽربً على نهج القانون الفرنسً بحٌث أنه أحدث وألول مرة فً المؽرب‬
‫الوقاٌة من صعوبات المقاولة‪ ،‬كما أدخل مساطر تستهدؾ معالجة المقاولة قبل تصفٌتها‪.‬‬
‫ولم تعرؾ مدونة التجارة مفهوم صعوبات المقاولة التً حلت محل اإلفبلس األمر الذي‬
‫جعل الفقه‪ٌ 1‬تدخل محاوال تعرٌفها بؤنها تلك الوقابع التً من شؤنها أن تخل باستمرارٌة االستؽبلل‬
‫أو االستثمار ‪ ،‬وهذه الوقابع لٌست على درجة واحدة بل إنها تختلؾ بحسب درجة جسامتها‪.‬‬
‫وٌهدؾ المشرع المؽربً من خبلل هذه المساطر إلى حماٌة المقاولة بالدرجة األولى نظرا‬
‫للدور الذي تلعبه فً دورة اإلنتاج والتشؽٌل داخل الدولة‪ ،‬كما أنها تعتبر أداة للتنمٌة االقتصادٌة‬
‫واالجتماعٌة ‪ ،‬وحماٌة عمالها ودابنٌها ‪ ،‬وهً أهداؾ تختلؾ اختبلفا جذرٌا عن تلك المعروفة فً‬
‫ظل نظام اإلفبلس القدٌم ‪.‬‬
‫وعٌا من المشرع بالدور الذي تقوم به المساطر المإطرة لصعوبات المقاولة فً التؤثٌر سلبا‬
‫أو إٌجابا على اإلستثمار وروح المبادرة جعله ٌسعى إلى مشروع قانون ٌقضً بتعدٌل وإتمام‬
‫الكتاب الخامس من مدونة التجارة‪ ،‬خاصة المقتضٌات المتعلقة بمعالجة صعوبات المقاولة وٌهدؾ‬
‫المشروع إلى تصحٌح مجموعة من اإلختبلالت التً كانت تتضمنها مدونة التجارة‪.‬‬
‫وتأسٌسا علٌه‪ٌ ،‬مكن التساؤل عن المراحل العامة لمساطر صعوبات المقاولة واإلطار‬
‫القانونً المنظم لها ؟ وإلى أي حد وفق المشرع المغربً فً تحقٌق األهداف التً سطرها من‬
‫خالل الكتاب الخامس؟‬
‫لدراسة هذا الموضوع ٌقتضً منا تقسٌمه إلى مبحثٌن ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬المراحل العامة لمساطر صعوبات المقاولة‬
‫المبحث الثانً ‪ :‬اإلطار القانونً لمساطر صعوبات المقاولة‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أحمد شكري السباعً‪ ،‬الوسٌط فً مساطر الوقاٌة من الصعوبات التً تعترض المقاولة ومساطر معالجتها‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثالثة‪،‬‬
‫=‪ ،888‬ص ==‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫انًبذث األول‪ :‬انًرادم انعايت نًساطر صعىباث انًقاونت‬
‫إن الصعوبات التً تعترض المقاولة قد تكون بسٌطة ولٌس من شأنها التأثٌر على‬
‫وجودها ومستقبلها إذا تدخلت الجهات المسؤولة فً الوقت المناسب ( المطلب األول) لكن هذه‬
‫الصعوبات التً ٌمكن أن تعانً منها المقاولة قد تصل إلى حد التوقف عن الدفع مما ٌستوجب‬
‫معه فتح المساطر القضائٌة الكفٌلة بمعالجتها ( المطلب الثانً )‪.‬‬

‫انًطهب األول‪ :‬انًساطر غير انقضائيت‬


‫تعتبر المساطر ؼٌر القضابٌة ‪ ،‬تلك المساطر التً ٌتعٌن اتبعها فً الحالة التً تكون‬
‫المقاولة تعانً من صعوبات من شؤنها أن تخل باستمرارٌة استؽبللها دون الوصول إلى حد‬
‫التوقؾ عن الدفع‪ .‬وقد مٌز المشرع من خبلل المادة ;‪ ;:‬من م ت بٌن مساطر الوقاٌة الداخلٌة‬
‫(الفقرة األولى ) ومساطر الوقاٌة الخارجٌة (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫انفقرة األونً‪ :‬يسطرة انىقايت انذاخهيت‬


‫مسطرة الوقاٌة الداخلٌة هً المسطرة التً ٌتم تطبٌقها على المقاولة متى كانت تعانً من‬
‫صعوبات من شؤنها أن تإثر على مستقبلها أو بعبارة أخرى هً المسطرة التً ٌتم تطبٌقها عندما‬
‫تواجه اختبلالت من شؤنها أن تإثر على مردودٌتها فً المستقبل شرٌطة أن ال تصل هذه‬
‫الصعوبات إلى درجة توقؾ المقاولة عن أداء دٌونها ‪.‬وذلك طبقا للمادة ;‪ ;:‬م ت ‪.‬‬

‫وسمٌت هذه المسطرة بالداخلٌة ألنها تتم فقط بٌن األجهزة الداخلٌة للمقاولة دون تدخل من‬
‫أي طرؾ أجنبً (ربٌس المحكمة التجارٌة ‪،‬الدابنون) و تتسم هذه المسطرة بالطابع السري‬
‫وتهدؾ إلى تقوٌم مشاكل المقاولة‪ ،‬المتمثلة فً الوقابع واالعتراضات التً تعرفها ‪.‬‬
‫وعلى العموم فبل ٌحق ألي كان تحرٌك مسطرة الوقاٌة الداخلٌة‪ ،‬ذالك أن هذه اإلمكانٌة تبقى‬
‫محصورة على أشخاص معٌنٌن ( أوال) وإذا حركت فإنها تطبق على بعض المقاوالت التجارٌة‬
‫(ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬يجال تطبيق يساطر انىقايت انذاخهيت‪.‬‬


‫تطبق مسطرة الوقاٌة الداخلٌة على المقاوالت التجارٌة التً تتخذ شكل شركة باستثناء‬
‫شركة المحاصة التً ال تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة والتاجر الشخص الطبٌعً والتعاونٌات بحٌث ال‬
‫تطبق بشؤنهم ‪.2‬وقد أثٌر إشكال حول ما إذا كانت الشركة ذات المسإولٌة المحدودة ذات الشرٌك‬
‫الوحٌد تخضع لهذه المسطرة من عدمه على اعتبار أنها ال تتكون إال من شرٌك وحٌد هو نفسه‬
‫ربٌس المقاولة ؟‬

‫‪2‬‬
‫هشام البخفاوي ‪:‬الوجٌز فً مساطر صعوبات المقاولة – الطبعة األولى ;‪ 887‬ص?‪.7‬‬

‫‪3‬‬
‫وٌجٌب بعض الفقه المؽربً بحصر إمكانٌة خضوع هذه الشركة لمسطرة الوقاٌة الداخلٌة فً‬
‫الحالة التً ٌتم فٌها تعٌٌن مراقب للحسابات ‪.3‬‬

‫وباإلضافة إلى الشركات التجارٌة المنصوص علٌها صراحة فً المادة <‪ ;:‬من مت تطبق‬
‫كذلك على المجموعات ذات النفع االقتصادي التً ٌكون لها ؼرض تجاري‪ ، 4‬والتً تكتسب‬
‫الصفة التجارٌة طبقا لمقتضٌات المادة ; من قانون=? ‪79 -‬المتعلق بهذه المجموعات الصادر‬
‫بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ المِإرخ فً ; فبراٌر =??‪.7‬‬

‫وقد استثنى المشرع المؽربً التعاونٌات رؼم حجم المعامبلت المالٌة التً تتعامل به وهو‬
‫التوجه الذي أكده القضاء فقد جاء فً حٌثٌات أحد القرارات ما ٌلً ‪:‬‬
‫"وحٌث انه من الثابت أن النظام األساسً للتعاونٌة الطاعنة أنها خاضعة للمقتضٌات القانون‬
‫رقم ‪ >9.8:‬المحدد للنظام األساسً العام للتعاونٌات ومهام مكتب تنمٌة التعاون ما ال ٌسوغ معه‬
‫اعتبارها تاجرة‪ ،‬ألن التعاونٌات العاملة بصفة نظامٌة فً ظل أحكام هذا القانون ولو أنها تتخذ‬
‫شكل المقاولة تظل من حٌث المبدأ مقاوالت مدنٌة تنتفً لدٌها نٌة المضاربة على الربح التسام‬
‫نشاطها بالطابع اإلنسانً والتعاضدي والحصري‪.‬‬
‫وحٌث أن الطبٌعة القانونٌة للتعاونٌات تبقى صبؽتها المدنٌة مفترضة ولو أنها تمارس‬
‫أنشطة فً عداد األنشطة التجارٌة وذلك فً حالة ما إذا كانت تزاول هذه األعمال على مبدأ‬
‫التعامل الحصري فً إطار ما سنه المشرع من مستثنٌات تضطر فٌها التعاونٌات المنتوجات إلى‬
‫التعامل مع ؼٌر أعضابها بترخٌص من اإلدارة المختصة وفقا ألحكام الفصل من النظام العام‬
‫‪5‬‬
‫للتعاونٌات ‪"...‬‬
‫وبخصوص المقاوالت المختلطة التً تساهم الدولة فٌها إلى جانب رأسمال القطاع الخاص‬
‫فتخضع لمساطر الوقاٌة الداخلٌة شرٌطة أن تكون المقاولة تجارٌة أو صناعٌة أو حرفٌة أما‬
‫المقاوالت العمومٌة المتواجدة فً المؽرب فإنها ال تخضع لمسطرة الوقاٌة الداخلٌة وذلك لعدم‬
‫وجود أٌة نصوص خاصة فً هذا الصدد نادى رأي من الفقه‪ : 6‬بعدم إمكانٌة تطبٌق مساطر‬
‫الوقاٌة الداخلٌة على المقاوالت العمومٌة ولو كانت تمارس أشطة تجارٌة أو صناعٌة أو حرفٌة‬
‫بحكم عدم وجود أٌة نصوص خاصة تعالج هذا المشكل تحمل إما على الٌقٌن أو الشك أو تدفع إلى‬
‫االجتهاد‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫أحمد شكري السباعً م س ص =;‪.7‬‬
‫‪4‬‬
‫امحمد لفروجً ‪" :‬التوقؾ عن الدفع فً قانون صعوبات المقاولة "دراسة قانونٌة معمقة عدد ‪ 7‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء ;‪888‬‬
‫ص <‪7‬‬
‫‪5‬‬
‫قرار محكمة االستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء ملؾ عدد ‪ 89-8;-:9‬بتارٌخ ‪ .888;-78-7:‬أشار إلٌه هشام البخفاوي م س ص ‪ 88‬وما‬
‫بعدها‪.‬‬
‫‪6‬‬
‫احمد شكري السباعً الوسٌط فً مساطر الوقاٌة الجزء األول مطبعة المعارؾ الجدٌدة >??‪7‬ص;‪7‬‬

‫‪4‬‬
‫ثاَيا ‪ :‬األشخاص انًكهفىٌ بتذريك يسطرة انىقايت انذاخهيت‬
‫بقراءة متؤنٌة للمادة <‪ ;:‬من مدونة التجارة ٌتبٌن أن هناك جهات محصورة ٌقع علٌها‬
‫عاتق تحرٌك مسطرة الوقاٌة الداخلٌة ‪:‬‬
‫‪ -‬الجهة األولى‪ٌ :‬عتبر ربٌس المقاولة الجهة األولى التً أسند إلٌها المشرع المؽربً تحرٌك‬
‫مسطرة الوقاٌة الداخلٌة ودالك بموجب التعدٌل الجدٌد لنص المادة <‪ ;:‬من م‪.‬ت‪ 7‬وذلك باعتباره‬
‫الجهة األولى المسإولة على تصحٌح اإلخبلل الذي من شؤنه أن ٌإثر سلبا على استؽبلل‬
‫واستمرارٌة المقاولة ‪.‬‬
‫ـ الجهة الثانٌة‪ :‬تتمثل فً مراقب الحسابات المعٌنون كمحاسبٌن فً الشركة والمقصود بهم حسب‬
‫المادة األولى من قانون ?>‪ 7;.‬المتعلق بتنظٌم مهنة الخبرة والمحاسبٌة وإنشاء هٌؤة الخبراء‬
‫‪8‬‬
‫المحاسبٌن‬
‫"وهو من تكون مهنته االعتٌادٌة مراجعة وتقدٌر وتنظٌم محاسبات المنشؤة والهٌؤة التً‬
‫ٌرتبط معها بعقد عمل"‬
‫من خبلل هذا التعرٌؾ ٌتبٌن أن مراقب الحسابات ٌعمل على مراقبة كل ما له عبلقة بالسٌر‬
‫العادي للمقاولة وبالوقابع التً من شؤنها عرقلة نشاط المقاولة و كذالك ال ٌرتبط بعقد عمل مع‬
‫المقاولة التً ٌمارس بها مهامه و هذا ما ٌجسد مبدأ االستقبلل و عدم التبعٌة ‪.‬‬
‫و ٌعتبر مراقب الحسابات مإسسة قانونٌة مهمة نظرا للمهام المنوطة به خاصة فً‬
‫المقاوالت التً ٌعتبر فٌها تعٌٌنه إجبارٌا مثل شركات المساهمة و الشركات األخرى التً ٌتجاوز‬
‫رقم أعمالها ‪ ;8‬ملٌون درهم عند اختتام السنة المحاسبٌة دون اعتبار الضرابب ‪.‬وكذا المجموعات‬
‫ذات النفع االقتصادي متى كانت تصدر سندات القرض ‪ 9‬وكل تقاعس عن التعٌٌن من قبل أجهزة‬
‫اإلدارة أو التدبٌر أو التسٌٌر تعرضهم لعقوبة الحبس من شهر من إلى ستة أشهر وبؽرامة مالٌة‬
‫من ‪ 78.888‬الى‪ ;8.888‬أو بإحدى العقوبتٌن ‪ .‬أما فً باقً الشركات األخرى فٌكون تعٌٌن‬
‫مراقب الحسابات اختٌارٌا‪.‬‬
‫والمهم من ذلك انه توكل إلٌه صبلحٌة تقدٌر ما إذا كانت الصعوبات تستدعً تحرٌك‬
‫مسطرة الوقاٌة أم ال ‪،‬وإذا كان ال ٌكتشؾ الوقابع كما قبل‪ ،‬إال بعد حدوثها فبل نكون أمام وقاٌة‬
‫وبما أن المشرع خول لمراقب الحسابات مهمة تحرٌك مسطرة الوقاٌة الداخلٌة إال أنه ألزمه أن‬
‫تتوفر فٌه عدة شروط من أجل القٌام بعمله و من بٌن هذه الشروط ‪:‬‬
‫ـ أن ٌكون مقٌد فً جدول هٌبة خبراء المحاسبٌن‪،‬‬
‫ـ أن تتوفر فٌه النزاهة و االستقامة و باألخص الحٌاد‪،‬‬
‫‪7‬‬
‫تم تؽٌٌر وتتمم المادة <‪ ;:‬أعبله ‪،‬بمقتضى القانون رقم ‪. >7-7:‬‬
‫‪8‬‬
‫عبد عباسً " الوقاٌة الداخلٌة ودور مراقب الحسابات مجلة المحامون <??‪ 7‬ـ >??‪ 7‬عدد ; – < ص ?>‪. 7‬‬
‫‪9‬‬
‫استنادا إلى المادة ?‪ 9‬من قانون ‪79‬ـ=?‬

‫‪5‬‬
‫ـ أن ٌمارس عمله بكل استقبللٌة عن أجهزة المقاولة ‪،‬‬
‫ـ أن ال ٌكون من المإسسٌن و أصحاب الحصص العٌنٌة‪،‬‬
‫ـ الجهة الثالثة‪ :‬الشركاء‬

‫حسب المادة <‪ ;:‬من م‪.‬ت خول المشرع المؽربً إمكانٌة تحرٌك مسطرة الوقاٌة الداخلٌة‬
‫باإلضافة إلى ربٌس المقاولة و مراقب الحسابات من طرؾ أي شرٌك فً المقاولة‪.‬على خبلؾ‬
‫القانون الفرنسً الذي حصر هذا الحق مبدبٌا فً مراقب الحسابات ولجان المقاولة‪ ،‬والمبلحظ هنا‬
‫كون المشرع المؽربً خول هذه اإلمكانٌة للشركاء دون ممثلً العمال وفً كون القانون الفرنسً‬
‫‪10‬‬
‫أسندها للجان المقاولة و ممثلً العمال عند ؼٌابها دون الشركاء‪.‬‬

‫والواضح من المادة <‪ ;:‬أن حق الشرٌك فً إثارة المسطرة هو حق مطلق‪ ،‬بمعنى أنه ؼٌر‬
‫مقٌد بؤي نسبة عددٌة‪ .‬فٌمكن لشرٌك واحد أن ٌقوم بذلك كما ٌمكن أن ٌقوم بإثارة المسطرة‬
‫‪11‬‬
‫مجموعة من الشركاء‪ ،‬بؽض النظر بما ٌملكه فً رأسمال الشركة‬

‫ثانثا ‪ :‬إجراءاث سير يسطرة انىقايت انذاخهيت‬


‫‪ - 1‬اكتشاف وقائع من شانها اإلخالل باستمرارٌة المقاولة‬

‫حسب نص المادة <‪ ;:‬من م‪.‬ت " إذا لم ٌعمل ربٌس المقاولة تلقابٌا على تصحٌح‬
‫اإلخبلل الذي من شؤنه ٌإثر سلبا على استؽبللها ‪ٌ ،‬بلػ إلٌه مراقب الحسابات إن وجد أو أي‬
‫شرٌك فً الشركة ‪ ،‬الوقابع التً من شؤنها اإلخبلل باستمرارٌة استؽبللها داخل أجل ثمانٌة أٌام‬
‫من اكتشافه لها ‪"...‬‬
‫ٌتضح من خبلل هذه المادة أن اكتشاؾ الوقابع التً من شؤنها أن تخل باستمرارٌة استؽبلل‬
‫المقاولة ٌقع بالدرجة األولى على ربٌس المقاولة باعتباره الشخص األكثر دراٌة بشإون المقاولة‪.‬‬
‫إذا لم ٌعمل ربٌس المقاولة على تصحٌح اإلخبلل ٌبلػ إلٌه مراقب الحسابات بكل الوقابع‬
‫التً توصل إلٌها أثناء ممارسته لمهامه داخل الشركة ‪ 12‬وكذلك الشرٌك الذي تكون له مصلحة‬
‫أكٌدة فً تتبع مسار المقاولة‪ ،‬داخل أجل > أٌام من اكتشافه لهذه الوقابع وهو تبلٌػ ٌتم بشكل‬
‫سري ال ٌتعدى مراقب الحسابات أو الشركاء و ربٌس المقاولة أو أجهزتها الداخلٌة‪.13‬‬

‫‪10‬‬
‫محمد كرام‪ :‬الوجٌز فً مساطر صعوبة المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول الطبعة ‪.8878‬‬
‫‪11‬‬
‫عبد الرحٌم القرٌشً م‪.‬س ص‪;9‬‬
‫‪12‬‬
‫‪V Mohamed motik du code de commerce sur les compo sautes de l’entreprise difficultés série colloques n 8‬‬
‫‪sur les innovations du code de commerce et leur impact sur leutreprise marocaine travaux de la journée‬‬
‫‪d’étude organisée par département de droit privee avec le concours du ministre de l’industrie de commerce‬‬
‫‪13‬‬
‫بنخٌر مراقب الحسابات دوره فً تفعٌل مساطر الوقاٌة من الصعوبات ‪،‬الندوة الجهوٌة الثامنة ‪،‬بمناسبة الذكرى خمسٌن لتؤسٌس المجلس األعلى‬
‫فً موضوع صعوبات المقاولة ‪ ،‬مٌدان التسوٌة القضابٌة من خبلل اجتهادات المجلس األعلى للقضاء ‪ ،‬فً طنجة ما بٌن ‪87‬و‪ٌ 88‬ونٌو =‪888‬‬

‫‪6‬‬
‫‪ -2‬تبلٌغ الوقائع إلى رئٌس المقاولة‬
‫وٌتم هذا اإلعبلم عن طرٌق رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل إلى ربٌس المقاولة‪،‬‬
‫وٌجب على هذا األخٌر أن ٌقوم داخل أجل ;‪ٌ 7‬وما باتخاذ التدبٌر الكفٌلة لضمان استمرارٌة‬
‫المقاولة سواء بمفرده أو بتداول مع مجلس اإلدارة أو مجلس المراقبة حسب األحوال وإذا لم‬
‫تصل إلى نتٌجة مفٌدة‪ ،‬وجب علٌه دعوة الجمعٌة العامة لبلنعقاد ‪ -‬والتً ٌمكن أن تكون عادٌة‬
‫أو استثنابٌة‪ -‬قصد التداول فً ذلك بعد سماع تقرٌر مراقب الحسابات ‪.‬‬

‫‪ -3‬رفع تقرٌر لرئٌس المحكمة التجارٌة‬

‫تتمٌز المرحلة األخٌر من مراحل الوقاٌة الداخلٌة بتدخل شخص أجنبً عن المقاولة هو‬
‫ربٌس المحكمة بعد فشل المراحل السابقة‪.‬وٌرجع سبب فشل إجراءات تصحٌح وضعٌة المقاولة‬
‫إلى سببٌن ٌثمثل فً عدم تداول الجمعٌة العامة فً الموضوع لسبب أو آلخر ‪ ،‬وٌكمن الثانً فً‬
‫استمرارٌة االختبلل رؼم القرار المتخذ من طرؾ الجمعٌة العامة‪. 14‬‬
‫وفً هذه الحالة ٌتقدم ربٌس المقاولة ‪ ،‬أو المراقب بطلب إلى ربٌس المحكمة‪ٌ ،‬دعوه فٌه إلى‬
‫التدخل وٌعرض فٌه نوعٌة الصعوبات التً من شؤنها أن تخل باستمرارٌة استؽبللها وكدا وسابل‬
‫موجهتها ‪.‬‬
‫وبالتالً فهذه المرحلة األخٌرة من الوقاٌة الداخلٌة تكون هً نقطة انطبلق مرحلة الوقاٌة‬
‫‪15‬‬
‫الخارجٌة‪.‬‬

‫انفقرة انثاَيت‪ :‬يسطرة انىقايت انخارجيت وانتسىيت انىديت‬


‫تعرضت مدونة التجارة لموضوع الوقاٌة الخارجٌة والتسوٌة الودٌة فً المواد من >‪ ;:‬إلى‬
‫?;; م ن مدونة التجارة‪ ،‬وتؤتً هذه المرحلة بعد فشل مراحل الوقاٌة الداخلٌة بحٌث ٌتدخل ربٌس‬
‫المحكمة التجارٌة لٌس من أجل البث فً النزاع والفصل فً الخصومة بل إلٌجاد تدابٌر بدٌلة‬
‫تساعد المقاولة على تجاوز الصعوبات(أوال) وقد تتوج هذه المسطرة بالتسوٌة الودٌة(ثانٌا) ‪.‬‬

‫أو ال ‪ :‬يسطرة انىقايت انخارجيت‬


‫تجد مساطر الوقاٌة الخارجٌة أساسها وتبرٌرها فً كونها تتطلب تدخل جهات خارجٌة عن‬
‫المقاولة باإلضافة إلى أجهزتها الداخلٌة‪ .‬وذلك على خبلؾ مسطرة الوقاٌة الداخلٌة التً ٌبقى‬
‫تحرٌك دوالٌبها ومٌكانٌزماتها مقتصرا على أجهزة من داخل المقاولة دون أي تدخل من جهة‬
‫‪16‬‬
‫خارجٌة‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫محمد كرام م س ص ‪.89‬‬
‫‪15‬‬
‫خدٌجة مضً ‪:‬الوجٌز فً مساطر الوقاٌة والمعالجة من صعوبات المقاولة ‪ -‬الطبعة <‪ 887‬ص ‪.98‬‬
‫‪16‬‬
‫عبلل الفالً‪ :‬مساطر معالجة المقاولة‪ ،‬الطبعة الثانٌة مطبعة دار السبلم الطباعة والنشر والتوزٌع الرباط‪ ،‬الصفحة ‪.;9‬‬

‫‪7‬‬
‫‪ -1‬تحرٌك مسطرة الوقاٌة الخارجٌة ونطاق تطبٌقها‬

‫أ‪:‬تحرٌك مسطرة الوقاٌة الخارجٌة‬


‫ٌختص ربٌس المحكمة التجارٌة وحده دون ؼٌره بإثارة وتحرٌك مسطرة الوقاٌة الخارجٌة‪،‬‬
‫وفقا لما نصت علٌه المادة >‪ ;:‬من مدونة التجارة‪ٌ " .‬ستدعً ربٌس المحكمة التجارٌة ربٌس‬
‫المقاولة فً الحالة المنصوص علٌها فً المادة =‪ ;:‬أو فً الحالة التً ٌتبٌن من كل عقد أو وثٌقة‬
‫أو إجراء أن شركة تجارٌة أو مقاولة فردٌة تجارٌة أو حرفٌة تواجه صعوبات من شؤنها أن تخل‬
‫باستمرارٌة استؽبللها ‪"......‬‬
‫ٌستفاد من خبلل هذه المادة أن تحرٌك مسطرة الوقاٌة الخارجٌة قد تكون ‪:‬‬
‫‪ -‬نتٌجة فشل إجراءات الوقاٌة الداخلٌة وهً الحالة المشار إلٌها فً المادة =‪ ;:‬حٌث ٌتم‬
‫إخبار ربٌس المحكمة بواسطة مراقب الحسابات أو ربٌس المقاولة‪.‬‬
‫‪ -‬قد تكون تلقابٌا عندما ٌتبٌن لربٌس المحكمة من أٌة وثٌقة أو عقد أو إجراء من أحد‬
‫الدابنٌن أو ؼٌره أن المقاولة التجارٌة تواجه صعوبات من شؤنها أن تخل باستمرارٌة استؽبللها‪.‬‬
‫وقد أضاؾ مشروع تعدٌل المادة >‪ ;:‬حالة أخرى‪ ،‬وهً حٌنما تكون المقاولة لها حاجات‬
‫ال ٌمكن تؽطٌتها بواسطة تموٌل ٌناسب إمكانات المقاولة‪.‬‬
‫وتبدأ مسطرة الوقاٌة الخارجٌة باستدعاء ربٌس المقاولة من طرؾ ربٌس المحكمة قصد‬
‫‪17‬‬
‫التشاور بشؤن اإلجراءات الكفٌلة بتصحٌح وضعٌة المقاولة وتقدٌم المساعدات الممكنة‪.‬‬
‫ب‪:‬نطاق الوقاٌة الخارجٌة‬

‫ٌتبٌن من المادة >‪ ;:‬م ت فً فقرتها األولى أن مسطرة الوقاٌة الخارجٌة‪ ،‬تطبق على كل شركة‬
‫تجارٌة أو مقاولة فردٌة‪ ،‬تجارٌة أو حرفٌة تواجه صعوبات من شؤنها أن تخل باستمرارٌة‬
‫استؽبللها‪ ،‬وبالتالً فهً تطبق على كل شركة تجارٌة كٌفما كان شكلها‪ ،‬بصرؾ النظر عن‬
‫ؼرضها ما عدا شركة المحاصة التً ال تخضع لمسطرة الوقاٌة الخارجٌة مالم ٌكن ؼرضها‬
‫تجارٌا‪ ،‬كما تطبق مسطرة الوقاٌة الخارجٌة على المجموعات ذات النفع االقتصادي التً ٌكون‬
‫ؼرضها تجارٌا‪.‬‬

‫‪ -2‬تعٌٌن الوكٌل الخاص‪:‬‬

‫هذه المرحلة من سٌر مسطرة الوقاٌة الخارجٌة تنظمها المادة ?‪ ;:‬من مدونة التجارة‪ ،‬إذ‬
‫أن السٌد ربٌس المحكمة التجارٌة ٌمكنه أن ٌعٌن أحدا من الؽٌر وكٌبل خاصا مكلفا بمهمة وٌحدد‬
‫له أجبل إلنجازها‪.‬‬
‫ومهمة الوكٌل الخاص تتحدد حسب نوع الصعوبات التً تواجهها المقاولة‪ ،‬فهذه المهمة‬
‫تنصب إما على التفاوض مع العمال لحل نزاعات الشؽل أو إٌقاؾ إضرابات مستمرة‪ ،‬أو االتصال‬
‫بالمإسسات البنكٌة أو المالٌة المقرضة أو الممولٌن أو الموردٌن قصد تخفٌؾ اعتراضاتهم أو‬
‫‪17‬‬
‫خدٌجة مضً‪ :‬محاضرات فً مادة مساطر الوقاٌة والمعالجة من صعوبات المقاولة طبعة <‪ ، 887‬ص ‪ 99‬و ‪.9:‬‬

‫‪8‬‬
‫التفاوض من أجل منح أجال جدٌدة للمقاولة أو التخفٌض من الدٌون‪ ،‬أو البحث عن ممولٌن جدد‬
‫وحثهم على المساهمة فً انقاد المقاولة‪ ،‬أو إدخال تعدٌبلت قانونٌة على النظام األساسً للمقاولة‬
‫قصد فتح الباب مستثمرٌن جدد‪ ،‬أو إجراء مفاوضات مع مصلحة الضرابب أو مع مصلحة‬
‫الجمارك لحل نزاع بٌنها وبٌن المقاول حبٌا وؼٌرها من المهام التً ٌكون بمقدور الوكٌل الخاص‪،‬‬
‫للتخفٌؾ من االعتراضات المحتملة لهإالء المتعاملٌن المعتادٌن مع المقاولة‪.‬‬
‫مع اإلشارة إلى أن هذا الوكٌل تحدد أجرته من طرؾ السٌد ربٌس المحكمة التجارٌة‪.‬‬
‫ومع اإلشارة أٌضا إلى أن هذا الوكٌل الخاص ٌكون مسإوال عن أخطابه وأفعاله الضارة‬
‫مدنٌا‪ ،‬وعن أفعله الجرمٌة جنابٌا‪.‬‬
‫وهكذا فإذا كللت المجهودات التً بدلها الوكٌل الخاص بالنجاح‪ ،‬فإنه ٌنتج عن ذلك إنقاذ‬
‫المقاولة ووقاٌتها من االضمحبلل وضمان سٌر أعمالها واستمرارها‪.‬‬
‫لكن إذا فشلت مهمته فً تقوٌم وضعٌة المقاولة الصعوبات فإن ربٌس المقاولة أمام خٌارٌن‪:‬‬
‫الخٌار األول ‪ :‬خٌار التسوٌة الودٌة‪ ،‬لكن هذا الخٌار مشروط بشرط ما إذا لم تكن المقاولة‬
‫فً وضعٌة التوقؾ وعدم القدرة على دفع دٌونها عند حلول آجالها‪.‬‬
‫أما الخٌار الثانً ‪ :‬فهو خٌار فتح مسطرة المعالجة وهذا الخٌار ٌصبح حتمٌا إذا كانت‬
‫‪18‬‬
‫المقاولة فً حالة التوقؾ عن الدفع‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬التسوٌة الودٌة‬


‫تنص المادة ‪ 550‬من م ت " ٌكون إجراء التسوٌة الودٌة مفتوحا أمام كل مقاولة تجارٌة أو‬
‫حرفٌة‪ ،‬من دون أن تكون فً وضعٌة التوقؾ عن الدفع‪ ،‬تعانً من صعوبات قانونٌة واالقتصادٌة‬
‫أو مالٌة أو لها حاجات ال ٌمكن تؽطٌتها بواسطة تموٌل ٌناسب إمكانات المقاولة‪"...‬‬

‫من خبلل هذه المادة ٌتبٌن أن هناك شروط وإجراءات ٌتعٌن تحقٌقها لقبول فتح مسطرة‬
‫التسوٌة الودٌة‬
‫‪ -1‬شروط و إجراءات التسوٌة الودٌة‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون المقاولة تجارٌة ‪:‬‬
‫ٌشترط لتطبٌق مسطرة التسوٌة الودٌة أن تكون المقاولة تجارٌة أو حرفٌة‪ ،‬سواء أكانت‬
‫المقاولة التجارٌة فردٌة أو الجماعٌة‪ ،‬شؤن التسوٌة الودٌة فً ذلك شؤن الوقاٌة الخارجٌة‪ ،‬وتبعا‬
‫لذلك‪ ،‬ال تجري مسطرة التسوٌة الودٌة على المقاوالت المدنٌة و الجمعٌات المدنٌة و التعاونٌات‪.‬‬
‫‪ ‬أن تكون المقاولة تعانً من صعوبات أو أن تكون فً حاجة إلى التموٌل‪:‬‬

‫‪18‬‬
‫رحال حاتم‪ .‬المحامً مجلة نصؾ سنوٌة تعنى بالثقافة القانونٌة تصدر عن هٌبة المحامٌن بمراكش ( المؽرب )‪ ،‬ص ‪ :9‬إلى ;‪.:‬‬

‫‪9‬‬
‫تلجؤ المقاولة فً ؼالب األحٌان إلى طلب فتح مسطرة التسوٌة الودٌة‪ ،‬إذا كانت تعانً من‬
‫صعوبات قانونٌة أو اقتصادٌة أو مالٌة أو حتى اجتماعٌة‪ ،‬وإن كانت المادة ‪ 550‬لم تنص على‬
‫هذه األخٌرة‪ ،‬وٌجب أن ال تبلػ هذه الصعوبات درجة تتوقؾ معها المقاولة عن دفع دٌونها الحالة‪،‬‬
‫ألنها فً هذه المرحلة ٌتعٌن التدخل لعبلجها ولٌس إلنقاذها وهو ما عبرت عنه المادة المشار إلٌها‬
‫أعبله‪ ،‬حٌنما أوردت عبارة "‪ ...‬من دون أن تكون فً وضعٌة التوقؾ عن الدفع "‪.‬‬
‫كما ٌحق للمقاولة طلب االستفادة من مسطرة التسوٌة الودٌة متى كانت فً حاجة ماسة إلى أموال‬
‫لتموٌل مشارٌعها أو لتوسٌع أنشطتها‪ ،‬ومن ثم فإن الهدؾ من طلب التسوٌة الودٌة لٌس فقط‬
‫‪19‬‬
‫تجاوز صعوبات المقاولة ولكن أٌضا مد المقاولة بإمكانات قد تساعدها على تطوٌر نشاطها‪.‬‬

‫‪ +‬تقدٌم طلب إلى رئٌس المحكمة التجارٌة‪:‬‬


‫ورد النص على هذا الشرط الشكلً فً الفقرة الثانٌة من المادة ‪ 550‬م‪.‬ت التً جاءت على‬
‫الصٌاؼة التال ٌة‪ٌ " :‬تقدم ربٌس المقاولة بطلب إلى ربٌس المحكمة ٌعرض فٌه وضعٌتها المالٌة و‬
‫االقتصادٌة و االجتماعٌة والحاجات التموٌلٌة وكذا وسابل مواجهتها"‪.‬‬
‫ٌبقى ربٌس المقاولة الشخص الوحٌد الذي له الصفة فً تقدٌم طلب التسوٌة الودٌة دون‬
‫ؼٌره إذا ال ٌحق للشركاء وال لمراقب الحسابات تقدٌم هذا الطلب كما ٌمنع تقدٌمه من طرؾ‬
‫الدابنٌن و النٌابة العامة ولٌس بوسع المحكمة األمر بها تلقابٌا كما هو الشؤن لمسطرة المعالجة‪.‬‬
‫ولم ٌحدد المشرع شكل الطلب وٌظهر من الصٌاؼة التً استعمالها أنه ٌمكن تقدٌمه شفاهة‪ ،‬ؼٌر‬
‫أن ضرورة استعراض الوضعٌة المالٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة للمقاولة و حاجٌاتها التموٌلٌة‬
‫تفرض كتابة طلب التسوٌة من طرؾ ربٌس المقاولة الذي ٌمكنه تقدٌم الطلب بصفة شخصٌة أو‬
‫االستعانة بمحام دون إلزامٌته بذلك ودون أداء الرسوم القضابٌة عنه‪.‬‬
‫و البدٌهً أن الطلب ٌقدم إلى ربٌس المحكمة التجارٌة التابعة لها المإسسة الربٌسٌة للتاجر‬
‫أو المقر االجتماعً للشركة التجارٌة‪.20‬‬

‫ب_إجراءات التسوٌة الودٌة‪:‬‬


‫ٌعتبر ربٌس المحكمة التجارٌة الجهة الوحٌدة المختصة للبث فً طلب التسوٌة الودٌة‬
‫المقدمة من طرؾ ربٌس المقاولة‪ ،‬وٌتضح ذلك من خبلل السلطات التً منحها إٌاه المشرع‪ ،‬و قد‬
‫ٌلجؤ إلى تعٌٌن مصالح ٌعمل تحت إشرافه فً حالة قبول طلب فتح المسطرة‪.‬‬

‫‪+‬سلطات رئٌس المحكمة التجارٌة ‪:‬‬


‫بمجرد ما ٌتلقى ربٌس المحكمة التجارٌة طلب فتح مسطرة التسوٌة الودٌة‪ ،‬فانه ٌقوم بعدة‬
‫إجراءات منها‪:‬‬
‫استدعاء ربٌس المقاولة إلى مكتبه عن طرٌق كتابة الضبط بكٌفٌة استعجالٌة قصد تلقً‬
‫شروحاته حول وضعٌة المقاولة‪.‬‬

‫‪ _7‬خدٌجة مضً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ 97‬و ‪98‬‬


‫‪_20‬محمد كرم‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ?‪ 8‬و ‪98‬‬
‫‪10‬‬
‫االطبلع قبل البث فً الطلب بالقبول أو الرفض‪ ،‬على كل المعلومات المقٌدة فً الموضوع‪،‬‬
‫و التً من شؤنها إعطاإه صورة صحٌحة عن وضعٌة المقاولة ‪ ،‬و ذلك عن طرٌق مراقب‬
‫الحسابات أو اإلدارات أو الهٌبات العمومٌة أو ممثل العمال أو أي شخص آخر‪ ،‬وال ٌمكن مواجهة‬
‫ربٌس المحكمة و هو بصدد القٌام بمهمته بالسر المهنً‪ ،‬وهو ما قصده المشرع عند استعماله‬
‫عبارة "على الرؼم من أٌة مقتضٌات تشرٌعٌة مخالفة‪ "...‬فً المادتٌن ‪ 545‬و ‪ 555‬من المدونة‪.‬‬
‫ٌمكن لربٌس المحكمة متى لم تسعفه اإلجراءات المتخذة أعبله‪ ،‬تكلٌؾ خبٌر إلعداد تقرٌر‬
‫عن الوضعٌة االقتصادٌة و االجتماعٌة و المالٌة للمقاولة‪ ،‬و الحصول من المإسسات البنكٌة أو‬
‫المالٌة‪ ،‬على الرؼم من أي مقتضٌات تشرٌعٌة مخالفة ‪ ،‬على كل المعلومات التً من شؤنها أن‬
‫تعطً صورة صحٌحة عن الوضعٌة االقتصادٌة و المالٌة للمقاولة‪.‬‬
‫إذا تبٌن لربٌس المحكمة‪ ،‬من خبلل التحرٌات التً ٌقوم بها أو من خبلل التقرٌر الذي ٌتقدم‬
‫به ربٌس المقاولة المرفق بطلب فتح مسطرة التسوٌة الودٌة ‪ ،‬أن الصعوبات التً تعانٌها المقاولة‪،‬‬
‫من دون أن تكون فً وضعٌة التوقؾ عن الدفع‪ٌ ،‬مكن تذلٌلها عن طرٌق إجراء التسوٌة الودٌة‪،‬‬
‫‪21‬‬
‫فتح اإلجراء وعٌن مصالحا لهذه الؽاٌة ٌعمل تحت إشرافه‪.‬‬

‫‪ +‬تعٌٌن المصالح‪:‬‬
‫عندما ٌطلع ربٌس المحكمة التجارٌة على تقرٌر الخبٌر الذي ٌعٌنه عند االقتضاء‪ ،‬و على‬
‫اقتراحات ربٌس المقاولة ومن خبلل ذلك ٌتبٌن له إمكانٌة تصحٌح وضعٌة المقاولة‪ ،‬بناء على ذلك‬
‫ٌقرر بفتح مسطرة التسوٌة وتعٌٌن المصالح لمدة ثبلثة األشهر قابلة للتمدٌد شهرا واحدا على أكثر‬
‫وذلك بناء على طلب من المصالح وقد ٌكون هذا األخٌر تاجرا كما قد ٌكون خبٌرا‪ ،‬و ما ٌبلحظ‬
‫فً هذا الصدد أن المدة وجٌزة ألن المسطرة تهم المقاولة و الدابنٌن وهو ما ٌتطلب االستجابة‬
‫لتمدٌدها ألجل التسوٌة‪ ،‬خصوصا إذا كانت هناك بوادر تفٌد باإلمكانٌة نجاح المسطرة التسوٌة‪.‬‬
‫لم ٌخضع القانون قرار تعٌٌن المصالح ألي اإلجراءات شكلٌة كما أن قرار تعٌٌن الٌتم شهره‬
‫‪22‬‬
‫وذلك حفاظا على سرٌة المسطرة‪.‬‬

‫‪ -2‬إبرام اتفاق التسوٌة الودٌة و آثاره وفسحه‪:‬‬


‫قد ٌتمكن المصالح من إنهاء المهمة التً عٌن من أجلها بإبرام اتفاق التسوٌة الودٌة بٌن‬
‫ربٌس المقاولة و الدابنٌن و الذي قد تنجم عنه عدة آثار‪ ،‬ؼٌر أن هذا االتفاق قد ٌفشل إذا أجل‬
‫ربٌس المقاولة ببنودها األمر الذي ٌستدعً فسخه‪.‬‬

‫أ_إبرام اتفاق التسوٌة الودٌة‪:‬‬


‫إذا تمكن المصالح من إبرام اتفاق التسوٌة الودٌة بٌن ربٌس المقاولة و الدابنٌن‪ ،‬فإنه ٌثبت‬
‫هذا اال تفاق فً محرر ٌوقعه األطراؾ وٌودع لدى كتابة ضبط المحكمة المختصة‪ ،‬فهذا االتفاق‬
‫ٌتخذ صورتٌن ‪ :‬إحداهما‪:‬‬

‫‪ _21‬خدٌجة مضً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪ :9‬و‪::‬‬


‫‪_22‬محمد أخٌاط ‪ ،‬م‪.‬س‪،‬ص?‪8‬‬
‫‪11‬‬
‫‪ -‬إذا أبرم االتفاق بٌن ربٌس المقاولة وجمٌع الدابنٌن‪ ،‬فٌصادق علٌه ربٌس المحكمة و هذه‬
‫المصادقة وجوبٌة‪ ،‬و الثانٌة إذا أبرم االتفاق بٌن ربٌس المقاولة و الدابنٌن الربٌسٌٌن فقط‪ ،‬فً هذه‬
‫الحالة تكون المصادقة االختٌارٌة لربٌس المحكمة‪.‬‬
‫ال ٌطلع على هذا االتفاق سوى السلطة القضابٌة و األطراؾ الموقعة أي ربٌس المقاولة و‬
‫الدابنٌن و المصالح‪ ،‬أما ؼٌر هإالء فٌعتبر االتفاق بالنسبة إلٌهم سرٌا كما أن توقٌع المصالح ال‬
‫ٌعنً التزامه ببنود االتفاق وال ٌتحمل أٌة مسإولٌة عن عدم تنفٌذه‪.‬‬
‫وقد ٌقتصر مضمون اتفاق التسوٌة الودٌة على منح المدٌن لؤلداء أو التخفٌض من الدٌون أو‬
‫‪23‬‬
‫هما معا‪ ،‬و قد ٌتجاوز األمر ذلك إلى تقدٌم مساعدات تموٌلٌة للمقالة ‪.‬‬

‫ب‪ -‬آثار التسوٌة الودٌة‪:‬‬


‫بما أن التسوٌة الودٌة تعتبر صورة من صور العقود المبرمة فً نطاق الفصل ‪ 530‬من‬
‫ق‪.‬ل‪.‬ع‪ ،‬فانه كسابر هذه العقود ٌرتب التزامات على عاتق األطراؾ الموقعة علٌه‪ ،‬ذلك أنه ال‬
‫ٌلتزم به إال هذه األطراؾ و بعبارة أخرى فان الدابنٌن ؼٌر الموقعٌن على اتفاق التسوٌة الودٌة‬
‫سواء كانوا دابنٌن عادٌٌن أو ربٌسٌٌن ال ٌلتزمون ببنود هذا االتفاق وبإمكانهم المطالبة بدٌونهم‬
‫بمجرد حلول آجالها ودٌا و إما قضابٌا‪.‬‬
‫وٌقع على عاتق ربٌس المقاولة المستفٌدة من مسطرة التسوٌة الودٌة تنفٌذ بنود االتفاق‬
‫بحذافٌرها تحت طابلة فسخه عند اإلخبلل بؤحد هذه البنود‪ ،‬ونفس االلتزام ٌقع على عاتق الدابنٌن‬
‫الموقعٌن‪ ،‬ؼٌر أن المشرع كان أكثر دقة ووضوحا فً تحدٌده لآلثار المترتبة عن اتفاق التسوٌة‬
‫الودٌة أثناء مدة تنفٌذه بالنسبة لهإالء الدابنٌن فً المادة ‪ 555‬من م‪.‬ت و المتمثلة فٌما ٌلً ‪:‬‬
‫‪ -‬إٌقاؾ كل دعوى قضابٌة أو أي إجراء فردي سواء كانت تخص منقوالت المدٌن أو‬
‫عقاراته بهدؾ الحصول على سداد الدٌون موضوع االتفاق‪.‬‬
‫‪ -‬إٌقاؾ اآلجال المحددة للدابنٌن تحت طابلة سقوط أو فسخ الحقوق المتعلقة بهإالء‬
‫‪24‬‬
‫الدابنٌن‪.‬‬
‫ج‪ -‬فسخ اتفاق التسوٌة الودٌة ‪:‬‬
‫ٌعتبر عدم تنفٌذ االلتزامات الناشبة عن اتفاق التسوٌة الودٌة من طرؾ ربٌس المقاولة‬
‫المدنٌة أو مسٌرها فً حالة اتخادها شكل شركة‪ ،‬إخبلال باالتفاق و قد رتبت الفقرة الثانٌة من‬
‫الفصل ‪ 555‬من م‪.‬ت أثرٌن هامٌن تنجم عن عدم تنفٌذ االلتزامات وهما ‪:‬‬
‫‪ -‬فسخ االتفاق‪ :‬بسقوط كل آجال األداء الممنوحة وتخضع دعوى الفسخ للقواعد العامة‬
‫المنصوص علٌها فً ق‪.‬ل‪.‬ع و للمسطرتٌن المدنٌة و التجارٌة وتختص بنظرها المحكمة‬
‫التجارٌة التابعة لها مإسسة التاجر الربٌسٌة أو المقر االجتماعً‪.‬‬
‫‪ -‬نقل المقاولة من مساطر الوقاٌة إلى مساطر المعالجة‪ :‬وقد ٌتعلق األمر بمسطرة التسوٌة‬
‫القضابٌة إذا كانت وضعٌة المقاولة لٌست مختلة بشكل ال رجعٌة فٌه أو مسطرة التصفٌة‬
‫‪25‬‬
‫القضابٌة إذا كانت مختلة بشكل ال رجعٌة فٌه‪.‬‬

‫_ خدٌجة مضً‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص =‪ :‬و >‪:‬‬


‫‪23‬‬

‫‪24‬‬
‫_ محمد كرم‪ ،‬م‪.‬س‪ ،‬ص;‪ 9‬و<‪9‬‬
‫‪12‬‬
‫انًطهب انثاَي ‪:‬يسطرة انًعانجت كًسطرة قضائيت‬
‫تستهدؾ مساطر معالجة صعوبات المقاولة البحث عن وسابل كفٌلة بمعالجة االختبلالت‬
‫التً تعرفها المقاولة للحد من مضاعفات الدٌون بعد فشل تدابٌر الوقاٌة الداخلٌة والخارجٌة‪.‬‬
‫وترمً مساطر المعالجة التً تقتصر على التسوٌة القضابٌة إلى ثبلثة أهداؾ أساسٌة بالدرجة‬
‫األولى وه ً حماٌة المقاولة وحماٌة الدابنٌن ثم الحفاظ على المقاولة واستمرارٌتها بمسٌرٌها أو‬
‫بؤشخاص من األؼٌار على اعتبار أن المقاولة نواة االقتصاد الوطنً‪.‬وحتى تطبق هذه المساطر‬
‫البد من توفر مجموعة من الشروط وإتباع مجموعة من اإلجراءات (الفقرة األولى) ؼٌر أن الحكم‬
‫بإحدى المسطرتٌن ٌختلؾ حسب درجة التوقؾ عن الدفع ( الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫انفقرة األونً‪ :‬شروط وإجراءاث فتخ يساطر انًعانجت‪.‬‬


‫حتى ٌتؤتى فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ال بد من توفر مجموعة من الشروط‬
‫(أوال) وإتباع مجموعة من اإلجراءات بشؤنها (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬شروط افتتاح يسطرة انًعانجت‬


‫إن افتتاح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ٌقتضً منا تناول الشروط التً نص علٌها‬
‫المشرع فً المادة ‪ ;<8‬من م ت‪.‬‬

‫‪ -‬اكتساب الصفة التجارٌة‬

‫تنص المادة ‪ ;<8‬من مدونة التجارة " تطبق مساطر معالجة صعوبات المقاولة على كل‬
‫تاجر وكل حرفً وكل شركة تجارٌة لٌس بمقدورهم سداد الدٌون المستحقة علٌهم عند الحلول بما‬
‫فً ذلك الدٌون الناجمة عن االلتزامات المبرمة فً إطار اإلنفاق الودي المنصوص علٌه فً‬
‫المادة <;; أعبله"‬

‫وهو ما ٌفٌد أن مساطر المعالجة تطبق على كل األشخاص الخاضعٌن لها سواء كانوا‬
‫طبٌعٌٌن أو اعتبارٌٌن متوفرٌن على الصفة التجارٌة وهذا ما ٌقودنا إلى الحدٌث عن اكتساب‬
‫الشخص لصفة تاجر‪.‬‬

‫ٌعتبر الشخص الطبٌعً المدٌن مخاطبا بؤحكام المادة ‪ ;<8‬من مدونة التجارة بوصفه تاجرا‪،‬‬
‫وحتى ٌكتسب هذه الصفة ٌجب أن ٌمارس هذا الشخص أحد األنشطة التجارٌة المنصوص علٌها‬
‫فً المادتٌن < و = من هذه المدونة ‪ ،‬أو أي نشاط تجاري آخر ٌماثل األنشطة وذلك طبقا للمادة>‪.‬‬

‫وقد عمل المشرع على تعداد األنشطة التجارٌة التً ٌنتج عن ممارستها االعتٌادٌة أو‬
‫االحترافٌة إكتساب الصفة التجارٌة‪ ،‬فإن ما ٌستفاد فً المقابل من مقتضٌات الواردة فً المادة >‬

‫‪ _25‬محمد أخٌاط ‪،‬م‪.‬س‪ ،‬ص ‪97‬‬


‫‪13‬‬
‫من هذه المدونة أن تعداد من هذا القبٌل لم ٌكن على سبٌل الحصر‪ ،‬وإنما ورد على سبٌل المثال‬
‫لٌس إال كما سبق أن أكدنا على ذلك أنفا‪.‬‬
‫وتؤسٌسا على ذلك فاألنشطة التجارٌة التً تكون محبل لبلعتٌاد أو االحتراؾ المإدٌان إلى‬
‫اكتساب الصفة التجارٌة تنقسم إلى أنشطة تجارٌة بنص القانون و أنشطة تجارٌة بالقٌاس أو‬
‫المماثلة‪.26‬‬
‫كما أن الشخص الذي تتنافى مهنته مع مزاولة األنشطة التجارٌة ومع ذلك ثبت ممارسته‬
‫لهذه األنشطة بصفة اعتٌادٌة‪ ،‬فإنه ٌعتبر تاجرا‪ ،‬وبالتالً ٌتؤتى فتح مسطرة المعالجة فً مواجهته‬
‫كالموظؾ أو المحامً أو الطبٌب أو الموثق إلى ؼٌر ذلك من األشخاص الذٌن تتنافى مهنتهم مع‬
‫النشاط التجاري‪ ،‬وهذا ما نصت علٌه المادة ‪ 77‬من مدونة التجارة "ٌعتبر تاجرا كل شخص‬
‫‪27‬‬
‫إعتاد ممارسة نشاط تجاري رؼم وقعه فً حالة الحضر أو السقوط أو التنافً"‬

‫باإلضافة إلى الشخص الطبٌعً والحرفً فقد أشار المشرع المؽربً فً المادة ‪ ;<8‬من مدونة‬
‫التجارة إلى الشركة التجارٌة كشخص معنوي وحٌد خاضع لمساطر صعوبات المقاولة‪ ،‬ؼٌر أن‬
‫األمر ال ٌقتصر على الشركات التجارٌة فحسب بل ٌشمل جمٌع األشخاص المعنوٌة التً تمارس‬
‫نشاط تجارٌا‪،‬على اعتبار أن كلمة تاجر الواردة فً نفس المادة تحتمل الشخص الطبٌعً و‬
‫المعنوي‪.‬‬
‫ومن تم تطبق مساطر صعوبات المقاولة على جمٌع الشركات التجارٌة باستثناء شركة‬
‫المحاصة مالم ٌكن ؼرضها تجارٌا‪ ،‬وحتى فً هذه الحالة األخٌرة فالشركاء هم الذٌن ٌخضعون‬
‫لها لكون الشركة فً حد ذاتها ال تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة‪ ،‬وبالمقابل ٌستبعد من نطاق تطبٌق‬
‫مساطر المعالجة جمٌع الشركات المدنٌة والتعاونٌات والمجموعات ذات النفع االقتصادي التً‬
‫ٌكون ؼرضها مدنٌا‪ ،‬وبصفة عامة جمٌع األشخاص المعنوٌة التً لم تتخذ شكل شركة تجارٌة‪.28‬‬
‫‪ -‬التوقف عن الدفع‬

‫إذا كان المشرع المؽربً لم ٌتعرض بصراحة فً المادة ‪ ;<8‬من مدونة التجارة للتوقؾ‬
‫عن دفع الدٌون‪ ،‬فإنه قد عاد فً المواد البلحقة لهذه المادة لٌإكد بتعبٌر صرٌح على عنصر‬
‫التوقؾ عن الدفع كشرط الزم لفتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة‪ .‬فالمادة ‪ ;<7‬من المدونة‬
‫تنص على أنه "ٌجب على ربٌس المقاولة أن ٌطلب فتح مسطرة المعالجة فً أجل أقصاه خمسة‬
‫عشر ٌوم تلً توقفه عن الدفع"‬
‫ومع ذلك فإن هناك سإال قد ٌطرح حول ما إذا كان تحدٌد معنى التوقؾ عن الدفع‪،‬‬
‫المقصود بما ورد فً المادة ‪ ;<8‬وما بعدها من مدونة التجارة ٌمكن أن ٌستند إلى المعاٌٌر التً‬
‫وضعها الفقه والقضاء بهذا الخصوص مند مدة ال ٌستهان بها ‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫ذ‪.‬امحمد الفروجً م‪.‬س ص =‪8‬‬
‫‪27‬‬
‫ذ‪.‬هشام البخفاوي‪ ، ،‬م س ص>‪9‬‬
‫‪28‬‬
‫ذ‪.‬خدٌجة مضً م ‪،‬س ص =<‬

‫‪14‬‬
‫ٌتحدد المعٌار القانونً للتوقؾ عن الدفع فً مجرى عدم أداء المقاولة المدٌنة لدٌونها فً‬
‫توارٌخ االستحقاق المتفق علٌها بٌنها وبٌن دابٌنٌها المعنٌٌن باألمر‪ .‬وبعبارة أخرى فإن المقاولة‬
‫تعتبر حسب هذا المعٌار فً حالة توقؾ عن الدفع عندما ال تبادر إلى إبراء ذمتها من الدٌون‬
‫المستحقة علٌها فً المواعٌد المحددة لذالك من قبل‪ ،‬إذ ٌكفً تبوب عدم أداء دٌونها حالة ‪ .‬العتبار‬
‫هذه المقاولة متعرضة لصعوبات تعكس توقفها عن الدفع‪ ،‬مما ٌستتتبع بالتالً افتتاح المسطرة‬
‫‪29‬‬
‫الجماعٌة ضدها وذلك من دون أدنى اعتبار لما إذا كانت موسرة أو معسرة‬
‫وعلى هذا األساس‪ ،‬فمناط تعرض المقاولة لصعوبات فً إطار المعٌار القانونً ‪ ،‬هو عدم‬
‫أداء الدٌون فً وقتها‪ ،‬األمر الذي من شؤنه أن ٌجعل التوقؾ عن الدفع المترتب على ذلك ٌكتسً‬
‫طابعا سلبٌا ٌتجلى فً الواقع الخارجً لوضعٌة المقاولة التً ٌعنٌها األمر المتجسد فً اإلمتناع‬
‫عن األداء أو عدم االستمرارٌة فٌه‪.‬‬
‫وٌقتضً األمر‪ ،‬فً إطار المفهوم االقتصادي للصعوبات التً تعترض المقاولة‪،‬العتبار هذه‬
‫األخٌرة فً حالة توقؾ عن الدفع أن ٌتم تجاوز مجرد الوقوؾ عن المظهر الخارجً لواقعة عدم‬
‫أداء الدٌون الحالة فً وقتها‪ ،‬وإنما ٌتعٌن خبلفا لذلك تقضً أسباب ودوافع االمتناع عن الوفاء‬
‫والبحت فً المركز المالً الحقٌقً للمقاولة المتوقفة عن أداء دٌونها‪ ،‬فإذا تبت أنها عاجزة بالفعل‬
‫عن األداء نتٌجة الخصاص العمٌق والعجز البٌن الذي تعرفه أوضاعها المالٌة فبل مناص والحالة‬
‫هذه من افتتاح المسطرة الجماعٌة ضدها‪ .‬وإذا كان العكس فبل تعتبر فً حالة التوقؾ عن الدفع‬
‫‪30‬‬
‫وبالتالً ال تفتح بشؤنها أي مسطرة جماعٌة‪.‬‬
‫وهذا التطور الذي عرفه مفهوم التوقؾ عن الدفع ال نجد له مثٌل فً القانون المؽربً هذا‬
‫األخٌر الذي بقً حبٌس النظرٌة التقلٌدٌة المعروفة فً فرنسا‪ ،‬والتً كانت تعتبر التاجر فً حالة‬
‫التوقؾ عن الدفع بمجرد رفضه أو امتناعه عن أداء دٌن علٌه‪.‬‬

‫ؼٌر أن هذا الموقؾ تؽٌر جذرٌا بصدور المدونة التجارة بحٌث نجد المادة ‪ ;<8‬من م ت‬
‫و من منها قد وضعت المعٌار الذي على ضوبه ٌتسنى اعتبار المقاولة فً حالة توقؾ عن الدفع إذ‬
‫نصت هذه المادة على أن مساطر صعوبات المقاولة تطبق على كل تاجر وكل حرفً و كل شركة‬
‫ت جارٌة لٌس بمقدورهم سداد الدٌون المستحقة علٌهم عند الحلول بما فً ذلك الدٌون الناجمة عن‬
‫اإللتزمات المبرمة فً إطار االتفاق الودي المنصوص علٌه فً المادة <;;"‬

‫وٌبدو من خبلل هذا المعٌار‪ ،‬أن عدم القدرة على سداد الدٌون المستحقة عند الحلول ال‬
‫ٌمكن تقدٌرها إال بمقارنة أصول المقاولة بخصومها‪.‬‬
‫و التوقؾ عن الدفع كشرط أساسً الفتتاح مساطر المعالجة ٌقوم على تبلثة عناصر‪:‬‬

‫‪29‬‬
‫ذ محمد الفروجً م‪،‬س ص <‪78‬‬
‫‪30‬‬
‫ذ‪.‬محمد الفروجً م‪.‬س ص ‪797‬‬

‫‪15‬‬
‫‪ – 7‬الخصوم المستحقة ‪ :‬ؼبر عنها المشرع المؽربً فً المادة ‪ ;<8‬بالدٌون المستحقة عند‬
‫الحلول‪ ،‬وتعنً الدٌون المدنٌة و التجارٌة الؽٌر المتنازع علٌها التً ٌحق للدابن المطالبة بها دون‬
‫أن تتوقؾ على أجل مشروط‪.‬‬

‫‪ -8‬األصول المتوفرة ‪ :‬وتتمثل فً األموال والمبالػ المالٌة التً تضمن األداء الفوري للدٌون‬
‫وتشمل المبالػ المتوفرة فً خزٌنة المقاولة وفً حساباتها البنكٌة والقٌم المنقولة القابلة للتصرؾ‪.‬‬

‫‪ – 9‬استحالة مجابهة الخصوم المستحقة باألصول المتوفرة ‪ :‬فالمقارنة بٌن هذٌن العنصرٌن هو‬
‫ما ٌإدي إلى اعتبار المقاولة فً حالة التوقؾ عن الدفع من عدمه‪ ،‬وتعتبر هذه المهمة من‬
‫‪31‬‬
‫اختصاص قاضً الموضوع تحت مراقبة محكمة النقض‬
‫وٌعد التوقؾ عن الدفع شرطا أساسٌا لفتح مساطر المعالجة إذ ٌعد الشرارة األولى إلخضاع‬
‫المقاولة إما لمسطرة التسوٌة القضابٌة أو لمسطرة التصفٌة القضابٌة‪ ،‬وبعبارة أخرى فإن عدم‬
‫تبوث هذا الشرط ٌجعل المقاولة فً منؤى عن هذه المساطر‪ ،‬لكن أهمٌة هذا الشرط ال تقؾ عند‬
‫هذا الحد بل ٌلعب دورا أساسٌا فً تحدٌد فترة الرٌبة التً تفتح المجال لبطبلن كثٌر من‬
‫التصرفات وإبطالها حسب الحاالت‪ ،‬وقد أكد المشرع على هذه األهمٌة فً المادة ?=< من مدونة‬
‫التجارة التً جاء فٌها "تبتدئ فترة الرٌبة من تارٌخ التوقؾ عن الدفع ولؽاٌة حكم فتح المسطرة‬
‫تضاؾ إلٌها مدة سابقة بالنسبة لبعض العقود"‪.‬‬
‫ٌقصد بفترة الرٌبة أو الشك تلك الفترة السابقة لصدور الحكم القاضً بافتتاح مسطرة‬
‫المعالجة أو مسطرة التصفٌة القضابٌة ضد المقاولة‪.‬وتسمى هذه الفترة بتلك التسمٌة لوجود رٌبة أو‬
‫تشكك حول مدى إجراء المدٌن لتصرفاته خبللها عن الدفع ٌجعله ٌقوم ببعض الممارسات‬
‫البلقانونٌة إما بهدؾ تبذٌر أمواله أو تهرٌبها وإما بهدؾ محاباة بعض ذابنٌه على حساب الدابنٌن‬
‫اآلخرٌن‪.‬‬
‫فللحٌلولة دون تضرر المقاولة وكذا دابنٌها من بعض التصرفات المدٌن المجراة خبلل فترة‬
‫الرٌبة المذكورة‪،‬قرر المشرع أن تكون هذه التصرفات باطلة إما بطبلنا وحوبٌا وإما بطبلنا‬
‫جوازٌا‪.‬‬

‫وبذلك‪ ،‬فالبطبلن الوجوبً أو القانونً ال ٌطال حسب الفقرة األولى من المادة ‪ <>7‬من‬
‫مدونة التجارة‪ ،‬سوى العقود بدون مقابل التً ٌبرمها المدٌن بعد تارٌخ التوقؾ عن الدفع الذي‬
‫تحدده المحكمة التجارٌة فً حكمها القاضً بفتح المسطرة أو فً حكم الحق له‪.‬‬
‫أما بالنسبة لؤلعمال التً ٌطالها البطبلن الجوازي بسبب إجرابها خبلل فترة الرٌبة تتمتل‬
‫فً‪:‬‬

‫‪ -7‬العقود بدون مقابل المبرمة داخل الستة أشهر السابقة لتارٌخ التوقؾ عن الدفع‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ذ‪.‬خدٌجة مضً م‪.‬س‪ ،‬ص >;‬

‫‪16‬‬
‫‪ -8‬العقود بمقابل المبرمة بعد تارٌخ التوقؾ عن الدفع‪.‬‬

‫‪ -9‬أداء الدٌون بعد تارٌخ التوقؾ عن الدفع‬

‫‪ -:‬تؤسٌس الضمانات أو التؤمٌنات بعد التوقؾ عن الدفع لضمان دٌون سابقة‪..32‬‬

‫وعلى العموم‪ ،‬فإنه ٌتعٌن لفتح مسطرة من مساطر المعالجة ضد مدٌن معٌن‪ ،‬أن ٌكون هناك‬
‫تبلزم بٌن الصفة التجارٌة وتوقفه عن الدفع أو عدم القدرة عن أداء الدٌون المستحقة علٌه‪،‬‬
‫وبعبارة أخرى ال ٌمكن االستجابة لطلب فتح المسطرة إدا تحقق أحد هدٌن الشرطٌن دون االخر‪.‬‬

‫ثاَيا‪ :‬إجراءاث سير انًسطرة‬


‫‪ :1‬تقدٌم طلب فتح مسطرة المعالجة‬

‫تبتدئ مسطرة المعالجة بتقدٌم طلب‪ ،‬هذا األخٌر لم ٌحصر المشرع تقدٌمه من طرؾ‬
‫شخص واحد بل أناطه بجهات مختلفة ٌمكن إرجاعها إلى أربع جهات وهً المدٌن ربٌس المقاولة‬
‫والدابن والنٌابة العامة والمحكمة من تلقاء نفسها ‪.‬‬
‫وتجب اإلشارة إلى أن المشرع المؽربً لم ٌضع أي نص صرٌح بخصوص مدى أحقٌة‬
‫عمال ومستخدمً المقاولة فً تقدٌم طلب فتح مسطرة المعالجة فً مواجهة المقاولة‪.‬‬
‫أ‪ :‬المدٌن (رئٌس المقاولة)‬
‫ٌعتبر ربٌس المقاولة أول جهة سمح لها المشرع بتقدٌم طلب فتح مسطرة المعالجة‪،‬‬

‫إذ بالرجوع إلى المادة ‪ ;<7‬م ت " نجدها تنص على أنه "ٌجب على ربٌس المقاولة أن ٌطلب‬
‫فتح مسطرة المعالجة فً أجل أقصاه خمسة عشرة ٌوما تلً توقفه عن الدفع ‪".‬‬
‫والمبلحظ من خبلل هذه المادة أن التصرٌح بالتوقؾ عن الدفع ٌشكل إلزاما على عاتق ربٌس‬
‫المقاولة مع العلم أن هذا التصرٌح ٌجب أن ٌرفق بما ٌعطً للمحكمة التجارٌة المختصة صورة‬
‫أولٌة عن الوضعٌة المالٌة واالقتصادٌة للمقاولة المعنٌة األمر‪.33‬‬
‫وتجب اإلشارة إلى أن وجوب طلب فتح مسطرة المعالجة صعوبات المقاولة المنصوص علٌه‬
‫فً المادة ‪ ;<7‬م ت ‪ٌ .‬سري على التاجر الشخص الطبٌعً المدٌن سواء أكان اكتسابه لصفة تاجر‬

‫‪32‬‬
‫ذ‪.‬محمد لفروجً دراسات قانونٌة معمقة عدد ‪" 9‬وضعٌة الدابنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة " مطبعة النجاح الجدٌدة – الدار البٌضاء ص‬
‫?=‪>8-‬‬
‫‪33‬‬
‫تنص المادة ‪ ;<8‬م ت ٌودع ربٌس المقاولة طلبه لدى كتابة الضبط المحكمة وٌشٌر فً تصرٌحه إلى أسباب التوقؾ عن الدفع وٌجب إرفاقه‬
‫بالوثابق التالٌة‪:‬‬
‫‪ -‬القوابم التركبٌة آلخر سنة مالٌة‪،‬‬
‫‪ -‬جرد وقٌمة كل األموال المقاولة المنقولة وؼٌر المنقولة ‪،‬‬
‫‪ -‬البحة بالدابنٌن والمدنٌن مع اإلشارة إلى مكان إقامتهم وبٌان حقوقهم ودٌونهم وضمانتهم عند تارٌخ التوقؾ عن الدفع ‪،‬‬
‫‪ -‬جدول التحمبلت‪.....،‬‬

‫‪17‬‬
‫بالممارسة االعتٌادٌة أو االحترافٌة ألحد األنشطة التجارٌة الواردة فً المادتٌن < و= من م ت ‪،‬‬
‫أو ناتج عن دخوله شرٌكا متضامنا فً شركة تجارٌة أو عن تسٌره ألصل تجاري تسٌرا حرا كما‬
‫ٌسري أٌضا اإللزام المذكور على الممثل القانونً بصفته مسٌرا أو متصرؾ أو ربٌس مجلس‬
‫‪34‬‬
‫اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعٌة‪.‬‬
‫وٌرى بعض الفقه المؽربً أن تقدٌم طلب فتح المسطرة من طرؾ الممثل القانونً للشركة‬
‫التجارٌة أو المجموعات ذات النفع االقتصادي التً ٌكون ؼرضها تجارٌا ال ٌتوقؾ على إذن‬
‫خاص من طرؾ المجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعٌة‪ ،‬علما أن هذا التصرٌح ال ٌعتبر من‬
‫ضمن التصرفات التً ٌخولها هذا المجلس أو ذاك ومن تم فإن المتصرؾ أو ربٌس مجلس اإلدارة‬
‫أو مجلس اإلدارة الجماعٌة ٌتعٌن علٌه أن ٌطلب فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة كلما كان‬
‫‪35‬‬
‫التوقؾ عن الدفع داخل األجل المحدد بالقانون‪ ،‬وإال تحمل وحده تبٌعات اإلؼفال بذلك‪.‬‬
‫وٌبدو أن المشرع فرض على ربٌس المقاولة تقدٌم طلب التصرٌح بالتوقؾ عن الدفع داخل‬
‫أجل ;‪ٌ 7‬وما تحت طابلة سقوط أهلٌته التجارٌة والكل حسب المادة ‪ =7:‬م ت‪،36‬وفً هذا الصدد‬
‫جاء فً أحد القرارات الصادرة عن محكمة االستبناؾ بالدار البٌضاء "حٌث تعٌب التعاونٌة‬
‫الطاعنة على الحكم المستؤنؾ كونه قضى بالتصفٌة القضابٌة بدل التسوٌة القضابٌة وحكم بسقوط‬
‫األهلٌة التجارٌة لربٌسها دون ثبوت موجبات هذا السقوط رؼم انتفاء صفته فً تسٌر التعاونٌة‬
‫‪37‬‬
‫إلؽاء الحكم الذكور والسٌما فً شقه المتعلق بسقوط األهلٌة التجارٌة "‬

‫وباإلضافة إلى العقوبة الخاصة المنصوص علٌها فً المادة ‪ =88‬م ت والتً ٌخضع لها‬
‫رإساء المقاولة ومسٌروها كما تخضع لها المقاوالت الفردٌة أو ذات شكل تجاري وكذلك‬
‫المجموعات ذات النفع االقتصادي التً ٌكون لها ؼرض تجاري‪.38‬‬
‫لكن السؤال الذي ٌفرض نفسه بإلحاح شدٌد هو هل وفق المشرع المغربً فً تشجٌع‬
‫رؤساء المقاوالت على تقدٌم طلب فتح المسطرة فً مواجهة المقاولة متى كانت فً وضعٌة‬
‫التوقف عن الدفع ؟‪.‬‬
‫ٌرى الفقٌه امحمد لفروجً فً هذا الصدد على أنه من النادر جدا أن ٌبادر المدٌن إلى طلب‬
‫وضعه فً حالة التوقؾ عن الدفع عن حسن نٌة‪ ،‬فهو إن فعل ذلك إنما ٌفعله عن سوء نٌة بعدما‬
‫تتدهور وضعٌته المالٌة وبعدما تكثر دٌونه الحالة‪ ،‬حٌث ٌكون فً مبادرته لطلب فتح المسطرة‬
‫ضده خبلص له وإفبلت من المبلحقات الفردٌة لدابنٌه المتعددٌن‪ ،‬الذٌن ٌتعٌن علٌهم بمجرد قبول‬

‫‪34‬‬
‫امحمد لفروجً ‪ ،‬دراسات قانونٌة معمقة عدد ‪ _7‬التوقؾ عن الدفع فً قانون صعوبات المقاولة – دراسة تحلٌلٌة نقدٌة مذٌلة بعٌنات من عمل‬
‫القضاء فً الموضوع ‪ .‬ص ‪.>9‬‬
‫‪35‬‬
‫للمزٌد من التوضٌح أنظر امحمد لفروجً ‪-‬صعوبات المقاولة والمساطر القضابٌة الكفٌلة بمعالجتها – الطبعة األولى فبراٌر ‪ 8888‬ص‬
‫‪.7>:‬‬
‫‪3636‬‬
‫تنص المادة ‪ٌ =7:‬جب على المحكمة أن تضع ٌدها فً جمٌع مراحل المسطرة من أجل النطق بالنطق بالحكم‪ ،‬عند االقتضاء ‪ :‬بسقوط‬
‫األهلٌة التجارٌة عن كل مسإول بمقاولة ثبت فً حقه أحد األفعال التالٌة‪:‬‬
‫‪—:...‬إؼفال القٌام داخل أجل خمسة عشرة ٌوما بالتصرٌح بالتوقؾ عن الدفع‪،‬‬
‫‪37‬‬
‫قرار محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء ماؾ عدد ‪ 89 -8;-:9‬بتارٌخ ‪ .888;-78-7:‬أشار إلٌه هشام البخفاوي م س ص ?‪.7‬‬
‫‪38‬‬
‫للمزٌد أنظر امحمد لفروجً م س ص ‪,7>9-7>8‬‬

‫‪18‬‬
‫طلب فتح المسطرة الجماعٌة المفتوحة ضد مدٌنهم التً قد تطول عدة سنوات ٌخلد فٌها هذا‬
‫‪39‬‬
‫األخٌر إلى الراحة ‪.‬‬
‫ب‪ :‬تقدٌم الطلب من طرف الدائن‬

‫إلى جانب المدٌن ( ربٌس المقاولة ) سمح المشرع من خبلل المادة ‪ ;<9‬من م ت للدابن تقدٌم‬
‫طلب فتح مسطرة المعالجة بحٌث تنص المادة السالفة الذكر على ما ٌلً "ٌمكن فتح المسطرة‬
‫بمقال افتتاحً للدعوى ألحد الدابنٌن كٌفما كانت طبٌعة دٌنه ‪"...‬‬
‫وبناء على هذه المادة فإنه ٌحق لكل دابن أن ٌطلب من المحكمة فتح مسطرة التسوٌة أو‬
‫التصفٌة القضابٌة فً مواجهة مدٌنه شرٌطة إثبات عدم قدرة هذا المدٌن على دفع دٌنه أو دٌونه‬
‫الحالة والمستحقة‪ ،‬وٌمكن للدابن إقامة الدلٌل على توقؾ مدٌنه عن الدفع بجمٌع وسابل اإلثبات ‪.‬‬
‫وٌستوي أن ٌكون الدٌن تجارٌا أو مدنٌا‪ ،‬ؼٌرأن هذا الطلب ٌخضع للشروط العامة لتقٌد الدعوى‬
‫المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 98‬من قانون المسطرة المدنٌة‪.40‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن حق الدابن فً تقدٌم الدعوى ٌتقادم بتقادم االلتزامات بصفة عامة ؼٌر‬
‫أن هناك حاالت خاصة نص علٌها المشرع فً المادتٌن‪ ;<:‬و ;<; م ت تتعلق بالتاجر الذي‬
‫اعتزل أو توفً والثانٌة بحالة الشرٌك المتضامن فً شركة التضامن المنسحب‪ ،‬وفً كلتا الحالتٌن‬
‫ٌجب تقدٌم طلب داخل أجل سنة من تارٌخ الوفاة أو االعتزال أو االنسحاب‪.‬‬
‫ج‪ :‬تقدٌم الطلب من طرف المحكمة من تلقاء نفسها و النٌابة العامة‪.‬‬

‫لقد أعطى المشرع للمحكمة الحق فً فتح مسطرة المعالجة من تلقاء نفسها وذلك طبقا‬
‫للمادة ‪ ;<9‬من م ت لكن ٌثار إشكال ٌتعلق بالكٌفٌة التً ٌمكن بها للمحكمة أن تقؾ على‬
‫وضعٌة المقاولة المتوقفة عن الدفع‪ ،‬ؼٌر أنه هناك حاالت تسهل على المحكمة فتح هذه المسطرة‬
‫كما فً حالة فشل مسطرة الوقاٌة من الصعوبات‪ ،‬أو فً حالة رفع القضٌة إلى المحكمة التجارٌة‪.‬‬
‫ؼٌر أن المحكمة والنٌابة العامة ٌمكن أن تعترضهما مجموعة من الصعوبات فٌما ٌخص الحكم‬
‫من تلقاء نفسها بفتح المسطرة على اعتبار أن هاتٌن المإسستٌن القضابتٌن ال تعمبلن على تعقب‬
‫المقاوالت لتفحص أورقها وتدقق حسابتها والبحث عما إذا كانت فً حالة التوقؾ عن دفع ما‬
‫بذمتها من دٌون مستحقة أوال‪.‬‬
‫ونشٌر فً هذا الصدد إلى أن النٌابة العامة التً لها الصفة فً تقدٌم طلب فتح مسطرة‬
‫المعالجة هً تلك المنتصبة أمام المحكمة التجارٌة التً ٌقع فً دابرتها المقر االجتماعً للشركة‬
‫المركز الربٌسً لل تاجر الذي ٌتوقؾ عن أداء دٌونه الحالة‪ ،‬ولكن هذا ال ٌمنع النٌابة العامة لدى‬

‫‪39‬‬
‫امحمد لفروجً _ دراسات قانونٌة معمقة عدد‪ – 7‬التوقؾ عن الدفع فً قانون صعوبات المقاولة _ دراسة تحلٌلٌة نقدٌة مذٌلة بعٌنات من عمل‬
‫القضاء فً الموضوع ‪،‬ص => وما بعدها ‪.‬‬
‫‪40‬‬
‫محمد كرام – الوجٌز فً مساطر صعوبات المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول ص ‪.<:‬‬

‫‪19‬‬
‫المحاكم التجارٌة األخرى أو لدى القضاء الزجري بالمحاكم االبتدابٌة من التماس فتح المسطرة‬
‫‪41‬‬
‫من طرؾ النٌابة العامة المختصة‪.‬‬
‫وعلٌه ٌمكن القول ‪،‬أن المحكمة والنٌابة العامة ٌمكنهما االحاطة بحالة التوقؾ عن الدفع إذا‬
‫لم ٌقم أحد الدابنٌن باإلعبلن عنه أو مراقبو الحسابات الذٌن أنٌط بهم بموجب القوانٌن الجدٌدٌن‬
‫المتعلقٌن بشركة المساهمة ومدونة التجارة مهمة إخبار كل من ربٌس المحكمة المختصة بكل ما‬
‫ٌبلحظونه من اختبلالت فً التوزنات المالٌة التً من شؤنها تهدٌد استمرارٌة المقاولة فً مزاولة‬
‫نشاطها بصورة اعتٌادٌة ربٌس المقاولة بكل ما ٌكتشفونه خبلل قٌامهم بؤفعال ذات طابع‬
‫جرمً‪.42.‬‬
‫كما ٌثار إشكال ٌتعلق بمدى أحقٌة عمال المقاولة المتوقفة عن الدفع فً تقدٌم طلب فتح‬
‫المسطرة ضدها‬
‫إن المشرع المؽربً لم ٌعط للعمال والمستخدمٌن الحق بؤن ٌقدموا بصفتهم هذه‪ ،‬طلب فتح‬
‫معالجة صعوبات المقاولة فً مواجهة المقاولة التً ٌشتؽلون بها وذلك على خبلؾ المشرع‬
‫الفرنسً الذي سمح لهم بذلك‪.43‬‬
‫وٌرى بعض الفقه المؽربً أنه ال ٌوجد ما ٌمنع العمال أو المستخدمٌن من أن ٌقوموا‪،‬إما‬
‫بصفتهم الشخصٌة أو مندوبهم أو لجنة المقاولة إخبار ربٌس المحكمة التجارٌة المختصة أو النٌابة‬
‫العامة ‪ ،‬بالوقابع التً من شؤنها اإلخبلل باستمرارٌة استؽبلل المقاولة أو التً من شؤنها أن تعكس‬
‫توقؾ المقاولة عن دفع دٌونها ‪.‬ذلك بناء على المعلومات المدلى بها من طرؾ عمال ومستخدمً‬
‫المقاولة التً تعترضها صعوبات تتمثل فً توقفها عن الدفع ٌمكن للمحكمة المذكورة أن تفتح‬
‫‪44‬‬
‫المسطرة إما تلقابٌا وإما بناء على طلب النٌابة العامة‪.‬‬

‫‪ - 2‬اإلجراءات التً ٌتعٌن على المحكمة إتباعها قبل البت فً طلب فتح مسطرة المعالجة‪.‬‬

‫بعدما ٌقدم طلب فتح مسطرة المعالجة من طرؾ إحدى الجهات التً خولها المشرع تقدٌمه‪،‬‬
‫فإنه ٌجب على المحكمة أن تقوم بمجموعة من اإلجراءات وهو ما تنص علٌه المادة =<; م ت "‬
‫تبت المحكمة بشؤن فتح المسطرة بعد استماعها لربٌس المقاولة أو استدعابه قانونٌا للمثول أمام‬
‫ؼرفة المشورة ‪"...‬‬
‫ٌتبٌن من خبلل هذه المادة أن المشرع ألزم المحكمة باستدعاء ربٌس المقاولة واالستماع إلٌه‬
‫أمام ؼرفة المشورة وهذا فٌه نوع من السرٌة ‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫محمد كرام م س ص =<‪,‬‬
‫‪42‬‬
‫امحمد لفروجً دراسات قانونٌة معمقة عدد ‪ : 7‬مرجع سابق ص <?‪.‬‬
‫‪43‬‬
‫تجب اإلشارة إلى أن المشرع الفرنسً أعطاهم هذه اإلمكانٌة بموجب المادة ‪ :‬من قانون ;‪ٌ 8‬ناٌر ;>?‪ 7‬المتعلق بالتسوٌة القضابٌة والتصفٌة‬
‫القضابٌة للمقاوالت المتوقفة عن الدفع كما تم تعدٌله بقانون ‪ٌ 78‬ونٌو ‪ .7??:‬فطبقا للفقرة األخٌرة من هذه المادة ‪ٌ ،‬مكن للجنة المقاولة أو مندوبً‬
‫العمال فً حالة عدم وجود هذه للجن ة ‪ ،‬إخبار ربٌس المحكمة أو وكٌل الجمهورٌة بكل واقعة أن تفٌد أن هناك توقفا عن الدفع‪.‬‬
‫‪44‬‬
‫للمزٌد بهذا الخصوص راجع ‪:‬‬
‫امحمد لفروجً ‪ -‬صعوبات المقاولة والمساطرالقضابٌة الكفٌلة بمعالجتها‪ -‬م س ص <?‪ 7‬وما بعدها ‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ومما ٌنبؽً تسجٌله بهذا الخصوص هو أن‪ ،‬هذا اإلجراء المذكور من شؤنه أن ٌسمح لربٌس‬
‫المقاولة باإلدالء بؤوجه دفاعه سٌما فً الحالة التً ٌرى فٌها أن مقاولته ؼٌر متوقفة عن الدفع‪ .‬زد‬
‫على ذلك أن سلوك هذا اإلجراء ٌعطً الفرصة للمحكمة التجارٌة المرفوعة إلٌها الدعوى الرامٌة‬
‫إلى فتح المسطرة لكً تطلع بمزٌد من التفصٌل على وضعٌة المقاولة المدعى علٌها‪ ،‬مما ٌسمح‬
‫لها بتكوٌن نظرة أولٌة عن هذه الوضعٌة وذلك بطرٌقة تحول دون تؤثر سمعة المقاولة المعنٌة‬
‫باألمر ما دامت المسطرة المتبعة أمام ؼرفة المشورة ال تكون علنٌة ‪.45‬‬
‫لكن إذا ما توصل باالستدعاء الموجه إلٌه ولم ٌدل بعذر قانونً فإن المحكمة المقدم‬
‫أمامها الطلب تعتبر هذا التخلؾ عن الحضور قرٌنة على كون المقاولة المدعى علٌها توجد فً‬
‫حالة توقؾ عن الدفع مما ٌسمح لها بالحكم بفتح مسطرة المعالجة صعوبات المقاولة كلما كانت‬
‫الشروط أخرى البلزمة لذلك متوفرة ‪.‬‬
‫و ٌسري نفس القول فً الحالة التً ٌتعذر على مؤمور اإلجراءات تسلٌم االستدعاء لربٌس‬
‫المقاولة أو من ٌحق لهم االستدعاء طبقا للمادة >‪ 9‬م م ‪ ،‬نتٌجة إؼبلق المحل المعٌن كعنوان فً‬
‫السجل التجاري ففً هذه الحالة تعتبر المقاولة المدعى علٌها منقطعة عن مزاولة نشاطها‪ .‬مما ٌعد‬
‫قرٌنة أكٌدة على كونها متوقفة عن دفع دٌونها بصورة ٌمكن معها افتراض اختبلل وضعٌتها‬
‫‪46‬‬
‫بشكل ال رجعة فٌه‪.‬‬
‫وإذا تحققت المحكمة من وضعٌة المقاولة المختلة فً ضوء المقابلة التً أجرتها مع ربٌس‬
‫المقاولة فبل إشكال بحٌث تقضً بفتح مسطرة المعالجة لكن فً بعض الحاالت ال تنجح المحكمة‬
‫فً الوقوؾ على الوضعٌة الحقٌقٌة للمقاولة خصوصا إذا تخلؾ ربٌس المقاولة عن الحضور وال‬
‫تتوفر المحكمة على الوثابق التً تساعد على تكوٌن قناعتها فً هذه الحالة فإن المشرع مكنها من‬
‫وسابل‪ 47‬تستطٌع من خبللها تقصً وضعٌة المقاولة‪.48‬بحٌث ٌمكنها االستماع للعمال واألبناك أو‬
‫مراقب الحسابات أو الخبراء المحاسبٌن أو المتعاملٌن مع المقاولة دون أن ٌتمسكوا بالسر المهنً ‪.‬‬

‫أما التشرٌع الفرنسً فقد وسع من مسطرتً االستماع أو الحضور القانونً لتشمل ممثل‬
‫لجنة المقاولة وفً ؼٌابه مندوب أو ممثل العمال ( المادة < إلى ‪ 7‬من قانون ;‪ٌ 8‬ناٌر ;>?‪،)7‬‬
‫أما إذا تعلق األمر بفتح المسطرة لعدم تنفٌد االلتزامات المالٌة أو الدٌون الناجمة عن اتفاق التسوٌة‬
‫الودٌة فٌتعٌن االستماع للمصالح الذي أبرم االتفاق بمعٌته ومشاركته أو استدعاإه قانونٌا للمثول‬
‫أمام ؼرفة المشورة ( المادة < ؾ ‪.49)9‬‬

‫‪45‬‬
‫امحمد لفروجً ص ‪ 788‬سلسة دراسات قانونٌة معمقة عدد ‪ ,7‬م س ص ‪.788‬‬
‫‪46‬‬
‫امحمد لفروجً م س ص >?‪.7‬‬
‫‪47‬‬
‫خول للمحكمة بموجب المادة =<; م ت اإلستماع ألي شخص ٌتبن أن أقوله مفٌدة دون التمسك بالسر المهنً وذلك كالعمال واألبناك أو‬
‫مرقب الحسابات أو الخبراء المحاسبٌن أو المتعاملٌن مع المقاولة‪.‬‬
‫‪48‬‬
‫محمد كرام م س ص ‪.=9‬‬
‫‪49‬‬
‫شك ري السباعً الوسٌط الوقاٌة من الصعوبات التً تتعترض المقاولة ومساطر معالجتها‪ -‬الجزء الثانً –الطبعة الثانٌة =‪ .888‬ص ‪.879‬‬

‫‪21‬‬
‫أما بخصوص أجل البث فً الطلب‪ ،‬فبالرجوع الفقرة األخٌرة من المادة =<; م ت نجدها‬
‫تنص على" تبث المحكمة بعد خمسة عشر ٌوما على األكثر من رفع الدعوى إلٌها "‬
‫وٌستفاد من خبلل هذه المادة أن المحكمة التجارٌة المرفوع أمامها طلب فتح مسطرة معالجة‬
‫صعوبات المقاولة بؤن تبت فً الطلب بعد خمسة عشر ٌوما ‪ ،50‬ؼٌر أن المبلحظ من الحٌاة‬
‫العملٌة أن المحاكم ال تلتزم بهذا األجل إال نادرا‪ ،‬وال تبت إال بعد مروره‪ .‬وهو ما دفع بعض الفقه‬
‫إلى القول بؤنه كان على المشرع أن ٌجعل هذا األجل قاببل للتجدٌد مرتٌن أو مرة واحدة على‬
‫‪51‬‬
‫األقل ‪.‬‬
‫وٌضٌؾ بعض الفقه المؽربً أنه بالرؼم من كون أجل خمسة عشر ٌوما أجبل قصٌرا جدا‬
‫بالمقارنة مع ما ٌتطلبه القٌام باإلجراءات البلزمة لفتح المسطرة فإنه مع ذلك ٌجب على المحكمة‬
‫التجارٌة أن تحترم هذا األجل وذلك نزوال عند رؼبة المشرع الذي كان على وعً تام بكل‬
‫‪52‬‬
‫االعتبارات إبان تحدٌده لهذا األجل‪.‬‬

‫‪ -9‬محتوى الحكم القاضً بفتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة‪.‬‬

‫إذا قبلت المحكمة طلب فتح مسطرة المعالجة ‪ -‬المقدم سواء من ربٌس المقاولة أو الدابن أو‬
‫النٌابة العامة أو المحكمة من تلقاء نفسها – فإنها تصدر حكما قضابٌا ٌجب أن ٌتضمن مجموعة‬
‫من البٌانات الخاصة التً تضاؾ إلى البٌانات العامة المنصوص علٌها فً قانون المسطرة‬
‫المدنٌة‪ .53‬كما تعمل من خبلل هذا الحكم على تعٌن أجهزة المسطرة‪.‬‬
‫أ ‪ :‬تعٌٌن تارٌخ التوقف عن الدفع‬

‫تنص المادة ‪ <>8‬م ت فً فقرتٌها األولى والثانٌة على أنه " ٌعٌن حكم فتح المسطرة تارٌخ‬
‫التوقؾ عن الدفع الذي ٌجب أال ٌتجاوز فً جمٌع األحوال ثمانٌة عشرة شهرا قبل فتح المسطرة‪،‬‬
‫إذا لم ٌعٌن الحكم هذا التارٌخ تعتبر بداٌة التوقؾ عن الدفع من تارٌخ الحكم "‬
‫وٌستفاد من من المادة السالفة الذكر أن المحكمة التجارٌة التً تقضً بفتح المسطرة فً‬
‫مواجهة المدٌن ٌمكنها إرجاع تارٌخ التوقؾ عن الدفع إلى ثمانٌة عشر شهرا السابقة لصدور‬
‫‪54‬‬
‫الحكم القاضً بفتح هذه المسطرة‬
‫كما أن الفقرة الثالثة من المادة من نفس المادة نصت على أن التارٌخ الذي تعٌنه المحكمة‬
‫كتارٌخ للتوقؾ عن الدفع ٌعد تارٌخا مإقتا ‪ ،‬وبعبارة أخرى ال ٌحوز قوة أو حجٌة الشًء المقضً‬
‫‪55‬‬
‫به‪ .‬إذ ٌمكن للمحكمة تؽٌره مرة أو عدة مرات وذلك بطلب من السندٌك ‪.‬‬
‫‪50‬‬
‫وللمقارنة فإن القانون الفرنسً ل ;‪ٌ 8‬ناٌر ;>?‪ 7‬الذي ٌعتبر مصدرا ربٌسٌا للمقتضٌات المنصوص علٌها فً الكتاب الخامس من م ت‬
‫للتجارة لسنة <??‪ 7‬ال ٌحدده أي من قبٌل ذلك المنصوص علٌه فً الفقرة الثالثة من المادة ‪.‬‬
‫‪51‬‬
‫أحمد شكري السباعً ‪ :‬م س الجزء الثانً ص <‪.87‬‬
‫‪52‬‬
‫امحمد لفروجً دراسات قانونٌة معمقة عدد ‪ 7‬م س ص <‪78‬‬
‫‪53‬‬
‫الفصل ‪ ;8‬والفصل ;‪ 9:‬و ;=‪ 9‬م م ‪.‬‬
‫‪54‬‬
‫مع العلم أن فترة أن فترة الرٌبة قد تصل بالنسبة لبعض العقود إلى ثمانٌة عشرة شهرا السابقة لتارٌخ صدور الحكم القاضً بفتح المسطرة‬
‫وذلك تطبٌقا ألحكام الفقرة الثانٌة من المادة ‪ <>7‬م ت ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫وفً هذا الصدد جاء فً إحدى حٌثٌات حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بؤكادٌر "وحٌث‬
‫إن الخبرة المنجزة فً الملؾ حددت تارٌخ التوقؾ عن الدفع فً ‪ .8879-78-89‬أي أي داخل‬
‫فترة الثمانٌة عشر شهرا السابقة على فتح المسطرة المنصوص علٌها فً المادة ‪ <>8‬من م م ‪.‬‬
‫مما ٌتعٌن معه تحدٌده فً التارٌخ المذكور مع إمكانٌة تؽٌٌره مرة أو عدة مرات بطلب من‬
‫‪56‬‬
‫السندٌك"‬
‫وٌبدو أن المشرع المؽربً حصر إمكانٌة تقدٌم تؽٌر تارٌخ التوقؾ ؼن الدفع فً السندٌك‬
‫فقط وهذا على خبلؾ التشرٌع الفرنسً الذي فتح هذه اإلمكانٌة إلى كل من المحكمة من تلقاء‬
‫نفسها أو بطلب من المتصرؾ من طرفها وممثل الدابنٌن و المصفً ووكٌل الجمهورٌة ‪.‬‬
‫ب‪ :‬تعٌن أجهزة المسطرة‬

‫بالرجوع إلى المادتان ><; و =‪ <9‬من مدونة التجارة نجدهما تنصان على وجوب تعٌن‬
‫القاضً المنتدب و السندٌك والمراقبٌن الذٌن ٌعٌنون من طرؾ القاضً المنتدب‪.‬‬
‫القاضً المنتدب‬
‫ٌتم تعٌن القاضً المنتدب من ضمن القضاة العاملٌن بالمحكمة التجارٌة التً أصدرت الحكم‬
‫القاضً بفتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة‪ .‬وٌقوم القاضً المنتدب بعدة وظابؾ السٌما وأن‬
‫المادة >‪ <9‬م ت تجعل منه الصاهر على الٌسر السرٌع للمسطرة وعلى حماٌة المصالح‬
‫المتواجدة‪.‬‬
‫وهكذا فإذا كان القاضً المنتدب ٌعد بمثابة الوسٌط بٌن المحكمة التجارٌة و الحكم القاضً‬
‫بفتح المسطرة وبٌن باقً األطراؾ األخرى الفاعلة فً هذه المسطرة كالسندٌك والمراقبٌن ‪.‬فهو‬
‫ٌعتبر بمثابة محكمة قابمة الذات ٌبث فً جمٌع الطلبات التً تخص المقاولة المفتوحة فً‬
‫مواجهتها مسطرة المعالجة والتً عٌن فٌها قاضٌا منتدبا فً رفع الحجز وتحقٌق الدٌون ورفع‬
‫أجل للسقوط‪...‬‬
‫فالقاضً المنتدب ٌعٌن فً القانون المؽربً من بٌن هٌؤة الحكم وٌجب أن ال ٌكون من بٌن‬
‫أقارب ٍربٌس المقاولة حتى الدرجة الرابعة بإدخال الؽاٌة‪ ،‬وٌبدو أن المشرع ال ٌشترط أٌة شروط‬
‫فً الشخص الذي ٌعٌن قاضٌا منتدبا فً المسطرة المفتوحة فً مواجهة المقاولة‪ ،‬وهذا على‬
‫خبلؾ المشرع الفرنسً الذي ٌشترط مدة سنتٌن من األقدمٌة وهذا ال نجد له مثٌل فً التشرٌع‬
‫‪57‬‬
‫المؽربً واكتفى فقط بالقول على وجوب تعٌن القاضً المنتدب‪.‬‬
‫وحسب ما لدٌنا من اعتقاد فإن المشرع المؽربً جانب الصواب عندما أقر بؤن ٌعٌن‬
‫القاضً المنتدب دون أن ٌحدد أٌة ضوابط خصوصا إذا علمنا أن مساطر صعوبات المقاولة تقوم‬

‫‪55‬‬
‫أحمد شكري السباعً ‪ :‬الجزء الثانً م س ص ‪.887‬‬
‫‪56‬‬
‫حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بؤكادٌر بتارٌخ ?‪ 887;-8;_7‬تحت عدد ‪ <8‬ملؾ ‪ 7;->988-7:‬تحت رقم ‪( <8‬ؼٌر منشور )‪.‬‬
‫‪57‬‬
‫محمد كرام م س ص ;=‬

‫‪23‬‬
‫على أسس اقتصادٌة وحسابٌة مما ٌكون معه األمر ٌحتاج إلى قضاء متخصص فً مجال‬
‫صعوبات المقاولة ‪.‬‬
‫وتجب اإلشارة إل أن المشرع استجاب لبلنتقادات الموجهة إلٌه فً هذا اإلطار فعمل فً‬
‫مشروع التنظٌم القضابً على التنصٌص على تخصٌص جناح خاص داخل المحاكم التجارٌة‬
‫بالقضاة المنتدبٌن ‪.‬‬
‫بحٌث كانت المحاكم التجارٌة داخل المملكة بما فٌها المحكمة التجارٌة بفاس وطنجة‬
‫ومراكش ‪...‬تعٌن القاضً المنتدب من بٌن هٌؤة الحكم‪ ،‬لكن المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء‬
‫أخدت موقفا مخالفا لما سارت علٌه جل المحاكم التجارٌة بحٌث قامت بتخصٌص جناح خاص‬
‫بالقضاة المنتدبٌن فً قضاٌا صعوبات المقاولة وهذا هو ما أخد به مشروع التنظٌم القضابً رقم‬
‫>‪ 7;-9‬الذي صادق علٌه مجلس النواب ٌوم >‪ 58887<-8<-8‬كما سلؾ الذكر‪.‬‬

‫السندٌك‬
‫تسند مهمة االسندٌك كمبدأ ألحد كتاب الضبط لكن المشرع سمح بإمكانٌة إسنادها للؽٌر‪،‬‬
‫وهذا موقؾ محمود ٌحسب للمشرع المؽربً‪،‬نظرا لما تتطلبه هذه المسطرة من خبرة وتخصص‬
‫لذا نجد المحاكم ال تترد فً تعٌن المراقبٌن والخبراء كسنادكة لمساطر المعالجة‪.‬‬

‫أما مهام السندٌك فقد نصت علٌها المادة ‪ <:8‬م ت التً ٌجري سٌاقها على ماٌلً " ٌكلؾ‬
‫السندٌك بتسٌٌر عملٌات التسوٌة والتصفٌة القضابٌة ابتداء من تارٌخ صدور حكم فتح المسطرة‬
‫حتى قفلها ‪.‬كما ٌسهر على تنفٌد مخطط االستمرارٌة أو التفوٌت إضافة إلى مهمة تحقٌق‬
‫الدٌون‪.‬كما ٌلزم السندٌك بإخبار القاضً المنتدب بسٌر المسطرة"‪.‬‬
‫المراقبٌن‬

‫ٌتم تعٌن المراقبٌن من طرؾ القاضً المنتدب وٌعٌن واحدا إلى ثبلثة مراقبٌن من الدابنٌن‬
‫الذٌن ٌتقدمون إلٌه بطلب وٌمكن أن ٌكون المراقبون أشخاصا معنوٌٌن أو طبٌعٌن ‪.‬‬

‫وال ٌتمتع هإالء المراقبون المعٌنون من بٌن الدابنٌن المشار إلٌهم فً المادة ;‪ <:‬م ت بؤٌة‬
‫سلطة تقرٌرٌة وإنما ٌنحصر دورهم فً االستشارة واإلخبار‪.‬وبذلك تحدد مهام المراقبٌن األساسٌة‬
‫فٌما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -‬مساعدة السندٌك فً األعمال التً ٌقوم بها فً إطار تسٌٌره للمسطرة المفتوحة ضد المقاولة‬
‫المتوقفة عن الدفع ‪.‬‬
‫‪ -‬مساعدة القاضً المنتدب فً مهمة مراقبة إدارة المقاولة الخاضعة لمسطرة المعالجة أو‬
‫التصفٌة القضابٌة‪.‬‬
‫‪ -‬إخبار الدابنٌن بكل ما تحقق من مهمتهم فً كل مرحلة من مراحل المسطرة المفتوحة‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫عبد الكرٌم الطالب – الشرح العملً لقانون المسطرة المدنٌة –الطبعة الثامنة <‪ 887‬ص ;‪,:‬‬

‫‪24‬‬
‫وقد جاء فً قرار لمحكمة االستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء ما ٌلً ‪:‬‬
‫"وحٌث أنه مادام والحالة هذه من أوراق الملؾ أن الطاعنة هً دابن عادي صرح بدٌنه‬
‫ضمن خصوم التسوٌة القضابٌة للمقاولة المستؤنؾ علٌها وأنه ٌوجد ضمن هذه المسطرة مراقب‬
‫واحد للدابنٌن وهو‪...‬بصفته دابنا امتٌازٌا فبل مانع ٌحول دون تعٌن الطاعنة المذكورة بوصفها‬
‫‪59‬‬
‫مراقبا للدابنٌن فً نفس المسطرة عمبل بمقتضٌات المادة ;‪ <:‬من م ت"‬
‫أما فٌما ٌخص عزل المراقبٌن فإن القاضً المنتدب ال ٌملك سلطة عزل المراقبٌن بعد‬
‫تعٌٌنه لهم فكل ما هنالك أنه ٌتعٌن على القاضً المنتدب أن ٌقترح على المحكمة التجارٌة‬
‫المفتوحة أمامها المسطرة القٌام بعزل المراقب المعنً باألمر‪.‬‬
‫ج‪ -‬تحدٌد نوع المسطرة‬

‫تنص المادة ><; من م ت " ٌقضً بالتسوٌة القضابٌة إذا تبٌن أن وضعٌة المقاولة لٌست‬
‫مختلة بشكل ال رجعة فٌه ‪ ،‬وإال فٌقضً بالتصفٌة القضابٌة " وتضٌؾ المادة ?‪ <7‬م ت "تفتح‬
‫مسطرة التصفٌة القضابٌة إذا تبٌن أن وضعٌة المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فٌه"‬
‫وٌتعٌن إذا أن ٌحدد الحكم نوع هذه المسطرة هل هً التسوٌة القضابٌة أم التصفٌة القضابٌة‪.‬‬
‫د‪ -‬إشهار الحكم‬
‫ٌعتبر شهر الحكم القاضً بفتح مسطرة صعوبات المقاولة أمرا ضرورٌا مادام أن هذا ٌنتج‬
‫آثار فً مواجهة الدابنٌن والؽٌر مما ٌقتضً أن ٌكون هإالء على علم بؤن ربٌس المقاولة المدٌنة‬
‫لم تعد له الحرٌة الكاملة فً إدارة وتسٌر مقاولته وبؤن خصوم هذه األخٌرة سٌتم وفاإها وفق‬
‫مسطرة خاصة‪.‬‬

‫وباستقرابنا للمادة ?<; م ت ٌتبن أن حكم فتح المسطرة ٌجب إشهاره‪ ،‬و ٌجب أن ٌتم هذا‬
‫النشر داخل أجل ثمانٌة أٌام من صدور الحكم وٌنبؽً أن تتم دعوة الدابنٌن فٌه إلى التصرٌح‬
‫بدٌونهم لدى السندٌك المعٌن ‪ .‬كما ٌقع على كاتب الضبط ضرورة تبلٌػ الحكم القاضً بفتح‬
‫المسطرة إلى المقاولة الصادر فً مواجهتها داخل أجل ثمانٌة أٌام طبقا للفقرة الثانٌة من المادة‬
‫?<; من م ت وأن تتم اإلشارة إلٌه فً السجل التجاري للمقاولة كما ٌجب نشر هذا الحكم فً‬
‫الجرٌدة الرسمٌة وفً صحٌفة مخول لها نشر اإلعبلنات القانونٌة وأن ٌعلق هذا الحكم على اللوحة‬
‫‪60‬‬
‫المخصصة لئلعبلنات بالمحكمة التجارٌة مصدرة الحكم‬
‫فالنشر والتبلٌػ ٌكتسبان أهمٌة قصوى فً مجال التصرٌح بالدٌون بحٌث ٌجب على الدابنٌن‬
‫الذٌن نشؤت دٌونهم قبل حكم فتح المسطرة أن ٌصرحوا بها للسندٌك داخل أجل شهرٌن تحت‬
‫‪61‬‬
‫طابلة سقوطها طبقا للمادة =>< م ت‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫قرار محكمة االستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ >‪ 888<_78-8‬ملؾ عدد ==>‪ 888<-7?-‬أشار إلٌه هشام البخفاوي م س ص =<‪.‬‬
‫‪60‬‬
‫امحمد لفروجً م س ص ‪.8:8‬‬
‫‪61‬‬
‫هشام البخفاوي ‪ :‬الوجٌز فً مساطر صعوبات المقاولة ‪ -،‬الجزء األول الطبعة األولى ;‪ 887‬ص ?< ‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫‪ :4‬الطعن فً الحكم‬

‫إن الحكم القاضً بفتح مسطرة المعالجة ٌقبل من الناحٌة المبدبٌة جمٌع طرق الطعن العادٌة‬
‫وؼٌر العادٌة لذلك خص المشرع القسم السادس لطرق الطعن وطرق الطعن فً القانون المؽربً‬
‫إما عادٌة (التعرض واالستبناؾ) وؼٌر عادٌة (النقض وتعرض الؽٌر الخارج عن الخصومة‬
‫والتماس إعادة النظر)‪.‬‬
‫وقد جعل المشرع حكم فتح مسطرة المعالجة ٌقبل التعرض وتعرض الؽٌر الخارج عن‬
‫الخصومة إذ نص فً المادة ?‪ =8‬م ت على أنه "ٌتم التعرض وتعرض الؽٌر الخارج عن‬
‫الخصومة ضد المقررات الصادر بشؤن التسوٌة القضابٌة‪"...‬‬

‫كما ٌقبل هذا الحكم الطعن باالستبناؾ طبقا للمادة ‪=98‬م ت والنقض المادة ‪ =97‬م ت‪،‬‬
‫وببدو أن المشرع جعل الحكم القاضً بفتح المسطرة قاببل للتعرض واالستبناؾ لكن بالرجوع‬
‫للقواعد العامة فً قانون المسطرة المدنٌة نجد أنه من شروط التعرض أن ال ٌكون قاببل‬
‫لبلستبناؾ والحال أن فً الحكم الصادر بفتح المسطرة ٌكون دابما قاببل لبلستبناؾ مما ٌجعل‬
‫الطعن بالتعرض من باب السهو من طرؾ المشرع وهو ما تنبه إلٌه فً مشروع تعدٌل قانون‬
‫صعوبات المقاولة المقدم من طرؾ وزارة العدل والذي حذؾ كلمة التعرض من المادة ?‪=8‬‬
‫واحتفظ بتعرض الؽٌر الخارج عن الخصومة ‪.‬‬
‫وتجب اإلشارة فً األخٌر إلى أن جمٌع األحكام الصادرة فً مادة صعوبات المقاولة تكون‬
‫مشمولة بالنفاد المعجل بقوة القانون عدا تلك المتعلقة بسقوط األهلٌة التجارٌة وتلك الصادرة فً‬
‫‪62‬‬
‫جرٌمة التفالس والجرابم األخرى وفق ما نصت علٌه المادة >‪ =8‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫انفقرة انثاَيت‪ :‬اختيار انذم‬


‫بعد األبحاث و الدراسات و االستشارات التً ٌقوم بها السندٌك ٌعمل على إعداد تقرٌر‬
‫ٌقدمه إلى القاضً المنتدب مضمنا إٌاه مقترحا باستمرارٌة المقاولة او تفوٌتها أو تصفٌتها عمبل‬
‫بالمادة ?=; من مدونة التجارة‪ ،‬وإذا كان اقتراح السندٌك هو المحدد األساسً لتقرٌر مصٌر‬
‫المقاولة‪ ،‬فإنه مع ذلك ال ٌلزم المحكمة ألن هذه األخٌرة التً لها الصبلحٌة للبت فً هذه النقطة‬
‫بعد االستماع لربس المقاولة و المراقبٌن و مندوبً العمال طبقا للمادة ‪ ;?8‬التً جاء فٌها "تقرر‬
‫المحكمة إما استمرار قٌام المقاولة بنشاطها أو تفوتها أو تصفٌتها القضابٌة وذلك بناء على تقرٌر‬
‫السنٌك وبعد االستماع ألقوال ربس المقاولة و المراقبٌن ومندوبً العمال "‪.‬‬
‫والواضح من خبلل هذه المقتضٌات أن المحكمة ملزمة باختٌار أحد الحلول الثبلثة إما‬
‫استمرارٌة المقاولة وإما تفوٌتها إلى أحد من األؼٌار وهذان الحبلن ٌدخبلن فً نطاق مخطط‬
‫التسوٌة ( أوال ) وإما بتصفٌتها القضابٌة ( ثانٌا )‬

‫‪62‬‬
‫محمد كرام الوجٌز فً مساطر صعوبة المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول الطبعة األولى ‪8878‬‬

‫‪26‬‬
‫أوال ‪ :‬يخطظ انتسىيت‬
‫بناء على تقرٌر السندٌك وبعد االستماع لربٌس المقاولة والمراقبٌن ومندوبً العمال تقرر‬
‫المحكمة إما باستمرارٌة قٌام المقاولة بنشاطها (‪ ) 7‬أو تفوٌتها (‪.) 8‬‬

‫‪ :1‬مخطط االستمرارٌة‬

‫تعتبر حالة تسوٌة المقاولة عن طرٌق اعتماد مخطط الستمرارٌتها أنسب حل للمقاوالت‬
‫المفتوحة ضدها مساطر معالجة الصعوبات وذلك على خبلؾ حالة التسوٌة عن طرٌق تفوٌتها‬
‫ألحد األؼٌار أو حالة النطق بالتصفٌة القضابٌة بسبب اختبلل وضعٌة المقاولة بشكل ال رجعة فٌه‪.‬‬
‫وكما هو معلوم فإن تصفٌة الخصوم فً إطار تنفٌذ مخطط االستمرارٌة ٌختلؾ عن تصفٌتها‬
‫فً األحوال العادٌة‪ ،‬ذلك أن هذا المخطط ؼالبا ما ٌفرض تضحٌات من جانب الدابنٌن و المقاولة‬
‫على حد سواء‪ ،‬مما من شؤنه أن ٌإثر بشكل أو أخر على وضعٌة كل طرؾ على حدة كما‬
‫سٌتضح ذلك من خبلل ما سنعرض إلٌه بخصوص وضعٌة الدابنٌن خبلل تنفٌذ مخطط‬
‫االستمرارٌة المقاولة المفتوحة ضدها مسطرة المعالجة ووضعٌة هذه األخٌرة ذاتها إبان تنفٌذ هذا‬
‫المخطط‪.‬‬
‫وضعٌة الدابنٌن خبلل تنفٌد مخطط اإلستمرارٌة المقاولة ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫فبعد إشهاد المحكمة التجارٌة المفتوحة أمامها المسطرة على اآلجال والتخفٌضات‬
‫الممنوحة من طرؾ الدابنٌن إثر االستشارة الفردٌة أو الجماعٌة التً ٌجرٌها معهم السندٌك تطبٌقا‬
‫ألحكام المادة ;>; وما بعدها من مدونة التجارة‪ٌ ،‬مكنها إن اقتضى الحال أن تخفض هذه اآلجال‬
‫والتخفٌضات كما تنص على ذلك الفقرة األولى من المادة >?; من المدونة ‪.63‬‬

‫وإذا كان األمر على النحو أعبله بالنسبة للدابنٌن الذٌن شاركوا وقبلوا باالستشارات المجراة‬
‫بٌنهم وبٌن السندٌك فإن الدابنٌن الذٌن لم ٌشاركوا فً هذه االستشارات أو الذٌن رفضوها ٌمكن‬
‫للمحكمة أن تضع لهم آجاال موحدة لؤلداء مع مراعاة اآلجال األطول التً اتفق علٌها األطرؾ قبل‬
‫فتح المسطرة بالنسبة للدٌون المإجلة مع مبلحظة أن هذه اآلجال ٌمكن أن تزٌد عن مدة تنفٌد‬
‫مخطط االستمرارٌة‪ ،‬ؼٌر أن المحكمة ال ٌحق لها تخفٌض دٌون هإالء الدابنٌن الذٌن ٌحق لهم‬
‫وحدهم و بإرادتهم تخفٌض دٌونهم من عدمه‪ .‬وٌتعٌن أن ٌتم السداد األول داخل سنة من تارٌخ‬
‫‪64‬‬
‫الحكم الذي حصر مخطط التسوٌة‬
‫وإذا كان من حق كل دابن الحصول على دٌنه إذا اتبع المساطر الواجبة‪ ،‬فإن ذلك ال ٌعنً أن‬
‫جمٌع الدابنٌن باختبلؾ درجاتهم على قدم المساواة فً الحصول على دٌونهم‪ ،‬بل إن المشرع‬
‫خص بعضا منهم بحق األولوٌة واالمتٌاز‪ ،‬فالدابنون الذٌن نشؤت دٌونهم أثناء الفترة االنتقالٌة ( أو‬
‫ما ٌسمى بفترة المبلحظة أي المرحلة السابقة الختٌار الحل ) ٌحضون باألولوٌة و باالمتٌاز طبقا‬
‫‪63‬‬
‫ذ‪.‬محمد الفروجً م‪.‬س ص >‪:8‬‬
‫‪64‬‬
‫ذ‪.‬محمد كرام م‪.‬س ص ‪789‬‬

‫‪27‬‬
‫للمادة ;=; من مدونة التجارة‪.‬مهما كانت طبٌعتها عادٌة أم مقرونة بامتٌاز أو بضمان‪ ،‬وتؤتً بعد‬
‫هذه الطابفة الدابنون الذٌن نشؤت دٌونهم بعد فتح مخطط االستمرارٌة حٌث بإمكانهم متابعة‬
‫المقاولة بصفة فردٌة القتضاء هذه الدٌون‪ ،‬أما الطابفة الثالثة فهم الدابنون الذٌن نشؤت دٌونهم قبل‬
‫فتح مسطرة المعالجة حٌث ٌتعٌن علٌهم لسداد دٌونهم التصرٌح بها لدى السندٌك داخل اآلجال‬
‫القانونٌة تحت طابلة سقوطها وفقا للمادة <>< من مدونة التجارة‪.‬‬

‫وضعٌة المقاولة خالل تنفٌذ مخطط االستمرارٌة‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫ٌتضمن مخطط االستمرارٌة عدة إجراءات تجاه المقاولة المعنٌة باألمر‪ ،‬مما ٌفرض علٌها‬
‫أن تنفد التزاماتها وفق الكٌفٌات والشروط المحددة فً هذا المخطط وإال تم فسخه من طرؾ‬
‫المحكمة التجارٌة المفتوحة أمامها المسطرة ‪.65‬‬
‫ومن بٌن هذه اإلجراءات ‪:‬‬

‫‪ -7‬توقٌؾ أو إضافة أو تفوٌت بعض قطاعات نشاط المقاولة و المقصود بالتفوٌت هنا‬
‫الجزبً‪.‬‬

‫‪ٌ -8‬مكن للمحكمة عدم تفوٌت األموال التً تعتبرها ضرورٌة الستمرارٌة المقاولة لمدة‬
‫تحددها وال ٌمكن مخالفة المنع المذكور إال بترخٌص منها‪.‬‬

‫‪ٌ -9‬مكن للمحكمة بوقؾ آثار منع إصدار شٌكات الصادر ضد المقاولة سابقة لحكم التسوٌة‬
‫القضابٌة‪.‬‬
‫وقد وضع المشرع حدا أقصى لمدة مخطط االستمرارٌة وهو عشر سنوات وذلك بموجب‬
‫المادة <?; من مدونة التجارة التً تنص على أنه "تحدد المحكمة مدة مخطط اإلستمرارٌة على‬
‫‪66‬‬
‫أال ٌتجاوز عشر سنوات"‬
‫وتبقى محكمة المسطرة الجهة الوحٌدة التً لها حق فسخ مخطط اإلستمرارٌة دون ؼٌرها‬
‫ؼٌر أنه ال ٌتؤتى لها تقرٌر هذا الجزاء إال بعد االستماع للسندٌك تحت طابلة بطبلن الحكم وترجع‬
‫الصفة للمطالبة بفسخ مخطط االستمرارٌة بصورة أساسٌة للدابنٌن باعتبارهم المتضررٌن‬
‫األساسٌن من إخبلل المدٌن ببنود المخطط‪ ،‬إال أن المحكمة ٌحق لها أن تقرر الفسخ المذكور من‬
‫تلقاء نفسها‪.‬حٌث جاء فً حكم المحكمة التجارٌة بؤكادٌر‪:‬‬

‫وحٌث أنه طبقا للمادة ‪ <88‬من مدونة التجارة فإنه إذ لم تنفد المقاولة التزاماتها المحددة فً‬
‫المخطط ٌمكن للمحكمة أن تقضً تلقابٌا أو بطلب من أحد الدابنٌن و بعد االستماع إلى السندٌك‬
‫بفسخ مخطط االستمرارٌة وتقرر التصفٌة القضابٌة للمقاولة‬

‫‪65‬‬
‫ذ‪.‬محمد الفروجً م‪.‬س ص ‪:78‬‬
‫‪66‬‬
‫د‪.‬خدٌجة مضً م س ص <‪78=-78‬‬

‫‪28‬‬
‫وحٌث إن مسؤلة خطورة التقصٌر فً تنفٌذ التعهدات التً ٌنطوي علٌها مخطط‬
‫االستمرارٌة تخضع للسلطة التقدٌرٌة للمحكمة وٌمكن استخبلصها من عدة مإشرات‪......‬‬
‫وحٌث أنه وبالرجوع إلى وثابق الملؾ وخاصة تقرٌر السندٌك المكلؾ بتنفٌذ و مراقبة مخطط‬
‫االستمرارٌة ٌتضح أن المقاولة أخلت ببنود هذا المخطط مما ٌجعل تسوٌة الوضعٌة مستحٌبل‬
‫وٌتعٌن بالتالً إعمال مقتضٌات المادة ‪ <88‬والحكم تبعا لذالك بفسخ المخطط‪.67‬‬

‫وفً حكم أخر للمحكمة التجارٌة بؤكادٌر‪:‬‬


‫حٌث أن الطلب ٌهدؾ إلى الحكم بفسخ مخطط االستمرارٌة المحصور بمقتضى الحكم عدد‬
‫‪ ?:‬الصادر بتارٌخ <‪ 8877/?/‬بملؾ صعوبات المقاولة عدد =‪ 888:/7‬و الحكم تبعا لذلك‬
‫بالتصفٌة القضابٌة للشركة مع ما ٌترتب عن ذلك قانونا‬
‫وحٌث أكد السندٌك فً تقارٌره المدرجة بالملؾ بؤن المقاولة لم تنفد أي بند من بنود‬
‫المخطط ولم تود أي قسط من األقساط الحالة مند حصر المخطط‪.‬‬
‫وحٌث إن مسؤلة عدم تنفٌذ التعهدات التً ٌنطوي علٌها المخطط تخضع للسلطة التقدٌرٌة‬
‫للمحكمة‪ ،‬وقد استقر الفقه و القضاء المقارن على أنه ٌحكم بفسخ المخطط إذا كان عدم تنفٌذ‬
‫مقتضٌاته ٌكتسً طابع النشاط‪.‬‬
‫وحٌث إنه استنادا لكون المقاولة لم تإد مجموعة من األقساط دٌون مخطط االستمرارٌة‬
‫المستحقة و الحالة لفابدة الشركة المدعٌة‪ ،‬وبالتالً فإن عدم تنفٌذ المقاولة اللتزاماتها ٌبقى تابتا مما‬
‫ٌتعٌن معه إعمال مقتضٌات المادة ‪ <88‬والحكم تبعا لذالك بفسخ مخطط االستمرارٌة‪.68‬‬

‫وٌبدو إن الجزاء الذي قرره المشرع إلخبلل المقاولة بمخطط االستمرارٌة قاسً جدا بحٌث‬
‫أنه رتب على فسخ مخطط االستمرارٌة الحكم بالتصفٌة القضابٌة مباشرة‪ ،‬وهو ما ٌجعلنا نتساءل‬
‫عن المانع الذي حال دون تقرٌر الحل الثانً المتمثل فً تفوٌت المقاولة ألحد من األؼٌار‪ ،‬لما فٌه‬
‫من حماٌة للمقاولة وللٌد العاملة‪.‬‬

‫‪ : 2‬مخطط التفوٌت‬

‫ٌهدؾ التفوٌت إلى اإلبقاء على النشاط الذي من شؤنه أن ٌستؽل بشكل مستقل و المحافظة‬
‫على كل أو بعض مناصب الشؽل الخاصة بذلك النشاط‪ ،‬وإبراء ذمة المقاولة من الخصوم ( المادة‬
‫‪ <89‬فقرة ‪ ) 7‬وتوزٌع ثمن التفوٌت بٌن الدابنٌن حسب مرتبتهم ( المادة ;‪ <7‬فقرة ‪ ) 7‬أي‬
‫تصفٌة الخصوم‪.‬‬
‫وجعل المشرع التفوٌت على نوعٌن‪ ،‬ابتؽاء المرونة والفعالٌة والمحافظة على الشؽل‬
‫وتصفٌة الخصوم‪ ،‬فقد ٌكون التفوٌت إما كلٌا وإما جزبٌا وكبلهما ٌضعان حد لنشاط المقاول‬
‫‪67‬‬
‫حكم المحكمة التجارٌة بؤكادٌر رقم >? بتارٌخ ‪ 887;/8</98‬ملؾ رقم ‪ 9=/77;9‬أشار إلٌه ذهشام البخفاوي‪ ،‬م‪،‬س‪ ،‬ص ‪787‬‬
‫‪68‬‬
‫حكم المحكمة التجارٌة بؤكادٌر رقم ‪788‬بتارٌخ ‪ 887;/8</98‬ملؾ رقم =‪ 887:/99/:8‬أشار إلٌه ذ هشام البخفاوي‪ ،‬م‪،‬س‪ ،‬ص ‪788‬‬

‫‪29‬‬
‫المدٌن و ملكٌته للمقاولة‪،‬خبلفا للتفوٌت الجزبً الذي ٌجري به العمل فً نظام استمرارٌة‬
‫المقاولة‪ ،‬ذلك التفوٌت الجزبً الذي ٌجري به للمقاولة طبقا للفقرة الرابعة من المادة ‪ ;?8‬التً‬
‫جاء فٌها " ترفق هذه االستمرارٌة بتوقٌؾ أو إضافة أو تفوٌت بعض قطاعات النشاط إن اقتضى‬
‫‪69‬‬
‫الحال‪"....‬‬

‫بالرجوع إلى الفقرة التانٌة من المادة ‪ <89‬من مدونة التجارة ٌتضح أن تفوٌت المقاولة كحل‬
‫من حلول مسطرة التسوٌة القضابٌة قد ٌكون كلٌا وقد ٌكون جزبٌا ‪.‬‬
‫ففً حالة التفوٌت الكلً فإنه ٌنصب على جمٌع ممتلكات المقاولة عقارات أم منقوالت‬
‫سندات وعقود وؼٌرها بشكل تنتقل معها إلى الؽٌر الذي قد ٌكون واحد أو متعدد شخصا طبٌعٌا أو‬
‫معنوٌا‪ ،‬أما األمبلك ؼٌر مضمنة فً مخطط التفوٌت فتباع فً ؼٌاب مخطط لئلستمرارٌة وفق‬
‫الكٌفٌة والطرق المنصوص علٌها بشؤن التصفٌة القضابٌة‪.‬‬
‫‪70‬‬
‫وٌمارس السندٌك فً هذه الحالة كل الحقوق وٌقٌم كل الدعاوى الخاصة بالمقاولة‬
‫وٌترتب عن التفوٌت الكلً للمقاولة عدة نتابج هً التالٌة ‪:‬‬

‫‪ٌ - 7‬إدي التفوٌت الكامل لممتلكات شركة تجارٌة إلى حل هذه الشركة ( المادة ?‪ <8‬فقرة‬
‫‪ 9‬من مدونة التجارة )‪.‬‬

‫‪ -8‬ال ٌجبر دابنو المقاولة المفوتة – سواء كانت فردٌة أو جماعٌة فً شكل شركة أم ال –‬
‫إلى شركة ما على تحوٌل حقوقهم أو دٌونهم إلى أنصبة أو أسهم أو سندات قرض قصد الشركة‬
‫المفوتة إلٌها المقاولة المعنٌة‪.‬‬

‫‪ٌ -9‬تمٌز تفوٌت المقاولة عن تفوٌت األصل التجاري فً أن التفوٌت المقاولة قد ٌتضمن‬
‫عناصر ال ٌمكن أن تدخل فً تؤلٌؾ األصل التجاري كالعقارات والعقود وؼٌرها ودلك للمحافظة‬
‫‪71‬‬
‫على النشاط‬
‫أما إذا اقتصر األمر على تفوٌت المقاولة جزبٌا فإنه ٌجب أن ٌإدي إلى إنقاص قٌمة‬
‫األموال ؼٌر المنقولة وٌجب أن ٌتعلق بمجموع عناصر اإلنتاج التً تكون قطاع أو عدة قطاعات‬
‫ألوجه النشاط كاملة ومستقلة‪.‬‬

‫وٌتبٌن من خبلل قراءة الفقرة الثانٌة من المادة ‪ <89‬من مدونة التجارة أن المشرع‬
‫المؽربً وضع معٌارٌن هامٌن ألجراء التفوٌت الجزبً ‪:‬‬

‫‪ٌ - 7‬جب أال ٌإدي التفوٌت الجزبً إلى إنقاص قٌمة األموال ؼٌر المنقولة‬

‫‪69‬‬
‫ذ احمد شكري السباعً م‪.‬س ص <<‪:‬‬
‫‪70‬‬
‫ذ محمد كرام م‪.‬س ص <‪78‬‬
‫‪71‬‬
‫ذ أحمد شكري السباعً م‪.‬س ص=<‪:‬‬

‫‪30‬‬
‫‪ -8‬أن ٌقع التفو ٌت الجزبً على مجموع عناصر اإلنتاج التً تكون قطاعا أو عدة قطاعات‬
‫( الفروع) ألوجه النشاط كاملة و مستقلة كقطاع تركٌب السٌارات أو قطاع لصنع العجبلت‪.‬‬
‫ٌتعٌن على المحكمة عندما تقرر اعتماد مخطط التفوٌت المقاولة أو الشركة‪ ،‬أن تحدد فً‬
‫الحكم ذاته الذي ٌحصر هذا المخطط‪ ،‬أهداؾ ومضامٌن التفوٌت واإلجراءات الكفٌلة بإنجاز‬
‫عملٌاته‪ ،‬ومع نشر إعبلن بهدؾ التفوٌت فً صحٌفة ٌومٌة مخول لها نشر اإلعبلنات القانونٌة أو‬
‫فً الجرٌدة الرسمٌة لمدة معٌنة‪،‬كما ٌتعٌن على السندٌك السهر على تعلٌق نسخة من هذا اإلعبلن‬
‫على اللوحة المعدة لهذا الؽرض بالمحكمة‪ ،‬وإعبلم المراقبٌن وربٌس المقاولة بتارٌخ تلقً‬
‫‪72‬‬
‫العروض‪ ،‬وؼٌر ذلك من اإلجراءات الكفٌلة بإنجاح عملٌات التفوٌت‬

‫وعلى أٌة حال فإن العرض ٌجب أن ٌتضمن البٌانات المنصوص علٌها فً المادة ‪ <8:‬من‬
‫مدونة التجارة وهً ‪ :‬التوقعات الخاصة بالنشاط والتموٌل – تمن التفوٌت وكٌفٌة سداده – تارٌخ‬
‫إنجاز التفوٌت – مستوى التشؽٌل وآفاقه حسب النشاط المعنً‪ -‬الضمانات المقدمة لجل ضمان‬
‫تنفٌذ العرض – توقعات بٌع األصول خبلل السنتٌن للتفوٌت‪.‬‬
‫وٌجب أن ترفق بالعرض الوثابق الخاصة بالسنوات المالٌة الثبلثة األخٌرة للمقاولة حٌنما‬
‫ٌكون صاحب العرض ملزما بإعدادها‪.‬‬
‫والمحكمة لها سلطة تقدٌرٌة فً اختٌار أحسن العروض وهً مقٌدة أن ٌتضمن العرض مدة‬
‫أطول الستقرار التشؽٌل وأداء مستحقات الدابنٌن‪ .‬وللمحكمة أن تحدد بعض العقود وتشملها‬
‫بالتفوٌت دون إرادة المفوت إلٌه وهً العقود الواردة فً المادة <‪ <8‬من مدونة التجارة و المتمتلة‬
‫فً عقود االبتمان اإلٌجاري وعقود الكراء وعقود التزوٌد بالسلع أو الخدمات الضرورٌة‪.‬‬
‫أ ‪ -‬آثار التفوٌت‬

‫لقد عمل المشرع فً المواد من ‪ <78‬إلى ‪ <7:‬من مدونة التجارة على وضع مجموعة من‬
‫االلتزامات على عاتق المفوت إلٌه وذلك ضمانا لتحقٌق أهداؾ مخطط التفوٌت فً أحسن‬
‫األحوال‪ ،‬وٌؤتً على رأسها عدم إمكانٌة المفوت إلٌه ما دام لم ٌدفع ثمن التفوٌت كامبل تفوٌت‬
‫األمبلك المادٌة والمعنوٌة أو منحها ضمانة أو إكراإها ألجل التسٌر باستثناء المحزونات‪ .‬إال إذا‬
‫حصل على إذن وترخٌص المحكمة بناء على تقرٌر السندٌك‪ ،‬وٌجوز للمحكمة أٌضا أن تقرر‬
‫مخطط التفوٌت بشرط ٌجعل كل األموال المفوتة أو بعضها ؼٌر قابلة للتفوٌت لمدة تحددها‬
‫المحكمة‪.‬‬
‫وٌترتب عن اإلخبلل المفوت بهذه اإللتزمات وقٌامه بالتصرفات الممنوعة المذكورة إمكانٌة‬
‫تقرٌر بطبلن العقود بناء على طلب كل ذي مصلحة‪ ،‬ؼٌر أنه ٌتعٌن تقدٌم دعوى اإلبطال هذه‬
‫داخل أجل ثبلثة سنوات ابتداء من إبرام العقد أو نشره عمبل بالمادة ‪ <78‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫د‪.‬خدٌجة مضً م‪.‬س ص ‪799‬‬

‫‪31‬‬
‫ٌترتب عن التفوٌت الكلً أتثرٌن أساسٌن بالنسبة للدابنٌن‪:‬‬

‫استحقاق الدٌون الؽٌر الحالة عمبل بالمادة ;‪ 8/<7‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫توزٌع ثمن التفوٌت بٌن الدابنٌن حسب مرتبتهم ;‪.7/<7‬‬

‫وبمجرد توزٌع هذا الثمن على الدابنٌن فإن المحكمة تصدر حكما بقفل المسطرة التً تنتهً‬
‫معها مهمة السندٌك‪.‬‬

‫ثاَيا‪ :‬انتصفيت انقضائيت‬


‫من المعلوم أن التصفٌة القضابٌة تشكل شبحا ٌضل ٌهدد المقاولة المتوقفة عن الدفع منذ رفع‬
‫دعاوى فتح المسطرة إلى ؼاٌة إقفال التسوٌة القضابٌة التً تتم إما عن طرٌق اعتماد مخطط‬
‫االستمرارٌة أو عن طرٌق اعتماد مخطط التفوٌت‪ ،‬وذلك بناء على التقرٌر الذي ٌعده السندٌك‪،‬‬
‫كما أن المحكمة التجارٌة المختصة ٌمكنها أن تنطق بالتصفٌة القضابٌة منذ البداٌة إذا تبٌن أن‬
‫وضعٌة المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فٌه ‪ 619‬من مدونة التجارة‪ ،‬كما ٌمكنها ذلك أثناء سٌر‬
‫مسطرة التسوٌة القضابٌة سواء خبلل فترة إعداد الحل أو خبلل تنفٌذ هذا الحل الذي ٌمكن أن‬
‫ٌكون كما رأٌنا إما فً شكل مخطط استمرارٌة أو تفوٌت المقاولة‪73.‬وذلك فً الحالة التً تخل‬
‫فٌها المقاولة بالتزاماتها المسطرة فً أحد هذه الحلول‪.‬‬
‫وهذا ما قضى به حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بطنجة عندما قضت بفسخ مخطط‬
‫استمرارٌة الشركة وفتح مسطرة التصفٌة القضابٌة فً حقها التً لم تنفذ التزاماتها المحدد فً‬
‫‪74‬‬
‫مخطط االستمرارٌة‪.‬‬
‫وصدر حكم أٌضا عن المحكمة نفسها ٌقضً بفتح مسطرة التصفٌة القضابٌة فً الحالة التً‬
‫لم تحترم المقاولة الشروط المدرجة فً مخطط االستمرارٌة فً مواجهتها واعتبار تارٌخ التوقؾ‬
‫‪75‬‬
‫عن الدفع هو التارٌخ المحدد فً حكم فتح مسطرة التسوٌة تجاهها‪.‬‬
‫وبالتالً ٌمكن القول من خبلل ما سبق أن المحكمة تقضً بفتح مسطرة التصفٌة القضابٌة‬
‫متى كانت وضعٌة المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فٌه‪ ،‬إذن فما اآلثار المترتبة عن الحكم القاضً‬
‫بالتصفٌة القضابٌة (‪ )1‬وما هً إجراءاتها(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬آثار الحكم بالتصفٌة القضائٌة‪:‬‬


‫من بٌن اآلثار المترتبة عن الحكم القاضً بتصفٌة المقاولة ٌكون مشمول بالنفاذ المعجل بقوة‬
‫‪76‬‬
‫القانون وفق ما تنص علٌه المادة ‪ 728‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ -‬محمد لفروجً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.413‬‬
‫‪74‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بطنجة رقم ‪ 2015‬الصادر بتارٌخ ‪ 03‬دجنبر ‪ 2015‬ملؾ رقم ‪ ،8319/2015‬ؼٌر منشور‪.‬‬
‫‪75‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بطنجة رقم ‪ 2015‬الصادر بتارٌخ ‪ 22‬أكتوبر ‪ 2015‬ملؾ رقم ‪ ،8301/2015‬ؼٌر منشور‪.‬‬
‫‪76‬‬
‫‪ -‬تنص المادة ‪ 728‬من مدونة التجارة ما ٌلً‪" :‬تكون األحكام واألوامر الصادرة فً مادة مساطر معالجة الصعوبات والتصفٌة القضابٌة‬
‫مشمولة بالنفاذ المعجل بقوة القانون عدا تلك المشار إلٌها فً البابٌن الثانً والثالث من القسم الخامس‬

‫‪32‬‬
‫وتتلخص أهم اآلثار المترتبة عن الحكم بالتصفٌة القضابٌة فً تخلً المدٌن عن تسٌٌر‬
‫أمواله والتصرؾ فٌها‪ ،‬وبالتالً ٌصبح السندٌك هو صاحب الصفة القانونٌة لتمثٌله المادة ‪ 619‬م‬
‫‪77‬‬
‫ت‪ ،‬وفً حلول آجال الدٌون المإجلة وفً توقؾ نشاط المقاولة‪.‬‬
‫أ‪ -‬غل ٌد المدٌن‪:‬‬
‫تنص المادة ‪ 619‬من م ت فً فقرتها الثالثة والرابعة على ما ٌلً‪ٌ" :‬إدي الحكم القاضً‬
‫بالتصفٌة القضابٌة إلى تخلً المدٌن بقوة القانون عن تسٌٌر أمواله والتصرؾ فٌها وحتى تلك التً‬
‫امتلكها بؤي وجه من الوجوه مادامت التصفٌة القضابٌة لم تقفل بعد‪ ،‬وٌقوم السندٌك بممارسة‬
‫‪78‬‬
‫حقوق المدٌن وإقامة دعاوي بشؤن ذمته المالٌة طٌلة فترة التصفٌة القضابٌة‪.‬‬
‫وٌقصد بؽل الٌد رفع المدٌن المحكوم علٌه بالتصفٌة القضابٌة ٌده عن إدارة أمواله وتسٌٌرها‬
‫والتصرؾ فٌها والتقاضً بشؤنها مدعً أو مدعى علٌه بحٌث تزول صفته فً التقاضً بمجرد‬
‫صدور الحكم بالتصفٌة القضابٌة ضده‪ .‬وٌبدو أن هذا اإلجراء ال ٌعتبر جزاء ٌطال المدٌن بقدر ما‬
‫‪79‬‬
‫ٌستهدؾ من ورابه المشرع حماٌة مصالح الدابنٌن إزاء عجز المدٌن عن إدارة أمواله‪.‬‬
‫‪ -‬االستثناءات الواردة على قاعدة غل الٌد‪:‬‬
‫ورد التنصٌص على هذا االستثناء فً الفقرة األخٌرة من المادة ‪ 619‬م ت التً تنص على‬
‫ما ٌلً‪ ،‬ؼٌر أنه ٌمكن للمدٌن أن ٌمارس دعاوٌه الشخصٌة وأن ٌنتصب طرفا مدنٌا بهدؾ إثبات‬
‫إدانة مقترؾ الجناٌة أو الجنحة قد ٌكون ضحٌة أحدهما ؼٌر أنه إذا منح تعوٌضات فإنها تستخلص‬
‫لفابدة المسطرة المفتوحة‪.‬‬
‫ب‪ -‬توقف نشاط المقاولة‪:‬‬
‫ٌفٌد هذا المبدأ أنه بمجرد صدور حكم التصفٌة القضابٌة فً حق مقاولة معٌنة فإن نشاطها‬
‫ٌتوقؾ‪ ،‬إن لم تكن توقفت من ذي قبل عن هذا النشاط من تلقاء نفسها‪ ،‬ؼٌر أن المادة ‪ 620‬من م‬
‫ت وضعت استثناء مفاده استمرار نشاط المقاولة الخاضعة للتصفٌة القضابٌة إذا اقتضته المصلحة‬
‫العامة أو مصلحة الدابنٌن‪ ،‬مما ٌفٌد أن المبدأ هو التوقؾ واالستثناء هو االستمرارٌة‪ ،‬وٌظهر من‬
‫قراءة المادة ‪ 620‬من م ت أٌضا أن األمر ٌتعلق فقط باالستمرار فً نشاط المقاولة ال ببدء أو‬
‫‪80‬‬
‫إستثمار نشاط جدٌد‪.‬‬
‫وتقضً المحكمة باستمرار نشاط المقاولة إما تلقابٌا أو بناء على طلب من السندٌك أو وكٌل‬
‫الملك‪ ،‬ومما تجدر اإلشارة إلٌه أن المشرع لم ٌحدد المقصود بالمصلحة العامة ومصلحة الدابنٌن‬
‫وترك األمر لقضاة الموضوع فً نطاق سلطاتهم‪.‬‬
‫ؼٌر أن المادة ‪ 620‬من م ت استثنت ربٌس المقاولة من طلب استمرار نشاط المقاولة‪،‬‬
‫بحٌث ال ٌمكن التقدم بطلب مباشرة بذلك للمحكمة‪ 81،‬وإال كان مآله عدم القبول مما ٌقودنا إلى‬

‫‪77‬‬
‫‪ -‬مجلة المحامً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.20‬‬
‫‪78‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 619‬من مدونة التجارة‪.‬‬
‫‪79‬‬
‫‪ -‬محمد كرم‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.112-111‬‬
‫‪80‬‬
‫‪ -‬أحمد شكري السباعً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.19‬‬
‫‪81‬‬
‫‪ -‬هذا ما سارت علٌه محكمة االستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء فً قرار عدد ‪ 2007/3474‬الصادر بتارٌخ ‪ 2007/06/22‬فً الملؾ رقم‬
‫‪ 2351/07/2011‬منشور بالموقع االلكترونً ‪.AdalaJustice.gov.ma‬‬

‫‪33‬‬
‫طرح تساإل لماذا المشرع استثنى ربٌس المقاولة من رفع طلب إلى المحكمة الستمرار نشاط‬
‫المقاولة؟‬
‫ت‪ -‬حلول آجال الدٌون المؤجلة‪:‬‬
‫نصت المادة ‪ 627‬من م ت فً هذا اإلطار على أنه ٌترتب عن الحكم القاضً بفتح مسطرة‬
‫التصفٌة القضابٌة‪ ،‬حلول آجال الدٌون المإجلة "ٌترتب عن الحكم القاضً بفتح التصفٌة القضابٌة‬
‫حلول آجال الدٌون المإجلة" وٌبدو هذا األمر نتٌجة طبٌعٌة لهذا الحكم على اعتبار أن وصول‬
‫المقاولة إلى مرحلة التصفٌة القضابٌة ٌفٌد قرب نهابٌا ووفاتها‪ .‬وذلك من أجل تحدٌد حجم‬
‫‪82‬‬
‫الخصوم المستحقة على المقاولة ومداها وحفاظا على مصالح الدابنٌن ومصلحة المقاولة‪.‬‬
‫وقد جاءت صٌاؼة المادة ‪ 627‬من م ت عامة بخصوص طبٌعة الدٌون التً تحل أجلها‬
‫بصدور حكم فتح مسطرة التصفٌة القضابٌة بحٌث تتمثل جمٌع أنواع الدٌون باختبلؾ طبٌعتها‬
‫المدنٌة أو التجارٌة وباختبلؾ درجاتها سواء كانت عادٌة أو مقرونة بضمانات أو ممتازة‪ ،‬كما‬
‫تشمل هذه المادة جمٌع أنواع اآلجال سواء كانت قانونٌة أو اتفاقٌة أو قضابٌة‪.‬‬
‫‪ -2‬إجراءات التصفٌة القضائٌة‪:‬‬
‫تتمثل إجراءات التصفٌة القضابٌة فً آلٌتٌن ربٌسٌتٌن تتمثبلن فً تحقٌق أصول المقاولة ثم‬
‫تصفٌة خصومها‪.‬‬
‫أ‪ -‬تحقٌق أصول المقاولة‪:‬‬
‫تعرض المشرع من خبلل المواد ‪ 622‬إلى ‪ 629‬لؤلحكام المتعلقة ببٌع أصول المقاولة فً‬
‫طور التصفٌة وٌتبٌن من خبلل هذه المواد أن هذا البٌع ٌتخذ أشكال متعددة حسبما إذا تعلق األمر‬
‫بعقارات أو تفوٌت وحدات إنتاج أو بٌع منقوالت وفك األموال المرهونة‪.‬‬
‫‪ ‬بٌع العقارات‪:‬‬
‫ٌتم بٌع العقار فً شكل مزاٌدة علنٌة وفق اإلجراءات الواردة فً باب الحجز العقاري‪،‬‬
‫المنصوص علٌها فً الفصل ‪ 469‬من ق‪ .‬م‪ .‬م وذلك تحت مراقبة القاضً المنتدب الذي ٌحدد‬
‫الثمن االفتتاحً للمزاٌدة والشروط األساسٌة وكذلك شكلٌات الشهر وذلك بعد االستماع إلى ربٌس‬
‫المقاولة والسندٌك أو استدعابهم بصفة قانونٌة واالستماع إلى مبلحظة المراقبٌن‪ ،‬وقد ٌتخذ البٌع‬
‫شكل مزاٌدة ودٌة‪ 83،‬وبالثمن الذي ٌحدده القاضً المنتدب‪ ،‬كما ٌمكن أن ٌتم البٌع بالتراضً وفقا‬
‫للثمن والشروط التً ٌحددها هو أٌضا‪ ،‬إذا كان من شؤن طبٌعة ومحتوى العقارات وموقعها أو‬
‫العروض المقدمة إتاحة التوصل إلى تفوٌت ودي بؤفضل الشروط‪ ،‬وفً هذه الحالة ‪ -‬المزاٌدة‬
‫الودٌة ‪ٌ -‬مكن اللجوء دابما إلى تعلٌة المزاد‪.‬‬
‫‪ ‬التفوٌت الشامل لوحدات اإلنتاج‪:‬‬
‫نظرا لما تشكله المقاولة داخل النسٌج االقتصادي‪ ،‬قرر المشرع فً المادة ‪ 623‬من م ت‬
‫إمكانٌة التفوٌت الشامل لكل أو بعض وحدات اإلنتاج المكونة من جزء أو مجموع األصول‬

‫‪82‬‬
‫‪ -‬عبلل فالً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.322-321‬‬
‫‪83‬‬
‫‪ -‬المادة ‪ 622‬من مدونة التجارة‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫المنقولة أو العقارٌة بشكل ٌحافظ على نشاط المقاولة بصفة كلٌة أو جزبٌة‪ ،‬وعلى مناصب الشؽل‬
‫وعلى الزبناء‪.‬‬
‫وٌتم التفوٌت وفق مسطرة ٌسهر علٌها السندٌك الذي ٌسعى إلى الحصول على عروض‬
‫التملك وٌحدد األجل الذي ٌمكنه خبلله استبلم هذه العروض‪ ،‬ولقبول العرض ٌجب أن ٌكون‬
‫كتابٌا وان ٌشمل على البٌانات المنصوص علٌها فً البنود من ‪ 1‬إلى ‪ 5‬من المادة ‪ 604‬من م ت‪.‬‬
‫وٌتم إٌداع العرض لدى كتابة ضبط المحكمة التجارٌة‪ ،‬حٌث ٌمكن لكل معنً اإلطبلع علٌها‬
‫وٌبلػ القاضً المنتدب بهذا العرض‪.‬‬
‫وٌبقى للقاضً المنتدب اختٌار العرض الجدي وٌمكن فً أفضل الظروؾ من ضمان‬
‫‪84‬‬
‫إستمرارٌة التشؽٌل والوفاء للدابنٌن‪ ،‬وٌقدم السندٌك تقرٌرا فً شؤن عقود التفوٌت‪.‬‬
‫‪ ‬بٌع المنقوالت وفك األموال المرهونة والمحبوسة‪:‬‬
‫باإلضافة إلى بٌع العقار وتفوٌت وحدات اإلنتاج تطرق المشرع المؽربً لبٌع منقوالت‬
‫المقاولة الخاضعة للتصفٌة القضابٌة فً المادة ‪ 624‬من م ت‪ ،‬والتً منحت صبلحٌات مهمة‬
‫للقاضً المنتدب وعلى ؼرار بٌع العقار من قبٌل صبلحٌة اختٌار طرٌقة البٌع إما عن طرٌق‬
‫المزاد العلنً أو عن طرٌق التراضً‪ ،‬ؼٌر انه ال ٌمكن أن ٌتم إال بعد االستماع إلى ربٌس‬
‫المقاولة أو استدعابه قانونٌا‪ ،‬وبعد اإلطبلع على مبلحظة المراقبٌن‪.‬‬
‫وقد منح المشرع للسندٌك وفق نص المادة ‪ 626‬من مدونة التجارة وبعد حصوله على إذن‬
‫من القاضً المنتدب بؤداء الدٌون المضمونة برهون أو حق حبس على أموال المقاولة‪ ،‬وٌجب‬
‫على السندٌك إخبار الدابن المرتهن باإلذن بفك الشًء المرهون أو المحبوس داخل أجل ‪ٌ 15‬وم‬
‫قبل تحقٌق الرهن‪ ،‬وبموجب نص المادة ‪ 626‬من م ت فً فقرتها الرابعة ٌمكن للدابن المرتهن‬
‫قبل تحقٌق الرهن المطالب بتملٌكه الشًء المرهون أو المحبوس لدٌه أداء لدٌنه الذي على المقاولة‬
‫والمضمون بالرهن أو بحق الحبس ولو لم ٌتم قبول دٌنه بعد‪.‬‬
‫ب‪ -‬تصفٌة الخصوم‪:‬‬
‫ٌعتبر مبدأ المساواة بٌن الدابنٌن من أهم المساطر خبلل مرحلة التسوٌة القضابٌة‪ 85‬ؼٌر أنه‬
‫فً مسطرة التصفٌة القضابٌة ٌعمل باألولوٌة واألفضلٌة أثناء سداد الدٌون بحسب ما إذا كانت‬
‫ممتازة أو مضمونة برهن رسمً أو حٌازي لحكم فتح المسطرة أو اقتضتها مصارٌؾ مسطرة‬
‫التصفٌة القضابٌة‪ .‬وفً نفس االتجاه ذهب القضاء بحٌث اعتبر الدٌون الناشا بصفة قانونٌة بعد‬
‫الحكم بفتح مسطرة التسوٌة القضابٌة تإدى باألسبقٌة على كل الدٌون األخرى (المادة ‪ 575‬من م‬
‫ت) والدٌون الناشبة قبل فتح المسطرة تخضع إللزامٌة التصرٌح بها لدى السندٌك (المادة ‪686‬‬
‫من م ت) ومن ثم فإن أمر القاضً المنتدب برفع الحجز على مبلػ الضرابب الناشبة قبل حكم فتح‬
‫‪86‬‬
‫المسطرة ٌكون صحٌحا ٌتعٌن تؤٌٌده والضرابب الناشبة بعد الحكم ٌبقى الحجز علٌها قابما‪.‬‬
‫واعتمادا على مقتضٌات المادة ‪ 630‬من م ت فإنه بٌع أصول المقاولة والحسم نهابٌا فً‬
‫ترتٌب الدابنٌن أصحاب الرهون الرسمٌة واالمتٌازات‪ ،‬فإن الحاصلٌن منهم على رؼبة مناسبة‪ ،‬ال‬
‫‪84‬‬
‫‪ -‬عبلل فالً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.325‬‬
‫‪85‬‬
‫‪ -‬هشام البخفاوي ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪86‬‬
‫‪ -‬قرار محكمة االستبناؾ التجارٌة بفاس رقم ‪ 26‬الصادر بتارٌخ ‪ 2005/04/13‬ملؾ عدد ‪.2005/5‬‬

‫‪35‬‬
‫ٌتقاضون مبلػ ترتٌبهم الرهنً فً التوزٌع إال بعد خصم المبالػ التً سبق لهم أن تقاضوها‪ ،‬حٌث‬
‫ٌستفٌد الدابنون العادٌون من هذه المبالػ المخصومة‪.‬‬
‫ومهما ٌكن من أمر فبل توزع مبالػ األصول على الدابنٌن كٌفما كانت طبٌعة الدٌن أو‬
‫مرتبته‪ ،‬إال بد خصم مصارٌؾ ونفقات التصفٌة القضابٌة‪ ،‬واإلعانات المقدمة لربٌس المقاومة‪ ،‬أو‬
‫مسٌرٌها أو عاببلتهم والمؤذون بها من طرؾ القاضً المنتدب وكذا المبالػ تقاضاها الدابنون‬
‫أصحاب اإلمتٌاز‪ ،‬كما ٌتم وضع جزء من مبلػ األصول كاحتٌاطً ٌكون موازٌا للدٌون التً لم‬
‫‪87‬‬
‫ٌتم البث نهابٌا بشؤن قبولها وال سٌما أجور المسٌرٌن‪.‬‬

‫قفل التصفٌة‬
‫حسب المادة ‪ 635‬من م ت ٌمكن للمحكمة التجارٌة المفتوحة أمامها المسطرة أن تقضً فً‬
‫أي وقت ولو تلقابٌا بإقفال التصفٌة القضابٌة بعد استدعاء ربٌس المقاولة الخاضعة لهذه التصفٌة‬
‫وبعد تقرٌر القاضً المنتدب وذلك الحالتٌن التالٌتٌن‪:‬‬
‫‪ -‬إذا لم ٌبقى تمت خصوم واجبات األداء أو توفر السندٌك على المبالػ الكافٌة لتؽطٌة‬
‫دٌون الدابنٌن‪.‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ -‬إذا استحال االستمرار فً القٌام بعملٌة التصفٌة القضابٌة لعدم كفاٌة األصول‪.‬‬
‫وفً الحالتٌن معا ٌقوم السندٌك بتقدٌم تقرٌر فً شؤن الحسابات كما تنص على ذلك المادة‬
‫‪ 636‬من م ت "ٌقدم السندٌك إحصاء أصول المقاولة وخصومها وجمٌع التصرفات واألداءات‬
‫التً قام بها وكل ما ٌتعلق بالعملٌات التً تتطلبها إجراء التصفٌة‪ .‬وبعد تقدٌم هذا الحساب ٌنتهً‬
‫مهام السندٌك‪.‬‬
‫وفً األخٌر ٌعمل السندٌك المصفً على نشر إعبلن قفل التصفٌة‪ ،‬موقع من طرفه وذلك‬
‫‪89‬‬
‫فً الصحٌفة المخول لها نشر اإلعبلنات القانونٌة وفً الجرٌدة الرسمٌة‪.‬‬

‫انًبذث انثاَي‪ :‬اإلطار انقاَىَي نًساطر صعىباث انًقاونت‬


‫نظرا للدور االقتصادي الذي تلعبه المقاوالت تدخل المشرع أوالها بحماٌة خاصة عن‬
‫طرٌق سن مجموعة من القوانٌن منها ما هو خاص (المطلب األول ) ومنها ما هو عام (المطلب‬
‫الثانً)‪.‬‬

‫انًطهب األول‪:‬انقىاَيٍ انخاصت‬


‫نظم المشرع المؽربً قضاٌا صعوبات المقاولة بموجب مجموعة من القوانٌن الخاصة من‬
‫أهمها مدونة التجارة باعتبارها الشرٌعة العامة لها –الفقرة األولى‪ -‬كما جعل االختصاص‬
‫القضابً فً قضاٌا صعوبات المقاولة للمحاكم التجارٌة (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬
‫‪87‬‬
‫‪ -‬خدٌجة مضً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.125‬‬
‫‪88‬‬
‫‪ -‬محمد الفروجً‪ ،‬م س‪ ،‬ص ‪.422‬‬
‫‪89‬‬
‫‪ -‬خدٌجة مضً‪ :‬م س‪ ،‬ص ‪.126-125‬‬

‫‪36‬‬
‫انفقرة األونً‪ :‬يذوَت انتجاريت‬
‫ٌعد المؽرب من بٌن الدول التً شنت حملة تشرٌعٌة مكثفة استهدفت جمٌع المجاالت‬
‫االقتصادٌة والتجارٌة‪ .‬بحٌث تدخل المشرع المؽربً إللؽاء القانون التجاري القدٌم وإحبلل محله‬
‫مدونة جدٌدة قادرة على مواكبة التطور الذي ٌعرفه العالم فً إطار اللٌبرالٌة االقتصادٌة ‪.‬‬

‫وتعتبر مدونة التجارة لسنة <??‪ 7‬بمثابة الشرٌعة العامة لمساطر صعوبات المقاولة حٌث‬
‫عمل المشرع المؽربً على تخصٌص الكتاب الخامس من المدونة المذكورة لصعوبات المقاولة إذ‬
‫نظمها بموجب المواد من ;‪ ;:‬إلى ‪.=98‬‬

‫وبالرجوع إلى الكتاب الخامس من مدونة التجارة نجد المشرع قد قسم هذا الكتاب إلى ستة‬
‫أقسام حٌث خص القسم األول لمساطر الوقاٌة من صعوبات المقاولة والقسم الثانً لمساطر‬
‫المعالجة أما باقً األقسام فقد خصها للقواعد المشتركة لمساطر المعالجة والتصفٌة القضابٌة وكذا‬
‫العقوبات المتخذة ضد مسٌري المقاولة وطرق الطعن‪.‬‬

‫أوال‪ :‬يساطر انىقايت‬


‫مٌز المشرع فً مساطر الوقاٌة بٌن الوقاٌة الداخلٌة والوقاٌة الخارجٌة حٌث تناول األولى‬
‫فً الباب األول من القسم األول بموجب المادتٌن <‪;:‬و=‪ ;:‬م ت‪.‬‬

‫إذ أوجب على المقاولة أن تقوم بنفسها عن طرٌق الوقاٌة الداخلٌة بتصحٌح ما من شؤنه‬
‫اإلخبلل باستمرارٌة استؽبللها وأوكل تحرٌك هذه المسطرة إلى كل من مراقب الحسابات إن وجد‬
‫أو أي شرٌك فً الشركة‪.‬‬
‫كما خص الباب الثانً من نفس القسم للوقاٌة الخارجٌة والتسوٌة الودٌة‪ ،‬وهذا ٌوحً بؤن‬
‫المشرع المؽربً كان واعٌا بإمكانٌة فشل مسطرة الوقاٌة الداخلٌة فمنح للمقاولة إمكانٌة تصحٌح‬
‫كل ما من شؤنه أن ٌإدي إلى توقؾ نشاطها بمساعدة أجهزة خارجٌة تمثلت فً ربٌس المحكمة‬
‫التجارٌة (المادة >‪ );:‬والوكٌل الخاص الذي ٌعٌن من طرؾ ربٌس المقاولة والدابنٌن سواء كانوا‬
‫عادٌٌن أو ربٌسٌٌن بمساعدة المصالح الذي ٌعٌن من طرؾ ربٌس المقاولة‪.‬‬
‫وٌستشؾ مما سبق الدور الجدٌد الذي أصبح ٌتقلده القضاء بحٌث لم ٌعد ٌقتصر دوره على‬
‫البث فً النزاعات بل أضحى ٌقوم بؤدوار جدٌدة تساهم فً تنمٌة المقاوالت واستمرارٌتها وكذا‬
‫تشجٌع االستثمارات‪.‬‬

‫‪37‬‬
‫ثاَيا‪ :‬يساطر انًعانجت‬
‫خصص المشرع القسم الثانً من الكتاب الخامس لمساطر المعالجة من صعوبات المقاولة‬
‫إذ تناول فً الباب األول من القسم الذكور شروط فتح مسطرة المعالجة‪ 90‬و األشخاص الذٌن ٌحق‬
‫لهم تقدٌم طلب فتح هذه المسطرة‪.91‬‬

‫كما أشار إلى بعض الحاالت الخاصة فً المادتٌن ‪;<:‬و;<; حٌث تعرض فً األولى‬
‫لحالة التاجر أو الحرفً الذي وضع حدا لنشاطه التجاري أو الذي توفً فً حٌن تناولت الثانٌة‬
‫حالة الشرٌك المتضامن الذي انسحب من الشركة ‪.‬‬
‫أما الباب الثانً من القسم الثانً فقد خصه للتسوٌة القضابٌة‪ ،‬حٌث عنون الفرع األول من‬
‫الفصل األول من الباب الثانً " باستمرارٌة المقاولة " إذ أن المحكمة التجارٌة عندما تقضً بفتح‬
‫مسطرة التسوٌة القضابٌة فً مواجهة المقاولة فإن نشاط المقاولة ال ٌتوقؾ وتتابع نشاطها بعد‬
‫إصدار الحكم بالتسوٌة القضابٌة وتتابع نشاطها بعد إصدار الحكم بالتسوٌة القضابٌة (المادة‬
‫‪.);=7‬‬

‫أما الفرع الثالث من القسم الثانً من الباب الثانً فقد تطرق فٌه "إلعداد الحل "إذ أوجب‬
‫على السندٌك أن ٌعد تقرٌرا ٌبٌن فٌه الموازنة المالٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة للمقاولة ‪.‬وذلك‬
‫بمشاركة ربٌس المقاولة وبالمساعدة المحتملة لخبٌر أو عدة خبراء وعلى ضوء هذه الموازنة‬
‫ٌقترح السندٌك إما مخططا للتسوٌة ٌضمن فٌه استمرارٌة المقاولة أو تفوٌتها إلى أحد األؼٌار أو‬
‫التصفٌة القضابٌة (المادة ?=;) وتعرض هذه االقتراحات على القاضً المنتدب ‪.‬‬

‫أما الفصل الثانً من القسم الثانً (من المادة ‪ ;?8‬إلى >‪ )<7‬فقد تطرق فٌه الختٌار الحل‬
‫إذا تقرر المحكمة إما إستمرارٌة المقاولة أو تفوٌتها أو تصفٌتها ‪.‬‬
‫‪ -‬استمرارٌة المقاولة ‪ :‬تقرر المحكمة استمرارٌة المقاولة إذا كانت هناك إمكانات جدٌة لتسوٌة‬
‫وضعها وسداد خصومها‪ 92‬وٌجب على المحكمة أن تحدد مدة مخطط االستمرارٌة على أال‬
‫ٌتجاوز عشر سنوات ‪.‬‬
‫‪ -‬تفوٌت المقاولة ‪ :‬إذا اختارت المحكمة تفوٌت المقاولة ألحد من األؼٌار فإن هذا‬
‫التفوٌت ٌهدؾ إلً الحفاظ على النشاط الذي تزاوله المقاولة وكذا الحفاظ على مناصب‬
‫الشؽل الخاصة بذلك النشاط وإبراء ذمة المقاولة من الخصوم‪.93‬‬

‫‪90‬‬
‫ٌشترط لفتح مسطرة المعالجة حسب المادة ‪ ;<8‬م ت توفر ثبلثة شروط وهً ‪:‬‬
‫‪-‬أن تكون المقاولة تجارٌة‬
‫‪-‬أن تكون المقاولة فً وضعٌة توقؾ عن الدفع ‪.‬‬
‫‪.‬‬
‫‪91‬‬
‫أعطى المشرع الحق فً تقدٌم طلب فتح المسطرة لكل من ربٌس المقاولة (‪ );<7‬الدابن و النٌابة العامة والمحكمة من تلقاء نفسها (‪-;<7‬‬
‫‪.);<9‬‬
‫‪92‬‬
‫المادة ‪ ;?8‬م ت ‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫المادة ‪ <89‬م ت ‪.‬‬

‫‪38‬‬
‫‪ -‬التصفٌة القضابٌة‪ .‬إذا تبٌن للمحكمة أن وضعٌة المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فٌه فإنها‬
‫تقضً بتصفٌتها وٌتخلى المدٌن عن تسٌر أمواله والتصرؾ فٌها وٌحل محله السندٌك بقوة‬
‫القانون وٌتم تحقٌق أصول المقاولة وتصفٌة خصومها‪.94‬‬
‫لقد تناول المشرع المؽربً القواعد المشتركة لمساطر المعالجة والتصفٌة القضابٌة فً القسم‬
‫الرابع وخص الباب األول منه ألجهزة المسطرة وأجهزة المسطرة فً القانون المؽربً هم‬
‫القاضً المنتدب( >‪ )<9‬والسندٌك (‪)<:8‬والمراقبون (;‪ <:‬م ت)‪.‬‬

‫أما القسم السادس فقد خصه المشرع للطرق الطعن فً قضاٌا صعوبات المقاولة ‪ :‬وجعل‬
‫الحكم الصادر ٌقبل جمٌع طرق الطعن سواء العادٌة – االستبناؾ والتعرض‪ -‬وؼٌر العادٌة ‪-‬‬
‫النقض وتعرض الؽٌر الخارج عن الخصومة باستثناء التماس إعادة النظر ‪-‬‬

‫انفقرة انثاَيت‪ :‬قاَىٌ ‪ 53-35‬انًتعهق بانًذاكى انتجاريت‬

‫أوال‪ :‬االختصاص انُىعي وانًذهي‬


‫أ‪ -‬االختصاص النوعً‬

‫تنص مدونة التجارة على أنه "تطبق مساطر صعوبات المقاولة على كل تاجر وكل حرفً‬
‫وكل شركة تجارٌة لٌس بمقدرهم سداد الدٌون المستحقة علٌهم عند الحلول بما فً ذلك الدٌون‬
‫الناجمة عن االلتزامات المبرمة فً إطار االتفاق الودي المنصوص علٌها فً المادة <;; أعبله"‪.‬‬

‫ومما ٌستفاد من هذه المادة ‪ ;<8‬أعبله أن ؼٌر التجار ال ٌخضعون لهذه المسطرة مهما‬
‫وصلت حدة الصعوبات التً قد ٌتعرضون لها كما أن الدعوى الداعٌة إلى فتح مسطرة التسوٌة‬
‫القضابٌة ترفع أمام المحكمة التجارٌة ولٌس أمام المحكمة المدنٌة ألن المدعى علٌه ٌكون دابما‬
‫تاجرا وأن الدٌون الربٌسٌة المترتبة على هذا األخٌر تكون أؼلبٌتها تجارٌة‪.‬‬
‫وعلى الرؼم من عدم ورود قضاٌا صعوبات المقاولة ضمن التحدٌد الذي وضعها لمشرع‬
‫فً المادة الخامسة من قانون ‪ ?;.;9‬المتعلق بإحداث المحاكم التجارٌة والذي حدد فٌها القضاٌا‬
‫التً تختص فٌها المحاكم التجارٌة فإن انعقاد االختصاص لهذه األخٌرة للبت وحدها دون ؼٌرها‬
‫فً قضاٌا صعوبات المقاولة ٌجد أساسه فً المادة ‪ 77‬من قانون إحداث المحاكم التجارٌة التً‬
‫وإن بدت كؤنها تعلق فقط باالختصاص المحلً فإنها مع ذلك تفٌد بشكل قاطع أن المحكمة‬
‫المقصودة هً المحكمة التجارٌة وذلك عندما نصت على أنه "استثناء من أحكام الفصل >‪ 8‬من‬
‫قانون المسطرة المدنٌة ترفع الدعاوى فٌما ٌتعلق بصعوبات المقاولة إلى المحكمة التجارٌة التابعة‬
‫لها مإسسة التاجر الربٌسٌة أو المقر االجتماعً للشركة " فإٌراد عبارة المحكمة التجارٌة ضمن‬

‫‪94‬‬
‫المواد ?‪,<98-<88-<7‬‬

‫‪39‬‬
‫هده المادة دلٌل واضح على أن المشرع إنما ٌرد إسناد االختصاص إلى المحكمة التجارٌة وحدها‬
‫للبت فً هده القضاٌا‪. 95‬‬
‫وتعتبر المحكمة التجارٌة المفتوحة أمامها مسطرة معالجة صعوبات المقاولة مختصة فً‬
‫النظر فً جمٌع الدعاوى المرتبطة بالمسطرة وذلك بصرؾ النظر عن موضوع الدعوى أو صفة‬
‫األطراؾ استنادا إلى المادة <<; من مدونة التجارة "تكون المحكمة المفتوحة مسطرة المعالجة‬
‫أمامها مختصة للنظر فً جمٌع الدعاوى المتصلة بها "‬
‫وتجدر اإلشارة إلى أن االختصاص النوعً فً قضاٌا صعوبات المقاولة ٌعتبر من النظام‬
‫العام ٌجوز إثارته فً أي مرحلة من مراحل التقاضً وتلقابٌا من طرؾ المحكمة فإذا عرض‬
‫الطلب مثبل على المحكمة االبتدابٌة فانه ٌتعٌن علٌها أن تثٌر تلقابٌا عدم اختصاصها حتى ولم ٌثره‬
‫الطرؾ المدعى علٌه ‪,‬وذلك نزوال عند رؼبة المشرع الذي خص المحاكم التجارٌة وحدها للبت‬
‫فً قضاٌا صعوبات المقاولة ولتعلق قانون صعوبات المقاولة بالنظام العام‪.‬‬
‫ب ‪ -‬االختصاص المكانــً‬

‫ٌقصد باالختصاص المكانً أو المحلً فً مادة صعوبات المقاولة تحدٌد المحكمة التً لها‬
‫حق النظر فً طلب افتتاح مساطر المعالجة مادمت كل محكمة تجارٌة لها دابرة نقودها حسب‬
‫مرسم >‪ 8‬أكتوبر =??‪ ، 7‬وحسب المادة ‪ 77‬من قانون رقم ‪ ?;.;9‬المتعلق بإحداث المحاكم‬
‫التجارٌة فان هذه الدعاوى ترفع للمحكمة التجارٌة التابعة لها مإسسة التاجر الربٌسٌة أو المقر‬
‫االجتماعً لشركة‪.‬باستثناء أحكام الفصل >‪ 8‬من قانون المسطرة المدنٌة‪.‬وعلٌه فبل ٌجوز طلب‬
‫بفتح المسطرة إال أمام المحكمة التجارٌة التً ٌوجد فً دابرتها المقر االجتماعً للشركة أو‬
‫المإسسة الربٌسٌة للتاجر بصفة أساسٌة وٌتم تحدٌد هذا المقر بناء على ما هو مدون فً السجل‬
‫التجاري من معلومات بهذا الخصوص ‪,‬وهذا راجع لطبٌعة هده المسطرة التً تستلزم وجود‬
‫المحكمة فً موقع ٌسمح لها مباشرة بتشخٌص الوضعٌة المالٌة للمقاولة‪.‬‬
‫إذا كان االختصاص النوعً فً قضاٌا صعوبات المقاولة من النظام العام فإن مسؤلة تعلق‬
‫االختصاص المحلً بالنظام العام كان مثار خبلؾ على ضوء المادة ‪ 78‬من القانون المحدث‬
‫للمحاكم التجارٌة التً تجٌز لؤلطراؾ االتفاق كتابة على اختٌار المحكمة التجارٌة المختصة‪.‬فهل‬
‫ٌطب ق هذا المقتضى التشرٌعً حتى على قضاٌا صعوبات المقاولة بمعنى هل ٌجوز مثبل للدابن‬
‫والمدٌن االتفاق كتابة على اختٌار محكمة تجارٌة أخرى ؼٌر المحكمة التً تتواجد بدابرة مإسسة‬
‫التاجر الربٌسٌة أو المقر االجتماعً للشركة؟‬
‫ٌجٌب الفقه المؽربً‪ 96‬بالنفً بمعنى إن االختصاص المحلً شؤنه شؤن االختصاص النوعً‬
‫من النظام العام‪ ،‬وال ٌجوز بالتالً لئلطراؾ االتفاق على اختٌار محكمة ؼٌر تلك المنصوص‬

‫‪95‬‬
‫محمد كرام مرجع سابق ص ?<‬
‫‪96‬‬
‫أحمد شكري السباعً "الوسٌط فً مسطرة الوقاٌة من الصعوبات التً تعترض المقاولة ومساطر معالجتها "الجزء الثانً الطبعة األولى دار‬
‫النشر المعرفة مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط ‪ :8888‬ص =‪88‬‬

‫‪40‬‬
‫علٌها فً المادة ‪ 77‬من قانون إحداث المحاكم التجارٌة أو المادة <<; من مدونة التجارة التً‬
‫تنص على انه "ٌكون االختصاص للمحكمة الموجودة فً مكان مإسسة التاجر الرأسٌة أو المقر‬
‫االجتماعً للشركة"‬

‫ثاَيا‪ :‬انذفع بعذو االختصاص في قضايا صعىباث انًقاونت‬


‫ٌقتضً األمر أن نمٌز‪ ،‬فٌما ٌتعلق بآثار الدفع بعدم االختصاص فً قضاٌا صعوبات‬
‫المقاولة‪ ،‬بٌن الدفع بعدم االختصاص النوعً ( أ ) والدفع بعدم االختصاص المحلً أو المكانً‬
‫(ب)‪.‬‬

‫أ‪ -‬أثر الدفع بعدم االختصاص النوعً فً قضاٌا صعوبات المقاولة‪:‬‬

‫تنص المادة > من القانون رقم ;?‪ ;9-‬على أنه " استثناء من أحكام الفصل =‪ 7‬من م م ‪،‬‬
‫ٌجب على المحكمة التجارٌة أن تبت بحكم مستقل فً الدفع بعدم االختصاص النوعً المرفوع‬
‫إلٌها وذلك داخل أجل ثمانٌة أٌام (>)‪ٌ .‬مكن االستبناؾ‪"...‬‬

‫هذا وؼالبا ما ٌثار الدفع بعدم االختصاص النوعً بالمحكمة التجارٌة بدعوى أن المدٌن ال‬
‫ٌعتبر من ضمن األشخاص الذٌن ٌمكن فتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة فً مواجهتهم‬
‫وخاصة فٌما ٌتعلق بالمدٌن الشخص الطبٌعً‪ ،‬حٌث ٌتم التمسك بعدم توفر هذا المدٌن على صفة‬
‫تاجر كما هو الشؤن مثبل بالنسبة للحالة موضوع الحكم الصادر عن المحكمة التجارٌة بالرباط‬
‫بتارٌخ <‪ 8‬أكتوبر >??‪ 7‬إذ بتت هذه المحكمة بحكم مستقل بالدفع بعدم االختصاص النوعً‬
‫المثار أمامها‪.97‬‬
‫لكن السإال الذي ٌمكن طرحه فً هذا الصدد ٌتمحور حول ما إذا كانت المحكمة التجارٌة‬
‫المرفوع إلٌها الدعاوى الرامٌة إلى الحكم بفتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ضد المدٌن‬
‫المتوقؾ عن دفع دٌونه المستحقة ملزمة‪ ،‬فً حالة معاٌنتها عدم اختصاصها النوعً للنظر فً‬
‫هذه الدعوى إما بسبب عدم توفر المدٌن المدعى علٌه على صفة تاجر أو على شكل شركة تجارٌة‬
‫وإما لكون المجموعة ذات النفع االقتصادي المدٌنة لٌس لها ؼرض تجاري‪ ،‬بإعمال المقتضٌات‬
‫المنصوص علٌها فً المادة > من قانون ;?‪ ;9-‬المتعلق بإحداث المحاكم التجارٌة‪.‬‬

‫وٌذهب بعض الفقه المغربً إلى اعتبار المحكمة التجارٌة المرفوع إلٌها الدعوى المتعلقة‬
‫بفتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة أن ال تلتزم بإتباع اإلجراءات المنصوص علٌها فً‬
‫المادة الثامنة السالفة الذكر‪ .‬ذلك أن التمسك بانعدام توفر المدٌن المدعى علٌه على الصفة‬
‫التجارٌة التً ٌتطلبه القانون لتطبٌق مساطر صعوبات المقاولة ال ٌعد فً هذه الحالة دفعا بعدم‬

‫امحمد لفروجً مرجع سابق ص ;=‬


‫‪97‬‬
‫المحكمة التجارٌة بالرباط – حكم بتارٌخ < أكتوبر >??‪ – 7‬ملؾ عدد ‪ 977-?>-:‬ؼٌر منشور أشار إلٌه امحمد لفروجً م س ص ‪.7=8‬‬

‫‪41‬‬
‫االختصاص النوعً‪ ،‬وإنما ٌعد دفعا بعدم قبول الطلب لعدم توفر شرط الصفة التجارٌة‪ .98‬ومنه‬
‫فإن االختصاص فً هذه الحالة ٌعود للمحكمة االبتدائٌة‪.‬‬
‫ب – الدفع بعدم االختصاص المحلً فً مساطر معالجة صعوبات المقاولة‬

‫على خبلؾ الدفع بعدم االختصاص النوعً الذي ٌثٌر عدة إشكاالت‪ ،‬فٌما ٌتعلق بدعاوى‬
‫مسطرة معالجة صعوبات المقاولة‪ ،‬لكونه ٌعتبر والحالة هذه دفعا بعدم قبول الطلب كما سبق أن‬
‫رأٌنا‪ ،‬مادام أن المحاكم التجارٌة هً التً تملك وحدها فً المؽرب االختصاص النوعً لفتح هذه‬
‫المسطرة‪ ،‬فإن الدفع بعدم االختصاص المحلً ال ٌثٌر إشكاالت من قبٌل ما ذكر‪ ،‬ذلك أنه ؼالبا ما‬
‫ٌتمسك المدٌن المدعى علٌه بكون مقر مإسسته الربٌسٌة أو مقره االجتماعً ال ٌقع فً دابرة نفوذ‬
‫المحكمة التجارٌة المرفوع إلٌها الدعاوى الرامٌة إلى فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة‪،‬‬
‫وإنما ٌقع فً دابرة نفوذ محكمة تجارٌة أخرى‪ ،‬مما ٌفرض على المحكمة التجارٌة التً تنظر فً‬
‫الدعاوى أن تطبق مقتضٌات الفصل <‪ 7‬من قانون المسطرة المدنٌة وذلك كلما ثبت لها أن الدفع‬
‫بعدم االختصاص المحلً المثار أمامها مبنً على أساس قانونً‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى مقتضٌات الفصل =‪ 7‬من قانون المسطرة المدنٌة الذي لم ٌستبعدها من‬
‫التطبٌق أمام المحاكم التجارٌة سوى فٌما ٌخص الدفع بعدم االختصاص النوعً‪ .‬والذي ٌنص على‬
‫أنه " ٌجب على المحكمة التً أثٌر أمامها الدفع بعدم االختصاص أن ثبت فٌه بموجب حكم مستقل‬
‫أو بإضافة الطلب العارض إلى الجوهر"‪.‬‬
‫وتطبٌقا لذلك ٌمكن للمحكمة التجارٌة‪ ،‬التً ٌقع التمسك أمامها بعدم االختصاص المحلً فً‬
‫دعاوى تتعلق بمساطر معالجة صعوبات المقاولة‪،‬أن تعتبر هذا الدفع بمثابة طلب عارض وتضمه‬
‫بالتالً إلى الجوهر لتبث فً كل ذلك بحكم واحد ‪.‬‬

‫انًطهب انثاَي‪ :‬انقىاَيٍ األخري‬

‫انفقرة األونً‪ :‬قاَىٌ انشركاث انتجاريت (‪ )59-53‬وقاَىٌ شركت انًساهًت (‪)71-53‬‬


‫لم ٌكن المؽرب ٌعرؾ تنظٌما قانونٌا للشركات قبل خضوعه للحماٌة وذلك راجع إلى أن‬
‫الببلد كانت تطبق الشرٌعة اإلسبلمٌة بحٌث عرفت جمٌع أنواع الشركات اإلسبلمٌة وعمل على‬
‫تشجٌعها كشركة المؽارسة والمضاربة أو القراض وشركة المفاوضة وشركة العناب وشركة‬
‫األبدان أو الصنابع وشركة الوجوه وبعبارة أخرى عرفت شركات األموال واألعمال فً نطاق‬
‫المفهوم اإلسبلمً وكانت هذه الشركات تثبت بكافة وسابل اإلثبات وخاصة اللفٌفٌة والشهادة‬
‫‪99‬‬
‫العدلٌة‪.‬‬

‫‪98‬‬
‫امحمد لفروجً م س ‪,7=9 -7=8‬‬
‫‪99‬‬
‫أحمد شكري السباعً ‪:‬الوسٌط فً الشركات التجارٌة والمجموعات ذات النفع االقتصادي – الجزء األول الطبعة األولى ‪ 8889‬ص ‪.79‬‬

‫‪42‬‬
‫إال أنه بعد خضوع المؽرب للحماٌة الفرنسٌة صدر أول تشرٌع منظم للشركات التجارٌة‬
‫وذلك بواسطة ظهٌر ‪ 78‬ؼشت ‪ 7?79‬المتعلق بالقانون التجاري الذي خصص الكتاب الرابع منه‬
‫للشركات التجارٌة (الفصول من ?‪8‬إلى ‪ .);:‬وأخضع عقدها لقواعد القانون المدنً وللقوانٌن‬
‫التجارٌة والتفاقٌة األطراؾ وبذلك ٌكون هذا القانون قد أحال على القسم السابع المتعلق باالشتراك‬
‫من قانون االلتزامات والعقود أي الفصول من ?;? إلى ‪.78?7‬‬

‫ونظرا للنقص الذي كان ٌعرفه القانون التجاري الصادر سنة سنة ‪ 7?79‬أصدر المشرع‬
‫بتارٌخ ؼشت ‪ 7?88‬ظهٌرا قضى بتطبٌق القانون الفرنسً الصادر بتارٌخ ‪ٌ 8:‬ولٌوز =<>‪7‬‬
‫على شركتً المساهمة والتوصٌة باألسهم ‪ ،‬كما أنه بتارٌخ فاتح شتنبر <‪ 7?8‬أصدر ظهٌرا آخر‬
‫ٌخص بتطبٌق القانون الفرنسً الصادر بتارٌخ =مارس ;‪ 7?8‬على الشركة ذات المسإولٌة‬
‫المحدودة‪.100‬‬
‫ؼٌر أنه من خبلل هذه القوانٌن المقتبسة من التشرٌع الفرنسً تبٌن للمشرع النقص الواضح‬
‫الذي كان تعرفه القوانٌن الوطنٌة المتعلقة بالشركات التجارٌة مما أظهر الحاجة إلى إعادة النظر‬
‫فً قانون الشركات التجارٌة وآخر لقانون الشركات وهو ما تم فً نهاٌة سنة ‪ 7?>8‬حٌث تم‬
‫إٌداع المشروعٌن لدى األمانة العامة للحكومة التً احتفظت بهما فً الرفوؾ إلى أن حلت سنة‬
‫;??‪.7‬‬

‫وأعد البنك الدولً دراسة حول المعوقات التً ٌعانً منها االقتصاد المؽربً فؤمر المؽفور‬
‫له الملك الحسن الثانً فً خطابه ل <‪ 7‬ماي ;??‪ 7‬بإعادة النظر فً التشرٌعات التجارٌة ومنها‬
‫قانون الشركات‪.‬‬
‫وبالفعل‪ ،‬فٌما ٌخص الشركات التجارٌة فقد تم تنظٌمها بمقتضى نصٌن قانونٌن‬
‫مستقلٌن‪،‬أحدهما ٌتعلق بشركة المساهمة القانون رقم ;?‪ 1017=-‬الذي ؼٌر وتمم بمقتضى القانون‬
‫‪ 8;.88‬الصادر بمقتضى الظهٌر الشرٌؾ>‪ 7-8>-7‬بتارٌخ ‪ 89‬ماي >‪ 102888‬والثانً ٌنظم‬
‫شركة التضامن والتوصٌة البسٌطة والتوصٌة باألسهم والمحاصة والشركة ذات المسإولٌة‬
‫المحدودة وهو القانون رقم <?‪ 1038;-‬الذي ؼٌر وتمم بمقتضى القانون ;‪ 87-8‬الصادر بمقتضى‬
‫الظهٌر الشرٌؾ ‪ 7-8<-87‬بتارٌخ ‪ 7:‬فبراٌر <‪.104888‬‬

‫لقد سقط المشرع فً عٌب منهجً أساسً بوضعه نصا مستقبل لشركة المساهمة وأخر‬
‫لباقً الشركات تتجلى آثاره فً تكرار المواد بٌن النصٌن وفً كثرة اإلحاالت إحالة القانون لباقً‬
‫الشركات على كثٌر من المواد القانون المنظم لشركة المساهمة بحكم سبق وضع هذه األخٌر من‬
‫الناحٌة الزمنٌة ‪ .‬خاصة اإلحالة على القواعد التً تشكل المبادئ األساسٌة العامة للشركات ككل‪،‬‬
‫‪100‬‬
‫محمد محبوبً ‪:‬دور التشرٌع والقضاء فً تنمٌة المقاولة وتشجٌع االستثمارلت‪ .‬مجلة الفقه والقانون العدد ‪ 88‬أكتوبر ‪.8878‬‬
‫‪101‬‬
‫الجرٌدة الرسمٌة ‪:‬عدد ‪ ::88‬بتارٌخ =‪ 7‬أكتوبر <??‪,7‬‬
‫‪102‬‬
‫الجرٌدة الرسمٌة ‪.‬عدد?‪ ;<9‬بتارٌخ <‪ٌ 7‬ونٌو >‪.888‬‬
‫‪103‬‬
‫الجرٌدة الرسمٌة ‪:‬عدد >=‪ ::‬بتارٌخ فاتح ماي =??‪.7‬‬
‫‪104‬‬
‫الجرٌدة الرسمٌة ‪:‬عدد ‪ ;:88‬بتارٌخ >‪888‬‬

‫‪43‬‬
‫وهذا أدى إلى ضعؾ البناء المنهجً للنصٌن مما بعكس االفتقار إلى تصور ورإٌة موحدة وكلٌة‬
‫للموضوع وٌرجع السبب فً ذلك إلى أن النصٌن المؽربٌٌن أخد عن القانون الفرنسً للشركات‬
‫إال أنه لمت اختار المشرع المؽربً البدء بإصبلح شركة المساهمة فقد لجؤ واضعوا النص‬
‫المتعلق بها إلى انتقاء المواد الفرنسٌة المتعلقة بهذه الشركة فً نص مستقل وهذا اقتضى منهم‬
‫إدراج المقتضٌات العامة بالشركات عامة ضمنه ‪.‬ولما أراد إصبلح القانون المتعلق بباقً‬
‫الشركات وجد واضعوه أنفسهم مضطرٌن إما إلى إعادة إدراج بعض المقتضٌات فٌه أو اإلحالة‬
‫بالنسبة للبعض اآلخر على النص األول‪.105‬‬

‫وبالرجوع إلى المادتٌن <‪ ;:‬و‪ ;<8‬من م ت نجد المشرع قد مٌز بٌن مسطرة الوقاٌة‬
‫الداخلٌة ومسطرة الوقاٌة الخارجٌة من حٌث األشخاص الخاضعة لكلٌهما‪ ،‬إذ أن مسطرة المعالجة‬
‫من الصعوبات تطبق على المقاوالت الفردٌة والمقاوالت الجماعٌة ‪،‬أما مسطرة الوقاٌة الداخلٌة‬
‫فتطبق على بعض المقاوالت الجماعٌة ولٌس كلها ‪.‬‬
‫وهكذا فمسطرة الوقاٌة الداخلٌة تقتصر على المقاوالت التجارٌة التً تتخذ شكل شركة‬
‫وبالتالً فإن جمٌع الشركات التجارٌة السابق ذكرها (شركة التضامن ‪،‬شركة التوصٌة‬
‫باألسهم‪،‬الشركة ذات المسإولٌة المحدودة‪،‬شركة المساهمة‪ ،‬شركة التوصٌة البسٌطة)تخضع لهذه‬
‫المسطرة باستثناء شركة المحاصة التً ال تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة‪.‬‬

‫انفقرة انثاَيت‪ :‬انًستجذاث‬


‫إن وعً وزارة العدل بالدور الذي تقوم به المساطر المإطرة لصعوبات المقاولة وإعسارها‬
‫فً التؤثٌر سلبا وإٌجابا على االستثمار وروح المبادرة‪ ،‬جعلها تسعى إلى تعدٌل الكتاب الخامس‬
‫من مدونة التجارة‪ ،‬وذلك بعدما تبٌن لها مما ٌعانٌه من اختبلالت‪ ،‬حٌث اتضح من خبلل‬
‫اإلحصابٌات المنجزة على مستوى المحاكم التجارٌة للمملكة أن ‪ 9‬أعشار مساطر التسوٌة‬
‫المفتوحة تنتهً إلى التصفٌة القضابٌة‪.‬‬
‫وبالنظر للدور الهام الذي تنهض به المقاولة خاصة منها الصؽرى والمتوسطة التً تعتبر‬
‫خلٌة أساسٌة فً النسٌج االقتصادي للمملكة فقد بات من الضروري تدخل المشرع آنٌا لمواجهة‬
‫الصعوبات التً تهدد استمرارٌتها من خبلل مجموعة من التدابٌر الوقابٌة والمقومات العبلجٌة‪.‬‬
‫من خبلل ما سبق‪ ،‬فإن الرؼبة األكٌدة للمشرع المؽربً فً إعادة االعتبار للمقاولة والدور‬
‫الذي تلعبه فً االقتصاد الوطنً‪ ،‬قد استحدث ترسانة قانونٌة قوٌة ومرنة فً نفس الوقت‪ ،‬تتجلى‬
‫أساس فً مجموعة من المستجدات التشرٌعٌة أهمها ما ٌلً‪:‬‬

‫‪105‬‬
‫فإاد معبلل ‪ .‬شرح القانون التجاري الجدٌد –الجزء األول مرجع سابق ص <‪.7‬‬

‫‪44‬‬
‫‪ -1‬هٌكلة مصادر الوقاٌة الخارجٌة على الشكل التالً‪:‬‬
‫كما هو معهود فمساطر الوقاٌة الخارجٌة ترمً إلى فتح حوار ونقاش سري بٌن ربٌس‬
‫المقاولة وربٌس المحكمة بمساعدة وكٌل خاص وقد مس التعدٌل النقط التالٌة‪:‬‬
‫أ‪ -‬حٌث أصبحت مسطرة الوقاٌة الخارجٌة حسب المادة ‪ 548‬تفعل أمام كل‪:‬‬

‫" ‪ ...‬شركة تجارٌة أو مقاولة فردٌة تجارٌة أو حرفٌة تواجه صعوبات من شؤنها أن تخل‬
‫باستمرارٌة استؽبللها قصد النظر فً اإلجراءات الكفٌلة بتصحٌح الوضعٌة‪ ".‬وقد تم حذؾ كلمة‬
‫حرفٌة فً المشروع التعدٌلً‪.‬‬

‫ب‪ -‬شهدت المادة ‪ 550‬تعدٌبل وذلك بتوضٌح حاالت التسوٌة الودٌة والمادة ‪ 553‬المتعلقة‬
‫بالمصالح‪:‬‬
‫حٌث ٌكون إجراء التسوٌة الودٌة مفتوحا أمام كل مقاولة تجارٌة وحرفٌة‪ ،‬من دون أن تكون‬
‫متوقفة عن الدفع تعانً من صعوبات قانونٌة أو اقتصادٌة أو مالٌة أو لها حاجات ال ٌمكن تؽطٌتها‬
‫بواسطة تموٌل ٌناسب إمكانات المقاولة‪ٌ ،‬تقدم ربٌس المقاولة بطلب إلى ربٌس المحكمة ٌعرض‬
‫فٌه وضعٌتها المالٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة والحاجٌات التموٌلٌة وكذا وسابل مواجهتها ومع‬
‫الحرص على وضع صٌاؼة قانونٌة صحٌحة حٌث تم استبدال التسوٌة الودٌة بكلمة المصالحة كما‬
‫تم حذؾ كلمة حرفٌة حتى ال تختلط بمسطرة التسوٌة القضابٌة‪.‬‬
‫وقد شهدت مدة التعٌٌن المصالح تعدٌبل كذلك بحٌث أصبح ٌعٌن لمدة ثبلثة أشهر قابلة‬
‫للتمدٌد لمدة مماثلة أي ال تتجاوز ‪ 6‬أشهر بعدما كان التمدٌد لمدة شهر فقط حسب مدونة التجارة‬
‫الحالٌة من خبلل المادة ‪.353‬‬
‫ج – تحدٌد مهمة الوكٌل الخاص وتوسٌع نطاق تدخله‪.‬‬
‫د – إحداث مسطرة جدٌدة وهً مسطرة اإلنقاذ‪.‬‬
‫حسب المشروع التعدٌلً فمسطرة اإلنقاذ ٌمكن فتحها بطلب من كل تاجر ال ٌكون فً حالة‬
‫التوقؾ عن الدفع والتً من شؤنها أن تإدي به فً أجل قرٌب إلى التوقؾ عن الدفع‪ ،‬وتهدؾ‬
‫مسطرة اإلنقاذ إلى تجاوز صعوبات لضمان إستمرارٌة نشط المقاولة‪.‬‬
‫من خصابص هذه المسطرة (مسطرة اإلنقاذ)‬
‫‪ -‬التؤكٌد على أن هذه المسطرة إرادٌة‪.‬‬
‫‪ -‬تمتٌع الكفبلء بمقتضٌات مخطط اإلنقاذ وبوقؾ سرٌان الفوابد‪.‬‬
‫‪ -‬حالة تحوٌل مسطرة اإلنقاذ إلى التسوٌة القضابٌة‪:‬‬
‫فإنه ال ٌتم التصرٌح بالدٌون إال فً حدود المبالػ المتفق علٌها فً مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬عكس‬
‫الحالة التً ٌتم فٌها تحوٌل اإلنقاذ أو التسوٌة القضابٌة إلى التصفٌة القضابٌة والتً ٌشمل‬
‫التصرٌح بمجموع الدٌن وذلك تخفٌفا من األعباء المالٌة للمقاولة‪.‬‬
‫‪ -2‬مستجدات مساطر التسوٌة القضائٌة والتصفٌة القضائٌة‪:‬‬
‫إعادة صٌاؼة بعض النصوص لما ٌرفع اللبس أثناء تطبٌقها‪:‬‬
‫وذلك عن طرٌق توضٌح المقصود بالدٌون الناشبة بعد فتح المسطرة بكونها تلك المرتبطة‬
‫بنشاط المقاولة التجاري‪ ،‬بحٌث نصت المادة ‪ 575‬من المشروع التعدٌلً على أنه ٌتم سداد الدٌون‬
‫‪45‬‬
‫الناشبة بصفة قانونٌة بعد صدور حكم فتح مسطرة اإلنقاذ‪ ،‬والمتعلقة بحاجات سٌر المسطرة وتلك‬
‫المتعلقة بالنشاط التجاري للمقاولة وذلك خبلل فترة إعداد الحل باألسبقٌة على كل دٌون أخرى‬
‫سواء كانت مقرونة أم ال بامتٌازات أو بضمانات‪.‬‬
‫‪ -‬األخذ بالمعٌار الحدٌث لتحدٌد مفهوم التوقؾ عن الدفع‪:‬‬
‫والتً تعتمد على المقارنة بٌن أصول وخصوم المقاولة بحٌث تثبت حالة التوقؾ عن الدفع‬
‫فً حالة عجز المقاولة عن تسدٌد دٌونها المستحقة‪.‬‬
‫‪ -‬تمدٌد أجل المطالبة بفتح مساطر المعالجة من طرؾ ربٌس المقاولة‪:‬‬
‫وذلك داخل أجل ‪ٌ 30‬وما الموالٌة للتوقؾ عن الدفع بعدما كانت ‪ٌ 15‬وما من طرؾ ربٌس‬
‫المقاولة وهذا ما جاءت به المادة ‪ 561‬من المشروع التعدٌلً‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫خاتمة‬
‫وتؤسٌسا علٌه ٌمكن القول بؤن دراسة مساطر صعوبات المقاولة تكتسً أهمٌة بالؽة ضمن‬
‫الدراسات القانونٌة‪ ،‬على اعتبار أن المقاولة تشكل نواة االقتصاد الوطنً ومحركه األساسً ‪.‬‬
‫لذلك ارتؤى الشرع إحاطتها بمجموعة من المقتضٌات القانونٌة التً هدؾ من خبللها المشرع إلى‬
‫حماٌة المقاولة بضمان استمرارٌتها وحماٌة األجراء عن طرٌق الحفاظ على مناصب الشؽل‬
‫والدابنٌن عن طرٌق ضمان استٌفاء دٌونهم تحقٌقا لمبدأ استقرار المعامبلت التجارٌة ‪.‬‬
‫لكن السإال الذي ٌفرض نفسه بإلحاح شدٌد هو‪ :‬هل نجح المشرع فً تحقٌق هذه األهداؾ‬
‫التً سطرها عند سنه للكتاب الخامس؟‬
‫وٌتبٌن من خبلل الحٌاة العملٌة أن المشرع لم ٌكن موفقا إلى حد بعٌد على اعتبار أن‬
‫رإساء المقاوالت نادرا ما ٌلجإون إلى االستفادة من هذه المساطر عن حسن النٌة وهم إن فعلوا‬
‫ذلك إنما ٌقومون به بؽٌة التماطل فً أداء دٌونهم رؼم وجودهم فً وضعٌة مالٌة مرٌحة‪ ،‬أو بؽٌة‬
‫التملص من أداء بعض الدٌون وذلك عن طرٌق سقوطها لعدم التصرٌح بها داخل اآلجال‬
‫القانونٌة‪ ،‬كما أن هناك بعض المقتضٌات المنصوص علٌها فً الكتاب الخامس تبقى مجرد حبرا‬
‫على ورق وال تعرؾ التطبٌق فً الحٌاة العملٌة‪ ،‬وما ٌزكً هذا القول اإلحصابٌات المنجزة على‬
‫مستوى المحاكم التجارٌة بالمملكة التً أكدت أن تسعة أعشار مساطر التسوٌة المفتوحة تنتهً إلى‬
‫التصفٌة القضابٌة‪ .‬مما ٌستوجب على المشرع إعادة النظر فً هذه المقتضٌات والتعجٌل‬
‫بالمصادقة عل مشروع قانون تعدٌل مقتضٌات الكتاب الخامس‪.‬‬

‫انتهى بعون من هللا وتوفٌق منه‬

‫‪47‬‬
48
‫يـهـذــق ‪7‬‬
‫انًسطرة في إطار صعىباث انًقاونت‬

‫‪49‬‬
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
‫يـهـذــق ‪2‬‬
‫أدكاو قضائيت‬

‫‪62‬‬
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
‫الئذت انًراجع‬
‫‪ ‬الكتب‪:‬‬
‫امحمد لفروجً‪ ،‬صعوبات المقاولة والمساطر القضابٌة الكفٌلة بمعالجتها‪ ،‬دراسة‬ ‫‪-‬‬
‫تحلٌلٌة نقدٌة لنظام صعوبات المقاولة المؽربً فً ضوء القانون المقارن واالجتهاد‬
‫القضابً‪،‬الطبعة األولى‪.8888 ،‬‬
‫محمد كرام‪ ،‬الوجٌز فً مساطر صعوبة المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة األولى ‪.8878‬‬
‫هشام البخفاوي ‪:‬الوجٌز فً مساطر صعوبات المقاولة – الطبعة األولى ;‪.887‬‬ ‫‪-‬‬
‫احمد شكري السباعً الوسٌط فً مساطر الوقاٌة الجزء األول مطبعة المعارؾ الجدٌدة‬ ‫‪-‬‬
‫>??‪.7‬‬
‫عبد عباسً " الوقاٌة الداخلٌة ودور مراقب الحسابات مجلة المحامون <??‪.7‬‬ ‫‪-‬‬
‫محمد كرام‪ :‬الوجٌز فً مساطر صعوبة المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول‬ ‫‪-‬‬
‫الطبعة ‪.8878‬‬
‫خدٌجة مضً ‪ :‬الوجٌز فً مساطر الوقاٌة والمعالجة من صعوبات المقاولة ‪ -‬الطبعة‬ ‫‪-‬‬
‫<‪.887‬‬
‫أحمد شكري السباعً‪ ،‬الوسٌط فً مساطر الوقاٌة من الصعوبات التً تعترض المقاولة‬ ‫‪-‬‬
‫ومساطر معالجتها‪ ،‬الجزء األول‪ ،‬الطبعة الثالثة‪.888= ،‬‬
‫عبلل الفالً‪ :‬مساطر معالجة المقاولة‪ ،‬الطبعة الثانٌة مطبعة دار السبلم الطباعة والنشر‬ ‫‪-‬‬
‫والتوزٌع الرباط‪.‬‬
‫محمد كرام – الوجٌز فً مساطر صعوبات المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫ط ‪.8878‬‬
‫شكري السباعً الوسٌط الوقاٌة من الصعوبات التً تعترض المقاولة ومساطر‬ ‫‪-‬‬
‫معالجتها‪ -‬الجزء الثانً –الطبعة الثانٌة =‪.888‬‬
‫عبد الكرٌم الطالب – الشرح العملً لقانون المسطرة المدنٌة –الطبعة الثامنة <‪.887‬‬ ‫‪-‬‬
‫أحمد شكري السباعً ‪:‬الوسٌط فً الشركات التجارٌة والمجموعات ذات النفع‬ ‫‪-‬‬
‫االقتصادي – الجزء األول الطبعة األولى ‪.8889‬‬
‫فإاد معبلل ‪ .‬شرح القانون التجاري الجدٌد ‪ -‬الجزء األول‪ ،‬نظرٌة التاجر والنشاط‬ ‫‪-‬‬
‫التجاري‪ ،‬الطبعة الخامسة <‪.887‬‬

‫‪ ‬المجالت‪:‬‬
‫‪76‬‬
‫محمد لفروجً دراسات قانونٌة معمقة عدد ‪" 9‬وضعٌة الدابنٌن فً مساطر صعوبات‬ ‫‪-‬‬
‫المقاولة " مطبعة النجاح الجدٌدة – الدار البٌضاء‪.‬‬
‫محمد لفروجً‪ ،‬دراسات قانونٌة معمقة عدد ‪ _7‬التوقؾ عن الدفع فً قانون صعوبات‬ ‫‪-‬‬
‫المقاولة – دراسة تحلٌلٌة نقدٌة مذٌلة بعٌنات من عمل القضاء فً الموضوع‪.‬‬
‫رحال حاتم‪ .‬المحامً مجلة نصؾ سنوٌة تعنى بالثقافة القانونٌة تصدر عن هٌبة‬ ‫‪-‬‬
‫المحامٌن بمراكش ( المؽرب )‪.‬‬
‫بنخٌر مراقب الحسابات دوره فً تفعٌل مساطر الوقاٌة من الصعوبات ‪،‬الندوة الجهوٌة‬ ‫‪-‬‬
‫الثامنة ‪،‬بمناسبة الذكرى خمسٌن لتؤسٌس المجلس األعلى فً موضوع صعوبات‬
‫المقاولة ‪ ،‬مٌدان التسوٌة القضابٌة من خبلل اجتهادات المجلس األعلى للقضاء ‪ ،‬فً‬
‫طنجة ما بٌن ‪87‬و‪ٌ 88‬ونٌو =‪.888‬‬
‫محمد محبوبً ‪ :‬دور التشرٌع والقضاء فً تنمٌة المقاولة وتشجٌع االستثمارات‪ .‬مجلة‬ ‫‪-‬‬
‫الفقه والقانون العدد ‪ 88‬أكتوبر ‪.8878‬‬

‫‪77‬‬
‫انفهرس‬

‫مــقــدمــة‪7 ............................................................................................... :‬‬


‫المبحث األول‪ :‬المراحل العامة لمساطر صعوبات المقاولة ‪9 ......................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المساطر ؼٌر القضابٌة ‪9 .............................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مسطرة الوقاٌة الداخلٌة ‪9 .............................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬مجال تطبٌق مساطر الوقاٌة الداخلٌة‪9 ....................................................... .‬‬
‫ثانٌا ‪ :‬األشخاص المكلفون بتحرٌك مسطرة الوقاٌة الداخلٌة ‪; .....................................‬‬
‫ثالثا ‪ :‬إجراءات سٌر مسطرة الوقاٌة الداخلٌة ‪< ......................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬مسطرة الوقاٌة الخارجٌة والتسوٌة الودٌة ‪= ..........................................‬‬
‫أو ال ‪ :‬مسطرة الوقاٌة الخارجٌة ‪= .....................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬التسوٌة الودٌة ‪? ....................................................................................‬‬
‫المطلب الثانً ‪:‬مسطرة المعالجة كمسطرة قضابٌة ‪79 ..............................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬شروط وإجراءات فتح مساطر المعالجة‪79 ...................................... .‬‬
‫أوال ‪ :‬شروط افتتاح مسطرة المعالجة ‪79 .............................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬إجراءات سٌر المسطرة‪7= ......................................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬اختٌار الحل ‪8< ...........................................................................‬‬
‫أوال ‪ :‬مخطط التسوٌة ‪8= ................................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬التصفٌة القضابٌة ‪98 ..............................................................................‬‬
‫المبحث الثانً‪ :‬اإلطار القانونً لمساطر صعوبات المقاولة ‪9< ...................................‬‬
‫المطلب األول‪:‬القوانٌن الخاصة‪9< .....................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مدونة التجارٌة ‪9= ......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬مساطر الوقاٌة ‪9= ..................................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬مساطر المعالجة ‪9> ...............................................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬قانون ‪ ?;-;9‬المتعلق بالمحاكم التجارٌة ‪9? .......................................‬‬
‫‪78‬‬
‫أوال‪ :‬االختصاص النوعً والمحلً ‪9? ................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الدفع بعدم االختصاص فً قضاٌا صعوبات المقاولة ‪:7 ....................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬القوانٌن األخرى ‪:8 ...................................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬قانون الشركات التجارٌة (;‪ )?<-8‬وقانون شركة المساهمة (;?‪:8 ... )7=-‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬المستجدات ‪:: ...........................................................................‬‬
‫خاتمة ‪:= ...................................................................................................‬‬
‫مـلـحــق ‪ 7‬المسطرة فً إطار صعوبات المقاولة ‪:? ................................................‬‬
‫مـلـحــق ‪ 8‬أحكام قضابٌة ‪<8 ............................................................................‬‬
‫البحة المراجع‪=< .........................................................................................‬‬
‫الفهرس ‪=> .................................................................................................‬‬

‫‪79‬‬

You might also like