Professional Documents
Culture Documents
المادة:صعوبات المقاولة
عرض بعنوان:
ٌلعب االبتمان فً عصرنا الحاضر دورا هاما ومتزاٌدا فً النشاط االقتصادي ،بل ٌعتبر
األساس الذ ي تقوم علٌه النظم االقتصادٌة الحدٌثة ،فمعظم العملٌات الكبٌرة فً أٌامنا إنما تتم
بالكامل باستخدام أدوات االبتمان هذا األخٌر الذي ٌعتبر شرٌان الحٌاة فً نشاط األعمال إذ بدونه
تسقط المعامبلت التجارٌة فً البطء والجمود والشكلٌة التً تسود المعامبلت المدنٌة .
لكن إذا تمت اإلساءة إلى استخدام هذا االبتمان أو تبدٌده من طرؾ بعض التجار فإنه ٌلحق
أضرارا شدٌدة باالقتصاد الوطنً فً مجموعه ،عبلوة عما ٌلحق األفراد من أضرار نتٌجة تشابك
وتشعب العبلقات التً تسود الحٌاة التجارٌة ،والتً تنجم عن توقؾ التاجر المخل بتعهداته عن
أداء دٌونه مما ٌإثر سلبا عن حقوق دابنه .
وتوقؾ المدٌن عن دفع دٌونه فً تارٌخ االستحقاق ٌجعله فً وضعٌة اإلفبلس ،سواء كانت
بإراد ته أو بفعل ظروؾ خارجة عن إرادته ،وقد تدرجت التشرٌعات فً تنظٌم ظاهرة اإلفبلس
ومعالجتها عبر مراحل تارٌخٌة مختلفة ،اختلفت معها النظرة إلى المدٌن المفلس أو العاجز عن
أداء دٌونه .
والشك أن إفبلس التاجر ٌعتبر ظاهرة قدٌمة قدم الحٌاة التجارٌة نفسها ،لذالك نجد أن
التشرٌعات القدٌمة تطرقت لؤلحكام الواجب تطبٌقها على التاجر المفلس ،فقد كان القانون
الرومانً ٌجٌز للدابن متابعة ومبلحقة مدٌنه وحبسه والتشهٌر به بل وتقطٌعه أشبلء بمقدار الدٌن .
وقد تؤثر القانون الفرنسً بداٌة أشد التؤثر بالقانون الرمانً حٌث عامل المدٌن المفلس
معاملة قاسٌة وشدٌدة إلى درجة اعتباره مجرما ٌتعٌن إعدامه ،لكن هذه النظرة الدونٌة إلى المدٌن
تؽٌرت بموجب قانون مدونة نابلٌون لسنة = 7>8وكان من نتابجها االقتصار على عقوبة الحبس
بدل اإلعدام ،وصدر أٌضا قانون =<? 7آخر ٌقوم على الفصل بٌن المقاولة واإلنسان هذا األخٌر
الذي لحقته مجموعة من التعدٌبلت من بٌنها قانونٌن 7?>:و;>? 7واللذٌن ألؽى بموجبهما نظام
اإلفبلس وحل محله مساطر الوقاٌة والمعالجة .هذٌن القانونٌن خضعا بدورهما لعدة تعدٌبلت
هامة كان آخرها قانون > 888والذي دخل حٌز التطبٌق سنة ? 888الذي ٌهدؾ من ورابه إلى
إنقاذ المقاولة ووقاٌتها قبل أن تصل إلى مرحلة التوقؾ عن الدفع ،كما استعمل المشرع الفرنسً
مصطلحات من قبٌل التدابٌر الوقابٌة والتسوٌة الودٌة للصعوبات التً تعترض المقاوالت
والتسوٌة والتصفٌة القضابٌة للمقاوالت والحفاظ على المقاوالت على اعتبار أنه ال ٌجوز فً ظل
القانون الجدٌد تصفٌة المقاوالت إال بعد فشل مساطر وقاٌتها ومعالجتها أو عدم جدوها .
وبدٌهً أن ٌتؤثر القانون المؽربً بنظٌره الفرنسً نتٌجة بسط حماٌته على المؽرب ،علما
أنه قبل فرض نظام الحماٌة المشإوم كانت قواعد الشرٌعة اإلسبلمٌة هً المطبقة على التاجر
المفلس والتً كانت تنظر إلٌه بنظرة الرحمة والمساعدة واإلؼاثة على خبلؾ التشرٌعات القدٌمة .
1
وهكذا وبعد بسط نظام الحماٌة أصدر المشرع المؽربً قانون 78ؼشت 7?79الذي
خصص الكتاب الثانً منه لئلفبلس والتصفٌة القضابٌة ،وتم تعدٌل هذا األخٌر بموجب ظهٌر 78
فبراٌر 7?;7واستمر العمل بقانون 7?79المعدل بقانون 7?;7إلى ؼاٌة 89أكتوبر =??7
حٌث دخلت أحكام الكتاب الخامس من مدونة التجارة حٌز التطبٌق ومن المعلوم أن هذه األخٌرة
نظمت أحكام صعوبات المقاولة بعد أن هجر المشرع المؽربً أخٌرا نظام اإلفبلس.
وسار المشرع المؽربً على نهج القانون الفرنسً بحٌث أنه أحدث وألول مرة فً المؽرب
الوقاٌة من صعوبات المقاولة ،كما أدخل مساطر تستهدؾ معالجة المقاولة قبل تصفٌتها.
ولم تعرؾ مدونة التجارة مفهوم صعوبات المقاولة التً حلت محل اإلفبلس األمر الذي
جعل الفقهٌ 1تدخل محاوال تعرٌفها بؤنها تلك الوقابع التً من شؤنها أن تخل باستمرارٌة االستؽبلل
أو االستثمار ،وهذه الوقابع لٌست على درجة واحدة بل إنها تختلؾ بحسب درجة جسامتها.
وٌهدؾ المشرع المؽربً من خبلل هذه المساطر إلى حماٌة المقاولة بالدرجة األولى نظرا
للدور الذي تلعبه فً دورة اإلنتاج والتشؽٌل داخل الدولة ،كما أنها تعتبر أداة للتنمٌة االقتصادٌة
واالجتماعٌة ،وحماٌة عمالها ودابنٌها ،وهً أهداؾ تختلؾ اختبلفا جذرٌا عن تلك المعروفة فً
ظل نظام اإلفبلس القدٌم .
وعٌا من المشرع بالدور الذي تقوم به المساطر المإطرة لصعوبات المقاولة فً التؤثٌر سلبا
أو إٌجابا على اإلستثمار وروح المبادرة جعله ٌسعى إلى مشروع قانون ٌقضً بتعدٌل وإتمام
الكتاب الخامس من مدونة التجارة ،خاصة المقتضٌات المتعلقة بمعالجة صعوبات المقاولة وٌهدؾ
المشروع إلى تصحٌح مجموعة من اإلختبلالت التً كانت تتضمنها مدونة التجارة.
وتأسٌسا علٌهٌ ،مكن التساؤل عن المراحل العامة لمساطر صعوبات المقاولة واإلطار
القانونً المنظم لها ؟ وإلى أي حد وفق المشرع المغربً فً تحقٌق األهداف التً سطرها من
خالل الكتاب الخامس؟
لدراسة هذا الموضوع ٌقتضً منا تقسٌمه إلى مبحثٌن :
المبحث األول :المراحل العامة لمساطر صعوبات المقاولة
المبحث الثانً :اإلطار القانونً لمساطر صعوبات المقاولة
1
-أحمد شكري السباعً ،الوسٌط فً مساطر الوقاٌة من الصعوبات التً تعترض المقاولة ومساطر معالجتها ،الجزء األول ،الطبعة الثالثة،
= ،888ص ==.
2
انًبذث األول :انًرادم انعايت نًساطر صعىباث انًقاونت
إن الصعوبات التً تعترض المقاولة قد تكون بسٌطة ولٌس من شأنها التأثٌر على
وجودها ومستقبلها إذا تدخلت الجهات المسؤولة فً الوقت المناسب ( المطلب األول) لكن هذه
الصعوبات التً ٌمكن أن تعانً منها المقاولة قد تصل إلى حد التوقف عن الدفع مما ٌستوجب
معه فتح المساطر القضائٌة الكفٌلة بمعالجتها ( المطلب الثانً ).
وسمٌت هذه المسطرة بالداخلٌة ألنها تتم فقط بٌن األجهزة الداخلٌة للمقاولة دون تدخل من
أي طرؾ أجنبً (ربٌس المحكمة التجارٌة ،الدابنون) و تتسم هذه المسطرة بالطابع السري
وتهدؾ إلى تقوٌم مشاكل المقاولة ،المتمثلة فً الوقابع واالعتراضات التً تعرفها .
وعلى العموم فبل ٌحق ألي كان تحرٌك مسطرة الوقاٌة الداخلٌة ،ذالك أن هذه اإلمكانٌة تبقى
محصورة على أشخاص معٌنٌن ( أوال) وإذا حركت فإنها تطبق على بعض المقاوالت التجارٌة
(ثانٌا).
2
هشام البخفاوي :الوجٌز فً مساطر صعوبات المقاولة – الطبعة األولى ; 887ص?.7
3
وٌجٌب بعض الفقه المؽربً بحصر إمكانٌة خضوع هذه الشركة لمسطرة الوقاٌة الداخلٌة فً
الحالة التً ٌتم فٌها تعٌٌن مراقب للحسابات .3
وباإلضافة إلى الشركات التجارٌة المنصوص علٌها صراحة فً المادة < ;:من مت تطبق
كذلك على المجموعات ذات النفع االقتصادي التً ٌكون لها ؼرض تجاري ، 4والتً تكتسب
الصفة التجارٌة طبقا لمقتضٌات المادة ; من قانون=? 79 -المتعلق بهذه المجموعات الصادر
بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ المِإرخ فً ; فبراٌر =??.7
وقد استثنى المشرع المؽربً التعاونٌات رؼم حجم المعامبلت المالٌة التً تتعامل به وهو
التوجه الذي أكده القضاء فقد جاء فً حٌثٌات أحد القرارات ما ٌلً :
"وحٌث انه من الثابت أن النظام األساسً للتعاونٌة الطاعنة أنها خاضعة للمقتضٌات القانون
رقم >9.8:المحدد للنظام األساسً العام للتعاونٌات ومهام مكتب تنمٌة التعاون ما ال ٌسوغ معه
اعتبارها تاجرة ،ألن التعاونٌات العاملة بصفة نظامٌة فً ظل أحكام هذا القانون ولو أنها تتخذ
شكل المقاولة تظل من حٌث المبدأ مقاوالت مدنٌة تنتفً لدٌها نٌة المضاربة على الربح التسام
نشاطها بالطابع اإلنسانً والتعاضدي والحصري.
وحٌث أن الطبٌعة القانونٌة للتعاونٌات تبقى صبؽتها المدنٌة مفترضة ولو أنها تمارس
أنشطة فً عداد األنشطة التجارٌة وذلك فً حالة ما إذا كانت تزاول هذه األعمال على مبدأ
التعامل الحصري فً إطار ما سنه المشرع من مستثنٌات تضطر فٌها التعاونٌات المنتوجات إلى
التعامل مع ؼٌر أعضابها بترخٌص من اإلدارة المختصة وفقا ألحكام الفصل من النظام العام
5
للتعاونٌات "...
وبخصوص المقاوالت المختلطة التً تساهم الدولة فٌها إلى جانب رأسمال القطاع الخاص
فتخضع لمساطر الوقاٌة الداخلٌة شرٌطة أن تكون المقاولة تجارٌة أو صناعٌة أو حرفٌة أما
المقاوالت العمومٌة المتواجدة فً المؽرب فإنها ال تخضع لمسطرة الوقاٌة الداخلٌة وذلك لعدم
وجود أٌة نصوص خاصة فً هذا الصدد نادى رأي من الفقه : 6بعدم إمكانٌة تطبٌق مساطر
الوقاٌة الداخلٌة على المقاوالت العمومٌة ولو كانت تمارس أشطة تجارٌة أو صناعٌة أو حرفٌة
بحكم عدم وجود أٌة نصوص خاصة تعالج هذا المشكل تحمل إما على الٌقٌن أو الشك أو تدفع إلى
االجتهاد.
3
أحمد شكري السباعً م س ص =;.7
4
امحمد لفروجً " :التوقؾ عن الدفع فً قانون صعوبات المقاولة "دراسة قانونٌة معمقة عدد 7مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء ;888
ص <7
5
قرار محكمة االستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء ملؾ عدد 89-8;-:9بتارٌخ .888;-78-7:أشار إلٌه هشام البخفاوي م س ص 88وما
بعدها.
6
احمد شكري السباعً الوسٌط فً مساطر الوقاٌة الجزء األول مطبعة المعارؾ الجدٌدة >??7ص;7
4
ثاَيا :األشخاص انًكهفىٌ بتذريك يسطرة انىقايت انذاخهيت
بقراءة متؤنٌة للمادة < ;:من مدونة التجارة ٌتبٌن أن هناك جهات محصورة ٌقع علٌها
عاتق تحرٌك مسطرة الوقاٌة الداخلٌة :
-الجهة األولىٌ :عتبر ربٌس المقاولة الجهة األولى التً أسند إلٌها المشرع المؽربً تحرٌك
مسطرة الوقاٌة الداخلٌة ودالك بموجب التعدٌل الجدٌد لنص المادة < ;:من م.ت 7وذلك باعتباره
الجهة األولى المسإولة على تصحٌح اإلخبلل الذي من شؤنه أن ٌإثر سلبا على استؽبلل
واستمرارٌة المقاولة .
ـ الجهة الثانٌة :تتمثل فً مراقب الحسابات المعٌنون كمحاسبٌن فً الشركة والمقصود بهم حسب
المادة األولى من قانون ?> 7;.المتعلق بتنظٌم مهنة الخبرة والمحاسبٌة وإنشاء هٌؤة الخبراء
8
المحاسبٌن
"وهو من تكون مهنته االعتٌادٌة مراجعة وتقدٌر وتنظٌم محاسبات المنشؤة والهٌؤة التً
ٌرتبط معها بعقد عمل"
من خبلل هذا التعرٌؾ ٌتبٌن أن مراقب الحسابات ٌعمل على مراقبة كل ما له عبلقة بالسٌر
العادي للمقاولة وبالوقابع التً من شؤنها عرقلة نشاط المقاولة و كذالك ال ٌرتبط بعقد عمل مع
المقاولة التً ٌمارس بها مهامه و هذا ما ٌجسد مبدأ االستقبلل و عدم التبعٌة .
و ٌعتبر مراقب الحسابات مإسسة قانونٌة مهمة نظرا للمهام المنوطة به خاصة فً
المقاوالت التً ٌعتبر فٌها تعٌٌنه إجبارٌا مثل شركات المساهمة و الشركات األخرى التً ٌتجاوز
رقم أعمالها ;8ملٌون درهم عند اختتام السنة المحاسبٌة دون اعتبار الضرابب .وكذا المجموعات
ذات النفع االقتصادي متى كانت تصدر سندات القرض 9وكل تقاعس عن التعٌٌن من قبل أجهزة
اإلدارة أو التدبٌر أو التسٌٌر تعرضهم لعقوبة الحبس من شهر من إلى ستة أشهر وبؽرامة مالٌة
من 78.888الى ;8.888أو بإحدى العقوبتٌن .أما فً باقً الشركات األخرى فٌكون تعٌٌن
مراقب الحسابات اختٌارٌا.
والمهم من ذلك انه توكل إلٌه صبلحٌة تقدٌر ما إذا كانت الصعوبات تستدعً تحرٌك
مسطرة الوقاٌة أم ال ،وإذا كان ال ٌكتشؾ الوقابع كما قبل ،إال بعد حدوثها فبل نكون أمام وقاٌة
وبما أن المشرع خول لمراقب الحسابات مهمة تحرٌك مسطرة الوقاٌة الداخلٌة إال أنه ألزمه أن
تتوفر فٌه عدة شروط من أجل القٌام بعمله و من بٌن هذه الشروط :
ـ أن ٌكون مقٌد فً جدول هٌبة خبراء المحاسبٌن،
ـ أن تتوفر فٌه النزاهة و االستقامة و باألخص الحٌاد،
7
تم تؽٌٌر وتتمم المادة < ;:أعبله ،بمقتضى القانون رقم . >7-7:
8
عبد عباسً " الوقاٌة الداخلٌة ودور مراقب الحسابات مجلة المحامون <?? 7ـ >?? 7عدد ; – < ص ?>. 7
9
استنادا إلى المادة ? 9من قانون 79ـ=?
5
ـ أن ٌمارس عمله بكل استقبللٌة عن أجهزة المقاولة ،
ـ أن ال ٌكون من المإسسٌن و أصحاب الحصص العٌنٌة،
ـ الجهة الثالثة :الشركاء
حسب المادة < ;:من م.ت خول المشرع المؽربً إمكانٌة تحرٌك مسطرة الوقاٌة الداخلٌة
باإلضافة إلى ربٌس المقاولة و مراقب الحسابات من طرؾ أي شرٌك فً المقاولة.على خبلؾ
القانون الفرنسً الذي حصر هذا الحق مبدبٌا فً مراقب الحسابات ولجان المقاولة ،والمبلحظ هنا
كون المشرع المؽربً خول هذه اإلمكانٌة للشركاء دون ممثلً العمال وفً كون القانون الفرنسً
10
أسندها للجان المقاولة و ممثلً العمال عند ؼٌابها دون الشركاء.
والواضح من المادة < ;:أن حق الشرٌك فً إثارة المسطرة هو حق مطلق ،بمعنى أنه ؼٌر
مقٌد بؤي نسبة عددٌة .فٌمكن لشرٌك واحد أن ٌقوم بذلك كما ٌمكن أن ٌقوم بإثارة المسطرة
11
مجموعة من الشركاء ،بؽض النظر بما ٌملكه فً رأسمال الشركة
حسب نص المادة < ;:من م.ت " إذا لم ٌعمل ربٌس المقاولة تلقابٌا على تصحٌح
اإلخبلل الذي من شؤنه ٌإثر سلبا على استؽبللها ٌ ،بلػ إلٌه مراقب الحسابات إن وجد أو أي
شرٌك فً الشركة ،الوقابع التً من شؤنها اإلخبلل باستمرارٌة استؽبللها داخل أجل ثمانٌة أٌام
من اكتشافه لها "...
ٌتضح من خبلل هذه المادة أن اكتشاؾ الوقابع التً من شؤنها أن تخل باستمرارٌة استؽبلل
المقاولة ٌقع بالدرجة األولى على ربٌس المقاولة باعتباره الشخص األكثر دراٌة بشإون المقاولة.
إذا لم ٌعمل ربٌس المقاولة على تصحٌح اإلخبلل ٌبلػ إلٌه مراقب الحسابات بكل الوقابع
التً توصل إلٌها أثناء ممارسته لمهامه داخل الشركة 12وكذلك الشرٌك الذي تكون له مصلحة
أكٌدة فً تتبع مسار المقاولة ،داخل أجل > أٌام من اكتشافه لهذه الوقابع وهو تبلٌػ ٌتم بشكل
سري ال ٌتعدى مراقب الحسابات أو الشركاء و ربٌس المقاولة أو أجهزتها الداخلٌة.13
10
محمد كرام :الوجٌز فً مساطر صعوبة المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول الطبعة .8878
11
عبد الرحٌم القرٌشً م.س ص;9
12
V Mohamed motik du code de commerce sur les compo sautes de l’entreprise difficultés série colloques n 8
sur les innovations du code de commerce et leur impact sur leutreprise marocaine travaux de la journée
d’étude organisée par département de droit privee avec le concours du ministre de l’industrie de commerce
13
بنخٌر مراقب الحسابات دوره فً تفعٌل مساطر الوقاٌة من الصعوبات ،الندوة الجهوٌة الثامنة ،بمناسبة الذكرى خمسٌن لتؤسٌس المجلس األعلى
فً موضوع صعوبات المقاولة ،مٌدان التسوٌة القضابٌة من خبلل اجتهادات المجلس األعلى للقضاء ،فً طنجة ما بٌن 87وٌ 88ونٌو =888
6
-2تبلٌغ الوقائع إلى رئٌس المقاولة
وٌتم هذا اإلعبلم عن طرٌق رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل إلى ربٌس المقاولة،
وٌجب على هذا األخٌر أن ٌقوم داخل أجل ;ٌ 7وما باتخاذ التدبٌر الكفٌلة لضمان استمرارٌة
المقاولة سواء بمفرده أو بتداول مع مجلس اإلدارة أو مجلس المراقبة حسب األحوال وإذا لم
تصل إلى نتٌجة مفٌدة ،وجب علٌه دعوة الجمعٌة العامة لبلنعقاد -والتً ٌمكن أن تكون عادٌة
أو استثنابٌة -قصد التداول فً ذلك بعد سماع تقرٌر مراقب الحسابات .
تتمٌز المرحلة األخٌر من مراحل الوقاٌة الداخلٌة بتدخل شخص أجنبً عن المقاولة هو
ربٌس المحكمة بعد فشل المراحل السابقة.وٌرجع سبب فشل إجراءات تصحٌح وضعٌة المقاولة
إلى سببٌن ٌثمثل فً عدم تداول الجمعٌة العامة فً الموضوع لسبب أو آلخر ،وٌكمن الثانً فً
استمرارٌة االختبلل رؼم القرار المتخذ من طرؾ الجمعٌة العامة. 14
وفً هذه الحالة ٌتقدم ربٌس المقاولة ،أو المراقب بطلب إلى ربٌس المحكمةٌ ،دعوه فٌه إلى
التدخل وٌعرض فٌه نوعٌة الصعوبات التً من شؤنها أن تخل باستمرارٌة استؽبللها وكدا وسابل
موجهتها .
وبالتالً فهذه المرحلة األخٌرة من الوقاٌة الداخلٌة تكون هً نقطة انطبلق مرحلة الوقاٌة
15
الخارجٌة.
14
محمد كرام م س ص .89
15
خدٌجة مضً :الوجٌز فً مساطر الوقاٌة والمعالجة من صعوبات المقاولة -الطبعة < 887ص .98
16
عبلل الفالً :مساطر معالجة المقاولة ،الطبعة الثانٌة مطبعة دار السبلم الطباعة والنشر والتوزٌع الرباط ،الصفحة .;9
7
-1تحرٌك مسطرة الوقاٌة الخارجٌة ونطاق تطبٌقها
ٌتبٌن من المادة > ;:م ت فً فقرتها األولى أن مسطرة الوقاٌة الخارجٌة ،تطبق على كل شركة
تجارٌة أو مقاولة فردٌة ،تجارٌة أو حرفٌة تواجه صعوبات من شؤنها أن تخل باستمرارٌة
استؽبللها ،وبالتالً فهً تطبق على كل شركة تجارٌة كٌفما كان شكلها ،بصرؾ النظر عن
ؼرضها ما عدا شركة المحاصة التً ال تخضع لمسطرة الوقاٌة الخارجٌة مالم ٌكن ؼرضها
تجارٌا ،كما تطبق مسطرة الوقاٌة الخارجٌة على المجموعات ذات النفع االقتصادي التً ٌكون
ؼرضها تجارٌا.
هذه المرحلة من سٌر مسطرة الوقاٌة الخارجٌة تنظمها المادة ? ;:من مدونة التجارة ،إذ
أن السٌد ربٌس المحكمة التجارٌة ٌمكنه أن ٌعٌن أحدا من الؽٌر وكٌبل خاصا مكلفا بمهمة وٌحدد
له أجبل إلنجازها.
ومهمة الوكٌل الخاص تتحدد حسب نوع الصعوبات التً تواجهها المقاولة ،فهذه المهمة
تنصب إما على التفاوض مع العمال لحل نزاعات الشؽل أو إٌقاؾ إضرابات مستمرة ،أو االتصال
بالمإسسات البنكٌة أو المالٌة المقرضة أو الممولٌن أو الموردٌن قصد تخفٌؾ اعتراضاتهم أو
17
خدٌجة مضً :محاضرات فً مادة مساطر الوقاٌة والمعالجة من صعوبات المقاولة طبعة < ، 887ص 99و .9:
8
التفاوض من أجل منح أجال جدٌدة للمقاولة أو التخفٌض من الدٌون ،أو البحث عن ممولٌن جدد
وحثهم على المساهمة فً انقاد المقاولة ،أو إدخال تعدٌبلت قانونٌة على النظام األساسً للمقاولة
قصد فتح الباب مستثمرٌن جدد ،أو إجراء مفاوضات مع مصلحة الضرابب أو مع مصلحة
الجمارك لحل نزاع بٌنها وبٌن المقاول حبٌا وؼٌرها من المهام التً ٌكون بمقدور الوكٌل الخاص،
للتخفٌؾ من االعتراضات المحتملة لهإالء المتعاملٌن المعتادٌن مع المقاولة.
مع اإلشارة إلى أن هذا الوكٌل تحدد أجرته من طرؾ السٌد ربٌس المحكمة التجارٌة.
ومع اإلشارة أٌضا إلى أن هذا الوكٌل الخاص ٌكون مسإوال عن أخطابه وأفعاله الضارة
مدنٌا ،وعن أفعله الجرمٌة جنابٌا.
وهكذا فإذا كللت المجهودات التً بدلها الوكٌل الخاص بالنجاح ،فإنه ٌنتج عن ذلك إنقاذ
المقاولة ووقاٌتها من االضمحبلل وضمان سٌر أعمالها واستمرارها.
لكن إذا فشلت مهمته فً تقوٌم وضعٌة المقاولة الصعوبات فإن ربٌس المقاولة أمام خٌارٌن:
الخٌار األول :خٌار التسوٌة الودٌة ،لكن هذا الخٌار مشروط بشرط ما إذا لم تكن المقاولة
فً وضعٌة التوقؾ وعدم القدرة على دفع دٌونها عند حلول آجالها.
أما الخٌار الثانً :فهو خٌار فتح مسطرة المعالجة وهذا الخٌار ٌصبح حتمٌا إذا كانت
18
المقاولة فً حالة التوقؾ عن الدفع.
من خبلل هذه المادة ٌتبٌن أن هناك شروط وإجراءات ٌتعٌن تحقٌقها لقبول فتح مسطرة
التسوٌة الودٌة
-1شروط و إجراءات التسوٌة الودٌة:
أن تكون المقاولة تجارٌة :
ٌشترط لتطبٌق مسطرة التسوٌة الودٌة أن تكون المقاولة تجارٌة أو حرفٌة ،سواء أكانت
المقاولة التجارٌة فردٌة أو الجماعٌة ،شؤن التسوٌة الودٌة فً ذلك شؤن الوقاٌة الخارجٌة ،وتبعا
لذلك ،ال تجري مسطرة التسوٌة الودٌة على المقاوالت المدنٌة و الجمعٌات المدنٌة و التعاونٌات.
أن تكون المقاولة تعانً من صعوبات أو أن تكون فً حاجة إلى التموٌل:
18
رحال حاتم .المحامً مجلة نصؾ سنوٌة تعنى بالثقافة القانونٌة تصدر عن هٌبة المحامٌن بمراكش ( المؽرب ) ،ص :9إلى ;.:
9
تلجؤ المقاولة فً ؼالب األحٌان إلى طلب فتح مسطرة التسوٌة الودٌة ،إذا كانت تعانً من
صعوبات قانونٌة أو اقتصادٌة أو مالٌة أو حتى اجتماعٌة ،وإن كانت المادة 550لم تنص على
هذه األخٌرة ،وٌجب أن ال تبلػ هذه الصعوبات درجة تتوقؾ معها المقاولة عن دفع دٌونها الحالة،
ألنها فً هذه المرحلة ٌتعٌن التدخل لعبلجها ولٌس إلنقاذها وهو ما عبرت عنه المادة المشار إلٌها
أعبله ،حٌنما أوردت عبارة " ...من دون أن تكون فً وضعٌة التوقؾ عن الدفع ".
كما ٌحق للمقاولة طلب االستفادة من مسطرة التسوٌة الودٌة متى كانت فً حاجة ماسة إلى أموال
لتموٌل مشارٌعها أو لتوسٌع أنشطتها ،ومن ثم فإن الهدؾ من طلب التسوٌة الودٌة لٌس فقط
19
تجاوز صعوبات المقاولة ولكن أٌضا مد المقاولة بإمكانات قد تساعدها على تطوٌر نشاطها.
+تعٌٌن المصالح:
عندما ٌطلع ربٌس المحكمة التجارٌة على تقرٌر الخبٌر الذي ٌعٌنه عند االقتضاء ،و على
اقتراحات ربٌس المقاولة ومن خبلل ذلك ٌتبٌن له إمكانٌة تصحٌح وضعٌة المقاولة ،بناء على ذلك
ٌقرر بفتح مسطرة التسوٌة وتعٌٌن المصالح لمدة ثبلثة األشهر قابلة للتمدٌد شهرا واحدا على أكثر
وذلك بناء على طلب من المصالح وقد ٌكون هذا األخٌر تاجرا كما قد ٌكون خبٌرا ،و ما ٌبلحظ
فً هذا الصدد أن المدة وجٌزة ألن المسطرة تهم المقاولة و الدابنٌن وهو ما ٌتطلب االستجابة
لتمدٌدها ألجل التسوٌة ،خصوصا إذا كانت هناك بوادر تفٌد باإلمكانٌة نجاح المسطرة التسوٌة.
لم ٌخضع القانون قرار تعٌٌن المصالح ألي اإلجراءات شكلٌة كما أن قرار تعٌٌن الٌتم شهره
22
وذلك حفاظا على سرٌة المسطرة.
24
_ محمد كرم ،م.س ،ص; 9و<9
12
انًطهب انثاَي :يسطرة انًعانجت كًسطرة قضائيت
تستهدؾ مساطر معالجة صعوبات المقاولة البحث عن وسابل كفٌلة بمعالجة االختبلالت
التً تعرفها المقاولة للحد من مضاعفات الدٌون بعد فشل تدابٌر الوقاٌة الداخلٌة والخارجٌة.
وترمً مساطر المعالجة التً تقتصر على التسوٌة القضابٌة إلى ثبلثة أهداؾ أساسٌة بالدرجة
األولى وه ً حماٌة المقاولة وحماٌة الدابنٌن ثم الحفاظ على المقاولة واستمرارٌتها بمسٌرٌها أو
بؤشخاص من األؼٌار على اعتبار أن المقاولة نواة االقتصاد الوطنً.وحتى تطبق هذه المساطر
البد من توفر مجموعة من الشروط وإتباع مجموعة من اإلجراءات (الفقرة األولى) ؼٌر أن الحكم
بإحدى المسطرتٌن ٌختلؾ حسب درجة التوقؾ عن الدفع ( الفقرة الثانٌة).
تنص المادة ;<8من مدونة التجارة " تطبق مساطر معالجة صعوبات المقاولة على كل
تاجر وكل حرفً وكل شركة تجارٌة لٌس بمقدورهم سداد الدٌون المستحقة علٌهم عند الحلول بما
فً ذلك الدٌون الناجمة عن االلتزامات المبرمة فً إطار اإلنفاق الودي المنصوص علٌه فً
المادة <;; أعبله"
وهو ما ٌفٌد أن مساطر المعالجة تطبق على كل األشخاص الخاضعٌن لها سواء كانوا
طبٌعٌٌن أو اعتبارٌٌن متوفرٌن على الصفة التجارٌة وهذا ما ٌقودنا إلى الحدٌث عن اكتساب
الشخص لصفة تاجر.
ٌعتبر الشخص الطبٌعً المدٌن مخاطبا بؤحكام المادة ;<8من مدونة التجارة بوصفه تاجرا،
وحتى ٌكتسب هذه الصفة ٌجب أن ٌمارس هذا الشخص أحد األنشطة التجارٌة المنصوص علٌها
فً المادتٌن < و = من هذه المدونة ،أو أي نشاط تجاري آخر ٌماثل األنشطة وذلك طبقا للمادة>.
وقد عمل المشرع على تعداد األنشطة التجارٌة التً ٌنتج عن ممارستها االعتٌادٌة أو
االحترافٌة إكتساب الصفة التجارٌة ،فإن ما ٌستفاد فً المقابل من مقتضٌات الواردة فً المادة >
باإلضافة إلى الشخص الطبٌعً والحرفً فقد أشار المشرع المؽربً فً المادة ;<8من مدونة
التجارة إلى الشركة التجارٌة كشخص معنوي وحٌد خاضع لمساطر صعوبات المقاولة ،ؼٌر أن
األمر ال ٌقتصر على الشركات التجارٌة فحسب بل ٌشمل جمٌع األشخاص المعنوٌة التً تمارس
نشاط تجارٌا،على اعتبار أن كلمة تاجر الواردة فً نفس المادة تحتمل الشخص الطبٌعً و
المعنوي.
ومن تم تطبق مساطر صعوبات المقاولة على جمٌع الشركات التجارٌة باستثناء شركة
المحاصة مالم ٌكن ؼرضها تجارٌا ،وحتى فً هذه الحالة األخٌرة فالشركاء هم الذٌن ٌخضعون
لها لكون الشركة فً حد ذاتها ال تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة ،وبالمقابل ٌستبعد من نطاق تطبٌق
مساطر المعالجة جمٌع الشركات المدنٌة والتعاونٌات والمجموعات ذات النفع االقتصادي التً
ٌكون ؼرضها مدنٌا ،وبصفة عامة جمٌع األشخاص المعنوٌة التً لم تتخذ شكل شركة تجارٌة.28
-التوقف عن الدفع
إذا كان المشرع المؽربً لم ٌتعرض بصراحة فً المادة ;<8من مدونة التجارة للتوقؾ
عن دفع الدٌون ،فإنه قد عاد فً المواد البلحقة لهذه المادة لٌإكد بتعبٌر صرٌح على عنصر
التوقؾ عن الدفع كشرط الزم لفتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة .فالمادة ;<7من المدونة
تنص على أنه "ٌجب على ربٌس المقاولة أن ٌطلب فتح مسطرة المعالجة فً أجل أقصاه خمسة
عشر ٌوم تلً توقفه عن الدفع"
ومع ذلك فإن هناك سإال قد ٌطرح حول ما إذا كان تحدٌد معنى التوقؾ عن الدفع،
المقصود بما ورد فً المادة ;<8وما بعدها من مدونة التجارة ٌمكن أن ٌستند إلى المعاٌٌر التً
وضعها الفقه والقضاء بهذا الخصوص مند مدة ال ٌستهان بها .
26
ذ.امحمد الفروجً م.س ص =8
27
ذ.هشام البخفاوي ، ،م س ص>9
28
ذ.خدٌجة مضً م ،س ص =<
14
ٌتحدد المعٌار القانونً للتوقؾ عن الدفع فً مجرى عدم أداء المقاولة المدٌنة لدٌونها فً
توارٌخ االستحقاق المتفق علٌها بٌنها وبٌن دابٌنٌها المعنٌٌن باألمر .وبعبارة أخرى فإن المقاولة
تعتبر حسب هذا المعٌار فً حالة توقؾ عن الدفع عندما ال تبادر إلى إبراء ذمتها من الدٌون
المستحقة علٌها فً المواعٌد المحددة لذالك من قبل ،إذ ٌكفً تبوب عدم أداء دٌونها حالة .العتبار
هذه المقاولة متعرضة لصعوبات تعكس توقفها عن الدفع ،مما ٌستتتبع بالتالً افتتاح المسطرة
29
الجماعٌة ضدها وذلك من دون أدنى اعتبار لما إذا كانت موسرة أو معسرة
وعلى هذا األساس ،فمناط تعرض المقاولة لصعوبات فً إطار المعٌار القانونً ،هو عدم
أداء الدٌون فً وقتها ،األمر الذي من شؤنه أن ٌجعل التوقؾ عن الدفع المترتب على ذلك ٌكتسً
طابعا سلبٌا ٌتجلى فً الواقع الخارجً لوضعٌة المقاولة التً ٌعنٌها األمر المتجسد فً اإلمتناع
عن األداء أو عدم االستمرارٌة فٌه.
وٌقتضً األمر ،فً إطار المفهوم االقتصادي للصعوبات التً تعترض المقاولة،العتبار هذه
األخٌرة فً حالة توقؾ عن الدفع أن ٌتم تجاوز مجرد الوقوؾ عن المظهر الخارجً لواقعة عدم
أداء الدٌون الحالة فً وقتها ،وإنما ٌتعٌن خبلفا لذلك تقضً أسباب ودوافع االمتناع عن الوفاء
والبحت فً المركز المالً الحقٌقً للمقاولة المتوقفة عن أداء دٌونها ،فإذا تبت أنها عاجزة بالفعل
عن األداء نتٌجة الخصاص العمٌق والعجز البٌن الذي تعرفه أوضاعها المالٌة فبل مناص والحالة
هذه من افتتاح المسطرة الجماعٌة ضدها .وإذا كان العكس فبل تعتبر فً حالة التوقؾ عن الدفع
30
وبالتالً ال تفتح بشؤنها أي مسطرة جماعٌة.
وهذا التطور الذي عرفه مفهوم التوقؾ عن الدفع ال نجد له مثٌل فً القانون المؽربً هذا
األخٌر الذي بقً حبٌس النظرٌة التقلٌدٌة المعروفة فً فرنسا ،والتً كانت تعتبر التاجر فً حالة
التوقؾ عن الدفع بمجرد رفضه أو امتناعه عن أداء دٌن علٌه.
ؼٌر أن هذا الموقؾ تؽٌر جذرٌا بصدور المدونة التجارة بحٌث نجد المادة ;<8من م ت
و من منها قد وضعت المعٌار الذي على ضوبه ٌتسنى اعتبار المقاولة فً حالة توقؾ عن الدفع إذ
نصت هذه المادة على أن مساطر صعوبات المقاولة تطبق على كل تاجر وكل حرفً و كل شركة
ت جارٌة لٌس بمقدورهم سداد الدٌون المستحقة علٌهم عند الحلول بما فً ذلك الدٌون الناجمة عن
اإللتزمات المبرمة فً إطار االتفاق الودي المنصوص علٌه فً المادة <;;"
وٌبدو من خبلل هذا المعٌار ،أن عدم القدرة على سداد الدٌون المستحقة عند الحلول ال
ٌمكن تقدٌرها إال بمقارنة أصول المقاولة بخصومها.
و التوقؾ عن الدفع كشرط أساسً الفتتاح مساطر المعالجة ٌقوم على تبلثة عناصر:
29
ذ محمد الفروجً م،س ص <78
30
ذ.محمد الفروجً م.س ص 797
15
– 7الخصوم المستحقة :ؼبر عنها المشرع المؽربً فً المادة ;<8بالدٌون المستحقة عند
الحلول ،وتعنً الدٌون المدنٌة و التجارٌة الؽٌر المتنازع علٌها التً ٌحق للدابن المطالبة بها دون
أن تتوقؾ على أجل مشروط.
-8األصول المتوفرة :وتتمثل فً األموال والمبالػ المالٌة التً تضمن األداء الفوري للدٌون
وتشمل المبالػ المتوفرة فً خزٌنة المقاولة وفً حساباتها البنكٌة والقٌم المنقولة القابلة للتصرؾ.
– 9استحالة مجابهة الخصوم المستحقة باألصول المتوفرة :فالمقارنة بٌن هذٌن العنصرٌن هو
ما ٌإدي إلى اعتبار المقاولة فً حالة التوقؾ عن الدفع من عدمه ،وتعتبر هذه المهمة من
31
اختصاص قاضً الموضوع تحت مراقبة محكمة النقض
وٌعد التوقؾ عن الدفع شرطا أساسٌا لفتح مساطر المعالجة إذ ٌعد الشرارة األولى إلخضاع
المقاولة إما لمسطرة التسوٌة القضابٌة أو لمسطرة التصفٌة القضابٌة ،وبعبارة أخرى فإن عدم
تبوث هذا الشرط ٌجعل المقاولة فً منؤى عن هذه المساطر ،لكن أهمٌة هذا الشرط ال تقؾ عند
هذا الحد بل ٌلعب دورا أساسٌا فً تحدٌد فترة الرٌبة التً تفتح المجال لبطبلن كثٌر من
التصرفات وإبطالها حسب الحاالت ،وقد أكد المشرع على هذه األهمٌة فً المادة ?=< من مدونة
التجارة التً جاء فٌها "تبتدئ فترة الرٌبة من تارٌخ التوقؾ عن الدفع ولؽاٌة حكم فتح المسطرة
تضاؾ إلٌها مدة سابقة بالنسبة لبعض العقود".
ٌقصد بفترة الرٌبة أو الشك تلك الفترة السابقة لصدور الحكم القاضً بافتتاح مسطرة
المعالجة أو مسطرة التصفٌة القضابٌة ضد المقاولة.وتسمى هذه الفترة بتلك التسمٌة لوجود رٌبة أو
تشكك حول مدى إجراء المدٌن لتصرفاته خبللها عن الدفع ٌجعله ٌقوم ببعض الممارسات
البلقانونٌة إما بهدؾ تبذٌر أمواله أو تهرٌبها وإما بهدؾ محاباة بعض ذابنٌه على حساب الدابنٌن
اآلخرٌن.
فللحٌلولة دون تضرر المقاولة وكذا دابنٌها من بعض التصرفات المدٌن المجراة خبلل فترة
الرٌبة المذكورة،قرر المشرع أن تكون هذه التصرفات باطلة إما بطبلنا وحوبٌا وإما بطبلنا
جوازٌا.
وبذلك ،فالبطبلن الوجوبً أو القانونً ال ٌطال حسب الفقرة األولى من المادة <>7من
مدونة التجارة ،سوى العقود بدون مقابل التً ٌبرمها المدٌن بعد تارٌخ التوقؾ عن الدفع الذي
تحدده المحكمة التجارٌة فً حكمها القاضً بفتح المسطرة أو فً حكم الحق له.
أما بالنسبة لؤلعمال التً ٌطالها البطبلن الجوازي بسبب إجرابها خبلل فترة الرٌبة تتمتل
فً:
-7العقود بدون مقابل المبرمة داخل الستة أشهر السابقة لتارٌخ التوقؾ عن الدفع.
31
ذ.خدٌجة مضً م.س ،ص >;
16
-8العقود بمقابل المبرمة بعد تارٌخ التوقؾ عن الدفع.
وعلى العموم ،فإنه ٌتعٌن لفتح مسطرة من مساطر المعالجة ضد مدٌن معٌن ،أن ٌكون هناك
تبلزم بٌن الصفة التجارٌة وتوقفه عن الدفع أو عدم القدرة عن أداء الدٌون المستحقة علٌه،
وبعبارة أخرى ال ٌمكن االستجابة لطلب فتح المسطرة إدا تحقق أحد هدٌن الشرطٌن دون االخر.
تبتدئ مسطرة المعالجة بتقدٌم طلب ،هذا األخٌر لم ٌحصر المشرع تقدٌمه من طرؾ
شخص واحد بل أناطه بجهات مختلفة ٌمكن إرجاعها إلى أربع جهات وهً المدٌن ربٌس المقاولة
والدابن والنٌابة العامة والمحكمة من تلقاء نفسها .
وتجب اإلشارة إلى أن المشرع المؽربً لم ٌضع أي نص صرٌح بخصوص مدى أحقٌة
عمال ومستخدمً المقاولة فً تقدٌم طلب فتح مسطرة المعالجة فً مواجهة المقاولة.
أ :المدٌن (رئٌس المقاولة)
ٌعتبر ربٌس المقاولة أول جهة سمح لها المشرع بتقدٌم طلب فتح مسطرة المعالجة،
إذ بالرجوع إلى المادة ;<7م ت " نجدها تنص على أنه "ٌجب على ربٌس المقاولة أن ٌطلب
فتح مسطرة المعالجة فً أجل أقصاه خمسة عشرة ٌوما تلً توقفه عن الدفع ".
والمبلحظ من خبلل هذه المادة أن التصرٌح بالتوقؾ عن الدفع ٌشكل إلزاما على عاتق ربٌس
المقاولة مع العلم أن هذا التصرٌح ٌجب أن ٌرفق بما ٌعطً للمحكمة التجارٌة المختصة صورة
أولٌة عن الوضعٌة المالٌة واالقتصادٌة للمقاولة المعنٌة األمر.33
وتجب اإلشارة إلى أن وجوب طلب فتح مسطرة المعالجة صعوبات المقاولة المنصوص علٌه
فً المادة ;<7م ت ٌ .سري على التاجر الشخص الطبٌعً المدٌن سواء أكان اكتسابه لصفة تاجر
32
ذ.محمد لفروجً دراسات قانونٌة معمقة عدد " 9وضعٌة الدابنٌن فً مساطر صعوبات المقاولة " مطبعة النجاح الجدٌدة – الدار البٌضاء ص
?=>8-
33
تنص المادة ;<8م ت ٌودع ربٌس المقاولة طلبه لدى كتابة الضبط المحكمة وٌشٌر فً تصرٌحه إلى أسباب التوقؾ عن الدفع وٌجب إرفاقه
بالوثابق التالٌة:
-القوابم التركبٌة آلخر سنة مالٌة،
-جرد وقٌمة كل األموال المقاولة المنقولة وؼٌر المنقولة ،
-البحة بالدابنٌن والمدنٌن مع اإلشارة إلى مكان إقامتهم وبٌان حقوقهم ودٌونهم وضمانتهم عند تارٌخ التوقؾ عن الدفع ،
-جدول التحمبلت.....،
17
بالممارسة االعتٌادٌة أو االحترافٌة ألحد األنشطة التجارٌة الواردة فً المادتٌن < و= من م ت ،
أو ناتج عن دخوله شرٌكا متضامنا فً شركة تجارٌة أو عن تسٌره ألصل تجاري تسٌرا حرا كما
ٌسري أٌضا اإللزام المذكور على الممثل القانونً بصفته مسٌرا أو متصرؾ أو ربٌس مجلس
34
اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعٌة.
وٌرى بعض الفقه المؽربً أن تقدٌم طلب فتح المسطرة من طرؾ الممثل القانونً للشركة
التجارٌة أو المجموعات ذات النفع االقتصادي التً ٌكون ؼرضها تجارٌا ال ٌتوقؾ على إذن
خاص من طرؾ المجلس اإلدارة أو مجلس اإلدارة الجماعٌة ،علما أن هذا التصرٌح ال ٌعتبر من
ضمن التصرفات التً ٌخولها هذا المجلس أو ذاك ومن تم فإن المتصرؾ أو ربٌس مجلس اإلدارة
أو مجلس اإلدارة الجماعٌة ٌتعٌن علٌه أن ٌطلب فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة كلما كان
35
التوقؾ عن الدفع داخل األجل المحدد بالقانون ،وإال تحمل وحده تبٌعات اإلؼفال بذلك.
وٌبدو أن المشرع فرض على ربٌس المقاولة تقدٌم طلب التصرٌح بالتوقؾ عن الدفع داخل
أجل ;ٌ 7وما تحت طابلة سقوط أهلٌته التجارٌة والكل حسب المادة =7:م ت،36وفً هذا الصدد
جاء فً أحد القرارات الصادرة عن محكمة االستبناؾ بالدار البٌضاء "حٌث تعٌب التعاونٌة
الطاعنة على الحكم المستؤنؾ كونه قضى بالتصفٌة القضابٌة بدل التسوٌة القضابٌة وحكم بسقوط
األهلٌة التجارٌة لربٌسها دون ثبوت موجبات هذا السقوط رؼم انتفاء صفته فً تسٌر التعاونٌة
37
إلؽاء الحكم الذكور والسٌما فً شقه المتعلق بسقوط األهلٌة التجارٌة "
وباإلضافة إلى العقوبة الخاصة المنصوص علٌها فً المادة =88م ت والتً ٌخضع لها
رإساء المقاولة ومسٌروها كما تخضع لها المقاوالت الفردٌة أو ذات شكل تجاري وكذلك
المجموعات ذات النفع االقتصادي التً ٌكون لها ؼرض تجاري.38
لكن السؤال الذي ٌفرض نفسه بإلحاح شدٌد هو هل وفق المشرع المغربً فً تشجٌع
رؤساء المقاوالت على تقدٌم طلب فتح المسطرة فً مواجهة المقاولة متى كانت فً وضعٌة
التوقف عن الدفع ؟.
ٌرى الفقٌه امحمد لفروجً فً هذا الصدد على أنه من النادر جدا أن ٌبادر المدٌن إلى طلب
وضعه فً حالة التوقؾ عن الدفع عن حسن نٌة ،فهو إن فعل ذلك إنما ٌفعله عن سوء نٌة بعدما
تتدهور وضعٌته المالٌة وبعدما تكثر دٌونه الحالة ،حٌث ٌكون فً مبادرته لطلب فتح المسطرة
ضده خبلص له وإفبلت من المبلحقات الفردٌة لدابنٌه المتعددٌن ،الذٌن ٌتعٌن علٌهم بمجرد قبول
34
امحمد لفروجً ،دراسات قانونٌة معمقة عدد _7التوقؾ عن الدفع فً قانون صعوبات المقاولة – دراسة تحلٌلٌة نقدٌة مذٌلة بعٌنات من عمل
القضاء فً الموضوع .ص .>9
35
للمزٌد من التوضٌح أنظر امحمد لفروجً -صعوبات المقاولة والمساطر القضابٌة الكفٌلة بمعالجتها – الطبعة األولى فبراٌر 8888ص
.7>:
3636
تنص المادة ٌ =7:جب على المحكمة أن تضع ٌدها فً جمٌع مراحل المسطرة من أجل النطق بالنطق بالحكم ،عند االقتضاء :بسقوط
األهلٌة التجارٌة عن كل مسإول بمقاولة ثبت فً حقه أحد األفعال التالٌة:
—:...إؼفال القٌام داخل أجل خمسة عشرة ٌوما بالتصرٌح بالتوقؾ عن الدفع،
37
قرار محكمة اإلستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء ماؾ عدد 89 -8;-:9بتارٌخ .888;-78-7:أشار إلٌه هشام البخفاوي م س ص ?.7
38
للمزٌد أنظر امحمد لفروجً م س ص ,7>9-7>8
18
طلب فتح المسطرة الجماعٌة المفتوحة ضد مدٌنهم التً قد تطول عدة سنوات ٌخلد فٌها هذا
39
األخٌر إلى الراحة .
ب :تقدٌم الطلب من طرف الدائن
إلى جانب المدٌن ( ربٌس المقاولة ) سمح المشرع من خبلل المادة ;<9من م ت للدابن تقدٌم
طلب فتح مسطرة المعالجة بحٌث تنص المادة السالفة الذكر على ما ٌلً "ٌمكن فتح المسطرة
بمقال افتتاحً للدعوى ألحد الدابنٌن كٌفما كانت طبٌعة دٌنه "...
وبناء على هذه المادة فإنه ٌحق لكل دابن أن ٌطلب من المحكمة فتح مسطرة التسوٌة أو
التصفٌة القضابٌة فً مواجهة مدٌنه شرٌطة إثبات عدم قدرة هذا المدٌن على دفع دٌنه أو دٌونه
الحالة والمستحقة ،وٌمكن للدابن إقامة الدلٌل على توقؾ مدٌنه عن الدفع بجمٌع وسابل اإلثبات .
وٌستوي أن ٌكون الدٌن تجارٌا أو مدنٌا ،ؼٌرأن هذا الطلب ٌخضع للشروط العامة لتقٌد الدعوى
المنصوص علٌها فً الفصل 98من قانون المسطرة المدنٌة.40
وتجدر اإلشارة إلى أن حق الدابن فً تقدٌم الدعوى ٌتقادم بتقادم االلتزامات بصفة عامة ؼٌر
أن هناك حاالت خاصة نص علٌها المشرع فً المادتٌن ;<:و ;<; م ت تتعلق بالتاجر الذي
اعتزل أو توفً والثانٌة بحالة الشرٌك المتضامن فً شركة التضامن المنسحب ،وفً كلتا الحالتٌن
ٌجب تقدٌم طلب داخل أجل سنة من تارٌخ الوفاة أو االعتزال أو االنسحاب.
ج :تقدٌم الطلب من طرف المحكمة من تلقاء نفسها و النٌابة العامة.
لقد أعطى المشرع للمحكمة الحق فً فتح مسطرة المعالجة من تلقاء نفسها وذلك طبقا
للمادة ;<9من م ت لكن ٌثار إشكال ٌتعلق بالكٌفٌة التً ٌمكن بها للمحكمة أن تقؾ على
وضعٌة المقاولة المتوقفة عن الدفع ،ؼٌر أنه هناك حاالت تسهل على المحكمة فتح هذه المسطرة
كما فً حالة فشل مسطرة الوقاٌة من الصعوبات ،أو فً حالة رفع القضٌة إلى المحكمة التجارٌة.
ؼٌر أن المحكمة والنٌابة العامة ٌمكن أن تعترضهما مجموعة من الصعوبات فٌما ٌخص الحكم
من تلقاء نفسها بفتح المسطرة على اعتبار أن هاتٌن المإسستٌن القضابتٌن ال تعمبلن على تعقب
المقاوالت لتفحص أورقها وتدقق حسابتها والبحث عما إذا كانت فً حالة التوقؾ عن دفع ما
بذمتها من دٌون مستحقة أوال.
ونشٌر فً هذا الصدد إلى أن النٌابة العامة التً لها الصفة فً تقدٌم طلب فتح مسطرة
المعالجة هً تلك المنتصبة أمام المحكمة التجارٌة التً ٌقع فً دابرتها المقر االجتماعً للشركة
المركز الربٌسً لل تاجر الذي ٌتوقؾ عن أداء دٌونه الحالة ،ولكن هذا ال ٌمنع النٌابة العامة لدى
39
امحمد لفروجً _ دراسات قانونٌة معمقة عدد – 7التوقؾ عن الدفع فً قانون صعوبات المقاولة _ دراسة تحلٌلٌة نقدٌة مذٌلة بعٌنات من عمل
القضاء فً الموضوع ،ص => وما بعدها .
40
محمد كرام – الوجٌز فً مساطر صعوبات المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول ص .<:
19
المحاكم التجارٌة األخرى أو لدى القضاء الزجري بالمحاكم االبتدابٌة من التماس فتح المسطرة
41
من طرؾ النٌابة العامة المختصة.
وعلٌه ٌمكن القول ،أن المحكمة والنٌابة العامة ٌمكنهما االحاطة بحالة التوقؾ عن الدفع إذا
لم ٌقم أحد الدابنٌن باإلعبلن عنه أو مراقبو الحسابات الذٌن أنٌط بهم بموجب القوانٌن الجدٌدٌن
المتعلقٌن بشركة المساهمة ومدونة التجارة مهمة إخبار كل من ربٌس المحكمة المختصة بكل ما
ٌبلحظونه من اختبلالت فً التوزنات المالٌة التً من شؤنها تهدٌد استمرارٌة المقاولة فً مزاولة
نشاطها بصورة اعتٌادٌة ربٌس المقاولة بكل ما ٌكتشفونه خبلل قٌامهم بؤفعال ذات طابع
جرمً.42.
كما ٌثار إشكال ٌتعلق بمدى أحقٌة عمال المقاولة المتوقفة عن الدفع فً تقدٌم طلب فتح
المسطرة ضدها
إن المشرع المؽربً لم ٌعط للعمال والمستخدمٌن الحق بؤن ٌقدموا بصفتهم هذه ،طلب فتح
معالجة صعوبات المقاولة فً مواجهة المقاولة التً ٌشتؽلون بها وذلك على خبلؾ المشرع
الفرنسً الذي سمح لهم بذلك.43
وٌرى بعض الفقه المؽربً أنه ال ٌوجد ما ٌمنع العمال أو المستخدمٌن من أن ٌقوموا،إما
بصفتهم الشخصٌة أو مندوبهم أو لجنة المقاولة إخبار ربٌس المحكمة التجارٌة المختصة أو النٌابة
العامة ،بالوقابع التً من شؤنها اإلخبلل باستمرارٌة استؽبلل المقاولة أو التً من شؤنها أن تعكس
توقؾ المقاولة عن دفع دٌونها .ذلك بناء على المعلومات المدلى بها من طرؾ عمال ومستخدمً
المقاولة التً تعترضها صعوبات تتمثل فً توقفها عن الدفع ٌمكن للمحكمة المذكورة أن تفتح
44
المسطرة إما تلقابٌا وإما بناء على طلب النٌابة العامة.
- 2اإلجراءات التً ٌتعٌن على المحكمة إتباعها قبل البت فً طلب فتح مسطرة المعالجة.
بعدما ٌقدم طلب فتح مسطرة المعالجة من طرؾ إحدى الجهات التً خولها المشرع تقدٌمه،
فإنه ٌجب على المحكمة أن تقوم بمجموعة من اإلجراءات وهو ما تنص علٌه المادة =<; م ت "
تبت المحكمة بشؤن فتح المسطرة بعد استماعها لربٌس المقاولة أو استدعابه قانونٌا للمثول أمام
ؼرفة المشورة "...
ٌتبٌن من خبلل هذه المادة أن المشرع ألزم المحكمة باستدعاء ربٌس المقاولة واالستماع إلٌه
أمام ؼرفة المشورة وهذا فٌه نوع من السرٌة .
41
محمد كرام م س ص =<,
42
امحمد لفروجً دراسات قانونٌة معمقة عدد : 7مرجع سابق ص <?.
43
تجب اإلشارة إلى أن المشرع الفرنسً أعطاهم هذه اإلمكانٌة بموجب المادة :من قانون ;ٌ 8ناٌر ;>? 7المتعلق بالتسوٌة القضابٌة والتصفٌة
القضابٌة للمقاوالت المتوقفة عن الدفع كما تم تعدٌله بقانون ٌ 78ونٌو .7??:فطبقا للفقرة األخٌرة من هذه المادة ٌ ،مكن للجنة المقاولة أو مندوبً
العمال فً حالة عدم وجود هذه للجن ة ،إخبار ربٌس المحكمة أو وكٌل الجمهورٌة بكل واقعة أن تفٌد أن هناك توقفا عن الدفع.
44
للمزٌد بهذا الخصوص راجع :
امحمد لفروجً -صعوبات المقاولة والمساطرالقضابٌة الكفٌلة بمعالجتها -م س ص <? 7وما بعدها .
20
ومما ٌنبؽً تسجٌله بهذا الخصوص هو أن ،هذا اإلجراء المذكور من شؤنه أن ٌسمح لربٌس
المقاولة باإلدالء بؤوجه دفاعه سٌما فً الحالة التً ٌرى فٌها أن مقاولته ؼٌر متوقفة عن الدفع .زد
على ذلك أن سلوك هذا اإلجراء ٌعطً الفرصة للمحكمة التجارٌة المرفوعة إلٌها الدعوى الرامٌة
إلى فتح المسطرة لكً تطلع بمزٌد من التفصٌل على وضعٌة المقاولة المدعى علٌها ،مما ٌسمح
لها بتكوٌن نظرة أولٌة عن هذه الوضعٌة وذلك بطرٌقة تحول دون تؤثر سمعة المقاولة المعنٌة
باألمر ما دامت المسطرة المتبعة أمام ؼرفة المشورة ال تكون علنٌة .45
لكن إذا ما توصل باالستدعاء الموجه إلٌه ولم ٌدل بعذر قانونً فإن المحكمة المقدم
أمامها الطلب تعتبر هذا التخلؾ عن الحضور قرٌنة على كون المقاولة المدعى علٌها توجد فً
حالة توقؾ عن الدفع مما ٌسمح لها بالحكم بفتح مسطرة المعالجة صعوبات المقاولة كلما كانت
الشروط أخرى البلزمة لذلك متوفرة .
و ٌسري نفس القول فً الحالة التً ٌتعذر على مؤمور اإلجراءات تسلٌم االستدعاء لربٌس
المقاولة أو من ٌحق لهم االستدعاء طبقا للمادة > 9م م ،نتٌجة إؼبلق المحل المعٌن كعنوان فً
السجل التجاري ففً هذه الحالة تعتبر المقاولة المدعى علٌها منقطعة عن مزاولة نشاطها .مما ٌعد
قرٌنة أكٌدة على كونها متوقفة عن دفع دٌونها بصورة ٌمكن معها افتراض اختبلل وضعٌتها
46
بشكل ال رجعة فٌه.
وإذا تحققت المحكمة من وضعٌة المقاولة المختلة فً ضوء المقابلة التً أجرتها مع ربٌس
المقاولة فبل إشكال بحٌث تقضً بفتح مسطرة المعالجة لكن فً بعض الحاالت ال تنجح المحكمة
فً الوقوؾ على الوضعٌة الحقٌقٌة للمقاولة خصوصا إذا تخلؾ ربٌس المقاولة عن الحضور وال
تتوفر المحكمة على الوثابق التً تساعد على تكوٌن قناعتها فً هذه الحالة فإن المشرع مكنها من
وسابل 47تستطٌع من خبللها تقصً وضعٌة المقاولة.48بحٌث ٌمكنها االستماع للعمال واألبناك أو
مراقب الحسابات أو الخبراء المحاسبٌن أو المتعاملٌن مع المقاولة دون أن ٌتمسكوا بالسر المهنً .
أما التشرٌع الفرنسً فقد وسع من مسطرتً االستماع أو الحضور القانونً لتشمل ممثل
لجنة المقاولة وفً ؼٌابه مندوب أو ممثل العمال ( المادة < إلى 7من قانون ;ٌ 8ناٌر ;>?،)7
أما إذا تعلق األمر بفتح المسطرة لعدم تنفٌد االلتزامات المالٌة أو الدٌون الناجمة عن اتفاق التسوٌة
الودٌة فٌتعٌن االستماع للمصالح الذي أبرم االتفاق بمعٌته ومشاركته أو استدعاإه قانونٌا للمثول
أمام ؼرفة المشورة ( المادة < ؾ .49)9
45
امحمد لفروجً ص 788سلسة دراسات قانونٌة معمقة عدد ,7م س ص .788
46
امحمد لفروجً م س ص >?.7
47
خول للمحكمة بموجب المادة =<; م ت اإلستماع ألي شخص ٌتبن أن أقوله مفٌدة دون التمسك بالسر المهنً وذلك كالعمال واألبناك أو
مرقب الحسابات أو الخبراء المحاسبٌن أو المتعاملٌن مع المقاولة.
48
محمد كرام م س ص .=9
49
شك ري السباعً الوسٌط الوقاٌة من الصعوبات التً تتعترض المقاولة ومساطر معالجتها -الجزء الثانً –الطبعة الثانٌة = .888ص .879
21
أما بخصوص أجل البث فً الطلب ،فبالرجوع الفقرة األخٌرة من المادة =<; م ت نجدها
تنص على" تبث المحكمة بعد خمسة عشر ٌوما على األكثر من رفع الدعوى إلٌها "
وٌستفاد من خبلل هذه المادة أن المحكمة التجارٌة المرفوع أمامها طلب فتح مسطرة معالجة
صعوبات المقاولة بؤن تبت فً الطلب بعد خمسة عشر ٌوما ،50ؼٌر أن المبلحظ من الحٌاة
العملٌة أن المحاكم ال تلتزم بهذا األجل إال نادرا ،وال تبت إال بعد مروره .وهو ما دفع بعض الفقه
إلى القول بؤنه كان على المشرع أن ٌجعل هذا األجل قاببل للتجدٌد مرتٌن أو مرة واحدة على
51
األقل .
وٌضٌؾ بعض الفقه المؽربً أنه بالرؼم من كون أجل خمسة عشر ٌوما أجبل قصٌرا جدا
بالمقارنة مع ما ٌتطلبه القٌام باإلجراءات البلزمة لفتح المسطرة فإنه مع ذلك ٌجب على المحكمة
التجارٌة أن تحترم هذا األجل وذلك نزوال عند رؼبة المشرع الذي كان على وعً تام بكل
52
االعتبارات إبان تحدٌده لهذا األجل.
إذا قبلت المحكمة طلب فتح مسطرة المعالجة -المقدم سواء من ربٌس المقاولة أو الدابن أو
النٌابة العامة أو المحكمة من تلقاء نفسها – فإنها تصدر حكما قضابٌا ٌجب أن ٌتضمن مجموعة
من البٌانات الخاصة التً تضاؾ إلى البٌانات العامة المنصوص علٌها فً قانون المسطرة
المدنٌة .53كما تعمل من خبلل هذا الحكم على تعٌن أجهزة المسطرة.
أ :تعٌٌن تارٌخ التوقف عن الدفع
تنص المادة <>8م ت فً فقرتٌها األولى والثانٌة على أنه " ٌعٌن حكم فتح المسطرة تارٌخ
التوقؾ عن الدفع الذي ٌجب أال ٌتجاوز فً جمٌع األحوال ثمانٌة عشرة شهرا قبل فتح المسطرة،
إذا لم ٌعٌن الحكم هذا التارٌخ تعتبر بداٌة التوقؾ عن الدفع من تارٌخ الحكم "
وٌستفاد من من المادة السالفة الذكر أن المحكمة التجارٌة التً تقضً بفتح المسطرة فً
مواجهة المدٌن ٌمكنها إرجاع تارٌخ التوقؾ عن الدفع إلى ثمانٌة عشر شهرا السابقة لصدور
54
الحكم القاضً بفتح هذه المسطرة
كما أن الفقرة الثالثة من المادة من نفس المادة نصت على أن التارٌخ الذي تعٌنه المحكمة
كتارٌخ للتوقؾ عن الدفع ٌعد تارٌخا مإقتا ،وبعبارة أخرى ال ٌحوز قوة أو حجٌة الشًء المقضً
55
به .إذ ٌمكن للمحكمة تؽٌره مرة أو عدة مرات وذلك بطلب من السندٌك .
50
وللمقارنة فإن القانون الفرنسً ل ;ٌ 8ناٌر ;>? 7الذي ٌعتبر مصدرا ربٌسٌا للمقتضٌات المنصوص علٌها فً الكتاب الخامس من م ت
للتجارة لسنة <?? 7ال ٌحدده أي من قبٌل ذلك المنصوص علٌه فً الفقرة الثالثة من المادة .
51
أحمد شكري السباعً :م س الجزء الثانً ص <.87
52
امحمد لفروجً دراسات قانونٌة معمقة عدد 7م س ص <78
53
الفصل ;8والفصل ; 9:و ;= 9م م .
54
مع العلم أن فترة أن فترة الرٌبة قد تصل بالنسبة لبعض العقود إلى ثمانٌة عشرة شهرا السابقة لتارٌخ صدور الحكم القاضً بفتح المسطرة
وذلك تطبٌقا ألحكام الفقرة الثانٌة من المادة <>7م ت .
22
وفً هذا الصدد جاء فً إحدى حٌثٌات حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بؤكادٌر "وحٌث
إن الخبرة المنجزة فً الملؾ حددت تارٌخ التوقؾ عن الدفع فً .8879-78-89أي أي داخل
فترة الثمانٌة عشر شهرا السابقة على فتح المسطرة المنصوص علٌها فً المادة <>8من م م .
مما ٌتعٌن معه تحدٌده فً التارٌخ المذكور مع إمكانٌة تؽٌٌره مرة أو عدة مرات بطلب من
56
السندٌك"
وٌبدو أن المشرع المؽربً حصر إمكانٌة تقدٌم تؽٌر تارٌخ التوقؾ ؼن الدفع فً السندٌك
فقط وهذا على خبلؾ التشرٌع الفرنسً الذي فتح هذه اإلمكانٌة إلى كل من المحكمة من تلقاء
نفسها أو بطلب من المتصرؾ من طرفها وممثل الدابنٌن و المصفً ووكٌل الجمهورٌة .
ب :تعٌن أجهزة المسطرة
بالرجوع إلى المادتان ><; و = <9من مدونة التجارة نجدهما تنصان على وجوب تعٌن
القاضً المنتدب و السندٌك والمراقبٌن الذٌن ٌعٌنون من طرؾ القاضً المنتدب.
القاضً المنتدب
ٌتم تعٌن القاضً المنتدب من ضمن القضاة العاملٌن بالمحكمة التجارٌة التً أصدرت الحكم
القاضً بفتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة .وٌقوم القاضً المنتدب بعدة وظابؾ السٌما وأن
المادة > <9م ت تجعل منه الصاهر على الٌسر السرٌع للمسطرة وعلى حماٌة المصالح
المتواجدة.
وهكذا فإذا كان القاضً المنتدب ٌعد بمثابة الوسٌط بٌن المحكمة التجارٌة و الحكم القاضً
بفتح المسطرة وبٌن باقً األطراؾ األخرى الفاعلة فً هذه المسطرة كالسندٌك والمراقبٌن .فهو
ٌعتبر بمثابة محكمة قابمة الذات ٌبث فً جمٌع الطلبات التً تخص المقاولة المفتوحة فً
مواجهتها مسطرة المعالجة والتً عٌن فٌها قاضٌا منتدبا فً رفع الحجز وتحقٌق الدٌون ورفع
أجل للسقوط...
فالقاضً المنتدب ٌعٌن فً القانون المؽربً من بٌن هٌؤة الحكم وٌجب أن ال ٌكون من بٌن
أقارب ٍربٌس المقاولة حتى الدرجة الرابعة بإدخال الؽاٌة ،وٌبدو أن المشرع ال ٌشترط أٌة شروط
فً الشخص الذي ٌعٌن قاضٌا منتدبا فً المسطرة المفتوحة فً مواجهة المقاولة ،وهذا على
خبلؾ المشرع الفرنسً الذي ٌشترط مدة سنتٌن من األقدمٌة وهذا ال نجد له مثٌل فً التشرٌع
57
المؽربً واكتفى فقط بالقول على وجوب تعٌن القاضً المنتدب.
وحسب ما لدٌنا من اعتقاد فإن المشرع المؽربً جانب الصواب عندما أقر بؤن ٌعٌن
القاضً المنتدب دون أن ٌحدد أٌة ضوابط خصوصا إذا علمنا أن مساطر صعوبات المقاولة تقوم
55
أحمد شكري السباعً :الجزء الثانً م س ص .887
56
حكم صادر عن المحكمة التجارٌة بؤكادٌر بتارٌخ ? 887;-8;_7تحت عدد <8ملؾ 7;->988-7:تحت رقم ( <8ؼٌر منشور ).
57
محمد كرام م س ص ;=
23
على أسس اقتصادٌة وحسابٌة مما ٌكون معه األمر ٌحتاج إلى قضاء متخصص فً مجال
صعوبات المقاولة .
وتجب اإلشارة إل أن المشرع استجاب لبلنتقادات الموجهة إلٌه فً هذا اإلطار فعمل فً
مشروع التنظٌم القضابً على التنصٌص على تخصٌص جناح خاص داخل المحاكم التجارٌة
بالقضاة المنتدبٌن .
بحٌث كانت المحاكم التجارٌة داخل المملكة بما فٌها المحكمة التجارٌة بفاس وطنجة
ومراكش ...تعٌن القاضً المنتدب من بٌن هٌؤة الحكم ،لكن المحكمة التجارٌة بالدار البٌضاء
أخدت موقفا مخالفا لما سارت علٌه جل المحاكم التجارٌة بحٌث قامت بتخصٌص جناح خاص
بالقضاة المنتدبٌن فً قضاٌا صعوبات المقاولة وهذا هو ما أخد به مشروع التنظٌم القضابً رقم
> 7;-9الذي صادق علٌه مجلس النواب ٌوم > 58887<-8<-8كما سلؾ الذكر.
السندٌك
تسند مهمة االسندٌك كمبدأ ألحد كتاب الضبط لكن المشرع سمح بإمكانٌة إسنادها للؽٌر،
وهذا موقؾ محمود ٌحسب للمشرع المؽربً،نظرا لما تتطلبه هذه المسطرة من خبرة وتخصص
لذا نجد المحاكم ال تترد فً تعٌن المراقبٌن والخبراء كسنادكة لمساطر المعالجة.
أما مهام السندٌك فقد نصت علٌها المادة <:8م ت التً ٌجري سٌاقها على ماٌلً " ٌكلؾ
السندٌك بتسٌٌر عملٌات التسوٌة والتصفٌة القضابٌة ابتداء من تارٌخ صدور حكم فتح المسطرة
حتى قفلها .كما ٌسهر على تنفٌد مخطط االستمرارٌة أو التفوٌت إضافة إلى مهمة تحقٌق
الدٌون.كما ٌلزم السندٌك بإخبار القاضً المنتدب بسٌر المسطرة".
المراقبٌن
ٌتم تعٌن المراقبٌن من طرؾ القاضً المنتدب وٌعٌن واحدا إلى ثبلثة مراقبٌن من الدابنٌن
الذٌن ٌتقدمون إلٌه بطلب وٌمكن أن ٌكون المراقبون أشخاصا معنوٌٌن أو طبٌعٌن .
وال ٌتمتع هإالء المراقبون المعٌنون من بٌن الدابنٌن المشار إلٌهم فً المادة ; <:م ت بؤٌة
سلطة تقرٌرٌة وإنما ٌنحصر دورهم فً االستشارة واإلخبار.وبذلك تحدد مهام المراقبٌن األساسٌة
فٌما ٌلً:
-مساعدة السندٌك فً األعمال التً ٌقوم بها فً إطار تسٌٌره للمسطرة المفتوحة ضد المقاولة
المتوقفة عن الدفع .
-مساعدة القاضً المنتدب فً مهمة مراقبة إدارة المقاولة الخاضعة لمسطرة المعالجة أو
التصفٌة القضابٌة.
-إخبار الدابنٌن بكل ما تحقق من مهمتهم فً كل مرحلة من مراحل المسطرة المفتوحة.
58
عبد الكرٌم الطالب – الشرح العملً لقانون المسطرة المدنٌة –الطبعة الثامنة < 887ص ;,:
24
وقد جاء فً قرار لمحكمة االستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء ما ٌلً :
"وحٌث أنه مادام والحالة هذه من أوراق الملؾ أن الطاعنة هً دابن عادي صرح بدٌنه
ضمن خصوم التسوٌة القضابٌة للمقاولة المستؤنؾ علٌها وأنه ٌوجد ضمن هذه المسطرة مراقب
واحد للدابنٌن وهو...بصفته دابنا امتٌازٌا فبل مانع ٌحول دون تعٌن الطاعنة المذكورة بوصفها
59
مراقبا للدابنٌن فً نفس المسطرة عمبل بمقتضٌات المادة ; <:من م ت"
أما فٌما ٌخص عزل المراقبٌن فإن القاضً المنتدب ال ٌملك سلطة عزل المراقبٌن بعد
تعٌٌنه لهم فكل ما هنالك أنه ٌتعٌن على القاضً المنتدب أن ٌقترح على المحكمة التجارٌة
المفتوحة أمامها المسطرة القٌام بعزل المراقب المعنً باألمر.
ج -تحدٌد نوع المسطرة
تنص المادة ><; من م ت " ٌقضً بالتسوٌة القضابٌة إذا تبٌن أن وضعٌة المقاولة لٌست
مختلة بشكل ال رجعة فٌه ،وإال فٌقضً بالتصفٌة القضابٌة " وتضٌؾ المادة ? <7م ت "تفتح
مسطرة التصفٌة القضابٌة إذا تبٌن أن وضعٌة المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فٌه"
وٌتعٌن إذا أن ٌحدد الحكم نوع هذه المسطرة هل هً التسوٌة القضابٌة أم التصفٌة القضابٌة.
د -إشهار الحكم
ٌعتبر شهر الحكم القاضً بفتح مسطرة صعوبات المقاولة أمرا ضرورٌا مادام أن هذا ٌنتج
آثار فً مواجهة الدابنٌن والؽٌر مما ٌقتضً أن ٌكون هإالء على علم بؤن ربٌس المقاولة المدٌنة
لم تعد له الحرٌة الكاملة فً إدارة وتسٌر مقاولته وبؤن خصوم هذه األخٌرة سٌتم وفاإها وفق
مسطرة خاصة.
وباستقرابنا للمادة ?<; م ت ٌتبن أن حكم فتح المسطرة ٌجب إشهاره ،و ٌجب أن ٌتم هذا
النشر داخل أجل ثمانٌة أٌام من صدور الحكم وٌنبؽً أن تتم دعوة الدابنٌن فٌه إلى التصرٌح
بدٌونهم لدى السندٌك المعٌن .كما ٌقع على كاتب الضبط ضرورة تبلٌػ الحكم القاضً بفتح
المسطرة إلى المقاولة الصادر فً مواجهتها داخل أجل ثمانٌة أٌام طبقا للفقرة الثانٌة من المادة
?<; من م ت وأن تتم اإلشارة إلٌه فً السجل التجاري للمقاولة كما ٌجب نشر هذا الحكم فً
الجرٌدة الرسمٌة وفً صحٌفة مخول لها نشر اإلعبلنات القانونٌة وأن ٌعلق هذا الحكم على اللوحة
60
المخصصة لئلعبلنات بالمحكمة التجارٌة مصدرة الحكم
فالنشر والتبلٌػ ٌكتسبان أهمٌة قصوى فً مجال التصرٌح بالدٌون بحٌث ٌجب على الدابنٌن
الذٌن نشؤت دٌونهم قبل حكم فتح المسطرة أن ٌصرحوا بها للسندٌك داخل أجل شهرٌن تحت
61
طابلة سقوطها طبقا للمادة =>< م ت.
59
قرار محكمة االستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء بتارٌخ > 888<_78-8ملؾ عدد ==> 888<-7?-أشار إلٌه هشام البخفاوي م س ص =<.
60
امحمد لفروجً م س ص .8:8
61
هشام البخفاوي :الوجٌز فً مساطر صعوبات المقاولة -،الجزء األول الطبعة األولى ; 887ص ?< .
25
:4الطعن فً الحكم
إن الحكم القاضً بفتح مسطرة المعالجة ٌقبل من الناحٌة المبدبٌة جمٌع طرق الطعن العادٌة
وؼٌر العادٌة لذلك خص المشرع القسم السادس لطرق الطعن وطرق الطعن فً القانون المؽربً
إما عادٌة (التعرض واالستبناؾ) وؼٌر عادٌة (النقض وتعرض الؽٌر الخارج عن الخصومة
والتماس إعادة النظر).
وقد جعل المشرع حكم فتح مسطرة المعالجة ٌقبل التعرض وتعرض الؽٌر الخارج عن
الخصومة إذ نص فً المادة ? =8م ت على أنه "ٌتم التعرض وتعرض الؽٌر الخارج عن
الخصومة ضد المقررات الصادر بشؤن التسوٌة القضابٌة"...
كما ٌقبل هذا الحكم الطعن باالستبناؾ طبقا للمادة =98م ت والنقض المادة =97م ت،
وببدو أن المشرع جعل الحكم القاضً بفتح المسطرة قاببل للتعرض واالستبناؾ لكن بالرجوع
للقواعد العامة فً قانون المسطرة المدنٌة نجد أنه من شروط التعرض أن ال ٌكون قاببل
لبلستبناؾ والحال أن فً الحكم الصادر بفتح المسطرة ٌكون دابما قاببل لبلستبناؾ مما ٌجعل
الطعن بالتعرض من باب السهو من طرؾ المشرع وهو ما تنبه إلٌه فً مشروع تعدٌل قانون
صعوبات المقاولة المقدم من طرؾ وزارة العدل والذي حذؾ كلمة التعرض من المادة ?=8
واحتفظ بتعرض الؽٌر الخارج عن الخصومة .
وتجب اإلشارة فً األخٌر إلى أن جمٌع األحكام الصادرة فً مادة صعوبات المقاولة تكون
مشمولة بالنفاد المعجل بقوة القانون عدا تلك المتعلقة بسقوط األهلٌة التجارٌة وتلك الصادرة فً
62
جرٌمة التفالس والجرابم األخرى وفق ما نصت علٌه المادة > =8من مدونة التجارة.
62
محمد كرام الوجٌز فً مساطر صعوبة المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول الطبعة األولى 8878
26
أوال :يخطظ انتسىيت
بناء على تقرٌر السندٌك وبعد االستماع لربٌس المقاولة والمراقبٌن ومندوبً العمال تقرر
المحكمة إما باستمرارٌة قٌام المقاولة بنشاطها ( ) 7أو تفوٌتها (.) 8
:1مخطط االستمرارٌة
تعتبر حالة تسوٌة المقاولة عن طرٌق اعتماد مخطط الستمرارٌتها أنسب حل للمقاوالت
المفتوحة ضدها مساطر معالجة الصعوبات وذلك على خبلؾ حالة التسوٌة عن طرٌق تفوٌتها
ألحد األؼٌار أو حالة النطق بالتصفٌة القضابٌة بسبب اختبلل وضعٌة المقاولة بشكل ال رجعة فٌه.
وكما هو معلوم فإن تصفٌة الخصوم فً إطار تنفٌذ مخطط االستمرارٌة ٌختلؾ عن تصفٌتها
فً األحوال العادٌة ،ذلك أن هذا المخطط ؼالبا ما ٌفرض تضحٌات من جانب الدابنٌن و المقاولة
على حد سواء ،مما من شؤنه أن ٌإثر بشكل أو أخر على وضعٌة كل طرؾ على حدة كما
سٌتضح ذلك من خبلل ما سنعرض إلٌه بخصوص وضعٌة الدابنٌن خبلل تنفٌذ مخطط
االستمرارٌة المقاولة المفتوحة ضدها مسطرة المعالجة ووضعٌة هذه األخٌرة ذاتها إبان تنفٌذ هذا
المخطط.
وضعٌة الدابنٌن خبلل تنفٌد مخطط اإلستمرارٌة المقاولة : -
فبعد إشهاد المحكمة التجارٌة المفتوحة أمامها المسطرة على اآلجال والتخفٌضات
الممنوحة من طرؾ الدابنٌن إثر االستشارة الفردٌة أو الجماعٌة التً ٌجرٌها معهم السندٌك تطبٌقا
ألحكام المادة ;>; وما بعدها من مدونة التجارةٌ ،مكنها إن اقتضى الحال أن تخفض هذه اآلجال
والتخفٌضات كما تنص على ذلك الفقرة األولى من المادة >?; من المدونة .63
وإذا كان األمر على النحو أعبله بالنسبة للدابنٌن الذٌن شاركوا وقبلوا باالستشارات المجراة
بٌنهم وبٌن السندٌك فإن الدابنٌن الذٌن لم ٌشاركوا فً هذه االستشارات أو الذٌن رفضوها ٌمكن
للمحكمة أن تضع لهم آجاال موحدة لؤلداء مع مراعاة اآلجال األطول التً اتفق علٌها األطرؾ قبل
فتح المسطرة بالنسبة للدٌون المإجلة مع مبلحظة أن هذه اآلجال ٌمكن أن تزٌد عن مدة تنفٌد
مخطط االستمرارٌة ،ؼٌر أن المحكمة ال ٌحق لها تخفٌض دٌون هإالء الدابنٌن الذٌن ٌحق لهم
وحدهم و بإرادتهم تخفٌض دٌونهم من عدمه .وٌتعٌن أن ٌتم السداد األول داخل سنة من تارٌخ
64
الحكم الذي حصر مخطط التسوٌة
وإذا كان من حق كل دابن الحصول على دٌنه إذا اتبع المساطر الواجبة ،فإن ذلك ال ٌعنً أن
جمٌع الدابنٌن باختبلؾ درجاتهم على قدم المساواة فً الحصول على دٌونهم ،بل إن المشرع
خص بعضا منهم بحق األولوٌة واالمتٌاز ،فالدابنون الذٌن نشؤت دٌونهم أثناء الفترة االنتقالٌة ( أو
ما ٌسمى بفترة المبلحظة أي المرحلة السابقة الختٌار الحل ) ٌحضون باألولوٌة و باالمتٌاز طبقا
63
ذ.محمد الفروجً م.س ص >:8
64
ذ.محمد كرام م.س ص 789
27
للمادة ;=; من مدونة التجارة.مهما كانت طبٌعتها عادٌة أم مقرونة بامتٌاز أو بضمان ،وتؤتً بعد
هذه الطابفة الدابنون الذٌن نشؤت دٌونهم بعد فتح مخطط االستمرارٌة حٌث بإمكانهم متابعة
المقاولة بصفة فردٌة القتضاء هذه الدٌون ،أما الطابفة الثالثة فهم الدابنون الذٌن نشؤت دٌونهم قبل
فتح مسطرة المعالجة حٌث ٌتعٌن علٌهم لسداد دٌونهم التصرٌح بها لدى السندٌك داخل اآلجال
القانونٌة تحت طابلة سقوطها وفقا للمادة <>< من مدونة التجارة.
-7توقٌؾ أو إضافة أو تفوٌت بعض قطاعات نشاط المقاولة و المقصود بالتفوٌت هنا
الجزبً.
ٌ -8مكن للمحكمة عدم تفوٌت األموال التً تعتبرها ضرورٌة الستمرارٌة المقاولة لمدة
تحددها وال ٌمكن مخالفة المنع المذكور إال بترخٌص منها.
ٌ -9مكن للمحكمة بوقؾ آثار منع إصدار شٌكات الصادر ضد المقاولة سابقة لحكم التسوٌة
القضابٌة.
وقد وضع المشرع حدا أقصى لمدة مخطط االستمرارٌة وهو عشر سنوات وذلك بموجب
المادة <?; من مدونة التجارة التً تنص على أنه "تحدد المحكمة مدة مخطط اإلستمرارٌة على
66
أال ٌتجاوز عشر سنوات"
وتبقى محكمة المسطرة الجهة الوحٌدة التً لها حق فسخ مخطط اإلستمرارٌة دون ؼٌرها
ؼٌر أنه ال ٌتؤتى لها تقرٌر هذا الجزاء إال بعد االستماع للسندٌك تحت طابلة بطبلن الحكم وترجع
الصفة للمطالبة بفسخ مخطط االستمرارٌة بصورة أساسٌة للدابنٌن باعتبارهم المتضررٌن
األساسٌن من إخبلل المدٌن ببنود المخطط ،إال أن المحكمة ٌحق لها أن تقرر الفسخ المذكور من
تلقاء نفسها.حٌث جاء فً حكم المحكمة التجارٌة بؤكادٌر:
وحٌث أنه طبقا للمادة <88من مدونة التجارة فإنه إذ لم تنفد المقاولة التزاماتها المحددة فً
المخطط ٌمكن للمحكمة أن تقضً تلقابٌا أو بطلب من أحد الدابنٌن و بعد االستماع إلى السندٌك
بفسخ مخطط االستمرارٌة وتقرر التصفٌة القضابٌة للمقاولة
65
ذ.محمد الفروجً م.س ص :78
66
د.خدٌجة مضً م س ص <78=-78
28
وحٌث إن مسؤلة خطورة التقصٌر فً تنفٌذ التعهدات التً ٌنطوي علٌها مخطط
االستمرارٌة تخضع للسلطة التقدٌرٌة للمحكمة وٌمكن استخبلصها من عدة مإشرات......
وحٌث أنه وبالرجوع إلى وثابق الملؾ وخاصة تقرٌر السندٌك المكلؾ بتنفٌذ و مراقبة مخطط
االستمرارٌة ٌتضح أن المقاولة أخلت ببنود هذا المخطط مما ٌجعل تسوٌة الوضعٌة مستحٌبل
وٌتعٌن بالتالً إعمال مقتضٌات المادة <88والحكم تبعا لذالك بفسخ المخطط.67
وٌبدو إن الجزاء الذي قرره المشرع إلخبلل المقاولة بمخطط االستمرارٌة قاسً جدا بحٌث
أنه رتب على فسخ مخطط االستمرارٌة الحكم بالتصفٌة القضابٌة مباشرة ،وهو ما ٌجعلنا نتساءل
عن المانع الذي حال دون تقرٌر الحل الثانً المتمثل فً تفوٌت المقاولة ألحد من األؼٌار ،لما فٌه
من حماٌة للمقاولة وللٌد العاملة.
: 2مخطط التفوٌت
ٌهدؾ التفوٌت إلى اإلبقاء على النشاط الذي من شؤنه أن ٌستؽل بشكل مستقل و المحافظة
على كل أو بعض مناصب الشؽل الخاصة بذلك النشاط ،وإبراء ذمة المقاولة من الخصوم ( المادة
<89فقرة ) 7وتوزٌع ثمن التفوٌت بٌن الدابنٌن حسب مرتبتهم ( المادة ; <7فقرة ) 7أي
تصفٌة الخصوم.
وجعل المشرع التفوٌت على نوعٌن ،ابتؽاء المرونة والفعالٌة والمحافظة على الشؽل
وتصفٌة الخصوم ،فقد ٌكون التفوٌت إما كلٌا وإما جزبٌا وكبلهما ٌضعان حد لنشاط المقاول
67
حكم المحكمة التجارٌة بؤكادٌر رقم >? بتارٌخ 887;/8</98ملؾ رقم 9=/77;9أشار إلٌه ذهشام البخفاوي ،م،س ،ص 787
68
حكم المحكمة التجارٌة بؤكادٌر رقم 788بتارٌخ 887;/8</98ملؾ رقم = 887:/99/:8أشار إلٌه ذ هشام البخفاوي ،م،س ،ص 788
29
المدٌن و ملكٌته للمقاولة،خبلفا للتفوٌت الجزبً الذي ٌجري به العمل فً نظام استمرارٌة
المقاولة ،ذلك التفوٌت الجزبً الذي ٌجري به للمقاولة طبقا للفقرة الرابعة من المادة ;?8التً
جاء فٌها " ترفق هذه االستمرارٌة بتوقٌؾ أو إضافة أو تفوٌت بعض قطاعات النشاط إن اقتضى
69
الحال"....
بالرجوع إلى الفقرة التانٌة من المادة <89من مدونة التجارة ٌتضح أن تفوٌت المقاولة كحل
من حلول مسطرة التسوٌة القضابٌة قد ٌكون كلٌا وقد ٌكون جزبٌا .
ففً حالة التفوٌت الكلً فإنه ٌنصب على جمٌع ممتلكات المقاولة عقارات أم منقوالت
سندات وعقود وؼٌرها بشكل تنتقل معها إلى الؽٌر الذي قد ٌكون واحد أو متعدد شخصا طبٌعٌا أو
معنوٌا ،أما األمبلك ؼٌر مضمنة فً مخطط التفوٌت فتباع فً ؼٌاب مخطط لئلستمرارٌة وفق
الكٌفٌة والطرق المنصوص علٌها بشؤن التصفٌة القضابٌة.
70
وٌمارس السندٌك فً هذه الحالة كل الحقوق وٌقٌم كل الدعاوى الخاصة بالمقاولة
وٌترتب عن التفوٌت الكلً للمقاولة عدة نتابج هً التالٌة :
ٌ - 7إدي التفوٌت الكامل لممتلكات شركة تجارٌة إلى حل هذه الشركة ( المادة ? <8فقرة
9من مدونة التجارة ).
-8ال ٌجبر دابنو المقاولة المفوتة – سواء كانت فردٌة أو جماعٌة فً شكل شركة أم ال –
إلى شركة ما على تحوٌل حقوقهم أو دٌونهم إلى أنصبة أو أسهم أو سندات قرض قصد الشركة
المفوتة إلٌها المقاولة المعنٌة.
ٌ -9تمٌز تفوٌت المقاولة عن تفوٌت األصل التجاري فً أن التفوٌت المقاولة قد ٌتضمن
عناصر ال ٌمكن أن تدخل فً تؤلٌؾ األصل التجاري كالعقارات والعقود وؼٌرها ودلك للمحافظة
71
على النشاط
أما إذا اقتصر األمر على تفوٌت المقاولة جزبٌا فإنه ٌجب أن ٌإدي إلى إنقاص قٌمة
األموال ؼٌر المنقولة وٌجب أن ٌتعلق بمجموع عناصر اإلنتاج التً تكون قطاع أو عدة قطاعات
ألوجه النشاط كاملة ومستقلة.
وٌتبٌن من خبلل قراءة الفقرة الثانٌة من المادة <89من مدونة التجارة أن المشرع
المؽربً وضع معٌارٌن هامٌن ألجراء التفوٌت الجزبً :
ٌ - 7جب أال ٌإدي التفوٌت الجزبً إلى إنقاص قٌمة األموال ؼٌر المنقولة
69
ذ احمد شكري السباعً م.س ص <<:
70
ذ محمد كرام م.س ص <78
71
ذ أحمد شكري السباعً م.س ص=<:
30
-8أن ٌقع التفو ٌت الجزبً على مجموع عناصر اإلنتاج التً تكون قطاعا أو عدة قطاعات
( الفروع) ألوجه النشاط كاملة و مستقلة كقطاع تركٌب السٌارات أو قطاع لصنع العجبلت.
ٌتعٌن على المحكمة عندما تقرر اعتماد مخطط التفوٌت المقاولة أو الشركة ،أن تحدد فً
الحكم ذاته الذي ٌحصر هذا المخطط ،أهداؾ ومضامٌن التفوٌت واإلجراءات الكفٌلة بإنجاز
عملٌاته ،ومع نشر إعبلن بهدؾ التفوٌت فً صحٌفة ٌومٌة مخول لها نشر اإلعبلنات القانونٌة أو
فً الجرٌدة الرسمٌة لمدة معٌنة،كما ٌتعٌن على السندٌك السهر على تعلٌق نسخة من هذا اإلعبلن
على اللوحة المعدة لهذا الؽرض بالمحكمة ،وإعبلم المراقبٌن وربٌس المقاولة بتارٌخ تلقً
72
العروض ،وؼٌر ذلك من اإلجراءات الكفٌلة بإنجاح عملٌات التفوٌت
وعلى أٌة حال فإن العرض ٌجب أن ٌتضمن البٌانات المنصوص علٌها فً المادة <8:من
مدونة التجارة وهً :التوقعات الخاصة بالنشاط والتموٌل – تمن التفوٌت وكٌفٌة سداده – تارٌخ
إنجاز التفوٌت – مستوى التشؽٌل وآفاقه حسب النشاط المعنً -الضمانات المقدمة لجل ضمان
تنفٌذ العرض – توقعات بٌع األصول خبلل السنتٌن للتفوٌت.
وٌجب أن ترفق بالعرض الوثابق الخاصة بالسنوات المالٌة الثبلثة األخٌرة للمقاولة حٌنما
ٌكون صاحب العرض ملزما بإعدادها.
والمحكمة لها سلطة تقدٌرٌة فً اختٌار أحسن العروض وهً مقٌدة أن ٌتضمن العرض مدة
أطول الستقرار التشؽٌل وأداء مستحقات الدابنٌن .وللمحكمة أن تحدد بعض العقود وتشملها
بالتفوٌت دون إرادة المفوت إلٌه وهً العقود الواردة فً المادة < <8من مدونة التجارة و المتمتلة
فً عقود االبتمان اإلٌجاري وعقود الكراء وعقود التزوٌد بالسلع أو الخدمات الضرورٌة.
أ -آثار التفوٌت
لقد عمل المشرع فً المواد من <78إلى <7:من مدونة التجارة على وضع مجموعة من
االلتزامات على عاتق المفوت إلٌه وذلك ضمانا لتحقٌق أهداؾ مخطط التفوٌت فً أحسن
األحوال ،وٌؤتً على رأسها عدم إمكانٌة المفوت إلٌه ما دام لم ٌدفع ثمن التفوٌت كامبل تفوٌت
األمبلك المادٌة والمعنوٌة أو منحها ضمانة أو إكراإها ألجل التسٌر باستثناء المحزونات .إال إذا
حصل على إذن وترخٌص المحكمة بناء على تقرٌر السندٌك ،وٌجوز للمحكمة أٌضا أن تقرر
مخطط التفوٌت بشرط ٌجعل كل األموال المفوتة أو بعضها ؼٌر قابلة للتفوٌت لمدة تحددها
المحكمة.
وٌترتب عن اإلخبلل المفوت بهذه اإللتزمات وقٌامه بالتصرفات الممنوعة المذكورة إمكانٌة
تقرٌر بطبلن العقود بناء على طلب كل ذي مصلحة ،ؼٌر أنه ٌتعٌن تقدٌم دعوى اإلبطال هذه
داخل أجل ثبلثة سنوات ابتداء من إبرام العقد أو نشره عمبل بالمادة <78من مدونة التجارة.
72
د.خدٌجة مضً م.س ص 799
31
ٌترتب عن التفوٌت الكلً أتثرٌن أساسٌن بالنسبة للدابنٌن:
وبمجرد توزٌع هذا الثمن على الدابنٌن فإن المحكمة تصدر حكما بقفل المسطرة التً تنتهً
معها مهمة السندٌك.
32
وتتلخص أهم اآلثار المترتبة عن الحكم بالتصفٌة القضابٌة فً تخلً المدٌن عن تسٌٌر
أمواله والتصرؾ فٌها ،وبالتالً ٌصبح السندٌك هو صاحب الصفة القانونٌة لتمثٌله المادة 619م
77
ت ،وفً حلول آجال الدٌون المإجلة وفً توقؾ نشاط المقاولة.
أ -غل ٌد المدٌن:
تنص المادة 619من م ت فً فقرتها الثالثة والرابعة على ما ٌلًٌ" :إدي الحكم القاضً
بالتصفٌة القضابٌة إلى تخلً المدٌن بقوة القانون عن تسٌٌر أمواله والتصرؾ فٌها وحتى تلك التً
امتلكها بؤي وجه من الوجوه مادامت التصفٌة القضابٌة لم تقفل بعد ،وٌقوم السندٌك بممارسة
78
حقوق المدٌن وإقامة دعاوي بشؤن ذمته المالٌة طٌلة فترة التصفٌة القضابٌة.
وٌقصد بؽل الٌد رفع المدٌن المحكوم علٌه بالتصفٌة القضابٌة ٌده عن إدارة أمواله وتسٌٌرها
والتصرؾ فٌها والتقاضً بشؤنها مدعً أو مدعى علٌه بحٌث تزول صفته فً التقاضً بمجرد
صدور الحكم بالتصفٌة القضابٌة ضده .وٌبدو أن هذا اإلجراء ال ٌعتبر جزاء ٌطال المدٌن بقدر ما
79
ٌستهدؾ من ورابه المشرع حماٌة مصالح الدابنٌن إزاء عجز المدٌن عن إدارة أمواله.
-االستثناءات الواردة على قاعدة غل الٌد:
ورد التنصٌص على هذا االستثناء فً الفقرة األخٌرة من المادة 619م ت التً تنص على
ما ٌلً ،ؼٌر أنه ٌمكن للمدٌن أن ٌمارس دعاوٌه الشخصٌة وأن ٌنتصب طرفا مدنٌا بهدؾ إثبات
إدانة مقترؾ الجناٌة أو الجنحة قد ٌكون ضحٌة أحدهما ؼٌر أنه إذا منح تعوٌضات فإنها تستخلص
لفابدة المسطرة المفتوحة.
ب -توقف نشاط المقاولة:
ٌفٌد هذا المبدأ أنه بمجرد صدور حكم التصفٌة القضابٌة فً حق مقاولة معٌنة فإن نشاطها
ٌتوقؾ ،إن لم تكن توقفت من ذي قبل عن هذا النشاط من تلقاء نفسها ،ؼٌر أن المادة 620من م
ت وضعت استثناء مفاده استمرار نشاط المقاولة الخاضعة للتصفٌة القضابٌة إذا اقتضته المصلحة
العامة أو مصلحة الدابنٌن ،مما ٌفٌد أن المبدأ هو التوقؾ واالستثناء هو االستمرارٌة ،وٌظهر من
قراءة المادة 620من م ت أٌضا أن األمر ٌتعلق فقط باالستمرار فً نشاط المقاولة ال ببدء أو
80
إستثمار نشاط جدٌد.
وتقضً المحكمة باستمرار نشاط المقاولة إما تلقابٌا أو بناء على طلب من السندٌك أو وكٌل
الملك ،ومما تجدر اإلشارة إلٌه أن المشرع لم ٌحدد المقصود بالمصلحة العامة ومصلحة الدابنٌن
وترك األمر لقضاة الموضوع فً نطاق سلطاتهم.
ؼٌر أن المادة 620من م ت استثنت ربٌس المقاولة من طلب استمرار نشاط المقاولة،
بحٌث ال ٌمكن التقدم بطلب مباشرة بذلك للمحكمة 81،وإال كان مآله عدم القبول مما ٌقودنا إلى
77
-مجلة المحامً ،م س ،ص .20
78
-المادة 619من مدونة التجارة.
79
-محمد كرم ،م س ،ص .112-111
80
-أحمد شكري السباعً ،م س ،ص .19
81
-هذا ما سارت علٌه محكمة االستبناؾ التجارٌة بالدار البٌضاء فً قرار عدد 2007/3474الصادر بتارٌخ 2007/06/22فً الملؾ رقم
2351/07/2011منشور بالموقع االلكترونً .AdalaJustice.gov.ma
33
طرح تساإل لماذا المشرع استثنى ربٌس المقاولة من رفع طلب إلى المحكمة الستمرار نشاط
المقاولة؟
ت -حلول آجال الدٌون المؤجلة:
نصت المادة 627من م ت فً هذا اإلطار على أنه ٌترتب عن الحكم القاضً بفتح مسطرة
التصفٌة القضابٌة ،حلول آجال الدٌون المإجلة "ٌترتب عن الحكم القاضً بفتح التصفٌة القضابٌة
حلول آجال الدٌون المإجلة" وٌبدو هذا األمر نتٌجة طبٌعٌة لهذا الحكم على اعتبار أن وصول
المقاولة إلى مرحلة التصفٌة القضابٌة ٌفٌد قرب نهابٌا ووفاتها .وذلك من أجل تحدٌد حجم
82
الخصوم المستحقة على المقاولة ومداها وحفاظا على مصالح الدابنٌن ومصلحة المقاولة.
وقد جاءت صٌاؼة المادة 627من م ت عامة بخصوص طبٌعة الدٌون التً تحل أجلها
بصدور حكم فتح مسطرة التصفٌة القضابٌة بحٌث تتمثل جمٌع أنواع الدٌون باختبلؾ طبٌعتها
المدنٌة أو التجارٌة وباختبلؾ درجاتها سواء كانت عادٌة أو مقرونة بضمانات أو ممتازة ،كما
تشمل هذه المادة جمٌع أنواع اآلجال سواء كانت قانونٌة أو اتفاقٌة أو قضابٌة.
-2إجراءات التصفٌة القضائٌة:
تتمثل إجراءات التصفٌة القضابٌة فً آلٌتٌن ربٌسٌتٌن تتمثبلن فً تحقٌق أصول المقاولة ثم
تصفٌة خصومها.
أ -تحقٌق أصول المقاولة:
تعرض المشرع من خبلل المواد 622إلى 629لؤلحكام المتعلقة ببٌع أصول المقاولة فً
طور التصفٌة وٌتبٌن من خبلل هذه المواد أن هذا البٌع ٌتخذ أشكال متعددة حسبما إذا تعلق األمر
بعقارات أو تفوٌت وحدات إنتاج أو بٌع منقوالت وفك األموال المرهونة.
بٌع العقارات:
ٌتم بٌع العقار فً شكل مزاٌدة علنٌة وفق اإلجراءات الواردة فً باب الحجز العقاري،
المنصوص علٌها فً الفصل 469من ق .م .م وذلك تحت مراقبة القاضً المنتدب الذي ٌحدد
الثمن االفتتاحً للمزاٌدة والشروط األساسٌة وكذلك شكلٌات الشهر وذلك بعد االستماع إلى ربٌس
المقاولة والسندٌك أو استدعابهم بصفة قانونٌة واالستماع إلى مبلحظة المراقبٌن ،وقد ٌتخذ البٌع
شكل مزاٌدة ودٌة 83،وبالثمن الذي ٌحدده القاضً المنتدب ،كما ٌمكن أن ٌتم البٌع بالتراضً وفقا
للثمن والشروط التً ٌحددها هو أٌضا ،إذا كان من شؤن طبٌعة ومحتوى العقارات وموقعها أو
العروض المقدمة إتاحة التوصل إلى تفوٌت ودي بؤفضل الشروط ،وفً هذه الحالة -المزاٌدة
الودٌة ٌ -مكن اللجوء دابما إلى تعلٌة المزاد.
التفوٌت الشامل لوحدات اإلنتاج:
نظرا لما تشكله المقاولة داخل النسٌج االقتصادي ،قرر المشرع فً المادة 623من م ت
إمكانٌة التفوٌت الشامل لكل أو بعض وحدات اإلنتاج المكونة من جزء أو مجموع األصول
82
-عبلل فالً ،م س ،ص .322-321
83
-المادة 622من مدونة التجارة.
34
المنقولة أو العقارٌة بشكل ٌحافظ على نشاط المقاولة بصفة كلٌة أو جزبٌة ،وعلى مناصب الشؽل
وعلى الزبناء.
وٌتم التفوٌت وفق مسطرة ٌسهر علٌها السندٌك الذي ٌسعى إلى الحصول على عروض
التملك وٌحدد األجل الذي ٌمكنه خبلله استبلم هذه العروض ،ولقبول العرض ٌجب أن ٌكون
كتابٌا وان ٌشمل على البٌانات المنصوص علٌها فً البنود من 1إلى 5من المادة 604من م ت.
وٌتم إٌداع العرض لدى كتابة ضبط المحكمة التجارٌة ،حٌث ٌمكن لكل معنً اإلطبلع علٌها
وٌبلػ القاضً المنتدب بهذا العرض.
وٌبقى للقاضً المنتدب اختٌار العرض الجدي وٌمكن فً أفضل الظروؾ من ضمان
84
إستمرارٌة التشؽٌل والوفاء للدابنٌن ،وٌقدم السندٌك تقرٌرا فً شؤن عقود التفوٌت.
بٌع المنقوالت وفك األموال المرهونة والمحبوسة:
باإلضافة إلى بٌع العقار وتفوٌت وحدات اإلنتاج تطرق المشرع المؽربً لبٌع منقوالت
المقاولة الخاضعة للتصفٌة القضابٌة فً المادة 624من م ت ،والتً منحت صبلحٌات مهمة
للقاضً المنتدب وعلى ؼرار بٌع العقار من قبٌل صبلحٌة اختٌار طرٌقة البٌع إما عن طرٌق
المزاد العلنً أو عن طرٌق التراضً ،ؼٌر انه ال ٌمكن أن ٌتم إال بعد االستماع إلى ربٌس
المقاولة أو استدعابه قانونٌا ،وبعد اإلطبلع على مبلحظة المراقبٌن.
وقد منح المشرع للسندٌك وفق نص المادة 626من مدونة التجارة وبعد حصوله على إذن
من القاضً المنتدب بؤداء الدٌون المضمونة برهون أو حق حبس على أموال المقاولة ،وٌجب
على السندٌك إخبار الدابن المرتهن باإلذن بفك الشًء المرهون أو المحبوس داخل أجل ٌ 15وم
قبل تحقٌق الرهن ،وبموجب نص المادة 626من م ت فً فقرتها الرابعة ٌمكن للدابن المرتهن
قبل تحقٌق الرهن المطالب بتملٌكه الشًء المرهون أو المحبوس لدٌه أداء لدٌنه الذي على المقاولة
والمضمون بالرهن أو بحق الحبس ولو لم ٌتم قبول دٌنه بعد.
ب -تصفٌة الخصوم:
ٌعتبر مبدأ المساواة بٌن الدابنٌن من أهم المساطر خبلل مرحلة التسوٌة القضابٌة 85ؼٌر أنه
فً مسطرة التصفٌة القضابٌة ٌعمل باألولوٌة واألفضلٌة أثناء سداد الدٌون بحسب ما إذا كانت
ممتازة أو مضمونة برهن رسمً أو حٌازي لحكم فتح المسطرة أو اقتضتها مصارٌؾ مسطرة
التصفٌة القضابٌة .وفً نفس االتجاه ذهب القضاء بحٌث اعتبر الدٌون الناشا بصفة قانونٌة بعد
الحكم بفتح مسطرة التسوٌة القضابٌة تإدى باألسبقٌة على كل الدٌون األخرى (المادة 575من م
ت) والدٌون الناشبة قبل فتح المسطرة تخضع إللزامٌة التصرٌح بها لدى السندٌك (المادة 686
من م ت) ومن ثم فإن أمر القاضً المنتدب برفع الحجز على مبلػ الضرابب الناشبة قبل حكم فتح
86
المسطرة ٌكون صحٌحا ٌتعٌن تؤٌٌده والضرابب الناشبة بعد الحكم ٌبقى الحجز علٌها قابما.
واعتمادا على مقتضٌات المادة 630من م ت فإنه بٌع أصول المقاولة والحسم نهابٌا فً
ترتٌب الدابنٌن أصحاب الرهون الرسمٌة واالمتٌازات ،فإن الحاصلٌن منهم على رؼبة مناسبة ،ال
84
-عبلل فالً ،م س ،ص .325
85
-هشام البخفاوي ،م س ،ص .125
86
-قرار محكمة االستبناؾ التجارٌة بفاس رقم 26الصادر بتارٌخ 2005/04/13ملؾ عدد .2005/5
35
ٌتقاضون مبلػ ترتٌبهم الرهنً فً التوزٌع إال بعد خصم المبالػ التً سبق لهم أن تقاضوها ،حٌث
ٌستفٌد الدابنون العادٌون من هذه المبالػ المخصومة.
ومهما ٌكن من أمر فبل توزع مبالػ األصول على الدابنٌن كٌفما كانت طبٌعة الدٌن أو
مرتبته ،إال بد خصم مصارٌؾ ونفقات التصفٌة القضابٌة ،واإلعانات المقدمة لربٌس المقاومة ،أو
مسٌرٌها أو عاببلتهم والمؤذون بها من طرؾ القاضً المنتدب وكذا المبالػ تقاضاها الدابنون
أصحاب اإلمتٌاز ،كما ٌتم وضع جزء من مبلػ األصول كاحتٌاطً ٌكون موازٌا للدٌون التً لم
87
ٌتم البث نهابٌا بشؤن قبولها وال سٌما أجور المسٌرٌن.
قفل التصفٌة
حسب المادة 635من م ت ٌمكن للمحكمة التجارٌة المفتوحة أمامها المسطرة أن تقضً فً
أي وقت ولو تلقابٌا بإقفال التصفٌة القضابٌة بعد استدعاء ربٌس المقاولة الخاضعة لهذه التصفٌة
وبعد تقرٌر القاضً المنتدب وذلك الحالتٌن التالٌتٌن:
-إذا لم ٌبقى تمت خصوم واجبات األداء أو توفر السندٌك على المبالػ الكافٌة لتؽطٌة
دٌون الدابنٌن.
88
-إذا استحال االستمرار فً القٌام بعملٌة التصفٌة القضابٌة لعدم كفاٌة األصول.
وفً الحالتٌن معا ٌقوم السندٌك بتقدٌم تقرٌر فً شؤن الحسابات كما تنص على ذلك المادة
636من م ت "ٌقدم السندٌك إحصاء أصول المقاولة وخصومها وجمٌع التصرفات واألداءات
التً قام بها وكل ما ٌتعلق بالعملٌات التً تتطلبها إجراء التصفٌة .وبعد تقدٌم هذا الحساب ٌنتهً
مهام السندٌك.
وفً األخٌر ٌعمل السندٌك المصفً على نشر إعبلن قفل التصفٌة ،موقع من طرفه وذلك
89
فً الصحٌفة المخول لها نشر اإلعبلنات القانونٌة وفً الجرٌدة الرسمٌة.
36
انفقرة األونً :يذوَت انتجاريت
ٌعد المؽرب من بٌن الدول التً شنت حملة تشرٌعٌة مكثفة استهدفت جمٌع المجاالت
االقتصادٌة والتجارٌة .بحٌث تدخل المشرع المؽربً إللؽاء القانون التجاري القدٌم وإحبلل محله
مدونة جدٌدة قادرة على مواكبة التطور الذي ٌعرفه العالم فً إطار اللٌبرالٌة االقتصادٌة .
وتعتبر مدونة التجارة لسنة <?? 7بمثابة الشرٌعة العامة لمساطر صعوبات المقاولة حٌث
عمل المشرع المؽربً على تخصٌص الكتاب الخامس من المدونة المذكورة لصعوبات المقاولة إذ
نظمها بموجب المواد من ; ;:إلى .=98
وبالرجوع إلى الكتاب الخامس من مدونة التجارة نجد المشرع قد قسم هذا الكتاب إلى ستة
أقسام حٌث خص القسم األول لمساطر الوقاٌة من صعوبات المقاولة والقسم الثانً لمساطر
المعالجة أما باقً األقسام فقد خصها للقواعد المشتركة لمساطر المعالجة والتصفٌة القضابٌة وكذا
العقوبات المتخذة ضد مسٌري المقاولة وطرق الطعن.
إذ أوجب على المقاولة أن تقوم بنفسها عن طرٌق الوقاٌة الداخلٌة بتصحٌح ما من شؤنه
اإلخبلل باستمرارٌة استؽبللها وأوكل تحرٌك هذه المسطرة إلى كل من مراقب الحسابات إن وجد
أو أي شرٌك فً الشركة.
كما خص الباب الثانً من نفس القسم للوقاٌة الخارجٌة والتسوٌة الودٌة ،وهذا ٌوحً بؤن
المشرع المؽربً كان واعٌا بإمكانٌة فشل مسطرة الوقاٌة الداخلٌة فمنح للمقاولة إمكانٌة تصحٌح
كل ما من شؤنه أن ٌإدي إلى توقؾ نشاطها بمساعدة أجهزة خارجٌة تمثلت فً ربٌس المحكمة
التجارٌة (المادة > );:والوكٌل الخاص الذي ٌعٌن من طرؾ ربٌس المقاولة والدابنٌن سواء كانوا
عادٌٌن أو ربٌسٌٌن بمساعدة المصالح الذي ٌعٌن من طرؾ ربٌس المقاولة.
وٌستشؾ مما سبق الدور الجدٌد الذي أصبح ٌتقلده القضاء بحٌث لم ٌعد ٌقتصر دوره على
البث فً النزاعات بل أضحى ٌقوم بؤدوار جدٌدة تساهم فً تنمٌة المقاوالت واستمرارٌتها وكذا
تشجٌع االستثمارات.
37
ثاَيا :يساطر انًعانجت
خصص المشرع القسم الثانً من الكتاب الخامس لمساطر المعالجة من صعوبات المقاولة
إذ تناول فً الباب األول من القسم الذكور شروط فتح مسطرة المعالجة 90و األشخاص الذٌن ٌحق
لهم تقدٌم طلب فتح هذه المسطرة.91
كما أشار إلى بعض الحاالت الخاصة فً المادتٌن ;<:و;<; حٌث تعرض فً األولى
لحالة التاجر أو الحرفً الذي وضع حدا لنشاطه التجاري أو الذي توفً فً حٌن تناولت الثانٌة
حالة الشرٌك المتضامن الذي انسحب من الشركة .
أما الباب الثانً من القسم الثانً فقد خصه للتسوٌة القضابٌة ،حٌث عنون الفرع األول من
الفصل األول من الباب الثانً " باستمرارٌة المقاولة " إذ أن المحكمة التجارٌة عندما تقضً بفتح
مسطرة التسوٌة القضابٌة فً مواجهة المقاولة فإن نشاط المقاولة ال ٌتوقؾ وتتابع نشاطها بعد
إصدار الحكم بالتسوٌة القضابٌة وتتابع نشاطها بعد إصدار الحكم بالتسوٌة القضابٌة (المادة
.);=7
أما الفرع الثالث من القسم الثانً من الباب الثانً فقد تطرق فٌه "إلعداد الحل "إذ أوجب
على السندٌك أن ٌعد تقرٌرا ٌبٌن فٌه الموازنة المالٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة للمقاولة .وذلك
بمشاركة ربٌس المقاولة وبالمساعدة المحتملة لخبٌر أو عدة خبراء وعلى ضوء هذه الموازنة
ٌقترح السندٌك إما مخططا للتسوٌة ٌضمن فٌه استمرارٌة المقاولة أو تفوٌتها إلى أحد األؼٌار أو
التصفٌة القضابٌة (المادة ?=;) وتعرض هذه االقتراحات على القاضً المنتدب .
أما الفصل الثانً من القسم الثانً (من المادة ;?8إلى > )<7فقد تطرق فٌه الختٌار الحل
إذا تقرر المحكمة إما إستمرارٌة المقاولة أو تفوٌتها أو تصفٌتها .
-استمرارٌة المقاولة :تقرر المحكمة استمرارٌة المقاولة إذا كانت هناك إمكانات جدٌة لتسوٌة
وضعها وسداد خصومها 92وٌجب على المحكمة أن تحدد مدة مخطط االستمرارٌة على أال
ٌتجاوز عشر سنوات .
-تفوٌت المقاولة :إذا اختارت المحكمة تفوٌت المقاولة ألحد من األؼٌار فإن هذا
التفوٌت ٌهدؾ إلً الحفاظ على النشاط الذي تزاوله المقاولة وكذا الحفاظ على مناصب
الشؽل الخاصة بذلك النشاط وإبراء ذمة المقاولة من الخصوم.93
90
ٌشترط لفتح مسطرة المعالجة حسب المادة ;<8م ت توفر ثبلثة شروط وهً :
-أن تكون المقاولة تجارٌة
-أن تكون المقاولة فً وضعٌة توقؾ عن الدفع .
.
91
أعطى المشرع الحق فً تقدٌم طلب فتح المسطرة لكل من ربٌس المقاولة ( );<7الدابن و النٌابة العامة والمحكمة من تلقاء نفسها (-;<7
.);<9
92
المادة ;?8م ت .
93
المادة <89م ت .
38
-التصفٌة القضابٌة .إذا تبٌن للمحكمة أن وضعٌة المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فٌه فإنها
تقضً بتصفٌتها وٌتخلى المدٌن عن تسٌر أمواله والتصرؾ فٌها وٌحل محله السندٌك بقوة
القانون وٌتم تحقٌق أصول المقاولة وتصفٌة خصومها.94
لقد تناول المشرع المؽربً القواعد المشتركة لمساطر المعالجة والتصفٌة القضابٌة فً القسم
الرابع وخص الباب األول منه ألجهزة المسطرة وأجهزة المسطرة فً القانون المؽربً هم
القاضً المنتدب( > )<9والسندٌك ()<:8والمراقبون (; <:م ت).
أما القسم السادس فقد خصه المشرع للطرق الطعن فً قضاٌا صعوبات المقاولة :وجعل
الحكم الصادر ٌقبل جمٌع طرق الطعن سواء العادٌة – االستبناؾ والتعرض -وؼٌر العادٌة -
النقض وتعرض الؽٌر الخارج عن الخصومة باستثناء التماس إعادة النظر -
تنص مدونة التجارة على أنه "تطبق مساطر صعوبات المقاولة على كل تاجر وكل حرفً
وكل شركة تجارٌة لٌس بمقدرهم سداد الدٌون المستحقة علٌهم عند الحلول بما فً ذلك الدٌون
الناجمة عن االلتزامات المبرمة فً إطار االتفاق الودي المنصوص علٌها فً المادة <;; أعبله".
ومما ٌستفاد من هذه المادة ;<8أعبله أن ؼٌر التجار ال ٌخضعون لهذه المسطرة مهما
وصلت حدة الصعوبات التً قد ٌتعرضون لها كما أن الدعوى الداعٌة إلى فتح مسطرة التسوٌة
القضابٌة ترفع أمام المحكمة التجارٌة ولٌس أمام المحكمة المدنٌة ألن المدعى علٌه ٌكون دابما
تاجرا وأن الدٌون الربٌسٌة المترتبة على هذا األخٌر تكون أؼلبٌتها تجارٌة.
وعلى الرؼم من عدم ورود قضاٌا صعوبات المقاولة ضمن التحدٌد الذي وضعها لمشرع
فً المادة الخامسة من قانون ?;.;9المتعلق بإحداث المحاكم التجارٌة والذي حدد فٌها القضاٌا
التً تختص فٌها المحاكم التجارٌة فإن انعقاد االختصاص لهذه األخٌرة للبت وحدها دون ؼٌرها
فً قضاٌا صعوبات المقاولة ٌجد أساسه فً المادة 77من قانون إحداث المحاكم التجارٌة التً
وإن بدت كؤنها تعلق فقط باالختصاص المحلً فإنها مع ذلك تفٌد بشكل قاطع أن المحكمة
المقصودة هً المحكمة التجارٌة وذلك عندما نصت على أنه "استثناء من أحكام الفصل > 8من
قانون المسطرة المدنٌة ترفع الدعاوى فٌما ٌتعلق بصعوبات المقاولة إلى المحكمة التجارٌة التابعة
لها مإسسة التاجر الربٌسٌة أو المقر االجتماعً للشركة " فإٌراد عبارة المحكمة التجارٌة ضمن
94
المواد ?,<98-<88-<7
39
هده المادة دلٌل واضح على أن المشرع إنما ٌرد إسناد االختصاص إلى المحكمة التجارٌة وحدها
للبت فً هده القضاٌا. 95
وتعتبر المحكمة التجارٌة المفتوحة أمامها مسطرة معالجة صعوبات المقاولة مختصة فً
النظر فً جمٌع الدعاوى المرتبطة بالمسطرة وذلك بصرؾ النظر عن موضوع الدعوى أو صفة
األطراؾ استنادا إلى المادة <<; من مدونة التجارة "تكون المحكمة المفتوحة مسطرة المعالجة
أمامها مختصة للنظر فً جمٌع الدعاوى المتصلة بها "
وتجدر اإلشارة إلى أن االختصاص النوعً فً قضاٌا صعوبات المقاولة ٌعتبر من النظام
العام ٌجوز إثارته فً أي مرحلة من مراحل التقاضً وتلقابٌا من طرؾ المحكمة فإذا عرض
الطلب مثبل على المحكمة االبتدابٌة فانه ٌتعٌن علٌها أن تثٌر تلقابٌا عدم اختصاصها حتى ولم ٌثره
الطرؾ المدعى علٌه ,وذلك نزوال عند رؼبة المشرع الذي خص المحاكم التجارٌة وحدها للبت
فً قضاٌا صعوبات المقاولة ولتعلق قانون صعوبات المقاولة بالنظام العام.
ب -االختصاص المكانــً
ٌقصد باالختصاص المكانً أو المحلً فً مادة صعوبات المقاولة تحدٌد المحكمة التً لها
حق النظر فً طلب افتتاح مساطر المعالجة مادمت كل محكمة تجارٌة لها دابرة نقودها حسب
مرسم > 8أكتوبر =?? ، 7وحسب المادة 77من قانون رقم ?;.;9المتعلق بإحداث المحاكم
التجارٌة فان هذه الدعاوى ترفع للمحكمة التجارٌة التابعة لها مإسسة التاجر الربٌسٌة أو المقر
االجتماعً لشركة.باستثناء أحكام الفصل > 8من قانون المسطرة المدنٌة.وعلٌه فبل ٌجوز طلب
بفتح المسطرة إال أمام المحكمة التجارٌة التً ٌوجد فً دابرتها المقر االجتماعً للشركة أو
المإسسة الربٌسٌة للتاجر بصفة أساسٌة وٌتم تحدٌد هذا المقر بناء على ما هو مدون فً السجل
التجاري من معلومات بهذا الخصوص ,وهذا راجع لطبٌعة هده المسطرة التً تستلزم وجود
المحكمة فً موقع ٌسمح لها مباشرة بتشخٌص الوضعٌة المالٌة للمقاولة.
إذا كان االختصاص النوعً فً قضاٌا صعوبات المقاولة من النظام العام فإن مسؤلة تعلق
االختصاص المحلً بالنظام العام كان مثار خبلؾ على ضوء المادة 78من القانون المحدث
للمحاكم التجارٌة التً تجٌز لؤلطراؾ االتفاق كتابة على اختٌار المحكمة التجارٌة المختصة.فهل
ٌطب ق هذا المقتضى التشرٌعً حتى على قضاٌا صعوبات المقاولة بمعنى هل ٌجوز مثبل للدابن
والمدٌن االتفاق كتابة على اختٌار محكمة تجارٌة أخرى ؼٌر المحكمة التً تتواجد بدابرة مإسسة
التاجر الربٌسٌة أو المقر االجتماعً للشركة؟
ٌجٌب الفقه المؽربً 96بالنفً بمعنى إن االختصاص المحلً شؤنه شؤن االختصاص النوعً
من النظام العام ،وال ٌجوز بالتالً لئلطراؾ االتفاق على اختٌار محكمة ؼٌر تلك المنصوص
95
محمد كرام مرجع سابق ص ?<
96
أحمد شكري السباعً "الوسٌط فً مسطرة الوقاٌة من الصعوبات التً تعترض المقاولة ومساطر معالجتها "الجزء الثانً الطبعة األولى دار
النشر المعرفة مطبعة المعارؾ الجدٌدة الرباط :8888ص =88
40
علٌها فً المادة 77من قانون إحداث المحاكم التجارٌة أو المادة <<; من مدونة التجارة التً
تنص على انه "ٌكون االختصاص للمحكمة الموجودة فً مكان مإسسة التاجر الرأسٌة أو المقر
االجتماعً للشركة"
تنص المادة > من القانون رقم ;? ;9-على أنه " استثناء من أحكام الفصل = 7من م م ،
ٌجب على المحكمة التجارٌة أن تبت بحكم مستقل فً الدفع بعدم االختصاص النوعً المرفوع
إلٌها وذلك داخل أجل ثمانٌة أٌام (>)ٌ .مكن االستبناؾ"...
هذا وؼالبا ما ٌثار الدفع بعدم االختصاص النوعً بالمحكمة التجارٌة بدعوى أن المدٌن ال
ٌعتبر من ضمن األشخاص الذٌن ٌمكن فتح مساطر معالجة صعوبات المقاولة فً مواجهتهم
وخاصة فٌما ٌتعلق بالمدٌن الشخص الطبٌعً ،حٌث ٌتم التمسك بعدم توفر هذا المدٌن على صفة
تاجر كما هو الشؤن مثبل بالنسبة للحالة موضوع الحكم الصادر عن المحكمة التجارٌة بالرباط
بتارٌخ < 8أكتوبر >?? 7إذ بتت هذه المحكمة بحكم مستقل بالدفع بعدم االختصاص النوعً
المثار أمامها.97
لكن السإال الذي ٌمكن طرحه فً هذا الصدد ٌتمحور حول ما إذا كانت المحكمة التجارٌة
المرفوع إلٌها الدعاوى الرامٌة إلى الحكم بفتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ضد المدٌن
المتوقؾ عن دفع دٌونه المستحقة ملزمة ،فً حالة معاٌنتها عدم اختصاصها النوعً للنظر فً
هذه الدعوى إما بسبب عدم توفر المدٌن المدعى علٌه على صفة تاجر أو على شكل شركة تجارٌة
وإما لكون المجموعة ذات النفع االقتصادي المدٌنة لٌس لها ؼرض تجاري ،بإعمال المقتضٌات
المنصوص علٌها فً المادة > من قانون ;? ;9-المتعلق بإحداث المحاكم التجارٌة.
وٌذهب بعض الفقه المغربً إلى اعتبار المحكمة التجارٌة المرفوع إلٌها الدعوى المتعلقة
بفتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة أن ال تلتزم بإتباع اإلجراءات المنصوص علٌها فً
المادة الثامنة السالفة الذكر .ذلك أن التمسك بانعدام توفر المدٌن المدعى علٌه على الصفة
التجارٌة التً ٌتطلبه القانون لتطبٌق مساطر صعوبات المقاولة ال ٌعد فً هذه الحالة دفعا بعدم
41
االختصاص النوعً ،وإنما ٌعد دفعا بعدم قبول الطلب لعدم توفر شرط الصفة التجارٌة .98ومنه
فإن االختصاص فً هذه الحالة ٌعود للمحكمة االبتدائٌة.
ب – الدفع بعدم االختصاص المحلً فً مساطر معالجة صعوبات المقاولة
على خبلؾ الدفع بعدم االختصاص النوعً الذي ٌثٌر عدة إشكاالت ،فٌما ٌتعلق بدعاوى
مسطرة معالجة صعوبات المقاولة ،لكونه ٌعتبر والحالة هذه دفعا بعدم قبول الطلب كما سبق أن
رأٌنا ،مادام أن المحاكم التجارٌة هً التً تملك وحدها فً المؽرب االختصاص النوعً لفتح هذه
المسطرة ،فإن الدفع بعدم االختصاص المحلً ال ٌثٌر إشكاالت من قبٌل ما ذكر ،ذلك أنه ؼالبا ما
ٌتمسك المدٌن المدعى علٌه بكون مقر مإسسته الربٌسٌة أو مقره االجتماعً ال ٌقع فً دابرة نفوذ
المحكمة التجارٌة المرفوع إلٌها الدعاوى الرامٌة إلى فتح مسطرة معالجة صعوبات المقاولة،
وإنما ٌقع فً دابرة نفوذ محكمة تجارٌة أخرى ،مما ٌفرض على المحكمة التجارٌة التً تنظر فً
الدعاوى أن تطبق مقتضٌات الفصل < 7من قانون المسطرة المدنٌة وذلك كلما ثبت لها أن الدفع
بعدم االختصاص المحلً المثار أمامها مبنً على أساس قانونً.
وبالرجوع إلى مقتضٌات الفصل = 7من قانون المسطرة المدنٌة الذي لم ٌستبعدها من
التطبٌق أمام المحاكم التجارٌة سوى فٌما ٌخص الدفع بعدم االختصاص النوعً .والذي ٌنص على
أنه " ٌجب على المحكمة التً أثٌر أمامها الدفع بعدم االختصاص أن ثبت فٌه بموجب حكم مستقل
أو بإضافة الطلب العارض إلى الجوهر".
وتطبٌقا لذلك ٌمكن للمحكمة التجارٌة ،التً ٌقع التمسك أمامها بعدم االختصاص المحلً فً
دعاوى تتعلق بمساطر معالجة صعوبات المقاولة،أن تعتبر هذا الدفع بمثابة طلب عارض وتضمه
بالتالً إلى الجوهر لتبث فً كل ذلك بحكم واحد .
98
امحمد لفروجً م س ,7=9 -7=8
99
أحمد شكري السباعً :الوسٌط فً الشركات التجارٌة والمجموعات ذات النفع االقتصادي – الجزء األول الطبعة األولى 8889ص .79
42
إال أنه بعد خضوع المؽرب للحماٌة الفرنسٌة صدر أول تشرٌع منظم للشركات التجارٌة
وذلك بواسطة ظهٌر 78ؼشت 7?79المتعلق بالقانون التجاري الذي خصص الكتاب الرابع منه
للشركات التجارٌة (الفصول من ?8إلى .);:وأخضع عقدها لقواعد القانون المدنً وللقوانٌن
التجارٌة والتفاقٌة األطراؾ وبذلك ٌكون هذا القانون قد أحال على القسم السابع المتعلق باالشتراك
من قانون االلتزامات والعقود أي الفصول من ?;? إلى .78?7
ونظرا للنقص الذي كان ٌعرفه القانون التجاري الصادر سنة سنة 7?79أصدر المشرع
بتارٌخ ؼشت 7?88ظهٌرا قضى بتطبٌق القانون الفرنسً الصادر بتارٌخ ٌ 8:ولٌوز =<>7
على شركتً المساهمة والتوصٌة باألسهم ،كما أنه بتارٌخ فاتح شتنبر < 7?8أصدر ظهٌرا آخر
ٌخص بتطبٌق القانون الفرنسً الصادر بتارٌخ =مارس ; 7?8على الشركة ذات المسإولٌة
المحدودة.100
ؼٌر أنه من خبلل هذه القوانٌن المقتبسة من التشرٌع الفرنسً تبٌن للمشرع النقص الواضح
الذي كان تعرفه القوانٌن الوطنٌة المتعلقة بالشركات التجارٌة مما أظهر الحاجة إلى إعادة النظر
فً قانون الشركات التجارٌة وآخر لقانون الشركات وهو ما تم فً نهاٌة سنة 7?>8حٌث تم
إٌداع المشروعٌن لدى األمانة العامة للحكومة التً احتفظت بهما فً الرفوؾ إلى أن حلت سنة
;??.7
وأعد البنك الدولً دراسة حول المعوقات التً ٌعانً منها االقتصاد المؽربً فؤمر المؽفور
له الملك الحسن الثانً فً خطابه ل < 7ماي ;?? 7بإعادة النظر فً التشرٌعات التجارٌة ومنها
قانون الشركات.
وبالفعل ،فٌما ٌخص الشركات التجارٌة فقد تم تنظٌمها بمقتضى نصٌن قانونٌن
مستقلٌن،أحدهما ٌتعلق بشركة المساهمة القانون رقم ;? 1017=-الذي ؼٌر وتمم بمقتضى القانون
8;.88الصادر بمقتضى الظهٌر الشرٌؾ> 7-8>-7بتارٌخ 89ماي > 102888والثانً ٌنظم
شركة التضامن والتوصٌة البسٌطة والتوصٌة باألسهم والمحاصة والشركة ذات المسإولٌة
المحدودة وهو القانون رقم <? 1038;-الذي ؼٌر وتمم بمقتضى القانون ; 87-8الصادر بمقتضى
الظهٌر الشرٌؾ 7-8<-87بتارٌخ 7:فبراٌر <.104888
لقد سقط المشرع فً عٌب منهجً أساسً بوضعه نصا مستقبل لشركة المساهمة وأخر
لباقً الشركات تتجلى آثاره فً تكرار المواد بٌن النصٌن وفً كثرة اإلحاالت إحالة القانون لباقً
الشركات على كثٌر من المواد القانون المنظم لشركة المساهمة بحكم سبق وضع هذه األخٌر من
الناحٌة الزمنٌة .خاصة اإلحالة على القواعد التً تشكل المبادئ األساسٌة العامة للشركات ككل،
100
محمد محبوبً :دور التشرٌع والقضاء فً تنمٌة المقاولة وتشجٌع االستثمارلت .مجلة الفقه والقانون العدد 88أكتوبر .8878
101
الجرٌدة الرسمٌة :عدد ::88بتارٌخ = 7أكتوبر <??,7
102
الجرٌدة الرسمٌة .عدد? ;<9بتارٌخ <ٌ 7ونٌو >.888
103
الجرٌدة الرسمٌة :عدد >= ::بتارٌخ فاتح ماي =??.7
104
الجرٌدة الرسمٌة :عدد ;:88بتارٌخ >888
43
وهذا أدى إلى ضعؾ البناء المنهجً للنصٌن مما بعكس االفتقار إلى تصور ورإٌة موحدة وكلٌة
للموضوع وٌرجع السبب فً ذلك إلى أن النصٌن المؽربٌٌن أخد عن القانون الفرنسً للشركات
إال أنه لمت اختار المشرع المؽربً البدء بإصبلح شركة المساهمة فقد لجؤ واضعوا النص
المتعلق بها إلى انتقاء المواد الفرنسٌة المتعلقة بهذه الشركة فً نص مستقل وهذا اقتضى منهم
إدراج المقتضٌات العامة بالشركات عامة ضمنه .ولما أراد إصبلح القانون المتعلق بباقً
الشركات وجد واضعوه أنفسهم مضطرٌن إما إلى إعادة إدراج بعض المقتضٌات فٌه أو اإلحالة
بالنسبة للبعض اآلخر على النص األول.105
وبالرجوع إلى المادتٌن < ;:و ;<8من م ت نجد المشرع قد مٌز بٌن مسطرة الوقاٌة
الداخلٌة ومسطرة الوقاٌة الخارجٌة من حٌث األشخاص الخاضعة لكلٌهما ،إذ أن مسطرة المعالجة
من الصعوبات تطبق على المقاوالت الفردٌة والمقاوالت الجماعٌة ،أما مسطرة الوقاٌة الداخلٌة
فتطبق على بعض المقاوالت الجماعٌة ولٌس كلها .
وهكذا فمسطرة الوقاٌة الداخلٌة تقتصر على المقاوالت التجارٌة التً تتخذ شكل شركة
وبالتالً فإن جمٌع الشركات التجارٌة السابق ذكرها (شركة التضامن ،شركة التوصٌة
باألسهم،الشركة ذات المسإولٌة المحدودة،شركة المساهمة ،شركة التوصٌة البسٌطة)تخضع لهذه
المسطرة باستثناء شركة المحاصة التً ال تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة.
105
فإاد معبلل .شرح القانون التجاري الجدٌد –الجزء األول مرجع سابق ص <.7
44
-1هٌكلة مصادر الوقاٌة الخارجٌة على الشكل التالً:
كما هو معهود فمساطر الوقاٌة الخارجٌة ترمً إلى فتح حوار ونقاش سري بٌن ربٌس
المقاولة وربٌس المحكمة بمساعدة وكٌل خاص وقد مس التعدٌل النقط التالٌة:
أ -حٌث أصبحت مسطرة الوقاٌة الخارجٌة حسب المادة 548تفعل أمام كل:
" ...شركة تجارٌة أو مقاولة فردٌة تجارٌة أو حرفٌة تواجه صعوبات من شؤنها أن تخل
باستمرارٌة استؽبللها قصد النظر فً اإلجراءات الكفٌلة بتصحٌح الوضعٌة ".وقد تم حذؾ كلمة
حرفٌة فً المشروع التعدٌلً.
ب -شهدت المادة 550تعدٌبل وذلك بتوضٌح حاالت التسوٌة الودٌة والمادة 553المتعلقة
بالمصالح:
حٌث ٌكون إجراء التسوٌة الودٌة مفتوحا أمام كل مقاولة تجارٌة وحرفٌة ،من دون أن تكون
متوقفة عن الدفع تعانً من صعوبات قانونٌة أو اقتصادٌة أو مالٌة أو لها حاجات ال ٌمكن تؽطٌتها
بواسطة تموٌل ٌناسب إمكانات المقاولةٌ ،تقدم ربٌس المقاولة بطلب إلى ربٌس المحكمة ٌعرض
فٌه وضعٌتها المالٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة والحاجٌات التموٌلٌة وكذا وسابل مواجهتها ومع
الحرص على وضع صٌاؼة قانونٌة صحٌحة حٌث تم استبدال التسوٌة الودٌة بكلمة المصالحة كما
تم حذؾ كلمة حرفٌة حتى ال تختلط بمسطرة التسوٌة القضابٌة.
وقد شهدت مدة التعٌٌن المصالح تعدٌبل كذلك بحٌث أصبح ٌعٌن لمدة ثبلثة أشهر قابلة
للتمدٌد لمدة مماثلة أي ال تتجاوز 6أشهر بعدما كان التمدٌد لمدة شهر فقط حسب مدونة التجارة
الحالٌة من خبلل المادة .353
ج – تحدٌد مهمة الوكٌل الخاص وتوسٌع نطاق تدخله.
د – إحداث مسطرة جدٌدة وهً مسطرة اإلنقاذ.
حسب المشروع التعدٌلً فمسطرة اإلنقاذ ٌمكن فتحها بطلب من كل تاجر ال ٌكون فً حالة
التوقؾ عن الدفع والتً من شؤنها أن تإدي به فً أجل قرٌب إلى التوقؾ عن الدفع ،وتهدؾ
مسطرة اإلنقاذ إلى تجاوز صعوبات لضمان إستمرارٌة نشط المقاولة.
من خصابص هذه المسطرة (مسطرة اإلنقاذ)
-التؤكٌد على أن هذه المسطرة إرادٌة.
-تمتٌع الكفبلء بمقتضٌات مخطط اإلنقاذ وبوقؾ سرٌان الفوابد.
-حالة تحوٌل مسطرة اإلنقاذ إلى التسوٌة القضابٌة:
فإنه ال ٌتم التصرٌح بالدٌون إال فً حدود المبالػ المتفق علٌها فً مسطرة اإلنقاذ ،عكس
الحالة التً ٌتم فٌها تحوٌل اإلنقاذ أو التسوٌة القضابٌة إلى التصفٌة القضابٌة والتً ٌشمل
التصرٌح بمجموع الدٌن وذلك تخفٌفا من األعباء المالٌة للمقاولة.
-2مستجدات مساطر التسوٌة القضائٌة والتصفٌة القضائٌة:
إعادة صٌاؼة بعض النصوص لما ٌرفع اللبس أثناء تطبٌقها:
وذلك عن طرٌق توضٌح المقصود بالدٌون الناشبة بعد فتح المسطرة بكونها تلك المرتبطة
بنشاط المقاولة التجاري ،بحٌث نصت المادة 575من المشروع التعدٌلً على أنه ٌتم سداد الدٌون
45
الناشبة بصفة قانونٌة بعد صدور حكم فتح مسطرة اإلنقاذ ،والمتعلقة بحاجات سٌر المسطرة وتلك
المتعلقة بالنشاط التجاري للمقاولة وذلك خبلل فترة إعداد الحل باألسبقٌة على كل دٌون أخرى
سواء كانت مقرونة أم ال بامتٌازات أو بضمانات.
-األخذ بالمعٌار الحدٌث لتحدٌد مفهوم التوقؾ عن الدفع:
والتً تعتمد على المقارنة بٌن أصول وخصوم المقاولة بحٌث تثبت حالة التوقؾ عن الدفع
فً حالة عجز المقاولة عن تسدٌد دٌونها المستحقة.
-تمدٌد أجل المطالبة بفتح مساطر المعالجة من طرؾ ربٌس المقاولة:
وذلك داخل أجل ٌ 30وما الموالٌة للتوقؾ عن الدفع بعدما كانت ٌ 15وما من طرؾ ربٌس
المقاولة وهذا ما جاءت به المادة 561من المشروع التعدٌلً.
46
خاتمة
وتؤسٌسا علٌه ٌمكن القول بؤن دراسة مساطر صعوبات المقاولة تكتسً أهمٌة بالؽة ضمن
الدراسات القانونٌة ،على اعتبار أن المقاولة تشكل نواة االقتصاد الوطنً ومحركه األساسً .
لذلك ارتؤى الشرع إحاطتها بمجموعة من المقتضٌات القانونٌة التً هدؾ من خبللها المشرع إلى
حماٌة المقاولة بضمان استمرارٌتها وحماٌة األجراء عن طرٌق الحفاظ على مناصب الشؽل
والدابنٌن عن طرٌق ضمان استٌفاء دٌونهم تحقٌقا لمبدأ استقرار المعامبلت التجارٌة .
لكن السإال الذي ٌفرض نفسه بإلحاح شدٌد هو :هل نجح المشرع فً تحقٌق هذه األهداؾ
التً سطرها عند سنه للكتاب الخامس؟
وٌتبٌن من خبلل الحٌاة العملٌة أن المشرع لم ٌكن موفقا إلى حد بعٌد على اعتبار أن
رإساء المقاوالت نادرا ما ٌلجإون إلى االستفادة من هذه المساطر عن حسن النٌة وهم إن فعلوا
ذلك إنما ٌقومون به بؽٌة التماطل فً أداء دٌونهم رؼم وجودهم فً وضعٌة مالٌة مرٌحة ،أو بؽٌة
التملص من أداء بعض الدٌون وذلك عن طرٌق سقوطها لعدم التصرٌح بها داخل اآلجال
القانونٌة ،كما أن هناك بعض المقتضٌات المنصوص علٌها فً الكتاب الخامس تبقى مجرد حبرا
على ورق وال تعرؾ التطبٌق فً الحٌاة العملٌة ،وما ٌزكً هذا القول اإلحصابٌات المنجزة على
مستوى المحاكم التجارٌة بالمملكة التً أكدت أن تسعة أعشار مساطر التسوٌة المفتوحة تنتهً إلى
التصفٌة القضابٌة .مما ٌستوجب على المشرع إعادة النظر فً هذه المقتضٌات والتعجٌل
بالمصادقة عل مشروع قانون تعدٌل مقتضٌات الكتاب الخامس.
47
48
يـهـذــق 7
انًسطرة في إطار صعىباث انًقاونت
49
50
51
52
53
54
55
56
57
58
59
60
61
يـهـذــق 2
أدكاو قضائيت
62
63
64
65
66
67
68
69
70
71
72
73
74
75
الئذت انًراجع
الكتب:
امحمد لفروجً ،صعوبات المقاولة والمساطر القضابٌة الكفٌلة بمعالجتها ،دراسة -
تحلٌلٌة نقدٌة لنظام صعوبات المقاولة المؽربً فً ضوء القانون المقارن واالجتهاد
القضابً،الطبعة األولى.8888 ،
محمد كرام ،الوجٌز فً مساطر صعوبة المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول -
الطبعة األولى .8878
هشام البخفاوي :الوجٌز فً مساطر صعوبات المقاولة – الطبعة األولى ;.887 -
احمد شكري السباعً الوسٌط فً مساطر الوقاٌة الجزء األول مطبعة المعارؾ الجدٌدة -
>??.7
عبد عباسً " الوقاٌة الداخلٌة ودور مراقب الحسابات مجلة المحامون <??.7 -
محمد كرام :الوجٌز فً مساطر صعوبة المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول -
الطبعة .8878
خدٌجة مضً :الوجٌز فً مساطر الوقاٌة والمعالجة من صعوبات المقاولة -الطبعة -
<.887
أحمد شكري السباعً ،الوسٌط فً مساطر الوقاٌة من الصعوبات التً تعترض المقاولة -
ومساطر معالجتها ،الجزء األول ،الطبعة الثالثة.888= ،
عبلل الفالً :مساطر معالجة المقاولة ،الطبعة الثانٌة مطبعة دار السبلم الطباعة والنشر -
والتوزٌع الرباط.
محمد كرام – الوجٌز فً مساطر صعوبات المقاولة فً التشرٌع المؽربً الجزء األول، -
ط .8878
شكري السباعً الوسٌط الوقاٌة من الصعوبات التً تعترض المقاولة ومساطر -
معالجتها -الجزء الثانً –الطبعة الثانٌة =.888
عبد الكرٌم الطالب – الشرح العملً لقانون المسطرة المدنٌة –الطبعة الثامنة <.887 -
أحمد شكري السباعً :الوسٌط فً الشركات التجارٌة والمجموعات ذات النفع -
االقتصادي – الجزء األول الطبعة األولى .8889
فإاد معبلل .شرح القانون التجاري الجدٌد -الجزء األول ،نظرٌة التاجر والنشاط -
التجاري ،الطبعة الخامسة <.887
المجالت:
76
محمد لفروجً دراسات قانونٌة معمقة عدد " 9وضعٌة الدابنٌن فً مساطر صعوبات -
المقاولة " مطبعة النجاح الجدٌدة – الدار البٌضاء.
محمد لفروجً ،دراسات قانونٌة معمقة عدد _7التوقؾ عن الدفع فً قانون صعوبات -
المقاولة – دراسة تحلٌلٌة نقدٌة مذٌلة بعٌنات من عمل القضاء فً الموضوع.
رحال حاتم .المحامً مجلة نصؾ سنوٌة تعنى بالثقافة القانونٌة تصدر عن هٌبة -
المحامٌن بمراكش ( المؽرب ).
بنخٌر مراقب الحسابات دوره فً تفعٌل مساطر الوقاٌة من الصعوبات ،الندوة الجهوٌة -
الثامنة ،بمناسبة الذكرى خمسٌن لتؤسٌس المجلس األعلى فً موضوع صعوبات
المقاولة ،مٌدان التسوٌة القضابٌة من خبلل اجتهادات المجلس األعلى للقضاء ،فً
طنجة ما بٌن 87وٌ 88ونٌو =.888
محمد محبوبً :دور التشرٌع والقضاء فً تنمٌة المقاولة وتشجٌع االستثمارات .مجلة -
الفقه والقانون العدد 88أكتوبر .8878
77
انفهرس
79