You are on page 1of 25

‫مشروع بحث لنيل شهادة اإلجازة في الق انون الخاص‬

‫تحت عنوان‪:‬‬

‫وضعية األجراء في اطار‬


‫مساطر صعوبات المقاولة‬

‫تحت إشراف األستاذالدكتور‪:‬‬ ‫إعداد الطالب‪:‬‬


‫الحسين امنار‬ ‫جواد بيدار‬
‫رقم التسجيل‪1705225 :‬‬

‫السنة الدراسية‪:‬‬
‫‪2020-2021‬‬
2
‫اهـــــــــــــــداء‬
‫الحمد هلل الذي هدانا ‪ ,‬واعنانا على انجازه‬
‫نتقدم بإهدائه‬
‫الى من قال فيهما سبحانة وتعالى "وقضى ربك اال تعبدوا اال اياه و بالولدين‬
‫احسانا اما يبلغن عندك الكبر احدهما او كالهما فال تقل لهما اف وال تنهرهما‬
‫وقل لهما قوال كريما (‪ )23‬واحفظ لهما جناح الذل من الرحمة وقل رب‬
‫ارحمهما كما ربياني صغيرا (‪")24‬‬
‫الى نبع الحنان صاحبة القلب الكبير والحضن الدافئ ‪ .‬االم الحبيبة الى االب‬
‫الطيب السند الحقيقي في الحياة ومصدر األمان ‪ ,‬فلوال دعمهما المادي والمعنوي‬
‫ما كان لهذا البحث أن يرى النور أطال هللا في عمرهما مشمولين برعايته‬
‫وحفظه‪.‬‬

‫كلمة شكر وتقذير‬


‫ال يسعني وانا أقدم هذا البحث اال أن أعبر ألستاذي الفاضل الحسين أمنار على‬
‫شكري الجزيل لرعايته وعنايته وقبوله االشراف على بحثي المتواضع‬
‫اعترافا مني بجميل نصحه ‪ ,‬وشديد توجيهاته أسأل العلي القدير أن يمتعه بموفور‬
‫الصحة والعافية وطول العمر المديد ‪ ,‬حتى يبقى منهال ينهل منه طالب وراغبي‬
‫العلم ‪.‬‬
‫ويطيب الي أن أتقدم بجزيل الشكر والتقدير على ما قد متموه الي من مجهود‬
‫مخلصة وخدمات جليلة وأداء متميز وتفاني في العمل مما كان له األثر الطيب‬
‫والفعال في نفسي وفقكم هللا لما فيه الخير‪ ,‬ومهما شكر تك يا أستاذي الكريم لن‬
‫أوفيك حقك‬
‫حفظكم هللا‬

‫‪3‬‬
‫تقــــــــديم‬
‫‪-‬اذا كان األصل أن المقاوالت التجارية تستمر في مزولة نشاطها بشكل عادي من أجل‬
‫تحقيق األهداف التي نشأت من أجلها ‪ ,‬فإن هده المقاوالت تعرف العديد من الصعوبات المتنوعة‬
‫التي تؤثر سلبا على أهدافها ‪ ,‬ومن بين هذه المشاكل أو الصعوبات هناك صعوبات اقتصادية‬
‫ومالية واجتماعية وقانونية ‪ ,‬وهذه الصعوبات ال تؤثر فقط على المقاولة وحدها وإنما على جميع‬
‫المتعاملين معها وحتى على االقتصاد الوطني باعتبارها مورد اقتصادي واجتماعي ومالي مهم ‪.‬‬
‫وقد تصدى القانون التجاري القديم لهده المشاكل بتخويل للدائن الحق في طلب شهر إفالس‬
‫المقاولة التي تصدت هذه الصعوبات إال أن هذا النظام كان يتميز بصرامة وتشدد نحوى المقاولة‬
‫مما يجعلها اكثر حرصا على وفاء بديونها اال أن المشرع المغربي بمقتضى مدونة التجارة لسنة‬
‫‪ 1997‬التي الغت قانون تجاري قديم قد تخلى على نظام اإلفالس ألنه يفكر في حماية للدائنين أكثر‬
‫من انقاذ المقاولة المتوقفة عن دفع ديونها وهذا اعتماد نظام معالجة صعوبات المقاولة التي يرتكز‬
‫على مساطر وقائية وعالجية أكثر من ارتكاز على تصفية أموال المدين ‪ .‬وقد ورد في الكتاب‬
‫الخامس من قانون رقم ‪ 15.95‬المتعلق بمدونة التجارة مجموعة من المقتضيات المتعلقة‬
‫بالصعوبات ا لتي تفرض مقاولة وحلول العالجية للوقاية منها وذلك من أجل استمرار نشاطها في‬
‫نسيج االقتصاد ‪.‬‬
‫وقد نصت المادة ‪ 545‬من مدونة التجارة على ان المشرع قام من خاللها بعدة ترتيبات وذلك‬
‫للصعوبات والمشاكل التي قد تعرقل سير المقاولة والحلول الكفيلة لمعالجتها وذلك حسب تالت‬
‫رتب من بينها ‪ ,‬الوقاية الدخيلة والخارجية والتي من خاللها تصدى الى الصعوبات التي تواجهها‬
‫المقاولة وصعوبات التي توافق المقاولة عن أداء دونها ويثم معالجة عن طريق التسوية القضائية‬
‫والتي تباشر باعتماد مخطط االستمرارية او مخطط التفويت و باإلضافة الى ذلك الصعوبات التي‬
‫تتمثل في وصول المقاولة المتوقفة عن الذفع الى حدود التردي تصبح معه وطبيعتها مختلة بشكل‬
‫كبير وغير قابل لإلصالح ‪ ,‬وهذا ما يؤدي الى انهاء استمرارية عن طريق اخضاعها للتصفية‬
‫القضائية ‪.‬‬
‫فالهدف من نطام صعوبات المقاولة هو انقاذ المقاولة وتسديد ديونها من جهة ‪,‬واستقرار‬
‫التشغيل من جهة اخرى ‪ ,‬هذا ما دفع المشرع الى ايجاد قواعد خاصة توازن بين مجموعة من‬
‫المصالح الجدير ة بالحماية ومن بين هذه المصالح بطبعة الحال مصالح األجراء مصالح المشغلين‬
‫بمقتضى مدونة الشغل الذي تكمل مدونة التجارة من حيت وحدة الهدف المتمثل في التوقف بين ما‬
‫هو اقتصادي وما هو اجتماعي ألنه ال يمكن أن تحقق المقاولة أهدافها بمعزل عن ضرورة حماية‬
‫المصلحة االجتماعية لألجراء وهو ما يتجلى بوضوح من خالل تكيف االحكام العامة لحماية‬
‫األجراء من القواعد الخاصة لهذه المساطر ‪ .‬دون أ ن يؤدي ذلك الى المساس بالنظام االجتماعي‬
‫الذي يعكس الحد األدنى من الحماية المقررة لأل جراء وتعود هذه الحماية الى الطبعة الخاصة لعقود‬
‫الشغل التي تحتل مكانة متميزة في قانون الشغل وتعتبر من بين العناصر المكونة للمقاولة ‪ ,‬كما‬
‫أنها تلعب دورا أساسا ومتصاعدا في التنمية االقتصادية ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أهمية الموضوع‬
‫تتجلى أهمية الموضوع الذي بين أيدينا في اكتشاف المستجدات التي جاءت بها كل من‬
‫مدونة التجارة ومدونة الشغل المغربية وهذا الترابط بينهما في ما يتعلق في حماية األجراء ‪.‬‬
‫وكيف حوال المشرع حماية المقاولة من االخالالت التي تواجهها باعتبارها من اهم الركائز‬
‫االساسية التي تسعى من خاللها بناء االقتصاد الوطني‪.‬‬
‫اشكالية البحث‬
‫ان البحث عن وضعية االجراء ضمن مساطر صعوبات المقاولة فما يد فعنا الى طرح‬
‫اشكالية اساسية مفادها ‪.‬الى أ ي حد استطاع المشرع المغربي توفير الضمانات الكافية لإلجراء ؟‬
‫وتناسل عن هذه االشكالية المركزية تساؤالت فرعية تمثل في ‪.‬‬
‫ما هو دور االجراء من ظل نظام معالجة صعوبات المقاولة ؟‬
‫ما هي االجهزة المحافظة على حقوق االجراء في اطار هذه المساطر ؟‬
‫لإلجابة عن االشكالية التي يتيرها الموضوع ‪ ,‬سيتم دراسة هذا األخير وفق التصميم التالي ‪:‬‬
‫المحبث االول ‪ :‬وضعية االجراء في مساطر الوقاية من صعوبات المقاولة‬
‫المحبث الثاني ‪ :‬وضعية االجراء خالل مساطر المعالجة من صعوبات‬
‫المقاولة‬

‫المحبث األ ول ‪ :‬وضعية االجراء خالل مساطر الوقاية من صعوبات المقاولة‬


‫نظم المشروع المغربي مساطر المقاولة في الفصول من ‪ 546‬الى ‪ 559‬من مدونة التجارة‬
‫غير ان وضعية األجراء خالل هذه المرحلة لم يتم تنظيمها باستثناء ما جاء في الفصل ‪ 556‬من‬
‫هذه المدونة‪ .‬والمتعلقة يكون ان االمر القاضي بالوقف المؤقت لإلجراءات يطبق على الديون‬
‫الناجمة عن عقد عمل الذي ال يتوقف أداؤه عكس باقي الديون السابقة لألمر المذكور‪ ,‬كما أن‬
‫مدونة الشغل لم تخص هده الفئة من األجراء بأي مقتضيات حمائية خالل مساطر الوقاية ‪.‬‬
‫وباعتبار األجراء فئة اجتماعية مرتبطة بمصالح المقاولة ‪ ,‬سنقوم بدراسة موقعهم ضمن كل‬
‫مرحلة من مراحل الصعوبات التي تجتازها المقاولة ‪.‬‬
‫وعليه سنخصص المطلب األ ول للحديث عن الدور المحدود ألجراء خالل مساطر الوقاية‬
‫من صعوبات المقاولة ثم سنخصص المطلب الثاني ألهم األجهزة المحافظة على حقوق العمال في‬
‫مرحلة الوقاية ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫*المطلب االول ‪ :‬الدور المحدود ألجراء خالل مساطر الوقاية من صعوبات‬
‫المقاولة‬
‫تنقسم مساطر الوقاية الى تالث مساطر أساسية وهي مسطرة الوقاية الداخلية ومسطرة الوقاية‬
‫الخارجية ثم مسطرة التسوية الودية (مسطرة المصالحة ) ‪ .‬لذا سنتطرق لوضعية األجراء خالل‬
‫كل مسطرة على حدة‬
‫الفقرة األول ‪ :‬دور األجراء أثناء سريان الوقاية الداخلية والخارجية‬
‫الوقاية الداخلية‬
‫‪-‬نظم المشروع المغربي هذه المسطرة بالمواد ‪ 545-546-547‬من مدونة التجارة باعتبار‬
‫هذه المسطرة تتميز بالسرية والمرونة ‪ ,‬ذلك أنه ال يعلم سوى األطراف الداخلية المرتبطة بالمقاولة‬
‫‪ ,‬دون أن يعلم بها الغير‪ ,‬ودون أن تصل الى علم رئيس المحكمة ‪,‬‬
‫وقد حددت المادتان ‪ 547‬و ‪ 548‬من مدونة التجارة مجال أعمالها‪،‬تم بعد دلك حددت األطراف‬
‫الموكول اليها مهمة االخبار واالخطار ‪.‬‬
‫ولقراتنا للمادة ‪ 546‬من مدونة التجارة نالحظ المشرع المغربي إلخطار من الوضع التي من‬
‫شأنها المس باستمرارية المقاولة كل من الشريك وكذا مراقب او مراقبي الحسابات ان وجد وقبها‬
‫رئيس المقاولة بالكشف عنها‪.‬‬
‫وبهذا تتميز مسطرة الوقاية الداخلية في التشريع المغربي لغياب تام لدور األجراء سواء‬
‫حض ورهم اجتماعات المسؤولين او التشاور معهم وإيذاء رأيهم إما مباشرة أو عن طريق ممثلهم‬
‫‪,‬أو حتى اإل شارة الى دورهم في تبليغ المسؤولين باالخالالت التي يكشفونها من خالل مزاولة‬
‫أعمالهم ‪.‬‬
‫وقد انتقد بعض الفقه المغربي مشرع مسطرة الوقاية الداخلية لعدم منحه دورا ايجابيا وفعال‬
‫ألجراء أو مندوبهم إل بالغ المسيرين او الرئيس المقاولة بكل اختالس يمس هذه األخيرة بمجرد‬
‫اكتشافها ‪ ,‬ألن هذه الفئة هي األقرب واألقدر على رصد كل اختالس يمس السير العادي للمقاولة‬
‫‪.1‬‬
‫وغني عن البيان فإن الفئة الشغلية تلعب دورا أساسيا في النهوض والحفاظ على الكيان‬
‫المقاولة ‪ .‬اعتبار أن الموارد البشرية لم تعد تصنف في االقتصاديات الحديثة كوسيلة انتاج كل‬
‫شريك اساسي للحفاظ على التوازن والمردودية ‪ .‬وبالتالي ضمان استمرارية عقود الشغل في ضل‬
‫أزمة البطالة التي طالت جميع الدول رغم قوتها االقتصادية ‪ .‬وهذا اختالف للمشرع الفرنسي الذي‬
‫منح لمندوبي العمال في اطار لجنة المقاولة حسب المادة ‪ 432‬من قانون الشغل والمادة ‪ 43‬من‬
‫قانون ‪ 1‬مارس ‪ 1984‬والمتعلق بالتدابير الوقائية لصعوبات المقاولة حق تتبع الوضع المالي‬
‫واالقتصادي للمقاولة عبر شروحات وعقد اجتماعات مع االجهزة المسير لها ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ورغم الغياب القانون لدور العمال في ظل المسودة الداخلية فإن عمليا ليس هناك ما يمنع العمال‬
‫الغيورين على مقاولتهم من رفع مالحظتهم لرئيسها‪.2‬‬
‫وفي االخير فإن الوقاية الداخلية عبارة عن اجراءات يتم اتخادها داخل المقاولة عبر العديد‬
‫من االجهزة وباتباع مسطرة محددة وذلك للتغلب على عالمات أو بوادر صعوبات قد تعرقل‬
‫سيرها أو للتغلب على صعوبات كائنة وقائمة وتخل بالسير العادي للمقاولة هذه االجهزة ممثلة في‬
‫مجلس االدارة ومجلس الرقابة والجمعية العامة باإلضافة الى الشريك أي أنه عالج تقوم به الشركة‬
‫أو المقاولة بنفسها ‪.‬‬

‫‪.‬‬
‫‪- 1‬احمد شكري السباعي ‪ ,‬الوسط في مساطر من الصعوبات المقاولة التي تعترض من المقاولة ومساطر معالجتها ‪ ,‬دراسة معمقة في قانون‬
‫التجارة المغربي الجديدة والقانون المقارن دار النشر المعرفة السنة ‪2000- 1998‬‬

‫‪- 2‬هشام الزاهير تعامل القضاء مع عقود الشغل في نظام صعوبات المقاولة رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المتخصصة في قانون الخاص‬
‫وحدة المهن القضائية والحقوق كلية الحقوق جامعة محمد الخامس السويسي سنة ‪- 2006/2005‬ص‪24‬‬

‫‪7‬‬
‫الوقاية الخارجية‬
‫‪ -‬تتميز االجراءات المرتبطة بالوقاية بالبساطة والمرونة إد أن األمر يتعلق بمسطرة غير‬
‫تنازعيه وتعتمد على السرعة لتخليل الصعوبات حتى تعود المقاولة الى عافيها االقتصادي عموما ‪.‬‬
‫فعلى خالف مسطرة الوقاية الداخلية التي يرجع تحريكها الى رئيس المقاولة ومراقب‬
‫الحسابات او اي شريك في الشركة ‪ ,‬فإ ن الوقاية الخارجية يتم تحرتيها تلقائيا من طرف رئيس‬
‫المحكمة التجارية أو بناء على طلب من رئيس المقاولة أو اخبار من طرف مراقب الحسابات او‬
‫اي شريك في الشركة في حالة فشل مسطرة الوقاية الدخيلة ‪.1‬‬
‫وفي هدا الصدد تنص المادة ‪ 549‬من مدونة التجارة على ما يلي" تفتح مسطرة الوقاية‬
‫الخارجية أ مام رئيس في الحالة الواردة في المادة السابعة أو كما تبين له من عقد أو وثيقة أو‬
‫أجراء أو مقاولة دون أن تكون في وضعية التوقف عن الدفع تعاني من صعوبات قانونية أو‬
‫اقتصادية أو مالية أو اجتماعية أو لها حاجيات ال يمكن تغطيتها بواسطة تمويل يناسب امكانيات‬
‫المقاولة "‪ .‬وبمقارنة هذه المادة بنظرتها السابقة المادة ‪ 548‬يتضح لنا أنها جاءت بمجموعة من‬
‫المستجدات والتي تتمثل أساسا في إسناد االختصاص بصفة صريحة لرئيس المحكمة التجارية‬
‫لمتابعة اجراءات الوقاية الخارجية عندما نصت المادة المذكورة على أن مسطرة الوقاية الخارجية‬
‫تفتح أمام رئيس المحكمة‪.‬‬
‫ويستفاد من مقتضيات المادة ‪ 549‬من مدونة التجارة أن تحريك مسطرة الوقاية الخارجية قد‬
‫تكون نتيجة فشل اجراءات الوقاية الداخلية وهي المنصوص في المادة ‪ 548‬من مدونة التجارة‬
‫حيت يتم اخبار رئيس المحكمة من طرف مراقب الحسابات او رئيس المقاولة او الشريك وقد‬
‫تكون تلقائيا عندما يتبين لرئيس المحكمة من اية وثيقة أو عقد أو اجراء إن تمة صعوبات من‬
‫شأنها أ ن تخل باستمرارية المقاولة سواء كانت الصعوبات قانونية أو اقتصادية أو مالية أو‬
‫‪2‬‬
‫اجتماعية أو لصا حاجيات ال تمكن تغطينها بواسطة تمويل يناسب امكانيتها‪.‬‬

‫‪- 1‬محمد كرم ‪ ,‬الوسيط في مساطر صعوبات المقاولة من التشريع المغربي في ضوء القانون ‪ 73.17‬الطبعة األولى سنة ‪ - 2019‬ص‪. 27‬‬

‫‪- 2‬محمد كرم مرجع سابق ص ‪.28‬‬

‫‪8‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬دور االجراء في مسطرة المصالحة‬
‫عندما تعاني المقاولة من صعوبات مالية أو اقتصادية أو اجتماعية ‪,‬من السهل تداركها دون أن‬
‫تجعلها في وضعية التوقف عن الدفع فإنه يحق لها طلب المساعدة من رئيس المحكمة التجارية‬
‫بتعاون مع دائنها لتجاوز هذه المرحلة ‪ ,‬وهي المسطرة التي أطلق عليها المشرع المصالحة التي‬
‫كانت مفتوحة أمام كل مقاولة تجارية مهما كان شكلها فردية أو اجتماعية طبقا للمادة ‪ 551‬من‬
‫مدونة التجارة ‪.1‬‬
‫فمن خالل مقتضيات الجديدة المنظمة لمسطرة المصالحة نجد أن المشرع احتفظ تقريبا على‬
‫نفس المقتضيات المنظمة لمسطرة التسوية الودية في القانون القديم مع إضافة اخرى والتي يمكن‬
‫اجمالها فيما يلي ‪.‬‬
‫تغير مصطلح التسوية الودية بمصطلح المصالحة سيرا على نهج نظيره الفرنسي وكدلك تفعيل‬
‫دور رئيس المقاولة في مسطرة المصالحة ‪ ,‬وباإلضافة الى ذلك تقرير حق األفضلية لفائدة بعض‬
‫االشخاص الذين يقدمون مساهمتها لفائدة المقاولة بعد فتح مسطرة المصالحة وفي األخير يخول‬
‫رئيس المحكمة االختصاص من فسخ االتفاق الودي إدا اإلخالل به ‪.2‬‬
‫وقد نظم المشرع المغربي أحكام المصالحة في المواد من ‪ 551‬الى ‪ 579‬من مدونة التجارة والتي‬
‫يستفاد منها أ نها تخضع لشروط لبدة من تحقيقها إلبرام اتفاق المصالحة و الذي تترتب عنه اثار‬
‫مختلفة باختالف أطرافه ‪.‬‬
‫وبالرجوع الى الفقرة االولى من المادة ‪ 551‬من مدونة التجارة يضح على ان المشروع وضع‬
‫شروطا يتعين تحقيقها لقبول طلب فتح مسطرة المصالحة ولقبول هذه المسطرة تشترط أن تكون‬
‫المقاولة تجارية حينما نص على أن تفتح مسطرة المصالحة أمام كل مقاولة ‪ .‬ويستوي أن تكون‬
‫المقاولة تجارية فردية أو شركة شأن المصالحة في ذلك شأن مسطرة الوقاية الخارجية وباإلضافة‬
‫الى لهذا الشرط هناك شرط اخر أن المقاولة ال يحق لها طلب االستفادة من هذه المسطرة إال إذا‬
‫‪3‬‬
‫كانت تعاني من صعوبات اقتصادية أو مالية أو اجتماعية‪.‬‬

‫‪- 1‬نص المادة ‪ 551‬من مدونة التجارة على تفتح مسطرة المصالحة أمام كل مقاولة دون تكون في وضعية التوقف على الدفع تعاني من‬
‫صعوبات اقتصادية او مالية او لها حاجيات ال يمكن تغطيتها بواسطة تمويل يناسب امكانياتها‪.‬‬
‫‪- 2‬ممحمد كرام ‪.‬الوسيط في مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي في ضوء القانون ‪ 73- 17‬الطبعة االولى سنة ‪ 2019‬صفحة‬
‫‪35‬و‪36‬‬

‫‪- 3‬محمد كرام ‪ :‬مرجع سابق ص ‪37‬‬

‫‪9‬‬
‫ومن المستجدات التي عرفتها مسطرة المصالحة تجد ما نصت عليه المادة ‪" 552‬يمكن‬
‫لرئيس المحكمة بالرغم من مقتضى تشريعي مخالف أن يظلع على كل المعلومات الي من شأنها‬
‫إعطاء صورة صحيحة عن وضعية المقاولة االقتصادية والمالية ‪ .‬وذلك عن طريق مراقب‬
‫الحسابات ‪ ,‬أن وجد أو ممثلي األجراء أو ادارات الدولة وباقي اشخاص القانون العام أو مؤسسات‬
‫االئتمان والهيئات المعبرة في حكها أو الهيئات المالية أو أي جهة أخرى"‬
‫وباستقرائنا لهذه المادة يتبين جليا الدور االستشاري الجديد لألجراء هذا اضافة الى تمديد مدة‬
‫انتداب المصالح كجهازيناط به السهر على القيام بإجراءات المصالحة ‪ .‬بعدما كانت تحدد في إطار‬
‫القانون القديم في مدة ‪ 3‬اشهر قابلة للتمديد شهر واحد بطلب منه ‪,‬اصبحت األن تحدد في ثالثة‬
‫اشهر قابلة للتمديد مرة واحدة ‪3‬اشهر اخرى مع تحديد مهمته في العمل على ابرام اتفاق مع‬
‫الدائنين مع التنصيص في حالة ابرام اتفاق مع الدائنين على إلزامية اشعار الدائنين غير المشمولين‬
‫‪1‬‬
‫باتفاق المصالحة الذي صادق عليه رئيس المقاولة‬
‫المطلب الثاني ‪:‬أهم األجهزة المحافظة على حقوق العمال في مرحلة الوقاية‬
‫تنقسم هذا المطلب الى فقرتين (الفقرة األول ) سنخصصها لمراقب الحسابات و مندوبية‬
‫األجراء كجهاز ين من داخل لمقاومة ‪( .‬الفقرة الثانية ) لجهار القضاء كألية حماية لألجراء من‬
‫خارج المقاولة‬
‫الفقرة االولى ‪ :‬مراقب الحسابات و مندوبة االجراء كجهازين من داحل المقاولة‬
‫مراقب الحسابات‬
‫تنص المادة ‪ 2 546‬من مدونة التجارة أنه "اذا لم يعمل رئيس المقاولة تلقائيا على تصحيح‬
‫اإلخالل الذي من شأنه يأثر سلبا على استغاللها ‪ ,‬يبلغ عليه مراقب الحسابات ‪ ,‬ان وجد او اي‬
‫شريك في الشركة لرئيس المقاولة الواقع التي من شأنها اإلخالل باستمرارية استغاللها ‪ .‬داخل ‪8‬‬
‫أيام من اكتشافه لها ‪ ,‬برسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصيل يدعوه فيها الى تصحيح ذلك‬
‫اإلخالل ‪ ,‬اذا لم ي ستجيب رئيس المقاولة لذلك خالل خمسة عشرة يوما من التوصيل أو لم يصل‬
‫شخصيا وبعد تداول مجلس االدارة او مجلس المراقبة ‪ ,‬حسب األحوال الى نتيجة مفيدة وجب عليه‬
‫العمل على تداول الجمعية العامة المقبلة في شأن ذلك بعد سماعها لتقرير المراقب"‬

‫‪- 1‬عزالن لمغاري االدريس وضعية األجراء في اطار مساطر صعوبات المقاولة على ضوء القانون ‪ 73.17‬سلسلة ابحاث قانونية جامعية‬
‫معمقة العدد ‪ - 51‬ص ‪21‬‬

‫‪- 2‬المادة ‪ 546‬من مدونة التجارة ‪.‬‬

‫‪10‬‬
‫يت بين من هذه المادة أن مراقب الحسابات يعتبر من بين االجهزة االساسية التي أناط بها‬
‫المشرع لتحريك مسطرة الوقاية الداخلية ‪,‬ودوره ال يتوقف عن االخبار بدواعي الصعوبات وانما‬
‫يتعين للنجاح في مهمة رصد الوقائع التي من شأنها االخالل باستمرارية نشاط المقاولة التبلع عنها‬
‫طبقا للمادة ‪ 1 547‬من مدونة التجارة واالخبار عنها طبقا للمادة ‪ 548‬من مدونة التجارة ان يكون‬
‫‪2‬‬
‫بمسافة غير بعيدة عن اعمال التسيير‪.‬‬
‫وقد حدد المشرع المغربي نطاق تدخل مراقب الحسابات في شؤون المقاولة وذلك بمقتضى القسم‬
‫السادس من قانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة والمحال عليه بموجب المادة ‪ 13‬من‬
‫القانون رقم ‪ 15.96‬المتعلق بشركة التضامن وشركة التوصية البسيطة وشريكة التوصية باألسهم‬
‫وشركات ذات المسؤولية المحدودة وشركة المحاصة الى تنص على أنه تطبق احكام القانون رقم‬
‫‪ 17.95‬المتعلق بشركة المساهمة فيها يرجع لشروط تعين مراقب الحسابات ‪. 3‬‬
‫فبناءا على المادة ‪ 166‬من القانون رقم ‪ 17.95‬المتعلق بشركات المساهمة يقوم مراقب الحسابات‬
‫او مراقبون الحسابات بصفة دائمة باستثناء التدخل في تسير شركة ’ بمهمة التحقيق من القيم‬
‫والدفاتر و الوثائق المحاسبية للشركة ومن مراقبة مطابقة محاسبتها لقواعد المعمول بها كما‬
‫يحققون بها من صحة المعلومات الواردة في تقرير التسيير المجلس االدارة ومجلس اإلدارة‬
‫الجماعية وفي الوثائق الموجهة للمساهمين والمتعلقة بدمة وضعية الشركة المالية ونتائجها ومن‬
‫تطابقها مع القوائم التركيبة (‪.)4‬‬
‫وباعتبار األجراء هم الحلقة األضعف في المقاولة فإنهم سيستقدون من الحماية ولو نسبية هذا‬
‫االخطار الذي يقوم به مراقب الحسابات بحي ث أن بإشعاره رئيس المقاولة سيضع حدا الستمرارية‬
‫العراقيل الى تهدد المقاولة ‪.‬‬

‫‪- 1‬نص المادة ‪ 547‬م‪.‬ت على أن في حالة عدم تداول الجمعية العامة من الموضوع او اذا لوحظ ان االستمرارية مازالت مختلة رغم القرار‬
‫المتخذ من طرف الجمعية العامة اجر رئيس المحكمة بدلك من طرف المراقب او رئيس المقاولة "‬
‫‪- 2‬عبد الرحيم شمعية االليات القانونية ‪.‬‬

‫‪- 3‬محمد لفروجي ‪.‬الوسيط في صعوبات المقاولة والمساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها ‪ ,‬دراسة نقدية لنظام صعوبات المقاولة المغربي في‬
‫ضوء القانون المغربي واالجتهاد القضائي كلية الحقوق السويسي ’ طبعة االولى سنة ‪2000‬ص ‪106‬‬

‫‪- 4‬محمد لفروجي مرجع سابق ص ‪106‬‬

‫‪11‬‬
‫مندوبية األجراء‬
‫الزمت مدونة الشل المقاوالت الى تشتغل عشرة اجراء على االقل بتعين مندوب األجراء واذا‬
‫‪1‬‬
‫وصل عددهم الى خمسين اجيرا تصبح ملزمة بتشكل لجنة المقاولة‪.‬‬
‫فبالرجوع الى هذه المدونة نجدها تنص على أنه يجب انتخاب مندوب األجراء وفق الشروط‬
‫المنصوص عليها في هدا القانون ‪ ,‬ولقد أصبحت هذه المؤسسة منظمة بموجب المواد ‪ 430‬الى‬
‫‪ 463‬من مدونة الشغل ‪ .‬وعموما فقد حسمت مدونة الشغل مجال تطبيق نظام مندوبي األجراء‬
‫بتعميمه على كل القطاعات التي تطالها أحكام مدونة الشغل ‪ ,‬والمقاوالت التي تكفل ‪ 10‬عمال‬
‫دائمين على االقل ‪ .‬كما ان المادة ‪ 432‬من مدونة الشغل تنص على كون مهمة مندوب األجراء‬
‫تتمثل في تقديم جميع الشكايات الفردية المتعلقة بطروف الشغل الناتجة عن تطبيق تشريع الشغل او‬
‫عقد الشغل الجماعي او النظام الداخلي الى المشغل او اذا لم تتم االستجابة لها مباشرة تتم احالة تلك‬
‫‪2‬‬
‫الشكاية الى العون الكلف بتفتيشية الشغل اذا استمر الحالف بشأنها‪.‬‬
‫وتعد مختلف المشاكل التي يتعرض لها العمال من صميم اختصاص مندوبي األجراء تمكنهم‬
‫من معرفة وضعية المقاولة و نوعية المشاكل التي تتخبط فيها على اعتبار ان مشاكل األجراء نفسها‬
‫قد تتطور شيئا فشيئا وتصبح مشاكل تأزم المقاولة ‪.‬‬
‫وباستقرائنا للمادة ‪ 185‬من مدونة الشغل نجدها سمحت للمشغل الذي يمر بظروف طارئة او‬
‫تمر مقاولته بأزمة اقتصادية صعبة بالتخطيط من ساعات العمل لمدة ال تتجاوز ‪ 60‬يوما في السنة‬
‫او تجاوزها ‪ .‬فادا تجاوزت هده المدة فعليه استشارة مندوب األجراء او لجنة المقاولة قبل االقبال‬
‫على هذا التخطيط أما ادا تجاوز هده المدة فإنه يصبح ملزما بالتفاوض معهم وإذا لم يتوصل الى‬
‫اتفاق حق له أن يقوم بفصلهم طبقا للمادتين ‪ 66‬و‪ 67‬من هذه المدونة ‪.‬‬

‫‪- 1‬محمد سعيد بناني ‪ ,‬قانون الشغل عالقة الشغل الفردية ‪,‬الجزء ‪.2‬ص ‪154‬‬

‫‪ - 2‬أميمة الصوصي علوي ‪ ,‬عفاف العمراني ‪ ..‬وضعية األجراء في اطار مساطر صعوبات المقاولة ‪.‬بحث نيل شهادة االجازة االساسية من‬
‫القانون الخاص جامعة موالي اسماعيل كلية المتعددات التخصصات الراشدية ‪ .‬سنة ‪2016-2017‬ص‪. 16‬‬

‫‪12‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬جهاز القضاء كآلية حمائية لألجراء من خارج المقاولة‬
‫‪-‬يعد دور القضاء الية فعالة لحماية األجراء وذلك بصفة غير مباشرة في المادتين ‪ 549‬و‪553‬‬
‫‪ ,‬وتضمنت األولى أنه يمكن لرئيس المقاولة بتعين وكيل خاص إ ذا تبين له أن الصعوبات التي تمر‬
‫بها المقاولة يمكن تديلها بتدخل من الغير ويكون بمقدور تخفيف االعتراضات المحتملة للمتعاملين‬
‫المعتادين مع المقاولة ‪ .‬ويتجلى دور الوكيل الخاص حسب الصعوبات ‪ ,‬أما في التفاوض مع‬
‫العمال لحل نزاعات الشغل أو ايقاف اضرابات مستمرة ‪ ,‬أو االتصال بالمؤسسة البنكية أو المالية‬
‫المقروضة أو الممولين أو الموردين قصد تحقيق اعتراضاته أو التفاوض من أجل منح اجل جديدة‬
‫للمقاولة أو التخفيض من الديون أو البحث على ممولين جدد وحتهم على المساهمة إلنقاذ المقاولة‬
‫‪.1‬‬
‫وبالعودة الى المادة ‪ 353‬من مدونة التجارة تبين أن بمجرد التأكد من جدية الصعوبات التي‬
‫تواجهها ‪ ,‬المقاولة باالعتماد على التحريات ‪ .‬وذلك بناء على التقرير الذي أعده الخبير ‪ .‬اعداد‬
‫مفصل عن الوضعية الحقيقية من الناحية االقتصادية واالجتماعية والمالية ‪,‬يقوم رئيس المقاولة من‬
‫خاللها بإصدار امر من أجل فتح مسطرة المصالحة وتعين المصالح باقتراح من رئيس المقاولة مع‬
‫تحديد اتعابه الذي يجب على هدا االخير وضعها مباشرة بعد صدور بفتح المسطرة ‪ .‬تحت طائلة‬
‫وقف هذه االجراءات وتحديد مهامه المنصوص عليها في المادة ‪ 2 554‬من مدونة التجارة كدلك‬
‫‪3‬‬
‫تحديد المدة التي ال يمكن ان تتجاوز ثالثة اشهر قابلة للتجديد مره واحدة لنفس المدة ‪.‬‬

‫‪- 1‬امينة اكريت ‪ .‬مركز القضاء في مسطرة صعوبات المقاولة في ضوء القانون رقم ‪ . 73.17‬مستر قانون المزعات جامعة موالي اسماعيل‬
‫سنة ‪ 2019- 2018‬ص ‪5‬‬

‫‪- 2‬كانت مدة التحديد في السابق قبل صدور قانون رقم ‪ 73.17‬محددة في شهر واحد فقط ‪ .‬استنادا الى مدونة ‪ 553‬من الكاب الخامس السابق‪.‬‬

‫‪- 3‬يوسف توفيق ‪,‬دور االجهزة القضائية في مساطر صعوبات المقاولة ‪ ,‬رسالة لنيل دبلوم الماستر قانون أعمال ‪ .‬جامعة عبد المالك السعيد‬
‫بتطوان سنة ‪- 2020- 2019‬ص‪15.‬‬

‫‪13‬‬
‫غير انه متى تبين لرئيس المحكمة ان المقاولة كانت متوقفة عن الدفع او توقفت في وقت ال حق‬
‫عن دفع ديونها ‪ ,‬يتم احاله مسطرة المصالحة الى المحكمة لفتح مسطرة التسوية أو التصفية‬
‫القضائية حسب االحول وحسب منطوق الفترة االخيرة من المادة ‪ 553‬من مدونة التجارة (‪)1‬‬
‫ويتبين لنا من خالل استقرائنا للمادة ‪ 555‬من مدونة ان من بين صال حيات رئيس المحكمة االمر‬
‫بالوقف المؤقت حيت خول له المصالح ايضا تقديم طلب الى رئس المحكمة من اجل الوقف‬
‫المؤقت لإلجراءات التي من شأنه ان يسهل عملية اتفاق المصالحة ‪ ,‬هذا الطلب الدي يمكن أن يتم‬
‫من طرف رئيس المقاولة أيضا ‪ ,‬ويبقى لرئيس المحكمة السلطة التقديرية ‪.‬في قبوله أو رفضة بعد‬
‫االستماع لرأي الدائنين الرئيسيين‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬وضعية االجراء خالل مساطر المعالجة من صعوبات المقاولة‬
‫ان بناء المنظومة االقتصادية أصبح يرتكز باألساس على االهتمام بالمقاولة باعتبارها نواة‬
‫حساسة تعكس مدى تطور هذه المنظومة ضمن مؤشر التنمية االقتصادية وذلك لما لها من اثار‬
‫ايجابية تتمثل من تخفيض نسبة العجر في المجتمع وذلك باحتضانها لعدد من األجراء وحفظ‬
‫حقوقهم ‪ ,‬لذلك حاول المشرع المغربي تنظيم مجال المقاولة وخلق مجموعة من القواعد تتماشى‬
‫وحساسية هذا المجال وهوما جسده في مدونة التجارة الجديدة تخصصه الكتاب الخامس لكل ما‬
‫يتعلق بالصعوبات التي يمكن ان تعترض هذه المقاولة والحلول الالزمة لمواجهتها ‪ .‬كما لم يغفل‬
‫وضعية األجراء اتناء هده المرحلة باعتبارها ركيزة اساسية ‪.‬غير ان االشكال يتجلى اتناء دخول‬
‫المقاولة في حالة عجر حيت يتم التضحية بفئة من األجراء هي االولى واالستغناء عدد منهم وهو‬
‫ما يخلف مجموعة من األثار ‪.‬‬
‫عموما سنحاول التطرق من خالل هذا المبحث في مطلبين (االول) سنحصصه لوضعية األجراء‬
‫خالل مسطرة االتقاد( الثاني) سنخصصه لوضعية األجراء بعد اختيار الحل ‪.‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬وضعية االجراء في مسطرة اإلنقاذ‬
‫باستقرائنا بعض المواد المتعلقة بمسطرة اإلنقاذ المنظمة في القسم الثالث القانون رقم ‪7317‬‬
‫يمكن استنباط تعريف مسطرة اإلنقاذ (الفقرة االولى) وكذلك خصائصها في (الفقرة الثانية )‬

‫‪- 1‬الفقرة االخيرة من المادة ‪ 553‬مدونة التجارة ‪.‬‬

‫‪- 2‬يوسف توفيق مرجع سابق ص ‪16‬‬

‫‪14‬‬
‫‪.‬‬
‫الفترة االول ‪ :‬تعريف مسطرة االنقاذ‬
‫نصت المادة ‪ 560‬من قانون ‪ 73.17‬على مسطرة اإلنقاذ تهدف الى تمكين المقاولة من تجاوز‬
‫صعوباتها ودلك من اجل ضمان استمرارية نشاطها والحفاظ الى مناصب الشغل وتسديد خصومها‬
‫بالرغم من كون المادة ‪ 560‬لم تشر صراحة عن تعريف مسطرة االنقاذ اال انه يمكن استنباط‬
‫تعريف لها ‪,‬فهي مسطرة هدفها تجاوز الصعوبات التي تعاني منها المقاولة دون ان تكون متوقفة‬
‫عن الدفع بحيث ال تكون قادرة على وضعها المتعثر بمالها من امكانات هدا التدخل يسعى الى‬
‫ضما ن استمرارية نشاطها والحفاظ عل مناصب الشغل وتسديد ما عليها من ديونها ‪ ,‬والمالحظ‬
‫من هذه المادة أن المشرع استعمل نفس الصياغة التي خصه المشرع الفرنسي لمسطرة االنقاذ‬
‫وذلك في المادة‪ .620.‬من مدونة التجارة الفرنسية الصادرة سنة ‪ 2005‬التي وصفها بالمسطرة‬
‫الوقائية (‪.)1‬‬
‫وتعد مسطرة االنقاذ من ابرز ما جاء به القانون رقم ‪ 73.17‬ومستجدا ها ما يهدف الى التغلب‬
‫عن الداء والمرض التي تعاني منه المقاولة قبل أن يصل بها درجة التوقف عن الدفع وذلك بالنظر‬
‫الى المقومات التي يقوم عليها ‪ ,‬وتتميز هده المسطرة بمجموعة من المقومات والتي تتمثل في‬
‫الكشف المبكر للصعوبات التي تعترض المقاولة بحيث لم يعد التوقف عن الدفع شرطا الزما‬
‫لالستفادة من الحماية القانونية والقضائية للمقاولة التي تعاني من صعوبات ‪ ,‬والتأكد على كون هذه‬
‫المسطرة ارادية من خالل تخ ويل رئيس المقاولة وحده الحق في طلب فتح هذه المسطرة دون‬
‫الزامة بدلك ويحتفظ هدا االخير بكافة صالحيات في مجال التسيير وعدم اشراك السنديك في دلك‬
‫‪2‬‬

‫‪- 1‬محمد برعاز عرض في وحده صعوبات المقاولة مسطرة االنقاذ وقف اخر المستجدات التشريعية ماستر العقود واالعمال كلية الحقوق ابن‬
‫زهر سنة ‪2017.2018‬‬

‫‪- 2‬جعفر القاسمي ‪.‬مسطرة االنقاذ ودورها في استمرارية المقاولة المتعثرة رسالة لنيل دبلوم الماستر في المنازعات القانونية والقضائية قانون‬
‫اعمال سنة ‪ 2019- 2018‬ص ‪12‬‬

‫‪15‬‬
‫الفترة الثانية ‪ :‬خصائص مسطرة االنقاذ‬
‫تتميز مسطرة االنقاذ بمجموعة من الخصائص والتي تضفي عليها طابع تميزها عن باقي‬
‫المساطر المقررة في اطار نطام صعوبات المقاولة ومن بين هذه الخصائص ان مسطرة االنقاذ‬
‫مسطرة اختيارية حيث يتم فتحها قبل مرحلة التوقف عن الدفع ويقوم المدين الذي يسعى من‬
‫االستفادة شخصيا بتقديم مشروع مخطط االنقاذ والحول التي براها كفيلة بإنقاذ مقاولته ‪ ,‬وقد نصت‬
‫من خاللها المادة ‪ 561‬من قانون ‪ 73.17‬في فترته ا االولى أنه يمكن ان تفتح مسطرة االنقاذ بطلب‬
‫من كل مقاولة وتعتبر هده المسطرة ارادية ان لرئيس المقاولة كامل الحرية من أجل اتارتها ‪.‬‬
‫حيث أن المشرع منح االختيار لرئيس المقاولة بسلوكه من عدم دلك عن طريق وضع طلب بكتابه‬
‫الضبط المحكمة المختصة ‪ 1‬اضافة الى ذلك احتفاظ رئيس المقاولة بكافة صالحية وقد نصت عن‬
‫هذه الخاصية المادة ‪ 566‬من مدونة التجارة كما ثم نسخها بموجب القانون ‪ 73.17‬بقولها "يختص‬
‫رئس المقاولة بعمليات التيسير وال يشاركه السنديك في دلك ‪,‬ويبقا خاضعا بخصوص أعمال‬
‫التصرف وتنفيد مخطط االنقاذ لمراقبة السنديك الذي يرفع تقرير بدلك للقاضي المنتدب " فمن‬
‫خالل مقتضيات هده المادة يتضح بجالء أن رئس المقاولة وحده الذي يبقى مختصا بأعمال تسير‬
‫دون اي مشاركة في الس نديك وال يخضع لرقابة هذا االخير اال فيما يحص أعمال التصرف وتنفيد‬
‫مخطط االنقاذ‪. 2‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬وضعية األجراء بعد اختيار الحل‬


‫‪ -‬سن تطرف في هذا المطلب الى وضعية األجرة خالل مخططي االستمرارية والتفويت (الفقرة‬
‫االولى ) ‪ .‬على أن نتعرض في (الفقرة الثانية) لوضعية االجراء أثناء التصفية القضائية‬
‫الفقرة األ ولى ‪ :‬وضعية األجراء خالل مخططي االستمرارية والتفويت‬
‫إن االلية الكفي لة بتحقيق السلم االجتماعي وحماية مناصب الشغل ‪ ,‬هي ضمان بقاء المقاولة ودلك‬
‫باعتماد مخططي االستمرارية والتفويت ‪.‬‬
‫‪-‬وضعية األجراء خالل مخطط االستمرارية‬

‫‪- 1‬محمد برعاز ‪ .‬مرجع سابق ص ‪6‬‬

‫‪ - 2‬جعفر القاسمي مرجع سابق ص ‪22‬‬

‫‪16‬‬
‫‪-‬تعتبر مخطط االستمرارية أحد الحلول التي يمكن ان تتبناها المحكمة بخصوص وضعية‬
‫مقاولة معينة يمكن من ضمان استمرارية نشاط المقاولة والحفاظ على مناصب الشغل بقدرها أمكن‬
‫باإلضافة الى تسديد خصوصها‪ .‬ويشرط لحصر هذا المخطط أن تكون المقاولة قابلة فعال للتقويم‬
‫والتعديل ‪ ,‬كما أنه يجب اال تجاوز مدته ‪10‬سنوات وقفا للمادة ‪ 596‬من مدونة التجارة‪ .‬حيت حدد‬
‫المشروع الحد االقصى دون الحد االدنى الذي يستلزم معه حدر المحكمة في تقدير المدة التي‬
‫جانب وضع وتحديد وسائل المخطط بشكل يحول دون تضيع هده الفرصة ‪.1‬‬
‫‪-‬ويبقي مخطط االستمرارية الى جانب مخطط االنقاذ الحلين الدين يرميان الى تصحيح المقاولة‬
‫وهي على حالها االصلي اي محتفظة بشخصيتها المعنوية على خالف مخطط التفويت او التصفية‬
‫القضائية ‪.‬اللذان يؤديان الى انهاء الشخصية المعنوية وال تي تتخذ على شكل شركة ‪ .‬و لتنفيذ‬
‫مخطط االستمرارية البد من اتباع مجموعة من االجراءات والتي يكون الهدف منها الحفاظ على‬
‫المقاولة وتسديد الخصوم‪.‬‬
‫‪-‬بالرجوع الى المادة ‪ 624‬من مدونة التجارة ‪ .‬يتضح ان الحكم باستمرارية المقاولة كحل‬
‫اول من حلول المقررة قانونا للتسوية القضائية يتوقف على شرطين اساسيان ال يغني احدهما عن‬
‫االخر ‪.‬‬
‫ومن بين هده الشروط ان تكون لدى المقاولة امكانيات جدية لتسوية وضعها وهو شرط‬
‫يتعلق بالمقاولة داتها ‪ ,‬اضافة الى دل ك أن تكون لدى هذه األخيرة امكانيات جدية لسداد خصوصها‬
‫وهو بطبيعة تعتبر شرط أساسي من أجل حماية الدائنين فان كان قضاة الموضوع يتمتعون بسلطة‬
‫واسعه في تقدير مدى توفر هدين الشرطين من عدمه فانه يقع عليهم واجب تحليل معهم لوضعية‬
‫وامكانية المقتولة بشكل يجب أن ال يكون معه مخطط االستمرارية حال احتياطيا عندما ال يتم‬
‫‪2‬‬
‫تقديم اي عرض من االغتيار‬
‫وقد وضع المشرع حدا اقصى لمدة مخطط االستمرارية وهو عشر سنوات وذلك من المادة‬
‫‪ 624‬من مدونة التجارة التي تنص على أنه "تحدد المحكمة مدة مخطط االستمرارية‬

‫‪- 1‬اميمة الصوصي علوي عفاف العمراني ‪ .‬وضعية األجراء في اطار مساطر صعوبات المقاولة ‪ .‬بحت لنيل شهادة االجازة االساسية في‬
‫القانون الخاص ‪ ,‬جامعة موالي اسماعيل كلية متعددات التخصصات الراشدية سنة ‪.2016 - 2017‬‬

‫‪- 2‬محمد كرم ‪.‬مساطر صعوبات المقاولة في التشريع المغربي في ضوء القانون رقم ‪ 73.17‬مطبعة ورضية المعرفة مراكش الجزء االول‬
‫الضبعة االولى ‪ 2019‬ص ‪162‬‬

‫‪17‬‬
‫على اال تجاوز عشر سنوات " مما يفيد ان هده المدة قد تكون اقل من عشر سنوات حسب‬
‫ق ناعة المحكمة ورغم أن المقاولة اتخذت شكال فرديا او اجتماعيا فان مخطط االستمرارية غالبا ما‬
‫يكون مرفقا بمجموعة من االجراءات والتي من أجلها ضمان سير ونجاح هذا المخطط ‪ .‬ومن بين‬
‫هذه االجراءات توقيف أو تفويت بعض القطاعات النشاط غير أن التفويت المقصود هو التفويت‬
‫الجزئي طبقا للمادة ‪ 624‬من مدونة التجارة في فقرتها الرابعة ‪ .‬وان كان من بين االجراءات‬
‫تسريح العمال او بعضهم فانه يتعين تطبيق المقتضيات القانونية المنصوص عليها في مدونة الشغل‬
‫‪1‬‬
‫المتعلقة بالفعل االسباب اقتصادية‬
‫ان اختار الحل المالئم من اجل استمرارية المقاولة في مزاولة نشاطها ال يخرج من أحد‬
‫الحلين ما اقرار استمرارية نشاط المقاولة او تفويضها الى الغير فادا ثم حصر مخطط االستمرارية‬
‫تلتزم المقاولة المدنية بأداء الديون التي تقع على عاتقها الى الدائنين غير أن هذا االداء يختلف من‬
‫دائن ألخر حسب مركزه القانوني ‪ 2‬فقد نصت المادة ‪ 575‬من مدونة التجارة على أنه يتم تسديد‬
‫الديون الناشئة بصفة قانونية بعد صدور حكم فتح التسوية ‪ ,‬باألسبقية على كل ديون أخر سواء‬
‫كانت مقرونة بامتياز او بضمانات اما من حيت مدى خضوع ديون األجراء لمسطرة التخطيط‬
‫واآلجال فإن المبدأ هم أن السنديك باستشارة الدائنين سواء بصورة فردية أو اجتماعية بهدف‬
‫الحصول على موافقتهم حول اآلجال و التخفيضات التي يقترحها عليهم لتنفيد مخطط االستمرارية‬
‫وقد تكون هده من أجل اخد رأيهم بحصوص تنازل األجراء على جزء من ديونهم او بخوص‬
‫‪3‬‬
‫تمديد اآلجال استفائها‬
‫وضعية االجراء حالل مخطط التفويت‬
‫يعبر تفويت المقاولة من بين الحلول الممكنة من أجل معالجة صعوبات المقاولة ‪,‬و إد كان‬
‫مخطط االستمرارية يهدف الى دات الهدف عبر احتفاظ المدين بملكية المقاولة‪ ،‬فان التفويت يكون‬
‫على اساس تغير مالك المقاولة حيت يتم معالجة صعوبات المقاولة وضمان استمرارية نشاطها‬
‫عبر تفويتها الى الغير واخراجها من دمة مالكها‪ .‬والهدف من هذا التفويت هو االبقاء على نشاط‬
‫المقاولة في الحدود الممكنة وكدلك المحافظة على مناصب الشغل الممكنة والضرورية وكذلك‬
‫الحرض والعمل على ابراء دمة المقاولة‬

‫‪- 1‬المادة ‪ 66‬من مدونة الشغل المغربية‬

‫‪- 2‬كعداوي عبد الكريم – وضعية األجراء في مساطر معالجة صعوبات المقاولة ‪ ,‬رسالة لنيل ماستر المنازعات والمهن القانونية افوج االول‬
‫صعوبات المقاولة كلية العلوم القانونية واالقتصادية ابن زهر اكادير سنة ‪ 2016- 2015‬ص‪15‬‬

‫‪18‬‬
‫من الخصوم وتندرج اهداف مخطط التفويت من بين األهداف العامة لكافة مساطر معالجة المقاولة‬
‫‪1‬‬

‫‪-‬باستقرائنا للمادة ‪ 635‬من مدونة التجارة في فقراتها الثا نية فان التفويت يكون اما جزئيا واما‬
‫كليا ‪ ,‬في ما يخص التفويت الكلي فيكون عندما ينصب ويشمل كل عناصر االنتاج او االصول‬
‫التي تتألف منها المقاولة ‪ .‬في حين التفويت الجزئي فيقع عندما يتم بتفويت مجرد قطاع او نشاط‬
‫من أنشطة المقاولة و يتعلق االمر هنا بتفويت عناصر االنتاج او االصول التي تكون قطاعا او عده‬
‫قطاعات ألوجه كاملة ومستقلة ‪.‬‬
‫‪-‬وكما نصت عليه المادة ‪ 604‬من مدونة التجارة فان كل شخص يسعى من اجل ان تفويت‬
‫المقاولة المفتوحة ضدها مسطرة المعالجة ان يسلم عرضه الى السنديك وذلك داخل أجل الذي سبق‬
‫لهذا االخير أن حدده و اخبر المراقبين المعين من بين الدائنين وفقا للمسطرة المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 645‬من مدونة التجارة ‪ .‬وكما يجب أن بفصل بين تاريخ توصيل السنديك بالعرض من‬
‫أجل ضم المقاولة وبين تاريخ الجلسة التي ستنظر فيه خاللها المحكمة التجارية المفتوحة امامها‬
‫المسطرة اجل مدتها ‪ 15‬يوما ‪.‬اال ادا حصل اتفاق على خالف دلك بين رئيس المقاولة والسنديك او‬
‫المرافقين ‪ .‬ويت عين ان يتضمن كل مرة المقدم السنديك البيانات المتحددة في الفترة الثانية من المادة‬
‫‪ 604‬من مدونة التجارة تفويتها يتعلق االمر بالتوقعات الخاصة بالنشاط والتمويل‪ .‬وكدلك تمن‬
‫التفويت وكيفيات ادائه اضافة الى تاريخ انجار التفويت وكدلك مستوى التشغيل وأفاقه حسب‬
‫النشاط المعني بالتفويت وكذا الضمانات المقدمة من اجل تنفيد مضمون العرض وفي االخير أن‬
‫‪3‬‬
‫يتضمن هدا العرض على توقعات بيع االصل خالل السنتين التالتين للتفويت‬
‫‪.‬‬

‫‪- 1‬كعداوي عبد الكريم ‪ .‬مرجع سابق ص ‪16‬‬

‫‪- 2‬عبد الرحيم شميعة اجراءات الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون رقم ‪ 81.14‬مطبعة ورقية سجلماسة مكناس الطبعة االولى‬
‫سنة ‪ 2015‬ص‬

‫‪- 3‬محمد لفروجي صعوبات المقاولة والمساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها مطبعة النجاح الجديدة ‪-‬الدار البيضاء االولى ‪ 2000‬ص‪412‬‬

‫‪19‬‬
‫‪-‬ان الهف االساسي من تفويت بجمي ع اشكاله هو تحسين المقاولة على نشاطها وكذلك األجراء‬
‫داخل هذه المقاولة ‪ ,‬ويتم دلك اما بإسناد مهمة تسير الى الخواص و اعادة هيكلتها في اطار‬
‫تكريس التوجه لبراري القائم على تشجيع المبادرات الفردية‪ .‬وقد يكون الهدف من تفويت المقاولة‬
‫لألغيار هو تصيح االستقرار االقتصادي واالجتماعي داخلها قبل دلك وفي اطار هذه الوضيعة‬
‫التي تعيشها المقاولة تتار اشكاالت عن وضعية األجراء داخل هده المقاولة في ظل سلوك مسطرة‬
‫التفويت ‪.‬ومن هذا الشأن لقد اضحى مبدأ الحفاظ على مناصب الشغل ضرورة تفرض نفسها‬
‫بإلحاح نطرا ألتارها االيجابية على مستوى االستقرار االجتماعي داخل المقاولة ‪ ,‬بالتالي فإن اي‬
‫تغير يمس المقاولة سواء وقع في اسمها او في مركزها القانوني ال يعد سبا اساسيا من أجل‬
‫استغناء عن اجرائها ومن خالل هده القاعدة قد عملت مختلف التشريعات في توفير الضمانات‬
‫الكافية من خالل اسناد مهام التسيير و الرقابة التين تطاالن على التوالي المقاولة المتعترة ألجهزة‬
‫يفترض فيها العمل على المتعترةانقاد المقاولة ‪ .‬وتوفير الضمانات االجراء من أجل تسير عملهم‬
‫‪1‬‬
‫داخل هده المقاولة‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬وضعية االجراء من مرحلة التصفية القضائية‬


‫‪-‬يعد القانون رقم ‪ 73.17‬من بين المستجدات الجديد التي عرفها مسطرة التصفية القضائية ‪.‬‬
‫حيت من ابراز التعديالت التي طالت هده المسطرة نجد على ان المشرع عمل على تحديد الجهات‬
‫المسموح لها تقديم طلب فتح هده المسطرة حيت نصت المادة ‪ 651‬عن ان تفتح المحكمة مسطرة‬
‫التصفية القضائية تلقائيا أو بطلب من رئي س المقاولة او الدائن او النيابة العامة ‪ ,‬اذا تبن لها ان‬
‫وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه ‪ .‬في حين المادة التي كانت قبل التعديل والتي هي‬
‫المادة ‪ 2 619‬جاءت مقتضبة دون تحديد الجهات المخولة لها تقديم طلب فتح هده المسطرة اضافة‬
‫الى دلك امكانية اعادة فتح مسطرة التصفية القضائية بطلب من كل مصلحة وبوجب حكم معلل ‪,‬‬
‫كلما تبن ان هناك اصوال لم يتم تحقيقها أو دعاوي لم تباشر لفائدة الدائنين ومن شأنها اعادة تأسيس‬
‫‪3‬‬
‫المقاولة‪.‬‬

‫‪1‬عزالن لمغاري االدريسي وضعية االجراء في اطار مساطل صعوبات المقاولة على ضوء القانون رقم ‪ 73.17‬سلسلة األبحاث القانونية‬
‫المعمقة العدد ‪ 51‬ص ‪74‬‬

‫‪- 2‬تنص المادة ‪ 619‬قبل التعديل مع ما يلي "تفتح مسطرة التصفية ادا تبدان وضعية المقاولة مختلفة بشكل ال رجعة فيه‬

‫‪ - 3‬المادة ‪ 699‬في الفترة االخيرة منها‬

‫‪20‬‬
‫‪-‬يعتبر الحكم بالتصفية القضائية الحل االجدر والوحيد وذلك متى كانت وضعية المقاولة مختلة‬
‫بشكل ال رجعة فيه ‪ ,‬كما يمكن أن يكون الحل االخير متى تعدر انقاد المقاولة وذلك بواسطة‬
‫احدى وسائل العالج كمخطط االستمرارية او التفويت بالرجوع للمواد ‪ 568‬و ‪572‬و‪ 590‬و‪602‬‬
‫و‪ 619‬من مدونة التجارة يتضح على ان يمكن النطق بالتصفية في عدة حاالت من بين هده‬
‫الحاالت عند بداية مساطر المعالجة القضائية ‪ ,‬اي بمقتضى حكم فتح المسطرة اذا اتضح ان‬
‫وضعية المقاولة مختلة بشكل ال رجعة فيه ‪ ,‬وبعد صدور حكم بفتح مسطرة التسوية القضائية‬
‫وخالل اي وقت اتناء فترة اعداد الحل ‪ .‬اضافة الى دلك اتناء النطق اختيار الحل المالئم من طرف‬
‫المحكمة بعد انتهاء فترة اعداد الحل وفي االخير الحالة التي يمكن فيها بالتصفية القضائية عند عدم‬
‫‪1‬‬
‫تنفيذ المقاولة اللتزاما تما المحددة بمخطط االستمرارية او مخطط التفويت‬
‫‪-‬وقد ترتب عن الحكم بالتصفية القضائية عدة اثار ودلك من بينها تخلي المدين عن تسير‬
‫امواله والتصرف فيها ‪ ,‬حيت بإعالن الحكم بالتصفية القضائية سبب وصول المقاولة الى وضعية‬
‫مختلة بشكل ال رجعة فيه وهذا ما يفرض تخلى المدين بقوة القانون عن تسير امواله الموجودة‬
‫والتصرف فيها ‪ .‬وكدلك االموال التي تمتلكها مستقبال باي وجه من الوجوه مادامت التصفية‬
‫القضائية لم تقفل بعد ويتولى السنديك القيام بممارسة حقوق المدين واقامة دعاوي بشأن دمته‬
‫المالية طيلة فترة التصفية القضائية وبالتالي يشمل هذا التخلي جميع اعمال االدارة والتسيير وكدا‬
‫التصرفات التي تقع على اموال المدين كما يشمل اقامة جميع الدعاوي القضائية المتعلقة بدمته‬
‫المالية طيلة التصفية القضائية ‪ .‬وباإلضافة الى هذا هناك اثار هام استمرار نشاط المقاولة وفق‬
‫لشروط معينة حيت نصت على هذا االثر المادة ‪ 620‬من مدونة التجارة على يمكن للمحكمة اذا‬
‫اقضت المصلة العامة او المصلة الدائنين استمرار نشاط المقاولة الخاضعة للتسفية القضائية‬
‫وبالتالي فالسلطة التقديرية تبقي للمحكمة في تحديد المدة المأذون فيها باستمرارية نشاط المقاولة‬
‫الخاضعة للتصفية القضائية وذلك بحسب طبعة نشاط تلك المقاولة وحجم عالقتها وكدلك العقود‬
‫‪2‬‬
‫المرتبطة بهد‬
‫وقد نصت المادة ‪ 627‬من مدونة التجارة على انه يترتب عن الحكم القاضي بفتح مسطرة‬
‫التصفية القضائية حلول اجال الديون المؤجلة ويبدو هدا االثر نتيجة طبيعية لهدا الحكم على‬
‫اعتبار ان وصول المقاولة الى مرحلة التصفية القضائية يعني قرب نهايتها ووفاتها وبالتالي تفرض‬
‫حماية مصالح الدائنين ومصلحة المقاولة في حد داتها‬

‫‪ - 1‬عالل فالي مساطر صعوبات المقاولة الطبعة الثانية مطبعة دار السالم للطباعة الرباط ‪ 2015‬ص ‪315‬‬

‫‪-- 2‬عالل فالي ‪ .‬مرجع سابق ص ‪32‬‬

‫‪21‬‬
‫خاتمة‬
‫من خالل دراستنا لموضوع "وضعية االجراء في مساطر صعوبات المقاولة" ‪ .‬حاولنا قدر‬
‫االمكان االحاطة بكل ما يتعلق بحماية هده الفئة وكدلك وضعية المقاولة في كل مرحلة من مراحل‬
‫مساطر الصعوبات ‪.‬‬
‫والمالحظ من خالل هده الدراسة ان المقتضيات الدي افردها المشرع للتعامل مع كل وضع‬
‫تمر به المقاولة خصوصا من مرحلة التصفية القضائية ‪ ,‬والتي تعتبر الفيصل االخير بين المشغل‬
‫واالجير ‪ ,‬يرجع الجانب االقتصادي على االجتماعي وبدلك يتضح جليا أن المشرع المغربي غلب‬
‫مصلحة المقاولة على مصلحة االجراء هده الطائفة التي كان من االجدر خلف قواعد ترمي الى‬
‫حمايتها بكافة الطرق باعتبارها الدعامة االساسية لبناء أي منظومة اقتصادية واالثار االقتصادية‬
‫واالجتماعية المتربية عن االستغناء عنها لجعلها الضحية االولى في حالة طهور صعوبة تقتضى‬
‫تطبيق مسطرة مساطر المعالجة‬
‫وعليه فان حماية األجرة تقتضي توفير ضمان اجتماعي قادر على مجابهة كل ما يمكن ان‬
‫يعتبر هده الفئة من مشاكل وصعوبات مهنية ثم خلق لجنة ادارية تسهر على رعاية حقوق االجراء‬
‫وحمايتها من اي تعسف يمكن تتعرض له ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫الئحة المراجع‬
‫*محمد لفروجي ‪ :‬صعوبات المقاولة والمساطر القضائية الكفيلة بمعالجتها ‪ ,‬مطبعة النجاح الجديدة‬
‫‪ .‬الدر البيضاء األولى ‪2000.‬‬
‫*احمد ش كري السباعي الوسيط من مساطر الوقاية من الصعوبات التي تعترض المقاولة ومساطر‬
‫معالجها دراسة معمقه في القانون التجاري المغربي الجديد والقانون المقارن دار النشر المعرفة‬
‫الرباط ‪2000-1998‬‬
‫*عبد الرحيم شميعة اجراءات الوقاية والمعالجة من صعوبات المقاولة طبقا للقانون رقم ‪81.14‬‬
‫مطبعة ورقية سجلماسة ‪ ,‬مكناس الطبعة األولى سنة ‪2015‬‬
‫*محمد كرم ‪ ,‬مساطر صعوبات المقاولة من التشريع المغربي في ضوء القانون رقم ‪73.17‬‬
‫مطبعة ورقية المعرفة مراكش الجزء األول ‪ .‬الطبعة األولى ‪2019‬‬
‫*عالل فالي مساطر معالجة صعوبات المقاولة الطبعة الثانية مطبعة دار السالم للطباعة الرباط‬
‫سنة ‪2015‬‬
‫*محمد سعيد بناني ‪,‬قانون الشغل عالقة الشغل الفردية الجزء الثاني‬
‫القوانين‬
‫‪-‬مدونة التجارة المغربية‬
‫‪-‬القانون رقم ‪73.17‬‬
‫‪-‬مدونة التجارة الفرنسية‬
‫‪-‬مدونة الشغل المغربية‬
‫رسائل‬
‫*جعفر القاسي ‪,‬مسطرة اإلنفاذ ودورها في انقاد المقاولة المتعرة ‪ ,‬رسالة لنيل ديبلوم الماستر في‬
‫المنازعات القانونية والقضائية تخصص أعمال السنة الجامعية سنة ‪2018.2019‬‬
‫*هشام الزاهير ‪ ,‬تعامل القضاء مع عقود الشغل في نطاق صعوبات المقاولة رسالة لنيل دبلوم‬
‫الدراسات العليا ‪ ,‬المتخصصة في القانون الخاص وحدة المهن القضائية والحقوق جامعة محمد‬
‫الخامس السويسي سنة ‪2006-2005‬‬
‫*كعدود عبد الكريم ‪ ,‬وضعية األجراء في اطار معالجة صعوبات المقاولة ‪,‬رسالة ماستر‬
‫المنازعات والمه ن القانونية الفوج االول صعوبات المقاولة كلية العلوم القانونية واالقتصادية ابن‬
‫زهر أكادير ‪2016-2015‬‬

‫‪23‬‬
‫*عزالن المغاري االدريسي وضعية األجراء في مساطر صعوبات المقاولة على ضوء القانون‬
‫رقم ‪ 73.17‬سلسلة األبحاث القانونية المعمقة العدد ‪51‬‬
‫* اميمة الصوصي علوي عفاف العمراني ‪ .‬وضعية األجراء في اطار مساطر صعوبات المقاولة ‪.‬‬
‫بحت لنيل شهادة االجازة االساسية في القانون الخاص ‪ ,‬جامعة موالي اسماعيل كلية متعددات‬
‫التخصصات الراشدية سنة ‪.2016 -2017‬‬
‫*محمد برعاز عرض في وحده صعوبات المقاولة مسطرة االنقاذ وقف اخر المستجدات التشريعية‬
‫ماستر العقود واالعمال كلية الحقوق ابن زهر سنة ‪2017.2018‬‬
‫*امينة اكريت ‪ .‬مركز القضاء في مسطرة صعوبات المقاولة في ضوء القانون رقم ‪. 73.17‬‬
‫مستر قانون المزعات جامعة موالي اسماعيل سنة ‪2019-2018‬‬
‫*يوسف توفيق ‪,‬دور االجهزة القضائية في مساطر صعوبات المقاولة ‪ ,‬رسالة لنيل دبلوم الماستر‬
‫قانون أعمال ‪ .‬جامعة عبد المالك السعيد بتطوان سنة ‪2020-2019‬‬

‫‪24‬‬
‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪4................................................................................................‬‬
‫المبحت األول ‪ :‬وضعية االجراء في مساطر من صعوبات المقاولة ‪5................................‬‬
‫الم طلب األول ‪ :‬الدور المحدود ألجراء خالل مساطر الوقاية من صعوبات المقاولة ‪6.............‬‬
‫الفق رة األولى ‪ :‬دور األجراء أثناء سريان الوقاية الداخلية والخارجية ‪6.............................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬دور األجراء في مسطرة المصالحة ‪9.................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬أهم األجهزة المحافظة على حقوق العمال في مرحلة الوقاية ‪10...................‬‬
‫الفق رة األولى ‪ :‬مراقب الحسابات ومندوبية األجراء كجها زين داخل المقاولة‪10...................‬‬
‫الفترة الثانية ‪ :‬جهاز القضاء كألية حمائية لألجراء من خارج المقاولة ‪13..........................‬‬
‫المبحت الثاني ‪ :‬وضعية األجراء خالل مساطر المعالجة من صعوبات المقاولة‪14................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬وضعية األجراء في مسطرة االنقاذ ‪14.............................................‬‬
‫الفقرة االول ‪ :‬تعريف مسطرة االنقاذ ‪15..............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬خصائص مسطرة االنقاذ ‪16...........................................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬وضعية األجراء بعد اختيار الحل ‪16...............................................‬‬
‫الفترة األولى ‪ :‬وضعية األجراء خالل مخططي االستمرارية والتفويت‪16........................‬‬
‫الفترة الثانية ‪ :‬وضعية األجراء في مرحلة التصفية القضائية ‪20..................................‬‬
‫خاتمة ‪22................................................................................................‬‬
‫‪-‬الئحة المراجع ‪23.....................................................................................‬‬

‫‪-‬الفهرس‪25.....................................................................................................‬‬

‫‪25‬‬

You might also like