You are on page 1of 25

‫جامعة محمد الخامس الرباط‬

‫كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة‬

‫السوٌسً‬

‫ماستر‪ :‬قانون المقاولة‬


‫عرض حتت عنوان‪:‬‬
‫تنفيذ و مراقبة الصفقات العمومية‬

‫تحت إشراف األستاذ‬


‫أمآل المشرفي‬ ‫من إنجاز الطلبة‪:‬‬
‫عتٌوي لحسن‬
‫زكرٌاء العٌفوري‬
‫جمال وكال‬

‫السنة الجامعٌة‪8102/8102:‬‬
‫مقدمة‪:‬‬

‫لم تعد وظٌفة الدولة تقتصر على االمن و القضاء و حفظ النظام العام‪ ،‬بل تجاوزت‬
‫ذلك لتتدخل فً مختلف المجاالت االجتماعٌة و االقتصادٌة لتتحول بذلك من دولة حارسة‬
‫الى دولة متدخلة‪ ،1‬فالتحوالت االقتصادٌة على المستوى العالمً و تضخم دور الدولة جعل‬
‫هذه االخٌرة تبحث عن وسابل ناجعة تمكنها من تطبٌق سٌاستها االقتصادٌة و التنموٌة على‬
‫ارض الواقع‪ ،‬فكان لها فً الصفقات العمومٌةـ النموذج االمثل للعقود االدارٌةـ ما تسعً‬
‫إلٌه‪.‬‬
‫فالصفقات العمومٌة تعتبر انجع الوسابل و أفضل السبل التً تمكن مختلف الدول‬
‫و الحكومات من تجاوز مشاكل التنمٌة االقتصادٌة و االجتماعٌة و كذا السٌاسٌة‪ ،‬حٌث‬
‫تمكنها من تحقٌق أهدفها و برامجها‪ ،‬صغٌرة كانت‪ ،‬او متوسطة بل و حتى بعٌدة المدى‪.‬‬
‫و ال تعتبر الصفقات العمومٌة ولٌدة االلفٌة الثالثة بل عرفت عدة تطورات تارٌخٌة‬
‫فقد اعتبرت مند نهاٌة القرن التاسع عشر وسٌلة لإلنعاش االقتصادي فً أروبا‪ ،‬كما كان لها‬
‫دورا أساسٌا ومركزٌا فً انقاد االقتصاد االمرٌكً خالل أزمة وول سترٌت ‪ ،9191‬حٌث‬
‫لجؤت الٌها الدولة كؤداة اقتصادٌة ناجعة قضت بها على الركود االقتصادي االمرٌكً خالل‬
‫فترة االزمة‪ .‬غٌر أنه وإن كانت الصفقات العمومٌة قد عرفت فً أمرٌكا و قبلها فً اروبا‬
‫مند القرن التاسع عشر‪ ،‬فإنها لم تنتقل الى المغرب الى فً بداٌة القرن العشرٌن من خالل‬
‫مإتمر الجزٌرة الخضراء لسنة ‪ ،9191‬هذا و بعد حصول المغرب على االستقالل حاول‬
‫جمع الشتات المتعلق بالصفقات العمومٌة وذلك بمقتضى مرسوم ‪ 91‬ماي ‪ 9111‬المتعلق‬
‫بإبرام صفقات االشغال و التورٌدات و الخدمات المبرمة لحاب الدولة‪ ،‬و قد ابتغى المشرع‬
‫المغربً من هذا اٌجاد و وثٌقة موحدة تكون بمثابة مرجع ٌسهل الرجوع الٌها‪ ،‬اال أنه أمام‬
‫ما اعترى مرسوم ‪ 9111‬من اختالالت جاء مرسوم ‪ 91‬أكتوبر ‪ 9191‬الذي أعطى‬
‫االولوٌة للجودة على حساب الثمن‪ ،‬و أمام ما حققه هذا االخٌر على مستوى تنظٌم الصفقات‬
‫العمومٌة قام المشرع بتدعٌمه بإصالح قانونً ٌتمثل فً مرسوم ‪ 39‬دجنبر ‪ 9111‬المتعلق‬
‫بتحدٌد شروط وأشكال ابرام الصفقات العمومٌة‪ ،‬و كذا بعض المقتضٌات المتعلقة لمراقبتها‬
‫و تدبٌرها‪.‬‬
‫ان مسٌرة تطوٌر الصفقات العمومٌة لم تتوقف عند اصالح ‪ 39‬دجنبر ‪9111‬‬
‫خصوصا اذا علمنا ما افرزه هذا المرسوم أثناء التطبٌق العملً إن على مستوى ابرام‬

‫‪1‬‬
‫ٌونس وحالوا ‪ ،‬نظام الصفقات العمومٌة على ضوء مرسوم ‪ 99‬مارس ‪ ،9993‬دراسة تحلٌلٌة لطرق االبرام‪ ،‬مجلة العلوم القانونٌة‪ ،‬العدد‬
‫الثانً‪ ، 9991،‬الصفحة ‪.11‬‬
‫ال صفقات العمومٌة او على مستوى تنفٌذها و ممارسة الرقابة علٌها‪ ،‬مما كان لزاما معه‬
‫و استجابتا لمجموعة من المتغٌرات الداخلٌة و الخارجٌة‪ ،‬ان ٌتدخل المشرع مرة اخرى‬
‫فكان ذلك اصدار مرسوم ‪ 1‬فبراٌر ‪ ،9999‬الذي عمل على مواكبة التحوالت االقتصادٌة‬
‫التً هً نفسها كانت العامل االساسً فً إصدار جدٌد هو مرسوم ‪ 99‬مارس ‪.9993‬‬

‫وقد تم تعرٌف الصفقة العمومٌة فً المادة الرابعة من مرسوم ‪ 9993‬على اعتبار أنها‪" :‬‬
‫كل عقد بعوض ٌبرم بٌن صاحب المشروع من جهة و شخص طبٌعً أو معنوي من جهة‬
‫أخرى ٌدعً مورد او مقاول أو خدامتً‪ ،‬و ٌهدف فق التعرٌفات الواردة بعده الى تنفٌذ‬
‫أشغال او تسلٌم تورٌدات أو القٌام بخدمات " ‪ .‬فالصفقات اذن تعٌش مرحلة االبرام ثم‬
‫مرحلة التنفٌذ موازاة مع مرحلة الرقابة التً تنصب علٌهما معا اي على االبرام و التنفٌذ‬
‫و علٌه فإن درستنا للصفقات العمومٌة سوف ٌقتصر على التنفٌذ و الرقابة‪ ،‬هاتٌن االخٌرتٌن‬
‫الالتٌن ٌكتسٌان أهمٌة إن على مستوى تجسٌد فكرة استمرار المرفق العام او على مستوى‬
‫تنفٌذ المشارٌع العمومٌة و انجاز برامج التنمٌة االقتصادٌة‪ ،‬بل ان الصفقات العمومٌة لها‬
‫ارتباط وتٌق بمسؤلة تحقق المصلحة العامة‪.‬‬
‫و علٌه ٌبقى االشكال المطروح الى اي حد استطاعت االلتزامات الملقاة و الحقوق التً‬
‫ٌتم تع بها اطراف الصفقة العمومٌة و الرقابة التً تمارس على هذه االخٌرة‪ ،‬تحقٌق‬
‫االهداف المنشودة من وراء اعتمادها من طرف الدولة كؤبرز نموذج للعقود االدارٌة؟‪.‬‬
‫إن التعامل مع موضوع "تنفٌذ ومراقبة الصفقات العمومٌة" و أمام األهمٌة التً ٌكتسبها‬
‫و طبٌعة اإلشكال المطروح‪ٌ ،‬تطلب منا دراسته و فق تصمٌم دقٌق ٌمكننا من االلمام به من‬
‫كل جوانبه و هو كالتالً‪:‬‬
‫المطلب االول‪ :‬تنفيذ الصفقات العمومية‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مراقبة الصفقات العمومية‬
‫المطلب األول‪ :‬تنفٍذ الصفقاث العمومٍت‬

‫ٌقصد بتنفٌذ الصفقة العمومٌة تلك المرحلة التً تلً مرحلة ابرام العقد‪ ،‬حٌث ٌقع على‬
‫عاتق االطراف المتعاقدة سواء االدارة أو المتعاقد مجموعة من االلتزامات‪ ،‬كما ٌتمتع كل‬
‫واحد منهما بجملة من الحقوق‪ ،‬و علٌه فإن دراسة مرحلة تنفٌد الصفقة العمومٌة و التً‬
‫تعتبر النموذج االمثل للعقود االدارٌة‪ ،‬سوف نقسم هذا المطلب الً فقرتٌن حٌث نتطرق فً‬
‫البداٌة الى سلطات االدارة ( الفقرة األولى) ثم بعد ذلك نعرج للحدٌث عن حقوق و التزامات‬
‫المتعاقد مع االدارة( الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬سلطاث االدارة‬


‫صحٌح ان الصفقة العمومٌة هً عقد بٌن طرفٌن‪ ،‬غٌر ان تنفٌذها ٌخضع لقواعد غٌر‬
‫مؤلوفة فً القانون الخاص بحٌث ال تنبق علٌها قاعدة العقد شرٌعة المتعاقدٌن السابدة فً‬
‫القانون الخاص‪ ،‬و تتمثل القواعد االستثنابٌة التً تخضع لها الصفقات العمومٌة فً ما تملكه‬
‫االدارة فً مواجهة المتعاقد‪2‬؛ من حٌث سلطة االشراف و التعدٌل ( أوال) أو من حٌث‬
‫سلطة الفسخ و اتخاد الجزاء ( ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬سلطت االشراف و التعذٌل‬


‫سوف نتحدث عن سلطة االدارة فً االشراف ( أ) ثم عن مكنة تعدٌل العقد (ب)‪.‬‬
‫أ‪ :‬سلطة االشراف‬
‫تتمٌز العقود االدارٌة عموما و الصفقات العمومٌة خصوصا بكونها وسٌلة من أجل‬
‫تحقٌق المصلحة العامة‪ ،‬فالدولة عند ابرامها لصفقة العمومٌة فإنما تبتغى من ذلك تحقٌق‬
‫الصالح العام‪ ،‬مما ٌتٌح لها التواجد فً مركز قوة بالمقارنة مع مركز المتعاقد معها‪ ،‬حٌث‬
‫تتمتع بما ٌصطلح علٌه بسلطة االشراف هذه االخٌرة التً لٌس من الضروري االتفاق علٌها‬
‫وقت ابرام العقد أو أن ٌكون منصوصا علٌها فً العقد‪ ،‬فسلطة االشراف التً تكون بٌد‬
‫االدارة ٌكون مصدرها طبٌعة العقد الذي ال ٌكون الهدف منه تحقٌق مصلحة الطرفٌن فقط‪.‬‬
‫وفً ظل ذلك تلعب االدارة من خالل ممارسة المراقبة و التوجٌه دورا محورٌا فً‬
‫الحرص على التحقٌق الشفافٌة و الجودة من خالل تنفٌذ الصفقات العمومٌة‪ ،3‬غٌر أن سلطة‬
‫االدارة ازاء المتعاقد معها لٌست مطلقة و إنما لها قٌود‪ ،‬حٌث تخضع سلطة الرقابة‬
‫العتبارات ٌراعى فٌها حماٌة المتعاقد من تعسف االدارة من أهمها‪:‬‬

‫‪2‬‬
‫كرٌم الحرش‪ ،‬مستجدات المرسوم الجدٌد لصفقات العمومٌة‪ ،‬سلسلة الالمركزٌة و االدارة الترابٌة‪ ،‬العدد ‪ ،99‬الطبعة االولى ‪ 9991‬الصفحة‬
‫‪.999‬‬
‫‪3‬‬
‫كرٌم الحرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪991‬‬
‫‪ٌ ‬جب على االدارة أن تتقٌد بمبدأ المشروعٌة و هً بصدد ممارسة سلطة الرقابة‬
‫ال ٌجوز لإلدارة و هً بصدد ممارسة الرقابة أن ترمً الى تحقٌق هدف ال ٌمت بصلة‬
‫للمرفق العام موضوع التعاقد ال ٌكون من شؤن تلك الرقابة مخالفة موضوع العقد أو تعدٌله‬
‫ب‪ :‬سلطة التعديل‬
‫إذا كان القانون الخاص ٌحترم بكٌفٌة مطلقة مبدأ العقد شرٌعة المتعاقدٌن حٌث ال ٌمكن‬
‫تغٌر شروط العقد أو تعدٌل بنوده الى برضى الطرفٌن‪ ،4‬فإن االمر خالف ذلك فً العقود‬
‫االدارٌة‪ ،‬حٌث ال وجود له الى فً حالة استثنابٌة مما ٌعنى أن أحد أطراف العقد له سلطة‬
‫تفوق قوة تلك الذي لذى الطرف االخر و هً االدرة بطبٌعة الحال‪ ،‬فاإلدارة فً اطار العقود‬
‫االدارٌة عامة و الصفقات العمومٌة خاصة تملك سلطة فً تعدٌل العقد حرصا على تحقٌق‬
‫المصلحة العامة و ضمانة الستمرار المرفق العام‪ ،‬حٌث ٌمكن أن ٌطال هذا التعدٌل حجم‬
‫االشغال‪ ،‬أو طرق تنفٌذها‪ ،‬أو االجل المجدد ألنهابها و تسلٌمها‪ ،‬و ذلك وفقا للقانون و دفتر‬
‫الشروط االدارٌة العامة‪.5‬‬
‫و تجدر االشارة الى أنه فٌما ٌخص تعدٌل حجم االشغال فإن تدخل االدارة ٌقتصر على‬
‫الزٌادة أو النقصان‪ ،‬ففً الحالة االولى ٌجب أن ال تتجاوز عشرة فً المبة من حجم الصفقة‬
‫العمومٌة ‪ ،‬أما فً الحالة الثانٌة فال ٌحق لها ان تتجاوز خمسة وعشرٌن فً المبة‪ .‬و كل ذلك‬
‫مع تعوٌض المقاول عن ما تحمله من أعباء زابدة و مكا فاته من كسب وربح‪ ،‬أما على‬
‫مستوى طرق ووسابل التنفٌذ فاإلدارة لها كذلك مكنة التدخل من اجل تغٌر طرٌقة التنفٌذ أو‬
‫تغٌر وسابل التنفٌذ‪ ،‬خصوصا أمام ما ٌعرفه العالم من تطور سرٌع فتؤمر االدارة المتعاقد‬
‫باعتماد طرق و الٌات حدٌثة لم تكن معروفة وقت ابرام العقد‪.‬‬
‫بقً ان نشٌر فٌما ٌخص سلطة االدارة فً تعدٌل العقد على أنه قد تتدخل لتمدٌد أو تغٌر‬
‫أجل التنفٌذ‪ ،‬غٌر أنها ال ٌجب أن تتعسف فً سلطتها التقدٌرٌة التً تملكها لتقصٌر مدة‬
‫التنفٌذ بالشكل الذي ٌتناسب مع امكانٌة المتعاقد و ٌإدي به الى التوقف عاجزا أمام هذا‬
‫التعدٌل‪.6‬‬
‫هذا و تجدر االشارة فً االخٌر الى أن االدارة و إن كانت تملك السلطة فً التعدٌل فإنها‬
‫ال تستطٌع تحدٌد ثمن االشغال االضافٌة بإرادتها المنفردة فلبد أن ٌتم ذلك بالتفاوض مع‬

‫‪4‬‬
‫عبد هللا حداد‪ ،‬صفقات االشغال العمومٌة و دورها فً التنمٌة‪ ،‬منشورات عكاض‪ ،‬نونبر ‪ ،9991‬الصحة ‪993‬‬
‫‪5‬‬
‫كرٌم الحرش‪ ،‬مرجع سابق الصفحة ‪991‬‬
‫‪6‬‬
‫عبد هللا حداد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪991‬‬
‫المتعاقد حتى ٌثم اعداد الثمن الجدٌد‪ ،7‬و فً حالة عدم االتفاق ٌعمل باقتراح االدارة الى أن‬
‫ٌبث فً النزاع‪.‬‬
‫ثانٍا‪ :‬سلطتاتخار الجساء و الفسخ‬
‫باإلضافة الى االشراف و حق تعدٌل مقتضٌات العقد ٌحق لإلدارة بإرادتها المنفردة فً‬
‫مواجهة المتعاقد أن تعمد الى إتخاذ بعض الجزاءات( أ) ‪،‬و كذا إمكانٌة فسخ عقد الصفقة‬
‫العمومٌة (ب)‬
‫أ‪ -‬حق توقيع الجزاء‪.‬‬
‫إن الطبٌعة التً تكتسٌها االلتزامات فً العقود االدارٌة تجعل االخالل بها باإلضافة الى‬
‫االخالل بالتزام تعاقدي‪ ،‬مساسا بالمرفق العام موضوع العقد الذي ٌعلق االفراد أهمٌة كبٌرة‬
‫علٌه و ٌصاب بعنت اذا ما شل أو توقف عن مواصلة رسالته فً تقدٌم خدمته الجوهرٌة‪،8‬‬
‫مما ٌعطى إلدارة سلطات واسعة فً توقٌع الجزء كلما أخل المتعاقد معها بالتزاماته العقدٌة‬
‫خالل مرحلة تنفٌذ العقد و الجزاءات التً ٌخضع لها المتعاقد المخل بالتزاماته تجاه االدارة‬
‫كثٌرة و متنوع ة‪ 9‬؛ و هً الجزاءات المالٌة‪ ،‬ووضع المقاول تحث االدارة المباشرة‬
‫و الجزاءات الفاسخة و الجزاءات الجنابٌة ‪.10‬ورغم تعدد الجزاءات اال أن الفقه عادة ما‬
‫ٌقسمها الى جزاءات ذات طبٌعة مالٌة و الى جزاءات ذات طبٌعة مالٌة‪.‬‬
‫و تتمثل الجزاءات المالٌة فً كل من الغرامات التؤخٌرٌة و التعوٌض تم مصادرة‬
‫التؤمٌن‪ .‬فالغرامات هً مبالغ مالٌة تفرضها االدارة على المتعاقد الذي ٌتؤخر فً تسلٌم‬
‫االشغال فً موعدها المحدد‪ ،‬و الغرامة ٌتم التنصٌص علٌها فً عقد الصفقة العمومٌة‪ ،‬و‬
‫فً هذه الحالة تكون االدارة ملزمة باحترام ما ثم االتفاق علٌه حتى ولو نتج عند عدم التزام‬
‫المتعاقد ضرر لإلدارة ٌفوق حجم الغرامة‪ ،‬فال ٌحق الرفع منها و هذا ٌشكل استثناء لمبدأ‬
‫امكانٌة تعدٌل مقتضٌات العقد من طرف االدارة حٌث ان ما اتفقت علٌه ارادتان ال ٌمكن‬
‫تغٌره بإرادة واحدة‪ ،‬و الحقٌقة تقال أن عدم أحقٌة االدارة فً الرفع من الغرامة التؤخٌرٌة‬
‫هو معطى اجابً؛ اوال حتى ال تتعسف االدارة فً استعمال هذا الحق و ثانٌا الن االدارة لها‬
‫من االمكانٌات ما ٌإهلها لتوقع حجم الضرر فً حالة عدم التزام المتعاقد بتنفٌذ مقتضٌات‬
‫الصفقة العمومٌة كما هو متفق علٌه‪ .‬و اذا كان ال ٌحق لإلدارة الزٌادة من حجم الغرامة‬
‫التؤخٌرٌة فإن من حقها التنازل عنها دون ان ٌعنً ذلك أن االدارة تتنازل عن دٌونها الن‬
‫الغرامة فً هذه الحالة لٌست دٌنا محققا نشؤ عن عالقة مدٌونٌة عادٌة بل هً جزء عقدي‬

‫‪7‬‬
‫عبد هللا حداد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪991‬‬
‫‪8‬‬
‫محمد االعرج‪ ،‬نظام العقود االدارٌة و الصفقات العمومٌة وفق قرارات و أحكام القضاء االداري المغربً‪ ،‬منشورات المجلة المغربٌة لإلدارة‬
‫المحلٌة و التنمٌة‪ ،‬سلسلة مإلفات و أعمال اجتماعٌة ‪ ،‬العدد ‪ ، 11‬الطبعة الثانٌة‪ ، 9999‬الصفحة ‪.91‬‬
‫‪9‬‬
‫كرٌم الحرش‪ ،‬مرجع ‪ ،‬الصفحة ‪.991‬‬
‫‪10‬‬
‫عبد هللا حداد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪991‬‬
‫ٌقصد به حث المتعاقد على تنفٌذ التزاماته فً مواعدها المقررة‪ ،11‬فباإلضافة الى الغرامة‬
‫التؤخٌرٌة فان المتعاقد ٌكون معرض لجزاء أخر و هو التعوٌض و ٌقصد به مبلغ مالً ٌتم‬
‫به جبر الضرر الذي لحق باإلدارة من جراء اخالل المتعاقد بتنفٌذ التزاماته‪ ،‬و ٌقدر وفقا‬
‫لضرر الحقٌقً الذي لحق االدارة‪ ،12‬و التعوٌض فً عقود الصفقات العمومٌة ٌشارك مثٌله‬
‫فً القانون المدنً ذلك أنه ٌخضع للسلطة التقدٌرٌة للقاضً االداري فالتعوٌض و بخالف‬
‫الغرامة التؤخٌرٌة ال ٌحتاج الى التنصٌص علٌه فً عقد الصفقة العمومٌة فقٌمته تقدر بعد‬
‫ارتكاب المخالفة و بحسب مقدار الضرر‪.‬‬
‫هذا و باإلضافة الى الغرامة التؤخٌرٌة و التعوٌض فإن االدارة بٌدها وسٌلة أخرى‬
‫إلرغام المتعاقد معها المتقاعس لتنفٌذ التزاماته كٌفما ثم االتفاق علٌها فً عقد الصفقة‬
‫العمومٌة‪ ،‬وذلك من خالل مصادرة الضمان و هو بمثابة تؤمٌن لفابدة االدارة لمواجهة أثار‬
‫االخطار التً قد ٌحدثها المقاول أثناء تنفٌد الصفقة‪.‬‬
‫و الى جانب الجزاءات ذات الطبٌعة المالٌة ٌمكن لإلدارة أن تتخدد فً وجه المتعاقد‬
‫جزاءات ذات طبٌعة تعاقدٌة‪ ،‬فتقوم بتنفٌذ العقد على حساب المتعاقد سواء كان التنفٌذ من‬
‫طرف اإلدارة بشكل مباشر أي أن االدارة تحل محل المتعاقد فً اتمام تنفٌد الصفقة‬
‫العمومٌة على حسابه أو تتعاقد االدارة مع متعاقد اخر من أجل ذلك‪ ،‬وٌكون التنفٌذ دبما على‬
‫حساب المتعاقد القدٌم مع ما ٌمكن ان ٌطرحه هذا الشكل االخٌر بالنسبة للمتعاقدٌن معا‬
‫خصوصا ما ٌتعلق بمسؤلة الضمان العشري‪.‬‬
‫ب ‪ -‬حق الفسخ‪.‬‬
‫ٌعتبر الفسخ جزاء من الجزاءات التً تترتب عن اخالل أحد المتعاقدٌن بالتزاماته‬
‫العقدٌة‪ ،‬كما ٌعتبر الفسخ من أخطر القرارات التً قد تتخذها االدارة صاحبة المشروع فً‬
‫مواجهة المتعاقد معها‪ ،‬ال سٌما و أنه قد ٌكون مقرونا بمجموعة من الجزاءات التبعٌة‪،13‬‬
‫و ما ٌزٌد الفسخ خطورة هو أنه ٌكون بقرار أحادي من طرف االدارة‪ ،‬ووعٌا من المشرع‬
‫المغربً بخطورة قرار الفسخ على المركز المالً للمتعاقد مع االدارة‪ ،‬فإنه قد سعى الى‬
‫توفٌر الحماٌة له وذلك بتقٌد حرٌة االدارة فً اتخاد قرار الفسخ كما أنه اخضعه لرقابة‬
‫القضاء و علٌه فاإلدارة ال تقرر فسخ العقد االداري اال فً حالتً صدور خطؤ جسٌم من‬
‫المتعاقد كإعساره أو افالسه‪ ،‬ثم اذا استعمل المتعاقد الغش أو التدلٌس فً تعامله مع الجهة‬
‫االدارٌة المتعاقدة اما الحالة الثانٌة فهً تلك التً ٌحق فٌها الفسخ تحقٌق للمصلحة العامة‪،‬‬
‫و الذي ٌندرج ضمن إجراءات تدبٌر الصفقة ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫عبد هللا حداد‪ ،‬مرجع سابق الصفحة ‪999‬‬
‫‪12‬‬
‫حسن دروٌش عبد العالى‪ ،‬النظرٌة العامة للعقود االدارٌة‪ ،‬الطبعة االولى‪ ،‬المكتبة االنجلومصرٌة‪ ،‬القاهرة ‪ ،9111‬الجزء الثانً ‪ ،‬الصفحة ‪91‬‬
‫‪13‬‬
‫كرٌم الحرش‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪939‬‬
‫فالفسخ بصفة عامة اجراء بمقتضاه تنتهً الرابطة العقدٌة بٌن االدارة و المتعاقد‪ ،‬وقد‬
‫ٌكون بمبادرة شرٌطة احترامها للشروط التً أشرنا الٌها مسبقا‪ ،‬و قد ٌكون بمبادرة من‬
‫المتعاقد فً حالة عمدت االدارة الى تعدٌل مقتضٌات العقد بشكل ٌفوق امكانٌته التقنٌة‬
‫و المالٌة‪.‬‬
‫هذا وٌبقى لإلدارة فً مٌدان الفسخ نطاق واسع حٌث لها أن تقوم بفسخ ال ٌتحمل فً‬
‫إطاره المتعاقد مع االدراة أٌة مسإو لٌة‪ ،‬فالفسخ و الحالة هذه ٌعتبر إجراء من إجراءات‬
‫تدبٌر و تنظٌم عقد الصفقة العمومٌة‪ ،‬و ذلك عندما تقوم االدارة بإبعاد صاحب الصفقة‬
‫دون ان تحمله أٌة مسإولٌة وال تقٌده بقٌد وال شرط اال ما نفده فً برنامج الصفقة فٌبقى‬
‫مسإوال عنه‪ ،‬أما النوع الثانً من الفسخ فهو الذي ٌكون على مسإولٌة صاحب الصفقة و‬
‫ٌكون هذا النوع من الفسخ فً حالة سوء نٌة المتعاقد مع االدارة بتقاعسه بشكل ارادي عن‬
‫اداء التزامات الملقاة على عاتقه بمقتضى عقد الصفقة العمومٌة‪ ،‬وٌتطلب الفسخ على‬
‫مسإولٌة صاحب الصفقة صدور قرارٌن من االدارة األول ٌتعلق بفسخ العقد مع المتعاقد‬
‫القدٌم و الثانً ٌتعلق باختٌار متعاقد جدٌد‪ ،‬و نعنى بقرار الفسخ على حساب المتعاقد أن‬
‫االدارة عندما تتعاقد مع مقاول اخر من أجل اتمام الصفقة العمومٌة فإن ذلك ٌكون على‬
‫حساب المتعاقد القدٌم ‪ ،‬وٌجب أن ال ٌفصل بٌن القرارٌن وقت طوٌل فاإلدارة هنا ملزمة أن‬
‫تعد الصفقة فً أسرع وقت ممكن بعد فسخ العقد الن كل تؤخٌر من شؤنه أن ٌرتب زٌادة فً‬
‫النفقات والتكالٌف بسبب تغٌر الظروف االقتصادٌة بجعل المتعاقد محقا فً المطالبة قضابٌا‬
‫بإعفابه من االعباء المضافة بسبب التؤخٌر‪.‬‬

‫الفقرة الثانٍت‪ :‬حقوق المتعاقذ مع االدارة و التساماته‬

‫اذا كانت االدارة تتمتع فً مواجهة صاحب الصفقة العمومٌة بسلطات تقتضٌها ضرورة‬
‫تحقٌق المصلحة العامةـ من امكانٌة تعدٌل العقد و توقٌع الجزاءـ فإن المتعاقد معها له هو‬
‫االخر حقوق و علٌه التزامات أثناء تنفٌد الصفقة العمومٌة تجد مصدرها فً عقد الصفقة‬
‫و أعراف العقود االدارٌة‪ ،‬و علٌه سوف نتحدث عن حقوق المتعاقد ( أوال) ثم عن التزاماته‬
‫( ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حقوق صاحب الصفقت العمومٍت‬


‫عادة ما ٌثم تقسٌم حقوق المتعاقد مع االدارة الى حقه فً التمن(أ) و حقه فً التعوٌض(ب)‬
‫أ‪ :‬الحق فً الثمن‬
‫حق المتعاقد فً الحصول على المقابل النقدي هو‪ 14‬نتاج قٌامه بالتزاماته و تنفٌذها على‬
‫الشكل الذي ٌرضً االدارة و كما ثم االتفاق علٌه فً العقد فالحصول على المقابل العقدي‬
‫هو أهم حق للمتعاقد مع االدارة بل إنه ٌكاد ٌكون هدفه من تنفٌد العقد فٌحق له المطالبة به‬
‫ّ‬
‫بالرباط " تبوث‬ ‫مباشرة بعد االنتهاء من تنفٌد االشغال كما ذهبت الى ذلك المحكمة االدارٌة‬
‫انهاء المدعٌة لألشغال المتفق علٌها بشكل سلٌم ٌجعلها محقة فً طلب الحصول على‬
‫مستحقتها فورا"‪.15‬‬
‫و علٌه فصاحب الصفقة ال ٌكون مستحقا لثمن اال بعد تنفٌذه لهات بشكل سلٌم و بتعبٌر‬
‫اخر فالثمن ال ٌصرف للمتعاقد الى أن ٌثم تنفٌد العقد‪ ،‬فإن كانت لهذه المسؤلة اجابتها‬
‫المتمثلة فً ارغام المقاول على اتمام تنفٌد الصفقة العمومٌة فإن لها من السلبٌات ما ٌجعل‬
‫من تحقٌق اجابٌاتها مستحٌل فً كثٌر من االحٌان خصوصا اذا علمنا أن صاحب الصفقة قد‬
‫ال ٌتوفر من السٌولة على ما ٌمكنه من االستمرار فً تنفٌد العقد دون الحصول على مبالغ‬
‫مالٌة من االدارة‪ ،‬و هذا ما دفع اإلدارة الى تشطٌر الصفقة العمومٌة فٌثم صرف المقابل‬
‫النقدي لكل شطر ثم االنتهاء منه‪ ،‬و غالبا ما ٌثم اعتماد هذه الطرٌقة فً الصفقات المتعلقة‬
‫باألشغال العامة و التً ٌتطلب تفنٌدها مدة زمنٌة لٌست بالقصٌرة و ٌتطلب تنفٌذها مبالغ‬
‫ضخمة‪ ،‬قد ٌنتج عن عدم العمل بهده الطرٌقة ارهاق المتعاقد صاحب الصفقة بل قد ٌصل‬
‫االمر الى التوقف عن االستمرار فً تنفٌد عقد الصفقة العمومٌة‪ ،‬لٌنتج احجام المتعاقدٌن‬
‫عن التعاقد مع االدارة خصوصا اذا علمنا أن هدف المتعاقد هو تحقٌق الربح و هو أمر‬
‫مستبعد فً هذه الحالة‪.‬‬
‫بقً ان نشٌر فً اطار حدٌثنا عن جق المتعاقد فً الثمن الى أنه ٌقسم الى ثمن اصلً و‬
‫أخر اضافً‪ ،‬فٌكون هذا االخٌر فً حالة استدعت المصلحة العامة اضافة اشغال اخرى فً‬
‫عقد الصفقة العمومٌة لم ٌكن متفقا علٌها مند البداٌة فتكون االدارة بدلك ملزمة بالرفع من‬
‫تمن الصفقة و ال ٌكون ذلك بإرادتها المنفردة بل باتفاق أطراف الصفقة‪.‬‬
‫ب‪ :‬الحق في التعويض‬
‫إن حق المتعاقد فً التعوٌض حق موجود بوجه عام باعتباره نتٌجة للمسإولٌة التعاقدٌة‬
‫لإلدارة التً ٌجب علٌها رغم تمتعها بعدة امتٌازات و سلطات أن تفً بالتزاماتها‪ ،‬خاصة‬
‫وأنها قد ترتكب بعض االخطاء عند تركٌب العقد‪16‬؛ غٌر أن حق المتعاقد فً التعوٌض ال‬
‫ٌقتصر على ضرورة صدور خطؤ من االدارة و عموما فإن الحق فً التعوٌض قد ٌكون‬
‫كلً وقد ٌكون جزبً وذلك بالنظر الى السبب الموجب لتعوٌض‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫عبد اللطٌف رونق‪،‬طرق و مساطر إبرام الصفقات العمومٌة‪،‬مجلة المعٌار العدد الرابع و الثالثون‪ ،‬نونبر ‪،9991‬ص‪.31‬‬
‫‪15‬‬
‫حكم المحكمة االدارٌة بالرباط‪ ،‬ملف اداري ‪ ،‬عدد ‪ ،19‬بتارٌخ ‪ ،9991/99/9‬حكم غٌر منشور‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫توفٌق السعٌد‪ ،‬الصفقات العمومٌة بالمغرب‪ ،‬المساطر االبرام ـ التنفٌذـ الرقابةـ مطبعة الخلٌج العربً ‪ ،‬تطوان ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪،‬‬
‫‪ ،9991‬الصفحة ‪.911‬‬
‫أما التعوٌض الشمولً ( الكلً) فهو ذلك الذي ٌكون حٌنما ٌنتج الضرر الالحق بالمتعاقد‬
‫عن خطؤ االدارة و فً إطار ما ٌعرف بنظرٌة فعل االمٌر؛ حٌث انه فً حالة صدور خطؤ‬
‫من اإلدارة فإنها تكون ملزمة بتعوٌض المتعاقد‪ ،‬وال ٌمكنها التدرع بؤن الخطؤ هو نتاج‬
‫سعٌها لتحقٌق المصلحة العامة اذ لٌس من المعقول أن ٌتحمل المتعاقد لوحده عبا تحقٌق‬
‫ال صالح العام و علٌه فاإلدارة تكون ملزمة بدفع التعوٌض لجبر الضرر الالحق بالمتعاقد‬
‫نتٌجة الخطؤ الذي صدر منها‪.‬‬
‫هذا من جهة و من جهة أخرى فإن المتعاقد قد ٌستحق كذلك تعوٌض شامل عن ما لحقه‬
‫من أضرار حتى ولو لم ٌصدر خطؤ من االدارة‪ ،‬و نكون فً هذه الحالة أمام نظرٌة فعل‬
‫االمٌر التً ٌقصد بها إجراء صادر عن االدارة من شؤنه أن ٌرتب زٌادة فً أعباء المتعاقد‬
‫أثناء تنفٌذه اللتزاماته‪ ،17‬و ذلك حٌنما تقوم االدارة بإصدار أو اتخاد قرار أو اجراء من‬
‫االجراءات المخولة لها قانونا وقد ٌكون االجراء فردٌا ٌإثر فً العقد مباشرة كتعدٌل أحد‬
‫شروطه و قد ٌكون اجراء عاما ولكنه ٌإثر فً التزامات المتعاقد بشكل غٌر مباشر‪ ،‬كتعدٌل‬
‫قوانٌن المالٌة و الشغل‪ ،18‬وفً نظرٌة فعل األمٌر قضت المحكمة االدارٌة بالدار البٌضاء "‬
‫حٌث غن الطلب الرامً الى الحكم للمدعً بالتعوٌض عن االضرار التً لحقته نتٌجة عدم‬
‫استغالله لمراقب السوق من جراء مقاطعة التجار و الحرفٌن بالسوق كرد فعل عن الزٌادة‬
‫الغٌر المتوقعة فً أسعار ورسوم الدخول الى السوق من طرف السلطة المحلٌة دون سابق‬
‫االخطار و هو ما انعكس سالبا على مداخله‪ ...‬و حٌث أن مما ال جدال فٌه ان التصرف‬
‫الذي أقدم علٌه المجلس البلدي ٌمكن تصنٌفه فً إطار عمل االمٌر التً هً افعال تؤتٌها‬
‫السلطة العامة ولم تكون متوقعة وقت التعاقد‪ ،‬و ٌترتب علٌها جعل تنفٌد التزامات المتعاقد‬
‫مرهقة‪ ....‬و بهذا تشارك نظرٌة عمل األمٌر نظرٌتا الظروف الطاربة و الصعوبات المادٌة‬
‫الغٌر متوقعة و حٌث أنه مما ال جدال فٌه أن المدعً قد الحقه ضرر برفع أسعار الرسوم‬
‫ومن ثم فإنه من واجبات الجهة المتعاقد معها تعوٌضه تعوٌضا كامال‪.19‬‬
‫أما التعوٌض الجزبً فإنه ٌكون فً تالث حاالت و هً‪ ،‬القوة القاهرة و حالة‬
‫الصعوبات المادٌة غٌر المتوقعة ثم فً نظرٌة الظروف الطاربة فبالنسبة للحالة لألولى فهً‬
‫ذلك الحدث الذي ٌكون خارج عن ارادة أطراف العقد ولٌس بإمكانهما توقعه و قت ابرام‬
‫العقد فٌستحٌل بذلك تفادٌها بؤٌة صورة من الصور‪20‬؛ و تجد هذه النظرٌة أساسها فٌما‬
‫ذهب الٌه المشرع المغربً من خالل المادة ‪ 911‬من ظهٌر االلتزامات و العقود‪ ،21‬بالنسبة‬

‫‪17‬‬
‫توفٌق السعٌد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪919‬‬
‫‪18‬‬
‫على الفحام‪ :‬سلطة االدارة فً التعدٌل االنفرادي للعقد‪ ،‬دراسة مقارنة الطبع و النشر دار الفكر العربً مصر ‪ ، 9191‬الصفحة ‪391‬‬
‫‪19‬‬
‫حكم المحكمة االدارٌة‪ ،‬بالدار البٌضاء ‪ ،‬ملف اداري عدد ‪ ،191‬بتارٌخ ‪ ، 9993/1/91‬حكم غً منشور‬
‫‪20‬‬
‫توفٌق السعٌد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪919‬‬
‫‪21‬‬
‫ٌنص منطوق المادة على ‪ " :‬القوة القاهرة هً كل امر ال ٌستطٌع االنسان أن ٌتوقعه‪ ،‬كالظواهر الطبٌعٌة ( الفٌضانات و الجفاف ؛ و العواصف‬
‫و الحرابق و الجراد" وغارات العدو وفعل السلطة وٌكون من شؤنه أن ٌجعل تنفٌد االلتزام مستحٌال‪.,‬‬
‫‪" ...‬‬
‫للحالة الثانٌة و المتمثلة فً الصعوبات الغٌر المتوقعة فإنه ٌثم اللجوء الٌها حٌنما ٌواجه‬
‫المتعاقد صعوبات مادٌة تجعل اتمام تنفٌذ العقد مرهق‪ ،‬غٌر أنه‪ ،‬غٌر مستحٌل كما الشؤن‬
‫بالنسبة للقوه القاهرة مما ٌعنً أنه ٌبقى ملزم بتنفٌذ العقد‪ ،‬وتتجلى الحالة الثالثة التً ٌستحق‬
‫فٌها المتع اقد تعوٌضا جزبٌا عما لحقه من أضرار فً نظرٌة الظروف الطاربة‪ ،‬و الضرف‬
‫الطارئ هو ذلك الذي ٌحدث أثناء تنفٌد الصفقة ولم ٌكون متوقعا حدوثه عند التعاقد ولٌس‬
‫ألحد الطرفٌن ٌد فً وقوعه و ٌإدي الى الزٌادة فً تحمالت التنفٌذ‪.‬‬

‫ثانٍا‪ :‬التساماث المتعاقذ مع االدارة‬


‫المتعاقد مع االدارة ـ شؤنه شؤن اي متعاقدـ ٌلتزم بمجموعة من االلتزامات أخصها احترام‬
‫شروط العقد وما انطوت علٌه من االلتزامات‪ ،‬اال أن الطبٌعة الخاصة للعقود االدارٌة‬
‫تضفً على المتعاقد‪ ،‬مع االدارة التزامات متعددة ٌتعٌن علٌه االنصٌاع لها حتى دون النص‬
‫علٌها‪22‬فعلى المقاول أن تنفٌذ التزامات الصفقات العمومٌة ٌختلف عن تنفٌذ التزامات عقود‬
‫القانون الخاص‪ ،‬ألنه عند تعاقده مع االدارة ٌصبح مساهما فً تحقٌق المصلحة العامة‬
‫و ٌتطلب منه وعٌا بان االموال المرصودة للصفقات العمومٌة ال تهدف فقط الى انجاز‬
‫االشغال‪ ،‬بل تهدف أٌضا الى تنفٌذ السٌاسات الحكومٌة الرامٌة الى تحقٌق التنمٌة االقتصادٌة‬
‫و االجتماعٌة‪ ،23‬و كذا تحقٌق المصلحة العامة‪.‬‬
‫لكل هذا فإن المتعاقد مع االدارة تقع على عاتقه جملة من االلتزامات تتمثل فً التزامات‬
‫بالتنفٌذ الشخصً‪ ،‬و االلتزام بالتنفٌذ فً المدة المحددة‪ ،‬الى جانب االلتزام بضمان سٌر‬
‫المفرق العام مع ضرورة التزامه بضمان سالمة األعمال‪ ،‬و على العموم فإن هذه‬
‫االلتزامات التً ٌلتزم بها المتعاقد ٌمكن تقسٌمها الى التزامات لها ارتباط بشخص المقاول‬
‫( أ) و أخرى لها ارتباط بمرحلة تنفٌذ الصفقة العمومٌة (ب)‬
‫أ‪ :‬المسؤولية الشخصية للمتعاقد‬
‫تعتبر العقود االدارٌة عامة و الصفقات العمومٌة على جه الخصوص من العقود التً‬
‫ٌكتسً فٌها المتعاقد مع االدارة أهمٌة فً ابرام العقد‪ ،‬فاختٌار االدارة للمتعاقد على حساب‬
‫االخرٌن ٌكون بناء على مإهالته الذاتٌة و موارده المالٌة و كفاٌته الفنٌة‪ 24‬مما ٌكون معه‬
‫المتعاقد ملزم بالتنفٌذ الشخصً لموضوع الصفقة العمومٌة فال حق له فً ابرام عقد من‬
‫الباطن اال اذا وفقت له االدارة على ذلك‪ ،‬مع بقاء المتعاقد االصلً مع االدارة هو المسإول‬
‫عن جمٌع االخطاء التً قد ٌرتكبها المتعاقد من الباطن‪ ،‬فإذا كان التعاقد من الباطن و الذي‬
‫ٌكون موضوعه تفوٌت جزء من االشغال الى متعاقد اخر ال ٌكون اال بإذن االدارة فإن‬

‫‪22‬‬
‫محمد االعرج ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪993‬‬
‫‪23‬‬
‫عبد هللا حداد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪19‬‬
‫‪24‬‬
‫توفٌق السعٌد‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪911‬‬
‫هناك بعض الحاالت التً ٌتنازل فٌها المتعاقد االصلً لمتعاقد اخر بشكل كلً عن الصفقة‬
‫العمومٌة فسٌت رتب عن ذلك تحمل كل وحد منهم جزء من المسإولٌة‪ ،‬و ذلك حسب حجم‬
‫االشغال التً نفذها فً موضوع عقد الصفقة العمومٌة‪.‬‬
‫ب‪ :‬مسؤولية المتعاقد خالل مرحلة تنفيد العقد‬
‫بمجرد ابرام الصفقة العمومٌة فإن المتعاقد ٌصبح فً وضعٌة ٌتمٌز فها بخضوعها‬
‫للصالح العام‪ ،‬و تبعٌته المستمرة لألوامر المصلحٌة الصادرة عن االدارة عند مراقبتها له‪،‬‬
‫وعلٌه قبول جمٌع أنواع التعدٌالت التً تملٌها متطلبات المصلحة العامة‪ ،‬و علٌه فالمتعاقد‬
‫ٌكون ملزم بتنفٌذ الصفقة فً الوقت المحدد لها أي بدأ االشغال فً الوقت المتفق علٌه و‬
‫انهابها وفق ما اتفق علٌه ووفق تحقٌق المصلحة العامة‪.‬‬
‫فالمتعاقد مع االدارة ٌكون خالل مرحلة تنفٌذ الصفقة العمومٌة ملزم تجاه االدارة وكذلك‬
‫ملزم تجاه االغٌار عن االضرار التً تلحق بهم من جراء تنفٌذ االشغال‪ .‬إن المتعاقد علٌه‬
‫ان ٌخبر اإلدارة داخل اجل ‪ٌ 91‬وما من ابرام عقد الصفقة العمومٌة بمحل تواجده و الذي‬
‫ٌتوجب أن ٌكون قرٌب من منطقة االشغال‪ ،‬و الغاٌة من وجود المتعاقد بمنطقة االشغال‬
‫ٌفرضها التسٌٌر العادي للصفقة العمومٌة‪ ،25‬فاإلدارة غٌر مسإولة عن أي تغٌر للعنوان‬
‫الذي ارتضاه المتعاقد فقام بتغٌره‪ ،‬لٌكون بذلك ملزم بضرورة اخبار االدارة بالتغٌر الذي‬
‫وقع بعنوانه‪ ،‬فإذا استعصً علٌه الوجود الدابم بعٌن المكان أمكنه باالتفاق مع االدارة تعٌن‬
‫من ٌنوب عنه فً مراقبة االشغال‪ ،‬و ذلك بناء على طلب ٌتقدم به المقاول الى االدارة ٌبٌن‬
‫فٌه بكٌفٌة دقٌقة االختصاصات المخولة له من طرف المقاول سواء فً مجال سٌر الصفقة‬
‫أو فً إطار تسوٌة الحسابات‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫توفٌق السعٌد‪ ،‬م س ‪ ،‬ص ‪911‬‬
‫المطلب الثانً‪:‬مراقبت الصفقاث العمومٍت‬

‫ظ هرت اهمٌة الرقابة على الصفقات العمومٌة حٌث طالت مستجدات المرسوم‬
‫الجدٌد‪ 9993‬جانب المراقبة الدي اصبح ٌضم الى جانب المراقبة المحدثة بموجب‬
‫النصوص العامة ثالثة اصناف كبرى من المراقبات‪ :‬وهً تتبع سٌر الصفقات‪ ،‬المراقبة‬
‫الداخلٌة تم التدقٌق الداخلً‪.‬‬
‫وتؤتً أهمٌة إحاطة تمرٌر و تنفٌد لصفقات العمومٌة بعدة أنواع من المراقبة و ذلك‬
‫اعتبارا ألهمٌة المبالغ المرصودة لها و تزاٌد عدد الصفقات المبرمة‪ :‬فنجد كل من المراقبة‬
‫االدارٌة أو الداخلٌة ( الفقرة األولى) و كذلك الرقابة الممارسة من طرف أجهزة قضابٌة‬
‫خارجٌة ( الفقرة الثانٌة)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابت الذاخلٍت‬


‫من العناصر اإلٌجابٌة الفعالة فً المراقبة االدارٌة للصفقات العمومٌة المراقبة التً تتم‬
‫من قبل السلطة الرباسٌة ( أوال) باإلضافة الى تلك التً تمارس من قبل المفتشٌة العامة‬
‫( ثانٌا)‬

‫أوال‪ :‬رقابت السلطت الرأسٍت‪:‬‬


‫ٌقصد بالسلطة الرباسٌة فً هذا المجال السلطة المسإولة عن ابرام الصفقة سواء أقامت‬
‫بنفسها بهذا االبرام أو فوضت فٌه الى أشخاص تابعٌن لها للقٌام بهذه المهمة فإنها تضل‬
‫صاحبة اال ختصاص و االشراف و المراقبة لتؤكد من شرعٌة اجراء ابرام الصفقة‬
‫و مقتضٌات تنفٌذها‪.26‬‬
‫وٌكتسً هذا النوع من الرقابة أهمٌة قصوى نضرا لقربها و لكونها تشمل مختلف مناحً‬
‫مسلسل تدبٌر الصفقة‪ ،‬و ترمً باألساس الى الوقاٌة من المخالفات و الحٌلولة دون الوقوع‬
‫ف األخطاء أو تلفٌها مستقبال وٌمكن أن تتخذ عدة اشكال‪:‬‬
‫‪ ‬رقابة ادارٌة و سٌاسٌة تمارس من داحل الهٌاكل التنظٌمٌة للجماعات الترابٌة‬
‫و تختلف بحسب طبٌعة االشخاص ونوع االجهزة المعنٌة بالقٌام بها‪.‬‬
‫‪ ‬رقابة ادارٌة ومالٌة تناط باألجهزة المعنٌة و الهٌبات الرقابٌة التابعة لوزارة الداخلٌة‬
‫و وزارة المالٌة ف إطار حرصهما على حسن التدبٌر االداري‪.‬‬
‫‪ ‬رقابة ادارٌة لكنها ذات طابع استشاري تتولها لجنة الصفقات‪.27‬‬

‫‪26‬‬
‫ملٌكة الصروخ‪ ،‬الصفقات العمومٌة فً المغرب ( االشغال ‪ ،‬التورٌدات و الخدمات)‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪ ،9999‬الصفحة ‪.919‬‬
‫‪27‬‬
‫محمد الشاوي ‪ ،‬اشكالٌة الرقابة على صفقات الجماعات الترابٌة بالمغرب‪ ،‬أطروحة لنٌل الدكتورة فً القانون العام ‪ ،‬جامعة محمد الخامس‬
‫الرباط كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة سال‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪9991‬ـ‪ ،9991‬الصفحة ‪999‬‬
‫و بالتالً فالجماعات الترابٌة و المإسسات العمومٌة تقوم بممارسة الرقابة على‬
‫الصفقات سواء أُثناء مرحلة االبرام أو خالل مرحلة التنفٌذ بل قد تتعدها الى مرحلة التنفٌذ‬
‫و بالرجوع الى مرسوم ‪ 99‬مارس ‪ 9993‬المنظم للصفقات العمومٌة نجده خصص بابه‬
‫العاشر لبعض الشروط و االجراءات الخاصة بتتبع و مراقبة الصفقات المبرمة فً مختلف‬
‫مراحلها سواء أثناء االعداد أو عند االبرام أو خالل التنفٌذ‪ ،‬وتشمل تلك المقتضٌات فً‬
‫مجملها الحرص على مراقبة الجماعات الترابة لكل مراحل تدبٌر صفقتها انطالقا من‬
‫التفكٌر فً موضوعها و انتهاء بؤخر مراحل تنفٌذها‪.‬‬
‫وتبعا لذلك تطال الرقابة الداخلٌة من داخل الجماعة مختلف مراحل تدبٌر الصفقة‬
‫العمومٌة و هكذا تمارس الجماعة و المإسسة العمومٌة و الدولة رقابة ذاتٌة و تلقابٌة على‬
‫نفسها فً المراحل االعدادٌة للصفقة ال سٌما ما ٌتعلق بتحدٌد الحاجٌات و تحوٌلها الى‬
‫برامج توقٌعٌة ٌعلن عنها الحقا كما تعمد أثناء مرحلة االبرام الى تكوٌن لجنة متخصصة‬
‫ٌعهد الٌها بفحص وتقدٌم العروض كذلك تعٌن المتعهد المتقدم بالعرض االفضل من الناحٌة‬
‫االقتصادٌة على ان ٌخضع هذا االخٌر أثناء تنفٌذ الصفقة برقابة االشراف و التتبع من‬
‫طرف االجهزة المكلفة داخل الهٌبة صاحبة المشروع‪.28‬‬
‫ومن تجلٌات الرقابة الداخلٌة مراقبة لجنة الصفقات التً ٌبقى لها اختصاص عام أٌضا‬
‫فً مجال المراقبة و تمارس هذه اللجنة صالحٌتها فً إطار مناخ التعاون و الحوار وإجاد‬
‫الحلول للمشاكل التً تطرح بشؤن الصفقات العمومٌة بصفة عامة و الصفقات المحلٌة بصفة‬
‫خاصة‪ ،‬إال أن ما ٌعاب على هذه اللجنة مركزتها المفرطة فلٌس هناك لجن متخصصة‬
‫متفرعة عن اللجنة المركزٌة و كذلك غٌاب طابع زجري فً اختصاصاتها بقدر ما تهدف‬
‫الى أن ٌكون لها دورا وقابٌا اعتبار لتدخالتها االستشارٌة الالمحدودة فً مجال الصفقات‬
‫العمومٌة‪.29‬‬
‫و بالرجوع إلى قانون الصفقات العمومٌة أنه كرس من خالل مواده صور الرقابة الداخلٌة‬
‫التً تمارس من طرف مختلف االجهزة االدارٌة و التً تتمظهر من خالل‬
‫‪ -‬نشر البرامج التوقٌعٌة‪ ،‬و ذلك باالستناد إلى المادة ‪ 91‬من مرسوم الصفقات‬
‫العمومٌة الذي ٌوجب على رإساء مجالس الجمعات الترابٌة بصفتهم أمرٌن‬
‫بالصرف نشر البرامج التوقٌعٌة لإلدارات خالل الثالثة أشهر االولى من كل سنة‬
‫مالٌة و هذه الوسٌلة التً جاء بها مرسوم الصفقات العمومٌة و سٌلة لمحاربة الرشوة‬
‫و التآمر على المال العام‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫محمد الشاوي ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪991‬‬
‫‪29‬‬
‫توفٌق السعٌد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪911‬‬
‫تقرٌر تقدٌم و انتهاء الصفقة العمومٌة‪ :‬و ٌندرج هذا التقرٌر فً إطار عقلنة و ترشٌد‬ ‫‪-‬‬
‫الصفقات العمومٌة و تتبع و مراقبة تسٌٌرها و ٌتضمن هذا التقرٌر حسب المادة‬
‫‪ 913‬من مرسوم الصفقات العمومٌة‬
‫طبٌعة ومدى الحاجٌات المحلٌة المراد تلبٌتها عرض حول االقتصاد للصفقة‬ ‫‪-‬‬
‫و كذلك ثمن تقدٌرها‬
‫االسباب الداعٌة الختٌار مسطرة ابرام الصفقة‬ ‫‪-‬‬
‫مبررات اختٌار مقاٌس انتقاء الترشٌحات و تقٌم العروض‬ ‫‪-‬‬
‫مبررات اختٌار نابل الصفقة‬ ‫‪-‬‬
‫االشراف المنتدب على المشروع‪ :‬حٌث أشار المرسوم الى امكانٌة االشراف المنتدب على‬
‫الصفقة العمومٌة حٌث جاء فً المادة ‪" 919‬صاحب المشروع المنتدب هو من عهد الٌه من‬
‫طرف وزٌر أو ربٌس جماعة ترابٌة أو مدٌر مإسسة عمومٌة حسب الحالة بموجب اتفاقٌة‬
‫بالقٌام بكل أو بعض من مهام االشراف على المشروع و ٌكون ضمن اما ادارة عمومٌة‬
‫مختصة فً انجاز مشارٌع‪ "...‬و ٌمكن القول أن منح االشراف المنتدب لشخص أو هٌبة‬
‫عمومٌة ال ٌعتبر من قبل الصدفة بل ٌدخل فً اطار تفعٌل الرقابة الداخلٌة و االدارٌة التً‬
‫تنهجها االدارة صاحبة المشروع وذلك بتولٌها االشراف على المشروع لهٌبة عمومٌة قصد‬
‫االستفادة من تجربتها و خبرتها على المستوى العملً‪.‬‬

‫ثانٍا‪ :‬المفتشٍت العامت لوزارة المالٍت‬


‫حسب منطوق المادة ‪ 1‬من مرسوم ‪ 1‬أكتوبر ‪ 9991‬المحدد الختصاصات وزارة‬
‫االقتصاد و المالٌة‪ ،30‬و تعتبر المفتشٌة العامة لوزارة المالٌة من بٌن الهٌؤة المركزٌة التابعة‬
‫بشكل مباشر لسلطة الوزٌر المكلف بالمالٌة ٌناط بها مهمات المراقبة البعدٌة لمختلف‬
‫االدارات العمومٌة و السهر على تتبع كٌفٌات صرفها للمال العام ‪.‬‬

‫ومند إحداثها بعد االستقالل حرص المشرع على اعتبار المفتشٌة العامة للمالٌة هٌؤة علٌا‬
‫للتفتٌش و عهد برباستهاإلى مفتش عام للمالٌة ٌخضع مباشرة لسلطة الوزٌر المكلف بالمالٌة‬
‫الى جانب هذا المنصب السامً تتؤلف الهٌؤة من مفتشٌن للمالٌة و مفتشٌن رإساء البعثات‬
‫و مفتشً المالٌة من الدرجة الممتازة‪.‬‬
‫وتعمل هذه الهٌبة على مراقبة تنفٌد المٌزانٌة و حماٌة االموال العمومٌة كما ٌمكن أن تطال‬
‫الصفقات الجماعٌة باعتبارها تمثل جانبا مهما من االنفاق العام المحلً بل و تستؤثر بجل‬

‫‪30‬‬
‫مرسوم رقم ‪ ، 111 .99 . 9‬الصادر بتارٌخ ‪/93‬أكتوبر‪ 9991 /‬بشؤن اختصاصات وتنظٌم وزارة اقتصاد و المالٌة‪ ،‬جرٌدة عدد ‪، 1119‬‬
‫بتارٌخ ‪ /1‬نونبر‪ ،9991 /‬الصبحة ‪.1919‬‬
‫العملٌات المالٌة التً ٌقدم علٌها االمر بالصرف بمناسبة تنفٌذهللمٌزانٌة السنوٌة للجامعة‬
‫الترابٌة‪.31‬‬
‫و تقوم المفتشٌة العامة لمالٌة على مراقبة الصفقات العمومة على المستوى المركزي من‬
‫خالل ما ٌلً‪:‬‬
‫‪ ‬جمع المعلومات االساسٌة على الصفقات العمومٌة‬
‫‪ ‬دراسة طرق ابرام الصفقة و التؤكد من مدى مطبقتها للتشرٌع المعمول به‬
‫‪ ‬مراعات أسعار الصفقة و التؤكد من مشروعٌتها‬
‫‪ ‬مراقبة مختلف عملٌات الصفقة‬
‫‪ ‬معاٌنة عملٌات االستسالم المإقت و النهابً‬
‫كما تمارس المفتشٌة العامة مهام التفتٌش فً مجال التسٌٌر و المحاسبة العامة و مدى‬
‫مطابقة العملٌات للمٌزانٌات و البرامج وكذا مراقبة الشروط و تسٌر الوسابل‪.32‬‬
‫ولقٌام بدورها االٌجابً و الفعال‪ ،‬فإن المشرع خول ألفردها الصالحٌة الكاملة فً اجراء‬
‫جمٌع األبحاث و التحقٌقات الضرورٌة‪ ،‬وأن ٌطلب من المصالح المنٌة بالتدقٌق و التفتٌش‬
‫جمٌع االٌضاحات الالزمة اذ ال ٌمكن فً أي حال من االحوال عرقلة مهامها أو االحتجاج‬
‫فً مواجهتها بالسر المهنً‪.‬‬
‫لكن رغم االهمٌة التً تكتسٌها رقابة المفتشٌة العامة للمالٌة وتعدد االدوار الموكلة الٌها‬
‫تبقى من الناحٌة القانونٌة شاملة لمختلف جوانب التدبٌر المالً‪ ،‬إال أن واقع حال هذه الهٌبة‬
‫ٌصطدم بضعف االمكانٌات البشرٌة التً تتوفر علٌها فاإلحصابٌات االخٌرة تإكد أن‬
‫اجمالً العاملٌٌن بها ال ٌتعدى ‪ 11‬إطار من بٌنهم ‪ 11‬مفتشا للمالٌة‪ ،‬وهو ما ال ٌتناسب‬
‫إطالقا مع االختصاصات الرقابٌة للهٌبة التً ٌفترض فٌها أن تطال مختلف االدارات‬
‫العمومٌة التابعة للدولة و كذلك مجموع الجماعات الترابٌة‪.‬‬

‫الفقرة الثانٍت‪ :‬الرقابت الخارجٍت للصفقاث العمومٍت‬


‫و ت تمثل هذه الرقابة فً ذلك الدور المنوط بالمحاكم المالٌة التً تلعب دورا جد مهم‬
‫فً التدقٌق فً حسابات مختلف االدارات و الجماعات الترابٌة و جزر المخالفات المرتكبة‬
‫فً حق المال العام ( أوال)‪ ،‬و كذلك القضاء االداري الذي منحه المشرع صالحٌات البث‬
‫فً المنازعات المرتبطة بالعقود االدارٌة‪ ،‬باعتبار الصفقات العمومٌة تلك الصورة الواضحة‬
‫التً تمثل العقود االدارٌة( ثانٌا)‬

‫‪31‬‬
‫محمد الشاوي ‪ ،‬مرجع سابق الصفحة ‪931‬‬
‫‪32‬‬
‫مصطفى مبروكً‪ ،‬الرقابة االدارٌة على ابرام الصفقات العمومٌة‪ ،‬مذكرة لنٌل دبلوم الماجستٌر ‪،‬جامعة محمد خٌضرة بسكرة ‪ ،‬كلٌة الحقوق و‬
‫العلوم السٌاسٌة‪ ،‬قسم الحقوق الجزابر ‪ ،‬الصفحة ‪991‬‬
‫أوال‪ :‬المحاكم المالٍت‬
‫من أجل النهوض الرقابً للمال العام وحماٌته و حسن تدبٌره على الصعٌدٌن المحلً‬
‫و الوطنً قام المغرب بإحداث المحاكم المالٌة المتجسدة فً المجلس األعلى للحسابات‬
‫و المجالس الجهوٌة للحسابات وهً محاكم قضابٌة متخصصة فً الجانب المالً ذي‬
‫الطبٌعة العمومٌة‪.‬‬
‫ومن أجل تفعٌل هذه الرقابة أكتر فقد عمل المغرب على دسترة الرقابة العلٌا على‬
‫األموال العمومٌة حٌث نص فً الفصل ‪ 919‬من الدستور على أن المجلس االعلى‬
‫للحسابات هو الهٌؤة العلٌا لمراقبة المالٌة العمومٌة بالمملكة أما الفصل ‪ 911‬فقد نص على‬
‫أن " المجالس الجهوٌة للحاسبات تتولى رقابة حسابات الجمعات الترابة االخرى و هٌؤتها و‬
‫كٌف تسٌر شإنها " ‪.33‬‬
‫و وفق مقتضٌات الفصلٌن من الدستور و طبقا لما تقضً له المادة الثانٌة من مدونة‬
‫المحاكم المالٌة فإن المجلس االعلى للحاسبات ٌعد الهٌؤة العلٌا لمراقبة المالٌة العمومٌة‪،‬‬
‫و لتحقٌق أهدافه فإنه ٌمارس مهمة تدعٌم و حماٌة مبادئ الحكامة الجٌدة و الشفافٌة‬
‫و المحاسبة بالنسبة لدولة و االجهزة العمومٌة‪ ،‬و ٌتولى ممارسة المراقبة العلٌا على تنفٌذ‬
‫قوانٌن المالٌة‪ ،‬و ٌتحقق من سالمة العملٌات المتعلقة بمداخٌل و مصارٌف االجهزة‬
‫الخاضعة لمراقبته بمقتضى القانون و ٌقٌم كٌفٌة تدبٌرها لشإنها و ٌتخذ عند االقتضاء‬
‫عقوبات عند كل إخالل بالقواعد السارٌة على العملٌات المذكورة ‪.34‬‬
‫و بالرجوع إلى ظهٌر ‪ 911-99‬المتعلق بإنشاء المجلس االعلى للحسابات و كذلك‬
‫المحاكم المالٌة نجد أن هاته االخٌرة تتمتع بسلطات واسعة فً المراقبة تجمع بٌن المراقبة‬
‫بٌن الحسابات و كذلك التؤدٌب المتعلق بالمٌزانٌة و الشإون المالٌة‪ :‬بالنسبة للرقابة على‬
‫الحسابات حٌث تقوم المحاكم المالٌة بالتدقٌق فً حسابات مرافق الدولة و المإسسات‬
‫العمومٌة و الجماعات العمومٌة و المقاوالت التً تملك الدولة و المإسسات العمومٌة كله أو‬
‫جزبه و ذلك بعد أن ٌقدم المحاسبون العمومٌون حسابتهم الى المجلس االعلى للحسابات من‬
‫أجل التؤكد من صحة العملٌات المرتبط بها‪.‬‬
‫و عالقته بالوجه السالف الذكر ال تنحصر رقابة المحاكم المالٌة و بالخصوص المجلس‬
‫االعلى للحسابات و المجالس الجهوٌة للحسابات على الصفقات العمومٌة فً رقابة‬
‫مشروعٌة االجراءات بل تتعدها الى مراقبة المالبمة عن طرٌق فحص جمٌع الوثابق‬
‫و البٌانات و ملفات العروض و التؤكد من مدى تحقٌق الصفقات العمومٌة لألهداف‬
‫المرسومة ‪ ،‬و الواقع أن اختصاص هذا المجلس ال ٌتعلق بعملٌة ثم ابرمها بشكل مباشر أي‬
‫‪33‬‬
‫حفٌظ بركة‪ ،‬المجلس االعلى للحسابات فً دستور ‪ ،9999‬مجلة مسالك فً الفكر و السٌاسة و االقتصاد‪ ،‬عدد مزدوج ‪،9999،99-91‬ص ‪.13‬‬
‫‪34‬‬
‫ملٌكة الصروخ‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.331‬‬
‫بعالقة االدارة صاحبة المشروع مع المتعاقد معها بل ٌتعلق بمراقبة مدى احترام هذه االدارة‬
‫للنصوص التنظٌمٌة المتعلقة للصفقات العمومٌة‪.‬‬
‫و فً هذا االطار فقد صدر عن المجلس االعلى للحسابات مجموعة من التقارٌر التً‬
‫رصد من خاللها االختالالت التً تشهدها المالٌة العمومٌة و باألخص الجانب المتعلق‬
‫بالصفقات العمومٌة ومن بٌن تلك القرارات القرار عدد ‪ 9999/99‬الصادر بتارٌخ ‪/91‬‬
‫ماي ‪ٌ 9999/‬تعلق بمدٌر مركز استشفابً جهوي حٌث جاء فً نص القرار" حٌث تتابع‬
‫النٌابة العمومٌة السٌد بالمإاخذات التالٌة‪:‬‬
‫ـ توقٌع على كشف الحساب المإقت رقم ‪ 9‬و االخٌر و على الكشف النهابً للحساب‬
‫و على محضر التسلٌم المإقت لألشغال المرتبطة بالصفقة رقم ‪ 9999/99‬رغم وجود‬
‫فوارق كبٌرة غٌر مبررة بٌن الكمٌات المإدى عنها على مستولى كشفً الحسابات السلفً‬
‫الذكر و الكمٌات المضمنة فً جداول المنجزات المالٌة‪.‬‬
‫ـ األمر بؤداء مبالغ مالٌة (‪ )99،199،999‬دون انجاز ما ٌقابلها من أشغال الصفقة رقم‬
‫‪35‬‬
‫‪99/9999‬‬

‫كما صدرت مدكرة لربٌس األول للمجلس األعلى للحسابات حول التنفٌذ الصفقة العمومٌة‬
‫بواسطة سندات الطلب حٌث جاء فٌها ما ٌلً" ال حظ المجلس عدم إعمال منافسة حقٌقٌة إذ‬
‫أنه بمعظم اإلدارة العمومٌة التً خضعت لتدقٌق ٌتم تكفٌل نفس المقاول أو المورد (المتعاقد‬
‫معه ) بتقدٌم بٌنات أثمان مجاملة صادرة فً الظاهر عن متنافسٌن أخرٌن و ٌرجع السبب‬
‫فً عدم إعمال المنافسة بشكل حقٌقً إلى غٌاب أو ضعف نظام المراقبة الداخلٌة بشؤن تنفٌذ‬
‫النفقات العمومٌة بواسطة سندات الطلب‪.‬‬
‫أما فً ما ٌخص المجالس الجهوٌة للحسابات فهً االخرى تمارس رقابة على الجمعات‬
‫الترابٌة و باألخص الجانب المتعلق بالصفقات التً تهٌمن على صفاقات هذه الهٌؤة ‪،‬‬
‫و تتولى هذه المجالس و فق الفصل ‪ 911‬من الدستور المغربً " مراقبة حسابات الجمعات‬
‫المحلٌة و هٌؤتها و كٌفٌة تدبٌر شإنها "‪ .‬و تنظم أحكامه المواد من ‪ 991‬إلى ‪ 911‬من‬
‫المحاكم المالٌة‪.‬‬
‫و من أوجه الرقابة التً تمارسها المجالس الجهوٌة للحسابات ‪ ،‬المجلس الجهوي‬
‫للحسابات بفاس الذي مارس رقابته على مجموعة من الجمعات كجماعة( الجماعة‬
‫الحضرٌة لصفروا‪ ،‬الجماعة الحضرٌة ألٌت السبع) و على الوكالة المستقلة لتوزٌع الماء‬
‫‪35‬‬
‫القرارات الصادرة عن المجلس االعلى ‪ ،‬المتعلقة بالمٌزانٌة و الشإون المالٌة خالل سنة ‪،9999‬شتنبر‪9991‬‬
‫و الكهرباء بمكناس ‪ ،‬و لقد أسفرت مراقبة المجلس الجهوي لتدبٌر هذه المإسسات على‬
‫مجموعة من المإسسات و االقتراحات لتحسٌن التدبٌر و هً تخص مجالت متعددة ‪99‬‬
‫بالمبة بالنسبة للوكالة المستقلة لتوزٌع الماء و الكهرباء بمكناس‪ ،‬فإن المجلس الجهوي‬
‫للحاسبات سجل بشؤن صفقاتها تم ابرمها بطرق غٌر قانونٌة ٌتعلق االمر بالتزام نابل‬
‫الصفقة بتوفٌر الٌد العاملة الكافٌة بالقٌام بؤشغال الوكالة فً حٌن لوحظ أن بعض هإالء‬
‫العمال ٌشتغلون بالوكالة بما ناهز ‪ 99‬سنة وأنه لم ٌتم توظٌف المستخدمٌن الجدد المتفق‬
‫علٌه فالٌد العاملة المتوفرة فً الوكالة ال تؤمن االعمال المحددة فً الصفقة ‪.‬‬

‫ثانٍا‪ :‬القضاء االداري‬


‫أما فٌما ٌخص رقابة القضاء االداري على الصفقات العمومٌة فتتجسد فً المنازعات‬
‫الناشبة بٌن االدارة صاحبة المشروع و المتعاقد معها و التً ٌرجع فٌها االختصاص الى‬
‫القضاء الشامل الذي تتعدد صوره حسب ما ٌستهدف ومن ثم فقد تتخذ أحد الصور التالٌة ‪:‬‬
‫ـ دعوى بطالن عقد الصفقة‬
‫ـ دعوى الحصول على مبالغ مالٌة‬
‫‪ -‬دعوى إبطال بعض التصرفات الصادرة من االدارة على خالف التزاماتها التعاقدٌة‬
‫‪ -‬دعوى فسخ الصفقة العمومٌة‬
‫كما أنه ٌمكن استثناء نظر قضاء اإللغاء فً منازعة الصفقات العمومٌة خاصة‬
‫عندما تكون دعوى الطعن ضد القرارات المنفصلة حٌث تحال على دعوى االلغاء‬
‫فً هذا السٌاق ‪. 36‬‬
‫و تبعا لمقتضٌات المادة الثامنة من قانون رقم ‪ 19.19‬المتعلق بإحداث المحاكم‬
‫االدارٌة‪ 37‬التً نجدها تمنح االختصاص للمحاكم االدارٌة فً ما ٌتعلق بالنزعات‬
‫المتعلقة بالعقود االدارٌة ‪ ،‬و بما أن الصفقات العمومٌة تعتبر الصورة الواضحة‬
‫للعقود للعقود االدارٌة فإنها تدخل ضمن اختصاصات القضاء اإلداري ‪.38‬‬
‫و من المعلوم أن مسلسل تدبٌر الصفقات العمومٌة قد ٌعرف ثغرات أن تنطلق مع‬
‫بداٌة االجراءات التحضرٌة للصفقة أو أثناء مباشرة مسطرة ابرامها‪ ،‬أو بمناسبة‬
‫مزاولة االعمال المتعلقة بتنفٌذها أو استسالمها من طرف صاحب المشروع ‪ .‬األمر‬
‫الذي ٌقضً بإٌجاد حل لتلك الثغرات بغٌة تحقٌق االهداف و البرامج المسطرة دون‬

‫‪36‬‬
‫كرٌم االحرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.919‬‬
‫‪37‬‬
‫منشور بالجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ ،1999‬بتارٌخ ‪ 3‬نونبر ‪ 9113‬و لقد دخلت مقتضٌات هذا القانون حٌز التنفٌذ فالٌوم االول من الشهر الرابع الذي‬
‫تلً نشره بالجرٌدة الرسمٌة ‪.‬‬
‫‪38‬‬
‫عبد القادر هرهاري‪ ،‬رقابة القضاء االداري على الجماعات الترابٌة‪ ،‬رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً قانون المنزعات ‪ ،‬كلٌة موالي إسماعٌل‬
‫بمكناس كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة‪ ،‬السنة الجامعٌة ‪،9991-9999‬ص ‪.91‬‬
‫المساس بحقوق طرفً العالقة التعاقدٌة‪ ،39‬و منازعة الصفقات العمومٌة تخضع‬
‫لمراقبة المحاكم االدارٌة سواء عن طرٌق قضاء االلغاء او القضاء الشمل‪:‬‬
‫ـ قضاء االلغاء‪ٌ :‬ختص القاضً االداري فً اطار والٌة االلغاء بفحص مشروعٌة‬
‫القرار االداري بالنظر لنصوص القانونٌة و التنظٌمٌة الجاري بها العمل فإذا تبٌن‬
‫مجانبة القرار للقانون حكم بإلغابه لكن دون ان ٌمتد الى أكثر من ذلك‪.‬‬
‫و االصل أن اللجوء الى قضاء االلغاء فً منازعة الصفقات العمومٌة ٌكون محدودا‬
‫على اعتبار ان العقود االدارٌة تدخل ضمن والٌة القضاء الشمال و من بٌن تلك‬
‫القرارات التً مارس من خاللها قاضً االلغاء الرقابة على الصفقات العمومٌة‬
‫القرارات المتعلقة بإقصاء التعهدات حٌث جاء فً حكم للمحكمة االدارٌة بؤكادٌر‬
‫تحث عدد ‪ 11/99‬بتارٌخ ‪ / 1‬ماي ‪ 9111 /‬مإكدة فٌه أن وجود نظام قانونً ٌحدد‬
‫شروط وكٌفٌة ابرام صفقات عمومٌة ٌتنافى و القول بصالحٌات تقدٌرٌة مطلقة‬
‫لإلدارة‪ ،‬فٌما ٌخص ابرام الصفقات ولقد صدر هذا الحكم بناء على الطعن الذي‬
‫تقدمت به شركة تٌرس العٌون ضد قرار اقصابها من جلسة طلب العروض لعلة‬
‫تجاوز السلطة وخرق القانون من طرق االدارة الذي لم تعلله بؤسباب مرتكزة على‬
‫أساس السلٌم من الواقع و الواقع و القانون و قد ردت االدارة على هذا الطعن بانها‬
‫تتمتع بسلطة مطلقة فً اختٌار المتعاهد المإهل إلنجاز الصفقة و أن أسباب اقصاء‬
‫الطاعنة ٌعود الى عدم تطابق الوثابق التً أدلت بها و عدم توفرها على المإهالت‬
‫‪40‬‬
‫التقنٌة و المهنٌة‬
‫و منه فدعوى اإللغاء تهدف إلى إحرام مبدأ المشروعٌة حٌث ٌحق لألفراد الطعن‬
‫فً القرارات إذا كانت غٌر مشروعة و من أجل إخضاع االعمال المرتبطة بالصفقة‬
‫العمومٌة إلى مراقبة قاضً اإللغاء أبتدع االجتهاد القضابً االدارٌة نظرٌة القرارات‬
‫االدارٌة المنفصلة وهً القرارات التً تستهدف التمهٌد إلبرام العقد أو السماح‬
‫بإبرامه او الحٌلولة دون ابرامه و تصنف هذه القرارات أو دون ابرامه‪.‬‬
‫ـ القضاء الشمال ‪ :‬هو القضاء الذي ٌخول للقاضً تصفٌة النزاع كلٌا حٌث أن‬
‫اختصاصه ال ٌقتصر على التؤكد من صحة أو بطالن القرارات االدارٌة التً تصدر‬
‫فً شؤن عملٌة مرتبطة بالصفقة‪ ،‬فكل نزاع نشؤن بٌن االدارة و االشخاص ٌخضع‬
‫للقضاء الشامل‪ ،‬و تتخذ دعوى القضاء الشامل فً مجال الصفقات العمومٌة عدة‬
‫صور ‪.‬‬
‫ـ دعوى بطالن عقد الصفقة ‪ :‬وذلك لعٌب فً تكونٌه االمر الذي ٌبرر للمتعاقد‬
‫الراغب فً ابرام عقد الصفقة اللجوء الى القضاء‬
‫‪39‬‬
‫محمد الشاوي‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬الصفحة ‪931‬‬
‫‪40‬‬
‫حكم المحكمة االدارٌة بؤكدٌر‪ ،‬العدد ‪ 99‬على ‪،99/ 11‬بتارٌخ ‪ 1‬ماي ‪ 9111‬شركة ترس العٌون ضد المدٌر الجهوي للفالحة بالسمارة‪ ،‬أوره‬
‫أحمد بعشٌق فً مإلفه الدلٌل العلمً لالجتهاد القضابً ‪ ،‬منشورات المجلة المغربٌة لإلدارة المحلٌة لتنمٌة‪ ،‬سلسلة دالبل التسٌٌر عدد ‪، 91.9991‬‬
‫الصفحة ‪311‬و ‪.311‬‬
‫ـ دعوى الحصول على مبالغ مالٌة‪ :‬قد تكون هذه المبالغ فً صورة الثمن أو أجر‬
‫متفق علٌه فً العقد و قد ترفع هذه الدعوى ألي سبب أخر من االسباب التً تإدي‬
‫الى الحكم بمبلغ مالً و تدخل فً هذا المجال حتى فوابد التؤخٌر كما ترفع من اجل‬
‫التعوٌض عن الحرمان من الربح وقد ٌكون الهدف هو المطالبة بمبالغ مالٌة تعوٌضا‬
‫عن اضرار تسبب فٌها الطرف المتعاقد‬
‫ـ دعوى ابطال تصرفات الصادرة عن االدارة على خالف التزاماتها التعاقدٌة ‪ :‬اذا‬
‫صدر عن االدارة تصرف مخل بالتزاماتها التعاقدٌة فإن المتعاقد معها مطالب‬
‫بإبطال تلك التصرفات عن طرٌق القضاء ومن أمثلة تلك القرارات تلك الخاصة‬
‫بالجزاءات او بفسخ عقد الصفقة او انهابه او الغابه‪.‬‬
‫وفً هذا االطار فقد صدر حكم عن قسم القضاء الشمال بالمحكمة االدارٌة بالرباط‬
‫بتارٌخ ‪ٌ 9991/99/99‬قضً بعزل ربٌس الهرهورة من منصبه نتٌجة أفعال تخالف‬
‫‪41‬‬
‫قوانٌن التعمٌر و مخالفة قواعد المنافسة فً ابرام استغالل االمالك الجماعٌة‪.‬‬

‫‪41‬‬
‫حكم المحكمة االدارٌة بالرباط ملف رقم ‪ ،9991 /9999 / 99‬بتارٌخ ‪9991/99/99‬‬
‫خاتمت‪:‬‬
‫من خالل هذه الدراسة المتواضعة التً همت موضوع‪ ":‬تنفٌد ومراقبة الصفقات‬
‫العمومٌة" ٌتضح و بالملموس انه ال التنفٌذ وال المراقبة فً مجال الصفقات العمومٌة‬
‫على ما ٌرام‪ ،‬فال التنفٌذ ٌثم كما تقتضً ضرورة تحقٌق المصلحة العامة و تطبٌق‬
‫برامج الدولة و تحقٌق التنمٌة المستدامة و النهوض بالمٌدان االقتصادي و االوضاع‬
‫االجتماعٌ ة و المستوى الثقافً‪ ،‬و ال الرقابة تتم كما ٌنبغً لها وكما تم تصورها فً‬
‫النصوص القانونٌة لحماٌة المال العام‪.‬‬
‫حقٌقة‪ ،‬و الحق ٌقال أن االختالالت التً ٌشهدها تنفٌذ و مراقبة الصفقات‬
‫العمومٌة‪ ،‬ال ٌتحمل مسإولٌتها المتعاقد لوحده‪ ،‬و ال االدارة بمفردها‪ ،‬وال النصوص‬
‫المنظمة لها بما تحمله من ثغرات قانونٌة‪ ،‬فالمسإولٌة عن الوضعٌة السلبٌة التً‬
‫تعٌشها الصفقات العمومٌة تبقى مشتركة بٌن جمٌع االطراف المتدخلة فً عملٌة‬
‫الصفقات العمومٌة‪ ،‬من ادارة و موظفٌها‪ ،‬و ما تتخذه مكن قرارات‪ ،‬و مهندسٌن‬
‫و مقاولٌن‪ ،‬دون اغفال النصوص القانونٌة‪.‬‬
‫فعلى مستوى تنفٌذ الصفقات العمومٌة ال شاك أن من ٌلعب الدور المحوري‬
‫هو المتعاقد مع االدارة‪ ،‬مما ٌفرض علٌه أن ٌنفذ الصفقة لٌس فقط كما هو متفق‬
‫علٌه بل كما ٌجب لها أن تنفذ‪.‬‬
‫أما على مستوى الرقابة فؤخذا بعٌن االعتبار تعدد الجهات المخول لها ممارسة‬
‫الرقابة على الصفقات العمومٌة‪ ،‬تتعدد الجهات التً تتحمل المسإولٌة عن ضعف‬
‫الرقابة على الصفقات العمومٌة‪ ،‬ومع ذلك ٌبقى صاحب المشروع اهم من ٌمكنه‬
‫رقابة الصفقات العمومٌة‪.‬‬
‫و على مستوى تنظٌم العالقة‪ ،‬و توضٌح الخطوط العرٌضة و غٌرها من‬
‫االشكاالت بٌن كل االطراف المتدخلة فً الصفقات العمومٌة‪ ،‬ال من حٌث االبرام‬
‫و ال التنفٌذ أو على مستوى ممارسة الرقابة‪ٌ ،‬بقى المشرع المغربً وما ٌقوم بطرحه‬
‫من نصوص قانونٌة مشلولة‪ ،‬تبقى عاجزة فً غالب االحٌان عن تنظٌم الخطوط‬
‫الكبرى للصفقات العمومٌة فما بالك بؤجزاء جزبٌات اإلبرام و التنفٌذ و الرقابة‪.‬‬
‫الئحت المراجع‪:‬‬
‫‪ ‬الكتب‬
‫ـ عبد هللا حداد‪ ،‬صفقات االشغال العمومٌة و دورها فً التنمٌة‪ ،‬منشورات‬
‫عكاض‪ ،‬نونبر ‪.9991‬‬
‫ـ محمد االعرج‪ ،‬نظام العقود االدارٌة و الصفقات العمومٌة وفق قرارات‬
‫و أحكام القضاء االداري‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪.9999‬‬
‫ـ ملٌكة الصروخ‪ ،‬الصفقات العمومٌة" االشغال‪ ،‬التورٌدات‪ ،‬الخدمات‪"،‬‬
‫الطبعة الثانٌة ‪.9999‬‬
‫ـ حسن دروٌش عبد العالً‪ ،‬النظرٌة العامة للعقود االدارٌة‪ ،‬الجزء الثانً‪،‬‬
‫الطبعة االولى‪.9111،‬‬
‫ـ على الفحام‪ :‬سلطة االدارة فً التعدٌل االنفرادي للعقد‪ ،‬دراسة مقارنة الطبع‬
‫و النشر دار الفكر العربً مصر ‪.9191‬‬
‫ـ توفٌق السعٌد‪ ،‬الصفقات العمومٌة بالمغرب‪ ،‬المساطر االبرام ـ التنفٌذـ‬
‫الرقابةـ مطبعة الخلٌج العربً ‪ ،‬تطوان ‪ ،‬المغرب ‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪.9991 ،‬‬
‫‪ ‬المقاالت‬
‫ـ ٌونس وحالو‪ ،‬نظام الصفقات العمومٌة على ضوء مرسوم ‪ 99‬مارس‬
‫‪ ،9993‬دراسة تحلٌلٌة لطرق االبرام‪ ،‬مجلة العلوم القانونٌة‪ ،‬العدد الثانً‬
‫‪ ،9991‬ص‪.11‬‬
‫ـحفٌظ بركة‪ ،‬المجلس االعلى للحسابات فً دستور ‪ ،9999‬مجلة مسالك فً‬
‫الفكر و السٌاسٌة و االقتصاد‪ ،‬عدد مزدوج ‪،9999،91.99،‬ص‪.13‬‬
‫‪-‬كرٌم الحرش‪ ،‬مستجدات المرسوم الجدٌد لصفقات العمومٌة‪ ،‬سلسلة‬
‫الالمركزٌة و االدارة الترابٌة‪ ،‬العدد ‪ ،99‬الطبعة االولى ‪،9991‬ص‪.993‬‬
‫‪ -‬عبد اللطٌف رونق‪،‬طرق و مساطر إبرام الصفقات العمومٌة‪،‬مجلة المعٌار‬
‫العدد الرابع و الثالثون‪ ،‬نونبر ‪ ،9991‬ص‪.31‬‬
‫‪ ‬االطروحات و الرسائل‬
‫ـ محمد الشاوي‪ ،‬اشكالٌة الرقابة على صفقات الجماعات الترابٌة بالمغرب‪،‬‬
‫أطروحة لنٌل الدكتوراه فً القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كلٌة العلوم‬
‫القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة سال‪،‬السنة الجامعٌة ‪.9991/9991‬‬
‫‪-‬مصطفى مبروكً‪ ،‬الرقابة االدارٌة على ابرام الصفقات العمومٌة‪ ،‬مذكرة‬
‫لنٌل دبلوم الماجستٌر ‪،‬جامعة محمد خٌضرة بسكرة ‪ ،‬كلٌة الحقوق و العلوم‬
‫السٌاسٌة‪ ،‬قسم الحقوق الجزابر‪.9993-9991‬‬
‫‪ -‬عبد القادر هرهاري‪ ،‬رقابة القضاء االداري على الجماعات الترابٌة‪،‬‬
‫رسالة لنٌل دبلوم الماستر فً قانون المنازعات ‪ ،‬كلٌة موالي إسماعٌل‬
‫بمكناس كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة‪ ،‬السنة الجامعٌة‬
‫‪.9991-9999‬‬
‫مقدمة‪9 .................................................................................................... :‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تنفٌد الصفقات العمومٌة ‪1 .............................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬سلطات االدارة‪1 ......................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬سلطة االشراف والتعدٌل ‪1 ..................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬سلطة الفسخ واتخاد الجزاء ‪1 ...............................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬حقوق المتعاقد معا الدارة والتزاماته ‪1 .............................................‬‬
‫أوال‪ :‬حقوق صاحب الصفقة العمومٌة‪1 ..........................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬التزامات المتعاقد مع االدارة ‪99 ............................................................‬‬
‫المطلب الثانً‪ :‬مراقبة الصفقات العمومٌة ‪93 .......................................................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الرقابة الداخلٌة‪93 ....................................................................‬‬
‫أوال‪ :‬رقابة السلطة الرأسٌة‪93 ................................................................... :‬‬
‫ثانٌا‪ :‬المفتشٌة العامة لوزارة المالٌة ‪91 ..........................................................‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الرقابة الخارجٌة للصفقات العمومٌة ‪91 ...........................................‬‬
‫أوال‪ :‬المحاكم المالٌة ‪99 ............................................................................‬‬
‫ثانٌا‪ :‬القضاء االداري ‪91 ...........................................................................‬‬
‫خاتمة‪99 .................................................................................................. :‬‬
‫البحة المراجع‪93 ....................................................................................... :‬‬

You might also like