You are on page 1of 28

‫إعداد الط لب ة ‪:‬‬

‫تحت إشراف ‪:‬‬ ‫ادلازي أ يوب‬


‫موعوش رش يد‬
‫د‪ .‬عبد اللطيف الهاللي‬ ‫شاشو حس ناء‬
‫ب نعبو مصطفى‬
‫بنخدة محم ــ د‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2020 - 2019‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬
‫تعد الحكامة من أهم املصطلحات التي تم تداولها في الحقل التنموي حيث‬
‫استعملت ألول مرة من طرف البنك الدولي سنة ‪ ،1989‬الذي اعتبر أن الحكامة أسلوب‬
‫ممارسة السلطة في تدبير املوارد االقتصادية واالجتماعية للبالد من أجل التنمية‪ .‬ويأتي تبنيها‬
‫على املستوى الترابي ‪" -‬الحكامة الترابية " ‪ -‬بهدف مراجعة تعقيد تسيير املدن الكبرى‪ ،‬ثم‬
‫مافتئ هذا املفهوم ينتقل من النظام الليبرالي إلى شكل آخر من الحوار بين املؤسسات‬
‫واملجتمع املدني‪ ،‬ومنذ سنة ‪ 1995‬تبنى هذا املفهوم علماء االجتماع والسياسة كما تبناه‬
‫بقوة مختلف املتدخلين امليدانيين خالل مؤتمر إسطنبول للمدن سنة ‪.1996‬‬
‫ويأتي دور الحكامة الترابية كمقترب جديد ملكافحة الفقر والتهميش‪ ،‬وااللتزام‬
‫املشترك‪ ،‬وكذلك املشاركة التشاورية للمواطنين في نهج سياسة القرب‪ ،‬وتطوير التعاون‬
‫الالمركزي‪.1‬‬

‫ولعل مبدأ التدبير الحر للشأن املحلي‪ ،‬كمبدإ دستوري‪ ،2‬يعتبر أحد أهم مظاهر‬
‫الالمركزية الدارية في بعدها الحكامتي‪ ،‬بحيث يتوخى منه جعل الوحدات الترابية مؤهلة‬
‫لوضع التصورات املرتبطة باملشاريع املحلية القادرة على تلبية الحاجيات ذات األولوية‬
‫للسكان‪ ،‬وكذا القدرة على تنفيذ هذه البرامج وتتبعها وتقييمها‪.3‬‬
‫ويعد إصدار دستور ‪ 2011‬محطة حاسمة في إبراز أهمية الجماعات الترابية‪ ،‬من‬
‫خالل املراهنة على املقاربة الترابية في التنمية‪ ،‬بعدما أبانت املقاربة املركزية عن فشلها وعدم‬
‫قدرتها على مواجهة التحديات والرهانات الجديدة التي يعرفها املغرب قصد تحقيق التنمية‬
‫الشمولية املستدامة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬حكيمة ماهر‪ ،‬الحكامة الترابية ورهان التنمية المحلية‪ ،‬مقال منشور بالموقع االلكتروني لمجلة القانون العام‪ ،‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 20‬نونبر‬
‫‪ 2019‬على الساعة ‪.23:15‬‬
‫‪ -2‬الفصـل ‪ 136‬من الدستور‪ :‬يرتكز التنظيم الجهوي والترابي على مبادئ التدبير الحر‪ ،‬وعلى التعاون والتضامن؛ ويؤمن مشاركة‬
‫السكان المعنيين في تدبير شؤونهم‪ ،‬والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية المندمجة والمستدامة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫وفي هذا الطار وتطبيقا للمقتضيات الدستورية تمت املصادقة على القوانين‬
‫والتي شكلت إطارا قانونيا وتنظيميا لعمل الجماعات الترابية‪ .‬والتي‬ ‫‪4‬‬
‫التنظيمية الثالثة‬
‫نصت على ضرورة احترام قواعد الحكامة من أجل تطبيق حسن ملبدإ التدبير الحر‪.‬‬
‫ويحيل مفهوم التدبير الحر » ‪ « Libre administration‬على صالحية مجالس‬
‫الجماعات الترابية املنتخبة وحريتها في تحديد وبلورة اختياراتها وبرامجها في إطار االحترام‬
‫التام للمقتضيات القانونية والتنظيمية وبشكل يراعي حدود ما هو متوفر من موارد مالية‬
‫من جهة‪ ،‬كما يحيل إلى استقاللية هذه املجالس في ممارسة اختصاصاتها خارج إطار‬
‫الوصاية‪ ،‬بحيث أصبح بإمكان رؤساء املجالس تنفيذ مداوالتها ومقرراتها من جهة أخرى‪.‬‬
‫وبالعودة إلى القانون املقارن نجد أن الدستور الفرنس ي لسنة ‪ 1958‬نص على مبدإ‬
‫التدبير الحر في الفقرة الثانية من املادة ‪ 72‬حين أشار إلى أن " الجماعات تدار من قبل‬
‫مجالس منتخبة بحرية وفقا للشروط المنصوص عليها في القانون "‪ ،5‬والتي تم‬
‫تعديلها بالقانون الدستوري رقم ‪ 2003-276‬بتاريخ ‪ 28‬مارس ‪ 2003‬املتعلق بالتنظيم‬
‫الالمركزي للجمهورية كمايلي‪ " :‬في ظل الشروط التي ينص عليها القانون‪ ،‬هذه‬
‫الجماعات تدار بحرية من طرف مجالس منتخبة ولها سلطة تنظيمية من أجل‬
‫ممارسة اختصاصاتها "‪ .6‬وهو نفس االتجاه الذي تم تكريسه في الفقرة األولى‪ 7‬من املادة‬
‫بمبدإ التدبير‬ ‫األولى من الباب األول من املدونة العامة للجماعات املحلية الفرنسية واملعنون‬
‫الحر‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -‬القوانين التنظيمية عدد‪:‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7 ( 1436‬يوليو ‪ ) 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق‬
‫بالجهات‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ ،6380‬بتاريخ ‪.2015 /07/ 23‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7 ( 1436‬يوليو ‪ ) 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق‬
‫بالعماالت واألقاليم الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ ،6380‬بتاريخ ‪.2015 /07/ 23‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7 ( 1436‬يوليو ‪ ) 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق‬
‫بالجماعات الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ ،6380‬بتاريخ ‪.2015 /07/ 23‬‬
‫‪6 - Loi constitutionnelle n°2003-276 du 28 mars 2003 - art. 6 Dans les conditions prévues par la loi, ces‬‬
‫‪collectivités s'administrent librement par des conseils élus et disposent d'un pouvoir réglementaire pour‬‬
‫‪l'exercice de leurs compétences.‬‬
‫‪7 - Article L1111-1 : « Les communes, les départements et les régions s'administrent librement par‬‬
‫‪des conseils élus » Créé par Loi 96-142 1996-02-21 jorf 24 février 1996‬‬

‫‪3‬‬
‫وتبرز أهمية موضوع التدبير الحر في عالقته بقواعد الحكامة الترابية‪ ،‬في محاولة‬
‫إلقاء الضوء على واقع التدبير الحر وأثره على تحقيق التنمية املحلية املنشودة‪ ،‬وذلك من‬
‫خالل رصد تجليات التدبير الحر في عالقتها بما كرسه الدستور والقانون من ضمانات التنزيل‬
‫السليم‪ ،‬هذا األخير الذي تواجهه عدة معيقات‪.‬‬

‫وعلى هذا األساس فإن إشكالية املوضوع تتمحور حول‪:‬‬


‫"واقع التدبير الحر بين ضمانات التنزيل السليم ومعيق اته"‬
‫وتتفرع عن هذه الشكالية األسئلة التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي مبادئ التدبير الحر وما هي آليات تنزيله؟‬
‫‪ ‬ما هي ضمانات التنزيل السليم للمبدإ؟‬
‫‪ ‬ما هي معيقات التنزيل السليم للمبدإ؟‬
‫ولإلحاطة بالشكالية املطروحة واألسئلة املتفرعة عنها‪ ،‬نقترح التصميم التالي‪:‬‬

‫المطلب األول‪ :‬التدبير الحر للشأن الترابي‪ ،‬مبادئه وآليات تنزيله‬


‫المطلب الثاني‪ :‬ضمانات التنزيل السليم لمبدأ التدبير الحر‬
‫المطلب الثالث‪ :‬معيقات االعتماد السليم لمبدأ التدبير الحر‬

‫‪4‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التدبير الحر للشأن الترابي‪ ،‬مبادئه وآليات تنزيله‬
‫يعتبر القرار بمبدأ التدبير الحر لصالح الجماعات الترابية‪ ،‬من املستجدات الدستورية‬
‫الكبرى لسنة ‪ ،2011‬حيث أكد الفصل ‪ 136‬على أن التنظيم الجهوي والترابي يرتكز على‬
‫مبادئ التدبير الحر‪ ،‬وعلى التعاون والتضامن ويؤمن مشاركة السكان املعنيين في تدبير‬
‫شؤونهم والرفع من مساهمتهم في التنمية البشرية املندمجة واملستدامة‪.‬‬

‫إن القراءة املتأنية لهذا الفصل‪،‬تجعل القارئ أوال وقبل كل ش يء‪ ،‬يطرح تساؤال عريضا‬
‫مفاده هل األمر يتعلق بمبدأ التدبير الحر أم بمبادئ للتدبير الحر ؟‬

‫فبالرجوع إلى مقتضيات الدستور نجده يتحدث في الفصل ‪ 136‬أعاله‪ ،‬عن مبادئ‬
‫التدبير الحر باللغتين العربية والفرنسية‪.8‬‬

‫إال أن املشرع الدستوري املغربي في الفصل ‪ 146‬باللغة العربية‪ ،‬ينص على مبدأ التدبير‬
‫الحر وليس مبادئ‪ ،9‬وذلك على خالف النص الفرنس ي الذي يتحدث عن التدبير الحر فقط‬
‫بدون أدنى إشارة لعبارة مبدأ‪ ،‬حيث جاء الفصل على الشكل التالي‪:‬‬

‫‪une loi organique fixe notamment:‬‬

‫‪…les régles de gouvernance relative au bon fonctionnement de la libre‬‬


‫… ‪administration,‬‬

‫هذا الخلط الذي وقع فيه املشرع املغربي‪ ،‬نجده حتى على مستوى الكتابات الفقهية‬
‫التي تناولت موضوع التدبير الحر للجماعات الترابية‪ ،‬فالبعض يستخدم مصطلح مبدأ‬
‫التدبير الحر هكذا بصيغة املفرد‪ ،‬في حين يستخدم البعض اآلخر مصطلح مبادئ التدبير‬
‫الحر بصيغة الجمع‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪l’article 136 dispose que : « (l’organisation régionale et territoriale repose sur les principes de libre‬‬
‫» )‪administration, de coopération...‬‬
‫‪ 9‬جاء في الفصل ‪ 146‬بأنه تحدد بقانون تنظيمي‪ ،‬بصفة خاصة‪:‬‬
‫‪ ...‬قواعد الحكامة المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التبير الحر‬

‫‪5‬‬
‫في هذا الطار‪ ،‬يرى اتجاه فقهي أن النص الدستوري يتحدث عن مبادئ للتدبير الحر‬
‫وليس عن مبدأ التدبير الحر في حد ذاته‪ ،‬فالنص الدستوري قدم من خالل بنيته الداللية‬
‫على مصطلح مبادئ‪ ،‬وهذه الداللة تؤكد على الجمع لفائدة املفرد‪ ،‬أو بتعبير آخر‪ ،‬أن‬
‫مصطلح مبادئ آتى نكرة‪ ،‬وبذلك فهو اعتراف ضمني من قبل املشرع الدستوري على جهل‬
‫هذه املبادئ‪ .‬فلما قام املشرع الدستوري بتقديم النكرة على املعرفة التي هي مفهوم التدبير‬
‫الحر‪ ،‬فهو بذلك أثار إشكاليتين‪ :‬األولى تتمثل في عدم تحديد املبادئ‪ ،‬والثانية أنه لم يحدد‬
‫معنى التدبير الحر‪ .‬ولعل فهم هذا اللبس مهمة تركها املشرع الدستوري للبرملان حتى يجعله‬
‫يفهم أن تعريف مصطلح التدبير الحر هو في حد ذاته تحديد ملبادئه‪.10‬‬

‫وعموما‪ ،‬وعلى الرغم من اللبس والغموض الذي يلف هذا املقتض ى الدستوري‪ ،‬فإن‬
‫التنصيص على هذا املبدأ في صلب الدستور يحمل في طياته إشارة واضحة على البعد‬
‫الدستوري للمبدأ‪ ،‬وعلى كونه حرية من الحريات الدستورية الواجب احترامها من قبل‬
‫جميع السلطات السياسية والدارية والقضائية‪.11‬‬

‫وإذا كان إحجام املشرع الدستوري عن إعطاء تعريف شاف ملبدأ التدبير الحر‪ ،‬أو على‬
‫األقل‪ ،‬تحديد مبادئ هذا التدبير إن كان األمر فعال يتعلق بمبادئ وليس بمبدأ‪ ،‬قد جعل من‬
‫مبدأ التدبير الحر عبارة فضفاضة وخالية من أي محتوى‪ ،‬فإن مسؤولية تحديد مضمون‬
‫هذا املبدأ ومداه يتوقفان بشكل كبير على اختيارات املشرع‪ ،‬إلى جانب املحكمة الدستورية‬
‫التي ال يقل دورها أهمية في تحديد مالمح هذا املبدأ‪.‬‬

‫وفي هذا الطار‪ ،‬يتعين التذكير بأن املشرع في القوانين التنظيمية الثالث حاول‬
‫التعريف بهذا املبدأ‪ ،‬بتنصيصه على أنه " يرتكز تدبير الجهة‪ -‬مجلس العمالة واإلقليم‪-‬‬
‫الجماعة على مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكل جماعة ترابية في حدود‬
‫اختصاصاتها املنصوص عليهما في القسم الثاني من هذا القانون التنظيمي‪،‬سلطة‬

‫‪10‬عبد اللطيف الهاللي‪ " ،‬آليات وأنماط التدبير الجهوي على ضوء القانون التنظيمي للجهات رقم ‪ ،" 111.14‬المجلة المغربية للقانون‬
‫اإلداري والعلوم اإلدارية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ ،2017 ،4-3‬ص‪.119-118.‬‬
‫‪11‬‬
‫أحمد بوسيدي‪ " ،‬التدبير الحر للجماعات الترابية "‪ ،‬المنبر القانوني عدد مزدوج ‪ ،2012 ،2-3‬ص‪.209 .‬‬

‫‪6‬‬
‫التداول بكيفية ديمقراطية وسلطة تنفيذ مداوالتها ومقرراتها‪ ،‬طبقا ألحكام هذا القانون‬
‫التنظيمي والنصوص التشريعية والتنظيمية املتخذة لتطبيقه‪".‬‬

‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬وفي ضوء املرجعية الدستورية والقوانين التنظيمية املتعلقة‬
‫بالجماعات الترابية‪ ،‬يمكن رصد أهم املبادئ التي تؤطر التدبير الحر للشأن الترابي(الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬إال أن أهمية هذه املبادئ ال يمكن أن نالحظها إال من خالل عملية تنزيلها على أرض‬
‫الواقع‪ ،‬والتي تبقى رهينة بمدى األخذ بمجموعة من الوسائل التطبيقية لها(الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬مبادئ التدبير الحر‬

‫يعتبر التدبير الحر حرية عامة وحقا أساسيا للجماعات الترابية‪ ،‬الهدف من وراء إقراره‬
‫هو ضمان استقالليتها وحرية تصرفها وتدخلها من أجل إشباع الحاجات العامة املحلية‪ ،‬في‬
‫إطار الشروط التي يحددها املشرع‪ .‬وملا كان األمر كذلك‪ ،‬فإنه ال بد من وجود مبادئ تؤطر‬
‫هذا الحق‪ ،‬وفي نفس الوقت تشكل ضمانة لتنزيله‪ .‬ويمكن حصر أهم هذه املبادئ فيما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬مبدأ التسيير الديمقراطي للشأن المحلي‬

‫ينص الفصل ‪ 135‬من الدستور على أن "الجماعات الترابية أشخاص اعتبارية‬


‫خاضعة للقانون العام‪ ،‬تسير شؤونها بكيفية ديمقراطية‪.‬‬

‫تنتخب مجالس الجهات والجماعات باالقتراع العام املباشر‪" .‬‬

‫يستشف من خالل قراءة الفصل السالف الذكر مسألتين رئسيتين‪:‬‬

‫أولهما القرار بالشخصية املعنوية للجماعات الترابية بكل ما يترتب عنها‬ ‫‪-‬‬
‫من نتائج‪ ،‬والتي بمقتضاها تمارس هذه الهيئات مهامها بنوع من االستقاللية سواء‬
‫على املستوى الداري أو املالي‪ ،‬وبذلك يكون منح الشخصية املعنوية لهذه الهيئات‬
‫من أهم مظاهر التدبير الحر للشأن الترابي‪.‬‬

‫‪7‬‬
‫ثانيهما مسألة انتخاب املجالس املحلية‪ ،‬فمن الناحية العضوية‪ ،‬ال‬ ‫‪-‬‬
‫يستقيم الحديث عن التدبير الحر إذا كانت األجهزة الالمركزية تعينها السلطة‬
‫املركزية‪ .‬وهكذا فال يمكن تصور جماعة ترابية بدون مجلس منتخب‪ ،‬وفي هذا‬
‫السياق نستحضر مقولة بليغة لألستاذ موريس هوريو يقول فيها انه " متى تم‬
‫تعيين السلطة املحلية من طرف السلطة املركزية فهناك مركزية حتى ولو تم‬
‫االعتراف لهذه السلطة املحلية باالستقاللية واالختصاصات الذاتية‪ ،‬وفي املقابل‬
‫متى تم اختيار سلطة محلية أو سلطة خاصة عن طريق االنتخاب الشعبي فان‬
‫فتكوين‬ ‫بوصاية قوية‪".‬‬ ‫هناك المركزية حتى ولو كانت هناك استقاللية مقيدة‬
‫املجالس باالنتخاب املباشر أو غير املباشر يشكل حسب الدستور الحد األدنى‬
‫املطلوب لتحقيق التدبير الحر من الناحية العضوية‪.12‬‬
‫غير أن ما ينبغي الشارة إليه في هذا املقام‪ ،‬هو أن مبدأ االنتخاب غير املباشر ال‬
‫يتعارض مع ال مركزية حقيقية‪ ،‬فاملهم أن يكون املجلس منتخبا سواء بطريقة مباشرة أو غير‬
‫مباشرة‪ .‬وأن ال يكون املنتخب خاضعا ألوامر السلطات املركزية وإلى سلطتها الرئاسية‪.13‬‬

‫نافلة القول‪ ،‬ان وجود املجالس املنتخبة هو أساس الحديث عن التدبير الحر للشأن‬
‫الالمركزي‪ .‬فكما يقول األستاذ بونار "إن السلطة املحلية يجب أن تنبثق من انتخابات‬
‫ُ‬
‫محلية حتى تستطيع الشعور بكونها تمارس نشاطها بحرية‪".‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبدأ التفريع‬

‫يعتبر مبدأ التفريع من أهم مبادئ التدبير الحر للجماعات الترابية‪ ،‬والذي بموجبه‬
‫تمارس الجهات والجماعات الترابية األخرى اختصاصات فعلية‪ .‬وفي هذا الطار‪ ،‬نص الفصل‬
‫‪ 140‬من الدستور‪ ،‬على أنه للجماعات الترابية وبناء على مبدأ التفريع‪ ،‬اختصاصات ذاتية‬
‫واختصاصات مشتركة مع الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة‪.‬‬

‫‪12‬‬
‫محمد اليعكوبي‬
‫‪13‬‬
‫نفس المرجع‪ ،‬ص‪.18 .‬‬

‫‪8‬‬
‫ويقض ي هذا املبدأ أن تكون الوحدة الدارية القاعدية أو األدنى‪ ،‬هي صاحبة‬
‫االختصاص األصيل‪ ،‬وال يمكن للوحدة الدارية األعلى التدخل إال في حالة عجز األولى‪ .‬ومن‬
‫ثمة‪ ،‬فإنه ال يمكن لإلقليم مثال القيام باملهام املسندة للجماعة‪ ،‬إال في الحالة التي تعجز فيها‬
‫هذه األخيرة‪ ،‬ونفس األمر بالنسبة للجهة التي ال يمكنها التدخل في الشأن القليمي إال في‬
‫حالة عجز العمالة أو القليم املعني‪ ،‬إلى أن تصل هذه الحلقة إلى الدولة التي تعمل على‬
‫تصريف هذه االختصاصات من القمة إلى القاعدة‪.14‬‬

‫وكنتيجة حتمية لهذا املبدأ‪ ،‬فإنه ال يمكن الحديث عن التدبير الحر للشأن الترابي إذا‬
‫كانت املجالس تكتفي بممارسة اختصاصات استشارية‪ .‬بل ال بد من وجود اختصاصات‬
‫ذاتية ومتميزة عن اختصاصات الدولة‪ ،‬على أن تتوفر على قدر كاف من الحرية ملمارستها من‬
‫أجل رعاية الشؤون املحلية‪.15‬‬

‫وارتباطا بما سبق‪ ،‬فإن من ضمانات التدبير الحر أن تكون اختصاصات كل من الدولة‬
‫ّ‬
‫والجماعات الترابية واضحة وموزعة توزيعا دقيقا‪ ،‬بما يمكن من استبعاد فرضية التداخل‬
‫بين االختصاصات‪ .‬وإن كان هذا األمر من الناحية املنطقية يبقى أمرا صعبا بالنظر إلى‬
‫صعوبة التمييز بين الشؤون التابعة بطبيعتها للدولة وبين الشؤون التي تدخل في صميم‬
‫اختصاصات الجماعات الترابية‪ ،‬طاملا أن مفهوم الشأن املحلي ذاته يبقى مفهوما غامضا‬
‫ومبها يصعب تحديده بدقة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬مبدأ المساواة أمام الق انون‬

‫يعد مبدأ املساواة أمام القانون‪ ،‬من أهم املبادئ التي كرسها دستور ‪ ،2011‬حيث نص‬
‫الفصل السادس منه على أن "القانون هو أسمى تعبير عن إرادة األمة‪ ،‬والجميع أشخاص‬
‫ذاتيين أو اعتباريين‪ ،‬بما فيهم السلطات العمومية متساوون أمامه‪ ،‬وملزمون باالمتثال‬
‫له‪"...‬‬

‫‪ 14‬عبد اللطيف الهاللي‪ ،‬مرجع سابق‪،‬ص‪.120 .‬‬


‫‪ 15‬أحمد بوسيدي‪" ،‬التدبير الحر للجماعات الترابية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.206.‬‬

‫‪9‬‬
‫فمبدأ املساواة أمام القانون إذن‪ ،‬ال يطبق على املواطنين واملواطنات فقط‪ ،‬بل يشمل‬
‫حتى األشخاص االعتباريين بما فيهم السلطات العمومية‪ ،‬لذلك فالجماعات الترابية وهي‬
‫بمناسبة القيام بالتدبير الحر لشؤونها‪ ،‬ملزمة باحترام هذا املبدأ وباقي املبادئ الدستورية‬
‫األخرى املتفرعة عنه‪ ،16‬لعل أهم هذه املبادئ‪ ،‬مبدأ وحدة الدولة‪ .‬ذلك أن الجماعات‬
‫ا لترابية في إطار الدولة املوحدة ما هي إال وحدات ثانوية‪ ،‬فرغم تمتعها بالشخصية املعنوية‬
‫ومن ثمة‪ ،‬االستقالل املالي‪ ،‬إال أنها تدين بوجودها للدولة‪ ،‬إذ تبقى خاضعة لسيادتها ورقابتها‬
‫بهدف احترام القوانين والحفاظ على املصالح الوطنية‪.17‬‬

‫فالتدبير الحر للجماعات الترابية إذن‪ ،‬ال يمكنه أن يمس بمبدأ وحدة الدولة‪ ،‬ومخطئ‬
‫من يرى أن االعتراف بالتدبير الحر لهذه الهيئات يفض ي إلى استقالليتها املطلقة تجاه الدولة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات تنزيل مبدإ التدبير الحر‬

‫ال خالف في األهمية التي يكتسيها االعتراف للجماعات الترابية بحقها في التدبير الحر‬
‫لشؤونها‪ ،‬إال أن هذه األهمية ال يمكن أن تبرز بشكل حقيقي إال إذا منحت لهذه الهيئات‬
‫الوسائل الضرورية لتنزيله على أرض الواقع‪.18‬‬

‫وفي ضوء املرجعية الدستورية والقوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ ،‬يمكن القول‬
‫بأن هذه الوسائل تتجسد في وسائل قانونية واملتمثلة أساسا في منح السلطة التنظيمية‬
‫لهذه الهيئات (أوال) من جهة‪ ،‬ووسائل مالية (ثانيا) من جهة أخرى‪.‬‬

‫أوال‪ :‬منح السلطة التنظيمية للجماعات الترابية‬

‫تشكل السلطة التنظيمية إحدى أهم الوسائل القانونية املوضوعة رهن إشارة‬
‫الجماعات الترابية من أجل تفعيل حقها في التدبير الحر لشؤونها‪ ،‬ويقصد بالسلطة‬
‫التنظيمية كآلية ممنوحة للجماعات الترابية‪ ،‬سلطة إصدار القرارات العامة املجردة لتدبير‬

‫‪ 16‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.209.‬‬


‫‪ 17‬أحمد بوسيدي‪ " ،‬التدبير الحر للجماعات الترابية "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.203.‬‬
‫‪ 18‬أحمد بوسيدي‪" ،‬الوسائل القانونية للتدبير الحر للجماعات الترابية"‪ ،‬مجلة المنبر القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،4‬السنة ‪ ،2013‬ص‪.136.‬‬

‫‪10‬‬
‫شؤونها‪ .‬وال شك في كون إسناد السلطة التنظيمية للجماعات الترابية يعبر عن تطور مهم‪،‬‬
‫ويدشن للمرور ملرحلة ثالثة في تطور االختصاص في املجال التنظيمي‪ ،‬كما يعبر في الوقت‬
‫ذاته عن ظهور مراكز جديدة للقرار داخل الدولة‪.19‬‬

‫وقد تم التنصيص عليها ألول مرة في دستور ‪ 2011‬في فصله ‪ 140‬الذي نص على أنه "‬
‫للجماعات الترابية وبناء على مبدأ التفريع‪ ،‬اختصاصات ذاتية واختصاصات مشتركة مع‬
‫الدولة واختصاصات منقولة إليها من هذه األخيرة‪.‬‬

‫تتوفر الجهات والجماعات الترابية األخرى‪ ،‬في مجاالت اختصاصاتها‪ ،‬وداخل دائرتها‬
‫الترابية على سلطة تنظيمية ملمارسة صالحياتها‪".‬‬
‫ما يالحظ على هذا الفصل‪ ،‬هو أن املشرع لم ّ‬
‫يفصل وهو يمنح السلطة التنظيمية‬
‫للجماعات الترابية ولم يحدد الجهة املختصة فعليا بممارسة هذه السلطة‪ ،‬وبالتالي طرح‬
‫التساؤل هل هذه السلطة ممنوحة للمجالس التداولية لهذه الجماعات أم لرؤسائها‬
‫فقط؟‬

‫لكن‪ ،‬وبالعودة للقوانين التنظيمية الثالث املتعلقة بالجماعات الترابية‪ ،‬سنالحظ أن‬
‫املشرع لم ينص في أي موضع على السلطة التنظيمية في اختصاصات الجهات ومجالس‬
‫العماالت واألقاليم ثم الجماعات‪ ،‬وال في اختصاصات مجالسها‪ ،‬في حين نص عليها وهو‬
‫بصدد الحديث عن اختصاصات رؤسائها‪ ،‬حيث نص على أنه "يمارس رئيس مجلس الجهة‬
‫(والجماعات الترابية األخرى)‪ ،‬بعد مداوالت املجلس‪ ،‬السلطة التنظيمية بموجب قرارات‬
‫تنشر بالجريدة الرسمية للجماعات الترابية‪"...‬‬

‫وفي هذا الطار أثارت‪ ،‬بعض االتجاهات الفقهية‪ 20‬مسألة مدى دستورية منح السلطة‬
‫التنظيمية لألجهزة التنفيذية للجماعات الترابية‪ ،‬معتبرة أن إسناد هذه السلطة لرؤساء‬

‫‪ 19‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.47.‬‬


‫‪ 20‬المكي السراجي‪" ،‬السلطة التنظيمية للجماعات الترابية"‪ ،‬المجلة المغربية للقانون اإلداري والعلوم اإلدارية‪ ،‬عدد مزدوج ‪،2-3‬‬
‫‪ ،2017‬ص‪.53.‬‬

‫‪11‬‬
‫الجماعات الترابية مناقض لروح الفصل ‪ 140‬من الدستور‪ ،‬ألن هذا األخير عندما تحدث‬
‫عن الجماعات الترابية فهو في الحقيقة يتحدث عن أجهزتها التقريرية وليس التنفيذية‪.21‬‬

‫وعطفا على ما سبق‪،‬أثار موضوع السلطة التنظيمية املمنوحة للجماعات الترابية‬


‫إشكاال آخر‪ ،‬يتعلق بالطبيعة القانونية لهذه السلطة التنظيمية خاصة إذا ما علمنا أن‬
‫السلطة التنظيمية بمعناها الدستوري املعروف هي اختصاص حصري برئيس الحكومة؟‬

‫ارتباطا بما سبق‪ ،‬ظهر اتجاهان فقهيان‪ ،‬خاصة في فرنسا‪ ،‬يرى األول أن السلطة‬
‫املمنوحة للجماعات الترابية هي سلطة أصلية ومستقلة عن السلطة املمنوحة لرئيس‬
‫الحكومة رابطا توجهه هذا بالتدبير الحر املعترف به دستوريا لهذه الهيئات‪.‬‬

‫أما االتجاه الثاني‪ ،‬يرى أن هذه السلطة ليست إال سلطة ثانوية وفرعية‪ ،‬وبيان ذلك في‬
‫نظر هذا االتجاه‪ ،‬هو أنه ال يمكن بأي وجه من الوجوه في إطار الدولة املوحدة التي مصدر‬
‫القواعد القانونية‪ ،‬الحديث عن سلطة تنظيمية أصلية محلية خاصة‪ .‬وبالتالي‪ ،‬وحسب هذا‬
‫االتجاه دائما‪ ،‬فإن السلطة التنظيمية املمنوحة للجماعات الترابية ما هي إال سلطة لتطبيق‬
‫القوانين ال غير‪.22‬‬

‫عموما‪ ،‬ودون الغوص كثيرا في هذه السجاالت الفقهية التي ال نهاية لها‪ ،‬ينبغي التأكيد‬
‫على أن هذه السلطة املمنوحة للجماعات الترابية‪ ،‬ما هي إال سلطة ثانوية وتابعة ال تمارس‬
‫إال في إطار االختصاصات املخولة قانونا لهذه الهيئات‪ ،‬وبيان ذلك بالضافة إلى مبدأ وحدة‬
‫الدولة الذي يعتبر من الثوابت الوطنية التي تقوم عليها األمة املغربية‪ ،‬والذي يقوم على فكرة‬
‫أن السيادة تكون للدولة في مجموع ترابها الوطني‪ ،23‬ما أفرزت عنه املمارسة داخل هذه‬
‫الهيئات‪.‬‬

‫‪ 21‬برر األستاذ المكي السراجي توجهه هذا مستندا على مبررين رئيسيين‪ .‬أما األول‪ ،‬فيتعلق األمر بالكتابات الفقهية المغربية التي‬
‫تناولت موضوع السلطة التنظيمية الممنوحة للجماعات الترابية قبل صدور القوانين التنظيمية للجماعات الترابية‪ ،‬من زاوية‬
‫االختصاصات المسندة للجماعات الترابية وبالضبط لمجالسها باعتبارها أجهزة تقريرية وتداولية‪ .‬أما الثاني‪ ،‬فاستند فيه إلى الدستور‬
‫الفرنسي والفقه الفرنسي اللذان يربطان السلطة التنظيمية بالمجالس التداولية‪.‬‬
‫‪ 22‬للتوسع أكثر‪ ،‬أنظر‪:‬‬
‫أحمد بوسيدي‪ ،‬الوسائل القانونية للتدبير الحر للجماعات الترابية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪ 137 .‬وما بعدها‪.‬‬
‫‪ 23‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.141 .‬‬

‫‪12‬‬
‫ثانيا‪ :‬الموارد المالية الممنوحة الجماعات الترابية‬

‫إن النهوض بالتنمية الجهوية والترابية عموما‪ ،‬يقتض ي توفر الجماعات الترابية على‬
‫موارد مالية كافية للنهوض بمهامها‪ ،‬خاصة املوارد الذاتية التي تشكل املرتكز األساس ي للتدبير‬
‫الحر‪ ،‬وهو ما حاول الدستور ومعه القوانين التنظيمية للجماعات الترابية تكريسه‪ ،‬حيث‬
‫مكن هاته الهيئات الترابية من مصادر تمويل متعددة تتشكل من موارد ذاتية وأخرى‬
‫مرصودة من قبل الدولة‪.24‬‬

‫انسجاما مع ما سبق‪ ،‬فإن املوارد الذاتية للجماعات الترابية وإن كانت تشكل عامال‬
‫أساسيا في قياس مدى استقالل الجماعات الترابية‪ ،‬فإنها وفي ظل الظرفية الحالية تبقى غير‬
‫كافية‪ ،‬مما حدا بالدولة إلى تعزيز املوارد املحولة لفائدة الجماعات الترابية‪.25‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬الموارد البشرية‬

‫يعتبر توفير املوارد البشرية املؤهلة للجماعات الترابية‪ ،‬اآللية الكفيلة والقادرة على تنزيل‬
‫وتفعيل سياسة التدبير الحر للشأن املحلي‪ ،‬إذ أن هذا األخير يقتض ي أكثر من أي وقت مض ى‬
‫االنتقال من مفهوم التسيير إلى مفهوم التدبير‪ ،‬ومن مفهوم الرئيس إلى مفهوم القائد‪ ،‬وهو‬
‫األمر الذي ال ولن يتأت إال بتوفير منتخبين مؤهلين‪ ،‬وكذا إدارة محلية متفتحة قابلة للتأقلم‬
‫مع معطيات وأساليب التدبير العمومي الجديد‪.26‬‬

‫‪ 24‬عبد اللطيف الهاللي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.120.‬‬


‫محمد الصدوقي‪ ،‬التدبير الحر واالستقاللية المالية للجماعات الترابية‪ ،‬أية عالقة؟‪ ،‬مجلة المنبر القانوني‪ ،‬العدد ‪،2016 ،11‬‬
‫‪25‬ص‪.116.‬‬
‫‪26‬عبد اللطيف الهاللي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.121.‬‬

‫‪13‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬ضمانات التنزيل السليم لمبدأ التدبير الحر‬
‫تضمنت القوانين التنظيمية املتعلقة بالجماعات الترابية مجموعة من القواعد املتعلقة‬
‫بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر من خالل احترام العديد من القواعد املجسدة في املساواة‬
‫بين املواطنين في الولوج إلى املرافق العمومية التابعة للجماعات الترابية‪ ،‬وكذا االستمرارية في‬
‫أداء الخدمات وضمان جودتها وتكريس قيم الديمقراطية والشفافية واملحاسبة واملسؤولية‬
‫وترسيخ سيادة القانون والتشارك والفعالية والنزاهة‪ ،27‬وذلك لترسيخ قيم الحكامة في تدبير‬
‫الشأن العام الترابي‪ ،‬ومن أجل ذلك تم إقرار مجموعة من الضمانات سنتطرق لها تباعا على‬
‫الشكل التالي‪:‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الرق ابة على الجماعات الترابية‬

‫تعتبر الرقابة من املقومات األساسية للحكامة الترابية ووسيلة لضبط العمل والحرص‬
‫على أدائه‪ ،‬تبعا للضوابط والقواعد القانونية العامة‪ ،‬وانسجام قرارات وأعمال الجماعات‬
‫الترابية مع مبدأ الشرعية‪.‬‬

‫فاملناداة بضرورة السير في اتجاه تحرير الجماعات الترابية من الوصاية الدارية واملالية‬
‫ال يعني قطعا‪ ،‬أن الجماعات الترابية وأجهزتها تكون فوق أي مراقبة أو محاسبة‪ ،‬بل يفرض‬
‫واقع الحال‪ ،‬عدم إغفال الرقابة كأسلوب أمثل ملعالجة االختالالت والتي يجب أن تحكمها‬
‫مجموعة من الجراءات‪ ،‬تشمل مايمكن أن يسمى "شبكة املراقبة" التي تشمل الرقابة‬
‫السياسية‪ ،‬القضائية‪ ،‬املالية والدارية‪.‬‬

‫فالقوانين التنظيمية عززت مبدأ التدبير الحر بالنسبة للجماعات الترابية عبر حصر‬
‫املراقبة الدارية املنصوص عليها دستوريا في مجال املشروعية وتقرير دور القضاء في كل‬
‫املنازعات املحتملة‪.‬‬

‫ومن أهم ما تم التنصيص عليه في هذا الباب‪ ،‬نذكر مايلي‪:‬‬

‫‪ 27‬المادة ‪ 269‬من القانون التنظيمي ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات وما يقابلها في القوانين التنظيمية للجماعات الترابية األخرى‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫طبقا للفقرة الثانية من الفصل ‪ 145‬من الدستور‪ ،‬فإن الوالة والعمال‬ ‫‪-1‬‬
‫يمارسون املراقبة الدارية على مشروعية قرارات رؤساء املجالس ومقرراتهم ويمكنهم‬
‫التعرض على املقرارات التي ال تدخل في صالحياتها أو املخالفة للقانون‪.‬‬
‫اختصاص القضاء وحده بحل املجالس وبالتصريح ببطالن املداوالت‬ ‫‪-2‬‬
‫وإيقاف املقرارات والقرارات املتخدة خرقا ألحكام النصوص التشريعية والتنظيمية‬
‫الجاري بها العمل‪.‬‬
‫تخضع للتأشيرة القبلية املقرارات ذات الوقع املالي وبالدرجة األولى على‬ ‫‪-3‬‬
‫املزانية الجماعية‪.28‬‬
‫ومن كل ذلك نستنتج أن حرية التدبير غير واردة‪ ،‬إال في ظل احترام ما هو وارد في‬
‫القانون روحا وفلسفة‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬تفعيل دور القضاء اإلداري‬

‫من املستجدات الرائدة التي جاءت بها القوانين التنظيمية الجديدة‪ ،‬تفعيل دور‬
‫القضاء الداري حتى يتبوأ املكانة املتميزة التي خولها له دستور ‪ ،2011‬لفض النزاعات بين‬
‫الجماعات الترابية واملؤسسات العامة والخاصة‪ ،‬وحماية الحقوق والحريات الفردية‬
‫والجماعية لعموم املواطنين‪ ،‬وعليه أضحى للقضاء سلطة عزل أعضاء املجالس والتصريح‬
‫ببطالن مداوالت املجالس‪ ،‬ووقف تنفيذ املقرارات الصادرة عن املجالس الجماعية والجهوية‬
‫التي قد تشوبها عيوب قانونية متصلة باملشروعية أو املالءمة‪ ،‬ويتم البت في النزاعات‬
‫املتعلقة بارقابة الدارية من طرف املحكمة الدارية املختصة وهي مقاربة من شأنها تطوير‬
‫مبدأ التدبير الحر من خالل إجبار املنتخبين للقيام بواجباتهم بعيدا على كل اختالل‪،‬‬
‫والحرص على التسيير الجيد‪.‬‬

‫‪ 28‬محمد يحيا‪ ،‬مبدأ التدبير الحر للجماعات الترابية بين التفسيرين الضيق والواسع في القانونين الدستوري واإلداري المغربيين‪ ،‬المجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،133‬الصفحة ‪.31‬‬

‫‪15‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬التخطيط االستراتيجي‬

‫إن التطور الذي عرفته الجماعات الترابية ببالدنا والرهانات املختلفة التي تعلق عليها في‬
‫إنعاش القتصاد املحلي يفرض عليها ضرورة اللجوء غلى آلية التخطيط الستراتيجي في تدبير‬
‫الشأن العام املحلي‪.‬‬

‫وتتحدد أهمية التخطيط الستراتيجي في كونه يمكن الجماعات الترابية من تحديد‬


‫الطريقة التي بواسطتها تتملك جماعة ما األدوات والمكانيات التي ستمكنها من تحقيق‬
‫أهدافها‪ ،‬والغايات التي تسعى لبلوغها‪.‬‬

‫فاألخذ بالتخطيط العقالني من كافة الجماعات الترابية من شأنه أن يحقق التكامل في‬
‫البرامج التنموية وتدخالت مختلف الفاعلين االقتصاديين واالجتماعيين‪ ،‬وبالتالي تكريس‬
‫حكامة التدبير املحلي‪ ،‬والرقي بالجماعات الترابية لتلعب دورا طالئعيا في تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬

‫وتنبني عملية التخطيط الستراتيجي على ثمان مراحل‪ :‬وضع وصياغة األهداف بدقة‬
‫ووضوح‪ ،‬ثم دراسة البيئة الخارجية‪ ،‬وكذا التغيرات املمكنة‪ ،‬من أجل تحديد المكانات‬
‫الداخلية وبدائل العمل‪ ،‬والتي من ضمنها يمكن اختيار األفضل‪ ،‬وعلى ضوء هذا االختيار‬
‫يمكن وضع خطط تفصيلية وبرامج تنفيذية يتلوها بعد ذلك تقييم ورقابة العمل برمته‪ ،‬أي‬
‫املخطط الستراتيجي‪.29‬‬

‫الفقرة الرابعة‪ :‬توسيع حاالت التنافي‪ ،‬وإلزامية التصريح بالممتلكات بالنسبة لرؤساء‬
‫المجالس وباقي أعضاء مكاتبها‬

‫وفق مقتضيات القوانين التنظيمية الجديدة‪ ،‬تتنافى مهام رؤساء مجالس الجماعات مع‬
‫مهام رؤساء مجالس جماعات ترابية أخرى أو مهام رئاسة غرف مهنية‪ ،‬وتتنافى أيضا مهمة‬
‫رئاسة مجلس الجهة مع صفة عضو في مجلس النواب أو في مجلس املستشارين أو في‬
‫‪ 29‬محمد بوكطب‪ ،‬التدبير الحكماتي لإلدارة الترابية بالمغرب‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر والسياسة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪،2017 ،48/47‬‬
‫الصفحة ‪.74‬‬

‫‪16‬‬
‫الحكومة‪ ،‬وفي حالة الجمع بينهما تجب الستقالة من إحداهما‪ .‬وفي نفس السياق وبناء على‬
‫أحكام هذه القوانين الجديدة‪ ،‬يجب على رؤساء مجالس الجماعات الترابية وباقي أعضاء‬
‫مكاتبها التصريح بممتلكاتهم طبقا لألنظمة القانونية الجاري بهتا العمل خالل أجل أقصاه‬
‫شهرين‪ ،‬تسري من تاريخ انتخابهم‪ ،‬وبالتالي فكل ذلك يهدف إلى تحميل مسؤولية تدبير‬
‫الشأن املحلي للمنتخبين للتفرغ ملهامهم حصريا‪ ،‬والتأسيس لثقافة جديدة ستساهم في‬
‫تدعيم مبدأ التدبير الحر‪.30‬‬

‫الفقرة الخامسة‪ :‬المق اربة التشاركية كآلية من آليات تفعيل مبدأ التدبير الحر‪.‬‬

‫لقد أظهرت الطرق التقليدية في التدبير الداري املحلي على عجزها للتصدي للمشاكل‬
‫التي تعترض تحقيق التنمية الدارية بصفة خاصة‪ ،‬واملساهمة في تحقيق التنمية‬
‫االقتصادية بصفة عامة‪.‬والسبب في ذلك يرجع إلى نمطية أساليب التدبير القديمة ‪ ،‬التي‬
‫تتأسس على مقاربة قانونية وهي مقاربة أصبحت متجاوزة في ظل التحديات الخارجية‬
‫والداخلية ‪،‬األمر الذي يقتض ي نهج مقاربات جديدة أكثر فعالية من قبيل املقاربة‬
‫‪31‬‬
‫التشاركية‪.‬‬

‫ويعتبر التدبير التشاركي ضرورة ملحة والية من آليات الحكم الرشيد باعتباره من‬
‫املبادئ العامة التي ينبغي احترامها لتكريس قواعد الحكامة املتعلقة بحسن تطبيق مبدأ‬
‫التدبير الحر‪. 32‬‬

‫‪ 30‬محمد يحيا‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪.39‬‬


‫‪ 31‬محمد بوكطب ‪،‬التدبير الحكامتي لإلدارة الترابية بالمغرب‪،‬منشورات مجلة مساللك في الفكر والسياسة واالقتصاد‪،‬العدد‪48.47‬‬
‫السنة ‪ 2013‬ص ‪.73‬‬
‫‪ 32‬تنص المادة ‪ 243‬من القانون رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات على مايالي يراد في مدلول هذا القانون التنظيمي بقواعد الحكامة‬
‫المتعلقة بحسن تطبيق مبدأ التدبير الحر العمل على الخصوص على احترام المبادئ العامة التالية‬
‫_المساواة بين المواطنين في الولوج المرافق العمومية التابعة للجهة‪.‬‬
‫_االستمرارية في أداء الخدمات من قبل الجهة وضمان جودتها‪.‬‬
‫_تكريس قيم الديمقراطية و الشفافية والمحاسبة والمسؤولية‪.‬‬
‫_ترسيخ سيادة القانون‪.‬‬
‫_التشارك الفعالية والنزاهة‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ولعل من أبرز املظاهر والتجليات التي تكرس هذا النوع من التدبير التشاركي ما نجده‬
‫ضمن مقتضيات القوانين التنظيمية الثالثة املتعلقة بالجماعات الترابية التي نصت على‬
‫مجموعة من اآلليات كالهيئات االستشارية املوضوعاتية التي تم التنصيص على إحداثها على‬
‫مستوى كل وحدة من وحدات الجماعات الترابية ‪ ،‬وتهتم هذه الهيئات بقضايا محلية‬
‫‪33‬‬
‫واجتماعية باألساس كما تقوم على إشراك فعاليات املجتمع املدني‪.‬‬

‫وعليه فاملالحظة امللموسة في هذا الصدد‪ ،‬أن املجتمع املدني أصبح عنصرا فعاال في‬
‫هذه املقاربة التشاركية خاصة أن التصور الجديد للسياسات الحكومية التنموية أصبح‬
‫يستدعي حضور املجتمع املدني عموما ‪،‬والنسيج الجمعوي خصوصا‪،‬كي يساهما باقتراحاتهما‬
‫‪34‬‬
‫ومشاركتهما في العملية التنموية التي تتجسد في البرامج واملبادرات الوطنية واملحلية‪.‬‬

‫ثم هناك آليات للحوار والتشاور على مستوى الجماعات الترابية الثالثة وهي آلية‬
‫تشاركية تعمل على تيسير مساهمات املواطنين واملوطنات والجمعيات في إعداد برامج‬
‫التنمية سواء على مستوى الجهة أو العمالة واألقاليم أو الجماعات‪.‬‬

‫كما تحدد القوانين التنظيمية السالفة الذكر‪ ،‬آلية جديدة كوجه من وجوه تكريس‬
‫املقاربة التشركية والتي تتجلى في تقديم العرائض والتي تم تحديد طريقة وشروط تقديمها‬
‫ضمن مقتضيات هذه القوانين التنظيمية‪.‬ونشير على أن هذا الجراء يعتبر من أبرز‬
‫املستجدات في إطار التدبير املحلي الجديد الذي يهدف إلى مشاركة العموم في اتخاذ القرارات‬
‫التي تهمهم‪ ،‬إذ أنه ألول مرة في املغرب يتم التنصيص على هذا الحق في القوانين التنظيمية‬
‫الثالثة‪ ،‬و لعل هذه التقنية من شأنها تمكين السكان املحلين من تقديم وجهات نظرهم‬
‫‪35‬‬
‫ومقترحاتهم وتوجهاتهم لإلدارة املجالس املحلية للمساهمة في التدبير املحلي بشكل إيجابي‪.‬‬

‫تأسيسا على ما سبق ‪،‬فإن ترسيخ ثقافة التدبير التشاركي بمفاهيمه وقواعده والياته‬
‫أصبح مطلبا ملحا في إطار تفعيل مبدأ التدبير الحر‪،‬غير أن مالي النصوص القانونية من‬
‫‪ 33‬أنضر المواد ‪ 117‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬المادة ‪ 111‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق‬
‫بالعماالت واالقاليم ‪ ،‬والمادة ‪ 120‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬
‫‪ 34‬محمد بوكطب ‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪74‬‬
‫‪35‬محمد بوكطب‪،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪75‬‬

‫‪18‬‬
‫أهمية في إدراج هذا النوع الجديد من التدبير إال أن األمر غير كافي إذا لم توجد إرادة فعلية‬
‫حقيقية من لدن الفاعل العمومي لتنزيل تلك املقتضيات على أرض الواقع‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬معيق ات االعتماد السليم لمبدأ التدبير الحر‬
‫يتعرض مبدأ التدبير الحر ملجموعة من املعيقات القانونية والوظيفة والبنيوية‪ .‬هذه‬
‫املعيقات التي من شأنها عرقلة االعتماد السليم على هذا املبدأ كأساس لتدبير الجماعات‬
‫الترابية وتقوية الالمركزية الترابية‪ ،‬وبالتالي التنزيل الناجع للجهوية املتقدمة التي نص عليها‬
‫الدستور على اعتبار مكانة الجهة في التنظيم الالمركزي‪.‬‬
‫وتنقسم املعيقات األساسية لتفعيل مبدأ التدبير الحر إلى معيقات قانونية (الفقرة‬
‫األولى ) ومعيقات تتعلق باملوارد املالية وبمستوى املنتخبين ( الفقرة الثانية )‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المعيق ات الق انونية‬


‫تتجلى املعيقات القانونية في الرقابة املفرطة على الجماعات الترابية وتداخل‬
‫االختصاصات بين الجماعات وعدم تحديدها بدقة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬قوة الرق ابة‬


‫على الرغم من أن القوانين التنظيمية للجماعات الترابية حاولت التقليص من شدة‬
‫الرقابة املفروضة على الجماعات الترابية‪ ،‬إال أن هذه األخيرة الزالت‪ ،‬رغم ذلك‪ ،‬لم تنل‬
‫الحرية الالزمة لتدبير أمورها وفق ملبدأ التدبير الحر‪ .‬فاملالحظ أن الدستور أعطى للجماعات‬
‫الترابية الحرية في تدبير مجالها وفق مبدأ التدبير الحر‪ ،‬غير أن القوانين واملراسيم التنظيمية‬
‫حالت دون التنزيل السليم لهذا املبدأ وحاولت تقييده من خالل فرض رقابة مشددة على‬
‫الجماعات الترابية عن طريق توسيع سلطات رجال السلطة في املراقبة‪ ،‬ووضع مجموعة من‬
‫القرارات املهمة في التدبير أمام سلطة التأشيرة‪ ،‬وهنا نتساءل عن مدى دستورية هذه‬
‫المقتضيات المتعلقة بالرقابة‪.‬‬
‫فاملشرع أخضع كل املقررات املهمة التي تتخدها املجالس لرقابة قبلية عن طريق‬
‫عرضها على العامل أو الوالي داخل أجل ‪ 5‬أيام تحث طائلة عدم قابليتها للتنفيذ‪ .‬بالضافة‬
‫للرقابة البعدية‪ ،‬حيث يمكن للعامل طلب قراءة ثانية لقرار اتخذه املجلس‪ ،‬وفي حالة‬
‫الرفض يمكنه إحالة األمر للقضاء الستعجالي للبث فيه داخل أجل ‪ 48‬ساعة‪ ،‬وتأدي هذه‬
‫اإلحالة إلى إيقاف تنفيذ القرار إلى حين البث فيه‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫وعليه فقد كا ن من األجدر على املشرع أن يخفف من الرقابة سابقة وأن يعزز الرقابة‬
‫البعدية‪ ،‬فالهدف الحقيقي من الرقابة التي منحت للعمال‪ ،‬سواء على املستوى الالمركزي أو‬
‫على مستوى الالتمركز هو التأكد من عمل الهيئة المحلية وفق النمط الذي تحدده‬
‫‪36‬‬
‫اإلختصاصات المخولة لها‪ ،‬تماشيا مع توجهات الدولة الكبرى‪.‬‬
‫وعليه‪ ،‬فكثيرة هي القرارات التي تحتاج لتأشيرة سلطة الرقابة‪ ،‬منها‪:‬‬
‫امليزانية؛‬ ‫‪‬‬
‫إعتراض الوالي على امليزانية؛‬ ‫‪‬‬
‫املقتضيات املتعلقة بتنفيذ وتعديل امليزانية؛‬ ‫‪‬‬
‫تعيين املحاسب العمومي للجماعات الترابية من طرف السلطة‬ ‫‪‬‬
‫املركزية؛‬
‫املقرر القاض ي بتنظيم الدارة وتحديد إختصاصاتها؛‬ ‫‪‬‬
‫مقررات ذات وقع مالي؛‬ ‫‪‬‬
‫مقرر إتفاقيات التعاون الالمركزي والتوأمة مع جماعات أجنبية؛‬ ‫‪‬‬
‫إحداث املرافق العمومية املحلية وطرق تدبيرها؛‬ ‫‪‬‬
‫مقررات التدبير املفوض والتي يأشر عليها من طرف الوزارة املكلفة‬ ‫‪‬‬
‫‪37‬‬
‫بالداخلية؛‬
‫هذه املواضيع تشكل ركيزة للنشاط املالي والقتصادي للجماعة الترابية والتدبير بصف‬
‫عامة‪ ،‬وقد ضلت حبيسة مراقبة ممثلي السلطات المركزية‪ ،‬كما أنها تتطلب مساطير معقدة‬
‫‪38‬‬
‫فعلى الرغم من أن املشرع قد حدد مدة ‪ 20‬يوم للتأشير على امليزانية من‬ ‫ووقت كبير‪.‬‬
‫طرف السلطة الحكومية وونص على أنه في حالة عدم التأشير أو الرد قبل األجل يعتبر ذلك‬
‫بمثابة تأشير‪ ،‬إلى أن الجماعات الترابية ال تجرؤ على تنفيذ ميزانية غير مؤشر عليها من‬
‫‪39‬‬
‫الناحية العملية‪ .‬وهذا ما يبرز الهيبة والسلطة التي تتوفر عليها السلطة املركزية وممثليها‪.‬‬

‫‪ 36‬محمد يحيا‪ ،‬مبدأ التدبير الحر للجماعات الترابية بين التفسيرين الضيق والواسع في القانون الدستوري واإلداري المغربيين‪ ،‬المجلة‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،133‬مارس‪-‬أبريل ‪ ،2017‬ص ‪.31-30‬‬
‫‪ 37‬المادة ‪ 118‬من القانون التنظيمي المتعلق بالجماعات ‪.14-113‬‬
‫‪ 38‬محمد يحيا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.43-41‬‬
‫‪ 39‬محاضرات في مادة القانون اإلداري المحلي لألستاذ عبد اللطيف العطروز‪ ،‬ماستر القانون اإلداري وعلم اإلدارة‪ ،‬الفوج الخامس‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ،2019-2018‬كلية العلوم القانونية واإلجتماعية واإلقتصادية مراكش‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫من خالل ما سبق‪ ،‬على الرغم من الدور املحوري الذي منحه املشرع للقضاء الداري‪،‬‬
‫الذي أصبح الحكم الفيصل بين ممثل السلطة املركزية والجماعة الترابية‪ ،‬إلى أن دور رجل‬
‫السلطة الزال حاضرا بقوة في التأشير واملراقبة البعدية على الجماعات الترابية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تداخل اإلختصاصات‬


‫ارتباطا بما سبق‪ ،‬فال يمكن الحديث على وجود تدبير حر دون توفر الجماعات الترابية‬
‫على إختصاصات فعلية وليس إستشارية فقط‪ .‬وتمارس الجماعات الترابية إختصاصاتها‬
‫الذاتية إعتمادا على مبدأ التفريع‪ ،‬الذي يمكن الجماعة بتدبير أمورها حسب مقدرتها‬
‫إبتداءا من أصغر جماعة ترابية والتي هي الجماعات حتى أكبرها وصوال إلى الدولة‪ .‬كما تبنى‬
‫املغرب التحديد العام لإلختصاص حيث كل جماعة ترابية تتصرف في تدبير شؤونها حسب‬
‫متطلباتها‪ .40‬غير أن إشكالية تداخل الختصاصات‪ ،‬سواء بين الجماعات الترابية أو مع‬
‫الدولة نفسها‪ ،‬من املشاكل التي تشهدها الجماعات الترابية‪ .‬وهذا ما يؤثر على وجود رؤية‬
‫إستراتيجية وأهداف واضحة وتخطيط ويجعلنا نتخبط في العشوائية في التدبير‪.‬‬
‫إن القراءة املتأنية للقوانين التنظيمية تبين وجود مقتضيات ذات صبغة فضفاضة‬
‫يصعب معها تحديد اإلختصاص بدقة‪ .‬فالقارئ يفهم أن لكل جماعة حق التصرف في مجالها‬
‫بال حدود‪ ،‬وهنا يحدث أن تتدخل الجماعات والعماالت أو األقاليم والجهات في نفس العامل‬
‫وفي نفس املجال الترابي‪ ،‬هذا ما يؤدي إلى تنازع الختصاص نتيجة تعدد املتدخلين في تنفيذ‬
‫املشاريع واألوراش‪ ،‬وسينعكس سلبا على تفعيل مبدأ التدبير الحر‪ ،41‬نفس األمر يمكن‬
‫معاينته بالنسبة للدولة مقابل الجماعات الترابية‪ ،‬عن طريق تدبير العمال ملجالهم والتنسيق‬
‫بين املصالح ومن خالل تدخل الوزارات لتنفيذ املشاريع على املستوى املحلي والتي قد تدخل‬
‫في صلب إختصاصات الجماعات الترابية‪.‬‬
‫ولقد عرف املغرب هذا املشكل حتى مع القوانين القديمة‪ ،‬حيث أنه إعتمد الصيغة‬
‫العامة لإلختصاص‪ .‬ومن بين مظاهر التداخل نجد أن للجماعات دور في التنمية القروية‬

‫‪ 40‬محمد اليعكوبي‪ ،‬المفهوم الدستوري للتدبير الحر بالمغرب‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،143‬نونبر‪-‬دجنبر‬
‫‪ ،2018‬ص ‪.19-18‬‬
‫‪ 41‬محمد يحيا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪43‬‬

‫‪22‬‬
‫وكذا العمالت‪ ،‬وفي بناء الطرق‪ ،‬إلى غير ذلك من مظاهر التداخل‪ .‬وهذا كله يعرقل تطبيق‬
‫‪42‬‬
‫قواعد الحكامة‪ ،‬وخصوصا مبدأ ربط المسؤولية بالمحاسبة وترتب المسؤوليات‪.‬‬
‫إضافة إلى ما سبق يمكن مالحظة تعثر مجموعة من النصوص املتعلقة بالجماعات‬
‫وخصوصا التي تتعلق بممارسة الجماعات الترابية لختصاصاتها‪ .‬ومن أمثلة ذلك تأخر‬
‫صدور النصوص املنظمة لكيفية إنجاز برامج التنمية‪ ،‬حيث كانت الجماعات مدعوة لوضع‬
‫برنامج للتنمية قبل مرور السنة‪ ،‬الذي على أساسه يتم وضع امليزانية‪ ،‬غير أنه لم تصدر‬
‫النصوص املتعلقة به إلى بعد سنوات‪ .‬إضافتا إلى تعتر مجموعة من النصوص األخرى‪ ،‬منها‬
‫ما تم إصداره مؤخرا‪ ،‬كالهيكل التنظيمي لدارة الجماعات الترابية‪ ،‬وهذا ما يؤكد مجددا‬
‫‪43‬‬
‫تبعية الجماعات الترابة للمركز‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬معيق ات مالية وبشرية‬


‫تعرف الجماعات الترابية معيقات أخرى إلى جانب املعيقات القانونية‪ ،‬من حيث‬
‫ضعف املوارد املالية وعدم التحكم فيها ( أوال ) وضعف املستوى التعليمي للنخب‪ ( .‬ثانيا )‬

‫أوال‪ :‬اإلشكال المالي‬


‫يعد توفر املوارد املالية من أهم مقومات الستقاللية ونجاح مبدأ التدبير الحر‪ .‬وتتوفر‬
‫الجماعات الترابية على موارد ذاتية وأخرى محولة لها من طرف الدولة‪ .‬ويعد إستقالل‬
‫الجماعات الترابية بمواردها الذاتية ركيزة أساسية لعملها بحرية‪ .‬غير أن واقع الحال يبين‬
‫ضعف الستقالل املالي للجماعات الترابية نتيجة لضعف املصادر الذاتية للتمويل‪ ،‬حيث أن‬
‫‪44‬‬
‫وعليه‬ ‫الدولة ما زالت تغطي ‪ 57 %‬من ميزانية الجماعات الترابية كمعدل وطني‪.‬‬
‫فالجماعات الترابية تعاني من خصاص مالي كبير األمر الذي جعل منها مجالس فارغة‪ ،‬فعلى‬
‫الرغم من توسيع إختصاصاتها إلى أن األمر لم يوازيه إصالح مالي يحل مشكلة ضعف املوارد‬

‫‪42‬محمد يحيا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪47-44‬‬


‫‪ 43‬محاضرات في مادة القانون اإلداري المحلي لألستاذ عبد اللطيف العطروز‪ ،‬ماستر القانون اإلداري وعلم اإلدارة‪ ،‬الفوج الخامس‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪ ،2019-2018‬كلية العلوم القانونية واإلجتماعية واإلقتصادية مراكش‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪.‬‬
‫‪ 44‬محمد يحيا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪32-30‬‬

‫‪23‬‬
‫ومن بين مظاهر ضعف الحكامة كذلك إلغاء الحساب الداري الذي كان يعتبر‬ ‫‪45‬‬
‫املالية‪.‬‬
‫فرصة ملحاسبة الرئيس عن ما أنجزه من امليزانية‪ ،‬وما قام به‪.‬‬
‫ومن جانب اخر فعلى الرغم من التنصيص على الستقالل املالي للجماعات الترابية‬
‫وتمتعها بموارد ذاتية فإن هذا املفهوم صعب التحديد ومعقد‪ .‬كما تتجلى املعيقات املالية في‬
‫املعيقات القانونية من خالل محدودية قرار الجماعات الترابية فيما يتعلق باملوارد والنفقات‪.‬‬
‫ففي املجال الضريبي فلها هامش ضيق في تحديد األوعية الضريبية وإستخالصها‪ ،‬وتبقى‬
‫خاضعتا في تحديدها لعمل البرملان من خالل القانون‪ ،‬وهذا ما يأثر على تدبيرها املحلي‪.‬‬
‫بالضافة إلى املوارد الجبائية فالجماعات الترابية تعرف تقيدا في سلطتها في القرار املتعلق‬
‫باملوارد غير الجبائية‪.‬‬
‫ومن بين املشاكل التي تعرفها مالية الجماعات الترابية‪ ،‬خصوصا الفقيرة منها‪ ،‬صعوبة‬
‫الحصول على القروض من صندوق التجهيز الجماعي نظرا لفرضه شروط قاسية قد ال‬
‫تقوى عليها الجماعات الصغرى‪ ،‬هذا ما يأدي إلى تهميشها‪ ،‬خصوصا الجماعات املتواجدة‬
‫بالوسط القروي التي لها مؤهالت محدودة‪ ،‬إضافتا إلى عدم إستقرار القروض وخضوعها‬
‫ملنطق الرتفاع والنخفاض وذلك إرتباطا بمستوى مالية الدولة ووضعيتها‪.‬‬
‫من املشاكل التي تعرفها الجماعات الترابية أيضا عجزها على وضع خطط لصرف‬
‫مواردها بشكل ممنهج‪ ،‬وهذا راجع باألساس لتعتر وضع امليزانيات‪ ،‬والهوة بين مخططات‬
‫التنمية وما نجد بامليزانية‪ ،‬مما يدل على ضعف التخطيط‪ .‬وبالتالي تجد الجماعات الترابية‬
‫تتسابق لصرف إعتماداتها في آخر السنة بشكل عشوائي‪ ،‬وهذا بعيد كل البعد عن مبادئ‬
‫‪46‬‬
‫الحكامة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضعف المستوى التعليمي للمنتخبين‬


‫تعد قدرة املنتخبين املحليين على تدبير الشؤون املحلية من بين إحتياجات التدبير‬
‫الفعال والرشيد‪ .‬وعليه من بين النواقص التي تعرفها الجماعات املحلية في ضل القوانين‬

‫‪ 45‬سعيد الدحماني‪ ،‬التدبير العمومي الترابي‪ :‬من التدبير المقيد إلى التدبير الحر‪ ،‬مجلة الشؤون القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪،2017 ،2‬‬
‫ص ‪.231‬‬
‫‪46‬محمد صدوقي‪ ،‬التدبير الحر واإلستقاللية المالية للجماعات الترابية‪ :‬أية عالقة؟‪ ،‬المنبر القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،2016 ،11‬ص ‪-116‬‬
‫‪.118‬‬

‫‪24‬‬
‫التنظيمية للجماعات الترابية هو إلغاء شرط املستوى التعليمي كشرط للترشح كعضو في‬
‫املجلس‪ .‬هذا ما قد يفتح املجال أمام األميين والجهلة لتدبير شؤون جزء من األمة‪ ،‬وحل‬
‫مشاكل جماعاتهم‪ ،‬في الوقت الذي يطلب منهم تدبير مجالهم بطرق حديثة‪ ،‬وتم فتح الباب‬
‫أمام أشخاص يصعب الحديث معهم حول الحكامة الجيدة والتدبير األمثل للوحدات‬
‫‪47‬‬
‫وعليه فالواقع يبين أن ضعف تكوين‬ ‫الترابية‪ ،‬وتبني مبادئ التدبير الحر والتفريع‪.‬‬
‫املنتخبين يؤثر سلبا على تدبير الشأن العام هذا ما أثر سلبا على الشؤون الجماعية‪ ،‬فبعض‬
‫الجماعات لم تستطع إستيعاب طرق التدبير خصوصا الجانب املالي فيها‪ .‬وبالتالي يتعرقل‬
‫تحضيرها للميزانية في وقتها املناسب‪ ،‬وال تطبيق قواعد املحاسبة العمومية الترابية يشكل‬
‫‪48‬‬
‫املناسب وفق مناهج التدبير الحديث‪.‬‬

‫" فمن بين الوسائل التي تجعل التدبير العمومي تدبيرا فعاال ورشيدا‪ ،‬قدرة املنتخبين‬
‫املحليين على تدبير الشؤون املحلية بكل كفاءة وحنكة‪ .‬فاملنتخب املحلي يجب أن يكون مكونا‬
‫فكريا ومعرفيا ومتعلما‪ ...‬فكلما كان املنتخب صاحب كفاءة مهنية ومعرفية إال وإتسع هامش‬
‫النجاعة والفعالية والعكس صحيح " ‪.49‬‬

‫‪ 47‬محمد يحيا‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.46‬‬


‫‪ 48‬محمد الدحماني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬
‫‪ 49‬محمد الدحماني‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.233‬‬

‫‪25‬‬
‫الحئة املراجع‬
‫‪ ‬عبد اللطيف الهاللي‪ " ،‬آليات وأنماط التدبير الجهوي على ضوء القانون التنظيمي‬
‫للجهات رقم ‪ ،" 111.14‬المجلة المغربية للقانون اإلداري والعلوم اإلدارية‪ ،‬عدد‬
‫مزدوج ‪.2017 ،4-3‬‬

‫‪ ‬أحمد بوسيدي‪ " ،‬التدبير الحر للجماعات الترابية "‪ ،‬المنبر القانوني عدد مزدوج ‪-3‬‬
‫‪.2012 ،2‬‬

‫‪ ‬أحمد بوسيدي‪" ،‬الوسائل القانونية للتدبير الحر للجماعات الترابية"‪ ،‬مجلة المنبر‬
‫القانوني‪ ،‬العدد ‪ ،4‬السنة ‪.2013‬‬

‫‪ ‬المكي السراجي‪" ،‬السلطة التنظيمية للجماعات الترابية"‪ ،‬المجلة المغربية للقانون‬


‫اإلداري والعلوم اإلدارية‪ ،‬عدد مزدوج ‪.2017 ،2-3‬‬

‫‪ ‬محمد يحيا‪ ،‬مبدأ التدبير الحر للجماعات الترابية بين التفسيرين الضيق والواسع في‬
‫القانونين الدستوري واإلداري المغربيين‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪،‬‬
‫عدد ‪.133‬‬

‫‪ ‬محمد بوكطب‪ ،‬التدبير الحكماتي لإلدارة الترابية بالمغرب‪ ،‬مجلة مسالك في الفكر‬
‫والسياسة واالقتصاد‪ ،‬العدد ‪.2017 ،48/47‬‬

‫‪ ‬محمد اليعكوبي‪ ،‬المفهوم الدستوري للتدبير الحر بالمغرب‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬العدد ‪ ،143‬نونبر‪-‬دجنبر ‪.2018‬‬

‫‪ ‬سعيد الدحماني‪ ،‬التدبير العمومي الترابي‪ :‬من التدبير المقيد إلى التدبير الحر‪ ،‬مجلة‬
‫الشؤون القانونية والقضائية‪ ،‬العدد ‪.2017 ،2‬‬

‫‪ ‬محمد صدوقي‪ ،‬التدبير الحر واإلستقاللية المالية للجماعات الترابية‪ :‬أية عالقة؟‪،‬‬
‫المنبر القانوني‪ ،‬العدد ‪.2016 ،11‬‬

‫‪ ‬حكيمة ماهر‪ ،‬الحكامة الترابية ورهان التنمية المحلية‪ ،‬مقال منشور بالموقع‬
‫االلكتروني لمجلة القانون العام‪ ،‬تم االطالع عليه بتاريخ ‪ 20‬نونبر ‪ 2019‬على‬
‫الساعة ‪.23:15‬‬

‫‪26‬‬
‫‪ ‬محاضرات في مادة القانون اإلداري المحلي لألستاذ عبد اللطيف العطروز‪ ،‬ماستر‬
‫القانون اإلداري وعلم اإلدارة‪ ،‬الفوج الخامس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2019-2018‬كلية‬
‫العلوم القانونية واإلجتماعية واإلقتصادية مراكش‪ ،‬جامعة القاضي عياض‪.‬‬

‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.11.91‬صادر في ‪ 27‬من شعبان ‪ 29( 1432‬يوليو ‪)2011‬‬


‫بتنفيذ نص الدستور‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية عدد ‪ bis-5964‬بتاريخ ‪30‬‬
‫يوليوز ‪.2011‬‬

‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.83‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7( 1436‬يوليو ‪)2015‬‬


‫بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجهات‪ ،‬الصادر في الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪ ،6380‬بتاريخ ‪.2015 /07/ 23‬‬

‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.84‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7 (1436‬يوليو ‪)2015‬‬


‫بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم الصادر في الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ،6380‬بتاريخ ‪.2015 /07/ 23‬‬

‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.15.85‬صادر في ‪ 20‬من رمضان ‪ 7 (1436‬يوليو ‪)2015‬‬


‫بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات الصادر في الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ ،6380‬بتاريخ ‪.2015 /07/ 23‬‬

‫‪ Loi constitutionnelle n°2003-276 du 28 mars 2003‬‬

‫‪ Loi 96-142 1996-02-21 jorf 24 février 1996‬‬

‫‪27‬‬
‫مقدمة ‪2 ...............................................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التدبير الحر للشأن الترابي‪ ،‬مبادئه وآليات تنزيله‪5 ..............‬‬
‫‪5‬‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬مبادئ التدبير الحر‪..................................................‬‬
‫‪10‬‬ ‫الفقرة الثانية‪ :‬آليات تنزيل مبدإ التدبير الحر‪......................................‬‬
‫‪13‬‬ ‫الفرة الثالثة‪ :‬الموارد البشرية‪........................................................‬‬
‫‪14‬‬ ‫المطلب الثاني ‪ :‬ضمانات التنزيل السليم لمبدأ التدبير الحر‪......................‬‬
‫‪14‬‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬الرقابة على الجماعات الترابية‪....................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تفعيل دور القضاء اإلداري‪15 ............................................‬‬
‫الفقرة الثالثة‪ :‬التخطيط االستراتيجي‪16 ..................................................‬‬
‫الفقرة الرابعة‪ :‬توسيع حاالت التنافي‪ ،‬وإلزامية التصريح بالممتلكات‪16 ...........‬‬
‫الفقرة الخامسة‪ :‬المقاربة التشاركية كآلية من آليات تفعيل مبدأ التدبير الحر‪17 ..‬‬
‫المطلب الثالث‪ :‬معيقات االعتماد السليم لمبدأ التدبير الحر‪20 .........................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬المعيقات القانونية‪20 ......................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬معيقات مالية وبشرية‪23 ...................................................‬‬
‫الئحة المراجع‪26 ......................................................................‬‬
‫فهرس‪28 ..............................................................................‬‬

‫‪28‬‬

You might also like