You are on page 1of 50

‫ماستر العلوم اإلدارية والمالية‬

‫عرض فً مادة القانون اإلداري المعمق‬


‫تحت عنوان ‪:‬‬

‫المؤسسات العمومية‬
‫والمقاوالت العامة‬

‫جحث إشراف األسحاذ ‪:‬‬ ‫من إعداد ‪:‬‬


‫ذ‪ .‬نصير مكاوي‬ ‫يزيد دادا ‪ -‬يوسف الكيحوف‬
‫ياسين بوراق ‪ -‬عبد الصمد اليماني‬
‫فاضلي أشرف ‪ -‬عبد القادر ادريس الطاهر‬
‫سويلم ايث لحسن ‪ -‬العمري محمد العربي‬

‫‪2020‬ـ‪2021‬‬
‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫أدى تطور الحٌاة اإلدارٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪ ،‬إلى ارتٌاد الدولة مجاالت جدٌدة وتلبٌة‬
‫حاجات عامة عجزت المبادرة الخاصة عن تؤمٌنها وبذلك لم ٌعد دور الدولة ٌقتصر على إحداث‬
‫وتدبٌر المرافق التقلٌدٌة كاألمن والدفاع والقضاء‪ ،‬بل ظهرت مرافق صناعٌة وتجارٌة ‪ .‬وظهرت‬
‫فكرة المرفق العمومً منذ أواخر القرن ‪ 19‬عبر سلسلة أحكام مجلس الدولة الفرنسً ومحكمة النزاع‬
‫الفرنسٌة‪ ،‬وعلى رأسها الحكم الشهٌر فً قضٌة ببلنكو‪.‬‬

‫أما فً المؽرب فقد عرفت المرافق العمومٌة تطورا كبٌرا مر بثبلث مراحل كبرى تبعا لتطور‬
‫تدخل الدولة فً المجال االقتصادي واالجتماعً‪ .‬المرحلة األولى اقتصرت فٌها المرافق العمومٌة‬
‫على عدد محدود من األنشطة التً تقوم بها الدولة‪ ،‬وهً األنشطة السٌادٌة التقلٌدٌة التً تمثلت فً‬
‫األمن‪ ،‬القضاء‪ ،‬والدفاع‪ .‬وفً مرحلة ثانٌة والتً تزامنت مع فترة االستقبلل‪ ،‬تطورت فٌها هذه‬
‫المرافق بفعل تطور دور الدولة فازداد عددها‪ ،‬وامتدت إلى أنشطة تجارٌة وصناعٌة واجتماعٌة‪،‬‬
‫وفً مرحلة ثالثة بدأت فٌها المرافق العمومٌة فً االنحصار على إثر تخلً الدولة عن التدخل فً‬
‫المجال االقتصادي من خبلل ما عرؾ بالخوصصة التً همت المرافق العمومٌة االقتصادٌة‬
‫والتجارٌة والصناعٌة‪ ،‬أو إلى إشراك الخواص فً تدبٌر البعض األخر من خبلل أسلوبً االمتٌاز‬
‫والتدبٌر المفوض وعقود الشراكة بٌن القطاعٌن العام والخاص أو إلى فتح المجال للقطاع الخاص‬
‫لبلستثمار فً بعض األنشطة التً كنت تعتبر إلى عهد قرٌب من مهام الدولة كالتعلٌم والصحة بل‬
‫قادها هذا التطور إلى تبنً أسالٌب جدٌدة فً تدبٌر المرافق العمومٌة ذات الطبٌعة اإلدارٌة‬
‫واالجتماعٌة فظهرت مرافق الدولة المسٌرة بصورة مستقلة‪ ،‬والمإسسة العمومٌة والمقاولة العامة‪.‬‬

‫فالمإسسة العمومٌة هً تلك الطرٌقة التً ٌعهد بموجبها إلى أشخاص معنوٌة عامة بتسٌٌر المرافق‬
‫العامة مع تمتع هذه األشخاص باالستقبلل المالً واإلداري‪ .‬إنها شكل من أشكال البلمركزٌة اإلدارٌة‬
‫المرفقٌة‪ ،‬وال مإسسة العمومٌة مرفق عام ٌدار بواسطته منظمة عامة وٌتمتع بالشخصٌة المعنوٌة التً‬

‫‪1‬‬
‫تكفل له االستقبلل اإلداري والمالً تحت وصاٌة السلطة المركزٌة وٌكون نشاط المإسسة إما إدارٌا‬
‫أو تجارٌا أو صناعٌا‪.1‬‬

‫والمقاولة العمومٌة هً شخص من أشخاص القانون الخاص له استقبلل مالً وإداري ٌدٌر نشاطا‬
‫صناعٌا أو تجارٌا وٌراقب مثله مثل المإسسة العمومٌة من قبل هٌئات المراقبة‪ ،‬وتملك الدولة أو‬
‫المإسسات العمومٌة أؼلب األسهم فً رأسمال المقاولة العمومٌة إما على انفراد أو بصفة مشتركة‬
‫‪2‬‬
‫بشكل مباشر أو ؼٌر مباشر‪.‬‬

‫وتشترك المإسسة العامة والمقاول العامة فً‪ ،‬كونهما ٌمتلكان الشخصٌة المعنوٌة‪ ،‬وبالتالً استقبلل‬
‫إداري ومالً‪ ،‬وٌشتركان فً عنصر المصلحة العامة والنفع العام‪ ،‬وان كانت المقاولة تخضع لمنطق‬
‫الربح‪،‬كما ٌخضع كل منهما للرقابة سواء من طرؾ الدولة أو األشخاص المعنوٌة األخرى‪.‬‬

‫فٌما تختلؾ المإسسة العمومٌة عن المقاولة العامة فً‪ ،‬كون أن المقاولة العامة تمارس نشاط‬
‫اقتصادي‪ ،‬أما المإسسة العمومٌة فتتسم بتعدد أنشطتها‪ ،‬إداري‪ ،‬اجتماعً‪ ،‬مهنً‪.‬كما أن للمقاولة‬
‫العامة رأس مال فً حٌن أن المإسسة العمومٌة ال تتوفر على رأسمال حٌث أن المٌزانٌة تؤتً من‬
‫السلطة المختصة‪ .‬كما ٌؽلب على المقاولة العامة فً تسٌٌرها وتدبٌرها قواعد القانون الخاص‪ ،‬فً‬
‫حٌن أن المإسسة العمومٌة ٌؽلب علٌها فً تسٌٌرها قواعد القانون اإلداري‪.‬‬

‫وٌعد أسلوبً المإسسة العامة والمقاولة العامة من األسالٌب الفاعلة فً تدبٌر المرافق العامة‪ ،‬لما‬
‫ٌنطوي علٌه من مرونة كبٌرة فً تسٌٌر النشاط المرفقً‪ ،‬ولما ٌترتب علٌه من نتائج مالٌة فً‬
‫االستؽبلل‪ ،‬بحٌث ٌعد األسلوب األنسب فً إدارة المرافق العامة الصناعٌة أو التجارٌة‪ ،‬لذلك عرؾ‬
‫انتشارا ملحوظا فً العدٌد من دول العالم بالنظر لفوائده الكثٌرة ومردودٌته العالٌة‪ ،‬هكذا اعتمده‬
‫المؽرب فً تدبٌر الكثٌر من المرافق العامة‪ ،‬حٌث ظهرت عدة أنواع من المإسسات العامة فً‬
‫مختلؾ القطاعات اإلدارٌة والتجارٌة والصناعٌة والمالٌة والعلمٌة واالجتماعٌة‪ ،‬على شكل مكاتب‬
‫ومراكز وصنادٌق وطنٌة ووكاالت مستقلة‪.‬‬

‫‪ 1‬أحمد بوعشٌق‪ ،‬المرافق العامة الكبرى‪ ،‬دار النشر المؽربٌة ‪ ،2002‬ص ‪252‬‬
‫‪ 2‬احمد بوعشٌق‪ ،‬نفس المرجع ص ‪2‬‬
‫‪2‬‬
‫كما تجدر اإلشارة أنه إلى متم شتنبر ‪ 2020‬تتكون المحفظة العمومٌة للمؽرب من ‪ 225‬مإسسة‬
‫‪1‬‬
‫عمومٌة و‪ 43‬مقاولة‪.‬‬

‫ومن خبلل ما سبق‪ ،‬تتضح لنا اإلشكالٌة المحورٌة للموضوع‪ ،‬إلى أي حد ساهم أسلوب المؤسسة‬
‫العمومٌة والمقاولة العامة فً نجاعة تدبٌر المرافق العمومٌة بالمغرب ؟‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالٌة أسئلة فرعٌة سنجملها كالتالً‪:‬‬

‫‪ ‬ما هً أنواع المرافق العمومٌة والمقاوالت العامة؟‬


‫‪ ‬كٌؾ ٌتم إحداث وإلؽاء المإسسات والمقاوالت العمومٌة؟‬
‫‪ ‬ما هً أنواع الرقابة الممارسة على المإسسات العمومٌة والمقاوالت العامة؟‬
‫‪ ‬ما هً مزاٌا ومحدودٌة المإسسات العمومٌة والمقاوالت العامة وأفاق اإلصبلح؟‬

‫ولدراسة هذا الموضوع اعتمدنا على ‪:‬‬

‫‪ ‬آلٌة تحلٌل المضمون‬


‫‪ ‬المنهج الوظٌفً‬
‫‪ ‬المنهج البنٌوي‬

‫وذلك وفق التصمٌم التالً ‪:‬‬

‫المبحث األول ‪ :‬اإلطار العام للمؤسسات العمومٌة والمقاوالت العامة‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬المؤسسات العمومٌة والمقاوالت العامة بٌن الرقابة التقٌٌم‬

‫‪-1‬وزاة االقتصاد والمالٌة واصبلح اإلدارة‪ ،‬تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬مشروع قانون المالٌة لسنة‬
‫‪ ،2022‬ص‪.8‬‬
‫‪3‬‬
‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام للمؤسسات العمومٌة والمقاوالت العامة‬
‫سنتطرق فً هذا المبحث للحدٌث عن أنواع وكٌفٌة انشاء والؽاء المإسسات والمقاوالت‬
‫العامة(المطلب األول)‪ ،‬ثم سنتحدث عن التنظٌم اإلداري والمالً للمإسسات والمقاوالت‬
‫العامة(المطلب الثانً)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أنواع وكٌفٌة احداث والغاء المؤسسات والمقاوالت العامة‬
‫إن المإسسات والمقاوالت العامة تتعدد حسب عدة معاٌٌر(الفرع األول)‪ ،‬كما أن هذه‬
‫األخٌرة ٌتم احداثها والؽائها وفق طرق محددة قانونا(الفرع الثانً)‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬أنواع المؤسسات والمقاوالت العمومٌة‪:‬‬
‫للمإسسات العمومٌة عدة أنواع(الفقرة األولى)‪ ،‬كما هو األمر بالنسبة للمقاوالت العامة(الفقرة‬
‫الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولً ‪ :‬أنواع المؤسسات العمومٌة‬

‫ٌمكن التمٌز بٌن أربعة أنواع من المإسسات العامة إذا نظرنا إلً طبٌعة نشاطها والخدمات‬
‫التً تقدمها –المإسسات العامة االقتصادٌة – المإسسات العامة اإلدارٌة – المإسسات العامة‬
‫المهنٌة – المإسسات العامة االجتماعٌة‪.‬‬

‫‪ -1‬المإسسات العامة اإلدارٌة‪ :‬وهً المرافق العامة اإلدارٌة التً ٌمنحها المشرع الشخصٌة‬
‫المعنوٌة لتتمكن من إدارة شإونها بنفسها ( كالجامعات و المعاهد والمستشفٌات ومرافق الخدمات‬
‫اإلدارٌة األخرى والتً تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة) واألصل فٌما ٌتعلق بها هو تمتعها بحقوق‬
‫السلطات اإلدارٌة العامة وخضوعها لقواعد القانون العام ( القانون اإلداري )باعتبارها من‬
‫األشخاص اإلدارٌة العامة‪( ،‬أشخاص مرفقٌة ) مع جمٌع ما ٌستتبع ذلك من اعتبار قرارتها‬
‫قرارات إدارٌة‪ ،‬وأموالها من األموال العامة وعمالها من الموظفٌن العمومٌٌن‪ ،‬وعقودها إدارٌة‬
‫ولكن هذا ال ٌمنع من وجود مإسسات عامة إدارٌة تقوم بإدارة مرفق عام تجاري كالمركز‬
‫السٌنماتوؼرافً فهو مإسسة عامة إدارٌة‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد األعرج‪ ،‬القانون اإلداري المؽربً‪ ،‬منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‪ ،‬سلسلة مواضٌع الساعة‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،2019 ،106‬ص‪.388‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ -2‬المإسسات العامة االقتصادٌة‪ :‬ظهرت المإسسات العامة التجارٌة نتٌجة تطور وظٌفة الدولة‬
‫وتدخلها فً مجال النشاط االقتصادي‪ ،‬حٌث تبٌن فشل إدارة المرافق العامة الصناعٌة والتجارٌة‬
‫من قبل السلطة اإلدارٌة مباشرة‪ ،‬ومن هنا فقد منحت هذه المرافق العامة الشخصٌة المعنوٌة‬
‫لتستقل بإدارة شإونها بنفسها ولٌتسنى لها اتباع القواعد التً تسٌر علٌها الهٌئات الحرة المماثلة‪،‬‬
‫فجمٌع المإسسات العامة وعلى اختبلؾ أنواعها إدارٌة كانت ام صناعٌة ام تجارٌة انما هً‬
‫اشخاص مرفقٌة ال تختلؾ من حٌث تكوٌنها ولكنها تختلؾ من حٌث النظام القانونً الذي تتبعه‬
‫فاألصل فً المإسسات العامة اإلدارٌة خضوعها للقانون العام‪ ،‬كما ان األصل فً المإسسات‬
‫العامة االقتصادٌة ( الصناعٌة والتجارٌة ) خضوعها للقانونٌن العام والخاص‪.‬‬
‫‪ -3‬المإسسات العامة المهنٌة‪ :‬تعتبر المإسسات العامة المهنٌة من األشخاص المعنوٌة العامة‬
‫وتتمتع بحقوق وامتٌازات السلطة العامة‪ ،‬هذه المإسسات المهنٌة وان لم تقم بإشباع حاجات عامة‬
‫مادٌة‪ ،‬ولكنها تقوم بتدبٌر لنشاط مرفقً عام ومن أمثلتها (ؼرفة التجارة والصناعة والخدمات‪،‬‬
‫ؼرفة الصناعة التقلٌدٌة‪ ،‬الؽرؾ الفبلحٌة‪ ،‬ؼرؾ الصٌد البحري)‪ .‬ؼٌر انه ما ٌجدر ذكره بصدد‬
‫هذا النوع من المإسسات العامة‪ ،‬أن الرأي الذي كان سائدا فً السابق‪ ،‬كان ٌحصر أشخاص‬
‫القانون العام فً نوعٌن‪ :‬األشخاص اإلدارٌة اإلقلٌمٌة‪ ،‬المإسسات العامة‪ ،‬اما الهٌئات المهنٌة‬
‫فكانت تعتبر من اشخاص القانون الخاص ولكن القضاء اإلداري فً فرنسا اتجه الً اعتبار‬
‫الهٌئات المهنٌة من اشخاص القانون العام وان لم ٌعترؾ لها بصفة المإسسة العامة‪ ،‬باعتبارها‬
‫من المإسسات العامة المهنٌة لتوافر شروط المإسسة العامة فٌها‪ ،‬فهً تنشؤ بقانون او بناء على‬
‫قانون ولها شخصٌة معنوٌة‪ ،‬كما انها تدٌر مرفق عاما‪.‬‬
‫‪ -4‬المإسسات العامة االجتماعٌة‪:‬‬

‫تقوم هذه المإسسات بتؤدٌة خدمات اجتماعٌة‪ ،‬حٌث تتولى بنشاطها ومهامها تقدٌم الخدمات‬
‫االجتماعٌة للمنتفعٌن ومن أمثلتها‪ ،‬الصندوق الوطنً للضمان االجتماعً‪ ،‬ووكالة التنمٌة‬
‫االجتماعٌة‪ .‬هذه األخٌرة الذي نص قانون رقم ‪ 12.99‬القاضً بإحداثها‪" :‬وكالة التنمٌة‬
‫االجتماعٌة تحقق هدؾ أساسً ٌتجلى فً التخفٌؾ مما ٌعرفه المجال االجتماعً من نقص تعانً‬
‫منه الشرائح األكثر احتٌاجً ا بوجه خاص‪ ،‬وٌعتبر عمل وكالة التنمٌة االجتماعٌة التً هً مإسسة‬
‫عمومٌة تكملة للجهاز الذي أقامته اإلدارة فٌما ٌتعلق بمحاربة الفقر‪ ،‬وتتمٌمًا لؤلعمال التً تقوم‬
‫بها الدولة والهٌئات العاملة فً الحقل االجتماعً‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫‪1‬‬
‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬أنواع المقاوالت العمومٌة‬

‫أوال‪ :‬شركات االقتصاد المختلط‪:‬‬


‫هذا األسلوب هو نظام اقتصادي مختلط ٌجمع ما بٌن نمطٌن او نظامٌن اقتصادٌٌن مختلفٌن‬
‫هما‪ .‬اقتصاد مختلط واقتصاد السوق‪ ،‬وؼالبا ما ٌحتوي االقتصاد المختلط على شركات مملوكة‬
‫لئلدارة ومن قبل األفراد معا‪ .‬هذا وٌعتبر هذا النوع من الشركات‪ ،‬مقاوالت عامة ذلك ان العبرة‬
‫فً ذلك هو المساهمة الفعلٌة ألحد األشخاص المعنوٌة العامة سواء ان كانت جهة او عمالة او‬
‫إقلٌم أو جماعة‪ ،‬والتً تملك فٌها جزء من رأس المال بالشراكة مع الخواص‪ .‬وقد تكون تلك‬
‫المساهمة مرتفعة أو منخفضة ولكن بنسبة كافٌة لكً ٌتمكن الشخص المعنوي " الجهة –‬
‫الجماعة من المساهمة فً مراقبة تسٌٌر الشركة " وحسب ما نص علٌه القانون ‪ 69.00‬المتعلق‬
‫بالرقابة المالٌة على المقاوالت العمومٌة ومن امثلتها (البنك المؽربً للتجارة الخارجٌة – البنك‬
‫المؽربً الشعبً – الصندوق المؽربً للصفقات)‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬شركات عامة ذات الرأسمال العمومً‬

‫تقضً هذه الشركات بتحقٌق بعض األسباب الخاصة بانقضاء الشركات والتً أشارت إلٌها‬
‫المواد ‪ 1051‬إلً ‪ 1063‬من قانون االلتزامات والعقود وكذلك المادتان ‪ 36‬و‪ 37‬من القانون‬
‫المطبق بمقتضى ظهٌر ‪ 11‬ؼشت ‪ 1922‬الخاص بشركات المساهمة‪ ،‬وكذلك بمقتضً احكام‬
‫مدونة التجارة‪ ،‬وهكذا فانحبلل الشركة ٌتم بعد مداولة الجمعٌة العمومٌة للمساهمٌن‪ ،‬إال أنه بما أن‬
‫األمر ٌتعلق بشركة عمومٌة فان المسائلة تحتاج إلً موافقة الدولة فً شخص السلطات المختصة‬
‫باإلنشاء‪ ،‬مع العلم ان االنحبلل الناجم عن تصفٌة ال ٌتفق معا طبٌعة هذه الشركات الن األمر‬
‫ٌتعلق بالشركات العمومٌة‪ ،‬ومن جهة أخري تنقضً هذه الشركات عن طرٌق تحوٌلها من القطاع‬
‫العام الً القطاع الخاص‪ ،‬وفً هذه الحالة تخضع لمقتضٌات دستورٌة كالفصل ‪ 46‬من الدستور‬
‫والقانون المتعلق بالخوصصة‪ ،‬رقم ‪ 38-89‬والمراسٌم التطبٌقٌة لهذا القانون‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد العزٌز اشرقً‪ ،‬الحكامه التربٌة وتدبٌر المرافق العمومٌة المحلٌة‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ 2014 ،‬ص‪،‬‬
‫‪168-167‬‬

‫‪6‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬إحداث وإلغاء المؤسسات والمقاوالت العمومٌة‬

‫سنتناول فً هذا الفرع‪ ،‬كٌفٌة إحداث المإسسات والمقاوالت العمومٌة( الفقرة األولى)‪ ،‬وكٌفٌة‬
‫إلؽائها ( الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬إحداث المؤسسات والمقاوالت العمومٌة‬

‫أوال‪ :‬إحداث المؤسسات العمومٌة‬

‫وهنا ٌجب أن نمٌز بٌن إحداث المإسسات العمومٌة الوطنٌة (‪ ،)1‬والمإسسات العمومٌة الترابٌة‬
‫(‪.)2‬‬

‫‪ -1‬إحداث المؤسسات العمومٌة الوطنٌة‬

‫ٌعد إحداث المإسسات العمومٌة‪ ،‬اختصاص حصرٌا للمشرع‪ ،‬وذلك بناء على الفقرة ‪ 29‬من‬
‫الفصل ‪ 71‬من دستور ‪ ،12011‬وبذلك فإحداث المإسسات العمومٌة ٌهم مجال القانون‪.‬‬

‫‪- 2‬إحداث المؤسسات العمومٌة الترابٌة‬

‫وهنا ٌجب ان نمٌز بٌن مختلؾ مستوٌات الجماعات الترابٌة‪.‬‬

‫‪ ‬إحداث المؤسسات العمومٌة الجهوٌة‬


‫بالرجوع الى القانون التنظٌمً التعلق بالجهات ‪ ،111.14‬نجد انه ٌإكد على ان مجلس الجهة‬
‫فً مجموعة من القضاٌا‪ ،‬والتً من بٌنها مسؤلة إحداث المرافق العمومٌة التابعة للجهة وطرق‬
‫تدبٌرها طبق للقوانٌن واألنظمة الجاري بها العمل‪،2‬‬
‫باإلضافة لذلك‪ ،‬نجد أن القانون التنظٌمً المتعلق بالجهات قد نص فً مادته ‪ ،128‬على انه‪،‬‬
‫ٌحدث لدى كل جهة‪ ،‬تحت اسم " الوكالة الجهوٌة لتنفٌذ المشارٌع"‪ ،‬شخص اعتباري خاضع‬

‫‪ -1‬دستور المملكة الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 21221.2‬الصادر فً ‪ 22‬من شعبان ‪ٌ 2. ( 2342‬ولٌوز ‪،2022‬‬
‫الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 5.93‬مكرر‪.‬‬
‫‪ -2‬المادة ‪ .2‬من القانون التنظٌمً رقم‪ ،222 23‬الصادر بتنفٌذ الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 2125184‬الصادر فً ‪ 20‬من‬
‫رمضان‪ 2349‬الموافق ل ‪ٌ 2‬ولٌوز ‪ ،2025‬الجرٌدة الرسمٌة عدد‪ 9480‬بتارٌخ ‪ٌ 24‬ولٌوز ‪ ،2025‬ص ‪.9585‬‬
‫‪7‬‬
‫للقانون العام‪ٌ ،‬تمتع باالستقبلل اإلداري والمالً‪ٌ ،‬شار إلٌه بعده باسم الوكالة‪ ،‬وٌكون مقره‬
‫داخل الدائرة الترابٌة للجهة‪.‬‬
‫‪ ‬إحداث المؤسسات العمومٌة اإلقلٌمٌة‬
‫بخصوص المإسسات العمومٌة اإلقلٌمٌة‪ ،‬فإن إحداثها ٌتم من قبل مجلس العمالة واإلقلٌم‪ ،‬وفق‬
‫المادة ‪ 92‬من القانون التنظٌمً رقم ‪ 1112.14‬المتعلق بالعماالت واألقالٌم‪.‬‬
‫وبمقتضى هذه المادة‪ ،‬فمجلس العمالة أو اإلقلٌم ٌتداول فً مجموعة من القضاٌا‪ ،‬ولعل‬
‫أبرزها‪ ،‬إحداث المرافق العمومٌة التابعة للعمالة أو اإلقلٌم وطرق تدبٌرها طبقا للقوانٌن‬
‫واألنظمة الجاري بها العمل‪ ،‬كما ٌمكن أٌضا لمجلس العمالة أو اإلقلٌم احداث شركات التنمٌة‬
‫أو المساهمة فً رأسمالها أو تؽٌٌر ؼرضها أو الزٌادة فً رأسمالها أو تخفٌضه أو تفوٌته‪.‬‬
‫‪ ‬إحداث المؤسسات العمومٌة الجماعٌة‬
‫ٌتم إحداث المرافق العمومٌة الجماعٌة‪ ،‬من طرؾ المجلس الجماعً‪ ،‬وذلك طبق للمادة ‪92‬‬
‫من القانون التنظٌمً المتعلق بالجماعات رقم ‪.2113.14‬‬
‫وعلى صعٌد أخر‪ ،‬نجد أن المشرع فً المادة ‪ 83‬من نفس القانون‪ ،‬قد اكد على ان الجماعة‬
‫تقوم بإحداث وتدبٌر المرافق والتجهٌزات العمومٌة البلزمة لتقدٌم خدمات القرب فً مجموعة‬
‫من المٌادٌن‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬إحداث المقاوالت العمومٌة‬
‫وهنا ٌجب أن نمٌز بٌن إنشاء الشركات ذات االقتصاد المختلط (‪ ،)1‬وإنشاء الشركات ذات‬
‫الرأسمال العمومً(‪.)2‬‬
‫‪ 1‬إنشاء الشركات ذات االقتصاد المختلط‬
‫ٌتم إحداث شركات ذات االقتصاد المختلط بالطرق اآلتٌة‪:3‬‬
‫‪ ‬شركات اقتصاد مختلط تساهم فٌها الدولة بصفة مباشرة ومطلقة منذ البداٌة‪ ،‬مثال على ذلك‪،‬‬
‫نجد أن الدولة ساهمت فً إحداث الخطوط الملكٌة المؽربٌة ب ‪ 51%‬فً رأسمال الشركة‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون التنظٌمً رقم ‪ 222 23‬التعلق بالعماالت واالقالٌم‪ ،‬الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 2125183‬الصادر فً ‪20‬‬
‫من رمضان ‪ٌ 2 ( 2349‬ولٌوز ‪ ،)2025‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪.9480‬‬
‫‪ -2‬القانون التنظٌمً رقم ‪ 224 23‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 2125185‬الصادر فً ‪ 20‬رمضان‬
‫‪ٌ 2 (2349‬ولٌوز ‪ ،)2025‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪.9480‬‬
‫‪ -3‬احمد بوعشٌق‪ ،‬المرافق العامة الكبرى‪ ،‬الطبعة الثانٌة ‪ ،2..9‬ص‪.224-222 ،‬‬
‫‪8‬‬
‫‪ ‬شركات اقتصاد مختلط تمر من مساهمة نسبٌة الى مساهمة مطلقة أو العكس‪ ،‬وكمثال على‬
‫المساهمات العامة المطلقة التً أصبحت مطلقة فٌما بعد‪ ،‬نعطً مثال البنك الوطنً لئلنماء‬
‫االقتصادي الذي عرؾ عند تؤسٌسه مساهمة عامة تقدر ب ‪ ،50%‬وبعد ذلك اصبحت هذه‬
‫المساهمة ال تفوق ‪. 42%‬‬
‫‪ ‬اشتراك الدولة مع الخواص فً احداث شركة االقتصاد المختلط‪ ،‬سواء عن طرٌق التؤمٌم مع‬
‫احتفاظ الخواص بنسبة من األسهم‪ ،‬أو عن طرٌق المؽربة كشركة " لسامٌر " التً عرفت‬
‫انطبلقتها سنة ‪ 1962‬برإوس أموال مؽربٌة وإٌطالٌة‪ ،‬وتمت مؽربتها سنة ‪.1974‬‬
‫والجدٌر بالذكر‪ ،‬أن االجتهاد القضائً الفرنسً وضع شرطٌن لمنح شركة ما شركة اقتصاد‬
‫مختلط‪ ،‬وهما‪:‬‬
‫‪ ‬أن تكون للدولة أؼلبٌة أسهم الشركة‬
‫‪ٌ ‬جب أن تكون للسلطة العمومٌة أؼلبٌة المقاعد فً مجلس اإلدارة‪ ،‬وهو الذي ٌحصل فً معظم‬
‫‪1‬‬
‫شركات االقتصاد المختلط‪.‬‬
‫‪ 2‬إنشاء شركات ذات الرأسمال العمومً‬
‫لٌس هناك نص قانونً ٌعبر بوضوح عن السلطة التً ٌعود إلٌها سلطة تؤسٌس الشركات دات‬
‫الرأسمال العمومً فً المؽرب‪ ،‬وقد أدى ذلك إلى وجود تباٌن فً مجال الممارسة‪ .‬فبعض‬
‫العامة ثم إحداثها بقانون كالشركة الوطنٌة للمنتوجات النفطٌة‪ ،‬أي بظهٌر بمثابة قانون صادر فً‬
‫‪ 4‬أبرٌل ‪ 1974‬المتعلق بمؽربة أنشطة توزٌع المواد النفطٌة‪ .‬وكذلك شركة التهٌئة والتنمٌة‬
‫الجهوٌة للؽرب بظهٌر ‪ٌ 11‬ونٌو ‪ 1976‬المتعلق بإحداث هذه الشركة‪.2‬‬
‫من جهة أخرى‪ ،‬هناك نسبة من كبٌرة من الشركات العامة ذات الرأسمال العمومً تم احداثها‬
‫بمجرد اٌداع النظام األساسً لها‪ ،‬وتعود المبادرة فً التؤسٌس عادة إلى الوزارة الوصٌة على‬
‫القطاع‪ ،‬أي الوزارة التابع لها نشاط الشركة باتصال مع وزارة المالٌة‪ ،‬مثبل وزارة الفبلحة‬
‫بالنسبة لشركة تدبٌر األراضً الفبلحٌة‪ ،‬وشركة التنمٌة الفبلحٌة‪ ،‬والشركة الوطنٌة لتسوٌق‬
‫البذور وكذلك وزارة الطاقة والمعادن بالنسبة للشركة الوطنٌة للصلب والحدٌد‪.3‬‬

‫‪ -1‬احمد بوعشٌق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.224 .‬‬


‫‪ -2‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.349 .‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.349 ،‬‬
‫‪9‬‬
‫إذا كان ما ثم ذكره‪ٌ ،‬دخل فً صمٌم إحداث المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬فماذا عن إلؽاء‬
‫هذه المإسسات والمقاوالت العمومٌة ؟؟‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬إلغاء المؤسسات والمقاوالت العمومٌة‬
‫ٌقتضً الؽاء المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬انهاء نشاطها‪ ،‬وذلك متى تبٌن أن اشباع‬
‫الحاجة التً انشؤت من أجله المإسسة أو المقاولة العمومٌة‪ٌ ،‬مكن أن ٌتم تحقٌقها بوسائل أخرى‪.‬‬
‫أوال‪ :‬إلغاء المؤسسات العمومٌة‬
‫باالعتماد على مبدأ توازي الشكلٌات المتبعة فً إنشاء المرافق العامة‪ ،‬فإن االجراءات المتبعة‬
‫فً انشاء المرافق العامة‪ ،‬هً التً ٌتم اعتمادها فً إلؽاء هذه المرافق‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫كما أن المإسسات العمومٌة تنقضً بإحدى الطرق اآلتٌة‪:‬‬
‫‪ ‬إلؽاء المرفق العام الذي تقوم المإسسة على ادارته‪ ،‬وفً هذه الحالة تزول المإسسة نهائٌا‬
‫بزوال السبب التً قامت من أجله‪ ،‬نمثل ذلك بتحوٌل مكتب االستؽبلالت الصناعٌة إلى‬
‫المكتب الوطنً للماء الصالح للشرب بتارٌخ ‪.1972 .4 .3‬‬
‫‪ ‬دمج المإسسة العامة مع مإسسة عامة أخرى ممارسة نشاطا قرٌبا من نشاطها‪ ،‬نمثل ذلك‬
‫بدمج المكتب الوطنً للتجدٌد القروي والمكتب الوطنً للري فً مكتب االستثمار الفبلحً‬
‫بتارٌخ ‪.1965 /5 / 7‬‬
‫‪ ‬تحوٌل مإسسة عامة إلى شركة مساهمة ونمثل ذلك بالمكتب الوطنً للبرٌد والمواصبلت‬
‫السلكٌة والبلسلكٌة‪ .‬حٌث نصت المادة ‪ 93‬من القانون ‪ 24-96‬المتعلق بالبرٌد‬
‫والمواصبلت" تحدث شركة مساهمة تحت اسم اتصاالت المؽرب"‪.‬‬
‫بمعنى أن انتهاء المإسسة العامة ال ٌعنً انتهاء المرفق العام‪ ،‬بل قد ٌكون تؽٌٌر اسلوب‬
‫المإسسة العمومٌة لصالح أسالٌب قانونٌة أخرى تختارها السلطة الوصٌة على المرفق‪.‬‬
‫ثانٌا‪ :‬الغاء المقاوالت العمومٌة‬
‫وهنا البد من التمٌٌز إلؽاء الشركات دات االقتصاد المختلط‪ ،‬وبٌن الشركات دات الرأسمال‬
‫العمومً‪.‬‬
‫إلؽاء الشركات دات االقتصاد المختلط‬ ‫‪-‬‬

‫‪ - 1‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.4.2 4.0‬‬


‫‪10‬‬
‫تنتهً الشركات دات االقتصاد المختلط بتحقٌق بعض األسباب الخاصة بانقضاء شركات‬
‫المساهمة العادٌة والخاصة‪ ،‬والتً أشارت إلٌها مواد قانون االلتزامات والعقود وقانون‬
‫الشركات‪ ،‬وقد تنتهً بالنظر إلى المساهمة العمومٌة فً رأسمال هذه الشركات‪ ،‬بؤسالٌب ؼٌر‬
‫منصوص علٌها فً قانون االلتزامات والعقود وقانون الشركات‪ ،‬أي تنتهً بؤسلوب قانون‬
‫‪1‬‬
‫الخوصصة‬
‫إلؽاء الشركات العامة دات الرأسمال العمومً‬ ‫‪-‬‬
‫تنقضً هذه الشركات بتحقٌق بعض األسباب الخاصة بانقضاء الشركات‪ ،‬والتً أشارت إلٌها‬
‫المواد ‪ 1051‬الى ‪ 1063‬من قانون االلتزامات والعقود‪ ،‬وكذلك المادتان ‪36‬و ‪ 37‬من القانون‬
‫المطبق بمقتضً ظهٌر ‪ 11‬ؼشت ‪ 1922‬الخاص بشركات المساهمة‪ ،‬وكذلك بمقتضى أحكام‬
‫مدونة التجارة‪ .‬وهكذا فانحبلل الشركة ٌتم بعد مداولة الجمعٌة العمومٌة للمساهمٌن‪ ،‬إال أنه وبما‬
‫أن األمر ٌتعلق بشركة عمومٌة فإن المسؤلة تحتاج الى موافقة الدولة فً شخص السلطات‬
‫المختصة باإلنشاء‪.2‬‬
‫كما ٌمكن أن تنقضً أٌضا هذه الشركات عن طرٌق تحوٌلها من القطاع العام إلى القطاع‬
‫الخاص‪ ،‬وذلك طبقا للقانون رقم ‪ 38-89‬المتعلق بالخوصصة‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬التدبٌر اإلداري والمالً للمؤسسات والمقاوالت العمومٌة‬


‫تعتبر المإسسات العامة من أهم األسالٌب التً تلجؤ إلٌها الدولة إلدارة المرافق العامة‪ ،‬وهً‬
‫طرٌقة تمكن المرافق العامة التً تحصل على الشخصٌة المعنوٌة‪ ،‬بقدر من االستقبلل اتجاه‬
‫الشخص العام الذي ٌرتبط به برابطة الخضوع لرقابته الوصائٌة‪ ،‬كما تعد المقاوالت العمومٌة‬
‫أحد األسالٌب التً تلجؤ إلٌها الدولة أو أحد األشخاص المعنوٌة العامة فً تدخبلتها االقتصادٌة‪،‬‬
‫وعلٌه سٌتم التطرق إلى التدبٌر اإلداري والمالً للمإسسات والمقاوالت العمومٌة (الفرع األول)‪،‬‬
‫الثانً)‪.‬‬ ‫(الفرع‬ ‫األخٌرة‬ ‫لهذه‬ ‫المالً‬ ‫للتدبٌر‬ ‫التطرق‬ ‫سٌتم‬ ‫حٌن‬ ‫فً‬

‫‪ -1‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.32. .‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.349‬‬
‫‪11‬‬
‫الفرع األول‪ :‬التدبٌر اإلداري للمؤسسات والمقاوالت العمومٌة‬

‫تتولى إدارة المإسسات العمومٌة أجهزة تختلؾ تسمٌتها وتشكٌلها‪ ،‬باختبلؾ المإسسات العمومٌة‬
‫ذاتها‪ ،‬وٌمكن تقسٌم هذه األجهزة إلى أجهزة تقرٌرٌة‪ ،‬وأجهزة تنفٌذٌة‪ ،‬وأجهزة مساعدة (الفقرة‬
‫األولى)‪ ،‬ثم سٌتم الحدٌث فً (الفقرة الثانٌة) إلى التنظٌم اإلداري للمقاوالت العمومٌة‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬األجهزة التقرٌرٌة والتنفٌذٌة والمساعدة للمؤسسات العمومٌة‬

‫أوال‪ :‬األجهزة التقرٌرٌة للمإسسات العمومٌة‬

‫تتمثل األجهزة التقرٌرٌة للمإسسات العمومٌة فً مجلس اإلدارة (‪ )1‬أو اللجنة المدٌرٌة (‪ )2‬أو‬
‫التوجٌه والمراقبة (‪ )2‬أو مجلس التوجٌه والمراقبة (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬مجلس اإلدارة‪:‬‬

‫ٌعتبر المجلس اإلداري أعلى هٌئة تقرٌرٌة فً المإسسات العامة‪ ،‬أي الجهاز األعلى داخل هذا‬
‫النوع من المإسسات والذي ٌسند إلٌه أهم االختصاصات فً إدارة المإسسة‪ ،‬وٌتمتع بصبلحٌات مهمة‬
‫فً تدبٌر نشاطها‪ ،‬وعلٌه ٌدٌر بعض المإسسات العمومٌة مجلس اإلدارة‪ ،‬وتختلؾ تشكٌلته من‬
‫مإسسة عمومٌة إلى أخرى حسب طبٌعة النشاط الذي تمارسه‪ ،‬إال أن السمة العامة فً تشكٌلة هذه‬
‫المجالس ٌؽلب علٌها تمثٌل الدولة أو المجالس المحلٌة التً تتبع المإسسات‪ ،‬إن لم تكن مشكلة فً‬
‫أؼلبها من ممثلً الهٌئات العامة فقط‪ ،‬فتفوق تمثٌل الدولة فً المجالس اإلدارٌة ٌبقى بارزا حسب‬
‫‪1‬‬
‫اتصال نشاط المإسسة أو عدم اتصاله بقطاعات األنشطة المهنٌة‪.‬‬

‫وٌتم اختٌار أعضاء المجلس بقرار من السلطة اإلدارٌة ذات الصلة بالمإسسة العمومٌة أو ٌتم‬
‫انتخابهم من الهٌئات التً ٌمثلوها‪ ،‬وقد تكون عضوٌتهم فً المجلس اإلداري أحٌانا بحكم المناصب‬
‫‪2‬‬
‫التً ٌشؽلونها‪.‬‬

‫كما تجدر اإلشارة أن الدولة تحظى باألؼلبٌة فً التمثٌل‪ ،‬وتمنح أحٌانا بعض األهمٌة لممثلً‬
‫الجهات ذات المصلحة والجمعٌات المهنٌة‪ ،‬سٌما فً القطاع الفبلحً (كالصندوق الوطنً للقرض‬

‫‪ -1‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.4.8‬‬


‫‪ -2‬ملٌكة الصروخ‪ ،‬القانون االداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة ‪ ،2010‬ص‪.345 :‬‬
‫‪12‬‬
‫الفبلحً)‪ ،‬أو المن تخبٌن المحلٌٌن الذٌن ٌمثلون برإساء المجالس الجهوٌة‪ ،‬عندما ٌتمٌز نشاط المإسسة‬
‫بطابع جهوي واضح (كالمإسسات الجهوٌة للتجهٌز والبناء)‪ ،‬وقد تإدى هذه الطرٌقة فً حاالت‬
‫استثنائٌة إلى إشراك ممثلً الموظفٌن‪ ،‬وفق الشروط تحدد بمرسوم أو إشراك المستهلكٌن كما هو‬
‫الحال فً المكتب الوطنً للشاي والسكر‪ ،‬حٌث ٌتم تعٌٌن ممثل للمستهلكٌن من طرؾ وزٌر‬
‫‪1‬‬
‫الداخلٌة‪.‬‬

‫كما أنه منذ صدور ظهٌر ‪ 19‬شتنبر ‪ ،21977‬فرئاسة المجالس اإلدارٌة للمإسسات العامة الوطنٌة‬
‫والجهوٌة تعود إلى رئ ٌس الحكومة‪ ،‬أو لسلطة حكومٌة أخرى التً ٌفوض‪ ،‬وهكذا إذا كانت القاعدة قد‬
‫أطردت على إسناد رئاسة المجالس اإلدارٌة للمإسسات العامة إلى الوزٌر الذي له حق ممارسة‬
‫الوصاٌة اإل دارٌة على المإسسة‪ ،‬حسب نصوص إنشائها فإن هذا الظهٌر قضى‪ ":‬بؤن رئاسة المجالس‬
‫اإلدارٌة والهٌئات التداولٌة بالمإسسات العامة ذات الصبؽة الوطنٌة والجهوٌة‪ ،‬باستثناء المإسسات‬
‫العامة الجماعٌة والجامعات‪ ،‬بالرؼم من جمٌع المقتضٌات المنافٌة‪ ،‬إلى الوزٌر األول أو للسلطة‬
‫الحكومٌة المفوض إلٌها من طرفه"‪.‬‬
‫وكمثال على ما ذكر‪ٌ ،‬تكون مجلس إدارة وكالة ضفتً أبً رقراق باإلضافة إلى رئٌسه‪ ،‬ممثلً‬
‫‪3‬‬
‫اإلدارة اآلتً بٌانهم‪:‬‬
‫‪ -‬رئٌس مجلس جهة الرباط‪ -‬سبل‪.‬‬
‫‪ -‬رئٌس مجلس عمالة الرباط وعمالة سبل؛‬
‫‪ -‬رئٌس مجلس جماعة الرباط وجماعة سبل؛‬
‫‪ -‬رئٌس ؼرفة التجارة والصناعة والخدمات بالرباط وسبل؛‬
‫‪ -‬رئٌس ؼرفة الصناعة التقلٌدٌة بسبل؛‬
‫‪ -‬مدٌر الوكالة الحضرٌة للرباط وسبل؛‬
‫‪ -‬مدٌر وكالة الحوض المائً ألبً رقراق والشاوٌة؛‬

‫‪ -1‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.4.8‬‬


‫‪ -2‬ظهٌر شرٌؾ بمثابة قانون رقم ‪ 2-22-285‬بتارٌخ ‪ 2.‬شتنبر ‪ٌ 2.22‬تعلق برئاسة المجالس اإلدارٌة للمإسسات العمومٌة‬
‫الوطنٌة والجهوٌة‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 4482‬بتارٌخ ‪ 28‬شتنبر ‪.2.22‬‬
‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 29-03‬المتعلق بتهٌئة واستثمار ضفتً أبً رقراق‪ ،‬الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 2-05-20‬فً ‪ 20‬من‬
‫شوال ‪ 24( 2329‬نوفمبر ‪ ،)2025‬الجرٌدة الرسمٌة رقم ‪ 5424‬الصادرة ٌوم اإلثنٌن ‪ 28‬نونبر ‪.2005‬‬
‫‪13‬‬
‫باإلضافة إلى األعضاء الوارد بٌانهمن؛ ٌتؤلؾ مجلس إدارة الوكالة برئاسة رئٌس الحكومة أو‬
‫السلطة الحكومٌة المفوض من لدنه لهذا الؽرض‪ ،‬من ممثلً اإلدارة اآلتً ذكرهم‪:‬‬

‫‪ -‬وزٌر الداخلٌة؛‬
‫‪ -‬وزٌر إعداد التراب الوطنً والتعمٌر واإلسكان وسٌاسة المدٌنة‪،‬‬
‫‪ -‬وزٌر االقتصاد والمالٌة وإصبلح اإلدارة؛‬
‫‪ -‬وزٌر الفبلحة والصٌد البحري والتنمٌة القروٌة والمٌاه والؽابات؛‬
‫‪ -‬وزٌر الثقافة؛‬
‫‪ -‬وزٌر التجهٌز والنقل؛‬
‫‪ -‬وزٌر السٌاحة والصناعة التقلٌدٌة واالقتصاد الرقمً؛‬
‫‪ -‬وزٌر الصناعة والتجارة وتؤهٌل االقتصاد‬
‫‪ -‬الوزٌر المنتدب لدى الوزٌر األول المكلؾ باإلسكان والتعمٌر؛‬

‫وٌجوز للسلطات الحكومٌة األعضاء فً مجلس اإلدارة أن تعٌن من ٌمثلها فً اجتماعات المجلس‪،‬‬
‫وٌمكن لرئٌس مجلس اإلدارة أن ٌستدعً كل شخص طبٌعً أو معنوي بالقطاع العام أو الخاص؛‬
‫ٌرى فائدة فً مشاركته فً أعمال المجلس المذكور‪.‬‬

‫وتحدد على العموم اختصاصات المجلس اإلداري فً النصوص المنظمة للمإسسة المعنٌة‪ ،‬وؼالبا‬
‫ما ٌتوفر المجلس اإلداري على جمٌع الصبلحٌات الضرورٌة لتسٌٌر المإسسة العمومٌة‪ ،‬فهو ٌنظر‬
‫فً جمٌع القضاٌا ذات األهمٌة‪ ،‬كبرنامج العمل التقنً‪ ،‬النظام األساسً للموظفٌن‪ ،‬الصفقات‪ ،‬اإلذن‬
‫للمدٌر فً إبرام القروض‪ٌ ،‬درس وٌوافق على تقدٌرات المٌزانٌة وٌصادق على الحسابات‪ ،‬وهو‬
‫‪1‬‬
‫بصفة عامة ٌتمتع باختصاصات واسعة‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -2‬اللجنة المدٌرٌة‪:‬‬

‫تتوفر بعض المإسسات العمومٌة على اللجنة المدٌرٌة كجهاز تقرٌري أو تداولً‪ ،‬ومن أمثلة هذا‬
‫النوع من المإسسات بهذه األجهزة التقرٌرٌة نذكر؛ مإسسة الحسن الثانً للنهوض باألعمال‬

‫‪ -1‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.302‬‬


‫‪ - 2‬نجاة خلدون‪ ،‬العمل اإلداري‪ ،‬مطبعة دعاٌة‪ ،‬سبل‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2025 ،‬ص‪.92‬‬
‫‪14‬‬
‫االجتماعٌة لفائدة العاملٌن بالقطاع العمومً الصحً‪ ،‬وتضم هذه اللجنة باإلضافة إلى الرئٌس على‬
‫‪ 15‬عضوا على األكثر ٌتكونون على النحو التالً‪:‬‬

‫‪ ‬ممثلٌن عن مصالح وزارة الصحة والمإسسات العمومٌة الموضوعة تحت وصاٌتها‪ٌ ،‬عٌنون من‬
‫طرؾ السلطة الحكومٌة المكلفة بالصحة؛‬
‫‪ ‬ممثلٌن من المنظمات النقابٌة األكثر تمثٌلٌة للمنخرطٌن؛‬
‫‪ ‬شخصٌات تمثل القطاعات المالٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ٌتم اختٌارها رعٌا لما لها من خبرة‬
‫تستطٌع تقدٌمها لفائدة أنشطة المإسسة؛‬
‫وٌعٌن رئٌس اللجنة وفقا ألحكام الفصل ‪ 42‬من الدستور وفقا للقانون التنظٌمً رقم ‪02.12‬‬
‫المتعلق بالتعٌٌن فً المناصب العلٌا كما وقع تؽٌٌره وتتمٌمه‪.‬‬

‫‪ -3‬اللجان التقنٌة‪:‬‬

‫تحدث هذه اللجان فً العدٌد من المإسسات العامة لجان تقنٌة مصؽرة لسد النقص الملحوظ على‬
‫مستوى اجتماعات المجالس اإلدارٌة‪ ،‬وٌتم إحداثها فً ؼالب األحٌان بموجب النصوص التؤسٌسٌة أو‬
‫طرٌقة تركٌب هذه اللجان وصبلحٌاتها كما هو الشؤن مثبل بالنسبة لوكالة المؽرب العربً لؤلنباء‪ ،‬أما‬
‫بعض النصوص األخرى‪ ،‬فتكفً اإلشارة إلى إمكانٌة إحداث هذه اللجان التقنٌة من طرؾ مجلس‬
‫‪1‬‬
‫اإلدارة‪ ،‬كما هو الشؤن مثبل بالنسبة للمكتب الوطنً ألبحاث والمساهمة النفطٌة‪.‬‬

‫‪ -4‬مجلس التوجٌه والمراقبة‬

‫تتوفر بعض المإسسات العمومٌة على مجلس التوجٌه والمراقبة كجهاز تقرٌري‪ ،‬وكمثال على ذلك‬
‫‪2‬‬
‫نذكر مإسسة المحمدٌة لؤلعمال االجتماعٌة للقضاة‪ ،‬وموظفً وزارة العدل‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬األجهزة التنفٌذٌة للمإسسات العمومٌة‬

‫ٌعتبر المدٌر العام أو المدٌر أو رئٌس المإسسة الجهاز التنفٌذي بالنسبة للمإسسة‪ ،‬الجهاز التنفٌذي‬
‫بالنسبة للمإسسات العمومٌة‪ ،‬وٌتمتع بسلطات واسعة فً هذا اإلطار‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.305‬‬


‫‪ -2‬نجاة خلدون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92‬‬
‫‪15‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ :1‬تعٌٌن الجهاز التنفٌذي للمإسسة العمومٌة‬

‫ٌنبؽً التمٌٌز بٌن رئٌس الجهاز التقرٌري فً المإسسة العمومٌة‪ ،‬سواء كان هذا الجهاز منظما فً‬
‫شكل مجلس إدارة أو فً شكل لجنة مدٌرٌة أو فً شكل مجلس التوجٌه والمراقبة‪ ،‬وبٌن رئٌس‬
‫المإسسة أو المدٌر العام أو المدٌر الذي ٌعتبر جهازا تنفٌذٌا للمإسسة العمومٌة‪.‬‬

‫فإذا كانت رئاسة الجهاز التقرٌر للمإسسات العمومٌة‪ٌ ،‬عهد بها طبقا للقانون التنظٌمً رقم‬
‫‪ 065.13‬المتعلق بتنظٌم وتسٌٌر أشؽال الحكومة والوضع القانونً ألعضائها السالؾ الذكر‪ ،‬إلى‬
‫رئٌس الحكومة التً ٌفوض إلٌها هذه الرئاسة‪ ،‬إال إذا قضى القانون بخبلؾ ذلك‪ ،‬فإن رئاسة الجهاز‬
‫بهذه المإسسات ٌعهد بها إلى المدٌر العام أو إلى المدٌر أو إلى رئٌس المإسسة المعنٌٌن‪ ،‬طبقا لما‬
‫ٌنص علٌه الدستور فً الفصلٌن ‪ 49‬و‪.92‬‬

‫وطبقا للفصل ‪ 49‬من الدستور‪ٌ ،‬عٌن الملك بعد التداول فً المجلس الوزراء وباقتراح من رئٌس‬
‫الحكومة وبمبادرة من الوزٌر الم عنً المسإولٌن عن المإسسات العمومٌة االستراتٌجً‪ ،‬كما هً‬
‫محددة الئحتها بالقانون التنظٌمً رقم ‪ 02.12‬كما تم تؽٌٌره وتتمٌمه بالقانون التنظٌمً رقم ‪12.14‬‬
‫الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 1.05.61‬بتارٌخ ‪ٌ 2‬ونٌو ‪.2015‬‬

‫‪ -2‬اختصاصات األجهزة التنفٌذٌة للمإسسات العمومٌة‪:‬‬

‫من االختصاصات المخولة للجهاز التنفٌذي للمإسسات العمومٌة‪ ،‬سواء كان مدٌرا عاما أو مدٌرا‬
‫أو رئٌسا المإسسة باختصاصات واسعة لتسٌٌر المإسسة العمومٌة والتً تتجلى أساس فً‪ ،‬تنفٌذ‬
‫قرارات الجهاز التقرٌري‪ ،‬وااللتزام بنفقات المإسسة وتصفٌتها واألمر بصرفها‪ ،‬التعٌٌن فً مناصب‬
‫المإسسة العمومٌة وفقا للقانون األساسً لمستخدمٌها‪ ،‬وتمثٌل المإسسة إزاء الدولة وكل إدارة‬
‫عمومٌة أو خاصة وإزاء الؽٌر‪ ،‬باإلضافة إلى اختصاصات أخرى‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ثالثا‪ :‬األجهزة المساعدة بالمإسسات العمومٌة‬

‫تتؤلؾ بعض المإسسات العمومٌة؛ باإلضافة إلى الجهاز التقرٌري والجهاز التنفٌذي من أجهزة‬
‫مساعدة كلجنة التدبٌر (‪ ،)1‬أو اللجنة االستشارٌة (‪.)2‬‬

‫‪ -1‬نجاة خلدون‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.92‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.25‬‬
‫‪16‬‬
‫‪ :1‬لجنة التدبٌر‬

‫تتؤلؾ إدارة بعض المإسسات العمومٌة إلى جانب المجلس اإلداري والجهاز التنفٌذي من لجنة‬
‫التدبٌر‪ ،‬وكمثال عن ذلك نذكر لجنة التدبٌر بالوكالة الوطنٌة لتقنٌن المواصبلت‪ ،‬وتتداو هذه األخٌر‬
‫فً المسائل التً حصلت فً شؤنها على تفوٌض من مجلس اإلدارة‪.‬‬

‫‪ :2‬اللجان االستشارٌة‬

‫ٌمكن لمجلس إدارة بعض المإسسات العمومٌة إحداث لجنة أو لجان استشارٌة ٌحدد تؤلٌفها وكٌفٌة‬
‫تسٌٌرها‪ ،‬وٌفوض إلٌها عند االقتضاء بعض سلطه واختصاصاته‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬التنظٌم اإلداري للمقاوالت العمومٌة‬

‫ٌعتبر أسلوب المقاولة العامة أحد األسالٌب التً تلجؤ إلٌها الدولة أو أحد األشخاص المعنوٌة العامة‬
‫فً تدخبلتها االقتصادٌة‪ ،‬فالدولة حٌن تمارس اإلنتاج والتداول البد أن تؤخذ باألسالٌب السائدة فً‬
‫القطاع الخاص الذي ولدت وترعرعت فٌه‪ ،‬وهذه المقاولة تستعمل القانون الخاص كإطار قانونً لها‪،‬‬
‫ولكنها فً نفس الوقت تستفٌد من امتٌازات القانون العام‪ ،‬واستندا ألنواع المقاوالت العمومٌة التً تم‬
‫التطرق إلٌها؛ سٌتم التطرق للتنظٌم اإلداري لشركات االقتصاد المختلط (أوال)‪ ،‬ثم على الشركات‬
‫العامة ذات الرأسمال العمومً (ثانٌا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التنظٌم اإلداري لشركات االقتصاد المختلط‬

‫ٌتولى إدارة هذه الشركات هٌئات جماعٌة وفردٌة‪ ،‬فالهٌئات الجماعٌة تتمثل فً الجمعٌة العمومٌة‬
‫للمساهمٌن والمجلس اإلداري وفً لجان التسٌٌر‪ ،‬أما الهٌئات الفردٌة فتتمثل فً الرئٌس المدٌر العام‪.‬‬
‫‪ -1‬الجمعٌة العمومٌة‬

‫ٌعد هذا المجلس‪ ،‬الهٌئة التقرٌرٌة والتداولٌة داخل الشركات ذات االقتصاد المختلط‪ ،‬وتخضع‬
‫الجمعٌة العمومٌة لشركات ذات االقتصاد المختلط؛ إلى قواعد القانون الخاص المتعلق بالشركات‬
‫المساهمة‪ ،‬مع احترام القواعد الخارجة عن المؤلوؾ فً هذا القانون‪ ،‬والمنصوص علٌها فً‬
‫النصوص المنظمة لهذا النوع من الشركات‪ ،‬أما اختصاصات هذه الجمعٌة فهً تتؤثر بطرٌقة مباشرة‬

‫‪17‬‬
‫بالتعٌٌن المباشر ألعضائها من طرؾ الدولة‪ ،‬خصوصا وأن مندوبً الدولة‪ ،‬ال ٌفرض علٌهم أن‬
‫‪1‬‬
‫ٌكونوا مساهمٌن حقٌقٌٌن أو مالكٌن حقٌقٌٌن لؤلسهم‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -2‬المجلس اإلداري‬

‫ٌعد المجلس اإلداري بمثابة هٌئة تداولٌة داخل الشركات ذات االقتصاد المختلط‪ ،‬وٌتؤلؾ المجلس‬
‫اإلداري لشركات االقتصاد المختل ط من ممثلً الدولة وممثلً الخواص‪ ،‬وإذا كان ممثلو الخواص ٌتم‬
‫تعٌٌنهم وفقا لؤلعراؾ والقوانٌن المنظمة للشركات المساهمة العادٌة‪ ،‬فبالنسبة لممثلً الدولة‪ ،‬فهناك‬
‫مٌول إلى اعتبار أعضاء المجلس اإلداري مندوبً الدولة وأعوان خاضعة للسلطة العامة‪.‬‬

‫وٌعد هذا المجلس الهٌئة األساسٌة فً إدارة الشركة‪ ،‬وٌمارس اختصاصات أصلٌة وأخرى مفوضة‪،‬‬
‫فاالختصاصات األصلٌة تنبع من الوثائق والنصوص المإسسة لهذه الشركة بصفة خاصة والشركات‬
‫التجارٌة بصفة عامة‪ ،‬أما االختصاصات المقوضة وهً تلك االختصاصات التً ٌمارسها بناء على‬
‫تفوٌض من الجمعٌة العمومٌة‪ ،‬وٌجتمع هذا المجلس إما باستدعاء من الرئٌس أو بطلب من األعضاء‬
‫بالمركز األساسً‪ ،‬أو بؤي مكان ٌعٌن فً االستدعاء كلما دعت مصلحة المقاولة إلى ذلك ومرتٌن فً‬
‫السنة على األقل‪ ،‬وٌلزم لكً تكون المداوالت صحٌحة أن تحضرها أؼلبٌة األعضاء المزاولٌن‬
‫نشاطهم‪.‬‬

‫وتثبت مداوالت المجلس بطلب من األعضاء بالمركز األساسً أو بؤي مكان ٌعٌن فً االستدعاء‬
‫كلما دعت مصلحة المقاولة إلى ذلك ومرتٌن فً السنة على األقل‪ ،‬وٌلزم لكً تكون المداوالت‬
‫صحٌحة أن تحضرها أؼلبٌة األعضاء المزاولٌن نشاطهم‪ ،‬وتثبت مداوالت المجلس اإلداري فً‬
‫محاضر تضمن فً سجل خاص‪ ،‬وٌوقع علٌها رئٌس الجلسة والكاتب أو عضوان حضرا فً الجلسة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -3‬المدٌر‬

‫ٌعتبر رئٌس المجلس اإلداري الهٌئة التنفٌذٌة العلٌا فً الشركات ذات االقتصاد المختلط‪ ،‬وطرٌقة‬
‫تعٌٌنه فً هذا النوع من الشركات العامة ٌتم بطرٌقة خاصة ومختلفة عما هو علٌه الحال فً الشركات‬
‫التجارٌة الخاصة‪ ،‬إذ ٌتم تعٌٌنه من طرؾ السلطة العامة بدال من المجلس اإلداري‪ ،‬خصوصا‬

‫‪ -1‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.340‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.340‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.345‬‬
‫‪18‬‬
‫الشركات التً تمتلك فٌها الدولة أؼلبٌة األسهم‪ ،‬كما ٌعد مدٌر الشركة ذات االقتصاد المختلط فً‬
‫وضعٌة قوٌة إزاء المجلس اإلداري ورئٌسه بالمقارنة مع وضعٌته فً الشركات المساهمة الخاصة إال‬
‫أن أؼلب شركات االقتصاد المختلط فً المؽرب تعرؾ ما ٌسمى بعملٌة الجمع بٌن وظٌفة رئٌس‬
‫المجلس اإلداري‪ ،‬ووظٌفة مدٌر الشركة تحت تسمٌة الرئٌس‪ ،‬أو المدٌر العام‪.‬‬

‫وٌتم تعٌٌن المدٌر بتدخل من طرؾ السلطة العامة‪ ،‬الشًء الذي ٌجعله دائما فً وضعٌة التبعٌة‬
‫للدولة‪ ،‬أما عن اختصاصاته فهو ٌلعب دور المحرك للشركة‪ ،‬إذ ٌسهر شخصٌا على تسٌٌرها الٌومً‪،‬‬
‫وٌترأس اجتماع المسإولٌن عن المدٌرٌات واألقسام وٌعمل على توجٌه مخططات الشركة ورسم‬
‫السٌاسة العامة للشركة‪.‬‬

‫وعموما ٌعرؾ المدٌر على أنه موظؾ عمومً ٌتم تعٌٌنه بواسطة ظهٌر أو مرسوم‪ ،‬وصٌؽة‬
‫التعٌٌن تعطٌه مكانة وسلطة واسعة وأصلٌة‪ ،‬بخبلؾ الشركات الخاصة التً تكون صبلحٌاته مفوضة‬
‫‪1‬‬
‫من المجلس اإلداري‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫‪ -4‬اللجنة التقنٌة أو لجنة التسٌٌر‬

‫تهدؾ هذه اللجنة‪ ،‬والتً توجد فً بعض شركات االقتصاد المختلط‪ ،‬إلى رقابة التسٌٌر العادي‬
‫للشركة والعمل على تنفٌذ القرارات المتخذ ة من قبل المجلس اإلداري ما بٌن دوراته‪ ،‬كما تقوم هذه‬
‫اللجنة بمساعدة إدارة الشركة على تحضٌر وتهٌئ اجتماعات المجلس اإلداري‪ ،‬وإبداء رأٌها فً‬
‫المشاكل المتعلقة بالتسٌٌر التقنً والمالً واإلداري للمقاولة العامة‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬التنظٌم اإلداري للشركات العامة ذات الرأسمال العمومً‬

‫تسري الشركات العامة‪ ،‬القواعد المتعلقة بقانون الشركات‪ٌ ،‬عنً أنها تخضع فً تنظٌمها وإدارتها‬
‫للقواعد واإلجراءات التً تحكم شركات المساهمة‪ ،‬إال أنه وبالنظر لطبٌعتها كمقاولة عمومٌة‪ ،‬فهً‬
‫تؤخذ ببعض القواعد الخاصة واالستثنائٌة‪ ،‬وهكذا فالهٌئات التقرٌرٌة والتنفٌذٌة‪ ،‬كما هو الحال فً جل‬
‫الشركات المساهمة تضطلع بها الهٌئات ثبلث هً‪:‬‬

‫الجمعٌة العمومٌة للمساهمٌن‪ ،‬والمجلس اإلداري والمدٌر‪.‬‬

‫‪ -1‬أحمد بوعشٌق‪ ،‬المرافق العامة الكبرى‪ ،‬دار النشر المؽربٌة‪ -‬الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة الخامسة‪ ،2000 ،‬ص ‪.299‬‬
‫‪ -2‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.343‬‬
‫‪19‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1‬المدٌر‬

‫ٌتم تعٌٌن المدٌر فً الشركات العامة ذات األبعاد االستراتٌجٌة بواسطة ظهٌر ملكً‪ ،‬وفق‬
‫مقتضٌات القانون التنظٌمً رقم ‪ ،12.02‬وٌمارس المدٌر اختصاصات واسعة‪ ،‬فهو المحرك لآللة‬
‫القانونٌة للشركة‪ ،‬وهو الرئٌس الهرمً للعاملٌن والمبرم للعقود والصفقات‪ ،‬واآلمر بالصرؾ‪،‬‬
‫والداعً النعقاد الجمعٌة العامة والمجلً اإلداري‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -2‬الجمعٌة العمومٌة للمساهمٌن‬

‫وظٌفة الجمعٌة العمومٌة للمساهمٌن‪ ،‬فً هذا النوع من الشركات العمومٌة محدودة جدا‪ ،‬فوجودها‬
‫لٌس لهدؾ تداولً حقٌقً ولكن لهدؾ شكلً فقط‪ ،‬وهذه الوضعٌة تعود باألساس المتبلك الدولة‬
‫لوحدها جمٌع األسهم‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ -3‬المجلس اإلداري وإدارة الشركات العامة‬

‫طرٌقة تكوٌن المجلس اإلداري وتعٌٌن أعضاء هذا األخٌر فً الشركات العامة ذات الرأسمال‬
‫العمومً‪ ،‬تخضع لنفس الطرٌقة التً تم إقرارها فً المإسسات الهامة الصناعٌة والتجارٌة‪ ،‬وتكاد‬
‫تكون اختصاصات المجلس اإلداري فً الشركات العامة المتطابقة لما ٌنص علٌه فً الشركات‬
‫الخاصة‪ ،‬وتحدد أهم السلطات واالختصاصات المنصوص علٌها للمجلس اإلداري فً الشركات‬
‫العامة‪ ،‬القرارات المتعلقة بسٌاسة اإلنتاج والتبادل والتسوٌق واالستثمار واالقتراض‪ ،‬والقرارات‬
‫المتعلقة بالعقود التً ترتب حقوقا أو التزامات على الشركة أو لصالحها‪ ،‬وكذا القرارات المتعلقة‬
‫بالعاملٌن فً الشركة‪ ،‬أو استدعاء الجمعٌة العمومٌة لبلجتماع‪ ،‬أو إحداث اللجان التقنٌة‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫الفرع الثانً‪ :‬التنظٌم المالً للمؤسسات والمقاوالت العمومٌة‬

‫سٌتم الحدٌث فً هذا الفرع عن خاصٌة استقبللٌة مٌزانٌة المقاوالت والمإسسات العمومٌة (الفقرة‬
‫األولى) ثم الحدٌث عن موارد ونفقات المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪( ،‬الفقرة الثانٌة)‪.‬‬

‫‪ -1‬محمد األعرج‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.330‬‬


‫‪ -2‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.34.‬‬
‫‪ -3‬نفس المرجع‪ ،‬ص ‪.34.‬‬
‫‪ -4‬عبد الحق عقلة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬نشاط اإلدارة ووسائلها‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،2022 ،‬ص‪.22‬‬
‫‪20‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬استقبللٌة مٌزانٌة المإسسات والمقاوالت العمومٌة‬

‫ٌسمً الفقه المالً المٌزانٌات الخاصة بالهٌئات التً تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة واالستقبلل اإلداري‬
‫والمالً بالمٌزانٌات المستقلة‪ ،‬وٌكون هذا النوع من المٌزانٌات مستقل عن مٌزانٌة الدولة وؼٌر‬
‫خاضعة ألحكامها‪.‬‬
‫ومن الخصائص العامة لهذا الوع من المٌزانٌات‪ ،‬أنها ال تخضع ال للمناقشة وال لمصادقة السلطة‬
‫ال تشرٌعٌة كالمٌزانٌات الملحقة ومٌزانٌات مصالح الدولة المسٌرة بطرٌقة مستقلة‪ ،‬وإنما لموافقة‬
‫مجالسها اإلدارٌة (التداولٌة) المختصة التً تقوم بحصرها والتصوٌت علٌها‪ ،‬كما أنها قد تستقل‬
‫ببعض القواعد واألحكام التً تساعد على تدبٌر استقبللها المالً واإلداري‪.‬‬

‫كما أنه ٌحكمها عنصران أساسٌان‪ ،‬عنصر التخصص (أي التخصص فً القطاعات التً أنشؤت من‬
‫أجلها)‪ ،‬وعنصر التمتع قانونا بهذه الصفة (أي أن القانون هو من منحها االستقبلل عن مٌزانٌة الدولة‬
‫وخول لها أحكام خاصة)‪.‬‬

‫أما فً ما ٌخص التنفٌذ‪ ،‬تتكلؾ المإسسات والمقاوالت العمومٌة بتنفٌذ مٌزانٌاتها الخاصة‬
‫(المستقلة)‪ ،‬وذلك بتوقع المداخٌل وتحمل اإلنفاق‪ ،‬فإذا حققت فائضا تقوم بتدبٌره أو توفٌره لنفسها‪،‬‬
‫وإذا عرفت عجزا فٌقع علٌها عاتق أمر تدبٌر تموٌله‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬موارد ونفقات المقاوالت والمإسسات العمومٌة‬

‫تتشكل مداخٌل ونفقات مٌزانٌات المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬مع األخذ بعٌن االعتبار‬
‫االختبلفات فٌما بٌن المإسسات والمقاوالت وأحكام النصوص المنشؤة لها أساسا فً‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬االمدادات العمومٌة المحولة من الدولة‪:‬‬

‫تساهم التحوٌبلت المالٌة لفائدة الدولة والمقاوالت العمومٌة بشكل فعال‪ ،‬فً تموٌل استثمارات‬
‫وتسٌٌر هذه الهٌئات‪ ،‬وٌوجه هذا الدعم المالً أساسا للمإسسات العمومٌة ذات الطابع ؼٌر التجاري‬
‫والتً تعد مهامها على تموٌبلت فً شكل تحوٌبلت مالٌة من المٌزانٌة العامة للدولة‪.‬‬

‫‪ -1‬تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.25‬‬
‫‪21‬‬
‫وقد اتسمت سنة ‪ 2020‬بسٌاق اقتصادي خاص بفعل التداعٌات السلبٌة التً خلفتها جائحة كوفٌد‪-‬‬
‫‪ 19‬على موارد المٌزانٌة العامة للدولة‪ ،‬وفً ظل هذا الوضع واعتبارا للقرارات التً جاء بها‬
‫المجلس الحكومً المنعقد بتارٌخ ‪ 6‬أبرٌل ‪ ،2020‬تم إصدار منشور لرئٌس الحكومة رقم‬
‫‪ 2020/05‬بتارٌخ ‪ 14‬أبرٌل ‪ٌ ،2020‬دعوا فٌه المإسسات والمقاوالت العمومٌة إلى ضرورة‬
‫ترشٌد النفقات وتوجٌه الموارد المتاحة نحو األولوٌات التً ٌفرضها تدبٌر األزمة‪ ،‬مع احترام آجال‬
‫األداء خصوصا المتعلق بالمقاوالت الصؽرى والمتوسطة‪ ،‬وقد سجلت الفترة الممتدة بٌن ‪2010‬‬
‫و‪ ،2019‬معدل نمو سنوي للتحوٌبلت المالٌة من الدولة إلى المإسسات العمومٌة بلػ ‪.4,9%‬‬

‫كما بلؽ ت اإلمدادات المالٌة الموجهة للمإسسات والمقاوالت العمومٌة مع متم ‪ 2019‬ما مجموعه‬
‫‪ 33.310‬ملٌون درهم‪ ،‬مسجلة بذلك معدل إنجاز قدره ‪ 91%‬مقارنة بتوقعات سنة ‪2019‬‬
‫(‪ 36.580‬ملٌون درهم)‪ ،‬وقد تم خصم ‪ 60%‬من مجموع اإلمدادات للتسٌٌر و ‪ 37%‬للتجهٌز‪،‬‬
‫و‪ 3%‬للزٌادة فً رأس المال‪.‬‬

‫وٌوضح الرسم المبٌانً أسفله تطورات التحوٌبلت المالٌة للدولة إلى المإسسات والمقاوالت‬
‫العمومٌة ما بٌن ‪ 2010‬و‪:2020‬‬

‫المصدر‪ :‬تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬مرفق بمشروع قانون المالٌة ‪.2022‬‬

‫‪1‬‬
‫‪ ‬األتاوى الضرٌبٌة وشبه الضرٌبٌة‬

‫‪ -1‬تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.22‬‬
‫‪22‬‬
‫تعد األتاوى الضرٌبٌة وشبه الضرٌبٌة من أهم موارد المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬بحٌث‬
‫انتقلت الموارد المتؤتٌة من الرسوم شبه الضرٌبٌة المرصدة لفائدة المإسسات والمقاوالت العمومٌة‬
‫من ‪ 2.923,7‬ملٌون درهم سنة ‪ ،2010‬إلى ‪ 4.900,1‬ملٌون درهم سنة ‪ ،2019‬أي متوسط‬
‫معدل نمو سنوي قدره ‪ ،5,3%‬ومن بٌن أهم المإسسات والمقاوالت العمومٌة المستفٌدة من الرسوم‬
‫الشبه الضرٌبٌة خبلل سنة ‪ ،2019‬مكتب التكوٌن وإنعاش الشؽل بما مجموعه ‪ 2.556.9‬ملٌون‬
‫درهم‪ ،‬والمكتب الوطنً المؽربً للسٌاحة بمبلػ ‪ 537‬ملٌون درهم‪ ،‬والمكتب الوطنً للصٌد بمبلػ‬
‫‪ 307‬ملٌون درهم‪ ،‬والشركة الوطنٌة لئلذاعة والتلفزة ب ‪ 285‬ملٌون درهم وؼٌره من المإسسات‪.‬‬

‫دون أن ننسى كذلك األتاوى أو المقابل عن الخدمات المقدمة للمرتفقٌن‪ ،‬والتً تعد من بٌن أهم‬
‫األتاوى التً تتؽذى منها مٌزانٌات هذه المإسسات والمقاوالت العمومٌة باإلضافة إلى القروض‪.‬‬

‫وٌوضح الرسم المبٌانً أسفله‪ ،‬تطور الرسوم شبه الضرٌبٌة المرصدة لفائدة المإسسات والمقاوالت‬
‫العمومٌة‪ ،‬ما بٌن ‪ 2010‬و‪.2019‬‬

‫المصدر‪ :‬تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬مرفق بمشروع قانون المالٌة ‪.2022‬‬

‫أما فٌما ٌتعلق بمساهمات هذه المقاوالت والمإسسات لفائدة المٌزانٌة العامة للدولة‪ ،‬فقد بلؽت برسم‬
‫سنة ‪ 2019‬بما قدره ‪ 13.794‬ملٌون درهم‪ ،‬بحٌث هٌمنت أربع مإسسات ومقاوالت عمومٌة على‬
‫نسبة متوسطة تقارب ‪ 72%‬من مجموع هذه الموارد‪ ،‬وٌتعلق األمر بالمحافظة العقارٌة والمسح‬
‫العقاري والخرائطً والمجمع الشرٌؾ للفسفاط وشركة اتصاالت المؽرب وبنك المؽرب‪.‬‬

‫وٌوضح الرسم المبٌانً أسفله‪ ،‬مساهمة المإسسات والمقاوالت العمومٌة فً المٌزانٌة العامة للدولة‬
‫ما بٌن ‪ 2010‬و‪:2021‬‬

‫‪23‬‬
‫المصدر‪ :‬تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬مرفق بمشروع قانون المالٌة ‪.2022‬‬

‫‪24‬‬
‫والتقٌٌم‬ ‫الرقابة‬ ‫بٌن‬ ‫العامة‬ ‫والمقاوالت‬ ‫العمومٌة‬ ‫المؤسسات‬ ‫الثانً‪:‬‬ ‫المبحث‬
‫سنتطرق فً هذا المبحث إلى الرقابة عن المإسسات والمقاوالت العمومٌة(المطلب األول)‪،‬‬
‫الثانً)‬ ‫العمومٌة(المطلب‬ ‫والمقاوالت‬ ‫المإسسات‬ ‫هذه‬ ‫عمل‬ ‫تقٌٌم‬ ‫ثم‬
‫العامة‬ ‫والمقاوالت‬ ‫العمومٌة‬ ‫المؤسسات‬ ‫على‬ ‫الدولة‬ ‫رقابة‬ ‫األول‪:‬‬ ‫المطلب‬
‫تتوزع الرقابة الممارسة على المؤسسات والمقاوالت العامة حول رقابة ادارٌة(الفرع‬
‫األول)‪ ،‬ورقابة مالٌة(الفرع الثانً)‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الرقابة اإلدارٌة‬

‫ٌقصد بالرقابة اإلدارٌة تلك العملٌة التً تقوم بها السلطة التنفٌذٌة على الدوائر الرسمٌة وشبه‬
‫الرسمٌة والمصالح والمإسسات العمومٌة التً تتبع الوزارات المختلفة التً تنهض بؤعمال إدارٌة‬
‫وفنٌة مختلفة‪ ،‬كما ٌطلق علٌها اسم الرقابة الذاتٌة التً تقوم بها اإلدارة بنفسها لمراقبة أعمالها‬
‫والتحقق من مدى مطابقته للقانون والتنبٌه إلى األخطاء والمخالفات أو إحالته إلى السلطات‬
‫المختصة فقد تتكشؾ اإلدارة أنها ارتكبت بعض األخطاء كما لو تجاهلت بعض القواعد القانونٌة‬
‫التً سنها المشرع لصالح األفراد ومن ثم تتجه إلى الرجوع فً قراراتها وإبطالها قصد احترام‬
‫‪1‬‬
‫القانون‪.‬‬

‫وهً رقابة تتجلى بالنسبة للمقاوالت العامة التً تتخذ شكل مإسسات عامة صناعٌة أو تجارٌة فً‬
‫تعٌٌن كبار المسإولٌن عنها‪ ،‬هكذا ٌكون تعٌٌن مدراء المإسسات العامة بموجب ظهٌر شرٌؾ‪،‬‬
‫كذلك ٌتم تعٌٌن مسٌري المكاتب الجهوٌة بٌد الوزٌر المعنً باألمر‪ ،‬وتظهر هذه الرقابة أٌضا فً‬
‫تركٌبة المجلس اإلداري لهذه المإسسات العامة حٌث ٌعد الوزٌر األول هو رئٌس المجلس‬
‫اإلداري لجمٌع المإسسات العامة مع إمكانٌة تفوٌض هذه الرئاسة للوزٌر المعنً باألمر‪ ،‬ومن‬
‫ناحٌة أخرى فإن أسلوب البلمركزٌة المصلحٌة ٌقتضً إجراء رقابة من لدن السلطة المركزٌة‬
‫على الهٌئات البلمركزٌة المصلحٌة تحقٌقا للمصلحة العامة‪ ،‬بحٌث أن المشرع خول للوزٌر‬
‫المعنً بالرقابة سلطات محددة تهم الرقابة على أشخاص وأعمال هدا النوع من المقاوالت العامة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمقاوالت العامة التً تتخذ شكل شركات مجهولة االسم‪ ،‬فباإلضافة إلى خضوعها‬
‫للرقابة اإلدارٌة الممارسة من لدن السلطات العامة‪ ،‬والتً قد تظهر أحٌانا فً تعٌٌن الدولة‬
‫‪1‬‬
‫مصطفى التهادي‪ ،‬منظومة الرقابة المالٌة للدولة على المإسسات العمومٌة ورهان الحكامة‪ ،‬رسالة لنٌل شهادة الماستر فً القانون العام جامعة محمد‬
‫الخامس الرباط‪ ،‬كلٌة الحقوق السوٌسً‪ ،‬سنة ‪ ،2022-2029‬ص ‪.43-44‬‬
‫‪25‬‬
‫لمندوب للحكومة مكلؾ بمراقبة تسٌٌر الشركة‪ ،‬بحٌث ٌمكنه الحصول على كل المعلومات المهمة‬
‫وكذا الحضور فً اجتماعات هٌئاتها‪ ،‬و توجد رقابة أخرى تظهر من خبلل تبعٌة األجهزة‬
‫المسٌرة لتلك الشركات للدولة ( الجمعٌة العامة للمساهمٌن‪ ،‬المجلس اإلداري‪ ،‬ومدٌر المقاولة‪،‬‬
‫اللجنة التقنٌة) إذ من خبلل تلك األجهزة تتمكن الدولة عبر ممثلٌها فٌها‪ ،‬من توجٌه نشاط تلك‬
‫‪1‬‬
‫الشركات بما ٌحقق السٌاسة العامة للدولة فً المٌدان االقتصادي‪.‬‬

‫الفرع الثانً ‪ :‬الرقابة المالٌة على المؤسسات العمومٌة والمقاوالت العامة‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬أجهزة الرقابة المالٌة‬

‫تتجلى الرقابة المالٌة على المإسسات العمومٌة فً تعدد وتكامل األجهزة المكلفة بالرقابة المالٌة‬
‫والتً تنقسم ألجهزة تابعة لوزارة المالٌة‪ ،‬وأخررى قضرائٌة تتمثرل فرً المجلرس األعلرى للحسرابات‪،‬‬
‫ثم البرلمان المتمثل فً جهاز التشرٌعً‪ ،‬لئلحاطة أكثر باألجهزة المكلفة الرقابة المالٌرة‪ ،‬سرنتطرق‬
‫فررً (الفقرررة األولررى)‪ ،‬للرقابررة المالٌررة التابعررة لرروزارة المالٌررة‪ ،‬و(الفقرررة الثانٌررة)‪ ،‬للرقابررة المجلررس‬
‫األعلررى للحسررابات واختصاصرراته ثررم إلررى الرقابررة المالٌررة التررً ٌجرهررا البرلمرران علررى المإسسررات‬
‫العمومٌة‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬رقابة وزارة المالٌة‬

‫ٌختص بممارسة هذه الرقابة مجموعة من الهٌئات‪ٌ ،‬تقدمها وزٌر المالٌة باعتباره المسإول عرن‬
‫تنفٌذ السٌاسة المالٌة للدولة‪ ،‬وذلك طبقا للظهٌر الشرٌؾ رقرم ‪ 1.03.195‬الصرادر فرً ‪ 11‬نرونبر‬
‫‪ 2003‬بتنفٌذ القانون رقم ‪ 69.00‬المتعلق بالمراقبرة المالٌرة للدولرة علرى المنشرؤة العامرة و هٌئرات‬
‫أخرى‪.‬‬

‫‪ -1‬وزٌر المالٌة‪:‬‬

‫ٌعتبر وزٌر المالٌة على رأس الجهاز المركزي الذي ٌخضع له كل المراقبٌن المالٌٌن والمحاسربٌن‬
‫العمرومٌٌن وهررو ٌمرارس باإلضررافة إلرى اختصاصرراته التقلٌدٌررة الحرق فررً المصرادقة علررى المٌزانٌررة‬
‫والحسابات الختامٌة والسرنوٌة وتمدٌرد أو تقلرٌص المسراهمات المالٌرة‪ ،‬وٌتردخل فرً مسراعدته للقٌرام‬

‫‪1‬‬
‫إبراهٌم كومؽار‪ ،‬المرافق العامة الكبرى على نهج التحدٌث‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة األولى ‪،200.‬ص ‪33‬‬

‫‪26‬‬
‫بهررذه المهررام مراقبرروا الدولررة المكلفررٌن برراألداء ناهٌررك عررن بعررض الهٌئررات األخرررى كمررا هررو الحررال‬
‫بالنسبة لمندوب الحكومة‪ .‬طبقا لمقتضٌات القانون ‪.69.00‬‬

‫ولعل هذا التنظٌم ٌتشابه مع نظٌرره فرً فرنسرا فٌمرا ٌخرص المراقبرة المالٌرة أو االقتصرادٌة‪ ،‬حٌرث‬
‫ٌمارسها وزٌر المالٌة الذي ٌتمتع فً هذا المجال بسلطة التدخل فً مجموعة من قرارات الوصاٌة‬
‫اإلدارٌة أو التقنٌة التً ٌتخذها بالمشاركة مع الوزٌر المعنرً براألمر‪ ،‬كمرا ٌمرارس سرلطات خاصرة‬
‫عن طرٌق هٌئة مراقب الدولة أو المكلفٌن بمهمة المراقبرة المالٌرة‪ .‬ونرذكر علرى سربٌل المثرال لجنرة‬
‫المراجعررة الحسررابات والتررً تقابلهررا فررً المؽرررب لجنررة الترردقٌق التررً نررص علٌهررا الق رانون ‪69.00‬‬
‫التعلق بالمراقبة الدولة على المنشؤة العامة‪.‬‬

‫وتتحرردد مهمررة الرقابررة المالٌررة للرروزٌر المكلررؾ بالمالٌررة علررى المقرراوالت العمومٌررة طبقررا ألحكررام‬
‫القررانون‪ ،‬فررً قٌررام السررٌد الرروزٌر بتحدٌررد كٌفٌررات تطبٌررق هررذا القررانون بالنسرربة إلررى كررل مإسسررة أو‬
‫مجموعة من المإسسات العامة‪ .‬وٌحدد لهذه الؽاٌة إجرراء تحضرٌر المٌزانٌرات والبٌانرات التوقٌعٌرة‬
‫لمدة متعددة السنوات و قرارها والتؤثٌر علٌها وطرٌقة مسك المحاسبة األمرر بالصررؾ والمسراعدة‬
‫الواجب على المراقب الدولة القٌام بها وكذا السجبلت والحامبلت األخرى المتعٌن مسكها مرن لردن‬
‫الخازن المكلؾ باألداء كمرا ٌقروم وزٌرر المالٌرة بمراقبرة الوثرائق الترً ٌرتم بمقتضراها توقرع والتقٌرٌم‬
‫وترررخٌص عملٌررات االسررتؽبلل والتموٌررل والخزٌنررة وعملٌررات االسررتثمار برسررم السررنة المحاسرربٌة‬
‫المالٌة‪.‬‬

‫‪ -2‬مراقب الدولة‪:‬‬

‫الزال هررذا الجهرراز ٌتمتررع بصرربلحٌات واسررعة‪ ،‬إذا مررا أجرٌنررا مقارنررة بررٌن االختصاصررات التررً‬
‫خولهررا لرره ظهٌررر ‪ 14‬أبرٌررل ‪ 1960‬واالختصاصررات الممنوحررة لرره بمقتضررى ظهٌررر ‪ 11‬نرروفمبر‬
‫‪ 2003‬حٌث ٌحضر مراقب الدولة بصفة استشارٌة جلسرات مجلرس اإلدارة أو الجهراز الترداولً و‬
‫كذا اجتماعات مختلؾ اللجان المحدثة تطبٌقا ألحكام النصوص التشرٌعٌة أو التنظٌمٌة أو النظامٌرة‬
‫أو االتفاقٌات المتعلقة بالهٌئة الخاضعة للمراقبة‪.‬‬

‫وٌتمتع بحق االطبلع على الجمٌع المعلومات والوثائق سواء لدى الهٌئة أو الشركات التابعة لهرا‬
‫و ٌجوز له القٌام فً كل حٌن وبعرٌن المكران‪ ،‬بجمٌرع أعمرال التحقرق والمراقبرة الترً ٌراهرا مبلئمرة‬
‫اعتماد على المسرتندات‪ ،‬ولره أن ٌطلرب االطربلع علرى جمٌرع الوثرائق الترً ٌعتبرهرا مقٌردة لمزاولرة‬
‫‪27‬‬
‫مهمته‪ ،‬وال سٌما العقود والدفاتر والوثائق المحاسبٌة والسجبلت والمحاضرر‪ ،‬وٌجروز لره الحصرول‬
‫تحت إشراؾ الوزٌر المكلؾ بالمالٌة علرى جمٌرع المعلومرات المفٌردة لمزاولرة مهمتره لردى األؼٌرار‬
‫الذٌن أنجزوا عملٌات مع الهٌؤة‪.‬‬

‫‪ -3‬الخازن المكلف باألداء‪:‬‬

‫ٌعتبر الخازن المكلؾ باألداء كمحاسب عمومً مسإوال عن عملٌات النفقرات‪ ،‬وهرو ٌقروم بعملره‬
‫وفقا المقتضٌات قرانون المحاسربة العمومٌرة‪ ،‬إضرافة إلرى ظهٌرر ‪ 11‬نروفمبر ‪ ،2003‬وٌتعرٌن علرى‬
‫المدٌرٌة والمعٌن لردٌها هرذا العرون أن تضرع رهرن إشرارته الوسرائل المتعلقرة بالمعردات والمروظفٌن‬
‫التً ٌراها وزٌر المالٌة ضررورٌة للقٌرام بمهامره‪ .‬وٌجرب علرى المحاسرب العمرومً‪ ،‬التؤكرد مرن أن‬
‫األداءات تررتم لفائرردة الرردائن الحقٌقررً وترروفر االعتمررادات وبنرراء علررى الوثررائق صررحٌحة تثبررت صررحة‬
‫حقوق الدائن والعمل المنجز‪ .‬وفً حالرة عردم تروفر إحردى هرذه العناصرر فٌمكنره أن ٌررفض انجراز‬
‫أداء ال ٌحترم العناصر السابقة‪ .‬وفً هذه الحالة ٌتحتم على العرون المحاسرب أن ٌمثرل لهرذا الطلرب‬
‫الذي ٌضٌفه إلى سند األداء وٌخبر بذلك فورا المراقب المالً قبل أن ٌقوم بؤداء‪.‬‬

‫وتنتفررً مسررإولٌة الخررازن المكلررؾ برراألداء عنرردما ٌوجرره رفضررا معلرربل إلررى مرردٌر الهٌئررة المعنٌررة‬
‫وٌوجره لرره بررذلك المردٌر أمرررا بالتسررخٌر قصررد تؤشرٌر علررى وسررٌلة األداء‪ ،‬و ٌجرب علٌرره التقٌررد بهررذا‬
‫األمر بالتسخٌر وٌخبر وزٌر المالٌة بذلك فورا كما ٌوقرع الخرازن المكلرؾ براألداء مرع مردٌر الهٌئرة‬
‫المعنٌررة علررى وسررائل األداء كرراألوراق التجارٌررة والوسررائل والعملٌررات البنكٌررة األخرررى‪ .‬وتجرردر‬
‫اإلشارة إلى أن هناك بعض المإسسات التً ال ٌمرارس الخرازن األمرر بالصررؾ اختصاصراته بهرا‬
‫إال بقرار من الوزٌر المالٌة‪ .‬وإضافة إلى هذه الهٌئات األساسٌة فٌما ٌخص المراقبة المالٌرة للدولرة‬
‫على المنشؤة العامة‪ ،‬فهناك ثانوٌة أخرى تتمثل فً مفروض أو منردوب الحكومرة الرذي ٌوجرد بصرفة‬
‫عامرررة فرررً الشرررركات ذات االقتصررراد المخرررتلط وأحٌانرررا فرررً المإسسرررات العمومٌرررة كبنرررك المؽررررب‬
‫والشركات ذات الرأسرمال العمرومً والترً ال تخضرع للمراقبرة المالٌرة للدولرة إضرافة إلرى المراقبرة‬
‫المفتشررٌة العامررة للدولررة التررً تضررطلع بسررلطة التؤكررد والمراقبررة علررى مجمرروع األداءات ومجمرروع‬
‫النفقات العمومٌة إضافة إلى إجراء أبحاث لتقٌرٌم عملٌرات التسرٌٌر بوجره عرام إال أن هرذه العملٌرات‬

‫‪28‬‬
‫تبقى ثانوٌة حٌث ال تقوم هذه المفتشٌة بعملها من تلقاء نفسها وإنمرا بنراءا علرى طلرب وزٌرر المالٌرة‬
‫أو السلطة الحكومٌة أو بناء على طلب المقاولة العمومٌة نفسها‪.1‬‬

‫‪-4‬المفتشٌة العامة للمالٌة‪:‬‬

‫هً جهاز إداري للتفتٌش المالً بالمؽرب كما أكد علٌها القانون المحردث لهرا‪ ،‬بموجرب الظهٌرر‬
‫الشرٌؾ رقرم ‪ 1.59.268‬الصرادر فرً ‪ 14‬أبرٌرل ‪ ،1960‬وتخضرع بشركل مباشرر لسرلطة وزٌرر‬
‫المالٌة على اعتبار أن الروزارة هرً الترً تضرع برنامجهرا العملرً وذلرك بتنسرٌق مرع المفرتش العرام‬
‫للمالٌة‪ ،‬وٌتؤكد هذا من خبلل مقتضرٌات الفصرل األول مرن نفرس المرسروم‪ ،‬حٌرث نرص علرى أنره "‬
‫تإسس لدى وزٌر المالٌة هٌؤة علٌا للتفتٌش تتؤلؾ من مفتشً المالٌة‪ ،‬وٌجعرل مفتشروا المالٌرة تحرت‬
‫إشررراؾ مفررتش عررام ٌخضررع مباشرررة لنفرروذ الرروزٌر "‪ ،2‬فهررً تتبرروأ بمكانررة مهمررة ضررمن المصررالح‬
‫المركزٌة التابعة للوزارة‪ ،‬وبذلك تشكل موقعا هاما ضرمن المنظومرة‪ ،‬برالنظر إلرى شرمولٌة رقابتهرا‬
‫من حٌرث االختصراص أو مجرال تردخبلتها الواسرعة‪ ،‬الترً تقودهرا فرً الردوائر العمومٌرة والترابٌرة‬
‫المرتبطة بالمال العام‪ ،‬وٌقوم بهرذه االختصاصرات مختلرؾ مفتشروا المالٌرة الرذٌن ٌخضرعون لنظرام‬
‫أساسً خاص بهم‪ .‬وبخصروص المهرام فقرد أنرٌط بهرذه الهٌرؤة إجرراء تحقٌقرات بخصروص مصرالح‬
‫الصررندوق المحاسرربة والنقررود والمررواد وكررذا المحاسرربٌن العمررومٌٌن وبصررفة عامررة مسررتخدمً الدولررة‬
‫والجماعات المحلٌة والمإسسات العمومٌة‪ .‬وبمناسبة المهام التً تقوم بها هذه الهٌؤة ٌتحقق مفتشروا‬
‫المالٌة مرن التسرٌٌر الرذي ٌقروم بره هرإالء المحاسربون وٌتؤكردون مرن صرحة العملٌرات المدرجرة فرً‬
‫حسرررابات األمررررٌن بتسرررلٌم المررررداخٌل ودفرررع المصرررارٌؾ العمومٌرررة وكررررذا فرررً حسرررابات جمٌررررع‬
‫المتصرفٌن‪.3‬‬

‫وٌمكررن القررول علررى أن المفتشررٌة العامررة للمالٌررة تترردخل وبصررفة منتظمررة فررً قطرراع المإسسررات‬
‫العمومٌررة‪ .‬لكررن حٌنمررا ٌطلررب منهررا ذلررك مررن أجررل قٌررام بعملٌررات معٌنررة أو تتسرررب أخبررار بحرردوث‬
‫تبلعبررات أو اخررتبلس فررً األمرروال العمومٌررة‪ .‬كمررا تقرروم كررذلك المفتشررٌة العامررة للمالٌررة بالترردقٌق‬
‫المإسسررات والمقرراوالت العمومٌررة وافتحرراص المشررارٌع العمومٌررة الممولررة مررن طرررؾ المنظمررات‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬نجاة الجلواجً‪ ".‬تطور الدور الرقابً لوزارة المالٌة "رسالة لنٌل الماستر فً القانون العام "جامعة الحسن األول كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و‬
‫االجتماعٌة سطات‪.‬السنة الجامعٌة ‪ 2022-2022‬ص ‪ 220‬و‪.222‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ -‬ظهٌر شرٌؾ رقم ‪ 215.1298‬الصادر فً ‪ 23‬أبرٌل ‪2.90‬‬
‫‪3‬‬
‫‪-‬ادرٌس بالماحً‪« :‬المفتشٌة العامة للمالٌة جهاز مهم للرقابة والفعالٌة محدودة" دار الطابعة و نشر‪،‬الرباط‪،‬الطبعة الثالثة سنة ‪ 2000‬ص‪.224‬‬
‫‪29‬‬
‫األجنبٌة كالبنك الدولً لبلعمار والتنمٌة‪ ،‬البنرك األفرٌقرً للتنمٌرة‪ ،‬وبرنرامج األمرم المتحردة للتنمٌرة‬
‫‪1‬‬
‫وتتبنى المفتشٌة فً هذا اإلطار مقاربات جدٌدة تتماشى مع تلك المعمول بها على صعٌد الدولً‪.‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬الرقابة المالٌة للسلطة القضائٌة والتشرٌعٌة‬


‫تتمثل الرقابة القضائٌة والتشرٌعٌة فً جهازٌن دستورٌٌن‪ ،‬األول المنظم بمجموعة من الفصرول‬
‫فً الدستور (‪ 147‬و ‪ 148‬و ‪ 149‬و ‪ )150‬وهروالمجلس األعلرى للحسرابات‪ ،‬فهرو الهٌئرة العلٌرا‬
‫لمراقبة المالٌة العمومٌة بالمملكة‪ ،‬وٌضمن الدسرتور اسرتقبلله‪ٌ .‬مرارس المجلرس األعلرى للحسرابات‬
‫مهمة تردعٌم وحماٌرة مبرادق وقرٌم الحكامرة الجٌردة والشرفافٌة والمحاسربة‪ ،‬بالنسربة للدولرة واألجهرزة‬
‫العمومٌة‪ .‬أما عن الثانً فهو الجهاز التشررٌعً‪ ،‬فالبرلمران لمرا لره مرن مجموعرة مرن اختصاصرات‬
‫فررً الرقابررة المالٌررة مثررل التصرروٌت علررى القرروانٌن العادٌررة ومراقبررة المالٌررة العمومٌررة مررن طرررؾ‬
‫مجلسٌه‪ ،‬ومراقبة أعمال الحكومة‪....‬‬

‫أوال ‪ :‬رقابة المجلس األعلى للحسابات على المؤسسات العمومٌة والمقاوالت العامة‬
‫قبررل التعرررؾ علررى الرقابررة التررً ٌمارسررها المجلررس األعلررى للحسررابات علررى المإسسررات العمومٌررة‬
‫والمقرراوالت العامررة مررن خرربلل االختصاصررات الممنوحررة لرره فررً هررذا المجال(ثانٌررا)‪ ،‬أوال سررنتعرؾ‬
‫على اإلطار المنظم للمجلس (أوال)‪.‬‬
‫‪ : 1‬اإلطار المنظم للمجلس األعلى للحسابات‬
‫حرص المؽرب أثناء الموافقة بواسطة االستفتاء على دستور ‪ ،1996‬وعلى ؼرار الدول‬
‫المتطورة‪ ،‬على االرتقاء بالمجلس األعلى للحسابات إلى مصاؾ مإسسة دستورٌة تضطلع بدور‬
‫المساهمة الفعالة فً عقلنة تدبٌر األموال العامة وممارسة وظٌفتها بشكل كامل كمإسسة علٌا‬
‫للرقابة مستقلة عن السلطة التشرٌعٌة والسلطة التنفٌذي‪.‬‬
‫وهكذا وضح الباب العاشر من الدستور بؤن المجلس األعلى للحسابات ٌتولى ممارسة الرقابة‬
‫العلٌا على تنفٌذ القوانٌن المالٌة وٌبذل مساعدته للبرلمان والحكومة فً المٌادٌن التً تدخل فً‬
‫نطاق اختصاصاته بمقتضى القانون‪ ،‬وٌرفع إلى جبللة الملك بٌانات جمٌع األعمال التً ٌقوم بها‬
‫فً إطار تقرٌره السنوي‪.‬‬
‫وفضبل عن ذلك وفً إطار سٌاسة البلمركزٌة‪ ،‬نص الدستور فً الفصل ‪ 98‬على إحداث‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬مصطفى التهادي" منظومة الرقابة المالٌة للدولة على مإسسات و العمومٌة ورهان الحكامة" رسالة لنٌل شهادة الماستر فً القانون العام‪ .‬جامعة محمد‬
‫الخامس بالرباط ‪.‬كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة سوٌسً‪ .‬السنة الجامعٌة ‪ 2022 /2029‬صفحة‪.32‬‬
‫‪30‬‬
‫المجالس الجهوٌة للحسابات المكلفة بمراقبة حسابات الجماعات المحلٌة وهٌئاتها وكٌفٌة قٌامها‬
‫بتدبٌر شإونها‪.‬‬
‫وقد تم تتوٌج المقتضٌات الدستورٌة المذكورة بإصدار القانون رقم ‪ 62-99‬المتعلق بمدونة‬
‫المحاكم المالٌة بتارٌخ ‪ٌ 13‬ونٌو ‪.2002‬‬
‫وهكذا تم توضٌح الوظائؾ المخولة للمحاكم المالٌة بهدؾ تؤمٌن ممارسة رقابة مندمجة‪ ،‬وإقامة‬
‫أفضل توازن فً مسإولٌات الخاضعٌن للرقابة والوصول بالتالً إلى نظام عقوبات ومتابعات‬
‫أكثر عدال وإنصافا لهم‪.‬‬
‫وٌنبؽً التذكٌر بؤن أهم الرقابات الممارسة من قبل المحاكم المالٌة تهم الرقابة القضائٌة على‬
‫مدى قانونٌة العملٌات المالٌة ومدى مطابقتها للنصوص (البث فً الحسابات‪ ،‬التسٌٌر بحكم الواقع‬
‫والتؤدٌب المتعلق بالمٌزانٌة والشإون المالٌة)‪ ،‬ومراقبة التسٌٌر المرتكز على تقٌٌم نتائج أداء‬
‫الوحدات المراقبة من حٌث الفعالٌة واالقتصاد والكفاٌة‪.‬‬
‫كما أنه ٌقوم برقابة صارمة على مختلؾ المإسسات العمومٌة والمقاوالت الخاضعة لرقابته‪.‬‬
‫هكذا ٌمكن القول على أنه ٌمارس الرقابة على المقاوالت والمإسسات المخولة االمتٌاز فً‬
‫المرفق العام التً تملك فٌها الدولة أو المإسسات العمومٌة أؼلبٌة األسهم أو سلطة المرجحة فً‬
‫اتخاذ القرار‪.‬‬
‫مررن هررذا الصرردد ٌقرروم المجلررس األعلررى مررن التؤكررد مررن صررحة العملٌررات المنجررزة وأن األنظمررة‬
‫المطابقررة داخررل المإسسررات العمومٌررة تضررمن سررٌر الصررحٌح لموردهررا وتسررجٌلها لكافررة العملٌررات‬
‫المنجررزة مررن جهررة‪ .‬والوقرروؾ علررى كٌفٌررة تسررٌٌرها واالدالء‪ ،‬عنررد االقتضرراء بتقرردٌم مجموعررة مررن‬
‫الحلول لتحسٌن طرق تدبٌرها من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ : 2‬اختصاصات المجلس األعلى للحسابات‪:‬‬

‫‪31‬‬
‫ٌعتبر المجلس األعلى للحسابات هٌؤة العلٌا لمراقبة المالٌة العمومٌة وهو ما نص علٌره الدسرتور‬
‫فً فصله ‪ 1.147‬وأضاؾ نفس الفصل أن الدستور ٌضمن استقبللٌة هذه المإسسة وأناط بها عردة‬
‫اختصاصات أهمها تدعٌم وحماٌة مبادق وقٌم الحكامة الجٌدة والشفافٌة والمحاسبة‪ ،‬بالنسربة للدولرة‬
‫واألجهزة العمومٌة‪ ،‬كما ٌتولى ممارسرة الرقابرة العلٌرا علرى تنفٌرذ قروانٌن المالٌرة‪ .‬وقرد أكردت علرى‬
‫هذه المقتضرٌات أٌضرا المرادة‪ 2‬مرن القرانون رقرم ‪ 62.99‬متعلرق بمدونرة المحراكم المالٌرة‪ .‬كمرا أنره‬
‫ٌمارس مجموعة من االختصاصات أخرى المتمثلة فً‪:‬‬
‫أـ التدقٌق والبت فً الحسابات‬

‫ٌدقق المجلس حسابات مرافق الدولة وكذا حسابات المإسسات العمومٌة والمقراوالت الترً تملرك‬
‫الدولة أو المإسسات العمومٌة رأسمالها كلٌا أو بصرفة مشرتركة برٌن الدولرة والمإسسرات العمومٌرة‬
‫والجماعرررررررات المحلٌرررررررة‪ ،‬إذا كانرررررررت هرررررررذه األجهرررررررزة تتررررررروفر علرررررررى محاسرررررررب عمرررررررومً‪.‬‬
‫وٌلررزم المحاسرربون العمومٌررون لؤلجهررزة العمومٌررة بررؤن ٌقرردموا سررنوٌا إلررى المجلررس‪ ،‬الحسررابات أو‬
‫البٌانات المحاسبٌة وفق الكٌفٌات المقررة فً النصوص الجاري بها العمل‪ ،‬وٌبت المجلرس األعلرى‬
‫للحسابات فً الحساب أو البٌان المحاسبً بقرار تمهٌدي ثم بقرار نهائً‪.‬‬

‫ب‪ -‬تصرٌح والبت فً التسٌٌر بحكم الواقع‬

‫عرربلوة علررى اختصاصرره فررً مجررال تصررفٌة الحسررابات والبررت فٌهررا‪ٌ ،‬مررارس المجلررس األعلررى‬
‫للحسابات وظٌفة قضائٌة اتجراه كرل شرخص ٌتردخل دون أن تكرون لره صرفة محاسرب عمرومً‪ ،‬فرً‬
‫تدبٌر األموال العامة سواء عن طرٌق التحاٌل على القانون أو عن جهرل‪ ،‬فٌصربح بالترالً محاسربا‬
‫بحكم الواقع‪.‬‬

‫ت ـ التأدٌب المتعلق بالمٌزانٌة والشؤون المالٌة‬

‫ٌمارس المجلس األعلى للحسابات وظٌفة قضائٌة فً مجال التؤدٌب المتعلق بالمٌزانٌة والشإون‬
‫المالٌررة اتجرراه كررل شررخص أو موظررؾ أو عررون أحررد األجهررزة العمومٌررة الخاضررعة لرقابررة المجلررس‪،‬‬
‫ٌقترررؾ إحرردى المخالفررات المنصرروص علٌهررا فررً مدونررة المحرراكم المالٌررة وذلررك فررً حرردود دائرررة‬
‫اختصاص كل واحد منهم‪ .‬وٌتعرض المعنٌون باألمر للعقوبات المقررة لتلك المخالفات‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫الفصل ‪ 232‬من دستور ‪ ،2022‬صادر بتنفٌذه لظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 21221.2‬بتارٌخ ‪ٌ 2.‬ولٌو ‪.2022‬‬
‫‪32‬‬
‫ج ـ مراقبة التسٌٌر واستعمال األموال‬

‫‪ ‬مراقبة التسٌٌر‪:‬‬

‫ٌراقب المجلس تسٌٌر المرافق واألجهزة العمومٌة التً تندرج ضمن دائرة اختصاصاته لتقٌٌم‬
‫جودته وٌقدم‪ ،‬إن اقتضى األمر على ذلك‪ ،‬اقتراحات حول الوسائل الجدٌرة بتحسٌن طرقه‬
‫والزٌادة فً فعالٌته ومردودٌته‪ .‬وتهم المراقبة كافة مظاهر التدبٌر‪.‬‬
‫وٌمكن للمجلس القٌام بمهام تقٌٌم المشارٌع العمومٌة بؽٌة التؤكد من المنجزات المحققة‪ ،‬وبلوغ‬
‫األهداؾ المسطرة لكل مشروع‪ ،‬بالنظر إلى الوسائل المرصودة له‪.‬‬

‫‪ ‬مراقبة استعمال األموال العمومٌة‪:‬‬

‫ٌراقب المجلس األعلى للحسابات كذلك استخدام األموال العامة الملقاة من قبل المقاوالت أو‬
‫الجمعٌات أو من طرؾ األجهزة المستفٌدة من مساهمة فً رأسمالها أو من إعانة للدولة أو‬
‫لمإسسة عمومٌة أو ألحد األجهزة األخرى الخاضعة لمراقبته‪ ،‬وذلك كٌفما كان شكله‪.‬‬
‫مراقبة استخدام األموال التً ٌتم جمعها عن طرٌق إلتماس اإلحسان العمومً‬
‫وٌمكن أٌضا للمجلس‪ ،‬بناء على طلب الوزٌر األول‪ ،‬مراقبة الحسابات المتعلقة باستخدام الموارد‬
‫التً تم جمعها من طرؾ الجمعٌات على سبٌل اإلحسان العمومً‪.‬‬

‫ج ـ استئناف األحكام الصادرة بصفة نهائٌة عن المجالس الجهوٌة للحسابات‬

‫فً المجاالت القضائٌة (البرت فرً الحسرابات والتؤدٌرب المتعلرق بالمٌزانٌرة والشرإون المالٌرة) ٌبرت‬
‫المجلس فً طلبات استئناؾ األحكام الصادرة بصفة نهائٌة عن المجالس الجهوٌة‪.‬‬

‫ثانٌا ‪ :‬الرقابة المالٌة التً ٌجرٌها البرلمان‬


‫تعتبر الوظٌفة التشرٌعٌة التً ٌختص بها البرلمان فً المراقبة المالٌة مسرؤلة مهمرة بالنسربة لهرذا‬
‫الجهرراز‪ ،‬التررً نررص علٌرره دسررتور المملكررة المؽربٌررة لسررنة ‪ 2011‬فررً فصررله ‪ ،75‬وتتجسررد هررذه‬
‫المراقبة أوال فً التصوٌت على قانون المالٌة‪ ،‬بحٌث ٌحق دستورٌا للبرلمان أن ٌررخص للحكومرة‬
‫بتحدٌررد طبٌعررة ومقرردار مرروارد الدولررة وتوزٌررع النفقررات العمومٌررة‪ ،‬وتحقٌررق الترروازن بررٌن المرروارد‬

‫‪33‬‬
‫والنفقررات‪ ،‬ومتابعررة تنفٌررذ بنررود المٌزانٌررة بكٌفٌررة مسررتمرة فررً االسررتخبار حررول ترردبٌر المإسسررات‬
‫العمومٌة وشبه العمومٌة‪.1‬‬
‫وهكذا تتم المراقبة البرلمانٌة على المإسسات العمومٌة والمقاوالت بشكل ؼٌر مباشر فرً إطرار‬
‫الرقابررة السٌاسررٌة الممارسررة مررن طرررؾ السررلطة التشرررٌعٌة علررى السررلطة التنفٌذٌررة كمررا نررص علٌرره‬
‫دستور ‪ 2011‬عبر وسائل الرقابة البرلمانٌة والتً قد تبرز شركل مرن أشركال الرقابرة المالٌرة علرى‬
‫المإسسات العمومٌة‪ ،‬رؼم عدم فعالٌتها وطبٌعتها ؼٌر المباشرة أحٌانرا‪ ،‬والمتمثلرة فرً الرقابرة عرن‬
‫طرٌق األسئلة الكتابٌة والشفوٌة والرقابة عن طرٌق اللجان البرلمانٌة‪.‬‬
‫أ‪-‬الرقابة عن طرٌق األسئلة الكتابٌة والشفوٌة‪:‬‬
‫فررً إطررار المراقبررة السٌاسررٌة المواكبررة تعتبررر األسررئلة البرلمانٌررة مررن الوسررائل المهمررة لمتابعررة‬
‫السٌاسة العامة للحكومة‪ ،‬خصوصا فً المجال المالً‪ ،‬وذلك أن الفقرتٌن ‪ 1‬و ‪ 2‬من الفصل ‪100‬‬
‫مررن دسررتور‪ 2011‬تررنص علررى أنرره"‪ ...‬تخصررص باألسرربقٌة جلسررة فررً كررل أسرربوع ألسررئلة أعضرراء‬
‫مجلررس البرلمرران وأجوبررة الحكومررة‪ ،‬ترردلً الحكومررة بجوابهررا خرربلل العشرررٌن ٌومررا التالٌررة إلحالررة‬
‫السإال إلٌها‪".‬‬
‫واألسئلة البرلمانٌة كوسٌلة من وسائل المراقبة ؼٌر مثٌرة للمسإولٌة للحكومة فهً أسئلة كتابٌرة‬
‫و أخرى‪ ،‬شفوٌة الهدؾ منها المطالبة السلطة التنفٌذٌة بتقدٌم األجوبة عنها والترً تهرم الررأي العرام‬
‫و تمس قضاٌا وهموم المواطنٌن لما تم التنصٌص علٌه فً الفصل ‪ 10‬من دستور ‪.2011‬‬
‫هكذا تتم المراقبة على المإسسات العمومٌة بهذه الطرٌقة عن طرٌق طررح األسرئلة سرواء كتابرا أو‬
‫شفوٌا متعلقة بالنشاط المإسسة العمومٌة‪ .‬الموجهة للوزٌر الموصً علرى المإسسرة العمومٌرة الترً‬
‫ترردخل فررً نطرراق اختصرراص وزارترره‪ .‬إال أن هررذه الوسررٌلة تبقررى عدٌمررة الجرردوى فررً إمكانٌررة عرردم‬
‫إعطرراء األجوبررة الدقٌقررة ومحررددة‪ ،‬ولعرردم وجررود إمكانٌررة لممارسررة رقابررة مباشرررة علررى المإسسررات‬
‫العمومٌة العتبارات دستورٌة وقانونٌة والستقبللٌة المإسسات العمومٌة‪.‬‬
‫ب‪-‬الرقابة عن طرٌق اللجان البرلمانٌة‪:‬‬
‫ٌمررارس البرلمرران رقابترره علررى المإسسررات العمومٌررة ضررمنٌا ومرروازاة مررع الرقابررة علررى العمررل‬
‫الحكومً عبر اللجان البرلمانٌة‪ .‬هذا النوع من اللجران ٌكرون بشركل مإقرت أو دائرم‪ .‬متخصصرة أو‬
‫ؼٌر متخصصة‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫المعطً سهٌل‪" .‬المراقبة المالٌة البرلمانٌة" المجلة المؽربٌة للتدقٌق والتنمٌة‪ ،‬عدد مزدوج‪ 8-.‬السنة ‪ ،2..8‬ص‪.22‬‬
‫‪34‬‬
‫وٌتم تشكٌل لجان تقصً الحقائق طبقا للفقررة الثانٌرة مرن الفصرل ‪ 67‬مرن الدسرتور والترً ترنص‬
‫على ما ٌلً‪ٌ" :‬جوز أن تشكل بمبادرة من الملك أو بطلب من ثلث أعضاء مجلس النواب‪ ،‬أو ثلرث‬
‫أعضاء مجلس المستشارٌن‪ ،‬لجنة نٌابٌة لتقصً الحقائق‪ٌ ،‬ناط بها جمع المعلومات المتعلقة بوقرائع‬
‫معٌنة‪ ،‬أو تدبٌر المصالح أو المإسسات أو المقاوالت العمومٌة واطبلع المجلس الرذي شركلها علرى‬
‫نتررائج أعمالهررا" و ٌررتم توقٌررؾ عملهررا علررى الفررور بمجرررد فررتح تحقٌررق قضررائً فررً الوقررائع المررراد‬
‫التحري بشؤنها‪.‬‬
‫مررن هررذا ٌمكررن القررول بررؤن للجررن تحظررى أهمٌررة بالؽررة فررً المراقبررة التسررٌٌر اإلداري والتقنررً‬
‫للمإسسررات العمومٌررة وإخبررار البرلمرران بفحواهررا وحصررٌلتها كمررا أنهررا لعبررت دورا كبٌرررا فررً تتبررع‬
‫السٌاسة المالٌة العامة للحكومة‪ ،‬حٌث خول لها المشرع االطربلع علرى جمٌرع الوثرائق والمسرتندات‬
‫التً من شؤنها أن تسهل مهمتها‪ ،‬فً الكشؾ أهم القضاٌا نهب المال عام (قضرٌة القررض العقراري‬
‫وصندوق الضمان االجتماعً)‪.1‬‬
‫برؼم مرن وضرع هرذه اللجران مرن طررؾ البرلمران بمراقبرة المإسسرات العمومٌرة المتورطرة فرً‬
‫اختبلسات وتبلعبات المالٌة عدم اسرتعمال المعقلرن للمروارد المالٌرة‪ ،‬فرالمبلحظ أن البرلمران لرم ٌقرم‬
‫بتحرٌك لجان التقصً الحقائق بخصوص العدٌد من المإسسات العمومٌة التً تعرؾ عردم التردبٌر‬
‫الصررحٌح والتررً تعرضررت لررنفس االختبلسررات التررً تعرضررت لهررا نفررس المإسسررات التررً ذكرناهررا‬
‫سابقا‪.‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬تقٌٌم عمل المؤسسات والمقاوالت العمومٌة بالمغرب وآفاقها‬


‫ٌعتبر تقٌٌم المإسسات والمقاوالت العمومٌة من أبرز المحطات(الفرع األول)‪ ،‬التً تساعد‬
‫على إدخال اصبلحات جدٌدة علٌها لتجاوز مكامن الخلل التً تشوبها‪ ،‬الشًء الذي ٌجعلها أمام‬
‫آفاق جدٌدة(الفرع الثانً)‬
‫الفرع األول‪ :‬تقٌٌم المؤسسات والمقاوالت العمومٌة بالمغرب‬
‫إن وجود المإسسات العمومٌة داخل الدولة له عدة مزاٌا ومحدودٌة (الفقرة الثانٌة)‪ ،‬وكذلك‬
‫األمر بالنسبة للمقاوالت العمومٌة (الفقرة الثانٌة)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬مزاٌا ومحدودٌة المؤسسات العمومٌة‬
‫للمإسسات العمومٌة عدة مزاٌا(أوال) و محدودٌة(ثانٌا)‬

‫‪1‬‬
‫‪-‬علً أنكاري" دور لجان تقصً الحقائق فً حماٌة المال العام بالمؽرب" دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ .‬سنة ‪ 2002-2009‬ص ‪.52‬‬
‫‪35‬‬
‫أوال‪ :‬مزاٌا المؤسسات العمومٌة‬
‫تتمثل أهم مزاٌا المإسسات العمومٌة فٌما ٌلً‪:1‬‬
‫‪ -1‬على مستوى التنظٌم‪ ،‬إن االستقبلل االداري الممنوح للمإسسات العمومٌة‪ٌ ،‬جعلها فً منؤى‬
‫عن السلطة اإلدارٌة‪ ،‬وبالتالً فإن هذه األخٌرة ٌكون لها كامل الصبلحٌة فً تسٌٌر شإونها‬
‫بصفة انفرادٌة دون الخضوع للتٌارات السٌاسٌة‪ ،‬التً من الممكن أن تجعلها تنحرؾ عن أهدافها‬
‫المرسومة‪ ،‬وتنصاع لؤلهواء الشخصٌة والحزبٌة‪.‬‬
‫ؼٌر أن هذا االستقبلل االداري ال ٌعنً انفصالها بشكل تام عن الدولة‪ ،‬بل على العكس من‬
‫ذلك فإنها تبقى مرتبطة بهذه األخٌرة برابطة الخضوع للوصاٌة‪ ،‬التً هً أخؾ من الرقابة‬
‫الرئاسٌة‪.‬‬
‫وعلى مستوى التدبٌر المالً‪ ،‬فعندما تقوم المإسسات العمومٌة بتدبٌر أموالها بؤسلوب‬
‫المشروعات الخاصة‪ ،‬فإن ذلك ٌإدي إلى الزٌادة فً األرباح التً تجنٌها‪ ،‬والتً ؼالبا ما ٌتم‬
‫استخدامها فً تجوٌد وتطوٌر خدمات المرفق‪.‬‬
‫وتجدر االشارة فً هذا اإلطار إلى أن استثمارات المإسسات والمقاوالت العمومٌة بلؽت خبلل‬
‫سنة ‪ 202.‬ما مجموعه‪ 221225‬ملٌون درهم‪ ،‬مقارنة بانجازات سنة ‪ 2028‬التً قدرت ب‬
‫‪2‬‬
‫‪ 991094‬ملٌون درهم فقط‬
‫‪ -3‬على مستوى النظام القانونً‪ٌ ،‬إدي استعمال المإسسات العمومٌة االقتصادٌة لوسائل‬
‫القانون الخاص‪ ،‬إلى تحرٌر المرفق من القٌود التً ٌتضمنها القانون العام‪ ،‬كالروتٌن والبطء فً‬
‫االجراءات‪ ،‬حٌث أن هذا النظام ٌتبلئم مع أؼراض المإسسة االقتصادٌة‪ ،‬وٌمكنها من تخطً‬
‫كل الصعاب‪ ،‬التً تعرقل سٌرها نحو االزدهار وتحقٌق الرفاهٌة‪.‬‬
‫‪ -4‬على مستوى النشاط‪ٌ ،‬إدي قٌد التخصص المفروض على المإسسة العمومٌة‪ ،‬إلى إلزامها‬
‫بؤن ال تحٌد عن النشاط الذي أنشئت من أجله‪ ،‬وهو األمر الذي ٌجعلها تكتسب خبرة واسعة فً‬
‫مٌدان تخصصها‪ ،‬حٌث تصبح متوفرة على موارد بشرٌة لها ما ٌكفً من التجربة لتإدي‬
‫واجباتها على أحسن األحوال‪.‬‬
‫‪ -5‬إن تجسٌد المإسسات العمومٌة لبلمركزٌة المرفقٌة أو المصلحٌة‪ٌ ،‬إدٌإلى تخفٌؾ العبء‬
‫الملقى على عاتق االدارة المركزٌة‪.‬‬

‫‪.2‬عبدهللا حداد‪ ،‬الوجٌز فً قانون المرافق العمومٌة الكبرى‪ ،‬مطبعة عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،‬أكتوبر ‪ ،2002‬ص‪.222-220 ،‬‬
‫‪ -2‬تقرٌر حول المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.24‬‬
‫‪36‬‬
‫هذا فٌما ٌتعلق بمزاٌا المإسسة العمومٌة‪ ،‬لكن ماذا عن محدودٌتها؟‬
‫ثانٌا‪ :‬محدودٌة المإسسات العمومٌة‬
‫تتجلى أهم عٌوب المإسسات العمومٌة فٌما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -1‬على مستوى التنظٌم‪ٌ ،‬إدي االستقبلل المالً واالداري الذي تتمتع به المإسسة العمومٌة‪،‬‬
‫إلى ضعؾ الرقابة الممارسة علٌها‪ ،‬والتً من الممكن أن تإدي إلى نتائج سلبٌة‪.‬‬
‫كما أن تواجد عدة مإسسات عمومٌة فً قطاعات متنوعة‪ٌ ،‬إدي إلى تعدد المٌزانٌات‬
‫الخاصة بكل واحدة منها‪ ،‬وهو األمر الذي ٌرهق مٌزانٌة الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬على مستوى النشاط‪ ،‬إن تعدد المإسسات العمومٌة ٌجعل بعضها ٌتشابه مع البعض اآلخر‬
‫من حٌث النشاط‪ ،‬وهو ما ٌإدي إلى تضارب فٌما بٌنها وٌنتج عنه ضٌاع األموال‪.‬‬
‫الفقرة الثانٌة‪ :‬مزاٌا ومحدودٌة المقاوالت العمومٌة‬
‫للمقاوالت العمومٌة عدة مزاٌا(أوال) ومحدودٌة(ثانٌا)‬
‫أوال‪ :‬مزاٌا المقاوالت العمومٌة‬
‫تتحدد أهم مزاٌا المقاوالت العمومٌة فٌما ٌلً‪:1‬‬
‫‪ -1‬إن المقاوالت العمومٌة على الرؼم من اعتمادها من طرؾ الدولة لتدبٌر بعض األنشطة‪،‬‬
‫خاصة ذات الطبٌعة االقتصادٌة‪ ،‬فإن الدولة تمنحها االستقبلل االداري مثل المإسسات العمومٌة‪،‬‬
‫لكن ما ٌمٌزها هو خضوعها لمبدأ التخصص كمعظم األشخاص المعنوٌة العامة‪ ،‬والذي ٌمكن‬
‫أن ٌإثر بشكل اٌجابً على أسلوب تسٌٌرها‪.‬‬
‫‪ -2‬على مستوى التدبٌر المالً‪ ،‬إن رأسمال المقاولة العمومٌة ٌكون عاما‪ ،‬وبالتالً فهً تخفؾ‬
‫من العبء المالً على الدولة‪ ،‬من خبلل األرباح التً تقوم بتحصٌلها من نشاطها‪.‬‬
‫ولكن على الرؼم من ذلك فإنها تبقى خاضعة لرقابة الدولة‪ ،‬بحٌث ٌعتبر وزٌر المالٌة هو‬
‫المسإول عن مراقبة المقاوالت العمومٌة‪ ،‬وذلك بواسطة المراقبٌن المالٌٌن واألعوان‬
‫المحاسبٌن‪ ،‬الذٌن ٌتم تعٌٌنهم من لدنه‪ .‬وهذا ما ٌإكد أن الدولة تعتبر المساهم والموجه األول‬
‫فٌما ٌتعلق بتدبٌر المحفظة العمومٌة‪.‬‬
‫‪ -3‬إن ما ٌمٌز المقاوالت العمومٌة أٌضا هو اعتمادها على طابع التجدٌد‪ ،‬حٌث تقوم هذه‬
‫األخٌرة بتحدٌث بنٌاتها بشكل مستمر‪ ،‬الشًء الذي ٌجعلها تتماشى مع مستجدات المجتمع‪.‬‬

‫‪ -1‬ابراهٌم كومؽار‪ ،‬محاضرات فً المرافق العمومٌة‪ ،‬جامعة ابن زهر أكادٌر‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪،‬‬
‫سنة ‪.2029‬‬
‫‪37‬‬
‫‪%‬وحسب تقرٌر المندوبٌة السامٌة للتخطٌط لسنة ‪ ،202.‬فإن ما ٌقارب أكثر من ‪42‬‬
‫من مختلؾ المقاوالت العمومٌة تعتمد على أسالٌب التحدٌث والتجدٌد لمختلؾ البنٌات‪ ،‬بما فً‬
‫‪1‬‬
‫ذلك الولوج للتقنٌات الحدٌثة‪ ،‬واالعتماد على قواعد التؤطٌر الجٌد‬
‫ثانٌا‪ :‬محدودٌة المقاوالت العمومٌة‬
‫تبرز أهم عٌوب المقاوالت العمومٌة فٌما ٌلً‪:‬‬
‫‪ -1‬ؼٌاب منظومة اإلعبلم والتسٌٌر والمراقبة الداخلٌة‪ ،‬حٌث أن هذه األخٌرة ال تتوفر على نظام‬
‫متكامل لئلعبلم والتسٌٌر‪ ،‬وبنٌة تنظٌمٌة مكلفة بالمراقبة الداخلٌة‪ ،‬بسبب توفر هذه األخٌرة على‬
‫نظام خاص بالمستخدمٌن‪ ،‬وتداخل المقتضٌات المرتبطة بنظام اإلعبلم والتسٌٌر والمراقبة‬
‫الداخلٌة‬
‫‪ -2‬تفشً نظام البٌروقراطٌة‪ ،‬حٌث تعتمد هذه األخٌرة فً أسلوب تدبٌرها على مبدأ السلطة‬
‫الرئاسٌة وتقسٌم العمل وتطبٌق القانون ‪ ،‬باعتباره المعٌار الوحٌد للعقبلنٌة‪ .‬وإن اإلفراط فً‬
‫تبنً الشكبلنٌة والعبلقة الرئاسٌة‪ٌ ،‬إدي إلى انؽبلق تنظٌمها البٌروقراطً‪ ،‬وتعقٌد الممارسة‬
‫اإلدارٌة‪ ،‬النعدام المرونة البلزمة‪ ،‬التً تفرضها خصوصٌاتها‪ ،‬وتهمٌش المردودٌة على‬
‫حساب احترام المساطر‪.‬‬
‫‪ -3‬قلة الموارد البشرٌة الكفاءة والمكونة‪ ،‬وٌرجع السبب فً ذلك إلى ؼٌاب رإٌة متكاملة لتدبٌر‬
‫الموارد البشرٌة‪ ،‬حٌث أن السٌاسة التً تعتمدها هذه األخٌرة لتدبٌر مواردها البشرٌة تشوبها‬
‫عدة نواقص‪ ،‬سواء على مستوى التوظٌؾ أو التكوٌن أو ظروؾ العمل‪.‬‬
‫كما أن السبب فً ذلك ٌعزى أٌضا إلى هجرة الكفاءات إلى القطاع الخاص‪ ،‬بسبب ضعؾ‬
‫السٌاسات االجتماعٌة واالقتصادٌة‪ ،‬التً تعتمدها هذه األخٌرة‪.‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬واقع المؤسسات والمقاوالت العمومٌة خالل جائحة كورونا وآفاقها‬
‫تلعب المإسسات والمقاوالت العمومٌة دورا كبٌرا داخل الدولة‪ ،‬ؼٌر أن ظهور جائحة كورونا‬
‫أحدث خلبل فً أسلوب تسٌٌرها‪ ،‬األمر الذي جعلها أمام واقع أخر(الفقرة األولى)‪ ،‬كما أن اآلثار‬
‫التً خلفتها الجائحة علٌها فرض ضرورة ادخال مجموعة من االصبلحات‪ ،‬التً أسست آفاقا‬
‫جدٌدة لها(الفقرة الثانٌة)‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬واقع المؤسسات والمقاوالت العمومٌة خالل جائحة كورونا‬

‫‪ -1‬تقرٌر المندوبٌة السامٌة للتخطٌط‪ ،‬البحث الوطنً حول المقاوالت‪ ،‬سنة ‪ ،202.‬ص‪.9‬‬
‫‪38‬‬
‫أحدث انتشار فٌروس كورونا فً العالم‪ ،‬صدمة كبٌرة للمجتمعات والدول فً كامل المعمور‪،‬‬
‫صدمة موسومة بكل مظاهر الرعب والقلق والخوؾ من الموت‪ ،‬بدت األزمة حركة االقتصادات‬
‫انعكاساتها واضحة على النظام العالمً‪ ،‬بعد أن شلت الحركة الوطنٌة‪ ،‬وكشفت عن عجز‬
‫اجتماعً رهٌب‪ ،‬وهشاشة مفضوحة للنظام العالمً‪ ،1‬حٌث لم ٌبقى أي قطاع‪ ،‬إال وقد أثرت‬
‫علٌه‪ ،‬بما فً ذلك المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪.‬‬
‫وفً المؽرب اعتبرت جائحة كورونا بمثابة ثؽرة سلبٌة خلفت مجموعة من المعٌقات‪ ،‬التً‬
‫كان لها أثر بارز خاصة على واقع معظم المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪.‬‬
‫ومن أجل مواكبة المإسسات والمقاوالت العمومٌة لنشاطها‪ ،‬تماشٌا مع مبدأ استمرار المرفق‬
‫العام‪ ،‬فقد تم التفكٌر فً ادراج مجموعة من اآللٌات الجدٌدة ‪ ،‬التً تتمثل فً دعم التحول‬
‫الرقمً لئلدارة وتعمٌم الخدمات الرقمٌة وضمان شمولٌتها‪ ،‬بهدؾ توفٌر خدمات آمنة للمرتفقٌن‪،‬‬
‫وتعزٌز الشفافٌة ونجاعة األداء العمومً‪ ،‬باإلضافة إلى تحسٌن مناخ األعمال‪.‬‬
‫وفً هذا االطار أعلنت وزارة االقتصاد والمالٌة وإصبلح اإلدارة‪ٌ ،‬وم ‪ 42‬مارس ‪،2020‬‬
‫عن اتخاذ مجموعة من اجراءات المواكبة‪ ،‬بشكل مإقت واستثنائً‪ ،‬لفائدة المإسسات‬
‫والمقاوالت العمومٌة ‪ ،‬وذلك لضمان المرونة فً التدبٌر خبلل فترة حالة الطوارق الصحٌة‪.‬‬
‫كما أصدر السٌد وزٌر االقتصاد والمالٌة وإصبلح اإلدارة‪ ،‬منشورا رقم ‪ 2020/3‬بتارٌخ ‪22‬‬
‫ماي ‪ 2020،‬حول إجراءات وتدابٌر العمل بالمرافق العمومٌة‪ ،‬والذي ٌدعو فٌه مسإولً‬
‫وموظفً وأعوان اإلدارات العمومٌة‪ ،‬الذٌن سبق لهم االستفادة من التسهٌبلت الممنوحة بموجب‬
‫منشور السٌد الوزٌر رقم ‪ 2020/2‬بتارٌخ ‪ 29‬مارس ‪ ،2020‬لبللتحاق بشكل تدرٌجً إلى‬
‫مقرات عملهم‪ ،‬وتفعٌل مقتضٌات هذا المنشور وتعمٌم وتطبٌق اإلجراءات والتدابٌر التً تم‬
‫حصرها فً دلٌل تم إعداده لهذه الؽاٌة‪.‬‬
‫ومن أجل معالجة اختبلالت القطاع العام‪ ،‬التً نتجت عن آثار جائحة كورونا‪ ،‬أطلق المؽرب‬
‫خطة اصبلح هٌكلً‪ ،‬تجسدت فً احداث صندوق االستثمار االستراتٌجً‪ ،‬وذلك تنفٌدا للتعلٌمات‬
‫الواردة فً الخطاب الملكً لعٌد العرش لسنة ‪.2020‬‬
‫ولتحقٌق األهداؾ المرجوة من هذا االصبلح الهٌكلً العمٌق وخاصة فً شقه االقتصادي ‪،‬‬
‫أشار وزٌر المالٌة إلى أنه سٌتم حذؾ مجموعة من المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬التً‬

‫‪ -1‬سعٌد خمري‪ ،‬المؽرب ما بعد كورونا‪ :‬أي دور اجتماعً للدولة واألحزاب السٌاسٌة؟‪ ،‬منشورات مركز تكامل لؤلبحاث‬
‫والدراسات‪ ،‬سلسلة توثٌق أعمال كتب فً زمن كورونا فً صٌؾ ‪،2020‬ص‪.2.8،‬‬
‫‪39‬‬
‫استوفت شروط وجودها أو لم ٌعد وجودها ٌقدم الفعالٌة البلزمة‪ ،‬كما سٌتم تقلٌص اعتمادات‬
‫الدعم الموجهة للمإسسات العمومٌة وربطها بنجاعة األداء‪.‬‬
‫كما أوضح السٌد وزٌر المالٌة واالقتصاد واصبلح االدارة إلى أنه بعد إنشاء الوكالة الوطنٌة‪،‬‬
‫سٌتم تجمٌع عدد من المقاوالت تحت هٌكلة خاصة‪ ،‬بهدؾ تعزٌز الحكامة الجٌدة وضمان التدبٌر‬
‫االستراتٌجً لمإسسات الدولة وتتبع نجاعتها‪.‬‬
‫وتعزٌزا ألهم توجهات المإسسة الملكٌة فً هذا المجال‪ ،‬تم اعتماد مبدأ التشخٌص المالً‬
‫على مستوى مختلؾ المقاوالت والمإسسات العمومٌة‪ ،‬باعتبارهم من أهم األدوات الضرورٌة‬
‫لصٌاؼة االستراتٌجٌة العامة سواء للمإسسة العمومٌة أو المقاولة العمومٌة‪ ،‬حٌث ٌعتمد هذا‬
‫األسلوب على عملٌة الفحص والتدقٌق فً البنٌة الداخلٌة للمإسسة أو المقاولة العمومٌة‪،‬‬
‫وباألخص فً الوظٌفة المالٌة التً تعد من الوظائؾ األساسٌة للمإسسة‪ ،‬وذلك من خبلل جعل‬
‫المعلومات المتعلقة بمكامن القوة والضعؾ للمإسسة أو المقاولة العمومٌة‪ ،‬واكتشاؾ الصعوبات‬
‫والمعٌقات‪ ،‬تم اعداد االستراتٌجٌة المناسبة لمعالجة الخلل المالً الذي تمر به المإسسة أو‬
‫المقاولة العمومٌة‪ ،‬فالتشخٌص على هذا المستوى ٌهدؾ إلى فحص وتدقٌق السٌاسات المالٌة‬
‫المتبعة من طرؾ المإسسة أو المقاولة العمومٌة‪ ،‬خبلل طٌلة فترة نشاطها‪.‬‬
‫وتجدر األشارة فً هذا اإلطار إلى أنه إذا كانت هناك مجموعة من المإسسات والمقاوالت‬
‫العمومٌة قد أرهقت مٌزانٌة الدولة خبلل جائحة كورونا‪ ،‬فإنه بمقابل ذلك هناك مجموعة من‬
‫المإسسات والمقاوالت العمومٌة األخرى التً أنقذت المٌزانٌة خبلل هذه الجائحة مثل بنك‬
‫المؽرب والمكتب الشرٌؾ للفوسفاط وؼٌرها من المإسسات والمقاوالت العمومٌة األخرى‪.‬األمر‬
‫الذي ٌبرز أهمٌة بعض المقاوالت والمإسسات العمومٌة داخل الدولة‪ ،‬ذلك أنه برسم قانون‬
‫المالٌة المعدل لسنة ‪ 2020‬سجلت توقعات الموارد المتؤتٌة من المإسسات والمقاوالت العمومٌة‬
‫أٌرادات إضافٌة قدرها ‪ 21388‬ملٌون درهم مقارنة بالتوقعات األولٌة رؼم اآلثار التً خلفتها‬
‫الجائحة‪.‬‬
‫أما فٌما ٌخص مشروع قانون المالٌة لسنة ‪ ،2022‬فمن المتوقع أن تسجل الموارد المتؤتٌة من‬
‫المإسسات والمقاوالت العمومٌة ارتفاعا قدره ‪ 221228‬ملٌون درهم‪ ،‬مقارنة بتوقعات قانون‬
‫المالٌة التعدٌلً لسنة ‪.2020‬‬
‫هذا فٌما ٌتعلق بواقع المإسسات والمقاوالت العمومٌة خبلل جائحة كورونا‪ ،‬لكن ماذا عن‬

‫‪40‬‬
‫آفاقها؟‬
‫هذا فٌما ٌتعلق بواقع المإسسات والمقاوالت العمومٌة خبلل جائحة كورونا‪ ،‬لكن ماذا عن‬
‫آفاقها؟‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬آفاق إصالح المؤسسات والمقاوالت العمومٌة‪.‬‬

‫إن المإسسات العامة و المقاوالت العامة فً عمومٌتها‪ ،‬بحاجة إلى إصبلح شامل‪ ،‬الشًء الذي‬
‫ٌحتم على ؼالبٌة الفاعلٌن اعتماد قواعد و مرتكزات جدٌدة لتحسٌن جودة أداء هذه األجهزة و‬
‫ذلك لمواكبة المستجدات‪ ،‬ثم لضمان االستمرارٌة على مستوى الخدمات المقدمة من طرؾ هذه‬
‫األجهزة‪.‬‬

‫و فً هذا الصدد تتلخص أهم مرتكزات اإلصبلح فٌما ٌلً‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اعتماد آلٌات حدٌثة للتدبٌر المالً و الرقابة‪.‬‬

‫إن إصبلح المإسسات و المقاوالت العمومٌة مسؤلة فً ؼاٌة اإللمام‪ٌ ،‬هدؾ إلى تحقٌق‬
‫المردودٌة و اإلنتاجٌة من جهة‪ ،‬و ضمان احترام النصوص القانونٌة و التنظٌمٌة و النظامٌة‪ ،‬و‬
‫تقدٌم صورة شفافة و صادقة على طرٌقة تدبٌر مالٌتها العمومٌة من جهة أخرى‪ ،‬و تسمح عملٌة‬
‫تحدٌث آلٌات التسٌٌر أو التدبٌر المالً بهذه المنشآت العامة من بلوغ هذه النتائج‪ ،‬خصوصا و‬
‫أن اآللٌات المعتمدة حالٌا‪ ،‬أبانت عن قصورها و محدودٌتها‪.‬‬

‫و فً هذا اإلطار‪ ،‬البد من التؤكٌد على أن تحسٌن جودة التسٌٌر ال ٌقل أهمٌة على احترام‬
‫المشروعٌة‪ ،‬فمراقبة مدى احتترام المإسسات و المقاوالت العمومٌة لمبادق المشروعٌة ال تقتصر‬
‫فقط على رصد المخالفات‪ ،‬لكنها تتوخى وضع حد لمصادر سوء التسٌٌر‪ ،‬أما مراقبة التسٌٌر‬
‫فؽاٌتها األساسٌة‪ ،‬بلوغ الفعالٌة و المردودٌة من خبلل العمل على تجنب أخطاء التسٌٌر و‬
‫إصبلحها أو تقوٌمها‪ ،‬و لهذه الؽاٌة‪ ،‬على المإسسات العمومٌة و المقاوالت العمومٌة اعتماد هذه‬
‫اآللٌة فً تسٌٌرها لمالً‪ ،‬و ذلك بالتحول من مٌزانٌة الوسائل إلى مٌزانٌة البرامج‪ ،‬و التً تعتبر‬

‫‪41‬‬
‫إحدى األدوات األساسٌة لمراقبة التسٌٌر‪ ،‬لذا وجب اعتماد منظومة فعالة لئلعبلم و التسٌٌر و‬
‫‪1‬‬
‫المراقبة الداخلٌة‪ ،‬لتمكٌن محتلؾ المنشآت العامة من تنمٌة أدائها و تحسٌن خدماتها‪.‬‬

‫ثانٌا‪ :‬مراجعة المنظومة القانونٌة لنظام المراقبة على المنشآت العامة‪.‬‬

‫كمستجد فً هذا السٌاق‪ ،‬تم فتح ورش إلصبلح و تحسٌن المراقبة على المنشآت العامة الذي‬
‫تم اعتماده من طرؾ مدٌرٌة المنشآت العامة و الخوصصة‪.‬‬

‫وانطلق هذا الورش من تقٌٌم آثار القانون رقم ‪ 9.100‬فً مجال المراقبة بحٌث التؤكٌد على‬
‫أنه بالرؼم من إسهامه فً مجال الحكامة‪ ،‬إلى و أنه لم ٌحدث قطٌعة مع ظهٌر ‪ 2.90‬فٌما‬
‫ٌخص مراقبة المشروعٌة‪.‬‬

‫ونفس التقٌٌم تصمنه تقرٌر سنة ‪ ،2022‬و الذي أعدته مدٌرٌة المشآت العامة و الخوصصة‪،‬‬
‫و الذي أقر بضرورة التحقق من النقائص و اقتراح البدائل من أجل فاعلٌة المراقبة‪ ،‬و ذلك من‬
‫خبلل التؤسٌس لنطام مراقبة فعالة‪ ،‬و تحدٌث األجهزة المكلفة بعملٌات المراقبة الفعلٌة على‬
‫المنشآت العامة‪ ،‬فضبل عن صدور قانون جدٌد ٌرمً إلى التؤسٌس لقواعد الحكامة على المراقبة‬
‫‪2‬‬
‫المالٌة للمنشآت العامة‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬اإلصبلح الترشٌدي‪.‬‬

‫ٌعتبر اإلصبلح الترشٌدي خطوة مهمة إلصبلح بنٌات المإسسات و المقاوالت العامة‪ ،‬من خبلل‬
‫ترشٌد بعض األسس التً تقوم علٌها هذه الهٌئات‪ ،‬و تتلخص أهم محاوره فً‪:‬‬

‫إعطاء الصبلحٌة للمإسسات و المقاوالت العمومٌة الصبلحٌة الكاملة لممارسة أنشطتها و عدم‬
‫التدخل فً شإونها‪ ،‬األمر الذي ٌمكن أن ٌؽنً من أهمٌتها و ٌزٌد من فاعلٌتها‪.‬‬

‫تحسٌن التموٌل الذاتً للمإسسات و المقاوالت العمومٌة‪ ،‬من خبلل اعتماد مبدأ التخفٌؾ من‬
‫مساعدات الدولة المالٌة‪ ،‬و منح هذه الهٌئات االستقبلل الكامل على مستوى تدبٌر شإنها المالٌة‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الواحد العسلً‪ " ،‬دور الخازن المكلؾ باألداء فً مراقبة المإسسات العمومٌة " أطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً‬
‫الحقوق‪ ،‬شعبة القانون العام‪ ،‬جامعة سٌدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة بفاس‪ ،‬ص‪، 224‬‬
‫سنة ‪.2023‬‬
‫‪ -2‬عبد الواحد العسلً‪ " ،‬دور الخازن المكلؾ باألداء فً مراقبة المإسسات العمومٌة "‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪ ، 2..‬سنة ‪.2023‬‬
‫‪42‬‬
‫إن الرقابة الممارسة من لدن بعض األجهزة اإلدارٌة األخرى‪ ،‬ال ٌنبؽً أن تتصادم بالمصالح‬
‫السٌاسٌة و النفوذ الذي ٌتمتع بهم مسٌروا المنشآت العامة‪ ،‬فالجهاز المراقب ملزم بممارسة‬
‫واجب المراقبة و عدم الخروج عن هذا النطاق وإال اعتبر عمله ؼٌر مشروع‪ ،‬األمر الذي‬
‫‪1‬‬
‫ٌعرضه للمسإولٌة و المسائلة‪.‬‬

‫‪ .8‬عبد هللا حداد‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪222 ،‬‬


‫‪43‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬

‫فً معرض الختام ٌمكن القول أن المإسسات العمومٌة والمقاوالت العامة لعبت دورا بارزا فً‬
‫التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة للببلد ألنها تساعد على تماسك وتقوٌة النسٌج الصناعً وتساهم فً‬
‫تحقٌق جهوٌة اقتصادٌة‪ ،‬فهً تستخدم عددا كبٌرا من الٌد العاملة‪ ،‬وتساهم فً إنعاش الشؽل‪ ،‬ومكافحة‬
‫نتائج التضخم وتساعد على توفٌر التجهٌزات األساسٌة( الطرق‪ ،‬السكك الحدٌدٌة‪ ،‬الكهرباء الفبلحة)‪.‬‬
‫وبالرؼم من أن لها وسائل و آلٌات حدٌثة و لها أهمٌة بارزة على مستوى تدبٌر المرافق العمومٌة‪ ،‬و‬
‫نجاعة األداء العمومً‪ ،‬إال أنها ال ترقى إلى مستوى الفاعلٌة المطلوب على مستوى ادائها‪ ،‬وذلك فً‬
‫ظل ؼٌاب ترسانة قانونٌة حدٌثة والتً تإسس للقواعد و المبادق المإطرة لهذه الهٌئات‪ ،‬كما هو األمر‬
‫بالنسبة لؽٌاب الفاعلٌن على مستوى التدبٌر الخاص بها‪ ،‬وهو األمر الذي ٌحتم تدخل الدولة قصد‬
‫مواكبة إصبلح شامل على كافة هٌاكل هذه المنشآت‪ ،‬ثم التؤسٌس لقواعد الحكامة الجٌدة و إرساء‬
‫أنظمة جدٌدة لتدبٌر عمل كل هذه المإسسات والمقاوالت العامة‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ ‬محمد األعرج‪ ،‬القانون االداري المؽربً‪ ،‬منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة‪،‬‬
‫سلسلة مواضٌع الساعة‪ ،‬عدد ‪.2019 ،106‬‬

‫‪ ‬عبد الحق عقلة‪ ،‬القانون اإلداري‪ ،‬الجزء الثانً‪ ،‬نشاط اإلدارة ووسائلها‪.2022 ،‬‬

‫‪ ‬نجاة خلدون‪ ،‬العمل اإلداري‪ ،‬مطبعة دعاٌة‪ ،‬سبل‪ ،‬الطبعة األولى‪.2025 ،‬‬

‫‪ ‬عبد العزٌز أشرقً‪ ،‬الحكامة التربٌة وتدبٌر المرافق العمومٌة المحلٌة‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪،‬‬
‫الدار البٌضاء‪.2014،‬‬
‫‪ ‬ملٌكة الصروخ‪ ،‬القانون االداري‪ ،‬دراسة مقارنة‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة ‪.2010‬‬
‫‪ ‬إبراهٌم كومؽار‪ ،‬المرافق العامة الكبرى على نهج التحدٌث‪ ،‬مطبعة النجاح الجدٌدة‪ ،‬الدار البٌضاء‪،‬‬
‫الطبعة األولى ‪.2009‬‬
‫‪ ‬ادرٌس بالماحً‪« :‬المفتشٌة العامة للمالٌة جهاز مهم للرقابة والفعالٌة محدودة" دار الطابعة و‬
‫نشر‪،‬الرباط‪،‬الطبعة الثالثة سنة ‪.2000‬‬
‫‪ ‬عبدهللا حداد‪ ،‬الوجٌز فً قانون المرافق العمومٌة الكبرى‪ ،‬مطبعة عكاظ‪ ،‬الرباط‪ ،‬أكتوبر‪.2001 ،‬‬

‫‪ ‬أحمد بوعشٌق‪ ،‬المرافق العامة الكبرى‪ ،‬دار النشر المؽربٌة‪ -‬الدار البٌضاء‪ ،‬الطبعة الخامسة‪،‬‬
‫‪.2000‬‬

‫الرسائل واألطروحات‪:‬‬

‫األطروحات‪:‬‬

‫‪ ‬عبد الواحد العسلً‪" ،‬دور الخازن المكلؾ باألداء فً مراقبة المإسسات العمومٌة"‪ ،‬أطروحة لنٌل‬
‫شهادة الدكتورة فً الحقوق‪ ،‬شعبة القانون العام‪ ،‬جامعة سٌدي معمد بن عبد هللا‪ ،‬كلٌة العلوم‬
‫‪.2014-2013‬‬ ‫الجامعٌة‪،‬‬ ‫السنة‬ ‫بفاس‪،‬‬ ‫واالجتماعٌة‪،‬‬ ‫واالقتصادٌة‬ ‫القانونٌة‬
‫‪45‬‬
‫الرسائل‪:‬‬

‫‪ ‬مصطفى التهادي ‪ ،‬منظومة الرقابة المالٌة للدولة على المإسسات العمومٌة ورهان الحكامة‪ ،‬رسالة‬
‫لنٌل شهادة الماستر فً القانون العام جامعة محمد الخامس الرباط‪ ،‬كلٌة الحقوق السوٌسً‪ ،‬سنة‬
‫‪2017-2016‬‬
‫‪ ‬مصطفى التهادي" منظومة الرقابة المالٌة للدولة على مإسسات و العمومٌة ورهان الحكامة"‬
‫رسالة لنٌل شهادة الماستر فً القانون العام‪ .‬جامعة محمد الخامس بالرباط ‪.‬كلٌة العلوم القانونٌة و‬
‫االقتصادٌة و االجتماعٌة سوٌسً‪ .‬السنة الجامعٌة ‪2017 /2016‬‬
‫‪ ‬نجاة الجلواجً‪ ".‬تطور الدور الرقابً لوزارة المالٌة "رسالة لنٌل الماستر فً القانون العام "جامعة‬
‫الحسن األول كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة سطات‪.‬السنة الجامعٌة ‪-2011‬‬
‫‪2012‬‬
‫‪ ‬علً أنكاري" دور لجان تقصً الحقائق فً حماٌة المال العام بالمؽرب" دبلوم الدراسات العلٌا‬
‫المعمقة‪ ،‬الدار البٌضاء‪ .‬سنة ‪2007-2006‬‬

‫الظهائر والقوانين‪:‬‬

‫‪ ‬ظهٌر شرٌؾ بمثابة قانون رقم ‪ 2-22-285‬بتارٌخ ‪ 2.‬شتنبر ‪ٌ 2.22‬تعلق برئاسة المجالس‬
‫اإلدارٌة للمإسسات العمومٌة الوطنٌة والجهوٌة‪ ،‬الجرٌدة الرسمٌة عدد ‪ 4482‬بتارٌخ ‪28‬‬
‫شتنبر ‪.2.22‬‬
‫‪ ‬ظهٌر شرٌؾ رقم ‪ 1.59.268‬الصادر فً ‪ 14‬أبرٌل ‪1960‬‬
‫‪ ‬القانون التنظٌمً رقم ‪ ،111 14‬الصادر بتنفٌذ الظهٌر الشرٌؾ رقم ‪ 1.15.83‬الصادر فً‬
‫‪ 20‬من رمضان‪ 1436‬الموافق ل ‪ٌ 7‬ولٌوز ‪ ،2015‬الجرٌدة الرسمٌة عدد‪ 6380‬بتارٌخ‬
‫‪ٌ 23‬ولٌوز ‪ ،2015‬ص ‪.6585‬‬
‫‪ ‬القانون التنظٌمً رقم ‪ .112.14‬التعلق بالعماالت واألقالٌم‪ ،‬الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ‬
‫رقم ‪ 1.15.84‬الصادر فً ‪ 20‬من رمضان ‪ٌ 7 ( 1436‬ولٌوز ‪ ،)2015‬الجرٌدة الرسمٌة‬
‫عدد ‪6380‬‬

‫‪46‬‬
‫‪ ‬القانون التنظٌمً رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم‬
‫‪ 1.15.85‬الصادر فً ‪ 20‬رمضان ‪ٌ 7 (1436‬ولٌوز ‪ ،)2015‬الجرٌدة الرسمٌة عدد‬
‫‪.6380‬‬

‫‪ ‬القانون رقم ‪ 29-03‬المتعلق بتهٌئة واستثمار ضفتً أبً رقراق‪ ،‬الصادر بتنفٌذه الظهٌر‬
‫الشرٌؾ رقم ‪ 2-05-20‬فً ‪ 20‬من شوال ‪ 24( 2329‬نوفمبر ‪ ،)2025‬الجرٌدة الرسمٌة رقم‬
‫‪ 5424‬الصادرة ٌوم اإلثنٌن ‪ 28‬نونبر ‪.2005‬‬

‫المجالت ومق االت‪:‬‬

‫‪ o‬المعطً سهٌل‪" .‬المراقبة المالٌة البرلمانٌة" المجلة المؽربٌة للتدقٌق والتنمٌة‪ ،‬عدد مزدوج‪8-9‬‬
‫السنة ‪1998‬‬
‫‪ o‬سعٌد خمري‪ ،‬المؽرب ما بعد كورونا‪ :‬أي دور اجتماعً للدولة واألحزاب السٌاسٌة‪ ،‬منشورات‬
‫مركز تكامل لؤلبحاث والدراسات‪ ،‬سلسلة توثٌق أعمال كتب فً زمن كورونا‪ ،‬صٌؾ ‪.2020‬‬

‫محاضرات‪:‬‬

‫‪ -‬ابراهٌم كومؽار‪ ،‬محاضرات فً المرافق العمومٌة‪ ،‬جامعة ابن زهر أكادٌر‪ ،‬كلٌة العلوم القانونٌة‬
‫واالقتصادٌة واالجتماعٌة‪.2016 ،‬‬

‫التق ارير‪:‬‬

‫‪ ‬وزارة االقتصاد والمالٌة وإصبلح اإلدارة‪ ،‬تقرٌر حول المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪ ،‬مشروع‬
‫قانون مالٌة ‪.2021‬‬
‫‪ ‬تقرٌر المندوبٌة السامٌة للتخطٌط " البحث الوطنً حول المقاوالت " سنة ‪.2019‬‬

‫‪47‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫مقدمة‪1.....................................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلطار العام للمؤسسات العموموٌة والمقاوالت العامة‪4...............................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أنواع وكٌفٌة احداث والغاء المؤسسات والمقاوالت العامة‪4..........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أنواع المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪4...................................................‬‬

‫الفرع التانً‪ :‬إحداث وإلؽاء المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪7.......................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬التنظٌم اإلداري والمالً للمإسسات والمقاوالت العمومٌة‪22........................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬التنظٌم اإلداري للمقاوالت والمإسسات العمومٌة‪22...................................‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬التنظٌم المالً للمإسسات والمقاوالت العمومٌة‪20....................................‬‬

‫المبحث الثانً‪ :‬المؤسسات العمومٌة والمقاوالت العامة بٌن الرقابة والتقٌٌم‪25................‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬رقابة الدولة على المإسسات العمومٌة والمقاوالت العامة‪25.....................‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الرقابة اإلدارٌة‪25....................................................................‬‬

‫الفرع الثانً ‪ :‬الرقابة المالٌة‪29........................................................................‬‬

‫المطلب الثانً‪ :‬تقٌٌم المإسسات والمقاوالت العمومٌة وآفاقها‪45....................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تقٌٌم المإسسات والمقاوالت العمومٌة‪45...............................................‬‬

‫الفرع الثانً‪ :‬واقع المإسسات والمقاوالت العمومٌة خبلل جائحة كورونا وآفاق االصبلح‪48....‬‬

‫خاتمة‪33................................................................................................‬‬

‫‪48‬‬
‫الئحة المراجع‪35......................................................................................‬‬

‫الفهرس‪38.............................................................................................‬‬

‫‪49‬‬

You might also like