Professional Documents
Culture Documents
المؤسسات العمومية
والمقاوالت العامة
2020ـ2021
1
مقدمة
أدى تطور الحٌاة اإلدارٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ،إلى ارتٌاد الدولة مجاالت جدٌدة وتلبٌة
حاجات عامة عجزت المبادرة الخاصة عن تؤمٌنها وبذلك لم ٌعد دور الدولة ٌقتصر على إحداث
وتدبٌر المرافق التقلٌدٌة كاألمن والدفاع والقضاء ،بل ظهرت مرافق صناعٌة وتجارٌة .وظهرت
فكرة المرفق العمومً منذ أواخر القرن 19عبر سلسلة أحكام مجلس الدولة الفرنسً ومحكمة النزاع
الفرنسٌة ،وعلى رأسها الحكم الشهٌر فً قضٌة ببلنكو.
أما فً المؽرب فقد عرفت المرافق العمومٌة تطورا كبٌرا مر بثبلث مراحل كبرى تبعا لتطور
تدخل الدولة فً المجال االقتصادي واالجتماعً .المرحلة األولى اقتصرت فٌها المرافق العمومٌة
على عدد محدود من األنشطة التً تقوم بها الدولة ،وهً األنشطة السٌادٌة التقلٌدٌة التً تمثلت فً
األمن ،القضاء ،والدفاع .وفً مرحلة ثانٌة والتً تزامنت مع فترة االستقبلل ،تطورت فٌها هذه
المرافق بفعل تطور دور الدولة فازداد عددها ،وامتدت إلى أنشطة تجارٌة وصناعٌة واجتماعٌة،
وفً مرحلة ثالثة بدأت فٌها المرافق العمومٌة فً االنحصار على إثر تخلً الدولة عن التدخل فً
المجال االقتصادي من خبلل ما عرؾ بالخوصصة التً همت المرافق العمومٌة االقتصادٌة
والتجارٌة والصناعٌة ،أو إلى إشراك الخواص فً تدبٌر البعض األخر من خبلل أسلوبً االمتٌاز
والتدبٌر المفوض وعقود الشراكة بٌن القطاعٌن العام والخاص أو إلى فتح المجال للقطاع الخاص
لبلستثمار فً بعض األنشطة التً كنت تعتبر إلى عهد قرٌب من مهام الدولة كالتعلٌم والصحة بل
قادها هذا التطور إلى تبنً أسالٌب جدٌدة فً تدبٌر المرافق العمومٌة ذات الطبٌعة اإلدارٌة
واالجتماعٌة فظهرت مرافق الدولة المسٌرة بصورة مستقلة ،والمإسسة العمومٌة والمقاولة العامة.
فالمإسسة العمومٌة هً تلك الطرٌقة التً ٌعهد بموجبها إلى أشخاص معنوٌة عامة بتسٌٌر المرافق
العامة مع تمتع هذه األشخاص باالستقبلل المالً واإلداري .إنها شكل من أشكال البلمركزٌة اإلدارٌة
المرفقٌة ،وال مإسسة العمومٌة مرفق عام ٌدار بواسطته منظمة عامة وٌتمتع بالشخصٌة المعنوٌة التً
1
تكفل له االستقبلل اإلداري والمالً تحت وصاٌة السلطة المركزٌة وٌكون نشاط المإسسة إما إدارٌا
أو تجارٌا أو صناعٌا.1
والمقاولة العمومٌة هً شخص من أشخاص القانون الخاص له استقبلل مالً وإداري ٌدٌر نشاطا
صناعٌا أو تجارٌا وٌراقب مثله مثل المإسسة العمومٌة من قبل هٌئات المراقبة ،وتملك الدولة أو
المإسسات العمومٌة أؼلب األسهم فً رأسمال المقاولة العمومٌة إما على انفراد أو بصفة مشتركة
2
بشكل مباشر أو ؼٌر مباشر.
وتشترك المإسسة العامة والمقاول العامة فً ،كونهما ٌمتلكان الشخصٌة المعنوٌة ،وبالتالً استقبلل
إداري ومالً ،وٌشتركان فً عنصر المصلحة العامة والنفع العام ،وان كانت المقاولة تخضع لمنطق
الربح،كما ٌخضع كل منهما للرقابة سواء من طرؾ الدولة أو األشخاص المعنوٌة األخرى.
فٌما تختلؾ المإسسة العمومٌة عن المقاولة العامة فً ،كون أن المقاولة العامة تمارس نشاط
اقتصادي ،أما المإسسة العمومٌة فتتسم بتعدد أنشطتها ،إداري ،اجتماعً ،مهنً.كما أن للمقاولة
العامة رأس مال فً حٌن أن المإسسة العمومٌة ال تتوفر على رأسمال حٌث أن المٌزانٌة تؤتً من
السلطة المختصة .كما ٌؽلب على المقاولة العامة فً تسٌٌرها وتدبٌرها قواعد القانون الخاص ،فً
حٌن أن المإسسة العمومٌة ٌؽلب علٌها فً تسٌٌرها قواعد القانون اإلداري.
وٌعد أسلوبً المإسسة العامة والمقاولة العامة من األسالٌب الفاعلة فً تدبٌر المرافق العامة ،لما
ٌنطوي علٌه من مرونة كبٌرة فً تسٌٌر النشاط المرفقً ،ولما ٌترتب علٌه من نتائج مالٌة فً
االستؽبلل ،بحٌث ٌعد األسلوب األنسب فً إدارة المرافق العامة الصناعٌة أو التجارٌة ،لذلك عرؾ
انتشارا ملحوظا فً العدٌد من دول العالم بالنظر لفوائده الكثٌرة ومردودٌته العالٌة ،هكذا اعتمده
المؽرب فً تدبٌر الكثٌر من المرافق العامة ،حٌث ظهرت عدة أنواع من المإسسات العامة فً
مختلؾ القطاعات اإلدارٌة والتجارٌة والصناعٌة والمالٌة والعلمٌة واالجتماعٌة ،على شكل مكاتب
ومراكز وصنادٌق وطنٌة ووكاالت مستقلة.
1أحمد بوعشٌق ،المرافق العامة الكبرى ،دار النشر المؽربٌة ،2002ص 252
2احمد بوعشٌق ،نفس المرجع ص 2
2
كما تجدر اإلشارة أنه إلى متم شتنبر 2020تتكون المحفظة العمومٌة للمؽرب من 225مإسسة
1
عمومٌة و 43مقاولة.
ومن خبلل ما سبق ،تتضح لنا اإلشكالٌة المحورٌة للموضوع ،إلى أي حد ساهم أسلوب المؤسسة
العمومٌة والمقاولة العامة فً نجاعة تدبٌر المرافق العمومٌة بالمغرب ؟
-1وزاة االقتصاد والمالٌة واصبلح اإلدارة ،تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة ،مشروع قانون المالٌة لسنة
،2022ص.8
3
المبحث األول :اإلطار العام للمؤسسات العمومٌة والمقاوالت العامة
سنتطرق فً هذا المبحث للحدٌث عن أنواع وكٌفٌة انشاء والؽاء المإسسات والمقاوالت
العامة(المطلب األول) ،ثم سنتحدث عن التنظٌم اإلداري والمالً للمإسسات والمقاوالت
العامة(المطلب الثانً).
المطلب األول :أنواع وكٌفٌة احداث والغاء المؤسسات والمقاوالت العامة
إن المإسسات والمقاوالت العامة تتعدد حسب عدة معاٌٌر(الفرع األول) ،كما أن هذه
األخٌرة ٌتم احداثها والؽائها وفق طرق محددة قانونا(الفرع الثانً).
1
الفرع األول :أنواع المؤسسات والمقاوالت العمومٌة:
للمإسسات العمومٌة عدة أنواع(الفقرة األولى) ،كما هو األمر بالنسبة للمقاوالت العامة(الفقرة
الثانٌة).
ٌمكن التمٌز بٌن أربعة أنواع من المإسسات العامة إذا نظرنا إلً طبٌعة نشاطها والخدمات
التً تقدمها –المإسسات العامة االقتصادٌة – المإسسات العامة اإلدارٌة – المإسسات العامة
المهنٌة – المإسسات العامة االجتماعٌة.
-1المإسسات العامة اإلدارٌة :وهً المرافق العامة اإلدارٌة التً ٌمنحها المشرع الشخصٌة
المعنوٌة لتتمكن من إدارة شإونها بنفسها ( كالجامعات و المعاهد والمستشفٌات ومرافق الخدمات
اإلدارٌة األخرى والتً تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة) واألصل فٌما ٌتعلق بها هو تمتعها بحقوق
السلطات اإلدارٌة العامة وخضوعها لقواعد القانون العام ( القانون اإلداري )باعتبارها من
األشخاص اإلدارٌة العامة( ،أشخاص مرفقٌة ) مع جمٌع ما ٌستتبع ذلك من اعتبار قرارتها
قرارات إدارٌة ،وأموالها من األموال العامة وعمالها من الموظفٌن العمومٌٌن ،وعقودها إدارٌة
ولكن هذا ال ٌمنع من وجود مإسسات عامة إدارٌة تقوم بإدارة مرفق عام تجاري كالمركز
السٌنماتوؼرافً فهو مإسسة عامة إدارٌة.
-1محمد األعرج ،القانون اإلداري المؽربً ،منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة ،سلسلة مواضٌع الساعة ،عدد
،2019 ،106ص.388
4
-2المإسسات العامة االقتصادٌة :ظهرت المإسسات العامة التجارٌة نتٌجة تطور وظٌفة الدولة
وتدخلها فً مجال النشاط االقتصادي ،حٌث تبٌن فشل إدارة المرافق العامة الصناعٌة والتجارٌة
من قبل السلطة اإلدارٌة مباشرة ،ومن هنا فقد منحت هذه المرافق العامة الشخصٌة المعنوٌة
لتستقل بإدارة شإونها بنفسها ولٌتسنى لها اتباع القواعد التً تسٌر علٌها الهٌئات الحرة المماثلة،
فجمٌع المإسسات العامة وعلى اختبلؾ أنواعها إدارٌة كانت ام صناعٌة ام تجارٌة انما هً
اشخاص مرفقٌة ال تختلؾ من حٌث تكوٌنها ولكنها تختلؾ من حٌث النظام القانونً الذي تتبعه
فاألصل فً المإسسات العامة اإلدارٌة خضوعها للقانون العام ،كما ان األصل فً المإسسات
العامة االقتصادٌة ( الصناعٌة والتجارٌة ) خضوعها للقانونٌن العام والخاص.
-3المإسسات العامة المهنٌة :تعتبر المإسسات العامة المهنٌة من األشخاص المعنوٌة العامة
وتتمتع بحقوق وامتٌازات السلطة العامة ،هذه المإسسات المهنٌة وان لم تقم بإشباع حاجات عامة
مادٌة ،ولكنها تقوم بتدبٌر لنشاط مرفقً عام ومن أمثلتها (ؼرفة التجارة والصناعة والخدمات،
ؼرفة الصناعة التقلٌدٌة ،الؽرؾ الفبلحٌة ،ؼرؾ الصٌد البحري) .ؼٌر انه ما ٌجدر ذكره بصدد
هذا النوع من المإسسات العامة ،أن الرأي الذي كان سائدا فً السابق ،كان ٌحصر أشخاص
القانون العام فً نوعٌن :األشخاص اإلدارٌة اإلقلٌمٌة ،المإسسات العامة ،اما الهٌئات المهنٌة
فكانت تعتبر من اشخاص القانون الخاص ولكن القضاء اإلداري فً فرنسا اتجه الً اعتبار
الهٌئات المهنٌة من اشخاص القانون العام وان لم ٌعترؾ لها بصفة المإسسة العامة ،باعتبارها
من المإسسات العامة المهنٌة لتوافر شروط المإسسة العامة فٌها ،فهً تنشؤ بقانون او بناء على
قانون ولها شخصٌة معنوٌة ،كما انها تدٌر مرفق عاما.
-4المإسسات العامة االجتماعٌة:
تقوم هذه المإسسات بتؤدٌة خدمات اجتماعٌة ،حٌث تتولى بنشاطها ومهامها تقدٌم الخدمات
االجتماعٌة للمنتفعٌن ومن أمثلتها ،الصندوق الوطنً للضمان االجتماعً ،ووكالة التنمٌة
االجتماعٌة .هذه األخٌرة الذي نص قانون رقم 12.99القاضً بإحداثها" :وكالة التنمٌة
االجتماعٌة تحقق هدؾ أساسً ٌتجلى فً التخفٌؾ مما ٌعرفه المجال االجتماعً من نقص تعانً
منه الشرائح األكثر احتٌاجً ا بوجه خاص ،وٌعتبر عمل وكالة التنمٌة االجتماعٌة التً هً مإسسة
عمومٌة تكملة للجهاز الذي أقامته اإلدارة فٌما ٌتعلق بمحاربة الفقر ،وتتمٌمًا لؤلعمال التً تقوم
بها الدولة والهٌئات العاملة فً الحقل االجتماعً.
5
1
الفقرة الثانٌة :أنواع المقاوالت العمومٌة
تقضً هذه الشركات بتحقٌق بعض األسباب الخاصة بانقضاء الشركات والتً أشارت إلٌها
المواد 1051إلً 1063من قانون االلتزامات والعقود وكذلك المادتان 36و 37من القانون
المطبق بمقتضى ظهٌر 11ؼشت 1922الخاص بشركات المساهمة ،وكذلك بمقتضً احكام
مدونة التجارة ،وهكذا فانحبلل الشركة ٌتم بعد مداولة الجمعٌة العمومٌة للمساهمٌن ،إال أنه بما أن
األمر ٌتعلق بشركة عمومٌة فان المسائلة تحتاج إلً موافقة الدولة فً شخص السلطات المختصة
باإلنشاء ،مع العلم ان االنحبلل الناجم عن تصفٌة ال ٌتفق معا طبٌعة هذه الشركات الن األمر
ٌتعلق بالشركات العمومٌة ،ومن جهة أخري تنقضً هذه الشركات عن طرٌق تحوٌلها من القطاع
العام الً القطاع الخاص ،وفً هذه الحالة تخضع لمقتضٌات دستورٌة كالفصل 46من الدستور
والقانون المتعلق بالخوصصة ،رقم 38-89والمراسٌم التطبٌقٌة لهذا القانون.
-1عبد العزٌز اشرقً ،الحكامه التربٌة وتدبٌر المرافق العمومٌة المحلٌة ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء 2014 ،ص،
168-167
6
الفرع الثانً :إحداث وإلغاء المؤسسات والمقاوالت العمومٌة
سنتناول فً هذا الفرع ،كٌفٌة إحداث المإسسات والمقاوالت العمومٌة( الفقرة األولى) ،وكٌفٌة
إلؽائها ( الفقرة الثانٌة).
وهنا ٌجب أن نمٌز بٌن إحداث المإسسات العمومٌة الوطنٌة ( ،)1والمإسسات العمومٌة الترابٌة
(.)2
ٌعد إحداث المإسسات العمومٌة ،اختصاص حصرٌا للمشرع ،وذلك بناء على الفقرة 29من
الفصل 71من دستور ،12011وبذلك فإحداث المإسسات العمومٌة ٌهم مجال القانون.
-1دستور المملكة الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم 21221.2الصادر فً 22من شعبان ٌ 2. ( 2342ولٌوز ،2022
الجرٌدة الرسمٌة عدد 5.93مكرر.
-2المادة .2من القانون التنظٌمً رقم ،222 23الصادر بتنفٌذ الظهٌر الشرٌؾ رقم 2125184الصادر فً 20من
رمضان 2349الموافق ل ٌ 2ولٌوز ،2025الجرٌدة الرسمٌة عدد 9480بتارٌخ ٌ 24ولٌوز ،2025ص .9585
7
للقانون العامٌ ،تمتع باالستقبلل اإلداري والمالًٌ ،شار إلٌه بعده باسم الوكالة ،وٌكون مقره
داخل الدائرة الترابٌة للجهة.
إحداث المؤسسات العمومٌة اإلقلٌمٌة
بخصوص المإسسات العمومٌة اإلقلٌمٌة ،فإن إحداثها ٌتم من قبل مجلس العمالة واإلقلٌم ،وفق
المادة 92من القانون التنظٌمً رقم 1112.14المتعلق بالعماالت واألقالٌم.
وبمقتضى هذه المادة ،فمجلس العمالة أو اإلقلٌم ٌتداول فً مجموعة من القضاٌا ،ولعل
أبرزها ،إحداث المرافق العمومٌة التابعة للعمالة أو اإلقلٌم وطرق تدبٌرها طبقا للقوانٌن
واألنظمة الجاري بها العمل ،كما ٌمكن أٌضا لمجلس العمالة أو اإلقلٌم احداث شركات التنمٌة
أو المساهمة فً رأسمالها أو تؽٌٌر ؼرضها أو الزٌادة فً رأسمالها أو تخفٌضه أو تفوٌته.
إحداث المؤسسات العمومٌة الجماعٌة
ٌتم إحداث المرافق العمومٌة الجماعٌة ،من طرؾ المجلس الجماعً ،وذلك طبق للمادة 92
من القانون التنظٌمً المتعلق بالجماعات رقم .2113.14
وعلى صعٌد أخر ،نجد أن المشرع فً المادة 83من نفس القانون ،قد اكد على ان الجماعة
تقوم بإحداث وتدبٌر المرافق والتجهٌزات العمومٌة البلزمة لتقدٌم خدمات القرب فً مجموعة
من المٌادٌن.
ثانٌا :إحداث المقاوالت العمومٌة
وهنا ٌجب أن نمٌز بٌن إنشاء الشركات ذات االقتصاد المختلط ( ،)1وإنشاء الشركات ذات
الرأسمال العمومً(.)2
1إنشاء الشركات ذات االقتصاد المختلط
ٌتم إحداث شركات ذات االقتصاد المختلط بالطرق اآلتٌة:3
شركات اقتصاد مختلط تساهم فٌها الدولة بصفة مباشرة ومطلقة منذ البداٌة ،مثال على ذلك،
نجد أن الدولة ساهمت فً إحداث الخطوط الملكٌة المؽربٌة ب 51%فً رأسمال الشركة.
-1القانون التنظٌمً رقم 222 23التعلق بالعماالت واالقالٌم ،الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم 2125183الصادر فً 20
من رمضان ٌ 2 ( 2349ولٌوز ،)2025الجرٌدة الرسمٌة عدد .9480
-2القانون التنظٌمً رقم 224 23المتعلق بالجماعات ،الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم 2125185الصادر فً 20رمضان
ٌ 2 (2349ولٌوز ،)2025الجرٌدة الرسمٌة عدد .9480
-3احمد بوعشٌق ،المرافق العامة الكبرى ،الطبعة الثانٌة ،2..9ص.224-222 ،
8
شركات اقتصاد مختلط تمر من مساهمة نسبٌة الى مساهمة مطلقة أو العكس ،وكمثال على
المساهمات العامة المطلقة التً أصبحت مطلقة فٌما بعد ،نعطً مثال البنك الوطنً لئلنماء
االقتصادي الذي عرؾ عند تؤسٌسه مساهمة عامة تقدر ب ،50%وبعد ذلك اصبحت هذه
المساهمة ال تفوق . 42%
اشتراك الدولة مع الخواص فً احداث شركة االقتصاد المختلط ،سواء عن طرٌق التؤمٌم مع
احتفاظ الخواص بنسبة من األسهم ،أو عن طرٌق المؽربة كشركة " لسامٌر " التً عرفت
انطبلقتها سنة 1962برإوس أموال مؽربٌة وإٌطالٌة ،وتمت مؽربتها سنة .1974
والجدٌر بالذكر ،أن االجتهاد القضائً الفرنسً وضع شرطٌن لمنح شركة ما شركة اقتصاد
مختلط ،وهما:
أن تكون للدولة أؼلبٌة أسهم الشركة
ٌ جب أن تكون للسلطة العمومٌة أؼلبٌة المقاعد فً مجلس اإلدارة ،وهو الذي ٌحصل فً معظم
1
شركات االقتصاد المختلط.
2إنشاء شركات ذات الرأسمال العمومً
لٌس هناك نص قانونً ٌعبر بوضوح عن السلطة التً ٌعود إلٌها سلطة تؤسٌس الشركات دات
الرأسمال العمومً فً المؽرب ،وقد أدى ذلك إلى وجود تباٌن فً مجال الممارسة .فبعض
العامة ثم إحداثها بقانون كالشركة الوطنٌة للمنتوجات النفطٌة ،أي بظهٌر بمثابة قانون صادر فً
4أبرٌل 1974المتعلق بمؽربة أنشطة توزٌع المواد النفطٌة .وكذلك شركة التهٌئة والتنمٌة
الجهوٌة للؽرب بظهٌر ٌ 11ونٌو 1976المتعلق بإحداث هذه الشركة.2
من جهة أخرى ،هناك نسبة من كبٌرة من الشركات العامة ذات الرأسمال العمومً تم احداثها
بمجرد اٌداع النظام األساسً لها ،وتعود المبادرة فً التؤسٌس عادة إلى الوزارة الوصٌة على
القطاع ،أي الوزارة التابع لها نشاط الشركة باتصال مع وزارة المالٌة ،مثبل وزارة الفبلحة
بالنسبة لشركة تدبٌر األراضً الفبلحٌة ،وشركة التنمٌة الفبلحٌة ،والشركة الوطنٌة لتسوٌق
البذور وكذلك وزارة الطاقة والمعادن بالنسبة للشركة الوطنٌة للصلب والحدٌد.3
تتولى إدارة المإسسات العمومٌة أجهزة تختلؾ تسمٌتها وتشكٌلها ،باختبلؾ المإسسات العمومٌة
ذاتها ،وٌمكن تقسٌم هذه األجهزة إلى أجهزة تقرٌرٌة ،وأجهزة تنفٌذٌة ،وأجهزة مساعدة (الفقرة
األولى) ،ثم سٌتم الحدٌث فً (الفقرة الثانٌة) إلى التنظٌم اإلداري للمقاوالت العمومٌة.
تتمثل األجهزة التقرٌرٌة للمإسسات العمومٌة فً مجلس اإلدارة ( )1أو اللجنة المدٌرٌة ( )2أو
التوجٌه والمراقبة ( )2أو مجلس التوجٌه والمراقبة (.)3
-1مجلس اإلدارة:
ٌعتبر المجلس اإلداري أعلى هٌئة تقرٌرٌة فً المإسسات العامة ،أي الجهاز األعلى داخل هذا
النوع من المإسسات والذي ٌسند إلٌه أهم االختصاصات فً إدارة المإسسة ،وٌتمتع بصبلحٌات مهمة
فً تدبٌر نشاطها ،وعلٌه ٌدٌر بعض المإسسات العمومٌة مجلس اإلدارة ،وتختلؾ تشكٌلته من
مإسسة عمومٌة إلى أخرى حسب طبٌعة النشاط الذي تمارسه ،إال أن السمة العامة فً تشكٌلة هذه
المجالس ٌؽلب علٌها تمثٌل الدولة أو المجالس المحلٌة التً تتبع المإسسات ،إن لم تكن مشكلة فً
أؼلبها من ممثلً الهٌئات العامة فقط ،فتفوق تمثٌل الدولة فً المجالس اإلدارٌة ٌبقى بارزا حسب
1
اتصال نشاط المإسسة أو عدم اتصاله بقطاعات األنشطة المهنٌة.
وٌتم اختٌار أعضاء المجلس بقرار من السلطة اإلدارٌة ذات الصلة بالمإسسة العمومٌة أو ٌتم
انتخابهم من الهٌئات التً ٌمثلوها ،وقد تكون عضوٌتهم فً المجلس اإلداري أحٌانا بحكم المناصب
2
التً ٌشؽلونها.
كما تجدر اإلشارة أن الدولة تحظى باألؼلبٌة فً التمثٌل ،وتمنح أحٌانا بعض األهمٌة لممثلً
الجهات ذات المصلحة والجمعٌات المهنٌة ،سٌما فً القطاع الفبلحً (كالصندوق الوطنً للقرض
كما أنه منذ صدور ظهٌر 19شتنبر ،21977فرئاسة المجالس اإلدارٌة للمإسسات العامة الوطنٌة
والجهوٌة تعود إلى رئ ٌس الحكومة ،أو لسلطة حكومٌة أخرى التً ٌفوض ،وهكذا إذا كانت القاعدة قد
أطردت على إسناد رئاسة المجالس اإلدارٌة للمإسسات العامة إلى الوزٌر الذي له حق ممارسة
الوصاٌة اإل دارٌة على المإسسة ،حسب نصوص إنشائها فإن هذا الظهٌر قضى ":بؤن رئاسة المجالس
اإلدارٌة والهٌئات التداولٌة بالمإسسات العامة ذات الصبؽة الوطنٌة والجهوٌة ،باستثناء المإسسات
العامة الجماعٌة والجامعات ،بالرؼم من جمٌع المقتضٌات المنافٌة ،إلى الوزٌر األول أو للسلطة
الحكومٌة المفوض إلٌها من طرفه".
وكمثال على ما ذكرٌ ،تكون مجلس إدارة وكالة ضفتً أبً رقراق باإلضافة إلى رئٌسه ،ممثلً
3
اإلدارة اآلتً بٌانهم:
-رئٌس مجلس جهة الرباط -سبل.
-رئٌس مجلس عمالة الرباط وعمالة سبل؛
-رئٌس مجلس جماعة الرباط وجماعة سبل؛
-رئٌس ؼرفة التجارة والصناعة والخدمات بالرباط وسبل؛
-رئٌس ؼرفة الصناعة التقلٌدٌة بسبل؛
-مدٌر الوكالة الحضرٌة للرباط وسبل؛
-مدٌر وكالة الحوض المائً ألبً رقراق والشاوٌة؛
-وزٌر الداخلٌة؛
-وزٌر إعداد التراب الوطنً والتعمٌر واإلسكان وسٌاسة المدٌنة،
-وزٌر االقتصاد والمالٌة وإصبلح اإلدارة؛
-وزٌر الفبلحة والصٌد البحري والتنمٌة القروٌة والمٌاه والؽابات؛
-وزٌر الثقافة؛
-وزٌر التجهٌز والنقل؛
-وزٌر السٌاحة والصناعة التقلٌدٌة واالقتصاد الرقمً؛
-وزٌر الصناعة والتجارة وتؤهٌل االقتصاد
-الوزٌر المنتدب لدى الوزٌر األول المكلؾ باإلسكان والتعمٌر؛
وٌجوز للسلطات الحكومٌة األعضاء فً مجلس اإلدارة أن تعٌن من ٌمثلها فً اجتماعات المجلس،
وٌمكن لرئٌس مجلس اإلدارة أن ٌستدعً كل شخص طبٌعً أو معنوي بالقطاع العام أو الخاص؛
ٌرى فائدة فً مشاركته فً أعمال المجلس المذكور.
وتحدد على العموم اختصاصات المجلس اإلداري فً النصوص المنظمة للمإسسة المعنٌة ،وؼالبا
ما ٌتوفر المجلس اإلداري على جمٌع الصبلحٌات الضرورٌة لتسٌٌر المإسسة العمومٌة ،فهو ٌنظر
فً جمٌع القضاٌا ذات األهمٌة ،كبرنامج العمل التقنً ،النظام األساسً للموظفٌن ،الصفقات ،اإلذن
للمدٌر فً إبرام القروضٌ ،درس وٌوافق على تقدٌرات المٌزانٌة وٌصادق على الحسابات ،وهو
1
بصفة عامة ٌتمتع باختصاصات واسعة.
2
-2اللجنة المدٌرٌة:
تتوفر بعض المإسسات العمومٌة على اللجنة المدٌرٌة كجهاز تقرٌري أو تداولً ،ومن أمثلة هذا
النوع من المإسسات بهذه األجهزة التقرٌرٌة نذكر؛ مإسسة الحسن الثانً للنهوض باألعمال
ممثلٌن عن مصالح وزارة الصحة والمإسسات العمومٌة الموضوعة تحت وصاٌتهاٌ ،عٌنون من
طرؾ السلطة الحكومٌة المكلفة بالصحة؛
ممثلٌن من المنظمات النقابٌة األكثر تمثٌلٌة للمنخرطٌن؛
شخصٌات تمثل القطاعات المالٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة ٌتم اختٌارها رعٌا لما لها من خبرة
تستطٌع تقدٌمها لفائدة أنشطة المإسسة؛
وٌعٌن رئٌس اللجنة وفقا ألحكام الفصل 42من الدستور وفقا للقانون التنظٌمً رقم 02.12
المتعلق بالتعٌٌن فً المناصب العلٌا كما وقع تؽٌٌره وتتمٌمه.
-3اللجان التقنٌة:
تحدث هذه اللجان فً العدٌد من المإسسات العامة لجان تقنٌة مصؽرة لسد النقص الملحوظ على
مستوى اجتماعات المجالس اإلدارٌة ،وٌتم إحداثها فً ؼالب األحٌان بموجب النصوص التؤسٌسٌة أو
طرٌقة تركٌب هذه اللجان وصبلحٌاتها كما هو الشؤن مثبل بالنسبة لوكالة المؽرب العربً لؤلنباء ،أما
بعض النصوص األخرى ،فتكفً اإلشارة إلى إمكانٌة إحداث هذه اللجان التقنٌة من طرؾ مجلس
1
اإلدارة ،كما هو الشؤن مثبل بالنسبة للمكتب الوطنً ألبحاث والمساهمة النفطٌة.
تتوفر بعض المإسسات العمومٌة على مجلس التوجٌه والمراقبة كجهاز تقرٌري ،وكمثال على ذلك
2
نذكر مإسسة المحمدٌة لؤلعمال االجتماعٌة للقضاة ،وموظفً وزارة العدل.
ٌعتبر المدٌر العام أو المدٌر أو رئٌس المإسسة الجهاز التنفٌذي بالنسبة للمإسسة ،الجهاز التنفٌذي
بالنسبة للمإسسات العمومٌة ،وٌتمتع بسلطات واسعة فً هذا اإلطار.
ٌنبؽً التمٌٌز بٌن رئٌس الجهاز التقرٌري فً المإسسة العمومٌة ،سواء كان هذا الجهاز منظما فً
شكل مجلس إدارة أو فً شكل لجنة مدٌرٌة أو فً شكل مجلس التوجٌه والمراقبة ،وبٌن رئٌس
المإسسة أو المدٌر العام أو المدٌر الذي ٌعتبر جهازا تنفٌذٌا للمإسسة العمومٌة.
فإذا كانت رئاسة الجهاز التقرٌر للمإسسات العمومٌةٌ ،عهد بها طبقا للقانون التنظٌمً رقم
065.13المتعلق بتنظٌم وتسٌٌر أشؽال الحكومة والوضع القانونً ألعضائها السالؾ الذكر ،إلى
رئٌس الحكومة التً ٌفوض إلٌها هذه الرئاسة ،إال إذا قضى القانون بخبلؾ ذلك ،فإن رئاسة الجهاز
بهذه المإسسات ٌعهد بها إلى المدٌر العام أو إلى المدٌر أو إلى رئٌس المإسسة المعنٌٌن ،طبقا لما
ٌنص علٌه الدستور فً الفصلٌن 49و.92
وطبقا للفصل 49من الدستورٌ ،عٌن الملك بعد التداول فً المجلس الوزراء وباقتراح من رئٌس
الحكومة وبمبادرة من الوزٌر الم عنً المسإولٌن عن المإسسات العمومٌة االستراتٌجً ،كما هً
محددة الئحتها بالقانون التنظٌمً رقم 02.12كما تم تؽٌٌره وتتمٌمه بالقانون التنظٌمً رقم 12.14
الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم 1.05.61بتارٌخ ٌ 2ونٌو .2015
من االختصاصات المخولة للجهاز التنفٌذي للمإسسات العمومٌة ،سواء كان مدٌرا عاما أو مدٌرا
أو رئٌسا المإسسة باختصاصات واسعة لتسٌٌر المإسسة العمومٌة والتً تتجلى أساس فً ،تنفٌذ
قرارات الجهاز التقرٌري ،وااللتزام بنفقات المإسسة وتصفٌتها واألمر بصرفها ،التعٌٌن فً مناصب
المإسسة العمومٌة وفقا للقانون األساسً لمستخدمٌها ،وتمثٌل المإسسة إزاء الدولة وكل إدارة
عمومٌة أو خاصة وإزاء الؽٌر ،باإلضافة إلى اختصاصات أخرى.
2
ثالثا :األجهزة المساعدة بالمإسسات العمومٌة
تتؤلؾ بعض المإسسات العمومٌة؛ باإلضافة إلى الجهاز التقرٌري والجهاز التنفٌذي من أجهزة
مساعدة كلجنة التدبٌر ( ،)1أو اللجنة االستشارٌة (.)2
تتؤلؾ إدارة بعض المإسسات العمومٌة إلى جانب المجلس اإلداري والجهاز التنفٌذي من لجنة
التدبٌر ،وكمثال عن ذلك نذكر لجنة التدبٌر بالوكالة الوطنٌة لتقنٌن المواصبلت ،وتتداو هذه األخٌر
فً المسائل التً حصلت فً شؤنها على تفوٌض من مجلس اإلدارة.
:2اللجان االستشارٌة
ٌمكن لمجلس إدارة بعض المإسسات العمومٌة إحداث لجنة أو لجان استشارٌة ٌحدد تؤلٌفها وكٌفٌة
تسٌٌرها ،وٌفوض إلٌها عند االقتضاء بعض سلطه واختصاصاته.
ٌعتبر أسلوب المقاولة العامة أحد األسالٌب التً تلجؤ إلٌها الدولة أو أحد األشخاص المعنوٌة العامة
فً تدخبلتها االقتصادٌة ،فالدولة حٌن تمارس اإلنتاج والتداول البد أن تؤخذ باألسالٌب السائدة فً
القطاع الخاص الذي ولدت وترعرعت فٌه ،وهذه المقاولة تستعمل القانون الخاص كإطار قانونً لها،
ولكنها فً نفس الوقت تستفٌد من امتٌازات القانون العام ،واستندا ألنواع المقاوالت العمومٌة التً تم
التطرق إلٌها؛ سٌتم التطرق للتنظٌم اإلداري لشركات االقتصاد المختلط (أوال) ،ثم على الشركات
العامة ذات الرأسمال العمومً (ثانٌا).
ٌتولى إدارة هذه الشركات هٌئات جماعٌة وفردٌة ،فالهٌئات الجماعٌة تتمثل فً الجمعٌة العمومٌة
للمساهمٌن والمجلس اإلداري وفً لجان التسٌٌر ،أما الهٌئات الفردٌة فتتمثل فً الرئٌس المدٌر العام.
-1الجمعٌة العمومٌة
ٌعد هذا المجلس ،الهٌئة التقرٌرٌة والتداولٌة داخل الشركات ذات االقتصاد المختلط ،وتخضع
الجمعٌة العمومٌة لشركات ذات االقتصاد المختلط؛ إلى قواعد القانون الخاص المتعلق بالشركات
المساهمة ،مع احترام القواعد الخارجة عن المؤلوؾ فً هذا القانون ،والمنصوص علٌها فً
النصوص المنظمة لهذا النوع من الشركات ،أما اختصاصات هذه الجمعٌة فهً تتؤثر بطرٌقة مباشرة
17
بالتعٌٌن المباشر ألعضائها من طرؾ الدولة ،خصوصا وأن مندوبً الدولة ،ال ٌفرض علٌهم أن
1
ٌكونوا مساهمٌن حقٌقٌٌن أو مالكٌن حقٌقٌٌن لؤلسهم.
2
-2المجلس اإلداري
ٌعد المجلس اإلداري بمثابة هٌئة تداولٌة داخل الشركات ذات االقتصاد المختلط ،وٌتؤلؾ المجلس
اإلداري لشركات االقتصاد المختل ط من ممثلً الدولة وممثلً الخواص ،وإذا كان ممثلو الخواص ٌتم
تعٌٌنهم وفقا لؤلعراؾ والقوانٌن المنظمة للشركات المساهمة العادٌة ،فبالنسبة لممثلً الدولة ،فهناك
مٌول إلى اعتبار أعضاء المجلس اإلداري مندوبً الدولة وأعوان خاضعة للسلطة العامة.
وٌعد هذا المجلس الهٌئة األساسٌة فً إدارة الشركة ،وٌمارس اختصاصات أصلٌة وأخرى مفوضة،
فاالختصاصات األصلٌة تنبع من الوثائق والنصوص المإسسة لهذه الشركة بصفة خاصة والشركات
التجارٌة بصفة عامة ،أما االختصاصات المقوضة وهً تلك االختصاصات التً ٌمارسها بناء على
تفوٌض من الجمعٌة العمومٌة ،وٌجتمع هذا المجلس إما باستدعاء من الرئٌس أو بطلب من األعضاء
بالمركز األساسً ،أو بؤي مكان ٌعٌن فً االستدعاء كلما دعت مصلحة المقاولة إلى ذلك ومرتٌن فً
السنة على األقل ،وٌلزم لكً تكون المداوالت صحٌحة أن تحضرها أؼلبٌة األعضاء المزاولٌن
نشاطهم.
وتثبت مداوالت المجلس بطلب من األعضاء بالمركز األساسً أو بؤي مكان ٌعٌن فً االستدعاء
كلما دعت مصلحة المقاولة إلى ذلك ومرتٌن فً السنة على األقل ،وٌلزم لكً تكون المداوالت
صحٌحة أن تحضرها أؼلبٌة األعضاء المزاولٌن نشاطهم ،وتثبت مداوالت المجلس اإلداري فً
محاضر تضمن فً سجل خاص ،وٌوقع علٌها رئٌس الجلسة والكاتب أو عضوان حضرا فً الجلسة.
3
-3المدٌر
ٌعتبر رئٌس المجلس اإلداري الهٌئة التنفٌذٌة العلٌا فً الشركات ذات االقتصاد المختلط ،وطرٌقة
تعٌٌنه فً هذا النوع من الشركات العامة ٌتم بطرٌقة خاصة ومختلفة عما هو علٌه الحال فً الشركات
التجارٌة الخاصة ،إذ ٌتم تعٌٌنه من طرؾ السلطة العامة بدال من المجلس اإلداري ،خصوصا
وٌتم تعٌٌن المدٌر بتدخل من طرؾ السلطة العامة ،الشًء الذي ٌجعله دائما فً وضعٌة التبعٌة
للدولة ،أما عن اختصاصاته فهو ٌلعب دور المحرك للشركة ،إذ ٌسهر شخصٌا على تسٌٌرها الٌومً،
وٌترأس اجتماع المسإولٌن عن المدٌرٌات واألقسام وٌعمل على توجٌه مخططات الشركة ورسم
السٌاسة العامة للشركة.
وعموما ٌعرؾ المدٌر على أنه موظؾ عمومً ٌتم تعٌٌنه بواسطة ظهٌر أو مرسوم ،وصٌؽة
التعٌٌن تعطٌه مكانة وسلطة واسعة وأصلٌة ،بخبلؾ الشركات الخاصة التً تكون صبلحٌاته مفوضة
1
من المجلس اإلداري.
2
-4اللجنة التقنٌة أو لجنة التسٌٌر
تهدؾ هذه اللجنة ،والتً توجد فً بعض شركات االقتصاد المختلط ،إلى رقابة التسٌٌر العادي
للشركة والعمل على تنفٌذ القرارات المتخذ ة من قبل المجلس اإلداري ما بٌن دوراته ،كما تقوم هذه
اللجنة بمساعدة إدارة الشركة على تحضٌر وتهٌئ اجتماعات المجلس اإلداري ،وإبداء رأٌها فً
المشاكل المتعلقة بالتسٌٌر التقنً والمالً واإلداري للمقاولة العامة.
تسري الشركات العامة ،القواعد المتعلقة بقانون الشركاتٌ ،عنً أنها تخضع فً تنظٌمها وإدارتها
للقواعد واإلجراءات التً تحكم شركات المساهمة ،إال أنه وبالنظر لطبٌعتها كمقاولة عمومٌة ،فهً
تؤخذ ببعض القواعد الخاصة واالستثنائٌة ،وهكذا فالهٌئات التقرٌرٌة والتنفٌذٌة ،كما هو الحال فً جل
الشركات المساهمة تضطلع بها الهٌئات ثبلث هً:
-1أحمد بوعشٌق ،المرافق العامة الكبرى ،دار النشر المؽربٌة -الدار البٌضاء ،الطبعة الخامسة ،2000 ،ص .299
-2محمد األعرج ،مرجع سابق ،ص .343
19
1
-1المدٌر
ٌتم تعٌٌن المدٌر فً الشركات العامة ذات األبعاد االستراتٌجٌة بواسطة ظهٌر ملكً ،وفق
مقتضٌات القانون التنظٌمً رقم ،12.02وٌمارس المدٌر اختصاصات واسعة ،فهو المحرك لآللة
القانونٌة للشركة ،وهو الرئٌس الهرمً للعاملٌن والمبرم للعقود والصفقات ،واآلمر بالصرؾ،
والداعً النعقاد الجمعٌة العامة والمجلً اإلداري.
2
-2الجمعٌة العمومٌة للمساهمٌن
وظٌفة الجمعٌة العمومٌة للمساهمٌن ،فً هذا النوع من الشركات العمومٌة محدودة جدا ،فوجودها
لٌس لهدؾ تداولً حقٌقً ولكن لهدؾ شكلً فقط ،وهذه الوضعٌة تعود باألساس المتبلك الدولة
لوحدها جمٌع األسهم.
3
-3المجلس اإلداري وإدارة الشركات العامة
طرٌقة تكوٌن المجلس اإلداري وتعٌٌن أعضاء هذا األخٌر فً الشركات العامة ذات الرأسمال
العمومً ،تخضع لنفس الطرٌقة التً تم إقرارها فً المإسسات الهامة الصناعٌة والتجارٌة ،وتكاد
تكون اختصاصات المجلس اإلداري فً الشركات العامة المتطابقة لما ٌنص علٌه فً الشركات
الخاصة ،وتحدد أهم السلطات واالختصاصات المنصوص علٌها للمجلس اإلداري فً الشركات
العامة ،القرارات المتعلقة بسٌاسة اإلنتاج والتبادل والتسوٌق واالستثمار واالقتراض ،والقرارات
المتعلقة بالعقود التً ترتب حقوقا أو التزامات على الشركة أو لصالحها ،وكذا القرارات المتعلقة
بالعاملٌن فً الشركة ،أو استدعاء الجمعٌة العمومٌة لبلجتماع ،أو إحداث اللجان التقنٌة.
4
الفرع الثانً :التنظٌم المالً للمؤسسات والمقاوالت العمومٌة
سٌتم الحدٌث فً هذا الفرع عن خاصٌة استقبللٌة مٌزانٌة المقاوالت والمإسسات العمومٌة (الفقرة
األولى) ثم الحدٌث عن موارد ونفقات المإسسات والمقاوالت العمومٌة( ،الفقرة الثانٌة).
ٌسمً الفقه المالً المٌزانٌات الخاصة بالهٌئات التً تتمتع بالشخصٌة المعنوٌة واالستقبلل اإلداري
والمالً بالمٌزانٌات المستقلة ،وٌكون هذا النوع من المٌزانٌات مستقل عن مٌزانٌة الدولة وؼٌر
خاضعة ألحكامها.
ومن الخصائص العامة لهذا الوع من المٌزانٌات ،أنها ال تخضع ال للمناقشة وال لمصادقة السلطة
ال تشرٌعٌة كالمٌزانٌات الملحقة ومٌزانٌات مصالح الدولة المسٌرة بطرٌقة مستقلة ،وإنما لموافقة
مجالسها اإلدارٌة (التداولٌة) المختصة التً تقوم بحصرها والتصوٌت علٌها ،كما أنها قد تستقل
ببعض القواعد واألحكام التً تساعد على تدبٌر استقبللها المالً واإلداري.
كما أنه ٌحكمها عنصران أساسٌان ،عنصر التخصص (أي التخصص فً القطاعات التً أنشؤت من
أجلها) ،وعنصر التمتع قانونا بهذه الصفة (أي أن القانون هو من منحها االستقبلل عن مٌزانٌة الدولة
وخول لها أحكام خاصة).
أما فً ما ٌخص التنفٌذ ،تتكلؾ المإسسات والمقاوالت العمومٌة بتنفٌذ مٌزانٌاتها الخاصة
(المستقلة) ،وذلك بتوقع المداخٌل وتحمل اإلنفاق ،فإذا حققت فائضا تقوم بتدبٌره أو توفٌره لنفسها،
وإذا عرفت عجزا فٌقع علٌها عاتق أمر تدبٌر تموٌله.
تتشكل مداخٌل ونفقات مٌزانٌات المإسسات والمقاوالت العمومٌة ،مع األخذ بعٌن االعتبار
االختبلفات فٌما بٌن المإسسات والمقاوالت وأحكام النصوص المنشؤة لها أساسا فً:
1
االمدادات العمومٌة المحولة من الدولة:
تساهم التحوٌبلت المالٌة لفائدة الدولة والمقاوالت العمومٌة بشكل فعال ،فً تموٌل استثمارات
وتسٌٌر هذه الهٌئات ،وٌوجه هذا الدعم المالً أساسا للمإسسات العمومٌة ذات الطابع ؼٌر التجاري
والتً تعد مهامها على تموٌبلت فً شكل تحوٌبلت مالٌة من المٌزانٌة العامة للدولة.
-1تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة ،مرجع سابق ،ص .25
21
وقد اتسمت سنة 2020بسٌاق اقتصادي خاص بفعل التداعٌات السلبٌة التً خلفتها جائحة كوفٌد-
19على موارد المٌزانٌة العامة للدولة ،وفً ظل هذا الوضع واعتبارا للقرارات التً جاء بها
المجلس الحكومً المنعقد بتارٌخ 6أبرٌل ،2020تم إصدار منشور لرئٌس الحكومة رقم
2020/05بتارٌخ 14أبرٌل ٌ ،2020دعوا فٌه المإسسات والمقاوالت العمومٌة إلى ضرورة
ترشٌد النفقات وتوجٌه الموارد المتاحة نحو األولوٌات التً ٌفرضها تدبٌر األزمة ،مع احترام آجال
األداء خصوصا المتعلق بالمقاوالت الصؽرى والمتوسطة ،وقد سجلت الفترة الممتدة بٌن 2010
و ،2019معدل نمو سنوي للتحوٌبلت المالٌة من الدولة إلى المإسسات العمومٌة بلػ .4,9%
كما بلؽ ت اإلمدادات المالٌة الموجهة للمإسسات والمقاوالت العمومٌة مع متم 2019ما مجموعه
33.310ملٌون درهم ،مسجلة بذلك معدل إنجاز قدره 91%مقارنة بتوقعات سنة 2019
( 36.580ملٌون درهم) ،وقد تم خصم 60%من مجموع اإلمدادات للتسٌٌر و 37%للتجهٌز،
و 3%للزٌادة فً رأس المال.
وٌوضح الرسم المبٌانً أسفله تطورات التحوٌبلت المالٌة للدولة إلى المإسسات والمقاوالت
العمومٌة ما بٌن 2010و:2020
المصدر :تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة ،مرفق بمشروع قانون المالٌة .2022
1
األتاوى الضرٌبٌة وشبه الضرٌبٌة
-1تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة ،مرجع سابق ،ص .22
22
تعد األتاوى الضرٌبٌة وشبه الضرٌبٌة من أهم موارد المإسسات والمقاوالت العمومٌة ،بحٌث
انتقلت الموارد المتؤتٌة من الرسوم شبه الضرٌبٌة المرصدة لفائدة المإسسات والمقاوالت العمومٌة
من 2.923,7ملٌون درهم سنة ،2010إلى 4.900,1ملٌون درهم سنة ،2019أي متوسط
معدل نمو سنوي قدره ،5,3%ومن بٌن أهم المإسسات والمقاوالت العمومٌة المستفٌدة من الرسوم
الشبه الضرٌبٌة خبلل سنة ،2019مكتب التكوٌن وإنعاش الشؽل بما مجموعه 2.556.9ملٌون
درهم ،والمكتب الوطنً المؽربً للسٌاحة بمبلػ 537ملٌون درهم ،والمكتب الوطنً للصٌد بمبلػ
307ملٌون درهم ،والشركة الوطنٌة لئلذاعة والتلفزة ب 285ملٌون درهم وؼٌره من المإسسات.
دون أن ننسى كذلك األتاوى أو المقابل عن الخدمات المقدمة للمرتفقٌن ،والتً تعد من بٌن أهم
األتاوى التً تتؽذى منها مٌزانٌات هذه المإسسات والمقاوالت العمومٌة باإلضافة إلى القروض.
وٌوضح الرسم المبٌانً أسفله ،تطور الرسوم شبه الضرٌبٌة المرصدة لفائدة المإسسات والمقاوالت
العمومٌة ،ما بٌن 2010و.2019
المصدر :تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة ،مرفق بمشروع قانون المالٌة .2022
أما فٌما ٌتعلق بمساهمات هذه المقاوالت والمإسسات لفائدة المٌزانٌة العامة للدولة ،فقد بلؽت برسم
سنة 2019بما قدره 13.794ملٌون درهم ،بحٌث هٌمنت أربع مإسسات ومقاوالت عمومٌة على
نسبة متوسطة تقارب 72%من مجموع هذه الموارد ،وٌتعلق األمر بالمحافظة العقارٌة والمسح
العقاري والخرائطً والمجمع الشرٌؾ للفسفاط وشركة اتصاالت المؽرب وبنك المؽرب.
وٌوضح الرسم المبٌانً أسفله ،مساهمة المإسسات والمقاوالت العمومٌة فً المٌزانٌة العامة للدولة
ما بٌن 2010و:2021
23
المصدر :تقرٌر حول المإسسات العمومٌة والمقاوالت العمومٌة ،مرفق بمشروع قانون المالٌة .2022
24
والتقٌٌم الرقابة بٌن العامة والمقاوالت العمومٌة المؤسسات الثانً: المبحث
سنتطرق فً هذا المبحث إلى الرقابة عن المإسسات والمقاوالت العمومٌة(المطلب األول)،
الثانً) العمومٌة(المطلب والمقاوالت المإسسات هذه عمل تقٌٌم ثم
العامة والمقاوالت العمومٌة المؤسسات على الدولة رقابة األول: المطلب
تتوزع الرقابة الممارسة على المؤسسات والمقاوالت العامة حول رقابة ادارٌة(الفرع
األول) ،ورقابة مالٌة(الفرع الثانً).
ٌقصد بالرقابة اإلدارٌة تلك العملٌة التً تقوم بها السلطة التنفٌذٌة على الدوائر الرسمٌة وشبه
الرسمٌة والمصالح والمإسسات العمومٌة التً تتبع الوزارات المختلفة التً تنهض بؤعمال إدارٌة
وفنٌة مختلفة ،كما ٌطلق علٌها اسم الرقابة الذاتٌة التً تقوم بها اإلدارة بنفسها لمراقبة أعمالها
والتحقق من مدى مطابقته للقانون والتنبٌه إلى األخطاء والمخالفات أو إحالته إلى السلطات
المختصة فقد تتكشؾ اإلدارة أنها ارتكبت بعض األخطاء كما لو تجاهلت بعض القواعد القانونٌة
التً سنها المشرع لصالح األفراد ومن ثم تتجه إلى الرجوع فً قراراتها وإبطالها قصد احترام
1
القانون.
وهً رقابة تتجلى بالنسبة للمقاوالت العامة التً تتخذ شكل مإسسات عامة صناعٌة أو تجارٌة فً
تعٌٌن كبار المسإولٌن عنها ،هكذا ٌكون تعٌٌن مدراء المإسسات العامة بموجب ظهٌر شرٌؾ،
كذلك ٌتم تعٌٌن مسٌري المكاتب الجهوٌة بٌد الوزٌر المعنً باألمر ،وتظهر هذه الرقابة أٌضا فً
تركٌبة المجلس اإلداري لهذه المإسسات العامة حٌث ٌعد الوزٌر األول هو رئٌس المجلس
اإلداري لجمٌع المإسسات العامة مع إمكانٌة تفوٌض هذه الرئاسة للوزٌر المعنً باألمر ،ومن
ناحٌة أخرى فإن أسلوب البلمركزٌة المصلحٌة ٌقتضً إجراء رقابة من لدن السلطة المركزٌة
على الهٌئات البلمركزٌة المصلحٌة تحقٌقا للمصلحة العامة ،بحٌث أن المشرع خول للوزٌر
المعنً بالرقابة سلطات محددة تهم الرقابة على أشخاص وأعمال هدا النوع من المقاوالت العامة.
أما بالنسبة للمقاوالت العامة التً تتخذ شكل شركات مجهولة االسم ،فباإلضافة إلى خضوعها
للرقابة اإلدارٌة الممارسة من لدن السلطات العامة ،والتً قد تظهر أحٌانا فً تعٌٌن الدولة
1
مصطفى التهادي ،منظومة الرقابة المالٌة للدولة على المإسسات العمومٌة ورهان الحكامة ،رسالة لنٌل شهادة الماستر فً القانون العام جامعة محمد
الخامس الرباط ،كلٌة الحقوق السوٌسً ،سنة ،2022-2029ص .43-44
25
لمندوب للحكومة مكلؾ بمراقبة تسٌٌر الشركة ،بحٌث ٌمكنه الحصول على كل المعلومات المهمة
وكذا الحضور فً اجتماعات هٌئاتها ،و توجد رقابة أخرى تظهر من خبلل تبعٌة األجهزة
المسٌرة لتلك الشركات للدولة ( الجمعٌة العامة للمساهمٌن ،المجلس اإلداري ،ومدٌر المقاولة،
اللجنة التقنٌة) إذ من خبلل تلك األجهزة تتمكن الدولة عبر ممثلٌها فٌها ،من توجٌه نشاط تلك
1
الشركات بما ٌحقق السٌاسة العامة للدولة فً المٌدان االقتصادي.
تتجلى الرقابة المالٌة على المإسسات العمومٌة فً تعدد وتكامل األجهزة المكلفة بالرقابة المالٌة
والتً تنقسم ألجهزة تابعة لوزارة المالٌة ،وأخررى قضرائٌة تتمثرل فرً المجلرس األعلرى للحسرابات،
ثم البرلمان المتمثل فً جهاز التشرٌعً ،لئلحاطة أكثر باألجهزة المكلفة الرقابة المالٌرة ،سرنتطرق
فررً (الفقرررة األولررى) ،للرقابررة المالٌررة التابعررة لرروزارة المالٌررة ،و(الفقرررة الثانٌررة) ،للرقابررة المجلررس
األعلررى للحسررابات واختصاصرراته ثررم إلررى الرقابررة المالٌررة التررً ٌجرهررا البرلمرران علررى المإسسررات
العمومٌة.
ٌختص بممارسة هذه الرقابة مجموعة من الهٌئاتٌ ،تقدمها وزٌر المالٌة باعتباره المسإول عرن
تنفٌذ السٌاسة المالٌة للدولة ،وذلك طبقا للظهٌر الشرٌؾ رقرم 1.03.195الصرادر فرً 11نرونبر
2003بتنفٌذ القانون رقم 69.00المتعلق بالمراقبرة المالٌرة للدولرة علرى المنشرؤة العامرة و هٌئرات
أخرى.
-1وزٌر المالٌة:
ٌعتبر وزٌر المالٌة على رأس الجهاز المركزي الذي ٌخضع له كل المراقبٌن المالٌٌن والمحاسربٌن
العمرومٌٌن وهررو ٌمرارس باإلضررافة إلرى اختصاصرراته التقلٌدٌررة الحرق فررً المصرادقة علررى المٌزانٌررة
والحسابات الختامٌة والسرنوٌة وتمدٌرد أو تقلرٌص المسراهمات المالٌرة ،وٌتردخل فرً مسراعدته للقٌرام
1
إبراهٌم كومؽار ،المرافق العامة الكبرى على نهج التحدٌث ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء ،الطبعة األولى ،200.ص 33
26
بهررذه المهررام مراقبرروا الدولررة المكلفررٌن برراألداء ناهٌررك عررن بعررض الهٌئررات األخرررى كمررا هررو الحررال
بالنسبة لمندوب الحكومة .طبقا لمقتضٌات القانون .69.00
ولعل هذا التنظٌم ٌتشابه مع نظٌرره فرً فرنسرا فٌمرا ٌخرص المراقبرة المالٌرة أو االقتصرادٌة ،حٌرث
ٌمارسها وزٌر المالٌة الذي ٌتمتع فً هذا المجال بسلطة التدخل فً مجموعة من قرارات الوصاٌة
اإلدارٌة أو التقنٌة التً ٌتخذها بالمشاركة مع الوزٌر المعنرً براألمر ،كمرا ٌمرارس سرلطات خاصرة
عن طرٌق هٌئة مراقب الدولة أو المكلفٌن بمهمة المراقبرة المالٌرة .ونرذكر علرى سربٌل المثرال لجنرة
المراجعررة الحسررابات والتررً تقابلهررا فررً المؽرررب لجنررة الترردقٌق التررً نررص علٌهررا الق رانون 69.00
التعلق بالمراقبة الدولة على المنشؤة العامة.
وتتحرردد مهمررة الرقابررة المالٌررة للرروزٌر المكلررؾ بالمالٌررة علررى المقرراوالت العمومٌررة طبقررا ألحكررام
القررانون ،فررً قٌررام السررٌد الرروزٌر بتحدٌررد كٌفٌررات تطبٌررق هررذا القررانون بالنسرربة إلررى كررل مإسسررة أو
مجموعة من المإسسات العامة .وٌحدد لهذه الؽاٌة إجرراء تحضرٌر المٌزانٌرات والبٌانرات التوقٌعٌرة
لمدة متعددة السنوات و قرارها والتؤثٌر علٌها وطرٌقة مسك المحاسبة األمرر بالصررؾ والمسراعدة
الواجب على المراقب الدولة القٌام بها وكذا السجبلت والحامبلت األخرى المتعٌن مسكها مرن لردن
الخازن المكلؾ باألداء كمرا ٌقروم وزٌرر المالٌرة بمراقبرة الوثرائق الترً ٌرتم بمقتضراها توقرع والتقٌرٌم
وترررخٌص عملٌررات االسررتؽبلل والتموٌررل والخزٌنررة وعملٌررات االسررتثمار برسررم السررنة المحاسرربٌة
المالٌة.
-2مراقب الدولة:
الزال هررذا الجهرراز ٌتمتررع بصرربلحٌات واسررعة ،إذا مررا أجرٌنررا مقارنررة بررٌن االختصاصررات التررً
خولهررا لرره ظهٌررر 14أبرٌررل 1960واالختصاصررات الممنوحررة لرره بمقتضررى ظهٌررر 11نرروفمبر
2003حٌث ٌحضر مراقب الدولة بصفة استشارٌة جلسرات مجلرس اإلدارة أو الجهراز الترداولً و
كذا اجتماعات مختلؾ اللجان المحدثة تطبٌقا ألحكام النصوص التشرٌعٌة أو التنظٌمٌة أو النظامٌرة
أو االتفاقٌات المتعلقة بالهٌئة الخاضعة للمراقبة.
وٌتمتع بحق االطبلع على الجمٌع المعلومات والوثائق سواء لدى الهٌئة أو الشركات التابعة لهرا
و ٌجوز له القٌام فً كل حٌن وبعرٌن المكران ،بجمٌرع أعمرال التحقرق والمراقبرة الترً ٌراهرا مبلئمرة
اعتماد على المسرتندات ،ولره أن ٌطلرب االطربلع علرى جمٌرع الوثرائق الترً ٌعتبرهرا مقٌردة لمزاولرة
27
مهمته ،وال سٌما العقود والدفاتر والوثائق المحاسبٌة والسجبلت والمحاضرر ،وٌجروز لره الحصرول
تحت إشراؾ الوزٌر المكلؾ بالمالٌة علرى جمٌرع المعلومرات المفٌردة لمزاولرة مهمتره لردى األؼٌرار
الذٌن أنجزوا عملٌات مع الهٌؤة.
ٌعتبر الخازن المكلؾ باألداء كمحاسب عمومً مسإوال عن عملٌات النفقرات ،وهرو ٌقروم بعملره
وفقا المقتضٌات قرانون المحاسربة العمومٌرة ،إضرافة إلرى ظهٌرر 11نروفمبر ،2003وٌتعرٌن علرى
المدٌرٌة والمعٌن لردٌها هرذا العرون أن تضرع رهرن إشرارته الوسرائل المتعلقرة بالمعردات والمروظفٌن
التً ٌراها وزٌر المالٌة ضررورٌة للقٌرام بمهامره .وٌجرب علرى المحاسرب العمرومً ،التؤكرد مرن أن
األداءات تررتم لفائرردة الرردائن الحقٌقررً وترروفر االعتمررادات وبنرراء علررى الوثررائق صررحٌحة تثبررت صررحة
حقوق الدائن والعمل المنجز .وفً حالرة عردم تروفر إحردى هرذه العناصرر فٌمكنره أن ٌررفض انجراز
أداء ال ٌحترم العناصر السابقة .وفً هذه الحالة ٌتحتم على العرون المحاسرب أن ٌمثرل لهرذا الطلرب
الذي ٌضٌفه إلى سند األداء وٌخبر بذلك فورا المراقب المالً قبل أن ٌقوم بؤداء.
وتنتفررً مسررإولٌة الخررازن المكلررؾ برراألداء عنرردما ٌوجرره رفضررا معلرربل إلررى مرردٌر الهٌئررة المعنٌررة
وٌوجره لرره بررذلك المردٌر أمرررا بالتسررخٌر قصررد تؤشرٌر علررى وسررٌلة األداء ،و ٌجرب علٌرره التقٌررد بهررذا
األمر بالتسخٌر وٌخبر وزٌر المالٌة بذلك فورا كما ٌوقرع الخرازن المكلرؾ براألداء مرع مردٌر الهٌئرة
المعنٌررة علررى وسررائل األداء كرراألوراق التجارٌررة والوسررائل والعملٌررات البنكٌررة األخرررى .وتجرردر
اإلشارة إلى أن هناك بعض المإسسات التً ال ٌمرارس الخرازن األمرر بالصررؾ اختصاصراته بهرا
إال بقرار من الوزٌر المالٌة .وإضافة إلى هذه الهٌئات األساسٌة فٌما ٌخص المراقبة المالٌرة للدولرة
على المنشؤة العامة ،فهناك ثانوٌة أخرى تتمثل فً مفروض أو منردوب الحكومرة الرذي ٌوجرد بصرفة
عامرررة فرررً الشرررركات ذات االقتصررراد المخرررتلط وأحٌانرررا فرررً المإسسرررات العمومٌرررة كبنرررك المؽررررب
والشركات ذات الرأسرمال العمرومً والترً ال تخضرع للمراقبرة المالٌرة للدولرة إضرافة إلرى المراقبرة
المفتشررٌة العامررة للدولررة التررً تضررطلع بسررلطة التؤكررد والمراقبررة علررى مجمرروع األداءات ومجمرروع
النفقات العمومٌة إضافة إلى إجراء أبحاث لتقٌرٌم عملٌرات التسرٌٌر بوجره عرام إال أن هرذه العملٌرات
28
تبقى ثانوٌة حٌث ال تقوم هذه المفتشٌة بعملها من تلقاء نفسها وإنمرا بنراءا علرى طلرب وزٌرر المالٌرة
أو السلطة الحكومٌة أو بناء على طلب المقاولة العمومٌة نفسها.1
هً جهاز إداري للتفتٌش المالً بالمؽرب كما أكد علٌها القانون المحردث لهرا ،بموجرب الظهٌرر
الشرٌؾ رقرم 1.59.268الصرادر فرً 14أبرٌرل ،1960وتخضرع بشركل مباشرر لسرلطة وزٌرر
المالٌة على اعتبار أن الروزارة هرً الترً تضرع برنامجهرا العملرً وذلرك بتنسرٌق مرع المفرتش العرام
للمالٌة ،وٌتؤكد هذا من خبلل مقتضرٌات الفصرل األول مرن نفرس المرسروم ،حٌرث نرص علرى أنره "
تإسس لدى وزٌر المالٌة هٌؤة علٌا للتفتٌش تتؤلؾ من مفتشً المالٌة ،وٌجعرل مفتشروا المالٌرة تحرت
إشررراؾ مفررتش عررام ٌخضررع مباشرررة لنفرروذ الرروزٌر " ،2فهررً تتبرروأ بمكانررة مهمررة ضررمن المصررالح
المركزٌة التابعة للوزارة ،وبذلك تشكل موقعا هاما ضرمن المنظومرة ،برالنظر إلرى شرمولٌة رقابتهرا
من حٌرث االختصراص أو مجرال تردخبلتها الواسرعة ،الترً تقودهرا فرً الردوائر العمومٌرة والترابٌرة
المرتبطة بالمال العام ،وٌقوم بهرذه االختصاصرات مختلرؾ مفتشروا المالٌرة الرذٌن ٌخضرعون لنظرام
أساسً خاص بهم .وبخصروص المهرام فقرد أنرٌط بهرذه الهٌرؤة إجرراء تحقٌقرات بخصروص مصرالح
الصررندوق المحاسرربة والنقررود والمررواد وكررذا المحاسرربٌن العمررومٌٌن وبصررفة عامررة مسررتخدمً الدولررة
والجماعات المحلٌة والمإسسات العمومٌة .وبمناسبة المهام التً تقوم بها هذه الهٌؤة ٌتحقق مفتشروا
المالٌة مرن التسرٌٌر الرذي ٌقروم بره هرإالء المحاسربون وٌتؤكردون مرن صرحة العملٌرات المدرجرة فرً
حسرررابات األمررررٌن بتسرررلٌم المررررداخٌل ودفرررع المصرررارٌؾ العمومٌرررة وكررررذا فرررً حسرررابات جمٌررررع
المتصرفٌن.3
وٌمكررن القررول علررى أن المفتشررٌة العامررة للمالٌررة تترردخل وبصررفة منتظمررة فررً قطرراع المإسسررات
العمومٌررة .لكررن حٌنمررا ٌطلررب منهررا ذلررك مررن أجررل قٌررام بعملٌررات معٌنررة أو تتسرررب أخبررار بحرردوث
تبلعبررات أو اخررتبلس فررً األمرروال العمومٌررة .كمررا تقرروم كررذلك المفتشررٌة العامررة للمالٌررة بالترردقٌق
المإسسررات والمقرراوالت العمومٌررة وافتحرراص المشررارٌع العمومٌررة الممولررة مررن طرررؾ المنظمررات
1
-نجاة الجلواجً ".تطور الدور الرقابً لوزارة المالٌة "رسالة لنٌل الماستر فً القانون العام "جامعة الحسن األول كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و
االجتماعٌة سطات.السنة الجامعٌة 2022-2022ص 220و.222
2
-ظهٌر شرٌؾ رقم 215.1298الصادر فً 23أبرٌل 2.90
3
-ادرٌس بالماحً« :المفتشٌة العامة للمالٌة جهاز مهم للرقابة والفعالٌة محدودة" دار الطابعة و نشر،الرباط،الطبعة الثالثة سنة 2000ص.224
29
األجنبٌة كالبنك الدولً لبلعمار والتنمٌة ،البنرك األفرٌقرً للتنمٌرة ،وبرنرامج األمرم المتحردة للتنمٌرة
1
وتتبنى المفتشٌة فً هذا اإلطار مقاربات جدٌدة تتماشى مع تلك المعمول بها على صعٌد الدولً.
أوال :رقابة المجلس األعلى للحسابات على المؤسسات العمومٌة والمقاوالت العامة
قبررل التعرررؾ علررى الرقابررة التررً ٌمارسررها المجلررس األعلررى للحسررابات علررى المإسسررات العمومٌررة
والمقرراوالت العامررة مررن خرربلل االختصاصررات الممنوحررة لرره فررً هررذا المجال(ثانٌررا) ،أوال سررنتعرؾ
على اإلطار المنظم للمجلس (أوال).
: 1اإلطار المنظم للمجلس األعلى للحسابات
حرص المؽرب أثناء الموافقة بواسطة االستفتاء على دستور ،1996وعلى ؼرار الدول
المتطورة ،على االرتقاء بالمجلس األعلى للحسابات إلى مصاؾ مإسسة دستورٌة تضطلع بدور
المساهمة الفعالة فً عقلنة تدبٌر األموال العامة وممارسة وظٌفتها بشكل كامل كمإسسة علٌا
للرقابة مستقلة عن السلطة التشرٌعٌة والسلطة التنفٌذي.
وهكذا وضح الباب العاشر من الدستور بؤن المجلس األعلى للحسابات ٌتولى ممارسة الرقابة
العلٌا على تنفٌذ القوانٌن المالٌة وٌبذل مساعدته للبرلمان والحكومة فً المٌادٌن التً تدخل فً
نطاق اختصاصاته بمقتضى القانون ،وٌرفع إلى جبللة الملك بٌانات جمٌع األعمال التً ٌقوم بها
فً إطار تقرٌره السنوي.
وفضبل عن ذلك وفً إطار سٌاسة البلمركزٌة ،نص الدستور فً الفصل 98على إحداث
1
-مصطفى التهادي" منظومة الرقابة المالٌة للدولة على مإسسات و العمومٌة ورهان الحكامة" رسالة لنٌل شهادة الماستر فً القانون العام .جامعة محمد
الخامس بالرباط .كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة سوٌسً .السنة الجامعٌة 2022 /2029صفحة.32
30
المجالس الجهوٌة للحسابات المكلفة بمراقبة حسابات الجماعات المحلٌة وهٌئاتها وكٌفٌة قٌامها
بتدبٌر شإونها.
وقد تم تتوٌج المقتضٌات الدستورٌة المذكورة بإصدار القانون رقم 62-99المتعلق بمدونة
المحاكم المالٌة بتارٌخ ٌ 13ونٌو .2002
وهكذا تم توضٌح الوظائؾ المخولة للمحاكم المالٌة بهدؾ تؤمٌن ممارسة رقابة مندمجة ،وإقامة
أفضل توازن فً مسإولٌات الخاضعٌن للرقابة والوصول بالتالً إلى نظام عقوبات ومتابعات
أكثر عدال وإنصافا لهم.
وٌنبؽً التذكٌر بؤن أهم الرقابات الممارسة من قبل المحاكم المالٌة تهم الرقابة القضائٌة على
مدى قانونٌة العملٌات المالٌة ومدى مطابقتها للنصوص (البث فً الحسابات ،التسٌٌر بحكم الواقع
والتؤدٌب المتعلق بالمٌزانٌة والشإون المالٌة) ،ومراقبة التسٌٌر المرتكز على تقٌٌم نتائج أداء
الوحدات المراقبة من حٌث الفعالٌة واالقتصاد والكفاٌة.
كما أنه ٌقوم برقابة صارمة على مختلؾ المإسسات العمومٌة والمقاوالت الخاضعة لرقابته.
هكذا ٌمكن القول على أنه ٌمارس الرقابة على المقاوالت والمإسسات المخولة االمتٌاز فً
المرفق العام التً تملك فٌها الدولة أو المإسسات العمومٌة أؼلبٌة األسهم أو سلطة المرجحة فً
اتخاذ القرار.
مررن هررذا الصرردد ٌقرروم المجلررس األعلررى مررن التؤكررد مررن صررحة العملٌررات المنجررزة وأن األنظمررة
المطابقررة داخررل المإسسررات العمومٌررة تضررمن سررٌر الصررحٌح لموردهررا وتسررجٌلها لكافررة العملٌررات
المنجررزة مررن جهررة .والوقرروؾ علررى كٌفٌررة تسررٌٌرها واالدالء ،عنررد االقتضرراء بتقرردٌم مجموعررة مررن
الحلول لتحسٌن طرق تدبٌرها من جهة أخرى.
: 2اختصاصات المجلس األعلى للحسابات:
31
ٌعتبر المجلس األعلى للحسابات هٌؤة العلٌا لمراقبة المالٌة العمومٌة وهو ما نص علٌره الدسرتور
فً فصله 1.147وأضاؾ نفس الفصل أن الدستور ٌضمن استقبللٌة هذه المإسسة وأناط بها عردة
اختصاصات أهمها تدعٌم وحماٌة مبادق وقٌم الحكامة الجٌدة والشفافٌة والمحاسبة ،بالنسربة للدولرة
واألجهزة العمومٌة ،كما ٌتولى ممارسرة الرقابرة العلٌرا علرى تنفٌرذ قروانٌن المالٌرة .وقرد أكردت علرى
هذه المقتضرٌات أٌضرا المرادة 2مرن القرانون رقرم 62.99متعلرق بمدونرة المحراكم المالٌرة .كمرا أنره
ٌمارس مجموعة من االختصاصات أخرى المتمثلة فً:
أـ التدقٌق والبت فً الحسابات
ٌدقق المجلس حسابات مرافق الدولة وكذا حسابات المإسسات العمومٌة والمقراوالت الترً تملرك
الدولة أو المإسسات العمومٌة رأسمالها كلٌا أو بصرفة مشرتركة برٌن الدولرة والمإسسرات العمومٌرة
والجماعرررررررات المحلٌرررررررة ،إذا كانرررررررت هرررررررذه األجهرررررررزة تتررررررروفر علرررررررى محاسرررررررب عمرررررررومً.
وٌلررزم المحاسرربون العمومٌررون لؤلجهررزة العمومٌررة بررؤن ٌقرردموا سررنوٌا إلررى المجلررس ،الحسررابات أو
البٌانات المحاسبٌة وفق الكٌفٌات المقررة فً النصوص الجاري بها العمل ،وٌبت المجلرس األعلرى
للحسابات فً الحساب أو البٌان المحاسبً بقرار تمهٌدي ثم بقرار نهائً.
عرربلوة علررى اختصاصرره فررً مجررال تصررفٌة الحسررابات والبررت فٌهرراٌ ،مررارس المجلررس األعلررى
للحسابات وظٌفة قضائٌة اتجراه كرل شرخص ٌتردخل دون أن تكرون لره صرفة محاسرب عمرومً ،فرً
تدبٌر األموال العامة سواء عن طرٌق التحاٌل على القانون أو عن جهرل ،فٌصربح بالترالً محاسربا
بحكم الواقع.
ٌمارس المجلس األعلى للحسابات وظٌفة قضائٌة فً مجال التؤدٌب المتعلق بالمٌزانٌة والشإون
المالٌررة اتجرراه كررل شررخص أو موظررؾ أو عررون أحررد األجهررزة العمومٌررة الخاضررعة لرقابررة المجلررس،
ٌقترررؾ إحرردى المخالفررات المنصرروص علٌهررا فررً مدونررة المحرراكم المالٌررة وذلررك فررً حرردود دائرررة
اختصاص كل واحد منهم .وٌتعرض المعنٌون باألمر للعقوبات المقررة لتلك المخالفات.
1
الفصل 232من دستور ،2022صادر بتنفٌذه لظهٌر الشرٌؾ رقم 21221.2بتارٌخ ٌ 2.ولٌو .2022
32
ج ـ مراقبة التسٌٌر واستعمال األموال
مراقبة التسٌٌر:
ٌراقب المجلس تسٌٌر المرافق واألجهزة العمومٌة التً تندرج ضمن دائرة اختصاصاته لتقٌٌم
جودته وٌقدم ،إن اقتضى األمر على ذلك ،اقتراحات حول الوسائل الجدٌرة بتحسٌن طرقه
والزٌادة فً فعالٌته ومردودٌته .وتهم المراقبة كافة مظاهر التدبٌر.
وٌمكن للمجلس القٌام بمهام تقٌٌم المشارٌع العمومٌة بؽٌة التؤكد من المنجزات المحققة ،وبلوغ
األهداؾ المسطرة لكل مشروع ،بالنظر إلى الوسائل المرصودة له.
ٌراقب المجلس األعلى للحسابات كذلك استخدام األموال العامة الملقاة من قبل المقاوالت أو
الجمعٌات أو من طرؾ األجهزة المستفٌدة من مساهمة فً رأسمالها أو من إعانة للدولة أو
لمإسسة عمومٌة أو ألحد األجهزة األخرى الخاضعة لمراقبته ،وذلك كٌفما كان شكله.
مراقبة استخدام األموال التً ٌتم جمعها عن طرٌق إلتماس اإلحسان العمومً
وٌمكن أٌضا للمجلس ،بناء على طلب الوزٌر األول ،مراقبة الحسابات المتعلقة باستخدام الموارد
التً تم جمعها من طرؾ الجمعٌات على سبٌل اإلحسان العمومً.
فً المجاالت القضائٌة (البرت فرً الحسرابات والتؤدٌرب المتعلرق بالمٌزانٌرة والشرإون المالٌرة) ٌبرت
المجلس فً طلبات استئناؾ األحكام الصادرة بصفة نهائٌة عن المجالس الجهوٌة.
33
والنفقررات ،ومتابعررة تنفٌررذ بنررود المٌزانٌررة بكٌفٌررة مسررتمرة فررً االسررتخبار حررول ترردبٌر المإسسررات
العمومٌة وشبه العمومٌة.1
وهكذا تتم المراقبة البرلمانٌة على المإسسات العمومٌة والمقاوالت بشكل ؼٌر مباشر فرً إطرار
الرقابررة السٌاسررٌة الممارسررة مررن طرررؾ السررلطة التشرررٌعٌة علررى السررلطة التنفٌذٌررة كمررا نررص علٌرره
دستور 2011عبر وسائل الرقابة البرلمانٌة والتً قد تبرز شركل مرن أشركال الرقابرة المالٌرة علرى
المإسسات العمومٌة ،رؼم عدم فعالٌتها وطبٌعتها ؼٌر المباشرة أحٌانرا ،والمتمثلرة فرً الرقابرة عرن
طرٌق األسئلة الكتابٌة والشفوٌة والرقابة عن طرٌق اللجان البرلمانٌة.
أ-الرقابة عن طرٌق األسئلة الكتابٌة والشفوٌة:
فررً إطررار المراقبررة السٌاسررٌة المواكبررة تعتبررر األسررئلة البرلمانٌررة مررن الوسررائل المهمررة لمتابعررة
السٌاسة العامة للحكومة ،خصوصا فً المجال المالً ،وذلك أن الفقرتٌن 1و 2من الفصل 100
مررن دسررتور 2011تررنص علررى أنرره" ...تخصررص باألسرربقٌة جلسررة فررً كررل أسرربوع ألسررئلة أعضرراء
مجلررس البرلمرران وأجوبررة الحكومررة ،ترردلً الحكومررة بجوابهررا خرربلل العشرررٌن ٌومررا التالٌررة إلحالررة
السإال إلٌها".
واألسئلة البرلمانٌة كوسٌلة من وسائل المراقبة ؼٌر مثٌرة للمسإولٌة للحكومة فهً أسئلة كتابٌرة
و أخرى ،شفوٌة الهدؾ منها المطالبة السلطة التنفٌذٌة بتقدٌم األجوبة عنها والترً تهرم الررأي العرام
و تمس قضاٌا وهموم المواطنٌن لما تم التنصٌص علٌه فً الفصل 10من دستور .2011
هكذا تتم المراقبة على المإسسات العمومٌة بهذه الطرٌقة عن طرٌق طررح األسرئلة سرواء كتابرا أو
شفوٌا متعلقة بالنشاط المإسسة العمومٌة .الموجهة للوزٌر الموصً علرى المإسسرة العمومٌرة الترً
ترردخل فررً نطرراق اختصرراص وزارترره .إال أن هررذه الوسررٌلة تبقررى عدٌمررة الجرردوى فررً إمكانٌررة عرردم
إعطرراء األجوبررة الدقٌقررة ومحررددة ،ولعرردم وجررود إمكانٌررة لممارسررة رقابررة مباشرررة علررى المإسسررات
العمومٌة العتبارات دستورٌة وقانونٌة والستقبللٌة المإسسات العمومٌة.
ب-الرقابة عن طرٌق اللجان البرلمانٌة:
ٌمررارس البرلمرران رقابترره علررى المإسسررات العمومٌررة ضررمنٌا ومرروازاة مررع الرقابررة علررى العمررل
الحكومً عبر اللجان البرلمانٌة .هذا النوع من اللجران ٌكرون بشركل مإقرت أو دائرم .متخصصرة أو
ؼٌر متخصصة.
1
المعطً سهٌل" .المراقبة المالٌة البرلمانٌة" المجلة المؽربٌة للتدقٌق والتنمٌة ،عدد مزدوج 8-.السنة ،2..8ص.22
34
وٌتم تشكٌل لجان تقصً الحقائق طبقا للفقررة الثانٌرة مرن الفصرل 67مرن الدسرتور والترً ترنص
على ما ٌلًٌ" :جوز أن تشكل بمبادرة من الملك أو بطلب من ثلث أعضاء مجلس النواب ،أو ثلرث
أعضاء مجلس المستشارٌن ،لجنة نٌابٌة لتقصً الحقائقٌ ،ناط بها جمع المعلومات المتعلقة بوقرائع
معٌنة ،أو تدبٌر المصالح أو المإسسات أو المقاوالت العمومٌة واطبلع المجلس الرذي شركلها علرى
نتررائج أعمالهررا" و ٌررتم توقٌررؾ عملهررا علررى الفررور بمجرررد فررتح تحقٌررق قضررائً فررً الوقررائع المررراد
التحري بشؤنها.
مررن هررذا ٌمكررن القررول بررؤن للجررن تحظررى أهمٌررة بالؽررة فررً المراقبررة التسررٌٌر اإلداري والتقنررً
للمإسسررات العمومٌررة وإخبررار البرلمرران بفحواهررا وحصررٌلتها كمررا أنهررا لعبررت دورا كبٌرررا فررً تتبررع
السٌاسة المالٌة العامة للحكومة ،حٌث خول لها المشرع االطربلع علرى جمٌرع الوثرائق والمسرتندات
التً من شؤنها أن تسهل مهمتها ،فً الكشؾ أهم القضاٌا نهب المال عام (قضرٌة القررض العقراري
وصندوق الضمان االجتماعً).1
برؼم مرن وضرع هرذه اللجران مرن طررؾ البرلمران بمراقبرة المإسسرات العمومٌرة المتورطرة فرً
اختبلسات وتبلعبات المالٌة عدم اسرتعمال المعقلرن للمروارد المالٌرة ،فرالمبلحظ أن البرلمران لرم ٌقرم
بتحرٌك لجان التقصً الحقائق بخصوص العدٌد من المإسسات العمومٌة التً تعرؾ عردم التردبٌر
الصررحٌح والتررً تعرضررت لررنفس االختبلسررات التررً تعرضررت لهررا نفررس المإسسررات التررً ذكرناهررا
سابقا.
1
-علً أنكاري" دور لجان تقصً الحقائق فً حماٌة المال العام بالمؽرب" دبلوم الدراسات العلٌا المعمقة ،الدار البٌضاء .سنة 2002-2009ص .52
35
أوال :مزاٌا المؤسسات العمومٌة
تتمثل أهم مزاٌا المإسسات العمومٌة فٌما ٌلً:1
-1على مستوى التنظٌم ،إن االستقبلل االداري الممنوح للمإسسات العمومٌةٌ ،جعلها فً منؤى
عن السلطة اإلدارٌة ،وبالتالً فإن هذه األخٌرة ٌكون لها كامل الصبلحٌة فً تسٌٌر شإونها
بصفة انفرادٌة دون الخضوع للتٌارات السٌاسٌة ،التً من الممكن أن تجعلها تنحرؾ عن أهدافها
المرسومة ،وتنصاع لؤلهواء الشخصٌة والحزبٌة.
ؼٌر أن هذا االستقبلل االداري ال ٌعنً انفصالها بشكل تام عن الدولة ،بل على العكس من
ذلك فإنها تبقى مرتبطة بهذه األخٌرة برابطة الخضوع للوصاٌة ،التً هً أخؾ من الرقابة
الرئاسٌة.
وعلى مستوى التدبٌر المالً ،فعندما تقوم المإسسات العمومٌة بتدبٌر أموالها بؤسلوب
المشروعات الخاصة ،فإن ذلك ٌإدي إلى الزٌادة فً األرباح التً تجنٌها ،والتً ؼالبا ما ٌتم
استخدامها فً تجوٌد وتطوٌر خدمات المرفق.
وتجدر االشارة فً هذا اإلطار إلى أن استثمارات المإسسات والمقاوالت العمومٌة بلؽت خبلل
سنة 202.ما مجموعه 221225ملٌون درهم ،مقارنة بانجازات سنة 2028التً قدرت ب
2
991094ملٌون درهم فقط
-3على مستوى النظام القانونًٌ ،إدي استعمال المإسسات العمومٌة االقتصادٌة لوسائل
القانون الخاص ،إلى تحرٌر المرفق من القٌود التً ٌتضمنها القانون العام ،كالروتٌن والبطء فً
االجراءات ،حٌث أن هذا النظام ٌتبلئم مع أؼراض المإسسة االقتصادٌة ،وٌمكنها من تخطً
كل الصعاب ،التً تعرقل سٌرها نحو االزدهار وتحقٌق الرفاهٌة.
-4على مستوى النشاطٌ ،إدي قٌد التخصص المفروض على المإسسة العمومٌة ،إلى إلزامها
بؤن ال تحٌد عن النشاط الذي أنشئت من أجله ،وهو األمر الذي ٌجعلها تكتسب خبرة واسعة فً
مٌدان تخصصها ،حٌث تصبح متوفرة على موارد بشرٌة لها ما ٌكفً من التجربة لتإدي
واجباتها على أحسن األحوال.
-5إن تجسٌد المإسسات العمومٌة لبلمركزٌة المرفقٌة أو المصلحٌةٌ ،إدٌإلى تخفٌؾ العبء
الملقى على عاتق االدارة المركزٌة.
.2عبدهللا حداد ،الوجٌز فً قانون المرافق العمومٌة الكبرى ،مطبعة عكاظ ،الرباط ،أكتوبر ،2002ص.222-220 ،
-2تقرٌر حول المإسسات والمقاوالت العمومٌة ،مرجع سابق ،ص.24
36
هذا فٌما ٌتعلق بمزاٌا المإسسة العمومٌة ،لكن ماذا عن محدودٌتها؟
ثانٌا :محدودٌة المإسسات العمومٌة
تتجلى أهم عٌوب المإسسات العمومٌة فٌما ٌلً:
-1على مستوى التنظٌمٌ ،إدي االستقبلل المالً واالداري الذي تتمتع به المإسسة العمومٌة،
إلى ضعؾ الرقابة الممارسة علٌها ،والتً من الممكن أن تإدي إلى نتائج سلبٌة.
كما أن تواجد عدة مإسسات عمومٌة فً قطاعات متنوعةٌ ،إدي إلى تعدد المٌزانٌات
الخاصة بكل واحدة منها ،وهو األمر الذي ٌرهق مٌزانٌة الدولة.
-2على مستوى النشاط ،إن تعدد المإسسات العمومٌة ٌجعل بعضها ٌتشابه مع البعض اآلخر
من حٌث النشاط ،وهو ما ٌإدي إلى تضارب فٌما بٌنها وٌنتج عنه ضٌاع األموال.
الفقرة الثانٌة :مزاٌا ومحدودٌة المقاوالت العمومٌة
للمقاوالت العمومٌة عدة مزاٌا(أوال) ومحدودٌة(ثانٌا)
أوال :مزاٌا المقاوالت العمومٌة
تتحدد أهم مزاٌا المقاوالت العمومٌة فٌما ٌلً:1
-1إن المقاوالت العمومٌة على الرؼم من اعتمادها من طرؾ الدولة لتدبٌر بعض األنشطة،
خاصة ذات الطبٌعة االقتصادٌة ،فإن الدولة تمنحها االستقبلل االداري مثل المإسسات العمومٌة،
لكن ما ٌمٌزها هو خضوعها لمبدأ التخصص كمعظم األشخاص المعنوٌة العامة ،والذي ٌمكن
أن ٌإثر بشكل اٌجابً على أسلوب تسٌٌرها.
-2على مستوى التدبٌر المالً ،إن رأسمال المقاولة العمومٌة ٌكون عاما ،وبالتالً فهً تخفؾ
من العبء المالً على الدولة ،من خبلل األرباح التً تقوم بتحصٌلها من نشاطها.
ولكن على الرؼم من ذلك فإنها تبقى خاضعة لرقابة الدولة ،بحٌث ٌعتبر وزٌر المالٌة هو
المسإول عن مراقبة المقاوالت العمومٌة ،وذلك بواسطة المراقبٌن المالٌٌن واألعوان
المحاسبٌن ،الذٌن ٌتم تعٌٌنهم من لدنه .وهذا ما ٌإكد أن الدولة تعتبر المساهم والموجه األول
فٌما ٌتعلق بتدبٌر المحفظة العمومٌة.
-3إن ما ٌمٌز المقاوالت العمومٌة أٌضا هو اعتمادها على طابع التجدٌد ،حٌث تقوم هذه
األخٌرة بتحدٌث بنٌاتها بشكل مستمر ،الشًء الذي ٌجعلها تتماشى مع مستجدات المجتمع.
-1ابراهٌم كومؽار ،محاضرات فً المرافق العمومٌة ،جامعة ابن زهر أكادٌر ،كلٌة العلوم القانونٌة واالقتصادٌة واالجتماعٌة،
سنة .2029
37
%وحسب تقرٌر المندوبٌة السامٌة للتخطٌط لسنة ،202.فإن ما ٌقارب أكثر من 42
من مختلؾ المقاوالت العمومٌة تعتمد على أسالٌب التحدٌث والتجدٌد لمختلؾ البنٌات ،بما فً
1
ذلك الولوج للتقنٌات الحدٌثة ،واالعتماد على قواعد التؤطٌر الجٌد
ثانٌا :محدودٌة المقاوالت العمومٌة
تبرز أهم عٌوب المقاوالت العمومٌة فٌما ٌلً:
-1ؼٌاب منظومة اإلعبلم والتسٌٌر والمراقبة الداخلٌة ،حٌث أن هذه األخٌرة ال تتوفر على نظام
متكامل لئلعبلم والتسٌٌر ،وبنٌة تنظٌمٌة مكلفة بالمراقبة الداخلٌة ،بسبب توفر هذه األخٌرة على
نظام خاص بالمستخدمٌن ،وتداخل المقتضٌات المرتبطة بنظام اإلعبلم والتسٌٌر والمراقبة
الداخلٌة
-2تفشً نظام البٌروقراطٌة ،حٌث تعتمد هذه األخٌرة فً أسلوب تدبٌرها على مبدأ السلطة
الرئاسٌة وتقسٌم العمل وتطبٌق القانون ،باعتباره المعٌار الوحٌد للعقبلنٌة .وإن اإلفراط فً
تبنً الشكبلنٌة والعبلقة الرئاسٌةٌ ،إدي إلى انؽبلق تنظٌمها البٌروقراطً ،وتعقٌد الممارسة
اإلدارٌة ،النعدام المرونة البلزمة ،التً تفرضها خصوصٌاتها ،وتهمٌش المردودٌة على
حساب احترام المساطر.
-3قلة الموارد البشرٌة الكفاءة والمكونة ،وٌرجع السبب فً ذلك إلى ؼٌاب رإٌة متكاملة لتدبٌر
الموارد البشرٌة ،حٌث أن السٌاسة التً تعتمدها هذه األخٌرة لتدبٌر مواردها البشرٌة تشوبها
عدة نواقص ،سواء على مستوى التوظٌؾ أو التكوٌن أو ظروؾ العمل.
كما أن السبب فً ذلك ٌعزى أٌضا إلى هجرة الكفاءات إلى القطاع الخاص ،بسبب ضعؾ
السٌاسات االجتماعٌة واالقتصادٌة ،التً تعتمدها هذه األخٌرة.
الفرع الثانً :واقع المؤسسات والمقاوالت العمومٌة خالل جائحة كورونا وآفاقها
تلعب المإسسات والمقاوالت العمومٌة دورا كبٌرا داخل الدولة ،ؼٌر أن ظهور جائحة كورونا
أحدث خلبل فً أسلوب تسٌٌرها ،األمر الذي جعلها أمام واقع أخر(الفقرة األولى) ،كما أن اآلثار
التً خلفتها الجائحة علٌها فرض ضرورة ادخال مجموعة من االصبلحات ،التً أسست آفاقا
جدٌدة لها(الفقرة الثانٌة).
الفقرة األولى :واقع المؤسسات والمقاوالت العمومٌة خالل جائحة كورونا
-1تقرٌر المندوبٌة السامٌة للتخطٌط ،البحث الوطنً حول المقاوالت ،سنة ،202.ص.9
38
أحدث انتشار فٌروس كورونا فً العالم ،صدمة كبٌرة للمجتمعات والدول فً كامل المعمور،
صدمة موسومة بكل مظاهر الرعب والقلق والخوؾ من الموت ،بدت األزمة حركة االقتصادات
انعكاساتها واضحة على النظام العالمً ،بعد أن شلت الحركة الوطنٌة ،وكشفت عن عجز
اجتماعً رهٌب ،وهشاشة مفضوحة للنظام العالمً ،1حٌث لم ٌبقى أي قطاع ،إال وقد أثرت
علٌه ،بما فً ذلك المإسسات والمقاوالت العمومٌة.
وفً المؽرب اعتبرت جائحة كورونا بمثابة ثؽرة سلبٌة خلفت مجموعة من المعٌقات ،التً
كان لها أثر بارز خاصة على واقع معظم المإسسات والمقاوالت العمومٌة.
ومن أجل مواكبة المإسسات والمقاوالت العمومٌة لنشاطها ،تماشٌا مع مبدأ استمرار المرفق
العام ،فقد تم التفكٌر فً ادراج مجموعة من اآللٌات الجدٌدة ،التً تتمثل فً دعم التحول
الرقمً لئلدارة وتعمٌم الخدمات الرقمٌة وضمان شمولٌتها ،بهدؾ توفٌر خدمات آمنة للمرتفقٌن،
وتعزٌز الشفافٌة ونجاعة األداء العمومً ،باإلضافة إلى تحسٌن مناخ األعمال.
وفً هذا االطار أعلنت وزارة االقتصاد والمالٌة وإصبلح اإلدارةٌ ،وم 42مارس ،2020
عن اتخاذ مجموعة من اجراءات المواكبة ،بشكل مإقت واستثنائً ،لفائدة المإسسات
والمقاوالت العمومٌة ،وذلك لضمان المرونة فً التدبٌر خبلل فترة حالة الطوارق الصحٌة.
كما أصدر السٌد وزٌر االقتصاد والمالٌة وإصبلح اإلدارة ،منشورا رقم 2020/3بتارٌخ 22
ماي 2020،حول إجراءات وتدابٌر العمل بالمرافق العمومٌة ،والذي ٌدعو فٌه مسإولً
وموظفً وأعوان اإلدارات العمومٌة ،الذٌن سبق لهم االستفادة من التسهٌبلت الممنوحة بموجب
منشور السٌد الوزٌر رقم 2020/2بتارٌخ 29مارس ،2020لبللتحاق بشكل تدرٌجً إلى
مقرات عملهم ،وتفعٌل مقتضٌات هذا المنشور وتعمٌم وتطبٌق اإلجراءات والتدابٌر التً تم
حصرها فً دلٌل تم إعداده لهذه الؽاٌة.
ومن أجل معالجة اختبلالت القطاع العام ،التً نتجت عن آثار جائحة كورونا ،أطلق المؽرب
خطة اصبلح هٌكلً ،تجسدت فً احداث صندوق االستثمار االستراتٌجً ،وذلك تنفٌدا للتعلٌمات
الواردة فً الخطاب الملكً لعٌد العرش لسنة .2020
ولتحقٌق األهداؾ المرجوة من هذا االصبلح الهٌكلً العمٌق وخاصة فً شقه االقتصادي ،
أشار وزٌر المالٌة إلى أنه سٌتم حذؾ مجموعة من المإسسات والمقاوالت العمومٌة ،التً
-1سعٌد خمري ،المؽرب ما بعد كورونا :أي دور اجتماعً للدولة واألحزاب السٌاسٌة؟ ،منشورات مركز تكامل لؤلبحاث
والدراسات ،سلسلة توثٌق أعمال كتب فً زمن كورونا فً صٌؾ ،2020ص.2.8،
39
استوفت شروط وجودها أو لم ٌعد وجودها ٌقدم الفعالٌة البلزمة ،كما سٌتم تقلٌص اعتمادات
الدعم الموجهة للمإسسات العمومٌة وربطها بنجاعة األداء.
كما أوضح السٌد وزٌر المالٌة واالقتصاد واصبلح االدارة إلى أنه بعد إنشاء الوكالة الوطنٌة،
سٌتم تجمٌع عدد من المقاوالت تحت هٌكلة خاصة ،بهدؾ تعزٌز الحكامة الجٌدة وضمان التدبٌر
االستراتٌجً لمإسسات الدولة وتتبع نجاعتها.
وتعزٌزا ألهم توجهات المإسسة الملكٌة فً هذا المجال ،تم اعتماد مبدأ التشخٌص المالً
على مستوى مختلؾ المقاوالت والمإسسات العمومٌة ،باعتبارهم من أهم األدوات الضرورٌة
لصٌاؼة االستراتٌجٌة العامة سواء للمإسسة العمومٌة أو المقاولة العمومٌة ،حٌث ٌعتمد هذا
األسلوب على عملٌة الفحص والتدقٌق فً البنٌة الداخلٌة للمإسسة أو المقاولة العمومٌة،
وباألخص فً الوظٌفة المالٌة التً تعد من الوظائؾ األساسٌة للمإسسة ،وذلك من خبلل جعل
المعلومات المتعلقة بمكامن القوة والضعؾ للمإسسة أو المقاولة العمومٌة ،واكتشاؾ الصعوبات
والمعٌقات ،تم اعداد االستراتٌجٌة المناسبة لمعالجة الخلل المالً الذي تمر به المإسسة أو
المقاولة العمومٌة ،فالتشخٌص على هذا المستوى ٌهدؾ إلى فحص وتدقٌق السٌاسات المالٌة
المتبعة من طرؾ المإسسة أو المقاولة العمومٌة ،خبلل طٌلة فترة نشاطها.
وتجدر األشارة فً هذا اإلطار إلى أنه إذا كانت هناك مجموعة من المإسسات والمقاوالت
العمومٌة قد أرهقت مٌزانٌة الدولة خبلل جائحة كورونا ،فإنه بمقابل ذلك هناك مجموعة من
المإسسات والمقاوالت العمومٌة األخرى التً أنقذت المٌزانٌة خبلل هذه الجائحة مثل بنك
المؽرب والمكتب الشرٌؾ للفوسفاط وؼٌرها من المإسسات والمقاوالت العمومٌة األخرى.األمر
الذي ٌبرز أهمٌة بعض المقاوالت والمإسسات العمومٌة داخل الدولة ،ذلك أنه برسم قانون
المالٌة المعدل لسنة 2020سجلت توقعات الموارد المتؤتٌة من المإسسات والمقاوالت العمومٌة
أٌرادات إضافٌة قدرها 21388ملٌون درهم مقارنة بالتوقعات األولٌة رؼم اآلثار التً خلفتها
الجائحة.
أما فٌما ٌخص مشروع قانون المالٌة لسنة ،2022فمن المتوقع أن تسجل الموارد المتؤتٌة من
المإسسات والمقاوالت العمومٌة ارتفاعا قدره 221228ملٌون درهم ،مقارنة بتوقعات قانون
المالٌة التعدٌلً لسنة .2020
هذا فٌما ٌتعلق بواقع المإسسات والمقاوالت العمومٌة خبلل جائحة كورونا ،لكن ماذا عن
40
آفاقها؟
هذا فٌما ٌتعلق بواقع المإسسات والمقاوالت العمومٌة خبلل جائحة كورونا ،لكن ماذا عن
آفاقها؟
إن المإسسات العامة و المقاوالت العامة فً عمومٌتها ،بحاجة إلى إصبلح شامل ،الشًء الذي
ٌحتم على ؼالبٌة الفاعلٌن اعتماد قواعد و مرتكزات جدٌدة لتحسٌن جودة أداء هذه األجهزة و
ذلك لمواكبة المستجدات ،ثم لضمان االستمرارٌة على مستوى الخدمات المقدمة من طرؾ هذه
األجهزة.
إن إصبلح المإسسات و المقاوالت العمومٌة مسؤلة فً ؼاٌة اإللمامٌ ،هدؾ إلى تحقٌق
المردودٌة و اإلنتاجٌة من جهة ،و ضمان احترام النصوص القانونٌة و التنظٌمٌة و النظامٌة ،و
تقدٌم صورة شفافة و صادقة على طرٌقة تدبٌر مالٌتها العمومٌة من جهة أخرى ،و تسمح عملٌة
تحدٌث آلٌات التسٌٌر أو التدبٌر المالً بهذه المنشآت العامة من بلوغ هذه النتائج ،خصوصا و
أن اآللٌات المعتمدة حالٌا ،أبانت عن قصورها و محدودٌتها.
و فً هذا اإلطار ،البد من التؤكٌد على أن تحسٌن جودة التسٌٌر ال ٌقل أهمٌة على احترام
المشروعٌة ،فمراقبة مدى احتترام المإسسات و المقاوالت العمومٌة لمبادق المشروعٌة ال تقتصر
فقط على رصد المخالفات ،لكنها تتوخى وضع حد لمصادر سوء التسٌٌر ،أما مراقبة التسٌٌر
فؽاٌتها األساسٌة ،بلوغ الفعالٌة و المردودٌة من خبلل العمل على تجنب أخطاء التسٌٌر و
إصبلحها أو تقوٌمها ،و لهذه الؽاٌة ،على المإسسات العمومٌة و المقاوالت العمومٌة اعتماد هذه
اآللٌة فً تسٌٌرها لمالً ،و ذلك بالتحول من مٌزانٌة الوسائل إلى مٌزانٌة البرامج ،و التً تعتبر
41
إحدى األدوات األساسٌة لمراقبة التسٌٌر ،لذا وجب اعتماد منظومة فعالة لئلعبلم و التسٌٌر و
1
المراقبة الداخلٌة ،لتمكٌن محتلؾ المنشآت العامة من تنمٌة أدائها و تحسٌن خدماتها.
كمستجد فً هذا السٌاق ،تم فتح ورش إلصبلح و تحسٌن المراقبة على المنشآت العامة الذي
تم اعتماده من طرؾ مدٌرٌة المنشآت العامة و الخوصصة.
وانطلق هذا الورش من تقٌٌم آثار القانون رقم 9.100فً مجال المراقبة بحٌث التؤكٌد على
أنه بالرؼم من إسهامه فً مجال الحكامة ،إلى و أنه لم ٌحدث قطٌعة مع ظهٌر 2.90فٌما
ٌخص مراقبة المشروعٌة.
ونفس التقٌٌم تصمنه تقرٌر سنة ،2022و الذي أعدته مدٌرٌة المشآت العامة و الخوصصة،
و الذي أقر بضرورة التحقق من النقائص و اقتراح البدائل من أجل فاعلٌة المراقبة ،و ذلك من
خبلل التؤسٌس لنطام مراقبة فعالة ،و تحدٌث األجهزة المكلفة بعملٌات المراقبة الفعلٌة على
المنشآت العامة ،فضبل عن صدور قانون جدٌد ٌرمً إلى التؤسٌس لقواعد الحكامة على المراقبة
2
المالٌة للمنشآت العامة.
ٌعتبر اإلصبلح الترشٌدي خطوة مهمة إلصبلح بنٌات المإسسات و المقاوالت العامة ،من خبلل
ترشٌد بعض األسس التً تقوم علٌها هذه الهٌئات ،و تتلخص أهم محاوره فً:
إعطاء الصبلحٌة للمإسسات و المقاوالت العمومٌة الصبلحٌة الكاملة لممارسة أنشطتها و عدم
التدخل فً شإونها ،األمر الذي ٌمكن أن ٌؽنً من أهمٌتها و ٌزٌد من فاعلٌتها.
تحسٌن التموٌل الذاتً للمإسسات و المقاوالت العمومٌة ،من خبلل اعتماد مبدأ التخفٌؾ من
مساعدات الدولة المالٌة ،و منح هذه الهٌئات االستقبلل الكامل على مستوى تدبٌر شإنها المالٌة.
-1عبد الواحد العسلً " ،دور الخازن المكلؾ باألداء فً مراقبة المإسسات العمومٌة " أطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً
الحقوق ،شعبة القانون العام ،جامعة سٌدي محمد بن عبد هللا ،كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة بفاس ،ص، 224
سنة .2023
-2عبد الواحد العسلً " ،دور الخازن المكلؾ باألداء فً مراقبة المإسسات العمومٌة " ،مرجع سابق ،ص ، 2..سنة .2023
42
إن الرقابة الممارسة من لدن بعض األجهزة اإلدارٌة األخرى ،ال ٌنبؽً أن تتصادم بالمصالح
السٌاسٌة و النفوذ الذي ٌتمتع بهم مسٌروا المنشآت العامة ،فالجهاز المراقب ملزم بممارسة
واجب المراقبة و عدم الخروج عن هذا النطاق وإال اعتبر عمله ؼٌر مشروع ،األمر الذي
1
ٌعرضه للمسإولٌة و المسائلة.
فً معرض الختام ٌمكن القول أن المإسسات العمومٌة والمقاوالت العامة لعبت دورا بارزا فً
التنمٌة االقتصادٌة واالجتماعٌة للببلد ألنها تساعد على تماسك وتقوٌة النسٌج الصناعً وتساهم فً
تحقٌق جهوٌة اقتصادٌة ،فهً تستخدم عددا كبٌرا من الٌد العاملة ،وتساهم فً إنعاش الشؽل ،ومكافحة
نتائج التضخم وتساعد على توفٌر التجهٌزات األساسٌة( الطرق ،السكك الحدٌدٌة ،الكهرباء الفبلحة).
وبالرؼم من أن لها وسائل و آلٌات حدٌثة و لها أهمٌة بارزة على مستوى تدبٌر المرافق العمومٌة ،و
نجاعة األداء العمومً ،إال أنها ال ترقى إلى مستوى الفاعلٌة المطلوب على مستوى ادائها ،وذلك فً
ظل ؼٌاب ترسانة قانونٌة حدٌثة والتً تإسس للقواعد و المبادق المإطرة لهذه الهٌئات ،كما هو األمر
بالنسبة لؽٌاب الفاعلٌن على مستوى التدبٌر الخاص بها ،وهو األمر الذي ٌحتم تدخل الدولة قصد
مواكبة إصبلح شامل على كافة هٌاكل هذه المنشآت ،ثم التؤسٌس لقواعد الحكامة الجٌدة و إرساء
أنظمة جدٌدة لتدبٌر عمل كل هذه المإسسات والمقاوالت العامة.
44
الئحة المراجع:
الكتب:
محمد األعرج ،القانون االداري المؽربً ،منشورات المجلة المؽربٌة لئلدارة المحلٌة والتنمٌة،
سلسلة مواضٌع الساعة ،عدد .2019 ،106
عبد الحق عقلة ،القانون اإلداري ،الجزء الثانً ،نشاط اإلدارة ووسائلها.2022 ،
نجاة خلدون ،العمل اإلداري ،مطبعة دعاٌة ،سبل ،الطبعة األولى.2025 ،
عبد العزٌز أشرقً ،الحكامة التربٌة وتدبٌر المرافق العمومٌة المحلٌة ،مطبعة النجاح الجدٌدة،
الدار البٌضاء.2014،
ملٌكة الصروخ ،القانون االداري ،دراسة مقارنة ،مطبعة النجاح الجدٌدة .2010
إبراهٌم كومؽار ،المرافق العامة الكبرى على نهج التحدٌث ،مطبعة النجاح الجدٌدة ،الدار البٌضاء،
الطبعة األولى .2009
ادرٌس بالماحً« :المفتشٌة العامة للمالٌة جهاز مهم للرقابة والفعالٌة محدودة" دار الطابعة و
نشر،الرباط،الطبعة الثالثة سنة .2000
عبدهللا حداد ،الوجٌز فً قانون المرافق العمومٌة الكبرى ،مطبعة عكاظ ،الرباط ،أكتوبر.2001 ،
أحمد بوعشٌق ،المرافق العامة الكبرى ،دار النشر المؽربٌة -الدار البٌضاء ،الطبعة الخامسة،
.2000
الرسائل واألطروحات:
األطروحات:
عبد الواحد العسلً" ،دور الخازن المكلؾ باألداء فً مراقبة المإسسات العمومٌة" ،أطروحة لنٌل
شهادة الدكتورة فً الحقوق ،شعبة القانون العام ،جامعة سٌدي معمد بن عبد هللا ،كلٌة العلوم
.2014-2013 الجامعٌة، السنة بفاس، واالجتماعٌة، واالقتصادٌة القانونٌة
45
الرسائل:
مصطفى التهادي ،منظومة الرقابة المالٌة للدولة على المإسسات العمومٌة ورهان الحكامة ،رسالة
لنٌل شهادة الماستر فً القانون العام جامعة محمد الخامس الرباط ،كلٌة الحقوق السوٌسً ،سنة
2017-2016
مصطفى التهادي" منظومة الرقابة المالٌة للدولة على مإسسات و العمومٌة ورهان الحكامة"
رسالة لنٌل شهادة الماستر فً القانون العام .جامعة محمد الخامس بالرباط .كلٌة العلوم القانونٌة و
االقتصادٌة و االجتماعٌة سوٌسً .السنة الجامعٌة 2017 /2016
نجاة الجلواجً ".تطور الدور الرقابً لوزارة المالٌة "رسالة لنٌل الماستر فً القانون العام "جامعة
الحسن األول كلٌة العلوم القانونٌة و االقتصادٌة و االجتماعٌة سطات.السنة الجامعٌة -2011
2012
علً أنكاري" دور لجان تقصً الحقائق فً حماٌة المال العام بالمؽرب" دبلوم الدراسات العلٌا
المعمقة ،الدار البٌضاء .سنة 2007-2006
الظهائر والقوانين:
ظهٌر شرٌؾ بمثابة قانون رقم 2-22-285بتارٌخ 2.شتنبر ٌ 2.22تعلق برئاسة المجالس
اإلدارٌة للمإسسات العمومٌة الوطنٌة والجهوٌة ،الجرٌدة الرسمٌة عدد 4482بتارٌخ 28
شتنبر .2.22
ظهٌر شرٌؾ رقم 1.59.268الصادر فً 14أبرٌل 1960
القانون التنظٌمً رقم ،111 14الصادر بتنفٌذ الظهٌر الشرٌؾ رقم 1.15.83الصادر فً
20من رمضان 1436الموافق ل ٌ 7ولٌوز ،2015الجرٌدة الرسمٌة عدد 6380بتارٌخ
ٌ 23ولٌوز ،2015ص .6585
القانون التنظٌمً رقم .112.14التعلق بالعماالت واألقالٌم ،الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ
رقم 1.15.84الصادر فً 20من رمضان ٌ 7 ( 1436ولٌوز ،)2015الجرٌدة الرسمٌة
عدد 6380
46
القانون التنظٌمً رقم 113.14المتعلق بالجماعات ،الصادر بتنفٌذه الظهٌر الشرٌؾ رقم
1.15.85الصادر فً 20رمضان ٌ 7 (1436ولٌوز ،)2015الجرٌدة الرسمٌة عدد
.6380
القانون رقم 29-03المتعلق بتهٌئة واستثمار ضفتً أبً رقراق ،الصادر بتنفٌذه الظهٌر
الشرٌؾ رقم 2-05-20فً 20من شوال 24( 2329نوفمبر ،)2025الجرٌدة الرسمٌة رقم
5424الصادرة ٌوم اإلثنٌن 28نونبر .2005
oالمعطً سهٌل" .المراقبة المالٌة البرلمانٌة" المجلة المؽربٌة للتدقٌق والتنمٌة ،عدد مزدوج8-9
السنة 1998
oسعٌد خمري ،المؽرب ما بعد كورونا :أي دور اجتماعً للدولة واألحزاب السٌاسٌة ،منشورات
مركز تكامل لؤلبحاث والدراسات ،سلسلة توثٌق أعمال كتب فً زمن كورونا ،صٌؾ .2020
محاضرات:
-ابراهٌم كومؽار ،محاضرات فً المرافق العمومٌة ،جامعة ابن زهر أكادٌر ،كلٌة العلوم القانونٌة
واالقتصادٌة واالجتماعٌة.2016 ،
التق ارير:
وزارة االقتصاد والمالٌة وإصبلح اإلدارة ،تقرٌر حول المإسسات والمقاوالت العمومٌة ،مشروع
قانون مالٌة .2021
تقرٌر المندوبٌة السامٌة للتخطٌط " البحث الوطنً حول المقاوالت " سنة .2019
47
الفهرس:
مقدمة1.....................................................................................................
الفرع الثانً :واقع المإسسات والمقاوالت العمومٌة خبلل جائحة كورونا وآفاق االصبلح48....
خاتمة33................................................................................................
48
الئحة المراجع35......................................................................................
الفهرس38.............................................................................................
49