You are on page 1of 31

‫مادة تحصيل الديون العمومية‬

‫عرض تحت عنوان‪ :‬اإلجراءات العادية واالستثنائية في تحصيل‬


‫الديون العمومية‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إنجاز الطلبة‪:‬‬

‫مهدي خرجوج‬ ‫كريمة الحاكمي‬


‫لطيفة الزمراني‬
‫إبراهيم بن علي‬
‫مبارك أقلوش‬
‫مصطفى شويميج‬

‫السنة الجامعية‬
‫‪2022/2021‬‬
‫مقدمة‬
‫تعتبر الديون العمومية في الدول الديمقراطية الحديثة من أهم مصادر تمويل ميزانية هاته الدول‪،‬‬
‫وتنفيذ سياستها االقتصادية واالجتماعية‪ ،‬الشيء الذي يجعلها تعتني بها اعتناء كبيرا‪ ،‬فتصدر لها‬
‫نصوص تشريعية وتنظيمية‪ ،‬وتعمل على تغيير هاته النصوص كلما دعت الحاجة إلىذلك‪ ،‬محاولة‬
‫منها لضمان تحمل األعباء والتكاليف بصورة عادلة بين جميع مواطنيها ‪.‬‬

‫عرف المغرب في العقد األخير من القرن العشرين‪ ،‬قفزة نوعية في تحديث القوانين المتعلقة‬
‫بتحصيل الديون العمومية وجعلها مسايرة لروح العصر‪،‬إال أنه بدأ في ضبطها وتنظيمها منذ‬
‫االستعمار حيث أصدرت في ذلك مجموعة من التشريعات‪ ،‬كان في مقدمتها ظهير ‪21‬غشت‬
‫‪1935‬الذي تم التعامل به لما يقارب ‪80‬سنة‪،‬ونتيجة االختالالت التي كانت تشوب هذا القانون‪،‬‬
‫سواء على مستوى الصياغة أو المضمون‪ .‬تم إصدار مدونة جديدة لتحصيل الديون العمومية‬
‫بمقتضى الظهير الشريف رقم ‪ 175.00.1‬الصادر في ‪28‬من محرم ‪ 1421‬الموافق ‪ 31‬ماي‬
‫‪2000‬بتنفيذ القانون رقم ‪97.15‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬وذلك لتحسين مردود‬
‫الخزينة من جهة‪ ،‬وتأسيس نهج جديد في العالقة بين اإلدارةوالمدين من جهة ثانية‪،‬ومن أهم‬
‫التعديالت التي جاء بها هذا القانون هو جعل المسطرة اإلدارية مرحلة إجبارية قبل سلك المسطر‬
‫ة القضائية قبل ما كانت اختيارية في القانون السابق‪.‬‬

‫ويقصد بتحصيل الديون العمومية أو ديون الخزينة‪ ،‬العملية التي تهدف إلى استخالص مجموع‬
‫المبالغ المالية الثابتة والمترتبة في ذمة المدنيين أصليين كانوا أو متضامنين‪ ،‬أشخاصا طبيعيين أو‬
‫‪1‬‬
‫اعتباريين‬

‫وقد عرف المشرع التحصيل في المادة األولى من المدونة الجديدة بما يلي‪ ":‬هو مجموع العمليات‬
‫واإلجراءات التي تهدف الى حمل مديني الدولة والجماعات المحلية وهيئاتها والمؤسسات واألنظمة‬
‫الجاري بها العمل‪ ،‬أو الناتجة عن أحكام مقررات القضاء اوعن االتفاقيات‬

‫و نظرا للطابع الحيوي الذي تتميز به المداخيل الضريبية‪ ،‬تقوم الدولة بحث مواطنيها على‬
‫ضرورة أداء واجباتهم تجاه الخزينة العامة‪ ،‬و تسعى إلى أن يتم ذلك عن طريق تشريع تصدره‬
‫خصيصا لهذا الغرض‪ ،‬يتمثل في قانون تحصيل الديون العمومية ‪ 15.97‬من مختلف مصادرها ‪.‬‬

‫‪ -‬تحصيل الضرائب والديون العمومية على ضوء المدونة الجديدة عبد الرحمن ابليال – رحيم الطور طبعة ‪ 2000‬مطبعة األمنية ص ‪5‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪1‬‬
‫إذن فالتحصيل هو الهدف من تطبيق القانون الضريبي‪ ،‬بواسطته تستطيع المصالح المؤهلة قانونا‪،‬‬
‫تحويل المبالغ الضريبية المتأتية من أموال و ممتلكات المدينين ( الملزمين) إلى خزينة الدولة‪.‬‬
‫كما أنه أي التحصيل وظيفة تبقى منفصلة عن الوظائف المتعلقة بالوعاء و التصفية تبعا لمبدأ هام‬
‫في تنفيذ مالية الدولة – فيما يتعلق بمواردها و نفقاتها – أال و هو مبدأ الفصل بين سلطة األمر‬
‫بالصرف و تلك المخولة للمحاسب العمومي‪.‬‬

‫فموضوع التحصيل و خاصة اإلجراءات العادية واالستثنائية المتعلقة به يدور حول إشكالية‬
‫أساسية يتعلق األمر ب ‪:‬‬

‫إلى أي مدى استطاعت مدونة تحصيل الديون العمومية بناء على مساطرها العادية‬
‫واالستثنائية حث الملزمين على ضرورة أداء واجباتهم ?‬

‫سوف نعمل على اإلجابة على هذه اإلشكالية من خالل التقسيم التالي ‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلجراءات العادية لمسطرة التحصيل الجبري‬


‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات االستثنائية لمسطرة التحصيل الجبري‬

‫‪2‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬اإلجراءات العادية لمسطرة التحصيل الجبري‬
‫اذا كان االصل في استخالص الديون العمومية يتم بشكل طوعي من قبل الملزم‪ ،‬إذ يبادر الى أداء‬
‫ما عليه من ديون تجاه الخزينة بمجرد حلول أجل استحقاقها‪ ،‬إال انه وفي بعض الحاالت الخاصة‬
‫ونظرا لتراجع مستوى المواطنة الضريبية أصبح الملزم يتقاعس عن تأدية ما بذمته من ديون‪،‬‬
‫ونظرا للدور االستراتيجي الذي تشكله الضريبة فقد وضع المشرع مجموعة من اإلجراءات‬
‫الخاصة لحمل مديني الدولة على أداء ما بذمتهم بشكل جبري‪ ،‬وذلك بهدف صيانة حقوق الخزينة‬
‫ومحاربة التهرب الضريبي ‪.‬‬
‫ويعتبر التحصيل الجبري للديون العمومية مرحلة ثانية من مراحل التحصيل يتم اللجوء إليها في‬
‫الحاالت التي ال يقوم فيها الملزم بشكل تلقائي بأداء ما بذمته من ديون‪ .‬وجدير باالشارة أن عملية‬
‫التحصيل الجبري تمر عبر مرحلة ادارية يتم خاللها تحديد أطراف التحصيل الجبري وأهم‬
‫االجراءات التي تمتاز بها هاته المرحلة والمتمثلة في تحديد االشخاص الذين يخضعون للتحصيل‬
‫الجبري (المطلب االول) ثم المرور بمرحلة ثانية غاية في االهمية اساسها استكمال اجراءات‬
‫التحصيل الجبري من إنذار وحجز وبيع الى اخره من االجراءات القانونية (المطلب الثاني )‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مسطرة التحصيل الجبري‬


‫الفرع األول‪ :‬األشخاص الخاضعون لمسطرة التحصيل الجبري‬
‫تباشر إجراءات التحصيل الجبري بناء على سندات تنفيذية في حق‪:‬‬
‫▪ المدين المباشر الذي لم يقم بأداء ما بذمته من ديون داخل اآلجال القانونية‪.‬‬
‫▪ األغيار المسؤولين أو المتضامنين‪ ،‬ويتعلق المر بالخلف وكل الشخاص الذين اتخذ‬
‫المدين موطنه الجبائي لديهم‪ ،‬والمالك الجديد للعقار‪ ،‬والعدول والموثقين في حالة عدم‬
‫مطالبتهم لطراف عقد نقل الملكية أو تفويت العقار باإلدالء لهم بشهادة إبراء العقار‬
‫موضوع التفويت من أية رسوم أو ضرائب‪ ،‬والجهة المفوت إليها أصل تجاري أو مؤسسه‬
‫تجارية أو صناعية تقليدية أو معدنية على سبيل التضامن مع المفوت بشأن الضرائب‬
‫والرسوم الواجبة على هذا الخير‪ ،‬والشركات الخاصة أو الشركات التابعة‪ ،‬والمديرين‬
‫والمتصرفين والمسيرين في حالة وقوع أعمال تدليسية تحول دون تحصيل الضرائب‬
‫والرسوم المفروضة على الشركات والمقاوالت المسؤولين على سيرها‪ ،‬ومالك الصل‬
‫التجاري‪ ،‬والحائز على الموال المملوكة للمدين الصلي أو ما يعرف باإلشعار للغير‬
‫‪2‬‬
‫الحائز مثل المؤسسات البنكية والمكترين‪...‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬األشخاص المكلفون في تطبيق إجراءات التنفيذ الجبري‬
‫يتولى تطبيق إجراءات التحصيل الجبري مأمورو التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة العامة‬
‫المنتدبون إلنجاز هذه المهمة‪ ،‬وذلك لحساب المحاسبين المكلفين بالتحصيل وتحت مراقبتهم‪ .‬ويتم‬
‫انتداب هؤالء المأمورين من قبل رئيس اإلدارة التي يتبعه لها المحاسب المكلف بالتحصيل أو من‬
‫يفوض له ذلك‪.3‬‬
‫ويجوز لإلدارة اللجوء‪ ،‬عند الضرورة‪ ،‬إلى أعوان مكاتب التبليغات و التنفيذات القضائية‬
‫بمحاكم المملكة وإلى العوان القضائيين للقيام بالتحصيل الجبري للديون العمومية‪.4‬‬

‫‪2‬كتاب قانون الميزانية العامة ورهان الحكامة المالية الجيدة ص ‪179‬‬


‫‪ 3‬المواد ‪ 30‬و‪ 31‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪،‬‬
‫‪4‬المادة ‪ 34‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪.‬‬ ‫‪3‬‬
‫ويخول المشرع للمحاسبين المكلفين بالتحصيل إمكانية االستعانة بأعوان القوة العمومية أو‬
‫السلطات المدنية للقيام بأي تبليغ أو معاينة أو تنفيذ عن بعد‪ ،‬وذلك بواسطة طلب يوجه إلى السلطة‬
‫المعنية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات المسطرة العادية للتحصيل الجبري‬


‫الزم توفرها للشروع في مسطرة التحصيل الجبري‬
‫الفرع األول‪ :‬الشروط ال ِ‬
‫يشترط لمباشرة إجراءات التحصيل الجبري‪:‬‬
‫▪ إرسال آخر إشعار للمدين دون صوائر‪ ،‬وتقييد تاريخ إرساله في جدول الضرائب والرسوم‬
‫أو في أي سند تنفيذي آخر‪.‬‬
‫▪ إصدار قائمة اسمية من طرف رئيس اإلدارة (الخازن العام للمملكة‪ .‬مدير الضرائب‪ ،‬المدير‬
‫العام إلدارة الجمارك‪ ،‬مدير المؤسسات العمومية) التي ينتمي إليها المحاسب المكلف بالتحصيل‬
‫أو من يفوض له ذلك‪ .‬ويعتبر إصدار هذه القائمة بمثابة ترخيص يحتوي على أسماء الشخاص‬
‫الذين يمكن القيام في حقهم بالتحصيل الجبري‪.‬‬
‫وقد أصبحت درجات التحصيل الجبري‪ ،‬طبقا للمادة ‪ 39‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪،‬‬
‫الزمة وواجبة االحترام بالتتابع وفق الترتيب التالي‪ :‬اإلنذار‪ ،‬الحجز‪ ،‬البيع‪ ،‬اإلكراه البدني‪.‬‬
‫عكس ما كان يمارس من قبل في ظل ظهير‪ 1935/ 08/21‬الذي كان يخول للقاضي إمكانية اللجوء‬
‫إلى اإلكراه البدني قبل استيفاء اإلجراءات الخرى ‪ ،‬فقد كان هذا الفصل يرتب أعمال المتابعة كما‬
‫يلي‪ :‬اإلنذار‪ ،‬اإلكراه البدني ‪،‬الحجز ثم البيع‪,5‬إذا هو آخر إجراء يلجأ إليه المحاسب بعد استيفاء‬
‫شروط معينة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات العادية للتحصيل الجبري‬
‫تنص مدونة تحصيل الديون العمومية من خالل المادة السالفة المتعلقة بدرجات التحصيل الجبري‬
‫على ما يلي‪:‬‬
‫"تباشر إجراءات التحصيل الجبري للديون العمومية حسب الترتيب التالي‪:‬‬
‫▪ اإلنذار‪.‬‬
‫▪ الحجز‪.‬‬
‫▪ البيع‪.‬‬
‫ويمكن أيضا اللجوء إلى اإلكراه البدني لتحصيل الضرائب والرسوم والديون العمومية‪,"...‬سوف‬
‫نتطرق في فقرة أولى إلى اإلنذار ثم في الفقرة الثانية إلى الحجز ثم البيع‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬اإلنذار‬


‫اإلنذار هو إشعار يتضمن ما يفيد إجبارالمدين على الوفاء بالدين المترتب في ذمته لفائدة الخزينة‪.‬‬
‫وال يبلغ هذا اإلنذار للملزم إال بعد مضي ‪ 30‬يوما ابتداء من تاريخ االستحقاق و‪ 20‬يوما على‬
‫القل بعد إرسال اإلنذار بدون صائر‪ .‬ويعتبر تبليغ المدين إنذارا بصائر بدون سابق توجيه إنذار‬
‫بدون صائر‪ ،‬أو الئحة تقوم مقامه ‪ ،‬سببا كافيا إلبطال اإلنذار الضريبي بصائر‪ .‬ففي حكم إلدارية‬
‫وجدة يحمل رقم ‪2000 /11‬بتاريخ ‪ 13‬يناير ‪ 2000‬قضت المحكمة بإبطال اإلنذار الضريبي‬
‫عدد ‪ 2100‬المؤرخ في ‪11-22 1999-‬الصادر عن قباضة وجدة المدينة الجديدة استنادا إلى‬
‫الحيثيات التالية‪:‬‬

‫‪5‬الفصل ‪ 27‬من ظهير ‪1935/08 /21‬‬

‫‪4‬‬
‫" حيث يهدف الطلب إلى إبطال اإلنذار الضريبي موضوع النزاع لعله خرق الخزينة العامة‬
‫للفصلين ‪24‬و ‪28‬من ظهير ‪ 1935 -08- 21‬حين قامت بتبليغ العارضين إنذار بصائر دون‬
‫سابق توجيه اإلنذار بدون صائر بعد مضيء ‪ 30‬يوما على تاريخ توجيهه"‪.‬‬
‫" وحيث إن اإلدارة لم تدل بما يفيد سلوك هذه المسطرة قبل االنسجام إلى اإلنذار القانوني بصائر‬
‫علما بأن نسخه اإلنذار المدلى بها تحمل الصائر مما يعني أنها لجأت إلى تبليغ اإلنذار القانوني‬
‫مع الصائر"‬
‫" وحيث إنه لذلك يتعين االستجابة للطلب وإبطال اإلنذار المذكور وتحميل الخزينة العامة‬
‫الصائر"‬
‫ويتم التبليغ من قبل مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة أو أي شخص آخر‪ ،‬كما قد يتم التبليغ‬
‫بالطريقة اإلدارية أو بواسطة البريد المضمون مع اإلشعار بالتسلم‪.‬‬
‫ويسلم اإلنذار للملزم مقابل إقرار بالتوصل على الصل‪ .‬لكن إذا تعذر ذلك فيسلم‪ ،‬في ظرف مختوم‪،‬‬
‫في موطن المعني بالمر لقاربه أو خدمه أو مستخدميه أو أي شخص‪ .‬يسكن معه ويشهد المتسلم‬
‫على توصله باإلنذار على الصل‪.‬‬
‫وفي حالة رفض المدين تسلم اإلنذار‪ ،‬فإن التبليغ يعتبر صحيحا في اليوم الثاني الموالي لتاريخ‬
‫رفض استالم اإلنذار‪ .‬أما في حالة عدم العثور على المدين أو على أي شخص آخر في موطنه أو‬
‫‪6‬‬
‫محل إقامته فالتبليغ يعتبر صحيحا في اليوم العاشر الموالي لتاريخ تعليقه في آخر موطن له‪.‬‬
‫ويالحظ أن المدونة لم تنص على شكليات اإلنذار والبيانات والمعلومات التي يجب أن يتضمنها‬
‫لتمكين المدين من معرفة طبيعة الدين ومبلغه وأجل استحقاقه‪ ...‬وقد صدرت عدة أحكام قضائية‬
‫تقضي ببطالن اإلنذار الذي ال يتضمن مثل هذه المعلومات‪ ،‬من بينها على سبيل المثال الحكم‬
‫الصادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 20‬يناير ‪ 2000‬والذي جاء به ‪:‬‬
‫"وحيث أن اإلنذار ال يتضمن نوع الضريبة والرسوم المطلوب استخالصها مما يجعله خاليا من‬
‫البيانات األساسية‪ .‬و حيث و الحالة هذه تكون الوسيلة المعتمدة من طرف المدعي مرتكزة على‬
‫أساس‪ ،‬وبالتالي يتعين اعتمادها والتصريح لذلك ببطالن اإلنذار المتعرض عليه‪".‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحجز والبيع‬
‫‪ .1‬الحجز‬
‫الحجز وسيلة ناجعة إلجبار المدين على دفع الديون المترتبة في ذمته‪.‬‬
‫وتتوقف مباشرة إجراءات الحجز على صدور ترخيص مسبق من طرف رئيس اإلدارة التي ينتمي‬
‫إليها المحاسب المكلف بالتحصيل من جهة‪ ،‬ومرور ‪ 30‬يوما على تاريخ تبليغ اإلنذار للمدين من‬
‫جهة أخرى‪ .‬وضمانا الستخالص الدين العام فإن التعرض على الحجز من طرف المدين ال يوقف‬
‫إجراءات تنفيذه‪ .‬ولهذا الخير‪ ،‬دفاعا عن حقوقه‪ ،‬أن يرفع دعوة في الموضوع أمام القضاء‬
‫‪7‬‬
‫المختص للنظر في مدى صحة الحجز او عدمه‪.‬‬
‫وينصب الحجز على الموال المنقولة من أثاث وأمتعة منقولة ومحاصيل وثمار‪.‬‬
‫والعتبارات اجتماعية استثنى المشرع من الحجز مستلزمات العيش الضرورية لحياة المدين‬
‫وعائلته‪ .‬وتتحدد هذه المستلزمات في‪:‬‬
‫▪ فراش النوم والمالبس وأواني الطبخ‪.‬‬
‫▪ السكنى العائلية الرئيسية شريطه أال تتجاوز قيمتها ‪ 200.000‬درهم‪.‬‬
‫▪ الكتب والدوات الالزمة لمهنة المحجوز عليه‪.‬‬

‫‪6‬كتاب قانون الميزانية العامة ورهان الحكامة المالية الجيدة ص ‪179‬‬


‫‪7‬كتاب قانون الميزانية العامة ورهان الحكامة المالية الجيدة ص ‪181‬‬
‫‪5‬‬
‫▪ المواد الغذائية الالزمة لتغذية المحجوز عليه وعائلته لمدة شهر واحد‪ ،‬وكذا الحيوانات‬
‫مصدر قوت المحجوز عليه والعلف الالزم لتربيتها‪.‬‬
‫▪ البذور الالزمة لبدر مساحة تعادل خمس هكتارات‪.‬‬
‫▪ الشياء الضرورية لألشخاص المعاقين أو المخصصة لعالج المرضى‪.‬‬
‫▪ ويقوم بإجراءات الحجز مأمورو التبليغ والتنفيذ للخزينة عن طريق إحصاء الشياء‬
‫الموجودة في المحالت وداخل االثاث وتحرير محضر بذلك يتضمن‪:‬‬
‫✓ وصف المتعة المحجوزة‪.‬‬
‫✓ تحديد تاريخ البيع‪.‬‬
‫✓ تعيين حارس‪.‬‬
‫غير أن عملية الحجز يتم توقيفها في حاله قيام المدين بأداء جميع المبالغ الواجبة بما فيها صوائر‬
‫الحجز‪ ،‬أو إذا ثبت عسره‪.‬‬
‫‪ .2‬البيع‬
‫البيع إجراء بموجبه يقوم المحاسب المكلف بالتحصيل‪ ،‬أو مأمورو التبليغ والتنفيذ للخزينة العاملين‬
‫لحسابه‪ ،‬ببيع الشياء المحجوزة واستيفاء مقدار الدين المستحق على المدين من ثمنها‪.‬‬
‫وال يمكن القيام بأي بيع إال بتوفر شرطين‪ ،‬هما‪:‬‬
‫▪ صدور ترخيص مسبق من طرف رئيس اإلدارة التي ينتمي إليها المحاسب‪.‬‬
‫▪ مرور أجل ثمانية أيام ابتداء من تاريخ الحجز‪ .‬وهذا الجل قابل للتخفيض باتفاق مع المدين‪.‬‬
‫وتباع المحجوزات إما من طرف ‪:‬‬
‫▪ المحاسب المكلف بالتحصيل أو لحسابه من طرف مأموري التبليغ والتنفيذ للخزينة‪ .‬أو‬
‫مأموري كتابات الضبط أو العوان القضائيين‪ ،‬بحضور السلطة المحلية‪.‬‬
‫▪ المدين المحجوز عليه بترخيص من رئيس اإلدارة التي يتبعه لها المحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل‪ ،‬وبحضور مأمور التبليغ والتنفيذ للخزينة‪ .‬ويتوفر المدين على أجل ‪ 30‬يوما‪،‬‬
‫تبتدئ من تاريخ الترخيص‪ ،‬للقيام بعملية البيع‪.‬‬
‫ويتم بيع الشياء المحجوزة‪ ،‬وفق الترتيب الذي يرغب فيه المحجوز عليه‪ ،‬عن طريق المزاد‬
‫العلني‪ ،‬وفي أقرب سوق او مكان يرتقب الحصول فيه على أكبر مردودية‪ .‬ويتوجب إبالغ العموم‬
‫بتاريخ ومكان البيع لكل وسائل اإلشهار‪ .‬وللمحاسب أن يوقف عمليه البيع متى ثبت لديه أن محصول‬
‫المبيعات يكفي لتسديد مبلغ الدين‪.‬‬
‫وفي المقابل إذا كانت المنقوالت التي يمتلكها المدين غير كافية أو منعدمة‪ ،‬فيمكن القيام بحجز‬
‫العقارات وبيعها باستثناء السكنى الرئيسية المخصصة للمحجوز عليه وعائلته شريطة أال تزيد‬
‫قيمتها على ‪ 200.000‬درهم‪ ،‬كما يمكن حجز الصول التجارية والعربات السيارة وبيعها‪.‬‬
‫وضمانا لحقوق اإلدارة والمدين فقد منع المشرع على المحاسبين المكلفين بالتحصيل وعلى العوان‬
‫‪8‬‬
‫اآلخرين أن يقتنوا‪ ،‬بمسعى منهم أو بمبادرة من المدين‪ ،‬الشياء المعروضة للبيع‪.‬‬

‫وتجدر االشارة بان المسطرة العادية للتحصيل الجبري تعاني من معيقات متعلقة‬
‫اإلنذار الضريبي وإشكالية التبليغ والتي هي كالتالي‪:‬‬

‫‪8‬كتاب قانون الميزانية العامة ورهان الحكامة المالية الجيدة ص ‪179‬‬

‫‪6‬‬
‫ينص الفصل ‪ 43‬من مدونة تحصيل الديون العمومية على أن اإلنذار يسلم للشخص نفسه‬
‫وفي حالة تعذر ذلك إلى أقاربه أو خدمه أو أي شخص آخر يسكن معه ويبلغ طبقا للقواعد‬
‫العامة املتعلقة بالتبليغ‪ ،‬وما يهمنا بالفصل املذكور هو الفقرة األخيرة منه التي تنص أنه "في‬
‫الحالة التي يتعذر فيها تسلم اإلنذار نظرا لعدم العثور على املدين أو على أي شخص آخر في‬
‫موطنه أو محل إقامته‪ ،‬يعتبراإلنذارمبلغا تبليغا صحيحا في اليوم العاشراملوالي لتاريخ تعليقه‬
‫في آخرموطن له"‬

‫إن تطبيق هاته الفقرة األخيرة سوف يطرح عدة إشكاليات منها‪ ،‬أنه ال يجوز لإلدارة أن تتمسك‬
‫بمقتضياتها إال في حالة إثبات قيامها باإلجراءات السابقة حسب تسلسلها ومنها تعذر التبليغ‬
‫للمعني باألمر شخصيا أو في موطنه لألشخاص الذين لهم الصفة في التبليغ تحت طائلة علم‬
‫االحتجاج بمقتضيات تلك الفقرة ثم أن صياغة "آخرموطن" سوف يثيرالعديد من املنازعات‪،‬‬
‫إذ أن املدين سوف يثيرفي مواجهة اإلدارة بمناسبة الطعن في التبليغ أن املوطن الذي علق فيه‬
‫اإلنذار ليس بآخر موطن له علما بان اإلدارة هي امللزمة هاته الحالة بإثبات و اقعة أخر موطن‬
‫وما هي وسائلها في ذلك‪ ،‬كما أن املدين قد يثير في مواجهة اإلدارة لبطالن التبليغ واإلجراءات‬
‫املوالية له جميع التفرعات املتعلقة بتفي و اقعة التعليق من جهة‪ ،‬وبقاء اإلنذار معلقا بأخر‬
‫موطن له طيلة عشرة أيام التي تعتبرقرينة على التبليغ‪ ،‬وهنا يطرح اإلشكال حول إثبات و اقعة‬
‫التعليق ووسائلها بالنسبة لإلدارة وبقاء اإلنذار معلقا خالل عشرة أيام‪ ،‬وما هي الوسائل‬
‫الكفيلة بضمان بقائه معلقا طيلة تلك املدة وكيفية إثبات ذلك‪.‬‬

‫نخلص من ذلك إلى القول إن اعتماد الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 43‬من القانون رقم ‪15. 97‬‬
‫سوف يثيرالعديد من املنازعات املتعلقة بالتبليغ‪ ،‬وسوف ينعكس تلك على إجراءات التحصيل‬
‫املوالية للتبليغ في حالة القول ببطالن التبليغ‪ ،‬كما أنه إذا كان املشرع يهدف من خالل املادة‬
‫أعاله الحفاظ على حقوق الخزينة من خالل اعتبار تبليغ اإلنذار للمدين تبليغا ال مرد له‪ ،‬فإنه‬
‫باملقابل دشن السلسلة من التراجعات خاصة ما يتعلق منها بالضمانات املمنوحة للمين‪،‬‬
‫خاصة حينما سلك مسطرة التعليق بأخرموطن‪ ،‬و افترض توصل املدين باإلنذارليسلك بذلك‬
‫مسطرة الحجز على ممتلكات‪ ،‬دون أن يراعي ظروفه التي قد تكون خارجة عن إرادته‪ ،‬لذلك‬
‫حبذا لو أن املشرع سار على هذي املادة ‪ 29‬من ق‪.‬م و كذا املادة ‪ 219‬من امللونة العامة‬

‫‪7‬‬
‫للضرائب و التي تقض ي بإرجاع اإلنذار للخزينة و إعادة إرساله بالبريد املضمون مع اإلشعار‬
‫بالتوصل‬

‫ثانيا‪ :‬اإلشكال املني بمسطرة الحجزعلى منقوالت املدين‬

‫يتمتع املحاسب املكلف بالتحصيل بسلطة مباشرة في بياع الحجز على منقوالت املدين‬
‫بالضريبة‪ ،‬دون الحاجة إلى أنصار أمر من رئيس املحكمة املص ونص املادة ‪ 47‬من مدونة‬
‫تحصيل الديون العمومية في هذا األمر لي أنه في إطار إجراءات التحصيل املتعلقة بحجز‬
‫املنقوالت فإن العون ألف دولية والتنفيذ التابع لخزينة إذا وجد حجزا سابقا قد انصب على‬
‫منقوالت املنين لقبيلة الحجز‪ ،‬فإنه يكتفي بجرد املحجوزات بعد االطالع على محضر الحجز‬
‫السابق‪ ،‬ويجب أن يبلغ التدخل في الحجز إلى الحاجز األول واملدين املحجوز عليه أو املحجوز‬
‫لديه‪ ،‬ويعتبرهذا التبليغ بمثابة تعرض على حصيلة البيع‪ ،‬ويخول املشاركة في التوزيع‪ ،‬وإذا لم‬
‫يشمل الحجز السائق جميع الجمع بين الحجزين معا عدا إذا تم الشروع في بيع األشياء‬
‫املحجوزة سابقا‪ .‬األشياء القابلة للحجز‪ ،‬يقوم مأمور التبليغ و التنفيذ للخزينة بإجراء حجز‬
‫أوفر‪ ،‬و يتم إذ ذاك وإذا كانت أموال املدين تعتبر ضمانا عاما لدين الدائنين‪ ،‬فإنه يجوز‬
‫للمحاسب املكلف بالتحصيل في إطار تحصيل الديون العمومية إيقاع حجز على هذه األموال‬
‫لضمان تحصل الديون العمومية‪ ،‬كما يجوز للدائن املالك املكري أن يوقع حجزا ارتهانيا على‬
‫األمتعة و املنقوالت املوجودة بالعقار املكتري لضمان استخالص األكرية املستحقة طبقا‬
‫ملقتضيات املادة ‪497‬من قانون املسطرة املدنية و ذلك بموجب طلب إلى رئيس املحكمة‬
‫االبتدائية للمحل الذي أقيم فيه الحجزبعد استدعاء املدين بصفة قانونية كما تطرح إشكالية‬
‫تنازع االختصاص حينما يتدخل املحاسب املكلف بالتحصيل في إطاراملادة ‪ 47‬املشارإليها أعاله‬
‫في عملية الحجز‪ ،‬ويباشر املدين امللزم بالضريبة دعويين أمام املحكمة اإلدارية‪ ،‬األولى في‬
‫املوضوع وتتعلق ببطالن الضريبية‪ ،‬والثانية استعجالية ترمي إلى إيقاف إجراءات الحجزوالبيع‬
‫إلى حين البث النهائي في الدعوى األولى‪ ،‬أي دعوى املوضوع وهي الوضعية التي من شأنها أن‬
‫تخلق تنازعا في االختصاص بين القضاء العادي والقضاء اإلداري حول الحجز ويطرح نفس‬
‫اإلشكال أيضا بخصوص مدة الحجز االستحقاقية املنصوص عليها في املواد من ‪ 500‬إلى ‪503‬‬
‫من قانون املسطرة املدنية‪ .‬ذلك أنه يجوزلصاحب األصل التجاري في إطارالتسييرالحرفي حالة‬
‫ما إذا خيف على منقوالت من الضياع أن يتقدم إلى رئيس املحكمة التجارية في نطاق األوامر‬

‫‪8‬‬
‫املبنية على طلب لوضع هاته األشياء تحت الحراسة النظرية تمهيدا لبيعها مع بيان هاته‬
‫املنقوالت املدعي استحقاقها وسبب عليها كما يجوز له أن يتقدم أمام نفس املحكمة بطلب‬
‫تصحيح الحجزفي إطارمسطرة الحجز ينص الفصل ‪ 49‬من قانون املسطرة املدنية على مليلي‪:‬‬
‫"يمكن للمكري بصفته مالكا أو بأية صفة أخرى لعقار او ارض فالحية كال أو بعضا أن يعمل‬
‫بإذن من رئيس املحكمة االبتدائية على ايقاع حجز ارتهاني لضمان األكرية املستحقة واألمتعة‬
‫واملنقوالت والثمار في تلك العقاراملكري واملوجودة بهذه األرض‪9"...‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات االستثنائية في تحصيل الديون العمومية‬


‫الديون العمومية تشكل الحيز االكبر من موارد الدولة و بالتالي تلعب دورا استراتيجيا في تمويل‬
‫النفقات العمومية‪ ،‬وعبرها تحقيق األهدافاالقتصادية و االجتماعية للدولة‪ ،‬مما يجعلنا أمام ضرورة‬
‫التعرف على دور المشرع في الـتأطير لمختلف الجوانب المتعلقة بعمليات استخالص و تحصيل‬
‫هذه الديون‬

‫وقد سعت مدونة تحصيل الديون العمومية دائما إلى تحقيق نجاعة جبائية إال أنها غالبا ما تصطدم‬
‫بالواقع القائم الذي يعكس صعوبة تحصيل الموارد المتأتية لخزينة الدولة وهو الواقع الذي يدفع‬
‫بالمشرع دائما إلى البحث عن حلول مرحلية وأخرى دائمة من خالل قوانين المالية تتمثل أهمها‬
‫في إدخال تعديالت بالهياكل اإلدارية المكلفة بالتحصيل وهو ما يكشف عن البعد المالي للسياسة‬
‫الجبائية وتغليب مصالح اإلدارة على غيرها باالضافة إلى منح اإلدارة مجموعه من اآلليات‬
‫لالشتغال والضغط على الملزم كمسطره اإلكراه البدني ( المطلب األول ) واإلشعار للغير الحائز(‬
‫المطلب الثاني )‬

‫المطلب األول‪ :‬مسطرة اإلكراه البدني‬


‫يعبر عن التحصيل بعبارات متعددة كاالستيفاء و األداء و االستخالص و هي كلها عمليات ترمي‬
‫لنقل أموال من المنتج الجبائي إلى صندوق اإلدارة الجبائية ‪ ،‬و يتم ذلك بواسطة القابض أو‬
‫الشخص المكلف بالتحصيل الذي قد يلجأ أحيانا لإلكراه من خالل تحريك و مباشرة مختلف‬
‫إجراءات التحصيل الجبري الذي سمح بها القانون إلجبار الملزم على تنفيذ ما يقع على عاتقه ‪.‬‬

‫‪ 9‬محمد القصري " المنازعات الجبائية المتعلقة برط وتحصيل الضريبة" مرجع سابق ص‪.120‬‬

‫‪9‬‬
‫هكذا سنتطرق في الفرعاألول)األحكام العامة لمسطرة اإلكراهالبدني و في المطلب الثاني ( لتنفيذ‬
‫اإلكراه البدني)‬

‫الفرع األول‪:‬األحكام العامة لمسطرة اإلكراه البدني‬


‫من المعلوم أن اإلكراه البدني عرف تطورا نوعيا من حيث التصور و الممارسة ‪ ،‬هذا التطور‬
‫طبعته خصوصيات المراحل التاريخية التي اعتمد فيها هذا النظام كوسيلة القتضاء الحقوق و‬
‫خاصة الديون المالية‪ .‬ولذلك فقد عرف هذا النظام القانوني نوعا من التهذيب لينتقل إلى هيئته‬
‫الحالية التي عملت المواثيق الدولية والتشريعات الوطنية على صياغتها وصيانتها بالشكل الذي‬
‫يراعي حرمة جسد اإلنسان الفرد وحريته‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬ماهية اإلكراه البدني‬


‫إن اإلكراه البدني وسيلة من الوسائل الفعالة التي يلتجأ إليها المحاسب من أجل تحصيل ديون‬
‫الخزينة ‪ ،‬و ذلك في الحاالت التي يمتنع المدين عن أداء ما بذمته من ديون‪.‬‬

‫أوال‪ :‬مفهوم اإلكراه البدني‬


‫كرس المشرع المغربي من خالل مدونة تحصيل الديون العمومية مبدأ اللجوء إلى اإلكراه البدني‬
‫لحمل المدين على الوفاء بما هو ملزم به ‪ ،‬فبصدور هذه المدونة نظمت الفصول من ‪ 76‬إلى ‪83‬‬
‫مسطرة اإلكراه البدني كوسيلة لتحصيل الديون العمومية ‪ ،‬من خالل الفرع السادس المعنون "‬
‫باإلكراه البدني ‪ " .‬و يمكن تعريف اإلكراه البدني أنه وسيلة ضغط تمارس على الملزمين السيئين‬
‫النية و المليئين الذمة و المتملصين من أداء ديونهم إلجبارهم على تسديدها طالما كانت واجبة‬
‫عليهم‪.‬‬

‫و إذا كان من المؤمل أن يتم أداء الديون العمومية اختيارا من جانب المدين ‪ ،‬و ذلك بقيام المدين‬
‫ب أداء ديونه للخزينة ‪ ،‬عن طواعية و اختيار ‪ ،‬إال أنه في بعض الحاالت يصبح التنفيذ الجبري‬
‫للديون العمومية ضروريا ‪ ،‬و ذلك حينما يمتنع المدينعن أداء ما بذمته من ديون ‪ ،‬إذ يجب على‬
‫المحاسب المكلف بالتحصيل أن يبحث عن وسيلة فعالة لتحصيل هذه الديون و هي اإلكراه البدني‬

‫و على الرغم من أن اإلكراه البدني يمس بحرية الفرد ‪ ،‬التي هي حق من الحقوق األساسية لإلنسان‬
‫فإن مدونة تحصيل الديون العمومية قد اعتبرت مسطرة اإلكراهالبدني آخر إجراء من إجراءات‬
‫التحصيل الجبري المنصوص عليها في المادة‪3910‬منها ‪ ،‬التي تخول للقابض حق متابعة المدين‬
‫في شخصه وحريته من أجل استخالص الديون العمومية و ذلك بعد استنفاذ باقي اإلجراءات‬

‫‪ -10‬تباشر إجراءات التحصيل الجبري للديون العمومية حسب الترتيب التالي ‪:‬اإلنذار ‪ ،‬الحجز ‪ ،‬البيع المادة ‪ 39‬من مدونة تحصيل الديون‬
‫العمومية‬
‫‪10‬‬
‫المنصوص عليها في نفس المادة و المتمثلة في تبليغ اإلنذار و الحجز و بيع أموال المدين المتأخر‬
‫في األداء‪. 11‬و هذا ما جاء في المادة ‪ : " 76‬إذا لم تؤد طرق التنفيذ على أموال المدين إلى نتيجة‬
‫‪ ،‬يمكن أن يتابع التحصيل الجبري للضرائب و الرسوم و الديون العمومية األخرى بواسطة اإلكراه‬
‫البدني "‬

‫ثانيا‪ :‬مدة اإلكراه البدني‬


‫تحدد مدد اإلكراه البدني طبقا للمادة ‪ 79‬من مدونة تحصيل الديون العمومية كالتالي ‪:‬‬
‫‪-‬من خمسة عشر يوما ‪ 15‬إلى واحد وعشرين يوما ‪21‬بالنسبة للديون التي يعادل أو يفوق مبلغها‬
‫ثمانية آالفدرهم‪ 8000‬ويقل عن عشرين ألف درهم ‪20000‬‬
‫‪-‬من شهر إلى شهرين ‪ 2‬بالنسبة للديون التي يعادل أو يفوق مبلغها عشرين ألف درهم ‪20000‬‬
‫ويقل عن خمسين ألف درهم ‪50.000‬‬
‫‪-‬من ثالثة أشهر ‪ 3‬إلى خمسة أشهر ‪ 5‬بالنسبة للديون التي يعادل أو يفوق مبلغها خمسين ألف‬
‫درهم ‪ 50.000‬ويقل عن مائتي ألف درهم ‪200.000‬‬
‫‪-‬من ستة أشهر ‪ 6‬إلى تسعة أشهر‪ 9‬بالنسبة للديون التي يعادل أو يفوق مبلغها مائتي ألف درهم‬
‫‪ 200.000‬ويقل عن مليون درهم ؛ (‪(1.000.000‬‬
‫‪ -‬من عشر أشهر ‪ 10‬إلى خمسة عشر شهرا ‪ 15‬بالنسبة للديون التي يعادل أو يفوق مبلغها مليون‬
‫درهم ‪.1000.000‬‬
‫وفقا لما هو مبين في نص المادة أعاله و مراعاة من المشرع للتحوالت االقتصادية و االجتماعية‬
‫رفع من قيمة المبالغ إلى حدود ‪ 8000‬درهم عند تحديد مدة اإلكراه البدني‪ ،‬باعتبارها قيمة مضافة‬
‫و خطوة إيجابية في صالح المدنين من جهة‪ ،‬و إجراء قانوني ذو أبعاد اجتماعية واضحة‪ ،‬يجب‬
‫اإلشارة إليه و التنويه بمقتضياته لما يتضمن من إيجابية بالنسبة للمدينين ذوي الدخل البسيط أو‬
‫المنخفض و ذلك أن كل المدينين الذين تقل ديونهم عن ‪ 8000‬درهم‪ ،‬ال يجوز اللجوء ضدهم إلى‬
‫مسطرة اإلكراه البدني من جهة أخرى‪.‬‬
‫ثالثا ‪ :‬شروط تطبيق مسطرة اإلكراه البدني‬
‫إذا كان اللجوء إلى اإلكراه البدني في تحصيل الديون العمومية ضمانا لحقوق الخزينة يمس حرية‬
‫المدين و حقه في الحرية الشخصية‪ ،‬فإن المشرع المغربي قد حد من ممارسة هذا اإلجراء‬
‫بمجموعة من الضوابط و الشروط تحد من استعمالها و التي نجد على رأسها أنه ال يمكن للقابض‬

‫‪ -11‬كريم لحرش الشرح العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية (فقها ‪ ،‬قانونا و قضاء) سلسلة العمل التشريعي و االجتهاد القضائي العدد ‪2 5‬‬
‫‪127‬ص ‪، 2015‬‬
‫‪11‬‬
‫المكلف بالتحصيل أن يباشر مسطرة اإلكراه البدني ‪ ،‬إال بعد أن يتأكد من أن طرق التنفيذ على‬
‫أموال المدين لم تؤدي أي نتيجةذلك أن اإلجراء يتم مع مراعاة أحكام المادتين ‪ 7712‬و‪: 7813‬‬
‫المدنين الذين لم يثبت عسرهم وفق الشروط المحددة في المادة ‪5714‬من المدونة ‪ ،‬ما عدا‬ ‫✓‬
‫المدنين المعروفين بيسرهم أو بقدرتهم على الوفاء والذين لم يفض الحجز الذي أجري عليهم إلى‬
‫نتيجة‪ ،‬أو ثبت عسرهم بمحضرهمعدم وجود ما يحجز و المدينين المعروفين بعسرهم و يؤكدون‬
‫ذلك بشهادة العوز و المسلمة من طرف السلطة اإلداريةالمحلية‬
‫المدينين الذين افتعلوا عسرهم أو عرقلوا إجراءات التحصيل وفقا للمادة ‪ 84‬من مدونة‬ ‫✓‬
‫‪15‬‬
‫تحصيل الديون العمومية‪.‬‬
‫و يجعل التطبيق العملي للمقتضيات السالفة الذكر ‪ ،‬أن من شأنه حصر تطبيق اإلكراه‬ ‫✓‬
‫البدني على الفئة الثانية ‪ ،‬أي على المفتعلين للعسر ‪ ،‬ذلك أن ما دام أن اإلكراه البدني ال يتم تنفيذه‬
‫إال إذا لم تؤد مسطرة التنفيذ على أموال المدين إلى نتيجة أي عدم إمكانية الحجز على أموال‬
‫المدين إلى نتيجة أي عدم إمكانية الحجز على أمواله ‪ ،‬و بالتالي نكون أمام حالتين‪:‬‬
‫• إما مدين معروف بيسره بحيث يتم إنجاز محضر عدم وجود ما يحجز‪.‬‬
‫• إما مدين معروف بعسره يكفيه الحصول على شهادة العوز مسلمة من السلطة اإلدارية‬
‫المحلية‬

‫لم يجعل المشرع المغربي من تطبيق مسطرة اإلكراه البدني التي يلتجأ إليها المحاسب من أجل‬
‫تحصيل ديون الخزينة في حق الملزم الذي لم يؤد ما بذمته من ديون عمومية حقا مطلقا ‪ ،‬بل‬
‫أدخلت عليها المادة ‪ 77‬خمسة قيود التي تتعلق بعدة حاالت إما بمبلغ الديون المستحقة أو بسن‬
‫المدين أو ثبوت حالة عسره أو في حالة المرأة المرضعة أو لقيام رابطة الزواج ‪ ،‬حيث أن المشرع‬
‫قام باستثناء هذه الحاالتمن المسطرة نظرا لظروفهم االجتماعية و االقتصادية‪.16‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬اإلجراءات المسطرية لتطبيق اإلكراه البدني‪.‬‬
‫باعتبار اإلكراه البدني من الوسائل التهديدية الرامية إلى حمل المدين على الوفاء بالتزاماته ‪،‬فقد‬
‫حددت مدونة تحصيل الديون العمومية األشخاص الخاضعين لهذا اإلجراء في المادة ‪ ، 76‬و‬
‫أجازت تطبيقه ضد المدينين الذين لم يثبتوا غيرهم‪ ،‬أو الذين قاموا بافتعاله أو تدبيره لغرض عرقلة‬

‫‪ -12‬ال يمكن اللجوء إلى اإلكراه البدني في ما يخص تحصيل الضرائب والرسوم والديون العمومية األخرى في الحاالت اآلتية‪:‬‬
‫‪-‬إذا كان مجموع المبالغ المستحقة يقل عن ثمانية آالف درهم ‪8000‬‬
‫‪-‬إذا كان سن المدين يقل عن ‪ 20‬سنة أو بلغ ‪ 60‬سنة فما فوق‬
‫‪12‬‬
‫‪-‬إذا ثبت عسر المدين طبقا للشروط المنصوص عليها في المادة ‪ 57‬أعاله‬
‫‪-‬إذا كان المدين امرأة حامل‬
‫‪-‬إذا كان المدين مرضعة‪ ،‬وذلك في حدود سنتين ابتداء من تاريخ الوالدة‬
‫‪-13‬ال يمكن اللجوء إلى اإلكراه البدني ضد الزوج وزوجته في آن واحد ولو من أجل ديون مختلفة‬
‫‪ -14‬يثبت عسر المدينين· ‪:‬‬

‫‪-‬إما بمحضر عدم وجود ما يحجز كما نصت عليه المادة ‪ 56‬أعاله بالنسبة للمدينين المعروفين بقدرتهم على الوفاء والذين لم يفض الحجز الذي‬
‫أجري عليهم إلى أي نتيجة‪.‬‬

‫‪-‬وإما بشهادة العوز المسلمة من طرف السلطة اإلدارية المحلية بالنسبة للمدينين المعروفين بعسرهم‬

‫‪ -15‬يعتبر مفتعلين لعسرهم أو معرقلين لتحصيل الديون العمومية‪ ،‬المدينون الذين بعد توصلهم بإعالم ضريبي قاموا بأعمال ترتب عنها تبديد‬
‫األموال التي تكون ضمان الخزينة بهدف عدم إخضاعها إلجراءات التحصيل أو الحيلولة دون القيام بهذه اإلجراءات‪.‬‬
‫‪ -16‬كريم لحرش ‪ ،‬مرجع سابق ص ‪1‬‬
‫تحصيل الديون الضريبيةو قد تولت مدونة التحصيل بيان كيفية اللجوء إلى اإلكراه البدني (أوال (‬
‫‪ ،‬كما تناولت اآلثار المترتبة عليه (ثانيا‪(.‬‬

‫أوال‪ :‬إجراءات استعمال اإلكراه البدني‬


‫على الرغم من أن المقتضيات العامة لتطبيق مسطرة اإلكراه البدني هي منظمة من المواد ‪633‬‬
‫إلى ‪ 647‬من قانون المسطرة الجنائية ‪ ،‬ويندرج تحت حكمها كل النوازل التي تحتاج إلى استعمال‬
‫اإلكراه البدني ‪ ،‬كالغرامات الجنائية و المدنية و اإلدارية ‪ ،‬و كذا المصاريف القضائية ورد ديون‬
‫الدولة ‪ ،‬فإن قانون ‪ 97-15‬المتعلق بمدونة تحصيل الديون العمومية نظم هو اآلخر إجراءات‬
‫تحريك مسطرة اإلكراهالبدني بسبب عدم الوفاء بالضريبة‪.17‬‬
‫يستعمل اإلكراه البدني بناء على طلب يوجهه المحاسب المكلف بالتحصيل و بعد إذن مسبق من‬
‫رئيس اإلدارة التابع لها سواء كان الخازن العام‪ ،‬مديرية الضرائب‪ .‬المدير العام للجمارك‪ .‬مدير‬
‫المؤسسة العمومية‪.‬‬
‫يحدد في الطلب إسم المدين‪ ،‬أي الشخص الذي يلتمس المحاسب استعمال اإلكراه البدني ضده‪ ،‬و‬
‫يوجه إلى المحكمة االبتدائية من طرف المحاسب المكلف بالتحصيل‪ ،‬حامال توقيع رئيس اإلدارة‬
‫الذي ينتمي لها المحاسب المكلف بالتحصيل أو الشخص الذي يفوضه لهذا الغرض‪.18‬‬
‫و يجب على قاضي المستعجالت داخل أجل ال يتجاوز ثالثين يوما ‪ ،‬يتم تطبيق اإلكراه البدني‬
‫فورا و يعمل وكيل الملك على تنفيذه بمجرد توصله به ‪ ،‬بعد أن يتحقق من عدم وجود أي موانع‬
‫تحول دون تطبيقه على بعض األشخاص المستثنون من نطاق تطبيقه العتبارات عائلية أو‬
‫اجتماعية ارتأى المشرع مراعاتها عند الحكم به‪.19‬‬
‫ما يالحظ على مستوى هذه اإلجراءات هي أنها ال تكفل الحماية للملزم المدين ‪ ،‬كونها ال تتضمن‬
‫أي إخطار مسبق له على مستوى هذه المرحلة االستثنائية ‪ ،‬بل ال ترقى بالمرة إلى الضمانات‬
‫المقررة في المادة ‪ 644‬من قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫إن أهمية هذا اإلخطار تتجسد من خالل إمكانية تحفيز الملزم ‪ ،‬ودفعه إلى أخذ األمور بجدية أكثر‬
‫خاصة و أنه مهدد في حريته‪ ،‬مما يستلزم إشعاره مع إمهاله لبضعة أيامليتدبر أمره بأداء و لو‬
‫نصف الدين و اجتناب خطر االعتقال‪.‬‬
‫على الرغم من إعادة تنظيم المشرع المغربي لهاته المسطرة ‪ ،‬فإن أهميتها من الناحية العملية تكاد‬
‫تكون منعدمة ‪ ،‬بالنظر إلى اإلمكانية المتاحة للملزمين الذين قد يتبث في حقهم افتعال العسر إليقاف‬
‫تنفيذ اإلكراه البدني عليهم‪ ،20‬إذا ما أدلوا بشهادة إدارية مسلمة من الوالي أو العامل أو من ينوب‬

‫‪ -17‬المادة ‪ 633‬من قانون المسطرة الجنائية‬


‫‪ -18‬المادة ‪ 80‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‬
‫‪13‬‬

‫المواد ‪77‬و ‪ 78‬من قانون ‪95-17‬‬ ‫‪-19‬‬


‫‪ -20‬دزاكيسحميد ‪:‬المنازعات الضريبة في مجال التحصيل ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة ‪،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية ‪12‬‬
‫واالجتماعية بالدار بيضاء ‪ 1999 -1998‬ص ‪25‬‬
‫عنه‪ ،‬يشهد فيها على وضعية العسر التي بتواجد فيها الملزم‪ ،21‬شريطة إرفاقها مع شهادة تثبت‬
‫عدم توفره على أي دخل مسلمة من مصالح الوعاء الضريبي‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬آثار الحكم باإلكراه البدني‬


‫كما سبق و أن أشرنا فإن اإلكراه البدني يعتبر مجرد وسيلة لجبر المدين على الوفاء بما في ذمته‬
‫فهو ليس غاية في حد ذاته‪ .‬و من هنا يختلف عن العقوبات الحبسيةاألخرى‪ ،‬إذ ليس له نفس أثر‬
‫الجنح و الجنايات و ال تأثير له على السجل العدلي للمكره‬

‫و بالنتيجة فهوال يقوم مقام الوفاء‪ ،‬و ال يسقط الدين المطالب به‪ ،‬و ذلك عكس ما يعتقد الكثيرون‬
‫و قد حرص المشرع على تأكيد هذه المالحظةكما أكد أنه اليمكن إكراه المدين أكثر من مرة لنفس‬
‫‪22‬‬
‫الدين‬

‫يترتب عن تقديم طلب تطبيق اإلكراه البدني إصدار قرار يتضمن بدقة مدة الحبس‪ ،‬و قد نصت‬
‫المادة ‪ 638‬من ق‪.‬م‪.‬ج مدد اإلكراه الواجبة التطبيق ما لم توجد نصوص خاصة تقضي بخالف‬
‫ذلك ‪،‬كما هو الحال بالنسبة لمدونة تحصيل الديون العموميةالتي تضمنت مددا خاصة تطبق بالنسبة‬
‫اإلكراه البدني في الديون العمومية‪.23‬‬

‫‪.‬تجدر اإلشارة في هذا الصدد أن الحكم باإلكراه البدني ‪،‬ال يمنع من اإلفراج على المدين المعتقل‬
‫بأمر من وكيل الملك بعد إدالئه ما يفيد األداء الكلي أو الجزئي للدينالضريبي أو أداء قسط يعادل‬
‫على األقل ن صف المبالغ الواجبة ‪ ،‬مع التعهد بأداء الباقي داخل أجل ال يتعدى ثالثة أشهر بناءا‬
‫على طلب يقدم المحاسب المكلف بالتحصيل مرفقا بالضمانات التي تعزز األداء طبقا للمادة ‪118‬‬
‫من المدونة‪.‬‬

‫إن إطالق سراح المدين موضوع اإلكراه البدني ال يعفيه من الدين‪ ،‬بل يبقى معرضا إلجراءات‬
‫التنفيذ في حالة حصوله على مال معين‪ ،‬وقد يعتقل من جديد ألداء المبالغ المتبقية في ذمته‪،‬‬
‫فاإلكراه مجرد وسيلة ضغط الغرض منها التأثيرعلى إرادة المدين والتضييق عليه بحبسه حتى‬
‫يقوم بأداء ما هو عليه‪.‬‬

‫‪ -21‬المادة ‪ 635‬من قانون المسطرة الجنائية‬


‫‪ -22‬ـ تحصيل الضرائب و الديون العمومية على ضوء المدونة الجديدة عبد الرحمن ابليال ‪ -‬رحيم الطور طبعة ‪ 2000‬مطبعة األمنية ص ‪56‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -23‬المادة ‪ 79‬من مدونة التحصيل‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلشكاليات التي تعرفها مسطرة اإلكراه البدني‬
‫يعرف اإلكراه البدني مجموعة من اإلشكاليات العملية و القانونية التي تمتد الى القضاء في بعض‬
‫األحيان‪ ،‬هذا يخلق تضاربا في األحكام و القرارات القضائية‪.‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تنازع االختصاص بين المحاكم اإلدارية واالبتدائية حول إيقاف مسطرة اإلكراه‬
‫البدني‬
‫يرى محمد القصري‪24‬بأن قاضي المستعجالت بالمحكمة اإلدارية هو المؤهل للبت في طلبات‬
‫إيقاف مسطرة اإلكراه البدني‪ ،‬استنادا إلى المادة ‪ 141‬من القانون ‪15.97‬التي تنص على أن‬
‫تعرض جميع المنازعات التي تنشأ عن تطبيق القانون المذكور على المحاكم اإلدارية الموجودة‬
‫بالمكان الذي تستحق فيه الديون العمومية ‪.‬وذلك مع مراعاة االستثناء المنصوص عليه في المادة‬
‫‪ 80‬من نفس القانون‪ ،‬والذي يمنح بموجبه االختصاص بتحديد مدة اإلكراه البدني لرئيس المحكمة‬
‫االبتدائية‪ ،‬وتبقى المحكمةاإلدارية صاحبة االختصاص بالنظر في المنازعات الناشئة لصدوراألمر‬
‫بتحديد مدة اإلكراه البدني سواء الموضوعية منها أو االستعجالية‪.25‬‬
‫وقد أثير النقاش كذلك حول الجهة المختصة بإيقاف مسطرة اإلكراه البدني في الحالة التي يكون‬
‫فيها المدين معتقال‪ ،‬كما تضاربت مواقف المحاكم اإلدارية بهذا الخصوص بين تأييد القضاء‬
‫االستعجالي اإلداري وتأكيد اختصاص رئيس المحكمة االبتدائية بما ذكر‪. 26‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحل المقترح لتنازع االختصاص بين المحاكم اإلدارية واالبتدائية حول إيقاف‬
‫مسطرة اإلكراه البدني‬
‫إن أصل هذا التنازع و االختالف في المواقف ناتج عن إحالة المشرع على قانون المسطرة الجنائية‬
‫فيما يتعلق بالمقتضيات القانونية المتعلقة بتطبيق اإلكراه البدني ‪ ،‬و ذلك من خالل المادة ‪134‬‬
‫من القانون ‪ 15.97‬التي نصت على‪ ":‬يبقى اإلكراه البدني في ميدان تحصيل الغرامات واإلدانات‬
‫النقدية خاضعا للفصول ‪ 675‬إلى ‪ 687‬من قانون المسطرة الجنائية ‪،‬لكن يمكن رفع هذا اإلشكال‬
‫إذا تمعنا في المقتضيات القانونية المنظمة لمسطرة اإلكراه البدني‪ ،‬و التي نصت على تطبيق‬
‫اإلكراه البدني لتحصيل الضرائب و الرسوم و الديون العمومية األخرى في المواد من ‪ 76‬إلى‬
‫‪ 83‬من القانون ‪ 15.97‬و لم يحيل بشأنها المشرع على قانون المسطرة الجنائية‪.‬‬
‫حيث تنص المادة ‪ 76‬من القانون ‪ 15.97‬في فقرتها األولى" ‪:‬إذا لم تؤد طرق التنفيذ على أموال‬
‫المدين إلى نتيجة‪ ،‬يمكن أن يتابع التحصيل "الجبري للضرائب والرسوم والديون العمومية‬
‫األخرى بواسطة اإلكراه البدني ‪.‬المالحظ هو أن المشرع قد نظم كل أوجه هذه المسطرة ولم يحيل‬
‫بشأنها على المواد من ‪ 633‬إلى ‪ 647‬من قانون المسطرة الجنائية المنظمة لمسطرة اإلكراه‬
‫البدني‪ ،‬مما ال يطرح أي إشكال حول الجهة المختصة بالنظر في النزاعات المرتبطة بتطبيق هذه‬
‫المسطرة‪ .‬ال سيما وأن المشرع قد حدد نطاق اختصاص رئيس المحكمة االبتدائية منخالل المادة‬
‫‪ 8027‬من القانون ‪ ،15.97‬التي حصرت اختصاص رئيس المحكمة االبتدائية في البت في طلب‬
‫‪ -24‬محمد القصري "المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء اإلداري المغربي"ص‪237-236‬‬
‫‪ -25‬سعيد العمري "إيقاف تنفيذ الديون العمومية أمام القضاء اإلدارياالستعجالي" طبعة األولى ‪ 2013‬ص‪98.‬‬
‫‪ -26‬سعيد العمري ‪-‬مرجع سابق‪-‬ص ‪.99‬‬ ‫‪15‬‬
‫‪ -27‬تنص المادة ‪ :80‬يتم اللجوء إلى اإلكراه البدني بناء على طلب يعين المدين إسميا‪ ،‬ويوجه هذا الطلب إلى المحكمة االبتدائية من طرف‬
‫المحاسب المكلف بالتحصيل بعد التأشير عليه من لدن رئيس اإلدارة التابع لها المحاسب المكلف بالتحصيل أو الشخص الذي يفوضه لذلك مع‬
‫مراعاة أحكام المادة ‪ 141‬أدناه ‪.‬يبت قاضي المستعجالت في الطلب المعروض عليه داخل أجل ال يتجاوز ثالثين يوما ‪ 30‬ويحدد مدة الحبس وذلك‬
‫طبقا لألحكام الواردة في هذا الفرع‪.‬‬
‫يتم تطبيق اإلكراه البدني فورا‪ ،‬ويعمل على تنفيذه بمجرد توصل وكيل الملك لدى المحكمة المختصة بالقرار المحدد لمدة الحبس‬
‫إجراء اإلكراه البدني وتحديد مدة الحبس‪ ،‬بينما يرجع االختصاص المحكمة اإلدارية للنظر فيما‬
‫عدا هذين االختصاصيين الذين استأثر بهما رئيس المحكمة االبتدائية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬االشعار للغير الحائز‬


‫في إطار توسيع ضمان استخالص الدين العمومي‪ ،‬خولت مدونة تحصيل الديون العمومية من‬
‫خالل الفصول ‪ 100‬الى ‪ 104‬متابعة الغير الحائز‪ ،‬إذ ألزم المشرع الغير المودع لديه أموال‬
‫الملزم األصلي بأداء الضرائب و باقي الديون العمومية إما تلقائيا أو بناء على طلب المحاسب ‪،‬‬
‫تحت طائلة ترتيب مسؤوليته باألداء على وجه التضامن‪28.‬‬
‫لم تشر مدونة تحصيل الديون العمومية الى تعريف خاص لإلشعار للغير الحائز‪ ،‬بل اكتفى القانون‬
‫‪ 15.97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية باإلشارة الى هذه المسطرة من خالل المادة ‪101‬‬
‫و ما يليها الى المادة ‪ 104‬حيث نصت المادة ‪ 101‬على أنه" يتعين على المحاسبين العموميين‬
‫و المقتصدين و المكترين و كل الحائزين أو المدينين اآلخرين بمبالغ يملكها أو ينبغي أن تعود‬
‫لفائدة الملزمين بالضرائب و الرسوم و الديون األخرى المتمتعة بامتياز الخزينة‪ ،‬أن يدفعوا‬
‫وفاء عن الملزمين ‪ ،‬بناء على طلب المحاسب المكلف بالتحصيل على شكل إشعار للغير الحائز‪،‬‬
‫األموال التي يحوزونها أو التي يدينون بها وذلك في حدود المبالغ الواجبة على هؤالء‬
‫الملزمين‪"...‬‬
‫إال أن ميثاق تحصيل الديون العمومية ‪29‬عرف اإلشعار للغير الحائز على أنه ‪ ":‬مسطرة قانونية‬
‫من بين مساطر تحصيل الديون العمومية ‪ ،‬و الذي تتم مباشرته عبر طلب موجه من طرف‬
‫المحاسب العمومي الى أحد األغيار الحائزين أو المودع لديهم ‪ ،‬من أجل دفع األموال التي‬
‫يحوزونها و التي تعود للملزمين الذين لم يؤدوا عند اآلجال المقررة ما بذمتهم من ديون"‬
‫وتجب اإلشارة الى أن هذا االجراء يعتبر من إجراءات التحصيل الجبري ‪ ،‬إذ ال يمكن سلوكه‬
‫دون إخضاعه لتدرج المتابعات‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات السابقة والشروط الواجبة للتطبيق السليم لمسطرة االشعار‬
‫للغير الحائز‬
‫بالرجوع لحكم محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط صادر بتاريخ ‪ 22‬دجنبر ‪ ،2011‬ملف عدد‬
‫‪ 241/11/9‬نجد أن" اإلشعار للغير الحائز وسيلة قانونية تمكن المحاسب المكلف بالتحصيل‬
‫بصفة مباشرة من استخالص الضرائب و الرسوم و غيرها من الديون المتمتعة بامتياز الخزينة‬
‫من يد مديني الملزمين بهذه الديون في حدود ما ترتب في ذمتهم من ديون عمومية‪...‬هو إجراء‬
‫يدخل في إطار إجراءات التنفيذ الجبري المباشر ضد الملزم ‪...‬ال يمكن للقابض سلوك هذا اإلجراء‬
‫في أي مرحلة من مراحل مسطرة التحصيل الجبري دون إخضاعه لتدرج المتابعات ‪...‬بطالن‬
‫‪30‬‬
‫إجراءات التحصيل‪"..‬‬

‫‪ 28‬يونس مليح العدالة الضريبية بالمغرب الطبعة األولى ‪ 2021‬مكتبة الرشاد سطات صفحة ‪213‬‬
‫‪ 29‬ميثاق تحصيل الديون العمومية بواسطة اإلشعار للغير الحائز الصادر بالرباط في ‪ 17‬أبريل ‪2014‬‬
‫‪ 30‬حكم محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط‪،‬عدد‪،241/11/9‬بتاريخ ‪،2011/12/22‬حكم غير منشور‬ ‫‪16‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬اإلجراءات السابقة‬
‫انطالقا من المواد المنظمة لمسطرة اإلشعار للغير الحائز‪ ،‬يمكن أن نستشف من خاللها الشروط‬
‫السابقة لتطبيق المسطرة ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬أن يكون الدين عموميا‬
‫استنادا الى مقتضيات المادة ‪ 2‬من مدونة تحصيل الديون العمومية‪ ،‬يبدو أن المشرع المغربي لم‬
‫يحدد تعريفا دقيقا للديون العمومية‪ ،‬وإنما سرد مجموعة منها على سبيل المثال ‪ ،‬حيث أضاف‬
‫عبارة "سائر الديون األخرى" في الفقرة األخيرة‪ ،‬ما أدى الى التعجيل " بإصدار دورية تفسيرية‬
‫‪31‬‬
‫عددت هي األخرى على سبيل المثال ال الحصر المقصود من عبارة سائر الديون األخرى"‬
‫ثانيا‪ :‬أن يتمتع الدين بامتياز الخزينة‬
‫وهذا الشرط يظهر في المادة ‪ 105‬من مدونة تحصيل الديون العمومية حيث تتمتع الضرائب و‬
‫الرسوم بامتياز الخزينة‪ .‬كما أن المادة ‪ 106‬نصت على أنه" لتحصيل الضرائب والرسوم‬
‫المفروضة على العقارات‪ ،‬تتمتع الخزينة عالوة على ذلك بامتياز خاص يمارس على المحاصيل‬
‫و الثمار و األكرية و عائدات العقارات المفروضة عليها الضريبة أيا كان مالكها‪".‬‬
‫ثالثا‪ :‬أن يكون الدين مستحقا حال األداء‬
‫يعتبر حلول أجل األداء من أهم الشروط التي تطبع عملية استخالص جميع الديون العمومية‪ .‬و‬
‫ميز المشرع بين االستحقاق بأجل (المواد ‪ 13‬الى ‪ 17‬من مدونة تحصيل الديون العمومية)‪ ،‬و‬
‫االستحقاق الفوري (المادتين ‪18‬و‪ 19‬من نفس المدونة)‪.‬‬
‫بالنسبة لالستحقاق بأجل نصت المادة ‪ 13‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ 32.‬على أن الضرائب و الرسوم المدرجة‬
‫في الجداول تستحق عند انصرام الشهر الثاني الموالي لشهر الشروع في تحصيلها‪ .‬كما نصت‬
‫المادة ‪ 14‬من نفس المدونة "تستحق الضرائب و الرسوم المخصومة من المنبع ‪ ،‬عند انصرام‬
‫الشهر الموالي الذي تم خالله اقتطاعها من األداءات الخاضعة لها"‪.‬‬
‫أما االستحقاق الفوري فلقد نصت المادتين ‪18‬و ‪ 19‬من المدونة السالفة الذكر على الحاالت التي‬
‫يكون فيها استحقاق الدين فوريا أي بمجرد الشروع في التحصيل‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬أن يكون الغير حائزا ألموال المدين أو مدينا له‬
‫من شروط صحة مسطرة االشعار للغير الحائز‪ ،‬وجود طرف ثالث حائز ألموال المدين أو مدينا‬
‫له‪ ،‬لذا أعطيت الصالحية للمحاسب المكلف بالتحصيل لتوجيه االشعار للغير الحائز للمدين أو‬
‫المدين له‪.‬‬
‫ويتعلق األمر بالموثقين و المحامين عند إشرافهم على إبرام عقود تفويت أمالك منقولة أو عقارية‬
‫لحساب المدين‪ ،‬و المصفين القضائيين و المحاسبين العموميين ورؤساء كتابات الضبط و المكترين‬
‫و المؤسسات البنكية و أرباب العمل فيما يخص األجور و اإليرادات المستحقة للمدين لديهم‪.‬‬

‫‪ 31‬النظام الضريبي المغربي‪ ،‬منشورات مجلة المنارة للدراسات القانونية و اإلدارية ‪،‬عدد خاص ‪،‬طبعة مارس‪ ، 2021‬بحث للطالبة‬
‫بسلك الدكتوراه حفيظة حنان حول إلشعار للغير الحائز بين المقاربة القانونية و المفارقات العملية ‪،‬صفحة ‪274‬‬
‫‪ 32‬م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ : .‬مدونة تحصيل الديون العمومية‬ ‫‪17‬‬
‫وحددت المادة ‪ 101‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ .‬األغيار الحائزين أو المدينين الذين يجب أن يدفعوا وفاء عن‬
‫الملزمين‪ ،‬بناء على طلب المحاسب المكلف بالتحصيل على شكل إشعار للغير الحائز ‪ ،‬األموال‬
‫التي يحوزونها أو التي يدينون بها وذلك في حدود المبالغ الواجبة على هؤالء الملزمين‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الشروط الواجبة للتطبيق السليم لمسطرة االشعار للغير الحائز‬
‫لكي يتم تطبيق مسطرة االشعار للغير الحائز بشكل صحيح البد من توفر شروط عدة ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬توجيه آخر إشعار بدون صائر‬
‫من الشروط المسبقة للتحصيل الجبري‪ ،‬ارسال آخر إشعار بدون صائر للمدين‪ .‬ونصت المادة‬
‫‪ 36‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ .‬على أنه يجب تقييد تاريخ إرسال هذا اإلشعار في جدول الضرائب و الرسوم‬
‫أو في أي سند تنفيذي آخر‪ .‬وهذا اإلشعار بمثابة إعذار للمدين قصد تسوية ديونه وديا‪.‬‬
‫وقد أشار ميثاق تحصيل الديون العمومية بواسطة اإلشعار للغير الحائز الى أنه يتم إشعار الملزم‬
‫بواسطة آخر إشعار بدون صائر عن طريق البريد داخل العشرة أيام الموالية لتاريخ استحقاق‬
‫الدين قبل تحريك مسطرة االشعار للغير الحائز‪ .‬و يؤدي عدم تبليغ الملزم بآخر إشعار بدون‬
‫صائر الى بطالن مسطرة االشعار للغير الحائز‪ ،‬إذ أن مجرد إرساله بغض النظر عن كونه توصل‬
‫به أم ال ‪ ،‬ال يمهد الطريق لما يليه من اإلجراءات الالحقة ‪.‬و نورد في هذا الصدد قرار صادر‬
‫عن المحكمة اإلدارية بالرباط‪.....": 33‬وحيث إنه و كما استقر على ذلك العمل القضائي فإن‬
‫مجرد إرسال اإلشعار بدون صائر ال يمكن أن ينتج أثره في مواجهة الملزم وإنما يجب تبليغه‬
‫إليه‪ ،‬وأن عدم تبليغه يجعله في حكم العدم باعتبار أن الغاية من هذا اإلجراء هو علم الملزم‬
‫بالدين العمومي العالق بذمته‪ ،‬وليس مجرد تقييد إرساله إليه بالسجل المحدد‪ ،‬لذلك ال يترتب‬
‫أثر التبليغ القانوني المعتد به وأن عدم القيام بتبليغ االشعار دون صائر للمطلوب في الحجز‬
‫يترتب عنه بطالن اإلجراء الموالي‪"...‬‬
‫ثانيا‪ :‬الترخيص المسبق وقاعدة ضم الديون‬
‫نصت المادة ‪ 37‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ .‬على ضرورة الترخيص المسبق للمحاسب المكلف بالتحصيل عن‬
‫رئيس اإلدارة التي ينتمي لها أو عن الشخص المفوض من طرفه لذلك‪ .‬ويتجلى المغزى من هذا‬
‫الترخيص في مراقبة عمل المحاسب قبل إقدامه على إجراءات التحصيل الجبري درءا لكل خطأ‬
‫محتمل‪ ،‬إذ يتم فحص قوائم االستخالص ومراقبتها من طرف المسؤول قبل تسليمها للمحاسب‬
‫قصد مباشرة التحصيل‪.‬‬

‫أما قاعدة ضم الديون فلقد نصت عليها المادة ‪ 38‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ .‬بما يلي‪" :‬يشمل التحصيل الجبري‬
‫مجموع المبالغ المستحقة الواجبة على نفس المدين" أي أن المحاسب المكلف باستخالص الديون‬
‫العمومية ملزم و قبل سلوك مساطر التحصيل الجبري بالقيام بعملية ضم الديون الواجبة على‬
‫الملزم ‪،‬وإن اختلفت مصادرها ‪ ،‬وذلك بغية تطبيق إجراءات التحصيل الجبري مرة واحدة‬
‫‪34‬‬
‫والستخالص كل الديون العمومية المتراكمة في ذمة الملزم دفعة واحدة‪.‬‬

‫‪ 33‬المحكمة االدارية بالرباط ‪ ،‬ملف عدد ‪ 9/09/357‬بتاريخ ‪2011/1/6‬‬


‫‪ 34‬كريم لحرش‪ ،‬الشرح العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية ‪:‬فقها‪ ،‬فانونا و قضاء الطبعة األولى ‪ ،2015‬مكتبة الرشاد سطات ‪،‬‬
‫صفحة ‪74‬‬ ‫‪18‬‬
‫ثالثا‪ :‬اإلنذار القانوني‬
‫يعتبر اإلنذار القانوني إشعارا يتضمن مختلف تفاصيل الدين من أصله و توابعه و كذا صائر‬
‫اإلنذار نفسه‪ .‬كما يشتمل على ما يفيد إجبار المدين على الوفاء حاال بما في ذمته من أموال‪.‬‬
‫وقد أطر القانون ‪ 15.97‬اإلنذار بأربع مواد‪ ،‬من المادة ‪ 40‬الى المادة ‪ 43‬و يتم توجيهه من‬
‫طرف المحاسب المكلف بالتحصيل بعد مضي أجل ثالثين يوما ابتداء من تاريخ االستحقاق و‬
‫عشرين يوما على األقل بعد إرسال آخر إشعار بدون صائر‪.‬‬
‫وتبليغ هذا اإلنذار يمهد لمرحلة الحجز في حالة امتناع المدين عن سداد ديونه حيث نصت المادة‬
‫‪ 44‬من م‪.‬ت‪.‬د‪.‬ع‪ .‬على أنه ال يمكن أن يتم الحجز اال بعد مضي ثالثين يوما من تبليغ اإلنذار‪.‬‬
‫ولكي ينتج اإلنذار أثره يجب على المحاسب اتخاذ اإلجراءات اآلتية‪:‬‬
‫▪ أن يبلغ اإلنذار داخل األجل القانوني(المادة ‪)41‬‬
‫▪ أن يبلغ اإلنذار وفق الطرق القانونية (المادة ‪)42‬‬

‫رابعا‪ :‬تبليغ اإلشعار للغير الحائز‬


‫لم ينص المشرع المغربي على ضرورة تبليغ اإلشعار للغير الحائز سواء الى الملزمين أو األغيار‬
‫الحائزين ألموالهم ‪ ،....،‬وعلى الرغم من أن شكلية التبليغ تعتبر ضمانة أساسية لهؤالء لما يترتب‬
‫عن عدم االستجابة لهذا اإلجراء من طرفهم من إثارة مسؤوليتهم الشخصية عن األداء وفاء عن‬
‫المدين األصلي‪ ،‬فإنه يمكن القول أن تبليغ هذه المسطرة ليس لها أساس تشريعي مستقل انطالقا‬
‫من مدونة تحصيل الديون العمومية مما يمنح لإلدارة الضريبية مرونة تشريعية في الوصول للدين‬
‫العمومي الموجود بين يدي الغير ‪ ،‬كما يفسر غياب هذا التنصيص لدى المشرع المغربي في‬
‫‪35‬‬
‫هاجس المردودية من خالل استغالل عنصر المفاجئة الذي يقوم عليه اإلشعار للغير الحائز‪.‬‬
‫و باإلطالع على التعليمة العامة بتحصيل الديون العمومية يتضح أنها اقتصرت على اخبار المدين‬
‫برسالة عادية فقط أي أن األمر ال يتطلب إثبات التوصل الذي يكفله التبليغ ‪،‬الشيء الذي يخل‬
‫بضمانات المدين في التوصل باإلشعار قبل التنفيذ على أمواله‪.‬‬
‫وحس ب تعليمة تفسيرية لإلدارة الجبائية‪ ،‬يوجه المحاسب المكلف بالتحصيل طلبا للغير الحائز‬
‫يشعره بضرورة سداد الديون التي في ذمة المدين حيث يتضمن هذا الطلب كل البيانات الضرورية‬
‫‪.‬و للمحاسبين حق اإلطالع من أجل جمع المعلومات حول المدينين‪ .‬و يبلغ المحاسب المكلف‬
‫بالتحصيل اإلشعار للغير الحائز الى المؤسسة البنكية التي تمسك حساب المدين من أجل تحصيل‬
‫ديونه و يمكن اللجوء الى مؤسسة أخرى يكون المدين زبونا لديها بنفس اإلشعار قصد استكمال‬
‫تحصيل الديون‪.‬‬
‫وعند تسليم المبالغ الموجودة لدي األغيار‪ ،‬على المحاسب أن يسلمهم الوصوالت المثبتة لألداء‬
‫قصد االحتجاج بها في مواجهة الملزم كما يتعين عليه منح رفع اليد الكلي أو الجزئي متى طلب‬
‫الملزم ذلك‪ ،‬وتلقائيا يمنح رفع اليد الى الغير الحائز متى سدد الملزم الدين‪.‬‬

‫‪ 35‬مجلة المنارة عدد خاص حول الضريبة و المالية العمومية بالمغرب ‪ ،‬نونبر‪ ، 2021‬مساهمة الطالب بسلك الدكتوراه عثمان‬
‫قاسمي تحت عنوان مسطرة االشعار للغير الحائز بين خصوصية االجراء و تدخل القضاء المستعجل اإلداري‪،‬صفحة ‪266‬‬
‫‪19‬‬
‫ونظرا لما إلجراء اإلشعار للغير الحائز من آثار قد تنعكس سلبا على المدين األصلي‪ ،‬اعتبر‬
‫الق ضاء الفرنسي أن إخبار المدين يعد واجبا قانونيا و ليس أخالقيا فحسب‪ ،‬حيث أكدته محكمة‬
‫النقض الفرنسية في إحدى قراراتها حيث قضت ببطالن مسطرة اإلشعار للغير الحائز بعلة عدم‬
‫‪36‬‬
‫إعالم المدين بالدين الضريبي‪.‬‬
‫‪« L’absence de notification au contribuable entraîne la nullité des‬‬
‫‪poursuites ».‬‬
‫‪37‬‬ ‫الفرع الثاني‪ :‬ضمانات الملزم‬
‫الفقرة األولى‪ :‬الضمانات التي يتمتع بها الملزم قبل الشروع في التحصيل بواسطة اإلشعار للغير‬
‫الحائز‬
‫يتم إخبار الملزم بواسطة إعالم بالضريبة يتضمن تاريخ الشروع في التحصيل و تاريخ‬ ‫‪.1‬‬
‫استحقاق الدين‪ ،‬وذلك عند إصدار جداول الضرائب و الرسوم‪ .‬يوجه اإلعالم الى الملزم‬
‫عن طريق البريد الى العنوان المدلى به من طرفه‪ .‬وبالنسبة للديون الجمركية يتم تسليم‬
‫هذا اإلعالم مباشرة للملزم مقابل إشهاد بالتوصل‪.‬‬
‫في هذا الصدد يتعين على الملزم أن يخبر اإلدارة الجبائية و اإلدارة المكلفة بالتحصيل‬
‫في آن واحد‪ ،‬بعنوانه الحقيقي و بكل تغيير يطرأ على هذا العنوان وذلك من أجل ضمان‬
‫توصله باإلشعارات و المراسالت‪ ،‬تحت طائلة تحمله مسؤولية اآلثار القانونية المترتبة‬
‫عن عدم قيامه بذلك‪.‬‬
‫يتم إخبار الملزمين بواسطة ملصقات إشهارية و إعالنات بالجرائد وكذا نشرات إذاعية‬ ‫‪.2‬‬
‫بمواعيد استحقاق جداول الضرائب و الرسوم التي ينص القانون على آجال أدائها‪.‬‬
‫يخول للملزم أجل شهرين على األقل لتسديد ديونه رضائيا انطالقا من تاريخ الشروع في‬ ‫‪.3‬‬
‫التحصيل إلى تاريخ حلول أجل استحقاق الدين‪.‬‬
‫في حالة عدم األداء داخل فترة التحصيل الرضائي البالغة شهرين على األقل‪ ،‬يتم إشعار‬ ‫‪.4‬‬
‫الملزم مرة أخرى بواسطة آخر إشعار بدون صائر‪ ،‬يرسل إليه عن طريق البريد داخل‬
‫العشرة األيام الموالية لتاريخ استحقاق الدين‪ .‬بالموازاة مع ذلك‪ ،‬يتم إشعار األغيار‬
‫الحائزين بذلك‪.‬‬
‫تلتزم كل اإلدارات المكلفة بالتحصيل بعدم مباشرة أي إجراء زجري في حق الملزم إال‬ ‫‪.5‬‬
‫بعد انصرام فترة التحصيل الرضائي‪ ،‬وإخباره بما بقي في ذمته من ديون أصبحت‬
‫مستحقة‪.‬‬
‫بعد استيفاء كل هذه اإلجراءات ومضي عشرة أيام من تاريخ ارسال آخر إشعار بدون‬ ‫‪.6‬‬
‫صائر‪ ،‬يمكن للمحاسب المكلف بالتحصيل إذا ما تبين له عدم استعداد الملزم ألداء ديونه‪،‬‬
‫توجيه إشعار للغير الحائز في حالة وجود مبالغ مستحقة للملزم في عهدة أغيار حائزين‬
‫أو مودع لديهم‪.‬‬
‫وهكذا‪ ،‬يستفيد الملزم ابتداء من تاريخ الشروع في تحصيل الدين من أجل سبعين يوما‬ ‫‪.7‬‬
‫على األقل لألداء التلقائي لديونه‪ ،‬قبل الشروع في مسطرة تحصيل الديون العمومية‬
‫بواسطة اإلشعار للغير الحائز‪.‬‬

‫‪Jean Jacques PUJOL, les voies d’exécution en matière fiscale, l’exemple de l’ATD,page 85 -8736‬‬
‫‪ 37‬ميثاق تحصيل الديون العمومية بواسطة اإلشعار للغير الحائز‪ ،‬الصادر بالرباط في ‪ 17‬أبريل ‪2014‬‬
‫‪20‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الضمانات التي يتمتع بها الملزم إليقاف تحصيل الدين المتنازع بشأنه‬
‫وتتمثل في‪:‬‬
‫‪ .1‬يمكن للملزم الذي ينازع في كل أو بعض المبالغ المطالب بأدائها أن يطلب من المحاسب‬
‫المكلف بالتحصيل إيقاف أداء الجزء المتنازع فيه‪.‬‬
‫ويشترط من أجل ذلك ‪ ،‬أن يرفع طلبه داخل اآلجال القانونية و يدلي بإحدى الضمانات‬
‫المنصوص عليها في مدونة تحصيل الديون العمومية من أجل تأمين تحصيل المبلغ المتنازع‬
‫في شأنه ‪ .‬وتأخذ هذه الضمانات أحد األشكال التالية‪:‬‬
‫إيداع في حسابه للخزينة‬ ‫▪‬
‫سندات ممثلة لحقوق دين المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 35.94‬المتعلق ببعض‬ ‫▪‬
‫سندات الدين القابلة للتداول‪.‬‬
‫سندات عمومية و غيرها من القيم المنقولة‬ ‫▪‬
‫كفالة بنكية‬ ‫▪‬
‫ديون على الخزينة‬ ‫▪‬
‫سند التخزين‬ ‫▪‬
‫رهن أصل تجاري‬ ‫▪‬
‫تخصيص عقار للرهن الرسمي‬ ‫▪‬
‫يمكن للمدين أن يعرض أشكاال أخرى من الضمانات على أن يتم قبولها من طرف المحاسب‬
‫المكلف بالتحصيل‪.‬‬
‫‪ .2‬في حالة حصول الملزم على قرار قضائي لفائدته‪ ،‬يتعين على المحاسب إيقاف إجراءات‬
‫تحصيل الدين‪.‬‬

‫الفقرة الثالثة‪ :‬الضمانات اإلدارية اإلضافية التي تم اعتمادها لفائدة الملزم‬


‫تلتزم اإلدارة بإخبار الملزم بمباشرة مسطرة اإلشعار للغير الحائز عبر توجيه رسالة إليه‬ ‫‪-1‬‬
‫في هذا الشأن بالموازاة مع تبليغ اإلشعار للغير الحائز‬
‫بالموازاة مع ذلك يقوم المودع لديه أو الغير الحائز الذي يتوصل باإلشعار للغير الحائز‬ ‫‪-2‬‬
‫بإخبار المدين الواقع تحت طائلة هذا اإلجراء‬
‫إذا تعلق األمر بمؤسسة بنكية‪ ،‬يتم إخبار المدين بكل الوسائل المعمول بها في تواصلها مع‬ ‫‪-3‬‬
‫زبنائها بما فيها الرسائل عبر الهاتف النقال إذا كان ذلك ممكنا‪ ،‬وذلك بعد عملية اإلقتطاع‬
‫‪،‬‬
‫تلتزم اإلدارات المكلفة بالتحصيل بتخويل الملزم فرصة التخاذ ما يراه مناسبا لمواجهة‬ ‫‪-4‬‬
‫هذا األمر‪ ،‬وذلك بإرجاء دفع المبالغ المحجوزة للمحاسب المعني الى ‪ 72‬ساعة بعد عملية‬
‫اقتطاع المبلغ من طرف المودع لديه أو الغير الحائز الذي توجد أموال الملزم تحت عهدته‪،‬‬
‫ال يتم اقتطاع المبالغ بالنسبة للديون بأجل و الديون المشروطة إال بعد تاريخ حلول أجلها‬ ‫‪-5‬‬
‫أو تاريخ تحقق شرطها‪،‬‬

‫‪21‬‬
‫‪ -6‬بالنسبة لالقتطاعات التي تتم على أجور موظفي الدولة و الجماعات المحلية و المؤسسات‬
‫العمومية برسم اإلشعار للغير الحائز‪ ،‬فإنها لن تتجاوز ‪ 40‬بالمائة من مبلغ الراتب الصافي‬
‫للمدين بعد خصم التعويضات العائلية‪،‬‬
‫‪ -7‬تتعهد اإلدارات المكلفة بالتحصيل بإرجاع المبالغ المستخلصة خطأ أو التي كانت موضوع‬
‫سندات تخفيض أو إلغاء في أجل أقصاه ‪ 48‬ساعة‪،‬‬
‫‪ -8‬بعد توصل المحاسب المكلف بالتحصيل بالمعلومات من المؤسسات البنكية التي تؤكد من‬
‫خاللها أن الملزم زبون لديها‪ ،‬يقوم المحاسب المذكور بتبليغ إشعار للغير الحائز لمؤسسة‬
‫بنكية واحدة من أجل تحصيل ديون نفس الملزم‪.‬‬
‫وال يتم تبليغ إشعار للغير الحائز لمؤسسة بنكية أخرى إال بعد التحقق من عدم كفاية المبالغ‬
‫المقتطعة من أجل تغطية ديون الملزم برسم اإلشعار للغير الحائز السالف‪.‬‬
‫‪ -9‬سيتم العمل تدريجيا على اعتماد المنظومة المعلوماتية " للخزينة المركزية للتحصيل"‬
‫التابعة للخزينة العامة للمملكة كآلية موحدة لتنفيذ العمليات المرتبطة باإلشعارات للغير‬
‫الحائز بين كل اإلدارات المكلفة بالتحصيل من جهة و المؤسسات البنكية من جهة أخرى‪.‬‬
‫‪ -10‬تقوم كل إدارة مكلفة بالتحصيل بتعيين مسؤول أو خلية للقيام بدور الوسيط مع الملزمين‪.‬‬

‫ولتجويد العمل بمسطرة اإلشعار للغير الحائز‪ ،‬جمعنا بعض االقتراحات ندرجها فيما يلي‪:‬‬
‫❖ ضرورة العمل على تحيين المواد المتعلقة باإلشعار للغير الحائز في مدونة تحصيل الديون‬
‫العمومية حتى تصبح قادرة على تحقيق تلك المعادلة الكامنة في عدالة النظام الضريبي‬
‫‪38‬‬
‫من خالل المساواة بين كل من ضمانات الملزم و حقوق و امتيازات اإلدارة الضريبية‪.‬‬
‫❖ الحد من المقاربة الزجرية المتمثلة في إلزام األغيار الحائزين بنفس الطرق المستعملة‬
‫ضد المدينين‬
‫❖ التنصيص على ضرورة الرجوع الى قواعد المسطرة المدنية المتعلقة بالحجز لدى الغير‬
‫إذا ما وجد غموض عند تطبيق اإلشعار للغير الحائز‪.‬‬

‫يونس مليح العدالة الضريبية بالمغرب الطبعة األولى ‪ 2021‬مكتبة الرشاد سطات صفحة ‪218‬‬ ‫‪38‬‬

‫‪22‬‬
‫خاتمة‬
‫إن إشكالية " تحصيل الديون العمومية " لها طبيعة خاصة وتميزها عن باقي المواضيع األخرى‬
‫في عدة جوانب ‪ ،‬فتحصيل الدين العمومي يشمل مختلف شرائح وفئات المجتمع وله ارتباط وثيق‬
‫بكل المرافق والقطاعات االقتصادية واالجتماعية داخل الدولة ‪ ،‬وبالتالي فهو يتميز بطابعه‬
‫اإلجرائي وخصوصيته الجبرية‪.‬‬
‫وبخصوص األشخاص المؤهلون للقيام بالتحصيل الجبري هم األشخاص القائمين على إجراءات‬
‫التحصيل منذ بداية العملية إلى حتى نهايتها ‪ ،‬انطالقا من توجيه اإلنذار حتى استخالص الديون‬
‫أو اإلكراه البدني والتحصيل الجبري يكون في المرحلة الثانية بعد التحصيل الرضائي ‪ ،‬فمرحلة‬
‫التحصيل تشمل المحاسبون المكلفون بالتحصيل إلى جانب األعوان المؤهلون لتنفيذ إجراءات‬
‫التحصيل الجبري وهم مأموري التبليغ والتنفيذ التابعين للخزينة وأعوان مكاتب التبليغات‬
‫والتنفيذات القضائية واألعوان القضائيون قبل أن تصل العملية للقوة العمومية أو السلطات المدنية‬
‫قد تفشل الخزينة العامة في أحايين كثيرة تحصيل الديون العمومية بالطرق الحبية أو الرضائية‪،‬‬
‫وحينئذ تكون مجبرة ال محالة إلى الركون إلجراءات التحصيل الجبري‬
‫لكن بالرغم من ذلك ‪ ،‬فإن المدين قد يضل متشبثا بموقفه السلبي المتمثل في عدم االمتثال‬
‫لإلجراءات المتخذة ضده من طرف الخزينة العامة ‪ ،‬مما تضطر معه هذه األخيرة إلى اللجوء إلى‬
‫القضاء قصد الحصول على ديونها‪.‬‬

‫‪23‬‬
24
25
26
27
28
‫الئحة المراجع‬

‫الكتب‬

‫يونس مليح العدالة الضريبية بالمغرب الطبعة األولى ‪ 2021‬مكتبة الرشاد سطات‬ ‫▪‬
‫محمد القصري المنازعات الجبائية المتعلقة بربط وتحصيل الضريبة أمام القضاء اإلداري ‪.‬‬ ‫▪‬
‫سعيد العمري إيقاف تنفيذ الديون العمومية أمام القضاء اإلداري الستعجالي‪.‬‬ ‫▪‬
‫كريم لحرش الشرح العملي لمدونة تحصيل الديون العمومية (فقها‪ ،‬قانونا وقضاء) سلسلة العمل‬ ‫▪‬
‫التشريعي واالجتهاد القضائي العدد ‪2015 / 25‬‬
‫تحصيل الضرائب والديون العمومية على ضوء المدونة الجديدة عبد الرحمن ابليال – رحيم الطور‬ ‫▪‬
‫طبعة ‪ 2000‬مطبعة المنية‬
‫كتاب قانون الميزانية العامة ورهان الحكامة المالية الجيدة‬ ‫▪‬
‫‪Jean Jacques PUJOL, les voies d’exécution en matière fiscale, l’exemple de‬‬ ‫▪‬
‫‪l’ATD‬‬

‫الرسائل‬

‫دزاكيس حميد ‪:‬المنازعات الضريبة في مجال التحصيل ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة‪،‬‬ ‫▪‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية بالدار بيضاء‪1998/1999‬‬

‫القوانين و الظهائر‬
‫القانون ‪ 15-97‬بمثابة مدونة تحصيل الديون العمومية‪،‬‬ ‫▪‬

‫ظهير ‪1935/08 /21‬‬ ‫▪‬

‫األحكام القضائية‬
‫حكم محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط‪،‬عدد‪،241/11/9‬بتاريخ ‪،2011/12/22‬حكم غير منشور‬ ‫▪‬
‫المحكمة االدارية بالرباط ‪ ،‬ملف عدد ‪ 9/09/357‬بتاريخ ‪2011/1/6‬‬ ‫▪‬
‫المواثيق‬
‫ميثاق تحصيل الديون العمومية بواسطة اإلشعار للغير الحائز الصادر بالرباط في ‪ 17‬أبريل ‪2014‬‬ ‫▪‬

‫المجالت‬
‫النظام الضريبي المغربي‪ ،‬منشورات مجلة المنارة للدراسات القانونية و اإلدارية ‪،‬عدد خاص ‪،‬طبعة‬ ‫▪‬
‫مارس‪2021‬‬
‫مجلة المنارة عدد خاص حول الضريبة و المالية العمومية بالمغرب ‪ ،‬نونبر‪2021‬‬ ‫▪‬

‫‪29‬‬
‫الفهرس‬
‫• مقدمة‪2........................................................................................‬‬

‫المبحث األول‪ :‬اإلجراءات العادية لمسطرة التحصيل الجبري‪3...........................‬‬ ‫•‬


‫المطلب األول‪ :‬مسطرة التحصيل الجبري‪3.................................................‬‬ ‫•‬
‫الفرع األول‪ :‬األشخاص الخاضعون لمسطرة التحصيل الجبري‪3.........................‬‬ ‫•‬
‫الفرع الثاني‪ :‬األشخاص المكلفون في تطبيق إجراءات التنفيذ الجبري‪3..................‬‬ ‫•‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مكونات المسطرة العادية للتحصيل الجبري‪4.............................‬‬ ‫•‬
‫الفرع األول‪ :‬الشروط الالِزم توفرها للشروع في مسطرة التحصيل الجبري‪4...........‬‬ ‫•‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلجراءات العادية للتحصيل الجبري‪4......................................‬‬ ‫•‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلجراءات االستثنائية لمسطرة التحصيل الجبري‪8......................‬‬ ‫•‬


‫المطلب األول‪ :‬مسطرة اإلكراه البدني‪8.....................................................‬‬ ‫•‬
‫الفرع األول‪ :‬األحكام العامة لمسطرة اإلكراه البدني‪8......................................‬‬ ‫•‬
‫الفرع الثاني‪ :‬اإلشكاليات التي تعرفها مسطرة اإلكراه البدني‪13...........................‬‬ ‫•‬
‫المطلب الثاني‪ :‬اإلشعار للغير الحائز‪14.....................................................‬‬ ‫•‬
‫الفرع األول‪ :‬اإلجراءات السابقة والشروط الواجبة للتطبيق السليم للمسطرة‪15..........‬‬ ‫•‬
‫الفرع الثاني‪ :‬ضمانات الملزم‪18............................................................‬‬ ‫•‬

‫• خاتمة‪22.......................................................................................‬‬
‫• الئحة المراجع‪23.............................................................................‬‬

‫‪30‬‬

You might also like