You are on page 1of 31

‫ماستر تدبير المالية العمومية‬

‫عرض تحت عنوان ‪:‬‬

‫أسس الضبط و الحكامة املالية‬


‫والاقتصادية‬

‫من اعداد‬
‫وصال الخمتاني‬
‫تحت اشراف‬ ‫السنة الجامعٌة‬
‫نهيلة الجامعي‬
‫االستاذ عمر العسري‬
‫ابتسام شعيب‬ ‫‪2020/2019‬‬
‫اسماعيل النصيري‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫يعتبر الضبط األساس الجديد لتدخؿ الدولة اليوـ بعد القرار بفعالية السوؽ و إيجابياتو لكف‬
‫في نفس الوقت محدوديتو مما يستدعي ضبطو و تتبع النشاط االقتصادي تفاديا لممخاطر أو‬
‫السموكيات الغير مرغوب فييا كالتواطؤ في المنافسة و االحتكار‬
‫فاليدؼ الرئيسي تصحيح وجوه القصور الممحوظة لنظاـ السوؽ في تحقيؽ األىداؼ‬
‫االجتماعية أو المصمحة العامة و يحتوي الضبط عمى فكرة السيطرة و لديو وظيفة التوجيو‬
‫يتـ فرضيا عمى األفراد مف قبؿ سمطة عميا (الدولة) لتصرؼ بطرؽ معينة و مرغوب فييا‬
‫مع التيديد بفرض عقوبات إذا لـ يمتثموا لتوجيياتيا و يندرج الضبط عموما ضمف إطار‬
‫القانوف العاـ بمعنى مف واجب الدولة عموما و بنياتيا تنفيذ االلتزامات التي ال يمكف تجاوزىا‬
‫باتفاؽ خاص بيف األطراؼ المعنية‬
‫و الدولة ىي مف تمعب دو ار رئيسيا في صياغتو القانونية و التنفيذية عبر سمطيا و تتميز‬
‫القواعد الضبطية عف قواعد القانوف الخاص كونيا تترؾ لمدولة فرض الحقوؽ و ليس األفراد‬
‫و أف االلتزامات المفروضة يجب تحمميا وجوبا و ليس عف طواعية أو باتفاؽ طرفيف‬
‫متساوييف يمكنيما يكوف العقد شريعتيما و يسمح بنقؿ االلتزامات مف طرؼ آلخر‬
‫كما أنو لـ يعد يكتسي طابعا اقتصاديا صرفا بؿ سياسيا حيث يظير الحاجة لمديمقراطية و‬
‫العمؿ السياسي الذي مف شأنو تقدير المصمح العامة و إيصاؿ رغبة و إرادة الشعب لممكاف‬
‫الذي مف شأنو إعطائيا قوة توجييية و ضبطية عمى النشاطات االقتصادية التي تضر بيـ‬
‫وبصيغة أخرى‪ ،‬إف مفيوـ الضبط يوضح سمة أساسية تتمثؿ في االرادة و الرغبة في‬
‫الوصوؿ الى نتائج ممموسة أكتر مف البحث عف عرض إثباتات أو تأكيدات نظرية‪.‬‬
‫إذف االمر يتعمؽ بوضع تقويـ لمياـ الدولة و التي تسمى ميكانيزمات الشفافية و رىانات‬
‫السمطة المرتبطة بيا و جعميا موضع سؤاؿ و استفياـ بشكؿ متتابع و متتالي لذلؾ فبراديغـ‬
‫الضبط في سياؽ التوجو الميبيرالي الذي نيجو المغرب تمنح زاوية خاصة لمبلحظة الرىانات‬
‫التي تبلئـ تكريس الحكامة العمومية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫و يعتبر ىذا العرض بمثابة توطئة نظرية ليذاف المفيوماف "الضبط و الحكامة " في شقييما‬
‫االقتصادي و المالي‪ ،‬مف حيث الجانب المفاىيمي و النظري‬
‫و قد أثرنا في عرضنا هذا إشكالية عامة تتمحور حول تطور مفهومي الضبط و الحكامة‬
‫ومدى تأثيرهما في تقنين االنشطة االقتصادية و المالية ؟‬
‫ومحاولة منا إلجابة عف ىذه االشكالية سنتطرؽ لؤلسس النظرية لمفيومي الضبط و الحكامة‬
‫و سياقيما القانوني في المغرب‪ ،‬تـ سنحاوؿ رصد اليات ووسائؿ الضبط االقتصادي و‬
‫المالي وفؽ التصميـ التالي ‪8‬‬

‫‪2‬‬
‫التصميم ‪8‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬االسس النظرية لمضبط و الحكامة‬
‫االقتصادية و المالية و سياقهما القانوني في المغرب‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اليات و وسائل الضبط االقتصادي‬
‫و المالي‬

‫‪3‬‬
‫المبحث االول ‪ :‬االسس النظرية و القانونية لمضبط و الحكامة االقتصادية و المالية‬
‫لقد حظ ي كؿ مف مفيوـ الضبط و الحكامة بالعديد مف التعاريؼ و االجتيادات الفقيية‬
‫المختمفة الشيء الذي جعؿ منيما محطة تدارس و تحميؿ وفؽ عدة سياقات وذلؾ نظ ار‬
‫لمصعوبة التي يحظى بيا تأطير ىذاف المفيوماف باعتبارىما ينيبلف مف عدة مجاالت‬
‫(العموـ االجتماعية‪ ،‬السياسية االقتصادية و المالية‪.).........‬‬
‫لذلؾ سنحاوؿ مف خبلؿ ىذا المبحث االحاطة بمختمؼ جوانب ىذاف المفيوماف سواء مف‬
‫خبلؿ أساسيما النظري التاريخي أو مف خبلؿ الجانب القانوني لكبلىما‪.‬‬
‫المطمب االول ‪ :‬التعاريف و النظريات المؤطرة‬
‫اثر التحوالت االقتصادية و تحت وطأة العولمة و مع تطور مفيوـ الدولة استشرقت مبلمح‬
‫مفيوـ جديد اال و ىو الضبط(الفقرة االولى)وصاحبو بالتوازي تطور مفيوـ أخر ال يبعد عنو‬
‫في مغزاه و اىدافو و ىو مفيوـ الحكامة( الفقرة الثانية)‬
‫الفقرة االولى‪ :‬تطور مفهوم الضبط‬

‫قبؿ التعمؽ في مفيوـ فكرة الضبط وفرض وجودىا داخؿ الدولة ‪ ،‬يجب االتياف اوال بأىـ‬
‫المحطات التاريخية والنظريات المؤطرة ليا ‪.‬‬

‫انبعث النور في وجو كممة الضبط في القرف ‪ 86‬وذلؾ في مجاؿ العموـ التقنية و كذا في‬
‫مجاؿ الفيزيولوجيا في القرف ‪ ، 87‬لينشعب و يصؿ الى العموـ االجتماعية بعد الحرب‬
‫العالمية الثانية ‪ ،‬تحت سطوة التقدـ السبرنتيكي اضافة الى النظرية العامة لبلنساؽ‪.‬‬

‫بحيث يشكؿ الضبط عنص ار جميبل لمنظرية العامة لؤلنساؽ ‪ ،‬ويتبيف ذلؾ في كوف ىذا‬
‫المنيج يصمح في مجتمعات تصؿ لدرجة التقدـ في اطار الميبيرالية االقتصادية و السياسية ‪،‬‬
‫وبيذا فالضبط يعد بمثابة عمود فقري يحدد ثوابت لمحفاظ عمى حالة االستقرار و الثبات‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫اف ىذا النمط ال يعني بالضرورة العزؿ والصراع بؿ أيضا عبلقات التفاعؿ و التبادؿ‬
‫والتوافؽ ‪ ،‬ليكوف الضبط فتح حي از بنفسو داخؿ العموـ االجتماعية انطبلقا مف حقميف‪ 8‬االوؿ‬
‫يخص سيسيولوجيا العبلقاتي الصناعية‪ 1‬والثاني ييـ سيسيولوجيا التنظيمات‪ 2‬؛ ليضحى‬
‫مصطمح شائع في الحياة االقتصادية و السياسية اذ انو يكوف قمب النسؽ السياسي والذي‬
‫يقدمو دافيد ايستوف سنة ‪ ،8743‬ىذا االخير يركز عمى دراسة االليات التي تساىـ في‬
‫استمرار النظاـ السياسي رغـ االكراىات الخارجية‪ ،‬اضافة الى العموـ الطبيعية و‬
‫التكنولوجية لكف تحصؿ المصطمح عمى قيمة اكبر في العموـ القانونية فيو يوحي الى‬
‫التطورات الجديدة لكيفيات تدخؿ الدولة في كؿ المجاالت‪.3‬‬

‫وتـ المجوء الى ىدا البراديغـ في اطار انتقاؿ الدولة مف دورىا المنتج الى دورىا الضابط‬
‫اي مف دولة تكفؿ التدبير المباشر لؤلنشطة االقتصادية الى بروز الضبط كنمط لتدخؿ‬
‫الدولة ‪ ،‬يؤلؼ بيف المرفؽ العاـ ومتطمبات حماية المستعمميف مف جورالفاعميف االقتصادييف‬
‫و صيانة الحريات العامة‪.4‬‬

‫باقتفاء نبده عف اصولو نجده دو اصؿ التيني و الدي يعني ما يصدر مف الممؾ ومف ىنا‬
‫يمكف قياس االشتباؾ بيف فكرة الضبط و التنظيـ المرتبط كوف العبلقة بينيما ترتبط‬
‫بمفيوـ السيادة‪.‬‬

‫‪ -1‬هو الغلم الدي ٌدرس العالقات بٌن االفراد ومدى تاثٌرها وتاثرها فً النشاط االقتصادي و االنتاج‬
‫‪ -2‬احمد االصقر و ادٌب غقٌل هو الدراسة العلمٌة لمختلف اشكال التنظٌم االجتماعً من تنظٌمات و اتحادات فً ضوء الٌاتها التً تعزز وحدته و‬
‫تماسكه من جهة ‪ ,‬وفً ضوء القٌم االخالقٌة و المعاٌٌر االجتماعٌة الضابطة من جهة ثانٌة ‪ ,‬و التً من شانها ان تحدد اشكال التفاعل بٌن مكونات‬
‫التنظٌم ضمن بنٌته العامة وفً سٌاق عالقته مع مجتمع التنظٌم‬
‫‪ -3‬بوشانٌخ ربٌحة ‪ ,‬بزنٌة كهٌنة‪ .‬مقاربات حول قانون الضبط االقتصادي مدكرة تخرج لنٌل شهادة الماستر فً الحقوق فرع قانون االعمال تحت‬
‫اشراف الدكتور عٌساوي عز الدٌن كلٌة الحقوق و العلوم السٌاسٌة قسم قانون االعمال جامعة عبد الرحمان مٌرة بجاٌة ‪2017/2016‬‬
‫‪ -4‬سً محمد البقالً الكتلة الدستورٌة للمالٌة العمومٌة مطبعة المعارف الجدٌدة الرباط ‪2019‬‬

‫‪5‬‬
‫اقتبس ىذا المصمح مف األبجديات القانونية اال نجمو سكسونية ‪ ،‬كما انو فرض عمى المشرع‬
‫الفرنسي بعد سابقو الواليات المتحدة االمريكية في بداية الثمانينات لتفادي الوضعيات‬
‫االحتكارية ليتشفى بباقي دوؿ العالـ‪.‬‬

‫* مفهوم الضبط‪:‬‬

‫الضبط بصفة عامة يمثؿ نمط مف تدخؿ الحكومة في النشاط االقتصادي و الشويش بالعمؿ‬
‫بنظاـ السوؽ الحر ‪.‬‬

‫حسب بعض اآلراء ‪ ،‬إف الضبط ىو تدخؿ الحكومة في الحياة االجتماعية و االقتصادية ‪،‬‬
‫يقوؿ "موراف" (‪ )8764‬اف المسوقيف االحرار يرفضوف ىذا النوع مف الضبط اذ انيـ يفضموف‬
‫السمطة الكاممة عمى السوؽ فيحيف ‪ ،‬ىناؾ ممف يعتقدوف اف تدخؿ الحكومة محتمؿ اف يكوف‬
‫ضروريا واف الناس ال يجب اف يتعرضوا لبل ستبداد في السوؽ وبالتالي يجدوف الضبط‬
‫مقبوؿ بؿ مرغوب فيو ‪.‬‬
‫لخص ماروف تعريفو لمضبط كوف ىذا االخير مفيوـ متنازع عميو و ىاتو الطبيعة تجعؿ‬
‫و يؤكد عمى اف الضبط نشاط يتـ في سرية واف االفراد و‬ ‫منو موضوع جدؿ مستمر‬
‫المؤسسات مقيدة بقوانيف مفروضة ‪.‬‬
‫في نفس االتجاه برىف ديف ىرتوغ سنة ‪ 0222‬اف في االدب االقتصادي و القانوني ال يوجد‬
‫تع ريؼ ثابت ليذا المفيوـ ؛ اد انو عرفو ؾ " تشغيؿ اآلليات القانونية لتنفيذ االىداؼ‬
‫السياسية و االجتماعية و االقتصادية " موضحا اف ميزة استغبلؿ اآلليات القانونية تضمف‬
‫امتثاؿ االفراد و المؤسسات ليا ال عمى مستوى فرض العقوبات او احتراـ‬ ‫لمحكومة‬
‫‪5‬‬
‫التعامبلت‬

‫‪5‬‬
‫‪IMAD.A.MOOSA , GOOD REGULATION ;BAD REGULATION ; The Anatomy of financial regulation page 1 .2015‬‬

‫‪6‬‬
‫* اهتمام العموم و نظرية الضبط ‪:‬‬
‫تـ تطوير نظرية المصمحة العامة في البداية مف قبؿ ‪ pigou‬االفتراض األساسي ىو أف‬
‫توفير التنظيـ يأتي استجابة لمطمب الجميور لتصحيح ممارسات السوؽ غير الفعالة أو غير‬
‫المنصفة‬
‫اما بالنسبة ؿ ارو يرى انو يمكف تخصيص الموارد وفقا لشروط السوؽ ىو االمثؿ ‪ ,‬و‬
‫االفتراضات توحي عمى اف االسواؽ يمكف اف تعمؿ بطريقة غير فعالة و غير عادلة و اف‬
‫سمطات الضبط تمثؿ مصمحة المجتمع ادا الفائدة مف ىده النظرية ىو اف الحكومة تقوـ‬
‫بخطوات لتنظيـ االسواؽ عندما تفشؿ في تنظيـ نفسيا بنفسيا‪.‬نتيجة لدلؾ ىدا النقد‬
‫النيوكبلسيكي يتبلقى مع نظرية األزمات المختمفة مف طرؼ التحاليؿ الكينيزية و الماركسية‬
‫لموصوؿ الى ضرورة التدخؿ لضماف و تمكيف اقتصاد السوؽ مف سير عممو بطريقة‬
‫صحيحة و ناجعة‪ .‬و مع دلؾ فمواقفيـ تختمؼ عمى حجـ و طبيعة و كدا حكامة ىده‬
‫النشطة‪.‬مثبل فكينز ال يعتقد اف التدخؿ الظرفي لمدولة وكدا المؤسسيوف يندمجوف ايضا ألمد‬
‫طويؿ و نشاط المنظمات الخاصة او نشطاء عموميوف‪.6‬‬

‫برز ىذا المفيوـ اثر التحوالت التكنولوجية و الضغوطات عمى المجموعات االقتصادية بفعؿ‬
‫المتمثؿ في انتاج االمواؿ‬ ‫العولمة ‪ ،‬وانبثؽ في اطار تغيير اسموب الدولة التدخمي‬
‫االقتصادية و تسيير القطاعات الكبرى الى االشراؼ و ضبط القطاعات االقتصادية بسف‬
‫قواعد مختمفة و اتباعيا مع التخمي عمى فكرة التدبير االداري المركزي لمسوؽ و ارتداد الدولة‬
‫مف التدخؿ في االنشطة االقتصادية و بالتالي ترؾ السوؽ يضبط نفسو بنفسو بناءا عمى‬
‫القواعد المتبناة‪ .‬ويقترف بالنظاـ الميبيرالي واقتصاد السوؽ ‪ ،‬حيت ظيرت المبنات االولى ليذا‬

‫‪6‬‬
‫‪Regulation of banks and finance .theory and polycy after the credit crisis PAGE 4 .2009‬‬

‫‪7‬‬
‫المفيوـ في البمداف االنجمو سكسونيو ‪ ،‬و بعد ذلؾ اعتمدتو الديموقراطيات االوروبية لتتبناه‬
‫دوؿ العالـ الثالث ‪.‬‬

‫* الضبط و دور الدولة في االقتصاد ‪:‬‬


‫حسب الفقيو" بيرتراند دي ماري" فاف الضبط بمنظور القانوف العاـ ال يمكف تعريفو‬
‫بمصطمحات قانونية‬
‫بؿ بمصطمحات سياسية او اجتماعية سياسية ويفيـ مف ىذا المعنى اف الضبط يختمؼ‬
‫الغرض الذي يؤديو باختبلؼ العمـ الذي يستعمؿ فيو‪ 7‬؛ في نفس السياؽ يرى االستاذ" ديدي‬
‫تروشيت "اف الضبط ىو تدخؿ السمطة العامة في السوؽ عف طريؽ الييئة‪.‬و بالعكس‬
‫فاألستاذة" ماري اف فريسوف روش" فالمر يتعمؽ بفرع قانوني حديث ‪ ،‬يعبر عف عبلقة جديدة‬
‫يشمؿ مجموع القواعد الخاصة لضب القطاعات‬ ‫بيف القانوف و االقتصاد ‪ ،‬بحيث‬
‫االقتصادية التي تعجز اف تحقؽ التوازف بنفسيا في اطار تنافس‪ ،8‬نفس الرأي لكف دوف‬
‫الخوض في تحديد اساس ىذا الفرع حديث الوالدة مف القانوف لدى االستاذ جوف شيروط ‪.‬‬
‫استنادا لآلراء السابقة نضيؼ وجيتي نظر ؿ "سبينا و ماخوف "فاف الضبط يكشؼ عف‬
‫تحوؿ وظائؼ الدولة ‪ ،‬التي اصبحت ال تتدخؿ مباشرة في االقتصاد ولـ تعد تعتمد عمى‬
‫امتيازات الممكية ‪ ،‬لكف تتدخؿ عف طريؽ انتاج القواعد مف اجؿ توفيؽ بيف حقوؽ و‬
‫التزامات االشخاص و تحقيؽ اىداؼ ىذه القواعد عف طريؽ توقيع الجزاء‪ .‬بناءا عمى ىذا‬
‫المفيوـ يمكف القوؿ اف تصدي الدولة لمياـ معينة في االقتصاد الوطني يجب اف يصاحبو‬
‫حرية االفراد في التممؾ ‪ ،‬واالختيار‪ ،‬وصيانة رغبة الفرد في سموؾ االسموب الذي يراه مناسبا‬

‫‪7‬‬
‫‪BERTRAND DE MARAIS :‬‬
‫‪8‬‬
‫‪FRISON ROCHE :DEFINITION DE DROIT DE LA REGULATION ECONOMIQUE DOLLOZ 2004 P28‬‬

‫‪8‬‬
‫لمتعبير عف ذاتو واختيار ما يناسبو لسد حاجياتو‪ .‬يتبف اف لمدولة دور اساسي في الضبط‬
‫االقتصادي لعؿ مف اىميا ‪8‬‬
‫دور تنظيمي ينبمج في توفير بيئة مستقرة لنمو االقتصاد عف طريؽ سف قوانيف و‬
‫تشريعات ‪.‬‬
‫دور انمائي يتجمى في الترشيد و التوجيو الجيد لمنشاط االقتصادي نحو القطاع و‬
‫تجويد االداء في شتى الجوانب منيا االقتصادية و االجتماعية و الثقافية ‪ ،‬مما يذكرنا‬
‫بالفكر االقتصادي بزعامة "كينز"‬
‫دور تصحيحي‪ 8‬مثبل عند انخفاض اسعار السمع التصديرية وتتدىور اوضاع الدولة‬
‫وتبرز مشاكؿ اجتماعية كالفقر ‪ ،‬البطالة‪... ،‬الخ‪ ،‬تتدخؿ الدولة لتقوـ بدورىا‬
‫التصحيحي لرفع حالة الحرج عمى االوضاع االقتصادية و االجتماعية السيئة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تطور مفهوم الحكامة‬

‫عند استقصاء أصوؿ لفظ الحكامة في القواميس و المعاجـ العربية الكبلسيكية نجد أف لفظ‬
‫المفيوـ دخيؿ عمى المغة العربية حيث أنو يحيؿ عمى مضموف واحد و يعد‪.‬‬
‫‪Gouvernance‬في االصؿ ترجمة لكممة‬
‫؛بمعنى‬ ‫‪Kubernan‬عند البحث في أصؿ الكممة وجدناىا تعود إلى الكممة اإلغريقية‬
‫‪ Gubernare‬التي انتقمت الى البلتينية باشتقاؽ المفظ و التي‬ ‫قيادة و توجيو السفف‪.‬‬
‫تطورت ‪ Governer‬و منيا دخمت إلى المغة الفرنسية القديمة في صيغة‬
‫‪ Gouverner‬في المغة الفرنسية الحالية إلى‬ ‫تـ انتقمت منيا إلى المغة اإلنجميزية‬
‫‪.9GOVERNANCE‬‬
‫و مع نياية الثمانينات و بداية التسعينات طرحت المؤسسات المالية الدولية مفيوما الحكامة‬
‫بالمغة الفرنسية ‪ GOUVERNANCE‬وىذا بمناسبة مناقشتيا لموضوع التنمية في العالـ‪.‬‬

‫‪9‬المعجم اإلٌتٌمولوجً العالمً‪: MyEtymology.com – A‬‬


‫‪universal etymology dictionary‬‬
‫‪http://www.myetymology.com/greek/kubernan.html.‬ضمن موق‬

‫‪9‬‬
‫حيث يعتبر البنؾ الدولي أوؿ مف وظؼ ىذا المفيوـ؛ حيث استعممو سنة ‪ 8767‬عند‬
‫تشخيصو لبلزمة االقتصادية في إفريقيا الذي ضمنو في تقريره المعنوف ب "إفريقيا جنوب‬
‫الصحراء مف األزمة إلى النمو المستداـ "‪ ،‬و الذي تضمف السمات العامة لمحكـ و اساليب‬
‫الحكـ و االدارة في في دوؿ ىذه المنطقة و ابتداءا مف ىذا التاريخ انتشر استخداـ ىذا‬
‫المفيوـ االوساط االكاديمية الغربية و المؤسسات الدولية الميتمة بالتنمية‪.‬‬
‫مف جية أخرى فقد تـ إدراج مفيوـ الحكامة في إطار المحيط المعقد والتحرؾ لممجتمعات‬
‫الديموقراطية المتقدمة في نياية القرف العشريف لعبر عف االنتقاؿ مف دولة متسمطة و مركزية‬
‫إلى دولة مشاركة ال يمكنيا لوحدىا تسيير المؤسسات العمومية دوف مشاركة االطراؼ‬
‫المعنية‪ ،‬فالدولة التي كانت تممي مسبقا القواعد التي تحكـ سير المنظمات الموجودة تحت‬
‫وصايتيا و تراقب مدى مطابقتيا ليذه القواعد‪ ،‬استبدلت بدولة ضابطة تجري تقييما بعديا‬
‫لممنظمات المستقمة في تسييرىا الداخمي و حسب النتائج التي تصؿ إلييا ىذه المنظمات‪.‬‬
‫كما يخص مفيوـ الحكامة أيضا المنظمة غير المنغمقة في عبلقة تنائيو وخاضعة مباشرة‬
‫لوصايتيا و المسيرة بمشاركة كؿ الفاعميف الداخمييف و عبلقاتيا مع الشركاء الخارجييف بما‬
‫‪10‬‬
‫فييـ الدولة ‪.‬عبلقات تعاقدية و ليست عبلقات تسمطية ‪.‬‬
‫لقد تعددت التعاريؼ التي تناولت مفيوـ الحكامة عمى غرار باقي التعاريؼ التي تعترييا عدة‬
‫إشكاالت منيجية منيا إشكالية الترجمة‪ ،‬في ىدا الصدد نجد تعريؼ البنك الدولي لمحكامة‬
‫عمى انيا الطريقة التي تباشر بيا السمطة في إدارة موارد الدولة االقتصادية و االجتماعية‬
‫‪11‬‬
‫بيدؼ تحقيؽ التنمية‪.‬‬
‫أما برنامج األمم المتحدة اإلنمائي فقد عرفيا عمى انيا ممارسة لمسمطة االقتصادية و‬
‫السياسية و االدارية إلدارة شؤوف بمد ما عمى جميع المستويات‪ ،‬وىي تتكوف مف األليات و‬

‫‪10‬‬
‫حازم البٌالوي‪ ،‬انظام االقتصادي الدولً المعاصرن الكوٌت ‪:‬المجلس الوطنً للثقافة و الفنون و االداب ‪ 2000‬ص ‪9‬‬
‫‪11‬‬
‫حازم البٌالوي مرجع سابق الصفحة ‪199‬‬

‫‪10‬‬
‫العمميات و المؤسسات التي يعبر مف خبلليا المواطنوف و المجموعات عف مصالحيـ و‬
‫يمارسوف فييا حقوقيـ القانونية و يوفوف بالتزاماتيـ ويحموف خبلفاتيـ عف طريؽ الوساطة‪.‬‬
‫و ترى الوكالة الكندية لمتنمية الدولية ‪ ACDI‬أف الحكامة تتضمف القيـ و القواعد و‬
‫المؤسسات و العمميات التي يحاوؿ مف خبلليا األفراد و المنظمات الوصوؿ إلى أىداؼ‬
‫مشتركة اتخاد ق اررات و بسط السمطة و المشروعية‪.‬‬
‫يركز ىذا المفيوـ عمى الحكامة باعتبارىا مجموع القيـ و القواعد و العمميات باعتبارىا وسيمة‬
‫لتحقيؽ اىداؼ المنظمة‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪:‬السياق القانوني لمضبط االقتصادي والمالي و دسترة الحكامة‬

‫سنخصص ىذا المطمب لتحديد نشأة الضبط في القانوف المقارف و كدا في مجاؿ القانوف‬
‫المغربي لنعرج في الفقرة الثانية عمى توضيح بعض محطات دسترة الحكامة في شقيا‬
‫االقتصادي و المالي‬

‫الفقرة االولى ‪:‬نشأة الضبط االقتصادي‬

‫التطور التاريخي لمضبط االقتصادي‪:‬‬

‫اوال التطور في الواليات المتحدة االمريكية‬

‫استشرقتو شمسو بداية بما اصطمح عميو سنة ‪ 8667‬بالوكاالت المستقمة او لجاف الضبط‬
‫المستقمة ‪ ,‬و كانت احاث اوؿ لجنة ىي انشاء الكونغرس وكاف اليدؼ مف دلؾ فصميا عف‬
‫دائرة الداخمية اي الو ازرة‪.‬‬

‫تـ انشاء مثؿ ىده الييئات عمى خمفية سياسية و في جو تنازعي اثاره الرئيس االمريكي‬
‫انداؾ روزفمت عند انياءه مياـ رئيس احدى سمطات الضبط ‪ ,‬ىدا التصرؼ اعتبره‬
‫الكونغرس بمثابة المساس باستقبللية ىده الييئات ‪ ,‬حيث اف ىده الييئات تتمتع باستقبللية‬

‫‪11‬‬
‫عضوية ومدة عيدة اعضائيا والتي قد تفوؽ مدة رئيسيا وطريقة تعييف اعضائيا تتـ‬
‫بالتشاور بيف مجمس الشيوخ و الرئيس ‪.‬‬

‫مف الناحية الوظيفية تبقى ىده الييئات تابعة لمكونغرس بحيث يقوـ بتحديد اختصاصيا ‪,‬‬
‫تقييميا ‪ ,‬وامكانية انيائيا‪.‬‬

‫ثانيا ظهورها في بريطانيا‬

‫ظيرت السمطات االدارية المستقمة ببريطانيا تحت تسمية المنظمات غير الحكومية شبو‬
‫و تتدخؿ السمطات االدارية المستقمة في مجاالت عدة‬ ‫المستقمة المع روفة باختصار‬
‫اقتصادية اجتماعية و ثقافية ووظيفتيا تكوف ادارية‪.‬و لقد عرؼ وزير الوظيفة العمومية‬
‫االنجميزي المنظمات غير الحكومية شبو المستقمة عمى انيا‬

‫‪Il s’agit d »institutions créés par voie d’autorité ( par une décision qui‬‬
‫‪peut etre une charte royal une vloi ou une simple décision‬‬
‫‪ministérielle ) pour remplir une fonction que le gouvernement‬‬
‫‪souhaite voir accomplir sans qu’elles soit de la respo,sabilité directe‬‬
‫‪d’un ministre ou d’un département ministériel‬‬
‫المبلحظ عمى ىدا التعريؼ انو لـ يدكر عناصر ىذه الييئات ¸ اس ما يميزىا عف الييئات‬
‫االدارية التقميدية‪ .‬و ال سيما خاصية االستقبللية التي كانت موضوع نقاش كبير‬
‫ببريطانيا‪ .‬عمما اف الفقو االنجميزي ‪ ,‬و منيـ الفقيو "ىووارد ماشيف" كيؼ ىده االستقبللية بانيا‬
‫نسبية ‪ ,‬عمى اساس اف صبلحية تعييف اعضاء ىده المنظمات شبو الحكومية مف اختصاص‬
‫‪12‬‬
‫الوزراء‬
‫ثانيا التطور في فرنسا‬

‫‪12‬‬
‫قوراري مجدوب سلطات الضبط فً المجال االقتصادي مدكرة لنٌل شهادة الماجٌستٌر فً القانون العام ‪ 2010-2009‬ص ‪18-17‬‬

‫‪12‬‬
‫يعود الفضؿ الى تطوره في فرنسا الى تجربة سابقو امريكا في ظؿ حكـ فيشي ابتداءا مف‬
‫سنة ‪ 8728‬حيث ظيرت السمطات االدارية المستقمة تحت تسمية ‪independant‬‬
‫‪aussi non gouvernemental organisation autonomous 'régulatory‬‬
‫‪ agency‬او عبر ثبلث مراحؿ الفترة االولى ما بيف ‪ 8720‬الى ‪ 8750‬تميزت ببروز‬
‫لمسمطات االدارية المستقمة بشكؿ تدريجي و عمى فترات متباعدة حيت تـ انشاء وكالة مراقبة‬
‫البنوؾ سنة ‪ 8728‬ووكالة عمميات البورصة سنة ‪8745‬‬
‫الفترة الثانية ما بيف سنة ‪ 8751‬الى ‪ 8756‬عرؼ احاث السمطات االدارية تقدما بار از‬
‫خصوصا عمى مستوى المجاؿ االقتصادي ندكر منيا وسيط الجميورية سنة ‪ 8751‬و كدا‬
‫المجنة الوطنية لبلتصاؿ و الحريات سنة ‪8756‬‬
‫الفترة الثالثة ما بيف سنة ‪ 8760‬الى يومنا ىدا عرفت ىده الفترة انجبلءا واسعا مف حيث‬
‫تزايد عدد السمطات االدارية المستقمة نستحضر عمى سبيؿ المثاؿ وسيط السينما سنة ‪8760‬‬
‫و مجمس المنافسة ‪ 8764‬و المجمس االعمى لمسمعي البصري ‪ 8767‬و سمطة ضبط‬
‫‪13‬‬
‫االتصاالت ‪ 8774‬اضافة الى سمطة ضبط االسواؽ المالية‪0221‬‬
‫السياق الوطني لمضبط االقتصادي‬
‫التدخؿ االقتصادي لمدولة بالمغرب اخد اشكاال متنوعة ‪ ,‬و ىدا ما يحعؿ الحصيمة الفعمية‬
‫‪14‬‬
‫لحرية المبادرة الخاصة وحرية المنافسة تبقى محدودة )‬
‫لقد لعب المشرع الدستوري دو ار بار از في تكريس النيج الميبيرالي لبلقتصاد المغربي مند اوؿ‬
‫تجربة دستورية سنة ‪.8740‬و رغـ اف كوف الممارسة العممية لمدور االقتصادي لمدولة‬
‫تراوحت بيف تدخمية واسعة مند االستقبلؿ كانعكاس لجممة مف العوامؿ في مقدمتيا ىاجس‬
‫بناء الدولة و شرعية النظاـ السياسي ‪ ,‬و ضعؼ القطاع الخاص مف جية ‪ ,‬و خطاب‬
‫ليبيرالي مصحوب بتراجع ممموس ليدا الدور خاصة مند البدء في تنفيد برنامج التقويـ‬

‫‪13‬‬
‫قوراري المجدوب مرجع سابق ص ‪17‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ZANANE ABDERRAHMANE « LES LIBERTES ECONOMIQUES AU MAROC ARTICLE P3‬‬

‫‪13‬‬
‫الييكمي بايعاز مف المؤسسات المالية الدولية مف جية اخرى ‪ ,‬فاف الوثيقة الدستورية ظمت‬
‫وفية لروح النيج الميبيرالي مند اوؿ دستور لمممكة سنة ‪.874015‬‬
‫السياؽ التاريخي‬
‫شكؿ نجوـ الضبط االقتصادي بالمغرب ثبلث مراحؿ متعاقبة مند استقبللو التبست فيو‬
‫مجموعة مف المؤثرات‬
‫المرحمة االولى مف سنة ‪ 8734‬الى ‪ 8760‬اتسمت بنمودج اقتصمدي مختمط تداخمت فيو‬
‫النزعة الميبيرالية مع التوجيو االقتصادي في اطار سياسة المخططات الخماسية اضافة الى‬
‫و تدخؿ وازف لمسمطات الحكومية في السياسات‬ ‫سياسة االقتصادية تجارية حمائية‬
‫االقتصادية و االجتماعية‪.‬كانت اولى االوراش الولى الحكومات المغربية تخص ارساء‬
‫االستقبللية االقتصادية لدولة خارجة لمتو مف االستعمار و دلؾ عبر اصدارالعممة الوطنية و‬
‫خمؽ مؤسسات الوصاية و التوجيو االقتصادي و ارساء نظاـ بنكي عصري ‪.‬‬
‫اىـ ما ميز ىده الفترة ىو تطبيؽ المغرب لسياسة‬ ‫المرحمة الثانية مف ‪ 8761‬الى ‪0222‬‬
‫التقويـ الييكمي و كدا انفتاح الدولة عمى السوؽ التنافسية الدولية و باالخص بعد نيجيا في‬
‫و عصرنة االسواؽ‬ ‫تنفيد سياسة الخوصصة و تحرير االسواؽ و اتفاقيات التبادؿ الحر‬
‫خاصة مع استناؼ سنة ‪.8771‬ومع استقرار المؤشرات الماكرو‪-‬اقتصادية باشر مسمسؿ‬
‫االصبلحات التنظيمية في شتى القطاعات مما ادى الى ظيور ىيئات الضبط االقتصمدي‬
‫كاسموب مؤسساتي جديد في التدبير حيث تـ احداث العديد مف ىيئات الضبط ابتداءا مف‬
‫مجمس اخبلقيات القيـ المنقولة سنة ‪ 8771‬تمتو الوكالة الوطنية لتقنيف المواصبلت سنة‬
‫‪ 8775‬ثـ مجمس المنافة سنة ) ‪0222‬‬
‫المرحمة الثالثة مف سنة ‪ 0222‬الى يومنا ىدا تميزت بتسارع مسمسؿ توقيع عدة اتفاقيات‬
‫لمتبادؿ الحر كما اف الحكومة قامت بسياسة تخصيص بعض القطاعات العامة لمزيادة في‬
‫فعاليتيا مما ادى الى تعزيز االنفتاح االقتصادي و تفكيؾ االحتكارات العمومية مع تغيير‬

‫‪15‬‬
‫مصطفى علوش االلٌات القانونٌة لتدخل الدولة فً االقتصاد اطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً القانون العام ص ‪2017 37‬‬

‫‪14‬‬
‫اسموب المرفؽ العمومي و ىدا اف دؿ عمى شيء فيو يدؿ عمى وجود صمة رحـ بيف القانوف‬
‫و االقتصاد اال وىي الضبط و التقنيف باعتبار ىدا االخير مظيظ مف مظاىر التوجو‬
‫الميبيرالي الدي يجسد إعادة صياغة و ظيفة الدولة مع لتخفيؼ مف تدخميا المباشر و‬
‫النيوض بالدولة الضابط‪.‬االمر الدي سعى اليو المشرع الدستوري نحو تكريسو مف خبلؿ‬
‫التنصيص في الباب الثاني عشر مف دستور ‪ 0288‬و الدي جاء معنونا تحت مسمى "‬
‫الحكامة الجيدة " في الفصوؿ ‪ 843‬و ‪ 858‬منو عمى دسترة العديد مف " ىيئات الحكامة‬
‫الجيدة و التقنيف " و عمى راسيا مجمس المنافسة ‪ (16‬كما تـ احداث اليياة العميا لبلتصاؿ‬
‫السمعي البصري سنة ‪.0220‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬دسترة الحكامة بمفهومها الشامل‬

‫إذا كانت كانت الدولة المغربية االسبلمية في تاريخيا الطويؿ الذي امتد الكتر مف ‪ 80‬قرنا‬
‫قد عرفت بعض مظاىر الحكامة الجيدة (مف خبلؿ تطبيقات الشريعة و استحضار نموذج‬
‫الخبلفة الراشدة في الوعي الجماعي)؛ فإف المفيوـ بمضمونو المعاصر لـ يذخؿ المغرب إال‬
‫أواخر القرف الماضي‪.‬‬

‫فمنذ اإلستقبلؿ سنة ‪ 8734‬اختار المغرب أف يتبنى توجيا ليبيراليا رغـ أف الدولة ضمت‬
‫مييمنة عمى مفاصؿ اإلقتصاد‪ ،‬حيث عرؼ المغرب تعايشا بيف القطاعيف الخاص و العاـ؛‬
‫لكف الدولة لـ تتأخر في تخاد منحى يشجع عمى االنفتاح عمى اقتصاد السوؽ‪ ،‬و ىذا ما‬
‫‪17‬‬
‫يفسر بداية تطبيؽ برنامج الخوصصة‪.‬‬

‫و رغـ أف المغرب كما تمت اإلشارة إلى ذلؾ مف قبؿ قد نحا منذ البداية توجيا ليبيراليا و‬
‫‪18‬‬
‫امف بالتعددية الحزبية إال انو عرؼ مع ذلؾ عدة انتكاسات في تحقيؽ تجربة تنموية ناجحة‬

‫‪16‬‬
‫مصطفى علوش مرجع سابق الصفحة‬
‫‪17‬‬
‫عبد العزٌز غوردو ‪ :‬الخكامة الجٌدة فً النظام الدتوري المغربً الصفحة ‪96‬‬
‫‪18‬‬
‫‪sahib eddine : investissement etraner et privatisation au maroc , thèse de doctorat en sciences économiques‬‬
‫‪de l’ université de bourgogne, dijon 1996.1997‬‬

‫‪15‬‬
‫حيث كاف لزاما عميو االسراع مف وثيرة االصبلحات و اتخاد مجموعة مف التدابير الصبلح‬
‫المنظومة القانونية و االقتصادية و المالية التي شممت ‪8‬‬

‫* تاىيؿ قطاع المقاوالت و الشركات المحدودة المسؤولية قبؿ اف يتـ تعميميا تدريجيا عمى‬
‫باقي المقاوالت و ضمنيا مؤسسات القطاع العمومي‬

‫في ىذا االطار تـ اتخاد تدابير عديدة و متنوعة و اصدار مجموعة مف القوانيف التي شكمت‬
‫مدخبل لتنزيؿ قواعد الحكامة و منيا ‪8‬‬

‫* القانوف ‪ 17.76‬المتعمؽ بتحويؿ المنشات العامة الى القطاع الخاص‬

‫* القانوف ‪ 55.21‬المتعمؽ باالتصاؿ السمعي البصري الذي سمح بتحرير المعمومة و‬


‫تعميميا‬

‫* القانوف ‪ 32.23‬المتعمؽ بالتدبير المفوض لممرافؽ العامة‬

‫* المرسوـ ‪ 0.76.260‬الخاص بتحديد شروط و احكاـ ابراـ صفقات الدولة و كذا بعض‬
‫المقتضيات المتعمقة بمراقبتيا و تدبيرىا‬

‫* القانوف رقـ ‪ 47.22‬المتعمؽ بالمراقبة المالية لمدولة عمى المنشات العامة و ىيات اخرى‬
‫ومع تنزيؿ الوتيقة الدستورية لسنة ‪ 0288‬تـ ادراج مفيوـ الحكامة رسميا في المتف الدستوري‬
‫في بابو التاني عشر‪ ،‬و ىو ما فسر تصحيح مسار النظاـ الدستوري في تنزيؿ ديموقراطية‬
‫سميمة‪.‬‬

‫وىذ ا االنتقاؿ بالحكامة مف مجاؿ التداوؿ العادي الى الدسترة جعميا تضغط بقوة عمى جميع‬
‫المؤسسات لتنظبط إلى قواعدىا و تتبنى مبادئ التدبير العمومي خاصة تدبير الماؿ العاـ ‪.‬‬

‫وفي ىدا الصدد ندكر اف اىـ انواع الحكامة ىو الحكامة المالية واالقتصادية التي تعكس‬
‫توجيات الدولة مف خبلؿ ضبط النظاـ االقتصادي و المالي‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫حيث اف المكمفيف بتدبير الشاف العاـ اصبحوا ممزميف بحسف تدبير الماؿ العاـ بشكؿ يتناسب‬
‫مع منطؽ الشفافية و المسائمة و اخضاعو لمتدقيؽ و االفتحاص و التقييـ و العمؿ عمى‬
‫تحصينو مف النيب و الرفع مف مردوديتو و قدرتو االنتاجية و بالتالي فاالعتماد عمى اليات‬
‫و مبادئ الحكامة المالية سيساىـ بشكؿ فعاؿ في حماية الماؿ العاـ و جعمو ينصب عمى‬
‫تنفيذ السياسات العمومية ‪.19‬‬

‫ومف بيف اىـ مبادئ الحكامة المالية و االقتصادية نذكر‪8‬‬

‫* مبدأ الشفافية التي تعتبر مف اىـ مبادئ الحكامة المالية و العنصر الذي يتاسس عميو‬
‫التدبير الجيد لمشاف العاـ فيي توفر المعمومة الدقيقة و تفسح المجاؿ اماـ الجميع لبلطبلع‬
‫عمى المعمومات الضرورية ‪.‬‬

‫* مبدا المسائمة وىو مبدا يعكس احتراـ القانوف و سيادتو و صيانة الماؿ العاـ؛ و يعد‬
‫القضاء ىو مف يقع عمى عاتقو مراقبة وحماية الماؿ العاـ مف خبلؿ التطبيؽ الصارـ لمقانوف‬
‫خاصة عمى مرتكبي جرائـ الماؿ العاـ ‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫حازم البٌالوي النظام االقتصادي الدولً المعاصر مرجع سابق ‪ 2000‬الصفحة ‪12‬‬

‫‪17‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬اليات و وسائل الضبط االقتصادي و المالي‪:‬‬

‫المطمب االول ‪ :‬اليات الضبط المالي‬

‫يقوـ النظاـ المالي بثبلثة وظائؼ رئيسية وىي‪8‬‬

‫تسييؿ التبادؿ عبر نظاـ الدفع كالشيكات او البطائؽ المصرفية حيث تحمؿ ىذه االدوات‬
‫مخاطر اقؿ واكثر عممية في معامبلتنا المعاصرة ثاني الوظائؼ وىي تعبئة المدخرات‬
‫لبلستثمار أو لبلستيبلؾ الواسع النطاؽ الوظيفة الثالثة ىي تشكيؿ مبلذ مالي لمباحثيف عف‬
‫رأس الماؿ قصد استثماره أي المستثمريف‬
‫وبالتا لي فبشكؿ او بآخر سنجد نفسنا مغموريف في ىذا النظاـ ونمارس ىذه العمميات كميا‬
‫و استم اررية ىذه المعامبلت يجب التقميؿ مف‬ ‫في الوقت ذاتو أحياناً ‪ ،‬ولتعزيز الثقة‬
‫المخاطر المرتبطة بالنظاـ المالي ما أمكف وىذا ما ينصب عميو الضبط المالي‬

‫وسنعالج ىذا المفيوـ وأساليبو في فقرتيف األولى تخص المؤسسات المالية وبالضبط‬
‫االئتمانية عمى أف تكوف الفقرة الثانية لؤلسواؽ المالية‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬ضبط المؤسسات االئتمانية‬

‫نجد ثبلثة أساليب لضبط المؤسسات االئتمانية األسموب األوؿ ىو ضبط الولوج إلى السوؽ‬
‫‪20‬‬
‫ثـ ضبط سموؾ السوؽ وبعد ذلؾ ضبط شروط السوؽ‬

‫ضبط الولوج الى السوق ‪:The regulation of the market access /‬‬

‫ىذا نوع مف الضبط ىو كإجراء احترازي و إعطاء ضمانات الثقة لمفاعميف بالمجاؿ الذيف ليـ‬
‫الفضؿ في تحريؾ النظاـ المالي و لتأسيس بنؾ أو تدبيره أو تسييره يجب توفر شروط النزاىة‬
‫وقد نصت المادة ‪ 18‬مف القانوف المنظـ لمؤسسات االئتماف والييئات المعتبرة في حكميا أنو‬
‫ال يجوز ألي شخص أف يؤسس مؤسسة إئتماف أو يسيرىا أو يدبرىا أو يديرىا أو يصفييا‬
‫‪20‬‬
‫‪Organization of banking regulation p:33 and 34‬‬

‫‪18‬‬
‫بأي وجو مف الوجوه في الحاالت التي حددتيا المادة و يتعمؽ األمر باألحكاـ النيائية مف‬
‫أجؿ جناية أو بعض الجنح ومخالفة التشريع الخاص بالصرؼ واالرىاب وسقوط األىمية‬
‫التجارية أو الشطب بصفة نيائية مف إحدى الميف المنظمة ألسباب تأديبية فضبل عف‬
‫الشروط الموضوعية التي تتعمؽ بالجاىزية المادية لممؤسسات االئتماف وتباشر نشاطيا‬
‫باعتماد مف بنؾ المغرب بعد استطبلع رأي لجنو مؤسسة االئتماف ويتأكد بنؾ المغرب مف‬
‫بعض الشروط كمبلئمة الوسائؿ البشرية و التقنية و المالية لمشخص المعنوي طالب اإلعتماد‬
‫و حتى موقع احداث المؤسسة و برنامجيا و التجربة المينية و الروابط التي يمكف أف توجد‬
‫بيف الشخص المعنوي طالب اإلعتماد و أشخاص معنوية اخرى ما مف شأنو عرقمة المراقبة‬
‫اإلحت ارزية و يمكف لبنؾ المغرب طمب ما يراه مف الوثائؽ البلزمة التي تجعؿ مف طالب‬
‫اإلعتماد اف يكوف مستحقا لممنح و التقيد بالتزاماتو المالية‬

‫كما يمنع عف ما ال يممؾ صفة مؤسسة االئتماف أي غير معتمد مف إنجاز أنشطة تخص‬
‫‪21‬‬
‫ىذه المؤسسات بصفة إعتيادية كمنح تسبيقات في شكؿ قرض تجاري‬

‫ضبط سموك السوق‪:The Rgulation of the market behaviour /‬‬

‫أثناء نشاط األبناؾ مثبل قد ينحرؼ سموكيا وتعرض نفسيا المخاطر مثؿ التركيز أي إعطاء‬
‫قروض أو باألحرى المبالغة في إعطاء قروض لقطاع أو مؤسسات بعينيا ما مف شأنو أف‬
‫يكبر مف المخاطر حيث أي أزمة في ذلؾ القطاع و في تمؾ المؤسسات ستكوف أكثر وقعا‬
‫عمى البنؾ وتدخمو بدوره في أزمة‬

‫أو يعمؿ البنؾ في اطار المنافسة اإلضرار بنفسو عف طريؽ الحد مف ىامش الربح لؤلدنى‬
‫حد وتشكيؿ ضغط عمى تكاليؼ المؤسسة ويممؾ بنؾ المغرب األدوات لضبط ىذا السموؾ و‬
‫تشخيصو فالمؤسسات االئتمانية ممزمة بتقديـ المعمومات الكافية حوؿ نشاطيا فنصت المادة‬
‫‪ 16‬مف القانوف المنظـ ليا عمى إلزامية مداد بنؾ المغرب بالمعمومات وتبمغو بانظمتيا‬
‫‪21‬‬
‫‪-‬الوادة ‪ 12‬هي الماًْى الوٌظن لوؤعغات اإلتئحواى ّ الٍِاات الوتحرشة يً كموِا‬

‫‪19‬‬
‫األساسية وبرنامجيا السنوي شبكاتيا بالمغرب أو الخارج وكؿ فتح فعمي لوكاالت أو شبابيؾ‬
‫أو مكاتب تمثيؿ أو إغبلقيا أو تحويميا بالمغرب أو الخارج و قد يمنع ىذا التوسع إذا‬
‫عرضت ىذه المؤسسات نفسيا لممخاطر ولـ تحافظ عمى سيولتيا ومبلئتيا وتوازف وضعيتيا‬
‫المالية وتبميغ بنؾ المغرب بجميع الوثائؽ والمعمومات البلزمة لحسف سير المصالح ذات‬
‫االىتماـ المشترؾ وغالبا ما يتعمؽ بما يتقاطع مع السياسة النقدية وتدبير االحتياطي العممة‬
‫الصعبة‪.‬‬

‫ويمزـ اطبلع مف طرؼ أعضاء مجمس اإلدارة أو مجمس الرقابة بالمؤسسة وكذا الوزير‬
‫المكمؼ بالمالية ووالي بنؾ المغرب بكؿ خمؿ أو حادث خطير يبلحظ في نشاط المؤسسة‬
‫المذكورة أو تدبيرىا ويكوف مف شأنو أف يضر بوضعيتيا‪ ،‬كما أف القانوف ألزـ مؤسسات‬
‫االئتماف بنوع مف الضبط الذاتي حيث أوجب توفرىا عمى نظاـ مبلئـ لممراقبة الداخمية يراد بو‬
‫تحديد جميع المخاطر التي تتعرض ليا وقياسيا ورقابتيا وةف تقيـ أجيزة تمكنيا مف قياس‬
‫‪22‬‬
‫مردودية عممياتيا‬

‫و يبمغ بنؾ المغرب نتائج مراقبتو و توصياتو إلى مسيري المؤسسة المعنية والى جياز‬
‫إدارتيا أو رقابتيا و يمكنو اتخاذ إجراء تأديبي قد يصؿ لسحب اإلعتماد‬

‫ضبط الشروط السوق‪:The Regulation of the market conditions /‬‬

‫في القطاعات االقتصادية ذات الولوج المحدود ينبغي مراقبة الفاعميف لمحفاظ عمى الشروط‬
‫التي تجعؿ بقائيـ في السوؽ ممكنا دوف تسبب ليـ في المخاطر أو لغيرىـ خصوصا أف‬
‫القطاع البنكي في االقتصاد المعاصر يفاقـ األزمات جراء انيياره ليذا تتدخؿ الحكومات في‬
‫الحاالت الحرجة إلنقاذ البنوؾ تفاديا لما يشبو أثر الدومينو حيث يرتبط البنؾ غالبا بجؿ‬
‫القطاعات االقتصادية وليذا تمكف مختمؼ القوانيف األبناؾ المركزية مف سحب اعتمادات‬
‫بعض البنوؾ ضمانا لسبلمة القطاع‬
‫‪22‬‬
‫الوْاد ‪ 51 ّ 50 ّ 40‬هي ًفظ الماًْى هي الماًْى الوٌظن لوؤعغات اإلتئحواى ّ الٍِاث الوتحرشة يً كموِا‬

‫‪20‬‬
‫في المغرب يمكف القانوف والي بنؾ المغرب مف سحب اإلعتماد في حالو لـ تعد المؤسسة‬
‫مستوفية لمش روط التي منح عمى أساسيا االعتماد او عندما تكوف وضعيتيا مختمة بشكؿ ال‬
‫رجعة فيو‬

‫و تجدر اإلشارة بأف المجنة التأديبية لمؤسسات االئتماف تشارؾ بنؾ المغرب في ىذا اإلجراء‪،‬‬
‫و تشاركو لجنة مؤسسات اإلئتماف في بعض أنشطتو اإلشرافية عمى ىذه المؤسسات‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬األسواق المالية‬

‫تمتمؾ العديد مف الدوؿ ىيئت ضبطية و تنظيمية لؤلسواؽ المالية‪ ،‬بالمغب تسير عمى ىو‬
‫ميمة الضبط و التنظيـ الييئة المغربية لسوؽ الرساميؿ‬

‫تتشابو أشكاؿ الضبط باألسواؽ المالية مع تمؾ الموجود بالمؤسسات المالية بحكـ اإلرتباط‬
‫العضوي بينيما فكذلؾ تقوـ ىيئات أو ىيئة بتنظيـ الولوج إلى السوؽ و ضرورة التأشير عمى‬
‫بعض العمميات التي يتـ إنجازىا و الوقاية مف المخاطر و سد فجوة المعمومات بيف‬
‫المتعامميف‬

‫ضبط الولوج لمسوق المالية ‪:The Regulation of financial market access /‬‬

‫و يشمؿ التأشير عمى العمميات و المتدخميف‪ ،‬فيشترط في بعض العمميات الحصوؿ مسبقا‬
‫عمى تأشيرة الييئة المغربية لسوؽ الرساميؿ مف بينيا عمميات دعوة الجميور لئلدخار سواء‬
‫المتعمقة سواء بسندات رأسماؿ أو سندات الديوف‪ ،‬كسندات اإلقتراض العادية أو سندات‬
‫‪23‬‬
‫اإلقتراض القابمة لمتدويؿ أو حتى سندات اإلقتراض التي تسدد باألسيـ‬

‫ضبط المخاطر‪:The Regulation Of risks /‬‬

‫تنقسـ المخاطر لنوعيف المخاطر النظامية و ىي تمؾ المخاطر التي مف شأنيا التأثير عمى‬
‫النظاـ المالي بأكممو و ال ينفع معيا إجراء التنويع كونيا تصيب كؿ النظاـ و ليس جزء منو‪،‬‬
‫‪23‬‬
‫هْلع الٍِئ الوغشبٍة لغْق الشعاهٍل ‪ www.ammc.com‬جاسٌخ الضٌاسة ‪2020/3/9‬‬

‫‪21‬‬
‫و المخاطر الغير النظامية و ىي التي تصيب مجاال محددا و يمكف احتواء ىذه المخاطر‬
‫‪24‬‬
‫دوف تضر كؿ النظاـ‬

‫و الطريقة التي يمكف بيا تجنب وقع المخاطر النظامية ىي اإلستثمارات الطويمة األجؿ‬
‫لتجنب تقمبات السوؽ الظرفية بينما المخاطر الغير النظامية يمكف مواجيتيا بتنويع المحفظة‬
‫اإلستثمارية‪.‬‬

‫تتبع الييئةىذا النوع مف المخاطر النظامية كؿ ستة أشير بناء عمى عدة مؤشرات كأسعار‬
‫‪25‬‬
‫كما أضافت ستة مؤشرات‬ ‫األصوؿ و السيولة و المديونية و السياؽ الماكرو اقتصادي‬
‫جديدة سنة ‪ 0286‬كمعامبلت البورصة المعمقة و تقمبات أسواؽ البورصة‪.‬‬

‫و يتـ ىذا التقييـ عمى سمـ مف خمس درجات‪ 8‬منخفض جدا و منخفض و معتدؿ و عاؿ و‬
‫حرج‬

‫و ألجؿ المساعدة في الوقاية مف المخاطر تعمؿ الييئة و بالضبط لجنة التنسيؽ و رصد‬
‫المخاطر النظامية عمى مدى موثوقية البيانات الواردة بشأف عمميات اإلقراض ػ اقتراض‬
‫السندات و القياـ بدراسة مقارنة دولية بشأف الطبيعة النظامية لصناديؽ التقاعد‪ ،‬إدراج بيانات‬
‫‪26‬‬
‫ديوف السندات الخاصة في قاعدة بيانات مكتب القروض ‪...‬‬

‫ضبط سموك السوق‪:The Rgulation of the market behaviour /‬‬

‫و يتمثؿ اليدؼ في كشؼ أي حدث أو سموؾ مف شأنو أف يشكؿ جريمة بورصة أو إخبلال‬
‫‪27‬‬
‫و حدد القانوف المنظـ لمييئة مياما مرتبطة بيذه الغاية كالسير‬ ‫بالقوانيف الجاري بيا العمؿ‬
‫عمى المساواة في التعامؿ مع المكتتبيف و الشفافية و نزاىة السوؽ الرساميؿ و يساعد الييئة‬

‫‪24‬‬
‫ّسلة بحثٍة (بحظشف‪what is systemic risk george g.kaufman and Kenneth scott p:2‬‬
‫‪25‬‬
‫الحمشٌش الغٌْي للٍِاة الوغشبٍة لغْق الشعاهٍل ‪ 2018‬ص‪100 :‬‬
‫‪26‬‬
‫ًفظ الحمشٌش ص‪101:‬‬
‫‪27‬‬
‫ًفظ الحمشٌش ص‪93:‬‬

‫‪22‬‬
‫في ذلؾ مأموريف معتمديف ميمتيـ المراقبة و تبيف صح المعمومات و ال يمكف أحيانا‬
‫التحجج أماميـ بالسر الميني‬

‫و تستن د آلية المراقبة إلى منظومة معموماتية تحمؿ اسـ ميمينيوـ تستجيب لممعايير الدولية‬

‫و مف السوكات التي يمكف أف تضر بالسوؽ ىي التبلعب باألسعار و استغبلؿ ضعؼ‬


‫المعمومات المتوفرة باألسواؽ المالية و يمكف لمييئة فتح تحقيؽ فور اإلشتباه و وفؽ تقريرىا‬
‫لسنة ‪ 0286‬فقد حقؽ المجمس التأديبي في ‪ 88‬ممفا مف بينيا ممؼ جريمة يتعمؽ باحتمالية‬
‫جنحة تبلعب في األسعار بينما تتعمؽ ‪ 82‬األخرى بتقصير يتمثؿ في عدـ اإلمتثاؿ لقواعد‬
‫المتعمقة بنقؿ نشر المعمومات أو الوثائؽ و سياسة اإلستثمار في ىيئات التوظيؼ الجماعي‬
‫لمقيـ المنقولة و الوسائؿ البلزمة لممارسة نشاط شركة التدبير و عمميات إقراض السندات‬

‫المطمب التاني ‪ :‬وسائل الضبط االقتصادي‬

‫انطبلقا مف كوف الضبط االقتصادي يعنى بو مجموعة مف القواعد القانونية و األجيزة‬


‫المستحدثة لتجسيد السياسة العامة الجديدة في مجاؿ االقتصاد سواءا لتوجيو االقتصاد نحو‬
‫النمو أو حفاظا عمى مصالح الفاعميف في السوؽ االقتصادية‪ ،‬فيتمظير عموما عبر تقنيف‬
‫الممارسات االقتصادية "الفقرة األولى " الذي يترجمو النظاـ المؤسساتي الذي تعتمده الدولة‬
‫لمتتبع و الحرص عمى حماية السوؽ االقتصادية"الفقرة الثانية "‬

‫الفقرة األولى ‪:‬الضبط االقتصادي عبر تقنين الممارسات االقصادية ‪:‬‬

‫‪la regulation economique par la reglementation des pratiques‬‬


‫‪economiques‬‬

‫‪23‬‬
‫مما ال شؾ فيو أف ممارسة األنشطة االقتصادية في االقتصاديات المبرالية يقوـ عمى تكريس‬
‫المبادرة الخاصة و تعد حرية المنافسة أحد أعمدتيا‪ ،‬كما يعد مبدأ اإلنصاؼ و العدالة أحد‬
‫أىـ الركائز التي ينبني عمى أساسيا االقتصاد الوطني ‪ ،‬ىذا ما أدى بالمشرع المغربي إلى‬
‫التدخؿ لحماية السوؽ االقتصادية باصدار قوانيف دخيمة عمى عالـ االقتصاد دوف اإلخبلؿ‬
‫بقواعده لحماية المصالح المتنافسة و المتعارضة داخؿ السوؽ مما قد يمجأ إليو بعض‬
‫الفاعميف االقتصادييف مف أساليب و ممارسات تقيد أو تمنع المنافسة أو الولوج لمسوؽ سواءا‬
‫في القطاع العاـ أو الخاص‪.‬‬

‫و قد بدأت بوادر إصبلح المنظومة التشريعية لبلقتصاد الوطني عبر إدخاؿ تغييرات جذرية‬
‫عمى القواعد القانونية الموجودة ‪ ،‬و إحداث نظـ و قواعد أخرى يتطمبيا التطور االقتصادي ‪،‬‬
‫بتعزيز ترسانة تشريعية عف طريؽ إصدار جممة مف القوانيف المتعمقة بمجاؿ االقتصاد مف‬
‫أىميا مدونة التجارة ‪ ،‬قوانيف الشركات ‪ ،‬القانوف المتعمؽ بمؤسسات االئتماف و الييئات‬
‫المعتبرة في حكميا ‪ ،‬قانوف حقوؽ المؤلؼ و الحقوؽ المجاورة ‪ ،‬قانوف الصفقات العمومية و‬
‫التدبير المفوض ‪ ،‬مدونة تحصيؿ الديوف العمومية ‪ ،‬مدونة الضرائب ‪ ،‬القانوف االستيبلكي‬
‫‪،‬و العديد مف النصوص القانونية األخرى ولعؿ أىميا القانوف المتعمؽ بحرية األسعار و‬
‫المنافسة لطابعو االقتصادي المحض و الذي يعد جزءا ىاما في البنية القانونية لبلقتصاد‬
‫الوطني ‪ ،‬لكونو يسعى إلى ضبط الممارسات االقتصادية بشكؿ شمولي‪.‬‬

‫فإذا كانت الممارسات االقتصادية بوجو عاـ تتمظير في شكؿ تصرفات إرادية ‪ ،‬سواء في‬
‫مجاؿ المعامبلت الخاصة أو العامة ‪ ،28‬إال أف ىاتو التصرفات تستوجب الحظرو فرض‬
‫جزاءات زجرية كمما تـ المساس بأحد المصالح عمى مستوى العبلقات الجماعية ككؿ في‬
‫السوؽ االقتصادية ‪ ،‬بيدؼ حماية السوؽ و الحفاظ عمى التوازف و تكافؤ الفرص بيف‬

‫‪28‬‬
‫جٌض الوادة األّلى يً بٌزُا الثاًً هي الماًْى ‪ 104.12‬الوحتلك بحشٌة األعتاس ّ الوٌايغة على أًَ ‪ٌ :‬طرك ُزا الماًْى ‪....‬‬
‫على جوٍع أعوال اإلًحاج ّ الحْصٌع ّ الخذهات‪ ،‬بوا يٍِا جلك الحً جمْم بِا أشخاص اعحراسٌة خاضتة للماًْى التام‪ ،‬عٌذها جحظشف كفاعلٍي‬
‫الحظادٌٍي ّ لٍظ أثٌاء هواسعحِا لظالكٍات الغلطة التاهة أّ لوِام الوشيك التام ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫مختمؼ الفاعميف االقتصادييف مف جية و حماية االقتصاد الوطني مف التضخـ و الحفاظ‬
‫عمى استقرار المعامبلت و تحقيؽ نوع مف االزدىار و النمو االقتصادي بالببلد ‪ ،‬و ىذا ما‬
‫تـ ترجمتو مف خبلؿ القانوف ‪ 822.80‬المتعمؽ بحرية األسعار و المنافسة ‪،‬الذي يتجسد في‬
‫‪29‬‬
‫يستمد أسسو مف سيادة الدولة ويتسـ بطابع‬ ‫قواعد قانونية آمرة تشكؿ نظاـ عاما اقصاديا‬
‫توجييي يوجو االقتصاد نحو نيج السياسة االقتصادية التي تعتمدىا الببلد و طابع حمائي‬
‫يسعى مف خبللو إلى الحفاظ عمى التوازنات بيف مختمؼ الفاعميف في الدورة االقتصادية‬
‫داخؿ سوؽ معينة بحظر مجموعة مف الممارسات المنافية لقواعد المنافسة ‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى كوف بعض الفقو ذىب إلى القوؿ بأف المنافسة الحرة و النزيية ىي بمثابة‬
‫‪30‬‬
‫ديموقراطية اقتصادية ‪ ،‬و تقنينيا يعد مف وسائؿ ضبط االقتصاد في الدوؿ المبرالية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬الضبط االقتصادي عبر نهج نظام مؤسساتي مستقل كفيل لحماية السوق‬
‫االقتصادية‪:‬‬

‫‪Régulation économique par la mise en œuvre d’un système‬‬


‫‪institutionnel indépendant qui assure la protection du marché‬‬
‫‪économique‬‬

‫يرجع مبرر بروز ىيئات الضبط االقتصادي المستقمة لموقاية مف إخفاقات السوؽ ‪ ،‬كما‬
‫تمعب دو ار ميما في التنسيؽ و تجاوز تضارب المصالح بيف الفاعميف االقتصادييف ‪ ،‬فالدولة‬
‫المبرالية ال تحدد كمية اإلنتاج و ال طبيعة المنتوج و ال المستيمكيف لو ‪ ،‬فيي أنشطة محررة‬
‫مف تحكميا لكف يجب عمييا فرض تدابير الحكامة في تدبير األنشطة مف قبؿ الفاعميف ‪،‬‬
‫كما أنيا جاءت لرفض الدوافع الذاتية و السياسية لصناع السياسات االقتصادية ‪ ،‬مف خبلؿ‬

‫‪29‬‬
‫اعحرشٍ األعحز هحوذ الشٍلح بأًَ هجوْعة هي المْاعذ الحً جِذف إلى جحمٍك الحذ األدًى هي االعحمشاس االجحواعً ّ االلحظادي ّ األخاللً الزي‬
‫ال ٌومي االعحغٌاء عٌَ لضواى الوظلحة التاهة‪ ّ ،‬بالحالً ٌتذ هوشا أّ هغلما جٌفز هي خاللَ الذّلة إلى الوجال االلحظادي لموع ّ الحذ هي‬
‫الوواسعات االلحظادٌة الحً جوثل جِذٌذا لومْهات الوجحوع االلحظادٌة ّ االجحواعٍة ّ األخاللٍة‬
‫‪ -‬هحوذ الشٍلح‪ ،‬الماًْى ّ االلحظاد هي االجظال إلى االًفظال‪ ،‬الوجلة الوغشبٍة للماًْى االلحظادي‪ ،‬التذد الثاًً‪ ،2007 ،‬ص ‪16 :‬‬
‫‪30‬‬
‫لٌٍا كغي ركى‪ ،‬لاًْى كواٌة الوٌايغة ّ هٌع االكحماس " دساعة هماسًة يً الماًْى الوظشي ّ الفشًغً ّ االّسّبً‪ ،2006-2005 ،‬ص‪30 :‬‬

‫‪25‬‬
‫فرض التدابير الضبطية ‪ ،‬و ال يتأتى ذلؾ إال عبر تعزيز الترسانة التشريعية بنظاـ مؤسساتي‬
‫‪31‬‬
‫مستقؿ يترجميا في الواقع العممي ‪.‬‬

‫و لعؿ أبرز مؤسسات الضبط االقتصادي التي تمت دسترتيا سنة ‪ 0288‬مجمس المنافسة‬
‫الذي يعد حسب الفصؿ ‪ 844‬مف الدستور ىيئة مستقمة مكمفة في إطار تنظيـ منافسة حرة و‬
‫مشمروعة و بضماف الشفافية و اإلنصاؼ في العبلقات االقتصادية ‪ ،‬خاصة مف خبلؿ‬
‫تحميؿ و ضبط وضعية المنافسة في األسواؽ ‪ ،‬و مراقبة الممارسات المنافية ليا و‬
‫الممارسات التجارية غير المشروعة و عمميات التركيز االقتصادي و االحتكار‪.‬‬

‫و استجابة لممتطمبات الدستورية تـ إصدار القانوف المنظـ لمجمس المنافسة رقـ ‪ 02.81‬سنة‬
‫‪ 0282‬و الذي حسب المادة األولى منو " يتمتع مجمس المنافسة بالشخصية االعتبارية و‬
‫االستقبلؿ المالي "‪.‬‬

‫لكف و مع ذلؾ فذلؾ ال يمنع مف خضوعو لمراقبة مالية تمارسيا الدولة ممثمة في و ازرة‬
‫االقتصاد و المالية في إطار القانوف ‪ 47.22‬المتعمؽ بالمراقبة المالية لمدولة عمى المنشآت‬
‫العامة و الييئات األخرى‪ .‬كما يخضع كذلؾ لمراقبة المفتشية العامة لممالية و كذلؾ لرقابة‬
‫‪32‬‬
‫و حسب المادة ‪ 83‬مف القانوف‬ ‫المجمس األعمى لمحسابات طبقا لمقوانيف الجاري بيا العمؿ‬
‫‪ 02.81‬المتعمؽ بمجمس المنافسة ‪.‬‬

‫و تجدر اإلشارة كذلؾ إلى أنو بصدور القانوف المنظـ لمجمس المنافسة رقـ ‪ 02.81‬لـ يعد‬
‫مجمس المنافسة يتمتع بمجرد سمطات استشارية تخولو إبداء الرأي و المشورة في حاالت‬
‫محددة أو بخصوص قضايا معينة بؿ أصبح يتمتع باخصاصات تقريرية بمقتضى المادة‬
‫الثانية مف نفس القانوف في ميداف محاربة الممارسات المنافية لقواعد المنافسة و مراقبة‬

‫‪31‬‬
‫ّياء الفاللً – إبشاٍُن الظايً‪ ،‬الوماسبة " الٌٍْهؤعغاجٍة" لٍِاات الضرظ يً الوغشب ‪ :‬هتالن الذّلة الضابطة يً الذعحْس ‪ ،2011‬الوجلة‬
‫الوغشبٍة لإلداسة الوحلٍة ّ الحٌوٍة‪ ،‬عذد ‪ ،133‬هاسط – أبشٌل ‪ ،2017‬ص ‪132-131-130 :‬‬
‫‪32‬‬
‫الظٍِش الششٌف ‪ 1.59.269‬الظادس يً ‪ 14‬أبشٌل ‪ 1960‬الوحتلك باخحظاطات الوفحشٍة التاهة‪ ّ ،‬الماًْى سلن ‪ 62,99‬بوثابة هذًّة للوحاكن‬
‫الوالٍة‬

‫‪26‬‬
‫عمميات التركيز االقتصادي ‪ ،‬و مف بيف التجسيدات العممية لممارسة مجمس المنافسة‬
‫لسمطتو التقريرية ‪8‬‬

‫‪ -‬أحقيتو في األمر بالتوقؼ عف إتياف الممارسات المنافية لقواعد المنافسة المحددة بمقتضى‬
‫‪33‬‬
‫المواد ‪4‬و‪5‬و‪ 6‬مف القانوف ‪822.80‬‬

‫‪ -‬إمكانية تطبيقو عمى المخالفيف غرامات تيديدية عف كؿ يوـ تأخير عف تنفيذ أمر صادر‬
‫عنو في مواجتيـ ‪.‬‬

‫‪ -‬أحقيتو في الحكـ بعقوبات مالية تكوف مناسبة مع خطورة األفعاؿ و فداحة األضرار‬
‫الناجمة عف الممارسات المؤاخذ عمييا و مع األخذ بعيف االعتبار وضعية المنشئة‬
‫‪34‬‬
‫المخالفة‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫الوادة ‪ 36‬هي الماًْى ‪ 104.12‬الوحتلك بحشٌة األعتاس ّ الوٌايغة‬
‫‪34‬‬
‫عرذ اللطٍف المشاصي‪ ،‬طرٍتة هجلً الوٌايغة ّ اخحظاطاجَ على ضْء همحضٍات الماًْى الجذٌذ سلن ‪ 20.13‬الوحتلك بوجلظ الوٌايغة‪ ،‬ص ‪90‬‬
‫– ‪105 - 103‬‬

‫‪27‬‬
‫خاتمة‪:‬‬

‫عمى العموـ يمكف القوؿ أف الدولة دائما ما تسعى إلى تفعيؿ سياستيا االقتصادية و المالية‬
‫مف أجؿ تحقيؽ التنمية و االستقرار المالي و االقتصادي و االجتماعي و يعد الضبط‬
‫االقتصادي و المالي ىو آلية مف آليات الحكامة التي تسعى بيا الدولة إلى تحقيؽ ىاتو‬
‫األىد اؼ المنشودة و ذلؾ عبر مجموعة مف اإلصبلحات التشريعية و المؤسساتية التي تيـ‬
‫بالخصوص ‪8‬‬

‫‪ -‬تحسيف القدرة التنافسية لممقاوالت عمى المستوى الوطني و الدولي و الحفاظ عمى التوازف‬
‫بيف مختمؼ الفاعميف في السوؽ االقتصادية‬

‫‪ -‬تقوية القطاع المالي و تعزيز ديناميتو‬

‫‪ -‬التحكـ في عجز الميزانية و تقميص المديونية الخارجية‬

‫‪ -‬الحد مف الفساد المالي و ىدر الماؿ العاـ‬

‫و ىكذا يتضح لنا أف المغرب يتجو نحو تمكيف ىيئات الضبط أكثر القطاعات حساسية في‬
‫المجتمع ‪ ،‬و اختبار مدى قدرتيما عمى المساىمة في دمقرطة الفعؿ العمومي ‪ ،‬و ضماف‬
‫التوازف داخؿ المجتمع بعد انسحاب الدولة ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫الكتب‪:‬‬

‫‪ ‬سً محمد البقالً الكتلة الدستورٌة للمالٌة العمومٌة مطبعة المعارف الجدٌدة الرباط ‪.2019‬‬

‫حازم البٌالوي‪ ،‬انظام االقتصادي الدولً المعاصرن الكوٌت ‪:‬المجلس الوطنً للثقافة و الفنون و االداب ‪2000‬‬ ‫‪‬‬
‫عبد العزٌز غوردو ‪ :‬الحكامة الجٌدة فً النظام الدستوري المغربً‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫عرذ اللطٍف المشاصي ‪ ،‬طرٍتة هجلظ الوٌايغة ّ اخحظاطاجَ على ضْء همحضٍات الماًْى الجذٌذ سلن ‪20.13‬‬ ‫‪‬‬
‫الوحتلك بوجلظ الوٌايغة‬
‫لٌٍا كغي ركى ‪ ،‬لاًْى كواٌة الوٌايغة ّ هٌع االكحماس " دساعة هماسًة يً الماًْى الوظشي ّ الفشًغً ّ‬ ‫‪‬‬
‫االّسّبً ‪2006-2005 ،‬‬

‫الرسائل واألطروحات‪:‬‬

‫‪ ‬بوشانٌخ ربٌحة ‪ ,‬بزنٌة كهٌنة ‪ .‬مقاربات حول قانون الضبط االقتصادي مدكرة تخرج لنٌل شهادة الماستر فً‬
‫الحقوق فرع قانون االعمال تحت اشراف الدكتور عٌساوي عز الدٌن كلٌة الحقوق و العلوم السٌاسٌة قسم قانون‬
‫االعمال جامعة عبد الرحمان مٌرة بجاٌة ‪2017/2016‬‬
‫‪ ‬قوراري مجدوب سلطات الضبط فً المجال االقتصادي مدكرة لنٌل شهادة الماجٌستٌر فً القانون العام‬
‫‪2010-2009‬‬
‫‪ ‬مصطفى علوش االلٌات القانونٌة لتدخل الدولة فً االقتصاد اطروحة لنٌل شهادة الدكتوراه فً القانون العام‬
‫‪.2017‬‬

‫المجاالت‪:‬‬

‫‪ ‬محمد الشٌلح ‪ ،‬القانون و االقتصاد من االتصال إلى االنفصال ‪ ،‬المجلة المغربٌة للقانون االقتصادي ‪ ،‬العدد‬
‫الثانً ‪. 2007 ،‬‬
‫‪ ‬وفاء الفاللً – إبراهٌم الصافً ‪ ،‬المقاربة " النٌومؤسساتٌة" لهٌئات الضبط فً المغرب ‪ :‬معالم الدولة الضابطة‬
‫فً الدستور ‪ ، 2011‬المجلة المغربٌة لإلدارة المحلٌة و التنمٌة ‪ ،‬عدد ‪ ، 133‬مارس – أبرٌل ‪2017‬‬
‫المراجع األجنبية‪ :‬‬

‫‪ imad.a.moosa , good regulation ;bad regulation ; the anatomy of financial regulation‬‬
‫‪2015‬‬
‫‪ regulation of banks and finance .theory and polycy after the credit crisis 2009‬‬
‫‪ bertrand de marais : frison roche :definition de droit de la regulation economique‬‬
‫‪dolloz 2004.‬‬
‫‪ zanane abderrahmane « les libertes economiques au maroc article‬‬
‫‪ sahib eddine : investissement etraner et privatisation au maroc , these de doctorat‬‬
‫‪en sciences economiques de l’ universite de bourgogne, dijon 1996.1997‬‬
‫المواقع اإللكترونية‪:‬‬

‫‪ www.MyEtymology.com‬‬
‫‪ http://www.myetymology.com/greek/kubernan.html‬‬
‫‪ www.ammc.com‬‬

‫‪29‬‬
‫الفهرس‬

‫مقدمة‪1 ................................................................................................................... :‬‬

‫المبحث االول ‪ :‬االسس النظرٌة و القانونٌة للضبط و الحكامة االقتصادٌة و المالٌة‪4 .........................‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬التعارٌف و النظرٌات المؤطرة ‪4 ..................................................................‬‬

‫الفقرة االولى‪ :‬تطور مفهوم الضبط ‪4 .................................................................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬تطور مفهوم الحكامة ‪9 ................................................................................‬‬

‫المطلب الثانً ‪:‬السٌاق القانونً للضبط االقتصادي والمالً و دسترة الحكامة‪11 .............................‬‬

‫الفقرة االولى ‪:‬نشأة الضبط االقتصادي ‪11 ..........................................................................‬‬

‫المبحث الثانً ‪ :‬الٌات و وسائل الضبط االقتصادي و المالً‪18 ................................................ :‬‬

‫المطلب االول ‪ :‬الٌات الضبط المالً ‪18 ..............................................................................‬‬

‫الفقرة االولى ‪ :‬ضبط المؤسسات االئتمانٌة ‪18 .......................................................................‬‬

‫الفقرة الثانٌة‪ :‬األسواق المالٌة ‪21 ......................................................................................‬‬

‫المطلب التانً ‪ :‬وسائل الضبط االقتصادي ‪23 .....................................................................‬‬

‫الفقرة األولى ‪:‬الضبط االقتصادي عبر تقنٌن الممارسات االقصادٌة ‪23 ...................................... :‬‬

‫الفقرة الثانٌة ‪ :‬الضبط االقتصادي عبر نهج نظام مؤسساتً مستقل كفٌل لحماٌة السوق االقتصادٌة‪25 ... :‬‬

‫خاتمة‪28 ................................................................................................................. :‬‬

‫الئحة المراجع ‪29 ........................................................................................................‬‬

‫الفهرس ‪30 ................................................................................................................‬‬

‫‪30‬‬

You might also like