You are on page 1of 29

‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫ماستر تدبير المالية‬


‫العمومية‬
‫هيئات الضبط والحكامة المالية‬
‫موضوع حول‪:‬‬

‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫تحت إشراف الدكتور‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫عمر العسري‬ ‫عبد الرزاق ادريوش‬
‫حمزة نحال‬
‫هشام العماري‬

‫السنة الجـــــامعية‬
‫‪2019-2020‬‬

‫‪1‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫مــقـدمـة‬
‫إن تدخل الدولة اليوم أ صبح أمرا ضروريا‪ ،‬وذلك نظرا النتقالها من الدولة الحارسة أو ما‬
‫يطلق عليها بالدولة الدركية‪ ،‬بحيث تكون وظيفتها الشرعية الوحيدة هي حماية األفراد من‬
‫االعتداء والسرقة واإلخالل بالعقود والغش‪ ،‬وتكون مؤسسات الدولة الحكومية تتركز في‬
‫الدفاع واألمن والقضاء‪ .‬لكن انتقال الدولة من الشكل التقليدي إلى شكلها الحديث‪ ،‬أو ما أصبح‬
‫يطلق عليه بالدولة المتدخلة وهي الدولة التي تقوم على أساس الحكومة المركزية وذلك بالتدخل‬
‫في توجيه األنظمة االقتصادية واالجتماعية والسياسية في المجتمعات وتقديم الخدمات العامة‬
‫المختلفة‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى التجربة المغربية فإننا نالحظ حداثة التوجه المغربي في مجال الضبط اإلداري‪،‬‬
‫إبان االستقالل بسبب التطورات التي عرفته بعض القطاعات وبالنظر للطابع التدخلي الذي‬
‫نهجته الدولة عبر امتداد نشاط اإلدارة وتدخل المؤسسات المركزية المناط بها دور سلطات‬
‫الضبط المركزية‪ .‬وذلك في ظل مغربة آليات التدبير اإلداري واالقتصادي المعتمدة بها‪ ،‬وتلبية‬
‫متطلبات األفراد واالنفتاح على العالم‪.‬‬

‫فرضت ضرورة بروز فكرة الضبط اإلداري لتجاوز ضعف اآلليات التقليدية للتنظيم داخل‬
‫كنف الدولة والتي ال تتوافق مع طبيعة الدولة المتدخلة النشيطة‪ ،‬ليشكل مفهوم الضبط فكرة‬
‫جديدة انتشرت بشكل واسع منذ سنوات الثمانينات من القرن الماضي من أجل وصف‬
‫التحوالت العميقة التي ظهرت آنذاك‪.‬‬

‫إن مفهوم الضبط متعدد المعاني‪ ،‬ألنه يستخدم على نطاق واسع وفي مختلف التخصصات‬
‫(علم االجتماع واالقتصاد والعلوم السياسية والقانون)‪.‬‬

‫فالضبط لغة كلمة مستمدة من ضبط يضبط ضبطا‪ ،‬بمعنى لزمه وقهره وقوي عليه‪ ،‬ويوحي‬
‫هذا المصطلح في القاموس اإلنجليزي إلى العمل الرقابي في الدرجة األولى الذي يسعى إلى‬

‫‪2‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫الحفاظ على وضعية معينة‪ ،‬أما في القاموس الفرنسي فهو يفيد التنظيم وحسن سير نظام معين‬
‫وقد اعتلى هذا األخير منصة النقاشات السياسية والفقهية‪ ،‬كوسيلة الستعادة التحكم العمومي‬
‫في التوجهات الكبرى‪،‬أما اصطالحا فقد عرفه الفقيه موريس هوريو بأنه سيادة النظام والسالم‬
‫من خالل التطبيق الوقائي للقانون‪ ،‬واعتبره أيضا بأنه كل ما يستهدف منه المحافظة على‬
‫النظام العام داخل الدولة‪.1‬‬

‫وبالرجوع إلى التجربة المغربية فإننا نالحظ حداثة التوجه المغربي في مجال الضبط‬
‫اإلداري‪ ،‬إبان االستقالل بسبب التطورات التي عرفته بعض القطاعات وبالنظر للطابع‬
‫التدخلي الذي نهجته الدولة عبر امتداد نشاط اإلدارة وتدخل المؤسسات المركزية المناط بها‬
‫دور سلطات الضبط المركزية‪.‬‬

‫هذا وتحظى سلطات الضبط اإلداري بأهمية كبرى من لدن المشرع‪ ،‬وكذا من قبل‬
‫الباحثين األكاديميين في هذا المجال‪.‬‬

‫ومن هنا تظهر لنا إشكالية محورية سنحاول اإلجابة من خاللها عن هذا الموضوع تتمثل فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫ما مدى حكامة وفعالية سلطات الضبط اإلدارية المركزية في تحقيق النمو‬
‫المالي واإلقتصادي؟‬

‫وتتفرع عن هذه اإلشكالية مجموعة من األسئلة من قبيل‪:‬‬

‫▪ من هي السلطات الساهرة عن الضبط اإلداري المركزية؟‬


‫▪ ماهي أهداف ووسائل الضبط اإلداري المركزية؟‬

‫لإلجابة عن اإلشكالية المطروحة واألسئلة المتفرعة عنها نقترح التصميم التالي بحيث سنتناول‬
‫موضوعنا من خالل المبحثين التاليين‪:‬‬

‫‪- 1‬نجاة خلدون‪ ،‬العمل اإلداري‪ ،‬مطبعة دعاية سال‪ ،‬الطبعة األولى ‪ 2015‬الصفحة ‪119‬‬

‫‪3‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫المبحث األول‪ :‬دور األجهزة المؤسساتية في الضبط اإلداري‬


‫المركزي‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهداف ووسائل سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫المبحث األول‪ :‬دور األجهزة المؤسساتية في الضبط اإلداري‬


‫المركزي‬
‫يقوم النظام السياسي المغربي على ازدواجية السلطة التنفيذية ولما لها من دور سام في‬
‫توجيه السياسات العامة للدولة‪ ،‬وبهذا سنكون قد قسمنا المبحث الذي بين أيدينا الى مطلب أول‬
‫تحت عنوان المؤسسة التنفيذية كسلطة مركزية وكآلية من آليات ضبط السياسات العامة للدولة‪،‬‬
‫وللبرلمان كسلطة تشريعية في المطلب الثاني‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المؤسسة التنفيذية (الملك والحكومة)‬

‫يجسد الضبط نمطا جديدا لدور الدولة التي انتقلت بمقتضاه من األشكال التقليدية في تدبير‬
‫الشأن العام إلى صيغة أخرى منحتها إمكانية إبداع ميكانيزمات بديلة بغية ضبط وتوجيه‬
‫مختلف القطاعات ؛ حيث أن أزمة دولة الرعاية الناتجة عن مجموعة من العوامل من أهمها‬
‫تحرير االقتصاد واشتداد المنافسة والعولمة أوما فرضته من ضرورة التحول نحو نموذج‬
‫جديد للتدخل ‪ ،‬قادت إلى تحول جذري لمكنون مفهوم الدولة ‪ ،‬من دولة متدخلة الى دولة‬
‫ضابطة تتمثل مهمتها األساسية في وضع القواعد والضوابط عن طريق مجموعة من‬
‫المؤسسات المركزية وعلى رأسها تلك التي تضطلع بمهام تنفيذية‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬المؤسسة الملكية‬

‫‪4‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫إ ن المؤسسة الملكية باعتبارها أعلى سلطة في البالد‪ ،‬وباعتالئها لمكانة بارزة في الهرم‬
‫السياسي والدستوري‪ ،‬تمتاز بمجموعة من الصالحيات واآلليات الدستورية والقانونية التي‬
‫تضمن مزاولتها المهمة ضبط وتقنين األنشطة االقتصادية والمالية‪ .‬وبالتالي فهي تعد فاعال‬
‫رئيسيا في رسم معالم السياسات العمومية فضال عن دورها البارز في ضبط سيرورة هذه‬
‫السياسات عن طريق إصدار مجموعة من القواعد والقوانين المنظمة لها‪ ،‬والتوجيه واإلشراف‬
‫االستراتيجي على هذه السياسات عبر مجموعة من اآلليات الدستورية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الضبط من خالل التأثير في العملية التشريعية‬

‫إن مساهمة المؤسسة الملكية في توجيه القرار الضريبي والمالي بشكل عام‪ .‬من خالل اآلليات‬
‫ذات الطبيعة التشريعية‪ ،‬تتطلب البحث عن االختصاصات الدستورية الممنوحة للملك والتي‬
‫تحمل نفس الخصائص المميزة للتشريع وبالعودة إلى مقتضيات الدستور الحالي للمملكة‪ ،‬وكذا‬
‫الدساتير السالفة‪ ،‬نجد أن الملك يؤثر في العملية التشريعية من خالل ثالث مداخل أساسية‪:‬‬
‫المدخلين األولين موضوعيين ويتعلقان برئاسة المجلس الوزاري والصالحيات الممنوحة‬
‫للملك في بعض الحاالت الخاصة كحالة االستثناء ووضعية حل البرلمان بحيث يمارس الملك‬
‫في هذه الحاالت وظائف تشريعية بموجب ظهائر‪ .‬كما للملك كذلك أن يمارس مهامه في‬
‫الحاالت العادية عن طريق إصدار الظهائر في إطار صالحياته الدستورية‪ ،‬أما المدخل الثالث‬
‫‪2‬‬
‫فهو شكلي مرتبط بمسألة إصدار القوانين‪.‬‬

‫‪ - 1‬رئاسة المجلس الوزاري‬

‫ينص الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬في فصله ‪ 48‬على أن الملك يرأس المجلس الوزاري‬
‫المؤلف من رئيس الحكومة والوزراء‪ ،‬حيث ينعقد هذا المجلس بمبادرة من الملك أو بطلب‬
‫من رئيس الحكومة‪ ،‬وللملك أن يفوض اختصاص رئاسته لرئيس الحكومة وفق جدول أعمال‬
‫‪3‬‬
‫محدد سلفا‪.‬‬

‫‪ 2‬عصام القرني" صناعة القرار الضريبي بالمغرب" أطروحة لنيل شهادة الدكتورة في القانون العام ‪ ،‬جامعة محمد الخامس بالرباط كلية العلوم‬
‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال ‪ 2016_2015‬ص ‪37‬‬
‫‪ 3‬الفصل ‪ 48‬من الدستور‬

‫‪5‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫وتبرز األهمية الكبرى لهذا المجلس من خالل القضايا والنصوص التي يتداول فيها ‪ ،‬والتي‬
‫من بينها التوجهات االستراتيجية لسياسة الدولة ومشاريع القوانين التنظيمية ‪ ،‬وكذا التوجهات‬
‫الع امة لمشروع قانون المالية ‪ ،‬إضافة إلى القوانين التي تضع إطارا لألهداف األساسية النشاط‬
‫‪4‬‬
‫الدولة في الميادين االقتصادية و االجتماعية و البيئية والثقافية‪.‬‬

‫ونظرا لما للمؤسسة الملكية من مكانة سياسية متميزة داخل الهرم الدستوري والبنية‬
‫المؤسسات ية للمملكة ‪ ،‬فإنه يلعب بذلك دورا حاسما داخل هذا المجلس ‪ ،‬فهو يضطلع من خالله‬
‫بمهمة ضبط وتوجيه المناقشات والتداوالت بخصوص القضايا واإلشكاالت األساسية المتعلقة‬
‫بالسياسة العا مة للدولة ‪ ،‬وخاصة تلك المتعلقة بالمجال المالي واالقتصادي وعلى هذا األساس‬
‫‪ ،‬فجل مشاريع قوانين المالية السنوية ‪ ،‬قبل عرضها على مجلسي البرلمان للمناقشة‬
‫والتصويت ‪ ،‬يتم إحالتها والتداول فيها ومناقشتها وتعديلها وتقييمها والمصادقة عليها من قبل‬
‫المجلس الوزاري ‪ .‬وت جدر اإلشارة إلى أن أغلب المقتضيات الضريبية والمالية المتضمنة في‬
‫الصيفة األولى لمشروع قانون المالية ‪ -‬يتم االحتفاظ بها في الصيغة النهائية لهذا القانون‪،‬‬
‫وبالتالي فالقرارات الضريبية المتضمنة في مشروع قانون المالية ال تحظى بمناقشة عميقة‬
‫‪5‬‬
‫ومستفيضة داخل قبني البرلمان ويتمثل‪.‬‬

‫دور الملك في ضبط سيرورة مش وع القانون المالي السنوي عن طريق إعطاء تصوره‬
‫أثناء مرحلة إعداد هذا المشروع من خالل رئاسته للمجلس األنف الذكر‪ ،‬الذي يتداول في‬
‫التوجهات العامة لمشروع قانون المالية قبل ‪ 20‬أكتوبر من كل سنة ‪ ،‬مستفسرا الحكومة عن‬
‫بعض جوانب المشروع مع إبداء مالحظاته وتعليماته بهذا الصدد ‪ ،‬وذلك لكون أن للقانون‬
‫المالي السنوي تأثير في توجيه وضبط االقتصاد بهدف تحقيق التوازن االجتماعي وتأمين‬
‫الخدمات وضبط الفوارق داخل المجتمع‪.‬‬

‫وال يقتصر األمر على قوانين مالية السنة فقط‪ ،‬بل إن أهم القوانين التي أطرت أبرز‬
‫اإلصالحات الجبائية بالمغرب ‪ .‬مرت في مسلسل إعدادها بالمجلس الوزاري‪ .‬ومن بين أهم‬

‫‪ 4‬الفصل ‪ 49‬من الفصل السابق‬


‫‪ 5‬عصام القرني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪39‬‬

‫‪6‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫هذه القوانين قانون اإلطار المتعلق باإلصالح الجبائي العام لسنة ‪ 1984‬على المستوى‬
‫‪6‬‬
‫الوطني‪ ،‬والقانون رقم ‪ 47 .06‬المتعلق بجبايات (الجماعات المحلية) على المستوى المحلي‪.‬‬

‫‪_2‬التشريع في الحاالت الخاصة‬

‫المدخل الثاني الذي يمكن الملك من التأثير في السياسات المالية عن طريق توجيه التشريع‬
‫الجبائي ‪ .‬هو الصالحيات ذات الطابع التشريعي الممنوحة له في بعض األوضاع الخاصة‬
‫كحالة االستثناء ‪ ،‬التي تخوله عمليا التشريع بشكل مباشر في عدة ميادين ومن بينها المجال‬
‫المالي والجبائي وقد أبانت التجربة التي عاشها المغرب خالل الفترة ما بين ‪ 8‬يونيو ‪1965‬‬
‫و ‪ 31‬يوليوز ‪ : 1970‬وهي الفترة التي شهد فيها المغرب حالة االستثناء ‪ ،‬على أن الملك‬
‫يمارس اختصاصات واسعة في المجالين التنظيمي والتشريعي ‪ ،‬وهو األمر الذي أدى به إلى‬
‫االستعانة بالمدير العام للديوان الملكي ‪ ،‬الذي أصبح يضطلع بدور بارز ‪ -‬عصام القرني ‪.‬‬
‫مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ - 39 :‬عصام القرني نفس المرجع أعاله ‪ ،‬ص ‪ 39 :‬في مراقبة عمل‬
‫الحكومة واإلشراف عل يها وتنسيق عمل الوزارات ‪ ،‬خاصة في فترة غياب وجود وزير أول‬
‫ما بين ‪ 8‬يونيو ‪ 1965‬و ‪ 6‬يوليوز ‪ 1967‬واألكيد أن مختلف القرارات الضريبية الصادرة‬
‫في هذه الفترة ‪ ،‬والواردة أساسا في قوانين مالية المسنة كانت من صناعة المؤسسة الملكية‬
‫بالدرجة األولى ‪ ،‬وهو أيضا الشأن المنطيق على مختلف المراسيم الملكية ذات الطبيعة المالية‬
‫‪ ،‬كالمرسوم الملكي الصادر في ‪ 21‬أبريل ‪ 1967‬القاضي بسن نظام المحاسبة العمومية وفي‬
‫نفس السياق ‪ ،‬تجدر اإلشارة إلى أن الملك إبان هذه الفترة كان يمارس صالحيات تشريعية‬
‫مهم في المجالين المالي والجبائي بمقتضى ظهائر بمثابة قانون ‪ ،‬حيث أن جميع القوانين‬
‫التنظيمية للمالية للسنوات ‪ 1970 ، 1963‬و ‪ ، 1972‬تم سمتها بموجب ظهائر ملكية بمثابة‬
‫‪7‬‬
‫قانون‪.‬‬

‫‪ - 3‬إصدار القوانين‬

‫‪ 6‬عصام القرني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪39‬‬


‫‪ 7‬عصام القرني‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪40‬‬

‫‪7‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫المدخل الثالث للتأثير الملكي على التشريع الجبائي هو مدخل شكلي يتعلق بمسألة إصدار‬
‫القوانين‪ .‬وبالرغم من كون أن هذا االختصاص يبقى شكليا‪ ،‬إال أن الدستور المغربي يقر على‬
‫أن مختلف القوانين المالية وغيرها‪ ،‬تظل غير قابلة للتنفيذ إال بعد إصدار الملك األمر بتنفيذها‬
‫‪8‬‬
‫‪ .‬ومن تم نشرها بالجريدة الرسمية بناء على هذا اإلصدار‪.‬‬

‫إجماال‪ ،‬يمكن القول أن دور الملك في ضبط وتأطير مضمون القرار الضريبي والمالي أسامي‬
‫ومحوري‪ ،‬خاصة من خالل توجيه المسار ووضع السياق العام للسياسة الجبائية بالمغرب‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬ممارسة الضبط من خالل بعض النصوص الدستورية والقانونية‬

‫فضال عن صالحياته في ضبط المجال المالي‪ ،‬فللملك صالحيات التوقيع على المعاهدات‬
‫والمصادق ة عليها كعاهدة التجارة أو تلك التي تترتب عليها تكاليف تلزم مالية الدولة‪ ،‬وذلك‬
‫‪9‬‬
‫بعد المصادقة عليها بقانون ‪.‬‬

‫كما أقرت الوثيقة الدستورية في فص لها ‪ 60‬أنه يجوز بمبادرة من الملك ‪ .‬أن تشكل لجان‬
‫نيابية لتقصي الحقائق‪ ،‬يناط بها جمع المعلومات المتعلقة بوقائع معينة ‪ ،‬أو بتدبير المصالح‬
‫أو المؤسسات والمقاوالت العمومية عالوة على ذلك ‪ ،‬فللملك الحق في االطالع على خالصات‬
‫مداوال ت المجلس الحكومي المتعلقة بمجموعة من القضايا وعلى رأسها السياسات العمومية‬
‫والقطاعية ومشروع قانون المالية ‪ 10 .‬وطبقا لمقتضيات المادة ‪ 2‬من القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 12 .02‬المتعلق بالتعيين في المناصب العليا‪ ،‬فإن الملك يعين بظهير المسؤولين عن‬
‫المؤسسات العمومية اال ستراتيجية بعد المداولة في المجلس الوزاري ‪ ،‬بناء على اقتراح من‬
‫‪10‬‬
‫رئيس الحكومة وبمبادرة من الوزير المعني ‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الحكومة (رئيس الحكومة)‬

‫‪ 8‬الفصل ‪ 50‬من الدستور‬


‫‪ 9‬الفصل‪ 55‬من الدستور‬
‫‪ 10‬الفصل ‪ 95‬من دستور ‪2011‬‬

‫‪8‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫تتشكل الحكومة في مختلف األنظمة السياسية من رئيس الحكومة ومن وزراء ويمكن أن تضم‬
‫كتابا للدولة حسب الفصل ‪ 87‬من الدس تور‪ ،‬وهي مسؤولة أمام الملك وأمام البرلمان‪ ،‬بحيث‬
‫بعد تعيين الملك لرئيس الحكومة‪ ،‬يتقدم رئيس الحكومة حسب الفصل ‪ 88‬أمام مجلسي‬
‫البرلمان مجتمعين‪ ،‬ويعرض البرنامج الذي تعتزم الحكومة تطبيقه بغية تنفيذ سياساتها وما‬
‫يهمنا اليوم هو مجال الحكومة فيما يخص الضبط المركزي اإلداري‪ .‬وبذلك سنكون قد قسمنا‬
‫هذا المطلب الى كل من الحكومة والوزراء‪.‬‬

‫أ_ رئيس الحكومة‬

‫ال شك أن الدستور المغربي الجديد حمل لنا مجموعة من اإلصالحات الجديدة حول مؤسسة‬
‫رئيس الحكومة‪ ،‬ولدراستها سنتناولها وفق الشكل التالي ‪:‬‬

‫سلطات رئيس الحكومة يعتبر المحرك األساسي والديناميكي للجهاز التنفيذي‪ ،‬بعد‬
‫الملك‪ ،‬فهو يمارس ‪:‬‬

‫السلطة التنفيذية‪ :‬إن الفصل ‪ 89‬من الدستور الجديد‪ ،‬يفيد الحكومة تعمل تحت سلطة‬
‫رئيسها‪ ،‬على العمل كالسلطة تنفيذية‪ ،‬تصهر على تنفيذ القانون‪ ،‬كالمدخل أساسي‪ ،‬للعمل‬
‫اإلداري ‪.‬‬

‫السلطة التنظيمية‪ :‬لرئيس الحكوم ة الحق اتخاذ التدابير الالزمة للتنزيل وتنفيذ البرنامج‬
‫الحكومي‪ ،‬تسيير المرافق العامة‪ ،‬استنادا للفصل ‪ 90‬من الدستور المغربي ‪.2011‬‬

‫سلطة رئاسية‪ :‬على أعضاء الحكومة‪ .‬تتكون الحكومة من رئيس‪ ،‬ووزراء أعضاء‪،‬‬
‫وكتاب الدولة‪ ،‬وكلهم يمارسون السلطة التنفيذية تحت رئيس الحكومة كما جاء في الفصل ‪88‬‬
‫من الدستور‪.‬‬

‫سلطة التعيين‪ :‬من بين التجديدات المهمة التي جاء بها الدستور الجديد‪ ،‬منح رئيس‬
‫الحكومة سلطة معتبرة في مجال التعيين في المناصب المدنية السامية‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 49‬منه‪،‬‬

‫‪9‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫و‪ 92‬كذلك الذي نجد في فقرته األخيرة منه‪ ،‬أنه يتداول الئحة المناصب في المجلس الحكومي‪،‬‬
‫قبل مرورها في المجلس الوزاري‪.‬‬

‫سلطة اإلشراف والوصاية‪ :‬يمارس رئيس الحكومة اإلشراف والوصاية‪ ،‬على‬


‫المؤسسات العمومية والمقاوالت‪ ،‬طبقا للفصل ‪ 98‬من الدستور الجديد السابق للذكر‪ .‬صالحية‬
‫رئيس الحكومة في تدبير العالقة مع السلطة التشريعية لرئيس الحكومة وأعضائها التقدم‬
‫باقتراح مشاريع قوانين‪ ،‬ف ‪ ،79‬ويجيب على األسئلة الشفهية المتعلقة بالسياسات العمومية‪،‬‬
‫ف ‪ ،100‬ويمكنه حل مجلس النواب‪ ،‬بعد استشارة مع ملك‪،‬‬

‫ويتداول مجلس الحكومة‪ ،‬تحت رئاسة رئيس الحكومة‪ ،‬في القضايا والنصوص التالية‪:‬‬

‫▪ السياسة العامة للدولة قبل عرضها على المجلس الوزاري‪.‬‬


‫▪ السياسات العمومية‪.‬‬
‫▪ السياسات القطاعية‪.‬‬
‫▪ طلب الثقة من مجلس النواب‪ ،‬قصد مواصلة الحكومة تحمل مسؤوليتها‪.‬‬
‫▪ القضايا الراهنة المرتبطة بحقوق اإلنسان وبالنظام العام‪.‬‬
‫▪ مشاريع القوانين‪ ،‬ومن بينها مشروع قانون المالية‪ ،‬قبل إيداعها بمكتب مجلس‬
‫النواب دون إخالل باألحكام الواردة في الفصل ‪ 49‬من الدستور‪.‬‬
‫▪ مراسيم القوانين‪.‬‬
‫▪ مشاريع المراسيم التنظيمية‪.‬‬
‫▪ مشاريع المراسيم المشار إليها في الفصول ‪ 65‬و‪ 66‬و‪ 70‬من الدستور‪.‬‬
‫▪ المعاهدات واالتفاقيات الدولية قبل عرضها على المجلس الوزاري‪.‬‬
‫▪ تعيين الكتاب العامين‪ ،‬ومديري اإلدارات المركزية باإلدارات العمومية‪،‬‬
‫ورؤساء الجامعات والعمداء‪ ،‬ومديري المدارس والمؤسسات العليا‪.‬‬

‫ب_ الوزراء‬

‫‪10‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫الوزراء يؤازرون رئيس الحكومة في القيام بالمهام الملقاة على مؤسسة الحكومة‬
‫ويتحملون مسؤولية جماعية وفردية لي ذلك‪ ،‬كما أنهم يؤازرون الملك في بعض مهامه كلما‬
‫احتاجهم في ذلك؛ وثمة أكثر من مستوى بالنسبة للوزراء في مقدمتهم وزير الدولة والوزير‬
‫الوزير المنتدب ثم كاتب الدولة وهو ماله من ثأ ثير على اختصاصاتهم التي تتباين من صنف‬
‫آلخر‪.‬‬

‫يتحملون مسؤولية سياسية من خالل البرنامج الحكومي المصادق عليه من طرف البرلمان‪،‬‬
‫ومن خالل السياسة العامة المسطرة وطنيا في تدبير الشأن العام الوطني؛ كما أن من منطلق‬
‫كونهم رؤساء لقطاعات وزارية ح يوية يتحملون مسؤوليات إدارية في مجال تدبير الشأن‬
‫اإلداري‪ ،‬تترتب عليها مسؤولية إدارية في حسن تسيير وتدبير مختلف الموارد البشرية‬
‫والمالية والتقنية لقطاعه كرئيس أول على وزارته؛ وهكذا يمكن تلخيص اختصاصات الوزراء‬
‫بشكل عام فيما يلي‪:‬‬

‫▪ االختصاص السياسي‪ :‬يتجلى في االلتزام بتنفيذ السياسة العامة للدولة المتعهد بها‬
‫رسميا أمام المؤسسة البرلمانية؛ التي أسندت ثقتها بالتصويت لصالح ذلك البرنامج‬
‫الحكومي‪.‬‬
‫▪ االختصاص التنظيمي‪ :‬يحظى الوزير باالختصاص في المجال التنظيمي؛ حيت أن‬
‫الدستور يسند اختصاص السلطة التنظيمية الى رئيس الحكومة‪ ،‬وبموجب الفصل ‪90‬‬
‫منه يشير صراحة الى أن من حق رئيس الحكومة تفويض بعض سلطه الى الوزراء‪،‬‬
‫وهذه االختصاص ال يعتبر أصليا يا هو اختصاص مفوض من رئيس الحكومة‪ ،‬من‬
‫خالل عملية التوقيع على المراسيم الحكومية المتعلقة بالقطاع الوزاري المعني‪.‬‬
‫▪ االختصاص اإلداري الرئاسي ‪ :‬بحيث انه للوزير حق ممارسة السلطة الرئاسية على‬
‫العاملين بقطاعه الوزاري ‪ ،‬لكونه هو صاحب السلطة اإلدارية العليا في وزارته ‪،‬‬
‫وبالتالي له حق الوصاية اإلدارية وحق المراقبة المباشرة على األشخاص وعلى‬
‫األعمال ‪،‬وهو ما يمنحه حق تعيين الموارد البشرية التابعة لوزارته وترقيتهم ونقلهم‬
‫وتأديبهم وفص لهم وإنهاء عملهم بالوزارة ‪،‬باإلضافة الى حقه في إرشادهم وتوجيههم‬

‫‪11‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫وإجازة أعمالهم والتصديق عليها أو االمتناع عن ذلك برفضها أو إلغائها أو تعديلها‬


‫إضافة الى سلطة إصدار األوامر والتعليمات ‪ ،‬وللوزير حق تفويض هذا االختصاص‬
‫‪11‬‬
‫الى مرؤوسيه في حدود القانون ‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬ضبط المؤسسة التشريعية لألنشطة االقتصادية‬


‫والمالية (البرلمان)‬
‫تنص الدساتير عادة على القواعد العامة‪ ،‬التي تنظم عمل كل سلطة من سلطات الدولة‪.‬‬
‫تكوينها وبيان اختصاصاتها وتحديد طرق ممارسة صالحياتها‪ ،‬والسلطة التشريعية‬
‫باعتبارها واحدة من تلك السلط‪ ،‬تعمل على سن القوانين التي تكفل حسن أداء كل سلطة‬
‫لوظيفتها‪ ،‬في الحدود التي رسمها الدستور‬
‫تتنوع وتتعدد اآلليات المتاحة للبرلمان من أجل ضبط األنشطة االقتصادية والمالية فمن‬
‫حيث التشريع نجد أن الفصل ‪ 6‬من الدستور جاء بما يلي‪ :‬القانون هو أسمى تعبير عن‬
‫األمة‪ ،‬فهو بطبيعته يحمل طابعا معياريا إذ يضع القواعد التي بدونها لن يكون فعاال‪ .‬وال‬
‫يستطيع من ناحية المبدأ االكتفاء بصياغة التوجهات واألهداف العامة أو إعالن النوايا‪ .‬فمن‬
‫مستجدات دستور ‪ 2011‬على توسيع مجاالت القانون من ‪ 9‬تسعة مجاالت بموجب الفصل‬
‫‪ 46‬من دستور ‪ 1996‬الى ثالثين مجاال بموجب الفصل ‪ 71‬من دستور ‪ 2011‬وهو ما‬
‫اعتبر مؤشرا على إعادة االعتبار للمؤسسة التشريعية فيما يتعلق بدورها في مجال إعداد‬
‫السياسات العمومية ومراقبتها وتقييمها ومن ضمنها المجاالت ذات الطابع المالي و خاصة‬
‫الجبائي كالنظام الضريبي ووعاء الضرائب و مقدارها وطرق تحصيلها وكذا النظام‬
‫القانوني كإصدار العملة ونظام البنك المركزي و أيضا نظام الجمارك ‪ ،‬و هي عناصر‬
‫حرص الدستور على تحديدها بشكل صريح في إشارة إلى استبعاد كل إمكانية لفرض‬
‫اقتطاعات جبائية خارج اطار الشرعية‪ .‬و بالتالي منح الدستور للبرلمان التشريع في العديد‬
‫من المجاالت بموجب الفصل ‪ 71‬وسنكتفي بعرض اهم اإلصالحات المالية والتي تهم‬
‫التشريع في النظام الضريبي ووعاء الضرائب ومقدارها وطرق تحصيلها كنظام الجمارك‬
‫ونظام االلتزامات المدنية والتجارية وقانون الشركات والتعاونيات والنظام القانوني اإلصدار‬
‫العملة ونظام البنك المركزي‪ ،‬نظام األبناك وشركات التأمين والتعاضديات‪ .‬إحداث‬
‫المؤسسات العمومية وكل شخص اعتباري من أشخاص القانون العام‪ ،‬تأميم المنشأة ونظام‬
‫الخوصصة‪.‬‬

‫رشيد بن عياش محاضرات النشاط اإلداري سنة ‪ 2016_2015‬ص ‪45_44_41_40‬‬ ‫‪11‬‬

‫‪12‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫ومن الناحية القانونية نجد أن مشروع قانون المالية من أهم مشاريع القوانين التي تعرض‬
‫على الهيئة التشريعية‪ ،‬وإذا كان البرلمان هو المشرع المالي وعنه يصدر القانون المالي‬
‫للسنة وهو المؤهل للترخيص بتعديله والتصويت على تصفيته فإنه يتمتع بصالحيات مالية‬
‫أخرى ال تقل أهمية عن القوانين المالية الثالث فهو يعتمد النصوص الجبائية وبصوت‬
‫ويصادق على المخططات التنموية االستراتيجية والبرامج متعددة السنوات ويوافق على‬
‫المعاهدات التي تترتب عليها تكاليف تلزم مالية الدولة‪ .‬ويعد مسلسل اعتماد قانون المالية‬
‫أهم لحظة في حياة البرلمان والحكومة معا من خالل الترخيص البرلماني ومنح األذن‬
‫للحكومة في جباية إيرادات الدولة‪ .‬وبهذا سنتناول قوانيين المالية ومالهم من دور في‬
‫التشريع‪:‬‬
‫➢ قانون المالية السنوي‪ :‬يعتبر قانون المالية السنوي فرصة سانحة ألعضاء البرلمان‬
‫المراقبة تنفيذ الميزانية أو المال العام قبل الشروع في تنفيذه من قبل السلطة التنفيذية‬
‫باعتباره ترجمة اللتزاماتها الحكومية وتوجهاتها العامة التي تنوي سنها في مجال‬
‫تدبير المالية العمومية ومن أجل إغناء المعطيات المقدمة للبرلمان وتحسين جودة‬
‫النقاش حول قانون المالية‪ .‬ألزم المشرع عبر القانون التنظيمي لقانون المالية في مواده‬
‫‪ 66 39 - 48 -‬الحكومة بإعداد ‪ 14‬تقرير يرافق مشروع قانون المالية ومن بينهم‬
‫أهم هذه الت قارير نجد التقرير االقتصادي والمالي ‪ ،‬الذي يعطي نظرة شاملة لتطور‬
‫الوضعية االقتصادية والمالية للمغرب السيما الجوانب المتعلقة بالميزان التجاري‬
‫والتنافسية ‪ ،‬وجذب االستثمارات األجنبية وذلك على ضوء المتغيرات المرتبطة‬
‫بالسياق الدولي واإلقليمي ‪ ،‬ويسلط الضوء على إيجابيات النموذج التنموي الوطني‬
‫باألخص ما يتصل باإلدماج وإحداث فرص الشغل ‪ ،‬كما يحدد معالم استدامة المالية‬
‫العمومية الوطنية‪.‬‬
‫➢ قانون المالية التعديلي‪ :‬يتم تقديم القوانين التعديلية بناء على متغيرات سياسية أو‬
‫اجتماعية أو اقتصادية‪ ،‬حيث تعمل السلطة التنفيذية على االستجابة لهذه األوضاع من‬
‫خالل تقديم القوانين التعديلية‪ ،‬ومن خاللها يمكن للبرلمان مطالبة الحكومة بتقديم‬
‫توضيحات حول ظروف تنفيذ الميزانية ومستويات اإلنفاق والجباية وسير المصالح‬
‫المالية وغير ذلك من البيانات التي تمكن البرلمان من الوقوف على حقيقة الوضعية‬
‫المالية والتدخل لتكييفها من خالل القانون المالي التعديلي‪ ،‬وفق ما تقتضيه المصلحة‬
‫العامة‪.‬‬
‫➢ قانون التصفية‪ :‬تكمن أهمية قوانين التصفية في تعزيز المهام الرقابية للبرلمان على‬
‫استعمال المال العام وتعد بمثابة خالصة للعمل المالي الحكومي‪ ،‬والتي من خاللها‬
‫يمكن تقييم اإلنجازات الحكومية‪ ،‬سواء فيما يتعلق بالموارد أو النفقات العمومية‪ .‬ونظرا‬
‫لهذه األهمية فإن المشرع المغربي خصها في الفصل ‪ 76‬من الدستور الذي نص على‪:‬‬

‫‪13‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫" تعرض الحكومة سنويا على البرلمان‪ ،‬قانون التصفية المتعلق بتنفيذ قانون المالية‪،‬‬
‫خالل السنة الثانية التي تلبي سنة تنفيذ هذا القانون‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬أهداف وأدوار سلطات الضبط اإلداري المركزية‬


‫ووسائله‬
‫تعمل سلطات الضبط اإلداري أساسا على صيانة النظام العام وإعادته إلى نصابه إذا اختل‪.‬‬
‫وللنظام العام مدلول محدد في هذا المجال يختلف عن مفهومه في مجال القوانين األخرى‬
‫سواء أكانت تلك القوانين من فروع القانون العام أو القانون الخاص‪.‬‬
‫ويقصد به النظام الذي يسعى إلى تحقيق عناصر أساسية وهي‪ :‬األمن العام‪ ،‬الصحة العامة‪،‬‬
‫والسكينة العامة وكذا المحافظة على اآلداب العامة كما تقوم هذه السلطات بمجموعة من‬
‫األدوار على رأسها السياسة المالية واالقتصادية (المطلب األول)‪.‬‬
‫وفي سبيل ذلك تستعين السلطات المكلفة بممارسة الضبط اإلداري المركزية ببعض الوسائل‬
‫للمحافظة على النظام العام وتتمثل في وسائل قانونية وتنظيمية وأخرى مادية (المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أهداف وأدوار سلطات الضبط اإلداري المركزية‬


‫تضع السلطات المكلفة بمهام الضبط اإلداري قيودا على حريات األفراد‪ ،‬وحتى ال يترك‬
‫المجال لهذه السلطات لتعصف بهذه الحريات تحت ستار المحافظة على النظام العام كان‬
‫لزاما تحديد أهدافها وغاياتها‪.‬‬
‫وبالتالي فسلطات الضبط اإلداري ليست مطلقة بل مقيدة من جهة بما ورد في الدستور‬
‫والنصوص التشريعية والتنظيمية‪ ،‬ومن جهة أخرى مقيدة بهدف المحافظة على النظام العام‪.‬‬
‫وعليه سنتحدث عن أهداف النظام العام في (الفقرة األولى)‪ ،‬تم دور سلطات الضبط اإلداري‬
‫المركزية في السياسة المالية واالقتصادية (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى‪ :‬أهداف النظام العام‬


‫وتتمثل أهداف النظام العام فيما يلي‪:‬‬
‫‪ )1‬األمن العام‪:‬‬

‫‪14‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫يقصد باألمن العام اطمئنان المرء عل نفسه وماله من خطر االعتداء نتيجة الكوارث الطبيعية‬
‫كالفيضانات والزالزل والحرائق أو بفعل اإلنسان كسطو المجرمين وعبث المجانين‬
‫والمظاهرات العنيفة وحوادث السيارات أومن جراء هجوم الحيوانات المفترسة وما تحدته من‬
‫اضطرابات‪.‬‬
‫وليتحقق للمرء هذا االطمئ نان فإن السلطة اإلدارية تعمل على توفير ذلك بدريء الكوارث‬
‫العامة وبمنع الجرائم المختلفة والمحافظة على نظام المرور وحفظ الناس من كل الحيوانات‬
‫الخطيرة‪.12‬‬
‫وبذلك يعد حفظ األمن العام ضرورة هامة الستقرار الدولة وتطورها ولحفظ المجتمع وصيانته‬
‫واستقراره‪ ،‬وهو المبرر الذي يخول لسلطات الضبط اإلداري فرض القيود على الحريات‬
‫العامة عن طريق لوائح الضبط‪ .‬من ذلك فرض شروط على الفرض الذي يريد الحصول‬
‫على رخصة السياقة‪ ،‬كالسن القانونية وعدم اإلصابة ببعض األمراض بحيث تستطيع اإلدارة‬
‫سحب الرخصة في حالة اإلهمال واألخطاء الجسيمة‪ ،‬فحوادث المرور تؤثر بشكل كبير على‬
‫‪13‬‬
‫حياة األفراد وتمتعهم بقدراتهم‪.‬‬
‫‪)2‬الصحة العمومية‪:‬‬

‫يقصد بها وقاية صحة الجمهور(المرتفقين)من خطر األمراض بمقاومة أسبابها‪ .‬ويقع على‬
‫عاتق اإلدارة مقاومة تلك األسباب باتخاذ سائر اإلجراءات الوقائية‪ .‬كالمحافظة على سالمة‬
‫مياه الشرب واألطعمة للبيع وإعداد المجاري وجمع القمامة والمحافظة على نظافة األماكن‬
‫العامة ومكافحة األوبئة واألمراض المعدية‪.14‬‬
‫كما تقوم سلطات الضبط اإلدارية بالمحافظة على الصحة العامة من خالل اتخاذ اإلجراءات‬
‫والتدابير الوقائية والعالجية لحماية المواطنين من مخاطر األوبئة واألمراض والجراثيم التي‬
‫تهدد صحتهم‪ .‬وذلك من خالل مراقبة المجازر والمطاعم ومحالت بيع المواد الغذائية وأماكن‬
‫‪15‬‬
‫التخزين وغيرها‪.‬‬
‫ولعل من األوبئة التي تهدد الصحة العامة في يومنا هذا وباء كرونا المستجد إذ تسهر سلطات‬
‫الضبط اإلداري المركزية على مكافحة هذا الوباء الخطير وذلك من خالل اتخاذ مجموعة من‬

‫‪ - 12‬مليكة الصروخ ‪ ،‬العمل اإلداري ‪،‬دار القلم الرباط ‪،‬الطبعة األولى ‪ 2012-1434‬الصفحة ‪113‬‬
‫‪ - 13‬جلطي أعمر‪،‬األهداف الحديثة للضبط اإلداري اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ‪ ،‬السنة الجامعية ‪،2016-2015‬جامعة أبي بكر بلقا يد‬
‫تلمسمان الصفحة ‪21‬‬
‫‪- 14‬مليكة الصروخ ‪ ،‬العمل اإلداري مرجع سابق الصفحة ‪114‬‬
‫‪ -15‬نجاة خلدون‪،‬العمل اإلداري ‪،‬مطبعة دعاية سال‪،‬الطبعة األولى ‪2015‬الصفحة ‪125‬‬

‫‪15‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫اإلجراءات من بينها اإلعالن عن حالة الطوارئ الصحية الذي أعلنت عنه السلطات‬
‫المركزية‪.16‬‬
‫وتنفيذا للتعليمات السامية التي تقدم بها صاخب الجاللة الملك محمد السادس حفظه هللا‬
‫‪،‬بإعطائها للحكومة قصد اإلحداث الفوري للصندوق الخاص بتدبير ومواجهة وباء فيروس‬
‫كورونا بادرت الحكومة بناء على هذه التعليمات الملوية السامية‪ ،‬وعمال بمقتضيات القانون‬
‫التنظيمي رقم ‪13.130‬لقانون المالية ‪،‬والمادة ‪25‬من المرسوم المتعلق بإعداد وتنفيذ قوانين‬
‫المالية بإحداث حساب مرصد ألمور خصوصية يحمل اسم الصندوق الخاص بتدبير جائحة‬
‫‪17‬‬
‫فيروس كورونا كوفيد‪.19‬‬

‫‪)3‬المحافظة على السكينة العامة‪:‬‬

‫يقصد بالسكينة العامة المحافظة على حالة الهدوء والسكون في الطرق واألماكن العامة كوقاية‬
‫الناس من الضوضاء واإلزعاج والمضايقات خاصة في أوقات راحتهم‪.‬‬
‫ومن األمور التي تمس السكينة العامة وتعمل السلطات اإلدارية على منعها أو إيقافها أصوات‬
‫الباعة المتجولين وآالت التنبيه في السيارات واألصوات المرتفعة المنبعثة من مكبرات‬
‫الصوت ونتيجة سوء استعمال الراديو وأجهزة التجهيز وغير ذلك‪.18‬‬
‫ومن اجل المحافظة على السكينة العامة‪ ،‬يقع على عاتق سلطات الضبط اإلداري أن تتخذ كل‬
‫اإلجراءات واالحتياطات للقضاء على كل ما من شأنه المساس بالسكينة العامة‪ ،‬أو وقاية‬
‫الناس منه‪ 19،‬ومنع مظاهر اإلزعاج داخل المناطق السكنية‪ ،‬وفي الطرق واألماكن‬
‫‪20‬‬
‫العمومية‪.‬‬
‫‪)4‬المحافظة على اآلداب العامة‪:‬‬

‫ويدخل في إطار النظام العام كذلك المحافظة على اآلداب العامة وهي ما يطلق عليه بالنظام‬
‫األدبي‪ .‬إذ أجاز االجتهاد القضائي في أول األمر لسلطة اإلدارة منع األمور التي تمس النظام‬
‫األدبي إدا كانت تحمل شكال ماديا ذي مظهر خارجي وتبعا لذلك فليس لسلطة اإلدارة الحق‬
‫في المس بالمشاعر أو األخالق أو األمور الدينية إال إذا اتخذت تلك األمور مظهرا خارجيا‬
‫من شان ذلك المظهر التأثير في النظام األدبي وبالتالي اإلخالل بالنظام العام‪ 21.‬وقد اعتبر‬

‫‪- 16‬مرسوم رقم ‪2.20.292‬صادر في ‪28‬من رجب ‪23(1441‬مارس‪)2020‬يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات اإلعالن‬
‫عنها‬
‫‪- 17‬مرسوم رقم ‪ 2.20.269‬الصادر في ‪ 22‬رجب ‪17(1441‬مارس ‪ )2020‬المتعلق بالصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا كوفيد‪19-‬‬
‫‪ - 18‬مليكة الصروخ ‪ ،‬العمل اإلداري ‪ ،‬مرجع سابق الصفحة ‪114‬‬
‫‪ - 19‬جلطي أعمر‪ ،‬األهداف الحديثة للضبط اإلداري‪ ،‬مرجع سابق الصفحة ‪27‬‬
‫‪ - 20‬نجاة خلدون‪،‬العمل اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة‪125‬‬
‫‪- 21‬مليكة الصروخ‪،‬العمل اإلداري‪،‬مرجع سابق الصفحة ‪114‬‬

‫‪16‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫مجلس الدولة الفرنسي أن المحافظة على اآلداب العامة تندرج ضمن المحافظة على النظام‬
‫العام ففي قضية لوتسيا أقر مجلس الدولة الفرنسي مشروعية قرار عمدة مدينة نيس الذي منع‬
‫‪22‬‬
‫عرض بعض األفالم السينمائية لما تتسم به من خروج عن القيم األخالقية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬دور سلطات الضبط اإلداري في السياسة المالية واالقتصادية‬


‫تعمل الحكومة على تنظيم السياسة المالية واالقتصادية عبر برنامجها الحكومي الذي يعد‬
‫بمثابة آلية لتجديد التعاقد سنويا مع البرلمان ويتم تنزيله عن طريق قانون المالية الذي تقوم‬
‫الحكومة بإعداده سنويا وعليه سنحاول التطرق أوال للسياسة المالية ثم(ثانيا) الحديث عن‬
‫السياسة االقتصادية‪.‬‬
‫‪-‬أوال‪ :‬دور سلطات الضبط اإلداري المركزية في السياسة المالية‪:‬‬
‫تسهر سلطات الضبط اإلداري على تنظيم السياسة المالية سنويا إذ بموجب المادة ‪ 46‬من‬
‫القانون التنظيمي رقم‪13.130‬لقانون المالية‪ ،‬يتولى الوزير المكلف بالمالية تحت سلطة رئيس‬
‫الحكومة إعداد مشاريع قوانين المالية طبقا للتوجهات العامة المتداول بشأنها في المجلس‬
‫الوزاري ووفقا للفصل ‪ 49‬من الدستور‪ ،‬ويتحدد هذا المشروع في مجلس الوزراء تحت‬
‫رئاسة الملك‪ ،‬إال أن االقتراحات الصادرة عن الوزارات ال تكتسي صبغة نهائية مادامت تشكل‬
‫موضوع تفاوض مع الوزارة المكلفة بالمالية التي تشرف وتقود عملية إعداد مشروع قانون‬
‫‪23‬‬
‫المالية‪.‬‬
‫تحدد المادة األولى من مرسوم رقم‪995-07-2‬بتاريخ ‪23‬اكتوبر ‪ ،2008‬بشأن اختصاصات‬
‫وتنظيم وزارة االقتصاد والمالية‪ ،‬إذ تتولى السلطة الحكومية المكلفة باالقتصاد والمالية إعداد‬
‫السياسة المالية والنقدية والقروض والمالية الخارجية للدولة ويتتبع تنفيذها وفقا للنصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية المعمول بها‪ ،‬ولهذا الغرض يعهد إليه على الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬تحضير مشاريع قوانين المالية والسهر على تنفيذها‪،‬‬
‫‪ -‬القيام بتحصيل الموارد العامة وأداء النفقات العامة وتسيير الخزينة العامة‪،‬‬
‫‪ -‬مراقبة جميع العمليات المتعلقة بالموارد والنفقات العمومية‪،‬‬

‫‪- 22‬نجاة خلدون‪،‬مرجع سابق‪ ،‬الصفحة ‪125‬‬


‫‪- 23‬شكراني الحسين‪،‬الوجيز في المالية العامة‪،‬مطبعة النجاح الجديدة)‪-(CTP‬الدار البيضاء‪،‬الطبعة األولى ‪ ،2019‬الصفحة ‪82‬‬

‫‪17‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫‪ -‬التأشير على مشاريع النصوص التي يمكن أن يترتب عليها أثر مالي مباشر أو غير‬
‫مباشر‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬دور سلطات الضبط في السياسة االقتصادية‪:‬‬
‫تلعب سلطات الضبط اإلداري دورا محوريا في المجال االقتصادي وعلى رأس هذه‬
‫السلطات نجد وزارة االقتصاد والمالية التي تقوم بدور محوري يتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫تحديد الشروط الضرورية للتنمية في مجاالت من اختصاصها األصلي(الضريبة مثال)‬ ‫‪-‬‬
‫إعداد سياسة الدولة في المجاالت المالية والنقدية والقرض والمالية الخارجية وترشيد‬ ‫‪-‬‬
‫القطاع العام وخوصصة المنشىآة العامة وتتبع تنفيذها‪،‬‬
‫الحفاظ على التوازنات الهيكلية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعداد السياسة الجبائية والجمركية وتنفيذها‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪24‬‬
‫صيانة مصالح األفراد المالية‪ ،‬وفي بعض المجاالت االقتصادية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫الوصاية على المؤسسات المالية والقرض واألبناك‬ ‫‪-‬‬
‫باإلضافة الي وزارة المالية تقوم وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات في المجال‬
‫االقتصادي بدور مهم‪:‬‬
‫إعداد استراتجيات التنمية الصناعية والتجارية والتكنولوجية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنمية االستثمارات وتحسين التنافسية للمقاوالت الصغرى‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫قيادة وتنفيذ استراتيجيات تنمية المجاالت الصناعية والتجارية والتكنولوجي‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تنمية فضاءات االستقبال الصناعية والتجارية واألقطاب التنافسية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫مخططات التكوين في مجاالت الصناعة والتجارة والتكنولوجيات‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫تقنين قطاعات الصناعة والتجارة‪،25‬‬ ‫‪-‬‬
‫وتدخل وزارة التجارة الخارجية في مايلي‪:‬‬
‫‪ -‬الحماية االقتصادية لإلنتاج الوطني‪،‬‬
‫‪ -‬تنسيق أنشطة الهيئات العمومية ودعم المقاوالت الخاصة‬
‫‪ -‬تدبير واتخاذ القرارات المتعلقة بالعالقات االقتصادية والتجارية وتنافسية االقتصاد‬
‫الوطني‪.26‬‬
‫بالموازاة مع سلطات الضبط اإلداري المركزية وباالطالع على مضامين الدستور نجد‬
‫أنه دستر مجموعة من الهيئات التقنية المتعلقة بالحكامة الجيدة تتمتع باالستقاللية وتدعم‬

‫‪- 24‬شكراني الحسين‪ ،‬الوجيز في المالية العامة‪،‬مرجع سابق‪،‬الصفحة ‪85‬‬


‫‪ - 25‬المادة ‪،02‬من الرسوم ‪ 2.1024‬القاضي بتحديد اختصاصات وتنظيم وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات الحديثة‪.‬‬
‫‪ -26‬المادة ‪،1‬من المرسوم رقم ‪ 2.03.1045‬تحديد اختصاصات وتنظيم وزارة التجارة الخارجية‬

‫‪18‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫أجهزة الدولة كآلية لتكريس دولة الحق والقانون‪ ،‬ومن بين هذه الهيئات نخص بالذكر‬
‫مجلس المنافسة المنصوص عليه بمقتضى الفصل ‪.166‬‬

‫فمجلس المنافسة يتولى تنظيم المنافسة الحرة والمشروعة بضمان الشفافية واإلنصاف في‬
‫العالقات االقتصادية خاصة من خالل تحليل وضبط وضعية المنافسة في األسواق ومراقبة‬
‫الممارسات المنافية لها والممارسات التجارية غير المشروعة وعملية التركيز االقتصادي‬
‫واالحتكار‪ ،27‬لذلك فمجلس المنافسة يقوم بدور مهم في ضبط التوازن في السوق والحفاظ‬
‫على تكافؤ الفرص بين الفاعلين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل سلطات الضبط اإلداري المركزية‬


‫تمارس سلطة الضبط اإلداري اختصاصاتها لحماية النظام العام بمدلوالته التي سبق ذكرها‬
‫أعاله من خالل ما تملكه من سلطات في إصدار القرارات الضبطية التي تتخذ شكل قرارات‬
‫تنظيمية وفردية وجزاءات وقائية لتقييد نشاط األفراد‪ ،‬إذ تستعين ببعض الوسائل للمحافظة‬
‫على النظام العام وتتمثل في وسائل قانونية وتنظيمية (الفقرة األولى)وأخرى مادية (الفقرة‬
‫الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬الوسائل القانونية والتنظيمية‬


‫تمارس اإلدارة المركزية سلطة الضبط اإلداري بواسطة ما يخصها به‬
‫القانون من حق إصدار قرارات ملزمة بإرادتها المنفردة وتكون هذه‬
‫القرارات إما تنظيمية (أوال) أو فردية (ثانيا)‪،‬كما يمكنها إصدار مراسيم‬
‫في حالة معينة ثالثا‪:‬‬
‫أوال‪ :‬القرارات اإلدارية التنظيمية‬
‫يقصد بالقرارات اإلدارية التنظيمية تلك القرارات العامة والمجردة التي تصدرها سلطات‬
‫الشرطة اإلدارية للمحافظة على النظام العام بعناصره األساسية‪ ،‬األمن العام الصحة العمومية‬
‫والسكينة العمومية واآلداب العامة‪ .‬وهذه القرارات يصدرها رئيس الحكومة طبقا للفصل‬
‫‪90‬من الدس تور سواء لتنفيذ القوانين أوفي إطار المجال التنظيمي المستقل ويصدرها الوزراء‬
‫بناء على تفويض تشريعي وتنظيمي‪ ،28‬ويكون الهدف من وراء ذلك هو المحافظة على النظام‬

‫‪ 27‬الظهير الشريف رقم ‪1.14.117‬الصادر في ‪2‬رمضان ‪30-1435‬يوبيو ‪-2015‬بتنيذ القانون رقم ‪20.13‬المتعلق بمجلس المنافسة‪.‬‬
‫‪- 28‬نجاة خلدون‪،‬مرجع سابق الصفحة‪134‬‬

‫‪19‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫العام ومثالها القرارات الرامية إلى استتباب األمن وضمان سالمة المرور والمحافظة على‬
‫‪29‬‬
‫الصحة العمومية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القرارات اإلدارية الفردية‬
‫يقصد بالقرارات اإلدارية غير التنظيمية القرارات الفردية والجماعية التي تصدرها سلطات‬
‫الضبط اإلداري والتي تهم فردا معينا أو مجموعة من األفراد محددين بأسمائهم‪ 30 .‬وهي‬
‫تتضمن أمرا بالقيام بعمل كاألمر الصادر بهدم منزل آيل للسقوط أو باالمتناع عن القيام بعمل‬
‫(كاألمر بمنع اجتماع معين أو إلقاء محاضرة أو تنظيم مظاهرة) كما قد تتضمن أوامر برفض‬
‫الترخيص ببناء معين‪.‬‬
‫ومقررات الضبط اإلداري الفردية قد تصدر تطبيقا للقانون أو لقرار تنظيمي كما يمكن أن‬
‫تصدر بشكل مستقل لكن شرط أال تكون مخالفة لها وان تكون ضرورية للمحافظة على النظام‬
‫العام‪.‬‬
‫كما أن قرارات الضبط اإلداري قد تصدر في شكل إيجابي عن طريق قرارات اإلذن‬
‫كالترخيص بفتح محل تجاري أو الترخيص ببناء معين أو الترخيص ألحد األفراد بحمل سالح‬
‫ناري‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬المراسيم‬
‫تصنف المراسيم إلى عدة أنواع وهي‪:‬‬
‫‪)1‬المراسيم الضبطية‪ :‬هي عبارة عن النصوص التي تصدر للمحافظة على النظام العام‬
‫‪31‬‬
‫بمدلوالته الثالثة األمن العام والسكينة العامة والصحة العامة مع الحفاظ على البيئة‪.‬‬
‫‪)2‬مراسيم الضرورة‪ :‬تتعلق بالنصوص التي تصدرها السلطة التنفيذية لمواجهة ظروف‬
‫استثنائية مفاجئة تقتضي معالجة سريعة من أجل الحفاظ على كيان الدولة وسالمتها‪.‬‬
‫ولقد أقرت االجتهادات القضائية بمشروعية هذه المراسيم وإن خالفت القانون‪،‬على أساس‬
‫الظروف االستثنائية وهذه النظرية ال تجد أساسها في الواقع العملي إال بمراعاة ضوابط معينة‬
‫مثل استلزام خطر جسيم مفاجئ تكون مراسيم الضرورة هي الوسيلة الوحيدة والالزمة لدرئه‪.‬‬
‫وذلك أمر طبيعي الن القانون لم يوضع إال لتحقيق مصلحة المجتمع فإذا أدى احترامه في‬

‫‪ - 29‬احمد اجعون‪،‬نشاط ووسائل اإلدارة وفقا للتشريع المغربي‪،،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-(CTP-‬الدار البيضاء‪،‬الطبعة الثانية ‪،2018‬الصفحة‪27‬‬
‫‪-30‬نجاة خلدون ‪،‬مرجع سابق الصفحة ‪135-134‬‬
‫‪ - 31‬مليكة الصروخ‪،‬العمل اإلداري‪،‬مرجع سابق‪،‬الصفحة‪242‬‬

‫‪20‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫ظروف معينة إلى عكس الغاية منه جاز بل وجب مخالفته تحقيقا لنفس الغاية وهي المصلحة‬
‫‪32‬‬
‫العامة‪ ،‬والضرورات تبيح المحظورات‪.‬‬
‫‪)3‬المراسيم التف ويضية‪ :‬يطلق على هذا النوع من المراسيم ب‪-‬مراسيم قوانين‪-‬أواسم –مرسوم‬
‫قانون‪ -‬تختص بإصدارها الحكومة في المجاالت القانونية التي تدخل في اختصاص السلطة‬
‫التشريعية‪ .‬إال أن القانون يأذن لها باتخاذها في ظرف من الزمان الحدود ولغاية معينة‪.‬‬
‫وذلك وفق ما يقضي به الفصل ‪70‬من الدستور الذي جاء فيه‪ ،‬للقانون أن يأذن للحكومة أن‬
‫تتخذ في ظرف من الزمن محدود ولغاية معينة بمقتضى مراسيم تدابير يختص القانون عادة‬
‫باتحادها ويجري العمل بهده المراسيم بمجرد نشرها‪ .‬غير أنه يجب عرضها على البرلمان‬
‫بقصد المصادقة عند انتهاء األجل الذي حدده قانون اإلذن بإصدارها ويبطل قانون اإلذن إدا‬
‫ما وقع حل مجلسي البرلمان أو أحدهما‪.‬‬
‫ويصبح مرسوم قانون بعد المصادقة عليه من البرلمان‪-‬قانونا‪-‬أما إدا لم تتم المصادقة عليه‬
‫‪33‬‬
‫لسبب من األسباب فيوقف العمل به فورا ويعتبر ما تم تطبيقه بشأنه صحيحا‪.‬‬
‫واستنادا للفصل ‪ 90‬من الدستور تمارس رئيس الحكومة السلطة التنظيمية ويمكن أن يفوض‬
‫بعض سلطه إلى الوزراء‪.‬‬
‫تحمل المقررات التنظيمية الصادرة عن رئيس الحكومة التوقيع بالعطف من لدن الوزراء‬
‫المكلفين بتنفيذها‪.‬‬
‫وأخيرا تتجلى وسائل ممارسة الضبط اإلداري في العقوبات اإلدارية الواردة في مختلف‬
‫التشريعات الخاصة بالضبط اإلداري وتكون مستقلة عن العقوبات الجنائية ومنها الغرامات‬
‫التالية‪-‬المصادرة – سحب الرخصة – اإلغالق‪. 34‬‬
‫‪-‬المصادرة‪ :‬وهي حسب الفصل ‪ 89‬من القانون الجنائي حق تملك الدولة لألدوات واألشياء‬
‫المحجوزة التي يكون صنعها واستعمالها أو حملها أو حيازتها أو بيعها جريمة ولو كانت تلك‬
‫األدوات واألشياء على ملك الغير وحتى لولم يصدر حكم باإلدانة‪.‬‬
‫‪-‬اإلغالق‪ :‬المقصود به حسب الفصل ‪90‬من القانون الجنائي األمر بإغالق محل تجاري أوصنا‬
‫عي نهائيا أو مؤقتا لمدة تتراوح بين ‪10‬أيم و‪6‬أشهر‪ ،‬ومنع المحكوم عليه من مزاولة نفس‬

‫‪ -32‬مليكة الصروخ‪،‬العمل اإلداري‪،‬مرجع سابق‪،‬الصفحة‪243‬‬


‫‪ 33‬مليكة الصروخ‪،‬العمل اإلداري‪،‬مرجع سابق‪،‬الصفحة‪245-244‬‬
‫‪ - 34‬احمد اجعون‪،‬نشاط ووسائل اإلدارة وفقا للتشريع المغربي‪،‬مرجع سابق الصفحة ‪28‬‬

‫‪21‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫المهنة أو النشاط بذلك المحل‪ .‬وذلك إذا كان قد استعمل الرتكاب جريمة إما بإساءة استغالل‬
‫اإلذن أو الرخصة المحصل عليها وإما بعدم مراعاة النظم اإلدارية‪.‬‬
‫ويشمل المنع أفراد أسرة المحكوم عليه أو غير هم ممن يكون المحكوم عليه قد باع له المحل‬
‫أو أكراه أو سلمه إليه‪ ،‬كما يسري المنع في حق الشخص المعنوي أو الهيئة التي كان ينتمي‬
‫‪35‬‬
‫إليها المحكوم عليه أو كان يعمل لحسابهما وقت ارتكاب الجريمة‬
‫‪-‬سحب الرخصة‪ :‬قد تقوم السلطة اإلدارية المختصة بسحب الرخصة التي منحتها إدا تبين لها‬
‫أن المعني باألمر خالف المقتضيات التشريعية والتنظيمية المتعلقة بها‪ .‬من ذلك ما تنص عليه‬
‫المادة ‪39‬من القانون رقم ‪ 13.09‬المتعلق بالطاقات المتجددة الصادر بتاريخ ‪11‬فبراير‬
‫‪ 2010‬بأنه يجوز أن يخضع كل ترخيص لمقرر سحب دون تعويض بسبب خطأ يرتكبه‬
‫صاحب الترخيص‪.36‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬الوسائل المادية لسلطات الضبط اإلداري المركزية‬


‫تتوفر السلطات اإلدارية لممارسة المهام الموكولة إليها في مجال الضبط اإلداري ببعض‬
‫الوسائل التي تمكنها من إجبار األفراد المخالفين للنصوص التشريعية والتنظيمية ولقراراتها‬
‫غير التنظيمية على االمتثال لها‪ ،‬فتلجأ إلى أسلوب التنفيذ المباشر(أوال)‪،‬وكذا التنفيذ الجبري‬
‫للحفاظ على النظام العام(ثانيا)‪.‬‬
‫‪-‬أوال‪ :‬أسلوب التنفيذ المباشر‪ :‬تلجأ سلطات الضبط اإلداري إلى أسلوب التنفيذ المباشر في‬
‫حالة حدوث ما من شأنه أن يهدد النظام العام‪ ،‬وال يرتبط اللجوء إلى هذا األسلوب بأي مقاومة‬
‫من قبل األفراد بقدر ما يرتبط باالختصاصات الممنوحة لسلطات الضبط اإلداري في مجال‬
‫المحافظة النظام العام وبقرينة مشروعية القرارات اإلدارية‪ .‬ويتم ذلك على نفقة المعنيين‬
‫بإنجازها أو الذين أخلوا بذلك‪ ،‬ومن صوره ما تنص عليه المادة ‪ 72‬من القانون رقم‬
‫‪،11.03‬على أنه عندما ال يتم استصالح البيئة وفق الشروط المحددة في المادة ‪،71‬وفي حالة‬

‫‪- 35‬ظهير شريف رقم ‪1.59.413‬صادر في ‪28‬جمادى الثانية ‪26(1382‬نونبر‪)1962‬بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫عدد ‪2640‬مكرر بتاريخ ‪12‬محرم ‪5(1383‬يونيو‪،)1963‬ص‪.1253‬‬
‫‪- 36‬نجاة خلدون‪،‬العمل اإلداري مرجع سابق الصفحة ‪136‬‬

‫‪22‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫عدم وجود مساطر خاصة تحددها نصوص تشريعية وتنظيمية يمكن لإلدارة بعد إنذار المعني‬
‫بالتدابير المقررة أن تنفذ بمعرفتها هذه األشغال محل تحمل المعني باألمر للنفقات‪.37‬‬
‫وجاء نص الفصل ‪29‬من ظهير ‪15‬نوفمبر ‪1958‬بشأن التجمعات العمومية على تخويل‬
‫سلطات الضبط الحق في تفريق التجمعات المسلحة أو غير المسلحة باستعمال القوة‪.‬‬
‫وجاء الفصل ‪(50‬في فقرته‪ ) 3‬من الظهير بمثابة قانون المنظم للصيد البحري الصادر بتاريخ‬
‫‪38‬‬
‫‪23‬نوفمبر ‪ 1973‬بالسماح بالقبض على السفن المخالفة لقواعد الصيد بكل الطرق‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬أسلوب التنفيذ الجبري‪ :‬يعتب ر التنفيذ الجبري من االمتيازات االستثنائية التي تتمتع بها‬
‫السلطات اإلدارية للتدخل لتنفيذ قراراتها في الحالة التي يمتنع فيها األفراد عن تنفيذها اختياريا‬
‫أو في حالة مقاومتهم لهذا التنفيذ من خالل استخدام القوة العمومية دون حاجة إلى إذن أو حكم‬
‫سابق من القضاء‪.‬‬
‫والتنفيذ الجبري من امتيازات اإلدارة الخطيرة‪ ،‬لذلك فهو مرتبط بوجود نص صريح يجيز‬
‫ذلك أوحاله الضرورة‪ ،‬ومن أمثلة حاالت الضرورة التي تبرر حق اإلدارة في التنفيذ الجبري‬
‫حدوث اضطرابات تهدد األمن العام ‪.‬لكن ذلك ال يعفي اإلدارة من الخضوع لرقابة القضاء‬
‫الذي سن مجموعة من القواعد لتنظيم هذا اإلجراء وجعله استثناء من القاعدة حماية لحقوق‬
‫وحريات األفراد‪. 39‬وقد حدد القضاء الشروط الواجب توفرها لقيام حالة الضرورة التي تبرر‬
‫اللجوء إلى التنفيذ الجبري‪ .‬وتتمثل هذه الشروط فيما يلي‪:‬‬
‫‪-‬وجود خطر جسيم يهدد النظام العام‪،‬‬
‫‪-‬تعذر درء هذا الخطر بالوسائل القانونية العادية‪،‬‬
‫‪ -‬اقتصار هدف الشرطة اإلدارية من اإلجراء المتخذ على تحقيق المصلحة العامة وحدها‪،‬‬
‫‪ -‬عدم التضحية بمصلحة األفراد في سبيل تحقيق المصلحة العامة إال بمقدار ما تقضي به‬
‫الضرورة‪،‬‬
‫‪40‬‬
‫‪-‬خضوع تقدير قيام حالة الضرورة واالستعجال ومالءمة اإلجراءات لرقابة القضاء‪،‬‬
‫كما يمكن اللجوء إلى التنفيذ الجبري في حالة وجود نص قانوني‪ ،‬يخول للشرطة االدارية‬
‫ذلك‪ ،‬ومن أمثلته نص الظهير بمثابة قانون رقم ‪1.75.163‬الصادر بتاريخ ‪15‬فبراير‬

‫‪- 37‬نجاة خلدون‪،‬العمل اإلداري‪،‬مرجع سابق الصفحة ‪138-137‬‬


‫‪ - 38‬مليكة الصروخ‪،‬العمل اإلداري ‪،‬مرجع سابق الصفحة‪116‬‬
‫‪ - 39‬احمد اجعون‪،‬نشاط ووسائل اإلدارة وفق التشريع المغربي‪ ،‬مرجع سابق الصفحة ‪29‬‬
‫‪- 40‬نجاة خلدون‪،‬العمل اإلداري‪،‬مرجع سابق الصفحة ‪139‬‬

‫‪23‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫‪ 1977‬المتعلق باختصاصات العامل كما وقع تغييره وتتميمه في الفقرة األولى من الفصل‬
‫الثالث على أنه يكلف العامل بالمحافظة على النظام العام في العمالة أو اإلقليم‪ .‬ويجوز له‬
‫استعمال القوات المساعدة وقوات الشرطة واالستعانة بالدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية‬
‫طبق الشروط المحددة في القانون‪.‬‬
‫وال يتم اللجوء إلى هذه القوات إال في حالة الضرورة القصوى التي يكون فيها النظام العام‬
‫‪41‬‬
‫مهدد بشكل كبير‪.‬‬

‫‪- 41‬نجاة خلدون‪،‬نفس الرجع السابق‪،‬الصفحة‪139-138‬‬

‫‪24‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫خاتمة‬
‫من خالل ما سبق يتبين أنه ال يتصور وجود مجتمع بدون وجود سلطات الضبط اإلداري‬
‫المركزية لضبط سلوك األفراد داخل المجتمع‪ ،‬إذ يشكل الضبط اإلداري بأهدافه أهمية كبيرة‬
‫توجب على اإلدارة االلتزام بالمشروعية في إصدار قراراتها الضابطة من خالل ما يتضمنه‬
‫من حماية للنظام العام بمدلوالته‪ ،‬األمن العام الصحة والعمومية‪ ،‬و السكينة العامة واآلداب‬
‫العامة وفي سبيل ذلك منح المشرع لسلطات الضبط اإلداري صالحيات واسعة في هدا المجال‬
‫من قبيل الوسائل القانونية والمادية‪ ،‬حتى يتسنى لها الحفاظ على أهداف الضبط اإلداري لكن‬
‫في مقابل ذلك وفي حالة الشطط في استعمال هذه الوسائل تحت ذريعة المحافظة على النظام‬
‫العام فالمشرع في هذه الحالة منح األفراد إمكانية اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحقوقهم التي‬
‫تم االعتداء عليها‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫المــراجع‬
‫الكتب ‪:‬‬
‫نجاة خلدون‪ ،‬العمل اإلداري‪ ،‬مطبعة دعاية سال‪ ،‬الطبعة األولى ‪2015‬‬ ‫▪‬
‫رشيد بن عياش التنظيم اإلداري المغربي مطبعة المعارف الطبعة الثانية ‪2016‬‬ ‫▪‬
‫مليكة الصروخ‪ ،‬العمل اإلداري‪ ،‬دار القلم الرباط‪ ،‬الطبعة األولى ‪2012-1434‬‬ ‫▪‬
‫جلطي أعمر‪ ،‬األهداف الحديثة للضبط اإلداري اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬السنة‬ ‫▪‬
‫الجامعية ‪،2016-2015‬جامعة أبي بكر بلقا يد تلمسمان‪.‬‬
‫احمد اجعون‪،‬نشاط ووسائل اإلدارة وفقا للتشريع المغربي‪،،‬مطبعة النجاح الجديدة‪-(CTP-‬الدار‬ ‫▪‬
‫البيضاء‪،‬الطبعة الثانية ‪2018‬‬
‫شكراني الحسين‪،‬الوجيز في المالية العامة‪،‬مطبعة النجاح الجديدة)‪-(CTP‬الدار البيضاء‪،‬الطبعة‬ ‫▪‬
‫األولى ‪2019‬‬
‫األطروحات والرسائل‪:‬‬

‫▪ عصام القرني صناعة القرار الضريبي بالمغرب «‪ ،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراة في القانون‬
‫العام ‪ ،‬جامعة محمد الخامس بالرباط ‪ -‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪ -‬سنة‬
‫‪2016 / 2015‬‬

‫القوانين‪:‬‬

‫▪ دستور المملكة المغربية ‪2011‬‬

‫الظهائر والمراسيم‪:‬‬

‫▪ الظهير الشريف رقم ‪ 1.11.91‬الصادر في ‪ 27‬شعبان ‪ 29( 1432‬يوليو ‪ )2011‬بتنفيد نص‬


‫الدستور‬
‫▪ ظهير شريف رقم ‪1.59.413‬صادر في ‪28‬جمادى الثانية ‪26(1382‬نونبر‪ )1962‬بالمصادقة على‬
‫مجموعة القانون الجنائي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪2640‬مكرر بتاريخ ‪ 12‬محرم ‪1383‬‬
‫(‪5‬يونيو‪. )1963‬‬
‫▪ الرسوم ‪ 2.1024‬القاضي بتحديد اختصاصات وتنظيم وزارة الصناعة والتجارة والتكنولوجيات‬
‫الحديثة‪.‬‬

‫المرسوم رقم ‪ 2.03.1045‬تحديد اختصاصات وتنظيم وزارة التجارة الخارجية‬ ‫▪‬

‫‪26‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫▪ مرسوم رقم ‪2.20.292‬صادر في ‪28‬من رجب ‪23(1441‬مارس‪ )2020‬يتعلق بسن أحكام خاصة‬
‫بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات اإلعالن عنها‬
‫▪ مرسوم رقم ‪ 2.20.269‬الصادر في ‪ 22‬رجب ‪17(1441‬مارس ‪ )2020‬المتعلق بالصندوق‬
‫الخاص بتدبير جائحة كورونا كوفيد‪.19-‬‬

‫‪27‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫الفهرس‬
‫مــقـدمـة‪2..............................................................................‬‬
‫المبحث األول‪ :‬المبحث األول‪ :‬دور األجهزة المؤسساتية في الضبط اإلداري‬
‫المركزي ‪4.............................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المؤسسة التنفيذية (الملك والحكومة) ‪4 ..........................‬‬


‫الفقرة األولى المؤسسة الملكية ‪4...................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الحكومة (رئيس الحكومة) ‪8........................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬السلطة التشريعية‪12................................................‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬أهداف ووسائل سلطات الضبط اإلداري المركزية‪14.............‬‬
‫المطلب األول‪ :‬أهداف سلطات الضبط اإلداري المركزية‪14........................‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬األمن العام والصحة العمومية‪14.....................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬المحافظة على السكينة العامة واآلداب العامة‪17...................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬وسائل سلطات الضبط اإلداري المركزية‪19.......................‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬الوسائل القانونية‪19..................................................‬‬
‫أوال‪:‬القرارات اإلدارية التنظيمية‪19..................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬القرارات اإلدارية الفردية‪20...................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬الوسائل المادية لسلطات الضبط اإلداري المركزية‪22.............‬‬
‫أوال‪ :‬أسلوب التنفيذ المباشر‪22......................................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬أسلوب التنفيذ الجبري‪23......................................................‬‬

‫‪28‬‬
‫سلطات الضبط اإلدارية المركزية‬

‫خاتمة‪25................................................................................‬‬
‫المراحع‪26.....................,.......................................................‬‬
‫الفهرس‪27.............................................................................‬‬

‫‪29‬‬

You might also like