Professional Documents
Culture Documents
السنة الجـــــامعية
2019-2020
1
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
مــقـدمـة
إن تدخل الدولة اليوم أ صبح أمرا ضروريا ،وذلك نظرا النتقالها من الدولة الحارسة أو ما
يطلق عليها بالدولة الدركية ،بحيث تكون وظيفتها الشرعية الوحيدة هي حماية األفراد من
االعتداء والسرقة واإلخالل بالعقود والغش ،وتكون مؤسسات الدولة الحكومية تتركز في
الدفاع واألمن والقضاء .لكن انتقال الدولة من الشكل التقليدي إلى شكلها الحديث ،أو ما أصبح
يطلق عليه بالدولة المتدخلة وهي الدولة التي تقوم على أساس الحكومة المركزية وذلك بالتدخل
في توجيه األنظمة االقتصادية واالجتماعية والسياسية في المجتمعات وتقديم الخدمات العامة
المختلفة.
وبالرجوع إلى التجربة المغربية فإننا نالحظ حداثة التوجه المغربي في مجال الضبط اإلداري،
إبان االستقالل بسبب التطورات التي عرفته بعض القطاعات وبالنظر للطابع التدخلي الذي
نهجته الدولة عبر امتداد نشاط اإلدارة وتدخل المؤسسات المركزية المناط بها دور سلطات
الضبط المركزية .وذلك في ظل مغربة آليات التدبير اإلداري واالقتصادي المعتمدة بها ،وتلبية
متطلبات األفراد واالنفتاح على العالم.
فرضت ضرورة بروز فكرة الضبط اإلداري لتجاوز ضعف اآلليات التقليدية للتنظيم داخل
كنف الدولة والتي ال تتوافق مع طبيعة الدولة المتدخلة النشيطة ،ليشكل مفهوم الضبط فكرة
جديدة انتشرت بشكل واسع منذ سنوات الثمانينات من القرن الماضي من أجل وصف
التحوالت العميقة التي ظهرت آنذاك.
إن مفهوم الضبط متعدد المعاني ،ألنه يستخدم على نطاق واسع وفي مختلف التخصصات
(علم االجتماع واالقتصاد والعلوم السياسية والقانون).
فالضبط لغة كلمة مستمدة من ضبط يضبط ضبطا ،بمعنى لزمه وقهره وقوي عليه ،ويوحي
هذا المصطلح في القاموس اإلنجليزي إلى العمل الرقابي في الدرجة األولى الذي يسعى إلى
2
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
الحفاظ على وضعية معينة ،أما في القاموس الفرنسي فهو يفيد التنظيم وحسن سير نظام معين
وقد اعتلى هذا األخير منصة النقاشات السياسية والفقهية ،كوسيلة الستعادة التحكم العمومي
في التوجهات الكبرى،أما اصطالحا فقد عرفه الفقيه موريس هوريو بأنه سيادة النظام والسالم
من خالل التطبيق الوقائي للقانون ،واعتبره أيضا بأنه كل ما يستهدف منه المحافظة على
النظام العام داخل الدولة.1
وبالرجوع إلى التجربة المغربية فإننا نالحظ حداثة التوجه المغربي في مجال الضبط
اإلداري ،إبان االستقالل بسبب التطورات التي عرفته بعض القطاعات وبالنظر للطابع
التدخلي الذي نهجته الدولة عبر امتداد نشاط اإلدارة وتدخل المؤسسات المركزية المناط بها
دور سلطات الضبط المركزية.
هذا وتحظى سلطات الضبط اإلداري بأهمية كبرى من لدن المشرع ،وكذا من قبل
الباحثين األكاديميين في هذا المجال.
ومن هنا تظهر لنا إشكالية محورية سنحاول اإلجابة من خاللها عن هذا الموضوع تتمثل فيما
يلي:
ما مدى حكامة وفعالية سلطات الضبط اإلدارية المركزية في تحقيق النمو
المالي واإلقتصادي؟
لإلجابة عن اإلشكالية المطروحة واألسئلة المتفرعة عنها نقترح التصميم التالي بحيث سنتناول
موضوعنا من خالل المبحثين التاليين:
- 1نجاة خلدون ،العمل اإلداري ،مطبعة دعاية سال ،الطبعة األولى 2015الصفحة 119
3
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
يجسد الضبط نمطا جديدا لدور الدولة التي انتقلت بمقتضاه من األشكال التقليدية في تدبير
الشأن العام إلى صيغة أخرى منحتها إمكانية إبداع ميكانيزمات بديلة بغية ضبط وتوجيه
مختلف القطاعات ؛ حيث أن أزمة دولة الرعاية الناتجة عن مجموعة من العوامل من أهمها
تحرير االقتصاد واشتداد المنافسة والعولمة أوما فرضته من ضرورة التحول نحو نموذج
جديد للتدخل ،قادت إلى تحول جذري لمكنون مفهوم الدولة ،من دولة متدخلة الى دولة
ضابطة تتمثل مهمتها األساسية في وضع القواعد والضوابط عن طريق مجموعة من
المؤسسات المركزية وعلى رأسها تلك التي تضطلع بمهام تنفيذية.
4
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
إ ن المؤسسة الملكية باعتبارها أعلى سلطة في البالد ،وباعتالئها لمكانة بارزة في الهرم
السياسي والدستوري ،تمتاز بمجموعة من الصالحيات واآلليات الدستورية والقانونية التي
تضمن مزاولتها المهمة ضبط وتقنين األنشطة االقتصادية والمالية .وبالتالي فهي تعد فاعال
رئيسيا في رسم معالم السياسات العمومية فضال عن دورها البارز في ضبط سيرورة هذه
السياسات عن طريق إصدار مجموعة من القواعد والقوانين المنظمة لها ،والتوجيه واإلشراف
االستراتيجي على هذه السياسات عبر مجموعة من اآلليات الدستورية.
إن مساهمة المؤسسة الملكية في توجيه القرار الضريبي والمالي بشكل عام .من خالل اآلليات
ذات الطبيعة التشريعية ،تتطلب البحث عن االختصاصات الدستورية الممنوحة للملك والتي
تحمل نفس الخصائص المميزة للتشريع وبالعودة إلى مقتضيات الدستور الحالي للمملكة ،وكذا
الدساتير السالفة ،نجد أن الملك يؤثر في العملية التشريعية من خالل ثالث مداخل أساسية:
المدخلين األولين موضوعيين ويتعلقان برئاسة المجلس الوزاري والصالحيات الممنوحة
للملك في بعض الحاالت الخاصة كحالة االستثناء ووضعية حل البرلمان بحيث يمارس الملك
في هذه الحاالت وظائف تشريعية بموجب ظهائر .كما للملك كذلك أن يمارس مهامه في
الحاالت العادية عن طريق إصدار الظهائر في إطار صالحياته الدستورية ،أما المدخل الثالث
2
فهو شكلي مرتبط بمسألة إصدار القوانين.
ينص الدستور المغربي لسنة 2011في فصله 48على أن الملك يرأس المجلس الوزاري
المؤلف من رئيس الحكومة والوزراء ،حيث ينعقد هذا المجلس بمبادرة من الملك أو بطلب
من رئيس الحكومة ،وللملك أن يفوض اختصاص رئاسته لرئيس الحكومة وفق جدول أعمال
3
محدد سلفا.
2عصام القرني" صناعة القرار الضريبي بالمغرب" أطروحة لنيل شهادة الدكتورة في القانون العام ،جامعة محمد الخامس بالرباط كلية العلوم
القانونية واالقتصادية واالجتماعية سال 2016_2015ص 37
3الفصل 48من الدستور
5
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
وتبرز األهمية الكبرى لهذا المجلس من خالل القضايا والنصوص التي يتداول فيها ،والتي
من بينها التوجهات االستراتيجية لسياسة الدولة ومشاريع القوانين التنظيمية ،وكذا التوجهات
الع امة لمشروع قانون المالية ،إضافة إلى القوانين التي تضع إطارا لألهداف األساسية النشاط
4
الدولة في الميادين االقتصادية و االجتماعية و البيئية والثقافية.
ونظرا لما للمؤسسة الملكية من مكانة سياسية متميزة داخل الهرم الدستوري والبنية
المؤسسات ية للمملكة ،فإنه يلعب بذلك دورا حاسما داخل هذا المجلس ،فهو يضطلع من خالله
بمهمة ضبط وتوجيه المناقشات والتداوالت بخصوص القضايا واإلشكاالت األساسية المتعلقة
بالسياسة العا مة للدولة ،وخاصة تلك المتعلقة بالمجال المالي واالقتصادي وعلى هذا األساس
،فجل مشاريع قوانين المالية السنوية ،قبل عرضها على مجلسي البرلمان للمناقشة
والتصويت ،يتم إحالتها والتداول فيها ومناقشتها وتعديلها وتقييمها والمصادقة عليها من قبل
المجلس الوزاري .وت جدر اإلشارة إلى أن أغلب المقتضيات الضريبية والمالية المتضمنة في
الصيفة األولى لمشروع قانون المالية -يتم االحتفاظ بها في الصيغة النهائية لهذا القانون،
وبالتالي فالقرارات الضريبية المتضمنة في مشروع قانون المالية ال تحظى بمناقشة عميقة
5
ومستفيضة داخل قبني البرلمان ويتمثل.
دور الملك في ضبط سيرورة مش وع القانون المالي السنوي عن طريق إعطاء تصوره
أثناء مرحلة إعداد هذا المشروع من خالل رئاسته للمجلس األنف الذكر ،الذي يتداول في
التوجهات العامة لمشروع قانون المالية قبل 20أكتوبر من كل سنة ،مستفسرا الحكومة عن
بعض جوانب المشروع مع إبداء مالحظاته وتعليماته بهذا الصدد ،وذلك لكون أن للقانون
المالي السنوي تأثير في توجيه وضبط االقتصاد بهدف تحقيق التوازن االجتماعي وتأمين
الخدمات وضبط الفوارق داخل المجتمع.
وال يقتصر األمر على قوانين مالية السنة فقط ،بل إن أهم القوانين التي أطرت أبرز
اإلصالحات الجبائية بالمغرب .مرت في مسلسل إعدادها بالمجلس الوزاري .ومن بين أهم
6
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
هذه القوانين قانون اإلطار المتعلق باإلصالح الجبائي العام لسنة 1984على المستوى
6
الوطني ،والقانون رقم 47 .06المتعلق بجبايات (الجماعات المحلية) على المستوى المحلي.
المدخل الثاني الذي يمكن الملك من التأثير في السياسات المالية عن طريق توجيه التشريع
الجبائي .هو الصالحيات ذات الطابع التشريعي الممنوحة له في بعض األوضاع الخاصة
كحالة االستثناء ،التي تخوله عمليا التشريع بشكل مباشر في عدة ميادين ومن بينها المجال
المالي والجبائي وقد أبانت التجربة التي عاشها المغرب خالل الفترة ما بين 8يونيو 1965
و 31يوليوز : 1970وهي الفترة التي شهد فيها المغرب حالة االستثناء ،على أن الملك
يمارس اختصاصات واسعة في المجالين التنظيمي والتشريعي ،وهو األمر الذي أدى به إلى
االستعانة بالمدير العام للديوان الملكي ،الذي أصبح يضطلع بدور بارز -عصام القرني .
مرجع سابق ،ص - 39 :عصام القرني نفس المرجع أعاله ،ص 39 :في مراقبة عمل
الحكومة واإلشراف عل يها وتنسيق عمل الوزارات ،خاصة في فترة غياب وجود وزير أول
ما بين 8يونيو 1965و 6يوليوز 1967واألكيد أن مختلف القرارات الضريبية الصادرة
في هذه الفترة ،والواردة أساسا في قوانين مالية المسنة كانت من صناعة المؤسسة الملكية
بالدرجة األولى ،وهو أيضا الشأن المنطيق على مختلف المراسيم الملكية ذات الطبيعة المالية
،كالمرسوم الملكي الصادر في 21أبريل 1967القاضي بسن نظام المحاسبة العمومية وفي
نفس السياق ،تجدر اإلشارة إلى أن الملك إبان هذه الفترة كان يمارس صالحيات تشريعية
مهم في المجالين المالي والجبائي بمقتضى ظهائر بمثابة قانون ،حيث أن جميع القوانين
التنظيمية للمالية للسنوات 1970 ، 1963و ، 1972تم سمتها بموجب ظهائر ملكية بمثابة
7
قانون.
- 3إصدار القوانين
7
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
المدخل الثالث للتأثير الملكي على التشريع الجبائي هو مدخل شكلي يتعلق بمسألة إصدار
القوانين .وبالرغم من كون أن هذا االختصاص يبقى شكليا ،إال أن الدستور المغربي يقر على
أن مختلف القوانين المالية وغيرها ،تظل غير قابلة للتنفيذ إال بعد إصدار الملك األمر بتنفيذها
8
.ومن تم نشرها بالجريدة الرسمية بناء على هذا اإلصدار.
إجماال ،يمكن القول أن دور الملك في ضبط وتأطير مضمون القرار الضريبي والمالي أسامي
ومحوري ،خاصة من خالل توجيه المسار ووضع السياق العام للسياسة الجبائية بالمغرب.
فضال عن صالحياته في ضبط المجال المالي ،فللملك صالحيات التوقيع على المعاهدات
والمصادق ة عليها كعاهدة التجارة أو تلك التي تترتب عليها تكاليف تلزم مالية الدولة ،وذلك
9
بعد المصادقة عليها بقانون .
كما أقرت الوثيقة الدستورية في فص لها 60أنه يجوز بمبادرة من الملك .أن تشكل لجان
نيابية لتقصي الحقائق ،يناط بها جمع المعلومات المتعلقة بوقائع معينة ،أو بتدبير المصالح
أو المؤسسات والمقاوالت العمومية عالوة على ذلك ،فللملك الحق في االطالع على خالصات
مداوال ت المجلس الحكومي المتعلقة بمجموعة من القضايا وعلى رأسها السياسات العمومية
والقطاعية ومشروع قانون المالية 10 .وطبقا لمقتضيات المادة 2من القانون التنظيمي رقم
12 .02المتعلق بالتعيين في المناصب العليا ،فإن الملك يعين بظهير المسؤولين عن
المؤسسات العمومية اال ستراتيجية بعد المداولة في المجلس الوزاري ،بناء على اقتراح من
10
رئيس الحكومة وبمبادرة من الوزير المعني .
8
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
تتشكل الحكومة في مختلف األنظمة السياسية من رئيس الحكومة ومن وزراء ويمكن أن تضم
كتابا للدولة حسب الفصل 87من الدس تور ،وهي مسؤولة أمام الملك وأمام البرلمان ،بحيث
بعد تعيين الملك لرئيس الحكومة ،يتقدم رئيس الحكومة حسب الفصل 88أمام مجلسي
البرلمان مجتمعين ،ويعرض البرنامج الذي تعتزم الحكومة تطبيقه بغية تنفيذ سياساتها وما
يهمنا اليوم هو مجال الحكومة فيما يخص الضبط المركزي اإلداري .وبذلك سنكون قد قسمنا
هذا المطلب الى كل من الحكومة والوزراء.
ال شك أن الدستور المغربي الجديد حمل لنا مجموعة من اإلصالحات الجديدة حول مؤسسة
رئيس الحكومة ،ولدراستها سنتناولها وفق الشكل التالي :
سلطات رئيس الحكومة يعتبر المحرك األساسي والديناميكي للجهاز التنفيذي ،بعد
الملك ،فهو يمارس :
السلطة التنفيذية :إن الفصل 89من الدستور الجديد ،يفيد الحكومة تعمل تحت سلطة
رئيسها ،على العمل كالسلطة تنفيذية ،تصهر على تنفيذ القانون ،كالمدخل أساسي ،للعمل
اإلداري .
السلطة التنظيمية :لرئيس الحكوم ة الحق اتخاذ التدابير الالزمة للتنزيل وتنفيذ البرنامج
الحكومي ،تسيير المرافق العامة ،استنادا للفصل 90من الدستور المغربي .2011
سلطة رئاسية :على أعضاء الحكومة .تتكون الحكومة من رئيس ،ووزراء أعضاء،
وكتاب الدولة ،وكلهم يمارسون السلطة التنفيذية تحت رئيس الحكومة كما جاء في الفصل 88
من الدستور.
سلطة التعيين :من بين التجديدات المهمة التي جاء بها الدستور الجديد ،منح رئيس
الحكومة سلطة معتبرة في مجال التعيين في المناصب المدنية السامية ،طبقا للفصل 49منه،
9
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
و 92كذلك الذي نجد في فقرته األخيرة منه ،أنه يتداول الئحة المناصب في المجلس الحكومي،
قبل مرورها في المجلس الوزاري.
ويتداول مجلس الحكومة ،تحت رئاسة رئيس الحكومة ،في القضايا والنصوص التالية:
ب_ الوزراء
10
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
الوزراء يؤازرون رئيس الحكومة في القيام بالمهام الملقاة على مؤسسة الحكومة
ويتحملون مسؤولية جماعية وفردية لي ذلك ،كما أنهم يؤازرون الملك في بعض مهامه كلما
احتاجهم في ذلك؛ وثمة أكثر من مستوى بالنسبة للوزراء في مقدمتهم وزير الدولة والوزير
الوزير المنتدب ثم كاتب الدولة وهو ماله من ثأ ثير على اختصاصاتهم التي تتباين من صنف
آلخر.
يتحملون مسؤولية سياسية من خالل البرنامج الحكومي المصادق عليه من طرف البرلمان،
ومن خالل السياسة العامة المسطرة وطنيا في تدبير الشأن العام الوطني؛ كما أن من منطلق
كونهم رؤساء لقطاعات وزارية ح يوية يتحملون مسؤوليات إدارية في مجال تدبير الشأن
اإلداري ،تترتب عليها مسؤولية إدارية في حسن تسيير وتدبير مختلف الموارد البشرية
والمالية والتقنية لقطاعه كرئيس أول على وزارته؛ وهكذا يمكن تلخيص اختصاصات الوزراء
بشكل عام فيما يلي:
▪ االختصاص السياسي :يتجلى في االلتزام بتنفيذ السياسة العامة للدولة المتعهد بها
رسميا أمام المؤسسة البرلمانية؛ التي أسندت ثقتها بالتصويت لصالح ذلك البرنامج
الحكومي.
▪ االختصاص التنظيمي :يحظى الوزير باالختصاص في المجال التنظيمي؛ حيت أن
الدستور يسند اختصاص السلطة التنظيمية الى رئيس الحكومة ،وبموجب الفصل 90
منه يشير صراحة الى أن من حق رئيس الحكومة تفويض بعض سلطه الى الوزراء،
وهذه االختصاص ال يعتبر أصليا يا هو اختصاص مفوض من رئيس الحكومة ،من
خالل عملية التوقيع على المراسيم الحكومية المتعلقة بالقطاع الوزاري المعني.
▪ االختصاص اإلداري الرئاسي :بحيث انه للوزير حق ممارسة السلطة الرئاسية على
العاملين بقطاعه الوزاري ،لكونه هو صاحب السلطة اإلدارية العليا في وزارته ،
وبالتالي له حق الوصاية اإلدارية وحق المراقبة المباشرة على األشخاص وعلى
األعمال ،وهو ما يمنحه حق تعيين الموارد البشرية التابعة لوزارته وترقيتهم ونقلهم
وتأديبهم وفص لهم وإنهاء عملهم بالوزارة ،باإلضافة الى حقه في إرشادهم وتوجيههم
11
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
12
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
ومن الناحية القانونية نجد أن مشروع قانون المالية من أهم مشاريع القوانين التي تعرض
على الهيئة التشريعية ،وإذا كان البرلمان هو المشرع المالي وعنه يصدر القانون المالي
للسنة وهو المؤهل للترخيص بتعديله والتصويت على تصفيته فإنه يتمتع بصالحيات مالية
أخرى ال تقل أهمية عن القوانين المالية الثالث فهو يعتمد النصوص الجبائية وبصوت
ويصادق على المخططات التنموية االستراتيجية والبرامج متعددة السنوات ويوافق على
المعاهدات التي تترتب عليها تكاليف تلزم مالية الدولة .ويعد مسلسل اعتماد قانون المالية
أهم لحظة في حياة البرلمان والحكومة معا من خالل الترخيص البرلماني ومنح األذن
للحكومة في جباية إيرادات الدولة .وبهذا سنتناول قوانيين المالية ومالهم من دور في
التشريع:
➢ قانون المالية السنوي :يعتبر قانون المالية السنوي فرصة سانحة ألعضاء البرلمان
المراقبة تنفيذ الميزانية أو المال العام قبل الشروع في تنفيذه من قبل السلطة التنفيذية
باعتباره ترجمة اللتزاماتها الحكومية وتوجهاتها العامة التي تنوي سنها في مجال
تدبير المالية العمومية ومن أجل إغناء المعطيات المقدمة للبرلمان وتحسين جودة
النقاش حول قانون المالية .ألزم المشرع عبر القانون التنظيمي لقانون المالية في مواده
66 39 - 48 -الحكومة بإعداد 14تقرير يرافق مشروع قانون المالية ومن بينهم
أهم هذه الت قارير نجد التقرير االقتصادي والمالي ،الذي يعطي نظرة شاملة لتطور
الوضعية االقتصادية والمالية للمغرب السيما الجوانب المتعلقة بالميزان التجاري
والتنافسية ،وجذب االستثمارات األجنبية وذلك على ضوء المتغيرات المرتبطة
بالسياق الدولي واإلقليمي ،ويسلط الضوء على إيجابيات النموذج التنموي الوطني
باألخص ما يتصل باإلدماج وإحداث فرص الشغل ،كما يحدد معالم استدامة المالية
العمومية الوطنية.
➢ قانون المالية التعديلي :يتم تقديم القوانين التعديلية بناء على متغيرات سياسية أو
اجتماعية أو اقتصادية ،حيث تعمل السلطة التنفيذية على االستجابة لهذه األوضاع من
خالل تقديم القوانين التعديلية ،ومن خاللها يمكن للبرلمان مطالبة الحكومة بتقديم
توضيحات حول ظروف تنفيذ الميزانية ومستويات اإلنفاق والجباية وسير المصالح
المالية وغير ذلك من البيانات التي تمكن البرلمان من الوقوف على حقيقة الوضعية
المالية والتدخل لتكييفها من خالل القانون المالي التعديلي ،وفق ما تقتضيه المصلحة
العامة.
➢ قانون التصفية :تكمن أهمية قوانين التصفية في تعزيز المهام الرقابية للبرلمان على
استعمال المال العام وتعد بمثابة خالصة للعمل المالي الحكومي ،والتي من خاللها
يمكن تقييم اإلنجازات الحكومية ،سواء فيما يتعلق بالموارد أو النفقات العمومية .ونظرا
لهذه األهمية فإن المشرع المغربي خصها في الفصل 76من الدستور الذي نص على:
13
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
" تعرض الحكومة سنويا على البرلمان ،قانون التصفية المتعلق بتنفيذ قانون المالية،
خالل السنة الثانية التي تلبي سنة تنفيذ هذا القانون.
14
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
يقصد باألمن العام اطمئنان المرء عل نفسه وماله من خطر االعتداء نتيجة الكوارث الطبيعية
كالفيضانات والزالزل والحرائق أو بفعل اإلنسان كسطو المجرمين وعبث المجانين
والمظاهرات العنيفة وحوادث السيارات أومن جراء هجوم الحيوانات المفترسة وما تحدته من
اضطرابات.
وليتحقق للمرء هذا االطمئ نان فإن السلطة اإلدارية تعمل على توفير ذلك بدريء الكوارث
العامة وبمنع الجرائم المختلفة والمحافظة على نظام المرور وحفظ الناس من كل الحيوانات
الخطيرة.12
وبذلك يعد حفظ األمن العام ضرورة هامة الستقرار الدولة وتطورها ولحفظ المجتمع وصيانته
واستقراره ،وهو المبرر الذي يخول لسلطات الضبط اإلداري فرض القيود على الحريات
العامة عن طريق لوائح الضبط .من ذلك فرض شروط على الفرض الذي يريد الحصول
على رخصة السياقة ،كالسن القانونية وعدم اإلصابة ببعض األمراض بحيث تستطيع اإلدارة
سحب الرخصة في حالة اإلهمال واألخطاء الجسيمة ،فحوادث المرور تؤثر بشكل كبير على
13
حياة األفراد وتمتعهم بقدراتهم.
)2الصحة العمومية:
يقصد بها وقاية صحة الجمهور(المرتفقين)من خطر األمراض بمقاومة أسبابها .ويقع على
عاتق اإلدارة مقاومة تلك األسباب باتخاذ سائر اإلجراءات الوقائية .كالمحافظة على سالمة
مياه الشرب واألطعمة للبيع وإعداد المجاري وجمع القمامة والمحافظة على نظافة األماكن
العامة ومكافحة األوبئة واألمراض المعدية.14
كما تقوم سلطات الضبط اإلدارية بالمحافظة على الصحة العامة من خالل اتخاذ اإلجراءات
والتدابير الوقائية والعالجية لحماية المواطنين من مخاطر األوبئة واألمراض والجراثيم التي
تهدد صحتهم .وذلك من خالل مراقبة المجازر والمطاعم ومحالت بيع المواد الغذائية وأماكن
15
التخزين وغيرها.
ولعل من األوبئة التي تهدد الصحة العامة في يومنا هذا وباء كرونا المستجد إذ تسهر سلطات
الضبط اإلداري المركزية على مكافحة هذا الوباء الخطير وذلك من خالل اتخاذ مجموعة من
- 12مليكة الصروخ ،العمل اإلداري ،دار القلم الرباط ،الطبعة األولى 2012-1434الصفحة 113
- 13جلطي أعمر،األهداف الحديثة للضبط اإلداري اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،السنة الجامعية ،2016-2015جامعة أبي بكر بلقا يد
تلمسمان الصفحة 21
- 14مليكة الصروخ ،العمل اإلداري مرجع سابق الصفحة 114
-15نجاة خلدون،العمل اإلداري ،مطبعة دعاية سال،الطبعة األولى 2015الصفحة 125
15
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
اإلجراءات من بينها اإلعالن عن حالة الطوارئ الصحية الذي أعلنت عنه السلطات
المركزية.16
وتنفيذا للتعليمات السامية التي تقدم بها صاخب الجاللة الملك محمد السادس حفظه هللا
،بإعطائها للحكومة قصد اإلحداث الفوري للصندوق الخاص بتدبير ومواجهة وباء فيروس
كورونا بادرت الحكومة بناء على هذه التعليمات الملوية السامية ،وعمال بمقتضيات القانون
التنظيمي رقم 13.130لقانون المالية ،والمادة 25من المرسوم المتعلق بإعداد وتنفيذ قوانين
المالية بإحداث حساب مرصد ألمور خصوصية يحمل اسم الصندوق الخاص بتدبير جائحة
17
فيروس كورونا كوفيد.19
يقصد بالسكينة العامة المحافظة على حالة الهدوء والسكون في الطرق واألماكن العامة كوقاية
الناس من الضوضاء واإلزعاج والمضايقات خاصة في أوقات راحتهم.
ومن األمور التي تمس السكينة العامة وتعمل السلطات اإلدارية على منعها أو إيقافها أصوات
الباعة المتجولين وآالت التنبيه في السيارات واألصوات المرتفعة المنبعثة من مكبرات
الصوت ونتيجة سوء استعمال الراديو وأجهزة التجهيز وغير ذلك.18
ومن اجل المحافظة على السكينة العامة ،يقع على عاتق سلطات الضبط اإلداري أن تتخذ كل
اإلجراءات واالحتياطات للقضاء على كل ما من شأنه المساس بالسكينة العامة ،أو وقاية
الناس منه 19،ومنع مظاهر اإلزعاج داخل المناطق السكنية ،وفي الطرق واألماكن
20
العمومية.
)4المحافظة على اآلداب العامة:
ويدخل في إطار النظام العام كذلك المحافظة على اآلداب العامة وهي ما يطلق عليه بالنظام
األدبي .إذ أجاز االجتهاد القضائي في أول األمر لسلطة اإلدارة منع األمور التي تمس النظام
األدبي إدا كانت تحمل شكال ماديا ذي مظهر خارجي وتبعا لذلك فليس لسلطة اإلدارة الحق
في المس بالمشاعر أو األخالق أو األمور الدينية إال إذا اتخذت تلك األمور مظهرا خارجيا
من شان ذلك المظهر التأثير في النظام األدبي وبالتالي اإلخالل بالنظام العام 21.وقد اعتبر
- 16مرسوم رقم 2.20.292صادر في 28من رجب 23(1441مارس)2020يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات اإلعالن
عنها
- 17مرسوم رقم 2.20.269الصادر في 22رجب 17(1441مارس )2020المتعلق بالصندوق الخاص بتدبير جائحة كورونا كوفيد19-
- 18مليكة الصروخ ،العمل اإلداري ،مرجع سابق الصفحة 114
- 19جلطي أعمر ،األهداف الحديثة للضبط اإلداري ،مرجع سابق الصفحة 27
- 20نجاة خلدون،العمل اإلداري ،مرجع سابق ،الصفحة125
- 21مليكة الصروخ،العمل اإلداري،مرجع سابق الصفحة 114
16
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
مجلس الدولة الفرنسي أن المحافظة على اآلداب العامة تندرج ضمن المحافظة على النظام
العام ففي قضية لوتسيا أقر مجلس الدولة الفرنسي مشروعية قرار عمدة مدينة نيس الذي منع
22
عرض بعض األفالم السينمائية لما تتسم به من خروج عن القيم األخالقية.
17
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
-التأشير على مشاريع النصوص التي يمكن أن يترتب عليها أثر مالي مباشر أو غير
مباشر.
ثانيا :دور سلطات الضبط في السياسة االقتصادية:
تلعب سلطات الضبط اإلداري دورا محوريا في المجال االقتصادي وعلى رأس هذه
السلطات نجد وزارة االقتصاد والمالية التي تقوم بدور محوري يتمثل فيما يلي:
تحديد الشروط الضرورية للتنمية في مجاالت من اختصاصها األصلي(الضريبة مثال) -
إعداد سياسة الدولة في المجاالت المالية والنقدية والقرض والمالية الخارجية وترشيد -
القطاع العام وخوصصة المنشىآة العامة وتتبع تنفيذها،
الحفاظ على التوازنات الهيكلية، -
إعداد السياسة الجبائية والجمركية وتنفيذها، -
24
صيانة مصالح األفراد المالية ،وفي بعض المجاالت االقتصادية، -
الوصاية على المؤسسات المالية والقرض واألبناك -
باإلضافة الي وزارة المالية تقوم وزارة التجارة والصناعة والتكنولوجيات في المجال
االقتصادي بدور مهم:
إعداد استراتجيات التنمية الصناعية والتجارية والتكنولوجية، -
تنمية االستثمارات وتحسين التنافسية للمقاوالت الصغرى، -
قيادة وتنفيذ استراتيجيات تنمية المجاالت الصناعية والتجارية والتكنولوجي، -
تنمية فضاءات االستقبال الصناعية والتجارية واألقطاب التنافسية، -
مخططات التكوين في مجاالت الصناعة والتجارة والتكنولوجيات، -
تقنين قطاعات الصناعة والتجارة،25 -
وتدخل وزارة التجارة الخارجية في مايلي:
-الحماية االقتصادية لإلنتاج الوطني،
-تنسيق أنشطة الهيئات العمومية ودعم المقاوالت الخاصة
-تدبير واتخاذ القرارات المتعلقة بالعالقات االقتصادية والتجارية وتنافسية االقتصاد
الوطني.26
بالموازاة مع سلطات الضبط اإلداري المركزية وباالطالع على مضامين الدستور نجد
أنه دستر مجموعة من الهيئات التقنية المتعلقة بالحكامة الجيدة تتمتع باالستقاللية وتدعم
18
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
أجهزة الدولة كآلية لتكريس دولة الحق والقانون ،ومن بين هذه الهيئات نخص بالذكر
مجلس المنافسة المنصوص عليه بمقتضى الفصل .166
فمجلس المنافسة يتولى تنظيم المنافسة الحرة والمشروعة بضمان الشفافية واإلنصاف في
العالقات االقتصادية خاصة من خالل تحليل وضبط وضعية المنافسة في األسواق ومراقبة
الممارسات المنافية لها والممارسات التجارية غير المشروعة وعملية التركيز االقتصادي
واالحتكار ،27لذلك فمجلس المنافسة يقوم بدور مهم في ضبط التوازن في السوق والحفاظ
على تكافؤ الفرص بين الفاعلين.
27الظهير الشريف رقم 1.14.117الصادر في 2رمضان 30-1435يوبيو -2015بتنيذ القانون رقم 20.13المتعلق بمجلس المنافسة.
- 28نجاة خلدون،مرجع سابق الصفحة134
19
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
العام ومثالها القرارات الرامية إلى استتباب األمن وضمان سالمة المرور والمحافظة على
29
الصحة العمومية.
ثانيا :القرارات اإلدارية الفردية
يقصد بالقرارات اإلدارية غير التنظيمية القرارات الفردية والجماعية التي تصدرها سلطات
الضبط اإلداري والتي تهم فردا معينا أو مجموعة من األفراد محددين بأسمائهم 30 .وهي
تتضمن أمرا بالقيام بعمل كاألمر الصادر بهدم منزل آيل للسقوط أو باالمتناع عن القيام بعمل
(كاألمر بمنع اجتماع معين أو إلقاء محاضرة أو تنظيم مظاهرة) كما قد تتضمن أوامر برفض
الترخيص ببناء معين.
ومقررات الضبط اإلداري الفردية قد تصدر تطبيقا للقانون أو لقرار تنظيمي كما يمكن أن
تصدر بشكل مستقل لكن شرط أال تكون مخالفة لها وان تكون ضرورية للمحافظة على النظام
العام.
كما أن قرارات الضبط اإلداري قد تصدر في شكل إيجابي عن طريق قرارات اإلذن
كالترخيص بفتح محل تجاري أو الترخيص ببناء معين أو الترخيص ألحد األفراد بحمل سالح
ناري.
ثالثا :المراسيم
تصنف المراسيم إلى عدة أنواع وهي:
)1المراسيم الضبطية :هي عبارة عن النصوص التي تصدر للمحافظة على النظام العام
31
بمدلوالته الثالثة األمن العام والسكينة العامة والصحة العامة مع الحفاظ على البيئة.
)2مراسيم الضرورة :تتعلق بالنصوص التي تصدرها السلطة التنفيذية لمواجهة ظروف
استثنائية مفاجئة تقتضي معالجة سريعة من أجل الحفاظ على كيان الدولة وسالمتها.
ولقد أقرت االجتهادات القضائية بمشروعية هذه المراسيم وإن خالفت القانون،على أساس
الظروف االستثنائية وهذه النظرية ال تجد أساسها في الواقع العملي إال بمراعاة ضوابط معينة
مثل استلزام خطر جسيم مفاجئ تكون مراسيم الضرورة هي الوسيلة الوحيدة والالزمة لدرئه.
وذلك أمر طبيعي الن القانون لم يوضع إال لتحقيق مصلحة المجتمع فإذا أدى احترامه في
- 29احمد اجعون،نشاط ووسائل اإلدارة وفقا للتشريع المغربي،،مطبعة النجاح الجديدة-(CTP-الدار البيضاء،الطبعة الثانية ،2018الصفحة27
-30نجاة خلدون ،مرجع سابق الصفحة 135-134
- 31مليكة الصروخ،العمل اإلداري،مرجع سابق،الصفحة242
20
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
ظروف معينة إلى عكس الغاية منه جاز بل وجب مخالفته تحقيقا لنفس الغاية وهي المصلحة
32
العامة ،والضرورات تبيح المحظورات.
)3المراسيم التف ويضية :يطلق على هذا النوع من المراسيم ب-مراسيم قوانين-أواسم –مرسوم
قانون -تختص بإصدارها الحكومة في المجاالت القانونية التي تدخل في اختصاص السلطة
التشريعية .إال أن القانون يأذن لها باتخاذها في ظرف من الزمان الحدود ولغاية معينة.
وذلك وفق ما يقضي به الفصل 70من الدستور الذي جاء فيه ،للقانون أن يأذن للحكومة أن
تتخذ في ظرف من الزمن محدود ولغاية معينة بمقتضى مراسيم تدابير يختص القانون عادة
باتحادها ويجري العمل بهده المراسيم بمجرد نشرها .غير أنه يجب عرضها على البرلمان
بقصد المصادقة عند انتهاء األجل الذي حدده قانون اإلذن بإصدارها ويبطل قانون اإلذن إدا
ما وقع حل مجلسي البرلمان أو أحدهما.
ويصبح مرسوم قانون بعد المصادقة عليه من البرلمان-قانونا-أما إدا لم تتم المصادقة عليه
33
لسبب من األسباب فيوقف العمل به فورا ويعتبر ما تم تطبيقه بشأنه صحيحا.
واستنادا للفصل 90من الدستور تمارس رئيس الحكومة السلطة التنظيمية ويمكن أن يفوض
بعض سلطه إلى الوزراء.
تحمل المقررات التنظيمية الصادرة عن رئيس الحكومة التوقيع بالعطف من لدن الوزراء
المكلفين بتنفيذها.
وأخيرا تتجلى وسائل ممارسة الضبط اإلداري في العقوبات اإلدارية الواردة في مختلف
التشريعات الخاصة بالضبط اإلداري وتكون مستقلة عن العقوبات الجنائية ومنها الغرامات
التالية-المصادرة – سحب الرخصة – اإلغالق. 34
-المصادرة :وهي حسب الفصل 89من القانون الجنائي حق تملك الدولة لألدوات واألشياء
المحجوزة التي يكون صنعها واستعمالها أو حملها أو حيازتها أو بيعها جريمة ولو كانت تلك
األدوات واألشياء على ملك الغير وحتى لولم يصدر حكم باإلدانة.
-اإلغالق :المقصود به حسب الفصل 90من القانون الجنائي األمر بإغالق محل تجاري أوصنا
عي نهائيا أو مؤقتا لمدة تتراوح بين 10أيم و6أشهر ،ومنع المحكوم عليه من مزاولة نفس
21
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
المهنة أو النشاط بذلك المحل .وذلك إذا كان قد استعمل الرتكاب جريمة إما بإساءة استغالل
اإلذن أو الرخصة المحصل عليها وإما بعدم مراعاة النظم اإلدارية.
ويشمل المنع أفراد أسرة المحكوم عليه أو غير هم ممن يكون المحكوم عليه قد باع له المحل
أو أكراه أو سلمه إليه ،كما يسري المنع في حق الشخص المعنوي أو الهيئة التي كان ينتمي
35
إليها المحكوم عليه أو كان يعمل لحسابهما وقت ارتكاب الجريمة
-سحب الرخصة :قد تقوم السلطة اإلدارية المختصة بسحب الرخصة التي منحتها إدا تبين لها
أن المعني باألمر خالف المقتضيات التشريعية والتنظيمية المتعلقة بها .من ذلك ما تنص عليه
المادة 39من القانون رقم 13.09المتعلق بالطاقات المتجددة الصادر بتاريخ 11فبراير
2010بأنه يجوز أن يخضع كل ترخيص لمقرر سحب دون تعويض بسبب خطأ يرتكبه
صاحب الترخيص.36
- 35ظهير شريف رقم 1.59.413صادر في 28جمادى الثانية 26(1382نونبر)1962بالمصادقة على مجموعة القانون الجنائي ،الجريدة الرسمية
عدد 2640مكرر بتاريخ 12محرم 5(1383يونيو،)1963ص.1253
- 36نجاة خلدون،العمل اإلداري مرجع سابق الصفحة 136
22
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
عدم وجود مساطر خاصة تحددها نصوص تشريعية وتنظيمية يمكن لإلدارة بعد إنذار المعني
بالتدابير المقررة أن تنفذ بمعرفتها هذه األشغال محل تحمل المعني باألمر للنفقات.37
وجاء نص الفصل 29من ظهير 15نوفمبر 1958بشأن التجمعات العمومية على تخويل
سلطات الضبط الحق في تفريق التجمعات المسلحة أو غير المسلحة باستعمال القوة.
وجاء الفصل (50في فقرته ) 3من الظهير بمثابة قانون المنظم للصيد البحري الصادر بتاريخ
38
23نوفمبر 1973بالسماح بالقبض على السفن المخالفة لقواعد الصيد بكل الطرق.
ثانيا :أسلوب التنفيذ الجبري :يعتب ر التنفيذ الجبري من االمتيازات االستثنائية التي تتمتع بها
السلطات اإلدارية للتدخل لتنفيذ قراراتها في الحالة التي يمتنع فيها األفراد عن تنفيذها اختياريا
أو في حالة مقاومتهم لهذا التنفيذ من خالل استخدام القوة العمومية دون حاجة إلى إذن أو حكم
سابق من القضاء.
والتنفيذ الجبري من امتيازات اإلدارة الخطيرة ،لذلك فهو مرتبط بوجود نص صريح يجيز
ذلك أوحاله الضرورة ،ومن أمثلة حاالت الضرورة التي تبرر حق اإلدارة في التنفيذ الجبري
حدوث اضطرابات تهدد األمن العام .لكن ذلك ال يعفي اإلدارة من الخضوع لرقابة القضاء
الذي سن مجموعة من القواعد لتنظيم هذا اإلجراء وجعله استثناء من القاعدة حماية لحقوق
وحريات األفراد. 39وقد حدد القضاء الشروط الواجب توفرها لقيام حالة الضرورة التي تبرر
اللجوء إلى التنفيذ الجبري .وتتمثل هذه الشروط فيما يلي:
-وجود خطر جسيم يهدد النظام العام،
-تعذر درء هذا الخطر بالوسائل القانونية العادية،
-اقتصار هدف الشرطة اإلدارية من اإلجراء المتخذ على تحقيق المصلحة العامة وحدها،
-عدم التضحية بمصلحة األفراد في سبيل تحقيق المصلحة العامة إال بمقدار ما تقضي به
الضرورة،
40
-خضوع تقدير قيام حالة الضرورة واالستعجال ومالءمة اإلجراءات لرقابة القضاء،
كما يمكن اللجوء إلى التنفيذ الجبري في حالة وجود نص قانوني ،يخول للشرطة االدارية
ذلك ،ومن أمثلته نص الظهير بمثابة قانون رقم 1.75.163الصادر بتاريخ 15فبراير
23
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
1977المتعلق باختصاصات العامل كما وقع تغييره وتتميمه في الفقرة األولى من الفصل
الثالث على أنه يكلف العامل بالمحافظة على النظام العام في العمالة أو اإلقليم .ويجوز له
استعمال القوات المساعدة وقوات الشرطة واالستعانة بالدرك الملكي والقوات المسلحة الملكية
طبق الشروط المحددة في القانون.
وال يتم اللجوء إلى هذه القوات إال في حالة الضرورة القصوى التي يكون فيها النظام العام
41
مهدد بشكل كبير.
24
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
خاتمة
من خالل ما سبق يتبين أنه ال يتصور وجود مجتمع بدون وجود سلطات الضبط اإلداري
المركزية لضبط سلوك األفراد داخل المجتمع ،إذ يشكل الضبط اإلداري بأهدافه أهمية كبيرة
توجب على اإلدارة االلتزام بالمشروعية في إصدار قراراتها الضابطة من خالل ما يتضمنه
من حماية للنظام العام بمدلوالته ،األمن العام الصحة والعمومية ،و السكينة العامة واآلداب
العامة وفي سبيل ذلك منح المشرع لسلطات الضبط اإلداري صالحيات واسعة في هدا المجال
من قبيل الوسائل القانونية والمادية ،حتى يتسنى لها الحفاظ على أهداف الضبط اإلداري لكن
في مقابل ذلك وفي حالة الشطط في استعمال هذه الوسائل تحت ذريعة المحافظة على النظام
العام فالمشرع في هذه الحالة منح األفراد إمكانية اللجوء إلى القضاء للمطالبة بحقوقهم التي
تم االعتداء عليها.
25
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
المــراجع
الكتب :
نجاة خلدون ،العمل اإلداري ،مطبعة دعاية سال ،الطبعة األولى 2015 ▪
رشيد بن عياش التنظيم اإلداري المغربي مطبعة المعارف الطبعة الثانية 2016 ▪
مليكة الصروخ ،العمل اإلداري ،دار القلم الرباط ،الطبعة األولى 2012-1434 ▪
جلطي أعمر ،األهداف الحديثة للضبط اإلداري اطروحة لنيل الدكتوراه في القانون العام ،السنة ▪
الجامعية ،2016-2015جامعة أبي بكر بلقا يد تلمسمان.
احمد اجعون،نشاط ووسائل اإلدارة وفقا للتشريع المغربي،،مطبعة النجاح الجديدة-(CTP-الدار ▪
البيضاء،الطبعة الثانية 2018
شكراني الحسين،الوجيز في المالية العامة،مطبعة النجاح الجديدة)-(CTPالدار البيضاء،الطبعة ▪
األولى 2019
األطروحات والرسائل:
▪ عصام القرني صناعة القرار الضريبي بالمغرب « ،أطروحة لنيل شهادة الدكتوراة في القانون
العام ،جامعة محمد الخامس بالرباط -كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية -سنة
2016 / 2015
القوانين:
الظهائر والمراسيم:
26
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
▪ مرسوم رقم 2.20.292صادر في 28من رجب 23(1441مارس )2020يتعلق بسن أحكام خاصة
بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات اإلعالن عنها
▪ مرسوم رقم 2.20.269الصادر في 22رجب 17(1441مارس )2020المتعلق بالصندوق
الخاص بتدبير جائحة كورونا كوفيد.19-
27
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
الفهرس
مــقـدمـة2..............................................................................
المبحث األول :المبحث األول :دور األجهزة المؤسساتية في الضبط اإلداري
المركزي 4.............................................................................
28
سلطات الضبط اإلدارية المركزية
خاتمة25................................................................................
المراحع26.....................,.......................................................
الفهرس27.............................................................................
29