Professional Documents
Culture Documents
السنةالجامعية
2020/2019
المقدمة
خول المشرع المغربي للملزمين إمكانية عرض نزاعاتهم على اإلدارة الضريبية
على لجان ضريبية مختصة ،على اعتبار أن اإلدارة تتمتع بمركز أقوى من مركز
األفراد ،مما يجعلها تتعسف في كثير من األحيان في مواجهتهم .األمر الذي
يستوجب الحماية القانونية للطرف الضعيف في المنازعة الضريبية باللجوء إلى
لجان التحكيم الضريبي التي تمكنهم من فتح حوار ديمقراطي مع اإلدارة في إطار
مسطرة خاصة تتوخى إيجاد الحلول المناسبة لمختلف اإلشكاالت التي تطرح بين
طرفي العالقة الضريبية ،وكذا لتخفيف العبء على القضاء اإلداري بحل هذا
النوع من المنازعات في المرحلة اللجانية ،وهو معطى يجعل التشريع الضريبي
المغربي يخطو خطوة مهمة في مجال التنظيم المؤسساتي للنزاعات الضريبية
بإنشائه لهيئات مستقلة عن اإلدارة للنظر فيها كمرحلة أولى قبل اللجوء إلى
القضاء في حالة استمرار النزاع الضريبي.
وباعتبار المنازعة الجبائية منازعة مطبوعة دائما بالمواجهة بين أطرافها أي بين
اإلدارة الضريبية صاحبة السيادة والسلطان في المادة الضريبية والملزم المجرد
من أي امتياز أو سلطة إال سلطة القانون .فأمام هاته العالقة غير المتكافئة بين
طرفي العالقة الضريبة كان لزاما على المشرع البحث عن وسيلة التوازن
وتحقيقها بين اإلدارة الضريبية والملزم ومن أبرز الوسائل التي استعان بها
المشرع في هذا اإلطار تم التنصيص على جهاز مستقبل في صلب القوانين
السابقة وفي مدونة الضرائب حاليا ،وهي ” اللجان الضريبية ” وذلك في سياق
محاولة صياغة إطار جديد للعالقة بين اإلدارة والملزم
و على ضوء ماتقدم يمكن طرح اإلشكالية التالية الطبيعة القانونية للجان
الضريبية و إجراءات الطعن في مقراراتها في ظل التحديات التي تواجهها
و لإلجابة على هذه اإلشكالية يلزم اإلجابة على مجموعة من األسئلة الفرعة
• ماهي الطبيعة القانونية للجان الضريبية ؟
• كيف يتم الطعن في مقرراتها؟
• ما اإلشكاالت التي تواجهها و ما هي سبل إصالحها؟
ولإلحاطة بهذه األسئلة المطروحة تبين لنا تناول هذا الموضوع وفق التصميم
التالي:
المبحث الثاني : :إجراءات الطعن أمام اللجان الضريبية و أهم التحديات التي
تواجهها
المبحث األول :الطبيعة القانونية للجان الضريبية
سيتم التحدث في هذا المبحث حول الطبيعة القانونية للجان الضريبية بصفتها جهة
خول لها النظر في المنازعات الضريبية سواء من الناحية الفقهية أو القضائية
(المطلب األول ) على أنه سيتم في المطلب الثاني تناول الطبيعة القانونية للجان
االستشارية (المطلب الثاني )
ان طبيعة لجان التحكيم العامة أثارت خالفا ونقاشات فقهية عديدة ليس في
التشريع المغربي فقط ،بل حتى في التشريعات المقارنة ،وذلك راجع بالخصوص
إلى احجام النصوص القانونية المختلفة عن تبيان طبيعتها بشكل صريح ،هل هي
هيآت إدارية أم قضائية؟
لقد أثار موضوع طبيعة اللجان الضريبية نقاشا حادا أدى إلى ظهور أراء مختلفة،
اعتبرا بعض الفقه بحكم تركيبتها الثالثية المكونة من قاض رئيس لها وممثلين
للملزمين أنها ليست لجانا إدارية عكس ما كانت عليه قبل اإلصالح حيث كانت
امتدادا لإلدارة ،فاإلدارة ال تملك األغلبية في هذه اللجان وإنما لها كباقي األعضاء
1
صوت تداولي
وذهب رأي إلى اعتبارها لجان التحكيم في المادة الضريبية من قبل المحاكم
اإلدارية ،ويستند هذا الرأي إلى أن اإلدارة الضريبية والمكلف يقف كالهما أمام
اللجنة للدفاع عن وجهة نظره ،ويكون قرارها ملزم لكليهما في الحدود التي
قررها القانون ،كما يستند هذا الجانب من الفقه إال أنه ليس لإلدارة الضريبية أن
تصدر إلى اللجنة أوامر أو تعليمات في شأن القيام بمهمتها ،وإذا أرسلت إليها
عزيزة هنداز ” .المساطير الضريبية بين القانون والتطبيق ” دار أبي رقراق للطباعة والنشر ،الرباط الطبعة األولى 2011ص133/132 ، 1
المنشورات أو التعليمات التي تصدرها فإنما يكون ذلك من سبيل اإلحاطة والعلم
2
لكي تستأنس اللجان بها عند اإلقتضاء
وذهب رأي أخر إلى اعتبارها لجان التحكيم في الميدان الضريبي لجانا إدارية
ذات صبغة قضائية وذلك لمجموعة من االعتبارات :عدم توفر عنصر الحياد،
أنها غير مقيدة بالقواعد الشكلية في قانون المسطرة المدنية ،أنها ال تتوفر سوى
على سلطة تحديد أسس الضريبية وأنها تتكون من موظفين إداريين ،وتعد
مقرراتها مقررات إدارية.
وذهب رأي إلى القول بأن الحكمة في إيجاد اللجان هي إتمام عمل مفتش
الضرائب المباشرة في تحديد أساس الضريبة ،فعند قيام كل من المفتش واللجنة
بتحديد وعاء الضريبة فإنهما يقومان بعمل إداري ،ويعتبر أن اإلبقاء على الطابع
اإلداري للجان التحكيم العامة يتالءم مع مصالح المكلف ،ألنه يوفر له ضمانة
إضافية تتمثل في مستويين للتحكيم ،وال يحرمه من الضمانة المتعلقة بحق
الخاضع للضريبة باللجوء إلى القضاء في أخر المطاف إلنصافه ،وفي نفس
اإلتجاه ذهب رأي أخر من الفقه إلى إعتبار اللجان سواء المحلية أو الوطنية
المختصة بالضريبة على أرباح المهنية ليس لها طابع هيأة قضائية ،وتتخد
قرارات ذات طابع إداري ،وأن المشرع عندما أنشأها لم يكن يهدف إلى إنشاء
قضاء إداري ولكن ليعطي لدافعي الضريبة ضمانة إضافية لبحثها من طرف
3
هيئات إدارية
الراجح فقها هو أن الطبيعة القانونية للجان التحكيم العامة تندرج ضمن الهيئات
اإلدارية ،وفي هذا يقول األستاذ lambert Thierryفي كتابه «
« etpratiques principes, fiscale Contrôleبأن "هذه المؤسسات -
يعني لجان التحكيم -ليست هيئات قضائية ،وبالتالي فإناها غير مختصة بالبت في
لقد أتيحت الفرصة لمحكمة النقض لتحديد موقفه من الطبيعة القانونية للجان
الضريبية من خالل القرار الصادر عنه بتاريخ 12يوليوز 1962الذي جاء” :
وهكذا فعندما أنشأ المشرع هذه اللجان الضريبية لم يكن يهدف إلى إنشاء قضاء
إداري ألسس الضريبية ولكن فقط منح األشخاص المفروضة عليهم هذه الضريبة
ضمانة إضافية للبحث والتقدير من طرف هيئات إدارية متضمنة بسلطة اتخاذ
القرار في مسائل واقعية من شأنها المساهمة في تحديد أسس الضريبة ،لدا
فالطعون المقدمة إلى اللجنة المركزية ضد قراراتها اللجان الضريبية المحلية
ليس لها طابع قضائي وبالتالي فإن الطعن بالنقض المقدم من طرف شركة ()x
ضد القرار الصادر عن اللجنة المذكورة غير مقبول”.4
4قرار 246صادر بتاريخ 1962/07/12منشور بمرجع الدكتورة عزيزة هنداز ،مرجع سابق ،ص.135 ،
فالقضاء يرجح الطبيعة اإلدارية للجان التحكيم على الطبيعة القضائية وهو ما أكده
مجلس الدولة الفرنسي في عدة قرارات منها القرار الصادر بتاريخ 21بتاريخ
1958الذي جاء فيه" :إن اللجنة المركزية للضرائب المباشرة ،تعتبر هيئة
إدارية عهد إليها بالنظر كسلطة رئاسية في قرارات اللجان اإلقليمية ،وليس لها
أي طابع قضائي ،وأن الطعن عن طريق دعوى اإللغاء ،إذن يبقى هو الممكن في
قراراتها".
نفس اإلتجاه تبناه القضاء المغربي منذ سنة 1962بخصوص قرار المجلس
األعلى في قضية الشركة الدولية للمخازن الكبيرة (( SIGMAالذي جاء فيه:
"....يالحظ من مجموع النصوص التشريعية المطبقة ومراعاة لتكوينها أو للقواعد
الخاصة بتسييرها ،ولطبيعة القرارات التي تتخذها ،أن هذه اللجان ال تعتبر هيئات
قضائية.
وأن الطعون المقدمة إلى اللجنة المركزية ضد قرارات اللجان المحلية للضريبة
شبيهة بالطعون المقدمة إلى سلطة رئاسية ،وحيث مما سبق ،فإن اللجنة المركزية
للضريبة على األرباح المهنية ال تعتبر ذات طبيعة قضائية ،وبالتالي فالطعن
بالنقض المقدم من قبل الشركة الدولية للمخازن الكبيرة (( SIGMAضد قرارات
اللجنة المركزية غير مقبول".وتواتر عمل القضاء اإلداري بشقيه المحاكم
اإلدارية والغرفة واإلدارية بالمجلس األعلى على اعتبار اللجان الضريبية لجانا
5
إدارية نافيا عنها أي صفة قضائية
أما القانون الفرنسي فقد حسم النقاش الذي يمكن أن يثار حول تحديد الطبيعة
القانونية للجان اإلقليمية ،ألن هذه األخيرة تعتبر جهازا استشاريا فقط تبدي رأيها
وهكذا يتضح من خالل هذه الفقرة أن اللجان الضريبية تعتبر لجانا إدارية وال
يمكن النظر إليها كأجهزة قضائية وذلك من خالل الجهة اإلدارية المخول لها
إحداثها.
إذا كانت الطعون في الضريبة تتم بشكل عادي أمام لجان ضريبية عادية تتمثل
في اللجنة الوطنية للنظر في الطعون المتعلقة بالضريبة واللجان المحلية لتقدير
الضريبة ،فإن هناك طعون استثنائية في حاالت معينة ومحدودة تتم أمام لجنة
ضريبية غير عادية تسمى اللجنة االستشارية للنظر في الطعون المتعلقة بالتعسف
في استعمال حق يخوله القانون سنحاول تفصيل في عمل هذه اللجنة من خالل
بيان تأليف واختصاصات هذه اللجنة ثم إجراءات الطعن امام هذه اللجنة
6البند األول من المادة السادسة من قانون المالية رقم 16-73للسنة المالية 2017
وهي لجنة متساوية األعضاء تتألف من أعضاء يمثلون إدارة الضرائب وأعضاء
يمثلون ميدان األعمال ،يعينون كلهم بمقتضى نص تنظيمي سيحدد كذلك التنظيم
7
اإلداري للجنة وكيفية تسييرها
كما نبدي مالحظة هنا ان المشرع لم يحدد عدد اعضاء اللجنة ومن له صوت
فاصل بما انها متساوية االعضاء .كما لم يشر كذلك من يقوم بمهام المقرر كما
هو الحال في اللجان الضريبية
وبعكس طلبات الطعن أمام اللجان المحلية لتقديرالضريبة واللجنة الوطنية للنظر
في الطعون المتعلقة بالضريبة حيث توجه إليها هذه الطلبات عند الجواب عن
رسالة التبليغ التصحيحية الثانية ،فإن طلبات الطعن أمام اللجنة اإلستشارية
للنظر في الطعون المتعلقة بالتعسف في استعمال حق يخوله القانون توجه أثناء
الجواب عن رسالة التبليغ التصحيحية األولى المنصوص عليها سواء في الفقرة
األولى من المادة 220من المدونة العامة للضرائب المتعلقة بالمسطرة العادية
لتصحيح الضرائب أوالفقرة األولى من المادة 221المتعلقة بالمسطرة السريعة
لتصحيح الضرائب وذلك بحسب الحاالت .
وربما قصد المشرع المغربي من إثارة هذا النوع من الطعون وفي مرحلة متقدمة
من التبليغ أي عقب الجواب عن رسالة التبليغ األولى ،أنه قد تمت مالحظة
أواكتشاف تعسف في استعمال حق يخوله القانون وبالتالي يمكن الطعن فيه في
إبانه وفي حينه دونما حاجة لمواصلة مسطرة التبليغ أو إتمامها كما هي محددة في
القانون .
7الفقرة األولى من المادة 226مكررة من المدونة العامة للضرائب التي تمت إضافتها بمقتضى البند Iمن المادة 6من قانون المالية للسنة المالية
.2017
وتكون طلبات الطعن الموجهة للجنة اإلستشارية معززة بالوثائق المتعلقة
بإجراءات المسطرة التواجهية التي تمكن اللجنة من البث ،وتوجه إلى مفتش
الضرائب المختص داخل األجل المنصوص عليه في القانون ،ويجب على مفتش
الضرائب أن يحيلها مباشرة على اللجنة اإلستشارية في أجل أقصاه خمسة عشرة
( )15يوما من تاريخ التوصل بها ،وذلك وفق اإلجراءات المنصوص عليها في
المادة 219من المدونة العامة للضرائب المتعلقة بالتبليغ.
ويعتبر هذا األجل جد قصير إذا ما قورن مع أجل اإلحالة على اللجان المحلية
لتقدير الضريبة واللجنة الوطنية للنظر في الطعون المتعلقة بالضريبة حيث يتمتع
مفتش الضرائب بأجل أقصاه ثالثة ( )3أشهر ابتداء من تاريخ تبليغ اإلدارة
الضريبية بطعن الخاضع للضريبة ،وهذا الفرق الكبير في أجل اإلحالة على
اللجان يؤكد بما ال يدع مجاال للشك بأن المسطرة أمام اللجنة االستشارية تتطلب
نوعا من العجلة واإلستعجال بسبب ارتباطها بالتعسف في استعمال الحق.
ولذلك فإنه يجب على اللجنة اإلستشارية أن تدلي برأيها اإلستشاري وبكيفية
حصرية فقط حول التصحيحات المتعلقة بالتعسف في استعمال حق يخوله
ويضمنه القانون ،داخل أجل ال يتعدى ثالثين ( )30يوما من تاريخ تسلم رسالة
اإلحالة الموجهة من طرف مفتش الضرائب إلى اللجنة ،وهذا الرأي اإلستشاري
يجب أن تبلغه إلى المفتش وإلى الخاضع للضريبة داخل أجل ثالثين ( )30يوما
من تاريخ اللجنة صدوره
ويمكن لمفتش الضرائب بعد تسلمه رأي اللجنة اإلستشارية بالكيفية الصحيحة ،
أن يواصل مسطرة تصحيح األساس الضريبي بكيفية سليمة ويبلغ الخاضع
للضريبة برسالة التبليغ الثانية المشار إليها سواء في الفقرة الثانية من المادة 220
أوفي الفقرة الثانية من المادة 221من المدونة العامة للضرائب بحسب الحاالت ،
داخل أجل الستين ( )60يوما الموالية لتاريخ تسلمه رأي اللجنة المذكورة ،وفقا
لإلجراءات الواردة بالمادة 219من المدونة العامة للضرائب.
إذا كانت هذه العمليات تكتسي طابعا صوريا أو تهذف فقط لإلستفاذة من
اإلمتيازات الجبائية بشكل مخالف لألهذاف التي ترمي إليها المقتضيات التشريعية
الجاري بها العمل.
أو إذا كانت تهذف إلى التملص من الضريبة أو النقصان من مبلغها الذي كان من
المفروض تحمله بالنظر إلى الوضعية الحقيقية للخاضع للضريبة أو ألنشطته إذا
لم تكن هذه العمليات قد أنجزت.
وبالتالي فإن المشرع المغربي يكون قد حسم األمر وأعطى تعريفا دقيقا ومحكما
للعمليات التي تشكل تعسفا في استعمال حق يخوله القانون الضريبي للخاضعين
للضريبة ،فإذا كانت هذه العمليات تحمل طابعا أو صبغة صورية أو يكون
الهدف منها اإلستفاذة من بعض اإلمتيازات الضريبية أو التملص أو التهرب من
أداء الواجبات المفروضة بكافة الطرق والوسائل أو التحايل على المقتضيات
القانونية ذات الصلة فإنها التدخل في خانة العمليات التي تشكل تعسفا في استعمال
الحق.
وحيث أن حسن النية يكون هو األصل دائما ،كما أن األصل في جميع التصرفات
أنها حقيقية ال صورية فيها ،فإنه من الصعب جدا أن نحدد العمليات التي تشكل
تعسفا في استعمال حق يخوله ويضمنه القانون في مواجهة اإلدارة الضريبية ،
وحصره في عمليات صورية أو عمليات يكون الهذف منها اإلستفاذة من
اإلمتيازات الضريبية عن غير وجه حق أو عمليات أو إخفاءات أو تحايالت على
أحكام القانون قد تؤدي إلى التملص من أداء الضرائب والرسوم والواجبات كال
أو بعضا.
وفي انتظار صدور النص التنظيمي كما هو مشار إلى ذلك بالفقرة األولى من
المادة 226مكررة من المدونة العامة للضرائب والذي سيحدد التنظيم اإلداري
للجنة اإلستشارية للنظر في الطعون المتعلقة بالتعسف في استعمال حق يخوله
القانون وكيفيات تسييرها ،منذ إحداث هذه اللجنة بقانون المالية للسنة المالية
، 2017والبواعث واألهذاف التي جعلت المشرع المغربي يحدث هذا النوع من
اللجان الذي الزال لم ير النور بعد ،فإننا نتسائل عن القيمة المضافة التي
ستضيفها هذه اللجنة التي تتدخل فقط برأي استشاري وأثناء جريان مسطرة
تصحيح األساس الضريبي وفي حاالت معينة ومحدودة واردة في القانون ،وما
الفائدة من كثرة وتنوع اللجان الضريبية بعدما تم توحيدها بقانون المالية للسنة
المالية 2001وحصرها في صنفين اثنين هما اللجنة الوطنية للنظر في الطعون
المتعلقة بالضريبة واللجان المحلية لتقديرالضريبة بعدما تم حذف اللجنة الوطنية
للتقييم واللجان المحلية للتقييم واللجان اإلدارية اإلستشارية ؟ ولماذا تم الحديث
عن تركيبة هذه اللجنة الجديدة التي تتألف فقط من أعضاء يمثلون اإلدارة
الضريبية وأعضاء يمثلون ميدان األعمال دون الحديث عمن يرأس اللجنة وعدد
أعضائها ؟ وما هو اختصاصها المكاني بعدما تم حصر اختصاصها النوعي وهل
سيكون لها وجود على المستوى المحلي أو الجهوي؟
غير أنه مهما تشعبت التساؤالت فإن القيمين على اإلدارة الضريبية غالبا ما
يحاولون البحث وبشتى الطرق عن جميع الحلول والوسائل واآلليات التي تمكنهم
من تحقيق مداخيل مهمة للخزينة عن رضا وطواعية واقتناع ال جبرا والقهرا وال
تعسفا ،ويبقى الصلح في نظرهم من أفضل هذه اآلليات في فض وتسوية جميع
المنازعات الضريبية حيث أن اإلدارة تكون دائما هي السباقة إلى اقتراح الحلول
الحبية وهي من تسعى عن طواعية وتلقائية لتجنب المشاحنات والخالفات مع
الخاضعين للضريبة سواء كانوا حسني أو سيئي النية.
المبحث الثاني :إجراءات الطعن أمام اللجان الضريبية و أهم
التحديات التي تواجهها
يعتبر الطعن أمام اللجان الضريبية إجراء إداري خاضع لشكليات مسطرية حددها
القانون الضريبي (المطلب األول ) و في المقابل فإن اللجان الضريبية تواجه
مما يستلزم خلق حلول مجموعة من التحديات يمكن أن تؤثر في سيرها
لتجاوزها (المطلب الثاني )
خول المشرع المغربي للملزمين إمكانية عرض نزاعاتهم على اإلدارة الضريبية
على لجان ضريبية مختصة ،على اعتبار أن اإلدارة تتمتع بمركز أقوى من مركز
األفراد ،مما يجعلها تتعسف في كثير من األحيان في مواجهتهم .األمر الذي
يستوجب الحماية القانونية للطرف الضعيف في المنازعة الضريبية باللجوء إلى
لجان التحكيم الضريبي التي تمكنهم من فتح حوار ديمقراطي مع اإلدارة في إطار
مسطرة خاصة تتوخى إيجاد الحلول المناسبة لمختلف اإلشكاالت التي تطرح بين
طرفي العالقة الضريبية ،وكذا لتخفيف العبء على القضاء اإلداري بحل هذا
النوع من المنازعات في المرحلة االلجانية وعليه سنتناول اجراءات الطعن
المتبعة امام اللجنة المحلية في الفقرة االولى على ان نخص الفقرة الثانية
الجراءات الطعن امام اللجنة الوطنية
حينما تنتهي المسطرة التواجهية بين االدارة والملزم يطلب هذا االخير االحتكام
الى اللجنة للبت في نقط الخالف العالقة داخل أجل 30يوما ابتداوا من تاريخ
تسليم رسالة التبليغ التانية ،يتسلم المفتش الفاحص المطالبات المذكورة تم يسلمها
مصحوبة بإجراءاتالمسطرة التواجهية التي تمكن اللجنة من البت 8و قد حدد
المشرع اجل اقصاه 4اشهر لتسليم المطالبات والوتائق من طرف اإلدارة للجنة
المحلية لتقدير الضريبة ،ابتداءا من تاريخ تبليغ االدارة بالطعن المقدم من طرف
الخاضع للضريبة امام اللجنة المحلية
و في حالة عدم احالة النزاع من طرف اإلدارة على اللجنة المحلية بعد تلقيها طلبا
من قبل الملزم داخله اجله القانوني فإن مسطرة تحديد االسس الضريبية
المصححة تكون الغية باعتبار ان االدارة خرقت النصوص القانونية التي 9
بعد ان يتسلم المفتش الطلب ،يعد تقريرا مفصال يتكون من خانتين:خانة يستعرض
فيهاموقف االدارة واسباب قيامها بالتصحيحات سواء على المستوى القانوني او
الواقعي ،وخانة تانية تضم ملخص يتضمن موقف المقاولة الطاعنة من خالل
اجوبتها على الرسالتين التبليغتين و ينجز هذا التقرير 5نسخ موقعة و يسلمها
للموظف الذي يتولى مهمة مقرر داخل اللجنة والذي يمكن ان يضيف معلرمات
من شانها التعريف بالمقاولة و نشاطها و شكلها القانوني ،بعد ذلك تجتمع اللجنة
بمبادرة من رئيسها وفق البرنامج المسطر .فتوجه االستدعاءات عن طريق مقرر
اللجنة الى كافة اعضائها وخاصة الملزم حتى تكون على علم باجتماعها العداد
دفاعه و تحضير وتائق محاسبية اوتبوتية اضافية تتعلق بموضوع النزاع ،اما
المفتش فيستدعي شفويا من طرف مقررا اللجنة الذي يعمل معه في نفس
المصلحة و كذلك األمر بالنسبة لباقي أعضاء اللجنة المحلية.
يتم تحريك مسطرة الطعن أمام اللجنة الوطنية بمقتضى عريضة مكتوبة ،سواء
من طرف اإلدارة في شخص مدير الضرائب أو من طرف الخاضع للضريبة ،و
حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد 205- 98ملف رقم 98-63الصادر بتاريخ .1998/12/9 9
توجه العريضة إلى رئيس اللجنة الوطنية و ذلك داخل أجل 60يوم من تبليغ
مقرر اللجنة المحلية لتقدير الضريبة إلى المعنيين باألمر ،و يعتبر عدم تقديم
الطعن داخل األجل القانوني بمثابة قبول ضمني لألساس الضريبي المحدد من
طرف اللجنة المحلية ،مع ما يترتب عن ذلك من آثار قانونية؛ و المالحظ هو أن
المشرع المغربي أعاد النظر في أجل الطعن ،حيث كان هذا األخير أمام اللجنة
المركزية سابقا هو 20يوم ،لكن أصبح كما قلنا أمام اللجنة الوطنية 60يوم وهو
ما سيشكل ضمانة مهمة منحها المشرع للخاضع للضريبة ،خصوصا أن أجل 60
ي وم يسمح له بدراسة موقفه القانوني بتأن و تهيئ أوجه دفاعه ،كما يمكنه ذلك من
هذا و تعليل عريضة الطعن التي يتقدم بها أمام اللجنة الوطنية بكيفية شاملة
10
لكن المالحظ هنا هو أن المشرع المغربي لم يتحدث عن حتمية هذه البيانات إلى
بالنسبة للخاضع للضريبة حسب ما تنص عليه المادة 220من المدونة العامة
للضرائب ،و ال تي جاء فيها ما يلي “… تحدد عريضةالخاضعين للضريبة
موضوع الخالف و تتضمن عرضا للحجج المستند إليها“.
و قبل أن تنظر اللجنة الوطنية في موضوع الطعن تقوم بإجراءين مهمين :
يتمثل األول في إعالم الطرف األخر داخل أجل 30يوم من تسلم الطعن ،مع
تبليغه نسخة من العريضة المرفوعة إليها ،وذلك قصد تمكينه من دراسة مضمون
هذه العريضة وتهيئ حججه ووسائل دفاعه
سفيان ادريوش ،رشيدة الصابري ،تصحيح األساس الضريبي،دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع 2002ص .183 10
أما اإلجراء الثاني ،فيتمثل في أن تطلب اللجنة من اإلدارة تسليمها الملف
الضريبي المتعلق بالفترة محل النزاع ،و ذلك داخل أجل شهر لتاريخ تسلم الطلب
المذكور و في حالة عدم تسليم اإلدارة الملف الضريبي إلى اللجنة الوطنية داخل
أجل 30يوم ،فإن هذه اللجنة ال يمكن لها أن تتجاوز أسس فرض الضريبة ،فإما
أن تأخذ باألسس التي حددتها اللجنة المحلية و إما باألسس التي تم اإلقرار بها أو
قبولها من طرف الملزم إذا تم الطعن داخل األجل القانوني. 11
بعد التحقيق في الملف ،تجتمع اللجنة الفرعية للنظر في الطعن و لها في سبيل
ذلك أن تعقد ما شاء لها من الجلسات ،و يمكنها أن تستمع إلى الطرفين على
انفراد أو هما معا إما بطلب منهما أو تلقائيا من طرف اللجنة المذكورة متى تبين
لها أن هذه المواجهة ضرورية ،و هو ما يدعم الطابع التوجهي للمسطرة المتبعة
خالل هده المرحلة
ويحدد بإثنى عشر شهرا ( )12األجل األقصى الذي يجب أن يفصل بين تاريخ
تقديم الطعن أمام اللجنة الوطنية و التاريخ المقرر المتخذ في شأنه ،أما في حالة
عدم بث اللجنة الوطنية في الطعن المعروض عليها داخل األجل المحدد لذلك
قانونا ( 12شهر) ،فإنه ال يجوز إدخال أي تصحيح على إقرار الخاضع
للضريبة أو على أساس فرض الضريبة المعتمد من لدن اإلدارة في حالة فرض
الضريبة بصورة تلقائية بسبب عدم اإلدالء باإلقرار ،أما إذا وافق الخاضع
للضريبة جزئيا على األسس المبلغة من لدن إدارة الضرائب ،يكون األساس
المعتمد هو األساس الناتج عن هده الموافقة.
نشير في األخير ،إلى أن قرارات اللجنة الوطنية يجب أن تكون معللة و مفصلة،
كما يجب على القاضي الذي أشرف على سير اللجنة أن يبلغها إلى الطرفين في
رسالة مضمونة مع اإلشعار بالتوصل ،و ذلك خالل الستة أشهر( ) 6الموالية
تتعدد االكراهات التي تعيق عمل اللجان الضريبية لتساهم مجتمعة في تقزيم
دورها في نظام المنازعة الجبائية ويمكن تصنيف هذه اإلكراهات إلى نوعين ،
إكراهات ترتبط بالتنظيم القانوني للجان الضريبية ،وإكراهات ترتبط بالملزمين
والخاضعين للضريبة ،وهو ما يمكن تناوله من خالل ما يلي :
أحميدوش مدني ،الطعن أمام اللجنة ا لوطنية للطعون الضريبية ،عدد خاص لمجلتي القسطاس و الزيتونة ،مطبعة سلسبيل ،2010ص 121 12
اإلكراهات المرتبطة بالتنظيم القانوني للجان الضريبية :إن الميزة األساسية التي
تتسم بها االكراهات ذات الطبيعة القانونية أنها عامة وشاملة لجميع اللجان ،
وبالرغم من أن هذه االكراهات قد تبدو في ظاهرها مجرد مسائل شكلية إال أنها
ذات تأثير جوهري وتم عمل اللجان في الصميم
والمالحظة األولى التي يثيرها التنظيم القانوني لهذه المؤسسة أن المشرع
المغربي لم يتخلص بعد من التعدد النوعي لهذه اللجان رغم أن األمر الذي يخلق
التباسا لدى الملزم في معرفة نوع اللجنة المعنية بنزاعة .باإلضافة إلى ذالك
فاختصاص هذه اللجان ما يزال يتسم بالقصور ،ولطالما انتقد الفقه حصر
اختصاصها في المسائل الواقعية إذ أن هذا التجزيء يبقى بدون جدوى .13أما
المالحظة الثانية فتتعلق باستقالل هذه اللجان من عدمها إذ أنه بالرجوع إلى
المدونة العامة للضرائب نجد إن المشرع لم يحدد بالتدقيق الجهة التي تتبع لها هذه
اللجنة ،وبتالي فهي ال تتمتع باستقالل تام عن اإلدارة الضريبية ،فاللجنة المحلية
على سبيل المثال ورغم رئاستها من طرف قاض إال أن أهم وظائفها يضطلع بها
ممثل إدارة الضرائب من حيث االستدعاءات وتجهيز الملفات باإلضافة إلى تبليغ
المقرارات المتخدة ،أما اللجنة الوطنية فرغم تبعيتها لرئيس الحكومة إال إن
استقالليتها تبقى محل نظر ما دام أن رئيس الحكومة يعتبر في حكم سلطة رئاسية
على وزير المالية الذي تتبع له مديرية الضرائب ،وبتالي ال سبيل لضمان
استقالليتها عن األطراف إال بجعلها مؤسسة قائمة الذات با يعني ذالك من استقالل
مالي و معنوي و يجعل تعيين رؤسائها عن طريق ظهير مع إعطائها الفرصة في
استقطاب الكفاءات لتضطلع بمهام داخلها .أيضا من المظاهر تحكم اإلدارة
الضريبة في عمل اللجان الضريبية تدخل إدارة الضرائب في تنظيم الوضعية
الفردية لموظفين بحيث تتولى اختيار الموظفين اللذين يتم اقتراحهم على رئيس
الحكومة الذي يعينهم
وإلى جانب ضعف فعاليته في تمثيل الملزمين ،أسجل إن المشرع رغم أهمية
التنصيص على إمكانية االستعانة بخبير ضمن هذه اللجان إال أنه لم يفصل في
الكيفية التي يشتغل بها الخبير .كما إن الواقع العملي أبان على ضعف بل انعدام
اللجوء إلى الحبير رغم إن اللجان كثير ما تصادف مسائل تقنية محضة تتطلب
خبرة تقنية ،خاصة وأن اختصاصها ينحصر في المشاكل الواقعية دون القانونية
اإلكراهات المتعلقة بالملزمين :لعل من بين اإلكراهات التي تحد من فعالية نظام
الطعن أمام اللجان الضريبية تلك المتعلقة بالخاضعين للضريبة ،بحيث نجد أن
عدد الطعو ن المقدمة أمام اللجان الضريبية ضعيف إذا ما قورن بعدد الملزمين
الخاضعين ،والبحث في السبب الذي يقف وراء ذالك يقودنا إلى عاملين يرتبط
األول منهما بجهل الخاضعين للضريبة بالمقتضيات القانونية في حين يرتبط
العامل الثاني بالجانب السيكولوجي للملزم
أ -جهل الملزمين بالمقتضيات القانونية :يلعب عامل الجهل دورا في محدودية
نظام الطعن أمام اللجان خاصة إذا استحضرنا أن فئة عريضة من المجتمع
المغربي ما تزال تعاني من مشكل األمية ،وإذا استحضرنا الطابع المعقد
للنصوص الجبائية فان اإلحاطة بمقتضياتها ال يكون متيسرا حتى للفئة التي تتوفر
على مستوى تعليمي متواضع. 15
14ﻣﺤﻤﺪ ﺳﻌﻴﺪ ﺑﻦ ﺍﻟﺤﺎﺝ "ﺩﻭﺭ ﺍﻟﻠﺠﺎﻥ ﺍﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻟﺘﻘﺪﻳﺮ ﺍﻟﻀﻳﺒﺔ ﻲﻓ ﺣﻞ ،ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺒﺎﺋﻴﺔ" ،رسال لنيل شهادة
الدكتوراه ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺃﻛﺪﺍﻝ ﺍﻟﺴﻨﺔ الجامعية 2000-2003ص .98
ﺮ
ﺍﻟﻤﺒﺎﺷﺓ ﺑﺎﻟﻤﻠﺰﻣﻴ ﻭﺍﻧﻌﻜﺎﺳﺎﺗﻬﺎ" ﺍﻃﺮﻭﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻲﻓ ﺍﻟﻘﺎﻧﻮﻥ ﺍﻟﻌﺎﻡ ﺟﺎﻣﻌﺔ 15ﺟﻮﺍﺩ ﺍﻟﻌﺮﺴﻱ "ﻋﻼﻗﺔ ﺍﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻀﺍﺋﺐ
ﻣﺤﻤﺪ ﺍﻟﺨﺎﻣﺲ ﻛﻠﻴﺔ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﺍﻛﺪﺍﻝ ،ﺍﻟﺮﺑﺎﻁ ﺍﻟﺴﻨﺔ ﺍﻟﺠﺎﻣﻌﻴة 2001-2000ص .235
ب ) العوائق النفسية :تتجلى العوالق النفسية في إحساس الكثير من الخاضعين
للضريبة بالحرمان والظلم والمحسوبية ،حيث يستفيد بعض الخاضعين
المحظوظين من امتيازات جبائية ،في حين أن آخرين ال يتوفرون على فرصة
إلنصات إليهم وبالتالي الرد على شكواهم ،16ثم إن الملزم ما يزال يعتبر اإلدارة
قوة ال يحكمها القانون وأن الحل الوحيد المناسب هو التحايل عليها والتوسط لديها
و اللجوء عليها ،وال زالت أغلبية الملزمين تجهل مبدأ فصل السلطات وتعتبر أن
مقاضاة المخزن أمام المخزن ،كما أن نسبة أخرى من الملزمين تجهل إمكانية
الطعن في مقررات اإلدارة الضريبي وهي وضعية يساهم فيها عدم قيام الجهات
المعنية بإعالم الملزمين بكافة حقوقهم والضمانات المخولة لهم في الميدان
الجبائي ،باإلضافة إلى تفشي األمية والالوعي الذي بات يطبع المجتمع .
إن الرقي بعمل اللجان الضريبية ال يتأتى إال بتبني تصور واضح إلصالح ينبني
على المقارية التشاركية مع تركيز اإلصالح على تركيبة هذه اللجان باإلضافة إلى
إعادة النظر في مساطر الطعن أمامها .
إعادة النظر في تركيبة اللجان :إن إعادة النظر في بنية اللجان يتم عبر ضرورة
اشتراط توفر ممثلي الملزمين في اللجان الضريبية على نفس الشروط المتطلبة
في ممثلي اإلدارة من حيث اإللمام بالمجال الضريبي والقانوني ولتفادي مشکل
تغيب أعضاء هذه اللجان وجب إلزام أعضاء هذه اللجان بالحضور تحت طائلة
جزاءات معينة .أما ر ئاسة اللجان المحلية فيكون إسناد رئاستها لقضاء المحاكم
اإلدارية أكثر فائدة مادام أن اختصاص هذه المحكم يمتد للنزاعات الضريبية.17
. 16ﺍﺑﺮﺍﻩﻴﻢ ﻣﻬﻢ"،ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕ ﺍﻟﺠﺒﺎﺋﻴﺔ ﺑﺎﻟﻤﻐﺮﺏ ﻣﺤﺎﻭﻟﺔ ﻟﺘﺤﻘﻴﻖ ﺍﻟﺘﻮﺍﺯﻥ ﺑﻴ ﺍﻟﻤﻠﺰﻡ ﻭﺍﻻﺩﺍﺭﺓ ﺍﻟﻀﻳﺒﻴﺔ ،ﺃﻃﺮﻭﺣﺔ ﻟﻨﻴﻞ
ﺍﻟﺘﺎﻧ ﻋﻴ ﺍﻟﺸﻖ ﺍﻟﺪﺍﺭ ﺍﻟﺒﻴﻀﺎء ،ﺍﻟﺴﻨﺔ الجامعية
ﺍﻟﺪﻛﺘﻮﺭﺍﻩ ﻲﻓ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻭﺣﺪﺓ ﺍﻟﺒﺤﺖ ﺍﻟﻤﺎﻟﻴﺔ ﺍﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﺟﺎﻣﻌﺔ ﺍﻟﺤﺴﻦ ﻲ
2005- 2000ص 270
إن نجاعة أي إصالح للقانون الضريبي المغربي يستوجب خلق نوع من التوازن
في العالقة بين اإلدارة الضريبية والملزمين ولمحاولة الدفع بهذا التوازن إلى
األفضل ال بد من خلق أليات أكثر فعالية في تحقيق الحماية الالزمة للملزمين من
تعسف اإلدارة في فرض الضريبة من جهة وكذا حماية الخزينة العامة من تهرب
الملزمين من أداء الضريبة وتحقيق التوازن بينها من جهة أخرى.
حيث نود أن نشير إلى أنه بالرغم من الدور الكبير والمهم الذي تلعبه اللجان
الضريبية في تسوية النزاعات الجبائية ،ذلك أن الغاية األساسية من إنشائها تهدف
جهة إلى حماية الملزم في حالة وقوع اإلدارة في أخطاء بمناسبة فرض أو
الضريبي ،ومن جهة أخرى تخفيف العبء على القضاء تحديدها للوعاء
اإلداري ،حيث تقوم بإجراء بعض التصحيحات في المسائل الواقعية التي تتعلق
بالضريبة وإصالح هفوات اإلدارة الضريبية ،أو تأكيدها إذا كانت مبنية على
أسس صحيحة ومعقولة.
الكتب
• عزيزة هنداز ” .المساطير الضريبية بين القانون والتطبيق ” دار أبي رقراق
للطباعة والنشر ،الرباط الطبعة األولى2011
• رشﻴﺪ روحي ،مﺴﻄﺮة الﻤﻨازعات الﺠﺒائﻴة في الﻤﺮحلة ما قﺒﻞ القﻀائﻴة
• عﺒﺪ الﺮحﻤان إيلﻴال ومﺤﻤﺪ مﺮزاق الﻨﻈام القانﻮني في الﻤﻨازعة الﺠﺒائﻴة بالﻤغﺮب
أحميدوش مدني ،الطعن أمام اللجنة الوطنية للطعون الضريبية ،عدد خاص لمجلتي •
، القسطاس و الزيتونة ،مطبعة سلسبيل 2010
الرسائل و األطروحات
• جﻮاد العﺴﺮي "عالقة ادارة الﺼﺮائﺐ الﻤﺒاشﺮة بالﻤلﺰمﻴﻦ وانعﻜاساتها" اﻃﺮوحة لﻨﻴﻞ
الﺪكﺘﻮراه في القانﻮن العام جامعة مﺤﻤﺪ الﺨامﺲ كلﻴة الﺤقﻮق اكﺪال ،الﺮباط الﺴﻨة
الﺠامعﻴة 2001-2000
• ابﺮاهﻴﻢ مهﻢ"،الﻤﻨازعات الﺠﺒائﻴة بالﻤغﺮب مﺤاولة لﺘﺤقﻴق الﺘﻮازن بﻴﻦ الﻤلﺰم
واالدارة الﻀﺮيﺒﻴة ،أﻃﺮوحة لﻨﻴﻞ الﺪكﺘﻮراه في الﺤقﻮق وحﺪة الﺒﺤﺖ الﻤالﻴة العامة
،جامعة الﺤﺴﻦ الﺘاني عﻴﻦ الﺸق الﺪار الﺒﻴﻀاء ،الﺴﻨة 2005-2000الﺠامعﻴة
• مﺤﻤﺪ سعﻴﺪ بﻦ الﺤاج "دور اللﺠان الﻤﺤلﻴة لﺘقﺪيﺮ الﻀﺮيﺒة في حﻞ ،الﻤﻨازعات الﺠﺒائﻴة" ،رسال
لنيل شهادة الدكتوراه جامعة مﺤﻤﺪ الﺨامﺲ كلﻴة الﺤقﻮق أكﺪال الﺴﻨة الجامعية 2004-2003
القوانين
• الفقرة األولى من المادة 226مكررة من المدونة العامة للضرائب التي تمت
.إضافتها بمقتضى البند Iمن المادة 6من قانون المالية للسنة المالية 2017
القرارات القضائية
• قرار 246صادر بتاريخ 1962/07/12منشور بمرجع الدكتورة عزيزة هنداز،
مرجع سابق
• حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بوجدة عدد 2000/126بتاريخ2000/06/07 ،