You are on page 1of 11

‫مداخلة حول‬

‫الوظيفة العمومية الترابية‪:‬‬


‫''اإلكراهات و الرهانات''‬
‫عمر العثماني‬ ‫(على ضوء تجربة جائحة كرونا)‬
‫تنغير في ‪2020/06/07‬‬
‫مقدمة ‪:‬‬
‫تفاعال مع الموضوع أرى أن جائحة كورونا في عالقتها مع الوظيفة العمومية‬
‫الترابية قد نتج عنها ثالثة أمور رئيسة ‪:‬‬

‫‪ ‬أوال ‪ :‬عرت واقعا هشا للوظيفة العمومية الترابية ‪.‬‬


‫‪ ‬ثانيا ‪ :‬فاقمت الوضعية المزرية التي يعيشها بعض الموظفين و األعوان‬
‫بالجماعات‪.‬‬
‫‪ ‬ثالثا ‪ :‬علمتنا دروسا علينا استيعابها و اإلشتغال عليها بعد الجائحة‪.‬‬

‫المحور األول ‪ :‬هشاشة الوظيفة العمومية الترابية ‪.‬‬ ‫‪.I‬‬

‫التنوع الموجود في الوظيفة العمومية الترابية ‪ :‬ال يمكن جمع كل‬ ‫‪.1‬‬
‫موظفي الجماعات الترابية في خانة واحدة بل نجد أنهم فئات مختلفة‬
‫وغير متجانسة ‪:‬‬
‫‪ ‬موظفو الجماعات و موظفو مجالس العماالت و األقاليم وموظفو‬
‫الجهات ‪ ( .‬اختالفات في ‪ :‬مواقع المقرات ‪ ،‬المجال الترابي ‪،‬‬
‫اإلختصاصات ‪ :‬التطهير الصلب و السائل و التعمير و الرخص‬
‫اإلقتصادية ومكاتب حفظ الصحة مثال بالنسبة للجماعات ‪ ،‬بعض‬
‫‪1‬‬
‫التعويضات ‪)...‬‬
‫‪ ‬موظفو الجماعات الموجودة في المدن و في ضواحي المدن وفي‬
‫القرى النائية ‪ (...‬غياب دور السكن يضطر بعض الموظفين‬

‫‪ (1‬القوانين التنظيمية ‪ 111.14‬و ‪ 112.14‬و ‪. 113.14‬‬

‫‪1‬‬
‫لقطع مسافة ‪ 80‬كلم ذهابا و إيابا كل يوم ‪ ،‬بعد القباضات‬
‫بمسافة تتجاوز ‪ 80‬كلم بالنسبة لبعض الجماعات ‪ ،‬غياب‬
‫األنترنت ‪)...‬‬
‫‪ ‬هناك جماعات ذات موارد مهمة و جماعات يتزايد عجز‬
‫ميزانياتها سنة بعد أخرى خصوصا بعد جمود حصة الجماعات‬
‫من الضريبة على القيمة المضافة منذ سنة ‪ 2015‬و نتج عن‬
‫هذا عدم تسوية الترقيات و األحكام القضائية لفائدة بعض‬
‫الموظفين ‪ ،‬الحرمان من التعويض عن التنقالت التي يقوم بها‬
‫بعض الموظفين ‪...‬‬
‫كما أن هناك جماعات تلجأ إلى التدبير المفوض للمرافق‬
‫الحيوية و أخرى مازالت تسيرها بإمكانياتها البشرية و المادية ‪.‬‬
‫‪ ‬اختالف في عدد و كفاءات الموارد البشرية المتوفرة ‪ ( :‬بعض‬
‫الجماعات عندها ''فائض'' من الموظفين و في بعض الجماعات‬
‫نجد موظفين تسند إليهم خمس مهام غير متجانسة مثل الحالة‬
‫المدنية مع كتابة المجلس و قد تكون متنافية مثل المداخيل مع‬
‫المصاريف ‪ ،‬وبعض الجماعات تتوفر على ''فائض'' من‬
‫الموظفين ذوي السالليم العليا في حين نجد أغلب الجماعات‬
‫ليس فيها أي موظف من هذه الفئة ‪)...‬‬
‫‪ ‬اختالف األنظمة ‪ :‬متصرفو وزارة الداخلية و الموظفون‬
‫المشتركون بين الوزارات ‪ ،‬الموسميون ( عدم اإلستقرار ‪،2‬‬
‫اجور ‪ 1.600,00‬شهريا تقريبا بالنسبة للجماعات و المحاسبين‬
‫الذين يقيسون أجورهم على أجور عمال اإلنعاش الوطني ‪: 3‬‬
‫*قبل فاتح يوليوز ‪ 2019‬مبلغ ‪ 69.73‬درهم لكل يوم عمل أي‬
‫‪ 1.534.06‬درهم في الشهر * ابتداء من فاتح يوليوز ‪2019‬‬
‫مبلغ ‪ 73.22‬درهم لكل يوم عمل أي ‪ 1.610.84‬درهم في‬

‫‪ )2‬دورية وزير الداخلية الصادرة في ‪ 19‬يناير ‪ 2009‬بشأن منع توظيف األعوان المؤقتين بالجماعات المحلية ‪.‬‬
‫‪ (3‬مرسوم رقم ‪ 2.19.424‬صادر في ‪ 26‬يونيو ‪ 2019‬بتحديد مبالغ الحد األدنى القانوني لألجر في الصناعة‬
‫والتجارة و المهن الحرة و الفالحة ‪ .‬وشبكة أجور عمال اإلنعاش الوطني المعدة من طرف وزارة الداخلية والمؤشر‬
‫عليها من طرف وزارة اإلقتصاد و المالية بتاريخ ‪ 12‬يوليوز ‪. 2019‬‬

‫‪2‬‬
‫الشهر * وابتداء من فاتح يوليوز ‪ 2020‬مبلغ ‪ 76.70‬درهم لكل‬
‫يوم عمل أي ‪ 1.687,40‬درهم في الشهر ) ‪...‬‬
‫و أشير هنا إلى أنه ابتداء من ‪ 10‬يوليوز ‪ 2016‬أصبح بإمكان‬
‫رؤساء الجماعات الترابية إجراء مباريات التوظيف في المناصب‬
‫اآلتية ‪( :‬متصرف من الدرجة الثانية و متصرف من الدرجة‬
‫الثالثة ‪ ،‬مهندس دولة من الدرجة األولى ‪ ،‬مهندس معماري من‬
‫الدرجة األولى ‪ ،‬طبيب ‪ ،‬طبيب بيطري ‪ ،‬تقني من الدرجة الثالثة‬
‫‪ ،‬تقني من الدرجة الرابعة ‪ ،‬محرر من الدرجة الرابعة ‪ ،‬ممرض‬
‫مجاز من الدولة من الدرجة الثانية ‪ ،‬مساعد إداري من الدرجة‬
‫‪4‬‬
‫الثالثة و مساعد تقني من الدرجة الثالثة)‪.‬‬
‫منظومة تشريعية غير محفزة و غير جذابة ( نصا و تطبيقا ) ‪:‬‬ ‫‪.2‬‬
‫‪ ‬عدم المساواة بين موظفي الجماعات مع نظرائهم في الوزارات‬
‫األخرى ( أطباء وزارة الصحة ‪ ،‬بياطرة وزارة الفالحة ‪،‬‬
‫مهندسو وزارة التجهيز مثال ‪)...‬‬
‫‪ ‬غياب التعويض عن بعض المهام مثل الموظفين العاملين‬
‫بشبابيك تثبيت اإلمضاءات و المصادقة على مطابقة النسخ‬
‫للوثائق األصلية أو شبابيك الحالة المدنية والموظفين المفوضين‬
‫‪ ،5‬إضافة إلى الموظفين المكلفين باستخالص الرسوم المحلية‬
‫حيث ال يستفيد من التعويض إال شسيعو المداخيل وحدهم بمبلغ‬
‫ال يتجاوز في أحسن األحوال ‪ 600,00‬درهم سنويا في حين أن‬
‫التأمين عن المخاطر يتجاوز ‪ 1.700,00‬درهم سنويا ‪ .6‬أما عن‬
‫التعويض عن الساعات اإلضافية فمن المجحف أن نتحدث سنة‬

‫‪ )4‬قرار وزير ‪ 1360.16‬صادر في ‪ 3‬ماي ‪ 2016‬بتحديد شروط و إجراءات و برامج مباريات التوظيف في‬
‫المناصب العمومية بالجماعات الترابية‪.‬‬
‫‪ (5‬المادة ‪ 102‬من ق ت ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات و المادة ‪ 1‬من المرسوم ‪ 2.99.665‬الصادر في ‪ 9‬أكتوبر‬
‫‪ 2002‬لتطبيق القانون ‪ 37.99‬المتعلق بالحالة المدنية ‪.‬‬
‫‪ (6‬المادة ‪ 48‬من المرسوم ‪ 2.17.449‬الصادر في ‪ 23‬نونبر ‪ 2017‬بسن نظام المحاسبة العمومية للجهات‬
‫ومجموعاتها ‪ ،‬و المرسوم ‪ 2.17.449‬الصادر في ‪ 23‬نونبر ‪ 2017‬بسن نظام المحاسبة العمومية للعماالت‬
‫واألقاليم و مجموعاتها ‪ ،‬و المرسوم ‪ 2.17.451‬الصادر في ‪ 23‬نونبر ‪ 2017‬بسن نظام المحاسبة العمومية‬
‫للجماعات ومؤسسات التعاون بين الجماعات ‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫‪ 2020‬عن تعويض ‪ 4,00‬دراهم عن كل ساعة وفي حدود ‪40‬‬
‫ساعة شهريا بالنسبة للسلم التاسع و ما تحته‪. 7‬‬
‫‪ ‬صعوبة استفادة موظفي الجماعات من حقهم في اإلنتقال ‪ 8.‬حيث‬
‫ان اإلستفادة من هذا الحق مازال رهينا بمزاج بعض رؤساء‬
‫الجماعات األصلية للموظف الجماعي ''بذريعة أو حجة'' عدم‬
‫إمكانية اإلستغناء عنه أو عدم السماح بنقل المنصب المالي كما‬
‫أنه رهين بمزاج رؤساء الجماعات المستقبلة ''بحجة أو ذريعة''‬
‫عدم توفر المنصب المالي أو عدم توفر اإلعتمادات و األرصدة‬
‫المالية ‪.‬‬
‫تأثر تدبير شؤون موظفي الجماعات الترابية بطبيعة العالقة بين‬ ‫‪.3‬‬
‫المنتخبين و الموظفين (اختالف األلوان السياسية للمجالس المنتخبة‬
‫واختالف مستوى المعرفة و الوعي لدى المسيرين) ‪ ،‬مما قد ينعكس‬
‫سلبا على حقوق الموظفين ‪:‬‬
‫‪ ‬الحرمان من بعض الحقوق والتعويضات ( الحقوق النقابية ‪،‬‬
‫التعويض عن األعمال الشاقة و الملوثة ‪ ،9‬لباس األعوان‬
‫والمستخدمين‪ ، 10‬عدم التسجيل في النظام الجماعي لمنح‬

‫‪ )7‬المرسوم رقم ‪ 2.86.349‬صادر في ‪ 2‬دجنبر ‪ 1986‬بصرف تعويضات عن ساعات العمل اإلضافية و القيام‬
‫بأداء أعمال شاقة و ملوثة و منح مالبس لبعض الموظفين والمستخدمين العاملين بالجماعات المحلية و هيئاتها ‪.‬‬
‫وقرار وزير الداخلية رقم ‪ 1190.03‬صادر في ‪ 25‬يونيو ‪ 2003‬يتعلق بصرف التعويض عن الساعات اإلضافية‬
‫لفائدة موظفي و أعوان الجماعات المحلية و هيئاتها ‪.‬‬
‫‪ (8‬مرسوم ‪ 2.13.436‬صادر في ‪ 5‬غشت ‪ 2015‬بتحديد كيفية تطبيق الفصل ‪ 38‬مكرر من الظهير الشريف رقم‬
‫‪ 1.58.008‬الصادر في ‪ 4‬شعبان ‪ 24( 1377‬فبراير ‪ )1958‬في شأن النظام األساسي للوظيفة العمومية المتعلق‬
‫بنقل الموظفين المنتمين إلى الهيئات المشتركة بين اإلدارات ‪ .‬و منشور وزير الوظيفة العمومية و تحديث اإلدارة‬
‫رقم ‪ 01‬بتاريخ ‪ 04‬يناير ‪ 2016‬بشأن كيفيات تطبيق المرسوم ‪ 2.13.436‬صادر في ‪ 5‬غشت ‪ 2015‬المتعلق بنقل‬
‫الموظفين المنتمين إلى الهيئات المشتركة بين اإلدارات‪.‬‬
‫‪)9‬المرسوم رقم ‪ 2.86.349‬صادر في ‪ 2‬دجنبر ‪ 1986‬بصرف تعويضات عن ساعات العمل اإلضافية و القيام بأداء‬
‫أعمال شاقة و ملوثة و منح مالبس لبعض الموظفين والمستخدمين العاملين بالجماعات المحلية و هيئاتها ‪ .‬و قرار‬
‫وزير الداخلية رقم ‪ 1732.07‬صادر في ‪ 18‬دجنبر ‪ 2007‬بتحديد إجراءات صرف التعويض عن األعمال الشاقة‬
‫والملوثة التي ينجزها بعض الموظفين و األعوان العاملين بالجماعات المحلية و هيئاتها ‪.‬‬
‫‪ (10‬المرسوم رقم ‪ 2.86.349‬صادر في ‪ 2‬دجنبر ‪ 1986‬بصرف تعويضات عن ساعات العمل اإلضافية و القيام‬
‫بأداء أعمال شاقة و ملوثة و منح مالبس لبعض الموظفين والمستخدمين العاملين بالجماعات المحلية و هيئاتها ‪.‬‬
‫و قرار وزير الداخلية رقم ‪ 607.89‬صادر في ‪ 3‬ماي ‪ 1989‬بتحديد كيفية منح المالبس إلى بعض الموظفين‬
‫والمستخدمين العاملين بالجماعات المحلية و بالخلية التابعين لها ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫رواتب التقاعد ‪ RCAR‬وعدم اإلستفادة من التعويضات العائلية‬
‫بالنسبة للموسميين‪) ... 11‬‬
‫‪ ‬المحاباة و تقريب بعض الموظفين و إقصاء آخرين على أساس‬
‫المواالة الحزبية أو تقاسم المصالح و ليس بناء على الكفاءات‬
‫والمؤهالت المعرفية و العملية ( توزيع الهواتف المحمولة‬
‫مثال)‪ ...‬و هذا يسبب الكثير من النزاعات التي تطلعنا عليها‬
‫مختلف المنابر اإلعالمية ‪.‬‬
‫عدم توفر الظروف المناسبة و وسائل العمل الضرورية ( فضاءات‬ ‫‪.4‬‬
‫ضيقة و غير مجهزة و غير مريحة ‪ ،‬عدم توفير سيارات المصلحة‬
‫ووسائل التنقل للموظفين مما يضطرهم إلى استعمال وسائل النقل‬
‫العمومي أو استعمال سياراتهم الخاصة دون الحصول على التعويضات‬
‫الكيلومترية الخاصة بذلك اإلستعمال‪ ،12‬عدم توفير تجهيزات مكتبية‬
‫ومعلوماتية مناسبة ‪ ،‬غياب الربط باألنترنت بالصبيب الضروري‬
‫لالشتغال ‪...‬‬
‫ضعف تكوين أغلب موظفي الجماعات حيث أن عمليات التوظيف لم‬ ‫‪.5‬‬
‫تكن تراعي حاجيات الجماعات الن كثيرا من الموظفين دخلوا إلى‬
‫الوظفية العمومية الترابية عن طريق التوظيف المباشر ‪ ،‬و عددا كبيرا‬
‫منهم ولجوا إليها بعد فتح المباريات في وجه خريجي الجامعات‬
‫وغيرهم من ذوي الشهادات و الدبلومات أما القلة الباقية فقد تخرجت‬
‫في مراكز التكوين أو استفادت من التكوين في بعض مراكز التكوين‬
‫بعد التوظيف ‪.‬‬
‫كما أسجل ضعف استفادة أغلب موظفي الجماعات الترابية من‬
‫التكوين المستمر فباستثناء الذين تمت المناداة عليهم من طرف‬
‫المديرية العامة للجماعات الترابية أو في إطار برامج العماالت‬
‫واألقاليم أو المبادرة الوطنية للتنمية البشرية أو غيرها فإن معظم‬

‫‪ )11‬قرار لرئيس الحكومة رقم ‪ 3.25.19‬صادر في ‪ 26‬يونيو ‪ 2019‬بتغيير قرار رئيس الوزارة بتاريخ ‪ 30‬مارس‬
‫‪ 1959‬بتحديد كيفيات منح التعويضات العائلية لألعوان المؤقتين و المياومين و العرضيين العاملين مع الدولة‬
‫والبلديات و المؤسسات العامة‪.‬‬
‫‪ )12‬مرسوم ‪ 2.97.1053‬صادر في ‪ 2‬فبراير ‪ 1998‬يتعلق بالشروط التي يمكن وفقها استعمال السيارات الخاصة‬
‫لحاجات المصلحة و بتحديد مبالغ التعويضات الكيلومترية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫الموظفين لم يستفيدوا من أية دورة تكوينية أو استفادوا من دورات‬
‫قليلة و قصيرة و غير معمقة و ال تتوفر فيها شروط و معايير الجودة‪،‬‬
‫و هذا نظرا ألن أغلب الجماعات الترابية لم تقم بتشخيص حاجيات‬
‫موظفيها من التكوين و ال تتوفر على مخططات لتقوية قدراتهم و ال‬
‫تقوم ببرمجة اإلعتمادات الخاصة بذلك في ميزانياتها السنوية أو ال‬
‫تقوم بصرف تلك اإلعتمادات و يكون مصيرها اإللغاء نهاية كل تدبير ‪.‬‬

‫المحور الثاني ‪ :‬تفاقم وضعية موظفي الجماعات الترابية في زمن كرونا ‪.‬‬ ‫‪.II‬‬
‫نظرا للتنوع الموجود في الوظيفة العمومية الترابية و الذي تحدثت‬
‫عنه في المحور األول فإن موظفي الجماعات الترابية تأثروا بجائحة‬
‫وحدَّة متفاوتة بعد اإلعالن عن حالة الطوارئ‬ ‫كرونا بصور مختلفة ِ‬
‫الصحية ‪.13‬‬
‫‪ .1‬أغلب الموظفين الساكنين خارج المجال الترابي للجماعة‬
‫توقفوا عن اإللتحاق بمقرات عملهم بسبب تطبيق الحجر‬
‫الصحي وغياب وسائل النقل العمومي ‪ ،‬و هذا أثر على‬
‫أداء زمالئهم اآلخرين ‪.‬‬
‫‪ .2‬تم العمل بنظام التناوب‪ 14‬بالنسبة لمعظم الموظفين مما‬
‫أثر على أداء بعض المرافق نتيجة صعوبة التنسيق بين‬
‫الموظفين المتناوبين في المكتب الواحد ‪.‬‬
‫‪ .3‬خفضت الخدمات المقدمة من طرف بعض المكاتب بسبب‬
‫تطبيق حالة الطوارئ الصحية كمكاتب التعمير و المداخيل‬
‫و الوعاء الضريبي و الحالة المدنية و تثبيت اإلمضاءات‬
‫و المصادقة على مطابقة الوثائق ألصولها ‪ ،‬حيث تم منع‬
‫انعقاد اللجان و توقيف سريان أغلب اآلجال المنصوص‬
‫عليها في النصوص التشريعية و التنظيمية الجاري بها‬

‫‪ )13‬مرسوم ‪ 2.20.293‬صادر في ‪ 24‬مارس ‪ 2020‬بإعالن حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني‬
‫لمواجهة تفشي فيروس كورونا‪-‬كوفيد ‪. 19‬‬
‫‪ (14‬منشور وزير اإلقتصاد و المالية و إصالح اإلدارة رقم ‪ 2020/01‬الصادر في ‪ 16‬مارس ‪ 2020‬بشأن التدابير‬
‫الوقائية من خطر انتشار وباء كورونا باإلدارات العمومية و الجماعات الترابية و المؤسسات العمومية و المقاوالت‬
‫العمومية ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫العمل خالل فترة حالة الطوارئ الصحية‪ 15‬إضافة إلى‬
‫إجراءات التخفيف المتعلقة بتطبيق الجزاءات عن األداء‬
‫المتأخر أو عن عدم إيداع اإلقرارات أو وضعها خارج‬
‫اآلجال القانونية بالنسبة لبعض الرسوم‪ ، 16‬كما توقفت‬
‫المكتبات و المركبات الثقافية التابعة للجماعات عن‬
‫استقبال مرتفقيها ‪ ،‬و تم غلق مرافق جماعية كاألسواق‬
‫األسبوعية ‪.‬‬
‫‪ .4‬رغم الحجر الصحي فان المصلحة العامة و ضرورة‬
‫استمرار المرفق العمومي فرضت اشتغال مكاتب جماعية‬
‫مثل اإلنارة العمومية و المساحات الخضراء و لو في‬
‫الحدود الدنيا كإصالح أعطاب المصابيح و شبكات اإلنارة‬
‫العمومية و سقي الحدائق العمومية و األشجار بجنبات‬
‫الشوارع و الطرقات ‪.‬‬
‫‪ .5‬بالنسبة للمكاتب المكلفة بالصفقات و النفقات فإنها كانت‬
‫مطالبة خالل فترة كورونا بمضاعفة مجهوداتها من أجل‬
‫تأمين اتخاذ اإلجراءات اإلحترازية باقتناء التجهيزات‬
‫والمواد الوقائية و تسديد مستحقات الممونين‪ 17‬قبل أن‬
‫تطالب الجماعات الترابية كغيرها بتبسيط بعض المساطر‬
‫‪19‬‬
‫المتعلقة بالصفقات العمومية‪ 18‬و آجال تنفيذ الصفقات‬
‫والتدبير األمثل لإللتزامات المالية خالل فترة حالة‬
‫الطوارئ الصحية‪. 20‬‬

‫‪ (15‬المادة ‪ 6‬من المرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.292‬الصادر في ‪ 23‬مارس ‪ 2020‬يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة‬
‫الطوارئ الصحية و إجراءات اإلعالن عنها‪.‬‬
‫‪ (16‬دورية وزير الداخلية رقم ‪ 7186‬بتاريخ ‪ 11‬ماي ‪ 2020‬حول انعكاسات حالة الطوارئ الصحية على تطبيق‬
‫الجزاءات المتعلقة بالموارد المالية المدبرة من طرف الجماعات الترابية ‪.‬‬
‫‪ )17‬منشور وزير اإلقتصاد و المالية و إصالح اإلدارة رقم ‪ 2138/E‬بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ 2020‬حول تسريع وثيرة‬
‫تسديد مستحقات المقاوالت‪.‬‬
‫‪18 ( Circulaire du MEFRA ( TGR/DRRCI/DR/N°9)du 02/04/2020 relative à la simplification de certaine‬‬
‫‪procédures liées aux marchés publics de l'Etat et de collectivités territoriales .‬‬
‫‪19 ( Circulaire du MEFRA ( TGR/DRRCI/DR/N°10)du 14/04/2020 relative aux délais d'exécution des‬‬
‫‪marchés publics en période d'état d'urgence sanitaire .‬‬
‫‪ )20‬دورية وزير الداخلية رقم ‪ 6578‬بتاريخ ‪ 15‬أبريل ‪ 2020‬حول التدبير األمثل لنفقات الجماعات الترابية برسم‬
‫سنة ‪. 2020‬‬

‫‪7‬‬
‫‪.6‬كما أن المسؤولين عن الميزانية عليهم تدبير متطلبات مواجهة تفشي‬
‫فيروس كوفيد ‪ 19‬من الناحية المالية بتوفير اعتمادات غير متوقعة‬
‫القتناء التجهيزات و المواد الوقائية و توزيع المعونات على المتضررين‬
‫من الجائحة‪ ،‬و ذلك رغم انخفاض نسبة استخالص الموارد المالية ‪.‬‬
‫‪.7‬أما المسؤولون عن الصفقات العمومية فقد زادت مسؤوليتهم أمام‬
‫أجهزة الرقابة خالل فترة الطوارئ خصوصا بعد اللجوء إلى الصفقات‬
‫التفاوضية و سندات الطلب لتلبية حاجيات المرحلة ‪.‬‬
‫‪.8‬وجد المديرون و رؤساء األقسام و المصالح أنفسهم أمام سيل من‬
‫الدوريات و وضع جديد يجب أن يوفقوا فيه بين القيام باإلجراءات‬
‫اإلحترازية و ضمان سير المرفق العام رغم غياب الكثير من الموظفين‬
‫واعتماد نظام التناوب ‪.‬‬
‫‪ .9‬و عكس المكاتب السابقة فإن بعض المكاتب كان عليها أن تتجند أكثر‬
‫من ذي قبل لمواجهة الوباء مثل مكاتب حفظ الصحة و قطاع النظافة‬
‫وعمال المجازر ‪ ،‬حيث إن الموظفين واألعوان العاملين بهذه المرافق‬
‫تفاجأوا بوجودهم في الصفوف األمامية وتعرضهم للمخاطر دون‬
‫اإلستفادة من التكوينات الالزمة ‪ ،‬و خصوصا أن أكثرهم من الموسميين‬
‫و يشتغلون ليال و نهارا دون تعويض عن ساعات العمل اإلضافية و ال‬
‫يستفيدون من أي تأمين ضد مخاطر التعرض للفيروس و استعمال‬
‫المواد الكيماوية التي قد تضر بصحتهم ‪ ،‬كما أن بعض الجماعات عانت‬
‫لتوفر لهم المالبس الواقية والكمامات ومواد تعقيم اليدين‪.‬‬
‫‪ .10‬إن موظفي الجماعات الترابية تحملوا كغيرهم من الموظفين اقتطاع‬
‫أجرة ثالثة أيام‪ 21‬رغم أن بعضهم مساعدون تقنيون أو إداريون مرتبون‬
‫في السلم السادس و لهم تحمالت عائلية كثيرة أو مرهقون بتسديد‬
‫القروض البنكية ‪ ،‬كما تم توقيف الترقيات المستحقة لبعض الموظفين‬
‫عن سنة ‪ 2020‬والسنوات السابقة ‪. 22‬‬

‫‪ (21‬منشور رئيس الحكومة رقم ‪ 2020/06‬بتاريخ ‪ 2020/04/14‬حول المساهمة في الصندوق الخاص بتدبير‬
‫جائحة فيروس كورونا‪-‬كوفيد ‪. 19‬‬
‫‪ )22‬منشور رئيس الحكومة رقم ‪ 2020/03‬بتاريخ ‪ 2020/03/25‬المتعلق بتأجيل الترقيات و إلغاء مباريات‬
‫التوظيف ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫المحور الثالث ‪ :‬رهانات ما بعد كرونا ‪.‬‬ ‫‪.III‬‬
‫لتجاوز هشاشة الوظيفة العمومية الترابية التي عرتها و فاقمتها جائحة‬
‫كرونة يجب فتح عدة أوراش وطنيا و محليا في المجاالت اآلتية ‪:‬‬
‫‪ .1‬تحديث المنظومة التشريعية و التنظيمية للوظيفة العمومية الترابية ‪:‬‬
‫إن المرسوم رقم ‪ 2.77.738‬بمثابة النظام األساسي لموظفي‬
‫الجماعات الذي صدر قبل أكثر من أربعين سنة أصبح متجاوزا بعد‬
‫اإلنتقال إلى الجهوية المتقدمة و تنزيل القوانين التنظيمية للجماعات‬
‫الترابية‪ ، 23‬و أصبحت الحاجة ملحة لإلسراع بصدور القانون بمثابة‬
‫النظام األساسي للموارد البشرية بالجماعات الترابية و تجديد‬
‫النصوص التطبيقية المنظمة لحقوق و تعويضات موظفي الجماعات‬
‫الترابية مع التنصيص على تحفيزات جديدة ضمانا للمساواة بينهم‬
‫وبين موظفي الدولة و مراعاة لخصوصيات بعض الهيئات المشتغلة‬
‫بالجماعات الترابية ‪ .‬و أذكر هنا على سبيل المثال ال الحصر ضرورة‬
‫وجود مؤسسة األعمال اإلجتماعية لموظفي الجماعات الترابية ‪ ،‬وتلبية‬
‫حاجيات الجماعات الصغيرة من اليد العاملة بعد الخصاص الناتج عن‬
‫حذف السالليم الدنيا ‪ ،‬كما أشير إلى تجاوز بعض النصوص التنظيمية‬
‫كتلك المتعلقة بلباس الموظفين و األعوان خصوصا بعد اعتماد بعض‬
‫الجماعات للباس رسمي للشرطة اإلدارية على سبيل المثال ‪.‬‬
‫أما بالنسبة للعمل عن بعد‪ 24‬فإن بعض الجماعات كانت سباقة إلى‬
‫اللجوء إليه مضطرة فنظرا لعدم الربط باألنترنت فإن عددا من‬
‫الموظفين يعملون في مقرات سكنهم بالمدن كموظفي مصلحة النفقات‬
‫و غيرهم ‪.‬‬
‫‪ .2‬أوراش تحديث و رقمنة إدارة الجماعات الترابية ‪:‬‬
‫لقد سرعت كورونا من وثيرة تبني الدولة لضرورة رقمنة اإلدارات‬
‫بصفة عامة و إدارات الجماعات الترابية بصفة خاصة‪. 25‬‬

‫‪ )23‬المادتان ‪ 127‬و ‪ 254‬من ق ت ‪ 111.14‬و المادتان ‪ 121‬و ‪ 224‬من ق ت ‪ 112.14‬و المادتان ‪ 129‬و ‪ 281‬من ق ت‬
‫‪.113.14‬‬
‫‪ (24‬منشور وزير اإلقتصاد و المالية و إصالح اإلدارة رقم ‪ 2020/03‬بتاريخ ‪ 2020/04/15‬بشأن العمل عن بعد بإدارات الدولة‪.‬‬
‫‪ (25‬دورية وزير الداخلية رقم ‪ 32‬بتاريخ ‪ 19‬ماي ‪ 2020‬حول تنزيل و تتبع أوراش نزع الصفة المادية عن المساطر ( من أجل صفر‬
‫ورق )‬

‫‪9‬‬
‫فبعد العمل بالتدبير المندمج للنفقات ‪ GID‬و نزع الصفة المادية عن‬
‫الصفقات و اعتماد اإليداع اإللكتروني للفاتورات‪ 26‬و الشروع في‬
‫تعميم التدبير المندمج للمداخيل ‪ GIR‬و أجور‪-‬اندماج و التدبير غير‬
‫المادي للوثائق التبريرية لنفقات الموظفين‪ ، 27‬تم فتح أوراش جديدة‬
‫لتعميم بعض المنصات اإللكترونية وخصوصا وثيقة‪ 28‬و شكاية‬
‫ورخص‪ 29‬ومكتب الضبط الرقمي‪ 30‬و الحق في الحصول على‬
‫المعلومة‪. 31‬‬
‫و إضافة إلى هذه المنصات اإللكترونية يجب على الجماعات رقمنة‬
‫مختلف مصالحها كاألرشيف و تدبير اآلليات و الممتلكات و غيرها ‪.‬‬
‫ورش تقوية قدرات موظفي الجماعات الترابية ‪:‬‬ ‫‪.3‬‬
‫من أجل ضمان نجاعة أداء الجماعات الترابية يجب اتخاذ تدابير عملية‬
‫من طرف مختلف الجهات المعنية من أجل تفعيل التكوين و التكوين‬
‫المستمر لفائدة الموارد البشرية ‪ ،‬و خصوصا فتح مراكز التكوين‬
‫وتمويل برامج دعم القدرات و وضع مخططات تكوينية و تنفيذها من‬
‫طرف كل جماعة ترابية ‪.‬‬
‫ورش الحكامة اإلدارية ‪:‬‬ ‫‪.4‬‬
‫يجب اإلسراع في تنظيم الجماعات الترابية إلداراتها و تحديد‬
‫اختصاصاتها و التعيين في مناصب المسؤولية بكل شفافية بناء على‬
‫الكفاءة و اإلستحقاق‪ 32‬و تنزيل الهياكل التنظيمية و تحديد مهام كل‬
‫موظف ‪ ،‬إضافة إلى التوفر على دالئل المساطر‪. 33‬‬

‫‪ )26‬مرسوم ‪ 2.19.184‬صادر في ‪ 2019/04/25‬بتغيير و تتميم المرسوم رقم ‪ 2.16.344‬الصادر في ‪ 2016/07/22‬بتحديد آجال‬


‫األداء و فوائد التأخير المتعلقة بالطلبيات العمومية ‪.‬‬
‫‪27 ) Note de service TGR/DDP/N° 10 du 11/05/2020 relative à la dématérialisation des documents et‬‬
‫‪des pièces justificatives des dépenses du personnel de l'Etat et des collectivités territoriales .‬‬
‫‪28 ( Circulaire du Ministre de l'intérieur n° 2316 du 29/04/2020 à la généralisation de l'utilisation de‬‬
‫''‪la plateforme ''Watiqa.ma‬‬
‫‪ )29‬دورية وزير الداخلية رقم ‪ 2314‬بتاريخ ‪ 23‬أبريل ‪ 2020‬حول مساطر التدبير الالمادي المتعلقة بإيداع و معالجة الطلبات‬
‫المتعلقة بالتعمير و الرخص ذات الطابع اإلقتصادي عبر المنصة الرقمية ''‪ ''Rokhas.ma‬و وضع مسطرة مبسطة لتسليم مفاتيح‬
‫التوقيع اإللكتروني ‪.‬‬
‫‪ )30‬منشور رئيس الحكومة رقم ‪ 2020/02‬بتاريخ ‪ 2020/04/01‬بشأن الخدمات الرقمية للمراسالت اإلدارية ‪.‬‬
‫‪31 ) Circulaire du Ministre de l'interieur n° 269 du 08/05/2020 relative à la mise en œuvre du droit à‬‬
‫‪l'information au niveau des CTs.‬‬
‫‪ )32‬دورية وزير الداخلية رقم ‪ D4790‬بتاريخ ‪ 2018/07/31‬حول التعيين في المناصب العليا بإلدارات الجماعات الترابية و هيئاتها‬
‫و نظام التعويضات عن المسؤولية ‪.‬‬
‫‪ )33‬المادة ‪ 245‬من ق ت ‪ 111.14‬و المادة ‪ 215‬من ق ت ‪ 112.14‬و المادة ‪ 271‬من ق ت ‪. 113.14‬‬

‫‪10‬‬
‫إجراءات أخرى ‪:‬‬ ‫‪.5‬‬
‫‪ ‬الرقي بالعمل النقابي بالجماعات الترابية و اعتبار التنظيمات‬
‫النقابية شريكا أساسيا و ضرورة اشتغال النقابات على الملفات‬
‫المطلبية المحلية إلى جانب الملف المطلبي الوطني لموظفي‬
‫الجماعات الترابية ‪.‬‬
‫‪ ‬دعم ميزانيات الجماعات الترابية لجمعيات األعمال اإلجتماعية‬
‫لموظفيها و لو بعد إحداث مؤسسة األعمال اإلجتماعية لموظفي‬
‫الجماعات الترابية ‪...‬‬
‫‪ ‬تخليق و تحسين العالقة بين المنتخبين و موظفي الجماعات‬
‫الترابية و ضمان حكامة مختلف المباريات المهنية‪ ،‬و وضع‬
‫الشخص المناسب في المكان المناسب و تبني نظام عادل‬
‫للتحفيز و التأديب ‪...‬‬
‫خاتمة ‪:‬‬
‫إن اإلهتمام بموطفي الجماعات الترابية ليس منة و إنما هو شرط موضوعي‬
‫لقيامه بمهامه على أحسن وجه باعتباره فاعال أساسيا في التنمية المحلية ‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like