You are on page 1of 11

‫المملكة المغربية‬

‫رئيس الحكومة‬

‫الجلسة الشهرية املتعلقة بالسياسة العامة‬


‫(املادة ‪ 100‬من الدستور)‬
‫مجلس النواب ‪-‬االثنين ‪ 20‬شوال ‪ 24( 1440‬يونيو ‪)2019‬‬

‫جواب رئيس الحكومة‬


‫الدكتورسعد الدين العثماني‬

‫السؤال املحوري الثاني‬


‫"الالتمركزاإلداري والحكامة الترابية"‬

‫‪1‬‬
‫‪5‬‬ ‫الوطن لالتمركز اإلداري‬
‫ي‬ ‫أوال‪ -‬مبادئ‪ ،‬مرتكزات وأهداف الميثاق‬
‫‪5‬‬ ‫‪.I‬المبادئ والمرتكزات‬

‫‪6‬‬ ‫‪II.‬األهداف‬

‫‪7‬‬ ‫الوطن لالتمركز اإلداري‬


‫ي‬ ‫ثانيا‪ -‬خارطة طرق تنيل الميثاق‬
‫‪7‬‬ ‫‪.I‬محاور خارطة طريق ز ز‬
‫لتنيل الميثاق‬

‫‪8‬‬ ‫التدابن الكفيلة ز ز‬


‫بتنيل الميثاق‬ ‫ر‬ ‫‪II.‬‬

‫‪10‬‬ ‫‪III.‬أليات حكامة ز ز‬


‫تنيل الميثاق‬
‫‪10‬‬ ‫‪1.‬اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري‬
‫‪10‬‬ ‫‪2.‬اللجنة التقنية ز ز‬
‫لتنيل الالتمركز اإلداري‬

‫‪2‬‬
‫بسم هللا الرحمن الرحيم‪،‬‬
‫الحمد هلل والصالة والسالم على رسول هللا وعلى آله وصحبه أجمعين؛‬

‫السيد رئيس مجلس املستشارين املحترم‪،‬‬


‫السيدات والسادة املستشارين املحترمين‪،‬‬
‫أود في البداية أن أتقدم بالشكر الجزيل للسيدات والسادة املستشارين املحترمين‬
‫على تفضلهم بطرح هذه األسئلة في موضوع "الالتمركز اإلداري والحكامة الترابية"‪،‬‬
‫وهو موضوع أولته هذه الحكومة اهتماما خاصا وعمال دؤوبا وفق مقاربة تشاركية‪،‬‬
‫أفضت إلى اعتماد املرسوم رقم ‪ 2.17.618‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري ونشره‬
‫بالجريدة الرسمية بتاريخ ‪ 27‬دجنبر ‪ ،2018‬وذلك تنفيذا للتعليمات السامية لصاحب‬
‫الجاللة امللك محمد السادس نصره هللا‪ ،‬الذي ما فتئ يدعو إلى تفعيل الجهوية‬
‫املتقدمة وإخراج ميثاق متقدم لالتمركز اإلداري‪ ،‬وتحديد برنامج زمني دقيق لتطبيقه‪،‬‬
‫إذ قال جاللة امللك نصره هللا في خطاب العرش ‪" : 2013‬كما نهيب بالحكومة الشروع‬
‫في إصالح اإلدارة العمومية‪ ،‬لتمكينها من مواكبة متطلبات هذه الرؤية الترابية‬
‫الجديدة‪ ،‬وهو ما يطرح مسألة الالتمركز‪ ،‬الذي ما فتئما ندعو إليه منذ أزيد من عشر‬
‫سنوات"‪ ،‬وفي خطابه أمام البرملان بتاريخ ‪ 11‬أكتوبر ‪" : 2013‬وهو امليثاق الذي دعونا‬
‫إليه عدة مرات"‪.‬‬
‫كما اعتمدت الحكومة املرسوم رقم ‪ 2.19.40‬املتعلق بتحديد نموذج التصميم‬
‫املديري املرجعي لالتمركز اإلداري‪ ،‬الذي يأتي في إطار الشروع الفعلي في تنزيل ميثاق‬
‫الالتمركز اإلداري‪.‬‬
‫ومن املعلوم أن ورش الالتمركز اإلداري يعد لبنة أساسية في استكمال البناء‬
‫الديموقراطي ببالدنا‪ ،‬والذي تضطلع فيه الجهوية املتقدمة بدور مركزي‪ ،‬باعتبارها‬
‫رافعة أساسية للتنمية االقتصادية واالجتماعية الشاملة واملستدامة‪ ،‬كما يعتبر‬
‫الالتمركز اإلداري تنظيما إداريا مواكبا للتنظيم الترابي الالمركزي للمملكة القائم على‬
‫الجهوية املتقدمة‪ ،‬وأداة رئيسية لتفعيل السياسة العامة للدولة على املستوى الترابي‪،‬‬
‫‪3‬‬
‫قوامه نقل السلط والوسائل‪ ،‬وتخويل االعتمادات لفائدة املصالح الالممركزة على‬
‫املستوى الترابي‪ ،‬من أجل تمكينها من القيام باملهام املنوطة بها‪ ،‬واتخاذ املبادرة تحقيقا‬
‫للفعالية والنجاعة ‪.‬‬
‫إن تصور الحكومة لالتمركز اإلداري هو تصور شامل ومتكامل‪ ،‬ال يهم فقط نقل‬
‫بعض االختصاصات والسلط من املركز إلى املصالح الالممركزة‪ ،‬بل يتعلق بتحول‬
‫هيكلي في بنية النظام اإلداري ببالدنا‪ ،‬من خالل تخويل هذه املصالح صالحيات مهمة‬
‫وأساسية في مجال التدبير املالي‪ ،‬وتحفيز االستثمار‪ ،‬وإعداد وتنفيذ البرامج القطاعية‪،‬‬
‫وتدبير املوارد البشرية‪ ،‬مما سيمكن من إحداث قطيعة حقيقية مع نظام املركزية من‬
‫خالل الحد من تمركز اتخاذ القرار على مستوى اإلدارات املركزية‪ ،‬وحصر نشاطها في‬
‫الوظائف االستراتيجية املتمثلة في بلورة تصور السياسات العمومية‪ ،‬مع ترك تنفيذها‬
‫وتنزيلها على املستوى الترابي إلى املصالح الالممركزة‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة‪ ،‬إلى أن هذا الورش الهام‪ ،‬نموذج من اإلصالحات الكبرى التي تأخر‬
‫إنجازها لسنوات‪ ،‬رغم الدعوات امللكية املتتالية لتنزيلها‪ ،‬حتى جاءت هذه الحكومة‪،‬‬
‫فالتزمت بإنجازها في برنامجها الحكومي وفق تصور متكامل‪ ،‬تتجاوز آثاره اإلصالحية‬
‫اإليجابية عمر هذه الوالية الحكومية‪ .‬وقد أعلنت شخصيا عن هذا اإلصالح أمام‬
‫املؤسسة التشريعية في أكثر من مناسبة‪ ،‬وانطلق العمل الجماعي لصياغة النصوص‬
‫الضرورية واملصادقة عليها‪ ،‬قبل إحداث آليات التنزيل الفعلي وفق جدولة دقيقة‬
‫ومواعيد محددة‪ .‬إذن‪ ،‬فهو إصالح هام‪ ،‬وفق تصور واضح وشامل‪ ،‬تلى ذلك تواصل‬
‫وإعالن عن اإلجراء والتزام به‪ ،‬ثم العمل على اإلنجاز الفعلي على أرض الواقع‪.‬‬

‫وقبل استعراض خارطة طريق تنزيل امليثاق الوطني لالتمركز اإلداري‪ ،‬ال بأس من‬
‫التذكير في البداية بمبادئ ومرتكزات هذا امليثاق وأهدافه األساسية‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫أوال‪ -‬مبادئ‪ ،‬مرتكزات وأهداف امليثاق الوطني لالتمركزاإلداري‬
‫‪ .I‬املبادئ واملرتكزات‬
‫تضمن امليثاق الوطني مجموعة من املرتكزات القائمة على مبدأ اإلنصاف في‬
‫تغطية التراب الوطني من خالل ضمان التوزيع الجغرافي املتكافئ ملصالح الدولة‬
‫الالممركزة‪ ،‬وتخويل الجهة مكانة الصدارة في التنظيم اإلداري الترابي وجعلها املستوى‬
‫البيني في تنظيم العالقة بين املستوى املركزي وباقي املستويات الترابية‪ ،‬واستناد امليثاق‬
‫على مبدأ التفريع القائم على توزيع املهام وتحديد االختصاصات بين اإلدارات املركزية‬
‫واملصالح الالممركزة التابعة لها‪.‬‬
‫كما جعل من وحدة عمل املصالح الالممركزة للدولة الضمانة األساسية للنجاعة‬
‫والفعالية‪ ،‬وتحقيق االلتقائية والتكامل في االختصاصات املوكولة إليها‪ ،‬مع ربط‬
‫املسؤولية باملحاسبة في تقييم أدائها‪ ،‬واشترط نقل االختصاصات إلى املصالح‬
‫الالممركزة بضرورة تخصيص املوارد املالية والبشرية لتمكينها من االضطالع باملهام‬
‫والصالحيات املخولة لها بهدف تقريب الخدمات العمومية من املرتفقين واالرتقاء بها‬
‫وضمان جودتها واستمرارية تقديمها‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى‪ ،‬يقوم هذا امليثاق على دعامتين اثنتين‪:‬‬
‫‪ ‬الجهة باعتبارها الفضاء الترابي املالئم لتنفيذ توجهات الدولة املتعلقة بالالتمركز‬
‫اإلداري‪ ،‬بالنظر ملا تتبوأه من مكانة الصدارة في التنظيم اإلداري للمملكة‪ ،‬وبما‬
‫يجعلها مستوى بينيا وحلقة مفصلية لتأطير العالقة بين اإلدارات املركزية للدولة‬
‫وبين تمثيلياتها على املستوى الترابي؛‬
‫‪ ‬الدور املحوري لوالي الجهة‪ ،‬باعتباره ممثال للسلطة املركزية على مستوى الجهة‪،‬‬
‫وفق ما ينص عليه الفصل ‪ 145‬من الدستور‪ ،‬وفاعال محوريا لتنسيق أنشطة‬
‫املصالح الالممركزة‪ ،‬وللسهر‪ ،‬تحت سلطة الوزراء املعنيين‪ ،‬على حسن سيرها‬
‫ومراقبتها‪ ،‬ولتحقيق التقائية السياسات والبرامج واملشاريع العمومية على‬

‫‪5‬‬
‫مستوى الجهة وتتبع تنفيذها‪ ،‬بما يضمن نجاعتها وتحقيق األهداف التنموية‬
‫املبررة التخاذها‪.‬‬

‫‪ .II‬األهداف‬
‫يروم التصور الجديد لسياسة الالتمركز اإلداري بلوغ املرامي واألهداف التالية‪:‬‬
‫التطبيق األمثل للتوجهات العامة لسياسة الدولة في مجال إعادة تنظيم مصالحها‬ ‫‪‬‬
‫على الصعيدين الجهوي واإلقليمي‪ ،‬وتحديد املهام الرئيسية املوكولة إلى هذه‬
‫املصالح؛‬
‫التوطين الترابي للسياسات العمومية من خالل أخذ الخصوصيات الجهوية‬ ‫‪‬‬
‫واإلقليمية بعين االعتبار في إعداد هذه السياسات وتنفيذها وتقييمها‪ ،‬مع ضمان‬
‫التقائيتها وتجانسها وتكاملها على مستوى الجهة وعلى مستوى العمالة أو اإلقليم‪،‬‬
‫وتحقيق التعاضد في وسائل نفيذها؛‬
‫مواكبة التنظيم الترابي الالمركزي للمملكة‪ ،‬القائم على الجهوية املتقدمة‪ ،‬والعمل‬ ‫‪‬‬
‫على ضمان نجاعته وفعاليته‪ ،‬مع تعزيز آليات التكامل والتعاون والشراكة بين‬
‫املصالح الالممركزة للدولة والهيآت الالمركزية‪ ،‬وال سيما منها الجماعات الترابية‪،‬‬
‫وذلك من خالل السهر على تفعيل آليات الشراكة والتعاون بينها‪ ،‬وكذا تقديم كافة‬
‫أشكال املساعدة والدعم للجماعات الترابية‪ ،‬ومواكبتها في إنجاز برامجها‬
‫ومشاريعها التنموية؛‬
‫تحقيق الفعالية والنجاعة في تنفيذ البرامج واملشاريع العمومية التي تتولى املصالح‬ ‫‪‬‬
‫الالممركزة الدولة‪ ،‬على الصعيدين الجهوي واإلقليمي‪ ،‬اإلشراف عليها‪ ،‬أو إنجازها‬
‫أو تتبع تنفيذها؛‬
‫تقريب الخدمات العمومية التي تقدمها الدولة إلى املرتفقين‪ ،‬أشخاصا ذاتيين كانوا‬ ‫‪‬‬
‫أو اعتباريين‪ ،‬وتأمين استمراريتها‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ثانيا‪ -‬خارطة طرق تنزيل امليثاق الوطني لالتمركزاإلداري‬
‫شرعت الحكومة في العمل على تنزيل ميثاق الالتمركز اإلداري بشكل تدريجي وفق‬
‫خارطة طريق سيتم تدقيقها‪ ،‬باعتماد مبدأ التدرج في تطبيق وتفعيل مضامين هذا‬
‫امليثاق داخل آجل زمني ال يتجاوز ثالث سنوات(‪ ،)2022-2020‬ومع إرساء آليات عملية‬
‫لضمان فعالية ونجاعة هذا التنزيل وتفادي وتدارك نقائص املرسومين السابقين لسنة‬
‫‪ 1993‬و‪ ،2005‬واللذان لم يمكن تطبيقهما من تنزيل التمركز حقيقي إلدارة الدولة‪،‬‬
‫بما يحقق توزيعا متوازنا لالختصاصات والوسائل بين اإلدارات املركزية للدولة‬
‫ومصالحها الالممركزة‪.‬‬

‫‪ .I‬محاور خارطة طريق لتنزيل امليثاق‬


‫تتضمن خارطة طريق تنزيل امليثاق الوطني ستة (‪ )06‬محاور كالتالي‪:‬‬
‫‪ .1‬محور آليات التنزيل والحكامة‪ ،‬ويشتمل على التدابير واإلجراءات املبرمجة من‬
‫قبيل إعداد التصاميم املديرية لالتمركز اإلداري من لدن كافة القطاعات‬
‫املعنية قبل متم شهر يوليو ‪ ،2019‬والشروع في تنزيلها بعد املصادقة عليها من‬
‫طرف اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري‪ ،‬ومع موافاة اللجنة بتقرير قبل نهاية‬
‫السنة يتضمن اإلجراءات املتخذة لتنزيل مقتضيات امليثاق من حيث نقل‬
‫االختصاصات وتوزيع املوارد البشرية والتدابير املقترحة لتعزيز سياسة‬
‫الالتمركز‪.‬‬
‫‪ .2‬محور التنظيم والهياكل اإلدارية‪ ،‬ويشمل اإلجراءات املبرمجة قصد إرساء‬
‫الهياكل املتعلقة بتنزيل الالتمركز اإلداري كإرساء اللجنة الجهوية للتنسيق من‬
‫خالل تنظيم الكتابة العامة للشؤون الجهوية‪ ،‬ومراجعة املقتضيات القانونية‬
‫املتعلقة بتنظيم القطاعات الحكومية ومراجعة املناظيم الهيكلية (املراسيم‬
‫والقرارات) للقطاعات الوزارية املتعلقة بتنظيم مصالحها املركزية والالممركزة‪.‬‬
‫‪ .3‬محور تدبير املوارد البشرية‪ ،‬ويتضمن التدابير املبرمجة ملراجعة النصوص‬
‫املتعلقة بالتعيين في مناصب املسؤولية واملناصب العليا‪ ،‬بغرض إدراج‬
‫‪7‬‬
‫مقتضيات تنظيمية محفزة على االشتغال باملصالح الالممركزة ومراجعة‬
‫النصوص املتعلقة بحركية موظفي الدولة‪.‬‬
‫‪ .4‬محوراملر اقبة والتدبيراملالي واملحاسباتي‪ ،‬ويتعلق األمر بمراجعة املقتضيات‬
‫القانونية املتعلقة بالتدبير املالي واملحاسباتي ومالءمة بعض املقتضيات فيما‬
‫يتعلق بمنح صفة اآلمرين بالصرف الجهويين لرؤساء املصالح الالممركزة‪.‬‬
‫‪ .5‬محورالتفويض‪ ،‬عبر مراجعة املراسيم املنظمة لذلك‪ ،‬من خالل توسيع مفهوم‬
‫التفويض ليشمل تفويض االختصاص والسلطة واملهام وعدم حصره في‬
‫تفويض اإلمضاء والتأشير‪.‬‬
‫‪ .6‬محورالتكوين والتواصل‪ ،‬ويهدف إلى تنظيم لقاءات تأطيرية وتكوينية ملختلف‬
‫املتدخلين مركزيا وجهويا وإقليميا في تنزيل ورش الالتمركز اإلداري‪.‬‬

‫‪ .II‬التدابير الكفيلة بتنزيل امليثاق‬


‫من أجل ضمان تنزيل أمثل لورش الالتمركز اإلداري‪ ،‬فقد نص امليثاق على‬
‫مجموعة من املقتضيات‪ ،‬يمكن جرد أهمها على النحو التالي‪:‬‬
‫أوال‪-‬اعتماد هندسة جديدة لتوزيع االختصاصات بين املستوى املركزي وباقي‬
‫املستويات الترابية‪ ،‬حيث تم التنصيص على أن املستوى املركزي لن يضطلع إال باملهام‬
‫ذات الطابع الوطني أو التي ال يمكن القيام بها على املستوى الجهوي أو على مستوى‬
‫العمالة واإلقليم‪.‬‬
‫كما تم تحديد اإلطار املرجعي لالختصاصات املنوطة باملستوى الجهوي باعتباره‬
‫الفضاء الترابي األمثل لتنزيل السياسات العمومية للدولة وضمان التقائيتها وانسجامها‬
‫وتنسيق أنشطة وعمل املصالح الالممركزة‪ ،‬في حين يعهد إلى مستوى العمالة واإلقليم‬
‫أساسا بمهام تنفيذ البرامج واملشاريع العمومية‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إحداث «اللجنة الجهوية للتنسيق« ‪ ،‬تحت رئاسة والي الجهة‪ ،‬كإطار‬
‫تشاوري وكذا "الكتابة العامة للشؤون الجهوية" ملساعدته على ممارسة االختصاصات‬
‫املوكولة إليه بموجب الدستور في مجال تنسيق أنشطة املصالح الالممركزة للدولة التي‬
‫‪8‬‬
‫تمارس مهامها على مستوى الجهة‪ ،‬والسهر على حسن سيرها‪ ،‬ومراقبتها‪ ،‬تحت سلطة‬
‫الوزراء املعنيين‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬اعتبار إحداث التمثيليات اإلدارية املشتركة‪ ،‬بين قطاعين وزاريين أو أكثر‪،‬‬
‫أولوية في سياسة الالتمركز اإلداري‪ ،‬ملا لها من دور في تجانس املهام وتعضيد الوسائل‬
‫وترشيد النفقات وتحقيق التقائية ونجاعة اإلنجاز‪ ،‬وكذا تأهيل املصالح الالممركزة‬
‫ملمارسة صالحيات تقريرية بكيفية فعلية وناجعة‪ ،‬مع تكريس سمو املستوى الجهوي‬
‫من خالل اعتبار رؤساء التمثيليات اإلدارية القطاعية أو املشتركة سلطة رئاسية‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬إلزام القطاعات الوزارية بوضع تصاميم مديرية مرجعية لالتمركز‬
‫اإلداري خاصة باملصالح الالممركزة التابعة لها تحدد االختصاصات التي سيتم نقلها‬
‫لفائدتها‪ ،‬واملوارد البشرية واملادية الالزمة لذلك‪ ،‬ومؤشرات قياس نجاعة أدائها‪ ،‬مع‬
‫تحديد ثالث سنوات كأجل أقص ى لتنفيذ هذه التصاميم املديرية املرجعية‪ ،‬أخذا بعين‬
‫االعتبار للتدرج في التنزيل‪ ،‬بما يوائم بين جرأة املقترحات وواقعية التنفيذ في إطار‬
‫تعاقدي بين القطاعات الوزارية ووالة الجهات ورؤساء التمثيليات اإلدارية الجهوية‬
‫املعنية‪.‬‬
‫وسيتم إعداد هذه التصاميم املديرية ملختلف القطاعات الوزارية وفق التصميم‬
‫النموذجي املحدد بموجب املرسوم رقم ‪ 2.19.40‬بتحديد نموذج التصميم املديري‬
‫املرجعي لالتمركز اإلداري‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬التزام الحكومة باتخاذ جميع التدابير الالزمة من أجل مراجعة النصوص‬
‫التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬والسيما تلك املتعلقة منها بتنظيم مالية‬
‫الدولة واملحاسبة العامة ومراقبة نفقات الدولة‪ ،‬وتنظيم القطاعات الوزارية‬
‫واختصاصاتها‪ ،‬وقواعد التفويض‪ ،‬والنصوص املتعلقة بالوظيفة العمومية‪ ،‬والتعيين‬
‫في مناصب املسؤولية‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫‪ .III‬أليات حكامة تنزيل امليثاق‬
‫‪ .1‬اللجنة الوزارية لالتمركزاإلداري‬
‫تعد اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري آلية قيادة وتتبع تفعيل سياسة الدولة في‬
‫مجال الالتمركز‪ .‬وهذه اللجنة‪ ،‬التي يرأسها رئيس الحكومة‪ ،‬تضم في عضويتها كال من‬
‫األمانة العامة للحكومة وقطاعات الداخلية واالقتصاد واملالية وإصالح االدارة‬
‫والوظيفة العمومية‪ ،‬وتضطلع بمجموعة من االختصاصات تتمثل أهمها في املصادقة‬
‫على التصاميم املديرية املرفوعة إليها‪ ،‬فضال عن كونها قوة اقتراحية التخاذ التدابير‬
‫الالزمة لتنفيذ التوجهات العامة لسياسة الدولة في مجال الالتمركز اإلداري‪ ،‬والسهر‬
‫على تتبع تنفيذها‪ ،‬وتقييم نتائجها‪.‬‬
‫وبغاية تسريع وتيرة إعداد التصاميم املديرية للوزارات عقدت لجنة القيادة‬
‫هاته أربعة (‪ )4‬اجتماعات‪ ،‬برئاسة السيد رئيس الحكومة‪ ،‬ما بين ‪ 19‬مارس و‪ 18‬يونيو‬
‫‪ ،2019‬شرعت خاللها في دراسة واعتماد التصاميم املديرية لالتمركز اإلداري‬
‫الخاصة بمختلف القطاعات الوزارية‪ ،‬حيث صادقت اللجنة على أول تصميم‬
‫مديري ويتعلق األمربتصميم وزارة الداخلية يوم ‪ 18‬يونيو ‪.2019‬‬
‫وتعد املصادقة على التصاميم املديرية لالتمركز اإلداري محطة حاسمة إلعطاء‬
‫االنطالقة الفعلية للشروع في تنفيذ التصاميم املديرية التي تحدد مجاالت تنفيذ‬
‫سياسة الالتمركز اإلداري‪ ،‬ما دام أن امليثاق الوطني لالتمركز اإلداري مؤطر بجدول‬
‫زمني محدد‪ ،‬حيث يتعين أن تكون جميع التصاميم املديرية مصادقا عليها بنهاية‬
‫شهر يوليوز‪ ،‬على أن تكون جميع اإلدارات في وضعية التمركز إداري في أفق ثالث‬
‫سنوات‪.‬‬
‫‪ .2‬اللجنة التقنية لتنزيل الالتمركزاإلداري‬
‫بناء على قرار اللجنة الوزارية لالتمركز اإلداري‪ ،‬تم إحداث لجنة تقنية مكونة من‬
‫القطاعات الحكومية املعنية‪ ،‬تتكلف بمهام السهر على التنزيل األمثل ملقتضيات‬
‫امليثاق الوطني لالتمركز اإلداري ومواكبة مختلف القطاعات الوزارية في إعداد‬
‫‪10‬‬
‫التصاميم املديرية لالتمركز اإلداري ودراسة مشاريع هذه التصاميم املديرية وإبداء‬
‫مالحظاتها بشأنها وذلك وفق رؤية مشتركة وموحدة بين كافة القطاعات الوزارية‪،‬‬
‫قبل عرضها على اللجنة الوزارية من أجل املصادقة عليها‪.‬‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬عقدت هذه اللجنة (‪ )21‬واحدا وعشرين اجتماعا مع مختلف‬
‫القطاعات املعنية من أجل توضيح منهجية إعداد التصاميم املديرية لالتمركز‬
‫اإلداري‪ ،‬وحثها على التسريع في إعدادها في اتساق تام مع املقتضيات القانونية مليثاق‬
‫الالتمركز اإلداري‪ ،‬ال سيما فيما يتعلق بضرورة االستناد إلى القواعد املنصوص عليها‬
‫بشأن كيفية توزيع االختصاصات بين املستوى املركزي ومستوى الجهة ومستوى‬
‫العمالة واإلقليم‪ ،‬فضال عن إثارة انتباه العديد من ممثلي القطاعات الحكومية إلى‬
‫ضرورة اقتران نقل أو تفويض االختصاصات مع ما يلزم من املوارد البشرية واملادية‪.‬‬
‫وبغرض ضمان التنزيل السليم ملقتضيات الالتمركز اإلداري وملمارسة فعالة‬
‫لالختصاصات املزمع نقلها أو تفويضها‪ ،‬فإن مختلف القطاعات الوزارية مدعوة إلى‬
‫اتخاذ مجموعة من التدابير املواكبة تتمثل أساسا في إدراج مقتضيات الالتمركز‬
‫اإلداري في البرمجة امليزانية‪ ،‬فضال عن تعزيز التنسيق بين املصالح املركزية والترابية‬
‫بشأن آليات تنزيل مقتضيات امليثاق وفق ما تم تحديده بموجب التصميم املديري‬
‫لالتمركز اإلداري‪ ،‬وال سيما ما يتعلق باملوارد البشرية واملادية الالزمة لحسن االضطالع‬
‫بما سيتم نقله أو تفويضه من اختصاصات‪.‬‬
‫وختاما ال يفوتني التأكيد على أن الحكومة عاقدة العزم على تحقيق التنزيل‬
‫الفعلي لورش الالتمركز اإلداري من أجل مواكبة ورش الجهوية املتقدمة الذي‬
‫انخرطت فيه بالدنا‪ ،‬باعتباره خيارا ال رجعة فيه‪ ،‬وبوصفه اإلطار األنسب لتحقيق‬
‫أهداف التنمية االقتصادية واالجتماعية الشاملة واملستدامة التي تنشدها بالدنا في‬
‫ظل القيادة الرشيدة لصاحب الجاللة امللك محمد السادس نصره هللا‪.‬‬

‫‪11‬‬

You might also like