You are on page 1of 31

‫‪Royaume du Maroc‬‬ ‫المملكة المغربية‬

‫‪Ministère de l’Education Nationale, de la Formation‬‬


‫وزارة التربية الوطنية والتكوين المھني‬
‫‪Professionnelle, de l’Enseignement Supérieur et de la‬‬
‫‪Recherche Scientifique‬‬ ‫والتعليم العالي‬
‫‪Université Sidi Mohamed Ben Abdellah‬‬ ‫والبحث العلمي‬
‫‪Faculté des Sciences Juridiques Economiques etSociales-Fès‬‬ ‫جامعة سيدي محمد بن عبد ﷲ‬
‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية ‪-‬فاس‬

‫ماستر الدستور والحكامة المالية‬

‫بحث تحت عنوان‪:‬‬

‫التمويل المالي للجماعات الترابية‬

‫تحت إشراف الدكتورة‪:‬‬ ‫من إعداد الطلبة‪:‬‬


‫زبيدة نكاز‬ ‫‪ -‬عالء الدين الراجي‬
‫‪ -‬فاطمة الزھراء الحاجي‬
‫‪ -‬صفاء الفاللي الشبيلي‬
‫‪ -‬عبد الصمد والي ادريسي‬
‫‪ -‬أيوب االدريسي الفاللي‬
‫‪ -‬عبد الجبار بودبزة‬

‫السنة الجامعية‪2019-2018 :‬‬


‫مقدمـــــة‪:‬‬

‫تشكل الالمركزية خيارا استراتيجيا وحيويا تھدف الدولة من خالله إلى إقامة حكامة‬
‫ديمقراطية محلية‪ ،‬وجعل الجماعات الترابية تحتل مكانة مھمة في الخطاب االجتماعي‬
‫واالقتصادي من اجل تحقيق المركزية حقيقية تقوم على مالية محلية متطورة تتوفر على‬
‫قاعدتين أساسيتين وھما‪ ،‬موارد خاصة بالجماعات الترابية وترشيد نفقاتھا‪.‬‬

‫ويرتكز النظام الترابي للمملكة استنادا إلى أحكام الفصل األول من دستور ‪، 2011‬‬
‫على الالمركزية والجھوية المتقدمة وذلك وفق الوحدات الترابية التالية‪ :‬الجھات والعماالت‬
‫واألقاليم والجماعات‪ .‬وتعتبر ھذه الوحدات جماعات ترابية تخضع للقانون العام وتتمتع‬
‫بالشخصية االعتبارية واالستقالل المالي واإلداري‪ ،‬كما أن أجھزتھا التقريرية تنتخب‬
‫بطريقة ديمقراطية‪ .‬وقد أسند إليھا المشرع مجموعة من االختصاصات الذاتية والتي تھم‬
‫بالخصوص الخدمات العامة المحلية األساسية‪ ،‬باإلضافة إلى اختصاصات أخرى يمكن أن‬
‫تنقلھا الدولة إليھا بموجب نص تشريعي أو تنظيمي‪ ،‬ويكون ھذا النقل مقرونا وجوبا بتحويل‬
‫الموارد المالية الالزمة لممارسة تلك االختصاصات‪.1‬‬

‫وبذلك أصبحت مھام الجماعات الترابية على المستوى االقتصادي واالجتماعي تطرح‬
‫عدة أسئلة بخصوص الموارد المالية‪ ،‬كوسيلة لتغطية النفقات السوسيو اقتصادية‪ ،‬إذ يوجد‬
‫ارتباط كبير بين المالية والواقع االقتصادي واالجتماعي والسياسي‪ .‬وتعد الوسائل المالية‬
‫وخاصة منھا ذات الطابع الجبائي المورد األساسي لتمويل الحياة المحلية‪ ،‬عصب حياة‬
‫الجماعات الترابية ‪ ،‬وھذا ما كرسه الفصل ‪ 17‬من ظھير ‪ ،21976‬وأعادت تأكيده المادة‬
‫‪ 37‬من القانون رقم ‪ 78.00‬المتعلق بالميثاق الجماعي من خالل فقرته الثالثة‪ ،‬ليتغير‬
‫المعطى في القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ‪ 3111.14‬و ‪ 112.144‬و ‪ ،1113.14‬في‬

‫‪ _1‬نظرة حول مالية الجماعات الترابية‪ ،‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنتي ‪ 2016‬و ‪ 2017‬خالصة أشطة المجالس الجھوية‬
‫للحسابات‪.‬‬
‫‪ _2‬ظھير شريف رقم ‪ 1.76.583‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ ،1976‬المتعلق بالتنظيم الجماعي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3335‬بتاريخ ‪ 1‬ديسمبر ‪،1976‬‬
‫ص ‪.3026‬‬
‫‪ _3‬ظھير شريف رقم ‪ 1.15.83‬الصادر بتاريخ ‪ 7‬يوليو ‪ 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجھات‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم‬
‫‪ 6380‬بتاريخ ‪ 23‬يوليوز ‪.2015‬‬
‫‪4‬‬
‫_ ظھير شريف رقم ‪ 1.15.84‬الصادر بتاريخ ‪ 7‬يوليو ‪ 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية رقم ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 23‬يوليوز ‪.2015‬‬

‫‪1‬‬
‫المواد ‪ 186‬بالنسبة للجھات و ‪ 156‬بالنسبة للعماالت واألقاليم و‪ 173‬للجماعات‪ ،‬والتي جاء‬
‫فيھا أن الجماعات الترابية تتوفر على موارد مالية ذاتية‪ ،‬وموارد مالية ترصدھا لھا الدولة‪،‬‬
‫وتلك المتأتية من حصيلة االقتراضات‪.‬‬

‫ويعتبر التمويل المالي للجماعات الترابية من الضروريات الالزمة واألساسية‬


‫للنھوض بالتنمية المحلية‪ ،‬بحيث تتطلب ھذه األخيرة تعبئة أكبر قدر ممكن من الموارد‬
‫المالية المحلية‪ ،‬ويعرف التمويل المالي المحلي بمجموع الموارد المالية المتاحة‪ ،‬التي يمكن‬
‫توفيرھا من مصادر مختلفة لتمويل التنمية المحلية على مستوى الجماعات الترابية‪ .‬وتتضح‬
‫العالقة بين التنمية المحلية والتمويل المحلي‪ ،‬فكلما زاد التمويل المحلي زادت معه معدالت‬
‫التنمية وزادت أيضا درجة استقاللية اإلدارة المحلية‪.‬‬

‫عرفت مالية الجماعات الترابية مجموعة من اإلصالحات منذ االستقالل وذلك في‬
‫سياق إخراج المالية الترابية من االختالالت التي تعيشھا‪ ،‬ووعيا بأھمية الجباية الترابية‬
‫كعصب للموارد الذاتية ونظرا لضعف األمالك الجماعية وغياب موارد متأتية من‬
‫المساھمات لمختلف الجماعات الترابية‪ ،‬صدر ظھير ‪ 23‬مارس ‪ 1963‬الذي حاول التأسيس‬
‫لوعاء جبائي محلي‪.‬‬

‫وفي نفس السياق الھادف إلى تحسين مالية الجماعات الترابية صدر ظھير ‪1976‬‬
‫بمثابة قانون يتعلق بالتنظيم المالي للجماعات الترابية وھيئاتھا‪ ،‬وفي إطار ھذه الصيرورة‬
‫جاء قانون اإلطار ‪ 23‬أبريل ‪ 1984‬في إطار سياسة التقويم التي عرفھا المغرب‪ ،‬وبعدھا‬
‫بخمس سنوات سيدخل القانون رقم ‪ 230.89‬المنظم للجبايات المحلية حيز التنفيذ ابتداء من‬
‫‪ ،1990‬إال أن ھذا القانون لم يفلح في تجاوز االختالالت األمر الذي استدعى للقيام بإصالح‬
‫المنظومة الجبائية المحلية سنة ‪ 2007‬من خالل القانون رقم ‪ 347.06‬المتعلق بجبايات‬
‫الجماعات الترابية الذي دخل حيز التنفيذ في يناير ‪ ،2008‬والذي يشكل دعامة لألھداف‬

‫‪_1‬ظھير شريف رقم ‪ 1.15.85‬الصادر بتاريخ ‪ 7‬يوليو ‪ 2015‬بتنفيذ القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم‬
‫‪ 6380‬بتاريخ ‪ 23‬يوليوز ‪.2015‬‬
‫‪_2‬القانون رقم ‪ 30.89‬المتعلق بنظام الضرائب المستحقة للجماعات المحلية وھيئاتھا‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظھير الشريف رقم ‪ 1.89.187‬بتاريخ ‪21‬‬
‫نوفمبر ‪ ،1989‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 4023‬بتاريخ ‪ 6‬ديسمبر ‪.1989‬‬
‫‪3‬‬
‫_ القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات المحلية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظھير الشريف رقم ‪ 01.07.195‬بتاريخ ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،2007‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 5583‬بتاريخ ‪ 03‬ديسمبر ‪.2007‬‬

‫‪2‬‬
‫االقتصادية واالجتماعية والمالية والقانونية التي أطرت اإلصالح الجبائي المحلي على‬
‫مختلف المستويات‪ .‬إال أن ھذا القانون بدوره يحتوي على مجموعة من الثغرات القانونية‬
‫مما دفع المشرع إلى إصدار القوانين التنظيمية للجماعات الترابية سنة ‪ 2015‬والتي جاءت‬
‫لتنزيل مقتضيات دستور ‪ ،2011‬والمتمثلة في القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق‬
‫بالجھات والقانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واالقاليم‪ ،‬والقانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬

‫إن نجاح الالمركزية رھين بتوفر الموارد المالية والتي تمنح الوحدات الترابية استقالل‬
‫مالي‪ ،‬فدستور ‪ 2011‬نص في فصله ‪ 141‬على أن كل اختصاص محول للجماعات الترابية‬
‫يكون مقرون بالموارد المالية المطابقة له‪ ،‬باإلضافة إلى الموارد الذاتية للجماعات الترابية‬
‫وتلك المحولة من طرف الدولة‪.‬‬

‫وقد بلغت مداخيل الجماعات الترابية ‪ 37,2‬مليار درھم خالل سنة ‪ ،2016‬مقابل‬
‫‪ 35,9‬مليار درھم سنة ‪ ،2015‬أي بارتفاع قدره ‪ %3,5‬وتتوزع مداخيل سنة ‪2016‬‬
‫كالتالي‪:1‬‬

‫موارد محولة بمبلغ ‪ 23,4‬مليار درھم منھا ‪ 18,7‬مليار درھم من عائدات الضريبة على‬
‫القيمة المضافة؛‬
‫موارد ذاتية مسيرة من طرف الجماعات الترابية بمبلغ ‪ 7,8‬مليار درھم ؛‬
‫موارد جبائية مسيرة من طرف الدولة لحساب الجماعات الترابية بمبلغ ‪ 6‬مليار درھم؛‬

‫وتكمن أھمية ھذا الموضوع في الموضوع بالنظر إلى القيمة الحقيقية للموارد المالية‬
‫للجماعات الترابية ودورھا الحاسم في تحريك أو تعطيل عملية التنمية التي تضطلع بھا‪،‬‬
‫وباعتبارھا أيضا أداة فعالة منحھا المشرع للجماعات الترابية لكي يمكنھا من التدخل‬
‫االقتصادي وتحويل برامجھا التنموية إلى مشاريع فعلية‪ .‬كما تبرز أھمية التمويل المالي‬
‫للجماعات الترابية من خالل المسؤوليات الجديدة التي أصبحت الجماعات الترابية تضطلع‬
‫‪1‬‬
‫_ التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنتي ‪ 2016‬و ‪ ،2017‬مرجع سابق‪.50 ،‬‬

‫‪3‬‬
‫بھا بفعل تمويل المشاريع التنموية المحلية‪ ،‬كما أن التمويل المالي يرتبط بمدى استقاللية‬
‫الجماعات الترابية إداريا ماليا‪.‬‬

‫ومن ھن يمكن طرح اإلشكالية التالية‪ :‬إلى أي حد يمكن أن يساھم التمويل المالي‬
‫للجماعات الترابية في تحقيق التنمية المحلية ؟‬

‫ھذه اإلشكالية تتفرع عنھا األسئلة التالية‪:‬‬

‫‪ -‬ما ھي الموارد الذاتية للجماعات الترابية؟‬


‫‪ -‬ما ھي الموارد االستثنائية والموارد المحولة للجماعات الترابية؟‬
‫‪ -‬أين تتجلى محدودية التمويل الجماعي؟‬

‫لإلجابة عن ھذه األسئلة يمكن اعتماد التصميم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬بنية الموارد الذاتية للجماعات الترابية‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الموارد االستثنائية للجماعات الترابية ومحدودية التمويل الجماعي‬

‫‪4‬‬
‫المبحث األول‪ :‬بنية الموارد الذاتية للجماعات الترابية‬

‫تعتبر الموارد المالية الذاتية للجماعات الترابية إحدى الدعامات الرئيسية التي يرتكز‬
‫عليھا االستقالل المالي لھذه الجماعات‪ ،‬وتتوزع ھذه الموارد بين موارد جبائية تقوم على‬
‫استخالص الضرائب والرسوم )الطلب األول(‪ ،‬وموارد ذات طبيعة غير جبائية أو ما‬
‫يعرف باألمالك الجماعية )المطلب الثاني(‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الموارد ذات الطبيعة الجبائية‬


‫‪1‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﺠﻤﺎﻋﺎت ) اﻟﺤﻀﺮﻳﺔ واﻟﻘﺮوﻳﺔ(‬

‫يمكن التمييز في إطارھا بين الرسوم المدبرة من طرف الدولة وبين الرسوم التي‬
‫تتكلف الجماعة بتدبيرھا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الرسوم المحلية المدبرة من طرف الدولة‬
‫وتتمثل ھذه الرسوم في الرسم المھني ورسم السكن والرسم على الخدمات الجماعية‪،‬‬
‫وقد أناط المشرع مھمة تدبير ھذه الموارد بالمديرية العامة للضرائب نظرا ألھميتھا في‬
‫تمويل ميزانية الجماعات‪.‬‬

‫ويبين الجدول التالي تطور الرسوم المدبرة من طرف الدولة للجماعات الترابية بين‬
‫سنتي ‪ 2012‬و ‪:22016‬‬

‫المبالغ بمليون درھم‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015 2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫الرسوم‬


‫‪2.367‬‬ ‫‪2.199 1.984‬‬ ‫‪2.227‬‬ ‫‪1.787‬‬ ‫‪-1‬الرسم المھني‬
‫‪287‬‬ ‫‪311‬‬ ‫‪248‬‬ ‫‪375‬‬ ‫‪254‬‬ ‫‪-2‬رسم السكن‬
‫‪3.298‬‬ ‫‪2.937 2.685‬‬ ‫‪3.327‬‬ ‫‪2.649‬‬ ‫‪-3‬رسم الخدمات الجماعية‬

‫‪1‬‬
‫_ المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق بالجبايات المحلية‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫_ التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات لسنتي ‪ 2016‬و‪ ،2017‬ص ‪.51‬‬

‫‪5‬‬
‫‪ -1‬الرسم المھني‬

‫يمثل الرسم المھني موردا أساسيا ضمن ھندسة النظام الجبائي المحلي حيث تم إقرار‬
‫ھذا الرسم ليتعويض ضريبة البتانتا والضريبة الحضرية المھنية‪،1‬وفي إطار النھوض‬
‫بالموارد الترابية الذاتية تم فرض ھذه الضريبة على كل شخص أو شركة مغربية او من‬
‫جنسية أجنبية تزاول بالمغرب مھنة أو صناعة أو تجارة‪ ،‬وقد كان الھدف من ھذا األمر ھو‬
‫دعم القدرة التمويلية للھيئات الترابية إلعطائھا الموارد الكافية للنھوض بالتنمية المحلية‪.2‬‬

‫وقد تم تنظيم ھذا الرسم في إطار القانون رقم ‪ ،47.06‬ويفرض الرسم المھني على‬
‫القيمة اإليجارية السنوية اإلجمالية العادية والحالية لألماكن التي تزاول فيھا المھنة‪ ،‬وتحدد‬
‫القيمة اإليجارية إما بواسطة عقود اإليجار أو الكراء وإما عن طريث المقارنة والتقييم‬
‫المباشر‪ ،3‬وقد حددت المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 47.06‬سعر الرسم المھني على القيمة‬
‫اإليجارية كالتالي‪:‬‬

‫السعر‬ ‫الطبقات‬
‫‪10%‬‬ ‫الطبقة ‪3‬‬
‫‪20%‬‬ ‫الطبقة ‪2‬‬
‫‪30%‬‬ ‫الطبقة ‪1‬‬
‫ويتم توزيع عائدات الرسم المھني على ثالثة أشطر إذ تخصص نسبة ‪ 80%‬لفائدة‬
‫ميزانيات الجماعات التي يفرض الرسم داخل مجالھا الترابي‪ ،‬و ‪ 10%‬لفائدة غرف التجارة‬
‫والصناعة والخدمات وغرف الصناعة التقليدية وغرف الصيد البحري وجماعاتھا‪ ،‬و ‪10%‬‬
‫لفائدة ميزانية الدولة بسم تكاليف التدبر‪.‬‬

‫‪ -2‬رسم السكن‬

‫يعتبر رسم السكن بديال للضريبة الحضرية‪ ،‬وھي من أقدم الضرائب التي عرفھا‬
‫النظام الجبائي المغربي‪ ،‬وقد جاء ھدا الرسم من أجل تخفيف الضغط الجبائي على األسر‬

‫‪ _1‬إدريس الجرموني‪ ،‬تدبير الموارد المالية للجماعات الترابية‪ ،‬رسالة لنيل شھادة الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد ‪ U‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2016-2015‬ص ‪.17‬‬
‫‪ _2‬شاكر الموصدق‪ ،‬التمويل المالي الجماعي‪ :‬دراسة لمعادلة الموارد الذاتية وتحديات التنمية–نموذج جماعة الرباط‪ ،-‬أطروحة لنيل درجة‬
‫الدكتوراه في القانون العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية االجتماعية فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2017-2016‬ص ‪.44-43‬‬
‫‪3‬‬
‫_ المادة ‪ 07‬من القانون رقم ‪.47.06‬‬

‫‪6‬‬
‫من خالل رفع السقف المعفى من ‪ 3000‬إلى ‪ 5000‬درھم‪ ،‬وتبسيط القواعد الخاصة‬
‫بالوعاء و التحصيل وحذف المقتضيات المتعلقة بالضريبة الحضرية المھنية ودمجھا ضمن‬
‫الرسم المھني‪.1‬‬

‫وقد نضم المشرع ھذا الرسم في المواد من ‪ 19‬إلى ‪ 32‬من القانون ‪ ،47.06‬ويطبق‬
‫ھذا الرسم بدوائر الجماعات الجماعات الحضرية والمناطق المحيطة بھا‪ ،‬والمراكز المحددة‬
‫والمعينة بنص تنظيمي‪ ،‬والمحطات الصيفية والشتوية ومحطات االستشفاء بالمياه‬
‫المعدنية‪،2‬ويعتبر رسم السكن رسنا سنويا يتعلق مجال تطبيقه بالعقارات المستغلة كليا أو‬
‫جزئيا من طرف مالكھا الموجودة في المكان المحدد من طرف القانون‪ ،‬وتعد القيمة‬
‫اإليجارية أساس احتساب رسم السكن‪.‬‬

‫وتوزع عائدات رسم السكن من طرف المصلحة المكلفة بالتحصيل كما يلي‪:‬‬

‫‪ 90% -‬لفائدة ميزانيات الجماعات التي يفرض الرسم داخل مجالھا الترابي‬

‫‪ 10% -‬لفائدة الميزانية العامة برسم تكاليف التدبير‬

‫وقد بلغت مداخيل برسم السكن برسم سنة ‪ 311 ،2015‬مليون درھم مقارنة ب ‪287‬‬
‫مليون درھم سنة ‪ ،2016‬حيث يالحظ انخفاض طفيف في حصيلة رسم السكن‪.‬‬

‫‪-3‬رسم الخدمات الجماعية‬

‫عرف ھذا الرسم سابقا بالضريبة على النظافة‪ ،‬التي خضعت لمجموعة من التعديالت‬
‫كان آخرھا إدماجھا في إطار القانون ‪ 47.06‬تحت تسمية رسم الخدمات الجماعية لرفع‬
‫اللبس في تأويل تطبيق الرسم ليشمل الخدمات المتعلقة بالبنية التحتية من قبيل اإلنارة‬
‫والنظافة وغيرھا من الخدمات الجماعية‪ ،3‬ويعتبر رسم الخدمات الجماعية رسما عقاريا‬
‫سنويا ‪ ،‬يفرض بموقع العقارات الخاضعة لرسم السكن باسم المالك أو المنتفع أو حائز‬

‫‪ _1‬إلياس الجرموني‪ ،‬تدبير الموارد المالية للجماعات الترابية‪ ،‬ص ‪.18‬‬


‫‪2‬‬
‫_ سعيد جفري‪ ،‬الجبايات المحلية‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ -‬سطات‪ ،‬طبعة ‪ ،2015‬ص ‪.86-85‬‬
‫‪3‬‬
‫_ مدني أحميدوش‪ ،‬دليل الجبايات المحلية وفق آخر التعديالت‪ ،‬دار القلم‪ ،‬الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2008 ،‬ص ‪.49‬‬

‫‪7‬‬
‫العقار‪ ،‬ويطبق ھذا الرسم داخل دوائر الجماعات الحضرية والمناطق المحيطة بالجماعات‬
‫الحضرية‪ ،‬كما ھي محددة بأحكام القانون رقم ‪ 12.90‬المتعلق بالتعمير‪.1‬‬

‫وقد عرف رسم الخدمات الجماعية ارتفاعا في السنوات األخيرة من حيث نسبة تمويل‬
‫ميزانية الجماعات الترابية‪ ،‬حيث يشكل المكون األول للموارد المسيرة من طرف الدولة‬
‫خالل الفترة ‪ .2016-2012‬وقد سجل الرسم على الخدمات‬ ‫بحصة تفوق ‪%55,3‬‬
‫الجماعية سنة ‪ 2016‬ارتفاعا بنسبة تقارب ‪ %12,3‬مقارنة مع سنة ‪.22015‬‬

‫ويتوزع عائد رسم الخدمات الجماعية بنسبة ‪ %95‬لفائدة ميزانيات الجماعات‪،‬ونسبة‬


‫‪ %5‬لفائدة ميزانية الجھات‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬التقرير السنوي‬


‫للمجلس األعلى للحسابات‬
‫برسم سنتي ‪.2017-2016‬‬

‫وانطالقا من المبيان أعاله يتضح أن رسم الخدمات الجماعية يشكل المكون األول للموارد‬
‫المسيرة من طرف الدولة بحصة تفوق ‪ %55,5‬خالل الفترة ‪ ،2012-2016‬ويحل الرسم‬
‫المھني في المرتبة الثانية بحصة ‪ %39,2‬من ھذه الموارد‪ ،‬في حين تضل حصة رسم‬
‫السكن جد ضئيلة بنسبة ال تتعدى ‪ ،%5,5‬ويرتبط مردود ھذه الرسوم بظروف تعبئة‬
‫وعائھا‪ ،‬وخاصة عملية اإلحصاء وضبط القيمة اإليجارية التي تسھر عليھا اإلدارة العامة‬
‫للضرائب‪.‬‬

‫‪ _1‬سعيد جفري‪ ،‬الجبايات المحلية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.90‬‬


‫‪2‬‬
‫_ التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات لسنتي ‪ ،2017-2016‬ص ‪.55‬‬

‫‪8‬‬
‫ثانيا‪ :‬الرسوم المسيرة من طرف الجماعات‬
‫إضافة إلى الرسوم السابقة الذكر والتي تتولى الدولة تدبيرھا لصالح الجماعة‪ ،‬فإن ھذه‬
‫األخيرة تتولى تدبير مجموعة من الرسوم األخرى المستحقة لفائدتھا بموجب القانون‬
‫‪ ،47.06‬وھي كالتالي‪:‬‬

‫‪-‬الرسم على األراضي الحضرية غير المبنية‪ :‬ھو رسم سنوي منظم بمقتضى القانون‬
‫‪ ،47.06‬يفرض على األراضي الحضرية غير المبنية الواقعة داخل دوائر الجماعات‬
‫الحضرية والمراكز المحددة والمتوفرة على وثيقة التعمير‪ ،‬باستثناء األراضي الحضرية‬
‫غير المبنية المخصصة الستغالل مھني أو فالحي‪ .1‬وقد حددت المادة ‪ 45‬من نفس القانون‬
‫سعر ھذا الرسم‪:‬‬

‫من ‪ 4‬إلى ‪ 20‬درھم للمتر مربع‬ ‫منطقة العمارات‬


‫من ‪ 2‬إلى ‪ 12‬درھم للمتر مربع‬ ‫منطقة الفيالت والسكن الفردي والمناطق األخرى‬

‫‪-‬الرسم على عمليات البناء‪ :‬ويطبق ھذا الرسم على عمليات الترميم التي تستوجب‬
‫الحصول على رخصة البناء‪ ،‬وال يطبق ھذا الرسم إال في المجال الحضري‪ ،‬والملزم ھو‬
‫المستفيد من رخصة البناء‪ ،‬وقد حددت المادة ‪ 54‬من القانون رقم ‪ 47.06‬سعر ھذا الرسم‪.‬‬

‫‪-‬الرسم على عمليات تجزئة األراضي‪ :‬يفرض ھذا الرسم على كل عمليات تجزئة‬
‫األراضي ويحتسب على مجموع تكلفة األشغال التي يتطلبھا تجھيزھا وتطھيرھا وكھربتھا‬
‫وبذلك يكون أساس احتساب وعاء الرسم ھو تكاليف التجھيز‪ ،‬ويحدد سعره ما بين‪ 3%‬كحد‬
‫أدنى و ‪ 5%‬كحد أقصى من التكلفة اإلجمالية التي يتطلبھا التجھيز‪.‬‬

‫‪-‬الرسم على محال بيع المشروبات‪ :‬يستحق ھذا الرسم على محال بيع المشروبات‬
‫بكل أنواعھا من طرف مستغلي المقاھي والحانات وقاعات الشاي‪ ،‬ويحتسب على اساس‬

‫‪1‬‬
‫_ سعيد جفري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.93‬‬

‫‪9‬‬
‫المداخيل التي يحققھا مستغلو المؤسسات الخاضعة للرسم‪ ،‬ويحدد سعر ھذا الرسم في ‪%2‬‬
‫كحد أدنى و ‪ %10‬كحد أقصى‪.1‬‬

‫‪-‬الرسم على اإلقامة بالمؤسسات السياحية‪ :‬ھو رسم غير مباشر يفرض على‬
‫المؤسسات السياحية‪ ،‬وقد حددت المادة ‪ 70‬من القانون ‪ 47.06‬أصناف ھذه المؤسسات‪،‬‬
‫ويحدد سعر ھذا الرسم حسب كل صنف من أصناف ھذه المؤسسات‪.‬‬

‫‪-‬الرسم على المياه المعدنية ومياه المائدة‪ :‬ھو من الرسوم التي أبقى عليھا المشرع‬
‫في ظل اإلصالح الجبائي الجديد‪ ،‬ويستحق ھذا الرسم على ينابيع المياه المعدنية ومياه‬
‫المائدة المعدة لالستھالك في شكل قنينات‪.2‬‬

‫‪-‬الرسم على النقل العمومي للمسافرين‪ :‬يطبق ھذا الرسم على نشاط سيارات األجرة‬
‫وحافالت النقل العمومي للمسافرين على أساس المجال الترابي الستغاللھا‪ ،‬وقد حدد‬
‫المشرع سعر ھذا الرسم في ‪ 80‬درھم كحد أدنى و ‪ 2000‬درھم كحد أقصى حسب أصناف‬
‫السيارات والعربات‪.3‬‬

‫‪-‬الرسم على استخراج مواد المقالع‪ :‬يحتسب ھذا الرسم على كميات المواد‬
‫المستخرجة من المقالع حسب طبيعة ھذه المواد وعن كل متر مكعب مستخرج‪ .‬وقد حدد‬
‫المشرع سعرا أدنى لھذا الرسم في ‪ 3‬دراھم وسعرا أقصى في ‪ 30‬درھم‪.4‬‬

‫إضافة إلى الرسوم السابقة الذكر‪ ،‬ھناك رسوم أخرى مستحقة بموجب القانون رقم‬
‫‪ 39.075‬ويتعلق األمر بالحقوق والمساھمات التالية‪:‬‬

‫• الرسم المترتب على إتالف الطرق؛‬


‫• رسم التصديق واإلمضاء واإلشھاد بالتطابق؛‬
‫• الرسوم المفروضة على الذبح في المجازر؛‬

‫‪ _1‬سعيد جفري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.99‬‬


‫‪ _2‬الباب العاشر من القانون رقم ‪.47.06‬‬
‫‪ _3‬الباب الحادي عشر من القانون رقم ‪.47.06‬‬
‫‪ _4‬الباب الثاني عشر من القانون رقم ‪.47.06‬‬
‫‪5‬‬
‫_ القانون رقم ‪ 39.07‬الصادر بتنفيذه الظھير الشريف رقم ‪ 1.07.209‬الصادر في ‪ 16‬ذي الحجة )‪ 27‬ديسمبر ‪ ،(2007‬الجريدة الرسمية عدد‬
‫‪ ،5591‬بتاريخ ‪ 31‬ديسمبر ‪.2007‬‬

‫‪10‬‬
‫• الرسم اإلضافي المفروض لفائدة المشاريع الخيرية على الذبح في المجازر؛‬
‫• رسم المحجز؛‬
‫• الرسوم المفروضة على وقوف العربات المعدة للنقل العام للمسافرين؛‬
‫• ريم الحالة المدنية؛‬
‫• الرسم المفروض على شغل االمالك الجماعية العامة مؤقتا بمنقوالت أو‬
‫عقارات ترتبط بممارسة اعمال تجارية أو صناعية أو مھنية؛‬
‫• الرسم المفروض على شغل األمالك الجماعية العامة مؤقتا ألغراض البناء؛‬
‫• رسم مساھمة أرباب العقارات المجاورة للطرف في نفقات تجھيزھا‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ :‬اﻟﺮﺳﻮم اﻟﻤﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻌﻤﺎﻻت واﻷﻗﺎﻟﻴﻢ واﻟﺠﻬﺎت‬

‫أوال‪ :‬الرسوم العائدة للعماالت واألقاليم‬


‫طبقا للمادة ‪ 3‬من القانون رقم ‪ 47.06‬فإن للعماالت واألقاليم ثالث رسوم وھي‪:‬‬

‫‪-‬الرسم على رخص السياقة‪ :‬ھي من الرسوم التي أحدثت ألول مرة في القانون رقم‬
‫‪ 30.89‬قبل أن يتم تعديله بمقتضى اإلصالح الجبائي لسنة ‪ ،2007‬ويستحق الرسم على‬
‫رخص السياقة لفائدة العمالة أو اإلقليم الذي يتواجد بدائرة نفوذه الترابي المصلحة المكلفة‬
‫بتسليم رخص السياقة‪ ،‬ويتم احتساب ھذا الرسم على رخص السياقة المسلمة أو تمديد‬
‫صالحيتھا إلى صنف غير الصنف الذي كانت عليه‪ .‬ويتم أداء الرسم من قبل الحائز على‬
‫رخصة السياقة إلى المصالح المكلفة بتسليم ھذه الوثيقة‪ ،‬ويستخلص ھذا الرسم من طرف‬
‫مصالح وزارة النقل والتجھيز‪.1‬‬

‫‪-‬الرسم على السيارات الخاضعة للفحص التقني‪ :‬يؤدى ھذا الرسم حين إجراء‬
‫الفحص التقني السنوي الذي تخضع له السيارات‪ ،‬أما سعر ھذا الرسم فيحدد وفق قوة‬
‫المحرك كأساس لتطبيق الرسم‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫_ الباب الثالث عشر من القانون رقم ‪.47.06‬‬
‫‪2‬‬
‫_ الباب الرابع عشر من القانون رقم ‪.47.06‬‬

‫‪11‬‬
‫‪-‬الرسم على بيع الحاصالت الغابوية‪ :‬يفرض ھذا الرسم على بيع الحاصالت الغابوية‬
‫بما فيھا األخشاب المقطوعة من األشجار على أساس الثمن الذي بيعت به ھذه الحاصالت‬
‫دون احتساب الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬ويتم تحصيل ھذا الرسم من طرف إدارة‬
‫المياه والغابات‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسوم المحلية العائدة للجھات‬


‫تضمنت المادة الرابعة من القانون رقم ‪ 47.06‬ثالث رسوم مستحقة لفائدة الجھات‬
‫وھي‪:‬‬

‫‪-‬الرسم على رخص الصيد‪:‬‬

‫‪-‬الرسم على استغالل المناجم‪:‬‬

‫‪-‬الرسم على الخدمات المقدمة بالموانئ‪:‬‬

‫وبالتالي فقد بلغت حصيلة الموارد المسيرة من طرف الجماعات الترابية متوسطا‬
‫سنويا قدره ‪ 7,1‬مليار درھم خالل الفترة ‪ ،2016-2012‬وقد حققت ھذه الموارد أقصى‬
‫مستوياتھا بملغ ‪ 7,8‬مليار درھم سنة ‪ ،2016‬موزعة بنسبة ‪ %60,3‬للرسوم المحلية‬
‫واإلتاوات المختلفة و ‪ %27,7‬لمنتوج عوائد األمالك وأخيرا ‪ %12‬لعوائد الخدمات‪ ،‬وقد‬
‫تطورت ھذه الموارد كالتالي‪:‬‬

‫المصدر‪ :‬التقرير السنوي‬


‫للمجلس األعلى للحسابات برسم سنتي ‪.2017-2016‬‬

‫‪1‬‬
‫_ الباب الخامس عشر من القانون رقم ‪.47.06‬‬

‫‪12‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬الموارد ذات الطبيعة غير الجبائية‬
‫إلى جانب الموارد المالية ذات الطبيعة الجبائية التي تتمتع بھا الجماعات الترابية‪،‬‬
‫ھناك موارد أخرى من شئنھا دعم ميزانيات الوحدات الترابية بموارد مالية مھمة تساعدھا‬
‫علي تحقيق التنمية المحلة‪ ،‬وتتمثل أساسا في األمالك الجماعية)الفقرة األولى( والملك‬
‫الغابوي)الفقرة الثانة(‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻷﻣﻼك اﻟﺠﻤﺎﻋﻴﺔ‬

‫تشكل أمالك الجماعات الترابية وسيلة مھمة في تنمية الموارد الذاتية للميزانية الترابية‬
‫وتتوفر الجماعات الترابية على صنفين من األمالك‪ ،‬األمالك العامة واألمالك الخاصة‪.1‬‬

‫يقصد باألمالك العامة كل األمالك التي تخصص للمنفعة العامة وال يجوز إخضاعھا‬
‫للقانون الخاص‪ ،‬بل يتعين إخضاعھا لقواعد استثنائية بھدف حمايتھا والمحافظة عليھا‪،‬‬
‫بحيث ال يجوز التصرف فيھا والحجز عليھا‪ ،‬وال اكتسابھا بمرور الزمن‪ ،2‬أما األمالك‬
‫الخاصة فھي األمالك التي تملكھا الجماعة بغرض استغاللھا الحصول على ما تنتجه من‬
‫موارد مالية وھي تماثل تلك التي يملكھا األفراد‪.3‬‬

‫إن ھذه األمالك تعد مصدرا ھاما لتمويل الميزانيات الجماعية‪ ،‬أو من المفروض أن‬
‫تكون كذلك‪ ،‬إال أن في حالة سوء تدبيرھا والتفريط فيھا وعشوائية استغاللھا‪ ،‬فالواقع يبين‬
‫انم دخول ھذه األمالك ال يزال ضعيفا مقارنة مع الحجم الغجمالي للموارد الذاتية للجماعات‬
‫الترابية مما يجعلھا تقوم ليس على مداخيل أمالكھا لتمويل نفقاتھا بل على الموارد الناتجة‬
‫عن إعانات الدولة والتي تكون دتئما إمدادات نشروطة ومقيدة الستقاللھا وحريتھا في‬

‫‪ _1‬علي األعرج‪ ،‬الموارد الذاتية للجماعات الترابية بين متطلبات الحكامة ورھان الجھوية المتقدمة‪ ،‬رسالة لنيل شھادة الماستر في القانون العام ‪،‬‬
‫جامعة سيدي محمد بن عبد ‪ U‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2018-2017‬ص ‪.29‬‬
‫‪ _2‬كمال رابح‪ ،‬إشكالية تدبير وحماية األمالك العمومية‪ ،‬رسالة لنيل ديبلوم الماستر‪ ،‬جامعة عبد المالك السعيدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية طنجة‪ ، 2008-2007 ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪3‬‬
‫_ محمد األعرج‪ ،‬قانون منازعات الجماعات المحلية‪ ،‬سلسلة ومواضيع الساعة‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،2008 ، 58‬ص‬
‫‪.83‬‬

‫‪13‬‬
‫التصرف‪ ،1‬األمر الذي يحتم على الجماعات الترابية إدارة امالكھا بصورة تحقق معھا‬
‫االھداف الموضوعة من قبلھا من خالل الموارد المالية المتأتية من ھذه األمالك‪.‬‬

‫وبالتالي فإن واقع تدبير األمالك الجماعية ال زال يشكل عائقا يحول دون دعم الموارد‬
‫المالي للجماعات الترابية والغرتقاء بممتلكاتھا الجماعية إلى المستوى المطلوب من أجل‬
‫تحقيق نوع من االستقالل المالي‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬اﻟﻐﺎﺑﺔ ﻛﻤﻮرد ﻣﺎﻟﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﺮاﺑﻴﺔ‬

‫تعتبر الغابة موردا ماليا لمن يمتلكھا‪ ،‬إذ يمكن أن تعالج االختالل المالي الذي تعاني‬
‫منه الجماعة صاحبة الملك الغابوي‪ ،‬وبما أن المغرب يتمتع برصيد غابوي مھم جدا فإنه‬
‫بالتالي يتوفر على موارد مالية مھمة كفيلة بتغطية عدة تكاليف‪ ،‬إال أن االستفادة من ھذه‬
‫الموارد المالية تقتضي الحرص على حسن التدبير وعقلنة االستغالل والحفاظ على األمالك‬
‫الغابوية من أجل ضمان استقرار الموارد الناتجة عنھا‪.2‬‬

‫وقد خولت الدولة منتوج الملك الغابوي لفائدة الجماعات الترابية المتواجدة بالمناطق‬
‫الغابوية منذ سنة ‪ ،1977‬وقد نص الفصل ‪ 14‬الظھير بمثابة قانون الصادر بتاريخ ‪20‬‬
‫شتنبر ‪ 1976‬المنظم لمساھمة السكان في تنمية االقتصاد الغابوي‪ ،‬على |أن الموارد الناجمة‬
‫عن الملك الغابوي الواقع داخل الحدود الترابية للجماعة تدفع للجماعة المذكورة‪.‬‬

‫وھكذا يغطي الملك الغابوي في المغرب حوالي ‪ 8‬ماليين و ‪ 969‬ألف ھكتار وھو ما‬
‫يعادل ‪ %13‬من المساحة اإلجمالية‪ ،‬وتوفر الغابات حوالي ‪ %30‬من حاجيات البالد من‬
‫الخشب و‪ %30‬من الحصيلة الطاقية السنوية و ‪ %17‬من حاجيات القطيع من االعالف‪،‬‬
‫وتساھم الغابة أيضا في خلق مابين ‪ 8‬و ‪ à1‬ماليين يوع عمل في السنة وتوفر مداخيل‬
‫لفائدة السكان المجاورين والجماعات التاربية تصل إلى ‪ 5‬ماليين درھم سنويا‪.3‬‬

‫‪ _1‬علي األعرج‪ ،‬الموارد الذاتية للجماعات الترابية بين متطلبات الحكامة ورھان الجھوية المتقدمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.31‬‬
‫‪2‬‬
‫_ علي األعرج‪ ،‬الموارد الذاتية للجماعات الترابية بين متطلبات الحكامة ورھان الجھوية المتقدمة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.33‬‬
‫‪3‬‬
‫_ إدريس الجرموني‪ ،‬تدبير الموارد المالية للجماعات الترابية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.34‬‬

‫‪14‬‬
‫وبالرغم من أھمية الملك الغابوي إال أن الموارد المالية المتأتية منه تظل محدودة‬
‫وضعيفة مقارنة بالماخيل المحصلة عن طريق الموارد واألمالك األخرى‪ ،‬االمر الذي‬
‫يضفي على الملك الغابوي طابع الثانوية‪ ،‬مما يجعل الجماعات تھمل تدبيره‪ ،‬بالرغم من‬
‫الموارد المالية المھمة التي يمكن ان يحققھا ھذا الملك غذا ما تم إستغالله بالطريقة األمثل‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الموارد االستثنائية للجماعات الترابية ومحدودية التمويل المالي للجماعات‬
‫الترابية‬

‫بما أن الموارد الجبائية للجماعات الترابية ن تبقى غير كافية لوحدھا في تحقيق‬
‫شروط التنمية المحلية‪ ،‬ونظرا لكونھا تشكل أحد مظاھر األزمة المالية لھا‪ ،‬فإن الجماعات‬
‫تلجا بشكل كبير لوسائل تمويلية استثنائية من أجل النھوض بوضعيتھا المالية‪ .‬وتتمثل‬
‫الموارد االستثنائية أو الخارجية من موارد يكون وعائھا خارج النطاق الجغرافي للجماعات‬
‫الترابية‪ .‬فالتمويل االستثنائي المحلي يشكل أحد أھم تجليات الوصاية المالية التي تمارسھا‬
‫السلطة المركزية تجاه الوحدات الترابية‪.1‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الموارد االستثنائية للجماعات الترابية‬


‫إن بنية الموارد المالية للجماعات الترابية تبقى رھينة بشكل أساسي ن إلى الموارد‬
‫المحولة‪ ،‬حيث بلغت حصيلتھا في المداخيل حوالي ‪ % 63,1‬سنة ‪ ،2016‬مقابل ما يناھز‬
‫‪ %62,2‬كمعدل سنوي متوسط خالل الفترة ‪ .2016-2012‬فضال عن ذلك سسجلت‬
‫المداخيل خالل الفترة ‪ 2016-2012‬نسبة نمو متوسط قدره ‪ %6,6‬نتيجة غرتفاع الموارد‬
‫المحولة بنسبة ‪.2 %7,2‬‬

‫وتتمثل ھذه الموارد باألساس في التمويل الجبائي المركزي )الفقرة األولى( إضافة إلى‬
‫القروض المحلية ) الفقرة الثانية(‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫_ شاكر الموصدق‪ ،‬التمويل المالي الجماعي‪ :‬دراسة لمعادلة الموارد الذاتية وتحديات التنمية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪2‬‬
‫_ التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات لسنتي ‪ ،2017-2016‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.53‬‬

‫‪15‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺠﺒﺎﺋﻲ اﻟﻤﺮﻛﺰي‬

‫تخصص الدولة جزء من مواردھا المالية لفائدة الجماعات الترابية وال سيما ضرائبھا‬
‫العمومية‪ ،‬وتتمثل ھذه الضرائب في الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬والضريبة على الدخل‪،‬‬
‫والضريبة على الشركات‪.‬‬

‫أوال‪ :‬حصة الجماعات من الضريبة على القيمة المضافة‬


‫دخلت الضريبة على القيمة المضافة حيز التطبيق ابتداء من أبريل ‪ 1986‬لتحل محل‬
‫الضريبة على رقم المعامالت والضريبة على اإلنتاج‪ ،‬وقد حدد القانون رقم ‪ 130.85‬مجال‬
‫تطبيقھا‪ ،‬وقد نصت المادة ‪ 65‬من عدلى تخصيص نسبة ‪ %30‬من حصة الضريبة على‬
‫القيمة المضافة لفائدة الجماعات الترابية‪ ،‬مما يمكن من تمويل ما يقارب نصف نفقات‬
‫ميزانيات الجماعات بنسبة تصل إلى ‪ .2 %48‬وقد تم فتح حساب خاص للخزينة يدخل‬
‫ضمن أنواع الحسابات المرصودة ألمور خصوصية تحت رقم ‪ 35-53‬بمقتضى الفصل ‪33‬‬
‫من قانون مالية سنة ‪ 1986‬سمي بحصة الجماعات المحلية من منتوج الضريبة على القيمة‬
‫المضافة لتلقي عائدات ھذه الضريبة المرصودة للجماعات الترابية‪.‬‬

‫ويخضع توزيع حصة الجماعات الترابية من الضريبة على القيمة المضافة لمجموعة‬
‫من المعايير التي ترتبط أساسا بالمساحة‪ ،‬عدد السكان‪ ،‬القدرات الجبائية والموارد الذاتية‪،‬‬
‫ومكافئة الجماعات التي تقوم بتحصيل أكبر عدد من الرسوم التابعة لھا‪ ،‬وتجدر الغشارة إلى‬
‫أن الجماعات المستفيدة من حصة الضريبة على القسمة المضافة ھي الجماعات ة العماالت‬
‫واألقاليم‪.‬‬

‫ويبين الجدول التالي تطور عائدات الضريبة على القيمة المضافة خالل الفترة ‪-2012‬‬
‫)المبلغ بمليون درھم(‬ ‫‪:20163‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 30.85‬القاضي بفرض الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظھير الشريف رقم ‪ 347.85.1‬الصادر في ‪ 20‬ديسمبر‬
‫‪ ،1985‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3818‬بتاريخ فاتح يناير ‪.1986‬‬
‫‪2‬‬
‫_ شاكر الموصدق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.120‬‬
‫‪3‬‬
‫_ التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات لسنتي ‪ ،2017-2016‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪16‬‬
‫‪2016 2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013 2012‬‬ ‫السنة‬
‫‪18.704 19.517‬‬ ‫الحصة من عائد الضريبة على ‪17.800 16.902 15.872‬‬
‫القيمة المضافة‬

‫وبالتالي يتضح أن حصة الضريبة على القيمة المضافة قد تراجعت سنة ‪ 2016‬إلى‬
‫حوالي ‪ 18,7‬مليار درھم بعد إرتفاع متواصل بين سنتي ‪ 2012‬و‪ ،2015‬حيث إنتقلت مما‬
‫يناھز ‪ 15,8‬مليار درھم إلى حوالي ‪ 19,5‬مليار درھم‪ ،‬وغلي فقد بلغت ھذه الحصة في‬
‫المتوسط السنوي خالل الفترة ‪ 2016-2012‬ما يناھز ‪ 17,5‬مليار درھم أي ما يمثل‬
‫‪ 53,7%‬كمتوسط سنوي من مجموع مداخيل ھذه الجماعات خالل نفس الفترة‪.‬‬

‫المصدر‪ :‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنتي ‪.2017-2016‬‬

‫ثانيا‪ :‬حصة الجھات من الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل‬


‫تستوجب الجھوية المتقدمة الزيادة في الموارد المالية المرصودة للمجالس الجھوية‬
‫من قبل الدولة بشكل ملموس‪ ،‬لكي تتمكن من إنجاز أعمال ھامة في مجال التنمية‬
‫االقتصادية واالجتماعية والبيئية‪.1‬‬

‫وقد عمل المشرع المغربي على سواء من خالل دستور ‪ 2011‬أو القانون التنظيمي‬
‫رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجھات على رفع نسبة حصة الجھات من الضرائب المحولة‬
‫لصالحھا‪ ،‬بعدما أن كانت تستفيد من نسبة ‪ 1%‬من ھذه الضرائب‪ ،‬حيث تم تحديد نسبة ‪5%‬‬

‫‪ _1‬تقرير اللجنة االستشارية للجھوية حول الجھوية المتقدمة‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،258‬الطبعة الثانية ‪،2012‬‬
‫ص‪.47‬‬

‫‪17‬‬
‫من حصيلة الضريبة على الشركات و ‪ %5‬من حصيلة الضريبة على الدخل‪ ،‬و ‪ 20%‬من‬
‫حصيلة الرسم على عقود التأمين‪ ،‬تضاف إليھا إعتمادات مالية من الميزانية العامة للدولة‬
‫في أفق بلوغ سقف ‪ 10‬ماليير درھم سنة ‪ .12021‬ھي نفس النسب التي أقرھا مشروع‬
‫قانون مالية السنة ل ‪ 2019‬في إطار المادتين ‪ 13‬و ‪.214‬‬

‫ويبين الجدول التالي حصة الجھة من عائدات الضريبة على الشراكات والدخل برسم‬
‫الفترة ‪:32016-2012‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنة‬


‫‪1.425‬‬ ‫‪785‬‬ ‫‪757‬‬ ‫‪732‬‬ ‫حصة الجھة من عائد الضريبة ‪712‬‬
‫على الدخل وعلى الشركات‬

‫ويال حض من خالل ھذا الجدول التطور الحاصل في حصة الجھة من الضريبة على‬
‫الدخل وعلى الشركات بين سنتي ‪ 2012‬و ‪ 2016‬بنسبة ‪.%50‬‬

‫وانطالقا من الرسم أعاله يتضح أن نسبة المداخيل المحولة من طرف الدولة للجھات‬
‫ال تتعدى ‪ %5,6‬مما يكشف عن محدودية التمويل المالي للجھات مقارنة مع الجماعات‬

‫‪ _1‬المادة ‪ 188‬القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجھات‪.‬‬


‫‪ _2‬ظھير شريف رقم ‪ 1.18.104‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر )‪ 12‬ربيع الثاني ‪ ،(1440‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 80.18‬للسنة المالية ‪.2019‬‬
‫‪3‬‬
‫_ التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات لسنتي ‪ ،2017-2016‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬

‫‪18‬‬
‫والعماالت واالقاليم والتي تتمتع بحصة أكبر وأوفر‪ ،‬غير أن ذلك يساھم من جھة أخرى‬
‫في تقليص نسبة التبعية المالية للدولة حيتث بلغت برسم الفترة ‪ ،2016-2012‬نسبة ‪.%44‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬اﻟﻘﺮوض اﻟﻤﺤﻠﻴﺔ ﻛﻤﻮرد اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﺘﺮاﺑﻴﺔ‬

‫تكتسي القروض الترابية أھمية كبرى بالنسبة للميزانية الترابية خصوصا في‬
‫جانبھا التجھيزي واالستثماري‪ ،‬بل أصبح من الحلول االقتصادية الترابية ومصدرا تلجأ إليه‬
‫الجماعة لتمويل بعض المشاريع التنموية‪.‬‬

‫ويقوم صندوق التجھيز الجماعي بصفته بنك الجماعات الترابية بتوفير القروض لھذه‬
‫الجماعات وفق شروط ومساطر محددة وفق القانون‪ ،‬وقد تأسس صندوق التجھيز الجماعي‬
‫بصفة رسمية بعدما أن كان مجرد رصيد في الخزينة العامة بمقتضى الظھير الشريف رقم‬
‫‪ 1.59.169‬بتاريخ ‪ 13‬يونيو ‪ ،1959‬وتم وضعه تحت إشراف وتسيير صندوق اإليداع‬
‫والتدبير‪ ،‬محتكرا منذ ذلك التاريخ تمويل الجماعات الترابية بواسطة القروض‪ ،1‬ويسھر‬
‫صندوق التمويل الجماعي على تعزيز الخبرة المحلية وعلى تشجيع االستثمارات المحلية‬
‫ويواكب زبناءه في التعبير عن اختياراتھم االستثمارية بمنحھم فرصة بلورة مشاريعھم‬
‫التنموية وذلك بتقديم الدعم التقني الضروري لتركيبھا وإنجازھا‪.2‬‬

‫ويشترط من اجل الحصول على قرض من صندوق التجھيز الجماعي أن تتوفر‬


‫الجماعة الترابية على الشروط التالية‪:3‬‬

‫‪-‬التوفر على نسبة مديونية ال تتجاوز ‪40‬؛‬

‫‪ -‬التوفر على إدخار يسمح على األقل بتغطية القسط السنوي المستحق بالكامل؛‬

‫‪-‬المساھمة في تمويل المشروع في حدود ‪ %20‬من كلفته؛‬

‫‪ _1‬شاكر الموصدق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.110‬‬


‫‪2‬‬
‫_ صندوق التجھيز الجماعي‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2012‬بنك للتمويل المحلي‪ ،‬ص ‪.10‬‬
‫‪3‬‬
‫_ دليل التمويل لصندوق التجھيز الجماعي‪ ،‬منشور لصندوق التجھيز الجماعي‪ ،2013 ،‬ص ‪.10‬‬

‫‪19‬‬
‫‪ -‬التوفر على اإلمكانيات البشرية والمادية والتنظيمية إلنجاز المشروع اللجوء إلى‬
‫مساعدة شريك مؤھل عند اإلقتضاء‪.‬‬

‫انطالقا من ھذه الشروط السالفة الذكر فإن القروض ال تمنح إال للجماعات القادرة‬
‫على تحقيق ادخار كاف‪ ،‬األمر الذي يشكل إقصاء للجماعات الترابية الفقيرة والنائية من‬
‫الحصول على قروض أمام التعقيد الذي تعرفه اإلجراءات وعدم توفرھا على األطر‬
‫المؤھلة إلعداد الملفات والدراسات التقنية بشأن المشاريع التي ترغب الجماعة في تمويلھا‬
‫عن طريق االقتراض‪.‬‬

‫وقد بلغت نسبة مداخيل القروض برسم سنة ‪ 2016‬مليار و ‪ 622‬مليون درھم وھو ما‬
‫شكل نسبة ‪ %8‬من موارد الجماعات الترابية الخاصة بالتجھيز‪ ،‬ويوضح الدول التالي‬
‫مداخيل القروض برسم سنتي ‪:12016-2012‬‬

‫‪2016‬‬ ‫‪2015‬‬ ‫‪2014‬‬ ‫‪2013‬‬ ‫‪2012‬‬ ‫السنة‬


‫‪1.662‬‬ ‫‪1706‬‬ ‫‪1.627‬‬ ‫‪1.698‬‬ ‫‪2.064‬‬ ‫مداخيل القروض‬

‫ھذا وباإلضافة إلى القروض التي يمنحھا صندوق التجيز الجماعي للجماعات الترابية‪،‬‬
‫فھذه األخيرة تتوفر على مورد مالي استثنائي آخر يتمثل في اإلمدادات والمساعدات المقدمة‬
‫من طرف الدولة‪.‬‬

‫فنظرا لضعف الموارد الذاتية للجماعات الترابية واألزمة المالية التي تعيشھا ھذه‬
‫األخيرة‪ ،‬فإن اإلمدادات والمساعدات الممنوحة من طرف الدولة لصالح الجماعات تبقى جد‬
‫مھمة بالرغم من أن ذلك يؤثر سلبا على استقالليتھا ويخضعھا للتبعية المالية‪.‬‬

‫إن اإلمدادات واإلعانات ھي كل مساعدة مالية تمنحھا الدولة للجماعات الترابية‬


‫بھدف تغطية العجز الحاصل على مستوى ميزانياتھا‪ ،‬وتنقسم إلى إمدادات تجھيز وإمدادات‬
‫تسيير‪ ،2‬فھذه األخيرة تعمل على تحويل العجز من أجل موازنة الجزء األول من الميزانية‬

‫‪1‬‬
‫_ التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات لسنتي ‪ ،2017-2016‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.51‬‬
‫‪2‬‬
‫_ شاكر الموصدق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.117‬‬

‫‪20‬‬
‫المحلية من مداخيل ونفقات‪ ،‬أما إمدادات التجھيز فتعمل على مساعدتھا للقيام باالستثمارات‬
‫الضرورية للجماعة والعمل على التخفيف من الجبايات المحلية‪.‬‬

‫وقد عرفت أموال المساعدات ارتفاعا ملحوظا برسم سنتي ‪ 2016-2012‬حيث بلغت‬
‫مداخيل ھذه المساعدات سنة ‪ 2012‬مليار و ‪ 188‬مليون درھم وبالمقابل وصلت ھذه‬
‫المداخيل سنة ‪ 2015‬إلى ‪ 2‬مليار و ‪ 503‬مليون درھم‪ ،‬وثالث ماليير و ‪ 316‬مليون درھم‬
‫سنة ‪ ،2016‬وھو ما شكل ارتفاعا بنسبة تقارب ‪.%60‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬محدودية التمويل المالي للجماعات الترابية‬


‫إن التمويل المالي للجماعات الترابية بالرغم من صالبته إال أنه يواجه مجوعة من‬
‫الحدود سواء تلك المتعلقة باألسباب الھيكلية أو التحصيل أو تلك المرتبطة الموارد‬
‫االستثنائية‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﻟﻰ‪ :‬اﻷﺳﺒﺎب اﻟﻬﻴﻜﻠﻴﺔ ﻷزﻣﺔ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻟﺠﻤﺎﻋﻲ‬

‫ساھمت مجموعة من األسباب في ظھور ھذه األزمة وتفاقمھا‪ ،‬فھناك أسباب ھيكلية‬
‫متعلقة باإلدارة الجبائية والمالية داخل الجماعة‪ ،‬وأسباب متعلقة بالنصوص القانونية وأخرى‬
‫متعلقة بالوعاء الضريبي‪.1‬‬

‫فيما يتعلق باألسباب الھيكلية المتعلقة باإلدارة الجبائية نجد ان القرار الضريبي الذي‬
‫يتقدم بھ الملزم عن جميع مدخوالته لإلدارة ويشترط أن يكون صحيحا‪ ،‬واإلدارة الضريبية‬
‫تقوم بمراجعته‪ ،‬إذا كان فيه غش أو تبين لإلدارة وجود ذلك يمكن لھا إما مراجعة ذلك‬
‫التصريح أو تعديله أو رفضه أو إلغاءه‪ ،‬وإذا لم يدلي المكلف بتقرير صحيح تقوم اإلدارة‬
‫الضريبية بإشعاره بأن يتقدم بھ في أجل معين‪ ،‬وإذا لم يكن ھناك تجاوب من طرف الملزم‬
‫تفرض علية الضريبة اجباريا‪ .‬أما األسباب المتعلقة بالنصوص القانونية فتعدد النصوص‬
‫القانونية المنظمة للمالية وخضوعھا لعدة أصناف من النصوص التشريعية والتنظيمية ساھم‬
‫في تأزم الوضعية المالية للجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪1‬‬
‫_ شاكر الموصدق‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‬

‫‪21‬‬
‫وأخيرا توجد أسباب ھيكلية متعلقة بالوعاء الضريبي‪ ،‬فعند التمعن في بنية النظام‬
‫الجبائي المحلي البد أن يلمس تعدد مكوناته وتراكمھا قياسا لما عليه النظام الجبائي الوطني‪،‬‬
‫كما أن سلطة اتخاذ القرار المالي تبقى مقيدة ومحدودة على الصعيد المحلي‪ ،‬وتكرس بالتالي‬
‫تبعية الجماعات الترابية ماليا للدولة بشكل كلي‪ ،‬وھذا المعطى العام يجعل التطبيق‬
‫العملي لبعض الضرائب والرسوم المحلية يثير العديد من المشاكل لإلدارة الجبائية المحلية‬
‫عند تحصيلھا‪.‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ‬

‫إن عملية التحصيل تتحكم فيھا عدة أجھزة على المستوى الترابي‪ ،‬وبالرغم من وجود‬
‫ھذه األجھزة‪ ،‬تبقى بعض المداخيل غير مخبأة نتيجة عدم تحصيلھا من طرف وكيل‬
‫المداخيل يصطلح عليھا الباقي استخالصه‪ ،1‬وھذه العملية ستؤثر على مالية الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬ومن تم التأثير على استقالليتھا‪.‬‬

‫أوال‪ :‬واقع األجھزة المكلفة بالتحصيل‬

‫تعاني األجھزة المكلفة بالتحصيل المحلي‪ 2‬من نقص في الموارد الذاتية‪ ،‬وھذه‬
‫الوضعية تؤثر بشكل سلبي على عمل ھذه المصالح‪ ،‬والزالت ھذه المصالح تعاني الكثير‬
‫من المشاكل المتعلقة بوسائل عملھا‪ ،‬مما ينعكس على وظيفتھا‪ ،‬وھناك ضعف التواصل بين‬
‫اإلدارة الجبائية والملزمين باألداء‪ ،‬فالجماعات الترابية عامة‪ ،‬واإلدارة الجبائية خاصة ال‬
‫تبدالن أي مجھود في مجال تكوين وتوعية الملزمين باألداء بحقوقھم وواجباتھم‪ ،‬مما يؤثر‬
‫سلبا على ميزانيات الجماعات المحلية‪ ،‬ويمس بمبدأ العدالة الجبائية المحلية‪.‬‬

‫وعموما فالجماعات تبقى في حاجة مستمرة إلى استدراك نقائصھا والبحث عن بدائل‬
‫تمويلية وتأطيرية‪ ،‬وتحسين مواردھا الذاتية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬حدود التحصيل الجبائي المحلي‬


‫‪1‬‬
‫‪- Mohammed Sbiti, "Décentralisation fiscale l'expérience marocaine", Revue marocaine de‬‬
‫‪l'administration locale et développement, n° 06, 1996, p. 03.‬‬
‫‪ -2‬األجھزة المتخصصة في عملية التحصيل منھا ما ھو محلي المتمثل في اآلمر بالصرف والوكيل بالمداخيل‪ ،‬أما األجھزة التابعة للدولة يمثله‬
‫كل من القابض البلدي والمصالح الخارجية‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫يعتبر اآلمر بالصرف طرفا أساسيا في عملية التحصيل التي ينجم عنھا الباقي‬
‫استخالصه‪ ،‬ويوجد وكيل المداخيل تحت سلطة اآلمر بالصرف وتحت رقابة القابض‪،‬‬
‫وتبرز عدم فعالية ھذه الوكالة في القيام بعملية التحصيل لتعرضھا للتھميش‪ ،‬ولكونھا غير‬
‫مزودة باألطر الكفئة وغياب التحفيز المادي‪ ،‬وضعف التكوين المستمر‪ .‬وأمام ھذا الوضع‪،‬‬
‫يتم االكتفاء بتحصيل ديون الدولة‪ ،‬وإھمال تحصيل ديون الجماعات الترابية‪.‬‬

‫عالوة على ذلك‪ ،‬نجد أن احتكار المصالح المركزية وأجھزتھا الخارجية لعملية‬
‫التحصيل يحد من ھامش استقاللية الجماعات الترابية‪.‬‬

‫عرف الباقي استخالصه على أنه "مجموعة من المبالغ المستحقة للجماعات الترابية‪،‬‬
‫والتي لم يتم استيفائھا في وقتھا المحدد لسبب من األسباب‪ ،‬وتدرج في حسابات فصول‬
‫الميزانية والحساب اإلداري سنة بعد سنة‪ ،‬كديون عالقة في ذمة الخاضع للجباية"‪ ،‬وبالتالي‬
‫تشكل تراكما ماليا يستدعي بذل جھود الستخالصه كليا أو التقليص من حجمھا‪.‬‬

‫تعاني القباضات الجماعية من نقص في اإلمكانيات المادية والبشرية‪ ،‬ومن ثم يتراكم‬


‫حجم الباقي استخالصه‪.‬‬

‫وھناك عدة خالفات بين القابض ووكالء المداخيل حول مسألة االختصاص في‬
‫تحصيل بعض الضرائب والرسوم‪ ،‬باإلضافة إلى التباس التحصيل‪ ،‬كل ھذه الحدود تساھم‬
‫في إضعاف المردودية الجبائية‪ ،‬وتراكم الباقي استخالصه‪.1‬‬

‫وتعيش وكالة المداخيل الجماعية على وقع الدور الھامشي في عملية تحصيل ديون‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬فعملية تحصيل الجبايات مازالت تعتريھا مجموعة من المشاكل‪،‬‬
‫كاستفحال أزمة الباقي استخالصه‪ ،‬إضافة إلى صعوبة التأقلم مع حداثة وفعالية التقنيات‬
‫المستعملة في التحصيل‪.‬‬

‫‪ _1‬يعتبر الباقي استخالصه عن مجموع المبالغ المستحقة للجماعات الترابية ومجموعاتھا‪ ،‬لم يتم استيفائھا في وقتھا المحدد‪ ،‬لسبب من األسباب‪،‬‬
‫وتدرج في فصول الميزانية والحساب اإلداري سنة بعد سنة‪ ،‬كديون عالقة في ذمة الملزم‪ ،‬لمزيد من التوضيح يرجى الرجوع إلى أحمد حضراني‪،‬‬
‫"النظام الجبائي المحلي على ضوء التشريع المغربي المقارن"‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،2003 ،2003-22‬ص‪.403 .‬‬

‫‪23‬‬
‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﺣﺪود اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ‬

‫إن حجم الموارد االستثنائية والمحولة لفائدة الجماعات الترابية تطرح مجموعة من‬
‫المشاكل‪ ،‬سواء على مستوى الضرائب الوطنية المحولة للجماعات الترابية ونظام‬
‫االقتراض‪ ،‬أو على مستو اإلمدادات المساھمات‪.‬‬

‫إن نظام اإلعانات والمساھمات تطبعه مجموعة من المظاھر السلبية وإن كان يساھم‬
‫في استقرار الوضع المالي للجامعات الترابية‪ ،‬إال أنه يربط المصير المالي لھذه األخيرة‬
‫بالمصير المالي للدولة أي أن كلما كانت الوضعية المالية للدولة في رخاء وازدھار فإن‬
‫الجماعة تستفيد من دعمھا‪ ،‬أما إذا كانت الدولة في أزمة مالية فإن ذلك سوف يؤثر على‬
‫حجم المساعدات الممنوحة‪ ،‬وبالرغم من أن حجم ھذه المساھمات إرتفع بنسبة ‪ %60‬بسم‬
‫سنة ‪ 2016‬إال إنه ال يمكن اعتبارھا موارد قارة ومستقرة‪.‬‬

‫أما بالنسبة للقروض الممنوحة للجماعات الترابية‪ ،‬والتي بلغت سنة ‪ 2016‬مليار و‬
‫‪ 622‬مليون درھم مقارنة ب ‪ 2‬مليار و ‪ 64‬مليون درھم سنة ‪ ،2012‬فھي بدورھا تواجه‬
‫بعض الحدود المرتبطة أساسا بالشروط المفروضة على الجماعات من اجل اإلستفادة من‬
‫ھذه القروض من طرف صندوق التجھيز الجماعي‪ ،‬وھو ما يفسر االنخفاض المسجل في‬
‫نسبة ھذه القروض‪ ،‬ذلك أن ھذه الشروط نتكون إعجازية بالنسبة للجماعات في حين تكون‬
‫في المتناول بالنسبة للجماعات ذات اإلمكانيات‪ ،‬مما يؤدي إلى اختالل ميزان التكافؤ بين‬
‫الجماعات وتوسيع الفارق في سرعة التنمية‪.1‬‬

‫كما أن محدودية إقتراض الجماعات الترابية ترتبط باحتكار صندوق التجھيز‬


‫الجماعي‪ ،‬إذ أن الجماعات ال يمكنھا اللجوء إلى القطاع المالي من أجل اإلقتراض‪ ،‬كما‬
‫يجب عليھا الخضوع للشروط التي يضعھا الصندوق الذي يحدد الفوائد من أجل الحصول‬
‫على القروض بنسبة قد تصل إلى ‪ %14‬وھي ضعف النسب التي تفرضھا األبناك‪.2‬‬

‫‪1‬‬
‫_ إدريس الجرموني‪ ،‬مريع سابق‪ ،‬ص ‪.56‬‬
‫‪2‬‬
‫_ نفس المرجع‪ ،‬نفس الصفحة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫وبالتالي فإن التمويل المالي للجماعات الترابيى يشكل حجر األساس في تحقيق التنمية‬
‫المحلية لكل جماعة‪ ،‬فالموارد المالية للجماعات ھي الضامن الستقالليتھا وتقدھما اقتصاديا‬
‫واجتماعيا مما يؤھلھا للقيام بمشاريع تنموية على المستوى المحلى‪.‬‬

‫إن مستجدات التمويل المالي للجماعات الترابية ينبغي أن تشكل فرصة سامحة لتحديث‬
‫وتقوية التمويل المالي المحلي وجعله أكثر فعالية‪ ،‬من خالل القيام بإصالحات جريئة ومبنية‬
‫على أسس متينة تستھدف تمكين الجماعات الترابية من موارد مالية كافية لتنزيل المشاريع‬
‫التنموية وتكريس استقاللھا المالي واإلداري في تدير الشأن المحلي‪ ،‬وتجاوز كل حدود ھذا‬
‫التمويل‪.‬‬

‫وبصفة عامة فإن الجماعات الترابية تتمتع بوضعية مالية تمكنھا من الوفاء بالتزاماتھا‬
‫فضال عن توفرھا على قدرة واسعة للتمويل بواسطة االقتراض وطاقة مھمة من الموارد‬
‫الذاتية تتيح لھا تعبئة موارد إضافية‪ ،‬إذا ما تم استغالل ھذه الموارد بشكل امثل وبطريقة‬
‫تمكن الجماعات الترابية من المساھمة بشكل أفضل في تحسين مستوى التنمية المحلية‬
‫وتقوية القدرات التدبيرية والتنظيمية للجماعات الترابية‪.‬‬

‫‪25‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫ اﻟﻜﺘﺐ ﺑﺎﻟﻠﻐﺔ اﻟﻌﺮﺑﻴﺔ‬

‫مدني أحميدوش‪ ،‬دليل الجبايات المحلية وفق آخر التعديالت‪ ،‬دار القلم‪،‬‬ ‫‬
‫الرباط‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2008 ،‬‬

‫سعيد جفري‪ ،‬الجبايات المحلية‪ ،‬مكتبة الرشاد‪ -‬سطات‪ ،‬طبعة ‪2015‬‬ ‫‬
‫ اﻷﻃﺮوﺣﺎت‪:‬‬

‫شاكر الموصدق‪ ،‬التمويل المالي الجماعي‪ :‬دراسة لمعادلة الموارد الذاتية‬ ‫‬
‫وتحديات التنمية–نموذج جماعة الرباط‪ ،-‬أطروحة لنيل درجة الدكتوراه في القانون‬
‫العام‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية االجتماعية فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪-2016‬‬
‫‪.2017‬‬
‫كمال رابح‪ ،‬إشكالية تدبير وحماية األمالك العمومية‪ ،‬رسالة لنيل ديبلوم‬ ‫‬
‫الماستر‪ ،‬جامعة عبد المالك السعيدي‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫طنجة‪.2008-2007 ،‬‬

‫إدريس الجرموني‪ ،‬تدبير الموارد المالية للجماعات الترابية‪ ،‬رسالة لنيل‬ ‫‬
‫شھادة الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد ‪ U‬كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية فاس‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ،2016-2015‬ص ‪.17‬‬

‫علي األعرج‪ ،‬الموارد الذاتية للجماعات الترابية بين متطلبات الحكامة ورھان‬ ‫‬
‫الجھوية المتقدمة‪ ،‬رسالة لنيل شھادة الماستر في القانون العام ‪ ،‬جامعة سيدي محمد‬
‫بن عبد ‪ U‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية فاس‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2018-2017‬‬

‫‪26‬‬
‫ ﻣﻘـﺎﻻت‪:‬‬

‫محمد األعرج‪ ،‬قانون منازعات الجماعات المحلية‪ ،‬سلسلة ومواضيع الساعة‪،‬‬ ‫‬
‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪.2008 ،58‬‬
‫النظام الجبائي المحلي على ضوء التشريع المغربي المقارن"‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة‬ ‫‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مؤلفات وأعمال جامعية‪ ،‬عدد ‪.2003 ،2003-22‬‬

‫اﻟﻨﺼﻮص اﻟﻘـﺎﻧﻮﻧﻴﺔ‪:‬‬

‫القانون رقم ‪ 47.06‬المتعلق بجبايات الجماعات المحلية‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظھير‬ ‫‬
‫الشريف رقم ‪ 01.07.195‬بتاريخ ‪ 30‬نوفمبر ‪ ،2007‬الجريدة الرسمية عدد ‪5583‬‬
‫بتاريخ ‪ 03‬ديسمبر ‪.2007‬‬
‫القانون رقم ‪ 30.89‬المتعلق بنظام الضرائب المستحقة للجماعات المحلية‬ ‫‬
‫وھيئاتھا‪ ،‬الصادر بتنفيذه الظھير الشريف رقم ‪ 1.89.187‬بتاريخ ‪ 21‬نوفمبر ‪،1989‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 4023‬بتاريخ ‪ 6‬ديسمبر ‪.1989‬‬
‫القانون رقم ‪ 30.85‬القاضي بفرض الضريبة على القيمة المضافة‪ ،‬الصادر‬ ‫‬
‫بتنفيذه الظھير الشريف رقم ‪ 347.85.1‬الصادر في ‪ 20‬ديسمبر ‪ ،1985‬الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 3818‬بتاريخ فاتح يناير‪.‬‬

‫القانون رقم ‪ 39.07‬الصادر بتنفيذه الظھير الشريف رقم ‪ 1.07.209‬الصادر في‬ ‫‬
‫‪ 16‬ذي الحجة )‪ 27‬ديسمبر ‪ ،(2007‬الجريدة الرسمية عدد ‪ ،5591‬بتاريخ ‪31‬‬
‫ديسمبر ‪.2007‬‬
‫ظھير شريف رقم ‪ 1.18.104‬الصادر بتاريخ ‪ 20‬ديسمبر )‪ 12‬ربيع الثاني‬ ‫‬
‫‪ ،(1440‬بتنفيذ قانون المالية رقم ‪ 80.18‬للسنة المالية ‪.2019‬‬

‫ظھير شريف رقم ‪ 1.76.583‬بتاريخ ‪ 30‬شتنبر ‪ ،1976‬المتعلق بالتنظيم‬ ‫‬


‫الجماعي‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 3335‬بتاريخ ‪ 1‬ديسمبر ‪.1976‬‬

‫‪27‬‬
‫ظھير شريف رقم ‪ 1.15.83‬الصادر بتاريخ ‪ 7‬يوليو ‪ 2015‬بتنفيذ القانون‬ ‫‬
‫التنظيمي رقم ‪ 111.14‬المتعلق بالجھات‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 6380‬بتاريخ ‪23‬‬
‫يوليوز ‪.2015‬‬

‫ظھير شريف رقم ‪ 1.15.84‬الصادر بتاريخ ‪ 7‬يوليو ‪ 2015‬بتنفيذ القانون‬ ‫‬


‫التنظيمي رقم ‪ 112.14‬المتعلق بالعماالت واألقاليم‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪6380‬‬
‫بتاريخ ‪ 23‬يوليوز ‪.2015‬‬

‫ظھير شريف رقم ‪ 1.15.85‬الصادر بتاريخ ‪ 7‬يوليو ‪ 2015‬بتنفيذ القانون‬ ‫‬


‫التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪ ،‬الجريدة الرسمية رقم ‪ 6380‬بتاريخ ‪23‬‬
‫يوليوز ‪.2015‬‬

‫ اﻟﺘﻘـﺎرﻳﺮ‬

‫نظرة حول مالية الجماعات الترابية‪ ،‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات‬ ‫‬
‫برسم سنتي ‪ 2016‬و ‪ 2017‬خالصة أشطة المجالس الجھوية للحسابات‪.‬‬

‫تقرير اللجنة االستشارية للجھوية حول الجھوية المتقدمة‪ ،‬منشورات المجلة‬ ‫‬
‫المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬عدد ‪ ،258‬الطبعة الثانية ‪،2012‬‬

‫صندوق التجھيز الجماعي‪ ،‬التقرير السنوي ‪ ،2012‬بنك للتمويل المحلي‪.‬‬ ‫‬


‫دليل التمويل لصندوق التجھيز الجماعي‪ ،‬منشور لصندوق التجھيز الجماعي‪،‬‬ ‫‬
‫‪.201‬‬

‫‪28‬‬
‫الفھرس‬

‫‪Sommaire‬‬
‫مقدمـــــة‪1 ..................................................................................................................................................... :‬‬

‫المبحث األول‪ :‬بنية الموارد الذاتية للجماعات الترابية ‪5 .................................................................................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الموارد ذات الطبيعة الجبائية ‪5 ...........................................................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ‪ :‬اﻟﺮﺳﻮم اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﳉﻤﺎﻋﺎت ) اﳊﻀﺮﻳﺔ واﻟﻘﺮوﻳﺔ(‪5 ..............................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الرسوم المحلية المدبرة من طرف الدولة ‪5 .........................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسوم المسيرة من طرف الجماعات ‪9 .............................................................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ ‪ :‬اﻟﺮﺳﻮم اﳌﺴﺘﺤﻘﺔ ﻟﻔﺎﺋﺪة اﻟﻌﻤﺎﻻت واﻷﻗﺎﻟﻴﻢ واﳉﻬﺎت ‪11 .............................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬الرسوم العائدة للعماالت واألقاليم ‪11 ................................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الرسوم المحلية العائدة للجھات ‪12 ...................................................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬الموارد ذات الطبيعة غير الجبائية ‪13 ...................................................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ‪ :‬اﻷﻣﻼك اﳉﻤﺎﻋﻴﺔ‪13 .................................................................................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬اﻟﻐﺎﺑﺔ ﻛﻤﻮرد ﻣﺎﱄ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﱰاﺑﻴﺔ ‪14 ..............................................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬الموارد االستثنائية للجماعات الترابية ومحدودية التمويل المالي للجماعات الترابية ‪15 ........................................‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الموارد االستثنائية للجماعات الترابية ‪15 ..............................................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ‪ :‬اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﳉﺒﺎﺋﻲ اﳌﺮﻛﺰي ‪16 ...........................................................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬حصة الجماعات من الضريبة على القيمة المضافة ‪16 ...........................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬حصة الجھات من الضريبة على الشركات والضريبة على الدخل‪17 .........................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬اﻟﻘﺮوض اﶈﻠﻴﺔ ﻛﻤﻮرد اﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ﻟﻠﺠﻤﺎﻋﺎت اﻟﱰاﺑﻴﺔ ‪19 .................................................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬محدودية التمويل المالي للجماعات الترابية ‪21 ........................................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻷوﱃ‪ :‬اﻷﺳﺒﺎب اﳍﻴﻜﻠﻴﺔ ﻷزﻣﺔ اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﳉﻤﺎﻋﻲ ‪21 .........................................................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻧﻴﺔ‪ :‬إﺷﻜﺎﻟﻴﺎت اﻟﺘﺤﺼﻴﻞ ‪22 .............................................................................................................................‬‬

‫اﻟﻔﻘﺮة اﻟﺜﺎﻟﺜﺔ‪ :‬ﺣﺪود اﻟﺘﻤﻮﻳﻞ اﻻﺳﺘﺜﻨﺎﺋﻲ ‪24 .........................................................................................................................‬‬

‫خاتمة‪25 ....................................................................................................................................................... :‬‬

‫الئحة المراجع ‪26 ..............................................................................................................................................‬‬

‫‪29‬‬
‫الفھرس ‪28 ......................................................................................................................................................‬‬

‫‪30‬‬

You might also like