Professional Documents
Culture Documents
عرفة الضريبة تطورا مهما عبر العصور سواء من حيث طبيعتها أو أهدافها أو األسس
التي تستند عليها.
فالضريبة في العصور الوسطى كانت مجرد وسيلة لتغطية نفقات أمراء اإلقطاع بعد ذلك
وفي ظل الدولة الحارسة ظهرت فكرة تنادي بضرورة ربط الضريبة بما تقدمه الدولة من
خدمات لألفراد .وقد رفضت النظم الضريبية الحديثة هذه الفكرة ألنها ال تستند على أسس
علمية ،فليس هناك أي تعادل بين المبالغ التي يؤديها الفرد كضريبة والخدمات العديدة التي
يحصل عليها من الدولة،
لقد كانت الضريبة محور الصراع الذي قام بين االستبداد والديمقراطية الشيء الذي تمخض
عنه ميالد السلطة التشريعية التي تمكنت من انتزاع االختصاص المالي من يد الملك ،حيث
تأكد حق المجالس البرلمانية في االختصاص بسن التشريعات الخاصة بفرض الضرائب.
فال تفرض ضريبة وال تلغى وال تعدل إلى بموافقة السلطات التشريعية.
وبمرور الزمن وبتطور دور الدولة تطورت أهداف الضريبة فبعد أن كانت مجرد وسيلة
لجلب الموارد المالية الضرورية لتغطية نفقات الدولة الحارسة .أصبحت في ظل الدولة
الحديثة وسيلة للتدخل في الحياة االقتصادية واالجتماعية عن طريق تحقيق مبدأ المساواة
بالضريبة وعن طريق النفقة الجبائية.
فظهرت سياسة النفقة الجبائية وهي حكم استثنائي يتخذه المشرع في المجال الجبائي من
أجر تحقيق مجموعة من األهداف االجتماعية واالقتصادية عن طريق تقديم تسهيالت
وإعفاءات جبائية لتشجيع نشاط اقتصادي معين أو لتخفيف عبئ ضريبي عن فئة اجتماعية
معينة.
المبحث األول :تعريف الضريبة
تعرف الضريبة بأنها فريضة مالية يدفعها الفرد جبرا إلى الدولة أو إحدى الهيئات العامة
المحلية ،بصورة نهائية مساهمة منه في التكاليف واألعباء العامة دون أن يعود عليه نفع
خاص مقبل دفع الضريبة.
من خالل هذا التعريف يمكن تحديد خصائص الضريبة.
أوال :خصائص الضريبة:
-1الضريبة فريضة مالية :أي أنها استقطاع مالي من ثروة أو دخل األشخاص الطبيعيين
أو المعنويين.
وما يتم جبايته من األفراد يجب أن يأخذ صفة المال.
-أن فرض الضريبة وجبايتها بالصورة النقدية ال يعني عدم إمكانية جبايتها بالصورة
العينية بل يمكن أن يحدث ذلك ولكن في الظروف االستثنائية (حالة الحروب).
ويمتاز الشكل النقدي للضريبة عن الشكل العيني من عدة أوجه:
أ :أن الجولة ستتحمل تكاليف باهظة قد تفوق قيمة ض إذا قامت بجمع المحصول مثال
وتخزينه (العرض للتلف).
ب :الضريبة العينية ال تحقق العدالة إذ تلزم األفراد بتقديم جزء من المحصول دون األخذ
في عين االعتبار الظروف الشخصية لكل فرد من حيث نفقة اإلنتاج الحقيقية التي يتكلفها
كل فرد إلنتاج محصول له.
ج :عدم مالئمة الضريبة العينية لألنظمة المالية الحديثة.
1
-2الضريبة تدفع جبرا :تأخذ صفة اإلجبار في الضريبة الصبغة القانونية .أي أن اإلجبار
يجد مصدره في القانون وليس في إرادة األفراد أو الدولة.
فالفرد يكون مجبرا على دفع الضريبة ،ويكون للدولة في حالة امتناعه عن أدائها حق
اللجوء إلى التنفيذ الجبري للحصول على مقدار الضريبة.
والمتفق عليه أن سيادة الدولة ال تعني أنها تلتزم بضوابط معينة عند فرض الضريبة
وتحصيلها.
فالضريبة البد من تصدر بقانون وليس بناء على قانون .ويعد ذلك من المبادئ الدستورية
العامة.
فال تفرض الضريبة وال تعدل وال تلغى إلى بموافقة السلطات التشريعية المختصة.
إن حق السلطة التشريعية في فرض الضريبة يقصد به عدم ترك السلطة التنفيذية دون رقابة
من طرف ممثلي الشعب .فالضريبة تفرض على قاعدة عريضة من الشعب تأسيسا على
رابطة التضامن االجتماعي بينهم وبين الدولة التباعين لها.
-3الضريبة تدفع بصورة نهائية :أن األفراد يدفعون الضريبة بصورة نهائية أي أن الدولة
ال ت لتزم برد قيمتها أو بدفع أية فوائد عنها (تختلف بذلك عن القرض العام).
-4الضريبة تدفع بدون مقابل :يقوم المكلف بدفع الضريبة دون أن يحصل على نفع خاص
يعود عليه وحده مقابل أدائها.
ويدفعها المكلف بمساهمة منه كعضو داخل المجتمع في تحمل األعباء والتكاليف العامة.
إن الفرد ينتفع بالخدمات التي تقدمها الدولة بواسطة مرافقها العامة المختلفة وهي تستخدم
حصيلة الضرائب وإيراداتها األخرى لتسيير هذه المرافق.
وبالتالي فإن الضريبة ال تدفع مقابل نفع خاص وتقديرها ال يتم بناء على مدى انتفاع الفرد
بالخدمات العامة ولكن يتم وفقا للمقدرة التكليفية للفرد .
والدولة هي التي تحدد هذه المقدرة بعد مراعاتها لظروف الفرد الشخصية عند فرض
الضريبة.
-والضريبة تفرض على جميع األشخاص المقيمين في الدولة سواء أكانوا مواطنين أو
أجانب.
-و الضريبة تمكن الدولة من تحقيق أهدافها:
..تعد الضريبة من أهم مصادر اإليرادات العامة وتمكن ا لدولة من تحقيق أهدافها.
..الهدف المالي ألنه يوفر للدولة الموارد التي تحتاجها لتغطية نفقاتها.
ثانيا" :تعريف الرسم":
الرسم هو مبلغ نقدي يدفعه الفرد جبرا إلى الدولة أو إلى إحدى هيئاتها العامة ،مقابل نفع
خاص يحصل عليه الفرد بجانب نفع عام يعود على المجتمع ككل.
يتميز الرسم بخصائص هامة هي:
-1الصفة النقدية للرسم :كان الرسم في القدم يحصل بصورة عينية وفقا لألوضاع
االقتصادية العامة ومع تطور مالية الدولة وبعد أن أصبحت النقود هي وسيلة التعامل
الرئيسية أصبح الدفع يتم بالنقود.
-2صفة اإلجبار للرسم:
-يدفع الرسم جبرا من جانب األفراد الذين يتقدمون بطلب الخدمة.
2
يكون للفرد مطلق الحرية في طلب الخدمة من عدمه ،فإذا طلبها فهو ملزم بدفع قيمة الرسم
المقدر عليها .أما إذا امتنع عن طلبها فإنه ال يجبر على دفع أي رسم على اإلطالق.
-عنصر الجبر هذا يتعلق بكون الدولة ال تستقل بوضع القواعد القانونية المتعلقة بالرسم.
وتلك القواعد لها صفة اإللزام.
-يسمى اإلجبار هنا باإلجبار المعنوي الطي ينبع من إرادة الشخص واختياره.
-3صفة المقابل للرسم :يدفع الفرد الرسم مقابل الحصول على خدمة من الدولة أو هيئاتها
العامة.
-4صفة النفع :تمثل هذه الصفة في الرسم أهمية خاصة تميزه عن الضريبة.
فطالب الخدمة يسعى إلى تحقيق منفعة خاصة تتعلق به وحده دون أ ن يشاركه فيها شخص
آخر.
-يشابه كل من الرسم والضريبة في عنصر اإلجبار إال أن الرسم يفرض مقابل خدمة معينة
يطلبها الفرد ويحصل منها على نفع خاص يشبع حاجاته مباشرة.
-أما الضريبة فهي تفرض بدون مقابل مساهمة من الفرد في تغطية جانب من النفقات
العامة.
-وبالتالي فإن تحديد مقدار الرسم يتم على أساس قيمة الخدمة التي يحصل عليها الفرد.
-بينما تحديد مقدار الضريبة فيتم على أساس المقدرة التكليفية لدافع الضريبة.
المبحث الثاني :األساس القانوني للضريبة:
حاول فقهاء المالية تحديد األساس الذي يعطي الحق للدولة في فرض الضرائب والتزام
األفراد بدفعها.
ويمكن رد هذه المحاوالت إلى تيارين كبيرين ينتمي كل منهما لحقبة تاريخية معينة هما :
-1نظرية المنفعة والعقد االجتماعي.
-2نظرية التضامن االجتماعي.
أوال :نظرية المنفعة والعقد االجتماعي :
سادت أفكار هذه النظرية خالل القرين 18و 19فقد حاول الفقه التقليدي تأسيس حق الدولة
في فرض الضريبة على أساس فكرة المنفعة التي تعود على األفراد مقابل دفع الضريبة
وتتمثل في االنتفاع بخدمات المرافق العامة.
ويؤسس أنصار هذه النظرية فكرة المنفعة على ارتباط الفرد بعقد ضمني بينه وبين الدولة
يسمى بالعقد االجتماعي ( ،)Le contrat socialأول دعاتها هو الفرنسي (حان جاك
روسو) في القرن .18
ويتمثل هذا العقد في كون األفراد يتنازلون عن جزء من حرياتهم لحماية باقي أفراد
المجتمع.
وقد اختلف أنصار هذه النظرية في تحقدي طبيعة هذا العقد:
-فاعتبره (آدام سميت) (عقد بيع الخدمات) فالدولة تبيع خدماتهما لألفراد مقابل التزامهم
بدفع ثمن هذه الخدمات في صورة ضرائب إال أن هذا الرأي يخالف الحقيقة فمن الصعب
تقدير قيمة المنفعة التي تعود على دافع الضريبة من خدمات الدولة باعتبار أن كثيرا من
الخدمات غير قابلة للتجزئة كاألمن والدفاع.
3
-وصور البعض اآلخر هذا العقد على أنه عقد شركة بحيث اعتبروا الدولة شركة إنتاج
كبيرة ،الشركاء فيها أهم أفراد المجتمع حيث يقوم كل منهم بأداء عمل معين ويتحمل في
سبيل ذلك بنفقات خاص .وإلى جانب ذلك يقوم مجلس إدارة الشركة أي الحكومة بنفقات
عامة تعود منفعتها على الجميع أي خدمات المرافق العامة.
-أما (مونتسكيو) فذهب إلى أن هذا العقد هو (عقد تأمين) فاألفراد يدفعون الضريبة للدولة
كتأمين على الجزء الباقي من أموالهم واالنتفاع بها على أفضل السبل.
-يمتاز هذا الطرح بالتزام األفراد بدفع مقدار من الضريبة يتناسب مع دخولهم.
أن نظرية العقد االجتماعي ال تتناسب مع العصر الحديث لذا ظهر تيار آخر أسس لنظرية
التضامن االجتماعي.
ثانيا :نظرية التضامن االجتماعي:
تقوم هذه النظرية على فكرة أساسية مؤداها أن األفراد يسلمون بضرورة وجود الدولة
كضرورة سياسية واجتماعية ،تحقق مصالحهم وتشبع حاجاتهم ،ومن ثم ينشأ بين األفراد
تضامن اجتماعي بموجبه يلتزم كل فرد بأداء الضريبة المفروضة عليه كل بحسب مقدرته
التكليفية ،كي تتمكن الدول ة من القيام بوظائفها المتعددة وتوفير الخدمات العامة لكافة
المواطنين بال استثناء.
كما يمكن استفادة بعض األفراد من الخدمات العامة رغم عدم دفعهم للضرائب (أصحاب
الدخول المحدودة) وعدم انتفاع البعض اآلخر بهذه الخدمات رغم قيامهم بدفع الضريبة
كالمواطنين المقيمين بالخارج.
وتقترن نظرية التضامن االجتماعي بفكرة السيادة التي تمارسها الدولة على رعاياها
وإلزامهم بأ داء الضريبة .وإلزام األجانب المقيمين في الدولة بالمساهمة في األعباء
والتكاليف العامة وأداء الضريبة المفروضة عليهم.
أن نظرية التضامن االجتماعي تمثل األساس القانوني الذي تستمد منه الدولة سلطتها في
فرض الضريبة على المقيمين على أرضها من وطنيين وأجانب.
المبحث الثالث :القواعد العامة التي تحكم الضريبة
يقصد بالقواعد العامة التي تحكم الضريبة مجموعة القواعد والمبادئ التي يتعين على
المشرع المالي االسترشاد بها ومراعاتها عند تقرير النظام الضريبي في الدولة.
وهذه القواعد تعد بمثابة دستور عام ضمني تخضع له القاعدة القانونية الضريبية واحترام
الدولة لتلك القواعد أمر حتمي وال يحق لها الخروج عليها.
ويعتبر آدام سميت أول من نظم تلك القواعد التي قام عليها النظام الضريبي في النظرية
التقليدية.
أوال :قاعدة العدالة والمساواة :
يرتكز مفهوم هذه القاعدة على التزام الدولة عند فرض الضريبة مراعاة تحقيق مبدأ العدالة
والمساواة في توزيع األعباء العامة.
عرفت هذه القاعدة تطورا كبيرا وفقا للتطور االقتصادي واالجتماعي.
يقول آدام سميت في كتابه (ثروة األمم) أنه يجب أن يساهم رعايا الدولة في النفقات
الحكومية وفقا لمقدرتهم النسبية أي بنسبة الدخل الذي يحصل عليه كل منهم في ظل الحماية
التي توفرها الدولة.
4
أي إذا كان سعر الضريبة %10فإن دخل الفرد مهما كانت قيمته يتعرض لنفس االقتطاع
وهو نسبة .%10
ثانيا :قاعدة المردودية :
ترتكز النظرية التقليدية على الضريبة كمورد أساسي ،ولذا يجب أن تكون ذات مردودية
مرتفعة لتقضي على اللجوء على االقتراض واإلصدار النقدي.
وقد لجأت مختلف التشريعات الضريبية إلى التركيز على الضرائب ذات المردودية
المرتفع ة كالضرائب على االستهالك التي ال يمكن التهرب من أدائها.
إن الضريبة التصاعدية تحقق قدرا من العدالة والمساواة بني المكلفين بها باعتبار أن سعرها
المفروض على ذوي الدخول المحدودة يكون أقل من السعر المفروض على األكبر دخال.
وبذلك تتساوى التضحية التي يتحملها كل منهما.
كما أن الضريبة التصاعدية تحقق مبدأ إعادة توزيع الدخل بين األفراد من أجل تخفيف حدة
التفاوت بني دخول الفئات االجتماعية المختلفة.
وفي إطار العدالة والمساواة بين أفراد المجتمع هناك مبدأين هامين مبدأ عمومية الضريبة
العادية أي أن الضريبة تفرض على الدخول والثروات دون مراعاة الظروف الشخصية
للمكلف.
ومبدأ شخصية الضريبة وبمقتضى هذا المبدأ فإن التشريعات تأخذ بعين االعتبار عند فرض
الضريبة شخص المكلف وظروفه ومركزه المالي وحالته االجتماعية .فال يتم فرض
الضريبة بالنظر فقط إلى المادة الخاضعة لها ولكن بالنظر على المقدرة التكليفية الحقيقية
للمكلف.
ثالثا :قاعدة اليقين والمالءمة :
-قاعدة اليقين :أي أن تكون الضريبة محددة بصورة واضحة دون أي غموض فالمكلف
يجب أن يعرف الضريبة الملزم بأدائها وسعرها وكافة األحكام القانونية المتعلقة بها.
-قاعدة المالءمة في الدفع :يقصد بها ضرورة تنظيم أحكام الضريبة بصورة تتالءم
وظروف المكلفين بها وتسهيل دفعها وخاصة ما يتعلق بميعاد التحصيل وطريقته.
وذلك لضمان عدم تعسف اإلدارة المالية في استعمال سلطتها فيما يتعلق بإجراءات الربط
والتحصيل.
رابعا :قاعدة االقتصاد في النفقات :
ويقصد بها أن يتم التحصيل بأسهل الطرق التي ال تكلف اإلدارة المالية مبالغ كبيرة.
المبحث الرابع :العلم ا لضريبي والفن الضريبي
أوال :العلم الضريبي :
يهتم علم الضريبة بنظرية الضريبة ويبين عناصرها ويوضح تقسيماتها وخصائص كل منها
ويعرف المفهوم النظام الضريبي.
كما يقوم بوضع الضريبة في اإلطار الذي تتداخل فيه مع الظواهر االقتصادية واالجتماعية.
كما يهدف الع لم الضريبي إلى تحليل الضريبة وبيان آثارها االقتصادية واالجتماعية وتبيان
كيفية استخدامها وتوجيهها نحو تحقيق أهداف المجتمع االقتصادية واالجتماعية والسياسية.
وتعتبر السياسة الضريبية جزءا من العلم الضريبي وتهتم السياسة الضريبية بتحليل وتقييم
النظام الضريبي وت عمل على اقتراح ما يجب أن يكون ،والمطالبة بتعديل التشريع الضريبي
وفقا لتطور األحوال االقتصادية واالجتماعية والسياسية للمجتمع.
5
ثانيا :التنظيم الفني للضرائب :
يقصد بالتنظيم الفني للضريبة تحديد كافة اإلجراءات المتعلقة بفرض الضريبة وتحصيلها.
فالفن الضريبي يتنا ول جانب التطبيق .فيقوم بتحديد وعاء الضريبة وسعرها وطرق الربط
وإجراءات التحصيل.
ويبين الفن الضريبي األساليب المختلفة للوصول إلى المادة الخاضعة للضريبة وتقديرها
وتحديد أكثرها مردودية وفعالية في تحقيق أهداف المجتمع ،وذلك بناء على المبادئ العامة
التي يضعها العلم الضريبي.
إن دراسة الضريبة وفهمها ال تتوافر إال من الوجهتين الفنية والعلمية .فال بد من دراسة
النظرية وبحث األصول العلمية قبل التفكير في الناحية التطبيقية .فالنظرية تمكن من اإللمام
بالواقع وتفسيره وكيفية التأثير عليه .فالعلم ينشأ من الواقع واالستناد إليه.
المبحث الخامس :العوامل المكونة للنظام الضريبي
نفي عبارة النظام الضريبي وجود مجموعة متناسقة من الضرائب تكون وحدة منطقية
ومنظمة.
وقد وصف ( ) Duvergerالنظام الضريبي وكأنه كتلة من النجوم تكون فيها كل ضريبة
نجمة.
والنظام الضريبي ثمرة لتطور تاريخي واجتماعي تدخل في تكوينه اعتبارات اقتصادية
وبسيكولوجية تجعل من إقامته مزيجا من إرادة المشرع وحتمية الظروف التي يقوم فيها.
وبالتالي فإن الظروف والعوامل االقتصادية واالجتماعية والسياسية السائدة تساهم في صنع
هذا النظام.
والنظام الضريبي بصفة عامة ما هو إال ثمرة للتطور التاريخي واالجتماعي ،وتدخل في
تكوينه مجموعة من االعتبارات االقتصادية والبسيكولوجية .وقد أجمع معظم علماء المالية
على أن وضع أي نظام ضريبي البد وأن يرتكز على دعائم اقتصادية واجتماعية وسياسية
معينة.
ففرض الضرائب مرتبط بالبنية االقتصادية واالجتماعية للمجتمع بل ما هو إال صورة
للتنظيم االقتصادي ولتوزيع القوى حسب طبيعة النظام السياسي وحسب درجة النمو.
أوال :العوامل االقتصادية :
توثر في وضع النظام الضريبي عدة عوامل اقتصادية أهمها :طبيعة االقتصاد السائد ،وحجم
الدخل القومي.
-1طبيعة االقتصاد السائد :يرتبط الهيكل الضريبي بطبيعة االقتصاد السائد .ففي المجتمع
الصناعي حيث يرتفع مستوى الدخل وتتعدد مصادره وتنتشر الشركات فإن النظام الضريبي
غالبا ما يعتمد على ضرائب الدخل من العمل ومن رأس المال ،ويهمش الضرائب غير
المباشرة خاصة الجمركية منها ذلك أن هذه المجتمعات تعتمد في اقتصادها على استيراد
المواد األولية والسلع تصف المصنعة وبالتالي تتفادى الزيادة في الرسوم الجمركية تفاديا
الرتفاع نفقات اإلنتاج.
-2حجم الدخل القومي :يلعب حجم الدخل القومي دورا مهما في تكوين النظام الضريبي
فكلما زاد حجم الدخل وتنوعت مصادره كلما ازدادت أهمية الضرائب المباشرة على
الدخول وتعددت أنواعها وكلما اتسع مجال تطبيق األسعار التصاعدية.
6
أما إذا كان الدخول منخفضة متقاربة فالضريبة التي تطبق حينئذ تكون أقل تصاعدا ولهذا
لسبب نجد حصيلة إيرادات الضرائب على مجموع إيرادات الدولة أكثر ارتفاعا في البالد
المتقدمة عنها في البالد المتخلفة اقتصاديا.
إن ازدياد نسبة حصيلة الضرائب إلى الدخل الوطني في الدول المتقدمة اقتصاديا ال يعني أن
الضغط الضريبي وطأة منه في الدول النامية .ولكن يرجع ذلك الرتفاع مستوى دخول
األفراد في تلك الدول إلى درجة أن االقتطاع الضريبي ال يؤثر كثيرا على مستوى معيشتهم
ورغبتهم في العمل واالدخار.
ثانيا :العوامل االجتماعية :
تبرز العالقة بني النظم الضريبية والعوامل االجتماعية على عدة مستويات أهمها:
مستوى األسرة ،نظام اإلرث والوعي الضريبي.
-1مستوى األسرة :إذا كان حجم األسرة كبيرا فإن هذا يؤدي إلى تفتيت الثروة بعد وفاة
رب العائلة مما يؤثر على ضريبة التركات وعلى ضرائب الدخل التي تقل حصيلتها .أما إذا
كان حجم األسرة محدودا فإن الثروة تتركز في أيدي قلة ويصبح من الممكن تطبيق
التصاعد الضريبي والحصول على موارد ضريبية أكبر نسبيا.
كما أن عمل المرأة يزيد من دخل األسرة وبالتالي يمكن زيادة أسعار الضرائب.
-2نظام اإلرث :المعروف أن اإلرث يتأثر بالمبادئ الدينية وبمختلف األعراف الجارية ،فإذا
كان العرف ينص على أن تؤول الثروة لشخص واحد في األسرة كاالبن األكبر مثال فإن
ذلك يؤدي إلى تصاعد كبير في الضرائب .أما إذا كان ينص على ضرورة تقسيم التركة
على الورثة جميعا فإن هذا يؤدي إلى تفتيت الثروة وبالتالي انخفاض أسعار الضريبة على
التركات والدخول.
-3الوعي الضريبي :للوعي الضريبي قيمة كبيرة في ميدان الضرائب المباشرة ،فكلما
نضج شعور األفراد بمسؤولياتهم تجاه المجتمع كلما أقبلوا على دفع الضرائب عن طيب
خاطر.
وهذا يحتاج إلى وجود عالقة ثقة وارتياح بني الدولة واألفراد .فالسخط قد يؤثر على نفسية
الفرد عند دفعه للضريبة.
وهذا ما نالحظه في الدول النامية حيث أن العالقة المتوترة ما يبن جهاز الدولة والمواطنين
يؤدي على تركيز هذه األخيرة على الضرائب غير المباشرة.
-4النمو الديموغرافي :يؤثر معدل الزيادة في السكان على النظام الضريبي .فالوضع
مختلف ما بني الدول التي تعاني من اكتظاظ سكاني وتلك التي تشكو من تناقض عدد
سكانها فاألولى تحاول تضييق نطاق إعفاءاتها العائلية من أجل الدفع بالمكلفين إلى الحد من
النسل .بي نما الثانية تقدم إعفاءات وتخفيضات ضريبية مهمة من أجل التشجيع على زيادة
النسل.
-5القيم األخالقية :إن المجتمعات المتمسكة بالقيم األخالقية والمبادئ الدينية .والتي تحارب
تعاطي الخمور وارتياد دور القمار والتعامل بالربا تكون حصيلة بعض الضرائب بها خفيفة
أو منعدمة كالضريبة على المشروبات الروحية والمراهنات وفوائد الديون.
أما المجتمعات التي ال تتمسك بأحكام الدين والقيم األخالقية فإن حصيلة الضرائب السابقة
تكون غزيرة وجد مرتفعة.
ثالثا :العوامل السياسية :
7
بتأثر الهيكل الضريبي بعوامل سياسية داخلية وأخرى خارجية.
-1العوامل السياسية الداخلية :أهم هذه العوامل تتمثل في التكوين الطبقي للمجتمع ومدى
السلطة السياسية التي تتمتع بها كل طبقة.
فإذا كان نظام الحكم ارستقراطيا مثال والسلطة التشريعية يغلب عليها تمثيل مالك األرض
وأصحاب المهن الحرة كما هو الحال في الدول المختلفة .فغن السياسة الضريبية تكون
محابية لمالك األراضي والمضاربين وأصحاب المهن الحرة .بينما يقع الثقل الضريبي على
الطبقات الضعيفة اقتصاديا والتي تحصل على دخلها من عملها (وتتم هذه المحاباة عن
طريق إعفاء بعض أنواع اإليرادات وإعفاء االستغالل الزراعي).
ويعني هذا صعوبة إخضاع بعض الفئات االجتماعية للضريبة نظرا لهيمنتها على اقتصاد
الدولة وعلى الحياة السياسية.
وبالتالي يكون النظام الضريبي متميزا بالخصائص التالية:
أ -االعتماد وبشكل كبير على الضرائب غير المباشرة على االستهالك بينما تبقى الضرائب
على الدخل بمختلف أنواعها منخفضة.
ب -محاباة أصحاب الثروة والمهن الحرة عن طريق اعتماد القيمة اإليجارية كأساس لفرض
الضريبة وتشريع اإلعفاءات التي تنقص من أهمية هاته الضرائب.
-2العوامل السياسية الخارجية :إن السيطرة األجنبية على سياسة الدولة واقتصادياتها توثر
بكيفية مباشرة في الهيكل الضريبي للدولة المستعمرة .فالدول المتقدمة المسيطرة على
اقتصاديات العالم الثالث تهيئ الجو لرؤوس أموالها حتى ال يثقل كاهلها بالضرائب عند
استثمارها في الدولة النامية .وبالتالي يأتي هيكل الضرائب في الدولة النامية ضعيفا فيقوم
النظام الضريبي على الضرائب العقارية وبعض الضرائب غير المباشرة.
وأخيرا يمكن القول بأن تخلص الهيكل الضريبي من العيوب مرهون بتخلص الدولة من
السيطرة الخارجية.
المبحث السادس :معايير تصنيف األنظمة الضريبية
هناك عدة معايير يمكن اتباعها لتصنيف النظم الضريبية أهمها:
المعيار الوصفي والتحليلي ومعيار اجتماعي سياسي ومعيار اجتماعي اقتصادي.
أوال :المعيار الوصفي التحليلي:
يعتمد على معايير ظاهرية وصفية بحيث يتم التمييز بين النظم الشديدة الوطأة الثقيلة العبء.
أو يتم التفرقة بينهما حسب شكل الضرائب السائد في كل منهما .فيفرق ما بين الضرائب
التي تسودها الضرائب المباشرة وتلك التي تتميز بسيطرة الضرائب غير المباشرة.
وينتقد هذا االتجاه بأنه ذو طابع سطحي يغفل الدور الحقيقي للضريبة.
ثانيا :المعيار االجتماعي السياسي:
ويفرق هذا المعيار ما بين النظم ذات الحكومات المستبدة والنظم الديمقراطية ذات النظام
الحر (مونتسكيو).
وهناك من يعتمد في تصنيفه للنظم الضريبية على أسلوب معاملة األغنياء ومن خاللها يتم
التمييز ما بين النظم الضريبية اليمينية والنظم الضريبية اليسارية.
وينتقد هذا المعيار في كونه يذهب نحو إبراز لعالقة ما بين النظم الضريبية والنظم
السياسية.
ثالثا :المعيار االجتماعي واالقتصادي:
8
يعتمد هذا المعيار على المبادئ االقتصادية واالجتماعية التي تحكم أنظمة مختلف الدول.
يرتكز على مدى اختالف النظم الضريبية في الدول الرأسمالية عنها في الدول األخرى
وعن طبيعة التنظيمات التي تتخذ قرارات االستثمار هل هي الدولة أم األفراد والمؤسسات
الخاصة.
يعني الربط بين مختلف البنيات االجتماعية واالقتصادية والنظام الضريبي.
وعليه فإن النظام الضريبي يتكون إما من الضريبة الموحدة أو الوحيدة ،ونظام الضرائب
المتعددة الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة.
المبحث السابع :وعاء الضريبة
ويقصد وعاء الضريبة المادة ال خاضعة للضريبة أو محلها وقد تكون هذه المادة أموال أو
أشخاصا.
أ -اختيار المادة الخاضعة للضريبة :أي موضوع أو محل ض وقد يكون الموضوع ماال أو
تصرفا أو نشاطا معينا أو حتى شخصا.
ويتم تقسيم الضريبة من حيث وعائها إلى ضرائب على األشخاص وضرائب على األموال.
أوال ثم ث انيا إلى نظام الضريبة الموحدة والضرائب المتعددة وثالثا إلى الضرائب المباشرة
والضرائب عير المباشرة.
أوال :ضريبة على األشخاص والضرائب على األموال:
-1الضريبة على األشخاص :يقصد بها أن يكون اإلنسان ذاته محل الضريبة فتفرض على
األشخاص بحكم وجودهم في إقليم الدولة وبغض النظر عن امتالكهم للثروة.
وقد عرفت هذه الضريبة منذ القدم عرفها الرومان والعرب.
وكانت تسمى بضريبة الفردة أو ضريبة الرؤوس لكونها تفرض على الشخص باعتباره
(رأسا).
وضريبة الرؤوس تأخذ شكلين :ضريبة موحدة أو ضريبة مدرجة:
وقد انتشرت ضريبة الرؤوس الموحدة في المجتمعات القديمة لكونها كانت تتماشى مع
أحوالها االجتماعية واالقتصادية (سهولة التحصيل ـ بدائية اإلدارة المالية ـ تقارب دخول
األفراد ،)...إذ كانت تفرض ض بسيطة موحدة على األفراد فيدفع كل فرد ذات المبلغ
وكانت الحصيلة بسيطة ألن سعرها كان منخفضا لكي يتمكن ذوي الدخول المحدودة من
دفعها.
مع تقدم المجتمع وظهور الفوارق االقتصادية واالجتماعية بين األفراد ودخولهم .أصبح
االتجاه نحو ضريبة الرؤوس المدرجة .حيث كان المجتمع يقسم إلى طبقات وفئات مختلفة
وفقا لمراكزهم االجتماعية واالقتصادية .وكل طبقة ملزمة بدفع مبلغ محدد بالذات يختلف
عن الطبقات األخرى.
-2الضرائب على األموال :لقد ساد االتجاه نحو اختيار األموال كأساس لفرض لضريبة
واألموال إما أن تكون رأس ماال أو دخال.
-رأس المال :هو مجموع ما يمتلكه األفراد من قيم في فترة زمنية معينة (أي الثروة) سواء
أخذت شكال عينيا كأرض أو عقار أو مبنى أو شكل سلع إنتاجية أو سلع استهالكية أو
أوراق مالية (أسهم أو سندات) أو مبلغ من النقود.
-الدخل :أما الدخل فهو كل ما يحصل عليه الفرد بصورة دورية منتظمة على نحو مستمر
من مصدر معين .قد يتمثل في ملكيته لوسائل اإلنتاج أو في عمله أو كليهما معا.
9
ويأخذ الدخل صورة نقدية كقاعدة عامة وإن كان من الجائز الحصول على بعضه في
صورة عينية (حصول العامل مثال على جزء من أجره من السلع التي يقوم بإنتاجها).
-ويبقى السؤال أي هما أكثر تعبيرا عن المقدرة التكليفية لألشخاص رأس المال أو الدخل؟
شهد التاريخ المالي تطورا كبيرا في هذا الصدد فبعد أن ظلت الثروة لفترة زمنية طويلة هي
األساس األول لفرض الضريبة حتى بداية ق 19انتقل الوعاء من الثروة إلى الدخل الذي
أصبح يشكل األساس لفرض الضريبة وذلك لألسباب التالية:
-1التطور الذي لحق االقتصاد وتحوله من االقتصاد العيني إلى االقتصاد النقدي ،مما أدى
إلى زيادة أهمية الثروة المنقولة ونظرا لصعوبة تقديرها فقد أصبح الدخل الناتج عنها محل
التقييم.
-القيود التي فرضت على حق الملكية وحق االستغالل مما أدى إلى تناقض أهمية الثروة
العقارية.
-أصبح العمل مقياسا للقيمة وبالتالي تزايدت أهمية الدخل الناتج عن العمل.
-الدخل هو أكثر تعبيرا عن المقدرة التكليفية لألفراد .فالدخل متجدد بصفة دورية .ومن
المنطقي أن يخضع للضريبة من ذات الصفة.
-أما رأس المال فيتميز عادة بأنه ثابت وغير متجدد وإن كان قابال للزيادة أو النقصان.
فراس المال هو في الواقع مصخر للدخل ومن ثم يتصف بالثبات واالستمرار .وفرض
الضريبة عليه يهدد مصدره بالفناء.
ثانيا :نظام الضريبة الوحيدة والضرائب المتعددة :
إن األخذ بنظام الضريبة الموحدة أو المتعددة من األمور التي تتعلق بالنظام الضريبي في
الدولة ألنها تبحث دائما عن النظام الذي يحقق لها أكبر قدر من اإليرادات في نفس الوقت
تلتزم بالقواعد العامة للضريبة.
فعند القيام بالتنظيم الفني للضريبة تجرى المفاضلة بين االعتماد على نظام الضرائب
الموحدة أو األخذ بنظام يقوم على فرض عدة ضرائب.
-1نظام الضريبة الوحيدة:
وقد عرف التطور المالي خالل القرنين 17و 18نظام الضريبة الموحدة ودافع عنها
االقتصاديون في ذلك الوقت .فالدولة كانت تفرض ضريبة رئيسية واحدة للحصول على ما
تحتاج إليه من موارد مالية.
* وترجع أصول هذا النظام إلى فكرة الضريبة األساسية التي نادى به "فوبان"
( )VAUBANسنة 1707الذي اقترح إلغاء الضرائب التي كانت قائمة وإحالل ضريبة
أساسية محلها أطلق عليها ضريبة العشور على األراضي والدخول المنقولة وقد اقترح أن
تفرض عينا بنسبة العشر على محصول األرض وبنسبة العشر أيضا على صافي األموال
األخرى غير األرض .كالمنازل والمصانع وكذلك على دخل العمل .كما أوصى بأن تفرض
ضرائب أخرى غ ير مباشرة جوار الضرائب األساسية مثل الضرائب الجمركية.
* أما (هنري جورج) فقد أتخذ من الريع العقاري وعاء للضريبة الوحيدة وبرر ذلك بأن
التقدم والتطور العمراني أدى على ارتفاع قيمة األرض وأن المالك يحصلون على الزيادة
في القيمة الناتجة عن أسباب اقتصادية واجتماعية ليس لهم دخل في تحقيقها مما يؤدي على
التفاوت الطبقي .مما يستلزم تدخل الدولة بفرض ضريبة موحدة على الريع العقاري لتقليل
حدة التفاوت بين الدخول.
10
* أما في الفكر المالي الحديث فقد نادى أنصار الضريبة الوحيدة باألخذ بها على أساس
معيار الدخل العام الذي يحققه الفرد خالل السنة من مصادر متعددة لكونه أكثر تحقيقا لفكرة
العدالة والمقدرة التكليفية للفرد.
باإلضافة إلى أنه نظام يتصف بالبساطة والوضوح وال يتطلب نفقات كثيرة في اإلدارة
والتحصيل فإدارة مالية وحدة تكفي.
إن االقتصار على ضريبة وحيدة مرتفعة السعر قد يجعل عبئها ثقيال مما يغري الممول على
محاولة التهرب منها ولو جزئيا.
إذا نجح المكلف في التهرب فقد أفلت نهائيا من تحمل األعباء العامة فيصبح نظام الضريبة
الوحيدة منافيا لمبدأ العدالة.
ولهذه األسباب يفضل أنصار الضرائب المتعددة هذا النظام.
-2نظام الضرائب المتعددة:
يفرض هذا النظام على أساس تعدد األوعية الضريبية حيث تعدد الضرائب.
ويدافع أنصار هذا االتجاه على أن الضريبة الوحيدة ال تتوافق مع األوضاع االقتصادية
المعاصرة وتوسع ا"ألنشطة االقتصادية فهذه األوضاع تتطلب التوسع في فرض الضريبة
وتنوعه ا لكي تستوعب كافة الثروات والدخول واألنشطة التي يمارسها األفراد كما أن
الضرائب المتعددة لها مجموعة من المزايا أهمها:
-أنها توزع أعباء الضريبة بالنسبة للممول مما يقلل اإلحساس بها ومن ثم يقل الحافز على
التهرب منها مما يؤدي على وفرة الحصيلة.
-يصعب على المكلف التهرب من المساهمة في تحمل األعباء العامة ألنه إذا أفلت من
ضريبة فإنه ال يستطيع تجنب الضرائب األخرى.
-أن أخطاء اإل دارة الضريبية في ظل نظام الضريبة الوحيدة لها آثار شديدة على الممول
بعكس الحال في نظام الضرائب المتعدد إذ أن األخطاء في ضريبة معينة يمكن تصحيحها
على مستوى ضريبة أخرى.
* إذا كانت مزايا الضرائب المتعددة تفوق مزايا الضريبة الوحيدة فهذا ال يعني المبالغة في
عدد الضرائب ألن كثرتها قد تكون له آثار سلبية على النشاط االقتصادي كما يؤدي إلى
تعقد النظام الضريبي.
ثالثا :نظام الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة :
يعد تقسيم الضرائب إلى مباشرة وغير مباشرة أهم تقسيمات الضرائب على اإلطالق .فهناك
شبه إجماع على أن الضرائب المباشرة هي ضرائب على الدخل والثروة بينما الضرائب
غير المباشرة هي ضرائب على التداول واالستهالك واإلنفاق.
-رغم هذا التقسيم فإنه ال يوجد مصدر دقيق وجامع للتمييز بين هذين النوعين من
الضرائب.
-1معايير التمييز بين الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة
أ -المعيار القانوني أو اإلداري:
يقوم على أساس عالقة اإلدارة المالية بالمكلف من حيث طريقة التحصيل:
-فإذا كانت اإلدارة المالية تفرض الضريبة وتحصلها بناء على جداول وسجالت تدون فيها
أسماء المكلفين بها .والتحصيل يتم كل سنة .فالضريبة هنا مباشرة ،ألن العالقة هنا مباشرة
بين اإلدارة المالية والمكلف دون أي وسيط.
11
-أما إذا كانت الضريبة تفرض دون أي عالقة مباشرة بين المكلف واإلدارة الضريبية بل
يتم فرضها وتحصيلها بمناسبة واقعة أو تصرف اقتصادي معين دون ما اعتبار للشخص
المكلف لعدم معرفة اإلدارة الضريبية له فالضريبة هنا ضريبة غير مباشرة.
-إال أن هذا المعيار ليس سليما في الكثير من األحوال :فهناك بعض أنواع الضرائب التي
يتم فرضها وتحصيلها بغير طريقة الجداول االسمية فضريبة إيرادات القيم المنقولة تفرض
على التوزيعات التي تتخذ صفة أرباح أو فوائد األسهم والسندات أي دون اتصال مباشر بين
اإلدارة والمكلف بغير طريق الجداول االسمية .ومع ذلك فغنها تعتبر من الضرائب
المباشرة.
كما أن المشرع يستطيع أن يغير من طريقة تحصيل الضريبة بكشوف اسمية أو بدون
كشوف مما يؤثر على وصف الضريبة لمجرد أن طريقة التحصيل قد تغيرت وفقا للمعيار
القانوني.
وبالتالي فهذا المعيار ال يعد معيارا منضبطا للتفرقة بين الضرائب المباشرة والضرائب غير
المباشرة.
ب -المعيار االقتصادي:
وفقا لهذا المعيار تعد الضريبة مباشرة إذا كان المكلف بها قانونا هو الذي يتحمل عبئها
الضريبي بصورة نهائية وال يمكنه التخلص منها أو نقل عبئها إلى شخص آخر تربط به
عالقة اقتصادية .بينما تعتبر الضرائب غير المباشرة إذا كان المكلف القانوني يمكنه أن ينقل
عبئها إلى شخص آخر تربطه به عالقة اقتصادية ويسمى هذا األخير بالمكلف الفعلي.
يستند هذا المعيار على إمكانية نقل العبء الضريبي من عدمه من شخص المكلف إلى
شخص آخر.
ومن أمثلة هذه الضرائب الضريبة العامة على الدخل فهي ضريبة مباشرة ألن من يقوم
بدفعها هو ذات الشخص المكلف بها بموجب القانون .بينما تعتبر الضرائب الجمركية
ضرائب غير مباشرة ألن المستورد يدفع الضريبة ثم ينقل عبأها إلى شخص المستهلك برفع
ثمن السلعة بمقدار الضريبية.
من النقد الموجه لهذا المعيار أن ظاهرة نقل العبء الضريبي تخضع للعديد من العوامل
االقتصادية واالجتماعية المتداخلة .فكل الضرائب قد ينتقل عبأها وقد ال ينتقل.
قد يفضل المنتج في أوقات الكساد أن يتحملها دون نقلها إلى المستهلك بهدف بقاء سعرها
مناسبا للمستهلك.
لذا ال يمكن اعتماد هذا المعيار في التمييز بين الضرائب المباشرة والضرائب غير
المباشرة.
ج -معيار الثبات واالستقرار والمعيار الجبائي:
يقصد به مدى ثبات واستقرار المادة الخاضعة للضريبة .فتكون مباشرة إذا كان محل
الضريبة يتميز بالثبات واالستقرار كالضريبة العقارية أو الضريبة العامة على اإليراد أي
على الثروة أو الدخل.
أما إذا كان محلها تصرفات عرضية متقطعة فإن الضريبة تكون غير مباشرة كاستيراد
واستهالك بعض السلع أو على التداول واإلنفاق.
ويعتبر أكثر المعايير دقة في التفرقة بين الضرائب المباشرة وغير المباشرة.
12
-ومن االنتقادات الموجهة لهذا المعيار هو أن الضريبة على الشركات التي تعد في األصل
ضريبة مباشرة فإنها وفقا لهذا المعيار تتحول إلى ضريبة غير مباشرة إذ أنها تدفع بمناسبة
حدث عرضي وهو الوفاة وعلى واقعة عرضية هي انتقال الملكية بالميراث.
فالضرائب المباشرة هي التي تراعي الظروف الشخصية للمكلف أما الضرائب غير
المباشرة فهي التي ال يمكن معها مراعاة هذه الظروف.
-واستند البعض اآلخر إلى أن الضرائب المباشرة هي التي تفرض على الدخل عند
الحصول عليه بينما الضرائب غير المباشرة هي التي تفرض على الدخل عند إنفاقه.
-أن الفقه الضريبي لم يستقر على معيار محدد للتفرقة بين الضرائب المباشرة وغير
المباشرة .واستقر على أنه من غير الالزم االعتماد على معيار نظري واحد للتمييز بين
هذين النوعين من الضرائب بل من الممكن اللجوء إلى معيار عملي يتلخص في اعتبار
الضرائب على الثروة والدخل ضرائب مباشرة واعتبار الضرائب على االستهالك والتداول
ضرائب غير مباشرة.
أما الضريبة على التركات فتعتبر ضريبة مباشرة ألن اإلدارة المالية تلجأ إلى تقدير المال
الخاضع للضريبة أي التركة تقديرا مباشرا.
-2تقدير الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة:
إن كال من الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة تغبيرات وسيلتين متكاملتين لتتبع
عناصر الثروة من الدخل ورأس المال وكل النظم الضريبية تجمع بينهما وإن اختلفت نسب
الجمع من نظام إلى آخر وفقا لالعتبارات االقتصادية والسياسية واالجتماعية السائدة فيها.
*وسنحاول اإلشارة إلى مزايا وعيوب كل من الضرائب المباشرة والضرائب غير المباشرة.
-1ثبات الحصيلة :الضرائب المباشرة تفرض على الثروات والدخول وهي عناصر تتميز
بالثبات واالستقرار وبالتالي فإن حصيلتها الضريبية تتميز هي األخرى بالثبات وال تتأثر
كثيرا بالتغييرات االقتصادية.
أي أن حصيلة هذا النوع من الضرائب على الدخول يتأثر ارتفاعا وانخفاضا بحسب
الظروف االقتصادية التي يتعرض لها االقتصاد من وقت آلخر.
أن الضرائب المباشرة تحتفظ على حد كبير بالثبات في الحصيلة فهي تحصل في مواعيد
ثابتة دورية ومنتظمة يجعلها تحتفظ بصفة الثبات النسبي.
-أما الضرائب غير المباشرة فهي تفرض على االستهالك والتداول أي على تصرفات غير
ثابتة وغير مستقرة فهي تصرفات عرضية ومتقطعة قد يقوم بها األفراد أو ال يقومون بها
ومن ثم فإن حصيلته ال تتمتع بالثبات النسبي.
وبالتالي فإنه يمكن التقدير المسبق لحصيلة الضرائب المباشرة أكثر من الضرائب غير
المباشرة.
-2مرونة الحصيلة :ويقصد بها مدى إمكانية زيادة الحصيلة إذا احتاجت الدولة إلى أموال
إضافية في ظروف معينة.
وتعتبر الضرائب المباشرة أقل مرونة من الضرائب غير المباشرة .وهذه الصفة تعتبر ميزة
في فترات االنكماش االقتصادي ألن حصيلتها الضريبية ال تنخفض كثيرا.
ان حصيلة الضرائب غير المباشرة تعتبر أكثر مرونة .ففي فترات االنتعاش االقتصادي
حيث ترتفع األسعار فإن الحصيلة من الضرائب غير المباشرة ترتفع أيضا.
13
أما في فترات الكساد االقتصادي حيث ينخفض مستو ى الدخل القومي والناتج القومي .ومن
حجم المعامالت فإن حصيلة الضرائب غير المباشرة تنخفض أيضا.
إن الضرائب المباشرة وغير المباشرة تتكامالن مع بعضهما في فترات االنكماش واالنتعاش
واألزمات االقتصادية فحيث تقل حصيلة إحداهما تزيد حصيلة األخرى.
-3االقتصاد في النفقات :كقاعدة عامة تتميز الضرائب المباشرة بقلة نفقات تحصيلها ألنها
تفرض على عناصر ثابتة ومعروفة وال تحتاج إلى عدد كبير من الموظفين لتقديرها كما ال
تحتاج إلى إجراءات معقدة لحصرها أو تصنيفها أو تحصيلها.
أما الضرائب غير المباشرة فإن نفقات تحصيلها تكون أكبر لكونها تفرض على اإلنفاق مما
يستلزم وجود عدد كبي رمن الموظفين .واتباع إجراءات متعددة لمراقبة التصرفات التي
تفرض على أساسها الضريبة.
-4المالءمة :تتميز الضرائب المباشرة بأنها أكثر مالءمة من الضرائب غير المباشرة
ويرجع ذلك إلى كون اإلدارة المالية تعد كشوفات بأسماء المكلفين بها .أي أنهم معروفون
وبالتالي يمكنها معرفة الظروف الشخصية لكل منهم .وإمكانية إعفاء ذوي الدخول
المنخفضة وتخفيف العبء عنهم .فتستخدم كأداة في يد الدولة من أجل إعادة توزيع الدخل
بين األفراد من أجل تخفيف حدة التفاوت بني الدخول .كما يمكن تقسيط مبلغ الضريبة أو
تأجيل دفعها.
أما بالنسبة للضرائب غ م .فشخص المكلف يكون مجهوال لإلدارة السالبة ويترتب عن ذلك
عدم تطبيق شيء من المالءمة بالنسبة للسعر.
فالضريبة التي يسددها الفرد ال تتناسب مع دخله وثروته.
-5الوعي الضريبي :تتميز الضرائب المباشرة بأنها تشعر المكلفين بها بواجباتهم الضريبية
وكمساهمة منهم في تحميل األعباء العامة .وبالتالي يصبح المكلف مهتما بالمشاكل العالمة
وبمراقبة تصرفات الدولة المالية .مما يخلق لديه نوع من الوعي الضريبي.
وقد يكون لهذا الوعي جانب سلبي يتمثل في تذمر المكلف ومحاولته التخلص من عبء
الضريبة بالتهرب منها كليا أو جزئيا .مما يؤدي إلى نقص الحصيلة.
أما بالنسبة للضرائب غ م فإن المكلف ال يشعر بها ألنها تدفع بواسطة المنتجين
والمستوردين ثم يقومون بنقل عبئها إلى المستهلك مباشرة الذي يقوم بدفعها كجزء من سعر
السلعة أو الخدمة.
-6العدالة :استنادا إلى كافة العناصر السابقة يمكن القول بأن ض م هي أكثر عدالة من ض
غ م فالضرائب م تفرض على الدخل أو رأس المالي وهي عناصر واضحة الداللة على
المقدرة التكليفية للمكلف .فيمكن مراعاة الظروف الشخصية كاألعباء العائلية وتكاليف
الحصول على الدخل وطبيعة الدخل وحجمه وإمكانية تقرير إعفاء كامل أو جزئي له.
أما الضرائب غ م فشخص المكلف مجهول ومن ثم ال يمكن إدخال المقدرة التكليفية للمكلف
عند تقريريها في االعتبار.
لهذا يطلق على ض غ م بأنها الضرائب غير ديمقراطية وغير عادلة.
-7النظام االقتصادي :تناسب الضرائب المباشرة أنظمة الدول المتقدمة .بينما ال تناسب
كثيرا البنيات االقتصادية للدول النامية ،وذلك لعدة أسباب منها انتشار ظاهرة االستهالك
الذاتي وعدم إمساك دفاتر منتظمة يجعل من الصعب االعتماد على الضرائب المباشرة
للحصول على إيرادات منتظمة وثابتة.
14
باإلضافة إلى ضعف الدخول مما يجعل اإلعفاءات التي تمنح للدخول المحدود كبيرة ومن ثم
تنخفض حصيلة الضرائب المباشرة في الدول النامية.
وإذا كانت الضرائب غير المباشرة أكثر تناسبا مع الدول النامية فإنها في الواقع تفرض على
السلع الضرورية لضمان زيادة الحصيلة الضريبية .وهذا يمثل عبئا إضافيا على المكلفين
أصحاب الدخول المحدودة وبالتالي فهي ال تحقق العدالة المنشودة منها.
**** إنه ال يمكن القول بأفضلية نوع معين من الضرائب على اآلخر فلكل منهما عيوبه
ومزاياه ومن ثم فإن الجمع بينهما يعتبر أفضل السبل للحصول على اإليرادات الالزمة
لمواجهة تزايد النفقات العامة.
وقد تقسم الضرائب تبعا لموضوع الضريبة على أساس أن هناك ضرائب تفرض على دخل
ا لفرد مباشرة أو ضرائب تفرض على ثروته ،وضرائب تفرض عندما يتصرف في هذا
الدخل ويقوم باستهالك.
المبحث الثامن :الضرائب على الدخل وعلى رأس المال
أوال -ماهية الدخل :
الدخل هو مبلغ من النقود يأتي من مصدر ثابت بصفة دورية منتظمة.
ويتضح من هذا التعريف أنه يشمل 3عناصر أساسية هي :النقدية -الثبات -الدورية.
-يعرف بعض االقتصاديين الدخل بأنه الزيادة النقدية في قيمة السلع والخدمات التي
يستهلكها الشخص في خالل فترة زمنية معينة وعرفه البعض اآلخر بأنه مجموع نفقات
الشخص االستهالكية مضافا إليه أي تغيير في صافي ثروته في خالل فترة زمنية معينة.
إن الضرائب على الدخل تحتل أهمية كبيرة في األنظمة الضريبية الحديثة لكونها تستوعب
أوجه النشاط االقتصادي المختلفة.
إن الضريبة على الدخل تعد من أهم الوسائل التي تمكن من تحديد المقدرة التكليفية للفرد.
كما أنها تمثل مصدرا ثابتا ودائما لإليرادا ت العامة للدولة ،كما يمكن استخدامها لتحقيق
العدالة االجتماعية.
**عناصر الدخل:
-قيمة نقدية :أي قيمة قابلة للتقدير النقدي فالدخل ال يقتصر على الدخول النقدية ولكن
يشمل المنفعة أو الخدمة التي يحصل عليها الفرد طالما يمكن تقديرها بالنقود .مثال ذلك
المنفعة الت ي يحصل عليها مالك العقار من السكن فيه.
-صفة الدورية :يقصد بهذه الصفة أن الشخص يحصل على دخله بصورة دورية منتظمة
كأجر العامل الذي يحصل عليه كل أسبوع أو كل شهر .فصفة الدورية تستلزم وجود فترة
زمنية محددة.
وتشمل هذه الصفة المرتبات واإليراد الناتج عن الملكية العقارية أو من التجارة أو المهن
الحرة أو األرباح األسهم ،فجميعها تعتبر من الدخول ألنها تحصل بصورة دورية ومنتظمة.
-مصدر مستمر :البد أن يأتي الدخل من مصدر مستمر أو قابل لالستمرار النسبي .وتالزم
هذه الصفة صفة الدورية ،مثال ذلك األرض والعقار المبني والمشروع التجاري أو
الصناعي والعمل والوظيفة والمهن الحرة.
ويمكن تقييم الدخول وفقا لمصدرها إلى 3أنواع رئيسية:
أ -رأس المال :سواء كان قاريا أو منقوال وهذا النوع يتمتع بأكبر قدر من الثبات
واالستقرار.
15
ب -العمل :سواء أكان عمال ذهنيا أو يدويا يتصف بالدورية وإن كان ال يتمتع بنفس درجة
الثبات واالستقرار .وذلك ألنه يتوقف على عدة عوامل تتمثل في قدرة الفرد نفسه على
اإلنتاج.
ج -رأس المال والعمل :قد يكون الدخل ناتجا عن اشتراك كل من رأس المال والعمل كما
هو الحال بالنسبة لألرباح التجارية والصناعية .وتتصف بدرجة متوسطة من االستمرار.
-نظرية زيادة القيمة اإليجابية في ذمة المكلف :وفقا لهذه النظرية يتحدد الدخل بمقدار
الزيادة اإليجابية التي تطرأ على ذمة الشخص الطبيعي أو المعنوي خالل فترة معينة من
الزمن ،فكل ما يحصل عليه الفرد خالل فترة معينة من نقود أو منافع أو خدمات يمكن
تقويمها بالنقود يعتبر دخال سواء تم ذلك بصورة دورية منتظمة أو بصفة عرضية.
وتنتقد هذه النظرية في كونها وسعت من فكرة الدخل لدرجة التي يمكن فيها أن تشمل رأس
المال.
-إن بعض التشريعات ال تنتقد بمفهوم محدد للدخل ولكنها قد تضيق أو توسع منه وفقا
لألغراض التي تهدف إلى تحقيقها.
-ويثور التساؤل عن تحديد قيمة الدخل الخاضع للضريبة وهل هو الدخل اإلجمالي أو
الصافي.
-الدخل اإلجمالي والدخل الصافي:
يقصد بالدخل اإلجمالي كافة القيم النقدية أو القابلة للتقدير النقدي التي يحصل عليها الشخص
نتيجة استغالله مصدرا من مصادر الثروة.
ويقصد بالدخل الصافي كافة القيم مخصوما منها المبالغ التي يستلزمها استغالل مصدر
الدخل لتحقيقه.
ويقصد بتكاليف الدخل كل ما ينفقه الشخص من أجل الحصول على دخله .وهي تختلف
حسب طبيعة الدخل ونوعه.
وتحدد بنود تكاليف الدخل كالتالي:
-نفقات االستغالل :تتمثل في ثمن المواد األولية وأجور العمال وإيجار العقارات التي
يشغلها المشروع أي كافة النفقات الالزمة لتسيير المشروع.
-نفقات الصيانة :كل النف قات المتعلقة باإلصالح أو استبدال األجزاء التالفة في اآلالت
والمباني والمعدات.
-نفقات االستهالك :وهي المبالغ التي يقتطعها المشروع من أرباحه بصورة ثابتة كل فترة
زمنية معينة (سنة) كمقابل لما يطرأ على األحوال اإلنتاجية من تلف أو قدم.
ويتم استخدام هاته النفق ات إلحالل أصول ثابتة جديدة محل األصول القديمة.
ثانيا :أنواع الضرائب على الدخل :
تنقسم الضريبة على الدخل إلى ضرائب نوعية وضريبة عامة على الدخل.
-1الضرائب النوعية على فروع الدخل :تفرض على فروع الدخل المختلفة على أساس
مصدر كل دخل .فتفرض الضريبة على الدخل الناتج من رأس المال العقاري ملكية
العقارات) .أو الدخل الناتج عن رأس المال المنقول (ملكية األوراق المالية) أو الدخل الناتج
عن العمل (األجور والمرتبات المهن الحرة) أو الدخل الناتج عن العمل ورأس المال
(األرباح التجارية والصناعية).
16
-2الضرائب المختلطة :نظرا لمساواة الضرائب النوعية تم اعتماد أسلوب الضرائب
المختلطة على الدخول.
وفي هذه الحالة تقسم الدخول حسب مصدرها .ويفرض على كل دخل ضريبة نوعية ثم
تجمع تلك الدخول كلها وتفرض عليها ضريبة تكميلية .ويعتبر هذا النظام غير كاف لتحقيق
أهداف العدالة االجتماعية واألهداف المالية مما دفع بجل الدول إلى تعويضه بنظام الضريبة
العامة على الدخل.
-3الضريبة العامة على الدخل :ويقصد بها الضريبة التي تفرض على مجموع الدخل
المتحقق للمكلف من مصادر متعددة .فيتم النظر إلى الممول بصورة شاملة وإلى إجمالي
دخله المتحقق من أنشطته المختلفة ومصادر ملكيته المتعددة دون تمييز بينها .وبالتالي
يمكن معرفة مقدرته التكليفية الحقيقية.
ويتميز هذا النظام بأنه أقدر على تحقيق فكرة العدالة الضريبية بين الممولين المتساوين في
المقدرة المالية بغض النظر عما إذا كان الدخل من مصادر مختلفة أو من مصادر واحدة.
كما يتميز بالبساطة وقلة النفقات نظرا لعدم تعدد عمليات الربط والتحصيل.
ويس تلزم هذا النظام درجة عالية من الوعي الضريبي لدى المكلفين ذلك أن فرض ضريبة
واحدة على الدخل يعني أن يكون عبؤها ثقيال عليهم مما يدفعهم إلى التهرب وإخفاء جزء
من دخلهم.
إن نظام الضريبة العامة على الدخل ال يعني االقتصار على ضريبة واحدة فقد تفرض أكثر
من ضريبة .فيفرق مثال بين األشخاص المعنويين واألشخاص الطبيعيين .فتفرض الضريبة
على الدخل على إيرادات األشخاص الطبيعيين ،بينما تفرض الضريبة على الشركات على
إيرادات الشخص المعنوي.
وبصفة عامة ال تفرض الضريبة العامة على الدخل إال بعد خصم نفقات الحصول على هذا
الدخل.
فنفقات الدخل الناتج عن االستغالل الفالحي مثال تختلف عن نفقات الدخل الناتج عن المباني
والمضاربات العقارية .ومن أهم النفقات التي يتم خصمها من الدخل اإلجمالي نفقات
الصيانة واالستغالل واالستهالك.
ثانيا :الضرائب على رأس المال:
تمثل الضرائب رأس المال النوع الثاني من الضرائب المباشرة.
أ -تعريف رأس المال :يعرف رأس المال "بأنه مجموع ما يمتلكه الشخص من أموال
عقارية أو منقولة في لحظة زمنية معينة سواء كانت منتجة للدخل أو غير منتجة "فتقدير
رأس المال يتم في فترة زمنية معينة.
* ويمكن التمييز بين عدة أنواع من رأس المال :رؤوس األموال العقارية( :األراضي
والمنازل)..
* رؤوس األموال المنقولة (الديون واألوراق المالية كاألسهم والسندات والحقوق الذهنية).
* كما يمكن التمييز ما بني رؤوس األموال المنتجة (العقارات المبنية) ورؤوس األموال غير
المنتجة (التحف -المجوهرات واألراضي المعدة للبناء).
ويشترط أن يكون وعاء الضريبة هو رأس المال أو الثروة ذاتها وليس الدخل الناتج عن
رأس المال.
17
وتفضل المالية التقليدية نظام ضريبة الدخل على الضريبة على رأس المال ألن األول تتوفر
فيه عنصر الدورية والتجدد بينما في حالة رأس المال فهو ثابت وغير متجدد وإن كان قابل
للزيادة أو النقصان.
كما أن الضريبة عل ى رأس المال تهدد بالقضاء على أصول رأس المال بمرور الزمن.
أما المالية الحديثة فقد شجعت الضريبة على رأس المال وأولتها أهمية كبيرة نتيجة لتعددها
وتنوعها.
ب -أنواع الضرائب على رأس المال:
-1الضريبة على رأس المال التي تدفع من الدخل :وعاء هذه الضريبة يكون رأس المال
ذاته بالرغم من أن دفعها يتم من الدخل الناتج منه ويتم تحديد رأس المال بموجب القانون.
وعادة ما يكون سعرها منخفضا حتى ال يؤثر على كيان رأس المال ذاته ولضمان دوريتها
وتجددها وعادة ما يكون سعرها %1أو %2من قيمة رأس المال.
*ومن مزاياها أيضا:
-أنها أكثر عدالة من الضرائب على الدخل ألن ثروة الفرد موضوع الضريبة أفضل معيار
لوضعه االقتصادي.
-أنها تسري على األموال المنتجة وغير المنتجة وبالتالي فهي وفيرة الحصيلة.
-تسمح بالتمييز بين دخل رأس المال ودخل العمل وذلك لتحمل رأس المال لضريبتين
إحداهما على رأس المال واألخرى على دخل رأس المال.
-2الضرائب العرضية على رأس المال التي تقتطع جزءا منه :هي الضرائب التي تقتطع
جزءا من رأس المال وتفتقد إلى عنصر التجدد والدورية أي تفرض مرة واحدة لمناسبة
معينة وتنقسم إلى 3أنواع:
أ -الضريبة االستثنائية على رأس المال أو الضريبة غير العادية.
ب -ض على زيادة القيمة.
ج -ض على التركات.
أ -الضريبة االستثنائية على رأس المال :تفرض هذه الضريبة على رأس المال بصورة
استثنائية في حاالت الحروب واألزمات حيث تخطر الدولة لمواجهة زيادة النفقات فرض
ضريبة مرتفعة السعر على رؤوس األموال.
وتفرض بسعر مرتفع بحيث ال يمكن الوفاء بها من دخل رأس المال ولكن البد من اقتطاع
جزء منه.
وقد ساهم في إعا دة توزيع الدخل والحد من التفاوت بين الدخل.
-إن نطاق تطبيق هذه الضريبة ضيق جدا ويرتبط بالظروف االستثنائية الطارئة ويرجع
ذلك على االنتقادات التي توجه إليها.
-إن ارتفاع سعر الضريبة يدفع المكلفين بها إلى محاولة التخلص من عبئها عن طريق
إخفاء بعض عناصر الثروة.
-إن فرض الضريبة االستثنائية على رأس المال قد يؤدي على أضرار بالغة باالقتصاد
القومي ألن جبايتها يتطلب التصرف في جزء من رأس المال أي على تجزيئية والحد من
قدرته على القيام بالعمليات اإلنتاجية.
ب -الضريبة على زيادة القيمة :تفرض على أي زيادة تحدث في قيمة رأس المال سواء
كان عقارا أو منقوال .وال يكون إرادة المالك دخل فيها مثال ذلك ارتفاع أسعار األراضي
18
بسبب النمو العمراني .ومن ثم يكون من المنطقي حصول الدولة على جزء من هذه الزيادة
في شكل ضريبة.
وتساهم في الحد من التفاوت بين الدخول خاصة أن هذا التفاوت قد تم بغير إرادة المكلف أو
نشاطه.
-وجهت انتقادات لهذه الضريبة تتمثل في صعوبة وضع حد للتفرقة بين الزيادة في القيمة
الناشئة عن تدخل المالك والزيادة الناشئة عن المجتمع ،كما قد تكون زيادة طارئة مما يؤدي
إلى تناقض الزيادة بعد زوال السبب .كما قد تكون زيادة ظاهرية وليست حقيقية نتيجة
تدهور قيمة النقود أو قوتها الشرائية.
ج -الضريبة على التركات :تعتبر من ضرائب رأس المال ألن وعاءها تركة المتوفى،
وتفرض في لحظة زمنية معينة عند حدو ث واقعة الوفاة وانتقال التركة إلى الورثة.
وتؤسس هذه الضريبة على رابطة التضامن بين الفرد والمجتمع فالبد للدولة التي ساهمت
في تكوين هذه الثروة عن طريق الخدمات التي قدمتها للفرد .أن تشاركه فيها واقسامها مع
ورثته عن طريق فرض ضريبة على التركات .وهي تقلل من تركيز الثروات
وتخفيض حدة التفاوت وتنقسم ض على التركات إلى 3أنواع:
-1الضريبة على مجموع التركة :تفرض على صافي عناصر التركة قبل توزيعها على
الورثة .وتمكن من تطبيق مبدأ التصاعد الضريبي.
-2الضريبة على نصيب كل وارث :تفرض بعد توزيع األنصبة على الورثة.
-3الضريبة المزدوجة على التركات :يميل بعض فقهاء المالية إلى الجمع بين الضريبتين
باعتبار أن الضريبة على مجموع التركة تمثل ما يجب أن يدفع للمجتمع على أساس فكرة
التضامن والضريبة على نصيب الوارث تالئم فكرة زيادة قوة الوارث االقتصادية.
ويتم حجز هذه المبالغ وتوري دها لإلدارة المالية قبل أن يحصل عليها العامل .وتعرف
بالحجز من المنبع.
-وتطبق بشأن تحديد وعاء الكثير من الضرائب كالضريبة على المرتبات واألجور
والضريبة على إيرادات القيم المنقولة .وعلى فوائد الديون والودائع والتأمينات .والضرائب
على دخل الملكية العقارية (العالقة ما بين المالك والمستأجر).
-التقدير بواسطة اإلدارة الضريبية:
يخول القانون لإلدارة الضريبية حق تقدير المادة الخاضعة للضريبة دون أن تتقيد بقرائن أو
مظاهر معينة ولذا سميت هاته الطريقة بالتقدير أو التفتيش اإلداري.
يكون لإلدارة حرية واسعة في االلتجاء إلى كافة األدلة لتحديد وعاء الضريبة.
من هذه األدلة :مناقشة المكلف وفحص دفاتره.
وعادة ما تلجأ اإلدارة ض إلى طريقة التقدير المباشر إذا نخلف المكلف أو امتنع عن تقديم
إقرار ضريبي أو إذا كان اإلقرار غير مطابق للواقع أو ينطوي على خطأ أو غش.
وقد أعطى القانون للمكلف حق الطعن في صحة التقدير وفقا لقواعد الطعن المقررة ومن
حقه إثبات عدم تمكنه من تقديم اإلقرار لظروف طارئة أو لسبب قاهر.
المبحث التاسع :الضرائب على اإلنفاق
الضرائب على اإلنفاق تعني الضرائب غير المباشرة ألنها تفرض على الدخل بمناسبة
إنفاقه ،فهي تصيب الدخل بطريقة غير مباشرة.
19
إن الضرائب غير المباشرة تحتل مكانة مهمة في األنظمة الضريبية لغزارة حصيلتها
ولسهولة جبايتها وتتفق مع الضرائب المباشرة في الهدف.
فتفرض الضرائب المباشرة على الدخل عند الحصول عليه بصورة مباشرة .بينما تفرض
الضرائب غير المباشرة على الدخل عند استخدامه أو أنفاقه برفع أثمان السلع والخدمات
التي ينفق عليها أي أن االقتطاع يتم بصورة غير مباشرة.
وتقسم الضرائب غير المباشرة إلى:
-1الضرائب على االستهالك.
-2الضرائب على التداول.
أوال :الضرائب على االستهالك أو اإلنفاق:
تفرض بصدد واقعة االستهالك أو إنفاق الفرد لدخله وهي ضريبة متنوعة ومتعددة فهي
تفرض بمناسبة استعمال الفرد لدخله للحصول على السلع والخدمات التي يحتاج إليها وتعدد
ضرائب االستهالك يتوقف على مدى حاجة الدولة إلى المال .باإلضافة إلى أهمية تحقيق
أغراض اقتصادية واجتماعية من فرض الضرائب على االستهالك.
وتقسم إلى الضرائ ب النوعية على اإلنفاق والضريبة العامة على اإلنفاق.
أ -الضريبة النوعية على اإلنفاق :يقصد بها تلك التي تفرض على استهالك أنواع معينة من
السلع والخدمات.
فالنظام الضريبي يقوم بتحديد أنواع السلع والخدمات التي يمكن فرض ضرائب االستهالك
عليها مع مراعاة اعتبارين.
األول :هو االعتبار المالي الذي يقضي بفرض الضريبة على السلع كثيرة االستهالك ضمانا
لوفرة الحصيلة.
والثاني :االعتبار االجتماعي وهو الذي يقضي بإعفاء السلع الضرورية التي تستهلكها
الطبقات محدودة الدخل.
(مثال ض النوعية على اإلنفاق :ض على البترين -السكر ...دخول السينما والمالهي).
-وتتطلب هذه الضريبة اختيار السلعة الخاصة للضريبة حيث يلتزم المشرع بالتوفيق بين
اعتبار ي الحصيلة والعدالة ،ولذلك يتم تقسيم السلع االستهالكية إلى 3أنواع:
-1السلع الضرورية :وهي السلع التي تستهلكها كافة طبقات المجتمع دون تمييز بينها وال
يستطيع أي شخص االستغناء عنها إلشباع حاجاته األساسية مثل المواد الغذائية واألدوية.
وهذا النوع من السلع بالرغم من كونه يتميز بعمومية االستهالك لكافة طبقات المجتمع إال
أن الطبقات ذات الدخل المحدود تخصص جزء كبير من دخلها للحصول عليه بل قد يصل
األمر على إنفاق الدخل بأكمله.
أما الطبقات الغنية فإنها تخصص جزء بسيط من دخلها للحصول على هذا النوع من السلع.
وهذا النوع من السلع يوفر حصيلة ضريبية مهمة للدولة ،إال أنه يعد منافيا للعدالة الضريبية
ألنها تفرض على األفراد جميعا إال أن العبء الذي تتحمله الطبقات الفقيرة يكون ثقيال
عليها .بينما الطبقات الغنية ال تكاد تشعر بهذا العبء.
-2السلع الكمالية :ويقصد بها السلع التي ال تشبع حاجات أساسية لألفراد .ويكون الغرض
من شرائها هو تحقيق الرفاهية.
20
وتتميز هذه السلع بخصوصية استهالكها بمعنى أن فئات معينة من المجتمع هي التي تختص
باستهالكها ،وهي الفئات ذات الدخل المرتفع( .من أمثلتها ،السيارات ،األجهزة الكهربائية
واإللكترونية.)...
والضريبة على السلع الكمالية تحقق مبدأ العدالة لكون الطبقات الغنية هي التي تتحمل عبئها
إال أن هذه الضرائب ال تحقق هدف الحصيلة نظرا لعدم غزارة حصيلتها ألن الكميات التي
تستهلك منها غير كبيرة.
*** إن معيار التفرقة بين السلع الضرورية والسلع الكمالية أمر نسبي وتختلف من نظام
آلخر ومن زمان آلخر فمثال األدوات الكهربائية التي تعتبر كمالية في الدول النامية ال تعد
كذلك في الدول المتقدمة.
-3السلع الشائعة االستعمال :وهي السلع عمومية االستهالك دون أن تكون ضرورية أو
كمالية أي أن فئة عريضة من المجتمع تستهلكها دون أن تصل إلى درجة السلع الضرورية،
مثل الشاي والسكر واللبن ...ويمكن أن يطلق عليها سلع التعود.
وتتميز هذه السلع أيضا بعدم مرونة الطلب عليها .فزيادة أسعارها بنسبة معينة ال يؤثر على
حجم الطلب عليها بنفس النسبة ،وبالتالي فإن حجم اإليراد يميل على الثبات.
كما أنها ال تحقق مبدأ العدالة االجتماعي.
ثانيا :أسلوب فرض الضريبة على اإلنفاق:
قد تفرض الضريبة على اإلنفاق إما على آخر مرحلة في االستهالك أي عند بيعها
للمستهلك مثل ضريبة الماله ي حيث تضاف قيمة الضريبة على سعر التذكرة .فيدفع
المستهلك ثمن التذكرة متضمنا قيمة الضريبة.
وقد يتم تحصيل الضريبة في مرحلة سابقة على البيع ذلك خالل مرحلة إنتاج السلعة أو عند
عبورها لحدود الدولة.
-1ضريبة اإلنتاج :يقوم المشرع بتحديد المرحلة التي تحصل عندها الضريبة ،فهي إما
ضريبة على مرحلة واحدة وإما ضريبة تراكمية على كافة المراحل وإما ضريبة على القيمة
المضافة.
-2الضريبة على مرحلة واحدة :تمر السلعة من حالتها األولية كمادة خام إلى أن يتم
استهالكها من طرف الممول بعدة مراحل إنتاجية وتوزيعية واستهالكية.
ويختار المشرع ضبط المادة الخاضعة للضريبة في مرحلة واحدة فقط من هذه المراحل إما
اإلنتاج أو التوزيع أو االستهالك.
- 3الضريبة التراكمية على كافة المراحل:
يتم فرض الضريبة في كل مرحلة من مراحل توزيع السلعة :تفرض على قيمة السلعة عند
تسليمها من طرف المصنع كمادة أولية ثم تفرض مرة أخرى وهي سلعة نصف مصنعة ثم
مرة أخرى عند إنتاجها ومرة أخيرة عند بيعها للمستهلك.
إن حجم وعاء هذه الضريبة يكبر ويتسع في كل مرة من مرات انتقال السلعة مما يستدعي
فرضها بسعر منخفض يتناسب مع عدد مرات االنتقال التي تفرض بمناسبتها الضريبة حتى
ال يكون عبئها شديدا على المستهلك (ضريبة على المنتجات والخدمات).
-3الضريبة على القيمة المضافة:
21
تشبه الضريبة التراكمية من حيث أن كل منهما تفرض على السلع والخدمات في كل مرحلة
من مراحل اإلنتاج والتوزيع واالستهالك كما تفرض الضريبتان بسعر موحد على جميع
مراحل اإلنتاج وتختلف حسب نوع السلعة أو الخدمة أو تبعا للمرحلة اإلنتاجية.
***إال أن الضريبة التراكمية تفرض على القيمة اإلجمالية للسلعة فيكل مرحلة في حين أن
الضريبة على القيمة المضافة تفرض الضريبة فقط على القيمة التي أضيفت للسلعة في ك
لمرحلة تمر منها هذه السلعة.
-4الضرائب الجمركية :كانت تعد أهم الضرائب غير المباشرة على اإلطالق وذلك لوفرة
حصيلتها ،وتفرض على عمليات االستيراد أي بمناسبة دخول سلع أجنبية إلى داخل حدود
الدولة كما تفرض على عمليات التصدير وذلك بمناسبة خروج السلع الوطنية خارج حدود
الدولة ،فتنقسم إلى ضرائب االستيراد وضرائب التصدير.
-وتهدف الضرائب الجمركية إلى تحقيق مجموعة من األهداف أولها الهدف المالي.
وقد تهدف إلى تحقيق أهداف اجتماعية وصحية معينة مثل فرض ضريبة على المشروبات
الكحولية.
-الضريبة الجمركية تعكس األوضاع االقتصادية المختلفة للدولة وطبيعة بنياتها
االقتصادية .وتشكل نسبة عالية من مجموع حصيلة الضرائب في البالد النامية نظرا
الرتفاع نسبة التجارة الخارجية لهذه البالد.
ثالثا :اآلثار االقتصادية المباشرة للضرائب:
-أثر الضريبة على االستهالك :كلما كان سعر الضريبة مرتفعا كلما كان تأثيرها على
مقدار الدخل أكبر ويترتب على ذلك أن يتأثر مستوى استهالك الفرد من سلع وخدمات
(خاصة أصحاب الدخول المحدودة والمتوسطة).
-أثر الضريبة على االدخار :أن الضريبة تخفض من مدخرات األفراد وبالتالي التراكم
الرأسمالي ومن ثم إبطاء العملية االقتصادية.
-أثر الضريبة على اإلنتاج :تؤدي الضريبة إلى نقص االدخار وقلة رؤوس األموال مما
يؤدي إلى ضعف االستثمار.
الضريبة تؤدي إلى قلة الربح مما يضعف الطلب على االستثمار ثم اإلنتاج.
كما أن فرض الضريبة قد يؤدي إلى انتقال عناصر اإلنتاج إلى فروع اإلنتاج األقل عبئا من
الناحية الضريبية.
-أثر الضريبة على التوزيع :إعادة توزيع الدخل لصالح الطبقات الفقيرة قد يكون لصالح
الطبقات الغنية (ض غ م).
-أثر الضريبة على األثمان :قد يؤدي االقتطاع الضريبي إلى اقتطاع جزء من دخول
األفراد فيقل طلبهم على السلع مما يؤدي إلى انخفاض أثمانها.
----إن أثر كل من الضرائب المباشرة وغير المباشرة ليس واحدا ولكل ضريبة تأثيرها
على ثمن السلعة أو الخدمة التي تفرض عليها وفقا لظروف فرضها.
المبحث العاشر :أساليب تحديد وعاء الضريبة
إن االتجاه الحديث في المالية العامة هو االعتداد بالظروف الشخصية للمكلف عند فرض
الضريبة.
وهذا يستدعي التفرقة بين الضريبة العينية والضريبة الشخصية.
22
-عينية الضريبة : La réalité de l’impôtالضريبة تفرض على الدخل بغض النظر
عن شخصية المكلف أو ظروفه العائلية واالجتماعية (مثال ض على ملكية األرض
الفالحية).
ال تتطلب الضريبة العينية جهدا من أجل تحديدها كما ال تحتاج إلى إدارة عالية الكفاءة فهي
تتميز ببساطتها وسهولة تطبيقها.
تمتاز بغزارة حصيلتها فهي ال تقرر أي إعفاءات.
إال إن الضريبة العينية ال تتالءم مع مبدأ العدالة الضريبية الذي يستوجب مراعاة المقدرة
التكليفية للمكلف كما أنها غير مرنة ال يمكن إحداث تغيير في حصيلتها بسهولة.
-شخصية الضريبة : La personnalité de l’impôtالضريبة التي تفرض على
الدخل تأخذ بعين االعتبار المركز الشخصي والظروف الشخصية المكلف.
أ -المركز االجتماعي والعائلي للمكلف :يستلزم ذلك إعفاء جزء من الدخل من فرض
الضريبة وهو الجزء المخصص إلشباع الحاجيات الضرورية للفرد.
ب -مصدر الدخل :إن شخصية الضريبة تأخذ في اعتبارها مصدر دخل المكلف .فالدخل
الناتج عن العمل يعامل معاملة مختلفة عن ذلك الناجم عن رأس المال.
ج -المركز المالي :شخصية الضريبة تميز في المعاملة بين الدخول المختلفة من حيث
أحجامها وشرائحها بحيث تخضع كل منها لسعر خاص يرتفع كلما ازداد مقدار الدخل (ض
التصاعدية) ويقل بانخفاض الدخل.
--تحديد وعاء الضريبة :يتوقف حجم الحصيلة الضريبية على طريقة تحديد الوعاء
الضريبي أو ت قدير قيمة الدخل الخاضع للضريبة .وهناك طرق مختلفة لتقدير قيمة المادة
الخاضعة للضريبة.
-1طريقة المظاهر الخارجية :تقوم على أساس أن اإلدارة المالية تعتمد في تحيدي وعاء
الضريبة على بعض المظاهر الخارجية التي تتعلق بالمكلف والتي يكون من السهل على
اإلدارة المالية تقديرها مثال ذلك تقدير دخل المكلف على أساس القيمة اإليجارية المنزلية أو
عدد العمال وغيرها من المظاهر الخارجية.
هذه الطريقة تتسم بالبساطة وقلة النفقات كما أنها ال ت لزم المكلف بتقديم أية مستندات
ولكنها ال تناسب المجتمعات الحديثة وال يمكن االستناد عليها في تقدير وعاء الضريبة فهناك
بعض الدخول التي ال يوجد لها أي مظاهر خارجية تدل عليها أو أن تكون المظاهر
الخارجية مخالفة للحقيقة ،كما أنها ال تعتد بالظروف الشخصية للمكلف.
إن هذه الطريقة ال تطبق إال نادرا وبصورة تكميلية للتأكد من صحة التقدير.
-2طريقة التقدير الجزافي :ترتكز على أساس تحديد دخل المكلفين تحديدا جزافيا استنادا
على بعض القرائن مثل القيمة اإليجارية إذ تعد قرينة لتحديد دخل صاحب العقار .ورفع
المبيعات تعد قرينة لمعرفة ربح التاجر وعدد ساعات عمل ا لطبيب تعد قرينة على دخله.
وقد تحدد اإلدارة المالية وعاء الضريبة بصورة جزافية باالستناد إلى قرائن معينة ينص
عليها المشرع.
ويقصر المشرع هذه الطريقة على المكلفين اللذين ال يملكون دفاتر حسابية منتظمة أو
يملكون دفاتر مخالفة للواقع.
23
-3طريقة التقدير المباشر :تعتبر الطريقة األكثر انضباط ودقة ،إذ تستند مباشرة إلى
معرفة المادة الخاضعة للضريبة وذلك بصورتين :إما باإلقرار أو عن طريق التقدير
المباشر بواسطة اإلدارة الضريبية.
أ -اإلقرار :يشمل شكلين :إقرار المكلف وإقرار الغير
-1إقرار المكلف :La déclaration contrôlée :ويعني أن يقوم المكلف بنفسه بتقديم
إقرار في موعد يحدده القانون يتضمن عناصر ثروته ودخله أو المادة الخاضعة للضريبة
بصورة عامة ،مع افتراض حسن النية وأمانة المكلف.
ولضمان صحة اإلقرار فإن اإلدارة تحتفظ لنفسها بالحق في رقابة اإلقرار وتعديله إذا بني
على غش أو خطأ.
تتميز هذه الطريقة بتحقيق العدالة الضريبية ألن ربط الضريبة يتناسب مع دخل المكلف.
كما يتم مراعاة الظروف الشخصية للمكلف واألعباء التي يتكفل بها .باإلضافة على إمكانية
تطبيق مبدأ تصاعدية الضريبة فتزداد الحصيلة ض بنفس زيادة الدخول.
وهذه الطريقة تتطلب إدارة ضريبية على جانب كبير من الكفاءة والوعي ألحكام الرقابة
على المكلفين ومنعهم من التهرب من دفع الضريبة.
وهذه الطريقة تمثل أفضل الطرق لتقدير المادة الخاضعة للضريبة وقد تبثها العديد من
التشريعات الضريبية.
-2إقرار الغير : La déclaration par les tiers :بموجب هذه الطريقة يلتزم شخص
آخر غير المكلف بالضريبة بتقديم اإلقرار إلى اإلدارة الضريبية ،ويشترط أن تكون هناك
عالقة قانونية تربط بين المكلف وشخص الغير مثال :صاحب العمل الذي يقدم إقرارا إلى
اإلدارة المالية بالمبالغ المستحقة لديه للعامل عنده والخاضعة للضريبة على األجور.
--سعر الضريبة :يقصد بسعر الضريبة العالقة أو النسبة بين مبلغ الضريبة والمادة
الخاضعة لها .فقد تكون الضريبة توزيعية أو قياسية وقد تكون الضريبة نسبية أو تصاعدية.
أوال :الضريبة التوزيعية والضريبة القياسية:
أ -الضريبة التوزيعية :يقصد بها تلك التي ال يحدد المشرع سعرها مقدما .ولكنه يقوم بتحديد
حصيلتها اإلجمالية ،وفي مرحلة تالية يقوم بتوزيع هذه الحصيلة على األفراد بحسب ما
يملكه كل فرد من المادة الخاضعة للضريبة وحينئذ يمكن معرفة سعر الضريبة.
كانت الضرائب القياسية منتشرة في الماضي لعدم حاجيتها إلدارة ضريبة على درجة عالية
من الكفاءة.
-تمتاز الضرائب التوزيعية بقدرة الدولة على تقدير حصيلتها مقدما وتضمن تحقيقها فكل
مكلف يمارس نوعا من الرقابة على غيره مما يقلل من حاالت التهرب فإذا تهرب واحد
من سداد الضريبة تحملها الباقون.
** ويعاب عليها أنها ضريبة غير عادلة ألنها توزع على أساس نسبة معينة وثابتة من المادة
الخاضعة للضريبة وليس على أساس المقدرة التكليفية.
** كما تتمتع بعدم المرونة حيث يتم تحديد الحصيلة مسبقا فيكون من غير المتصور إدخال
تعديالت عليها بالزيادة أو النقصان لمسايرة التغيرات االقتصادية.
** كما تتمتع بعدم المرونة حيث يتم تحديد الحصيلة مسبقا فيكون من غير المتصور إدخال
تعديالت عليها بالزيادة أو النقصان لمسايرة التغيرات االقتصادية.
وقد عدلت الدول في العصر الحديث عن األخذ بالضرائب التوزيعية.
24
ب-الضرائب القياسية :يقصد بالضريبة القياسية تلك التي يحدد المشرع سعرها مقدمان دون
أن يحدد حصيلتها اإلجمالية بصورة محدد .تاركا ً أمر تحديدها للظروف االقتصادية.
ويتم تحديد الضريبة القياسية بفرض سعر معين يتناسب مع قيمة المادة الخاضعة للضريبة
إما في صورة نسبة مئوية على إجمالي وعاء الضريبة .وإما في صورة مبلغ معين يتم
تحصيله عن كل وحدة من وحدات المادة الخاضعة للضريبة،
-تمتاز الضريبة القياسية بأنها عادلة حيث يحدد العبء الضريبي على أساس المقدرة
التكليفية لكل مكلف بغض النظر عن محل إقامته كما أنها تراعي الظروف الشخصية
والعائلية للمكلف ومنحه إعفاء لألعباء العائلية.
-كما ان الضريبة القياسية تتمتع بالمرونة إلى حد كبير فمن الممكن رفع سعر الضريبة أو
خفضه بحسب التغيرات والتط ورات االقتصادية التي قد تطرأ على دخول المكلفين وثرواتهم
أو سلوكياتهم االستهالكية واإلنفاقية.
والضريبة القياسية تعبير عن مدى كفاءة األجهزة الضريبية والمالية في الدولة والعاملين
فيها.
ثانيا :الض ريبة النسبية والضريبة التصاعدية :
من الشياع عمليا أن يأخذ المشرع إما بالضريبة النسبية أو الضريبة التصاعدية.
أ-الضريبة النسبية : Proportionnelويقصد بها النسبة المئوية الثابتة التي تفرض على
المادة الخاضعة للضريبة وال تتغير بتغير قيمتها وخير مثال عليها الضريبة على األرباح
التجارية والصناعية والضريبة على إيرادات القيم المنقولة.
تفرض كل منها بسعر ثابت وال يتغير السعر بتغير قيمة المادة الخاضعة للضريبة .وتزداد
الحصيلة بنفس نسبة الزيادة في المادة الخاضعة لها.
ب-الضريبة التصاعدية :وهي الضريبة التي تفرض بأسعار مختلفة باختالف قيمة المادة
الخاضعة للضر يبة بحيث يرتفع سعر الضريبة بارتفاع قيمة المادة الخاضعة لها و العكس
صحيح .فالحصيلة الضريبية تزداد بنسبة اكبر من زيادة قيمة المادة.
فالمشرع يقسم وعاء الضريبة إلى عدة شرائح ويطبق على كل شريحة سعر خاص بها وفقا
لألسلوب الفني المتبع في تطبيق السعر التصاعدي.
بالنسبة للتشريعات الحديثة فإن الضريبة النسبية غير عادلة حيث أنها تتجاهل الظروف
الشخصية للمكلف بها فتمثل عبئا ثقيال على أصحاب الدخول البسيطة .لذا اتجهت
التشريعات الضريبية الحديثة إلى األخذ بالضريبة التصاعدية وحصر الضريبة النسبية في
أضيق نطاق ممكن.
الضريبة التصاعدية تراعي مبدأ العدالة والظروف الشخصية لكل مكلف كما أنها وسيلة
فعالة لتقليل التفاوت بين دخول األفراد.
--أساليب التصاعد الفنية :يمكن تحقيق التصاعد بأساليب مختلفة أهمها:
-1التصاعد اإلجمالي( :بالطبقات) :بمعنى أن يقسم المكلفين على طبقات وفقا لمستوى
د خولهم ويطبق على كل طبقة سعر ضريبة واحد يتزايد من طبقة ألخرى مثال ذلك:
إعفاء الدخل األدنى الضروري للمعيشة 1500درهم الطبقة األولى
الطبقة الثانية %5على الدخل من 3000 ← 1501
الطبقة الثالثة %10على الدخل من 5000 ← 3001
25
الطبقة الرابعة 10.000 %15على الدخل من ← 5001
-2التصاعد بالشرائح :يقسم دخل المكلف إلى عدة شرائح أو أجزاء بحيث يفرض على كل
شريحة ضريبة بسعر معين ويرتفع السعر بارتفاع الشرائح إلى أعلى.
فال ينظر إلى الدخل اإلجمالي ولكن يقسم الدخل إلى شرائح كل شريحة تعامل معاملة
خاصة ،وفي النهاية يخضع الدخل لعدة أسعار وفقا لما يحتويه من شرائح مثال ذلك:
الشريحة األولى إعفاء 1500درهم األولى من الدخل
الشريحة الثانية %5من 3000 ← 1501
الشريحة الثالثة %10من 5000 ← 3001
الشريحة الرابعة %15من 10.000 ← 5001
فإذا كان دخل المكلف 5000درهم فإن الشريحة األولى 1500درهم تعفى من أداء
الضريبة وتخضع الشريحة الثانية أي من 3000 1501درهم لنسبة %5ومن 3001
إلى 5000تخضع لنسبة % 10وتجمع النسبة األولى مع الثانية وتشكل الضريبة المستحقة
على صاحب الدخل.
ويعتبر أسلوب التصاعد بالشرائح أكثر األساليب تطبيقا من الناحية العملية.
-3التصاعد التنازلي :ويقصد به أن نبدأ بسعر ضريبة مرتفع مع تخفيضه بالنسبة للدخول
المنخفضة مثال أن تفرض الضريبة بسعر %15على الدخول التي ال تزيد على 10.000
درهم و %10على الدخول التي ال تزيد على 5000درهم.
-4التصاعد بتقرير اإلعفاء او الخصم من وعاء الضريبة :ويقصد به أن يقوم المشرع
بفرض الضريبة بسعر محدد سواء بنسب مئوية أو سعر ثابت من مقدار المادة الخاضعة
للضريبة ،ثم يقرر اإلعفاءات ألسباب معينة أهمها الحد األدنى الضروري للمعيشة بالنسبة
لجميع الطبقات فكلما زاد مقدار الدخل كلما قل حجم اإلعفاء بالنسبة إلجمالي الدخل وبالتالي
يزيد سعر الضريبة.
--إجراءات ربط الضريبة وتحصيلها:
-1ربط الضريبة :يقصد بربط الضريبة تحديد دين الضريبة أي تحديد المبلغ الذي يتعين
على المكلف دفعه.
وقبل تحديد مبلغ الضريبة يجب على اإلدارة الضريبية التحقق من كافة شروط فرض
الضريبة وتتمثل في تحقق الواقعة المنشئة الضريبة ،حصر المادة الخاضعة للضريبة
وتحديد مقدارها وقيمتها والتحقق من اإلعفاءات والخصومات التي تخضع لها بعد ذلك يتم
تحديد سعر الضريبة على ما تبقى من المادة الخاضعة للضريبة .وهنا فقط يتم ربط
الضريبة وتصبح واجبة التحصيل.
-2تحصيل الضريبة :تعني مجموع اإلجراءات والعمليات التي تؤدي إلى نقل دين لضريبة
من ذمة المكلف إلى الخزينة العامة.
وفي هذه المرحلة تصبح العالقة مباشرة بين اإلدارة الضريبية وشخص المكلف.
--قواعد تحصيل الضريبة:
26
-1الواقعة المنشئة للضريبة :وتعني التصرف الموجب لحصول الدولة على الضريبة من
المكلف بها كواقعة تحقيق الربح في نهاية كل سنة مالية (األرباح التجارية والصناعية) أو
حصول الفرد على المرتب أو األجر.
أما في الضرائب غير المباشرة فيعتبر إنتاج السلعة هو الواقعة المنشئة للضريبة على
اإلنتاج وانتقال السلعة من مرحلة إلى أخرى من مراحل إنتاجها أو تداولها هي الواقعة
المنشئة للضريبة على رقم األعمال .أو اجتياز السلعة للحدود اإلقليمية هي الواقعة المنشئة
للضريبة على االستيراد والتصدير كما أن توثيق العقد المتعلق بنقل الملكية هو الواقعة
المنشئة للضريبة على انتقال الملكية (رسوم التسجيل) .كما أن كتابة المحررات والعقود
القانونية هي الواقعة المنشئة لرسوم التنبر والدمغة.
ويمثل تحديد الواقعة المنشئة للضريبة أهمية كبيرة لتحديد شخص المكلف الذي ينشأ في
ذمته دين الضريبة .كما يؤثر في تحديد سعر الضريبة وما إذا كان قد طرأ عليه تغير سواء
بالزيادة أو النقصان بعد تحقق الواقعة المنشئة للضريبة .إذ أن المكلف يلتزم بدفع سعر
الضريبة وفقا لما هو قائم وقت تحقق الواقعة المنشئة لها.
--طرق تحصيل الضريبة :
-االصل العام أن يلتزم المكلف بدفع الضريبة الى االدارة الضريبية من تلقاء نفسه .و تعد
الطريقة االكثر شيوعا و تسمى بطريقة التوريد المباشر.
-قد يتم دفع الضريبة بمعرفة شخص اخر غير المكلف بها و يعد دلك استثناء من االصل
العام .و تسري بصورة عامة في الضرائب الغير المباشرة .كما يلجئ اليها في الضرائب
على المراتب ر االجور و تسمى بالحجز عند المنع.
-ان القانون يحدد معيار لتحصيل كل ضريبة مراعيا في دلك مصلحة الخزينة العامة من
جهة و مصلحة المكلفين من جهة أخرى من حيث المالءمة و امكانية تقسيط الضريبة فيمكن
تحصيلها في االشهر الثالثة االولى من السنة اما الضريبة على المرتبات و االجور فهي
تحصل بصورة شهرية و ضريبة االرباح والتجارية و الصناعية تدفع سنويا خالل االشهر
الثالثة الموالية النتهاء السنة الموالية للمكلف.
* اما بالنسبة للضرائب غير المباشرة فان حصيلتها توزع على مدار السنة.
--ضمانات تحصيل الضريبة :كفل القانون للدولة العديد من الضمانات لتحصيل الضريبة .
-تقرير حق امتياز دين الضريبة و حق التتبع للحصول على المبالغ المستحقة في وقتها.
-حق اصدار امر بالحجز االداري على االموال ضد المكلفين اللدين يتأخرون عن سداد
دين الضريبة.
-تقرير قاعدة الدفع بعدم االسترداد و هي قاعدة مقررة في التشريع الضريبي حيث يلتزم
المكلف بدفع دين الضريبة ثم الطعن في فرضها أو في مقدارها.
* كل االجراءات و الوسائل الخاصة بمكافحة التهرب الضريبي تعتبر ضمانات لتحصيل
الضريبة.
27