You are on page 1of 27

‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫األستاذ‪ :‬عكة عبد الغـــني‬


‫أستـــاذ التعلـــيم العــــالي‬
‫جامــــعة الجــــزائـــــر ‪1‬‬

‫مقياس الصفقات العمومية‬


‫ماستر عن بعد تسيير عمومي‬
‫جامعة التكوين المتواصل‬

‫المقطع الثاني‪ :‬تمويل الصفقات العمومية وإجراءات تنفيذها‬

‫‪1‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مصادر تمويل الصفقات العمومية‬

‫يتم التطرق في هذه النقطة بالذات إلى طرق تمويل الصفقات العمومية والتي تعتمد عليها‬
‫المصلحة المتعاقدة في تمويل الصفقات المطروحة للمنافسة من طرفها والتي تتخذ الشكلين اآلتيين‪:‬‬
‫‪ -‬التمويل الذاتي (عن طريق الميزانية)‪.‬‬
‫‪ -‬التمويل الخارجي (خارج الميزانية)‪.‬‬
‫المطلب األول‪ :‬التمويل الذاتي‬
‫هو التمويل المستمد من الميزانية العامة للدولة التي تعتبر المورد األساسي عادتا في تمويل‬
‫الصفقات العمومية من خالل األغلفة المالية المخصصة لهذا الغرض في شكل إعتمادات مفتوحة في‬
‫كل من ميزانيتي التسيير والتجهيز‪ ،‬غير أن ميزانية التجهيز تحوز على أكبر قدر من االعتمادات‬
‫المرصودة لمثل هذه العمليات وتقيد فيها غالبا المشاريع الكبرى‪ ،‬وبالتالي فإن تمويلها يمر عبر‬
‫جملة من اإلجراءات المعقدة التي يمكن تلخيصها في النقاط اآلتية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تسجيل العمليات ضمن قانون المالية‬

‫تعتبر الميزانية العامة للدولة األداة المالية لتنفيذ السياسة المالية من خالل مجموعة من‬
‫اآلليات واإلجراءات التي تندرج في إطارها عملية تمويل الصفقات العمــومية بحيث تعتبر هذه‬
‫األخيرة من أهم النفقات التي تنفذها الدولة‪ ،‬لذا فهي ترصد لها االعتمادات المناسبة بما يتماشى مع‬
‫سياستها المسطرة في إطار التوازنات العامة المبرمجة في مخططات التنمية االقتصادية‬
‫واالجتماعية المتعددة السنوات والسنوية والتي تحدد فيها طبيعة الموارد واألعباء المالية للدولة‬
‫ومبلغها وتخصيصها‪ ،‬وال يمكن تعديلها خالل السنة إال بقوانين مالية تكميلية أو معدلة‪.1‬‬
‫وبما أن تسجيل هذه النفقات يكون في إطار قانون المالية من خالل رصده إلعتمادات في‬
‫الميزانية مقيدة في أبواب مخصصة لها‪ ،‬فإن عملية صرفها يجب أن تتم إال بتصرف قانوني هو‬
‫عبارة عن عقد صفقة تتم بين اإلدارة والمتعامل المتعاقد الذي وقع عليه االخيار وفقا لإلجراءات‬
‫المتعامل بها قانونا‪.‬‬
‫من المعلوم‪ ،‬أن مبدأ السنوية يعد من أهم المبادئ العامة للميزانية‪ ،‬على أساسه يتم التوقع‬
‫والترخيص لنفقات وإيرادات الدولة بصفة دورية منتظمة كل سنة مقابل إعتماد سنوي من السلطة‬

‫‪ 1‬المادة رقم ‪ 04‬من القانون رقم ‪ 17-84‬المؤرخ في ‪ 07‬جويلية ‪ ،.1984‬المتعلق بقوانين المالية‪،‬‬
‫المعدل والمتمم‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،28‬الصادر في ‪ 10‬جويلية ‪.1984‬‬
‫‪2‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫التشريعية‪ ،1‬إذ أن االعتمادات المالية المفتوحة لسنة مالية معينة ال تخول الحق في تجديدها للسنة‬
‫المالية الموالية‪ ،‬إال أن لهذه القاعدة استثناءات في الصفقات العمومية التي تلخص فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬يسمح نظام رخص البرنامج بتجاوز النفقات لإلطار السنوي‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن لعقــود البــرامج التي تبرمها اإلدارة أخــذ شكل اتفاقية سنــويـة أو متعددة السنوات‪ ،‬تحدد‬
‫فيها طبيعة الخدمة‪ ،‬موقع البرنامج‪ ،‬كلفته التقديرية ومراحل إنجازه‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن في حالة صفقات الطلبيات التي تشمل اقتناء اللوازم أو تقديم خدمات ذات النمط العادي أو‬
‫المتكرر أن تكون قابلة للتجديد بشرط أال تتجاوز خمسة سنوات على أن تتضمن كمية وقيمة‬
‫الحدود الدنيا والقصوى لموضوع الصفقة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مسار تنفيذ عملية التمويل الذاتي‬

‫في هذه الحالة يمكن التفرقة بين إعتمادات التسيير واالستثمار‪ ،‬حيث أن إعتمادات التسيير‬
‫تكون مقيدة ضمن االعتمادات الكلية للباب أو المواد المناسبة‪ ،‬أما إعتمادات االستثمار فهي تخضع‬
‫لسلسلة من اإلجراءات يمكن تلخيصها كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تسيير رخص وإعتمادات الدفع‬


‫من المعلوم أن البرامج القطاعية تتكون من مجموعة من المشاريع أو البرامج المسجلة من‬
‫طرف وزير المكلف بالميزانية في مدونة نفقات التجهيز العمومي للدولة‪ ،‬بناءا على طلب وزير‬
‫القطاع المعني‪ 2‬وبالتالي فإنه يمكن التطرق إلى تسيير رخص وإعتمادات الدفع وفقا لتصنيف نفقات‬
‫التجهيز العمومي للدولة على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬البرامج العمومية الممركزة‪.‬‬
‫‪ -‬البرامج العمومية غير الممركزة‪.‬‬
‫‪ -‬مخططات التنمية البلدية‪.‬‬
‫‪ /1‬البرامج العمومية الممركزة ‪ :PSC‬هي تلك البرامج القطاعية الممركزة التي تكون موضوع‬
‫مقررات يتخذها الوزراء المختصون باسمهم أو باسم المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري‬

‫‪ 1‬محمد عباس محرزي‪ ،‬اقتصاديات المالية العامة‪ ،‬النفقات العامة‪ -‬اإليرادات العامة الميزانية العامة‬
‫للدولة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2003‬ص ‪.392‬‬
‫‪ 2‬المادة الرابعة من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 148-09‬المؤرخ في ‪ 2‬ماي ‪ ،2009‬المعدل والمتمم‬
‫للمرسوم التنفيذي رقم ‪ 227-98‬المؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪ ،1998‬المتعلق بنفقات الدولة للتجهيز‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،26‬الصادر في ‪ 03‬مايو ‪.2009‬‬
‫‪3‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫الموضوعة تحت وصايتهم‪ 1‬وتكون مسجلة لصالح الوزارات المعنية‪ ،‬حيث أن تنفيذها يكون‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬يبلغ وزير المالية سنويا رخص البرامج إلى وزراء القطاعات المختصين ومسؤولي المؤسسات‬
‫التي تتمتع باالستقالل المالي واإلدارات المختصة عن طريق مقرر يبين رخص البرامج‬
‫الموزعة حسب كل قطاع فرعي من القائمة التي تغطي البرنامج السنوي الجديد وتصحيحات‬
‫تكاليف البرامج حيز التنفيذ‪.‬‬
‫‪ -‬يبلغ الوزراء المختصون األعمال إلى اآلمرين بالصرف الموضوعين تحت وصايتهم‪.‬‬
‫‪ -‬يمكن لوزير القطاع أن يفوض رخص البرامج المتعلقة بعمليات التجهيز العمومي المركزية‬
‫لصالح اآلمرين بالصرف الثانويين وفقا للتشريع المعمول به‪.‬‬
‫‪ -‬قد يتم تعديل في توزيع االعتمادات الدفع حسب نفس األشكال التي أستند إليها في التوزيع‬
‫األولي‪.‬‬
‫‪ -‬يعد اآلمر بالصرف إلتزام على كل نفقة تجهيز عمومي والتي يجب أن تحصل على تأشيرة‬
‫مسبقة لمصالح الرقابة المالية‪ ،‬كما تخضع إلجراءات وقواعد المحاسبة العمومية المطبقة في‬
‫مجال المالية العمومية كافة االلتزامات والمدفوعات وكذا مستحقات المكلف بإنجاز المشروع‪.‬‬
‫كما يمكن لوزير القطاع أو مسؤول االدارة المختصة بتسجيل وإعادة تقسيم أو غلق أو تعديل‬
‫المشاريع والبرامج ‪ ،‬كما يمكن للوزير المكلف بالمالية اتخاذ هذا االجراء بالنسبة لالدرات‬
‫المتخصصة والمؤسسات المستقلة ماليا‪.2‬‬

‫‪ /2‬البرامج العمومية غير الممركزة التابعة للدولة)‪ :3(PSD‬نقصد بها برامج التجهيز المسجلة‬
‫بإسم الوالة حيث تخص العمليات التي تندرج في إطار البرامج المسجلة للمصالح غير الممركزة‬
‫التابعة للدولة أي الواليات‪ ،‬والتي تمر في تنفيذها بالمراحل التالية‪:‬‬

‫‪ -‬يبلغ الوزير المكلف بالمالية رخص البرامج حسب كل قطاع فرعي للوالة طبقا للبرنامج السنوي‬
‫الذي إعتمدته الحكومة‪ ،‬بحيث تغطي رخص البرامج البرنامج السنوي الجديد وتضبط تكاليف‬
‫البرامج الجاري إنجازها‪.‬‬
‫‪ -‬يباشر الوالي في إطار األحكام التشريعية والتنظيمية المتعلقة بصالحيات المصالح غير‬
‫الممركزة للدولة‪ ،‬بتنفيذ عمليات التجهيز المسجلة باسمه ويوزع إعتمادات الدفع المبلغة له بمقرر‬
‫يبلغه للمصالح المعنية‪.‬‬
‫‪ -‬قد تخضع رخص البرامج للتعديل أو لإلقفال وفقا ألشكال التنظيمية السارية المفعول‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة الرابعة من المرسوم التنفيذي رقم ‪ ، 227-98‬سبق ذكره‪.‬‬


‫‪ 2‬زناتي مصطفى‪ ،‬مرجع سبق ذكره‪.47 ،‬‬
‫‪ 3‬المواد من ‪ 16‬إلى ‪ 19‬من المرسوم التنفيذي ‪ ،227-98‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪4‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫‪ -‬تتم عملية االلتزام والتصفية واألمر بالصرف أو األمر بالدفع‪ ،‬طبقا لألحكام القانونية والتنظيمية‬
‫المعمول بها واإلجراءات الخاصة بالمحاسبة العمومية‪.1‬‬
‫‪ -‬تختتم البرامج ومشاريع التجهيز العمومي حسب النصوص القانونية السارية المفعول وهذا بـ‪:‬‬
‫قرار إنهاء مقررات البرامج الذي يعود إلى سلطة وزير المالية قرار إنهاء العمليات الذي يعود‬
‫إلى سلطة الوالي‪.‬‬

‫‪ /3‬مخططات التنمية البلدية )‪ :(PCD‬يتمحور موضوع هذه البرامج حول األعمال ذات األولوية‬
‫في المخطط الوطني للتنمية والسيما في المناطق الواجب ترقيتها‪ ،‬وهي عبارة عن برامج عمل‬
‫تقررها السلطات المختصة في إطار المخطط الوطني للتنمية وتمس مخططات البلدية للتنمية أهم‬
‫قطاعات الحياة اليومية للمواطن والتي ترتكز أساسا في المحاور التي تخص (التزويد بالماء‬
‫الشروب‪ ،‬التطهير وشبكة الطرقات لفك العزلة‪..‬الخ)‪ ،‬حيث تعدها المصالح الوالئية المختصة بعد‬
‫استشارة المصالح التقنية المحلية المعنية ويخضع هذا النوع من البرامج لرخصة برنامج شاملة‬
‫حسب الوالية‪ ،‬يبلغها الوزير المكلف بالميزانية‪ ،‬بعد استشارة الوزير المكلف بالجماعات اإلقليمية‪،‬‬
‫للوالي المختص الذي يكلف بتوزيعها بعد استشارة المصالح الوالئية المختصة حسب األبواب‬
‫والبلديات وتبليغها للمجلس الشعبي البلدي قصد التنفيذ‪.‬‬
‫وتختتم برامج التجهيز العمومي وفقا للتشريع الساري المفعول بـ‪:‬‬
‫‪ -‬قرار إنهاء مقررات البرامج الذي يعود الى سلطة وزير المالية‪.‬‬
‫‪ -‬قرار إنهاء العمليات الذي يعود إلى سلطة الوالي‪.‬‬

‫‪ /4‬حسابات التخصيص الخاص‪ :‬من المعلوم أن عمليات التجهيز العمومي مسجلة في الجدول "ج"‬
‫الملحق بقانون المالية للسنة‪ ،‬األمر الذي يفترض تنفيذها ضمن هذا االطار‪ ،‬إال أنه عمليا تم‬
‫استحداث آلية جديدة خارج إطار الميزانية لتسيير برامج التنمية االقتصادية في العقدين األخيرين‬
‫دون وجود تفسير قانوني لذلك وهذا بتنفيذها في إطار حسابات التخصيص الخاص‪ ،‬من خالل فتح‬
‫حساب خاص بالخزينة لكل برنامج‪ ،‬ربما بسبب ضخامة برامج التجهيز العمومي والتي يتجاوز‬
‫تنفيذها في أغلب األاحيان السنة‪ ،‬األمر الذي قد يعرقل إتمام المشاريع بسبب االجراءات المعقدة في‬
‫إطار الميزانية العامة للدولة‪ ،‬مما يحدث مشاكل في التمويل ودفع مستحقات المتعاملين المتعاقدين‪،‬‬
‫وهو ما ال يطرح بالنسبة لحسابات التخصيص الخاص نظرا لالنتقال التلقائي لالعتمادات المسجلة‬
‫في إطارها من سنة مالية ألخرى وهو ما يضمن توفر االعتمادات المناسبة لتغطية النفقات المترتبة‬
‫عنهاوفيما يلي ملخص لحسابات التخصيص الخاص المحدثة لهذا الغرض في إطار البرامج التنموية‬
‫المسطرة‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 20‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 148-09‬المـؤرخ في ‪ 2‬مـاي ‪ ،2009‬المعدل والمتمم‬


‫للمرسـوم التنفيذي رقم ‪ 227-98‬المؤرخ في ‪ 13‬جويلية ‪ 1998‬المذكور سالفا‪.‬‬
‫‪5‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫أ‪ /‬برنامج االنعاش االقتصادي‪ :‬فتح له حساب التخصيص الخاص رقم ‪ 302-108‬المعنون بـ‪:‬‬
‫"تسيير عمليات االستثمارات العمومية المسجلة بعنوان برنامج دعم االنعاش ‪.20041-2001‬‬
‫ب‪ /‬البرنامج التكميلي لدعم االنعاش االقتصادي‪ :‬خصص له حساب التخصيص الخاص رقم ‪-120‬‬
‫‪ 302‬تحت عنوان "حساب تسيير عمليات االستثمارات العمومية المسجلة بعنوان البرنامج التكميلي‬
‫لدعم االنعاش‪.2‬‬
‫ج‪ /‬برنامج دعم النمو االقتصادي‪ :‬تم إدراجه ضمن حساب التخصيص الخاص رقم ‪302-134‬‬
‫المعنون بـ‪ :‬تسيير عمليات االستثمارات العمومية المسجلة بعنوان برنامج دعم النمو االقتصادي‬
‫(‪.3)2014-2010‬‬
‫د‪ /‬برنامج توطيد النمو االقتصادي‪ :‬وضع في إطار حساب التخصيص الخاص رقم ‪302-143‬‬
‫المسمى‪ :‬صندوق تسيير عمليات االستثمار العمومي المسجل بعنوان برنامج توطيد النمو‬
‫االقتصادي (‪.4)2015-2019‬‬

‫ثانيا‪ :‬التقييد المالي للصفقة‬


‫هي المرحلة التي تبين مصادر التمويل وميزانية تقييد الصفقة‪ ،‬وعليه فالتقييد المالي للصفقة‬
‫ضروري لمراقبة وتتبع كيفية صرف األموال العمومية وهذا من خالل متابعة كافة مراحل الصفقة‬
‫من تنفيذ التمويل وصرف النفقات ويظهر ذلك في المذكرة التحليلة المرفقة بمشروع الصفقة كما‬
‫يلي‪:‬‬

‫‪ /1‬التقييد الميزاني‪ :‬من خالله يتم تحديد الميزانية التي قيدت فيها الصفقة‪ ،‬ميزانية التسيير أو‬
‫ميزانية التجهيز‪ ،‬أما في حالة ما إذا قيدت الصفقة في ميزانية التجهيز فإن األمر يتطلب بعض‬
‫المواصفات التي يجب تتبعها والتي تلخص في النقاط التالية‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 230‬من القانون رقم ‪ ،21-01‬المؤرخ في ‪ 22‬ديسمبر ‪ ،2001‬يتضمن قانون المالية لسنة‬
‫‪ ،2002‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد رقم ‪ ،79‬الصادر في ‪ 23‬ديسمبر ‪.2001‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 27‬من األمر رقم ‪ 05-05‬المؤرخ في ‪ 25‬يوليو سنة ‪ ،2005‬تضمن قانون المالية التكميلي‬
‫لسنة ‪ ،2005‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ، 52‬الصادر في ‪ 26‬جويلية ‪ ،2005‬المصادق عليه بالقانون‬
‫رقم ‪ ،15-05‬المؤرخ في ‪ 18‬أكتوبر ‪ ،2005‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،70‬الصادر في ‪ 19‬أكتوبر‬
‫‪.2005‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 70‬من القانون رقم ‪ 09-09‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2009‬يتضمن قانون المالية لسنة‬
‫‪ ،2010‬الجردية الرسمية العدد ‪ ،78‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2009‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 121‬من القانون رقم ‪ ،10-14‬المؤرخ في ‪ 30‬ديسمبر ‪ ،2014‬يتضمن قانون المالية لسنة‬
‫‪ ،2015‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،78‬الصادر في ‪ 31‬ديسمبر ‪.2014‬‬
‫‪6‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫‪ ‬رخصة البرنامج‪ :‬يجب أن يبين فيها (الرقم‪ ،‬تاريخ االصدار‪ ،‬المبلغ االجمالي‪ ،‬مبلغ وتاريخ‬
‫إعادة التقييم وتوزيع المبلغ االجمالي إلى فصول‪.‬‬
‫‪ ‬االلتزام‪ :‬يتضمن مبلغ االلتزام الكلي وكذا مبلغ االلتزامات التي تم إستالمها من مبلغ‬
‫الصفقة‪ ،‬ورصيد االلتزامات‪.‬‬
‫‪ /2‬التمويل‪ :‬عملية التمويل من أهم المراحل التي تمر بها الصفقة‪ ،‬لذا ففي هذه النقطة بالذات يجب‬
‫التفرقة في التمويل بين الحالتين اآلتيتين‪:‬‬

‫‪ ‬مقرر التمويل (تمويل ذاتي)‪ :‬يبين فيه مرجع مقرر التمويل‪ ،‬الرقم‪ ،‬التاريخ‪ ،‬المبلغ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪ ‬شروط القرض الخارجي‪ :‬اإلشارة إلى الخصائص الرئيسية للقرض الخارجي أو لخط‬
‫القرض المستعمل ونوع القرض‪ ،‬المقرض‪ ،‬المبلغ نسبة الفوائد‪ ......‬الخ‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪ :‬التمويل عن طريق ميزانية الجماعات االقليمية‬

‫هو التمويل المستمد من ميزانيات الجماعات االقليمية وبما أن للجماعات اإلقليمية أهمية‬
‫ومكانة كبيرة في الحياة االقتصادية واالجتماعية تتجلى من خالل المهام الملقاة على عاتقها والتي‬
‫يقابلها قلة وشح في الموارد المالية‪ ،‬األمر الذي دفع بالمشرع الجزائري إلى البحث من أجل إيجاد‬
‫السبل األكثر نجاعة في تمويل الصفقات العمومية الممولة محليا‪ ،‬لتخفيف العبئ على الميزانية‬
‫العامة للدو لة‪ ،‬لذا سيتم التطرق في هذه النقطة بالذات إلى أهم مصادر تمويل ميزانيات الجماعات‬
‫االقليمية والتي تمول منها بطبيعة الحال الصفقات المحلية والتي تلخص في العناصر اآلتية‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عائدات الجباية المحلية وعائدات األمالك‬


‫تمول الميزانيات المحلية أساسا من عـائدات الجبـاية سواء كـانت محلية أو مركزيـة ومن‬
‫عـائدات األمـالك المختلفة التـابعة لها‪ ،‬حيث يمكن التمييز في عائدات الجباية المحلية بين الضرائب‬
‫المحلية المباشرة والضرائب غير المباشرة وهي عبارة عن حصص محددة من بعض الضرائب‬
‫العائدة للدولة التي تلخص على النحو اآلتي‪:‬‬

‫‪ /1‬الضرائب المحلية المباشرة‪ :‬الضرائب المباشرة هي تلك الضرائب التي تفرض على واقعة‬
‫وجود عناصر الثروة من دخل ورأس مال‪ 1‬وبالتالي يمكن تلخيص أهم العائدات الخاصة بميزانيات‬
‫الجماعات االقليمية المستمدة من الضرائب المحلية المباشرة التي تتمثل في (الرسم على النشاط‬
‫المهني‪ ،‬الرسم على العقار‪ ،‬رسم التطهير‪ ،‬الرسم على الذبائح‪ ،‬الحقوق الخاصة على البنزين‬
‫الزيوت والمواد الصيدالنية و الرسم على القيمة المضافة)‪.‬‬

‫‪ 1‬علي زغدود‪ ،‬المالية العامة‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬سنة ‪ ،2006‬ص ‪. 198‬‬
‫‪7‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫‪ /2‬الضرائب غير المباشرة‪ :‬تتمثل في النسب التي تستفيد منها ميزانيات الجماعات االقليمية من‬
‫عائدات إستغالل األمالك العمومية‪ ،‬والتي ال تشكل نسبة معتبرة في تمويل الميزانيات المحلية‪،‬‬
‫حيث ال تتعدى نسبتها ‪.% 7‬‬
‫‪ /3‬إيرادات وعوائد األمالك‪ :‬يمكن للجماعات االقليمية من إستغاللها ألمالكها بإعتبارها أشخاص‬
‫إعتبارية تحصيل حقوق أو ضرائب مقابل إستغاللها من طرف الخواص‪ ،‬والتي تتمثل عادتا في‬
‫ح قوق االيجار وحقوق إستغالل األماكن في المعارض واألسواق وعوائد منح االمتيازات‪.‬‬
‫‪ /4‬إيرادات االستغالل المالي‪ :‬تتشكل إيرادات االستغالل المالي من العوائد الناتجة عن بيع منتجات‬
‫أو عرض خدمات توفرها الجماعات االقليمية‪ ،‬تتسم هذه االيرادات بالتنوع وترتبط وفرتها بمدى‬
‫ديناميكية الجماعات االقليمية وتتكون هذه االيرادات من عوائد الوزن والكيل والقياس وعوائد‬
‫الرسوم عن الذبح المتمثلة في ختم اللحوم أو حفظها‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬التمويل الخارجي (خارج الميزانية)‬

‫أوال‪ :‬مساعدات صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية‬


‫بعد عرضنا ألهم مصادر تمويل ميزانيات الجماعات المحلية‪ ،‬يمكن القول بأن هذه العائدات‬
‫غير كافية لتمويل مختلف الصفقات المحلية بالنظر إلى المهام العديدة الملقاة على عاتق البلدية‬
‫والوالية‪ ،‬من هذا المنطلق جاء التفكير في إنشاء صندوق ذا بعد تضامني بين الجماعات اإلقليمية‪.‬‬
‫وعلى هذا األساس تم إنشاء صندوق الجماعات المحلية المشترك‪ 1‬والذي تغييرت تسميته‬
‫سنة ‪ 2014‬إلى صندوق التضامن والضمان للجماعات المحلية والذي يعتبر مؤسسة عمومية ذات‬
‫طابع إداري تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي‪ ،2‬يوضع تحت وصاية وزارة الداخلية‬
‫والجماعات المحلية‪ ،‬حيث تتمثل إيراداته األساسية في حصة من مختلف الضرائب (حصة من‬
‫الرسم على القية المضافة‪ ،‬الرسم على النشاط المهني‪ ،‬حقوق محددة على الوقود والزيوت وحقوق‬
‫محددة على المواد الصيدالنية‪ ،‬إضافة إلى إعانة مقدمة للصندوق في ميزانية التسيير المخصصة‬
‫لقطاع الداخلية والجماعات المحلية‪ ،‬وعليه توزع مختلف اإليرادات السافلة الذكر‪ ،‬سواء التضامنية‬
‫بين الجماعات االقليمية أو المساعدات القادمة من طرف الدولة على البلديات والواليات كما يلي‪:‬‬

‫* تخصيص الخدمة العمومية‪.‬‬


‫* تخصيص الضريبة المتساوية‪.‬‬

‫‪ 1‬المرسوووم رقووم ‪ 266-86‬المووؤرخ فووي ‪ 4‬نوووفمبر سوونة ‪ ،1986‬يتضوومن تنظوويم صووندوق الجماعووات‬
‫المحلية المشترك وعمله‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،45‬الصادر في ‪ 05‬نوفمبر ‪.1986‬‬
‫‪ 2‬المرسوم التنفيذي رقم ‪ 116 -14‬المؤرخ في ‪ 24‬مارس ‪ ،2014‬يتضمن إنشاء صندوق التضامن‬
‫والضمان للجماعات المح لية ويحدد مهامه وتنظيموه وسويره‪ ،‬الجريودة الرسومية العودد ‪ ،19‬الصوادرة‬
‫في ‪ 02‬ابريل ‪.2014‬‬
‫‪8‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫* االعانات االستثنائية‪.‬‬
‫* إعانات التجهيز واالستثمار‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القــــــــــــــــروض‬
‫يعد القرض أحد مصادر التمويل المنصوص عليه في قانوني المنظم للبلدية‪ 1‬والوالية‪،2‬‬
‫والذي يندرج ضمن مصادر التمويل المرخص بها قانونا لميزانيات المحلية‪ ،‬وبالتالي نجد أن‬
‫المشرع الجزائري قد رخص للجماعات اإلقليمية إمكانية اللجوء إلى القروض البنكية قصد‬
‫الحصول على التمويل المناسب‪.‬‬
‫‪ /1‬القروض الداخلية‪:‬‬
‫في الواقع قد أنشأت الدولة الجزائرية منذ سنة ‪ 1964‬بنوكا عمومية تمنح قروضا لفائدة‬
‫الجماعات اإلقليمية وكان أول بنك أخذ على عاتقه هذه المهمة هو الصندوق الوطني للتوفير‬
‫واالحتياط ‪ ،‬لكن بفعل تقل ص الحاجة إلى التمويل طيل األجل لم يعد في وسع هذا الصندوق تأدية‬
‫هذه المهمة‪.3‬‬
‫في هذا السياق‪ ،‬يجدر االشارة بأنه لحد اآلن لم يتم اللجوء لعملية االقتراض من البنوك‪ ،‬وهذا‬
‫راجع ربما لنقص قدرات التسديد أو بسبب تفضيل اللجوء إلى الحصول على مساعدات مباشرة من‬
‫صندوق الجماعات المحلية المشترك‪ ،‬لذا فإنه يستوجب على مسيري الجماعات االقليمية التفكير‬
‫بجدية في إستغالل كافة األمور المسموح بها قانونا من أجل تحسين وضعيتها المالية وبالتالي تلبية‬
‫متطلبات التنمية المحلية المنشودة‪.‬‬

‫‪ /2‬القروض الخارجية‬
‫تلجأ المصلحة المتعاقدة إلى استعمال القروض كوسيلة للتمويل في حالة الصفقات المرتفعة‬
‫التكاليف‪ ،‬أو في حالة الصفقات المبرمة مع األجانب‪ ،‬حيث يسمح التمويل الخارجي بتدخل أطراف‬
‫أجنبية عن المصلحة المتعاقدة تسهل عملية تنفيذ الصفقات العمومية التي عجزت ميزانية الدولة أو‬
‫ميزانية الجمـاعات اإلقليمية عن إنجازها بصفة جيدة‪ ،‬وعلى هذا األساس يمكن للدولة أن تستفيد في‬
‫إطار عالقاتها الخارجية مع الدول األجنبية من قروض حكومية أو قروض مصرفية‪ ،‬تأتيها من‬
‫البنوك اإلقليمية كالبنك اإلفريقي للتنمية أو بنوك عـالمية كالبنك العـــــــالمي‪ ،‬كما يمكنها في‬

‫‪ 1‬المادة رقم ‪ 170‬من القانون رقم ‪ ،10-11‬المؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ ،2011‬المتعلق بالبلدية‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،37‬الصادر في ‪ 03‬جويلية ‪.2011‬‬
‫‪ 2‬المادة رقم ‪ 151‬من القانون رقم ‪ ،07-12‬المؤرخ في‪ 21‬فبراير ‪ ،2012‬المتعلق بالوالية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬العدد ‪ ،12‬الصادر في ‪ 29‬فيفري ‪.2012‬‬
‫‪ http://achi.forumalgerie.net/t60-topic 3‬تاريخ االطالع ‪ 12‬جوان ‪.2011‬‬

‫‪9‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫‪les mésures‬‬ ‫إطـــــار صفقات التوريــدات االستفـــــادة بما يسمى بالتدابير المرافقة "‬
‫‪"d’accompagnement‬‬
‫وعليه يأخذ التدخل الخارجي في تمويل الصفقات األشكال التالية‪:‬‬

‫أ‪ /‬خطوط القرض‬


‫هي قروض طويلة األجل تقدمها الحكومات األجنبية في إطار عالقاتها االقتصادية لدول‬
‫معينة بمعدالت فائدة مناسبة‪ ،‬ويكون هذا من خالل إتفاقية إطار أو بروتوكول بين حكومتين‪ ،‬يحدد‬
‫فيها الحد األدنى والحد األقصى للمبلغ ومدة صالحيته‪ ،‬كما يمكن للدولة المانحة أن تحدد في‬
‫االتفاقية نوع وموضوع الصفقة مع إشتراط التعامل مع البلد المانح‪ ،‬خاصة إذا كان يتوفر على تلك‬
‫السلعة أو الخدمة‪.‬‬
‫وما يالحظ حاليا في الجزائر هو التراجع الكبير في اللجوء إلى هذا النوع من القروض‬
‫نظرا للوفرة المالية في الخزينة العمومية الناتجة عن إرتفاع أسعار النفط في األسواق العالمية‪.‬‬

‫ب‪ /‬القروض الخاصة أو المباشرة‬


‫هي قروض تل جأ إليها الحكومة في حال عجز ميزانية الدولة عن التمويل‪ ،‬على هذا األساس‬
‫تتقدم الحكومة بطلب للمؤسسات المالية لتمويل مشروع معين‪ ،‬بعد دراسة المشروع والموافقة عليه‪،‬‬
‫تحرر اتفاقية القرض يحدد فيها كافة مواصفات المشروع الممول‪ ،‬شروط التمويل‪ ،‬كيفيات وشروط‬
‫التسديد‪.‬‬
‫كما يمكن أن تشترك أكثر من مؤسسة مالية في تمويل المشروع لقاء عموالت مناسبة‪ ،‬وهذا‬
‫لتسهيل المعاملة بين الطرفين خاصة في صفقات التموين‪ ،‬حيث يحل البنك محل الطرف المدين‬
‫مقابل فائدة تحددها شروط السوق المالية‪ ،‬شريطة أن تكون ذات آجال قصيرة‪ ،‬وبالمقابل تستفيد‬
‫الدول المصدرة من قروض التموين‪.‬‬

‫ج‪ /‬استعمال االعتماد السندي كنموذج للتمويل البنكي‬

‫هذه التقنية أحدثت من طرف الغرفة العالمية للتجارة لتعزيز وتطوير المبادالت التجارية‪،‬‬
‫بهدف تجاوز بعض الصعوبات التي تعترض المتعاملين خاصة عندما يكون طرفي المعاملة من‬
‫بلدين مختلفين ولكل منهما مصلحته الخاصة‪ ،‬فيحدث هناك نزاعات في االستالم والدفع بين‬
‫الطرفين‪.‬‬
‫وبالتالي جاءت فكرة القرض المستندي لحل هذه المشكلة‪ ،‬وهذا بدفع البنوك للتدخل بين‬
‫الطرفين‪ ،‬والتي بموجبها يقبل بنك المستورد أن يحل محل المستورد في االلتزام بتسديد وارداته‬
‫لصالح المصدر األجن بي عن طريق البنك الذي يمثله مقابل إستالم الوثائق أو المستندات التي تدل‬

‫‪10‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫على أن المصدر قد قام فعال بإرسال البضاعة المتعاقد عليها‪ ،1‬بحيث تمر هذه العملية بالمراحل‬
‫التالية‪:‬‬

‫‪ /1‬األمر بفتح القرض‪ :‬بعد اتفاق المصلحة المتعاقدة والمتعامل المتعاقد على الصفقة التي ستمول‬
‫باعتماد مستندي‪ ،‬تطلب المصلحة المتعاقدة من بنكها فتح قرض لفائدة المتعامل المتعاقد بمبلغ السلعة‬
‫التي سيشحنها المتعامل المتعاقد بنفس المواصفات المتفق عليها على أن يقدم الفاتورة‪ ،‬وثيقة الشحن‬
‫إضافة لوثيقة التأمين تثبت الشحن الفعلي‪.‬‬
‫‪ /2‬فتح القرض من طرف بنك المصلحة المتعاقدة‪ :‬بعد دراسة الطلب والمصادقة عليه من طرف‬
‫بنك المصلحة المتعاقدة يفتح القرض السندي ويبلغ لبنك المتعامل المتعاقد‪ ،‬بواسطة رسالة موصى‬
‫عليها تسمى رسالة فتح االعتماد‪.‬‬
‫‪ /3‬فتح االعتماد من طرف بنك المتعامل المتعاقد‪ :‬يقوم بنك المتعامل المتعاقد بدراسة األمر بفتح‬
‫االعتماد‪ ،‬ويبلغ للمتعامل المتعاقد مع اإلشارة إلى الوثائق المطلوبة وشروط الدفع قبل التسليم النهائي‬
‫للمبلغ‪.‬‬
‫‪ /4‬إنجاز القرض‪ :‬في هذه المرحلة يسلم المتعامل المتعاقد لبنكه الوثائق المطلوبة وبعد التأكد من‬
‫صحتها وإحتراهما للشروط المتفق عليها في رسالة فتح االعتماد‪ ،‬يقوم بالدفع للمتعامل المتعاقد‬
‫ويرسل الوثائق المناسبة لبنك المصلحة المتعاقدة لتسديد المبلغ‪.‬‬
‫‪ /5‬فك القرض‪ :‬بعد استالم والتحقق من طرف بنك المصلحة المتعاقدة من الوثائق الالزمة‪ ،‬يسدد‬
‫لبنك المتعامل المتعاقد المبلغ المناسب‪ ،‬ويبلغ المشتري بصفته المدين األصلي لكي يسدد قرضه‪،‬‬
‫وعند التسديد يتم فك القرض بتحرير الوثائق الضرورية التي من خاللها تحصل المصلحة المتعاقدة‬
‫على السلعة المتفق عليها‪.‬‬

‫المبحث الثالث‪ :‬اإلجراءات اإلدارية والمحاسبية لتنفيذ الصفقة‬

‫بما أن الصفقات العمومية تندرج ضمن النفقات العمومية فهي تخضع بطبيعة الحال لنفس‬
‫القواعد المستمدة من القانون رقم ‪ 21/90‬المتعلق بالمحاسبة العمومية إضافة إلى بعض القواعد‬
‫المستمدة من القوانين التي تنظم الصفقات العمومية السيما في مجال تنفيذ التمويل والضمانات‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬أشكال الدفع والضمانات المقدمة‬


‫قد يعترض تنفيذ بعض المشاريع صعوبات تواجه المتعامل المتعاقد كنقص السيولة النقدية‬
‫مما يسبب عدم توازن في ميزانيته‪ ،‬األمر الذي يدفع المصلحة المتعاقدة إلى تسوية هذه الوضعية من‬

‫‪ 1‬الطاهر لطرش‪ ،‬تقنيات البنوك‪ ،‬دراسة في طرق إستخدام النقود من طرف البنوك مع إشارة إلى‬
‫التجربة الجزائرية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬الطبعة الرابعة‪ ،‬سنة ‪ ،2005‬ص‪.117 ،‬‬
‫‪11‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫خالل التسوية المالية للصفقة وهذا بدفع التسبيقات و‪/‬أو الدفع على الحساب وبالتسويات على رصيد‬
‫الحساب على أال تشمل هذه الدفعات تسديدا نهائيا للصفقة كما ال تخفف من مسؤولية المتعامل‬
‫المتعاقد من حيث تنفيذ الكامل والمطابق والوفي للخدمات المتعاقد عليها ‪.1‬‬

‫الفرع األول‪ :‬أشكــــال الدفـــع‬


‫هناك نوعين من الطرق التي يعتمد عليها في التسوية اإلدارية للصفقة العمومية حيث تأخذ‬
‫شكل تسبيقات تمنحها المصلحة المتعاقدة للمتعامل المتعاقد‪ ،‬منها العادية وأخرى استثنائية هي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التسبيقات العادية‪ :‬التسبيق هو كل مبلغ يدفع قبل تنفيذ الخدمات موضوع العقد‪ ،‬وبدون مقابل‬
‫للتنفيذ المادي الخدمة‪ ،2‬هذا اإلجراء يسمح للمؤسسة المتعاقدة من الحصول على سيولة نقدية‬
‫تساعدها في االنطالق في تجسيد المشروع‪ ،‬كما ي ّمكن اإلدارة من بلوغ أهدافها المتمثلة أساسا في‬
‫انطالق المشروع في الوقت المحدد له لكن ال يجب دفع التسبيقات حسب التنظيم المعمول به إال إذا‬
‫قدم المتعامل المتعاقد مسبقا كفالة بإرجاع التسبيقات يصدرها بنك خاضع للقانون الجزائري أو‬
‫صندوق ضمان الصفقات العمومية ‪ ، 3‬أما فيما بخصوص كفالة المتعهد األجنبي يصدرها بنك‬
‫خاضع للقانون الجزائري وتنقسم التسبيقات إلى‪:‬‬

‫‪ /1‬التسبيقات الجزافية ‪ :les avances forfaitaires‬هذا النوع من التسبيقات يمثل تمويال قبليا‪،‬‬
‫ويتم بطريقة آلية‪ ،‬بحيث يمكن للمتعامل المتعاقد أن يطلبها وتقدر بـ‪ % 15 :‬من السعر األولي‬
‫للصفقة‪ ،‬وقد يدفع التسبيق مرة واحدة أو على عدة أقساط تحدد مراحل الدفع في نص الصفقة‪ ،‬وقد‬
‫يتم تجاوز هذه النسبة أي (‪ )%15‬في حالة ما إذا كانت قواعد الدفع و‪/‬أو التمويل المقررة على‬
‫الصعيد الدولي تتطلب ذلك ورفضها يكون له ضرر أكيد بالمصلحة أثناء التفاوض على الصفقة‪،‬‬
‫ويكون هذا إال بعد إستشارة لجنة الصفقات المختصة والموافقة الصريحة من الوزير الوصي أو‬
‫مسؤول الهيئة الوطنية المستقلة أو الوالي حسب الحالة‪.4‬‬

‫‪ /2‬التسبيق على التموين‪ :‬يعتبر تسبيق إضافي على التسبيق الجزافي ألصحاب صفقات األشغال‬
‫والتزويد باللوازم‪ ،‬على أال يتجاوز المبلغ المتراكم بمنح التسبيقات ‪ % 50‬من السعر األولي‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 108‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪ 2‬المادة ‪ 109‬من نفس المرسوم الرئاسي‪ ،‬أعاله‪.‬‬

‫‪ 3‬تقوم اإلدارة صاحبة المشروع بتقديم تسبيق للمتعامل المتعاقد الفائز بالصفقة‪ ،‬إال بعد الحصول‬
‫على كفالة التسبيق من طرف أحد البنوك‪.‬‬
‫‪ 4‬المادة ‪ 111‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ، 247-15‬سبق ذكره‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫للصفقة‪ ،‬كما يشترط فيه إبراز عقود الشراء أو طلبات مؤكدة للمواد أو المنتوجات الضرورية لتنفيذ‬
‫الصفقة مع إلزام صريح باإليداع في مكان التسليم‪.1‬‬

‫ثانيا‪ :‬التسبيقات االستثنــائية‪ :‬يمكن للمصلحة أن تمنـح تسبيقا إستثنـائيا‪ ،‬بـواسطة تقديـم الدفع على‬
‫الحسـاب بسبب وجــود ظروف خــاصة محددة بنـاءا على رأي اللجنة االستشــارية للصفقـات‪ ،‬وال‬
‫يقدم إال إذا برر المتعامل المتعاقد تنفيذه لعمليات األشغال أو التموينات‪ ،‬والدفـع على الحسـاب هـو‬
‫كل دفــع تقـوم به المصلحة المتعــاقدة إذا أثبت المتعامل المتعاقد القيام بعمليات جوهرية في تنفيذ‬
‫الصفقة‪ ،2‬كما قد يكون التنفيذ جزئيا للصفقة‪ ،‬وله طابع إحتياطي‪ ،‬بحيث أن المستفيد منه يبقى مدينا‬
‫حتى التسوية النهائية للصفقة‪ ،‬كما أنه ال يرتبط بتأسيس ضمانات معينة‪ ،‬بحيث يكون الدفع على‬
‫الحساب شهريا‪ ،‬غيـر أنه يمكن أن تنص الصفقة على فترة أطول تتالءم مع طبيعة الخدمـات‪ ،‬وال‬
‫يسدد مبلغ الدفـع على الحسـاب إال بعد تأدية الخدمة عكس التسبيقات‪ ،‬أما شروط الحصول على‬
‫الدفع على الحساب فهي ترتبط أساسا بـ‪:‬‬
‫‪ -‬إثبات القيام بعمليات جوهرية في تنفيذ الصفقة‪.‬‬
‫‪ -‬عدم تجاوز مبلغ الدفع على الحساب قيمة الخدمات المنفذة ‪.‬‬
‫‪ -‬ال يستفيد منه المتعامل المتعاقد إال فيما يخص التموينات المقتناة في الجزائر‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬التسوية على رصيد الحساب‪ :3‬هي الدفع المؤقت أو النهائي للسعر المنصوص عليه في‬
‫الصفقة بعد التنفيذ الكامل والمرضي لموضوعها وال تتجاوز التسوية النهائية ‪ 30‬يوما من استالم‬
‫الكشف أو الفاتورة‪ ،‬غير أنه يمكن تجاوز هذه المدة بقرار من الوزير المكلف بالمالية على أال‬
‫تتجاوز المدة شهرين‪.‬‬
‫لكن يجب التمييز هنا بين الصفقة التي تنص في بنودها على أجل ضمان والصفقة التي ال‬
‫تنص في بنودها على وجود مدة ضمان‪ ،‬علما أن أجل الضمان يخص الفترة التي تلي إنتهاء‬
‫األشغال والغرض منه تمكين المصلحة المتعاقدة من التحقق من التنفيذ الجيد للصفقة لتفادي ظهور‬
‫عيوب بعد إتمام الصفقة‪ ،‬وهذا على النحو التالي ‪:‬‬

‫‪ /1‬في حالة عدم وجود مدة ضمان‪ :‬تتأكد في هذه الحالة المصلحة المتعاقدة من حسن تنفيذ الصفقة‬
‫ومطابقتها للمواصفات التقنية المطلوبة لتحرر بعد ذلك محضر استالم نهائي وبعدها تقوم بالتسوية‬
‫على حساب الرصيد من خالل تسديد المبالغ المالية المستحقة للمتعامل المتعاقد‪ ،‬يخصم منها‬
‫اقتطاعات الضمان التي لم ترد مع شطب الكفاالت التي كونها المتعامل المتعاقد عند االقتضاء‪،‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 113‬و ‪ 115‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.247-15‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 117‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.247-15‬‬
‫‪ 3‬المواد ‪ 120‬و‪ 122‬من المرسوم الرئاسي ‪ ،247-15‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫وبذلك تكون المصلحة المتعاقدة قد قامت بالتسوية النهائية على حساب الرصيد‪ ،‬لتختتم عملها‬
‫بتحرير ضمان حسن التنفيذ‪.‬‬

‫‪ /2‬في حــالة وجــود مدة ضمان‪ :‬تمضي بمـوجبـه المصلحة المتعــاقدة محضر استالم مؤقت‪ ،‬وهذا‬
‫بمجرد التأكد من خلوها من عيوب ظاهرية ومطابقتها لألشغال المنصوص عليها في بنود الصفقة‪،‬‬
‫بحيث تقوم المصلحة المتعاقدة بالتسوية المؤقتة على رصيد الحساب للمتعامل المتعاقد عن طريق‬
‫دفع المبالغ المستحقة مع اقتطاع‪:‬‬
‫‪ -‬الضمان المحتمل‪.‬‬
‫‪ -‬الغرامات المالية التي تبقى على عاتق المتعامل عند االقتضاء‪.‬‬
‫‪ -‬الدفعات بعنوان التسبيقات والدفع على الحساب‪ ،‬على اختالف أنواعها التي لم تسترجعها‬
‫المصلحة المتعاقدة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬أنواع الضمانات‬
‫يلزم المرسوم الرئاسي المنظم للصفقات العمومية المصلحة المتعاقدة الحرص على إيجاد‬
‫الضمانات الضرورية التي تضمن منافسة نزيهة والظروف المواتية إلختيار المتعاملين مع توفير‬
‫أحسن الشروط لتنفيذ الصفقة‪ ،‬لذا سوف يتم التطرق في هذه النقطة ألنواع الضمانات المكفولة قانونا‬
‫والتي تنقسم لثالثة أنواع‪:‬‬

‫أوال‪ :‬ضمان رد التسبيقات‪ :‬هنا يجب التمييز بين‪:‬‬

‫‪ -‬ضمان استرداد التسبيق الجزافي‪.‬‬


‫‪ -‬ضمان استرداد التسبيق على حساب التموين‪.‬‬
‫إن تأسيس هذين الضمانين هو إجباري كون المرسوم المنظم للصفقات العمومية يشترط التحرير‬
‫المسبق لكفالة معادلة بإرجاع التسبيقات ‪ 1‬يصدرها بنك خاضع للقانون الجزائري أو صندوق‬
‫ضمــان الصفقــات العموميـة‪ ،‬وتسمى في مضمــون المرســوم "بكفالة رد التسبيقات"‪ ،‬وتتم‬
‫عملية االسترداد بوضع الكشوف الخاصة باألشغال‪ ،‬مع خصم نسبة من مبلغ التسبيق مثال‪:‬‬
‫‪ -‬مبلغ التسبيق يساوي ‪ 10.000‬وحدة نقدية‪.‬‬
‫‪ -‬نسبة الخصم تقدر بـ‪.% 5 :‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 110‬من المرسوم الرئاسي ‪ ، 247-15‬السالف الذكر‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫وعليه التسبيق يساوي ‪ 9.500‬وحدة نقدية‪ ،‬أما الباقي أي ‪ 500‬وحدة نقدية‪ ،‬هي نسبة الخصم‬
‫التي تعتبر بالنسبة للمصلحة المتعاقدة كضمان إلسترداد التسبيق المخصوم الذي تحصل عليه‬
‫المتعامل المتعاقد‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬ضمان حسن التنفيذ‪ :‬هو عبارة عن كفالة يؤسسها المتعامل المتعاقد لدى بنك معتمد يخضع‬
‫للقانون الجزائري يضمن من خاللها للمصلحة المتعاقدة اإللتزام بتنفيذ الصفقة كما هو متفق عليه في‬
‫بنودها‪ ،‬ويعفى من هذه الكفالة بعض صفقات الدراسات والخدمات‪ ،‬كما ال يمكن للمصلحة المتعاقدة‬
‫في حالة الصفقات التي ال تتجاوز ‪ 03‬أشهر إعفاء المتعامل المتعاقد من ضمان حسن التنفيذ‪ ،‬وتمنح‬
‫هذه الكفالة من البنك لتفادي قيام المتعامل المتعاقد بتقديم النقود في شكل سيولة كضمان لحسن تنفيذ‬
‫الصفقة‪.1‬‬
‫وعليه فإن تأسيس هذا الضمان يأتي في إطار احتمال وقوع بعض المخاطر التي قد تطرأ‬
‫على المشروع‪ ،‬ويتم هذا ضمن إطار زمني محدد يغطي مرحلة االنجاز التي تبدأ يوم إعطاء األمر‬
‫ببدأ باألشغال إلى غاية االستالم المؤقت للصفقة‪ ،‬وال يمكن في كل الحاالت أن يقل مبلغ هذا الضمان‬
‫عن ‪ % 5‬من مبلغ الصفقة‪ ،‬على أال يتعدى ‪.2 % 10‬‬
‫أما بالنسبة للصفقات التي ال تندرج ضمن اختصاص اللجان الوطنية للصفقات تتراوح نسبة‬
‫الضمان فيما بين ‪ % 1‬إلى ‪ % 5‬من مبلغ الصفقة‪ ،‬إال أن الحرفيون الفنيون والمؤسسات المصغرة‬
‫الخاضعة للقانون الجزائري معفون من تقديم كفالة حسن تنفيذ الصفقة عندما يتدخلون في عمليات‬
‫عمومية لترميم ممتلكات ثقافية‪.3‬‬

‫ثالثا‪ :‬كفــالــــة الضــمــان‪ :‬هذه الكفــالـة يضمن من خاللها خلو مـوضــوع الصفقة من أي عيب‬
‫خفي‪ ،‬يمكن أن يظهر بعد االستالم المؤقت‪ ،‬إذ هي تغطي المرحلة بين االستالم المؤقت إلى تاريخ‬
‫االستالم النهائي بمعنى أنه بعد القيام بإجراءات االستالم المؤقت يتم تحويل كفالة حسن التنفيذ‪ ،‬إلى‬
‫كفالة ضمان وتحرر هذه الكفالة بعد شهر واحد من تاريخ االستالم النهائي لألشغال‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور صندوق ضمان الصفقات العمومية‬

‫تم إنشاء صندوق ضمان الصفقات العمومية سنة ‪ 1998‬وهو مؤسسة عمومية ذات طابع‬
‫صناعي وتجاري‪ ،EPIC‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي كما يعتبر الصندوق تاجرا‬

‫‪ 1‬الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 133‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.247-15‬‬
‫‪ 3‬الفقرة الثانية والرابعة من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،.247-15‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫في عالقاته مع الغير وهو موضوع تحت وصاية الوزارة المكلفة بالمالية‪ ،1‬وبالتالي هو يخضع‬
‫لقانون ‪ 01-88‬المؤرخ في ‪ 12‬جانفي ‪ 1988‬المتضمن قانون توجيه المؤسسات العمومية‬
‫االقتصادية‪ ،‬المعدل والمتمم واألمر رقم ‪ 04-01‬المؤرخ في ‪ 20‬أوت ‪ ،2001‬يتعلق بتنظيم‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية وتسييرها وخوصصتها وتتلخص مهامه في ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القرض باإلمضاء‬


‫يمنح صندوق ضمان الصفقات العمومية للمتعامل المتعاقد كفاالت وضمانات تمكنه من تنفيذ‬
‫كل ما أتفق عليه مع المصلحة المتعاقدة ويكون هذا من خالل‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االستفادة من الكفاالت‪ :‬الكفالة عبارة عن إلتزام قانوني مكتوب من طرف صندوق ضمان‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬يتعهد بموجبه بتسديد الدين الموجود على عاتق الزبون (متعهد – متعامل) في‬
‫حالة عدم قدرته على الوفاء بإلتزاماته ويحدد في هذا االلتزام مدة الكفالة ومبلغها‪ 2‬وبالتالي تعد‬
‫بمثابة الضمان الذي يقدمه المتعامل المتعاقد للمصلحة المتعاقدة لتجنب تجميد جزء من سيولته‪،‬‬
‫حيث أنه من خالل هذه الكفالة يتم ضمان تنفيذ مختلف إلتزامات المؤسسة التي رست عليها عملية‬
‫استدراج العروض وحازت على الصفقة‪ ،‬وعمليا يكتفي الصندوق بإصدار موافقة في شكل وثيقة‬
‫تمنح للمتعامل المتعاقد يكون بموجبها الصندوق ضامنا للمتعامل أمام المصلحة المتعاقدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬منح الضمانات‪ :‬تعد الضمانات ثاني وسيلة لتدخل صندوق ضمان الصفقات العمومية‬
‫بواسطة منحه قروض بالتوقيع وهو عبارة عن كفالة يلزم بموجبها الضامن (الصندوق) بضمان‬
‫وفاء قيمة السند على وجه التضامن مع الطرف الذي جرى الضمان لحسابه‪ ،3‬وتأخذ هذه الضمانات‬
‫ثالثة أشكال هي‪:‬‬

‫‪ /1‬التمويل القبلي ‪ :Le Préfinancement‬تسمح لصاحب الصفقة بالحصول على‬


‫السيولة الالزمة من البنوك قبل البدأ في األشغال‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة األولى والرابعة من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 67-98‬المؤرخ في ‪ 21‬فبراير سنة ‪،1998‬‬
‫يتضمن إنشاء صندوق ضمان الصفقات العمومية وتنظيمه وسيره‪ ،‬المعدل‪.‬‬

‫‪ 2‬الطاهر لطرش‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.68‬‬


‫‪ 3‬فوزي محمد سامي‪ ،‬شرح القانون التجاري – المجلد الثاني‪ ،‬مكتبة دار الثقافة للنشر والتوزيع‪،‬‬
‫عمان ‪ ،1997‬ص ‪.195‬‬
‫‪16‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫‪ /2‬تعبئة الديون ‪ :La Mobilisation des Créances‬يمكن لصندوق ضمان‬


‫الصفقات العمومية تعبئة الديون الناشئة بمناسبة تنفيذ الصفقات العمومية‪،1‬حيث تتم هذه العملية‬
‫خالل أو عند االنتهاء من االنجاز‪ ،‬كما تمكن المتعامل المتعاقد من الحصول ورصد األموال التي‬
‫يلتزم اآلمرون بالصرف بدفعها‪ ،‬وهذا بعد القيام عند االقتضاء بمراقبة مسبقة‪.‬‬
‫‪ /3‬االعتمادات اإلجمالية ‪ :Les Crédits Globales 2‬يمنح الصندوق للمؤسسات‬
‫إعتمادات إجمالية في حالة ما إذا كانت تتمتع بسمعة جيدة وتحوز على صفقات منتظمة مع الدولة أو‬
‫فروعها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تقنـيــات التدخـل‬


‫يقوم الصندوق بمنح التسبيقات بطريقة غير مباشرة وهذا عن طرق التظهير ذلك بهدف‬
‫‪3‬‬

‫تسهيل التنفيذ المالي للصفقة مع ضمان إعادة التمويل للبنوك لدى البنك المركزي وهنا يمكن التمييز‬
‫بين نوعين من التظهير هما التظهير المشروط وغير المشروط‪ ،‬لكن نجد أنه ال توجد قواعد محددة‬
‫للتفرقة بينهما بل يرجع ذلك للتفاوض بين البنك وصندوق ضمان الصفقات العمومية بعد دراسة‬
‫الوضعية المالية للمؤسسة المتعاقدة مع اإلدارة وتقدير درجة الخطر وكذلك دراسة تبعات القرض‬
‫على هذا األساس تحدد درجة تحمل المسؤولية لكل طرف وكذلك نسبة العمولة التي يستفيد منها‪،4‬‬
‫لكن عمليا يمكن التفرقة بينهما كما يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬التــظــهــير المشـــروط‬


‫هي العملية التي يحدد من خاللها مانح الضمان شروط تنفيذ االلتزام كاقتراح تجزئة‬
‫المخاطر بين الصندوق أو البنك أو تحمل البنك لكافة المخاطر‪ ،5‬ويسمى بذلك ألن الصنــدوق هـو‬
‫الذي يفرض شــروطه على البنك‪ ،‬إذا ما أراد هذا األخير أن يشاركه الصندوق األخطار التي‬
‫يتحملها‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة الرابعة من دفتر الشروط الملحق بالمرسوم التنفيذي رقم ‪ 67-98‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Kharchi Naoui, conférence sur les problèmes lies a la constitution des‬‬
‫‪cautions et rôle de la C.G.M.P, école nationale d’administration, 1999.‬‬
‫‪ 3‬هي العملية التي يقوم من خاللها الصندوق بااللتزام بالدفع على سند األمر بعد كل من المؤسسة‬
‫والبنك في حالة ما إذا أثبت أن المدين عاجز عن الوفاء‪.‬‬
‫‪ 4‬بحري إسماعيل‪ ،‬الضمانات في مجال الصفقات العمومية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،2009/2008 ،‬ص ‪.107‬‬
‫‪ 5‬عبد الغني بن زمام‪ ،‬تمويل الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في الحقوق‪ ،‬فرع قانون األعمال جامعة الجزائر بن يوسف بن خدة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬سنة‬
‫‪ ،2008/2007‬ص ‪.124‬‬
‫‪17‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫ثانيا‪ :‬التظــهــير غــير المشــروط‬


‫‪1‬‬

‫يكون عندما ال يحدد أي شرط لتنفيذ االلتزام‪ ،‬حيث تستبعد فيه مسؤولية البنك في تحمل‬
‫األخطار‪ ،‬بحيث تقع على عاتق الصندوق لوحده‪.‬‬

‫المبحث الرابع‪ :‬األسعــــار وكيفية مــراجعــتــها‬

‫يجب هنا التمييز بين األسعار والمبالغ المطبقة على الصفقات‪ ،‬فالسعر هـو السبب المؤدي‬
‫إلى إبرام الصفقة‪ ،‬وعلى أساسه يتم اختيار المتعامل المتعاقد‪ ،‬وهو جزء من المبلغ‪ ،‬أما المبلغ فهو‬
‫يضم مجموع األسعار ويحتسب بإضافة مجموع األسعار إلى نسب الضرائب المفروضة قانونا‬
‫وللتعمق أكثر سيتم دراسة هذه النقطة بالتفصيل فيما يلي‪:‬‬
‫المطلب األول‪ :‬األسعار والمبالغ المعتمدة عند الدفع‬
‫في هذه النقطة سيتم التطرق بإيجاز إلى األسعار والمبالغ المعتمدة عند الدفع والتفرقة بينهما‬
‫وهذا من خالل تحديد كيفيات دفع مستحقات المتعامل المتعاقد مع التمييز بين المبالغ المطبقة على‬
‫الصفقات الوطنية والصفقات الدولية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األسعار‬


‫تتم عملية دفع مستحقات المتعامل المتعاقد وفقا ألربعة طرق نصت عليها المادة ‪ 96‬من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 247-15‬المنظم للصفقات العمومية والتي يتم التطرق لها بالتفصيل فيما‬
‫يلي‪:‬‬

‫أوال‪ :‬السعر اإلجمالي والجزافي‬


‫عبارة عن تحديد جزافي لقيمة السلعة‪ ،‬دون الدخول في تفاصيل مركباتها وهذا مهما كان‬
‫العدد‪ ،‬ويعتبر نقيضا لسعر قائمة سعر الوحدة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬قائمة سعر الوحدة‬


‫يتضمن تحديدا لسعر كل وحدة من الوحدات المقتناة وهو الذي تم االتفاق عليه بين المصلحة‬
‫المتعاقدة والمتعامل المتعاقد‪ ،‬ويستعمل عندما تتضمن الصفقة تنفيذ عدة خدمــــات متماثلة أو عدة‬

‫‪ 1‬خرشي النوي‪ ،‬محاضرات حول الصفقات العمومية‪ ،‬المدرسة الوطنية لإلدارة‪ ،‬الجزائر‪،‬‬
‫‪.2005/2004‬‬
‫‪18‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫أصناف تتضمن وحــــدات متماثلة‪ ،1‬لكن البعض يرى بأن هذه الطريقة تمس بمبدأ جوهري في‬
‫العالقات التعاقدية وهو االلتزام بتحديد السعر بدقة عند إبرام العقد‪. 2‬‬

‫ثالثا‪ :‬النفقات المراقبة‬


‫يتم فيها تسديد الثمن تماشيا مع تقدم األشغال المنجزة والمثبتة من طرف المتعامل المتعاقد‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬السعـر المختلط‬


‫يجمع بين السعر اإلجمالي الجزافي وسعر الوحدة‪ ،‬ونجد هذا النوع من األسعار في صفقات‬
‫أشغال البناء‪ ،‬حيث يطبق السعر اإلجمالي الجزافي على المنشآت القاعدية التي يمكن تحديد قيمتها‬
‫مسبقا‪ ،‬ويطبق السر الوحدوي على األشغال التي ال يمكن تحديد قيمتها بدقة‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪ :‬المبالغ‬
‫فيما يخص المبالغ يجدر بنا التمييز بين المطبقة على الصفقات الوطنية وتلك المطبقة على‬
‫الصفقات الدولية وهذا كما هو مبين أدناه‪:‬‬

‫أوال‪ :‬المبالغ المطبقة على الصفقات الوطنية‬


‫تضم مجموع األسعار التي تم حسابها على أساس السعر اإلجمالي والجزافي أو على أساس‬
‫قائمة سعر الوحدة‪ ،‬النفقات المراقبة أو بسعر مختلط‪ ،‬بحيث تحسب هذه المبالغ بإضافة مبلغ السلعة‬
‫أو األشغال إلى الرسوم كالرسم على القيمة المضافة مثال‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬المبالغ المطبقة على الصفقات الدولية ‪les incoterms‬‬


‫يسدد مبلغ الصفقة في التعامالت الدولية بالعملة األجنبية مع ضرورة ذكر ما يقابلها من‬
‫العملة الوطنية‪ ،‬واالشارة إلى مقدار التحويل والمرجع واليوم المعتمد‪ ،‬حيث تحتسب على أساس‬
‫معايير دولية تحدد كيفيات حساب األسعار وذلك بالنظر للطرف الذي يتحمل النفقات‪ ،‬قد تم‬

‫‪ 1‬أكرور ميريام‪ ،‬السعر في الصفقات العمومية‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في الحقوق‪ ،‬جامعة‬
‫الجزائر بن يوسف بن خدة‪ ،‬كلية الحقوق‪ ،‬سنة ‪ ،2008/2007‬ص ‪.42‬‬
‫‪2‬‬
‫‪ELFASSI Fatima- zohra, le régime juridique de la rémunération dans les‬‬
‫‪marchés publics de fournitures en droit algérien, thèse pour le doctorat en‬‬
‫‪droit public de l’entreprise, université Montpellier, France, 1991, p 158.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪AOUDIA, K, LALLEM M, SABRIN, Guide de gestion active des‬‬
‫‪marchés publics, I.S.G.P, Alger, Avril 2003, p 69.‬‬
‫‪19‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫إستحداثها سنة ‪ 1936‬من طرف الغرفة العالمية للتجارة "‪ "CCI‬وهي تخضع لمراجعة دورية‬
‫كان آخرها سنة ‪ ،12000‬كما أنها تقسم هذه األسعار إلى‪:‬‬

‫‪ /1‬سعر الوضع في ميناء المصدر ‪ :Free on Board2‬هو سعر تكلفة السلعة عند وضعها في‬
‫الميناء‪ ،‬حيث يقوم البائع بوضع السلعة في الميناء المتفق عليه في الصفقة‪ ،‬والباقي هو على عاتق‬
‫المشتري الذي يتحمل نفقات كراء الباخرة وكل الرسوم واألخطار وكذا نفقات شحن السلعة من‬
‫ميناء المصدر إلى غاية وصولها‪.‬‬
‫‪ /2‬سعر الوضع في ميناء المورد ‪ :3‬يتحمل المتعامل المتعاقد كافة النفقات األساسية الخاصة‬
‫بالسلعة وكراء الباخرة ونفقات الجمارك‪ ،‬إال أن المصلحة المتعاقدة تتحمل كل األخطار والخسائر‬
‫المحتملة وكل ارتفاع في األسعار ونفقات التأمين ومصاريف النقل من ميناء الوصول إلى غاية‬
‫مكان التخزين ‪.‬‬
‫‪ /3‬سعر تأمين الشحن‪ :‬يستعمل في المحاسبة الوطنية لتقييم تكاليف التبادالت التجارية‪ 4‬هو يشمل‬
‫إضافة لسعر الوضع في ميناء المورد مصاريف أخرى تتمثل في مصاريف تأمين السلع التي‬
‫يتحملها المتعامل المتعاقد مع المصلحة المتعاقدة ويكون ذلك على النحو اآلتي‪:‬‬
‫* من جهة المتعامل المتعاقد‪ :‬دفع قيمة كراء الباخرة ومصاريف الشحن حتى ميناء‬
‫الوصول مع كتابة تأمين بحري‪.‬‬
‫* من جهة المصلحة المتعاقدة‪ :‬عند قبول السلعة تقدم المصلحة المتعاقدة الوثائق التالية‪:‬‬
‫فاتورة تجارية‪ ،‬تذكرة الشحن‪ ،‬رخصة التصدير وثيقة التأمين ودفع مصاريف الشحن إن لم تكن‬
‫مدرجة في السعر‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬تحيين األسعار‬


‫يرى البعض أن تقنية تحيين األسعار تعبر عن إرادة السلطات العمومية في تشديد الرقابة‬
‫على المراجعة لتجنب آثارها المنافية للمنافسة‪ ،1‬والتحيين هو عبارة عن ترحيل األسعار االبتدائية‬

‫‪1‬‬
‫‪Les incoterms , international commercial termes mars 2009,p 1‬‬
‫‪http://www.bretagne.cci.fr/files/crci_bretagne/s_internationaliser/Fiches-‬‬
‫‪reglementaires/Incoterms.pdf 5/07/2011.‬‬
‫‪ http://fr.wikipedia.org/wiki/Free_On_Board 2‬تاريخ االطالع ‪.2011/07/07‬‬

‫‪ http://fr.wikipedia.org/wiki/Cost_and_Freight 3‬تاريخ االطالع ‪.2011/07/07‬‬

‫‪ http://fr.wikipedia.org/wiki/co%c3%bbt,_assurance_et_fret/ 4‬تاريخ‬
‫االطالع ‪.2011/07/07‬‬

‫‪20‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫إلى تاريخ البدأ باألشغال نتيجة لبعض المتغييرات والظروف االقتصادية التي تستدعي إلى ضرورة‬
‫تحيين األسعار‪ 2‬وهذا باستبدال السعر االبتدائي بالسعر الجديد ويكون هذا وفقا للصيغ المتفق عليها‬
‫في بنود الصفقة‪ ،‬وبالتالي فتحيين األسعار يخص المرحلة التي تسبق تنفيذ الصفقة‪ ،‬نتيجة لتأخر‬
‫المصلحة المتعاقدة في إتمام إجراءات تنفيذ الصفقة‪.‬‬
‫إال أنه يمكن القيام بعملية تحيين األسعار في الصفقات التي نصت في بند من بنودها على‬
‫"تحيين األسعار" في حالة ما إذا كانت المدة الفاصلة بين تاريخ إيداع العروض وتاريخ الشروع في‬
‫تنفيذ الخدمة تفوق مدة تحضير العرض مع إضافة ثالثة أشهر‪ ،3‬لذا فإنه يشترط إلجراء التحيين‬
‫األخذ بالحسبان العناصر اآلتية‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مدة صالحية العرض‬


‫يقصد بها المدة التي يلزم بها العارضون على اإلبقاء على عروضهم وتحديدها راجع‬
‫للمصلحة المتعاقدة من خالل الوثائق الخاصة بطلب العروض والتي تحدد وفق‪:‬‬

‫أوال‪ :‬تاريخ إيداع العروض‬


‫يتماشى األجل عادتا وخصوصيات كل صفقة مع مراعاة ضرورة فتح المجال والوقت‬
‫لتوسيع المنافسة قدر اإلمكان‪ ،‬وبالتالي فإنه من خالل الوقت المحدد لوضع العروض يمكن االعتماد‬
‫عليه في حالة ما إذا عرفت الصفقة تحيينا‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬تاريخ بدأ األشغال‬
‫في حالة القيام بالتحيين يكتسي تاريخ بدأ األشغال أهمية كبيرة ألن األرقام االستداللية‬
‫القاعدية التي تأخذ بعين االعتبار هي األرقام الخاصة بالفترة التي أعطي فيها األمر باألشغال‪،‬‬
‫خاصة إذا كان األمر بالخدمة قد صدر بعد انقضاء فترة صالحية العرض واألسعار‪.4‬‬
‫ثالثا‪ :‬نهاية صالحية العرض‬
‫يعتمد بشكل كبير عند تحيين األسعار على تاريخ نهاية صالحية العروض سواء (طلب‬
‫العروض‪ ،‬التراضي)‪.‬‬
‫وعليه فإن األرقام االستداللية القاعدية التي يعتد بها في هذه الحالة هي أرقام الشهر الذي‬
‫انتهت فيه صالحية العرض وعندما يكون األمر بالشروع في األشغال قد أعطى قبل نهاية صالحية‬
‫العرض أو األسعار‪.5‬‬
‫‪1‬‬
‫‪LAGURRE ALAIN, Marchés Publics et Concurrence, le moniteur‬‬
‫‪France, 1989, p459.‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 98‬من المرسوم الرئاسي ‪ ، 247-15‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪ 3‬نفس المادة‪.‬‬
‫‪ 4‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 104‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.247-15‬‬
‫‪ 5‬المادة ‪ 104‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.247-15‬‬
‫‪21‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫رابعا‪ :‬تاريخ إمضاء الصفقة‬


‫ترخص الفقرة الثانية من المادة ‪ 98‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬ضمنيا للمصلحة‬
‫المتعاقدة تحيين أسعار الصفقة المبرمة بالتراضي بعد االستشارة عند انقضاء آجال صالحية السعر‬
‫المنصوص عليها في التعهد وهو الذي يفصل بين تاريخ المحدد إليداع العروض وتاريخ األمر‬
‫بالشروع في تنفيذ الخدمة‪ ،‬عندما نصت صراحة بأن " الصفقات العمومية المبرمة بصيغة التراضي‬
‫البسيط غير قابلة للتحيين" وهو ما يدل بأن صيغة التراضي بعد االستشارة معنية بالتحيين إذا‬
‫توافرت شروط المحددة في المادة ‪ 100‬من ذات المرسوم‪ ،‬بمعنى أن المتعامل المتعاقد يكون في‬
‫هذه الحالة قد أمضى الصفقة لكنه لم يتحصل على أمر بدأ األشغال لذا فإن تنظيم الصفقات العمومية‬
‫يم ّكنه من طلب تحيين األسعار ألن التأخر في التنفيذ لم يكن بسببه بل راجع للمصلحة المتعاقدة‪.‬‬
‫إال أنه ال يمكن بأي حال من األحوال تحيين أسعار الصفقات العمومية التي يقل مبلغها عن‬
‫‪ 12‬مليون دينار فيما يخص األشغال واللوازم و ‪ 6‬مليون دينار بالنسبة للخدمات والدراسات وتلك‬
‫التي يقل أجلها عن ثالثة أشهر‪.1‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مراجعة األسعار‬


‫حسب المادة ‪ 97‬من المرسوم الرئاسي ‪ 247-15‬نجد أن األسعار يمكن أن تكون ثابتة‪ 2‬أو‬
‫قابلة للمراجعة‪ ،‬وبالتالي هي قابلة للتغيير عند توفر المعطيات لذلك‪.‬‬
‫يهدف من وراء مراجعة األسعار‪ ،3‬إحداث تعديل على األسعار القاعدية للصفقة تماشيا مع‬
‫المتغيرات الرئيسية المكونة للسعر‪.‬‬
‫ويكون السعر ثابتا غير قابل للتعديل‪ ،‬إال أنه خالفا للتوقعات عند إقرار السعر القاعدي يكون‬
‫هناك تغيير في سعر التسوية نتيجة إلحداث تعديالت في الكتلة األجرية أو في طبيعة الخدمة‪ ،‬هنا‬
‫تلجأ المصلحة المتعاقدة إلى ذكر المراجعة في ملحق بالصفقة "‪."AVENANT‬‬
‫ويعتبر السعر قابال للمراجعة‪ ،‬عندما يتأثر بمتغيرات اقتصادية أثناء تنفيذ الصفقة وتطبق‬
‫المراجعة على مكونات السعر القاعدي مرة واحدة كل ثالثة أشهر‪ ،‬سواء كان السعر وحدويا أو‬
‫جزافيا‪ ،‬وقد تكون مراجعة األسعار صالحة لكل الفترات‪ ،‬عندما يتفق الطرفان المصلحة المتعاقدة‬
‫والمتعامل المتعاقد على تحديد مدة تطبيق أطول‪ ،‬عندما يكون السعر قابال للمراجعة يجب أن‬
‫تتضمن بنود الصفقة على صيغة أو صيغ المراجعة وكذا كيفيات تطبيقها‪.‬‬

‫أوال‪ :‬شروط مراجعة األسعار‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 97‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪.247-15‬‬


‫‪ 2‬يقصد بالسعر الثابت‪ ،‬السعر الذي ال يمكن تعديله‪ ،‬بسبب المتغيرات االقتصادية التي تظهر خالل‬
‫عملية تنفيذ األشغال‪.‬‬
‫‪ 3‬ال يجب الخلط بين مراجعة األسعار وتغيير السعر اإلجمالي للصفقة‪ ،‬هذا األخير يمكن أن يتغير‬
‫حسب كميات السلع أو حجم األشغال المنجزة فعال‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫بالرغم من أن مراجعة األسعار في حد ذاتها هي امتياز بالنسبة للمتعامل المتعاقد‪ ،‬إال أنها‬
‫تطبق وفقا للتنظيم الساري المفعول وهذا لضمان التطبيق المحكم والتمكين من مراقبة كل من‬
‫المتعامل المتعاقد والمحاسب المالي واآلمر بالصرف وبالتالي يمكن عرض أهم شروط مراجعة‬
‫األسعار فيما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬ضرورة وجود بند في الصفقة ينص على مراجعة األسعار‪ ،‬تحدد فيه صيغة أو صيغ المراجعة‬
‫وكذلك كيفيات تطبيقها‪.1‬‬
‫‪ -‬ال يمكن العمل ببند مراجعة األسعار إال بمقتضى الخدمات المنفذة فعال دون سواها حسب شروط‬
‫الصفقة‪.‬‬
‫‪ -‬ال يمكن العمل ببند مراجعة األسعار في الحاالت التالية‪: 2‬‬
‫* الفترة التي تغطيها صالحية العرض‪.‬‬
‫* في الفترة التي يغطيها بند تحيين األسعار عند االقتضاء‪.‬‬
‫* أكثر من مرة واحدة كل ثالثة أشهر‪.‬‬
‫‪ -‬عند تطبيق صيغ مراجعة األسعار يتطلب مراعاة األهمية المتعلقة بطبيعة كل خدمة من خالل‬
‫تطبيق معامالت وأرقام استداللية تخص "المواد‪ ،‬األجور والعتاد"‪.‬‬
‫‪ -‬يتم االعتماد على األرقام االستداللية المعمول بها والمنشورة في الجريدة الرسمية والنشرة‬
‫الرسمية لصفقات المتعامل العمومي ‪ ،BOMOP‬وفي كل نشرية أخرى مؤهلة لنشر اإلعالنات‬
‫الرسمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صيغ مراجعة األسعار‬

‫تتم مراجعة السعر األولي للصفقة بواسطة صيغة حساسة تتضمن جميع العناصر المكونة‬
‫لسعر الصفقة (األجور‪ ،‬المواد‪ ،‬التكاليف‪ ،‬الفوائد‪ ...‬الخ)‪ ،‬إال أن هناك جزء ثابت ال تمسه المراجعة‬
‫وهو مستقل عن الظروف االقتصادية وهذا حماية لمصالح اإلدارات العمومية‪ 3‬ويعتمد في مراجعة‬
‫األسعار على النقاط التالية‪:‬‬

‫أ‪ /‬تحليل المكونات الرئيسية للسعر الذي يتكون من‪:‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 97‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬سبق ذكره‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 101‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،247-15‬السالف الذكر‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫? ‪Boudrand, pierre « comment actualiser ou réviser les prix d’un marché‬‬
‫‪Guide pratique, le moniteur, www.lemoniteur.com » 06/07/2011.‬‬
‫‪23‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫‪ -‬األجور والتعويضات الخاصة باليد العاملة‪.‬‬


‫‪ -‬المواد واللوازم األكثر استعماال‪.‬‬
‫‪ -‬المواد التي يحتمل استهالكها (كالوقود والمتفجرات) وهي ال ترتبط بالسعر إال إذا‬
‫شكلت نسبة كبيرة منه‪.‬‬
‫‪ -‬األعباء العامة‪.‬‬

‫ب‪ /‬تحديد نسبة كل عنصر من السعر النهائي‪ :‬تسهيل عملية إعداد سعر التكلفة من طرف المتعامل‬
‫المتعاقد‪ ،‬تحديد النسب المطبقة من خالل‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد النسبة الحقيقية لليد العاملة من السعر‪.‬‬


‫‪ -‬تحديد النسبة الحقيقية للمواد واللوازم من السعر‪.‬‬
‫‪ -‬مجموع النسب يساوي ‪.% 100‬‬

‫ج‪ /‬اختيار األرقام االستداللية هي األرقام المصادق عليها في الجريدة الرسمية ونشرية المتعامل‬
‫المتعاقد وهي مهمة ألنها تبين تغيرات األجور والمصاريف المرتبطة بها وكذا أسعار المواد‪.‬‬

‫المبحث الخامس‪ :‬التسوية المحاسبية للصفقة‬

‫التسويـة المحـاسبية للصفقة العموميـة تندرج ضمن القـواعد القانـونية والتقنية المطبقة على‬
‫العمليـات المالية للهيئات العمومية‪ ،‬المؤطرة بالقانون رقم ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪،1990‬‬
‫‪1‬‬
‫المتعلق بالمحاسبة العمومية والذي من خالله تحدد واجبات ومسؤوليات اآلمرين بالصرف‬
‫والمحاسبين العموميين‪ 2‬بالنسبة لإليرادات والنفقات وهو ما يتم التطرق له أدناه‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دور اآلمر بالصرف في مجال الصفقات‬


‫حسب الماد ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 21-90‬اآلمر بالصرف هو الذي أوكلت له مهمة القيام‬
‫بعمليات االلتزام‪ ،‬التصفية‪ ،‬األمر بالصرف وعليه سنحاول التركيز في النقاط الثالثة التالية على‬
‫دوره في الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ 1‬اآلمر بالصرف هو كل شخص له صالحيات القيام بعمليات االلتزام‪ ،‬التصفية‪ ،‬األمر بالصرف‬
‫وقد يكون آمر بالصرف رئيسي (الوزير‪ ،‬الوالي‪ ،‬رئيس المجلس الشعبي البلدي)‪ ،‬أو آمر بالصرف‬
‫الثانوي الذي تحصل على تفويض من طرف اآلمر بالصرف الرئيسي‪.‬‬
‫‪ 2‬المحاسب العمومي هو كل شخص يعين قانونا للقيام بعمليات التحصيل والدفع وضمان حراسة‬
‫األموال أو السندات‪ ،‬القيم واألشياء‪ ،‬تداول األموال والسندات وحركة حسابات الموجودات‪.‬‬
‫‪24‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫الفرع األول‪ :‬االلتزام‪( 1‬االرتباط بالنفقة أو عقدها)‬


‫وهو عبارة عن الواقعة المادية أو القانونية التي ترتب إلتزاما على عاتق اإلدارة‪( :‬كتعيين‬
‫موظف‪ ،‬إبرام صفقة مع مقاول‪ ،)...‬وغالبا ما تستهدف تحقيق المنفعة العامة غير أنه قد ينشأ‬
‫االلتزام نتيجة واقعة معينة يترتب عليها إلتزام الدولة بإنفاق مبلغ ما‪ .‬مثال ذلك أن تتسبب سيارة‬
‫تابعة للدولة في إصابة مواطن‪ ،‬فتلتزم الدولة بدفع مبلغ التعويض عن الضرر فالواقعة هنا مادية ال‬
‫إرادية‪.‬‬
‫وفي كلتا الحالتين فإن االرتباط بالنفقة يعني القيام بعمل من شأنه أن يجعل الدولة مدينة‪ ،‬لذا‬
‫يمكن القول بأن االلتزام هو الفعل المنشئ للنفقة وينقسم إلى‪:‬‬

‫أوال‪ :‬االلتزام القانوني‪ :‬هو الفعل الذي تقوم من خالله هيئة عمومية بإلتزام ينتج عنه عبئ‬
‫تتحمله اإلدارة (مثل إبرام الصفقة)‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬االلتزام المحاسبي‪ :‬هو تخصيص جزء من االعتمادات المسجلة في الميزانية إلنجاز‬
‫النفقة الملتزم بها (ناتجة عن االلتزام القانوني)‪ ،‬لكن ال يمكن إنشاء أو المبادرة بإلتزام قانوني إال إذا‬
‫توفرت االعتمادات المناسبة‪ ،‬وضمنيا يمكن االستنتاج أن االلتزام المحاسبي يسبق االلتزام القانوني‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تصفية الصفقة‬


‫‪2‬‬

‫عموما تصفية الدين هو التقدير الفعلي والحقيقي للمبلغ (التقويم النقدي) الواجب أداؤه بناء‬
‫على المستندات التي تثبت وجود الدين وحلول أجله فيتم تقدير المبلغ المستحق للدائن وخصمه من‬
‫االعتماد المقرر في الميزانية مع ضرورة التأكد من أن شخص الدائن غير مدين للدولة بشيء حتى‬
‫يمكن إجراء المقاصة بين الدينين ومن القواعد المالية المقررة أن يكون الدفع بعد انتهاء األعمال‬
‫حتى تتمكن من تحديد مبلغ الدين على نحو فعلي‪.‬‬
‫وفيما يخص الصفقات العمومية هي المرحلة التي يتأكد فيها اآلمر بالصرف من حقيقة الدين‪،‬‬
‫بمعنى مالحظة إنجاز العمل طبقا لبنود عقد االلتزام (الصفقة)‪ ،‬ثم يتم تحديد مبلغ النفقة باعتماد‬
‫على( فاتورة‪ ،‬مراجع الحسابات بالنسبة لصفقات التمويل باللوازم والخدمات‪ ،‬إثبات حالة معارضة‬
‫بين المصلحة المتعاقدة والدائن بالنسبة لصفقات األشغال)‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬األمر بالصرف‬


‫‪3‬‬

‫بعد التأكد من إتمام المتعامل المتعاقد لما هو مطلوب منه في بنود الصفقة‪ ،‬يتمكن اآلمر‬
‫بالصرف من التحديد الدقيق لمبلغ النفقة‪ ،‬وعلى هذا األساس يقوم اآلمر بالصرف المختص الذي قد‬
‫يكون (الوزير‪ ،‬المدير‪ )..‬بإصدار األمر إلى المحاسب بدفع ذاك المبلغ إلى المتعامل المتعاقد معه‪،‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 17-84‬المؤرخ في المؤرخ في ‪ 07‬جويلية ‪ ،1984‬المتعلق بقوانين‬


‫المالية‪.‬‬
‫‪ 2‬المادة ‪ 20‬من القانون رقم ‪ 17-84‬المؤرخ في المؤرخ في ‪ 07‬جويلية ‪ ،1984‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 21‬من نفس القانون‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫بموجب وثيقة مكتوبة‪ ،‬لذا يمكن القول بأن األمر بالصرف هو عمل إداري يقوم من خالله اآلمر‬
‫بالصرف إعطاء األمر للمحاسب بدفع الدين المترتب على عاتق المصلحة المتعاقدة ويتم ذلك من‬
‫خالل الوثيقتين التاليتين‪:‬‬

‫أوال‪ :‬سند الدفع ‪ :Mandat de Paiment‬يعطي من خالله األمر للمحاسب المفوض بالدفع‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬سند التسوية ‪ :Avis de Crédit‬هذه الوثيقة تمثل اإلشعار بالدين‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬دور المحاسب العمومي في مجال الصفقات‬


‫في هذه النقطة بالذات يجدر منا التطرق إلى دور المحاسب في مجال اإلنفاق مع إبراز دوره‬
‫في إبراء الدين العمومي بدفع مستحقات المتعامل المتعاقد من الخزينة العمومية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬المحاسب وعمليات النفقات‬


‫يقصد بهذا اإلجراء هو تحرير النفقة أي تحرير المبلغ الفعلي للصفقة الذي سيدفع للمتعامل‬
‫المتعاقد من الخزينة العمومية بعد تأكيد المحاسب على صحة المستندات‪.‬‬
‫والمحاسبون هم موظفون موجودون باإلدارات العامة إال أنهم ال يخضعون للسلطة الرئاسية‬
‫لآلمرين بالصرف بها‪ ،‬حتى يمكنهم مراقبة عمليات صرف النفقة‪ ،‬من حيث مطابقتها للقانون‪ ،‬إذ‬
‫بعد استـــالم المحاسب جـــدول التــوكـيل ‪ ،Bordereau de mandat‬والوثـــائق المرفــقـة‪،‬‬
‫يقوم بعمليـة الدفــع التي تمثل الفعل الذي بــواسطتــه تتحرر المصلحــة المتعــاقــدة من الدين‪ ،‬وهذا‬
‫بطبيعة الحال بعد فحص ومراقبة كافة العمليات التي قام بها اآلمر بالصرف من االلتزام إلى غاية‬
‫األمر بالصرف ويكون ذلك من خالل التـأكد من العناصر التالية‪:‬‬
‫‪ -‬النفقة تم خصمها في الباب أو الفصل المعني تطبيقا لقاعدة أساسية في المحاسبة العمومية وهي‬
‫قاعدة اختصاص االعتمادات‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من توفر اإلعتمادات الالزمة في الباب أو الفصل المعني‪ ،‬الالزمة لتغطية النفقة‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من أن الصفقة ال تحمل أي بند يتعارض مع قواعد المحاسبة العمومية‪ ،‬قانونية االعتماد‬
‫الممضي من اآلمر بالصرف وقانونية النفقات الموجهة لتغطية النفقة‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من وجود الرقابة المسبقة والتي تمارس في حالة الصفقات العمومية على االلتزامات واألمر‬
‫بالصرف وخاصة تأشيرة المراقب المالي المركزي أو المحلي حسب الحالة وكذلك استشارة اللجان‬
‫المختصة للصفقات‪.‬‬
‫‪ -‬التأكد من صحة الدين بإثبات إنجاز الخدمة "‪ "service fait‬وهذا من خالل معاينة كافة الوثائق‬
‫المرسلة من طرف اآلمر بالصرف المؤشرة بإثبات الخدمة‪ .‬هذه الوثيقة تقدم من طرف المحاسب‬
‫العمومي لمجلس المحاسبة أو المفتشية العامة للمالية بعد طلبها لذلك من أجل الرقابة البعدية‪.‬‬

‫‪ 1‬يجب التفرقة بين األمر بالدفع والتوكيل بالدفع األول يصدر من وزير والثاني عن اآلمر بالصرف‬
‫في الجماعات المحلية‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫‪professeur: okat Abdelghani‬‬

‫‪ -‬في حالة عدم وضوح تلك المعلومات يطلب المحاسب من اآلمر بالصرف إعداد شهادة إدارية‬
‫"‪ "certificat administratif‬تأخذ بعين االعتبار كل التوضيحات والمعلومات المكملة‬
‫الضرورية‪.‬‬
‫‪ -‬التحقق من حسابات التصفية‪ ،‬وبعدها تأتي عملية الدفع بالتأشير عليها بعبارة ‪.vu bon a payer‬‬

‫ثانيا‪ :‬دور أمين الصندوق‬


‫إن عملية الدفع تعتبر بمثابة اإلجراء الذي يتم بموجبه إبراء الدين العمومي‪ 1‬وهي العملية‬
‫التي يتم من خاللها دفع األموال من صندوق الخزينة العمومية إلى الطرف الذي يستحقها‪( 2‬المتعامل‬
‫المتعاقد)‪ ،‬وبالتالي تعتبر في هذه الحالة الفعل الذي يبرأ ذمة المصلحة المتعاقدة من الدين الذي هو‬
‫على عاتقها اتجاه المتعامل المتعاقد (الدائن)‪ ،‬ويكون ذلك بعد التـأكد من عدم وجود اعتراض‪ ،‬تنازل‬
‫أو رهن وقد يأخذ الدفع شكلين بواسطة شيك لدى الخزينة أو بتحويل إلى حساب المتعامل المتعاقد‪،‬‬
‫حيث يقوم المحاسب العمومي بتحويل أوامر الصرف وحواالت الدفع التي يصدرها اآلمر بالصرف‬
‫في أجل أقصاه ‪ 10‬أيام من تاريخ استالمها‪ ،3‬وهذا بعد التأكد من أن المستفيد من الدفع هو الدائن‬
‫الفعلي‪.‬‬

‫‪ 1‬المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ 21-90‬المؤرخ في ‪ 15‬أوت ‪ ،1990‬المتعلق بالمحاسبة العمومية‪.‬‬


‫‪ 2‬المادة ‪ 33‬من القانون رقم ‪ ، 21-90‬المذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ 3‬المادة ‪ 03‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 46-93‬المؤرخ في ‪ 06‬فيفري ‪ ،1993‬يحدد آجال دفع‬
‫النفقات وتحصيل األوامر باإليرادات والبيانات التنفيذية وإجراءات قبول القيم المنعدمة‪.‬‬
‫‪27‬‬

You might also like