You are on page 1of 23

‫العقد اإلداري والصفقات العمومية‬

‫مقدمـــة‪:‬‬

‫‪     ‬يمكن اعتبار موضوع العقد اإلداري والصفقات العمومية من الموضوعات البالغة‬
‫األهمية في مجال القانون اإلداري‪ ،‬بحيث يلعب العقد اإلداري دورا مهما في تسيير النشاط‬
‫اإلداري‪ ،‬إذ يمكن اإلدارة من الدخول في عالقات تعاقدية مع األفراد والمؤسسات قصد‬
‫إنشاء أو استغالل وصيانة المرافق العامة‪ ،‬حتى تستطيع أن تؤدي خدماتها للمنتفعين بها‬
‫بصورة دائمة ومنتظمة وذلك تحقيقا للمصلحة العامة‪ ،‬كما تعتبر الصفقات العمومية الوسيلة‬
‫األساسية التي تعتمدها اإلدارة (الدولة‪ ،‬الجماعات المحلية‪ ،‬والمؤسسات العمومية) لتنفيذ‬
‫سياستها التنموية‪ ،‬في المجالين االقتصادي واالجتماعي السيما فيما يخص إنجاز األشغال أو‬
‫الخدمات أو التوريدات‪.‬‬
‫ونظرا ألهمية العقد اإلداري والصفقات العمومية فقد عمل المشرع المغربي على إصدار‬
‫نصوص تنظيمية متعددة في هذا المجال‪ ،‬إن على مستوى الصفقات التي تبرمها الدولة‪ ،‬أو‬
‫على مستوى الصفقات التي تبرمها الجماعات المحلية‪ ،‬وعرفت هذه النصوص تطورا كبيرا‬
‫بدءا من الظهير الشريف المؤرخ في ‪ 6‬غشت ‪ 1958‬والمرسوم الصادر بتاريخ ‪ 20‬غشت‬
‫‪ 1959‬المتعلقين على التوالي بمحاسبة الدولة وبمحاسبة البلدية‪ ،‬وقد أدى عدم كفاية هذه‬
‫النصوص التنظيمية إلى عدة إصالحات من قبيل صدور مرسوم ‪ 19‬ماي ‪ 1965‬المتعلق‬
‫بطرق إبرام الصفقات‪ ،‬والذي تم توضيح بعض مقتضياته بمنشور الوزير األول الصادر في‬
‫‪ 6‬يونيو ‪ ،1965‬نسخ هذا المرسوم بمرسوم أخر رقم ‪ 2.76.479‬صدر بتاريخ ‪14‬‬
‫أكتوبر ‪ 1976‬بشأن صفقات األشغال أو األدوات أو الخدمات المبرمة لحساب الدولة‪،‬‬
‫والذي تم توضيح بعض مقتضياته بمنشور الوزير األول رقم ‪ 140‬بتاريخ ‪ 15‬ديسمبر‬
‫‪ 1976‬بشأن مراجعة النصوص المنضمة للصفقات العمومية‪ ،‬نسخ هذا المرسوم بدوره‬
‫بمرسوم رقم ‪ 2.98.482‬صدر بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ 1998‬والمتعلق بتحديد شروط‬
‫وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض المقتضيات المتعلقة بمراقبتها وتدبيرها‪ ،‬ونظرا‬
‫لعدم استجابة هذا المرسوم للتطورات االقتصادية المتالحقة التي يشهدها المغرب‪ ،‬فقد عمل‬
‫المشرع على تعديله بمرسوم رقم ‪ 2.06.388‬الصادر بتاريخ ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬والمتعلق‬
‫هو كذلك بشروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرها‬
‫ومراقبتها‪  ]1T[.‬‬
‫ومما ال شك فيه فإن هذه النصوص عملت على تحديد األحكام التي تطبق على هذا النوع‬
‫من العقود‪ ،‬في إطار توجه يرمي إلى تحقيق هدفين أساسين‪ ،‬يهم األول السعي نحو إرساء‬
‫القواعد التي من شأنها ضمان الشفافية في تعامالت اإلدارة والمساواة بين جميع المتنافسين‬
‫وكذا ضمان فعالية الصفقة العمومية‪ ،‬بينما يتجلى الهدف الثاني في حرص المشرع على‬
‫إيجاد نوع من التوازن بين المصلحة العامة عن طريق منح اإلدارة مجموعة من السلط‬
‫واالمتيازات االستثنائية الغير مألوفة في التعاقدات العادية‪ ،‬وبين المصلحة الخاصة عن‬
‫طريق التنصيص عن مجموعة من الضمانات والحقوق المخولة للمقاولة صاحبة الصفقة‪،‬‬
‫وذلك من أجل تحقيق الغاية المرجوة من الصفقة العمومية وهي تمكين اإلدارة من تحقيق‬
‫سياستها التنموية في أسرع وقت ممكن وبشكل أفضل وبأقل تكلفة[‪.]2‬‬
‫والجدير بالذكر فإن نظام الصفقات العمومية قد ظهر قديما في أوربا ولم ينتقل إلى المغرب‬
‫إال عن طريق معاهدة الجزيرة الخضراء لسنة ‪ ،1906‬التي نصت في بابها السادس على‬
‫أهمية طريقة المناقصة ولزوم اللجوء إليها من قبل اإلدارة في طلب مساعدة الخواص‬
‫إلنجاز مشاريعها وخاصة في ميدان البناء والتعمير ومد الطرق خدمة للمصالح‬
‫اإلستعمارية‪]3[.‬‬
‫وهكذا أخذ المغرب بنظام الصفقات العمومية منذ بداية القرن الماضي وإن لم يكن بشكل‬
‫دقيق ومفصل فقد أرسى ظهير المحاسبة العمومية الصادر بتاريخ ‪ 19‬يونيو ‪ 1917‬نظام‬
‫المناقصة كطريقة إلسناد الصفقات حيث أوجب في فصله ‪ 23‬على ضرورة اتباع إجراءات‬
‫اإلشهار ومسطرة المنافسة ونص كذلك على إحداث لجنة لفحص العروض وهو نفس ما‬
‫ذهب إليه ظهير ‪ 1958‬المتعلق كذلك بالمحاسبة العمومية[‪.]4T‬‬
‫‪ ‬ولقد عرف الفقهاء العقد اإلداري بأنه عقد يبرم بين اإلدارة كسلطة عامة قائمة على تحقيق‬
‫المصلحة العامة‪ ،‬وبين األفراد أو الشركات الخاصة من أجل انجاز عمل معين يحقق‬
‫المنفعة العامة بشكل مباشر‪ ،‬مثل إدارة احد المرافق العامة‪ ،‬أو توريد سلعة أو خدمة معينة‬
‫أو تنفيذ احد األشغال العامة أو نقل البضائع واألفراد والمساهمة في بعض أنواع النفقات‬
‫العامة أو إقراض األموال مع تضمين االتفاق أهم شروط وقواعد‪  ‬تنفيذ العمل المطلوب‬
‫وأهم حقوق وواجبات كل من الطرفين المتعاقدين لدى تنفيذ ذلك العمل[‪.]5‬‬
‫كما عرف المشرع المغربي الصفقة العمومية بأنها كل عقد بعوض يبرم بين صاحب‬
‫مشروع من جهة‪ ،‬وشخص طبيعي أو معنوي من جهة أخرى‪ ،‬يدعى مقاول أو مورد أو‬
‫خدماتي‪ ،‬ويهدف إلى تنفيذ أشغال أو تسليم توريدات أو القيام بخدمات‪]6[.‬‬
‫إن دراسة هذا الموضوع تكتسي أهمية نظرية وعملية‪ ،‬إذ سنتمكن من خالله اإلطالع على‬
‫االيطار التشريعي للعقود اإلدارية والصفقات العمومية‪ ،‬وطرق إبرامها‪ ،‬وكذلك إبراز‬
‫الطبيعة القانونية لعقد الصفقة العمومية‪ ،‬ومدى اعتباره عقدا إداريا‪.‬‬
‫من هذا المنطلق تبرز اإلشكاالت التالية‪ :‬إلى أي مدى يمكن اعتبار عقد الصفقة العمومية‬
‫عقد إداري ؟ وهل تخضع كل العقود اإلدارية لنظام الصفقات العمومية ؟ ‪ ‬‬
‫لإلجابة عن هذه اإلشكاالت سنتولى التقسيم التالي‪:‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مدى اعتبار عقد الصفقة العموميةـ عقد إداري‪.‬‬


‫‪       ‬المطلب األول‪ :‬دور المشرع في تحديد طبيعة عقد الصفقة‪.‬‬
‫‪       ‬المطلب األول‪ :‬موقف القضاء اإلداري من طبيعة عقد الصفقة‪.‬‬
‫المبحث الثاني‪ :‬مدى خضوع العقد اإلداري لنظام الصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪       ‬المطلب األول‪ :‬عقد األشغال العامة والتوريد والخدمات‪           .‬‬
‫‪       ‬المطلب الثاني‪ :‬عقد االمتياز والتدبيرـ المفوض‪.‬‬

‫المبحث األول‪ :‬مدى اعتبار عقد الصفقة العموميةـ عقد إداري‪.‬‬

‫‪    ‬إن واقع الصفقات العمومية المبرمة من قبل الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات‬
‫العمومية‪ ،‬يكشف عن غموض تظهر انعكاساته بوضوح عند محاولة طرح المعايير المعتمدة‬
‫في تحديد طبيعتها‪ ،‬لكنه بالرجوع إلى التشريع المعمول به في مجال النشاط اإلداري‪ ،‬ثم‬
‫إلى التطور الذي يعرفه االجتهاد القضائي بهذا الخصوص‪ ،‬يمكننا أن نحدد معايير تمييز‬
‫العقد اإلداري في نوعين رئيسيين وهما المعيار التشريعي ثم المعيار القضائي‪ ]7[،‬من هذا‬
‫المنطلق سوف نطلع في هذا المبحث على دور المشرع في تحديد طبيعة عقد الصفقة‬
‫العمومية في (المطلب األول)‪ ،‬ثم موقف القضاء اإلداري من طبيعة عقد الصفقة في‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬دور المشرع في تحديد طبيعة عقد الصفقة‪.‬‬

‫‪     ‬إن عملية تحديد طبيعة العقد اإلداري تكون ناتجة عن إرادة المشرع بشكل واضح‪ ،‬إذ‬
‫بمقتضاه يحدد المشرع طبيعة العقود التي تكون اإلدارة طرفا فيها‪ ،‬وذلك بصفة مباشرة‬
‫عندما تصدر قوانين تحدد طبيعتها‪ ،‬أو بشكل غير مباشر وضمني عندما يسند اإلختصاص‬
‫للبث في النزاعات المرتبطة بها إلى المحاكم اإلدارية أو المحاكم العادية[‪.]8‬‬
‫وفي هذا االتجاه عمل المشرع الفرنسي منذ بداية القرن الماضي على تحديد الجهة القضائية‬
‫المختصة بالبث في النزاعات الناشئة عن بعض العقود التي تبرمها اإلدارة‪ ،‬وعلى هذا‬
‫األساس نص قانون بليفيوز للسنة الثامنة من الثورة في مادته الثانية على اختصاص مجالس‬
‫األقاليم بالنزاعات "التي تنشأ بين مقاول األشغال العامة واإلدارة‪ ،‬والمتعلقة بتنفيذ شروط‬
‫العقد المبرم بينهما‪ ،‬وكذلك عقود بيع أمالك الدولة" وطبقا للمادة الرابعة من هذا القانون‬
‫تكون إدارية بتحديد القانون عقود األشغال العامة‪ ،‬كما نص مرسوم ‪ 11/06/1806‬في‬
‫مادته الثالثة عشر على اختصاص مجلس الدولة الفرنسي بهيئة قضاء إداري بالنظر في‬
‫المنازعات المتعلقة بعقود التوريد التي تبرمها الدولة‪ ،‬ثم نص القانون الصادر في‬
‫‪ 17/01/1790‬و ‪ 26/09/1793‬على جعل االختصاص ينظر المنازعات الناتجة عن‬
‫عقود القرض العام التي تبرمها الدولة لمجلس الدولة‪ ،‬وتعتبر كذلك العقود التي تتضمن‬
‫شغال للدومين العام‪ ،‬عقود إدارية بتحديد القانون استنادا إلى نص مرسوم قانون الصادر في‬
‫‪ ،17/06/1938‬فتخضع المنازعات الناتجة عن إبرامها الختصاص القضاء اإلداري‪]9T[.‬‬
‫من هذا المنطلق يتضح لنا أن المشرع الفرنسي عمل بمقتضى نص صريح على إسناد‬
‫اإلختصاص للبث في المنازعات الناشئة عن عقد األشغال العامة وعقد التوريد وهي‬
‫صفقات عمومية إلى القضاء اإلداري‪ ،‬وهو نفس النهج الذي سار عليه المشرع المصري‪T‬‬
‫بدوره‪ ،‬مما حسم معه في هذا البلدين النقاش حول الطبيعة اإلدارية للصفقات العمومية‬
‫ومسألة اإلختصاص النوعي بشأنها[‪.]10‬‬
‫وبخالف المشرع الفرنسي والمصري‪ ،‬فإن المشرع المغربي قد نص في المادة ‪ 8‬من قانون‬
‫‪ 90-41‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية على اختصاص هذه األخيرة‪ ،‬بالبث في‬
‫المنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية دون تحديد هذه العقود وال تسميتها‪ ،‬كما أنه أحجم‬
‫عن تحديد الطبيعة القانونية لعقد الصفقة في إطار القوانين المنظمة للصفقات العمومية‪]11[،‬‬
‫فبالرجوع إلى مرسوم الصفقات العمومية الصادر بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪ ، 1976‬والمرسوم‬
‫الذي حل محله بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ ، 1998‬والمعدل هو األخر بمرسوم ‪ 5‬فبراير‬
‫‪ ، 2007‬ال نجد أي نص صريح يؤكذ على أن عقود الصفقات العمومية عقود إدارية‬
‫بتحديد القانون‪ ،‬فقط اكتفت المادة األولى من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬على أن هذا األخير‬
‫يهدف إلى تحديد الشروط واألشكال التي تبرم وفقها صفقات األشغال والتوريدات والخدمات‬
‫لحساب الدولة‪ ،‬وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرها ومراقبتها[‪ ،]12‬وذلك دون تحديد‬
‫الطبيعة القانونية لهذه الصفقات‪.‬‬
‫ولو تم استعراض القوانين واللوائح المتعلقة بالعقود التي تبرمها الدولة‪ ،‬فيمكن لنا القول أن‬
‫القانون المغربي ال يعرف نظام العقود اإلدارية بتحديد القانون كما هو الوضع في فرنسا‪،‬‬
‫وذلك نظرا لعدم دقة ووضوح النصوص القانونية‪]13[.‬‬
‫لكن بالرجوع إلى بعض النصوص القانونية وهي قليلة يمكن االستنتاج منها بصورة ضمنية‬
‫الطبيعة اإلدارية لعقود الصفقات العمومية‪ ،‬فمثال المادة ‪ 52‬من دفاتر الشروط اإلدارية‬
‫العامة لألشغال العامة المتعلق بتنظيم النزاعات التي تنشأ بمناسبة إبرام وتنفيذ عقد األشغال‬
‫العامة وهو صفقة عمومية‪ ،‬نصت على أن " كل نزاع بين اإلدارة والمقاول يخضع للمحاكم‬
‫التي أنشئت للنظر في المواد اإلدارية"[‪ ،]14‬كما أن المراسيم السابقة وخصوصا مرسوم ‪5‬‬
‫فبراير‪ 2007‬يستثني في المادة الثانية من مجال تطبيقه " االتفاقيات أو العقود التي يتعين‬
‫على الدولة إبرامها وفقا لألشكال وحسب قواعد القانون العادي"[‪ ،]15‬الشيء الذي يظهر‬
‫معه أن المرسوم يفترض الطبيعة اإلدارية لعقد األشغال والتوريد والخدمات المبرمة لحساب‬
‫الدولة‪ ،‬وذلك من خالل تمييزها عن عقود اإلدارة األخرى المبرمة طبقا ألحكام القانون‬
‫العادي‪.‬‬
‫لكن بالرغم من هذه التفرقة بين العقود اإلدارية وعقود اإلدارة الخاصة‪ ،‬فإننا نالحظ أن‬
‫كالهما يخضعان لنفس اإلجراءات والشكليات في طرق إبرامها‪ ،‬الشيء الذي يؤكد أن‬
‫مراسيم الصفقات العمومية السابقة تطبق على عقود اإلدارة دون التمييز بينها‪ ،‬وهذا هو‬
‫المسلم به في مختلف الدول كفرنسا ومصر‪]16T[.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬موقف القضاء اإلداري من طبيعة عقد الصفقة‪.‬‬

‫باستقرائنا لمجموعة من االجتهادات القضائية‪ ،‬يتضح لنا أن موقف القضاء اإلداري‬


‫المغربي من تحديد الطبيعة القانونية لعقد الصفقة العمومية يتأرجح بين ثالث اتجاهات‪،‬‬
‫االتجاه األول يعتبر أن عقد الصفقة العمومية عقد إداري بقوة القانون‪ ،‬أما االتجاه الثاني‬
‫يعتبر أن عقد الصفقة العمومية عقد إداري بطبيعته‪ ،‬في حين عمل اإلتجاه الثالث وهو‬
‫الغالب على تحديد طبيعة عقد الصفقة العمومية‪ ،‬انطالقا من البحث عن مدى توفره على‬
‫الشروط الثالثة المستقر عليها فقها وقضاء العتبار عقد ما عقد إداريا‪.‬‬

‫‪ ‬االتجاه األول‪ :‬عقد الصفقة عقد إداري بقوة القانون‪.‬‬

‫‪  ‬اعتبر القاضي اإلداري في مجموعة من األحكام والقرارات‪ T،‬أن عقود الصفقات العمومية‬
‫عقود إدارية بتحديد القانون‪ ،‬وعلى هذا األساس قضت الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى في‬
‫قرار بتاريخ ‪ 14‬نوفمبر ‪ ،1996‬في قضية شركة كوجيرا ضد الجماعة القروية لسبع‬
‫عيون جاء فيه‪" :‬وحيث يؤخذ من المرسوم المؤرخ في ‪ 14‬أكتوبر ‪ 1976‬الذي نظم‬
‫صفقات األشغال العمومية واألدوات والخدمات المبرمة لحساب اإلدارة العمومية أن الصفقة‬
‫تعتبر عقدا إداريا بنص القانون‪ ،‬الشيء الذي يعني أنه ال حاجة للبحث عن وجود شروط‬
‫غير مألوفة في العقد المتعلق بها ليمكن القول بأن األمر ال يتعلق بعقد في مجال القانون‬
‫الخاص"[‪.]17‬‬
‫كما قضت المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 29‬شتنبر ‪ ،2003‬في قضية البهلول أحمد‬
‫ضد المكتب الوطني للنقل جاء فيه‪" :‬وحيث إن العقود التي يتم إبرامها وفقا لمرسوم ‪30‬‬
‫دجنبر ‪ 1998‬تعتبر عقودا إدارية بقوة القانون دونما حاجة إلى بحث مدى توفر باقي‬
‫المعايير…"‪]18T[.‬‬
‫‪ ‬وذهبت الغرفة اإلدارية في قرار أخر صادر بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪ 1996‬في قضية العون‬
‫القضائي ضد فابيان إلى أنه‪" :‬إذا كان حسب االستشهاد القضائي أن تتوفر في العقود‬
‫اإلدارية ثالث شروط إلخضاعها للقانون العام‪ ،‬بدونها تعتبر من العقود المدنية‪ ،‬فإن عقد‬
‫األشغال العامة باعتباره اتفاقا بين المقاول واإلدارة للقيام بتنفيذ أشغال البناء وترميم وصيانة‬
‫البنيات والبنية العقارية لفائدة احد األشخاص العامة لغرض تحقيق المصلحة العامة يعتبر‬
‫من العقود اإلدارية بتحديد القانون"‪]19T[.‬‬
‫‪ ‬وفي نفس االتجاه قضت المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء في حكم بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ 2005‬الذي جاء فيه‪ ":‬وحيث إنه من الثابت قانونا وقضاء بأن عقود التوريد هي عقود‬
‫إدارية بقوة القانون مما تكون معه المحكمة اإلدارية مختصة نوعيا للبث في النزاعات‬
‫الناشئة عنها"[‪ ،]20‬كما جاء في حيثيات الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية بأكادير عدد‬
‫‪ 396‬بتاريخ ‪ 9‬ديسمبر ‪  2006‬أنه‪ ":‬وحيث إن الصفقة عقد إداري بقوة القانون…"‪]21[.‬‬

‫وتوضيحا لمفهوم الصفقة وعناصرها ومقوماتها األساسية‪ ،‬قضت الغرفة اإلدارية بالمجلس‬
‫األعلى في قضية حميد زريكم ضد الجماعة الحضرية للنخيل بمراكش‪ ،‬بتاريخ ‪ 18‬يونيو‬
‫‪ 1998‬بأنه‪" :‬ال جدال فيه أن الصفقة العمومية إذا كانت فعال تعتبر عقدا إداريا بنص‬
‫القانون فإن ذلك يتوقف أوال وأخيرا على وجوب توفير عناصر الصفقة العمومية‪ ،‬أي أن‬
‫تقوم اإلدارة المعنية باألمر بفتح باب المناقصة أو المزايدة ليفوز من يعنيه األمر بالصفقة‬
‫المذكورة‪]22T[."... ‬‬

‫االتجاه الثاني‪ :‬عقد الصفقة عقد إداري بطبيعته‪.‬ـ‬

‫ذهب القاضي اإلداري في مجموعة من أحكامه إلى اعتبار عقد الصفقات العمومية عقد‬
‫إداري بطبيعته‪ ،‬ومن أمثلة ذلك حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد ‪ 115‬بتاريخ ‪ 22‬ماي‪ ‬‬
‫‪ 2002‬الكرد ضد الجماعة القروية بأنزالت‪ ،‬ومما جاء فيه أن‪ ":‬تزويد الجماعة المحلية‬
‫بمادة البنزين لتأمين مصالحها لمدة محددة‪ ،‬يشكل عقد توريد‪ ،‬وهو عقد إداري بطبيعته‬
‫نظرا لخصائصه الذاتية‪ ،‬ولكونه يساهم في تسيير مرفق عمومي … وإن المنازعة في العقد‬
‫المذكور تدخل ضمن االختصاصات التي تخولها المادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 90-41‬للمحاكم‬
‫اإلدارية"‪]23T[.‬‬
‫كما قضت المحكمة اإلدارية بأكادير في قضية أيت عبد هللا ضد بلدية األخصاص بتاريخ ‪4‬‬
‫أكتوبر ‪ 1999‬أن‪ " :‬عمليات البناء لفائدة شخص من أشخاص القانون العام في نطاق تعهد‬
‫باالتفاق المباشر هي صورة من صور عقود الصفقات العمومية تكتسب بحكم طبيعتها عقود‬
‫إدارية"[‪.]24‬‬
‫ويمكن اإلشارة إلى أن بعض االجتهادات القضائية حاولت البحث عن الطبيعة اإلدارية لعقد‬
‫الصفقة العمومية انطالقا من البيانات الواجب تضمينها فيه‪ ،‬وفي هذا اإلطار ذهبت المحكمة‬
‫اإلدارية‪  ‬بالدار البيضاء في حكم عدد ‪ 1090‬بتاريخ ‪ 6‬يونيو ‪ 2005‬إلى اعتبار أن‪ ":‬عدم‬
‫توفر عقد الصفقة على أحد الشروط الجوهرية المشار إليها بالفصل الثالث من مرسوم ‪14‬‬
‫أكتوبر ‪ 1976‬بشأن الصفقات المبرمة لحساب الدولة‪ ،‬والذي حل محله مرسوم ‪ 30‬ديسمبر‬
‫‪ 1998‬بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة يجعل المنازعة القضائية بشأنه خارجة‬
‫عن مجال العقود اإلدارية"‪]25[.‬‬
‫‪ ‬وانطالقا كذلك من الشكل الذي أفرغ فيه عقد الصفقة‪ ،‬وهذا ما جاء في حكم المحكمة‬
‫اإلدارية بأكادير عدد ‪ 2006/31‬بتاريخ ‪ 8‬شتنبر ‪ " :2006‬وحيث إن الصندوق الوطني‬
‫للضمان االجتماعي يعتبر مؤسسة عمومية… وان العقد الرابط بينها وبين المدعية تم في‬
‫إطار المرسوم رقم ‪ 2.98.482‬الصادر في ‪ 1998/12/30‬بتحديد شروط وأشكال إبرام‬
‫الصفقات وكذا بعض المقتضيات المتعلقة بمراقبتها وتدبيرها وبالتالي فإن العقد المذكور‬
‫يعتبر عقد إداري"‪]26[.‬‬

‫االتجاه الثالث‪ :‬عقد الصفقة عقد إداري بتوفر الشروط الثالثة‪.‬ـ‬

‫لقد استقر القضاء اإلداري المغربي في أحكامه على اعتبار عقد ما عقدا إداريا بتوفر ثالث‬
‫شروط‪ ،‬وهذا ما قضت به المحكمة اإلدارية بأكادير في حكم عدد ‪ 95/593‬بتاريخ ‪19‬‬
‫أكتوبر ‪ 1995‬في قضية بوعرصة ضد المكتب الوطني للبريد حيث جاء فيه‪ " :‬استقر‬
‫قضاء هذه المحكمة على اعتبار العقد إداريا بتحقيق ثالث شروط‪ :‬أن يكون أحد طرفي العقد‬
‫شخصا عاما‪ ،‬أن يتعلق بتسيير مرفق عام أو تحقيق منفعة عامة‪ ،‬وأن يلتجأ الشخص العام‬
‫إلى استعمال القانون العام في العقد‪ ،]27[".‬تكررت نفس الحيثيات في حكمها الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 26‬مارس ‪ 1996‬في قضية الشاوي جاء فيه‪ " :‬حيث توفر في العقد المتنازع حوله‬
‫شرطان كان غير كافيين العتباره عقدا إداريا طبقا آلراء الفقه والقضاء‪ ،‬وكان ينبغي أن‬
‫يتضمن شرطا إستثنائيا غير مألوف في القانون الخاص"‪]28[.‬‬
‫وذهبت المحكمة اإلدارية بالرباط في نفس االتجاه بتاريخ ‪ 28‬ماي ‪ 1995‬في قضية وهبي‬
‫عندما قضت بأنه‪ " :‬وال يمكن اعتبار العقد إداريا‪ ،‬والمحكمة اإلدارية ال تختص به إال إذا‬
‫توفرت فيه ثالث شروط‪ ،‬كأن يكون أحد أطرافه شخصا معنويا عاما وأن يتعلق بتسيير‬
‫مرفق عام وأن يتضمن شروطا غير مألوفة في القانون الخاص"‪  ]29[.‬‬
‫كما ذهبت المحكمة اإلدارية بفاس في حكم عدد ‪ 98/176‬بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪ 1998‬في‬
‫قضية الفابزوري عمر ضد وزير العدل إلى القول بأن‪ " :‬محضر البيع بالمزاد العلني ال‬
‫يعتبر عقدا إداريا ألنه يفتقر إلى كافة شروط العقد اإلداري التي تتقتضي أن يكون أحد‬
‫طرفيه شخصا عاما وأن يظهر في تعاقده بمظهر السلطة العامة‪ ،‬وأن يتصل بنشاط مرفق‬
‫عام بقصد تنظيمه وتسييره‪ ،‬وأن يعتمد في إبرامه وتنفيذه على أساليب القانون العام فيما‬
‫تضمنه من شروط استثنائية غير مألوفة في روابط القانون الخاص…"[‪   .]30‬‬
‫وفي هذا اإلطار أكدت المحكمة اإلدارية بوجدة في حكم عدد ‪ 97/18‬بتاريخ ‪ 10‬فبراير‬
‫‪ 1998‬في قضية لوهبي عبد الرزاق ضد جماعة كنفودة‪ ،‬بأن وجود اإلدارة طرفا في العقد‬
‫ال يكفي لوصفه بكونه عقد إداري‪ ،‬قائلة‪" :‬وحيث اتضح للمحكمة من خالل تفحصها لطبيعة‬
‫العقد المبرم بين الطرفين أن اإلدارة لم تظهر في هذه العالقة العقدية بمظهر السلطة العامة‬
‫ذات االمتياز‪ ،‬كما أنه ليس في العقد المذكور شروطا استثنائية تمييزه عن العقود الخاصة‬
‫مما يجعله خاضعا للقانون الخاص ويخرج بالتالي عن دائرة العقود اإلدارية"[‪ ،]31‬كما‬
‫أكدت في حكم أخر بتاريخ ‪ 3‬ماي ‪ 2000‬عمر نيبو ضد جماعة أركمان‪ " :‬إن العقد يعتبر‬
‫إداريا إذا كان أحد طرفيه شخصا معنويا عاما ومتصال بمرفق عام ومتضمنا شروطا غير‬
‫مألوفة في نطاق القانون الخاص‪ ،‬فإذا تضمن عقد هذه الشروط مجتمعة كان عقدا إداريا‬
‫يختص به القضاء اإلداري"‪]32[.‬‬
‫وكذلك ذهبت المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء بتاريخ ‪ 19‬أبريل ‪ " : 2006‬وحيث إذا كان‬
‫من الواجب إلضفاء الصفة اإلدارية على عقد ما أن تكون اإلدارة طرفا فيه وأن يتصل‬
‫بمرفق عام إال أن هذين الضابطين غير كافيين لوصف العقد بأنه إداري إذ ينبغي إضافة‬
‫كما تقدم إتباع اإلدارة حال إبرامها للعقد أساليب القانون العام وتضمين العقد شروطا غير‬
‫مألوفة في العقود المدنية التي تقوم على إعمال مبدأ المساواة والتوازن بين طرفيها"‪]33[.‬‬
‫وهذا ما أكده كذلك المجلس األعلى في القرار عدد ‪ 725‬بتاريخ ‪ 9‬أكتوبر ‪ 2003‬بقوله‪:‬‬
‫"‪...‬إن‪ T‬الصفقة المتنازع حول طبيعتها تكون قد أبرمت من أجل إنجاز مرفق عام( التزويد‬
‫بالماء الشروب) وأن الشركة المدعية عليها التي تولت ذلك تعتبر في مركز المفوض له من‬
‫قبل السلطات العامة المختصة( الداخلية ‪ ،‬السكنى و التعمير)إلى‪ T‬جانب إبرام الصفقة في‬
‫اإلطار القانوني إلبرام الصفقات العمومية‪ ،‬كل هذه العناصر مجتمعة تجعل منها صفقة‬
‫عمومية و عقدا إداريا تخضع المنازعة المتعلقة به إلى المحكمة اإلدارية"‪]34T[.‬‬
‫‪ ‬من هذا المنطلق ومن خالل موقف القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬يتضح لنا أن كل صفقة‬
‫عمومية عقد إداري‪ ،‬لكن هناك إستثناء يتعلق بالصفقات المبرمة بناء على سندات الطلب‪،‬‬
‫والتي ال يتجاوز مبلغها ‪ 200 000‬درهم‪ ]35[،‬فهذا النوع من الصفقات ال تكون دائما‬
‫عقود إدارية‪ ،‬وهذا ما يتضح من موقف القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬بحيث ذهبت المحكمة‬
‫اإلدارية بمراكش في قضية شركة بن زدي ضد جماعة المحرة أنه‪" :‬إذا كان األصل في‬
‫الصفقات العمومية أنها عقود إدارية بحكم القانون كلما استجمعت شروطها‪ ،‬فإنها ال تكون‬
‫كذلك إذا ما تم إبرامها على ضوء مقتضيات الفصل ‪ 51‬من مرسوم ‪ 14‬أكتوبر ‪1976‬‬
‫الذي يرخص لإلدارة التعاقد في إطار القانون الخاص دون صفقة مكتوبة بناء على سندات‬
‫طلب كلما كانت األشغال والخدمات ال تتجاوز ‪ 100 000,00‬درهم"‪]36[.‬‬
‫لكن إذا كانت الصفقة العمومية عقد إداري‪ ،‬فهل هذا يعني أن كل العقود اإلدارية تخضع في‬
‫طرق إبرامها لنظام الصفقات العمومية؟‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مدى خضوع العقد اإلداري لنظام الصفقات العمومية‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي عمل منذ اإلستقالل على إصدار مجموعة من‬
‫المراسيم‪ ،‬حدد من خاللها أشكال وطرق إبرام الصفقات العمومية التي تكون الدولة‬
‫والجماعات المحلية طرفا فيه‪ ،‬منها مرسوم ‪ 14‬أكتوبر ‪ 1976‬الذي تم نسخه بمرسوم ‪30‬‬
‫ديسمبر ‪ 1998‬والمعدل هو األخر بمرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ ،2007‬لكن هذه المراسيم لم تخضع‬
‫كل العقود اإلدارية لنظام الصفقات العمومية‪ ،‬بل استثنى منها بعض العقود اإلدارية‪.‬‬
‫لكل ذلك سنعالج هذا المبحث من خالل تناولنا في (المطلب األول) عقد األشغال العامة‬
‫والتوريد والخدمات‪ ،‬وفي (المطلب الثاني) عقد اإلمتياز والتدبير المفوض‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬عقد األشغال العامة والتوريد والخدمات‪.‬‬

‫سوف نقوم بدارسة في هذا المطلب طبيعة عقد األشغال العامة وعقد التوريد وعقد الخدمات‬
‫في (الفقرة األولى) ثم طرق إبرام هذه العقود في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬طبيعة عقد األشغال العامة والتوريد والخدمات‬

‫حسب المادة األولى من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ ، 2007‬فإن عقد األشغال العامة وعقد التوريد‬
‫وعقد الخدمات صفقات عمومية[‪ ]37‬بتحديد القانون‪:‬‬

‫أوال‪ :‬عقد األشغال العامة‪.‬ـ‬


‫عقد األشغال العامة يصطلح عليه كذلك صفقات األشغال‪ ،‬هو كل عقد يهدف إلى تنفيذ‬
‫أشغال مرتبطة بالبناء أو إعادة البناء‪ ،‬أو هدم أو ترميم أو تجديد بناية أو منشأة مثل تحضير‬
‫الورش‪ ،‬أو أشغال التتريب‪ ،‬أو التشييد‪ ،‬أو البناء‪ ،‬أو تركيب تجهيزات أو معدات‪ ،‬أو أشغال‬
‫الزخرفة أو التشطيب وكذا الخدمات الثانوية المرتبطة باألشغال مثل إنجاز الثقوب‪ ،‬أو‬
‫وضع المعالم الطبوغرافية‪ ،‬أو أخذ الصور واألفالم‪ ،‬أو الدراسات الزلزالية والخدمات‬
‫المماثلة المقدمة في إطار الصفقة إذا كانت قيمة هذه الخدمات ال تتجاوز قيمة األشغال‬
‫نفسها‪]38[.‬‬
‫يهم هذا التعريف كذلك األشغال الجماعية المنجزة لصالح الجماعات المحلية ومجموعاتها‪،‬‬
‫وكدا المؤسسات العمومية المحلية‪.‬‬
‫من خالل هذا التعريف يمكن اعتبار عقد األشغال العامة عقد مقاولة بين شخص من‬
‫أشخاص القانون العام وفرد أو شركة‪ ،‬يتعهد بمقتضاه المقاول بعمل من أعمال البناء أو‬
‫الترميم أو الصيانة في عقار لحساب هذا الشخص المعنوي وتحقيقا لمصلحة عامة مقابل‬
‫ثمن يحدد في العقد‪]39[.‬‬
‫وعقود األشغال العامة عقود إدارية باستمرار وذلك نظرا لطبيعتها وخصائصها الذاتية‪[،‬‬
‫‪ ]40‬فطبقا لموقف القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬والفرنسي يعتبر عقد األشغال العامة عقد‬
‫بتحديد القانون ‪ ،‬وهذا ما قضت به الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى في قرار صدر بتاريخ‬
‫‪ 20‬فبراير ‪ ،1996‬في قضية العون القضائي ضد فابيان حيث قضى أنه‪" :‬إذا كان حسب‬
‫االستشهاد القضائي أن تتوفر في العقود اإلدارية ثالث شروط إلخضاعها للقانون العام‪،‬‬
‫بدونها تعتبر من العقود المدنية‪ ،‬فإن عقد األشغال العامة باعتباره اتفاقا بين المقاول واإلدارة‬
‫للقيام بتنفيذ أشغال البناء وترميم وصيانة البنيات والبنية العقارية لفائدة احد األشخاص‬
‫العامة لغرض تحقيق المصلحة العامة يعتبر من العقود اإلدارية بتحديد القانون"‪]41[.‬‬

‫ثانيا‪ :‬عقد التوريد‪.‬ـ‬

‫عقد التوريد أو ما يصطلح عليه صفقة التوريدات‪ ،‬هو كل عقد يرمي إلى اقتناء منتوجات أو‬
‫معدات أو تملكها بقرض إيجاري أو إيجارها أو إيجارها بنية البيع مع وجود خيار الشراء‬
‫أو بدونه‪ ،‬يبرم بين صاحب مشروع ومورد ويمكن أن يتضمن ‪ ‬تسليم المنتوجات‪ ،‬بصفة‬
‫ثانوية أشغال وضع المنتوجات المذكورة وتركيبها والتي تعتبر ضرورية إلنجاز العمل‪،‬‬
‫ويشتمل مفهوم صفقات التوريدات خصوصا ما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬صفقات التوريدات العادية‪ ،‬وهي صفقات توريدات ترمي إلى اقتناء صاحب المشروع‬
‫لمنتوجات توجد في السوق والتي ال يتم تصنيعها حسب مواصفات تقنية خاصة‪.‬‬
‫‪ -‬صفقات التوريدات غير العادية‪ ،‬ويكون موضوعها الرئيسي اقتناء منتوجات ال توجد في‬
‫السوق والتي يتعين على صاحب الصفقة إنجازها بمواصفات تقنية خاصة بصاحب‬
‫المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬الصفقات بقرض إيجاري أو اإليجار أو اإليجار بنية البيع مع وجود خيار الشراء أو‬
‫بدونه‪.‬‬
‫غير أن مفهوم صفقات التوريدات‪ T‬ال يشمل بيوع العقارات أو إيجارها بنية البيع أو عقود‬
‫القرض اإلجاري المتعلق بها‪]42[ .‬‬
‫‪ ‬وعلى عكس عقد األشغال العامة فإن عقد التوريد ليس باستمرار عقد إداري‪ ،‬بل من‬
‫الممكن أن يكون من طبيعة إدارية أو خاصة وفقا لما يتضمنه من أحكام‪ ،‬فموضوعه ينصب‬
‫دائما على أشياء منقولة كالبضائع أو مواد التموين أو البنزين…الخ‪ T،‬وال يمكن أن يكون‬
‫محله العمل في عقار بطبيعته أو بالتخصيص وإال أصبح عقد أشغال عامة‪]43[.‬‬
‫ومن عقود التوريد التي إعترف لها القضاء اإلداري بالصفة اإلدارية‪ ،‬عقد اإلتفاق على‬
‫توريد البنزين وهو ما قضت به المحكمة اإلدارية بمراكش‪" :‬وحيث أن العقد المبرم بين‬
‫المدعي والجماعة بشأن تزويدها بمادة البنزين وتنفيذه على دفعات متعددة خالل مدة تزيد‬
‫عن سنة وثالثة أشهر يعتبر أخذا باتجاه الفقه والقضاء المغربي عقد التوريد بغض النظر‬
‫عن مبلغه وهو عقد إداري بطبيعته نظرا لخصائصه الذاتية وكونه سيساهم في تسيير مرفق‬
‫عمومي"‪. ]44[ ‬‬
‫وكذلك عقد اإلتفاق على توريد مجموعة من األجهزة التلفزية لمؤسسة اإلذاعة‪ ،‬وهو ما‬
‫قضت به الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى‪" :‬حيث أنه بالرجوع إلى سندات الطلب يتضح أن‬
‫األمر يتعلق بتوريد مجموعة من األجهزة التلفزية لمؤسسة اإلذاعة والتلفزة المغربية‪ ،‬مما‬
‫يفيدان أن الهدف منه تسيير المرفق العام المذكور وبالتالي يدخل في نطاق الفصل ‪ 8‬من‬
‫قانون ‪ 41.90‬باعتباره عقدا اداريا"‪ ]45[،‬ثم عقد اإلتفاق على نقل إرساليات وبعثيات وهو‬
‫ما قضت به المحكمة اإلدارية بمراكش‪ ،‬في قضية شركة ‪ DHL‬والوكالة المستقلة للماء‬
‫والكهرباء بمراكش‪" T:‬إن نقل إرساليات وبعثيات للوكالة إلى البنك األوروبي‪ ،‬خدمات تساهم‬
‫في تسيير المرفق العام‪ ،‬وتضفي على العقد الصبغة اإلدارية"‪]46T[.‬‬

‫ثالثا‪ :‬عقد الخدمات‪.‬‬

‫عقد الخدمات أو صفقات الخدمات‪ ،‬وهو كل عقد يكون موضوعه إنجاز أعمال خدماتية ال‬
‫يمكن وصفها بأشغال أو بتوريدات‪ ،‬ويشمل هذا المفهوم على الخصوص‪:‬‬
‫‪ -‬الصفقات المتعلقة بأعمال الدراسات واإلشراف على األشغال التي تتضمن عند االقتضاء‪،‬‬
‫التزامات خاصة مرتبطة بمفهوم الملكية الفكرية‪.‬‬
‫‪ -‬صفقات الخدمات العادية والتي يكون موضوعها اقتناء صاحب المشروع لخدمات يمكن‬
‫تقديمها بدون مواصفات تقنية يشترطها صاحب المشروع‪.‬‬
‫‪ -‬الصفقات المتعلقة بالخصوص بأعمال صيانة التجهيزات واإلنشاءات والمعدات‪،‬‬
‫وإصالحها وأعمال التنظيف وحراسة المحالت اإلدارية والبستنة‪]47[ .‬‬
‫وطبقا لموقف القضاء اإلداري الذي اعتبر الصفقة العمومية عقد إداري‪ ،‬فإن عقد الخدمات‬
‫هو كذالك صفقة عمومية وبالتالي فهو عقد إداري‪.‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬طرق إبرام عقد األشغال العامة والتوريد والخدمات‪.‬‬

‫‪ ‬يتم إبرام عقد األشغال العامة وعقد التوريد وعقد الخدمات وهي صفقات عمومية‪ ،‬حسب‬
‫مقتضيات مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬المتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات األشغال‬
‫والتوريدات‪ T‬والخدمات‪ ،‬وفق أربعة طرق محددة‪ ،‬وزعها فقهاء القانون اإلداري إلى طرق‬
‫عادية ‪ ،‬وطرق استثنائية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الطرق العادية‪.‬ـ‬

‫تتمثل الطرق العادية في إبرام الصفقات العمومية في طلب العروض‪ ،‬والمبارة‪:‬‬


‫‪ -1‬طلب العروض‪ :‬وهو أسلوب أو وسيلة يهدف إلى فتح المجال أمام أكبر عدد من‬
‫المتنافسين بهدف تنفيذ أشغال أو تسليم توريدات أو القيام بخدمات[‪ ]48‬لصالح الدولة‪ ،‬وذلك‬
‫بشرط إحترام مجموعة من اإلجرات القانونية والتنظيمية وهي كالتالي‪]49[:‬‬
‫‪ -‬دعوة المترشحين إلى المنافسة‪.‬‬
‫‪ -‬فتح األظرفة في جلسة عمومية باستثناء طلب العروض الخاص بإرادة الدفاع‪.‬‬
‫‪ -‬أن يتم فحص كل العروض من طرف لجنة طلب العروض‪.‬‬
‫‪ -‬تعيين لجنة طلب العروض للمتعهد الذي على صاحب المشروع أن يقبل عرضه‪.‬‬
‫‪ -‬وجوب قيام صاحب المشروع بإعداد ثمن تقديري يبلغ لإلستئناس واإلسترشاد‪.‬‬
‫وطلب العروض قد يكون مفتوحا وذلك عندما تفتح اإلدارة ملف الترشيحات أمام الجميع‪،‬‬
‫وعندما يتمكن كل مترشح من الحصول على ملف اإلستشارة ومن تقديمه‪ ،‬وقد يكون‬
‫محدودا وذلك عندما ال تسمح اإلدارة بتقديم العروض إال للمرشحين الذين تتوفر فيهم بعض‬
‫المواصفات‪ ،‬والذين قرر صاحب المشروع إستشارتهم‪ ،‬ويمكن إبرام الصفقات كذلك بناء‬
‫على طلب العروض باإلنتقاء المسبق‪ ،‬وذلك عندما ال يسمح بتقديم العروض‪ ،‬بعد إستشارة‬
‫لجنة للقبول إال للمترشحين الذين يقدمون المؤهالت الكافية السيما من الناحية التقنية‬
‫والمالية‪]50T[.‬‬
‫كما يقوم أسلوب طلب العروض على أساس مجموعة من المبادئ‪ ،‬منها اإلشهار ‪ ،‬فحسب‬
‫المادة ‪ 20‬من مرسوم ‪ 5‬فبراير‪ 2007‬فإن اإلعالن عن طلب العروض يتم إشهاره قبل‬
‫التاريخ المحدد الستالم العروض بـ ‪ 21‬يوما كاملة على األقل‪ ،‬ابتداء من اليوم الموالي‬
‫لتاريخ نشر اإلعالن‪ ،‬ويتم النشر في جريدتين على األقل توزعان على الصعيد الوطني‬
‫إحداهما باللغة األجنبية واألخرى بالعربية‪ ،‬وعلى بوابة صفقات الدولة‪ ،‬غير أن هذا األجل‬
‫يمكن تمديده إلى ‪ 40‬يوما على األقل بالنسبة لصفقات األشغال التي يعادل أو يفوق ثمنها‬
‫التقديري‪ ‬خمسة وستون مليون (‪ )65 000 000,00‬درهم‪ ،‬أو بالنسبة لصفقات التوريدات‬
‫والخدمات التي يعادل أو يفوق ثمنها التقديري مليون وثمانمائة (‪ )1 800 000,00‬درهم[‬
‫‪.]51‬‬
‫وكذلك مبدأ المنافسة بين المترشحين‪ ،‬ومبدأ العمومية في فتح األظرفة في جلسة عمومي‪ ،‬ما‬
‫عدا بالنسبة لطلبات العروض التي تطرحها إدارة الدفاع الوطني‪ ،‬والتي ال تكون في جلسة‬
‫عمومية[‪.]52‬‬
‫‪ – 2‬المباراة‪ :‬هذه األخيرة تعتبر الطريقة الثانية بعد طلب العروض في الترتيب الذي‬
‫وضعته المادة ‪ 16‬من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ ،2007‬ومقتضى هذه الطريقة أن اإلدارة في حالة‬
‫وجود أسباب تقنية أو فنية أو مالية تتطلب دراسات وأبحاث خاصة تعمد إلى إجراء مباراة‬
‫بين عدد من المقاوالت وفق قواعد تعدها سلفا‪ ،‬وبعد التقدم بالعروض تقوم لجنة بفحصها‬
‫واختيار عدد من الفائزين يتم ترتيبهم في الئحة حسب األولوية‪ ،‬تقدم إلى اإلدارة التي لها‬
‫سلطة تقديرية في اختيار المقاولة األنسب لها حتى ولو لم تكن هى األولى في الترتيب‪]53[.‬‬
‫يتم تنظيم المباراة على أساس برنامج يعده صاحب المشروع‪ ،‬يمكن أن ينص هذا البرنامج‬
‫على منح جوائز أو مكافآت أو امتيازات إلى مؤلفي المشاريع التي تحتل أحسن الرتب‬
‫ويحدد العدد األقصى للمشاريع التي يمكن أن تستفيذ من الجوائز‪]54T[.‬‬
‫‪ ‬ومن خصائص المباراة‪ ،‬ضمان دعوة عمومية للمنافسة وفتح األظرفة في جلسة عمومية‬
‫وفق الفقرة ‪ 4‬من المادة ‪ ،63‬أما بالنسبة للمباريات التي تطرحها إدارة الدفاع الوطني‪ ،‬فإن‬
‫جلسة فتح األظرفة تكون غير عمومية[‪.]55‬‬
‫والمباراة مثل طلب العروض تقوم على مبدأين‪ ،‬مبدأ العلنية ثم مبدأ المنافسة‪ ،‬وتجرى‬
‫مسطرة المباراة وفق نفس اإلجراءات المتبعة في صفقة طلب العروض باإلنتقاء المسبق‪[،‬‬
‫‪ ]56‬والتي تقتضي الفرز األولي للمترشحين لتحديد المقبولين منهم‪ ،‬ثم القيام بالتباري فيما‬
‫بينهم ألجل الحصول على الصفقة‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الطرق اإلستثنائية‪.‬‬

‫تتمثل الطرق االستثنائية في إبرام الصفقات العمومية في المسطرة التفاوضية‪ ،‬وسندات‬


‫الطلب‪.‬‬
‫‪ -1‬المسطرة التفاوضية‪:‬ـ تعتبر هذه الطريقة استثناءا من الطريقة العادية إلبرام الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬حيث ال تلجأ إليها اإلدارة إال في حاالت خاصة‪ ،‬والصفقة التفاوضية هي وسيلة‬
‫يختار بواسطتها‪ ،‬صاحب المشروع نائل الصفقة بعد اإلستشارة مترشحين والتفاوض بشأن‬
‫شروط الصفقة مع أحدهم أو عدد منهم‪ ،‬ويمكن أن تتعلق هذه المفاوضات على الخصوص‬
‫بثمن العمل وأجل التنفيذ أو تاريخ اإلنتهاء أو التسليم دون أن تخص موضوع الصفقة أو‬
‫محتواها‪]57[.‬‬
‫والصفقة التفاوضية تبرم بإشهار سابق وبعد إجراء منافسة‪ ،‬أو بدون إشهار سابق وبدون‬
‫منافسة إذا تعلق األمر بصفقة تهم إدارة الدفاع الوطني‪.‬‬
‫وإذا تقرر القيام بإشهار يدعو إلى المنافسة‪ ،‬فإنه يجب أن يكون األجل األدنى بين تاريخ‬
‫نشر اإلعالن اإلشهار في جريدة على األقل ذات توزيع وطني يختارها صاحب المشروع‬
‫أو أية وسيلة إشهار أخرى‪ ،‬وتاريخ استالم الترشيحات محدد في عشرة (‪ )10‬أيام على‬
‫األقل‪ ،‬يبين في هذا اإلعالن موضوع الصفقة والسلطة التي تجري المسطرة التفاوضية‪ ،‬ثم‬
‫عنوان صاحب المشروع والمكتب الذي يمكن سحب منه ملف الصفقة أو تودع فيه عروض‬
‫المترشحين‪ ،‬والمستندات التي على المترشحين اإلدالء بها‪ ،‬والتاريخ األقصى إلداع‬
‫الترشيحات‪ ،‬ينشر هذا اإلعالن في جريدة على األقل ذات توزيع وطني أو في بوابة‬
‫الصفقات العمومية[‪.]58T‬‬
‫‪ -2‬سندات الطلب‪ :‬يعد هذا األسلوب استثنائيا في تنفيذ أعمال معينة من الصفقات‪،‬‬
‫وبمقتضاه يحق لصاحب المشروع القيام باقتناء توريدات ممكن تسليمها في الحال‪ ،‬وإنجاز‬
‫أشغال أو خدمات في حدود مبلغ مائتي ألف (‪ )200 000‬درهم‪]59[.‬‬
‫يراعى حد مائتي ألف درهم المشار إليه أعاله في إطار سنة مالية واحدة مع اعتبار كل‬
‫شخص مؤهل للقيام بااللتزام بالنفقات وحسب أعمال من نفس النوع بصرف النظر عن‬
‫سندها المالي‪.‬‬
‫تخضع األعمال موضوع سندات الطلب إلى منافسة مسبقة ما عدا إذا استحال اللجوء إليها‬
‫أو كانت تتعارض مع العمل‪ ،‬ويلزم على صاحب المشروع لهذه الغاية استشارة كتابة ثالثة‬
‫متنافسين على األقل‪ ،‬وتقديم ثالث بيانات مختلفة األثمان‪]60[ .‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬عقد االمتياز وعقد التدبير المفوض‪.‬‬

‫سنتناول في هذا المطلب طبيعة عقد االمتياز‪ ،‬وكيفية تكوينه في(الفقرة األولى)‪ ،‬ثم طبيعة‬
‫عقد التدبير المفوض‪ ،‬وطرق إبرامه في (الفقرة الثانية)‪.‬‬

‫الفقرة األولى‪ :‬عقد االمتياز‪.‬‬

‫سنرى في البداية ما هي طبيعة عقد االمتياز؟‪ ،‬ثم كيف يتم ‪ ‬تكوينه؟‬

‫أوال‪ :‬طبيعة عقد االمتياز‪.‬‬

‫االمتياز عقد تمنح بموجبه اإلدارة صاحبة االمتياز أحد األفراد الخواص أو األشخاص‬
‫المعنوية مهمة تدبير مرافق عام غالبا ما يكون تجاريا أو صناعيا‪ ،‬خالل مدة محددة على‬
‫نفقته ولحسابه‪ ،‬وتحت مسؤوليته مقابل تقاضي رسوم من المنتفعين من خدمات المرفق[‬
‫‪.]61‬‬
‫‪ ‬يتصف عقد االمتياز بطبيعة قانونية مزدوجة‪ ،‬فهو عقد إداري وفي نفس الوقت عقد خاص‪،‬‬
‫عقد إداري لما يتضمنه من شروط تنظيمية‪ ،‬وعقد خاص لما يحتوي عليه من بنود تعاقدية‪،‬‬
‫فالشروط التنظيمية تتعلق بتنظيم المرفق وسيره ونشاطه‪ ،‬تستطيع اإلدارة بمفردها تعديلها‬
‫أو تغييرها وفقا لمقتضيات المصلحة العامة بدون حاجة لموافقة الملتزم[‪ ،]62T‬وطبقا لهذه‬
‫الشروط يكون عقد االمتياز عقد إداري يعود االختصاص فيه إلى المحاكم اإلدارية[‪،]63‬‬
‫أما البنود التعاقدية فهي التي تهم األعباء المتبادلة بين اإلدارة مانحة اإلمتياز والملتزم‪،‬‬
‫كتحديد االمتيازات المالية التي تخولها اإلدارة إلى الشخص المتعاقد معها‪ ،‬وما يتحتم عنه‬
‫من تعويضات ومكافئات‪ ،‬وهذه الشروط ال تهم المنتفعين بخدمات المرفق بل هي مقتصرة‬
‫فقط على الطرفين المتعاقدين‪ ،‬كما ال يجوز لإلدارة تعديلها أو تغييرها‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تكوين عقد االمتياز‪.‬ـ‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن عقد االمتياز تم استثنائه من طرق إبرام الصفقات العمومية في‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.98.482‬الصادر بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪ ]64[،1998‬واالمتياز كعقد إداري‬
‫يخضع‪  ‬لألحكام العامة التي تحكم تكوين العقود اإلدارية‪ ،‬والتي تتم بعدة أعمال قانونية‬
‫يشترك في القيام بها عدد من أعضاء السلطة اإلدارية‪ ،‬وهذه األعمال هي اإلذن بالتعاقد‪ ،‬ثم‬
‫إبرام العقد وأخيرا التصديق على التعاقد‪ ،‬وإبرام العقد يدخل في اختصاص الرئيس في‬
‫السلطة المركزية (الوزير بالنسبة لوزارته)‪ ،‬أما التصديق فيعود لسلطة الوصاية المركزية‬
‫بالنسبة لعقود السلطات الالمركزية‪ ،‬وللسلطة الرئاسية بالنسبة لعقود السلطة المركزية‪]65T[.‬‬

‫‪ ‬كما أن إبرام عقد االمتياز وإقرار شروطه والتوقيع عليه ال يجعله نهائيا‪ ،‬فاإلدارة ال تعتبر‬
‫ملزمة إال بعد التصديق على العقد‪ ،‬وهذا األخير يعتبر موجودا ابتداء من تاريخ إبرامه ال‬
‫من تاريخ التصديق عليه‪ ،‬فإذا امتنعت السلطة العامة من التصديق على العقد فإنه يعتبر غير‬
‫موجود‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬عقد التدبير المفوض‪.‬‬

‫سنتناول في هذه الفقرة أوال طبيعة عقد التدبير المفوض‪ ،‬وثانيا وطرق إبرامه‪.‬‬

‫‪ ‬أوال‪ :‬طبيعة عقد التدبير المفوض‪.‬‬

‫تجدر اإلشارة في هذا اإلطار إلى أن نفس الغموض المطروح بشأن تحديد طبيعة الصفقات‬
‫العمومية في المراسيم المنظمة لها‪ ،‬يطرح بالنسبة لعقد التدبير المفوض ذلك أن القانون رقم‬
‫‪ 54.05‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬فبراير ‪ ،2006‬لم يتضمن في مقتضياته أية إشارة صريحة‬
‫توحي بأن عقد التدبير المفوض عقد إداري بتحديد القانون‪ ،‬فقط اكتفت المادة الثانية بتعريفه‬
‫على أنه "عقد يفوض بموجبه شخص معنوي خاضع للقانون العام يسمى المفوض لمدة‬
‫محددة‪ ،‬تدبيير مرفق عام يتولى مسؤوليته إلى شخص معنوي خاضع للقانون العام أو‬
‫الخاص يسمى المفوض إليه يخول له حق تحصيل أجرة من المنتفعين أو تحقيق أرباح من‬
‫التدبير المذكور أو هما معا"[‪ ،]66‬دون تحديد طبيعته القانونية‪.‬‬
‫وطبقا لموقف القضاء اإلداري المغربي الذي يتطلب توفر ثالث شروط لتمييز العقد‬
‫اإلداري‪ ،‬وأيضا القضاء اإلداري الفرنسي الذي يكتفي بشرطين‪ ،‬فإن عقد التدبير المفوض‬
‫هو عقد إداري‪ ]67T[.‬وبالرجوع إلى القانون ‪ 54.05‬المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق‬
‫العامة‪ ،‬نجد هذه الشروط متضمنة في مقتضياته‪ ،‬بحيث أشارت المادة الثانية منه إلى‬
‫شرطين‪ ،‬فالشرط األول المتعلق بالشخص المعنوي العام كطرف في العقد ورد في الفقرة‬
‫األولى من المادة المذكورة‪" ،‬يعتبر عقد التدبير المفوض عقدا يفوض بموجبه شخص‬
‫معنوي خاضع للقانون العام يسمى المفوض"‪ ،‬أما الشرط الثاني المتعلق باتصال العقد‬
‫بتسيير مرفق عام‪ ،‬ورد في الفقرة الثانية من نفس المادة‪ " ،‬يمكن أن يتعلق التدبير المفوض‬
‫كذلك بإنجاز أو تدبير منشأة عمومية أو هما معا تساهم في مزاولة نشاط المرفق العام‬
‫المفوض"‪.‬‬
‫كما ورد الشرط الثالث والمتعلق بالشروط االستثنائية الغير مألوفة في نطاق القانون‬
‫الخاص‪ ،‬في المادة ‪ 12‬نصت هذه المادة على شرط استثنائي في فقرتها األخيرة بقولها "‬
‫يمكن للحكومة إعداد عقود نموذجية بشأن التدبير المفوض…ويمكنها كذلك تحديد الئحة‬
‫البنود اإلجبارية في العقد"‪ ،‬وتضمنت كذلك المادة ‪ 17‬شرطا أخر متعلق بـ "حق مراقبة‬
‫التدبير المفوض"‪ ،‬ثم "حق تتبع التدبير المفوض" في المادة ‪ ،18‬و"حق المراجعات الدورية‬
‫لبنود العقد" في المادة ‪.19‬‬
‫من هذا المنطلق يتضح لنا جليا أن القانون ‪ 54.05‬المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق‬
‫العامة‪ ،‬تضمن في محتوياته كل المقومات والمعايير التي يتطلبها القضاء اإلداري إلضفاء‬
‫الصفة اإلدارية على عقد التدبير المفوض ‪ ‬‬

‫ثانيا‪ :‬طرق إبرام عقد التدبير المفوض‪.‬‬

‫حسب مقتضيات قانون ‪ 54.05‬يتم إبرام عقد التدبير المفوض بطريقتين‪:‬‬


‫‪ -1‬الدعوة إلى المنافسة‪ :‬طبقا للمادة ‪ 5‬من هذا القانون فإن اختيار المفوض إليه من طرف‬
‫المفوض‪ ،‬ما عدا في الحاالت المنصوص عليها في المادة ‪ 6‬يتم عن طريق القيام بدعوى‬
‫إلى المنافسة على المرفق المفوض‪ ،‬وذلك بهدف ضمان المساواة بين المترشحين‪ ،‬وتعزيز‬
‫موضوعية معايير االختيار بينهم ‪ ،‬وكذلك ضمان الشفافية في عملية المنافسة وعدم التحيز‬
‫في اتخاذ القرار إلى أي طرف‪.‬‬
‫بحيث تكون مسطرة إبرام عقد التدبير المفوض موضع إشهار مسبق‪ ،‬يحدد فيه أشكال‬
‫وكيفيات إعداد وثائق الدعوة إلى المنافسة‪ ،‬والسيما مختلف مراحلها بالنسبة إلى الجماعات‬
‫المحلية من قبل الحكومة‪ ،‬وبالنسبة إلى المؤسسات العمومية من قبل مجلس اإلدارة أو‬
‫الجهاز التداولي‪]68T[.‬‬
‫ونالحظ في هذا اإلطار أن هذه المبادئ المنصوص عليها في القانون رقم ‪ 54.05‬والمتعلقة‬
‫بالدعوة إلى المنافسة‪ ،‬هي نفس المبادئ التي جاء بها اإلصالح المتعلق بالطلبية العمومية‬
‫المنصوص عليها في مرسوم ‪ 5‬فبراير‪ 2007‬المتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات‬
‫الدولة‪    .‬‬
‫‪ -2‬التفاوض المباشر‪ :‬يلجأ المفوض إلى هذه الطريقة في الحاالت االستثنائية التالية‪]69[:‬‬
‫‪ -‬في حالة االستعجال قصد ضمان استمرارية المرفق العام‪.‬‬
‫‪ -‬ألسباب يقتضيها الدفاع الوطني أو األمن العام‪.‬‬
‫‪ -‬بالنسبة إلى األنشطة التي يختص باستغاللها حاملو براءات االختراع أو بالنسبة إلى‬
‫األعمال التي ال يمكن أن يعهد بإنجازها إال إلى المفوض إليه معين‪.‬‬
‫كما يمكن للمفوض أن يلجأ إلى مسطرة التفاوض المباشر‪ ،‬في حالة إذا لم يتم تقديم بهذا‬
‫الشأن أي عرض‪ ،‬أو إذا تم اإلعالن عن عدم جدوى الدعوة إلى المنافسة‪ ،‬لكن في هذه‬
‫الحالة ينبغي عليه أن يقدم تقريرا مفصال يبين فيه األسباب التي جعلته يلجأ إلى هذه‬
‫الطريقة‪ ،‬واختيار المفوض إليه المقترح دون اللجوء إلى مسطرة الدعوة إلى المنافسة‪،‬‬
‫يعرض هذا التقرير على سلطة الوصاية التخاذ القرار بشأن التدبير المفوض للمرفق العام‬
‫المعني‪.‬‬
‫‪ ‬من هذا المنطلق يمكن القول أنه ليس كل عقد إداري يخضع في طرق إبرامه لنظام‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬فعقد االمتياز وهو عقد إداري تم استثناءه من هذه المراسيم بمقتضى‬
‫المادة ‪ 2‬من مرسوم ‪ 30‬دجنبر‪ ،1998‬نفس الشيء بالنسبة لعقد التدبير المفوض تم‬
‫إستثناءه بمقتضى المادة ‪ 2‬من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬ويخضع هذا األخير لمقتضيات‬
‫القانون ‪  54.05‬والذي ينص على طرق إبرامه‪.‬‬

‫خــــاتمة‪:‬‬

‫لكل ما سبق يمكن القول أنه ال توجد عقود إدارية بتحديد القانون في المغرب‪ ،‬فالنص‬
‫الوحيد الذي يحيل اإلختصاص بالنزاعات الناشئة عن األشغال العامة إلى المحاكم التي‬
‫تنظر في المواد اإلدارية‪ ،‬غير كافي إلضفاء الصبغة اإلدارية على باقي العقود األخري‪.‬‬
‫ونسجل في هذا اإلطار تطور موقف القضاء اإلداري مقارنة مع دور المشرع ‪ ‬في تحديد‬
‫طبيعة العقود التي تكون الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية طرفا فيها‪ ،‬وذلك‬
‫من خالل مجموعة من اإلجتهادات التي أقر فيها بالطبيعة اإلدارية لعقود الصفقات‬
‫العمومية‪ ،‬وهي عقد األشغال والتوريدات‪ T‬والخدمات‪ ،‬وكذلك بالنسبة لعقد اإلمتياز وعقد‬
‫التدبير المفوض‪.‬‬
‫وينبغي التأكيد على أن كل صفقة عمومية عقد إداري‪ ،‬ما عدا الصفقات التي يتم إبرامها‬
‫بناء على سندات الطلب فهى ال تكون دائما عقد إداري‪ ،‬ألن المشرع خول لإلدارة إمكانية‬
‫إبرام هذا النوع من العقود في إطار القانون الخاص‪.‬‬
‫كما أنه ليس كل عقد إداري صفقة عمومية‪ ،‬بحيث أن عقد االمتياز والتدبير المفوض‬
‫للمرافق العامة‪ ،‬تم استثنائهما من نظام الصفقات العمومية‪ ،‬وبالتالي يخضعان في طرق‬
‫إبرامهما لنظام قانوني مغاير‪ .‬‬
‫من هذا المنطلق يمكن التأكيد كذلك على أن العقود اإلدارية والصفقات العمومية‪ ،‬تبقى‬
‫خاضعة لمجموعة من التطورات مستقبال‪ ،‬لتساير بذلك المتغيرات التي تعرفها الدولة إن‬
‫على المستوى اإلقتصادي أو اإلجتماعي‪ ،‬أو القانوني‪ ،‬فالمشرع أصبح اليوم مدعو لتحديد‬
‫طبيعة العقود التي تكون الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية طرفا فيها بنص‬
‫صريح‪ ،‬وذلك إما بتحديد الجهات المختصة بالنظر في النزاعات الناشئة بمناسبة إبرام‬
‫وتنفيذ هذه العقود‪ ،‬أو بشكل مباشر عن طريق إصدار قوانين تحدد طبيعتها اإلدارية أو‬
‫العادية‪ .‬‬
‫‪ ‬‬

‫الئحة المراجع‬

‫مراجع عامة‪:‬‬
‫‪ -1‬د – إبراهيم كومغار‪ " :‬المرافق العامة الكبرى على نهج التحديث" الطبعة األولى‪ ‬‬
‫‪2009‬‬
‫‪ -2‬دة – ثورية لعيوني‪ " :‬القضاء اإلداري ورقابته على أعمال اإلدارة" دار النشر‬
‫الجسور وجدة‪ ،‬الطبعة األولى ‪2005‬‬
‫‪ -   ‬دة – ثوريةـ لعيوني‪" :‬نظرية المرافق العامة"‪ ،‬الطبعة األولى ‪2005‬‬
‫‪ -3‬د – محمد األعرج‪ " :‬القانون اإلداري المغربي"‪ ،‬منشورات المجلة المغربيةـ لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية‪،‬ـ سلسلة "مؤلفات وأعمال جامعية" عدد ‪ 61‬الجزء األول‪ ،‬طبعة ‪2009‬‬
‫‪ - 4‬د – محمد كرامي‪" :‬القانون اإلداري – التنظيم اإلداري – النشاط اإلداري"‪ ،‬الطبعة‬
‫األولى‪2000  ‬‬
‫‪ - 5‬دة ‪ -‬مليكة الصروخ‪:‬ـ " القانون اإلداري – دراسة مقارنة " مطبعة النجاح الجديدة‪-‬‬
‫الدار البيضاء طبعة نونبر ‪2006‬‬
‫مراجع متخصصة‪:‬ـ‬
‫‪ -1‬د – أحمد بوعشيق‪" :‬الدليل العلمي لإلجتهاد القضائي في المادة اإلدارية"‪ ،‬منشورات‬
‫المجلة المغربيةـ لإلدارة المحلية والتنمية‪،‬ـ عدد ‪ 16‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة األولى ‪2004‬‬
‫‪ -2‬د – محمد األعرج‪ " :‬نظام العقود اإلدارية والصفقات العمومية" وفق قرارات وأحكام‬
‫القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة‬
‫"مؤلفات وأعمال جامعية"‪ ،‬عدد ‪ ،88‬الطبعة الثالثة ‪2011‬‬
‫‪ -3‬ذ – محمد الزياتي‪" :‬القاضي اإلداري والصفقات العموميةـ بالمغرب"‪ ،‬منشورات‬
‫المجلة المغربيةـ لإلدارة المحلية والنتمية‪،‬عدد مزدوج ‪ 79-78‬طبعة يناير – أبريل‬
‫‪2008‬‬
‫‪ -4‬دة ‪ -‬مليكة الصروخ‪" :‬الصفقات العمومية في المغرب"‪ ،‬مطبعة النجاح ‪ ،‬طبعة‬
‫‪2009‬‬
‫‪ -5‬د‪ -‬الميلودي بوطريكي‪" :‬هل يمكن لعقد مبرم بين أشخاص خاصة أن يكون عقدا‬
‫إداريا"‪ ،‬منشورات المجلة المغربيةـ لإلدارة المحلية والتنميةـ ‪ ،‬عدد ‪ 89‬دجنبر ‪2009‬‬
‫‪ -6‬ذ‪ -‬عبدهللا إدريسي‪ ":‬المقاربة القضائية للعقد اإلداري"‪ ،‬منشورات المجلة المغربيةـ‬
‫لإلدارة المحلية والتنميةـ ‪ ،‬عدد ‪ ،50‬طبعة ماي‪ -‬يونيوـ ‪2003‬‬
‫النصوص القانونية‪:‬ـ‬
‫‪ -‬مرسوم رقم ‪ 2.06.388‬صادر بتاريخـ ‪ 16‬محرم ‪ 1428‬موافق ‪ 5‬فبراير ‪2007‬‬
‫والمتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة‪ ،‬وكذا بعض القواعد المتعلقة‬
‫بتدبيرها ومراقبتها‪ ،‬منشورـ بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5518‬بتاريخ ‪ 19‬أبريل ‪2007‬‬
‫‪ -‬الظهير الشريف رقم ‪  1.06.15‬صادر في ‪ 15‬من محرم ‪ 1427‬موافق ‪ 14‬فبراير‬
‫‪ 2006‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 54.05‬المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العامة‪ ،‬منشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5404‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪2006‬‬
‫مواقع األنترنيت‪:‬‬
‫‪          http://www.startimes.com/f.aspx?t=16878814 -‬مأخوذ يوم ‪1‬‬
‫فبراير ‪ 2012‬على الساعة ‪17h‬‬

‫الهوامش‬

‫[‪  ]1‬دة ‪ -‬مليكة الصروخ‪" T:‬الصفقات العمومية في المغرب"‪ ،‬مطبعة النجاح ‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ، 2009‬ص‪30  ‬‬
‫[‪   ]2‬ذ – محمد الزياتي‪" :‬القاضي اإلداري والصفقات العمومية بالمغرب"‪ ،‬منشورات‬
‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والنتمية‪ ،‬عدد مزدوج ‪ 78-79‬طبعة يناير‪-‬أبريل ‪، 2008‬‬
‫ص ‪12‬‬
‫[‪  ]3‬دة ‪ -‬مليكة الصروخ‪ T:‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪29‬‬
‫[‪  ]4‬ذ – محمد الزياتي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪11‬‬
‫[‪  ]5‬دة ‪ -‬مليكة الصروخ‪ " T:‬القانون اإلداري – دراسة مقارنة " مطبعة النجاح الجديدة‪-‬‬
‫الدار البيضاء طبعة نونبر ‪ 2006‬ص ‪439‬‬
‫[‪  ]6‬الفقرة ‪ 12‬من المادة ‪ 3‬من مرسوم رقم ‪ 2.06.388‬صادر بتاريخ ‪ 16‬محرم ‪1428‬‬
‫موافق ‪ 5‬فبراير ‪ 2007‬والمتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة‪ ،‬وكذا بعض‬
‫القواعد المتعلقة بتدبيرها ومراقبتها‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5518‬بتاريخ ‪19‬‬
‫أبريل ‪2007‬‬
‫[‪  ]7‬د – محمد كرامي‪" T:‬القانون اإلداري – التنظيم اإلداري – النشاط اإلداري" الطبعة‬
‫األولى‪ ،2000  ‬ص ‪264‬‬
‫[‪   ]8‬د – محمد األعرج‪ " :‬نظام العقود اإلدارية والصفقات العمومية" وفق قرارات وأحكام‬
‫القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة‬
‫"مؤلفات وأعمال جامعية"‪ ،‬عدد ‪ ،88‬الطبعة الثالثة ‪ ، 2011‬ص ‪22‬‬
‫[‪   ]9‬دة – ثورية لعيوني‪ " :‬القضاء اإلداري ورقابته على أعمال اإلدارة" دار النشر‬
‫الجسور وجدة‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2005‬ص ‪239 - 238‬‬
‫[‪  ]10‬ذ – محمد الزياتي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪13‬‬
‫[‪  ]11‬نفس المرجع ‪ ،‬ص ‪14‬‬
‫[‪  ]12‬المادة ‪ 1‬الفقرة األخيرة من‪  ‬مرسوم ‪ 5 ‬فبراير ‪2007‬‬
‫[‪  ]13‬دة – ثورية لعيوني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪240‬‬
‫[‪  ]14‬مرسوم رقم ‪ 2.76.479‬صدر بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪ 1976‬بشأن صفقات األشغال أو‬
‫األدوات أو الخدمات المبرمة لحساب الدولة‪ ،‬راجع كذلك دة – ثورية لعيوني‪ :‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪241‬‬
‫[‪  ]15‬المادة ‪ 2‬الفقرة األولى من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪2007‬‬
‫[‪  ]16‬دة – ثورية لعيوني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪243‬‬
‫[‪  ]17‬قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪  788‬بتاريخ ‪ 14‬نوفمبر ‪1996‬‬
‫شركة كواجيرا ضد الجماعة القروية لسبع عيون‪ ،‬أورده ذ‪ -‬عبدهللا إدريسي‪ ":‬المقاربة‬
‫القضائية للعقد اإلداري"‪ ،‬م‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬إ‪ .‬م‪ .‬ت ‪ ،‬عدد ‪ ،50‬طبعة ماي‪ -‬يونيو ‪ ،2003‬ص ‪66‬‬
‫[‪  ]18‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد ‪ 1119‬بتاريخ ‪ 29‬شتنبر ‪ ، 2003‬البهلول‬
‫أحمد ضد المكتب الوطني للنقل‪ ،‬حكم غير منشور أورده الدكتور محمد األعرج في المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص ‪42‬‬
‫[‪  ]19‬قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى‪ ،‬بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪ 1996‬في قضية العون‬
‫القضائي ضد فبيان‪ ،‬أورده ذ ‪ -‬عبدهللا إدريسي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪67‬‬
‫[‪  ]20‬ذ – محمد الزياتي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫[‪  ]21‬حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد ‪ 396‬بتاريخ ‪ 9‬دجنبر ‪ 2006‬في ملف‪ ‬‬
‫‪ ،106/2006‬أورده ذ – محمد الزياتي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫[‪  ]22‬قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى‪ ،‬عدد ‪ 664‬بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪ ،1999‬حامد‬
‫زريكم ضد الجماعة الحضرية للنخيل بمراكش‪ ،‬أورده ذ ‪ -‬عبدهللا إدريسي‪ :‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪67‬‬
‫[‪  ]23‬حكم المحكمة اإلدارية بمراكش‪ ،‬عدد ‪ 155‬بتاريخ ‪ ، 2002/5/22‬الكرد ضد‬
‫الجماعة القروية بأنزالت‪ ،‬أورده د – أحمد بوعشيق‪" :‬الدليل العلمي لإلجتهاد القضائي في‬
‫المادة اإلدارية"‪ ،‬م‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬إ‪ .‬م‪ .‬ت‪ ،‬عدد ‪ 16‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2004‬ص‬
‫‪372‬‬
‫[‪  ]24‬حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد ‪ 99/221‬بتاريخ ‪ ، 1999/10/4‬أيت عبد هللا‬
‫ضد بلدية األخصاص‪ ،‬أورده د – أحمد بوعشيق‪ :‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪398‬‬
‫[‪  ]25‬حكم المحكمة اإلدارية‪  ‬بالدار البيضاء عدد ‪ 1090‬بتاريخ ‪ 6‬يونيو ‪ ،2005‬أورده ذ‬
‫– محمد الزياتي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪17‬‬
‫[‪  ]26‬حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد ‪ 2006/31‬بتاريخ ‪ 8‬شتنبر ‪ ،2006‬أورده ذ –‬
‫محمد الزياتي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪18‬‬
‫[‪  ]27‬حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد ‪ ،95/593‬في قضية محمد بوعرصة ضد‬
‫المكتب الوطني للبريد‪ ،‬ورد في مرجع الدكتورة ثورية لعيوني السابق‪ ،‬ص ‪251‬‬
‫[‪  ]28‬حكم المحكمة اإلدارية بأكادير بتاريخ ‪ 1996/03/26‬في قضية الشاوي‪ ،‬أورده ذ ‪-‬‬
‫عبدهللا إدريسي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪68‬‬
‫[‪  ]29‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 28‬ماي ‪ ، 1995‬في قضية وهبي‪ ،‬غير‬
‫منشور‪ ،‬أورده ذ ‪ -‬عبدهللا إدريسي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪68‬‬
‫[‪  ]30‬حكم المحكمة اإلدارية بفاس عدد ‪ 98/176‬بتاريخ ‪ 31‬مارس ‪ ،1998‬في قضية‬
‫الغابزوري عمر ضد وزير العدل‪ ،‬أورده ذ ‪ -‬عبدهللا إدريسي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪69‬‬
‫[‪  ]31‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد ‪ 97/18‬بتاريخ ‪ 10‬فبراير ‪ 1998‬في قضية‬
‫لوهبي عبد الرزاق ضد جماعة كنفودة‪ ،‬أورده ذ ‪ -‬عبدهللا إدريسي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬
‫‪68‬‬
‫[‪  ]32‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد ‪ 93‬بتاريخ ‪ 3‬ماي ‪ 2000‬عمر نيبو ضد جماعة‬
‫أركمان‪ ،‬أورده د– محمد األعرج‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪30‬‬
‫[‪  ]33‬حكم المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء عدد ‪ 442‬بتاريخ ‪ 19‬أبريل ‪ ،2006‬أورده ذ‬
‫– محمد الزياتي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪16‬‬
‫[‪  ]34‬قرار الغرفة االدارية بالمجلس األعلى عدد ‪ 725‬بتاريخ ‪ 2003/10/09‬بين شركة‬
‫سوكودرا وشركة بالستومار من جهة و وكالة أدير الحضرية للتخفيض من الكثافة السكانية‬
‫وإنقاذ مذينة فاس من جهة أخري‪ ،‬أوده د‪ -‬الميلودي بوطريكي‪" T:‬هل يمكن لعقد مبرم بين‬
‫أشخاص خاصة أن يكون عقدا إداريا"‪ ،‬م‪ .‬م‪ .‬م‪ .‬إ‪ .‬م‪ .‬ت‪ ،‬عدد ‪ 89‬دجنبر ‪2009‬‬
‫[‪  ]35‬المادة ‪ 75‬الفقرة األولى من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪2007‬‬
‫[‪  ]36‬حكم المحكمة اإلدارية بمراكش‪  ‬عدد ‪ 100‬صادر بتاريخ ‪ 20‬أكتوبر ‪ 1999‬شركة‬
‫بن زدي ضد جماعة المحرة‪ ،‬منشور بالدليل العلمي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية م‬
‫م م إ م ت‪ ،‬عدد ‪ 16‬الجزء الثاني الطبعة األولى ‪ ،2004‬ص ‪390‬‬
‫[‪  ]37‬المادة ‪ 1‬من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪2007‬‬
‫[‪  ]38‬المادة ‪ 3‬الفقرة ‪( 12‬أ) من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪2007‬‬
‫[‪   ]39‬د – محمد األعرج‪ " :‬القانون اإلداري المغربي"‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة‬
‫المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة "مؤلفات وأعمال جامعية" عدد ‪ 61‬الجزء األول‪ ،‬طبعة ‪2009‬‬
‫ص ‪247‬‬
‫[‪  ]40‬دة – ثورية لعيوني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪243‬‬
‫[‪  ]41‬قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى صدر بتاريخ ‪ 20‬فبراير ‪ 1996‬في قضية‬
‫العون القضائي ضد فابيان‪ ،‬غير منشور‪ ،‬أورده الدكتور محمد األعرج‪ " :‬نظام العقود‬
‫اإلدارية والصفقات العمومية" وفق قرارات وأحكام القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬منشورات‬
‫المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة "مؤلفات وأعمال جامعية"‪ ،‬عدد ‪،88‬‬
‫الطبعة الثالثة ‪ ، 2011‬ص ‪38‬‬
‫[‪  ]42‬المادة ‪ 3‬الفقرة ‪( 12‬ب) من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪2007‬‬
‫[‪  ]43‬د – محمد األعرج‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪41‬‬
‫[‪  ]44‬حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد ‪ 155‬بتاريخ ‪ 22‬ماي ‪ ، 2002‬أورده الدكتور‬
‫محمد األعرج‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪41‬‬
‫[‪  ]45‬قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى عدد ‪ 904‬بتاريخ ‪ 11‬دجنبر ‪، 2003‬‬
‫الوكيل القضائي للمملكة ضد شركة ريبمو‪ ،‬أورده الدكتور أحمد بوعشيق‪" :‬الدليل العلمي‬
‫لإلجتهاد القضائي في المادة اإلدارية"‪ ،‬م م م إ م ت عدد ‪ 16‬الجزء الثاني‪ ،‬الطبعة األولى‬
‫‪ ،2004‬ص ‪  389‬‬
‫[‪  ]46‬حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد ‪ 126‬بتاريخ ‪ 29‬مارس ‪ ، 2006‬شركة ‪DHL‬‬
‫ضد الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش‪ ،‬أورده الدكتور محمد األعرج‪:‬‬
‫المرجع السابق‪ ،‬ص ‪42‬‬
‫[‪  ]47‬المادة ‪ 3‬الفقرة ‪( 12‬ج) من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪2007‬‬
‫[‪  ]48‬دة ‪ -‬مليكة الصروخ‪" T:‬الصفقات العمومية في المغرب"‪ ،‬مطبعة النجاح ‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ، 2009‬ص ‪67‬‬
‫[‪  ]49‬د – محمد األعرج‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪65-64‬‬
‫[‪  ]50‬المادة ‪ 16‬من المرسوم ‪ 5‬فبراير ‪ \ 2007‬أنظر كذلك في هذا الصدد‪ ،‬د – محمد‬
‫األعرج‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪ 65‬وما بعدها‬
‫[‪  ]51‬المادة ‪ 20‬الفقرة ‪ 2‬من مرسوم السابق‬
‫[‪  ]52‬تنظم صفقات بطلب العروض المواد من ‪ 17‬إلى ‪ 62‬من المرسوم السابق‬
‫[‪  ]53‬تنظم الصفقات بالمباراة المواد من ‪ 63‬إلى ‪ 69‬من المرسوم نفسه‬
‫[‪  ]54‬المادة ‪ 63‬من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪2007‬‬
‫[‪  ]55‬د – محمد األعرج‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪71‬‬
‫[‪  ]56‬هذه اإلجراءات تنص عليها المواد من ‪ 49‬إلى ‪ 59‬من نفس المرسوم‪ ،‬وينشر‬
‫اإلعالن عن طلب العروض باإلنتقاء المسبق‪ ،‬والمباراة‪ ،‬وفق نفس الشروط المقررة في‬
‫المادة ‪ 20‬والتي سبق أن أشرنا إليها في الصفحة ‪16‬‬
‫[‪  ]57‬المادة ‪ 71‬الفقرة األولى من المرسوم السابق‬
‫[‪  ]58‬تنظم المسطرة التفاوضية‪ ،‬المواد من ‪ 71‬إلى ‪ 74‬من مرسوم ‪ 5‬فبراير ‪2007‬‬
‫[‪  ]59‬دة ‪ -‬مليكة الصروخ‪" T:‬الصفقات العمومية في المغرب"‪ ،‬مطبعة النجاح ‪ ،‬طبعة‬
‫‪ ، 2009‬ص ‪68‬‬
‫[‪  ]60‬المادة ‪ 75‬من المرسوم السابق‬
‫[‪   ]61‬د – إبراهيم كومغار‪ " :‬المرافق العامة الكبرى على نهج التحديث" الطبعة األولى‪ ‬‬
‫‪ ،2009‬ص ‪139‬‬
‫[‪  ]62‬د – محمد األعرج‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪32‬‬
‫[‪http://www.startimes.com/f.aspx?t=16878814     ]63‬‬
‫‪ ]64[ ‬المادة الثانية من مرسوم رقم ‪ 2.98.482‬صادر بتاريخ ‪ 30‬ديسمبر ‪1998‬‬
‫[‪  ]65‬د – محمد األعرج‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪33‬‬
‫[‪  ]66‬المادة الثانية من القانون رقم ‪ 54.05‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬فبراير ‪ 2006‬المتعلق‬
‫بالتدبير المفوض للمرافق العامة‪ ،‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5404‬بتاريخ ‪ 16‬مارس‬
‫‪2006‬‬
‫[‪  ]67‬دة – ثورية لعيوني‪" :‬نظرية المرافق العامة"‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ، 2005‬ص ‪118‬‬
‫وما بعدها‬
‫[‪  ]68‬المادة الخامسة من القانون رقم ‪ 54.05‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬فبراير ‪2006‬‬
‫[‪  ]69‬المادة السادسة من القانون ‪54.05 ‬‬

You might also like