Professional Documents
Culture Documents
مقدمـــة:
يمكن اعتبار موضوع العقد اإلداري والصفقات العمومية من الموضوعات البالغة
األهمية في مجال القانون اإلداري ،بحيث يلعب العقد اإلداري دورا مهما في تسيير النشاط
اإلداري ،إذ يمكن اإلدارة من الدخول في عالقات تعاقدية مع األفراد والمؤسسات قصد
إنشاء أو استغالل وصيانة المرافق العامة ،حتى تستطيع أن تؤدي خدماتها للمنتفعين بها
بصورة دائمة ومنتظمة وذلك تحقيقا للمصلحة العامة ،كما تعتبر الصفقات العمومية الوسيلة
األساسية التي تعتمدها اإلدارة (الدولة ،الجماعات المحلية ،والمؤسسات العمومية) لتنفيذ
سياستها التنموية ،في المجالين االقتصادي واالجتماعي السيما فيما يخص إنجاز األشغال أو
الخدمات أو التوريدات.
ونظرا ألهمية العقد اإلداري والصفقات العمومية فقد عمل المشرع المغربي على إصدار
نصوص تنظيمية متعددة في هذا المجال ،إن على مستوى الصفقات التي تبرمها الدولة ،أو
على مستوى الصفقات التي تبرمها الجماعات المحلية ،وعرفت هذه النصوص تطورا كبيرا
بدءا من الظهير الشريف المؤرخ في 6غشت 1958والمرسوم الصادر بتاريخ 20غشت
1959المتعلقين على التوالي بمحاسبة الدولة وبمحاسبة البلدية ،وقد أدى عدم كفاية هذه
النصوص التنظيمية إلى عدة إصالحات من قبيل صدور مرسوم 19ماي 1965المتعلق
بطرق إبرام الصفقات ،والذي تم توضيح بعض مقتضياته بمنشور الوزير األول الصادر في
6يونيو ،1965نسخ هذا المرسوم بمرسوم أخر رقم 2.76.479صدر بتاريخ 14
أكتوبر 1976بشأن صفقات األشغال أو األدوات أو الخدمات المبرمة لحساب الدولة،
والذي تم توضيح بعض مقتضياته بمنشور الوزير األول رقم 140بتاريخ 15ديسمبر
1976بشأن مراجعة النصوص المنضمة للصفقات العمومية ،نسخ هذا المرسوم بدوره
بمرسوم رقم 2.98.482صدر بتاريخ 30ديسمبر 1998والمتعلق بتحديد شروط
وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض المقتضيات المتعلقة بمراقبتها وتدبيرها ،ونظرا
لعدم استجابة هذا المرسوم للتطورات االقتصادية المتالحقة التي يشهدها المغرب ،فقد عمل
المشرع على تعديله بمرسوم رقم 2.06.388الصادر بتاريخ 5فبراير 2007والمتعلق
هو كذلك بشروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرها
ومراقبتها ]1T[.
ومما ال شك فيه فإن هذه النصوص عملت على تحديد األحكام التي تطبق على هذا النوع
من العقود ،في إطار توجه يرمي إلى تحقيق هدفين أساسين ،يهم األول السعي نحو إرساء
القواعد التي من شأنها ضمان الشفافية في تعامالت اإلدارة والمساواة بين جميع المتنافسين
وكذا ضمان فعالية الصفقة العمومية ،بينما يتجلى الهدف الثاني في حرص المشرع على
إيجاد نوع من التوازن بين المصلحة العامة عن طريق منح اإلدارة مجموعة من السلط
واالمتيازات االستثنائية الغير مألوفة في التعاقدات العادية ،وبين المصلحة الخاصة عن
طريق التنصيص عن مجموعة من الضمانات والحقوق المخولة للمقاولة صاحبة الصفقة،
وذلك من أجل تحقيق الغاية المرجوة من الصفقة العمومية وهي تمكين اإلدارة من تحقيق
سياستها التنموية في أسرع وقت ممكن وبشكل أفضل وبأقل تكلفة[.]2
والجدير بالذكر فإن نظام الصفقات العمومية قد ظهر قديما في أوربا ولم ينتقل إلى المغرب
إال عن طريق معاهدة الجزيرة الخضراء لسنة ،1906التي نصت في بابها السادس على
أهمية طريقة المناقصة ولزوم اللجوء إليها من قبل اإلدارة في طلب مساعدة الخواص
إلنجاز مشاريعها وخاصة في ميدان البناء والتعمير ومد الطرق خدمة للمصالح
اإلستعمارية]3[.
وهكذا أخذ المغرب بنظام الصفقات العمومية منذ بداية القرن الماضي وإن لم يكن بشكل
دقيق ومفصل فقد أرسى ظهير المحاسبة العمومية الصادر بتاريخ 19يونيو 1917نظام
المناقصة كطريقة إلسناد الصفقات حيث أوجب في فصله 23على ضرورة اتباع إجراءات
اإلشهار ومسطرة المنافسة ونص كذلك على إحداث لجنة لفحص العروض وهو نفس ما
ذهب إليه ظهير 1958المتعلق كذلك بالمحاسبة العمومية[.]4T
ولقد عرف الفقهاء العقد اإلداري بأنه عقد يبرم بين اإلدارة كسلطة عامة قائمة على تحقيق
المصلحة العامة ،وبين األفراد أو الشركات الخاصة من أجل انجاز عمل معين يحقق
المنفعة العامة بشكل مباشر ،مثل إدارة احد المرافق العامة ،أو توريد سلعة أو خدمة معينة
أو تنفيذ احد األشغال العامة أو نقل البضائع واألفراد والمساهمة في بعض أنواع النفقات
العامة أو إقراض األموال مع تضمين االتفاق أهم شروط وقواعد تنفيذ العمل المطلوب
وأهم حقوق وواجبات كل من الطرفين المتعاقدين لدى تنفيذ ذلك العمل[.]5
كما عرف المشرع المغربي الصفقة العمومية بأنها كل عقد بعوض يبرم بين صاحب
مشروع من جهة ،وشخص طبيعي أو معنوي من جهة أخرى ،يدعى مقاول أو مورد أو
خدماتي ،ويهدف إلى تنفيذ أشغال أو تسليم توريدات أو القيام بخدمات]6[.
إن دراسة هذا الموضوع تكتسي أهمية نظرية وعملية ،إذ سنتمكن من خالله اإلطالع على
االيطار التشريعي للعقود اإلدارية والصفقات العمومية ،وطرق إبرامها ،وكذلك إبراز
الطبيعة القانونية لعقد الصفقة العمومية ،ومدى اعتباره عقدا إداريا.
من هذا المنطلق تبرز اإلشكاالت التالية :إلى أي مدى يمكن اعتبار عقد الصفقة العمومية
عقد إداري ؟ وهل تخضع كل العقود اإلدارية لنظام الصفقات العمومية ؟
لإلجابة عن هذه اإلشكاالت سنتولى التقسيم التالي:
إن واقع الصفقات العمومية المبرمة من قبل الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات
العمومية ،يكشف عن غموض تظهر انعكاساته بوضوح عند محاولة طرح المعايير المعتمدة
في تحديد طبيعتها ،لكنه بالرجوع إلى التشريع المعمول به في مجال النشاط اإلداري ،ثم
إلى التطور الذي يعرفه االجتهاد القضائي بهذا الخصوص ،يمكننا أن نحدد معايير تمييز
العقد اإلداري في نوعين رئيسيين وهما المعيار التشريعي ثم المعيار القضائي ]7[،من هذا
المنطلق سوف نطلع في هذا المبحث على دور المشرع في تحديد طبيعة عقد الصفقة
العمومية في (المطلب األول) ،ثم موقف القضاء اإلداري من طبيعة عقد الصفقة في
(المطلب الثاني).
إن عملية تحديد طبيعة العقد اإلداري تكون ناتجة عن إرادة المشرع بشكل واضح ،إذ
بمقتضاه يحدد المشرع طبيعة العقود التي تكون اإلدارة طرفا فيها ،وذلك بصفة مباشرة
عندما تصدر قوانين تحدد طبيعتها ،أو بشكل غير مباشر وضمني عندما يسند اإلختصاص
للبث في النزاعات المرتبطة بها إلى المحاكم اإلدارية أو المحاكم العادية[.]8
وفي هذا االتجاه عمل المشرع الفرنسي منذ بداية القرن الماضي على تحديد الجهة القضائية
المختصة بالبث في النزاعات الناشئة عن بعض العقود التي تبرمها اإلدارة ،وعلى هذا
األساس نص قانون بليفيوز للسنة الثامنة من الثورة في مادته الثانية على اختصاص مجالس
األقاليم بالنزاعات "التي تنشأ بين مقاول األشغال العامة واإلدارة ،والمتعلقة بتنفيذ شروط
العقد المبرم بينهما ،وكذلك عقود بيع أمالك الدولة" وطبقا للمادة الرابعة من هذا القانون
تكون إدارية بتحديد القانون عقود األشغال العامة ،كما نص مرسوم 11/06/1806في
مادته الثالثة عشر على اختصاص مجلس الدولة الفرنسي بهيئة قضاء إداري بالنظر في
المنازعات المتعلقة بعقود التوريد التي تبرمها الدولة ،ثم نص القانون الصادر في
17/01/1790و 26/09/1793على جعل االختصاص ينظر المنازعات الناتجة عن
عقود القرض العام التي تبرمها الدولة لمجلس الدولة ،وتعتبر كذلك العقود التي تتضمن
شغال للدومين العام ،عقود إدارية بتحديد القانون استنادا إلى نص مرسوم قانون الصادر في
،17/06/1938فتخضع المنازعات الناتجة عن إبرامها الختصاص القضاء اإلداري]9T[.
من هذا المنطلق يتضح لنا أن المشرع الفرنسي عمل بمقتضى نص صريح على إسناد
اإلختصاص للبث في المنازعات الناشئة عن عقد األشغال العامة وعقد التوريد وهي
صفقات عمومية إلى القضاء اإلداري ،وهو نفس النهج الذي سار عليه المشرع المصريT
بدوره ،مما حسم معه في هذا البلدين النقاش حول الطبيعة اإلدارية للصفقات العمومية
ومسألة اإلختصاص النوعي بشأنها[.]10
وبخالف المشرع الفرنسي والمصري ،فإن المشرع المغربي قد نص في المادة 8من قانون
90-41المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية على اختصاص هذه األخيرة ،بالبث في
المنازعات الناشئة عن العقود اإلدارية دون تحديد هذه العقود وال تسميتها ،كما أنه أحجم
عن تحديد الطبيعة القانونية لعقد الصفقة في إطار القوانين المنظمة للصفقات العمومية]11[،
فبالرجوع إلى مرسوم الصفقات العمومية الصادر بتاريخ 14أكتوبر ، 1976والمرسوم
الذي حل محله بتاريخ 30ديسمبر ، 1998والمعدل هو األخر بمرسوم 5فبراير
، 2007ال نجد أي نص صريح يؤكذ على أن عقود الصفقات العمومية عقود إدارية
بتحديد القانون ،فقط اكتفت المادة األولى من مرسوم 5فبراير 2007على أن هذا األخير
يهدف إلى تحديد الشروط واألشكال التي تبرم وفقها صفقات األشغال والتوريدات والخدمات
لحساب الدولة ،وكذا بعض القواعد المتعلقة بتدبيرها ومراقبتها[ ،]12وذلك دون تحديد
الطبيعة القانونية لهذه الصفقات.
ولو تم استعراض القوانين واللوائح المتعلقة بالعقود التي تبرمها الدولة ،فيمكن لنا القول أن
القانون المغربي ال يعرف نظام العقود اإلدارية بتحديد القانون كما هو الوضع في فرنسا،
وذلك نظرا لعدم دقة ووضوح النصوص القانونية]13[.
لكن بالرجوع إلى بعض النصوص القانونية وهي قليلة يمكن االستنتاج منها بصورة ضمنية
الطبيعة اإلدارية لعقود الصفقات العمومية ،فمثال المادة 52من دفاتر الشروط اإلدارية
العامة لألشغال العامة المتعلق بتنظيم النزاعات التي تنشأ بمناسبة إبرام وتنفيذ عقد األشغال
العامة وهو صفقة عمومية ،نصت على أن " كل نزاع بين اإلدارة والمقاول يخضع للمحاكم
التي أنشئت للنظر في المواد اإلدارية"[ ،]14كما أن المراسيم السابقة وخصوصا مرسوم 5
فبراير 2007يستثني في المادة الثانية من مجال تطبيقه " االتفاقيات أو العقود التي يتعين
على الدولة إبرامها وفقا لألشكال وحسب قواعد القانون العادي"[ ،]15الشيء الذي يظهر
معه أن المرسوم يفترض الطبيعة اإلدارية لعقد األشغال والتوريد والخدمات المبرمة لحساب
الدولة ،وذلك من خالل تمييزها عن عقود اإلدارة األخرى المبرمة طبقا ألحكام القانون
العادي.
لكن بالرغم من هذه التفرقة بين العقود اإلدارية وعقود اإلدارة الخاصة ،فإننا نالحظ أن
كالهما يخضعان لنفس اإلجراءات والشكليات في طرق إبرامها ،الشيء الذي يؤكد أن
مراسيم الصفقات العمومية السابقة تطبق على عقود اإلدارة دون التمييز بينها ،وهذا هو
المسلم به في مختلف الدول كفرنسا ومصر]16T[.
اعتبر القاضي اإلداري في مجموعة من األحكام والقرارات T،أن عقود الصفقات العمومية
عقود إدارية بتحديد القانون ،وعلى هذا األساس قضت الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى في
قرار بتاريخ 14نوفمبر ،1996في قضية شركة كوجيرا ضد الجماعة القروية لسبع
عيون جاء فيه" :وحيث يؤخذ من المرسوم المؤرخ في 14أكتوبر 1976الذي نظم
صفقات األشغال العمومية واألدوات والخدمات المبرمة لحساب اإلدارة العمومية أن الصفقة
تعتبر عقدا إداريا بنص القانون ،الشيء الذي يعني أنه ال حاجة للبحث عن وجود شروط
غير مألوفة في العقد المتعلق بها ليمكن القول بأن األمر ال يتعلق بعقد في مجال القانون
الخاص"[.]17
كما قضت المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ 29شتنبر ،2003في قضية البهلول أحمد
ضد المكتب الوطني للنقل جاء فيه" :وحيث إن العقود التي يتم إبرامها وفقا لمرسوم 30
دجنبر 1998تعتبر عقودا إدارية بقوة القانون دونما حاجة إلى بحث مدى توفر باقي
المعايير…"]18T[.
وذهبت الغرفة اإلدارية في قرار أخر صادر بتاريخ 20فبراير 1996في قضية العون
القضائي ضد فابيان إلى أنه" :إذا كان حسب االستشهاد القضائي أن تتوفر في العقود
اإلدارية ثالث شروط إلخضاعها للقانون العام ،بدونها تعتبر من العقود المدنية ،فإن عقد
األشغال العامة باعتباره اتفاقا بين المقاول واإلدارة للقيام بتنفيذ أشغال البناء وترميم وصيانة
البنيات والبنية العقارية لفائدة احد األشخاص العامة لغرض تحقيق المصلحة العامة يعتبر
من العقود اإلدارية بتحديد القانون"]19T[.
وفي نفس االتجاه قضت المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء في حكم بتاريخ 30ديسمبر
2005الذي جاء فيه ":وحيث إنه من الثابت قانونا وقضاء بأن عقود التوريد هي عقود
إدارية بقوة القانون مما تكون معه المحكمة اإلدارية مختصة نوعيا للبث في النزاعات
الناشئة عنها"[ ،]20كما جاء في حيثيات الحكم الصادر عن المحكمة اإلدارية بأكادير عدد
396بتاريخ 9ديسمبر 2006أنه ":وحيث إن الصفقة عقد إداري بقوة القانون…"]21[.
وتوضيحا لمفهوم الصفقة وعناصرها ومقوماتها األساسية ،قضت الغرفة اإلدارية بالمجلس
األعلى في قضية حميد زريكم ضد الجماعة الحضرية للنخيل بمراكش ،بتاريخ 18يونيو
1998بأنه" :ال جدال فيه أن الصفقة العمومية إذا كانت فعال تعتبر عقدا إداريا بنص
القانون فإن ذلك يتوقف أوال وأخيرا على وجوب توفير عناصر الصفقة العمومية ،أي أن
تقوم اإلدارة المعنية باألمر بفتح باب المناقصة أو المزايدة ليفوز من يعنيه األمر بالصفقة
المذكورة]22T[."...
ذهب القاضي اإلداري في مجموعة من أحكامه إلى اعتبار عقد الصفقات العمومية عقد
إداري بطبيعته ،ومن أمثلة ذلك حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد 115بتاريخ 22ماي
2002الكرد ضد الجماعة القروية بأنزالت ،ومما جاء فيه أن ":تزويد الجماعة المحلية
بمادة البنزين لتأمين مصالحها لمدة محددة ،يشكل عقد توريد ،وهو عقد إداري بطبيعته
نظرا لخصائصه الذاتية ،ولكونه يساهم في تسيير مرفق عمومي … وإن المنازعة في العقد
المذكور تدخل ضمن االختصاصات التي تخولها المادة 8من القانون رقم 90-41للمحاكم
اإلدارية"]23T[.
كما قضت المحكمة اإلدارية بأكادير في قضية أيت عبد هللا ضد بلدية األخصاص بتاريخ 4
أكتوبر 1999أن " :عمليات البناء لفائدة شخص من أشخاص القانون العام في نطاق تعهد
باالتفاق المباشر هي صورة من صور عقود الصفقات العمومية تكتسب بحكم طبيعتها عقود
إدارية"[.]24
ويمكن اإلشارة إلى أن بعض االجتهادات القضائية حاولت البحث عن الطبيعة اإلدارية لعقد
الصفقة العمومية انطالقا من البيانات الواجب تضمينها فيه ،وفي هذا اإلطار ذهبت المحكمة
اإلدارية بالدار البيضاء في حكم عدد 1090بتاريخ 6يونيو 2005إلى اعتبار أن ":عدم
توفر عقد الصفقة على أحد الشروط الجوهرية المشار إليها بالفصل الثالث من مرسوم 14
أكتوبر 1976بشأن الصفقات المبرمة لحساب الدولة ،والذي حل محله مرسوم 30ديسمبر
1998بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة يجعل المنازعة القضائية بشأنه خارجة
عن مجال العقود اإلدارية"]25[.
وانطالقا كذلك من الشكل الذي أفرغ فيه عقد الصفقة ،وهذا ما جاء في حكم المحكمة
اإلدارية بأكادير عدد 2006/31بتاريخ 8شتنبر " :2006وحيث إن الصندوق الوطني
للضمان االجتماعي يعتبر مؤسسة عمومية… وان العقد الرابط بينها وبين المدعية تم في
إطار المرسوم رقم 2.98.482الصادر في 1998/12/30بتحديد شروط وأشكال إبرام
الصفقات وكذا بعض المقتضيات المتعلقة بمراقبتها وتدبيرها وبالتالي فإن العقد المذكور
يعتبر عقد إداري"]26[.
لقد استقر القضاء اإلداري المغربي في أحكامه على اعتبار عقد ما عقدا إداريا بتوفر ثالث
شروط ،وهذا ما قضت به المحكمة اإلدارية بأكادير في حكم عدد 95/593بتاريخ 19
أكتوبر 1995في قضية بوعرصة ضد المكتب الوطني للبريد حيث جاء فيه " :استقر
قضاء هذه المحكمة على اعتبار العقد إداريا بتحقيق ثالث شروط :أن يكون أحد طرفي العقد
شخصا عاما ،أن يتعلق بتسيير مرفق عام أو تحقيق منفعة عامة ،وأن يلتجأ الشخص العام
إلى استعمال القانون العام في العقد ،]27[".تكررت نفس الحيثيات في حكمها الصادر
بتاريخ 26مارس 1996في قضية الشاوي جاء فيه " :حيث توفر في العقد المتنازع حوله
شرطان كان غير كافيين العتباره عقدا إداريا طبقا آلراء الفقه والقضاء ،وكان ينبغي أن
يتضمن شرطا إستثنائيا غير مألوف في القانون الخاص"]28[.
وذهبت المحكمة اإلدارية بالرباط في نفس االتجاه بتاريخ 28ماي 1995في قضية وهبي
عندما قضت بأنه " :وال يمكن اعتبار العقد إداريا ،والمحكمة اإلدارية ال تختص به إال إذا
توفرت فيه ثالث شروط ،كأن يكون أحد أطرافه شخصا معنويا عاما وأن يتعلق بتسيير
مرفق عام وأن يتضمن شروطا غير مألوفة في القانون الخاص" ]29[.
كما ذهبت المحكمة اإلدارية بفاس في حكم عدد 98/176بتاريخ 31مارس 1998في
قضية الفابزوري عمر ضد وزير العدل إلى القول بأن " :محضر البيع بالمزاد العلني ال
يعتبر عقدا إداريا ألنه يفتقر إلى كافة شروط العقد اإلداري التي تتقتضي أن يكون أحد
طرفيه شخصا عاما وأن يظهر في تعاقده بمظهر السلطة العامة ،وأن يتصل بنشاط مرفق
عام بقصد تنظيمه وتسييره ،وأن يعتمد في إبرامه وتنفيذه على أساليب القانون العام فيما
تضمنه من شروط استثنائية غير مألوفة في روابط القانون الخاص…"[ .]30
وفي هذا اإلطار أكدت المحكمة اإلدارية بوجدة في حكم عدد 97/18بتاريخ 10فبراير
1998في قضية لوهبي عبد الرزاق ضد جماعة كنفودة ،بأن وجود اإلدارة طرفا في العقد
ال يكفي لوصفه بكونه عقد إداري ،قائلة" :وحيث اتضح للمحكمة من خالل تفحصها لطبيعة
العقد المبرم بين الطرفين أن اإلدارة لم تظهر في هذه العالقة العقدية بمظهر السلطة العامة
ذات االمتياز ،كما أنه ليس في العقد المذكور شروطا استثنائية تمييزه عن العقود الخاصة
مما يجعله خاضعا للقانون الخاص ويخرج بالتالي عن دائرة العقود اإلدارية"[ ،]31كما
أكدت في حكم أخر بتاريخ 3ماي 2000عمر نيبو ضد جماعة أركمان " :إن العقد يعتبر
إداريا إذا كان أحد طرفيه شخصا معنويا عاما ومتصال بمرفق عام ومتضمنا شروطا غير
مألوفة في نطاق القانون الخاص ،فإذا تضمن عقد هذه الشروط مجتمعة كان عقدا إداريا
يختص به القضاء اإلداري"]32[.
وكذلك ذهبت المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء بتاريخ 19أبريل " : 2006وحيث إذا كان
من الواجب إلضفاء الصفة اإلدارية على عقد ما أن تكون اإلدارة طرفا فيه وأن يتصل
بمرفق عام إال أن هذين الضابطين غير كافيين لوصف العقد بأنه إداري إذ ينبغي إضافة
كما تقدم إتباع اإلدارة حال إبرامها للعقد أساليب القانون العام وتضمين العقد شروطا غير
مألوفة في العقود المدنية التي تقوم على إعمال مبدأ المساواة والتوازن بين طرفيها"]33[.
وهذا ما أكده كذلك المجلس األعلى في القرار عدد 725بتاريخ 9أكتوبر 2003بقوله:
"...إن Tالصفقة المتنازع حول طبيعتها تكون قد أبرمت من أجل إنجاز مرفق عام( التزويد
بالماء الشروب) وأن الشركة المدعية عليها التي تولت ذلك تعتبر في مركز المفوض له من
قبل السلطات العامة المختصة( الداخلية ،السكنى و التعمير)إلى Tجانب إبرام الصفقة في
اإلطار القانوني إلبرام الصفقات العمومية ،كل هذه العناصر مجتمعة تجعل منها صفقة
عمومية و عقدا إداريا تخضع المنازعة المتعلقة به إلى المحكمة اإلدارية"]34T[.
من هذا المنطلق ومن خالل موقف القضاء اإلداري المغربي ،يتضح لنا أن كل صفقة
عمومية عقد إداري ،لكن هناك إستثناء يتعلق بالصفقات المبرمة بناء على سندات الطلب،
والتي ال يتجاوز مبلغها 200 000درهم ]35[،فهذا النوع من الصفقات ال تكون دائما
عقود إدارية ،وهذا ما يتضح من موقف القضاء اإلداري المغربي ،بحيث ذهبت المحكمة
اإلدارية بمراكش في قضية شركة بن زدي ضد جماعة المحرة أنه" :إذا كان األصل في
الصفقات العمومية أنها عقود إدارية بحكم القانون كلما استجمعت شروطها ،فإنها ال تكون
كذلك إذا ما تم إبرامها على ضوء مقتضيات الفصل 51من مرسوم 14أكتوبر 1976
الذي يرخص لإلدارة التعاقد في إطار القانون الخاص دون صفقة مكتوبة بناء على سندات
طلب كلما كانت األشغال والخدمات ال تتجاوز 100 000,00درهم"]36[.
لكن إذا كانت الصفقة العمومية عقد إداري ،فهل هذا يعني أن كل العقود اإلدارية تخضع في
طرق إبرامها لنظام الصفقات العمومية؟
تجدر اإلشارة إلى أن المشرع المغربي عمل منذ اإلستقالل على إصدار مجموعة من
المراسيم ،حدد من خاللها أشكال وطرق إبرام الصفقات العمومية التي تكون الدولة
والجماعات المحلية طرفا فيه ،منها مرسوم 14أكتوبر 1976الذي تم نسخه بمرسوم 30
ديسمبر 1998والمعدل هو األخر بمرسوم 5فبراير ،2007لكن هذه المراسيم لم تخضع
كل العقود اإلدارية لنظام الصفقات العمومية ،بل استثنى منها بعض العقود اإلدارية.
لكل ذلك سنعالج هذا المبحث من خالل تناولنا في (المطلب األول) عقد األشغال العامة
والتوريد والخدمات ،وفي (المطلب الثاني) عقد اإلمتياز والتدبير المفوض.
سوف نقوم بدارسة في هذا المطلب طبيعة عقد األشغال العامة وعقد التوريد وعقد الخدمات
في (الفقرة األولى) ثم طرق إبرام هذه العقود في (الفقرة الثانية).
حسب المادة األولى من مرسوم 5فبراير ، 2007فإن عقد األشغال العامة وعقد التوريد
وعقد الخدمات صفقات عمومية[ ]37بتحديد القانون:
عقد التوريد أو ما يصطلح عليه صفقة التوريدات ،هو كل عقد يرمي إلى اقتناء منتوجات أو
معدات أو تملكها بقرض إيجاري أو إيجارها أو إيجارها بنية البيع مع وجود خيار الشراء
أو بدونه ،يبرم بين صاحب مشروع ومورد ويمكن أن يتضمن تسليم المنتوجات ،بصفة
ثانوية أشغال وضع المنتوجات المذكورة وتركيبها والتي تعتبر ضرورية إلنجاز العمل،
ويشتمل مفهوم صفقات التوريدات خصوصا ما يلي:
-صفقات التوريدات العادية ،وهي صفقات توريدات ترمي إلى اقتناء صاحب المشروع
لمنتوجات توجد في السوق والتي ال يتم تصنيعها حسب مواصفات تقنية خاصة.
-صفقات التوريدات غير العادية ،ويكون موضوعها الرئيسي اقتناء منتوجات ال توجد في
السوق والتي يتعين على صاحب الصفقة إنجازها بمواصفات تقنية خاصة بصاحب
المشروع.
-الصفقات بقرض إيجاري أو اإليجار أو اإليجار بنية البيع مع وجود خيار الشراء أو
بدونه.
غير أن مفهوم صفقات التوريدات Tال يشمل بيوع العقارات أو إيجارها بنية البيع أو عقود
القرض اإلجاري المتعلق بها]42[ .
وعلى عكس عقد األشغال العامة فإن عقد التوريد ليس باستمرار عقد إداري ،بل من
الممكن أن يكون من طبيعة إدارية أو خاصة وفقا لما يتضمنه من أحكام ،فموضوعه ينصب
دائما على أشياء منقولة كالبضائع أو مواد التموين أو البنزين…الخ T،وال يمكن أن يكون
محله العمل في عقار بطبيعته أو بالتخصيص وإال أصبح عقد أشغال عامة]43[.
ومن عقود التوريد التي إعترف لها القضاء اإلداري بالصفة اإلدارية ،عقد اإلتفاق على
توريد البنزين وهو ما قضت به المحكمة اإلدارية بمراكش" :وحيث أن العقد المبرم بين
المدعي والجماعة بشأن تزويدها بمادة البنزين وتنفيذه على دفعات متعددة خالل مدة تزيد
عن سنة وثالثة أشهر يعتبر أخذا باتجاه الفقه والقضاء المغربي عقد التوريد بغض النظر
عن مبلغه وهو عقد إداري بطبيعته نظرا لخصائصه الذاتية وكونه سيساهم في تسيير مرفق
عمومي". ]44[
وكذلك عقد اإلتفاق على توريد مجموعة من األجهزة التلفزية لمؤسسة اإلذاعة ،وهو ما
قضت به الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى" :حيث أنه بالرجوع إلى سندات الطلب يتضح أن
األمر يتعلق بتوريد مجموعة من األجهزة التلفزية لمؤسسة اإلذاعة والتلفزة المغربية ،مما
يفيدان أن الهدف منه تسيير المرفق العام المذكور وبالتالي يدخل في نطاق الفصل 8من
قانون 41.90باعتباره عقدا اداريا" ]45[،ثم عقد اإلتفاق على نقل إرساليات وبعثيات وهو
ما قضت به المحكمة اإلدارية بمراكش ،في قضية شركة DHLوالوكالة المستقلة للماء
والكهرباء بمراكش" T:إن نقل إرساليات وبعثيات للوكالة إلى البنك األوروبي ،خدمات تساهم
في تسيير المرفق العام ،وتضفي على العقد الصبغة اإلدارية"]46T[.
عقد الخدمات أو صفقات الخدمات ،وهو كل عقد يكون موضوعه إنجاز أعمال خدماتية ال
يمكن وصفها بأشغال أو بتوريدات ،ويشمل هذا المفهوم على الخصوص:
-الصفقات المتعلقة بأعمال الدراسات واإلشراف على األشغال التي تتضمن عند االقتضاء،
التزامات خاصة مرتبطة بمفهوم الملكية الفكرية.
-صفقات الخدمات العادية والتي يكون موضوعها اقتناء صاحب المشروع لخدمات يمكن
تقديمها بدون مواصفات تقنية يشترطها صاحب المشروع.
-الصفقات المتعلقة بالخصوص بأعمال صيانة التجهيزات واإلنشاءات والمعدات،
وإصالحها وأعمال التنظيف وحراسة المحالت اإلدارية والبستنة]47[ .
وطبقا لموقف القضاء اإلداري الذي اعتبر الصفقة العمومية عقد إداري ،فإن عقد الخدمات
هو كذالك صفقة عمومية وبالتالي فهو عقد إداري.
الفقرة الثانية :طرق إبرام عقد األشغال العامة والتوريد والخدمات.
يتم إبرام عقد األشغال العامة وعقد التوريد وعقد الخدمات وهي صفقات عمومية ،حسب
مقتضيات مرسوم 5فبراير 2007المتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات األشغال
والتوريدات Tوالخدمات ،وفق أربعة طرق محددة ،وزعها فقهاء القانون اإلداري إلى طرق
عادية ،وطرق استثنائية.
سنتناول في هذا المطلب طبيعة عقد االمتياز ،وكيفية تكوينه في(الفقرة األولى) ،ثم طبيعة
عقد التدبير المفوض ،وطرق إبرامه في (الفقرة الثانية).
االمتياز عقد تمنح بموجبه اإلدارة صاحبة االمتياز أحد األفراد الخواص أو األشخاص
المعنوية مهمة تدبير مرافق عام غالبا ما يكون تجاريا أو صناعيا ،خالل مدة محددة على
نفقته ولحسابه ،وتحت مسؤوليته مقابل تقاضي رسوم من المنتفعين من خدمات المرفق[
.]61
يتصف عقد االمتياز بطبيعة قانونية مزدوجة ،فهو عقد إداري وفي نفس الوقت عقد خاص،
عقد إداري لما يتضمنه من شروط تنظيمية ،وعقد خاص لما يحتوي عليه من بنود تعاقدية،
فالشروط التنظيمية تتعلق بتنظيم المرفق وسيره ونشاطه ،تستطيع اإلدارة بمفردها تعديلها
أو تغييرها وفقا لمقتضيات المصلحة العامة بدون حاجة لموافقة الملتزم[ ،]62Tوطبقا لهذه
الشروط يكون عقد االمتياز عقد إداري يعود االختصاص فيه إلى المحاكم اإلدارية[،]63
أما البنود التعاقدية فهي التي تهم األعباء المتبادلة بين اإلدارة مانحة اإلمتياز والملتزم،
كتحديد االمتيازات المالية التي تخولها اإلدارة إلى الشخص المتعاقد معها ،وما يتحتم عنه
من تعويضات ومكافئات ،وهذه الشروط ال تهم المنتفعين بخدمات المرفق بل هي مقتصرة
فقط على الطرفين المتعاقدين ،كما ال يجوز لإلدارة تعديلها أو تغييرها.
تجدر اإلشارة إلى أن عقد االمتياز تم استثنائه من طرق إبرام الصفقات العمومية في
مرسوم رقم 2.98.482الصادر بتاريخ 30ديسمبر ]64[،1998واالمتياز كعقد إداري
يخضع لألحكام العامة التي تحكم تكوين العقود اإلدارية ،والتي تتم بعدة أعمال قانونية
يشترك في القيام بها عدد من أعضاء السلطة اإلدارية ،وهذه األعمال هي اإلذن بالتعاقد ،ثم
إبرام العقد وأخيرا التصديق على التعاقد ،وإبرام العقد يدخل في اختصاص الرئيس في
السلطة المركزية (الوزير بالنسبة لوزارته) ،أما التصديق فيعود لسلطة الوصاية المركزية
بالنسبة لعقود السلطات الالمركزية ،وللسلطة الرئاسية بالنسبة لعقود السلطة المركزية]65T[.
كما أن إبرام عقد االمتياز وإقرار شروطه والتوقيع عليه ال يجعله نهائيا ،فاإلدارة ال تعتبر
ملزمة إال بعد التصديق على العقد ،وهذا األخير يعتبر موجودا ابتداء من تاريخ إبرامه ال
من تاريخ التصديق عليه ،فإذا امتنعت السلطة العامة من التصديق على العقد فإنه يعتبر غير
موجود.
سنتناول في هذه الفقرة أوال طبيعة عقد التدبير المفوض ،وثانيا وطرق إبرامه.
تجدر اإلشارة في هذا اإلطار إلى أن نفس الغموض المطروح بشأن تحديد طبيعة الصفقات
العمومية في المراسيم المنظمة لها ،يطرح بالنسبة لعقد التدبير المفوض ذلك أن القانون رقم
54.05الصادر بتاريخ 14فبراير ،2006لم يتضمن في مقتضياته أية إشارة صريحة
توحي بأن عقد التدبير المفوض عقد إداري بتحديد القانون ،فقط اكتفت المادة الثانية بتعريفه
على أنه "عقد يفوض بموجبه شخص معنوي خاضع للقانون العام يسمى المفوض لمدة
محددة ،تدبيير مرفق عام يتولى مسؤوليته إلى شخص معنوي خاضع للقانون العام أو
الخاص يسمى المفوض إليه يخول له حق تحصيل أجرة من المنتفعين أو تحقيق أرباح من
التدبير المذكور أو هما معا"[ ،]66دون تحديد طبيعته القانونية.
وطبقا لموقف القضاء اإلداري المغربي الذي يتطلب توفر ثالث شروط لتمييز العقد
اإلداري ،وأيضا القضاء اإلداري الفرنسي الذي يكتفي بشرطين ،فإن عقد التدبير المفوض
هو عقد إداري ]67T[.وبالرجوع إلى القانون 54.05المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق
العامة ،نجد هذه الشروط متضمنة في مقتضياته ،بحيث أشارت المادة الثانية منه إلى
شرطين ،فالشرط األول المتعلق بالشخص المعنوي العام كطرف في العقد ورد في الفقرة
األولى من المادة المذكورة" ،يعتبر عقد التدبير المفوض عقدا يفوض بموجبه شخص
معنوي خاضع للقانون العام يسمى المفوض" ،أما الشرط الثاني المتعلق باتصال العقد
بتسيير مرفق عام ،ورد في الفقرة الثانية من نفس المادة " ،يمكن أن يتعلق التدبير المفوض
كذلك بإنجاز أو تدبير منشأة عمومية أو هما معا تساهم في مزاولة نشاط المرفق العام
المفوض".
كما ورد الشرط الثالث والمتعلق بالشروط االستثنائية الغير مألوفة في نطاق القانون
الخاص ،في المادة 12نصت هذه المادة على شرط استثنائي في فقرتها األخيرة بقولها "
يمكن للحكومة إعداد عقود نموذجية بشأن التدبير المفوض…ويمكنها كذلك تحديد الئحة
البنود اإلجبارية في العقد" ،وتضمنت كذلك المادة 17شرطا أخر متعلق بـ "حق مراقبة
التدبير المفوض" ،ثم "حق تتبع التدبير المفوض" في المادة ،18و"حق المراجعات الدورية
لبنود العقد" في المادة .19
من هذا المنطلق يتضح لنا جليا أن القانون 54.05المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق
العامة ،تضمن في محتوياته كل المقومات والمعايير التي يتطلبها القضاء اإلداري إلضفاء
الصفة اإلدارية على عقد التدبير المفوض
خــــاتمة:
لكل ما سبق يمكن القول أنه ال توجد عقود إدارية بتحديد القانون في المغرب ،فالنص
الوحيد الذي يحيل اإلختصاص بالنزاعات الناشئة عن األشغال العامة إلى المحاكم التي
تنظر في المواد اإلدارية ،غير كافي إلضفاء الصبغة اإلدارية على باقي العقود األخري.
ونسجل في هذا اإلطار تطور موقف القضاء اإلداري مقارنة مع دور المشرع في تحديد
طبيعة العقود التي تكون الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية طرفا فيها ،وذلك
من خالل مجموعة من اإلجتهادات التي أقر فيها بالطبيعة اإلدارية لعقود الصفقات
العمومية ،وهي عقد األشغال والتوريدات Tوالخدمات ،وكذلك بالنسبة لعقد اإلمتياز وعقد
التدبير المفوض.
وينبغي التأكيد على أن كل صفقة عمومية عقد إداري ،ما عدا الصفقات التي يتم إبرامها
بناء على سندات الطلب فهى ال تكون دائما عقد إداري ،ألن المشرع خول لإلدارة إمكانية
إبرام هذا النوع من العقود في إطار القانون الخاص.
كما أنه ليس كل عقد إداري صفقة عمومية ،بحيث أن عقد االمتياز والتدبير المفوض
للمرافق العامة ،تم استثنائهما من نظام الصفقات العمومية ،وبالتالي يخضعان في طرق
إبرامهما لنظام قانوني مغاير .
من هذا المنطلق يمكن التأكيد كذلك على أن العقود اإلدارية والصفقات العمومية ،تبقى
خاضعة لمجموعة من التطورات مستقبال ،لتساير بذلك المتغيرات التي تعرفها الدولة إن
على المستوى اإلقتصادي أو اإلجتماعي ،أو القانوني ،فالمشرع أصبح اليوم مدعو لتحديد
طبيعة العقود التي تكون الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية طرفا فيها بنص
صريح ،وذلك إما بتحديد الجهات المختصة بالنظر في النزاعات الناشئة بمناسبة إبرام
وتنفيذ هذه العقود ،أو بشكل مباشر عن طريق إصدار قوانين تحدد طبيعتها اإلدارية أو
العادية .
الئحة المراجع
مراجع عامة:
-1د – إبراهيم كومغار " :المرافق العامة الكبرى على نهج التحديث" الطبعة األولى
2009
-2دة – ثورية لعيوني " :القضاء اإلداري ورقابته على أعمال اإلدارة" دار النشر
الجسور وجدة ،الطبعة األولى 2005
- دة – ثوريةـ لعيوني" :نظرية المرافق العامة" ،الطبعة األولى 2005
-3د – محمد األعرج " :القانون اإلداري المغربي" ،منشورات المجلة المغربيةـ لإلدارة
المحلية والتنمية،ـ سلسلة "مؤلفات وأعمال جامعية" عدد 61الجزء األول ،طبعة 2009
- 4د – محمد كرامي" :القانون اإلداري – التنظيم اإلداري – النشاط اإلداري" ،الطبعة
األولى2000
- 5دة -مليكة الصروخ:ـ " القانون اإلداري – دراسة مقارنة " مطبعة النجاح الجديدة-
الدار البيضاء طبعة نونبر 2006
مراجع متخصصة:ـ
-1د – أحمد بوعشيق" :الدليل العلمي لإلجتهاد القضائي في المادة اإلدارية" ،منشورات
المجلة المغربيةـ لإلدارة المحلية والتنمية،ـ عدد 16الجزء الثاني ،الطبعة األولى 2004
-2د – محمد األعرج " :نظام العقود اإلدارية والصفقات العمومية" وفق قرارات وأحكام
القضاء اإلداري المغربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة
"مؤلفات وأعمال جامعية" ،عدد ،88الطبعة الثالثة 2011
-3ذ – محمد الزياتي" :القاضي اإلداري والصفقات العموميةـ بالمغرب" ،منشورات
المجلة المغربيةـ لإلدارة المحلية والنتمية،عدد مزدوج 79-78طبعة يناير – أبريل
2008
-4دة -مليكة الصروخ" :الصفقات العمومية في المغرب" ،مطبعة النجاح ،طبعة
2009
-5د -الميلودي بوطريكي" :هل يمكن لعقد مبرم بين أشخاص خاصة أن يكون عقدا
إداريا" ،منشورات المجلة المغربيةـ لإلدارة المحلية والتنميةـ ،عدد 89دجنبر 2009
-6ذ -عبدهللا إدريسي ":المقاربة القضائية للعقد اإلداري" ،منشورات المجلة المغربيةـ
لإلدارة المحلية والتنميةـ ،عدد ،50طبعة ماي -يونيوـ 2003
النصوص القانونية:ـ
-مرسوم رقم 2.06.388صادر بتاريخـ 16محرم 1428موافق 5فبراير 2007
والمتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة ،وكذا بعض القواعد المتعلقة
بتدبيرها ومراقبتها ،منشورـ بالجريدة الرسمية عدد 5518بتاريخ 19أبريل 2007
-الظهير الشريف رقم 1.06.15صادر في 15من محرم 1427موافق 14فبراير
2006بتنفيذ القانون رقم 54.05المتعلق بالتدبير المفوض للمرافق العامة ،منشور
بالجريدة الرسمية عدد 5404بتاريخ 16مارس 2006
مواقع األنترنيت:
http://www.startimes.com/f.aspx?t=16878814 -مأخوذ يوم 1
فبراير 2012على الساعة 17h
الهوامش
[ ]1دة -مليكة الصروخ" T:الصفقات العمومية في المغرب" ،مطبعة النجاح ،طبعة
، 2009ص30
[ ]2ذ – محمد الزياتي" :القاضي اإلداري والصفقات العمومية بالمغرب" ،منشورات
المجلة المغربية لإلدارة المحلية والنتمية ،عدد مزدوج 78-79طبعة يناير-أبريل ، 2008
ص 12
[ ]3دة -مليكة الصروخ T:المرجع السابق ،ص 29
[ ]4ذ – محمد الزياتي :المرجع السابق ،ص 11
[ ]5دة -مليكة الصروخ " T:القانون اإلداري – دراسة مقارنة " مطبعة النجاح الجديدة-
الدار البيضاء طبعة نونبر 2006ص 439
[ ]6الفقرة 12من المادة 3من مرسوم رقم 2.06.388صادر بتاريخ 16محرم 1428
موافق 5فبراير 2007والمتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة ،وكذا بعض
القواعد المتعلقة بتدبيرها ومراقبتها ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 5518بتاريخ 19
أبريل 2007
[ ]7د – محمد كرامي" T:القانون اإلداري – التنظيم اإلداري – النشاط اإلداري" الطبعة
األولى ،2000 ص 264
[ ]8د – محمد األعرج " :نظام العقود اإلدارية والصفقات العمومية" وفق قرارات وأحكام
القضاء اإلداري المغربي ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة
"مؤلفات وأعمال جامعية" ،عدد ،88الطبعة الثالثة ، 2011ص 22
[ ]9دة – ثورية لعيوني " :القضاء اإلداري ورقابته على أعمال اإلدارة" دار النشر
الجسور وجدة ،الطبعة األولى ،2005ص 239 - 238
[ ]10ذ – محمد الزياتي :المرجع السابق ،ص 13
[ ]11نفس المرجع ،ص 14
[ ]12المادة 1الفقرة األخيرة من مرسوم 5 فبراير 2007
[ ]13دة – ثورية لعيوني :المرجع السابق ،ص 240
[ ]14مرسوم رقم 2.76.479صدر بتاريخ 14أكتوبر 1976بشأن صفقات األشغال أو
األدوات أو الخدمات المبرمة لحساب الدولة ،راجع كذلك دة – ثورية لعيوني :المرجع
السابق ،ص 241
[ ]15المادة 2الفقرة األولى من مرسوم 5فبراير 2007
[ ]16دة – ثورية لعيوني :المرجع السابق ،ص 243
[ ]17قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى ،عدد 788بتاريخ 14نوفمبر 1996
شركة كواجيرا ضد الجماعة القروية لسبع عيون ،أورده ذ -عبدهللا إدريسي ":المقاربة
القضائية للعقد اإلداري" ،م .م .م .إ .م .ت ،عدد ،50طبعة ماي -يونيو ،2003ص 66
[ ]18حكم المحكمة اإلدارية بالرباط عدد 1119بتاريخ 29شتنبر ، 2003البهلول
أحمد ضد المكتب الوطني للنقل ،حكم غير منشور أورده الدكتور محمد األعرج في المرجع
السابق ،ص 42
[ ]19قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى ،بتاريخ 20فبراير 1996في قضية العون
القضائي ضد فبيان ،أورده ذ -عبدهللا إدريسي :المرجع السابق ،ص 67
[ ]20ذ – محمد الزياتي :المرجع السابق ،ص 17
[ ]21حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد 396بتاريخ 9دجنبر 2006في ملف
،106/2006أورده ذ – محمد الزياتي :المرجع السابق ،ص 17
[ ]22قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى ،عدد 664بتاريخ 18يونيو ،1999حامد
زريكم ضد الجماعة الحضرية للنخيل بمراكش ،أورده ذ -عبدهللا إدريسي :المرجع السابق،
ص 67
[ ]23حكم المحكمة اإلدارية بمراكش ،عدد 155بتاريخ ، 2002/5/22الكرد ضد
الجماعة القروية بأنزالت ،أورده د – أحمد بوعشيق" :الدليل العلمي لإلجتهاد القضائي في
المادة اإلدارية" ،م .م .م .إ .م .ت ،عدد 16الجزء الثاني ،الطبعة األولى ، 2004ص
372
[ ]24حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد 99/221بتاريخ ، 1999/10/4أيت عبد هللا
ضد بلدية األخصاص ،أورده د – أحمد بوعشيق :المرجع السابق ،ص 398
[ ]25حكم المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء عدد 1090بتاريخ 6يونيو ،2005أورده ذ
– محمد الزياتي :المرجع السابق ،ص 17
[ ]26حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد 2006/31بتاريخ 8شتنبر ،2006أورده ذ –
محمد الزياتي :المرجع السابق ،ص 18
[ ]27حكم المحكمة اإلدارية بأكادير عدد ،95/593في قضية محمد بوعرصة ضد
المكتب الوطني للبريد ،ورد في مرجع الدكتورة ثورية لعيوني السابق ،ص 251
[ ]28حكم المحكمة اإلدارية بأكادير بتاريخ 1996/03/26في قضية الشاوي ،أورده ذ -
عبدهللا إدريسي :المرجع السابق ،ص 68
[ ]29حكم المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ 28ماي ، 1995في قضية وهبي ،غير
منشور ،أورده ذ -عبدهللا إدريسي :المرجع السابق ،ص 68
[ ]30حكم المحكمة اإلدارية بفاس عدد 98/176بتاريخ 31مارس ،1998في قضية
الغابزوري عمر ضد وزير العدل ،أورده ذ -عبدهللا إدريسي :المرجع السابق ،ص 69
[ ]31حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد 97/18بتاريخ 10فبراير 1998في قضية
لوهبي عبد الرزاق ضد جماعة كنفودة ،أورده ذ -عبدهللا إدريسي :المرجع السابق ،ص
68
[ ]32حكم المحكمة اإلدارية بوجدة عدد 93بتاريخ 3ماي 2000عمر نيبو ضد جماعة
أركمان ،أورده د– محمد األعرج :المرجع السابق ،ص 30
[ ]33حكم المحكمة اإلدارية بالدار البيضاء عدد 442بتاريخ 19أبريل ،2006أورده ذ
– محمد الزياتي :المرجع السابق ،ص 16
[ ]34قرار الغرفة االدارية بالمجلس األعلى عدد 725بتاريخ 2003/10/09بين شركة
سوكودرا وشركة بالستومار من جهة و وكالة أدير الحضرية للتخفيض من الكثافة السكانية
وإنقاذ مذينة فاس من جهة أخري ،أوده د -الميلودي بوطريكي" T:هل يمكن لعقد مبرم بين
أشخاص خاصة أن يكون عقدا إداريا" ،م .م .م .إ .م .ت ،عدد 89دجنبر 2009
[ ]35المادة 75الفقرة األولى من مرسوم 5فبراير 2007
[ ]36حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد 100صادر بتاريخ 20أكتوبر 1999شركة
بن زدي ضد جماعة المحرة ،منشور بالدليل العلمي لالجتهاد القضائي في المادة اإلدارية م
م م إ م ت ،عدد 16الجزء الثاني الطبعة األولى ،2004ص 390
[ ]37المادة 1من مرسوم 5فبراير 2007
[ ]38المادة 3الفقرة ( 12أ) من مرسوم 5فبراير 2007
[ ]39د – محمد األعرج " :القانون اإلداري المغربي" ،منشورات المجلة المغربية لإلدارة
المحلية والتنمية ،سلسلة "مؤلفات وأعمال جامعية" عدد 61الجزء األول ،طبعة 2009
ص 247
[ ]40دة – ثورية لعيوني :المرجع السابق ،ص 243
[ ]41قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى صدر بتاريخ 20فبراير 1996في قضية
العون القضائي ضد فابيان ،غير منشور ،أورده الدكتور محمد األعرج " :نظام العقود
اإلدارية والصفقات العمومية" وفق قرارات وأحكام القضاء اإلداري المغربي ،منشورات
المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ،سلسلة "مؤلفات وأعمال جامعية" ،عدد ،88
الطبعة الثالثة ، 2011ص 38
[ ]42المادة 3الفقرة ( 12ب) من مرسوم 5فبراير 2007
[ ]43د – محمد األعرج :المرجع السابق ،ص 41
[ ]44حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد 155بتاريخ 22ماي ، 2002أورده الدكتور
محمد األعرج :المرجع السابق ،ص 41
[ ]45قرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى عدد 904بتاريخ 11دجنبر ، 2003
الوكيل القضائي للمملكة ضد شركة ريبمو ،أورده الدكتور أحمد بوعشيق" :الدليل العلمي
لإلجتهاد القضائي في المادة اإلدارية" ،م م م إ م ت عدد 16الجزء الثاني ،الطبعة األولى
،2004ص 389
[ ]46حكم المحكمة اإلدارية بمراكش عدد 126بتاريخ 29مارس ، 2006شركة DHL
ضد الوكالة المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء بمراكش ،أورده الدكتور محمد األعرج:
المرجع السابق ،ص 42
[ ]47المادة 3الفقرة ( 12ج) من مرسوم 5فبراير 2007
[ ]48دة -مليكة الصروخ" T:الصفقات العمومية في المغرب" ،مطبعة النجاح ،طبعة
، 2009ص 67
[ ]49د – محمد األعرج :المرجع السابق ،ص 65-64
[ ]50المادة 16من المرسوم 5فبراير \ 2007أنظر كذلك في هذا الصدد ،د – محمد
األعرج :المرجع السابق ،ص 65وما بعدها
[ ]51المادة 20الفقرة 2من مرسوم السابق
[ ]52تنظم صفقات بطلب العروض المواد من 17إلى 62من المرسوم السابق
[ ]53تنظم الصفقات بالمباراة المواد من 63إلى 69من المرسوم نفسه
[ ]54المادة 63من مرسوم 5فبراير 2007
[ ]55د – محمد األعرج :المرجع السابق ،ص 71
[ ]56هذه اإلجراءات تنص عليها المواد من 49إلى 59من نفس المرسوم ،وينشر
اإلعالن عن طلب العروض باإلنتقاء المسبق ،والمباراة ،وفق نفس الشروط المقررة في
المادة 20والتي سبق أن أشرنا إليها في الصفحة 16
[ ]57المادة 71الفقرة األولى من المرسوم السابق
[ ]58تنظم المسطرة التفاوضية ،المواد من 71إلى 74من مرسوم 5فبراير 2007
[ ]59دة -مليكة الصروخ" T:الصفقات العمومية في المغرب" ،مطبعة النجاح ،طبعة
، 2009ص 68
[ ]60المادة 75من المرسوم السابق
[ ]61د – إبراهيم كومغار " :المرافق العامة الكبرى على نهج التحديث" الطبعة األولى
،2009ص 139
[ ]62د – محمد األعرج :المرجع السابق ،ص 32
[http://www.startimes.com/f.aspx?t=16878814 ]63
]64[ المادة الثانية من مرسوم رقم 2.98.482صادر بتاريخ 30ديسمبر 1998
[ ]65د – محمد األعرج :المرجع السابق ،ص 33
[ ]66المادة الثانية من القانون رقم 54.05الصادر بتاريخ 14فبراير 2006المتعلق
بالتدبير المفوض للمرافق العامة ،منشور بالجريدة الرسمية عدد 5404بتاريخ 16مارس
2006
[ ]67دة – ثورية لعيوني" :نظرية المرافق العامة" ،الطبعة األولى ، 2005ص 118
وما بعدها
[ ]68المادة الخامسة من القانون رقم 54.05الصادر بتاريخ 14فبراير 2006
[ ]69المادة السادسة من القانون 54.05