Professional Documents
Culture Documents
محاضرات في الصفقات
العمومية -السنة الثانية
ماستر إداري
ألقيت على طلبة السنة
2ماستر إداري-
2020
تنبيه و تذكير
هذه مطبوعة في مادة الصفقات العمومية تتضمن جهدا علميا يحميه
القانون يرجى التفضل عند استعمالها من أجل إعداد عمل علمي آخر،
أيا كان نوعه ،احترام قواعد االقتباس ،واإلحالة و المحافظة على حقوق
المؤلف بما تفرضه قواعد أخالقيات البحث العلمي.
-تنسب المعلومة لمصدرها وفي ذلك داللة ألمانة من استعملها وال
يقلل ذلك من قيمته العلمية إطالقا-
البروفيسور عمار بوضياف -ديسمبر 2020
مقدمة
تقوم اإلدارة في األنظمة القانونية الحديثة بنوعين من األعمال:
فتارة يصدر عنها أعمال مادية :تقوم بها تنفيذا لقانون معين ،أو تنفيذا لقرار -1
إداري كأن تباشر اإلدارة عملية هدم لمجموعة سكنات فوضوية .أو تعمل على
نقل مجموعة من السكان من حي إلى آخر عبر شاحنات تخصصها لهذا
الغرض.
وتارة أخرى تقوم اإلدارة بأعمال قانونية تحدث أثرا في المركز القانوني للغير -2
المعني بالعمل.
وأعمال اإلدارة القانونية ليست من صنف واحد .فهي أحيانا تقوم بالعمل:
بإرادتها المنفردة دون مشاركة من الطرف المعني بالعمل وتتجلى صورة ذلك في -1
القرار اإلداري الذي شملناه بالدراسة والتحليل في مؤلفنا "القرار اإلداري دراسة
تشريعية قضائية فقهية" .طبعة .2007
وإلى جانب إصدارها للقرار اإلداري تدخل اإلدارة في روابط عقدية كثيرة -2
بهدف قيامها بنشاطها واضطالعها بأعباء الخدمة العامة ،وتلبية حاجات
الجمهور .و هي وسيلة ال تقل أهمية على القرارات اإلدارية.
روابط اإلدارة العقدية كثيرة و متنوعة:
-1تبرم صفقات عمومية وهي محكومة بنص محدد هو محل دراستنا.
-2تبرم عقود إدارية عقد امتياز مثال.
-3تبرم عقود مدنية تخضع للقانون الخاص -هبة مثال.
النتيجة المنظومة القانونية التي تخضع لها اإلدارة متنوعة وال يمكن أن تكون
من صنف واحد
من أجل ذلك تدخل المشرع معترفا لإلدارة بأهلية التعاقد بعد اكتسابها الشخصية
المعنوية بغرض تمكينها من تحقيق األهداف المنوط بها.
تذكير وإحالة :راجع المادة 49من القانون المدني
المحاور الرئيسة لبرنامج الصفقات:
يتضمن برنامج الصفقات عادة المحاور التالية 13 :محورا
أهمية الصفقات العمومية وعالقتها بالخزينة العمومية .تطور نظام الصفقات العمومية
في الجزائر .تعريف الصفقات العمومية .معايير الصفقة العمومية .مجال تطبيق تنظيم
الصفقات العمومية .أنواع الصفقات العمومية .طرق إبرام الصفقات العمومية .إجراءات
إبرام الصفقات العمومية .تنفيذ الصفقات العمومية .الرقابة على الصفقات العمومية.
2جامعة العربي التبسي-تبسة-كلية الحقوق والعلوم السياسية-السنة الجامعية 2021-2020
محاضرات في الصفقات العمومية -السنة الثانية ماستر إداري
العامة المطبقة على صفقات األشغال الخاصة .الجريدة الرسمية عدد 6بتاريخ 19يناير
1965الصفحة 47وما بعدها .مع العلم أن القرار استند إلى القانون 157-62المتعلق
بتمديد مفعول التشريع النافذ ...واستند في المقتضيات إلى مجموعة مراسيم فرنسية.
*قرارات وزارية مشتركة لم تصدر؟؟؟ أنظر الالحق.
* قرارات وزارية صادرة عن وزير المالية لم تصدر مثال اإلجراءات المكيفة موضوع
المادة 13من المرسوم الرئاسي 247-15؟؟؟؟.
-قرارات وزارية صدرت ولم تطبق في أرض الواقع ومنذ 2013نخص بالذكر البوابة
االلكترونية للصفقات العمومية؟؟؟؟ وهي من أكبر الضمانات لتفعيل مبادئ الصفقات
العمومية الثالث -أنظر الحقا.
-3هناك تناقض صارح بين تنظيم الصفقات العمومية وقانون الوقاية من الفساد و مكافحته.
تابع الحقا
-1انظر :الدكتور عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،الجزء األول ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2017 ،ص . ،8
مع اإلشارة أن الصفقات العمومية تكلّف خزينة الدولة اعتمادات مالية ضخمة .تكلف سنويا
ليس أقل من 2 % 60وهذا بحكم عاملين أساسيين من وجهة نظرنا :مهم جدا ******
متابعة وتركيز
أ -تعدّد و تنوع الهيئات المعنية بالمرسوم الرئاسي 247-15من جهة (دولة ،والية ،بلدية،
مؤسسة إدارية ،هيئة عمومية -)...ويمتد تنظيم الصفقات للمؤسسات الخاضعة للتشريع
التجاري أحيانا راجع المعيار العضوي ومجال التطبيق أدناه .مجال السكن مثال -ميتو
الجزائر مثال....إلخ
عملية حسابية 1541 :بلدية 48 +والية 54 +جامعة .المراكز الجامعية ،09مراكز التكوين
المهني ،...المستشفيات....المرافق العمومية ...برامج استثمارية مدعمة من الخزينة ...الرقم
ضخم جدا
النتيجة كثرة الجهات تساوي زيادة االنفاق العام وتكبد
الخزينة للنفقات.
ب -بحكم تنوع الصفقات العمومية من جهة أخرى (صفقة أشغال عامة ،خدمات ،توريد،
دراسات).
صفقات األشغال لوحدها تستنزف أمواال ضخمة إلنجاز:
-1سكنات
-2جسور
-3أنفاق
-4سدود
-5طرق عامة
-6مدارس-متوسطات-ثانويات-مستشفيات-مالعب-دور للشباب-دور للثقافة...
عقد األشغال نراه في كل مكان عبر اإلقليم ال يتوقف وال يختفي أبدا .وهو من العقود المكلفة.
و لما كان للصفقات العمومية عالقة بالخزينة العامة.
األثر الناجم عن هذه العالقة:
على األقل أثرين:
-2و هو ما أشار إليه الخبير محمد جعالب بمناسبة يوم دراسي حول الصفقات العمومية ،نادي المحامين بسطيف2018-02-18 ،
متوفرة على الرابط الحاص بمنظمة المحامين بسطيف .تاريخ الزيارة .2020-12-11
www.avocat-setif.org
األثر األول :تعزيز اإلطار الرقابي للصفقة و تسييرها جماعيا :مبدأ الجماعة هي من تسير
وليس اآلمر بالصرف وحده .وجب إخضاع اإلدارة لطرق خاصة ،ومشددة ،تتعلق بإبرام
الصفقة ،كما ينبغي إخضاعها إلطار رقابي محدد ومتنوع ،و يمس كل مراحل ميالد الصفقة ،كما
يمتد أيضا لمرحلة التنفيذ .فتخضع الصفقة لرقابة داخلية-رقابة خارجية بما تتضمنه من هيئات
كثيرة ومتنوعة ،ومنها الرقابة القضائية وهي رقابة الحقة ،وتمس الجانبين اإلداري ،والجزائي.
الهدف من اإلطار الرقابي:
المشرع صالحية قواعد القانون المدني لتحكم عقود اإلدارة ّ و حسبنا اإلشارة أنّه لو قدّر
سد
صها بتشريع مستقل بعنوان "تنظيم الصفقات العمومية" .أ ّما وأنه أخذ المبادرة وج ّ لما خ ّ
االستقاللية في النظام العقدي فهذا لوحده يضفي أهمية خاصة على تنظيم الصفقات العمومية
محل الدراسة.
تجدر اإلشارة في بداية األمر أن هذه المحاضرات ستنصب باألساس على التنظيم
الجاري به العمل في الجزائر حاليا .حيث سنتناول بالتحليل والشرح القواعد المقررة في
تنظيم الصفقات العمومية المتمثل في المرسوم الرئاسي 247-15المؤرخ في 16سبتمبر
2015يتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات المرفق العام.
-5أهمية الصفقات العمومية تعود أيضا للنصوص القانونية ذات الصلة بها حيث أنه
ورجوعا للمقتضيات التي استند إليها المرسوم الرئاسي 247-15نجد عددها قد بلغ41 :
بين قانون ومرسوم رئاسي ومرسوم تنفيذي .بما يبرز أهمية الصفقة العمومية وامتدادها
لقطاعات الدولة المختلفة .ومن النصوص التي أشار إليها المرسوم/
-األمر 58-75المتضمن القانون المدني :القاضي اإلداري قدر يطبق أحكام اإلثراء بال
سبب على صفقة عمومية .الصفقة العمومية عبارة عن عقد .والنظرية العامة للعقد تدرس
في القانون المدني.
-األمر 59-75المتضمن القانون التجاري.
-قانون الوالية-قانون البلدية-قانون البيئة-قانون الوقاية من الفساد و مكافحته .قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية.
-5انظر :الدكتور عمار بوضياف ،المرجع السابق ،ص 15وما بعدها. .
أحدث إشكاال كبيرا فيما خص قاعدة توازي األشكال ،إذ كيف يمكن لمرسوم وهو نص
تنظيمي إلغاء أوامر ،وهي نصوص تحتل مرتبة القانون؟ خلل كبير...
6
تعديالت المرسوم :145-82
خضع مرسوم 145-82للتعديالت التالية:
المرسوم 51-84مؤرخ في 25فبراير 1984يعدل ويتمم المرسوم 145-82المؤرخ في 10
أبريل 1982والمتضمن تنظيم صفقات المتعامل العمومي والمنشور في الجريدة الرسمية عدد 9
بتاريخ 28أبريل .1984
المرسوم 126-86مؤرخ في 13مايو 1986يعدل ويتمم المرسوم 145-82المؤرخ في
10أبريل 1982والمتضمن تنظيم صفقات المتعامل العمومي والمنشور في الجريدة الرسمية
عدد 20بتاريخ 14مايو .1986
المرسوم رقم 72-88المؤرخ في 29مارس 1988يعدل ويتمم المرسوم 145-82
المؤرخ في 10أبريل 1982المتضمن تنظيم صفقات المتعامل العمومي .والمنشور في
الجريدة الرسمية عدد 13بتاريخ 30مارس .1988
المرسوم التنفيذي 320-91مؤرخ في 14سبتمبر 1991يعدل المرسوم 145-82
المؤرخ في 10أبريل 1982والمتضمن تنظيم صفقات المتعامل العمومي والمنشور في
الجريدة الرسمية عدد 44بتاريخ 25سبتمبر .1991
المرحلة الثالثة:
المرسوم التنفيذي 434-91المنشور في الجريدة
الرسمية عدد 57لسنة 1991
سلطة
تذكير :المادة 116من دستور 1989صريحة " يمارس رئيس الجمهورية ال ّ
التّنظيمية في المسائل غير المخصصة للقانون .".لماذا صدر بمرسوم تنفيذي وليس
مرسوما رئاسيا؟
هذا تنظيم مستقل وجب أن يصدر عن رئيس الجمهورية ،وليس رئيس الحكومة.
-6انظر :الدكتور عمار بوضياف ،المرجع السابق ،ص 22وما بعدها. .
-7انظر :الدكتور عمار بوضياف ،المرجع السابق ،ص 33وما بعدها .
النتيجة المستخلصة
عدم استقرار بالنظر لعوامل كثيرة ،الصلة بالواقع االقتصادي ،حماية المال العام،
الوقاية من الفساد...
المستجد في التعديل الدستوري لسنة 2020الصفقات العمومية مجال تشريع ألول مرة في
الدساتير الجزائرية
-9انظر :الدكتور عمار بوضياف ،المرجع السابق ،ص 45وما بعدها. .
المعيار العضوي؟؟؟
المعيار الموضوعي
المعيار اإلجرائي
عمومي: 10
-الدولة:
للربط والمقارنة ال وجود للدولة في مرسوم 2010التسمية في المادة 2منه "
اإلدارات العمومية" وهي تسمية انتقدناها ألنها ال تتماشى مع القانون المدني المادة 49
األشخاص االعتبارية هي " الدولة ."...و نفس المالحظة نوجهها للمادة 2من المرسوم
الرئاسي 250-02أطلق تسمية 3اإلدارات العمومية" وذات المالحظة تنصرف على
المادة 2من المرسوم التنفيذي 434-91استعمل مصطلح " اإلدارات العمومية" .وأيضا
11
مرسوم 145-82استعمل في المادة 5عبارة " جميع اإلدارات".
أشخاص القانون محددة بالتسمية في القانون المدني وهو قانون
األشخاص
تطبيق:
استخدام مصطلح الدولة في نصوص الصفقات العمومية:
م .ر2015 . م .ر2010 . م .ر2002. م .ت 1991 أمر 1967مرسوم
1982
عمل شخصي.
-10كل عقد إداري يفرض وجود أحد أشخاص القانون العام ويتضمن حتما شروطا غير مألوفة لتفصيل أكثر راجع:
-11انظر :الدكتور عمار بوضياف ،المرجع السابق ،ص 101وما بعدها. .
في حصة األعمال الموجهة :اربط وقارن بنفس الطريقة ثبات أم تغيير.
-المؤسسات العمومية الخاضعة للتشريع التجاري عندما تكلف بإنجاز عملية ممولة
كليا أو جزئيا بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة أو الجماعات اإلقليمية.
م .ر2015 . م .ر2010 . م .ر2002. م .ت 1991 أمر 1967مرسوم
1982
عمل شخصي.
في حصة األعمال الموجهة :اربط وقارن بنفس الطريقة ثبات أم تغيير.
خلل كبير يتعلق بمجال التطبيق:
لم يرد في المرسوم ذكر المؤسسات العمومية الخصوصية:
رغم أن المرسوم الرئاسي 247-15استند ضمن مقتضياته على القانون التوجيهي و
البرنامج الخماسي حول البحث العلمي والتطوير التكنولوجي .المطة رقم 14واستند أيض
للقانون التوجيهي للتعليم العالي .المطة رقم .15
تذبذب في التسميات واختالف واضح بين القانون ومضمون المرسوم:
من المؤكد أن كل قارئ متأمل في المادة 6من المرسوم الرئاسي لسنة 2015يالحظ
غياب ذكر المؤسسات العمومية الخصوصية كالمؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي
والثقافي والمهني ،والمؤسسات العمومية ذات الطابع العلمي والتقني ،والمؤسسات
العمومية ذات الطابع العلمي والتكنولوجي .وهي جميعها كانت واردة بصريح العبارة في
المادة 2من المرسوم الرئاسي 250-02والمادة 2من المرسوم الرئاسي .236-10
ونعتقد أن المشرع عاد ليصنفها مرة أخرى في خانة المؤسسات العمومية ذات الطابع
اإلداري .رغم أن وصف هذه المؤسسات وتسميتها مستمد بموجب نص ذو طابع تشريعي
وهو القانون 11-98المؤرخ في 22غشت 1998المتضمن القانون التوجيهي والبرنامج
الخماسي حول التعليم العالي والتطوير التكنولوجي والمنشور في الجريدة الرسمية عدد 62
لسنة 1998حيث نصت المادة 17منه على ما يلي" :تنشأ مؤسسة عمومية خصوصية ذات
طابع علمي وتكنولوجي لتحقيق نشاطات البحث العلمي والتطوير التكنولوجي" .وكذلك
القانون 05-99المؤرخ في 4أبريل 1999يتضمن القانون التوجيهي للتعليم العالي المعدل
والمتمم والمنشور في الجريدة الرسمية عدد 24لسنة .1999حيث نصت المادة 31منه
صراحة على ما يلي" :من أجل التكفل بالمهام المحددة في المادة أعاله تنشأ مؤسسة
عمومية ذات طابع علمي وثقافي ومهني".
وتطبيقا لهذه المادة صدرت عشرات المراسيم الرئاسية تم بموجبها إنشاء مؤسسات
عمومية ذات طابع علمي وثقافي ومهني عبر الوطن .والقانون أعلى درجة من المرسوم
الرئاسي ،فكان يفترض مراعاة التسميات التي أقرها القانون ،وإصدار تنظيمات في ضوئها
وتماشيا معها.
و ها هي المادة 2من القانون 03-06المؤرخ في 15يوليو 2006المتضمن القانون األساسي
للوظيفة العمومية والمنشور في الجريدة الرسمية عدد 46لسنة 2006حيث فصلت هي األخرى
في المؤسسات العمومية الخصوصية إلى جانب المؤسسات العمومية اإلدارية . .ج .ر عدد 46
النتيجة الجزيئة:
التنظيم أي 247-15جاء مخالفا للتشريع .التشريع يصنف يجزئ ،والتنظيم ال.
اربط وقارن في حصة األعمال الموجهة.
اقتراح:
16جامعة العربي التبسي-تبسة-كلية الحقوق والعلوم السياسية-السنة الجامعية 2021-2020
محاضرات في الصفقات العمومية -السنة الثانية ماستر إداري
ضرورة إدراج هذا التصنيف المتنوع والمفصل في قانون الصفقات العمومية الجديد
الحكمة في إصرار المشرع الجزائري على تعريف الصفقة العمومية:
يبدو من خالل النّصوص السابقة والتي صدرت في حقب زمنية مختلفة ،بل وفي مراحل
اقتصادية وسياسية غير متشابهة ،وهذا منذ 1967إلى غاية صدور النص الجاري به العمل
المشرع الجزائري على إعطاء تعريف ّ وهو المرسوم الرئاسي 247-15مدى إصرار
للصفقات العمومية وإن اختلفت صياغته بين مرحلة وأخرى.
المشرع على إعطاء تعريف للصفقات العمومية من وجهة نظرنا يعود ّ ولع ّل إصرار
باألساس لألسباب التالية :
ّ -1
إن الصفقات العمومية تخضع لطرق إبرام خاصة وإلجراءات في غاية من التعقيد.
لذا وجب إعطاء تعريف لها لتمييزها عن باقي العقود األخرى التي تبرمها جهة اإلدارة.
ّ -2
إن الصفقات العمومية تخضع ألطر رقابية خاصة داخلية وخارجية.
ّ -3
إن الصفقات العمومية تخول جهة اإلدارة مجموعة من السلطات االستثنائية غير
المألوفة في عقود أخرى وهو ما سنحلّله الحقا.
-4
إن للصفقات العمومية عالقة وثيقة بالخزينة العامة وبالمال العام.
لعل من أبرز محاسن تنظيم الصفقات العمومية أنه تضمن في نص المادة 5منه المبادئ
العامة التي تحكم الصفقات العمومية على اختالف أنواعها .وهي الشفافية والتي تستوجب
إعالن المنافسة كأصل عام .و المساواة بين العارضين ،وحرية الوصول للطلب العمومي.
مالحظة مهمة المبادئ ذاتها كانت موجودة في 236-10المادة 3منه .وكانت أيضا
مكرسة وألول مرة بموجب المادة 2مكرر المرسوم الرئاسي 338-08المعدل والمتمم ل
.250-02ج .ر عدد 62بتاريخ 9نوفمبر .2008
ومن منطلق أنها مبادئ عامة ،فإن المساس بها يعرض اإلدارة المتعاقدة للمسؤولية
سواء من جانب خاصة:
-سلطة الوصاية.
-من جانب القضاء الجزائي والقضاء اإلداري .أنظر الحقا التفصيل.
اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد المعتمدة من قبل الجمعية العامة لألمم المتحدة
بتاريخ 31أكتوبر ،2003وهذا بموجب المرسوم الرئاسي 128-04المؤرخ في 19
أبريل .2004الجريدة الرسمية ،عدد 25 ،26أبريل ،2004ص 12وما بعدها.
اإلطار الوطني:
أ-التشريع :القانون 01-06
و تطبيقا لالتفاقية صدر القانون 01-06المؤرخ في 20فبراير 2006يتعلق بالوقاية
من الفساد ومكافحته المعدل والمتمم .الجريدة الرسمية ،عدد 8 ،14مارس ،2006ص 4وما بعدها
ب-التنظيم247-15 :
يفرض مبدأ اللجوء للمنافسة تنظيما اقتصاديا قائما على اقتصاد السوق قوامه تعدد
العروض أمام الطلب .فال يمكن تصوره في منظومة تنكر الحرية الفردية 12.ويقصد به فسح
مجال المشاركة أو المنافسة للعارضين ومنح الفرصة لكل من توفرت فيه شروط
المشاركة حسب اإلعالن المنشور وبالشروط والكيفية والواردة أيضا في دفتر الشروط
المتعلق بالصفقة من أجل تقديم عروضهم وترشيحاتهم أمام المصلحة المتعاقدة .
وال يعني حرية االتصال بالطلب العمومي أن يكفل حق المشاركة للجميع ،بل يجوز
لإلدارة المتعاقدة أن تفرض ما تراه مناسبا وصالحا للصفقة ،غاية ما في األمر أن المشاركة
مرتبطة أساسا بالشروط المعلن عنها والواردة اختصارا في اإلعالن وتفصيال في دفتر
الشروط.
وتقتضي حرية الوصول للطلبات العمومية أن تتبع اإلدارة المعنية إجراءات اإلشهار،
فال تكون صفقاتها سرية .إذ كيف يتسنى للعارض تقديم العرض إذا لم يتم إفصاح من جانب
اإلدارة عن موضوع الصفقة ،والعرض محل المنافسة .وهو ما قد يترتب عليه تقديم أكثر من
عرض أمامها على الوضع الغالب لتتولى تقييم كل عرض .ولقد أثبتت الدراسات أن
للمنافسة فوائد عدة سواء بالنسبة للسوق أو للعارضين ولها أيضا فائدة بالنسبة لإلدارة
13
المتعاقدة.
-12انظر :الدكتور بسام الكراي ،مبدأ اللجوء إلى المنافسة في إبرام الصفقات العمومية ،مجلة دراسات ،كلية الحقوق ،جامعة
صفاقس ،تونس ،2007 ،ص.7
-13لتفصيل أكثر حول أهمية مبدأ المنافسة واآلليات القانونية المكرسة له في مجال الصفقات العمومية راجع :عباسي سهام ،نظام
المنافسة في إطار قانون الصفقات العمومية ،الملتقى الوطني حول قانون المنافسة بين تحرير المبادرة وضبط السوق ،جامعة
قالمة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية 17-16 ،مارس ،2015ص 5وما بعدها .وأيضا ضمن فعاليات ذات الملتقى ،سماح فارة ،تفعيل
مبدأ المنافسة في قانون الصفقات العمومية ،ص 3وما بعدها .سهير الفراتي ،الشفافية في الصفقات العمومية ،مجلة دراسات،
جامعة صفاقس ،كلية الحقوق ،2007 ،ص 61وما بعدها .الدكتور عمار بوضياف ،حماية القضاء االستعجالي اإلداري لمبدأ
المنافسة ،الملتقى الوطني الثاني والعشرين الموسوم ب دور القضاء اإلداري الجزائري في حماية الحقوق والحريات 6 ،و 7ديسمبر
،2016جامعة جيجل ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،ص 3وما بعدها.
يقف المتعامل العمومي حيال الطلبات والعروض المقدمة موقف الحياد فال يجوز له
كأصل عام التفضيل والتمييز بين العارضين إال ضمن األطر التي حددها القانون .و هذا
14
يفرض تطبيق مبدأ المساواة.
ويعد مبدأ المساواة عموما من أهم مبادئ القانون عامة ،ثابت في المادة 7من اإلعالن
العالمي لحقوق اإلنسان .والجزائر صادقت على اإلعالن العالمي بموجب المادة 11من
دستور .1963ثابت في كل النظم الدستورية والقانونية .ومكرس أمام القضاء الوطني
والدولي ،و مكرس أمام اإلدارة في مساواة المنتفعين من خدمات المرفق 15ومكرس على
مستوى االلتحاق بالوظائف العامة ،ويكرس فيما تعلق بتحمل األعباء العامة من خدمة
16
وطنية ومن ضرائب ورسوم.
كما أن لمبدأ المساواة وجودا في المادة 9من القانون 01-06أعاله والتي فرضت أن
تؤسس اإلجراءات المعمول بها في مجال الصفقات العمومية على قواعد الشفافية
والمنافسة الشريفة وعلى معايير الموضوعية.
المنافسة الشريفة تفرض المعاملة الواحدة لكل العروض .فال يجوز لإلدارة المتعاقدة
أن تضع دفترا للشروط يناسب على المقاس مترشح واحد بهدف توجيه الصفقة إليه ،أو أن
تقبل عرضا وتستبعد آخر خارج القواعد المعلن عنها .فهذا ال شك يخل بمبدأ المساواة
ويحق لكل مترشح ممارسة كل طرق الطعن في حالة اإلخالل بمبدأ المساواة وعدم احترام
قواعد إبرام الصفقات العمومية.
نتجية جزئية مهمة:
يتعين على القاضي الجزائي التركيز على األحكام الواردة في دفتر الشروط حتى يسنتبط
وجود توجيه للصفقة لصالح متعامل اقتصادي دون آخر.
-15لتفصيل أكثر راجع :الدكتور عمار بوضياف ،الوجيز في القانون اإلداري ،الطبعة الثالثة ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر،
،2013ص 438وما بعدها.
-16لتفصيل أكثر راجع :تياب نادية ،آليات مواجهة الفساد في مجال الصفقات العمومية ،أطروحة دكتوراه علوم تخصص قانون،
جامعة تيزي وزو ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،2013 ،ص 65وما بعدها .وأيضا خالف صليحة ،مبدأ المساواة في تنظيم
الصفقات العمومية الجزائري ،مذكرة ماجستير ،جامعة أم البواقي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،2014 ،ص 8وما بعدها.
من باب حماية المنتوج الوطني وفق المشرع الجزائري في الموازنة بين مبدأ حرية
المنافسة وحماية المنتوج الوطني ،فخصص لهذا األخير معامل إضافي في التقييم بعنوان
هامش األفضلية .فجاء القسم السابع من الفصل الثالث بعنوان" :ترقية اإلنتاج الوطني
واألداة الوطنية لإلنتاج " .والهدف طبعا من هذا التحفيز هو أن تكون الفرص متكافئة بين
المنتوج الوطني والمنتوج األجنبي .ومن باب أيضا تشجيع االستثمارات الوطنية
ومساعدتها على إثبات وجودها في المجال االقتصادي .ويأتي هذا التوجه انسجاما وتماشيا
مع قانون المالية التكميلي لسنة .2009وهو إجراء قديم ومعتمد في عديد النظم
17
القانونية.
حيث نصت المادة 83من المرسوم الرئاسي لسنة 2015على منح المنتجات ذات المنشأ
الجزائري و/أو للمؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري التي يحوز أغلبية رأسمالها
جزائريون مقيمون فيما يخص جميع أنواع الصفقات هامش أفضلية بنسبة خمسة
وعشرين في المائة .فال يعقل إخضاع المؤسسات األجنبية بما تملك من قدرات بشرية
ومادية وتقنية ومنحها فرصا واحدة مع المؤسسات التي تنشط في الجزائر ويحوز
جزائريون رأسمالها.
تخصيص أحكام خاصة بالمؤسسات الصغيرة -2
والمتوسطة:
من باب تشجيع هذا النوع من المؤسسات إلثبات وجودها أيضا في المجال االقتصادي رغم
قلة إمكاناتها ،وربما تجربتها ،حمل المرسوم بعض التحفيزات لهذه المؤسسات وردت صراحة
في المادة 85الفقرة 3فتم النص على ضرورة مراعاة إمكانات المؤسسات الصغيرة والمتوسطة
حال وضع شروط التأهيل ،وكذا السماح لها بالمشاركة في إجراءات إبرام الصفقات العمومية.
وما ورد أيضا في المادة 87من إعفاء المؤسسات المصغرة المنشأة حديثا من تقديم الحصيلة
السنوية ويكفي أن تقدم وثيقة من البنك تبرر وضعيتها المالية .وتعفى أيضا من تقديم المؤهالت
المهنية المماثلة للصفقة المعنية.
إشكال في الواقع العملي:
عادة ما ال تنظر المصلحة المتعاقدة للمؤسسات الصغيرة والمتوسطة عند صياغة أحكام
دفتر الشروط ألنها تفضل دائما المؤسسات ذات التجربة الكبيرة واإلمكانات الضخمة واإلطار
البشري المميز /...وأيضا اإلطار والمادي ...وفي ظل هذه األحكام مرتفعة السقف تتضاءل
حظوظ المؤسسات الصغيرة والمتوسطة في الظفر بحصة في الصفقة رغم دعمها تشريعا
وتنظيما.
فال يجوز طبقا لألحكام الواردة في المرسوم الرئاسي للمصالح المتعاقدة أن ترفع سقف
المنافسة فتضع شروطا استثنائية ،وفي جميع الحاالت ،وفيما يخص كل المشاريع
-17لتفصيل أكثر راجع :جليل مونية ،المنافسة في الصفقات العمومية ،أطروحة دكتوراه ،جامعة الجزائر ،1كلية الحقوق،2015 ،
ص.156
20جامعة العربي التبسي-تبسة-كلية الحقوق والعلوم السياسية-السنة الجامعية 2021-2020
محاضرات في الصفقات العمومية -السنة الثانية ماستر إداري
والعمليات .ألن مثل هذه الشروط ستؤدي حتما إلى اختفاء هذا النوع من المؤسسات من
الواقع االقتصادي .لذا فرض المشرع النظر إلى إمكاناتها وظروفها ،وهو إجراء نباركه
لمقاصده النبيلة والهادفة.
ولقد طالب منتدى رؤساء المؤسسات في مجموع اقتراحاته المرفوعة للحكومة بعنوان
"من أجل انبعاث االقتصاد الجزائري" بضرورة إيالء األهمية للمؤسسات الصغيرة
والمتوسطة ،حيث جاء في التقرير" :إنه من الضروري إعادة النظر في التوجه الخاص
بترقية المؤسسات الصغيرة والمتوسطة ووضع إطار قانوني جديد يهدف إلى إنعاش هذا
18
النوع من المؤسسات التي تمثل دون جدال أهم مكمن في مجال إنشاء مناصب العمل".
قدم الفقه عديد التعريفات لمصطلح الشفافية منها "وضوح ما تقوم به المؤسسات العامة
وكذلك وضوح عالقاتها مع المواطنين وعالنية اإلجراءات والغايات واألهداف سواء في
19
المؤسسات الحكومية أو غير الحكومية".
ويعد مبدأ الشفافية عموما من أهم آليات الحكم الراشد ،فمن حق الفرد أن يعلم بكل
المسائل ذات العالقة بمركزه القانوني .وال يجوز لإلدارة أن تمارس تجاهه شكال من
الممارسة السلبية فتحرمه مثال من الحصول على المعلومة التي تخصه وتمس مصالحة
وشؤونه تحت ذريعة السر المهني .لذلك شهدت الجزائر منذ مدة ظهور بوابات الكترونية
ل وزارات ومراكز وهيئات عامة من أجل تمرير المعلومة وإضفاء مزيدا من الشفافية
بخصوص تسيير الملفات.
وال يمكن الحديث عن الشفافية دون التطرق لإلشهار باعتباره أهم وسيلة إلعالم الكافة.
تعريف اإلشهار:
يقصد به في مجال الصفقات العمومية أن تبادر اإلدارة المتعاقدة إلى إخطار أصحاب الشأن
برغبتها في التعاقد ونيتها في إنجاز مشروع عام بعنوان صفقة وفتحها مجال المنافسة
للعارضين بغرض تقديم ترشيحاتهم وفقا للشروط المعلن عنها وتمنحهم فترة معقولة للتحضير،
وتطلعهم على الفائز في المنافسة ،وتمكنهم من ممارسة حق الطعن.
فالشفافية في الصف قة العمومية ال تنحصر في اإلعالن عن الصفقة في الجرائد ،بل يظل
مبدأ الشفافية يسيطر على كل مراحل إعداد الصفقة خاصة في المسائل ذات العالقة
بالعارضين .فيخطر هؤالء بيوم فتح العروض ،ويمكنوا من الحضور .وإذا أنهت اإلدارة
مرحلة تقييمها الداخلي للعروض المقدمة وجب أن تفصح عن الفائز وتقدم كل المعطيات
-18انظر :التقرير النهائي لمنتدى رؤساء المؤسسات ،من أجل انبعاث االقتصاد الوطني ،جوان ،2015ص.21
-19انظر :تياب نادية ،األطروحة السابقة ،ص 56وما بعدها .وأيضا :فايزة عمايدية ،مبدأ الشفافية في تنظيم الصفقات العمومية
الجزائري ،مذكرة ماجستير ،جامعة أم البواقي ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،2013 ،ص.13
Safa CHERKAOUI SELLAMI. Nouvelle règlementation des marchés publics au Maroc et principes de transparence et de
concurrence. Revue AFN. Maroc N°: 15-16 Décembre 2014 p 95.
بصدده ،فال يتم االختيار بطريقة سرية .وسنفصل في هذه النقطة عند التطرق إلجراءات
إبرام الصفقة العمومية.
وجودا في المادة 9من القانون 01-06أعاله والتي فرضت أن تؤسس اإلجراءات
المعمول بها في مجال الصفقات العمومية على قواعد الشفافية والمنافسة الشريفة وعلى
معايير الموضوعية.
وها هو تنظيم الصفقات العمومية لسنة 2015يكرس مبدأ الشفافية في مواد عديدة منها
المادة 61والتي أوجبت اإلشهار الصحفي في الحاالت التالية (طلب العروض المفتوح،
طلب العروض المفتوح مع اشتراط قدرات دنيا ،طلب العروض الحدد ،المسابقة ،التراضي
بعد االستشارة عند االقتضاء).
وحددت المادة 62البيانات التي يجب أن يحتويها إعالن طلب العروض وتتمثل في:
-تسمية المصلحة المتعاقدة عنوانها ورقم تعريفها الجبائي،
-كيفية طلب العروض (طلب العروض المفتوح ،طلب العروض المفتوح مع اشتراط
قدرات دنيا ،طلب العروض المحدد ،المسابقة ،التراضي بعد االستشارة عند االقتضاء)،
-شروط التأهيل أو االنتقاء األولي،
-موضوع العملية،
-قائمة موجزة بالمستندات المطلوبة مع إحالة القائمة المفصلة إلى أحكام دفتر
الشروط ذات الصلة،
-مدة تحضير العروض و مكان إيداع العروض،
-مدة صالحية العروض،
-إلزامية كفالة التعهد اذا اقتضى األمر.
-تقديم العروض في ظرف مغلق بإحكام تكتب عليه عبارة "ال يفتح إال من طرف لجنة
فتح األظرفة وتقييم العروض "ومراجع طلب العروض،
-ثمن الوثائق عند االقتضاء.
و ألزمت المادة 65أن يتم تحرير إعالن طلب العروض باللغة العربية وبلغة أجنبية
واحدة على األقل ويتم نشر اإلعالن إجباريا في النشرة الرسمية لصفقات المتعامل العمومي
(ن.ر.ص.م.ع) وجريدتين يوميتين موزعتين على المستوى الوطني على األقل.
وتكريسا لمبدأ الشفافية أيضا ألزم المرسوم الرئاسي في المادة 64و 66و 70منه اإلدارة
بإخطار العارضين بتاريخ و ساعة فتح األظرفة .و يتم هذا في جلسة علنية بحضور كافة
المتعهدين أو ممثلين عنهم ويتم إعالمهم مسبقا.
وعلى مستوى النصوص الجزائية ثبت القانون المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته في
المادة 9المذكورة مبدأ الشفافية كأحد مبادئ الصفقة العمومية حيث جاء فيها" :يجب أن تؤسس
اإلجراءات المعمول بها في مجل الصفقات العمومية على قواعد الشفافية والمنافسة الشريفة
وعلى معايير موضوعية ويجب أن تكرس هذه القواعد على وجه الخصوص:
-عالنية المعلومات المتعلقة بإجراءات إبرام الصفقات العمومية،
22جامعة العربي التبسي-تبسة-كلية الحقوق والعلوم السياسية-السنة الجامعية 2021-2020
محاضرات في الصفقات العمومية -السنة الثانية ماستر إداري
أعلنت وزارة المالية بموجب قرار صدر عن الوزير عن محتوى البوابة االلكترونية
للصفقات العمومية وهذا بموجب قرار صدر بتاريخ 17نوفمبر 2013يحدد محتوى البوابة
االلكترونية للصفقات العمومية وكيفيات تسييرها وكيفيات تبادل المعلومات بالطريقة
االلكترونية .ونشر في الجريدة الرسمية عدد 21لسنة .2014
عرف إنشاء بوابة الكترونية للصفقات العمومية تأخرا كبير فاستنادا للموقع الرسمي
لوزارة المالية فإن البوابة قيد التأسيس .تاريخ المراجعة .2020-12-11
!Site web des Marchés Publics En construction
و بينت المادة 2من القرار الهدف األساس من إنشاء البوابة والمتمثل في السماح بنشر
ومبادلة الوثائق والمعلومات المتعلقة بالصفقات العمومية وكذلك إبرام الصفقات العمومية
بالطريقة االلكترونية .وعن محتوى البوابة أشارت المادة 3أنها تتضمن ما يلي:
-النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بالصفقات العمومية .ومثل هذا اإلجراء
يكرس بحق الثقافة القانونية في مجال الصفقات ويطلع المتعاملين االقتصاديين وطنيين
كانوا أم أجانب بالمنظومة القانونية للصفقات بما احتوت عليه من تشريعات وتنظيمات .و
هذا أيضا يخدم الباحثين والقضاة والمحامين وكل مهتم بالقانون.
-تمارس البوابة االستشارة في مجال الصفقات العمومية :و ما أحوج كل اإلدارات
إليها.
-تتضمن البوابة قائمة الممنوعين من المشاركة في الصفقات العمومية :و قائمة
المقصيين من الصفقات العمومية .بما يطلعنا على الكشف العام لوضعية المرشحين.
-تتضمن تقارير المصالح المتعاقدة بشأن تنفيذ الصفقات العمومية :بما يسهل من
عملية الرقابة.
-تحتوي أيضا على قائمة المؤسسات التي سحبت منها شهادة التأهيل :بما يطلعنا على
اإلدارات المتعاقدة والمتعاملين االقتصاديين وطنيين أو أجانب مبينة في البوابة .كما أن
مختلف الصفقات بأنواعها المختلفة تجد أساسا لها في البوابة .إلى جانب خدماتها
المعلوماتية في مجال الصفقات واألجوبة التي تقدمها والبيانات المختلفة التي تضعها بين
يدي مستعمليها .فهذا القرار يمكن وصفه أنه من أهم القرارات الصادرة عن وزير المالية
الذي يدعم مبدأ الشفافية في المعامالت ويساير التطور التكنولوجي نحو حوكمة أفضل
للصفقات العمومية.
وها هي المادة 203من المرسوم الرئاسي 247-15تعلن من جديد عن تأسيس بوابة
الكترونية للصفقات العمومية ،غير أنها أشارت بوضوح أن تسييرها منوط بوزارة المالية
والوزارة المكلفة بتكنولوجيا اإلعالم واالتصال .وهذا أمر طبيعي فالتنسيق بين الوزارات
في المجال الواحد مطلوب .فال يمكن واألمر يتعلق ببوابة الكترونية االستغناء عن خدمات
إدارة البريد وتكنولوجيا اإلعالم واالتصال.
غير أن المادة 3أشارت أن محتوى البوابة يحدد بقرار من وزير المالية .كما كرست
المادة 204من المرسوم الرئاسي المذكور التعامل االلكتروني في مجال الصفقات العمومية
وهذا لمسايرة التطور خاصة وأن عديد الدول العربية قطعت أشواطا ال بأس بها في هذا
المجال .غير أن 204أحالت لقرار وزاري سيصدر مبينا كيفيات التعامل االلكتروني.
ب -مقرر التجاوز أكبر طعنة لمبدأ الشفافية من وجهة نظرنا:
سبق البيان والتوضيح أن لجان الصفقات العمومية المختلفة حين اعترف لها تنظيم
الصفقات العمومية بممارسة رقابة خارجية قبلية على الصفقات قبل مرحلة اإلبرام وقبل
الشروع في التنفيذ ،فكان الغرض المقصود من ممارسة هذه الرقابة هو التأكد من تطبيق
التشريع والتنظيم الجاري بهما العمل .فال يمكن واألمر يتعلق بمخالفة نص تشريعي أو
تنظيمي أن تعطي لجنة الصفقات المعنية الضوء األخضر لالستمرار في اإلجراءات الموالية
وتزكية عمل المصلحة المتعاقدة خاصة وأنها تضم أشخاصا من ذوي الكفاءة والخبرة
ويعملون تحت وزارات وقطاعات نشاط مختلفة.
فإذا عاينت لجنة الصفقات المختصة تجاوزا ما ،أو وقفت عند مخالفة واضحة لنص
تشريعي؟؟؟؟ وتنظيمي؟؟؟؟؟ تعين عليها أن تصدر مقرر الرفض .غاية ما األمر أن تنظيم
الصفقات يلزمها بتعليل المقرر.
والسؤال المطروح كيف واألمر يتعلق بمخالفة نص تنظيمي مثال أن نعترف للوزير أو
الوالي أو مسؤول الهيئة المستقلة أو رئيس المجلس الشعبي البلدي بإصدار مقرر تجاوز
وقد تم مواجهة كل واحد منهم باألسباب المؤدية للرفض؟
تذكير:
الصفقات صدرت بتنظيم مستقل صادر عن رئيس الجمهورية وهو أعلى شخصية في
الهرم التنفيذي ،فكيف نرخص لرئيس بلدية ومدير جامعة و الوالي أو الوزير بمخالفة
التنظيم؟؟؟؟؟؟؟؟
تقسيم التنظيمات:
تقسم التنظيمات إلى نوعين:
كان من األفضل من وجهة نظرنا االحتكام مثال لجهة أخرى محايدة ورفع طعن أمامها
ولو كانت قضائية مثال ،ال أن نسمح لألشخاص المذكورين في المادة 200بإصدار مقرر
التجاوز .الذي يعبر عن استخفاف كبير بعمل لجان الصفقات العمومية باعتبارها برلمانات
الصفقات من وجهة نظرنا .وتغا ضي وتغافل عما وصلت إليه من قرار معلل ،و انتهت إليه
من نتيجة بعد دراسة تحليلية معمقة لملف الصفقة.
ثم أنه ومن الناحية األدبية فإن قرار الفرد الواحد وزيرا أو واليا أو رئيس مجلس
شعبي بلدي ،ولو كان معلال***************************** ال يمكن أن
نتجاوز به***********************
قرار جماعة في شكل لجنة صفقات تضم خبرات وكفاءات
ووصايات مختلفة
يكفي التذكير أن المرسوم الرئاسي ذاته أي 247-15وما صدر تطبيقا له عبارة عن
تنظيم وليس تشريع .فكيف نسمح بقبول تجاوزه؟
يتضح من المادة أعاله أن المشرع يجيز للوزير أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي
البلدي أومسؤول الهيئة المستقلة أن يتجاوز التنظيم وال يسمح له من أن يتجاوز التشريع.
قانون الوقاية من الفساد ومكافحته ال يميز بين التشريع
والتنظيم:
حتى نكشف الخلل الذي يعتري األحكام المتعلقة بمقرر التجاوز والواردة في المرسوم
06-01المتعلق بالوقاية من الرئاسي 247-15يكفي الرجوع للمادة 26من القانون
الفساد ومكافحته حيث نجدها قد نصت" :يعاقب بالحبس من سنتين إلى عشر سنوات
وبغرامة من 200.000إلى 1.000.000دج كل موظف عمومي يقوم بإبرام عقد أو يؤشر أو
يراجع عقدا أو اتفاقية أو صفقة أو ملحقا مخالفا بذلك ::::نركز في النص ال يميز:
األحكام التشريعية
و التنظيمية الجاري بها
العمل
بغرض اعطاء امتيازات غير مبررة للغير".
فالنص أشار بوضوح أن مخالفة التنظيم إلى جانب التشريع طبعا تشكل جريمة عقوبتها
قد تصل إلى عشر سنوات وغرامة قد تصل إلى 1.000.000دج .فكيف يشكل جريمة من
جهة ،طبقا ل ،01-06ويسمح تنظيم الصفقات من جهة أخرى بمخالفة التنظيم ،و هو ذاته
أقر وصدر بموجب تنظيم ،أي مرسوم رئاسي؟؟؟؟؟
مقرر التجاوز في الواقع العملي:
بالرجوع إلى مقرر تجاوز سجلنا أن لجنة الصفقات للوالية رفضت نهائيا منح التأشيرة
لحصص ضمن إطار صفقات .وعللت مقررها بأن هناك مخالفة للمادة 49من المرسوم
الرئاسي 236-10والمتعلقة بنشر إعالن طلب العروض .ومع ذلك صدر قرار التجاوز.
من المفيد اإلشارة أن مقرر التجاوز وإن كان يستمد أساسه التنظيمي من المرسوم
الرئاسي ،247-15إال أنه واقعيا قليال ما يلجأ إليه اآلمرون بالصرف ،ألنه ليس من السهل
على وزير بمفرده أو واليا بمفرده أن يدخل في مواجهة مع لجنة صفقات بعد أن كشفت عن
وجه مخالفة ملف صفقة لتنظيم ما.
المقترح لتفادي
الخلل:
ال شك أن التمييز بين مخالفة التشريع ومخالفة التنظيم أمر ال يستقيم ،ومرفوض من
وجهة نظرنا .ألنه يتعارض مع مبدأ دولة القانون التي تلزم كل هيئات الدولة ،وعلى كل
المستويات ،أن تحترم قوانين الجمهورية وتنظيماتها وتعمل على تطبيقها ال تجاوزها .وأن
ال تمييز بين نص وآخر فيما يخص قوة التنفيذ.
وتأسيسا على ما تقدم نقترح تعديل بعض األحكام المتعلقة بمقرر التجاوز بجميع
مستوياته على النحو التالي:
أ -نفتح للمسؤول المعني واليا أو وزيرا أو مسؤول هيئة أو رئيس مجلس شعبي بلدي
إمكانية الطعن في قرار لجنة الصفقات المعنية بموجب عريضة تفصيلية .فيجوز له أن يواجه
لجنة الصفقات المعنية بطعن مؤسس من جانبه.
ب -يعرض الطعن المذكور على لجنة معينة وليكن سلطة ضبط الصفقات العمومية
وتفويضات المرفق العام التي استحدثها المرسوم الرئاسي الجديد لسنة 2015في المادة
213ونعهد لهذه الهيئة الوطنية صالحية النظر في الطعن المقدم وتكون قراراتها حينئذ
سيدة ونافذة أيا كان موضوعها.
تأسيسا على ما تقدم ارتبط مبدأ حرية الوصول للطلبات العمومية بمبدأ فرعي هو وجوب
اإلشهار .وهذا يستلزم إقرار مسؤولية اإلدارة الجزائية واإلدارية في حال إخاللها بقواعد
اإلشهار والمنافسة النزيهة والشريفة .فمسؤوليتها الجزائية مقننة بموجب المادة 9من
القانون 01-06المؤرخ في 20فبراير 2006والمتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته المعدلة
والمتممة بموجب األمر 05-10المؤرخ في 26غشت 20 .2010حيث جاء فيها" :يجب أن
تؤسس اإلجراءات المعمول بها في مجال الصفقات العمومية على قواعد الشفافية والنزاهة
21
والمنافسة الشريفة وعلى معايير موضوعية.
ويجب أن تكرس هذه القواعد على وجه الخصوص:
-عالنية المعلومات المتعلقة بإجراءات إبرام الصفقات العمومية،
-اإلعداد المسبق لشروط المشاركة واالنتقاء،
-إدراج التصريح بالنزاهة عند إبرام الصفقات العمومية.
-معايير موضوعية ودقيقة التخاذ القرارات المتعلقة بإبرام الصفقات العمومية،
-21لتفصيل أكثر بخصوص أهمية مبدأ المنافسة في الحياة التجارية راجع :عياد كرالفة أبوبكر ،االتفاقات المحظورة في قانون
المنافسة ،مذكرة ماجستير ،جامعة وهران ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،2013 ،ص 2وما بعدها .وأيضا :تيورسي محمد ،قواعد
المنافسة والنظام العام االقتصادي ،أطروحة دكتوراه علوم ،جامعة تلمسان ،كلية الحقوق ،2011 ،ص 278وما بعدها.
28جامعة العربي التبسي-تبسة-كلية الحقوق والعلوم السياسية-السنة الجامعية 2021-2020
محاضرات في الصفقات العمومية -السنة الثانية ماستر إداري
-ممارسة كل طرق الطعن في حالة عدم احترام قواعد إبرام الصفقات العمومية".
-2الحماية اإلدارية لقواعد المنافسة الشريفة وقواعد
اإلشهار
تكفل بها القانون 09-08المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية :وجاءت تحت
عنوان " االستعجال في مادة إبرام العود اإلدارية والصفقات العمومية.
وإذا حدث اإلخالل بالتزامات اإلشهار أو المنافسة التي تخضع لها عمليات إبرام العقود
اإلدارية والصفقات العمومية ،يجوز طبقا للمادة 946من قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية إخطار المحكمة اإلدارية" .
الواقع القضائي و تفسير النصوص:
بعض رؤساء المحاكم اإلدارية تشددوا في التطبيق ال دعوى استعجالية خاصة بالصفقات
22
العمومية خارج إطار المادة .946
وجهة نظرنا مختلفة:
-22أشارت رئيسة المحكمة اإلدارية بسطيف بأنه يتعذر على قاضي االستعجال اإلداري قبول دعوى أخرى بعنوان استعجال إداري
خاص بالصفقات العمومية خارج إطار المادة المذكورة :أنظر :مداخلتها بمناسبة اليوم الدراسي حول الصفقات العمومية ،نادي
المحامين بسطيف 2018-02-18 ،متوفرة على الرابط الحاص بمنظمة المحامين بسطيف .تاريخ الزيارة .2020-12-11
www.avocat-setif.org
.ويمكن لها أيضا الحكم بغرامة تهديدية تسري من تاريخ انقضاء األجل المحدد
أن تأمر بتأجيل إمضاء العقد إلى نهـاية اإلجراءات،ويمكن لها كذلك وبمجرد إخطارها
) يوما20( ولمدة ال تتجاوز عشرين
و هناك جملة من األسباب فرضت على المشرع تقنين هذه األحكام يمكن إيجازها فيما
:يلي
تنامي ظاهرة اإلخالل بقواعد المنافسة واإلشهار فيما خص الصفقات العمومية -1
23
.وهذا شكل من أشكال الفساد في عديد اإلدارات العمومية
التأثر بالتجربة الفرنسية والتي قلبت األوزان خاصة فيما تعلق بسلطات قاضي-2
االستعجال و لقيت نجاحا واستحسانا كبيرين في فرنسا بحسب ما أشارت إليه بعض
24
.الدراسات
Code des tribunaux administratifs et des cours administratives
d'appel
Modifié par Loi n°92-10 du 4 janvier 1992 - art. 2 () JORF 7 janvier 1992
Article L22
le président du tribunal administratif, ou son délégué, peut être saisi :
1° En cas de manquement aux obligations de publicité et de mise en concurrence d'origine
communautaire auxquelles est soumise la passation des marchés publics de fournitures et de
travaux dont le montant est égal ou supérieur à des seuils fixés par arrêté du ministre chargé de
l'économie et des finances ;
2° En cas de manquement aux obligations de publicité et de mise en concurrence auxquelles est
soumise la passation :
- des contrats définis aux articles 9, 10 et 11 de la loi n° 91-3 du 3 janvier 1991 relative à la
transparence et à la régularité des procédures de marchés et soumettant la passation de certains
contrats à des règles de publicité et de mise en concurrence, et qui relèvent du droit public ;
- des contrats de même nature que ceux prévus à l'article 11 de la loi n° 91-3 du 3 janvier 1991
précitée et conclus par l'Etat et ses établissements publics autres que ceux ayant un caractère
industriel et commercial.
Les personnes habilitées à agir sont celles qui ont un intérêt à conclure le contrat et qui sont
susceptibles d'être lésées par ce manquement.
Le président du tribunal administratif peut être saisi avant la conclusion du contrat. Il peut
ordonner à l'auteur du manquement de se conformer à ses obligations et suspendre la passation
du contrat ou l'exécution de toute décision qui s'y rapporte. Il peut également annuler ces
décisions et supprimer les clauses ou prescriptions destinées à figurer dans le contrat et qui
méconnaissent lesdites obligations.
Sauf si la demande porte sur des marchés ou contrats passés par l'Etat, elle peut également être
présentée par celui-ci lorsque la Commission des communautés européennes lui a notifié les
raisons pour lesquelles elle estime qu'une violation claire et manifeste des obligations
mentionnées ci-dessus a été commise.
أشار وزير العدل بمناسبة عرضه لمشروع قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أمام المجلس الشعبي الوطني ألهم ما جاء به-23
أنظر جريدة مداوالت المجلس.المشروع خاصة في مجال القضاء االستعجالي و االنتقال من التشكيلة الفردية إلى التشكيلة الجماعية
.الشعبي الوطني الخاصة بهذا المشروع
، رقابة القضاء االسعجالي قبل التعاقدي في مجال الصفقات العمومية في التشريع الجزائري، بزاحي سلوى زوجة بومقورة: انظر-24
،2012 ،1 عدد، المجلد الخامس، السنة الثالثة، جامعة بجاية، كلية الحقوق والعلوم السياسية،المجلة األكاديمية للبحث القانوني
.317 ص، المرجع السابق، المرجع في المنازعات اإلدارية، الدكتور عمار بوضياف.31ص
2021-2020 السنة الجامعية-كلية الحقوق والعلوم السياسية-تبسة- جامعة العربي التبسي30
محاضرات في الصفقات العمومية -السنة الثانية ماستر إداري
Le président du tribunal administratif ou son délégué statue en premier et dernier ressort en la
forme des référés
-3رغبة المشرع في توفير أقصى ضمانات مبدأ الشفافية وحماية العارضين في مرحلة
جد حساسة هي مرحلة اإلبرام.
فالمادة أعاله أجازت *** :للطرف المعني*** صاحب المصلحة رفع دعوى أمام
المحكمة اإلدارية في حال إخالل أحد اإلدارات المتعاقدة بقواعد اإلشهار والمنافسة .و كذلك
*** يجوز للوالي*** رفع ذات الدعوى إن تعلق األمر بمؤسسة محلية .فهذه الحالة تدخل
25
بقوة القانون ضمن حاالت االستعجال.
وفي هذه الحالة يمكن للمحكمة اإلدارية:
*** أن تأمر اإلدارة المتسببة في اإلخالل باالمتثال والتقيد بالنصوص الجاري بها
العمل ضمن أجل تحدده المحكمة.
*** ويمكن لها أن تأمر بدفع غرامة تهديدية تسري من تاريخ انقضاء األجل الممنوح .
***كما يمكنها أن تأمر بتأجيل إمضاء العقد إلى غاية إتمام اإلجراءات .ولقد وصف
26
أحد الباحثين المادة أعاله بأنها" :صفعة موجهة للمفسدين".
تقييد المحكمة اإلدارية بزمن الفصل:
جاء في المادة " :947تفصل المحكمة اإلدارية في أجل عشرين ( )20يوما تسري من
تاريخ إخطارها بالطلبات المقدمة لها طبقا للمادة 946أعاله".
وهو ما يؤكد الطابع االستعجالي للمنازعة اإلدارية .ورغم المزايا العديدة التي يحققها
اللجوء للقضاء االستعجالي السيما في مرحلة إبرام الصفقة ،إال ن هذا التوجه انتقده البعض
27
ألنه يخول القاضي االستعجال صالحيات واسعة.
المالحظات المسجلة على المادة :946
أشارت لصفقات و أهملت أخرى:
المادة ذكرت اختصاص الوالي وحددته بالنسبة للجهات المتعاقدة و هي:
-الجماعات اإلقليمية وهي طبعا الوالية والبلدية.
-مؤسسة عمومية محلية .وقد تكون تابعة لبلدية أو والية .أي مؤسسة بلدية أو
والئية.
فالسؤال يطرح أي باقي الجهات المتعاقدة المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري مثال
وباقي المؤسسات المتخصصة ذات الطابع العلمي والثقافي والمهني كالجامعة مثال؟.
-25انظر :كلوفي عز الدين ،نظام المنازعة في مجال الصفقات العمومية على ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،دار النشر
جيطلي ،برج بوعريريج ،الجزائر ،2012 ،ص.130
-26انظر :الدكتور خضري حمزة ،الرقابة القضائية على الصفقات العمومية ،مجلة المفكر ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،جامعة
بسكرة ،العدد الثالث عشر ،ص.211
-27المرجع نفسه ،ص .134وأيضا خلف هللا كريمة ،الرسالة السابقة ،ص.189
31جامعة العربي التبسي-تبسة-كلية الحقوق والعلوم السياسية-السنة الجامعية 2021-2020
محاضرات في الصفقات العمومية -السنة الثانية ماستر إداري
لم يشر النص إلى سلطة الوالي في التوجه للمحكمة اإلدارية بخصوص هذه المؤسسات
باعتباره ممثال للدولة ،واقتصر على تبيان سلطته في التوجه للمحكمة اإلدارية إن تعلق
األمر بخرق قواعد المنافسة واإلشهار فيما خص الوالية والبلدية والمؤسسات التابعة لهما
بصريح النص أعاله.
وفي نفس السياق أثار بعض الباحثين إشكالية حارس مبدأ الشفافية في حال خرق
قواعد المنافسة واإلشهار بالنسبة للهيئات المركزية 28.بل ونضيف لهذا السؤال سؤال آخر
من هو المسؤول المؤهل للجوء للقضاء اإلداري في حال تعلق الصفقة بهيئة وطنية مستقلة؟
وهي إشكالية جديرة بالطرح خاصة وأن المخالفة يتعلق بالصفقات العمومية .وكان
يتعين على المشرع التصريح بالجهة اإلدارية المخول لها التوجه للمحكمة اإلدارية في
المرحلة ما قبل إبرام الصفقة العمومية في حال إخالل أحد الهيئات المركزية بقواعد اإلشهار
والمنافسة ،وهي قواعد ملزمة لكل الجهات اإلدارية المشمولة بالمادة 6من المرسوم الرئاسي
.247-15
سلطات قاضي االستعجال في هذه الدعوى والتحول النوعي:
ال ننسى القاعدة التي قيدت مدة طويلة سلطات القاضي اإلداري وهي " ال يجوز
للقاضي اإلداري إعطاء أوامر لإلدارة"
أشارت المادة 946بوضوح للسلطة التي تتمتع بها المحكمة اإلدارية بخصوص القضية
االستعجالية المتعلقة بخرق قواعد اإلشهار والمنافسة ويمكن تلخيصها في:
-1أن تأمر الطرف المعني باالمتثال اللتزاماته.
كأن نتصور أن إدارة ما نشرت إعالن طلب العروض في جريدة واحدة بدل اثنين ،أو
لم تنشرها بلغة أجنبية واحدة ،هنا يجوز للمحكمة أن تأمر اإلدارة المعنية باستيفاء
إجراءات النشر طبقا للمادة 65من المرسوم الرئاسي .247-15وتضرب له أجال
لالمتثال .وبذلك اعترف المشرع للقاضي اإلداري بسلطات لم تكن مكرسة في ظل
القانون القديم لسنة 1966وحسم الجدل بخصوص القيود الواردة على هذه السلطة
29
تحت عنوان عدم جواز توجيه القاضي اإلداري أوامر لإلدارة.
-2تأمر المحكمة اإلدارية الطرف المخل وتحدد له أجال لالمثال وفي حال إنقضاءه لها
أن تحكم بغرامة تهديدية تسري من تاريخ انقضاء األجل المحدد في األمر االستعجالي.
وهذه ال شك وسيلة ضغط لجبر اإلدارة على االمثال لقواعد المنافسة واإلشهار وتطبيق مبدأ
الشفافية.
-3يمكن للمحكمة أن تأمر بتأجيل إمضاء العقد إلى غاية استفاء كل اإلجراءات .وحدد
النص أجال أقصى بعشرين يوما.
ومن هنا خرج المشرع الجزائري عن الطريقة القديمة المتبعة والتي أرست فكرة دام
تطبيقها لسنوات مفادها أنه ال يجوز للقاضي اإلداري إعطاء أوامر لإلدارة .وها هي المادة
946تؤكد سلطته في الخضوع ألمرها بموجب القانون .والهدف طبعا هو المحافظة على
مبدأ الشفافية في إبرام الصفقات العمومية والعقود اإلدارية ومكافحة الفساد وصون مبدأ
المساواة بين العارضين.
المنازعات الناتجة عن التنفيذ.
نسجل في البداية مالحظة مهمة تتعلق بالعناوين المستعملة في المرسوم .فرجوعا للقسم
الحادي عشر نجده قد ورد تحت عنوان "التسوية الودية للنزاعات"
إرساء مبدأ التسوية الودية للنزاعات الناتجة عن التنفيذ:
يعد مبدأ التسوية الودية للمنازعات الصفقات العمومية مبدأ قديم عرفته مختلف قوانين
وتنظيمات الصفقات العمومية 30.حيث نصت المادة 153من المرسوم الرئاسي :247-15
"تسوى النّزاعات التي تطرأ عن تنفيذ الصفقة في إطار األحكام التشريعية و التنظيمية
المعمول بها.
يجب على المصلحة المتعاقدة دون المساس بتطبيق أحكام الفقرة أعاله أن تبحث عن
حل ودّي للنّزاعات التي تطرأ عند تنفيذ صفقاتها كلما سمح هذا الحل بما يأتي:
-إيجاد التوازن للتكاليف المترتبة على كل طرف من الطرفين.
-التوصل إلى أسرع إنجاز لموضوع الصفقة.
-الحصول على تسوية نهائية أسرع وبأقل تكلفة."...
أن المرسوم الرئاسي أرسى قاعدة الحل الودي للنّزاع الناتج يبدو واضحا من هذا النّص ّ
ّ ّ
عن التنفيذ .وهذا تفاديا للنّزاع القضائي الذي يكلف أطرافه طول اإلجراءات وطول
االنتظار.
ما هي الوسيلة القانونية المتبعة في حال التوصل إلى حل ودي؟
اإلجابة في المرسوم الرئاسي :236-10
إذا ما ت ّم االتفاق على حل النّزاع وديا يتولّى الوزير المعني أو مسؤول الهيئة الوطنية
مقرر يثبت فيه هذا االتفاق المستقلة أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي إصدار ّ
ويبين طبيعة االلتزامات الجديدة .المادة 115منه.
المشرع الجزائري حينما تبنى مبدأ الحسم الودي لنزاعات الصفقات ّ وحسنا فعل
طل المشاريع العمومية ،وحتى يمكن أطراف النّزاع العمومية في مرحلة التنفيذ حتى ال تتع ّ
من إيجاد حل يناسبهم يضعون به حدا لمنازعة طرأت أثناء التنفيذ ،ويت ّم بهذا الحسم في أمر
المنازعة مواصلة التنفيذ بما يضمن في النّهاية استالم المشروع في آجاله .وهو ما يتماشى
وهدف خطة الصفقات العمومية في القطاعات المختلفة للدولة.
فراغ في المرسوم الرئاسي 247-15حالة االتفاق غير مشمولة بالنص:
ذكرت المادة 153من المرسوم عبارة "في حالة عدم االتفاق ."...ولم تتطرق نهائيا
لحالة االتفاق .وهذا خلل بنظرنا وجب استدراكه ألن تنظيم الصفقات العمومية مرسوم
إجرائي في أغلب مواده ،لذا تعين إيالء األهمية الالزمة لإلتفاق وكيف يمكن تجسيده في
وثيقة رسمية تتمتع بحجة النفاذ.
-30لتفصيل أكثر راجع :خضري حمزة ،منازعات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري ،مذكرة ماجستير جامعة بسكرة ،كلية
الحقوق والعلوم السياسية ،2005 ،ص.64
االقتراح من جانبنا:
وتفاديا ألي فراغ تنظيمي نقترح ارساء الحل المعتمد في المرسوم الرئاسي لسنة .2010
فإذا ما ت ّم االتفاق على حل النّزاع وديا يتولّى الوزير المعني أو مسؤول الهيئة الوطنية
مقرر يثبت فيه هذا االتفاقالمستقلة أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي إصدار ّ
ويبين طبيعة االلتزامات الجديدة بما يعني اعتماد ذات اإلجراء المكرس في المادة 115منه.
ضوابط الحل الودي:
أرست المادة 153ضوابط الحل الودي ورسمت حدوده وأحكامه فنصت على أن الحل
الودي يجب أن يراعى فيه مايلي:
-1أن تحترم اإلدارة المعنية التشريع والتنظيم الجاري به العمل وأن ال تخالفه :فكل
اتفاق لحسم نزاع ودي يتعارض مع أحكام التشريع أو التنظيم يقع باطال وال يرتب أي أثر
بالنسبة ألطرافه .فاالتفاق يستمد وجوده من مشروعيته.
-2الحرص على إيجاد التوازن في تحمل التكاليف بين الطرفين المتعاقدين :فقد تظهر
أثناء التنفيذ ظروف تفرض على المتعامل المتعاقد تحمل نفقات أكثر فحين المطالبة بها
يجب على اإلدارة المعنية أن تأخذ بعين االعتبار هذه الظروف الجديدة وتنصف المتعامل
المتعاقد وتحاول أن تحسم األمر وديا دون أن ترهقه باللجوء للقضاء للمطالبة بحقه في
وأن نص المادة 153في غاية من التوازن المالي مثال .أو أن تنكر عليه هذا الحقّ خاصة ّ
الوضوح فهو يبيح صراحة لإلدارة المعنية حق إعادة النظر في أسعار الصفقة وفقا
للظروف الجديدة تحت عنوان إيجاد التوازن المالي للتكاليف المترتبة في ذ ّمة كل طرف في
الرابطة العقدية.
المشرع الجزائري في المادة 153ّ -3التوصل إلى أسرع انجاز لموضوع الصفقة :أل ّح
على ضرورة إعطاء عامل الزمن في الصفقة األهمية التي تليق به .وهذا األمر يفرض ال شك
الحسم الودي للنّزاع الّذي يثور أثناء التنفيذ .فكلما تم التوصل إلى حل ودي وضبط االتفاق في
وثائق رسمية كان ذلك أنفع بالنسبة لزمن تنفيذ العمل موضوع الصفقة ،بما يعود بالفائدة على
أطراف الصفقة ،وعلى األفراد المنتفعين منها.
-4البحث عن تسوية نهائية في أسرع وقت وبأقل تكلفة :نظرا لألهمية الكبرى لمعيار
الزمن في تنفيذ العمل موضوع الصفقات العمومية .وحتى ال يتسبّب النزاع الناتج عن التنفيذ
في زعزعة استمرارية الصفقة فرض المشرع البحث عن حل ودي في أسرع وقت بما يكفل
ضمان مواصلة العمل وتنفيذ موضوع الصفقة في آجالها المحدّدة في العقد .وإذا لم يحدث
المشرع كفّل للمتعامل المتعاقد أحقية عرض ّ االتفاق بين طرفي النزاع وحسمه وديا ّ
فان
النزاع على مستويات أخرى منها اللّجوء للقضاء.
اآللية القانونية للتسوية الودية:
المنازعة أمام لجنة التسوية الودية الناجمة عن تنفيذ الصفقات العمومية:
إن من أهم األدوات واألحكام التي حملها المرسوم الرئاسي أنه استحدث بموجب المادة
154لجنة أسماها بـ "لجنة التسوية الودية الناجمة عن تنفيذ الصفقات العمومية".
الجهة القضائية المختصة:
أيلولة منازعات الصفقات العمومية كأصل عام الختصاص المحكمة اإلدارية إذا توفر
المعيار العضوي:
نصت المادة 800من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية" :المحاكم اإلدارية هي جهات
الوالية العامة في المنازعات اإلدارية.
تختص بالفصل في أول درجة ،بحكم قابل لالستئناف في جميع القضايا ،التي تكون
الدولة أو الوالية أو البلدية أو إحدى المؤسسات العمومية ذات الصبغة اإلدارية طرفا
فيها".
تصنيف منازعات الصفقات العمومية:
منازعات القضاء الكامل في مجال الصفقات العمومية:
ويدخل تحت هذا النوع من القضاء الدعاوى المتعلقة ببطالن العقود والدعاوى المتعلقة
بالحصول على مبالغ مالية معيّنة وهي كثيرة جدا ،وتكاد أن تطغى على بقية أنواع
32
المنازعات األخرى 31والمنازعات المتعلّقة بالمبالغ الناتجة عن األشغال اإلضافية
والدعاوى المتعلقة بالفسخ القضائي حين يقبل المتعامل المتعاقد على رفع دعوى الفسخ
أمام السلطة القضائية المختصة .والدعاوى المتعلّقة بالتعويض عن األضرار 33والدعاوى
المتعلقة بتوقيف األشغال بحجة عدم وجود اعتمادات مالية 34والدعاوى المتعلّقة بمبالغ
37
الضمان 35والدعاوى المتعلّقة بمراجعة األسعار 36والدعاوى المتعلقة بالفوائد التأخيرية.
-31انظر على سبيل المثال قرار مجلس الدولة الجزائري بتاريخ 2004/01/20بلدية باتنة ضد المؤسسة العمومية االقتصادية
للبناء و توفير الخدمات الملف رقم 013565فهرس ( 83غير منشور) .
والقرار المؤرخ في 2003/04/15مقاولة األشغال العمومية لزعر ميلود ضد بلدية التنس ملف رقم 008072فهرس الغرفة األولى (
غير منشور) والقرار المؤرخ 2003/06/17المؤسسة الخاصة لألشغال العمومية والعمارات ضد رئيس المجلس الشعبي البلدي
لبلدية بوزريعة الغرفة األولى فهرس 477ملف رقم ( . 007887غير منشور).
-32انظر على سبيل المثال قرار مجلس الدولة الغرفة األولى ملف رقم 006052بتاريخ 2003قضية ق.ع ضد بلدية متليلي وموقفه من
الجمع بين مبلغ األشغال اإلضافة والمطالبة بفوائد التأخير مجلة مجلس الدولة ،العدد – 2004 - 4ص.71
-وقراره المؤرخ في 2005/05/12الغرفة األولى فهرس 927قضية ق.ع.ب ضد مدير الشباب والرياضة لوالية البويرة مجلة مجلس
الدولة العدد.2005 ،7
-33انظر على سبيل المثال قرار مجلس الدولة بتاريخ 2003-12-16الغرفة األولى ملف رقم 0011126فهرس 917قضية ح ع ضد
بلدية أوالد عيش (غير منشور).
-34انظر قرار مجلس الدولة بتاريخ 2005/07/12الغرفة األولى فهرس -870ملف رقم 020289بلدية الثنية األحد ضد ز-د مجلس
الدولة ،العدد ،2005 ،7ص.86
-35انظر قرار مجلس الدولة الغرفة األولى 2003/5/20ملف رقم 009768فهرس 429رئيس المجلس الشعبي البلدي بسكرة ضد
ب .أ ( غير منشور).
-36انظر على سبيل المثال قرار مجلس الدولة الغرفة األولى بتاريخ ( )02-01-2003فهرس 012بلدية عين الكحيل ضد م .ع .أ).
-37انظر على سبيل المثال قرار مجلس الدولة الجزائري الغرفة األولى بتاريخ 2004/01/20المؤسسة الوطنية إلنجاز العام أشغال
الري بعنابة ضد بلدية برحال فهرس -06رقم الملف ( 012781غير منشور).
أوال/أن نكون بصدد طرف محدد بالصفة في مرسوم الصفقات" .المعيار العضوي"
-39لتفصيل أكثر بخصوص القرارات المنفصلة راجع :عطوي حنان ،الرقابة القضائية على منازعات القرارات المنفصلة في العقود
اإلدارية ،مذكرة ماجستير ،جامعة عنابة ،كلية الحقوق ،2012 ،ص 7وما بعدها .الدكتورة تياب نادية ،محاضرات في قانون الصفقات
العمومية ألقيت على طلبة السنة الثانية ماستر ،جامعة بجاية ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،السنة الجامعية ،2015-2014ص.53
ثانيا /أن يتوفر جانب الشكل في الصفقة أال وهو الكتابة وضمن اإلجراءات " .المعيار
الشكلي"
ثالثا /أن نكون أمام رابطة عقدية محددة من حيث الموضوع" .المعيار الموضوعي".
رابعا /أن تكون الرابطة العقدية ضمن اإلطار المالي المحدد بالنص .المعيار المالي.
خامسا /أن تتضمن الصفقة شروطا غير مألوفة في عقود القانون الخاص .معيار
"الشرط غير المألوف".
وهو ما سنفصله فيما يلي:
المعيار أوال/
العضوي تتميز الصفقة العمومية من حيث الجانب العضوي ّ
أن
االختصاص معيار الدولة أو الوالية أو البلدية أو المؤسسة اإلدارية أو أي مؤسسة
القضائي عمومية أخرى مذكورة في النص طرفا أساسيا فيها .أي ّ
أن أحد
في مادة الصفقات أطراف الصفقة شخص من أشخاص القانون العام أو الخاص
العمومية حسب الحال.
المادة -880ق.إ.م.إ األساس:
محدد المادة 6من المرسوم الرئاسي 247-15
" ال تطبق أحكام هذا الباب إال على الصفقات العمومية محل نفقات الدولة والجماعات
اإلقليمية والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري المؤسسات العمومية الخاضعة
للتشريع التجاري ضمن الشروط المشار إليها في المرسوم
فالعقد الذي ال تكون أحد الجهات المحددة بموجب طرفا فيه أو الجهات التي حدّدها
التشريع ال يمكن اعتباره صفقة عمومية وهذه الجهات هي:
األطراف طبقا للمعيار العضوي:
-1الدولة:
ويدخل تحت هذا الوصف سائر األجهزة المركزية بحكم أنها تستعمل جميعا الشخصية
االعتبارية للدولة كرئاسة الجمهورية والوزارة األولى وسائر الوزارات األخرى .مع
مالحظة أن المرسوم الرئاسي 236-10لم يشر بصريح العبارة في المادة 2منه للدولة،
بل استعمل الوصف العام "اإلدرات العمومية" .وهو نفس ما استعمله المرسوم الرئاسي
03-13بخصوص ذات المادة .ونعتقد ان المرسوم الرئاسي لسنة 2015يتجه نحو اختيار
المصطلح األدق وهو الدولة اعتبارا أنها من أشخاص القانون ووردت بهذه التسمية في
القانون المدني .فال يصح النعت والوصف المطلق "إدارات عمومية" لشمولية العبارة
ومجالها الواسع.
أ -الوالية:
تعتبر الوالية مجموعة إقليمية تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي وهي
وحدة إدارية منفصلة عن الدولة من جهة انفصاال عضويا وقانونيا ،ومنفصلة أيضا عن
البلدية .و نظرا ألهميتها ذكرت الوالية كتنظيم إداري في كل الدساتير الجزائرية دستور
1963في المادة 9منه .ودستور 1976في المادة .36ودستور 1989في المادة .15و
دستور 1996في المادة 15منه .و دستور 2016في المادة 16منه .وأيضا المادة 17من
مشروع التعديل الدستور لسنة 2020المصادق عليه برلمانيا وعن طريق االستفتاء .مع
مالحظة تغيير المصطلح "الجماعات المحلية
فالوالية تشكل كيانا ذاتيا ولها وجود مستقل ك ّرسه القانون المدني في المادة 49و،50
وكرسه أيضا قانون الوالية األول لسنة 69في مادته األولى والثانية وكذلك قانون الوالية ّ
لسنة 90في مادته األولى .وقانون الوالية الثالث ساري المفعول لسنة 2012في نص
مادته األولى.
ثم تأكد ذكرها في المادة 6من المرسوم الرئاسي .247-15
ب -البلديـة:
تعتبر البلدية البنية القاعدية في التنظيم اإلداري الجزائري وتتمتع بالشخصية المعنوية و
االستقالل المالي .و هي وحدة إدارية منفصلة انفصاال عضويا وقانونيا عن كل من الدولة
والوالية.
وقد ت ّم ذكرها هي األخرى في كل دساتير الدولة ،دستور 1963في المادة 9منه .و دستور
1976في المادة ،36ودستور 1989في المادة ،15ودستور 1996في المادة 15منه ،والمادة
16من دستور .2016وأيضا المادة 17من مشروع التعديل الدستور لسنة 2020
المصادق عليه برلمانيا وعن طريق االستفتاء .مع مالحظة تغيير المصطلح "الجماعات
المحلية
وكرسه أيضا
فالبلدية تشكل كيانا مستقال وذاتيا ثبّته القانون المدني في المادة 49وّ 50
قانون البلدية لسنة 1990في المادة األولى منه .وكذلك المادة األولى من قانون البلدية
ساري المفعول لسنة .2011
ثم تأكد ذكرها في المادة 6من المرسوم الرئاسي .247-15
أنشأها وعادة ما يكون ذلك في المواد األولى .شهادة ميالد المؤسسة هي من تحدد
طبيعتها .وشهادة ميالدها هو النص الذي استحدثها مرسوم -قانون.
-4المؤسسات العمومية الخاضعة للتشريع التجاري ضمن الشروط المشار إليها في
المرسوم:
األصل العام اختالف المنظومة التعاقدية الخاصة بكل مؤسسة:
شرع بموجب المادة 6من المرسوم الرئاسي 247-15أدمج مرة أن الم ّ
من الواضح ّ
أخرى أشخاصا قانونية اختلفت من حيث طبيعتها ،ومن حيث مهامها ،ومن حيث القانون
الذي تخضع له ،عن أشخاص القانون العام ،ونعني بذلك طبعا المؤسسات العمومية ذات
الطابع التجاري والصناعي المذكورة بصريح نص المادة 6مع توافر الشروط التي سنشير
إليها .و هذه المؤسسات ذات النشاط الربحي تعد في نظر القانون تاجرة ،أي شخص من
أشخاص القانون الخاص ال العام.
وعليه فالقاعدة العامة أن أشخاص القانون العام فقط هم المعنيون بتنظيم الصفقات
العمومية كالدولة ،والجماعات اإلقليمية ،والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ،ألنها
تباشر جميعا نشاطا ال يهدف إلى تحقيق الربح ،وإنما يسعى لتلبية حاجات عامة لألفراد .فإن
أرادت أحد هذه الجهات ومنها المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري التعاقد في شكل
"صفقة" ممولة من الخزينة العامة خضعت لتنظيم الصفقات من بداية الصفقة وحتى
النهاية.
بينما تخضع المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري للقانون الخاص
كأصل عام ،فإن أرادت التعاقد خضعت للقانون التجاري ،وإذا حدث نزاع أو خصومة بينها
وبين أحد األفراد أو الشركات عقد االختصاص لجهة القضاء العادي أي المحكمة العادية،.
إذن النظام العقدي يختلف بين النظامين اللذين تخضع لهما كل من المؤسسة العمومية ذات
الطابع اإلداري ،والمؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ،من حيث طبيعة
القواعد ،أو من حيث الجهة القضائية المختصة.
فالدولة والوالية والبلدية والمؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري كلّها تمثّل أشخاص
القانون العام:
فقرارات هذه الهيئات قرارات إدارية.
ومن يعمل فيها يكتسب صفة الموظف العام طبقا للقواعد المقررة في القانون
األساسي للوظيفة العامة.03-06.
وتستعمل هذه الجهات أمواال عامة ،كما تستعمل امتيازات السلطة العامة.
بينما المؤسسة العمومية ذات الطابع التجاري والصناعي عبارة عن تاجر في
المنظومة التجارية يسعى لتحقيق الربح ،ويخضع للقانون التجاري ،ومعرض
39جامعة العربي التبسي-تبسة-كلية الحقوق والعلوم السياسية-السنة الجامعية 2021-2020
محاضرات في الصفقات العمومية -السنة الثانية ماستر إداري
والصناعي.
تكريس المرسوم لمبدأ إلزام المؤسسات العمومية ذات الطابع التجاري والصناعي باعتماد
تنظيم الصفقات العمومية كنص مرجعي:
المادة 8من المرسوم الرئاسي 247-15والتي جاء فيها" :يتعين على المؤسسات
المنصوص عليها في المطة األخيرة من المادة 6عندما تنجز عملية غير ممولة كليا أو
جزئيا بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة أو الجماعة اإلقليمية أن تكيف إجراءاتها
الخاصة مع تنظيم الصفقات العمومية والعمل على اعتمادها من هيئاتها المؤهلة.
ويتعين على سلطة الوصاية لهذه المؤسسات العمومية أن تضع جهاز لمراقبة صفقاتها
وتوافق عليه طبقا ألحكام المادة 159من هذا المرسوم".
واضح من النص مدى حرص المشرع على أن تتخذ المؤسسات الصناعية والتجارية
من تنظيم الصفقات العمومية كنص مرجعي وتوجيهي ،وسند تعاقدي ،عندما ال تكون
معنية بالخضوع إليه بشكل مباشر و بموجب االستثناء المقرر قانونا .وألزم النص سلطة
الوصاية أيضا بوضع أجهزة لمراقبة صفقات الجهات الوصية عنها .ويعود سر إلزام
المشرع للمؤسسات التجارية والصناعية بأن تتخذ من تنظيم الصفقات العمومية نصا مرجعيا
وتوجيهيا كمح اولة منه للوقاية من الفساد ،وسد مختلف منابعه والمسالك المؤدية النتشاره،
وبعث شفافية أكثر على عقود هذه المؤسسات .وهذا مسلك نؤيده لمقاصده النبيلة والرامية
أساسا لترشيد النفقات.
جانب منازعات أيضا:
إدماج المؤسسات الخاضعة للتشريع التجاري و إشكالية
االختصاص القضائي
أم اختصاص القاضي اإلداري -وهو القاضي الغريب عنها -طالما نعيش اليوم في
الجزائر تنظيما قضائيا مزدوجا وتم فصل القضاء اإلداري عن العادي كما تم
تنصيب المحاكم اإلدارية في أغلب الواليات.؟ وقريبا محاكم االستئناف اإلدارية.
سنعالج المسألة من الناحية الفقهية من زاويتين:
-1فرضية عقد االختصاص للقضاء
العادي:
إن اإلجابة على السؤال المطروح والمتعلق بتحديد جهة االختصاص القضائي في حال ّ
نشوب نزاع أو حدوث خصومة ليست على قدر من السهولة بالنظر ألثارها من الناحية
أن المنازعة ال تضمأن االختصاص سيعقد للقاضي العادي اعتبارا من ّ القانونية .فلو سلّمنا ّ
من حيث األطراف شخص من األشخاص المحددين حصرا في المادة 800من قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية .وهي الدولة والوالية والبلدية والمؤسسة العامة ذات الطابع
إن أحد أطرافها مؤسسة ذات الطابع تجاري أو صناعي والطرف الثاني شركة اإلداري بل ّ
أو فرد .ومن ثم نقر االختصاص للقاضي العادي.
يكرس المعيار العضوي المعمول به في ظل قانون أن هذا الحل وإن كان ّ غير ّ
اإلجراءات المدنية واإلدارية بموجب المادة 800منه وهي امتداد تاريخي للمادة 7من قانون
أن الصفقات العمومية تنطوي اإلجراءات المدنية األول لسنة 40،1966فإنّه يطرح إشكالية ّ
على أحكام على الغالب نجدها مقننة وثابتة في تنظيم خاص وهي في مجموعها قواعد
تنطوي على الطابع اإلداري المحض بما يجعلها تختلف اختالفا كبيرا عن العقود المدنية
والتجارية.
وما قد يضعف من درجة اعترافنا وقناعتنا باختصاص القاضي العادي بالفصل في
منازعة تتعلق بصفقة عمومية .أن هذا االختصاص قد ينجم عنه تأثر القاضي العادي بروح
القانون الخاص وهو يحكم في النزاع المعروض عليه رغم ما للصفقة العمومية من صلة
وثيقة بمجال القانون العام ال الخاص.
للقضاء االختصاص عقد -2فرضية
اإلداري:
يثور اإلشكال أيضا إذا ما نحن أسندنا االختصاص للقاضي اإلداري اعتبارا من أن
المنازعة تدور حول صفقة عمومية وهذه األخيرة عقد إداري بخصوصية معينة ،فوجب أن
ينظر فيها القاضي اإلداري .غير أن مثل هذا الحل من شأنه أن يهز المعيار العضوي
المعتمد عليه في توزيع قواعد االختصاص بين جهات القضاء العادي وجهات القضاء
اإلداري وهو من النّظام العام .فنكون أمام اختصاص للقاضي اإلداري رغم ّ
أن أحد أطراف
،2013ص221 -40انظر الدكتور عمار بوضياف ،المرجع في المنازعات اإلدارية ،الجزء األول ،جسور للنشر والتوزيع ،الجزائر،
وما بعدها.
لذلك ذهب أستاذنا الدكتور محمد الصغير بعلي إلى الحكم على هذا التعدّد المفرط
للمؤسسات المشمول بالمادة 2من المرسوم الرئاسي 250 -02بعدم الجدوى 42.غير أننا
نشفع للمشرع إلزامه المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري بالخضوع
لتنظيم الصفقات العمومية ضمن الشروط المحددة أعاله وهذا بالنظر لجانب تمويل الصفقة
كون أن جهة التمويل الدولة أو الوالية أو البلدية .وبناء عليه نرشح فرضية عقد
االختصاص لجهة القضاء اإلداري تكريسا للمعيار العضوي بالنظر ليس لطرف النزاع،
43
وإنما للطرف الممول للمشروع أو الصفقة.
ورجوعا لقانون اإلجراءات المدنية واإلدارية نجد المشرع اعترف للمحكمة اإلدارية
بالفصل في المنازعات المتعلقة بالصفقات العمومية .فهذه الفقرة 2من المادة 804اعترفت
باختصاص المحكمة اإلدارية بالنظر في الدعاوى المتعلقة بعقد األشغال العامة وحددت
اختصاص المحكمة بمكان التنفيذ .وهذه الفقرة 3من ذات المادة أقرت االختصاص
للمحكمة اإلدارية في مجال العقود اإلدارية عامة مهما كانت طبيعتها وهذا بالنظر لمكان
إبرام العقد أو تنفيذه.
المعيار العضوي
وإشكاالته:
-1غياب المؤسسات العمومية الخصوصية بصريح النص ووردت تحت عبارة اإلدارات
العمومية:
لم يذكر المرسوم الرئاسي لسنة 2015بصريح النص وبالوصف الدقيق المؤسسات
العمومية الخصوصية كسابقه ،بل أوردها بالوصف العام "إدارات عمومية" .فالجامعات
والمراكز الجامعية والمدارس العليا معنية بالخضوع لتنظيم الصفقات بموجب المادة 6من
المرسوم .و الدليل أنه من بين المقتضيات التي استند عليها المرسوم الرئاسي لسنة 2015
القانون التوجيهي للتعليم العالي والذي أضفى طابع المؤسسة العمومية ذات الطابع العلمي
والثقافي والمهني على المؤسسات الجامعية.
-2غياب الهيئات العمومية الوطنية بصريح النص رغم أنها معنية بالخضوع للمرسوم
الرئاسي :247-15
اكتفى المرسوم الرئاسي لسنة 2015بالوصف العام ال الدقيق بالقول "المؤسسات
العمومية ذات الطابع اإلداري" وهو وصف ال نحبذه وكان أفضل االستمرار في نفس
التوجه القديم وصياغة النص بعباراته السابقة والقول بصريح النص "الهيئات الوطنية
العمومية" تفاديا ألي إشكال فيما خص التأويالت المختلفة.
-41انظر قرار محكمة التنازع بتاريخ 2007-12-09ملف رقم ،45مجلة المحكمة العليا ،عدد خاص ،2009 ،ص .115و لتفصيل أكثر
راجع الدكتور عمار بوضياف ،المعيار العضوي وإشكاالته القانونية في ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية ،مجلة مجلس الدولة،
العدد ،10،2012ص 31وما بعدها.
-42انظر :الدكتور محمد الصغير بعلي ،العقود اإلدارية ،عنابة الجزائر ،دار العلوم ،2005 ،ص .17ولتفصيل أكثر بخصوص تطور
فكرة المؤسسة في الجزائر وأثرها على االختصاص القضائي :راجع:
Ramdane BABADJI le droit administratif en Algérie mutation et évolution Thèse de doctorat d’état université de
paris 1 sorbone1989 p 78 et s
-43انظر :الدكتور عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،الجزء األول ،ص 159وما بعدها.
43جامعة العربي التبسي-تبسة-كلية الحقوق والعلوم السياسية-السنة الجامعية 2021-2020
محاضرات في الصفقات العمومية -السنة الثانية ماستر إداري
2015 وما يجعلنا نتمسك بهذه المالحظة أن المادة 4من المرسوم الرئاسي ذاته لسنة
وهي تعدد الجهات الرسمية المنوط بها الموافقة على الصفقات ذكرت إلى جانب الوزير
والوالي ورئيس المجلس الشعبي البلدي ومدير المؤسسة "مسؤول الهيئة العمومية" .ثم
أن البرلمان سواء في غرفته األولى أو الثانية ال يصح تسميته بالمؤسسة العمومية ذات
الطابع اإلداري .والتسمية التي تليق به هي "الهيئة الوطنية العمومية" .كما أن المادة 7
منه لم تدرج الهيئات الوطنية ضمن الجهات المستثناة من أحكام المرسوم الرئاسي -15
.247ونضيف لذلك أن المادة 167اعترفت لمسؤول الهيئة الوطنية باإلعالن عن تشكيلة
لجنة الصفقات للممارسة الرقابة الخارجية .و ذكرت ذات المادة صراحة أن قواعد ممارسة
الرقابة يحددها النظام الداخلي لكل من مجلس األمة والمجلس الشعبي الوطني .ولم تفصل
بشأن لجنة الصفقات للهيئة العمومية الوطنية من حيث العضوية والتشكيلة كما فعلت
بالنسبة لباقي الجهات األخرى كالوزارة والوالية والبلدية والمؤسسة العمومية.
ووردت اإلحالة في المادة 167خاصة تتعلق فقط بلجنة الصفقات دون باقي األحكام
التي يحكمها بالقطع المرسوم الرئاسي 247-15وال يمكن اإلحالة بصددها للنظام الداخلي.
القرار األول:
رقم الملف – 01قرار بتاريخ 2000/05/08
قضية (بلدية رايس حميدو) 44ضد ص-ج
حيث تم إبرام صفقة بين بلدية رايس حميدو والمسمى ص-ج إلنجاز مشروع سكنات
من نوع البناء الجاهز .وتم التسليم النهائي لألشغال .و مع امتناع البلدية عن تسديد ما في
ذمتها توجه المعني إلى محكمة باب الوادي " القسم المدني" أصدر حكمه بتاريخ 21
أكتوبر .1995وقضى بإلزام البلدية بدفع ما قيمته ...قيمة األشغال و تعويض..
التعليق :المسار الخاطئ ما كان على القاضي المدني الفصل في الموضوع اعتبارا أنه
غير مختص.
التأسيس القانوني :المادة 7من قانون اإلجراءات المدنية الملغى تنمعه .اعتبارا أن أحد
أطراف النزاع " بلدية" فكيف يفصل؟؟؟؟؟
تم االستئناف صادقت الغرفة المدنية بتاريح 07أوت 1996بتأييد الحكم المستأنف
مبدئيا فيما قضى به وعدل من مبلغ التعويض فرفعه .المبالغ كتب باألرقام وال مقابل لها
باألحرف.
التعليق :تثبيت المسار الخاطئ لذات التأسيس.
تطور القضية في مسار جديد منفصل:
-44انظر :مجلة مجلس الدولة ،العدد األول ،،2002 ،ص 153وما بعدها.
حيث أن البلدية رفعت دعوى أمام ذات المجلس القضائي الغرفة اإلدارية مؤكدة على
القيمة الحقيقة للصفقة وهي مختلفة تماما عن ما هو مدون في القرار المدني.
التعليق :هذا هو المسار المنسجم مع المعيار العضوي البلدية طرف في النزاع .المادة
.7ق .إ .م.
المستشار المقرر اقتنع بالطابع اإلداري للنزاع كون البلدية طرف طبقا للمادة 7من
قانون اإلجراءات المدنية الملغى فقرر إحالة النزاع أمام محكمة التنازع بتاريخ 8نوفمبر
.1999
التعليق :اإلحالة إجراء سليم .به نتفادى ظاهرة تناقض األحكام القضائية.
مقرر اإلحالة مؤسس اعتبارا للطابع اإلداري للنزاع ،البلدية طرف واألمر يتعلق
بصفقة عمومية .والفصل فيه تم من جانب القسم المدني بالمحكمة درجة أولى .و الغرفة
المدنية كدرجة ثانية.
محكمة التنازع القرار و التأسيس:
محكمة التنازع اعترفت في حيثيات القرار بالطابع اإلداري للنزاع كون :جيد.
-1أحد المتخاصمين بلدية .المادة 7و الطابع اإلداري للنزاع.
-2كونه يتعلق بالمرسوم التنفيذي 434-91المتلق بالصفقات العمومية.
و من جهة أخرى استندت لفكرة وجود قرار سابق نهائي؟؟؟؟ وما كان يتعين على
الغرفة اإلدارية التطرق لموضوع النزاع بالنظر ألسبقية الفصل.
و عليه قررت محكمة التنازع بأن " ال وجود للتنازع".
النتيجة :فصل في قضية من جانب جهة غير مختصة ومحكمة التنازع لم تلغي القرار
المدني.
القرار كان محل تعليقات كثيرة من األسرة األكاديمية والقضائية
القرار الثاني:
رقم الملف – 42قرار بتاريخ 2007/11/13
قضية (مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري الشركة الجزائرية للتأمين إبرام
صفقة خارج إطار مشروع عمومي) 45ضد ***
مجلس قضاء بشار الغرفة المدنية صرح بعدم اختصاصه بتاريخ .2002-10-13
أطراف النزاع أشخاص قانون خاص .ليس هناك في الملف ما يؤكد تمويل أحد أشخاص
القانون العام للصفقة .السؤال لماذا أنكر القاضي المدني االختصاص على نفسه؟؟؟
مجلس الدولة صرح بعدم اختصاصه بتاريخ .2002-03-01
قرار محكمة التنازع:
أقرت بوجود تنازع سلبي .وبأن القرار الصادر عن الصادر عن الغرفة المدنية باطل وال
أثر له.
-45انظر :مجلة مجلس الدولة ،العدد ،9ص 147وما بعدها.
القرار الثالث:
2014/09/29
رقم الملف – 000165قرار بتاريخ
قضية (الشركة ذات األسهم مؤسسة أشغال البناء بجاية -ديوان الترقية والتسيير
46
العقاري بجاية)
بعد أن باشرت الشركة المتعاقدة بدفع مبلغ الكفالة قرر ديوان الترقية والتسيير العقاري
فسخ الصفقة.
الشركة رفعت دعواها أمام القسم العقاري بمحكمة أميزور لطلب معاينة قرار غير
مشروع من طرف ديوان الترقية والتسيير العقاري .صرحت المحكمة بعدم اختصاصها
بتاريخ 20مايو .2020
الشركة توجهت بدعوى في ذات الموضوع أمام المحكمة اإلدارية ببجاية لطلب معاينة
التعسف في اتخاذ قرار الفسخ.
المحكمة اإلدارية وصلت إلى نتيجة أن المشروع غير ممول ال كليا وال جزئيا من
الحزينة العمومية .وأن صاحب المشروع شخص من أشخاص القانون الخاص -ديوان
الترقية -المحكمة اإلدارية أسست قناعتها أن المساعدات منحت لمقتني السكنات والذين
يدفعون مبلغ السكن على عدة مراحل للمرقي.
وعليه اقرر إحالة الملف لمحكمة التنازع تفاديا لظاهرة تناقض األحكام القضائية.
قرار محكمة التنازع :خالفا لما ذهبت إليه المحكمة اإلدارية ببجاية النزاع يتعلق
بمشروع ممول جزئيا من الدولة وأن القاضي اإلداري بالنتيجة هو المختص بالفصل في
النزاع.
القرار الرابع:
رقم الملف – 42قرار بتاريخ 07/11/13
قضية (ق.ج) ضد الشركة الجزائرية للتأمين)SAA 47
تنازع سلبي في االختصاص صفقة عمومية
قانون عضوي – 03-98مرسوم رئاسي 250-02
-47انظر :مجلة المحكمة العليا ،عدد خاص ،محكمة النتازع ،قسم الوئائق ،2009 ،ص.103
حيث إن مجلس الدولة ،في قراره الصادر بتاريخ ،2005/03/01اعتبر من جهته أن
اختصاص الفصل في هذا النزاع يعود للقاضي المدني،
وأن هناك بالتالي تنازعا سلبيا في االختصاص ناجما عن هذين القرارين ألن كال من
مجلس قضاء بشار الفاصل في المجال المدني وكذا مجلس الدولة صرحا بعدم االختصاص
للفصل في النزاع( ،المادة ،16الفقرة 1والفقرة 2من القانون رقم 03-98المؤرخ في
.)1998/06/03
في الموضوع :حيث إنه بتاريخ 1996/10/14أبرم السيد (ق.ج) عقدا مع الشركة
الجزائرية للتأمين إلنجاز مقر هذه الشركة في مدينة بشار،
وأن السيد (ق.ج) ومن منطلق عدم تلقيه كامل مستحقاته المالية بعد استالم المشروع،
قرر رفع دعوى ضد الشركة الجزائرية للتأمين أمام محكمة بشار مطالبا للحصول على
مبلغ 6.975.540,14دج،
وأنه وبحكم صادر في 2001/12/23استجابت محكمة بشار لطلب المدعي وأنه ،وبناء
على استئناف ألغت الغرفة المدنية لمجلس قضاء بشار هذا الحكم ،وبعد الفصل في القضية
من جديد ،صرحت بعدم اختصاص القاضي المدني للفصل في النزاع اعتمادا على حيثيات
قرار محكمة التنازع الصادر في ،2000/05/08
وأنه وبناء على هذا القرار رفع السيد (ق.ج) دعوى أمام الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء
بشار التي صرحت بموجب قرار أصدرته بتاريخ 2003/04/12بعدم قبول العريضة من أجل
عدم مراعاة مقتضيات المادتين 100و 101من المرسوم رقم 434/91المؤرخ في
1991/11/09المتعلق بتنظيم الصفقات العمومية،
وأنه وبناء على استئناف ألغى مجلس الدولة بقرار أصدره في 2005/03/01قرار الغرفة
اإلدارية لمجلس قضاء بشار المذكور أعاله ،وفصال من جديد صرح بعدم اختصاص
القاضي اإلداري للفصل في هذا النزاع ما دامت الشركة الجزائرية للتأمين ( )SAAمؤسسة
عمومية ذات طابع صناعي وتجاري (،)EPIC
وعليـــه
صادر في 2002/11/13حيث إن السيد (ق.ج) يطلب من محكمة التنازع ،إبطال القرار ال ّ
عن مجلس قضاء بشار الفاصل في القضايا المدنية وإحالة القضية والطرفين إلى نفس هذه
الجهة القضائية للفصل فيها من جديد طبقا للقانون،
حيث إن مجلس قضاء بشار الفاصل في القضايا المدنية أسس قراره الناطق بعدم
االختصاص على قرار محكمة التنازع الصادر 2000/05/08الذي يعتبر النزاعات الناجمة
عن صفقة عمومية تكون من اختصاص الجهة القضائية اإلدارية،
ولكن حيث إنه يستخلص من قراءة هذا القرار أن قضاة محكمة التنازع أسندوا
اختصاص الفصل في مثل هذا النزاع إلى القاضي اإلداري ،اعتمادا على حجتين:
-1وجود نزاع يتعلق بهيئة إدارية أي بلدية رايس حميدو،
-2وجود نزاع ينصب موضوعه على تنفيذ عقد صفقة عمومية،
حيث إنه وإذا كان هناك فعال في قضية الحال عقد صفقة عمومية مبرم بين اسيد
(ق.ج) ،مدير مؤسسة البناء "(ق.ج)" والشركة الجزائرية للتأمين ( )SAAوحدة بشار
ممثلة في مديرها ،فإن الشركة الجزائرية للتأمين ليست شخصا من أشخاص القانون العام
وإنّما مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري ( )EPICوغير مكلفة في النزاع الحالي
بإنجاز مشاريع استثمارية عمومية بمساهمات نهائية من ميزانية الدولة (المادة 2من
المرسوم الرئاسي رقم 250-02المؤرخ في ،2002/07/24المعدل والمك ّمل المتضمن
الصفقات العمومية،)...
وأنّه وبناء على هذا ال يمكن تطبيق مقتضيات قرار محكمة التنازع المؤرخ في
ألن الشركة الجزائرية للتأمين ( )SAAليست 2000/05/08كلية في قضية الحال ،ذلك ّ
شخصا من أشخاص القانون العام وإنّما مؤسسة عمومية ذات طابع صناعي وتجاري ،كما
هو واضح من قانونها األساسي،
وإن اختصاص الفصل في هذا النزاع يرجع وجوبا إلى الجهة القضائية المدنية ،وإنه
تتعين المعاينة بوجود تنازع سلبي في االختصاص ،والتصريح بأن القرار الصادر عن
مجلس قضاء بشار ،الغرفة المدنية بتاريخ 2002/11/13باطل وال أثر له وإحالة القضية
والطرفين إلى هذه الجهة القضائية للفصل في هذا النزاع،
لهذه األسباب
إن محكمة التنازع تقرر:
المادة :1قبول الدعوى شكال.
المادة :2القول بوجود تنازع سلبي في االختصاص بين القرار الصادر في 2002/11/13
عن الغرفة المدنية لمجلس قضاء بشار وقرار مجلس الدولة الصادر بتاريخ .2005/03/01
المادة :3القول بأن القرار الصادر عن الغرفة المدنية لمجلس قضاء بشار باطل وال
أثر له.
االستنتاج هي – الغرفة المدنية-صاحبة االختصاص استنادا للمعيار العضوي
المادة :4إحالة الدعوى واألطراف أمام مجلس قضاء بشار (الغرفة المدنية) للفصل في
النزاع.
المادة :5المصاريف على المدعى عليها الشركة الجزائرية للتأمين(.)SAA
بذا صدر القرار ووقع التصريح به في الجلسة العلنية المنعقدة بتاريخ الثالث عشر من
شهر نوفمبر سنة ألفين وسبعة من قبل محكمة التنازع.
القرار الخامس:
:2007/12/09
ملف رقم – 45قرار بتاريخ
49
قضية (ب-ك-ع) ضد بلدية زمورة
إحالة -معيار عضوي -صفقة عمومية
قانون عضوي -03-98المادة.18 :
-49انظر :مجلة المحكمة العليا ،عدد خاص ،محكمة التنازع ،قسم الوثائق ،2009 ،ص.115
وأنه وأمام الصعوبات التي واجهته في تسديد فواتير البضائع الموردة للبلدية المذكورة،
رفع السيد (ب-ع) دعوى أمام الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء غيلزان طالبا الحكم على بلدية
زموره بتسديد مبلغ الفواتير المذكورة،
وأنه وبموجب قرار مؤرخ في ،2005/01/22صرحت الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء
غيلزان بعدم اختصاصها تطبيقا لمقتضيات المادة 7مكرر من قانون اإلجراءات المدنية
ذاهبة إلى النزاع ذو طابع تجاري،
وأنه وأمام هذا القرار الناطق بعدم االختصاص رفع السيد (ب-ع) دعوى أمام محكمة
زمورة حال فصلها في القضايا التجارية ،وهي المحكمة التي أمرت بموجب حكم صادر في
2006/01/17بإحالة القضية إلى محكمة التنازع لتفصل في مسألة االختصاص على أساس
أن الحكم المرتقب صدوره منها قد يتناقض والقرار الصادر من الغرفة اإلدارية لمجلس
قضاء غيلزان بتاريخ .2005/10/22
وأن القاضي الفاصل في القضايا التجارية أسس حكمه على مقتضيات المادة 93من
قانون اإلجراءات المدنية التي تنص على أن "عدم اختصاص المحكمة بسبب نوع الدعوى
يعتبر من النظام العام وتقضي به المحكمة ولو من تلقاء نفسها وفي أي حالة كانت عليها
الدعوى" ،وعلى مقتضيات المادة 117من القانون 08-90المؤرخ في 1990/04/07المتعلق
بالبلدية التي تنص على أن "يتم إبرام الصفقات الخاصة باألشغال والخدمات والتوريد للبلدية
والمؤسسات العمومية للبلدية ذات الطابع اإلداري طبقا للتشريع والتنظيم الخاصين
بالصفقات العمومية".
وأن نفس القاضي ذهب عن صواب إلى أن العقد المبرم بين طرفي النزاع ،ال يكتسي
طابعا تجاريا بمفهوم المادة األولى من القانون التجاري التي تنص على أن "يعد تاجرا كل
شخص طبيعي أو معنوي يباشر عمال تجاريا ويتخذه مهنة معتادة له".
حيث إن البلدية ال تمارس أنشطة تجارية وليس لها صفة التاجر بمفهوم المادة األولى
من القانون التجاري ،فهي في النزاع الحالي قدمت سند طلبية للسيد (ب-ع) قصد تزويدها
ببضائع ،متصرفة في إطار مقتضيات المادتين 3و 5من المرسوم الرئاسي رقم 250-02
المؤرخ في 2002/07/24المعدل والمكمل بالمرسوم الرئاسي رقم ،301-03المؤرخ في
2003/09/11المتضمن تنظيم الصفقات العمومية ،وعلى النصوص التنظيمية المتعلقة
بتطبيقه.
وأن قضية الحال تتعلق بعقد توريد قطع غيار لعربات بلدية زموره،
وأن حضور شخص معنوي من أشخاص القانون العام طرفا في النزاع يكفي لجعل
القاضي اإلداري مختصا للفصل فيه،
وأن االستثناءات الواردة في المادة 7مكرر من قانون اإلجراءات المدنية غير قابلة
للتطبيق على قضية الحال،
وأن الغرفة اإلدارية لدى مجلس قضاء غيلزان قد أخطأت عندما صرحت بعدم
اختصاصها اعتمادا على االستثناء الوارد في المادة 7مكرر من قانون اإلجراءات المدنية،
والحال أن مقتضيات المادة 07من قانون اإلجراءات المدنية هي الواجبة التطبيق.
وأنه يتعين بالتالي التصريح بأن قرار الغرفة اإلدارية لمجلس قضاء غيلزان الصادر
بتاريخ 2005/10/22باطل وال أثر له وإحالة القضية والطرفين إلى نفس هذه الجهة القضائية
للفصل فيها من جديد طبقا للقانون،
لهذه األسبـــاب
إن محكمة التنازع تقرر:
المادة :1قبول اإلحالة شكال.
الغرفة األولى
ملف 003889
جلسة 2002-11-05
قضية :ز .ش ضد المدير العام لمؤسسة التسيير السياحي للشرق-قستطينة
ال تخضع المؤسسات ذات الطابع الصناعي والتجاري لقانون الصفقات العمومية.
القاضي اإلداري غير مختص للبت في النزاع القائم بخصوص إبرام مؤسسة عمومية ذات
طابع صناعي وتجاري صفقة عمومية.
المعيار ثانيا/
وموقف الشكلي وجوب اشتراط عنصر الكتابة في الصفقة:
المشرع الجزائري منه:
.وجاء المرسوم الرئاسي 247-15في نص المادة 2منه
مثبتا القاعدة مرة أخرى من أن الصفقات العمومية عقود معيار ثابت
مكتوبة.
الحكمة من الشرط:
لع ّل سر اشتراط الكتابة والتأكيد عليها في مختلف قوانين وتنظيمات الصفقات العمومية
في الجزائر ،وفي كل المراحل منذ 1967إلى 2015يعود لسببين اثنين :
إن الصفقات العمومية أداة لتنفيذ مخططات التنمية الوطنية والمحلية وأداة لتنفيذ ّ -1
مختلف البرامج االستثمارية لذا وجب وبالنظر لهذه الزاوية أن تكون مكتوبة.
-2إن الصفقات العمومية عقود ملزمة للجانبين ،ومن عقود المعاوضة ،لذا وجبت
كتابتها للوقوف عند المركز التعاقدي لكل طرف في العقد ماله وما عليه.
إن الصفقات العمومية تتحمل أعبائها المالية الخزينة العامة ،فالمبالغ الضخمة ّ -3
التي تصرف بعنوان الصفقات العمومية لجهاز مركزي أو محلي أو مرفقي أو هيئة وطنية
مستقلة تتح ّملها الخزينة العامة.
لذا وجب أن تكون الصفقات العمومية مكتوبة إلى جانب أنها تتضمن شروطا استثنائية
وغير مألوفة في العقود المدنية والتجارية كما سنفصل ذلك حقا.
طبيعة الكتابة في الصفقة العمومية:
إذا كان المشرع الجزائري قد اشترط وجوب كتابة الصفقة لتحقيق المقاصد المشار إليها،
فإن الكتابة المقصودة طبعا هي الكتابة اإلدارية ،ال الكتابة التوثيقية .أي الكتابة المتبعة في
اإلدارات العمومية والمثبتة على ورق عادي يشار فيه لسائر البيانات التي حددها المرسوم
الرئاسي المنظم للصفقات العمومية ،وتوقع من قبل أطراف الصفقة ويختم ويذكر فيه
التاريخ دون حاجة إلفراغه في شكل عقد توثيقي على يد موثق .فاإلدارة كما تصدر
قراراتها اإلدارية ،وتتمتع بالطابع التنفيذي ،دون حاجة للجوء لسلطة أو جهة أخرى،
فكذلك هي من تكتب سائر بنود الصفقة بالنسخ المطلوبة وبعدها تبدأ عملية التوقيع .وطبعا
هذا يدخل أيضا في مرونة النشاط اإلداري فال يعقل الزام اإلدارة باللجوء للموثق كلما تعلق
األمر بتحرير صفقة عمومية.
وبشرط الكتابة ذات الطابع اإلداري وليس التوثيقي تتميز الصفقة العمومية على بعض
العقود المدنية التي قد ال يشترط التشريع من أن تكون مكتوبة كالعقود الرضائية .وكذلك
العقود المدنية التي يشترط القانون من أن تتم على يد موثق كعقد البيع أو اإليجار أو
الرهن .و حتى لو تمت بالطريق العرفي يفرض المشرع شروطا معينة في الورقة العرفية
وبشرط الكتابة ذات الطابع اإلداري تتميز الصفقة العمومية عن العقود التجارية هذه
األخيرة التي قد تتم بالطريق االلكتروني .ففي ظل حرية التعاقد ،ورضائية العقود ،وأمام
تطور وسائل االتصال ونظم الشبكة االنترنيت وما تبعها من برامج الحماية واألمن كل ذلك
دفع المشرع إلى االعتراف بالمعامالت بالصيغة االلكترونية خاصة أمام ما تكفله هذه األخيرة
من سرعة التواصل بين أطرافها وتوافرها هي األخرى على ضمانة الكتابة ومعرفة األطراف
52
لسائر البنود الواردة في العقد.
وجوب توقيع الصفقة من قبل السلطة المختصة:
تكملة للمادة 3أعاله ،جاءت المادة 4من المرسوم الرئاسي 247-15لتتبين السلطة
اإلدارية المخولة بالتوقيع على الصفقة العمومية بالنظر ألهمية هذه الوثيقة وقيمتها المالية
والقانونية ،حيث ورد فيها ما يلي" :ال تصح النفقات العمومية وال تكون نهائية إال إذا وافقت
عليها السلطة المختصة المذكورة أدناه حسب الحالة:
-مسؤول الهيئة العمومية .مع التذكير الهيئة العمومية غير موجودة في المادة 6
والتي حددت مجال التطبيق .وهذا خلل كبير من وجهة نظرنا.
-الوزير .وطبعا هو يتصرف باسم الدولة فليس للوزارة شخصية اعتبارية.
-الوالي .وللوالية شخصية اعتبارية.
-رئيس المجلس الشعبي البلدي .وللبلدية أيضا الشخصية االعتبارية.
-المدير العام أو مدير المؤسسة العمومية.
ويمكن كل سلطة من هذه السلطات أن تفوض صالحياتها في هذا المجال إلى
المسؤولين المكلفين بأي حال بإبرام وتنفيذ الصفقات العمومية طبقا لألحكام التشريعية
والتنظيمية المعمول بها".
ومن هنا لم يكن المشرع متشددا بالنسبة للسلطة اإلدارية بفرض توقيع الوزير أو
رئيس الهيئة أو الوالي أو رئيس المجلس الشعبي البلدي أو المدير العام للمؤسسة ،بل
أجاز اللجوء للتفويض إذا كان التشريع أو التنظيم يخول ذلك .وبتبني أسلوب التفويض
بدى المشرع أكثر مرونة من أجل تسهيل اإلجراءات ومراعاة خصوصية كل جهة إدارية.
وهذا مسلك نباركه .طالما تم التفويض كتابة ،وحدد صفة و موضوعا ،وصدر مراعيا
للتشريع والتنظيم الجاري بهما العمل.
-51لتفصيل أكثر راجع :براهامي سامية ،إثبات عقد بيع العقار المملوك ملكية خاصة في القانون الجزائري ،مذكرة ماجستير ،جامعة
قسنطينة ،كلية الحقوق والعلوم السياسية ،2008 ،ص 12وما بعدها.
-52لتفصيل أكثر راجع :طمين سهيلة ،الشكلية في عقود التجارة االلكترونية ،مذكرة ماجستير ،جامعة تيزي وزو ،كلية الحقوق
والعلوم السياسية ،2011 ،ص 64وما بعدها.
54جامعة العربي التبسي-تبسة-كلية الحقوق والعلوم السياسية-السنة الجامعية 2021-2020
محاضرات في الصفقات العمومية -السنة الثانية ماستر إداري
عقود اإلدارة:
حافظ المرسوم الرئاسي من حيث األصل على التقسيم الرباعي للصفقات وهو ما أشارت
إليه صراحة المادة 29من المرسوم الجديد بقولها" :يمكن المصلحة المتعاقدة أن تبرم صفقة
عمومية واحدة أو أكثر بهدف تلبية حاجة معينة.
تشمل الصفقات العمومية احدى العمليات اآلتية أو أكثر على سبيل الحصر:
-1إنجاز األشغال:
جاء في المادة 29من المرسوم الجديد الفقرة " :3تهدف الصفقة العمومية لألشغال إلى
إنجاز منشأة أو أشغال بناء أو هندسة مدنية من طرف مقاول".
مع مالحظة أن المادة أعاله ورد فيها مصطلح "مقاول" وكان أفضل استعمال مصطلح
"متعامل متعاقد" للدقة خاصة وأن المصطلح األول يبعث على التصور أن األمر يتعلق
53
بشخص من أشخاص القانون الخاص .وهذا ليس بشرط في الصفقة العمومية.
و جاءت الفقرة 4من ذات المادة بتفصيل أكثر فورد فيها :تشمل الصفقة العمومية لألشغال
بناء أو ت جديد أو صيانة أو تأهيل أو تهيئة أو ترميم أو تدعيم أو إصالح أو هدم منشأة أو
جزء منها.
عقد األشغال في التشريع والتنظيمات السابقة لسنة :2015
جاء ذكر صفقة األشغال في المادة 1من األمر -90-67والمادة 4من المرسوم .145-82
والمادة 3من المرسوم التنفيذي .334/91والمادة 4والمادة 11من المرسوم الرئاسي
54
.250-02والمادة 4من المرسوم الرئاسي 236-10و المادة 13أيضا.
حيازة المؤسسات المشاركة على شهادة التخصص والتصنيف المهنيين:
فرض المرسوم التنفيذي رقم 110 -11المؤرخ في 6مارس 2011الصادر في العدد 15
من الجريدة الرسمية لسنة 2011بموجب الماد األولى منه ،على جميع المؤسسات التي
تعمل في إطار إنجاز الصفقات العمومية في ميدان البناء واألشغال العمومية والري
واألشغال الغابية ،أن تكون لها شهادة التخصص والتصنيف المهنيين ،كشرط إلبرام
صفقات مع الدولة والواليات والبلديات واإلدارات والمؤسسات والهيئات العمومية.
وصدر هذا المرسوم مت ّمما للمرسوم التنفيذي رقم 289-93المؤرخ في 28نوفمبر سنة
1993والمنشور في الجريدة الرسمية عدد 79لسنة 1993الذي فرض هو اآلخر بموجب
المادة األولى منه شهادة التخصص والتصنيف المهنيين على جميع المؤسسات التي تعمل في
55
إطار البناء واألشغال العمومية والري.
-53أنظر :الكتور عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،الجزء األول ،ص .170
-54انظر بصدد التطور التاريخي لعقد األشغال العامة في فرنسا :أنيسة سعاد قريشي ،النظام القانوني لعقد األشغال العمومية ،مذكرة
ماجستير ،جامعة الجزائر ،2002 ،ص .42و لإلطالع على عقود أخرى راجع عليوات ياقوتة ،تطبيقات النظرية العامة للعقد اإلداري،
رسالة دكتوراه دولة ،جامعة قسنطينة ،2009 ،ص 48وما بعدها .فتيحة حابة ،النظام القانوني لصفقة إنجاز األشغال العامة في ظل
المرسوم ،236-10مذكرة ماجستير ،جامعة تيزي وزو ،2013 ،ص.11
-55انظر :الدكتور عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،ص .175
وجاءت المادة 3من مرسوم 2011لتعرف شهادة التخصص والتصنيف المهنيين بقولها:
"شهادة التخصص والتصنيف المهنيين للمؤسسات وثيقة تنظيمية بأشغال البناء واألشغال
العمومية والري واألشغال الغابية .وتخول الشهادة المذكورة أعاله المؤسسة الحائزة لها
اختصاصا وطنيا في ميدان العمل المعين ".وبينت المادة الرابعة من المرسوم المعلومات
الواردة في الشهادة .وحددت المادة 6مدة صالحية الشهادة بثالثة سنوات.
وبينت المادة 7المعايير األساسية التي يتم عن طريقها تصنيف المؤسسة أو مجموعة
لمصرح
ّ المؤسسات ،كاألخذ بعين االعتبار العدد اإلجمالي للعمال المحسوب للسنة األخيرة وا
بهم لدى صندوق الضمان االجتماعي طبقا للوثائق المحاسبية .والذي يظهر فيه عدد عمال
التأطير التقني المتكون من اطارات جامعية وأعوان التحكم من ذوي االختصاص المتصل
بنشاطات البناء واألشغال العمومية والري واألشغال الغابية .وفرض المرسوم الصادر سنة
2011المذكور حدا من االطارات الجامعية والتقنيين وأعوان التحكم ما بين %10و%20
من العدد االجمالي للعمال المصرح بهم في السنة األخيرة .وحدد المرسوم معيار آخر يتمثل
في رقم األعمال المحقق للسنة األخيرة.
واستحدث المرسوم لجنة وطنية وبين تشكيلتها و اختصاصاتها في المادة 11إلى 14
من المرسوم .كما استحدث لجانا والئية وبين تشكيلتها و اختصاصاتها في المواد من 17
الى 20منه.
-2اقتناء اللوازم:
ي جد عقد اقتناء اللوازم أساسه القانوني في تنظيم الصفقات العمومية لسنة 2015
ساري المفعول في المادة 2و 29منه .ولهذا العقد امتداد تاريخي في التشريع األول
للصفقات وهو األمر 90-67حيث ورد في المادة األولى منه .وكذلك أشارت إليه
نصوص أخرى سابقا كالمادة 4من المرسوم -145-82والمادة 3من المرسوم التنفيذي
-434-91والمادة 3والمادة 11من المرسوم الرئاسي .250-02والمادة 4من المرسوم
الرئاسي .236-10
أن نشاطها قد يفرض توافر منتوج ويعود سر االعتراف لإلدارات بإبرام عقود التوريد ّ
معيّن لديها وأن تضع عليه اليد بهدف تحقيق المصلحة العامة وخدمة الجمهور وهذا بصفة
تصورنا ّ
أن اإلدارة المعنية هي الخدمات الجامعية ّ دورية ومتواترة ومستمرة ومنتظمة .فلو
وأن العقد المبرم هو عقد توريد بينها وبين أحد الخبازين أو بائعي الخضر أو بائعي اللحوم
فإن المتع ّهد أو الطرف الذي أبرمت إدارة الخدمات الجامعية معه العقد ،ملزم بأن يضع ّ
تحت تصرفها المادة محل التعاقد حتى تقوم بمهمتها في إطعام الطلبة وهذا خالل مدة يقع
56
االتفاق عليها في العقد.
-3إنجاز الدراسات.
-56انظر :الدكتور عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،ص .178
-4تقديم خدمات".
صفقة الخدمات في المرحلة ما قبل :2015
نظرا ألهمية عقد الخدمات فقد جاء ذكره في كل قوانين الصفقات العمومية في الجزائر.
فورد في البداية بموجب المادة األولى من األمر .90-67والمادة 4من المرسوم .145-82
والمادة 3من المرسوم التنفيذي .434 -91كما ورد في المادة 3من المرسوم الرئاسي
-57انظر :اسالم عز الدين شوقارة ،صفقات الدراسات في القانون الجزائري للصفقات العمومية ،مذكرة ماجستير ،جامعة الجزائر،
كلية الحقوق ،2010 ،ص.11
-58انظر :الدكتور عمار بوضياف ،شرح تنظيم الصفقات العمومية ،ص .181
المعيار رابعا:/
المالي وموقف المشرع المغزى من تحديد العتبة المالية:
منه:
يبدو الهدف من وراء فرض حد مالي أدنى العتبار العقد
صفقة عمومية ،تخضع لتنظيم الصفقات ،هو ترشيد النفقات معيار ثابت وإن اختلفت
العامة ،و حوكمة الصفقات العمومية ،والوقاية من الفساد .القيمة المالية
وهو أحد أهم ما يشغل المشرع الجزائري خاصة بعد التصديق
على اتفاقية األمم المتحدة لمكافحة الفساد .فكلّما كان المبلغ كبيرا تحملت الخزينة أعباءه
ووجب أن يخضع العقد ألصول وأحكام إجرائية تكشف للجمهور وتعلن الطلبات العمومية
من حيث األصل ،وتخضع ألطر رقابية مختلفة دراءا ألي شبهة فساد.
كما تخضع الصفقة بتوافر الحد المالي المطلوب وباقي العناصر األخرى ألطر رقابية
محددة .أ ّما إذا كان المبلغ الناتج عن التعاقد بسيطا فال داعي من إرهاق جهة اإلدارة
وإجبارها على التعاقد وفق تنظيم الصفقات العمومية والتشديد عليها عند ما تريد مثال
شراء مستلزمات مكتبية بمبالغ بسيطة.
-العتبة المالية المطلوبة في المرسوم الرئاسي لسنة :2015
لم تعمر العتبة المالية المطلوبة إلبرام صفقة عمومية طبقا لإلجراءات الشكلية طويال،
إذ طالها التغيير مرة أخرى ألسباب موضوعية تتعلق بنسبة التضخم .فالظروف المالية
لسنة 2010ليست ذاتها لسنة .2015فجاءت المادة 13من المرسوم الرئاسي 247-15بعتبة
جديدة فرضتها وأملتها الظروف المالية للدولة فورد فيها" :كل صفقة عمومية يساوي فيها
المبلغ التقديري لحاجات المصلحة المتعاقدة:
*** اثني عشر مليون دينار 12.000.000د.ج أو يقل عنه لألشغال أو اللوازم.
وبناء عليه إذا كانت القيمة المالية للصفقة تساوي أو تقل عن المبالغ المشار إليها
أعاله ،ال تلزم المصلحة المتعاقدة بإتباع اإلجراءات الشكلية المتعلقة بإبرام الصفقات
العمومية .وعكس ذلك لو كانت أكثر من الحد المذكور خضعت لجملة الشروط الشكلية
والتي سنتناولها بالدراسة والتحليل .وتحسب المبالغ أخذا بعين االعتبار كل الرسوم.
-استمرار مرسوم 2015في االعتراف لوزير المالية بسلطة تحيين المبالغ:
سبقت اإلشارة أن عتبة الصفقة العمومية تتحكم فيها نسب التضخم .ومن منطلق تفادي
ظاهرة تعديل المرسوم الرئاسي المتعلق بالصفقات العمومية كل مرة إستمر المرسوم
الرئاسي الجديد لسنة 2015في االعتراف لوزير المالية بسلطة تحيين المبالغ بين الفترة
واألخرى كما اقتضى األمر ذلك.
فوزير المالية حسب المقتضيات التي أشار إليها المرسوم الرئاسي 247-15هو من قدم
التقرير المتعلق بالمرسوم الرئاسي حيث جاء فيه:
"إن رئيس الجمهورية.
بناء على تقرير وزير المالية"...
وساهمت وزارة المالية بعمل تحضيري جبار وكبير ال يمكن إنكاره يتعلق بمختلف مواد
المرسوم.كما أن وزارة المالية هي الوزارة الوصية على الشأن المالي لمختلف قطاعات
الدولة .و هي من تعلم قبل غيرها بنسب التضخم المسجلة رسميا بحكم تبعية المؤسسات
المالية لوصايتها .يضاف إليها أن المرسوم استند ضمن مقتضياته لقوانين مالية كاألمر -96
31المؤرخ في 30ديسمبر 1996المتضمن قانون المالية لسنة .1997والقانون 16-05
بتاريخ 31ديسمبر 2005المتضمن قانون المالية لسنة .2006واألمر 01-09المؤرخ في 22
يوليو 2009المتضمن قانون المالية التكميلي لسنة .2009واستند أيضا للمرسوم التنفيذي
54-95بتاريخ 15فبراير 1995الذي يحدد صالحيات وزير المالية.
واعتبارا لما سبق كان من المعقول أن يستمر المرسوم الجديد في االعتراف لوزارة
المالية بوصايتها على مجال الصفقات العمومية .وال غرابة في ذلك واألمر يتعلق بنفقات
عمومية ستخرج من الخزينة العامة .وال يمكن إسناد الوصاية لغيرها من الوزارات.
وبالتبعية تعين االعتراف مرة أخرى لوزير المالية بسلطة تحيين المبالغ حسب المستجد
60
في نسب التضخم لمواكبة الوضع المالي.
-60حسب الموقع الرسمي لوزارة المالية بلغت نسبة التضخم 2.09بالمئة ،تاريخ االطالع على الموقع .2020-12-11جانفي -سبتمبر
.2020
معيار خامسا/
االستثنائية الشروط :
(البند غير مألوف)
المشرع منه وموقف أن وجه تميّز العقد اإلداري عن العقد سبقت اإلشارة ّ
ّ
يخول جهة اإلدارة ممارسة أن العقد اإلداري ّ المدني يكمن في ّ
معيار ثابت في مواد مجموعة سلطات وامتيازات ال وجود لها على صعيد القانون
كثيرة أقرت باألساس لتمكين اإلدارة من تحقيق األهداف الخاص .وقد ّ
المرجوة من وراء تعاقدها وفي تلبية حاجات األفراد المختلفة
وتحقيق المصلحة العامة.
المشرع الجزائري هذا المفهوم في مختلف قوانين وتنظيمات الصفقات ّ كرسولقد ّ
العمومية فاعترف لإلدارة بممارسة جملة من السلطات واالمتيازات التي ال نجد لها مثيال
على مستوى دائرة القانون الخاص.
مثال:
سلطة الفسخ من جانب واحد في المرسوم الرئاسي لسنة :2015
كرس المرسوم الرئاسي 247-15سلطة الفسخ من جانب واحد كأحد أبرز ما يميز
الصفقة العمومية عن غيرها من العقود .حيث جاء في المادة 149منه" :إذا لم ينفذ
المتعاقد التزاماته توجه له المصلحة المتعاقدة إعذارا ليفي بالتزاماته التعاقدية في أجل
محدد.
وإذا لم يتدارك المتعاقد تقصيره في األجل الذي حدده اإلعذار المنصوص عليه أعاله
فإن المصلحة المتعاقدة يمكنها أن تقوم بفسخ الصفقة العمومية من جانب واحد ويمكنها
كذلك القيام بفسخ جزئي للصفقة" .كما جاء في المادة " :150يمكن للمصلحة المتعاقدة
القيام بفسخ الصفقة من جانب واحد عندما يكون مبررا بسبب المصلحة العامة حتى بدون
خطأ المتعامل المتعاقد".
وتطبيقا للنصين أعاله تستطيع اإلدارة المعنية بالصفقة فسخ الرابطة العقدية من جانب
واحد في حال تقصير المتعاقد معها عن الوفاء بالتزاماته شريطة أن توجه له إعذارا قبل
مباشرة قرار الفسخ .بل أبعد من ذلك تستطيع اإلدارة فسخ الصفقة من جانب واحد ولو لم
يثبت خطأ أو تقصير من جانب المتعاقد معها.
وهذه السلطات جميعها تمثل امتيازات للسلطة العامة وأحكام استثنائية ال نجد لها مثيال
في عقود القانون الخاص .والهدف طبعا ليس الحط من قيمة المتعاقد مع اإلدارة ،أو هدر
حقوقه ،أو التقليل من شأنه ،بل توفير أكبر الضمانات وأعالها سقفا ودرجة لتنفيذ
المشاريع العامة ،أو فسخها إن كانت مقتضيات المصلحة العامة توجب ذلك.
ولو عدنا للمرسوم الرئاسي 247-15نجده قد فرض بموجب المادة 95منه ضمن
البيانات االلزامية للصفقة ذكر القانون المطبق وهو طبعا تنظيم الصفقات العمومية الذي
يخول لجهة اإلدارة ممارسة سلطات إستثنائية في مرحلة تنفيذ الصفقة.