Professional Documents
Culture Documents
. جامعة تلمسان، كلية الحقوق والعلوم السياسية، قانون عام،د.م. طالب يف سلك الدكتوراه سنة ثانية ل1
96
طرق إبرام الصفقات العمومية في ظل املرسوم الرئا�سي رقم 247-15
نهائية من الدولة مام يتيح لها البحث عن مصادر متويل غري عمومية و تفويض تسيري مرافقها
للخواص للتقليل من العبء املايل عىل ميزانية الدولة لتحريك دواليب التنمية و دفعها إىل األمام.
إن الهدف الرئييس من وراء هذا اإلصالح القانوين هو ترشيد وحامية النفقات العمومية
مع السامح للمصالح املتعاقدة تلبية احتياجاتها يف شفافية وفعالية طبقا للمعايري الدولية.
وانطالقا من هذا ،ما هي أهم املستجدات التي جاء بها هذا املرسوم فيام يخص عملية إبرام
الصفقات العمومية؟ وما مدى فعاليته يف معالجة النقائص املوجودة يف القوانني السابقة ؟
وهذا ما سوف نتطرق إليه من خالل محاولة الكشف عن طرق و أساليب إبرام الصفقات
العمومية (طلب العروض-إشكالية الرتايض) مع تسليط الضوء عىل الجوانب املستحدثة يف
هذا املجال.
وعليه ،سنتعرض عىل التوايل من خالل هذه الدراسة إىل أسلوب إبرام الصفقات العمومية
عن طريق طلب العروض ،ثم إىل أسلوب إبرام الصفقات العمومية عن طريق الرتايض.1
املطلب األول :أسلوب إبرام الصفقات العمومية عن طريق طلب العروض.
يف ظل محاولة إبراز أهم التعديالت الجديدة املتعلقة بالصفقات العمومية عن طريق
طلب العروض ،سيتم الحديث عن مفهوم طلب العروض ثم التطرق إىل أشكال طلب العروض.
الفرع األول :مفهوم طلب العروض.
لقد أعطى قانون الصفقات العمومية الجديد تعريفا أوسع لطلب العروض متداركا
التناقض الذي تضمنته مختلف الترشيعات السابقة املتعلقة بالصفقات العمومية يف الجزائر،
فنجد مثال أن املرسوم الرئايس السابق رقم 236-10املؤرخ يف 07أكتوبر 2010يطلق عىل
تسمية طلب العروض باملناقصة و هو ما يشكل خطا يف التسمية أو الرتجمة ،هذا و قد
عرف املرشع الجزائري طلب العروض يف املادة 40من القانون الجديد كاآليت »:طلب العروض
هو إجراء يستهدف الحصول عىل عروض من عدة متعهدين متنافسني مع تخصيص الصفقة
دون مفاوضات للمتعهد الذي يقدم أحسن عرض من حيث املزايا االقتصادية ،استنادا إىل
معايري اختيار موضوعية ،تعد قبل إطالق اإلجراء».
أما عن حاالت عدم جدوى إجراء طلب العروض هي :
-عندما ال يتم استالم أي عرض.
-عندما ال يتم اإلعالن بعد تقييم العروض عن مطابقة أي عرض ملوضوع الصفقة و
ملحتوى دفرت الرشوط.
1ا.محمد الصغري بعيل ،القرارات و العقود اإلدارية ،دار العلوم للنرش و التوزيع ،عنابة ،الجزائر ، 2017 ،ص.2019
98
طرق إبرام الصفقات العمومية في ظل املرسوم الرئا�سي رقم 247-15
مام يعني أنه ميكن تقييم العرض الوحيد بعدما كانت تعلن حاالت عدم الجدوى عند
استالم عرض وحيد يف القانون السابق.
فتعريف طلب العروض مقارنة بتعريف املناقصة سابقا توسع من جهة املعايري التي
ينبغي االعتامد عليها يف منح الصفقات العمومية ،خصوصا تلك املتعلقة باملزايا االقتصادية،
مع استبعاد كل أشكال املفاوضات.
ومن ثم ،فإن طريقة طلب العروض تستند إىل:
-املنافسة بني عدة عارضني.
-مراعاة أحسن و أفضل عرض.
ومن خالل استقراءنا لنص املادة نضيف أن املرشع الجزائري أخذ طلب العروض كأصل
عام بصورة ضمنية ال رصيحة ،كام انتقل من مصطلح أفضل العروض إىل مصطلح أحسن
العروض .وبهذه األحكام التي حملها املرسوم الجديد يكون املرشع قد ضبط مصطلح طلب
العروض تفاديا ألي إشكالية يف فهم معناه الحقيقي لو أدرج بعنوان مناقصة ،وحسنا فعل،
ومن جهة أخرى ترك للجهة املعنية مجاال الختيار املتعاقد معها ال عىل أساس العرض املايل
لوحده ،بل وعىل أسس موضوعية أخرى .ومن هنا اعرتف لها بسلطة التقدير واالختيار،
والجمع بني أكرب من معيار بحثا عن العرض األفضل ،وليس األقل مثنا بالرضورة كام كان الوضع
2
يف مرحلة سابقة.
الفرع الثاين :أشكال طلب العروض.
إن املرشع وإن جاء محددا لطرق التعاقد ،فإنه من جهة أخرى ذكر أكرث من أسلوب أو
طريقة للتعاقد مبا يعني أنه فسح مجال الحرية لإلدارة الختيار األسلوب والنمط الذي يليق
بها حسب ظروف كل عملية تعاقدية ،مع إلزامها بتحمل املسؤولية كاملة يف حال اختيار
طريقة من التعاقد دون األخرى خاصة حني يتم تفضيل أسلوب الرتايض عىل طلب العروض.
هذا و نصت املادة 42من املرسوم الرئايس 247-15عىل أنه »:ميكن أن يكون طلب
العروض وطنيا و /أو دوليا ،وميكن أن يتم حسب أحد األشكال اآلتية:
-طلب العروض املفتوح.
-طلب العروض املفتوح مع اشرتاط قدرات دنيا.
1أ.مونية جليل ،التدابري الجديدة لتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام ،دار بلقيس للنرش ،الجزائر، 2017 ،ص.29
2عامر بوضياف ،رشح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئايس ، 2047-15جسور للنرش والتوزيع ،الطبعة الخامسة،
القسم األول ،الجزائر ، 2017 ،ص .196أ.
99
دحماني محمد
116سبتمرب 2015املتضمن تنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام ،الجريدة الرسمية ،العدد .2015 ،50املرسوم
الرئايس رقم 247-15املؤرخ يف
2ا.عامر بوضياف ،املرجع السابق ،ص .197
3املادة 43من املرسوم الرئايس رقم 247-15املؤرخ يف 16سبتمرب 2015املتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات
املرفق العام.
4خالد خليفة ،طرق واجراءات ابرام الصفقات العمومية يف القانون الجزائري ،دار الخلدونية ،الجزائر ، 2017 ،ص 08و .09
100
طرق إبرام الصفقات العمومية في ظل املرسوم الرئا�سي رقم 247-15
1املادة 44من املرسوم الرئايس رقم 247-15املؤرخ يف 16سبتمرب 2015املتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات
املرفق العام ،.نفس املرجع.
2خالد خليفة ،املرجع السابق ،ص.10
3عامر بوضياف ،املرجع السابق ،ص .201
101
دحماني محمد
األهمية الخاصة واملتميزة ،وهذا ما نصت عليه املادة 45من املرسوم الرئايس رقم .2471-15
ففي هذا األسلوب يقوم عىل انتقاء أويل يقترص فيه تقديم التعهدات واملعطاءات والرتشح
عىل من تتوافر فيهم رشوط ومواصفات محددة تضعها املصلحة املتعاقدة مسبقا وذلك
نظرا ألهمية وصعوبة العملية التي تتطلب مبدئيا الخربة واإلمكانيات الالزمة ضامنا لحسن
التنفيذ.
ووفقا لهذا فإن هذا الشكل مخصص إلجراء استشارة انتقائية ،بحيث يكون املرتشحون
الذين تم انتقائهم األويل من قبل مدعوين وحدهم لتقديم تعهد ،حيث يتم وضع قامئة
معينة ملؤسسات مؤهلة بني يدي املصلحة املتعاقدة للمشاركة يف استشارة انتقائية.
تنفذ املصلحة املتعاقدة االنتقاء األويل الختيار املرتشحني إلجراء املنافسة عندما يتعلق
األمر بالدراسات أو العمليات املعقدة و /أو ذات األهمية الخاصة.
واللجوء إىل طلب العروض املحدود محدد عىل سبيل الحرص إذ تحدد قامئة املشاريع التي
ميكن أن تكون موضوع طلب العروض املحدود مبوجب مقرر من مسؤول الهيئة العمومية
أو الوزير املعني بعد أخذ رأي لجنة الصفقات للهيئة العمومية أو اللجنة القطاعية للصفقات
حسب الحالة.2
وما يالحظ من خالل نص املادتني 45و 46من املرسوم الرئايس رقم 247-15أن املرشع
الجزائري قد منح لإلدارة قدر واسع من الحرية بالسامح لها باالتصال باملتعاملني وانتقائهم
بكل حرية مع التأكيد عىل رضورة احرتام مبادئ الصفقة العمومية ،كام أعطى الحيز القانوين
للعملية اإلجرائية من خالل بيان اللجوء إليها إما عىل مرحلتني أو عىل مرحلة واحدة مع بيان
املتطلبات وكيفيات االنتقاء األويل بصورة تبعد اإلدارة عن التهم و الشكوك ،إضافة إىل ذلك
حدد املجال املغلق لالستشارة ببيانه لعدد املنافسني و مل يحدد العدد األدىن للعارضني.
رابعا :املسابقة:
وهو ما نصت عليه املادة 47من القانون الجديد عىل أنها »:إجراء يضع رجال الفن
يف منافسة الختيار ،بعد رأي لجنة التحكيم املذكورة يف املادة 48أدناه مخطط أو مرشوع
مصمم استجابة لربنامج أعده صاحب املرشوع قصد إنجاز عملية تشمل عىل جوانب تقنية أو
اقتصادية أو جاملية أو فنية خاصة قبل منح الصفقة ألحد الفائزين باملسابقة».3
1املادة 45من املرسوم الرئايس رقم 247-15املؤرخ يف 16سبتمرب 2015املتضمن تنظيم الصفقات العمومية و تفويضات
املرفق العام.
2ا.خالد خليفة ،نفس املرجع السابق ،ص .11
3املادة 47من املرسوم الرئايس رقم . 247-15
102
طرق إبرام الصفقات العمومية في ظل املرسوم الرئا�سي رقم 247-15
كوضع لحن لنشيد ملناسبة وطنية معينة أو تصميم و إعداد أوراق نقدية أو إعداد شارات
و رموز فنية.الخ،لخ ،ألن املسابقة عبارة عن منافسة تتعلق بالفكر و املعلومات واملخططات
وكذا الهندسة و متنح الصفقة للفائز باملسابقة الذي قدم أحسن عرض.
وتلجأ املصلحة املتعاقدة إىل إجراء املسابقة ال سيام يف مجال تهيئة اإلقليم والتعمري
والهندسة املعامرية والهندسة أو معالجة املعلومات وهذا ماحددته الفقرة الثانية من املادة
47من نفس املرسوم الجديد.
أما عن أسلوب املسابقة فقد فصلت فيه الفقرة األوىل من نص املادة 48من املرسوم
الرئايس الجديد فقد أعطى لها طريقتني أسلوب املسابقة املحدودة وأسلوب املسابقة
املحدودة مع اشرتاط قدرات دنيا.
وما يالحظ ،فإن املسابقة فهي إجراء مخصص لألشخاص الطبيعيني دون املعنويني ألنها تركز
عىل الجوانب الفنية والجاملية مام يجعل املادة مفيدة جدا مقارنة بالغرض املرجو اإلجراء.
والجدير بالذكر أن تنظبم الصفقات العمومية الجديد ألغى شكل املزايدة الذي تضمنته
بعض القوانني السابقة الخاصة بالصفقات العمومية عىل غرار املرسوم الرئايس رقم .263-10
املطلب الثاين :أسلوب إبرام الصفقات العمومية عن طريق الرتايض.
لقد جعل املرشع الجزائري أسلوب طلب العروض هو القاعدة العامة مبا كفل به حق
املشاركة لكل العارضني و ضامنا لشفافية الصفقة و نزاهتها مام يحد من مظاهر الفساد
وتبديد املال العام .غري أنه استثناء وألسباب موضوعية ميكن لإلدارة باختيار املتعاقد معها يف
ظروف و حاالت محددة ومبينة يف النص دون الحاجة إلجراءات اإلشهار والنرش ودون أدىن
1
داع إلعالم الغري وهو ما أطلق عليه بأسلوب الرتايض يف إبرام الصفقة.
الفرع األول :مفهوم الرتايض.
وهو ما جاءت به نص املادة 41من املرسوم الرئايس رقم 247-15عىل أنه »:هو إجراء
تخصيص صفقة ملتعامل متعاقد واحد دون الدعوة الشكلية إىل املنافسة ،وميكن أن يكتيس
الرتايض شكل الرتايض البسيط أو شكل الرتايض بعد االستشارة وتنظم هذه االستشارة بكل
2
الوسائل املكتوبة املالمئة».
هذا وقد اكتفى املرشع بتعريف الرتايض عىل أنه إجراء يتضمن منح صفقة ملتعامل
متعاقد دون الحاجة إلتباع تلك اإلجراءات الشكلية ،حيث أهتم بعنرص الشكل من خالل
- 1عامر بوضياف ،املرجع السابق ،ص.220
2املادة 41من املرسوم الرئايس رقم . 247-15
103
دحماني محمد
الترصيح بإعفاء املصلحة املتعاقدة من جانب التقيد باإلجراءات ،وهو عبارة عن طريق
استثنايئ إلبرام الصفقات العمومية دون الدعوة الشكلية للمنافسة مختفا بذلك اختالفا جذريا
عن أسلوب طلب العروض الذي يشكل القاعدة العامة يف إبرام الصفقات العمومية مستندا
يف ذلك إىل مبدأ املنافسة.1
ولعل القصد من إطالق تسمية الرتايض كطريقة من طرق التعاقد يف مجال القانون العام
أن اإلدارة مبوجبه تتحرر من الخضوع للقواعد اإلجرائية املتبعة يف أسلوب طلب العروض
بأشكاله املختلفة من خالل حرية اختيار املتعاقد معها دون التقيد بهذه اإلجراءات كام سبق
و ذكرنا.
الفرع الثاين :أنواع الرتايض
بالرجوع لنص املادة 41من القانون الجديد نجد أن املرشع الجزائري قسم الرتايض إىل
نوعني أو شكلني ،هام:
-الرتايض البسيط.
-الرتايض بعد االستشارة.
أوال :الرتايض البسيط:
وهو ما جاءت به املادة 49من املرسوم الرئايس رقم ، 247-15يشكل الرتايض البسيط
2
طريقا استثنائيا إلبرام الصفقات العمومية حينام تكون مراعاة مبدأ املنافسة غري مجدية و
ال طائل من ورائها وغري متعارضة مع مقتضيات املصلحة العامة ،ويتم وفق نسق تنظيمي
دقيق ،وتتوفر هذه الصيغة عىل بساطة اإلجراءات ورسعة تلبية الحاجات مع ربح الوقت ملا
لعامل الزمن من أهمية قصوى يف هذا النمط ،وتستدعي هذه الصيغة لرقابة أكرب وأخالقيات
أعمق ،ويالحظ أنه يف حالة الرتايض البسيط تلجأ املصلحة املتعاقدة إىل املتعامل املتعاقد
مبارشة مام يوحي بتحررها من بعض اإلجراءات املتبعة ،إال أن هذا ال يعني ترصف اإلدارة
كام تشاء يف هذا النوع من صيغ اإلبرام ،إذ ينبغي أن تربر سبب لجوءها إىل إبرام صفقاتها
العمومية عن طريق الرتايض البسيط.3
وقد فرض املرشع الجزائري تقييد اإلدارة بحاالت اللجوء للرتايض البسيط ،أين تم تأطري
وتحديد حاالت هذه الصيغة بدقة و وضوح أكرث ،ولذا نجد الحاالت التي تلجأ فيها اإلدارة
إليه مقيدة برشوط ،وقد حددتها املادة 49من املرسوم الرئايس الجديد حرصيا يف ست ()06
حاالت ،1وهي:
أ-حالة االحتكار أو حالة املتعامل املحتكر:
عندما ال ميكن تنفيذ الخدمات إال عىل يد متعامل متعاقد وحيد يحتل وضعية احتكارية
أو ينفرد بامتالك الطريقة التكنولوجية التي اختارتها املصلحة املتعاقدة ،فالطابع االحتكاري
هو مربر بذاته للجوء للرتايض فالخدمة املطلوبة ال تلبى إال من طرف متعامل احتكاري وحيد
تتوفر فيه الرشوط املطلوبة والقدرات التقنية التي تشرتطها املصلحة املتعاقدة.
ب -الخطر الداهم أو االستعجال امللح :
وهي تلك الحالة التي تربر الخروج عن القواعد العامة الواجب إتباعها يف األحوال
العادية أو يف حاالت االستعجال امللح املعلل بخطر داهم يتعرض له ملك أو استثامر أو األمن
العمومي قد يتجسد يف امليدان وال يسعه التكيف مع آجال طلب العروض ،و يشرتط يف
االستعجال عدم إمكانية توقع املصلحة املتعاقدة الظروف املسببة لحاالت االستعجال وإال
تكون نتيجة ملناورات للمامطلة من طرفها أي تكون خارجة عن نطاقها.2
ج-التموين املستعجل أو التموين املستعجل برشوط:
ويف هذه الحالة ميكن للمصلحة املتعاقدة اللجوء إىل الرتايض البسيط و ذلك لضامن
توفري الحاجيات األساسية كاألدوية مثال أو لضامن سري االقتصاد فلو ألزمت املصلحة املتعاقدة
بالخضوع إلجراءات اإلبرام ألثر ذلك سلبا ،ويشرتط يف هذه الحالة ،أن تكون الظروف التي
استوجبت هذا االستعجال مل تكن متوقعة وأال تكون نتيجة مناورات للمامطلة من طرفها.3
د-مرشوع ذو أهمية وطنية:
وذلك عندما يتعلق األمر مبشاريع ذات أولوية وأهمية وطنية كأن يتعلق مبرشوع بناء
السكنات ،ويشرتط يف هذه الحالة املوافقة املسبقة من قبل مجلس الوزراء برئاسة رئيس
الجمهورية إذا كان مبلغ الصفقة يساوي أو يفوق عرشة ماليري دينار جزائري وإىل املوافقة
املسبقة أثناء اجتامع الحكومة برئاسة الوزير األول إذا كان مبلغ الصفقة يقل عن املبلغ
السالف الذكر.
ه -ترقية اإلنتاج الوطني:
أو األداة الوطنية لإلنتاج ،وتربم الصفقات العمومية من أجل دعم املنتوج املحيل أو إنقاذ
بعض املؤسسات التي تعاين عجزا ماليا ،و يشرتط فيها الحصول عىل املوافقة املسبقة من
1املرسوم الرئايس رقم .247-15
2محمد الصغري بعيل ،مرجع سابق ،ص.224
3خالد خليفة ،املرجع السابق ،ص .22
105
دحماني محمد
مجلس الوزراء أو اجتامع مجلس الحكومة حسب الحد املايل للصفقة ،مثلام جاء ذكره يف
الفقرة الرابعة و بنفس الرشوط.
وعندما يتعلق األمر بنص ترشيعي أو تنظيمي مينح مؤسسة عمومي ذات طابع صناعي
وتجاري حقا حرصيا للقيام بالخدمة أو عندما تنجز هذه املؤسسة كل نشاطها مع الهيئات
واإلدارات العمومية و املؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري ،فاملرشع أراد من خالل هذه
الفقرة إعطاء األولوية يف مجال التعاقد لبعض املؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي
والتجاري ويكون مصدرها نص ترشيعي أو تنظيمي 1ومن بني األمثلة عىل ذلك منح معهد
باستور والصيدلية املركزية للمستشفيات حقا حرصيا لتموين املؤسسات اإلستشفائية
باملنتجات الصيدالنية مثل اللقاحات واألمصال.
وإذا ما رجعنا للامدة 51من املرسوم الرئايس 247-15نالحظ أنها وضعت األطر والضوابط
.
الواجب احرتامها من طرف املصلحة املتعاقدة يف إطار إجراء الرتايض البسيط
ثانيا :الرتايض بعد االستشارة :
ميكن لإلدارة املتعاقدة أن تسند الصفقة أيضا إىل متعامل واحد وهذا ماجاء يف نص املادة 51
من املرسوم الرئايس ،247-15حيث تلجأ اإلدارة إىل الرتايض بعد االستشارة يف الحاالت التالية:
*الحالة األوىل :عندما يعلن عدم جدوى طلب العروض للمرة الثانية ،عندما ال يتم استالم
أي عرض فال يوجد أي مرتشح أو متعامل تقدم لطلب العروض ،وكذا عندما ال يتم اإلعالن
بعد تقييم العروض عن مطابقة أي عرض ملوضوع الصفقة من خالل إقصاء العروض التي
مل تحرتم دفرت الرشوط وجاءت غري مطابقة ،وعندما ال ميكن ضامن متويل الحاجات حيث ال
تتوفر املصلحة املتعاقدة عىل اإلعتامدات املالية الالزمة لدفع املقابل املايل لتنفيذ الصفقة.
*الحالة الثانية :يف حالة صفقات الدراسات و اللوازم والخدمات الخاصة التي ال تستلزم
طبيعتها اللجوء إىل طلب العروض ،وقد حددت جميع العمليات ما عدا عملية إنجاز األشغال،
وتحدد خصوصية هذه الصفقات مبوضوعها أو بضعف مستوى املنافسة أو بالطابع الرسب
للخدمات.2
*الحالة الثالثة :يف حالة صفقات األشغال التابعة مبارشة للمؤسسات العمومية السيادية يف
الدولة ،حيث يسمح فقط بإبرام صفقات األشغال وفق هذا اإلجراء دون غريها من الصفقات
ويرجع ذلك إىل أهمية هذا النوع من الصفقات يف الحفاظ عىل أرسار الدولة بحيث مينح
للمصلحة املتعاقدة حرية استشارة من تتوفر فيهم الثقة من املتعاملني االقتصاديني السيام
املؤسسات العمومية.
*الحالة الرابعة :يف حالة الصفقات املمنوحة التي كانت محل فسخ و كانت طبيعتها ال
تتالءم مع آجال طلب عروض جديد ،يف ظل القانون الجديد للصفقات العمومية و تفويضات
املرفق العام ميكن إبرام صفقة عمومية عن طريق الرتايض بعد االستشارة إذا كانت محل
فسخ وكانت طبيعتها ال تتالءم مع آجال طلب عروض جديد و يتعلق فقط بصفقة األشغال.
*الحالة الخامسة :يف حالة العمليات املنجزة يف إطار إسرتاتيجية التعاون الحكومي أو يف
إطار اتفاقات ثنائية تتعلق بالتمويالت اإلمتيازية و تحويل الديون إىل مشاريع تنموية أو
هبات وتتجىل الحكمة من ذكر هذه الحالة من حاالت اللجوء إىل الرتايض تكريس واحرتام
التزامات الدولة ذات الطابع الخارجي.1
* هذا وحسب نص املادة 52من املرسوم الرئايس رقم 2 247-15يجب أن يكون املنح
املؤقت للصفقة عن طريق الرتايض بعد االستشارة محل نرش ويف ذلك تكريس ملبدأ الشفافية،
أما يف الرتايض البسيط فال تلزم املصلحة املتعاقدة بنرش إعالن املنح املؤقت نظرا للطابع
الخاص ألسلوب الرتايض البسيط.
الخامتة.
لقد حاول املرشع الجزائري من خالل املستجدات التي جاء بها والتغيريات التي أحدثها
فيام يتعلق بعملية إبرام الصفقات العمومية مسايرة ألهم التطورات وذلك بتكريس املحافظة
عىل املال العام وفرض الرقابة عىل أعامل اإلدارة لتجسيد الجهود الرامية إىل محاربة الفساد
والتبذير ،ولعل صدور املرسوم الرئايس رقم 247-15املؤرخ يف 16سبتمرب 2015املتضمن
قانون الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام ساهم بشكل كبري يف وضع اآلليات الكفيلة
بضامن الشفافية وإقرار مبدأ املساواة يف التعامل مع املتعهدين باعتامده معايري موضوعية
النتقاء املتعاملني االقتصاديني ،حيث ارتقى بتنظيم الصفقات العمومية و رسخ هذه القيم
مع تعزيزه آلليات املنافسة من خالل تفعيل هذا املرسوم للمبادئ األساسية املحفزة لنجاعة
الطلبات العمومية و النهوض باالقتصاد الوطني.
إن أهمية الصفقات العمومية تربز من حيث اعتبارها أداة لتنفيذ مخططات التنمية
الوطنية واملحلية عىل حد السواء فتنفيذ الربامج التنموية والخطط االستثامرية التي تضعها
السلطات املركزية املختصة يقع من قبل اإلدارة املعنية يف جزء كبري منها عن طريق الصفقات
العمومية ،وملا كان للصفقات العمومية عالقة وطيدة بالخزينة العمومية ،وجب إخضاع
اإلدارة لطرق خاصة تتعلق بإبرام هذه الصفقات حددها املرسوم الرئايس الجديد بأسلوبني،
عن طريق طلب العروض كقاعدة عامة و كذا طريقة الرتايض مع وضع إطار رقايب محدد
ومتنوع بهدف ترشيد النفقات العامة والحد قدر اإلمكان من املامرسات السلبية.
إن الهدف من قانون الصفقات العمومية هو تأكيد قاعدة اختيار األحسن للتعاقد و ال
يأيت إال بإلزام اإلدارة باختيار املتعاقد معها من خالل آليات معينة تعمل عىل كفالة مبادئ
املنافسة غري أن تقيد اإلدارة باآلليات السابقة يف اختيارها للمتعاقد معها قد ال يكون واقعيا
يف كل األحوال ،فاعتبارات الرضورة واالستعجال متيل السامح لإلدارة بقدر أكرب من الحرية يف
االختيار عند األحوال التي تتحقق فيها الرضورة أين يسمح القانون لإلدارة بالتعاقد مبارشة
و دون املرور بأية إجراءات.
املراجع :
1-أمين فتحي محمد عفيفي ،الوجيز يف العقود اإلدارية ،اإلسكندرية (مرص) ،الطبعة
األوىل.2017 ،
2-خالد خليفة ،طرق وإجراءات إبرام الصفقات العمومية يف القانون الجزائري ،منشورات
دار الخلدونية ،الجزائر ،السدايس األول.2017 ،
3-خالد خليفة ،مبادئ إبرام الصفقات العمومية يف ظل قانون الوقاية من الفساد
ومكافحته ،دار الخلدونية للنرش ،الجزائر ،السدايس األول.2017 ،
4-عامر بوضياف ،رشح تنظيم الصفقات العمومية طبقا للمرسوم الرئايس 247-15جسور
للنرش والتوزيع ،الطبعة الخامسة ،القسم األول ،الجزائر ،السدايس األول .2017
5-مازن لياو رايض ،النظرية العامة للقرارات والعقود اإلدارية ،دار املطبوعات الجامعية
،اإلسكندرية (مرص). 2016 ،
6-محمد الصغري بعيل ،القرارات والعقود اإلدارية ،دار العلوم للنرش والتوزيع ،عنابة،
الجزائر ،السدايس األول .2017
7-مونية جليل ،التدابري الجديدة لتنظيم الصفقات العمومية وتفويضات املرفق العام
،دار بلقيس للنرش،الجزائر ،السدايس األول .2017
8-املرسوم الرئايس رقم 247-16املؤرخ يف 16سبتمرب 2015املتضمن تنظيم الصفقات
العمومية و تفويضات املرفق العام ،الجريدة الرسمية ،العدد .2015 ،50
108