Professional Documents
Culture Documents
اﻷﺳﺗﺎذ .....................................................................................................رﺋﯾﺳﺎً
اﻷﺳﺗﺎذة ﺑراﻫﻣﻲ ﻓﺿﯾﻠﺔ ..........................أﺳﺗﺎذة ﻣﺣﺎﺿرة..........................................ﻣﺷرﻓﺎً
اﻷﺳﺗﺎذ....................................................................................................ﻣﻣﺗﺣﻧﺎً
اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ
2013-2012
إهـداء
أهدي هذا العمل المتواضع إلى كل من أعانني بكثير أو بقليل
إلنجازه:
إلـى
الوالدين أطال اهلل في عمرهما.
إلى كل إخوتي وأخواتي.
كل األهل واألقارب.
كل الزمالء والزميالت.
إلـيـاس
إهـداء
قد تعجز الكلمات عن إهداء هذا العمل المتواضع إلى كل من
يستحقه ،لذا أرجو أن ال أكون قد نسيت ذكر أحد قد ساهم بقليل
أو بكثير في إعداد هذا العمل من كل نواحيه المادية و المعنوية
أهدي ثمرة جهدي وتعبي إلى:
الوالدين العزيزين أطال اهلل في عمرهما.
إلى كل إخوتي.
كل األهل واألقارباء.
كل الزمالء والزميالت.
ياسـيـن
شكر وعرفان
عز وجل الذي أعاننا في إتمام هذه
بادئ ذي بدء ،نحمد اهلل ّ
المذكرة ،ولنا الشرف أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى األستاذة
المحترمة "براهمي فضيلة" التي أشرفت على إعداد هذه المذكرة،
وساعدتنا في إنجازها بنصائحها وارشداتها القيمة ،وال شيئ إال
لجعل هذا العمل متكامال وفي مستوى المطلوب.
كما ال ننسى أن نخص بأسمى عبارات الشكر إلى كل من مد لنا
العون إلنجاز هذا العمل.
إلياس/ياسين
قائمة المختصرات
المعنى المختصر
عدد ع
صفحة ص
طبعة ط
Abréviation Signification
N° Numéro
Ed Édition
Op.cit Ouvrage précédemment cité
P Page
p.p. De la page à la page
Idem Même ouvrage
Ibid Même ouvrage de la même page.
مقدمة
مقدمة
تعتبر المنافسة الحرة من سنن الفطرة الكونية للبشر ،الهدف منها التفوق في مجاالت األعمال
واألنشطة أيا كانت طبيعتها ،فالمنافسة ال زمت النشاط اإلقتصادي حتى اتصفت بكونها أحد الشروط
الالزمة الحترافه.
والحقيقة التي ال نزاع فيها ،أن المنافسة نوع من الحرية في مزاولة النشاط اإلنساني بصفة عامة
والنشاط االقتصادي بصفة خاصة ،فهي تعبير عن حرية الصناعة والتجارة التي يقصد منها حرية كل
شخص في مزاولة أي نشاط من اختياره ودون رقابة أو ترخيص مسبق ،بالتالي باتت المنافسة أم ار طبيعيا
ومبدءا أساسيا في عالم االقتصاد ،وهذا بعد أن تأكد أن حرية التجارة وحرية المنافسة وجهان لعملة واحدة.
فإذا كانت المنافسة في حد ذاتها أم ار ضروريا ومشروعا فإن المنافسة لها حدود وقيود ينبغي على
المتعاملين االقتصاديين احترامها ،وذلك بمراعاة أن تكون المنافسة في حدود القانون والعادات التجارية
دون التعدي والمساس بحقوق المتنافسين اآلخرين.
إن أغلبية األنظمة القانونية تأخذ بمبدأ حرية المنافسة التي أخذت بتشريعات مناهضة لالتفاقيات
Législations anti-Trusts
إذ يقوم على ث ار فقهي قضائي تمتد جذوره إلى أواخر القرن ،91إبان صدور قانون شيرمان 9111
وما تاله من تشريعات أهمها قانون كاليتون لسنة ، 9191وبعد ذلك فإن العديد من الدول ذات االقتصاد
الحر إتبعت نفس المسار والتي أخذت بمثل هذه التشريعات مثل بريطانيا وألمانيا ةغيرها ،إال أن المشرع
الفرنسي قد تأخر في تنظيمه للمنافسة التجارية بشكل يواكب ما وصل إليه هذا العلم في دول النظام
األنجلوأمريكي ،بحيث لم يحدث ذلك إال بعد صدور مرسوم 11أوت 9191الذي أعد نظام أولي
1
ومحدود.
إن ما تشهده الجزائر خالل السنوات األخيرة من تحوالت اقتصادية وسياسية ألسباب داخلية
وخارجية ،وتحولها من نظام اشتراكي مبني على الملكية العامة لوسائل إلنتاج ومركزية التخطيط إلى نظام
اقتصاد حر يقدس الملكية الخاصة وحرية المنافسة بين المبادرات الفردية ،أوجب على الجزائر إعادة
2
النظر في مختلف مفاهيمها االقتصادية وايجاد األطر الكفيلة لمسايرة هذه التحوالت.
-1ناصري نبيل ،المركز القانوني لمجلس المنافسة بين األمر رقم 16-19و األمر ،11-11مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون (فرع قانون األعمال) ،جامعة مولود معمري ،تيزيوزو ،2111 ،ص ص.2-9
-2بوالخضرة نورة ،مبدأ المنافسة الحرة في القطاع المصرفي الجزائري ،مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون(فرع قانون
إصالحات إقتصادية)،جامعة جيجل ،2116 ،ص.9
2
مقدمة
ولعل المتتبع للحركة التشريعية في الجزائر بإمكانه مالحظة إنعكاس هذا التحول ،من خالل مجمل
القوانين واألوامر الصادرة وذلك استجابة لالنتقال من اقتصاد موجه إلى اقتصاد سوق يقوم على مبدأ حرية
3
التجارة والصناعة وحرية المنافسة.
فتطبيق هذه اإلصالحات من طرف الجزائر أدى إلى بروز فرع جديد من فروع القانون العام ،أال
وهو قانون المنافسة الذي تضمنه األمر رقم 16/19المؤرخ في 29جانفي 9119والمتعلق بالمنافسة،
فهذا األمر جاء لوضع قواعد وأسس قانونية بدل التشريع القديم الخاص باألسعار ،بحيث تنص المادة
األولى منه على تنظيم وترقية المنافسة الحرة ،وتبرز أهمية هذا القانون في كونه السبب الرئيس في
االنتقال من نظام لرتكز على االقتصاد الموجه إلى نظام اقتصاد أين تسود فيه حرية المبادرة الخاصة ،إذ
يعد من النصوص الرسمية التي اعترفت ضمنيا بمبدأ حرية المبادرة Liberté d’entreprendreقبل أن
ّ
يكرسها دستور 96نوفمبر 9116بصفة صريحة ،حيث تنص المادة 13منه على أنه« :حرية التجارة
والصناعة مضمونة وتمارس في إطار القانون»4.كما تم تدعيم هذا البرنامج اإلصالحي بإصدار أمر
جديد متعلق بالمنافسة رقم 11/11والذي يتضمن أسس قانون المنافسة وتنظيم قواعد حمايته ،وجاء بعد
5
ذلك تعديل قانون المنافسة لسنة 2112و.2191
وبذلك فقد رافقت عملية سن سياسة المنافسة الحرة في الجزائر تغير جذري في مميزات االقتصاد
الجزائري ،ومن بينها التغير الذي أحدثه المضرع في مجال الصفقات العمومية ،الذي أدرجه ضمن قواعد
قانون المنافسة وذلك بنص المادة 2من قانون رقم 92/12المتعلق بالمنافسة في نصه« :تطبق أحكام
هذا االمر على ....الصفقات العمومية ابتداء من اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النهائي
للصفقة» ،وهو المجال الذي يهمنا في هذه الدراسة.
إن إعمال المنافسة الحرة في مجال الصفقات العمومية يعد من الشروط األساسية التي يتوقف
عليها نجاح الطلبات العمومية ،فالمنافسة بما تثيره من تعدد في العروض وتنوع في الخيارات ،تسمح
لإلدارات العمومية باستخدام الموارد العمومية استخداما عقالنيا ورشيدا ،ويضفي على طلباتها قد ار من
-3لخضاري أعمر ،إجراءات قمع الممارسات المنافية للمنافية في القانونين لجزائري و الفرنسي ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير(فرع قانون األعمال) ،جامعة تيزي وزو 2111،ص.2
-4مرسوم رئاسي رقم 121/16مؤرخ في 13نوفمبر ،9116يتعلق بنشر تعديل الدستور الموافق عليه في استفتاء 22نوفمبر سنة ،9116ج ر
ع .11
-5جالل مسعد ،مبدأ المنافسة الحرة في القانون الوضعي ،مذكرة ل نيل شهادة الماجستير في القانون (فرع قانون أعمال)،
جامعة تيزي وزو ،2192 ،ص.1
1
مقدمة
الشفافية ،وهي كذلك بما تتيحه للمؤسسات من فرص الوصول لتلك الطلبات تعد أفضل وسيلة لتحقيق
6
حقوقها المشروعة في ممارسة حرية التجارة والمنافسة.
وعليه فقد أولى المشرع لموضوع احترام مبدأ المنافسة الحرة في عملية الصفقات العمومية الذييهدف إلى
تح ديد األحكام الخاصة بالمنافسة والتسابق لنيل الطلبات العمومية ،وقانون المنافسة الذي يرمي إلى تنظيم
المنافسة وتحديد قواعد حمايتها لزيادة الفعالية االقتصادية وتحسين معيشة المستهلكين.
وبالرغم من أن النصين القانونيين معا لم يتضمنا أي مقتضى للربط بين أحكامهما إال أنه من
المتيسر استنباط عناصر التقاطع بين أحكامهما سواء من حيث الضمانات المتعلقة بحرية الدخول
للطلبات العمومية ،أو المساواة بين المتنافسين وتوفير العالنية والشفافية إلجراء الصفقات.
ومن أجل توفير الضمانات الالزمة لحرية المنافسة ،فإن المشرع أدخل أحكاما جديدة في قانون
الصفقات العمومية مستوحاة من قانون المنافسة ،الذي هو في األصل قانون خاص بالنشاط االقتصادي،
وفي مقابل هذا فقد عمد المشرع إلى ادراج أحكام تنتمي إلى القانون العام في صلب قانون المنافسة الذي
يحكم النشاط االقتصادي والتجاري بقصد اضفاء المزيد من الحماية بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام
7
الصفقات العمومية.
وجاءت مختلف األهداف التي جذبتنا الختيار دراسة مبدأ المنافسة الحرة وضمان احترامه في إبرام
الصفقات العمومية في عدة نقاط أهمها:
أوال :كون احترام مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية يدل على وجود إرادة سياسية
تهدف إلى تعميق آليات السوق والحرية االقتصادية ،وهذا بتكريسها في أجهزة الدولة وادخالها في المجال
اإلداري ،ومن ثمة إلزام األشخاص العامة باحترام مبدأ المنافسة الحرة ومراعاته أثناء إبرام الصفقات
العمومية.
ثانيا :االستغالل العقالني لألموال والنفقات العامة ،وال يكون ذلك إال عن طريق حظر اإلخالل
بتنظيم الصفقات العمومية سواء كان بفعل المقاوالت أو الشخص العام اإلداري.
ثالثا :استيجاب تدخل المحاكم اإلدارية والقضاء ومجلس المنافسة بقمع هذا اإلخالل.
-6كتو محمد الشريف" ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية" ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية اإلقتصادية والسياسية،
ص.919-31 كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،عدد ،2191 ،2ص
ص.919-31 -7كتو محمد الشريف" ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية" ،المرجع السابق ،ص
1
مقدمة
على أساس ما تقدم ،وبالنظر إلى أهمية كل هذه األهداف ،توصلنا إلى طرح إشكال حول إلزامية
المصلحة المتعاقدة في احترام مبدأ المنافسة الحرة في إب ارم الصفقات العمومية واآلثار المترتبة في حالة
اإلخالل بذلك؟
وفي هذا الصدد لجأنا في دراستنا إلى تقسيم مذكرتنا إلى فصلين ،إذ خصصنا الفصل األول في
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الص فقات العمومية وذلك بتبيان الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة
الحرة ،وبعد ذلك دراسة مختلف المراحل واإلجراءات التي تمر بها الصفقة العمومية.
أما الفصل الثاني فتطرقنا فيه إلى اإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية ،سواء
كان عن طريق الممارسات المقي دة للمنافسة الحرة أو عن طريق جرائم الفساد في إبرام الصفقات العمومية،
وتبيان مختلف القوانين واألجهزة التي تقمع هذا اإلخالل.
9
الفصل األول:
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام
الصفقات العمومية
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
تعتبر المنافسة الحرة نوع من الحرية في مزاولة النشاطات اإلنسانية عامة واالقتصادية خاصة ،ومن أجل
ذلك اعترف بها القانون وعمل على حمايتها.
فأغلبية األنظمة الحديثة تتبنى االقتصاد الليبرالي القائم على حرية العرض والطلب والذي يترتب
عنه األخذ بمبدأ حرية المنافسة في األسواق اإلقتصادية ،وبذلك تعتبر المنافسة الوسيلة األساسية التي
تدفع بإ قتصاد السوق إلى أعلى مقاماته بغية إزالة كل العقبات والعراقيل التي تحول دون الدخول إلى
8
مختلف الميادين والقطاعات اإلقتصادية.
إن ظهور مبدأ المنافسة الحرة وتكريسه في مختلف تشريعات الدول المعاصرة أدى إلى إستدراجه
في عدة مواضيع ومجاالت ومن بينها مجال الصفقات العمومية ،فإعمال هذا المبدأ في مجال الصفقات
العمومية يعد من الشروط األساسية التي يتوقف عليها نجاح الطلبات العمومية.
وقد رّكزنا في دراستنا في هذا الجزء من البحث على كيفية إدراج مبدأ المنافسة الحرة ضمن إطار
الصفقات العمومية (مبحث األول) ،باإلضافة إلى تبيان مظاهر إحترام هذا المبدأ في إطار إبرام الصفقات
العمومية (مبحث الثاني).
3
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
تتجلى عالقة الصفقات العمومية بمبدأ المنافسة الحرة من خالل تكريس مبدأ المنافسة الحرة في
تمر به ا الصفقات العمومية ،وال يتحقق هذا األمر إال من خالل البحث في مدى
مختلف المراحل التي ّ
خضوع هذه األخيرة لمبدأ المنافسة الحرة ،وبهذا الصدد سوف نحاول أن نتناول مفهوم المنافسة الحرة
والصفقات العمومية (مطلب أول) ،ومن ثمة نتطرق إلى مدى خضوع الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة
الحرة (مطلب ثاني).
ولإلحاطة بمفهوم مبدأ المنافسة الحرة والصفقات العمومية البد من وضع تعريف لمبدأ المنافسة
الحرة (فرع أول) وكذاك تعريف الصفقات العمومية (فرع ثاني).
المنافسة نزعة فطرية تدعو إلى بذل الجهد في سبيل التفوق والمنافس تقابل التنافس ،ففي القرآن
الكريم بعد التصوير القرآني للنعم التي يلقاها المؤمنون حثهم اهلل –سبحانه وتعالى -على التنافس في عمل
الخير حتى ينالوها ،فتقول اآلية الكريمة« :ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون» ،10وفي ذلك
اختلفت التعاريف في شأن مفهوم المنافسة لتصب في أن المنافسة عبارة عن تزاحم أو تضارب للمصالح
لنجدها في نهاية األمر مقسمة بين اتجاهين أحدهما قانونيو اآلخر اقتصادي.
2
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
.0التعريف القانوني
استعمل مصطلح المنافسة في بادئ األمر في التعبير القانوني الكالسيكي بمعنى التسابق ،أي
تسابق الدائنين في ترتيبهم الستيفاء ديونهم لدى المدين المفلس ،ولم يعرف النور بشكله الحالي إلى في
بدايات القرن الـ91م ،حيث اضطرت بعض الدول للتدخل أمام المؤسسات اإلقتصادية الكبيرة نظ ار لتعسفها
في الهيمنة ،وه و األمر الذي قامت به الواليات المتحدة األمريكية البادئة إلى وضع قانون Shanon-act
11
سنة 9211وقانون Clatyonactسنة ،9191وذلك بهدف ضمان السير الحسن للسوق.
كذلك صدور األمر المؤرخ في 11أوت 9191فرنسا وانتشرت بعد ذلك مختلف التشريعات
12
المتعلقة بحماية المنافسة لتصبح على ما هو عليه اليوم في مختلف دول العالم.
أما التشريع الجزائري فقد تناول موضوع المنافسة الحرة أول مرة من خالل قانون 92-21المتعلق
باألسعار لسنة ، 9121فبالرغم من أنه ال يعرف المنافسة بشكل صريح إال أنه نظم جميع المخالفات
المتعلقة بقانون المنافسة ،13بعد ذلك جاء أول قانون للمنافسة في 29جانفي 9119والذي نظم المنافسة
الحرة بصفة صريحة ،14إلى أن جاء دستور ،9116حيث نصت المادة 13منه على« :حرية التجارة
والصناعة مضمونة وتمارس في إطار القانون» ،فالمشرع منح حرية المنافسة لألشخاص مع مراعاة قوانين
التجارة والضبط االقتصادي ،وبد ذلك جاءت عدة تعديالت لقانون المنافسة لسنوات -2112-2111
،152191وتبقى في مدلولها القانوني العام تعني المزاحمة القائمة على الملكية الخاصة وحرية التجارة
والصناعة.
يتبين لنا بأن المنافسة الحرة لم يقدم لها تعريفا قانونيا جامعا ومانعا وانما كانت اإلشارة إليها
بالمفهوم العكسي والسلبي ويتضح ذلك من خالل معاقبة مختلف التشريعات للممارسات المقيدة والمنافية
16
للمنافسة.
.2التعريف اإلقتصادي
لقد أثار مبدأ المنافسة الحرة منذ القرن 91اختالفا وجداال واسعابين مختلف المدارس االقتصادية،
1
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
فهناك من ينظر إلى المنافسة من خالل أشخاصها ،وهناك أيضا من ينظر إليها من حيث
موضوعها.
ولقد عرف "أدم سميث "Adam Smithالمنافسة الحرة بأنها« :تعبير عن نوع معين من السلوك أو
باألحرى استعداد ذهني لتكون بذلك المنافسة مفيدة في حد ذاتها فتؤدي آثارها بصفة طبيعية إلى استفادة
17
الجميع ،لتحقيق المنفعة العامة والصالح العام في نهاية األمر».
واستنادا إلى قول "أدم سميث" «دعه يعمل أتركه يمر» ،فعلى الدولة أال تتدخل من أجل تنظيم
االقتصاد كوضع قواعد قانونية تعيق المبادرة الفردية وحريتها ،إال أن ذلك ال يمنع الدولة من وضع بعض
القيود العامة كبعض القوانين التي تكون ضد المنافسة غير المشروعة لضمان التعامل النزيه في مختلف
18
النشاطات االقتصادية.
إن تحقيق المنافسة الحرة البد أن يكون مرغوبا فيه بشدة ،فالدولة التي تنتج النظام الرأسمالي تقوم
بغرض قوانين تتدخل من خاللها لتنظيم قواعد المنافسة الحرة ،وبناء على ذلك ظهر اتجاه حديث من
علماء االقتصاد ينادي بضرورة تقييد المنافسة بجملة من الشروط تهدف إلى منع اإلساءات المترتبة عن
االستعمال غير المشروع لهذه المنافسة ،مما أفقدها خاصية المزاحمة والتسابق وبذل الجهد للتفوق على
19
المتنافسين اآلخرين.
تب دو فكرة المنافسة واضحة حينما ينظر إليها كسلوك أو أداء من أجل التفوق في مجاالت األعمال
واألنشطة االقتصادية ،فكان ينظر إليها في القرن 92على أنها أحد الشروط الالزمة الحتراف النشاط
االقتصادي ،إال أن االقتصاديون المعاصرون قد نادوا بضرورة التمسك بالمفهوم الديناميكي والفعال
للمنافسة ،ليشكل هذا الطرح محور بحث مستمر لدى عدد كبير من علماء االقتصاد.
91
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
المؤسسات اإلنتاجية إلى إنتاج سلع متجانسة أو خدمات متشابهة ،وبذلك ال يشعر المستهلك بوجود أي
فارق بين سلعتين مثال ،ما يجب أن يتعرف المتعاملين في السلعة بظروف السوق وحرية انتقال المواد
اإلنتاجية وانعدام نفقات نقل السلع ،21وبهذه الظروف نستبعد ظهور فروق أسعار أو اختالف أسعار المواد
اإلنتاجية بين المنشآت أو ظهور نفقات السلع ،وعلى هذا األساس يمكن الوصول إلى تحقيق منافسة
22
كاملة خالية من العيوب.
ومعايير المنافسة الفعلية باعتبارها متطورة تتمثل حسب ما يراه مجلس المنافسة الفرنسي في احترام
شرط استقالل ق اررات المؤسسات المتواجدة في السوق ،واحترام شرط عدم علم المنافس بق اررات
25
اإلستراتيجية ،وعدم إقامة حواجز أمام الراغبين في الدخول إلى السوق.
ويترتب على اعتبار المنافسة مسا ار متطو ار لجوء السلطات المكلفة إلى منع بعض الممارسات
الصادرة عن المؤسسات بصورة مطلقة وآلية حتى وان بدت ال تتماشى مع مقتضيات السوق التنافسي،
ذلك أن الواقع قد يجبر المؤسسات على إقامة عالقات تنظيمية جد معقدة فيما بينها كعالقات التعاون
واإلندماج.
26
غير أنه ال ينبغي أن تشكل درجة التركز عائقا أمام دخول المتنافسين إلى السوق
99
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
بالرجوع إلى المادة األولى من األمر رقم 16-19المتعلق بالمنافسة نالحظ أن المشرع الجزائري قد
نص على هدفين أساسيين للمنافسة الحرة وهما زيادة الفعالية اإلقتصادية وهو هدف اقتصادي وتحسين
معيشة المستهلكين وهو هدف اجتماعي "يهدف هذا األمر إلى تنظيم المنافسة الحرة وترقيتها والى تحديد
قواعد حمايتها قصد زيادة الفعالية االقتصادية وتحسين معيشة المستهلكين" ،27فالمنافسة حسب هذه المادة
ما هي إال وسيلة لبلوغ الفعالية االقتصادية وتحسين معيشة المستهلكين ،وهي ليست الوسيلة الوحيدة
لتحقيق هذه األهداف ،بل هناك وسائل أخرى تساهم بدورها في تحقيق ذلك بدليل أن المشرع استعمل
عبارة زيادة الفعالية االقتصادية وذلك لإلشارة إلى أن تحقيق الفعالية االقتصادية وتحسين مستوى معيشة
المستهلكين ال تتوقف على المنافسة وحدها بل يمكن أن تساهم عوامل أخرى في التنمية االقتصادية
28
ورفاهية المستهلكين.
ويالحظ أن المادة األولى من األمر رقم 11-11المتعلق بالمنافسة قد جاء بتعديل طفيف للمادة
األولى من قانون ،16-19حيث نص على أنه« :يهدف هذا األمر إلى تحديد شروط ممارسة المنافسة
في السوق وتفادي كل الممارسات مقيدة للمنافسة ومراقبة التجميعات االقتصادية قصد زيادة الفعالية
29
االقتصادية وتحسين ظروف معيشة المستهلكين».
وفي األخير نالحظ أن تحديد أهداف المنافسة بواسطة القانون يقضي على الخالف الفقهي حول
األهداف األولى للمنافسة ،حيث أن هناك من الفقه من يعتبر أن هدفها األول اقتصادي وهناك أيضا من
الفقه يرى أن هدفها األول اجتماعي ،غير أن الغاية النهائية للتقدم اإلقتصادي هو تحسين معيشة
المستهلكين.
92
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
تقر بأهمية
الحرة فإن غالبية الدول ّ
وعلى أي حال فمهما اختلفت األهداف المنتظرة من المنافسة ّ
المنافسة الساعية إلى تحقيق التقدم االقتصادي ،وذلك يتوقف على اإلقرار بمبدأ أساسي وهو مبدأ حرية
30
التجارة والصناعة.
لقد نصت المادة 1من المرسوم الرئاسي رقم 216/91المعدل والمتمم على أن« :الصفقات
العمومية عقود مكتوبة في مفهوم التشريع المعمول به ،تبرم وفق الشروط المنصوص عليها في هذا
المرسوم قصد انجاز األشغال واقتناء اللوازم والخدمات والدراسات ،لحساب المصلحة المتعاقدة».
إذن الصفقة العمومية هي عقد مكتوب بين طرفين أو أكثر يلتزم فيه األطراف بتنفيذ ما تم اإلتفاق
عليه ،والعقد شريعة المتعاقدين فهو القانون الذي يحكم العالقة بين األطراف المتعاقدة ،هذا كما ينص
31
عليه القانون المدني الجزائري.
فحسب المادة 1أعاله الصفقات العمومية عبارة عن عقود مكتوبة ،فالمشرع الجزائري اشترط الكتابة
عند ابرام الصفقات العمومية ،وتبرم وفق شروط محددة ومنصوص عليها في المرسوم الرئاسي المتعلق
بالصفقات العمومية ،وذلك بهدف انجاز األشغال واقتناء اللوازم والخدمات والدراسات وهذا لحساب
32
المصلحة المتعاقدة.
-31نسيغة فيصل" ،النظام القانوني للصفقات العمومية وآليات حمايتها" ،مجلة اإلجتهاد القضائي ،عدد ،9ب س ن ،ص
ص.911-991
-32أنظر المادة 1من المرسوم الرئاسي رقم 216/91المؤرخ في 22شوال ،9119الموافق لـ 3أكتوبر 2191والمتضمن
ومتمم.
معدل ّ
تنظيم الصفقات العمومية ،ج ر ع ّ 2
91
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
مما ال شك فيه أن الصفقات العمومية تختلف عن سائر العقود األخرى سواء كانت عقود إدارية أو
يعد صالحا لألفراد ال يكون كذلك لجهات اإلدارة ،كما أن الصفقات
عقود خاضعة للقانون الخاص ،إذ ما ّ
33
العمومية تكلف خزينة الدولة أصوال وأعباء كبيرة ،لذا وجب أن تخضع ألحكام مقيدة.
أول معيار يمكن من خالله التطرق إلى هذا التمييز هو المعيار العض وي ،فحسب
المادة 2من المرسوم الرئاسي رقم « : 216 / 91ال تطبق أحكام هذا المرسوم إال على
الصفقات محل نفقات اإلد ا رات العمومية والهيئات الوطنية المستقلة وال واليات
والبلديات والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري وم را كز البحث والتنمية
ذات الطابع العلمي والتقني والمؤسسات العمومية ذات 34
والمؤسسات العمومية
الطابع الصناعي والتجاري ،عندما تكلف بانجاز عملية ممولة كليا أو جزئيا ،
بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة وتدعى في صلب النص "المصلحة
35
المتعاقدة" ».
ثاني معيار هو المعيار الموضوعي الذي يقصد به الرجوع إلى محل أو موضوع
العقد ،ويقصد بمحل الصفقة العمومية موضوع الخدمة التي يقدمها المتعاقد لإلدا رة
المتعاقدة ،حيث أن موضوع الصفقات العمومية حسب هذا المعيار هو انجاز أشغال
36
أو اقتناء اللوازم أو الخدمات أو الد راسات.
ثالث معيار هو المعي ار المالي ،الذي يمكن اإلعتماد عليه من اجل تحديد القيمة
المالية الدنيا للصفقة ،وذلك من أجل تمييز الصفقات العمومية عن باقي العقود
اإلداري األخرى على اعتبار أنه ليست كل العقود اإلدارية التي تبرمها الهيئات
اإلدارية صفقات عمومية على أساس أن المشرع الج زائري يشترط أن تكون ق يمة
الصفقة كما حددتها المادة 6من المرسوم الرئاسي 216 / 91المعدل والمتمم وهو
-33بوضياف عمار ،الصفقات العمومية في الجزائر ( دراسة تشريعية وقضائية وفقهية) ،جسور للنشر والتوزيع ،الطبعة
الثانية ،الجزائر ،ص.13
-34نسيغة فيصل ،المرجع السابق ،ص ص.911-991
ومتمم ،المرجع
ّ معدل
-أنظر المادة ( )2من المرسوم الرئاسي رقم 216/91المتضمن تنظيم الصفقات العموميةّ ،
35
السابق.
-36نسيغة فيصل ،المرجع السابق ،ص ص.911-991
91
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
كما يلي « :كل عقد أو طلب يساوي مبلغه ثمانية ماليين دينار ( 201110111011
دج) أو يقل عنه لخدمات األشغال أو اللوازم وأربعة ماليين دينار ( 101110111011
دج) لخدمات الد راسات أو ا لخدمات ،ال يقتضي وجوبا إب رام الصفقة في مفهوم هذا
37
المرسوم.» ...
رابع معيار هو المعيار الشكلي ،حيث أن المشرع الج زائري قد ثبت على مبدأ واحد
وهو أن الصفقات العمومية عبا رة عن عقود مكتوبة.
ونجدأن سر اشتراط الكتابة يعود لسبب أن الصفقات العمومية تعتبر أداة لتنفيذ مخططات التنمية
الوطنية والمحلية ،كما أن األعباء والمبالغ الضخمة بعنوان الصفقات العمومية تتحملها الخزينة العامة لذا
38
وجب أن تكون الصفقات العمومية عقود مكتوبة.
أما الجهة القضائية المختصة في الفصل في النزاع ُفيعقد اإلختصاص بالنظر في الخصومات
الناتجة عن العقود الخاضعة للقانون الخاص لجهة القضاء العادي ،بينما منازعات الصفقات العمومية،
39
فاإلختصاص يكون للقضاء اإلداري كأصل عام ،أو لجهة محددة تشريعيا.
وفي األخير ،نجد أن القاضي المدني يسيره الخصوم ،بينما نجد أن القاضي اإلداري فاألصل انه ال
يجوز توجيه القاضي اإلداري أوامر لإلدارة إال استثناء فيمكن له توجيه أوامر فيما يتعلق باختصاصات
40
القاضي اإلستعجالي وذلك حسب المادتين 191و 116من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
-37خضري حمزة ،منازعات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري ،مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون (فرع القانون
العام) ،جامعة بسكرة ،2119 ،ص.2
-38بوضياف عمار ،المرجع السابق ،ص ص .12-13
-39المرجع نفسه ،ص 61-62
-40قانون رقم 11-12المؤرخ في 92صفر عام 9121الموافق لـ 29فبراير 2112يتضمن قانون اإلجراءات المدنية
واإلدارية.
99
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
قبل تحديد مدى تطبيق قانون المنافسة على الصفقات العمومية ،البد من التطرق إلى موضوع
تطبيق قانون المنافسة على الشخص العام ،وفي هذه النقطة بالتحديد نجد أنه كان تطبيق قانون المنافسة
على الشخص العام أمر مستبعد لفترة معينة من الزمن ،وذلك بحجة أن قانون المنافسة يتحدد مجال
تطبيقه في النشاط اإلقتصادي دون النشاط اإلداري للشخص العام ،لكن هذه النظرة قد تغيرت وذلك
41
بتدخل عوامل كثيرة ساهمت في إدراج قواعد قانون المنافسة في الشرعية اإلدارية.
لكي يخضع األشخاص العامة للحضر المقرر على اإلتفاقات المنافية للمنافسة ،يجب أن تمارس
نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات.بما في ذلك االستيراد ،ومن حيث األصل فال تعد مثل هذه األنشطة
داخلة في صمامها ،ولذلك فهي تخضع لمتابعة مجلس المنافسة والمحاكم القضائية ،لكن ال تخضع هذه
األشخاص عندما تستعمل امتيازات السلطة العامة المرتبطة بوظيفة المرفق العام لمجلس المنافسة
43
والمحاكم العادية بل تخضع للمحاكم اإلدارية التي تفصل فيما يثار من ن ازعات طبقا لقانون المنافسة.
تنص المادة 191على « :عندما يتعلق األمر بقرار إداري ولو بالرفض ،فيكون موضوع طلب إلغاء كلي أو جزئي ،يجوز
للقاضي اإلستعجال ،أن يأمر بوقف تنفيذ هذا القرار أو وقف آثار معينة منه متى كانت ظروف اإلستعجال تبرر ذلك ،ومن
ظهر له من التحقيق وجود وجه خاص من شأنه إحداث شك جدي حول مشروعية القرار.
تنص المادة 116على « :يجوز إخطار المحكمة اإلدارية بعريضة ،وذلك في حالة اإلخالل بالتزامات اإلشهار أو المنافسة
التي تخضع لها عمليات إبرام العقود اإلدارية والصفقات العمومية.
-41كتو محمد الشريف" ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية" ،المرجع السابق ،ص.919-31
-42كتو محمد الشريف ،الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري(دراسة مقارنة بالقانون الفرنسي) ،أطروحة لنيل
دكتوراه ،كلية الحقوق (فرع القانون العام) ،جامعة تيزي وزو ،2119ص ص .13-19
-43المرجع نفسه ،ص.13
96
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
وبعدتعديل األمر رقم 11/11المتعلق بالمنافسة بموجب صدور األمر رقم 19/91المتعلق بالمنافسة
أصبحت المادة 2منه تنص على ما يلي«:نشاطات اإلنتاج بما فيها النشاطات الفالحية وتربية المواشي
ونشاطات التوزيع ومنها تلك التي يقوم بها مستوردو السلع إلعادة بيعها على حالها والوكالء ووسطاء بيع
المواشي وبائعو اللحوم بالجملة ،ونشاطات الخدمات والصناعات التقليدية والصيد البحري.»...
لقد جاءت المادة 9من قانون المنافسة في التعديل الذي ط أر عليها في سنة 2191أكثر وضوحا
وشموال مما كانت عليه في األمر رقم 11/11المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم ،وبالتالي فإن مجال
44
تطبيق قانون المنافسة يتحدد بمجموعة النشاطات التي حددها القانون المتعلق بالمنافسة.
وفي اإلطار نفسه عرفت المؤسسة بما أنها تلعب الدور األساسي في ساحة السوق التنافسية وذلك
تطبيقا للمادة 1من األمر رقم 11/11المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم على أنها«:كل شخص طبيعي
أو معنوي أيا كانت طبيعته يمارس بصفة دائمة نشاطات اإلنتاج أو التوزيع أو الخدمات» والمالحظ في
45
المادة 1المعدلة سنة 2112هو إضافة كالمه « ...واإلستيراد».
باإلضافة إلى نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات واإلستيراد ،فقد أقامت وأخذت المادة 2المعدلة
سنة 2112أن الصفقات العمومية تخضع أيضا لمبدأ المنافسة الحرة.
بعدما كانت مسألة خضوع األشخاص العامة لقواعد قانون المنافسة منحصرة في ظل االمر رقم
16/19المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم واألمر رقم 11/11المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم على
نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات ،المشرع الجزائري استدرك األمر وذلك بتوسيعه من دائرة النشاطات
اإلقتصادية ليمس نشاط اإلستيراد وكذلك مجال الصفقات العمومية من اإلعالن عن المناقصة إلى غاية
المنح النهائي للصفقة ،ففي إطار الصفقات العمومية تمثل وضعية األشخاص العامة إزاء السوق كطالبة
46
للسالح والخدمات حسب تقرير مجلس الدولة الفرنسي سنة 2112حول الجماعات المحلية والمنافسة.
إن تطبيق قانون المنافسة على الصفقات العمومية ال يثير أي إشكال بعد إدخال قواعد قانون المنافسة في
الشرعية اإلدارية ،فالتعديالت المتعلقة بقانون الصفقات إنما كانت من أجل حماية مبدأالمنافسة في تلك
93
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
الصفقات ،47فالمادة 1من المرسوم الرئاسي رقم 216/91المتعلق بالصفقات العمومية أوردت المبادئ
48
التي يجب على المصلحة المتعاقدة احترامها وذلك مراعاة لمبدأ المنافسة الحرة.
وقد أضاف أيضا المشرع الجزائري فقرة جديدة إلى المادة 2من القانون رقم 92/12المتعلق
بالمنافسة نصت على تطبيق أحكام قانون المنافسة الصفقات العمومية ،فتنص المادة على« :الصفقات
49
العمومية ابتداءمن اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النائي للصفقة».
وما يالحظ أن قانون رقم 92/12المتعلق بالمنافسة هو إضافة المشرع لفقرة جديدة إلى المادة 2
وأين يفهم منها أن قواعد قانون المنافسة الموضوعية واإلجرائية تطبق على إجراءات تنظيم الصفقات من
اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النهائي للصفقة ،51غير أن المشرع استدرك األمر وذلك بنصه
على أنه « :يجب أال يعلق تطبيق األحكام أداء مهام المرفق العام أو ممارسة صالحيات السلطة
العمومية» ،مما يعني استبعاد تطبيق األمر المتعلق بالمنافسة من مراقبة الصفقات العمومية لكونها نشاطا
52
إداريا للشخص العام يدخل في إطار أداء مهام المرفق العام وممارسة السلطة العمومية.
عندما يتصرف الشخص العام في ممارسته لمهامه باعتباره سلطة عامة ،فإن هذا األخير ال يمكنه
إخضاعه لقانون المنافسة ،كما هو األمر في ممارسة الدولة لألنشطة التقليدية أو التنظيمية كالعدالة
والدفاع ،صك النقود...الخ ،فهذه األنشطة تختص بها الدولة فقط باعتبارها تندرج ضمن صالحيات
-47كتو محمد الشريف" ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية" ،المرجع السابق ،ص.919-31
-48تنص المادة ( )1على « :لضمان نجاعة الطلبات العمومية واإلستعمال الحسن للمال ،يجب أن تراعى في الصفقات
العمومية م بادئ حرية الوصول للطلبات العمومية والمساواة في معاملة المرشحين وشفافية اإلجراءات ضمن احترام أحكام
هذا المرسوم».
-49قانون رقم 92/12المتعلق بالمنافسة مؤرخ في 29جمادى الثانية عام 9121الموافق لـ 29يونيو ،2112ج ر ع 16
مؤرخ في 2يوليو .2112
-50كتو محمد الشريف" ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية" ،المرجع السابق ،ص.919-31
-51تنص المادة ( )2على « :الصفقات العمومية إبتداء من الغعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النهائي للصفقة».
-52كتو محمد الشريف" ،حماية المنافسة فيالصفقات العمومية" ،المرجع السابق ،ص.919-31
92
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
السلطة العامة ،حيث أن هذه األنشطة ال تندرج ضمن طائفة األنشطة االقتصادية التي ذكرها المشرع في
قانون المنافسة والمتمثلة في اإلنتاج ،التوزيع والخدمات واإلستيراد.
وكمثال عن األنشطة التي تندرج ضمن صالحيات السلطة العامة نجد سلطة وضع التنظيمات
حتى ولو كانت ذات صبغة اقتصادية ،أي تتعلق بتنظيم مجاله االقتصادي ،كأن تضع تنظيما يحدد
أسعار بعض الخدمات ،فهذا التنظيم يعد بمثابة عمل إداري صادر عن سلطة إدارية عامة ضمن
صالحياتها كسلطة عامة.
هذا ما ورد في الفقرة الثانية من المادة الثانية المعدلة لقانون المنافسة الجزائري ،أنه ال يجوز أن
يعيق تطبيق قانون المنافسة أداء مهام المرفق العام ،أو ممارسة صالحيات السلطة العامة ،سواء تم
53
تطبيق هذه األحكام على اإلدارة بصفتها سلطة عمومية أو بصفتها عون اقتصادي.
يعرف مصطلح المرفق العام صعوبة لتحديد تعريفه ،إال أنه يمكنه تعريفه بربطه بفطرة أخرى هي
فكرة المصلحة العامة التي يجب إشباعها لدى كل األشخاص ،وبالتالي يمكن تعريفه المرفق العام بأنه كل
نشاط يباشره شخص عام بقصد إشباع مصلحة عامة ،إال أنه نجد أن األشخاص الخاصة أيضا يمكنه لها
تسيير المرافق العامة في إطار ما يسمى بتفويض تسيير المرفق العام،délégation du service public
ومنه أمثلة المرافق العامة القومية التي تديرها الدولة ،نجد مرفق الدفاع أو القضاء ،موازاة مع المرافق
العامة المحلية التي تديرها الهيئات المحلية كتوزيع الكهرباء والماء.
وأهم ما يمكن اإلشارة إليه هو أن خدمات تحقيق المصلحة العامة يستحيل أو على األقل يصعب
على األفراد إشباعها إال في إطار عقود تفويض تسير المرفق العام ،خاصة مع تمييز المرافق العامة
بمبادئ اإلستم اررية ،المساواة ،التغير أو التحول والحياد ،ض ف إلى ذلك أن هذه المرافق عادة ما تتطلب
مبالغ ضخمة إلشباعها ،ويستحيل معها تحقيق الربح الذي يسعى إليه األفراد أساسا.
وبالتالي تستثني المرافق التي ال تستهدف تحقيق أرباح من ممارسة نشاطاتها وتقتصر على تغطية
54
نفقات فقط وذلك حسب الفقرة الثانية من المادة الثانية المعدلة لقانون المنافسة.
تعتبر الصفقات العمومية من المواضيع المهمة بالنسبة للمؤسسات العمومية التي تحكمها العديد من
الشروط المحددة من طرف الدولة والمراسيم التنفيذية وذلك من اجل إعطائها الشفافية الكاملة واإلطار
91
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
القانوني المناسب لها ،وللجانب القانوني أهمية بالغة وذلك لما سنت من قوانين تساهم في احترام مبدأ
المنافسة الحرة في مختلف طرق إبرام الصفقات العمومية (مطلب أول).
وكذلك لما يتضمن من قوانين تساهم في احترام مبدأ المنافسة الحرة في مختلف مراحل إبرام
55
الصفقات العمومية( .مطلب ثاني)
فمن خالل هذه المادة تبرم الصفقات العمومية وفق إجراء المنافسة كقاعدة عامة (فرع أول) ،أو
وفق إجراء التراضي كاستثناء( .فرع ثاني)
وفقا لنص المادة 26من المرسوم الرئاسي 216/91المتعلق بالصفقات العمومية56يمكن القول
بأنها إجراء تقوم به المصلحة المتعاقدة وذلك قصد الحصول على عدة متعهدين متنافسين مع تخصيص
الصفقة للعارض الذي يقدم أفضل عرض ،فالمناقصة تعد الوسيلة األساسية واألسلوب الذي يشكل القاعدة
العامة إلبرام الصفقات العمومية ،فهي تمثل دعوى للمنافسة.
والمناقصة قد تخص متعهدين وطنيين أو شركات مقيمة في الوطن فتكون بصدد مناقصة وطنية،
كما قد تخص متعهدين دوليين أو شركات أجنبية فقط ،فنكون بصدد مناقصة دولية ،وكما يمكن أن تكون
بصدد مناقصة وطنية ودولية وذلك عندما تخص المناقصة كالشركات سواء كانت وطنية أو دولية.
21
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
والميزة السياسية التي تتمتع بها المناقصة هي إعتمادها على اإلشهار الذي يعد إجراء إلزامي ،كما
57
أنه بموجبها يتم تخصيص الصفقة للمتعهد الذي يقدم أفضل عرض.
كما رأينا سابقا يمكن للمناقصة أن تكون مناقصة وطنية أو دولية ويمكن أيضا أن تكون مناقصة
دولية معا ،لذا المناقصة يمكن أن تتم حسب احد األشكال التالية.
.0المناقصة المفتوحة
تنص المادة 21من المرسوم الرئاسي رقم 216/91المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم:
«المناقصة المفتوحة هي إجراء يمكن من خالله أي مترشح مؤهل أن يقدم تعهدا».
إذن ،المناقصة المفتوحة هي تلك المناقصة التي يعلم عنها لجميع الراغبين في التعاقد مع اإلدارة
دون تعيين ،والمناقصة المفتوحة إما أن تكون مناقصة محلية أو وطنية واما أن تكون مناقصة دولية ،كما
58
يمكن أن تكون مناقصة وطنية ودولية.
ويخص هذا اإلجراء عادة المشاريع التي ال تتطلب إمكانيات مادية وبشرية أو مالية كبيرة ،كما أن
59
هذا اإلجراء يسمح بالحصول على عدد كبير من المتنافسين ،مما يكرس مبدأ المنافسة الحرة.
.2المناقصة المحدودة
تنص المادة 11من المرسوم الرئاسي رقم 216/91المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم
على« :المناقصة المحدودة هي إجراء ال يسمح فيه بتقديم تعهدا إال للمترشحين الذين تتوفر فيهم بعض
60
الشروط الدنيا المؤهلة التي تحددها المصلحة المتعاقدة مسبقا.
فالمنافقصات أو األشخاص معروفون من حيث القابلية الفنية والمقدرة على تنفيذ أنواع معينة من
األفعال موضوع التعاقد ،61فالمصلحة المتعاقدة تقوم باختيار األشخاص المعنيين مسبقا كالمقاولين الذين
لهم خبر 91سنوات أو امتالك إمكانيات معينة وذلك نظ ار ألهمية وضخامة وصعوبة العملية التي تتطلب
مبدئيا الخبرة واإلمكانيات الالزمة ،أو تتطلب السرعة في اإلنجاز.
-57أنظر المادة 26من المرسوم الرئاسي رقم 216/91المتعلق بالصفقات العمومية ،المرجع نفسه.
-58نسيغة فيصل ،المرجع السابق ،ص ص.911-991
-59بوخندة لزهر ،بركاني شوقي ،الصفقات العمومية والجرائم المتعلقة بها في ظل قانون الفساد ،مذكرة لنيل إجازة المدرسة
العليا للقضاء (المدرية العليا للقضاء) ،2112 ،ص.3
ومتمم.
معدل ّ
-أنظر المادة ( )11من المرسوم الرئاسي رقم 216/91المتعلق بالصفقات العموميةّ ،
60
29
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
كما يجب على اإل دارة أن تعامل المتقدمين للتعاقد معها من توافرت فيهم شروط اإلشتراك في
62
المنافسة على قدر المساواة ،فمبدأ المساواة يعتبر مبدأ عام في أنواع المناقصات.
.2اإلستشارة اإلنتقائية
تنص المادة 19من لمرسوم الرئاسي رقم 21/92المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم على
« :اإلستشارةاإلنتقائية هي إجراءات يكون المرشحون المرخص لهم بتقديم عرض فيه المدعون خصيصا
63
للقيام بذلك بعد انتقاء أولي».
إذن يتمثل هذا الشلك من المناقصة في انتقاء أولي تقوم به المصلحة المتعاقدة من خالل إجراء
التنافس بين مجموعة من المترشحين ،وبعد اختيار وانتقاء عدد منهم يرخص لهم بتقديم عروضهم
وتعهداتهم للتعاقد ،حيث تلجأ إليها الغدارة في العمليات المعقدة أو ذات أهمية خاصة ،فالصفقة المبرمة
عن طريق اإلستشارةاإلنتقائية بمرحلة أ ولى تتولى فيها مباشرة األفعال بمجموعة من العارضين كما سبق
64
الذكر.
يجب أن توجه الدعوى إلى ثالثة مترشحين على األقل تم انتقاءهم األولي ،وفي حال ما إذا كان
عددهم أقل من ثالثة وجب على المصلحة المتعاقدة أن تباشر الدعوى إلى انتقاء أولي جديد ،كذلك يجب
65
النص على كيفيات اإلنتقاء األولي واإلستشارة في دفتر الشروط.
.4المزايدة
تنص المادة 11من المرسوم الرئاسي رقم 216-91المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم
على« :المزايدة هي اإلجراء الذي تمنح الصفقة بموجبه للمتعهد الذي يقدم العرض األقل ثمنا ،وتشمل
66
العمليات البسيطة من النمط العادي وال تخص إال المؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري».
تسلك اإلدارة طريق المزايدة في إبرام العقود اإلدارية المتعلقة ببيع األشياء التي تستغني عنها اإلدارة
أو التي يتقرر بيعها وفقا للقانون ،وتشمل العمليات البسيطة من النمط العادي وال تخص إال المترشحين
67
الوطنيين واألجانب المقيمين في الجزائر.
22
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
.5المسابقة
تنص المادة ( )11من قانون الصفقات العمومية المعدل والمتمم بموجب المرسوم الرئاسي رقم -92
21على « :المسابقة هي إجراء يضع رجال الفن في منافسة قصد إنجاز عملية تشمل على جوانب تقنية
68
أو اقتصادية أو جمالية أو فنية خاصة».
فالمسابقة إذن هي إجراء يضع أصحاب ورجال الفن في منافسة قصد إنجاز عملية تشتمل على
جوانب تقنية واقتصادية وجمالية أو فنية متميزة وخاصة مثل وضع لحن لنشيد لمناسبة وطنية معينة،
69
تصميم واعداد أوراق نقدية ،تور واعداد شارات ورموز فنية..الخ.
-68أنظر المادة 11من قانون الصفقات العمومية المعدل والمتمم بموجب المرسوم الرئاسي رقم 21-92المعدل والمتمم،
المرجع السابق.
-69نسيغة فيصل ،المرجع السابق ،ص ص.911-991
-70المرجع نفسه ،ص ص.911-991
ومتمم بموجب المرسوم الرئاسي رقم ،21-92المرجع السابق.
معدل ّ
-أنظر المادة 11من قانون الصفقات العموميةّ ،
71
21
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
نصت المادة 11من قانون الصفقات العمومية المعدل والمتمم بموجب المرسوم الرئاسي رقم -92
73
21على حاالت التراضي بعد اإلستشارة المحددة كاآلتي:
حالة ما اتضح أن الدعوة إلى المناقصة غير مجدية ،كذلك في حالة صفقات الدراسات واللوازم
والخدمات الخالصة التي ال تستلزم طبيعتها اللجوء إلى المناقصة ،وتحدد قائمة الخدمات واللوازم بموجب
قرار مشترك بين الوزير المكلف بالمالية والوزير المعني.
حالة صفقا ت الدراسات أو اللوازم أو الخدمات الممنوحة التي كانت محل فسخ وكانت بطبيعتها ال
تتالءم مع آجال مناقصة جديدة ،كذلك حالة العمليات المنجزة في إطار إستراتيجية التعاون الحكومي أو
في إطار اتفاقات ثنائية يتعلق بالتمويالت اإلمتيازية وتحويل الديون إلى مشاريع تنموية أو هبات ،عندما
تنص إتفاقات التمويل المذكورة على ذلك وفي هذه الحالة يمكن للمصلحة المتعاقدة أن تحصر اإلشارة في
74
مؤسسات البلد المعني فقط في الحالة األولى أو البلد المقدم لألموال في الحاالت األخرى.
يجب أن يتم لجوء المصلحة المتعاقدة إلى التراضي بعد اإلشارة في المجاالت المنصوص عليها في
المادة 11السالفة الذكر على أساس دفتر شروط يخضع قبل الشروع في اإلستشارة لتأشيرة لجنة الصفقات
المختصة.
21
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
والمتطلبات وأن تضمن تكافؤ الفرص أمام الجميع وهذا من خالل شفافية التنافس وحسن استعمال المال
العام ،ويظهر ذلك جليا في تقييد حرية األطراف بإجبار اإلدارة على إقامة التنافس.
يجب اللجوء إلى اإلشهار الصحفي في حاالت المناقصة المفتوحة والمزايدة والمناقصة المحدودة
والدعوة إلى اإلنتقاء األولي والمسابقة والمزايدة ،ويكون اللجوء إلى هذه الحاالت إلزاميا وجوبيا وهذا ما
نصت عليه المادة 19من المرسوم الرئاسي رقم 216-91المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم
يجب أن يحتوي إعالن المناقصة على بيانات عديدة 76هي:
تسمية المصلحة المتعاقدة وعنوانها ورقم تعريفها الجبائي كيفية المناقصة وشروط التأهيل أو
اإلنتقاءاألولي ،موضوع العملية وقائمة موجزة بالمستندات المطلوبة مع إحالة القائمة المفصلة إلى أحكام
دفتر الشروط ذات الصلة ،مدة تحضير العروض ومكان إيداع العروض ومدة صالحية الروض ،إلزامية
كفالة التعهد وذلك عند اإلقتصاد والتقدم في طرف مزدوج تكتب عبارة "ال يفتح" ومراجع المناقصة إضافة
إلى ثمن الوثائق عند اإلقتضاء.
تكون كل هذه البيانات إلزامية حسب المادة 16من المرسوم الرئاسي رقم 216-91المتعلق
77
متمم.
معدل و ّ
بالصفقات العمومية ّ
تحتوي الوثائق المتعلقة بالمناقصة أو عند اإلقتضاء بالتراضي بعد اإلستشارة التي توضح تحت
تصرف المترشحين على جميع المعلومات الضرورية التي تمكنهم من تقديم تعهدات مقبولة كالتالي:
29
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
بدرج اإلعالن المنح المؤقت للصفقة في الجرائد التي نشر فيها إعالن المناقصة عندما يكون ذلك
ممكنا مع تحديد السعر وآجال اإلنجاز وكل العناصر التي سمحت باختيار صاحب الصفقة.
يمكن إعالن المناقصات التي تتضمن صفقات أشغال أو لوازم ودراسات أو خدمات يساوي مبلغها
خمسين مليون دينار أو يقل عنها وعشرين مليون دينار أو يقل عنها.
وأن تكون محل إشهار محلي فينشر إعالن المناقصة في يوميتين محليتين أو جهتين ،إلصاق
إعالن المناقصة بالمقرات المعنية للوالية وكافة بلديات الوالية وغرف التجارة والصناعة والحرف والفالحة
وللمديرية التقنية المعنية في الوالية ،وكل هذه اإلجراءات نصت عليها المادة 11من المرسوم الرئاسي رقم
79
216-91المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم.
إن عملية الصفقات العمومية تحاط بمبادئ أساسية البد من مراعاتها دائما ،من جانب اإلدارة
80
والمتعاقدين على حد سواء ،فالمادة 1من المرسوم الرئاسي رقم 216-91المتعلق بالصفقات العمومية
ألزمت المصلحة المتعاقدة عن اإلعالن عن الصفقة مراعاة لمبدأ المنافسة وتتمثل هذه المبادئ في:
حرية الوصول للطلبات العمومية ،فم راعاة لمبدأ المنافسة البد أن تتوافر فيه شروط
ا لتقدم للمناقصة من تتسع الفرصة أمام جهات اإلدارة الختيار أفضل المتعاقدين ،فال
26
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
يمكن للمصلحة المتعاقدة أن تمنح أيا كان مهما كانت صفته ونوع نشاطه من
الدخول إلى المناقصة.
احت رام مبدأ المساواة بين المترشحين الذي مفاده أنه يجب التعامل مع جميع
المتناقصين على قدم ا لمساواة من حيث الشروط المطلوبة والمواعيد واإلج راءات
المقررة دون تفرقة بين المتناقصين من جانب الجهة اإلدارية ،فيجب على المصلحة
المتعاقدة أن تعامل جميع المترش ح ين إلى المناقصة معاملة متساوية دون تمييز.
شفافية اإلج راءات من خالل اإلج راءات التي تقوم بها لجنة فتح األظرفة ولجنة تقييم
العروض التي تكون جلساتها عالنية ،إضافة للعقد وكيفية الحصول على دفاتر
الشروط.
وتتجلى مظاهر احترام مبدأ المنافسة الحرة في الوثائق التي تصبغها المصلحة المتعاقدة بين أيدي
المترشحين كدفتر الشروط الذي تضعه المصلحة المتعاقدة تحت تصرف كل المترشحين دون استثناء،
81
إضافة إلى اإلعالن عن المناقصة في جريدتين وطنيتين.
والجديد الذي جاء به المرسوم الرئاسي رقم 21-92الذي يعدل ويتمم قانون الصفقات العمومية هو
82
اإلعالن عن المناقصة بواسطة األنترنت.
يتضمن العرض التقني على التصريح باإلكتتاب تعهد تفوق واحد في المائة ( )%9من مبلغ
العرض وذلك فيما يخص صفقات األشغال واللوازم التي يخضع مبلغها الختصاص اللجان الوطنية
لصفقات اللجان الوطنية والصفقات القطاعي الواجب ذكرها في دفاتر الشروط المتعلقة بالمناقصات.
تصدر كفالة تعهد المتعهدين الجزائريين من طرف بنك خاضع للقانون الجزائري أو صندوق ضمان
الصفقات العمومية ،ويجب أن تصدر كفالة تعهد المتعهدين األجانب من طرف بنك خاضع للقانون
83
الجزائر يشملها ضمان مقابل صادر عن بنك أجنبي من الدرجة األولى.
23
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
العرض التقني يحصر المعنى الذي يتم اعداده طبقا لدفتر الشروط والمقصود من العرض التقني
حصر المعني جواب المعتمد المتعلق بالمتطلبات التقنية لدفتر الشروط.
مستخرج من صحيفة السوابق القضائية للمتعهد ،تصريح بالنزاهة وأخذ بعين اإلعتبار خصوصية
بعض الصفقات العمومية السيما تلك التي تنفذ خارج الجزائر والتي تبرم مع الفنانين أو مع المؤسسات
الصغيرة فإنه يمكن للمصلحة المتعاقدة تكييف محتوى الملف اإلداري المطلوب من المتعهدين.
وتجدر اإلشارة أن العرض التقني منصوص عليه في المادة 99من المرسوم الرئاسي رقم -91
84
216المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم.
يتضمن العرض المالي رسالة تعهد مع جدول األسعار بالوحدة باإلضافة إلى تفصيل تقديري
وكمي.
وتحدد نماذج رسالة التعهد والتصريح باإلكتتاب والتصريح بالنزاهة بموجب قرار من الوزير المكلف
بالمالية.
واذا كان القانون الجزائري قد كفل لجميع المترشحين المشاركين في المناقصة وتقديم عروضهم
تطبيقا بمبدأ المساواة بين العارضين فإن ذلك ال يمنع على اإلطالق من فرض شروط منافسة معينة
وقصدها على من تتوفر فيهم شروط محددة تعلن اإلدارة عنها سلفا ،وبهذا الصدد تؤكد أن حق المشاركة
مكفول لكل عارض توفرت فيه الشروط المعلن عنها ما لم يحرم ويبعد بموجب نص خاص قانونا كان أو
85
تنظيميا أو بمقتضى قرار قضائي ونهائي.
نصت المادة 929من المرسوم الرئاسي رقم 216-91المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم
على ما يلي" :تحدث في إطار الرقابة الداخلية لجنة دائمة لفتح األظرفةلدى كل مصلحة متعاقدة يحدد
-84أنظر المادة 99من المرسوم الرئاسي رقم 216-91المتعلق بالصفقات العمومية معدل ومتمم ،المرجع السابق.
-85بوضياف عمار ،المرجع السابق ،ص.912
22
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
مسؤول المصلحة المتعاقدة بموجب مقرر ،تشكيلة اللجنة المذكورة في إطار اإلجراءات القانونية والتنظيمية
المعمول بها".
لقد حدد قانون الصفقات العمومية قواعد سير لجنة فتح األظرفة كما حدد مهامها أيضا ،فاللجنة
المذكورة بناء على استدعاء صادر عن المصلحة المتعاقدة وتعقد جلساتها بصفة علنية وبحضور
المتعهدين وبذلك أضفى المشرع في هذه المرحلة شفافية أكثر.
ويتمثل مهام لجنة فتح األظرفة في إثبات صحة تسجيل العروض على سجل خاص وتعد قائمة
المتعهدين حسب ترتيب تاريخ وصول أظرفة عروضهم مع توضيح محتوى ومبالغ المفترهاتوالتحفيظات
المحتملة ،إضافة إلى ذلك فلها أن تعد وصفا مفصال للوثائق التي يتكون منها كل عرض وتحرر
يوقعه جميع أعضاء اللجنة الحاشرين والذي يجب أن يتضمن المحضر أثناء انعقاد الجلسة الذي
التحفظات المحتملة المقدمة من قبل أعضاء اللجنة.
دعوة المتعهدين عند االقتضاء كتابيا إلى استكمال عروضهم التقنية بالوظائف الناقصة المطلوبة
باستثناء التصريح باإلكتتاب وكفالة التعهد عندما يكون ذلك منصوصا عليها.
والعرض التقني يحصر المعني في أجل أقصاه 91أيام ويكون ذلك تحت طائلة رفض عروضهم
من قبل لجنة تقييم العروض ،ونصت على مهام لجنة فتح األظرفة المادة 922من المرسوم الرئاسي رقم
86
216-91المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم.
حسب المادة 929من المرسوم الرئاسي رقم 216-91المتعلق بالصفقات العمومية المعدل
يتب ين لنا أن المشرع ألزم كل إدارة عمومية معينة بالخضوع لقانون الصفقات العمومية وأن 87
والمتمم
تحدث على مستواها لجنة لتقييم العروض ولم يحدد قانون الصفقات العمومية تشكيلة لجنة تقييم العروض
وحسن ما فعل إذ أوكل هذه المهمة للمسؤول األول على مستوى اإلدارة المحلية وألزمه باختيار العناصر
المؤهلة ذات كفاءة نظ ار ألهمية هذه المرحلة من مراحل الصفقة العمومية.
وحتى يفصل المشرع مهام لجنة تقييم العروض عن لجنة فتح األظرفة فرض عدم إمكانية الجمع
بين اللجنتين.تتمثل مهمة هذه اللجنة تقييم العروض ويكن لها أن تقترح بدائل العروض كما يمكنها إقصاء
العروض غير المطابقة لدفتر الشروط ويتم تقييم العروض على مرحلتين ،أولها يتم خاللها ترتيب
العروض أو العطاءات من الناحية التقنية ،وثانيها دراسة العروض المالية المقترحة من المتعهدين أو
21
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
العارضين ،وهذا بعد فتح األظرفة المالية من أجل انتقاء إما العرض األقل ثمنا إذا تعلق األمر بالخدمات
88
العاجية أو أحسن عرض من الناحية اإلقتصادية إذا تعلق األمر بخدمات معقدة تقنيا.
مرحلةإرساء الصفقة حاسمة ينجم عنها اختيار عارض إما بالنظر لتوافر غطاءه أو عرضه على
مجموعة من الشروط والمواصفات مما دفع بجهة اإلدارة الختياره دون سواء عن بقية العروض.
ولقد اعترف المشرع الجزائري للمصلحة المتعاقدة حرية اختيار المتعامل المتعاقد مع مراعاة تطبيق
أحكام قانون الصفقات العمومية غير أن هذه الحرية محددة بأطر رقابية ووفق معايير نصت عليها المادة
96من المرسوم الرئاسي رقم 216-91المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم ،89منها الضمانات
التقنية والمالى مع السهر والتوعية وآجال التنفيذ إضافة إلى شروط التمويل وتقليص الحصة القابلة
للتحويل التي تمنحها المؤسسات األجنبية واختيار مكاتب الدراسة ،إضافة إلى المنشأ الجزائري أو األجنبي
للمنتوج واإلدماج في اإلقتصاد الوطني.
وقد منح المشرع الجزائري هامش أفضلية للمنتوج الجزائري في جميع الصفقات بنسبة %29وهذا
امتياز في محله والهدف منه هو تشجيع المنتوج الجزائري.
وما يتبين لنا في هذه المرحلة أن قانون الصفقات العمومية قد أضفى مرة أخرى شفافية أكثر في
إبرام الصفقات العمومية وذلك بإعالن الفائز مؤقتا مع ذكر معايير اإلنتقاء لتمكين المتنافسين من تقديم
90
طعونهم أمام لجنة الصفقات المعنية.
واذا كان المنح المؤقت للصفقة يمدد من عمر إبرام الصفقات العمومية إال أنه يحمي المتعاملين
ويمكنهم من ممارسة حق الطعن أمام لجنة الصفقات المعنية كما يحمي اإلدارة المتعاقدة ويبعدها عن
منطقة الشبهات.
-90قدوج حمامة ،عملية إبرام الصفقات العمومية في القانون الجزائري ،الطبعة الثانية ،ديوان المطبوعات الجامعية،
الجزائر ،2116 ،ص ص.29-22
11
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية الفصل األول
رغم الطابع الحاسم لمرحلة إرساء الصفقة ،إال أنها ال تعد المرحلة األخيرة بل البد من اعتماد
المناقصة ومباشرة إجراءات التعاقد إلضفاء الطابع النهائي والرسمي على الصفقة واإلعالن عن اتمام
91
إجراءاتها ،فالمنح المؤقت للصفقة رغم فوائدها الكبيرة إال أنه يظل منح مؤقت.
وباعتماد الصفقة وتزكية االنتقاء أو االختيار تدخل الصفقة العمومية مرحلتها النهائية وتعرف بعد
توقيعها من قبل السلطة المخولة لذلك مرحلة جديدة هي مرحلة التنفيذ واالعتماد يجعل العقد نهائيا.
وال تصح الصفقات وال تكون نهائية إال إذا وافقت عليها السلطة المختصة والمذكورة في المادة 2
92
من المرسوم الرئاسي رقم 216-91المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم.
إن احترام مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية ما هو إال نتيجة للتطور الذي عرفته
النصوص القانونية في التشريع الجزائري عموما وخاصة فيما يتعلق بحماية المال العام في اإلنفاق
العمومي للدولة أو أحد هياكلها سواء كانت صاحبة سلطة أو بصفتها ضابطة للسوق أو كعون اقتصادي
متمرس في السوق.
هذا ما دفع بالمشرع بربط هذا المبدأ لمختلف األنشطة االقتصادية سواء كانت ذو عالقة بالشخص
العام أو الخاص ،من هذا المنطلق يمكن القول بأن مبدأ المنافسة الحرة هو من المبادئ التي يصحب
التحكم في الميدان االقتصادي نظ ار لطبيعة اإلنسان التنافسية وحب الذات بما يؤدي إلى حدوث تجاوزات
في السوق تمس بمبدأ المنافسة الحرة خاصة في الصفقات العمومي.
ذلك العتبار مبدأ المنافسة الحرة من أهم المبادئ التي ترتكز عليها عملية إبرام الصفقات العمومية،
وأي إخالل بها يستدعي تدخل الدولة بأجهزتها اإلدارية أو القضائية لمواجهة هذه التجاوزات.
19
الفصل الثاني:
اإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام
الصفقات العمومية
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
تعد الصفقات العمومية األداة اإلستراتيجية التي وضعها المشرع في أيدي السلطة العامة النجاز
93
العمليات المالية المتعلقة بانجاز وتسير وتجهيز المرافق العامة.
فاعتمد االقتصاد الجزائري على ضخ األموال العامة من اجل تنشيط االقتصاد يلزم اإلدارة المتعاقدة
بالمواءمة بين مصلحتها في تنفيذ مشاريع المرفق العام الذي تتولى تسييره في أحسن الظروف ،وبين حرية
المنافس وذلك بعدم عرقلتها واساءة استخدام سلطتها في انتقاء واختيار المتعاقد معها ،فنظام الصفقات
94
يعد الوسيلة األمثل الستغالل وتسيير األموال العامة.
العمومية ّ
فقد ركزنا في دراستنا في هذا الجزء من البحث على ما يفرضه قانون الصفقات العمومية كالتزام
قانوني على الشخص العام صاحب مشروع الصفقة احتراما لمبدأ المنافسة الحرة ،وذلك باإلمتناع عن
ارتكاب الممارسات والجرائم المنافية للمنافسة والمقيدة للمنافسة التي قد يلجأ إليها األعوان االقتصاديون
لتزييف المنافسة (مبحث األول) ،مع تحديد كيفيات متابعة الممارسات والجرائم المخلة بمبدأ المنافسة
95
(مبحث الثاني).
إن إ عتماد المنافسة الحرة في االقتصاد بوجه عام وفي الصفقات العمومية بوجه خاص ،وجعلها من
فعالة للمال العام ،حيث يسمح ذلك باالستعمال ركائز النظام العام االقتصادي في الدولة يوفر حماية ّ
العقالني للموارد الطبيعية ويساهم في القضاء على مظاهر الممارسات والجرائم المخلّلة بالمنافسة ،وذلك
96
تحقيقا لألغراض المنصوص عليها في قانون المنافسة وقانون الوقاية من الفساد ومكافحته.
وبهذا الصدد سوف نتطرق إلى دراسة الممارسات المخلة بمبدأ المنافسة الحرة (المطلب األول)،
والى جرائم الفساد المخلة بمبدأ المنافسة الحرة (المطلب الثاني).
فأي فرد أو شركة تتوافر لديها األموال والرغبة تكون قادرة على الدخول إلى السوق بدون أية عوائق
مصطنعة في وجهها ،إال أن هناك بعض الحاالت التي تتفق مؤسستان أو أكثر للظفر بدون ذلك (الفرع
األول) ،كما يمكن أيضا االعتبار أنه يمكن لم ؤسسة ما أن تهيمن على السوق بفضل مجهوداتها وتقنياتها
المستعملة والتعسف في تلك الهيمنة (الفرع الثاني) ،إضافة لذلك يستوجب في بعض الحاالت حصول
المؤسسة على ترخيص مجلس المنافسة المتالكها حصة معتبرة من مبيعات ومشترياته واال خضعت
97
لمتابعة مجلس المنافسة (الفرع الثالث).
-96كتو محمد الشريف ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية ،المرجع السابق ،ص ص.919-31
-97براهمي فضيلة ،المركز القانوني لمجلس المنافسة بين األمر رقم 11/11والقانون رقم ،92/12مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في القانون (فرع القانون العام لألعمال) ،جامعة بجاية ،2191 ،ص ص.26-29
11
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
-98زبير أرزقي ،حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة ،مذكرة لنيل شهادة الماجسير في القانون (فرع المسؤولية المهنية)،
جامعة تيزي وزو ،د ،س ،م ،ص .11
-99ناصري نبيل ،المركز القانوني لمجلس المنافسة بين األمر رقم 16-19و األمر ،11-11مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون (فرع قانون األعمال) ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو ،2111 ،ص .61
-100كتو محمد الشريف ،حماية المستهلك من الممارسات المنافية للمنافسة ،مجلة اإلدارة ،عدد ،2112 ،21ص ص -91
.36
-101المرجع نفسه ،ص ص .36-91
19
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
اإلخالل بقواعدها قد يكون متوقعا أو محتمال فقط .بالتالي فإن شرط اإلخالل بالمنافسة يعد أساسا لتكييف
إتفاق ما بأنه ممنوع ومحظور ،لذلك فإن االتفاقات التي ال تهدف أوال يترتب عنها مساس بقواعد المنافسة
102
ال تشكل ممارسات منافية للمنافسة
وقد أضاف المشرع الجزائري نموذج آخر من االتفاقات المحظورة ،وذلك بموجب القانون رقم -12
المتمم لألمر رقم 11-11المتعلق بالمنافسة ،وذلك هو االتفاق الذي يهدف إلى السماح
المعدل و ّ
ّ 92
بمنح صفقة عمومية لفائدة أصحاب الممارسات المقيدة للمنافسة مثل اإلتفاق على توحيد العروض أو
التقدم بنفس العطاء.
فبموجب قانون رقم 92-12المتعلق بالمنافسة تم إتمام المادة ،6بحيث أصبحت تحظر اإلتفاقات
التي ترمي إلى« ...السماح بمنح صفقة عمومية لفائدة أصحابهذه الممارساتالمقيدة».103
1/929 إضافة لذلك نجد أن قانون الصفقات العمومية لسنة 2191المعدل والمتمم ،السيما المادة
منه تنص على...« :غير أ نه يمكن لجنةتقييم العروض أن تقترح على المصلحة المتعاقدة،رفض
العروض المقبول على السوق ،أو يتسبب في اختالل المنافسة في القطاع المعني بأي طريقة
كانت.104»...
وبتنظيم قانون الصفقات العمومية في سنة 2191الذي ألغى المرسوم الرئاسي رقم 291-12تم
إضافة الفقرة 99للمادة 929حيث جاء فيها مايلي...« :105واذا كان العرض المالي المتعامل االقتصادي
المختار مؤقتاً يبدو منخفضاً بشكل غير عادي ،يمكن للمصلحة المتعاقدة أنترفضه بقرارمعلل ،بعد أن
يتطلب كتابياً التوضيحاتالتي تراها مالئمة ،والتحقق من المبرراتالمقدمة».
وتتخذ العطاءات التواطئية شكل االتفاقات على تقديم عطاءات متطابقة على أساس أن أصحاب
العروض قد قاموا بتبادل المعلومات قبل إيداع عروضهم ،كما قد تتم اإلتفاقات حول الجهة التي ستقدم
العطاء األدنى،واإلتفاقات حول تقديم عطاءات تمويهية "عطاءات ضخمة طواعية"،واإلتفاق على أال
ينافسه أحد عطاء اآلخر ،واإلتفاقات على إستبعاد الغير من مقدمي العطاءات ،كذلك اإلتفاقات التي تحدد
مسبقا الفائزين بالعطاءات على أساس التناوب أو على أساس جغرافيأو على أساس تقاسم العمالء وتعبتر
العطاءات التواطئية غير قانونية في معظم البلدان لما تنطوي عليه من جوانب غش السيماما يترتب عليها
من آثار ضارة سواء على اإل تفاق العام أو على مصالح المقاولين ،وتجدر اإلشارة أن اإلثبات المباشر
لمثل هذه اإلتفاقات جد صعب ويتم إثباتها بشكل عام عن طريق اكتشاف التقسيم المالي المعد من طرف
مؤسسة معينة في مقر مؤسسة أخرى ،على أن يثبت أنه تم إبالغ التقييم المالي مسبقا قبل تاريخ
العروض ،أو أن يتم مالحظة تماثالت غير مبررة تشابهات دقيقة بين عروض المؤسسات المتقدمة
بعروضها لنفس المناقصة.
ال يمكن تصور اتفاق محظور في سوق تنعدم فيه المنافسة ،ويتم إثبات اإلتفاق المقيد للمنافسة بكل
وسائل اإلثبات المادية والقرائن وتبادل المعلومات بين مختلف هياكل المنافسة لغرض قمع هذه
106
الممارسات.
إن الحجم الكبير للمؤسسة والذي يسمح باكتساب مركز قوي في السوق غير ممنوع في حد ذاته،
وانما يمنع القانون التعسف في إستعمال هذه القوة االقتصادية خاصة عندما يكون الهدف منها الحد
واإلخالل بحرية المنافسة الحرة عن طريق إقصاء المتنافسين اآلخرين من ممارسة النشاط االقتصادي في
السوق .108وفي هذا اإلطار تنص المادة 3من قانون المنافسة على أنه" :يمنع كل تعسف ناتج عن
هيمنة على سوق أو احتكار له أو على جزء منه".
غير أن المشرع الجزائري قد تأخر في تنظيم هذه الممارسة إلى أن صدر المرسوم التنفيذي رقم
191-2111المؤرخ في 91أكتوبر ،2111بحيث أشارت المادة 19منه على أنه ":تحدث هذه الحالة
في غياب حل بديل" .ولكن لم يتم تنظيم هذه الممارسة المقيدة للمنافسة بصفة واضحة إال بصدور األمر
رقم 11-11المتعلق بالمنافسة والذي يعرف وضعية التبعية االقتصادية ب "العالقة التجارية التي ال يكون
فيها لمؤسسة ما حل بديل مقارن إذا أرادت رفض التعاقد بالشروط التي تفرضها عليها مؤسسة أخرى سواء
كانت زبونا أو ممونا".109
إن التعسف الناجم عن الهيمنة على السوق أو على جزء جوهري منه غالبا ما يكون من فعل
مؤسسة أو مجموعة من المؤسسات فالمادة 3المشار إليها أعاله تمنع هذا التعسف .فتكون في وضعة
هيمنة كل مؤسسة تتواجد في موضع يسمح لها بأن تلعب دو ار رئيسيا في السوق ما للسلع والخدمات دون
أن يكون بمقدور أي منافس أخر توفير بدائل معتبرة سواء لزبائن أو موردين المؤسسة المتواجدة في هذه
الوضعية.110
ومن خالل قراءة نص المادة السابعة من قانون المنافسة أعاله نفهم بأن وضعية االحتكار
situation de monopoleقد تمثل وضعية هيمنة على السوق إذا كانت المؤسسة المعينة تشمل على جميع
حصص السوق أو على القسط األكبر منها األمر الذي يجعلها ال تخضع إلى أية منافسة ،وبالتالي تكون
بهذه الصفة قد حققت تمرك از أكيدا للقوة االقتصادية ففي هذه الحالة فإن الفعل غير الشرعي ال يتجسد في
مجرد الهيمنة على السوق وانما يتمثل في إستغالل هذه الهيمنة ،لذلك فإن قانون المنافسة ال يمنع وضعية
الهيمنة في حد ذاتها ،إنما يمنع التعسف في إستغاللها.111
فتنص المادة 99من قانون المنافسة على أنه "يحظر على كل مؤسسة التعسف في استغالل
وضعية التبعية لمؤسسة أخرى بصفتها زبون أو ممونا إذا كان ذلك يخل بقواعد المنافسة"فتتحقق التبعية
االقتصادية عند ما يكون الزبون في تبعية إزاء الممون وذلك بالنظر إلى العالمة المحتكرة منه أو نظ ار
لتقنياته العالية التي يستعملها أو حصته في السوق ،وعندما يكون أيضا الزبون في أزمة مالية يفرض عليه
الممون عقود طويلة المدى وفي هذه الحالة أيضا تتحقق وضعية التعسف في حالة التبعية االقتصادية.
وفي األخير نالحظ أن المشرع في حالة التعسف في وضعية التبعية االقتصادية ينظر ويركز على
الطرف الضعيف في هذه العالقة التجارية .فاألصل يكون لكل الطرفين نفس الحقوق عند إبرام العقد،
ولكن في هذه الحالة يكون لمؤسسة ما قوة تهيمن بها على باقي المؤسسات األخرى األن هذه األخيرة
مجبرة على التعاقد بالشروط التي تفرضها على المؤسسة األولى ،ففي حالة إبرام العقود معها للحصول
على السلعة أو الخدمة تكون خاسرة نظ ار لما ستدفعه كمقابل ،فإذا ما رفضت التعاقد ستوقف األعمال
والمشاريع االقتصادية التي تقوم بها.113
فالغرض من حظر مثل هذا النوع من البيوع يعود بالدرجة األولى إلى األضرار التي قد تلحق
بالمؤسسات األخرى التي تزاول نفس النشاط االقتصادي مع العلم أن القانون المدني ال يمنع من البيع
بسعر أدنى من سعر السلعة الحقيقي وهو ما يعرف بالبيع بطريق الوضعية أي بخسارة جزافية أو بخسارة
بنسبة مؤوية من رأس المال وبالنسبة للمتدخل فنجد أنه يعتمد البيع بسعر منخفض تعسفيا وفي الحقيقة
يعتبر بيعا بخسارة ألنه أقل من سعر التكلفة وبالتالي إذا أمعنا النظر في المادة 92السابقة الذكر نجد أن
المشرع ذكر ثالث أنواع من العمليات التي قد يصيبها البيع بسعر منخفض ،وهي البيع بسعر أقل من
كلفة االنتاج ،البيع بسعر أقل من كلفة التحويل ،البيع أقل من كلفة التسويق.115
فحسب المشرع الجزائري فإن عملية التجميع هي إندماج مؤسستين أو أكثر كانت مستقلة من قبل،
أو إنشاء مؤسسة مشتركة تؤدي بصفة دائمة جميع وظائف المؤسسة االقتصادية المستقلة ،أو إذا حصل
شخص أو عدة أشخاص طبيعيين لهم نفوذ على مؤسسة على األقل أو حصلت مؤسسة أو عدة مؤسسات
على مراقبة مؤسسة أو عدة مؤسسات أو جزء منها بصفة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق شراء أسهم
في رأس المال أو عن طريق شراء عناصر من أصول المؤسسة أو بموجب عقد أو بأي وسيلة أخرى.117
-116كتو محمد الشريف ،الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص.12
-117أنظر المادة 99من القانون رقم ،92-12يتعلق بالمنافسة ،المرجع السابق.
-118تنص المادة 81على" :تطبيق أحكام المادة 81أعاله ،كلما كان التجميع يرمي إلى تحقيق حد يفوق %04من
المبيعات أو المشتريات المنجزة في سوق معينة".
-119براهمي فضيلة ،المرجع السابق ،ص.11
11
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
ولما كانت الصفقات العمومية تشكل أهم مسار تتحرك فيه األموال العامة ،والوسيلة القانونية التي
ّ
تعد بذلك المجال الخصب وضعها المشرع في يد اإلدارة العمومية من أجل تسيير هذه األموال ،فإنها ّ
120
للفساد بكل صوره.
الفرع األول :جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية
نصت على هذه الجريمة المادة 22فقرة 9من القانون رقم 19-16المتعلق بالوقاية من الفساد
ومكافحته ،وهي المادة التي حلّت محل المادة 922مكرر فقرة 9من قانون العقوبات الملغاة بموجب
121
قانون الفساد ،ويطلق على هذه الجريمة كذلك اسم جنحة المحاباة .Délit de favorisme
يفترض أن يكون الجاني في جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية وفقا
لنص المادة 26فقرة 9من قانون الفساد المذكور أعاله ،موظفا عموميا ،وهذه الصفة تمثل الركن
المفترض في هذه الجريمة وفي باقي جرائم الفساد التي بها الموظفون العموميون ،لذلك سنوضح تعريف
الموظف العمومي وفقا لقانون الفساد في هذه الجريمة مع اإلحالة إليه في باقي الجرائم التي سنتطرق لها
122
والتي تكون فيها صفة الجاني موظفا.
123
وعرف قانون مكافحة الفساد من خالل المادة 2فقرة 2منه الموظف العمومي:
كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا أو في أحد المجالس الشعبية
المحلية المنتخبة ،سواء أكان معينا أو منتخبا ،دائما أو مؤقتا ،مدفوع األجر أو غير مدفوع األجر بصرف
النظر عن رتبته أو أقدميته.
كل شخص آخر تولى ولو مؤقتا ،وظيفة أو وكالة بأجر أو بدون أجر ويساهم بهذه الصفة في
خدمة هيئة عمومية أو مؤسسة عمومية أو أية مؤسسة أخرى تملك الدولة كل أو بعض رأسمالها أو أية
مؤسسة أخرى تقدم خدمة عمومية.
كل شخص آخر معروف بأنه موظف عمومي أو من في حكمه طبقا للتشريع والتنظيم المعمول
بهمها.
يتحقق الركن المادي لجريمة المحاباة في مجال الصفقات العمومية بقيام الجاني بإبرام عقد أو
اتفاقية أو صفقة ،أو ملحق أو مراجعة دون مراعاة األحكام التشريعية أو التنظيمية الجاري العمل بها
بغرض منح امتيازات غير مبررة للغير ،وان الركن المادي لهذه الجريمة ينبني على عنصرين أساسيين.
العنصر األول يتمثل في السلوك اإلجرامي ،الذي يتمثل في السلوك المجرم في جنحة المحاباة في
قيام الجاني وهو الموظف العمومي على حسب ما هو معرف بنص المادة ( )2فقرة 2من قانون مكافحة
الفساد على النحو السابق بيانه ،بإبرام أي عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ملحق أو مراجعته أو تأشيرة مخالفة
124
للتشريعات والتنظيمات المعمول بها.
والعنصر الثاني يتمثل في الغرض من السلوك اإلجرامي ،فال يكفي لتحقيق الركن المادي للجريمة
منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية قيام الموظف بإبرام عقد أو صفقة أو اتفاقية أو
ملحق أو مراجعتها أو التأشير عليها مخالفة للتشريعات والتنظيمات المعمول بها.
وانما يشترط أن يكون الغرض من هذا العمل ،هو إفادة الغير بامتيازات غير مبررة كما يشترط أن
بحد
عد الفعل رشوة وهي جريمة قائمة ّ يكون الغير هو المستفيد من هذه االمتيازات وليس الجاني ،واال ّ
ذاتها في مجال الصفقات العمومية ،وعلي ه فال تقوم الجريمة بمجرد مخالفة األحكام القانونية واللوائح
التنظيمية وانما يشترط زيادة على ذلك أن يكون الهدف هو من مخالفة هذه النصوص هو تبجيل محاباة
أحد المتنافسين على غيره وبعنصر الغرض يتضح أن الغاية من تحريم هذا الفعل هو ضمان مبدأ
المساواة بين المترشحين للفوز بالصفقة أو العقد ،وارساء لمبدأ الشفافية في مجال إبرام الصفقات
125
العمومية.
وتجدر اإلشارة أنه على القاضي إبراز العنصرين المكونين للركن المادي لهذه الجريمة وذلك بتبيان
اإلجراء المخالف وربطه بمن رست عليه الصفقة ،مبر از العالقة بين اإلجراء المخالف واجراء منح الصفقة
126
ألحد المترشحين ،ويتضح له ذلك من خالل ملف الصفقة المدرج بملف القضية.
جنحة المحاباة هي جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام المتمثل في العلم واإلدارة ،كما
تتطلب توافر القصد الجنائي الخاص وهو إعطاء امتيازات للغير مع العلم أنها غير مبررة.
ويمكن التأكد من توفر القصد الجنائي في هذه الجريمة من خالل تكرار العملية والوعي التام
للجاني بمخالفة القواعد اإلجرامية أو من استحالة عدم العلم بها بحكم الوظيفة التي يشغلها ،وال يؤخذ بعين
االعتبار الباعث إلى مخالفة األحكام التشريعية أو التنظيمية ،فتقوم الجريمة حتى ولو كان من أعطى
امتيازات غير مبررة ال يبحث عن فائدته الخاصة وانما عند فائدة مؤسسة عمومية ،كما ال يؤثر في قيامها
مدى استقامة ونزاهة الموظف خالل حياته المهنية.
ومثلما هو الحال بالنسبة للركن المادي ،فعلى القاضي إبراز الركن المعنوي للجريمة وتبيان مدى
127
عالقة األفعال المرتكبة بنية الجريمة للمتهم ،سواء بالنسبة لقضاة الحكم أو قضاة التحقيق.
الفرع الثاني :جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميون للحصول على امتيازات غير مبررة
في مجال الصفقات العمومية
والتي تقضي بـ« :كل 128
نصت على هذه الجريمة المادة 26فقرة 2من قانون مكافحة الفساد،
تاجر أو صناعي أو حرفي أو مقاول من القطاع الخاص ،أو بصفة عامة كل شخص طبيعي
أو معنوي يقوم ولو بصفة عرفية بإبرام عقد أو صفقة مع الدولة أو الجماعات المحلية أو
المؤسسات أو الهيئات العمومية الخاضعة للقانون العام أو المؤسسات العمومية االقتصادية والمؤسسات
العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ويستفيد من سلطة أو تأثير أعوان الهيئات المذكورة من أجل
الزيادة في األسعار التي يطبقونها عادة أو من أجل التعديل لصالحهم في نوعية المواد أو الخدمات أو
آجال التسليم أو التموين.
وقد كانت هذه الجريمة مدرجة بنص المادة 922مكرر فقرة 2من قانون العقوبات الملغاة بموجب
129
قانون الفساد.
تقتضي المادة ( )26فقرة 2من قانون مكافحة الفساد أن يكون الجاني في هذه الجريمة إما تاجر أو
صناعي أو حرفي أو متعامل من القطاع الخاص ،وبصفة عامة كل ضخص طبيعي أو معنوي من
130
القطاع الخاص.
ويطلق على هؤالء تسمية األعوان االقتصاديين كما يطلق عليهم اسم المتعامل المتعاقد في حالة
إبرام صفقة عمومية أو اتفاقية وفقا ألحكام قانون الصفقات العمومية.
ويتضح من خالل المادة أن المشرع حصر في بداية األمر صفة الجاني في التاجر أو الصناعي
أو المقاول أو الحرفي ،ثم عممها على كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بإبرام صفقة أو عقد مع إحدى
131
الهيئات المذكورة في المادة.
والمقصود بالشخص الطبيعي كل شخص يبرم عقد مع المؤسسات والهيئات العمومية ويحوز على
صفة تاجر أو حرفي.
أما الشخص المعنوي فيتمثل عموما في شركات الخدمات والتجهيز ومقاوالت األشغال.
وتجدر اإلشارة إلى أن صفة الجاني الذي يمكن مساءلته في جريمة استغالل نفوذ األعوان
العموميون من أجل الحصول على امتيازات غير مبررة ،تقتضي أن يكون شخص طبيعي أو معنوي من
132
القطاع الخاص دون األشخاص المعنوية من القطاع العام.
يتحقق الركن المادي لهذه الجريمة بإبرام الجاني عقدا أو صفقة مع الدولة أو المؤسسات أو الهيئات
العمومية الخاضعة للقانون العام أو المؤسسات العمومية االقتصادية أو المؤسسات ذات الطابع الصناعي
والتجاري ويستفيد من سلطة أو تأثير أعوان هذه الهيئات للحصول على امتيازات غير مبررة.
وعليه فالركن المادي يقوم على عنصرين هما السلوك اإلجرامي الذي يتمثل في جريمة استغالل
نفوذ األعوان العموميون للحصول على امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية ،إضافة إلى
السلوك اإلجرامي يوجد الغرض من استغالل نفوذ األعوان العموميون أو سلطة وتأثير أعوان الدولة
التابعة لها ،من أجل الزيادة في األسعار أو التعديل لصالحه نوعية المواد أو الخدمات أو آجال
133
التسليم.
جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميون ،جريمة عمدية يشترط فيها توافر القصد الجنائي العام
الذي يتمث ل في العلم واإلدارة ،إضافة إلى القصد الجنائي الخاص الذي يتمثل في نية الجاني للحصول
على امتيازات غير مبررة.
وكغيرها من الجرائم على القاضي أن يبني في الحكم أركان جريمة استغالل نفوذ األعوان
العموميون من صفة الجاني وسلطة أو تأثير العون العمومي بالنظر إلى المنصب الذي يشغله وعالقته
134
بالجاني ،وكذا يتبين الركن المعنوي وتوافر القصد الجنائي لدى الجاني من أجل إدانته.
تقتضي المادة 23من قانون الفساد المذكورة أعاله أن يكون الجاني في جريمة الرشوة في مجال
ما هو معروف بالمادة 2فقرة 2من قانون الفساد وهي نفس 136
الصفقات العمومية موظفا عموميا حسب
137
الصفة التي يشترط توافرها في جريمة رشوة الموظفين العموميين في صورة الرشوة السلبية.
يقوم الركن المادي لهذه الجريمة وفق للمادة 23على قيام الجاني بقبض أو محاولة قبض أجرة أو
منفعة مهما كان نوعها ،سواء بنفسه أو لغيره بصفة مباشرة أو غير مباشرة ،وذلك بمناسبة تحضير أو
إجراء مفاوضات قصد إبرام أو تنفيذ صفقة أو عقد أو ملحق باسم الدولة أو الجماعات المحلية أو
المؤسسات العمومية االقتصادية.
والركن المادي يقوم على عنصرين هما قيام الجاني بقبض أو محاولة قبض أجرة أو منفعة مهما
يكن نوعها لنفسه أو لغيره بصفة مباشرة أو غير مباشرة ويكتمل تحقق الركن المادي لجريمة الرشوة في
مجال الصفقات العمومية بقبض أو محاولة قبض الجاني ألجرة أو فائدة بمناسبة تحضير أو إجراء
مفاوضات قصد إبرام أو تنفيذ صفقة أو عقد أو ملحق باسم الدولة أو الجماعات المحلية أو إحدى
138
المؤسسات العمومية المذكورة في نص المادة .23
يشترط لقيام جريمة الرشوة في مجال الصفقات العمومية توافر القصد الجنائي العام لدى الجاني
ويتمثل في العلم واإلدارة ،ويتحقق باتجاه إرادة الجاني إلى قبض أو محاولة قبض األجرة أو المنفعة ،مع
139
علمه بأنها غير مبررة وغير مشروعة.
الفرع الرابع :جريمة أخذ فوائد بصفة غير قانونية في مجال الصفقات العمومية
نصت على هذه الجريمة المادة 19من قانون مكافحة الفساد التي تقضي «:يعاقب بالحبس من
سنتين 12إلى عشر 91سنوات وبغرامة من 21110111دج إلى 91110111دج كل موظف عمومي
يأخذ أو يتلقى إما مباشرة واما بعقد صوري ،واما عن طريق شخص آخر فوائد من العقود أو المزايدات أو
المناقصات أو المقاوالت أو المؤسسات التي يكون وقت ارتكاب الفعل مدب ار لها أو مشرفا عليها بصفة
كلية أو جزئية وكذلك من يكون مكلفا بتصفية أمر ما ويأخذ منه فوائد أيا كانت».
تشترط المادة 1من قانون الفساد أن تتوفر في الجاني صفة الموظف العمومي ،لكنها حصرت
ا ألمر في الموظف الذي يدير أو يشرف بصفة كلية أو جزئية على العقود أو المزايدات أو المناقصات أو
المقاوالت أو الموظف الذي يكون مكلفا بإصدار إذن بالدفع في عملية ،أو يكون مكلفا بصفته أمرا.
وعليه فإن صفة الجاني في هذه الجريمة تشمل الموظف العمومي كما هو معرف بنص المادة 12
فقرة 2من قانون الفساد على النحو السابق بيانه في جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات
140
العمومية.
يقوم الركن لجريمة أخذ فوائد بصفة غير قانونية على إقدام الجاني على أخذ أو تلقي فائدة من
عمل من أعمال وظيفته تكون له فيها سلطة اإلدارة أو اإلشراف سواء كانت له أو لغيره وسواء كان ذلك
141
بحق أو بغير وجه حق.
كذلك حددت المادة 19العمليات التي يحظر فيها على الموظف أخذ أو تلقي فائدة ،وهي العقود
والمناقصات والمزايدات والمقاوالت.
جريمة أخذ فوائد بصفة غير قانونية هي جريمة عمدية ،ذال اشترط لقيام الركن المعنوي فيها توافر
قصد جنائي عام لدى الجاني والمتمثل في العلم واإلرادة.
فتقتضي هذه الجريمة أن يكون الجاني وقت ارتكاب الجريمة عالما بأنه موظف ،وأنه مختص
باإلدارة واإلشراف على األعمال التي أقحم عليها المصلحة الخاصة لنفسه أو غيره ،وعالما بأن من شأن
فعله تحقيق فائدة أو ربح ،وعالما بأنه في حالة تحقيق هذه الفائدة أن ذلك بدون حق.
كما تقتضي أيضا هذه الجريمة أن تتجه إرادة الجاني إلى ارتكاب الفعل ،فإذا جهل أن اختصاصه
142
يتضمن هذا الفعل ينقضي القصد لديه.
لقد اهتم المشرع الجزائري بضرورة مراعاة المنافسة في الشراء العمومي كالصفقات العمومي وتوفير
الشفافية والمساواة بين المقاولين في جميع مراحل الصفقة ،وقد فرض بعض االلتزامات على اإلدارة تتمثل
في اتخاذ الحيطة عند اختيار المتعاقد معها.
لذا يمكن القول أنه يتعين على الشخص العام بالكشف عن الممارسات والجرائم المخلة بمبدأ
المنافسة الحرة أثناء دراسة عروض المترشحين وهذا ما رأيناه في السابق ،إضافة لذلك فيلتزم الشخص
العام المسؤول على الصفقة أن يتأكد عند إجراء صفقة عمومية أن قواعد المنافسة الحرة قد أحترم فعليا،
ويكون ذلك عن طريق إتباع إجراءات المتابعة اإلدارية (المطلب األول) ،والمتابعة القضائية (المطلب
الثاني).
-141زوزوزوليخة ،جرائم الصفقات العمومية وآليات مكافحتها في ظل القانون المتعلق بالفساد ،مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في الحقوق (فرع قانون جنائي) ،جامعة ورقلة ،2192 ،ص.911
-142المرجع نفسه ،ص ص.916-919
13
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
فتقد م المؤسسات لنيل الطلبات العمومية دليل على أنها تمارس نشاطا اقتصاديا بغض النظر عن
ّ
كونها من أشخاص القانون الخاص أو العام.
ولذا فإذا ارتكبت هذه المؤسسات ممارسة مقيدة للمنافسة فإنها تخضع إلى متابعة مجلس المنافسة،
فتنص المادة 6من قانون المنافسة على أنه« :تحظر الممارسات واألعمال المدبرة واإلتفاقيات الصريحة
أو الضمنية عندما تهدف أو يمكن أن تهدف إلى مرحلة حرية المنافسة أو الحد منها أو اإلخاللبها في
نفس السوق أو في جزء جوهريمنهالسيما عندما ترمي إلى...السماح بمنح صفقةعمومية لفائدة
أصحاب هذهالممارسات» ،فرغم اعتماد نظام الصفقات العمومية على ممارسات المشتري العمومي أو
اإلدارة المتعاقدة صاحبة المشروع ،إال أنها تكون خاضعة لقانون المنافسة وبالتالي تخضع لمراقبة مجلس
143
المنافسة.
وبهذا الصدد سوف نتطرق إلى دراسة النظام القانوني لمجلس المنافسة (فرع أول) ،ثم سنحاول
إبراز اختصاصات مجلس المنافسة (فرع ثاني).
ومن خالل هذه المادة فقد تم تكييف مجلس المنافسة كسلطة إدارية مستقلة ،تتمتع بالشخصية القانونية
واإلستقاللية المالية و هي تابعة لو ازرة التجارة0
أوال:مجلس المنافسة سلطة
-143كتو محمد الشريف ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية ،المرجع السابق ،ص.919-31
-144ناصري نبيل ،المرجع السابق ،ص.804 .
-145أمر رقم 40-40مؤرخ في 85جويلية 0440يتعلق بالمنافسة ،المرجع السابق.
12
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
لكن ُيمكن أن تُثير استقاللية المجلس إشكاالت قانونية ،السيما من وجهة نظر القانون
منظمة على سبيل الحصر وهي السلطة التنفيذية ،والسلطة
ّ األساسي .فكما نعلم أن سلطات الدولة
التشريعية ،والسلطة القضائية .150فمنح االستقاللية لمجلس المنافسة يمكن أن يؤدي بالبعض إلى اعتباره
بمثابة سلطة رابعة.
146
- ZOUAÏMIA Rachid,« Les autorités administratives indépendants et larégulation économique », Revue
IDARA, N° 28, 2004, pp. 08.
-147كتو محمد الشريف »،حماية المستهلك من الممارسات المنافية للمنافسة« ،مجلة إدارة ،عدد ،0440 ،00ص
ص.10-90
-148أنظر المادة 96من األمر رقم 16-19المؤرخ في 29يناير ،9119المتعلق بالمنافسة ،المرجع سابق.
-149كتو محمد الشريف ،الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري (دراسة مقارنة بالقانون الفرنسي) ،المرجع
السابق ،ص.262.
-150المرجع نفسه ،ص.232.
11
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
التمسك باالستقاللية المطلقة لمجلس المنافسة ،كون ّأنه يبقى تابع لمصالح الحكومة حسب
ّ ال ُيمكن
ما تنص عليه المادة 21من األمر ،11-11فمجلس المنافسة على غرار السلطات اإلدارية األخرى
يجب أن تعمل تحت مراقبة السلطة التنفيذية ،وذلك حتى تتماشى مع الصرح المؤسساتي للدولة .فالمجلس
ليس بسلطة رابعة ،واّنما هي سلطة إدارية تدخل في عداد إدارات الدولة.
مهما يكن فنطاق استقاللية المجلس يبقى محدود ،بحيث تظل الحكومة تحتفظ ببعض وسائل التأثير
عليه ،السيما اإلعانات المالية التي تمنحها الدولة إياه .151كما تظهر محدودية هذه االستقاللية بالرجوع
إلى تشكيلته (تعيين الوزير ممثل له في المجلس( ،وطريقة تعين أعضاءه ،وكذا تحديد نظام سيره.152
لكن مع كل هذا ،يبقى المجلس يتمتّع بنوع من االستقاللية .فتبعية المجلس للحكومة ال يتنافى مع
مبدأ االستقاللية.153وتظهر استقاللية المجلس من خالل تمتّعه بسلطات معتبرة ،تسمح له بممارسة مهامه
بعيدا عن كل مراقبة مباشرة من سلطة تعلوه .وفي نظرنا ال يطرح إشكال منح مجلس المنافسة االستقاللية
في ممارسة صالحياته التنازعية ،مادامت هذه الصالحيات مبينة على سبيل الحصر.
أما بالنسبة للمعيار الوظيفي ،يتأ ّكد الطابع اإلداري للمجلس من خالل حلوله محل اإلدارة التقليدية
يتميز بخصائص القانون اإلداري .فالهدف
السهر على تطبيق أحكام قانون المنافسة ،الذي ّ
للتك ّفل بمهمة ّ
من وضع قانون المنافسة هو محاولة التوفيق بين حماية السير الحسن للسوق ،وحماية 155مصالح
األعوان االقتصاديين.
pp.96
-ZOUAÏMIARachid, «Les autorités administratives indépendants et la régulation économique», op.cit., p.36
153
91
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
وفي األخير ُيمكن الفصل في الطبيعة القانونية لمجلس المنافسة ،والتأكيد على ّأنه بمثابة سلطة
المشرع لم ُيكيفه على هذا النحو بصريح العبارة.156
ّ أن
إدارية مستقّلة ،بالرغم من ّ
إن تأسيس مجلس المنافسة كسلطة إدارية ،الغاية منه هو ترقية وحماية المنافسة .ولتحقيق هذا
تقدم بها بعض األطراف
الرد علـى التساؤالت التـي تـ ّ
يتصرف بصفته هيئة استشارية من خالل ّ
ّ الهدف،
الفاعلة في السوق .واألهم من ذلك تصرفه كسلطة تنازعية ،أي اتخاذه لجميع اإلجراءات التي تسمح له
بوضع حد للمنازعات المتعلّقة بالمنافسة.
ومن جهة أخرى وبإعتبار أن مجلس المنافسة سلطة مكلفة بالسهر على تطبيق التنظيمات والقوانين
الخاصة بالمنافسة ،فإنه يستلزم على المشرع منحه اختصاص قمع كل ممارسة مقيدة للمنافسة الحرة،
ولغرض الكشف عن هذه الممارسات واألفعال المحظورة يحيل مجلس المنافسة القضية إلى التحقيق فيمكن
له في بعض الحاالت إتخاذ بعض التدابير والتي تهدف إلى مراقبة الناشطين في مجال المنافسة دون
إتخاذ تدابير قمعية ،وعندما تفرض الضرورة يقوم باألمر بعقوبات تهدف إلى قمع الممارسات المقيدة لمبدأ
المنافسة الحرة.
يكمن االختصاص الرقابي لمجلس المنافسة في مراقبة تصرفات األعوان االقتصاديين الناشطين في
مجال المنافسة ومدى احترامهم للقوانين والتنظيمات الخاصة بهذا المجال.
من خالل القانون رقم 92/12المعدل والمتمم لألمر رقم 11/11المتعلق بالمنافسة ،158فقد حدد
المشرع الجزائري األشخاص المؤهلين للقيام بالتحقيقات المتعلقة بتطبيق قانون المنافسة ومعاينة ومخالفة
أحكامه ،159وهم ضباط وأعوان الشرطة القضائية المنصوص عليهم في قانون اإلجراءات الجزائية،
والمستخدمون المنتمون إلى األسالك الخاصة بالمراقبة التابعون لإلدارة المكلفة بالتجارة ،األعوان المعنوين
التابعون لمصالح اإلدارة الجبائية ،وكذا المقرر العام والمقررون لدى مجلس المنافسة بعد أداء اليمين في
نفس الشروط والكيفيات التي تؤدي بها من طرف المستخدمين وعلى العموم فإن التحقيق يمر بمرحلتين:
مرحلة التحري التي من خاللها يمكن للمقرر فحص كل وثيقة ضرورية للتحقيق في القضية المكلف
بها دون أن يمنح من ذلك بحجة السر المهني ،بحيث أن كل لهم المشرع مجموعة من الصالحيات،160
وتختم هذه المرحلة يتحرير تقرير أولي يتضمن عرضا للوقائع وتحليال دقيقا للسوق المعينة بتلك
الممارسات ووصفا واضحا لها محددا تعارض تلك السلوكات مع مبدأ المنافسة الحرة والمأخذ المسجلة
على األطراف المدعي منها.
ومرحلة التحقيق الحضوري التي تتضمن أيضا مرحلتين أساسيتين ،حيث أن األولى تبدأ بإرسال
المأخذ وتبليغها إلى األطراف المعنية الذين يمكن لهم إبداء مالحظات مكتوبة في أجل ال يتجاوز 1أشهر
بعد اإلطالع على الملف كما يمكن لألشخاص الذين استمع إليهم االستعانة بمستشار ،161وحين أن الثانية
تكمن بتبليغ التقرير النهائي إلى األطراف المعنية والى الوزير المكلف بالتجارة الذين يمكن لهم إبداء
مالحظات مكتوبة في أجل شهرين كما يحدد أيضا تاريخ الجلسة ويمكن لألطراف أن تطلع على
المالحظات المكتوبة قبل 99يوما من تاريخ الجلسة ،ويمكن للمقرر إبداء رأيه في المالحظات
المكتوبة ،162كما يمكن لألطراف تعيين ممثال عنها أو إحضار معها محاميا أو أي شخص تراه
164
مناسبا ،163وال يمكن لمجلس المنافسة بناء ق ارره على مستندات ووثائق سحبت من الملف.
-158القانون رقم 92/12المعدل والمتمم لألمر رقم 11/11يتعلق بالمنافسة ،المرجع السابق.
-159أنظر المادة 11مكرر من األمر رقم ،11/11يتعلق بالمنافسة ،المرجع السابق.
-160أنظر المادة 99من األمر رقم 11/11يتعلق بالمنافسة ،المرجع السابق ،وكذا المادة 92من األمر رقم ،12/11
المؤرخ في 21يونيو 2111يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية ،ج ر ع 19مؤرخ في 23جوان .2111
-161أنظر المادة 92من األمر رقم 11/11يتعلق األمر بالمنافسة ،المعدل والمتمم ،المرجع السابق.
-162أنظر المادة 99من األمر رقم 11/11يتعلق بالمنافسة ،المرجع السابق.
-163أنظر المادة 11من األمر نفسه.
-164أنظر المادة 11فقرة 1من األمر نفسه.
92
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
باإلضاف ة إلى مرحلة التحقيق تأتي مرحلة ثانية لإلختصاص الرقابي لمجلس المنافسة وهي مرحلة
آثار التحقيق ،حيث يمكن لمجلس المنافسة إتخاذإجراءات تحفظية وفقا للمادة 16من األمر 11/11
المتعلق بالمنافسة ،وذلك عندما يكون اإلخطار أصليا ،وتتوفر فيه كافة الشروط الشكلية والموضوعية.
ويجب أن تكون الممارسة تمس بشكل فوري وخطير باالقتصاد الوطني أو القطاع المعني أو
مصالح المستهلكين أو الجهة المشتكية ويجب أن تثبت مساس هذه الممارسات بالمنافسة الحرة بشكل
165
فوري وخطير.
ويمكن الترخيص لعمليات التجميع وفقا للمادتين 93و 92من األمر رقم 11/11المتعلق
بالمنافسة166،إذا توفرت شروط طلب الترخيص بعمليات التجميع المحددة بموجب المرسوم التنفيذي رقم
291/19المتعلق بالترخيص لعمليات التجميع ،167ويمكن أيضا لمجلس المنافسة الترخيص باالتفاقات
المحظورة والممارسات التعسفية استنادا إلى المادة 1من األمر 11/11المتعلق بالمنافسة وكذلك التصريح
بعدم تدخله استنادا إلى المادة 2من األمر 11/11المتعلق بالمنافسة ،وكيفية تقديم طلب االستفادة من
168
هذا التصريح بموجب المرسوم التنفيذي رقم .939/19
يتمتع مجلس المنافسة بصالحية قمع الممارسات المخلّة بالمنافسة الحرة ،غير أن هذه الصالحية
محددة فقط على محاربة الممارسات المنصوص عليها في قانون المنافسة ،وذلك بعدما يتم إخطاره من
قبل الهيئات المخول لها قانونا أو يتم مباشرة ذلك بنفسه.169
فتقوم الجهات المعنية بإخطار مجلس المنافسة ،بعد تأكده من توفر شروطه وكذا وقوع مثل تلك
الممارسات ،يتخذ المجلس عقوبات إدارية متمثلة أساسا في الغرامات المالية التي من خاللها يمارس
المجلس سلطته القمعية.
واإلخطار هو إعالم مجلس المنافسة بوقائع معينة من أجل إتخاذ اإلجراءات الضرورية التي يخولها
القانون ،ويمثل اإلخطار بداية إتصال مجلس المنافسة بالقضية ويمكن أن يكون اإلخطار أصليا كما
يمكن أن يكون فرعيا.170
لقد وضح قانون المنافسة قواعد إجرائية تنظم سير أعماله تبدأ بمجرد إخطار المجلس كإجراء أولى،
حسب ما هو منصوص عليه في المادة 17111من قانون المنافسة ،وتأتي بعد ذلك المرحلة التالية
لإلخطار والمقدم لدى مجلس المنافسة لتفتح المجال لهذا األخير بفتح تحقيق قصد إثبات وقوع ممارسات
وأفعال يحظرها قانون المنافسة.172
ويملك مجلس المنافسة صالحية القيام بالتحقيقات ،فقبول اإلخطار من مجلس المنافسة ال يعتبر
دليال كافيا على وقوع ممارسات منافية للمنافسة ،وانما البد عليه أن يباشر تحقيقا حول الوقائع المراد
التحقيق فيها قصد إضفاء المشروعية على أعماله ،ويبقى على مجلس المنافسة أن يعمق التحقيق من
أجل إثبات بما ال يدع مجال للشك لوقوع الممارسات واألفعال المحظورة ،وهكذا ندرك أن عبئ إثبات
الممارسات يقع على عاتق مجلس المنافسة ،وهذا مبدأ تقليدي في قانون العقوبات ونقل إلى مجال تطبيق
قانون المنافسة رغم أن هذا القانون ليس له الطابع الجنائي.173
يحقق القرر في الطلبات والشكاوي المرفوعة لدي المجلس والتي يسندها له مجلس المنافسة ،حيث
يتولى مهمة فحص كل وثيقة مهما كانت طبيعتها وله أن يحجز المستندات ويضيفها إلى التقرير أو
يرجعها بعد التحقيق .يقوم المقرر بعد جمع وفحص األدلة المتحصل عليها بتحرير تقرير أولى يدون فيه
وقائع القضية التي تم التحقيق فيها،ويبلغ رئيس المجلس هذا التقرير إلى األطراف وكذا وزير التجارة والى
كل من له مصلحة في ذلك ولهم أن يبدوا مالحظاتهم في أجل ال يتعدى ثالثة أشهر.174
بعد النهاية من التحقيق األولي يتم وضع تقرير ختامي للقضية يسجل فيه ما أورده المحقق في
التقرير األول وبين المخلفات المرتكبة ويقترح القرار الذي يتعين اتخاذه ثم يودع لدى المجلس ليبادر بعده
الرئيس مهمة تبليغ األطراف مع تحديد الجلسة للفصل في القضية.175
ويتمتع مجلس المنافسة بسلطة توقيع الجزاء على األطراف الذين ثبت إدانتهم نتيجة إنتهاك قواعد
قانون المنافسة ،حيث يتم ذلك في شكل جلسات تستدعي فيها كافة األطراف الذين لهم صلة بالقضية وتم
-170أنظر المادة 11فقرة 9من األمر رقم ،11-11يتعلق بالمنافسة ،المرجع السابق.
-171تنص المادة 11على " :يمكن أن يخطر الوزير المكلف بالتجارة مجلس المنافسة ،و يمكن للمجلس أن ينظر في
القضايا من تلقاء نفسه أو بإخطار من المؤسسات أو بإخطار من الهيئات المذكورة في الفقرة 2من المادة 19من هذا
األمر إذا كانت لها مصلحة في ذلك.
-172زوبيرأرزقي ،المرجع السابق ،ص .931
-173كتو محمد الشريف ،الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري ،المرجع السابق ،ص.161.
-174أنظر المادة 99و 92من القانون رقم 92-12المتعلق بالمنافسة ،المرجع السابق.
-175زوبيرأرزقي ،المرجع السابق ،ص .931
91
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
استدعائهم من قبل رئيس المجلس والتي ال تصح إال بحضور ثمانية أعضاء على األقل .176وال يشارك
في هذه المداوالت األعضاء الذين لهم مصلحة في القضية أو توجد بينهم وبين أحد األطراف التي لها
صلة قرابة إلى غاية الدرجة الرابعة ،كما في حال تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس حسبما نصت
عليه المادة 22فقرة 1من قانون المنافسة .ويتم صدور قرار مجلس المنافسة بعد إجراء المداولة يتمتع
حد للممارسات التي توصف بأنها مقيدة المجلس بسلطة اتخاذ مقررات وعقوبات مالية قصد وضع ّ
الردعية الحقيقية عليها ألن العقوبات المالية الحالية تجاوزها الزمن.177
للمنافسة ،وذلك إلضفاء الصفة ّ
ويمكن تقسيم الغ رامات المالية التي يتخذها مجلس المنافسة إلى غرامات مقررة لقمع الممارسات
المقيدة للمنافسة الحرة وذلك حسب المادة 96من األمر رقم 11-11المتعلق بالمنافسة التي تنص على "
يعاقب على الممارسات المقيدة للمنافسة كما هو منصوص عليها في المادة 91من هذا األمر ،بغرامة ال
تفوق %92من مبلغ رقم األعمال من غير الرسوم ،المحقق في الجزائر خالل آخر سنة مالية مختتمة ،أو
بغرامة تساوي على األقل ضعفي الربح المحقق بواسطة هذه الممارسات ،على أالّ تتجاوز هذه الغرامة
أربعة أضعاف هذا الربح ،واذا كان مرتكب المخالفة ال يملك رقم أعمال محدد فالغرامة ال تتجاوز ستة
ماليين دينار( 61110111دج).178
ويتخذ كذلك مجلس المنافسة عقوبات على الشخص الطبيعي الذي ساهم بصفة احتيالية وشخصية
في تنظيم وتنفيذ هذه الممارسات وذلك حسب المادة 93من األمر رقم 11-11يتعلق بالمنافسة التي
تنص على ":ال يعاقب بغرامة قدرها مليوني دينار ( 21110111دج) كل شخص طبيعي ساهم شخصيا
بصفة احتيالية في تنظيم الممارسات المقيدة للمنافسة وفي تنفيذها كما هي محددة في هذا األمر".179
وكذا غرامات تفرض على المؤسسة المتحايلة في مرحلة التحقيق حسب المادة 91من األمر نفسه
على ":يمكن لمجلس المنافسة إقرار غرامة ال تتجاوز مبلغ ثمانمائة ألف دينار ( 2110111دج) بناء على
تقرير المقرر ضد المؤسسات التي تتعمد تقديم معلومات خاطئة أو غير كاملة بالنسبة للمعلومات
المطلوبة أو تتهاون في تقديمها ،طبقا ألحكام المادة 99من هذا األمر ،أو التي ال تقدم المعلومات
المطلوبة في اآلجال المحددة من طرف المقرر.
يمكن للمجلس أيضا أن يحكم بغرامة تهديدية ال تقل عن مائة ألف دينار ( 9110111دج) عن كل
يوم تأخير.180
وغرامات تهديدية حسب المادة 92من األمر رقم 11-11المتعلق بالمنافسة التي تنص على":
يمكن لمجلس المنافسة إذا لم تنفذ األوامر واإلجراءات المؤقتة المنصوص عليها في المادتين 19و16
من هذا األمر في اآلجال المحددة ،أن يحكم بغرامات تهديدية ال تقل عن مبلغ مائة وخمسين ألف دينار
( 9910111دج) عن كل يوم تأخير.181
واضافة لذلك يقرر مجلس المنافسة غرامات في حالة مزاولة النشاط دون ترخيص لعمليات
التجميع ،182هذا باإلضافة إلى العقوبات التكميلية.183
وتكون ق اررات مجلس المنافسة قابلة للطعن أمام مجلس قضاء الجزائر الذي يفصل في المواد
التجارية من قبل األطراف المعنية أو من الوزير المكلف بالتجارة في أجل ال يتجاوز شه ار واحدا إبتداء من
تاريخ استالم القرار.
ويرفع الطعن في اإلجراءات المؤقتة المنصوص عليها في المادة 16من قانون المنافسة في أجل
عشرين يوما.184
أما الطعون المرفوعة ضد ق ارراته المتعلقة بالتجميعاتاإلقتصادية ،فتسند إلى مجلس الدولة طبقا
ألحكام األمر رقم 11-11المتعلق بالمنافسة ،مما يولد إجراءات خاصة وغير مألوفة في الطعون ضد
ق اررات مجلس المنافسة األخرى ،فتنص المادة 91فقرة 1من القانون رقم 11-11المتعلق بالمنافسة ،أن
الطعن ضد ق اررات مجلس المنافسة المتعلقة برفض التجميع يكون أمام مجلس الدولة..." ،يمكن الطعن
في قرار رفض التجميع أمام مجلس الدولة.
القابلة لإلنفصال عن الصفقة العمومية (الفرع األول) ،كما بإمكان القاضي الجزائي قمع العديد من الجرائم
والممارسات المخلة بالمنافسة الحرة من خالل قانون اإلجراءات الجزائية ومنه خالل قانون مكافحة الفساد
(الفرع الثاني).
وقبل التطرق إلى تدخل القضاء اإلداري وجب علينا اإلشارة إلى التظلم اإلداري المسبق ،فبعد
إرساء صفقة عمومية واتمام إجراءات اعتمادها يملك المترشحين للصفقة العمومية والغير الراضين عن
النتيجة اختيار اإلدارة المتعاقدة للفائز بالصفقة حق اللجوء إلى التظلم اإلداري المسبق ،خالل ثالثة أيام
من وراء إرساء واعتماد الصفقة ،وذلك من أجل طلب استفسار أمام المصلحة المتعاقدة حول كيفية اختيار
المتعاقد معها ،ولهم مدة عشرة ( )91أيام للطعن أمام لجنة الصفقات المختصة حسب المادة 991من
المرسوم الرئاسي رقم 216-91الذي يتعلق بالصفقات العمومية ،ولهم بعد ذبك أجل 1أشهر لرفع دعوى
اإللغاء أمام الجهة القضائية المختصة.185
يقوم برفع دعوى االستعجال في مجال الصفقات العمومية كل من تضرر من جراء اختيار وانتقاء
186
اإلدارة للمتعاقد معها ،وذلك طبقا لنص المادة 116من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية.
فالقاضي اإلداري تتحدد مهمته في هذه الدعوى في مراقبة مدى احترام اإلدارة اللتزاماتها المتعلقة
بحماية المنافسة واإلشهار ،واذا الحظ أي إخالل بهذه اإللتزامات ،فيمكنه أن يأمر اإلدارة بتأجيل إمضاء
-185تنص المادة 991على «:زيادة على حقوق الطعن المنصوص عليها في التشريع المعمول به ،يمكن المتعهد الذي
يحتج على اإلختيار الذي قامت به المصلحة المتعاقدة،في إطار مناقصة أو إجراء بالتراضي بعد اإلستشارة ،أن يرفع طعنا،
للصفقة.»... ويرفع هذا الطعن أمام لجنة الصفقات في أجل عشرة( )91أيام إبتداء من تاريخ نشر إعالن المنح المؤقت
-186تنص المادة 116على « :يجوز إخطار المحكمة اإلدارية بعريضة ،وذلك في حالة اإلخالل بالتزامات اإلشهار أو
المنافسة التي تخضع لها عمليات إبرام العقود اإلدارية والصفقات العمومية ،يتم هذا اإلخطار من قبل كل من له مصلحة
في إبرام العقد الذي قد يتضرر من هذا اإلخالل ،وكذلك لممثل الدولة على مستوى الوالية إذا أبرم العقد أو سيبرم من طرف
جماعة إقليمية أو مؤسسة عمومية محلية ،يجوز إخطار المحكمة اإلدارية قبل إبرام العقد.
يمكن للمحكمة اإلدارية أ ن تأمر المتسبب في اإلخالل باإلمتثالإللتزاماته وتحدد األجل الذي يجب أن يمتثل فيه ،ويمكن لها
أيضا الحكم بغرامة تهديدية تسري من تاريخ انقضاء األجل المحدد ،ويمكن لها كذلك وبمجرد إخطارها ،أن تأمر بتأجيل
إمضاء العقد إلى نهاية اإلجراءات ولمدة ال تتجاوز عشرين ( )21يوما».
93
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
العقد مع صاحب الصفقة إلى غاية نهاية اإلجراءات ولمدة ال تتجاوز 91يوما ،كما يمكن أن يحكم على
اإلدارة بغرامة تهديدية من أجل اإلمتثال اللتزاماتها ،وعليه فإن دور القاضي هنا ال يممتد إلى موضوع
النزاع وتقدير قيمه الترشيحات والعروض المقدمة ،وانما دوره يعتبر وقائيا يتمثل في تفادي إبرام عقد نهائي
غير شرعي ،قد تترتب عليه آثار يصعب معالجتها ،وقد نصت الفقرة األولى من المادة 116من قانون
اإلجراءات المدنية واإلدارية أنه يجوز إخطار المحكمة اإلدارية بعريضة في حالة اإلخالل بالتزامات
اإلشهار أو المنافسة التي تخضع لها عمليات إبرام العقود اإلدارية والصفقات العمومية ،فهؤالء أدخلت في
قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ولم تكن موجودة فيه سابقا ،مما يؤكد اإلهتمام بحرية المنافسة
من طرف المشرع الجزائري.
حتى تقبل دعوى وقف التنفيذ يجب أن تسبق بدعوى موضوعية مفادها إلغاء القرار اإلداري.
يمكن للمحكمة اإلدارية أن تأمر بناء على طلب الطرف المعني بوقف تنفيذ القرار اإلداري ،وتدخل
دعوى وقف التنفيذ ،في إطار الدعاوى اإلستعجالية التي تتمثل في رفع دعوى أمام القضاء اإلداري ،يطلب
فيها المتضرر من قرار اإلدارة بوقف األعمال أو أثار القرار التي مست به ،لعدم تفاقمها.
تعتبر دعوى وقف التنفيذ دعوى تحفظية ،الغرض منها ليس إعدام للقرار اإلداري ،وانما توقيف أثاره
إلى غاية الفصل في موضوع دعوى اإللغاء ،وتقدم الطلبات الرامية إلى وقف التنفيذ بدعوى مستقلة ،وال
يقبل طل ب وقف تنفيذ القرار اإلداري ما لم يكن متزامنا مع دعوى مرفوعة في الموضوع ،أو في حالة
التظلم.
-2دعوىاإللغاء
هي الدعوى التي يرفعها ذوي الصفة والمصلحة الشخصية أمام الجهات القضائية اإلدارية ،وفقا
للشروط واإلجراءات المنصوص عليها قانونا ،وذلك للمطالبة بإلغاء قرار إداري غير مشروع و إبطال
أثاره ،وتنحصر سلطات القاضي في هذه الدعوى في إلغاء القرار إذا ثبت عدم مشروعيته أو الحكم بعدم
إلغائه إذا ثبت مشروعيته.
تتمثل الشروط الشكلية لدعوى اإللغاء في الشروط المتعلقة بالقرار اإلداري محل الدعوى ،أي أن
يكون القرار اإلداري تصرف قانوني ،وجوب صدور القرار اإلداري عن سلطة إدارية ،يجب أن يصدر
القرار اإلداري باإلداري باإلرادة المنفصلة ،باإلضافة لذلك توجد أيضا شروط متعلقة بالتقاضي تتمثل في
الصفة والمصلحة واألهلية ،ولدينا شرط التظلم الذي يقدم في الميعاد القانوني لرفع دعوى اإللغاء ،أي
خالل 1أشهر من تاريخ نشر القرار أو تبليغه ،وأخي ار هناك شروط خاصة بالعريضة ،وشرط الميعاد،
92
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
حسب المادة 221من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الذي حدد بأربعة أشهر من تاريخ تبليغ نشر
187
القرار الجماعي أو التنظيمي.
أما فيما يخص الشروط الموضوعية لدعوى اإللغاء ،فتتمثل في عيب عدم اإلختصاص في
الق اررات ،وعيب مخالفة ركن الشكل واإلجراءات ،عيب إنعدام السبب واإلنحراف في إستعمال السلطة.
188
يملك القاضي اإلداري اختصاص إلغاء الق اررات القابلة لإلنفصال عن الصفقة العمومية ،مثل
المداولة التي تصدر عن المجلسالشعبي البلدي التي تسمح لرئيس بإمضاء الصفقة مع مؤسسة معينة
واستبعاد المؤسسات األخرى ،فهذه المداولة تعتبر ق ار ار منفصال عن العقد ،فيمكن للمؤسسات المستبعدة
الطعن فيها باإللغاء لتجاوز السلطة ،إذ أن عملية إبرام الصفقة ترتبط بإصدار ق اررات إدارية من طرف
المصلحة المتعاقدة في كل مراحل الصفقة ،منها القرار المؤقت بمنع الصفقة وقرار منع التأشيرة وقرار
189
فرض الجزاءات مالية على المتعاقد ،قرار فسخ الصفقة من طرف المصلحة المتعاقدة بصفة انفرادية.
تمثل هذه األعمال هي ق اررات إدارية يجوز الطعن فيها باإللغاء ،وال يتعلق هذا الطعن بإلغاء العقد
اإلداري ال مبرم ،لكن هناك إمكانية للوصول إلى دلك بواسطة نظرية الق اررات اإلدارية القابلة لإلنفصال
التي أقرها مجلس الدولة الفرنسي في ق ارره في قضية "مارتان" ،Arret martin aout 1905ولكن يالحظ أن
إلغاء القرار ال يؤدي تلقائيا ودائما إلى إلغاء العقد ،حيث أن اإلدارة تملك حسب ظروف كل قضية ،أن
تستخلص النتائج التي تترتب على إلغاء القرار اإلداري ،وذلك تحت رقابة القاضي.
ونظ ار ألن هذا اإلجراء قد ال يؤدي إلى إلغاء العقد اإلداري بواسطة تقنية الق اررات القابلة لإلنفصال،
فإن مجلس الدولة الفرنسي منح إمكانية جديدة للمترشحين المقصيين من الصفقات العمومية ،تسمح لهم
بالطعن في صحة العقد اإلداري ذاته ،وذلك بعد إبرامه ،مع إمكانية طلب التعويض في حالة وقوع الضرر
190
نتيجة اإلقصاء.
187خليفة عبد العزيز عبد المنعم ،اإلنجحراف بالسلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري ،دار الفكر الجامعي ،اإلسكندرية.2119،
الجزائري( نظرية الدعوى اإلدارية)،الطبعة الثالثة ،د م ج، 188عوابدي عمار ،النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي
الجزائر.2111،
ص.919-31 -189كتو محمد الشريف ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية ،المرجع السابق،ص
-190كتو محمد الشريف ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية ،المرجع السابق ،ص ص.919-31
91
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
بالمنافسة في الصفقات العمومية بقصد الحصول على امتيازات أو منافع غير مشروعة ،ويكون القاضي
191
الجزائي هو المختص بمتابعة هذه الممارسات.
يمكن قمع جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية بإجراءات المتابعة
والجزاء.
فيتم متابعة جنحة المحاباة وفقا لما هو منصوص عليه في قانون اإلجراءات الجزائية غير أن قانون
مكافحة الفساد قد نص على احكام مميزة منها أساليب التصدي المنصوص عليها في المادة 96فقرة
أولى ،192وهذا النص يشمل جميع الجرائم المنصوص عليها في قانون الفساد.يطبق على مسألة الدعوى
العمومية بالنسبة لجنحة المحاباة نص المادة 91فقرة 9و 2من قانون الفساد فتنص على عدم تقادم
الدعوى في تحويل عائدات الجريمة إلى خارج الوطن ،واإلحالة إلى أحكام قانون اإلجراءات الجزائية في
حالة عدم تحويل عائدات الجريمة إلى الخارج ،فتنص المادة 2من قانون اإلجراءات الجزائية أن التقادم
193
في مواد الجنح يكون بمرور 1سنوات.
وقد قرر المشرع لجريمة المحاباة عقوبة الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وغرامة من 2110111
بالنسبة للشخص الطبيعي وتوقع أيضا على الشخص الطبيعي عقوبات 194
دج إلى 91110111دج
تكميلية حسب المادة 9من قانون الفساد ،195أما الشخص المعنوي فالغرامة تتراوح من 91110111دج
إلى 91110111دج وذلك حسب المادة 92مكرر من قانون العقوبات ،196ونفس المادة كذلك نصت
على العقوبات التكميلية المقررة على الشخص المعنوي ،197ويستفيد من األعذار المعفية من العقوبة
المنصوص عليها في قانون العقوبات وفقا لنص الفقرة 9من المادة 11من قانون مكافحة الفساد.198
-191كتو محمد الشريف ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية ،المرجع نفسه ،ص ص.919-31
-192تنص المادة 96فقرة 9على « :من أجل تسهيل عملية جمع األدلة المتعلقة بالجرائم المنصوص عليها في هذا
القانون ،فيمكن اللجوء إلى التسليم المراقب أو اتباع أساليب تحر خاصة كالترصد اإلكترونيواإلختراق ،على النحو المناسب
وبإذن السلطة القضائية المختصة».
-193بوخندة لزهر ،المرجع السابق ،ص ص.13-16
-194شروقي محترف ،المرجع السابق ،ص ص.11-12
-195تكمن العقوبات التكميلية التي توقع على الشخص الطبيعي في :المنع من اإلقامة ،تحديد اإلقامة ،الحرمان من
ممارسة الحقوق المدنية والوطنية ،سحب جواز السفر ،إضافة إلى نشر أو تعليق حكم اإلدانة.
-196خضري حمزة ،الوقاية من الفساد ومكافحته في إطار الصفقات العمومية ،أعمال الملتقى الوطني حول مكافحة
الفسادوتبييض األموال (كلية الحقوق) ،جامعة تيزي وزو ،عدد ،1ص ص.61-11
-197تكمن العقوبات التكميلية التي توقع على الشخص المعنوي في :حل الشخص المعنوي ،غلق المؤسسة أو فرع من
فروعها لمدة ال تتجاوز خمس سنوات ،اإلقصاء من الصفقات العمومية لمدة ال تتجاوز خمس سنوات ،المنع من مزاولة
61
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
إضافة لذلك فقد قرر عقوبة على جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميون للحصول على امتيازات
غير مبررة ،تتمثل في الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وبغرامة تتراوح بين 2110111دج و
91110111دج وهذا للشخص الطبيعي ،وتطبق على الشخص المعنوي غرامة من 91110111دج إلى
91110111دج ،199وتنص كذلك المادة 23من قانون مكافحة الفساد على معاقبة مرتكب جريمة الرشوة
في مجال الصفقات العمومية بالحبس من عشر 91سنوات إلى عشرين 21سنة وبغرامة من
91110111دج إلى 21110111دج ،وهذا فيما يخص عقوبة الشخص الطبيعي ،أما الشخص المعنوي
فبإحالة المادة 91من قانون الفساد فيما يخص العقوبة المقررة له على أحكام قانون العقوبات ،فإن المادة
92مكرر منه تنص على أن عقوبة الشخص المعنوي في مواد الجنايات والجنح بغرامة تساوي من مدة
مرة 9إلى خمس مرات الحد األقصى لعقوبة الغرامة المقررة للشخص الطبيعي ،وبما أن جريمة الرشوة في
مجال الصفقات العمومية تأخذ وصف جناية فإن عقوبة الشخص المعنوي تكون غرامتها من 21110111
200
دج إلى 9101110111دج.
وفي األخير تنص المادة 19من قانون مكافحة الفساد على قمع جريمة أخذ فوائد بصفة غير
قانونية في مجال الصفقات العمومية ،ومن خالل استقرائنا لنص هذه المادة على أنه يعاقب مرتكب جريمة
أخذ فوائد بصفة غيال قانونية بالحبس من سنتين إلى عشر سنوات ،وبغرامة من 2110111دج إلى
91110111دج ،ونصت المادة 91من قانون مكافحة افساد على تطبيق أحكام قانون العقوبات فيما
يخض عقوبة الشخص المعنوي ،فتنص المادة 92مكرر منه على انه يطبق على الشخص المعنوي
عقوبة الغرامة التي تساوي من مرة واحدة إلى خمس مرات الحد األقصى للعقوبة المقررة على الشخص
201
الطبيعي ،وعليه تصبح عقوبة الشخص المعنوي من 91110111دج إلى 91110111دج.
إن ضمان عدم اإلخالل بالمنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية ال يكون إال بإحداث تكامل
بين مختلف االجهزة التي أحدثتها الدولة لمراقبة المنافسة في السوق أو الهياكل التقليدية للعمل سويا على
سد الثغرات القانونية التي يمكن أن تتسبب في اإلخالل أو تقيد بالمنافسة الحرة داخل السوق.
النشاط أو عدة أنشطة مهنية أو اجتماعية بشكل مباشر أو غير مباشرنهائيا ولمدة ال تتجاوز 9سنوات مصادرة الشيء
الذي استعمل في ارتكاب أو تنج عنها.
-198يستفي د من األعذار المعفية ،كل من ارتكب أو شارك في جريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا
القانون ،وقام قبل مباشرة إجراءات المتابعة بإبالغ السلطات القضائية أو اإلدارية أو الجهات المعنية عن الجريمة ويساعد
على معرفة مرتكبيها.
-199خضري حمزة ،المرجع السابق ،ص ص.61-11.
-200بوخندة لزهر ،بركاني شوقي ،المرجع السابق ،ص.99.
-201خضري حمزة ،المرجع السابق ،ص-ص.61-11.
69
الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
ولعل ما حدث في الجزائر أخي ار من تجاوزات في مجال الصفقات العمومية ما هو إال دليل على
أهمية احترام المنافسة ،في إطار هذا النوع من العقود اإلدارية ،وخاصة فيما يخص منح الصفقات التي
تكون مبالغها جد ضخمة ومنهكة للخزينة العمومية والمال العام وال يكون ذلك إال ب‘طاء حرية مطلقة
لكل هذه االجهزة في مراقبة كل إخالل بالمنافسة الحرة في السوق ،وهذا عن طريق إزالة "الشكل التزييني"
للقوانين التي تحمي للمنافسة ،كما أشار إليه الدكتور"رشيدزوايمية" حول النصوص القانونية في الجزائر.
وتعبر هذه الثغرات التي ميزت النصوص القانونية ،هي من أهم األسباب التي تؤدي إلى نشوء
منازعات بين أطراف عقد الصفقة العمومية.
فالجدير بإلشارة أن الصفقة العمومية بالنظر لطابعها التنموي كونها تتعلق بمشاريع الدولة أو اإلدارة
وجب أن يتبع في منازعاتها إجراءات خاصة وأحكام مميزة حتى ال يتعطل المشروع العام ،ويطولتواصل
النزاع بما يؤثرسلبا على مبدأ االستم اررية وبما يلحق ضرر بجمهور المنتفعين بخدمات المرفق العام ،وهذا
202
بالرجوع إلى المادة 999من المرسوم الرئاسي رقم 216-91يتعلق بالصفقات العمومية.
-202تنص المادة 999على «:تسوى النزاعات التي تطرأ عند تنفيذ الصفقة في إطار األحكام التشريعية المعمول بها ،غير أنه يجب على المصلحة
المتعاقدة ،دون المساس بتطبيق ه ذه األحكام ،أن تبحث عن حل ودي للنزاعات التي تطرأ عند تنفيذ صفقاتها كلما سمح الحل بما يأتي»000
62
خاتمة
خاتمة
لقد أثبت الواقع االقتصادي أن مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية يعد الوسيلة االنجع لضمان
حسن تسيير المال العام واالنفاق العمومي ومواكبة النمو االقتصادي الذي تشهده الجزائر خاصة فيما
يتعلق بموضوع الصفقات العمومية ،وذلك لضمان منافسة نزيهة وشفافة مع تكريس ميكانيزمات تسهل
التطبيق الفعلي لقواعد قانون المنافسة على الصفقات العمومية ،باعتبار هذه األخيرة من العقود اإلدارية
التي تتميز بها اإلدارة كصاحبة سلطة وسيادة في استخدام الموارد العمومية واستعمالها استعماال عقالنيا
لضمان المنافسة الحرة في السوق.
إذ ال يتأتى ذلك إال بمنح الممارسات التي يمكن لها المساس باإلجراءات المتعلقة بتنظيم الصفقات
والتي كثي ار ما تحدث بفعل المتعاملين أنفسهم أو من طرف اإلدارة المتعاقدة صاحبة مشروع الصفقة ،لهذا
فقد تم تعديل قانون الصفقات العمومية لهدف مواجهة الحاالت التي يتعرض فيها المنافسة إما للتقييد أو
العرقلة ،وذلك بإدراج نصوص جديدة مستوحاة من قانون المنافسة ،تفرض أوال على الشخص العام االلتزام
لعدم اإلخالل بواسطة ق ارراته والتزاما بكشف الممارسات ومعاقبة المتورطين فيها.
إن التحول الذي أصبح يميز الشخص المعنوي العام في اقتصاد السوق من متدخل إلى ضابط
ومراقب عن طريق مجلس المنافسة وذلك لتعزيز وتدعيم مبدأ الشفافية والمساواة باعتبارها مبادئ مترابطة
فيما بينها.
ويعد إخالل اإلدارة بالمنافسة الحرة مستوجب للمتابعة أمام المحاكم اإلدارية ،نظ ار ألن هذه
الممارسات وان كانت تتضمن تقييدا للمنافسة إال أن اتصالها بمهام المرفق العام وامتيازات السلطة العامة
يجعلها غير خاضعة الختصاص مجلس المنافسة.
غير أنه إذا كانت هذه الممارسات والإلعمال ال تتصل بمهام المرفق العام وممارسة امتيازات
السلطة العامة فهنا تضخع الحكام مجلس المنافسة.
ومن خالل دراستنا لنص المادة 2من قانون المنافسة نستنتج أن الشخص المعنوي العام يمكن أن
يخضع لقواعد المنافسة الحرة ،إذا كان نشاطه اقتصادي بحت ،ما يعدوا بنا إلى القول بأن المادة 2أعاله
ما هو إال تحصيل للمكانة التي أصبح المشرع الجزائري يوليها لكل من له عالقة بمصطلح المنافسة
عموما ومبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية خصوصا ،ولعل القيام الفعلي لمجلس المنافسة
في مارس سنة 2191لدليل واضح على النية الفعلية للمشرع الجزائري على إعطاء أكثر جدية ومصداقية
لمجلس المنافسة في مواجهة كل إخالل يمس بالمنافسة.
61
خاتمة
من خالل ما تقدم ،نستنتج أن المشرع الجزائري قد حاول إيجاد اآلليات القانونية واإلدارية والقضائية
التي من شأنها أن تؤدي إلى احترام كل ما هو متعلق بالمنافسة في إطار الصفقات العمومية ،ومع ذلك
فإن فعالية هذه اآللية تبقى نسبية إلى حد بعيد.
فاإلخالل بالمنافسة في الصفقات العمومية موجود وقائم ال يمكن غض النظر عنه ،نتيجة الثغرات
القانونية الموجودة من جهة ،ونتيجة صعوبة التحكم في المنافسة داخل السوق ،هذا ما يدفعنا إلى القول
من خالل دراستنا لهذا الموضوع باقتراحات على السلطات المختصة إلثراء المنظومة القانونية في هذا
الشأن حتى يتمكن أن ينتقص من التجاوزات التي تستنزف الخزينة العامة وتصيب المال العام.
على المشرع إصدار قانون يحدد شروط صارمة تتعلق بالكفالة والنزاهة والنجاعة للتعيين في
الوظائف التي يشرط مسؤولوها على إبرام وتنفيذ الصفقات العمومية.
الدعوة إلى اعتماد تكنولوجيا اإلعالم اآللي في إب رام الصفقات العمومية ،وخاصة في
مجال المناقصات والم زايدات اإللكترونية.
العمل على إحداث التكانل بين أهداف المنافسة الحرة والصفقات العمومية وذلك
حفاظا على المال.
الدعوة إل ى التنسيق بين أجه زة الرقابة الداخلية والخارجية ومجلس المنافسة والقضاء.
تجريم إب رام الصفقات العمومية عن طريق الت راضي ،نتيجة الضرر الذي يحدثه على
مبدأ المنافسة الح رة ،إذ تحول من استثناء إلى مبدأ.
إل زام إخطار مجلس المنافسة بجميع الممارسات المنافية للمنافسة لك ي يقمع هذه
الممارسات ،وتفعيل الدور الرقابي للمجلس.
من خالل ما سبق تظهر ضرورة احترام المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية ،وهذا لما لها
من وزن جد ثقيل على التسيير العقالني لكل ما هو مورد عمومي ،أموال طائلة في سبيل إبرامها.
69
قائمة المراجع
قائمة المراجع
63
.1زوزو زوليخة ،جرائم الصفقات العمومية وآليات مكافحتها في ظل القانون المتعلق بالفساد ،مذكرة لنيل شهادة
الماجستير في الحقوق (فرع قانون جنائي) ،جامعة ورقلة.2192 ،
.91شروقي محترف ،الصفقات العمومية والجرائم المتعلقة بها في قانون الفساد ،مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا
للقضاء ،الدفعة .2112 ،96
.99لخضاري أعمر ،إجراءات قمع الممارسات المنافية للمنافية في القانونين لجزائري و الفرنسي ،مذكرة لنيل شهادة
1
الماجستير(فرع قانون األعمال) ،جامعة تيزي وزو.2111،
.9ناصر نبيل ،المركز القانوني لمجلس المنافسة بين األمر رقم 16-19واألمر ،11-11مذكرة لنيل شهادة الماجستير
في القانون (فرع قانون األعمال) ،جامعة مولود معمري ،تيزي وزو.2111 ،
المقاالت: .III
.9خضري حمزة ،الوقاية من الفساد ومكافحته في إطار الصفقات العمومية ،أعمال الملتقى الوطني حول الفساد وتبييض
األموال ،جامعة تيزي وزو ،ص ص.61-11.
.2كتو محمد الشريف " ،حماية المستهلك من الممارسات المنافية للمنافسة" ،مجلة اإلدارة ،عدد ،2112 ،21ص
ص.36-91.
.1كتو محمد الشريف" ،حماية المنافسة في الصفقات العمومية" ،المجلة الجزائرية للعلوم القانونية اإلقتصادية والسياسية،
كلية الحقوق ،جامعة الجزائر ،عدد ،2191 ،2ص ص.919-31 .
.1لباد ناصر" ،السلطات اإلدارة المستقلة" ،مجلة إدارة ،عدد 2119 ،29ص ص.21-13
.9نسيغة فيصل" ،النظام القانوني للصفقات العمومية وآليات حمايتها" ،مجلة اإلجتهاد القضائي ،عدد ،9ب س ن ،ص
ص.911-991.
النصوص القانونية: .IV
الدساتير: أ-
مرسوم رئاسي رقم ،121-16مؤرخ في 3نوفمبر ، 9116يتعلق بنشر تعديل الدستور والموافقة عليه في استفتاء 22
نوفمبر ،9116ج.ر.ع .11
ب -النصوص التشريعية:
القوانين:
.9قانون رقم 92-21مؤرخ في 9جويلية ،9121يتعلق باألسعار ،ج.ر.ع 21مؤرخ في 91جويلية
(9121ملغى).
.2قانون رقم 19-16مؤرخ في 29محرم ،9123الموافق لـ 21فبراير ،2116يتعلق بالوقاية من الفساد
ومكافحته ،معدل ومتمم.
.1قانون رقم 11-12مؤرخ في 92صفر عام 9121الموافق لـ 29فبراير 2112المتعلق باإلجراءات المدنية
واإلدارية.
.1قانون رقم ،92-12المتعلق بالمنافسة مؤرخ في 29جمادى الثانية عام ،9121الموافق ل 29يونيو ،2112
ج.ر.ع ،16مؤرخ في 11يوليو .2112
.9قانون رقم ،19-91مؤرخ في 19رمضان ،9119الموافق ل 99غشت ،2191ج.ر.ع .16مؤرخ في 92
غشت سنة .2191
62
:األوامر
،9119 فيفري22 مؤرخ في،1 ج ر ع، يتعلق بالمنافسة9119 جانفي29 مؤرخ في16-19 أمر رقم.9
.)(ملغى
معدل2111 يوليو21 مؤرخ في،11 ج ر ع، يتعلق بالمنافسة،2111 يوليو91 مؤرخ في11-11 أمر رقم.2
ج ر،2112 يونيو سنة29 الموافق9121 جمادى الثانية عام29 مؤرخ في92-12 ومتمم بموجب قانون رقم
.2112 يوليو12 مؤرخ في،16 ع
:النصوص التنظيمية
والمتضمن الصفقات2191 أكتوبر13 الموافق لـ،9119 شوال22 مؤرخ في216-91 مرسوم رئاسي رقم.9
92 الموافق لـ9111 صفر21 مؤرخ في،21-92 بموجب المرسوم الرئاسي رقم. معدل ومتمم، جرع،العمومية
معدل ومتمم بموجب المرسوم،2192 يناير26 مؤرخ في1 والمتضمن الصفقات العمومية جرع2192 يناير
.2 ج ر ع،2191 يناير سنة91 الموافق9111 مؤرخ في أول ربيع األول عام11-91 الرئاسي رقم
11 ع.ر. ج، يتعلق بالترخيص لعمليات التجميع،2119 يونيو22 مؤرخ في291-19 مرسوم تنفيذي رقم.2
.2119 يونيو22 مؤرخ في
يحدد كيفيات الحصول على التصريح بعدم التدخل،2119 ماي92 مؤرخ في939-19 مرسوم تنفيذي رقم.1
.2119 ماي92 مؤرخ في19 ع.ر. ج،بخصوص اإلتفاقات وضعية الهيمنة على السوق
61
الفهرس
مقدمة 6 ...............................................................................................................
الفصل األول
تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
المبحث األول :عالقة الصفقات العمومية بمبدأ المنافسة الحرة 2 ...........................................................
المطلب األول :مفهوم مبدأ المنافسة الحرة والصفقات العمومية 8 ............... ................................ ................................
المبحث الثاني :مظاهر مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية 91.................................................
المطلب األول :طرق إبرام الصفقات العمومية 02 ............................... ................................ ................................
الفصل الثاني
اإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية
المبحث األول :الممارسات و الجرائم المخّلة بمبدأ المنافسة الحرة11........................................................
المطلب األول :الممارسات المقيدة بمبدأ المنافسة الحرة 42 ..................... ................................ ................................
الفرع األول :جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية 19...............................................
الفرع الثاني :جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميون للحصول على امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية 11......
32
ثالثا :الركن المعنوي11.................................................................................................
الفرع الرابع :جريمة أخذ فوائد بصفة غيرقانونية في مجال الصفقات العمومية16.............................................
المبحث الثاني :متابعة الممارسات والجرائم المخلّة بمبدأ المنافسة الحرة 13..................................................
المطلب األول :المتابعة اإلدارية 24 ............... ................................ ................................ ................................
الفهرس39.............................................................................................................
31