You are on page 1of 78

‫ﺟﺎﻣﻌﺔ ﻋﺑد اﻟرﺣﻣﺎن ﻣﯾرة –ﺑﺟﺎﯾﺔ‪-‬‬

‫ﻛﻠﯾﺔ اﻟﺣﻘوق واﻟﻌﻠوم اﻟﺳﯾﺎﺳﯾﺔ‬

‫ﻗﺳم ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل‬

‫إﺣﺗرام ﻣﺑدأ اﻟﻣﻧﺎﻓﺳﺔ اﻟﺣرة ﻓﻲ ظل‬


‫إﺑرام اﻟﺻﻔﻘﺎت اﻟﻌﻣوﻣﯾﺔ‬

‫ﻣذﻛرة ﻟﻧﯾل ﺷﻬﺎدة اﻟﻣﺎﺳﺗر ﻓﻲ اﻟﺣﻘوق‬

‫ﺷﻌﺑﺔ ﻗﺎﻧون اﻷﻋﻣﺎل‬

‫ﺗﺧﺻص اﻟﻘﺎﻧون اﻟﻌﺎم ﻟﻸﻋﻣﺎل‬

‫ﺗﺣت إﺷراف اﻷﺳﺗﺎذة‪:‬‬ ‫ﻣن إﻋداد اﻟطﺎﻟﺑﯾن‪:‬‬


‫ﺑراﻫﻣﻲ ﻓﺿﯾﻠﺔ‬ ‫ﻗﺑﯾس ﯾﺎﺳﯾن‬
‫زﻗﺎغ إﻟﯾﺎس‬

‫أﻋﺿﺎء ﻟﺟﻧﺔ اﻟﻣﻧﺎﻗﺷﺔ‪:‬‬

‫اﻷﺳﺗﺎذ ‪.....................................................................................................‬رﺋﯾﺳﺎً‬
‫اﻷﺳﺗﺎذة ﺑراﻫﻣﻲ ﻓﺿﯾﻠﺔ ‪..........................‬أﺳﺗﺎذة ﻣﺣﺎﺿرة‪..........................................‬ﻣﺷرﻓﺎً‬
‫اﻷﺳﺗﺎذ‪....................................................................................................‬ﻣﻣﺗﺣﻧﺎً‬

‫اﻟﺳﻧﺔ اﻟﺟﺎﻣﻌﯾﺔ‬
‫‪2013-2012‬‬
‫إهـداء‬
‫أهدي هذا العمل المتواضع إلى كل من أعانني بكثير أو بقليل‬
‫إلنجازه‪:‬‬
‫إلـى‬
‫الوالدين أطال اهلل في عمرهما‪.‬‬
‫إلى كل إخوتي وأخواتي‪.‬‬
‫كل األهل واألقارب‪.‬‬
‫كل الزمالء والزميالت‪.‬‬
‫إلـيـاس‬
‫إهـداء‬
‫قد تعجز الكلمات عن إهداء هذا العمل المتواضع إلى كل من‬
‫يستحقه‪ ،‬لذا أرجو أن ال أكون قد نسيت ذكر أحد قد ساهم بقليل‬
‫أو بكثير في إعداد هذا العمل من كل نواحيه المادية و المعنوية‬
‫أهدي ثمرة جهدي وتعبي إلى‪:‬‬
‫الوالدين العزيزين أطال اهلل في عمرهما‪.‬‬
‫إلى كل إخوتي‪.‬‬
‫كل األهل واألقارباء‪.‬‬
‫كل الزمالء والزميالت‪.‬‬
‫ياسـيـن‬
‫شكر وعرفان‬
‫عز وجل الذي أعاننا في إتمام هذه‬
‫بادئ ذي بدء‪ ،‬نحمد اهلل ّ‬
‫المذكرة‪ ،‬ولنا الشرف أن نتقدم بجزيل الشكر والتقدير إلى األستاذة‬
‫المحترمة "براهمي فضيلة" التي أشرفت على إعداد هذه المذكرة‪،‬‬
‫وساعدتنا في إنجازها بنصائحها وارشداتها القيمة‪ ،‬وال شيئ إال‬
‫لجعل هذا العمل متكامال وفي مستوى المطلوب‪.‬‬
‫كما ال ننسى أن نخص بأسمى عبارات الشكر إلى كل من مد لنا‬
‫العون إلنجاز هذا العمل‪.‬‬
‫إلياس‪/‬ياسين‬
‫قائمة المختصرات‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‪:‬‬

‫المعنى‬ ‫المختصر‬

‫بدون سنة نشر‬ ‫ب‪.‬س‪.‬ن‬

‫جريدة رسمية‬ ‫ج‪.‬ر‬

‫بدون سنة مناقشة‬ ‫د‪.‬س‪.‬م‬

‫دار المطبوعات الجامعية‪.‬‬ ‫د‪.‬م‪.‬ج‬

‫عدد‬ ‫ع‬

‫من الصفحة إلى الصفحة‬ ‫ص‪-‬ص‬

‫صفحة‬ ‫ص‬

‫طبعة‬ ‫ط‬

‫ثانيا باللغة الفرنسية‬

‫‪Abréviation‬‬ ‫‪Signification‬‬
‫‪N°‬‬ ‫‪Numéro‬‬
‫‪Ed‬‬ ‫‪Édition‬‬
‫‪Op.cit‬‬ ‫‪Ouvrage précédemment cité‬‬
‫‪P‬‬ ‫‪Page‬‬
‫‪p.p.‬‬ ‫‪De la page à la page‬‬
‫‪Idem‬‬ ‫‪Même ouvrage‬‬
‫‪Ibid‬‬ ‫‪Même ouvrage de la même page.‬‬
‫مقدمة‬
‫مقدمة‬

‫تعتبر المنافسة الحرة من سنن الفطرة الكونية للبشر‪ ،‬الهدف منها التفوق في مجاالت األعمال‬
‫واألنشطة أيا كانت طبيعتها‪ ،‬فالمنافسة ال زمت النشاط اإلقتصادي حتى اتصفت بكونها أحد الشروط‬
‫الالزمة الحترافه‪.‬‬

‫والحقيقة التي ال نزاع فيها‪ ،‬أن المنافسة نوع من الحرية في مزاولة النشاط اإلنساني بصفة عامة‬
‫والنشاط االقتصادي بصفة خاصة‪ ،‬فهي تعبير عن حرية الصناعة والتجارة التي يقصد منها حرية كل‬
‫شخص في مزاولة أي نشاط من اختياره ودون رقابة أو ترخيص مسبق‪ ،‬بالتالي باتت المنافسة أم ار طبيعيا‬
‫ومبدءا أساسيا في عالم االقتصاد‪ ،‬وهذا بعد أن تأكد أن حرية التجارة وحرية المنافسة وجهان لعملة واحدة‪.‬‬

‫فإذا كانت المنافسة في حد ذاتها أم ار ضروريا ومشروعا فإن المنافسة لها حدود وقيود ينبغي على‬
‫المتعاملين االقتصاديين احترامها‪ ،‬وذلك بمراعاة أن تكون المنافسة في حدود القانون والعادات التجارية‬
‫دون التعدي والمساس بحقوق المتنافسين اآلخرين‪.‬‬

‫إن أغلبية األنظمة القانونية تأخذ بمبدأ حرية المنافسة التي أخذت بتشريعات مناهضة لالتفاقيات‬
‫‪Législations anti-Trusts‬‬

‫إذ يقوم على ث ار فقهي قضائي تمتد جذوره إلى أواخر القرن ‪ ،91‬إبان صدور قانون شيرمان ‪9111‬‬
‫وما تاله من تشريعات أهمها قانون كاليتون لسنة ‪ ، 9191‬وبعد ذلك فإن العديد من الدول ذات االقتصاد‬
‫الحر إتبعت نفس المسار والتي أخذت بمثل هذه التشريعات مثل بريطانيا وألمانيا ةغيرها‪ ،‬إال أن المشرع‬
‫الفرنسي قد تأخر في تنظيمه للمنافسة التجارية بشكل يواكب ما وصل إليه هذا العلم في دول النظام‬
‫األنجلوأمريكي‪ ،‬بحيث لم يحدث ذلك إال بعد صدور مرسوم ‪ 11‬أوت ‪ 9191‬الذي أعد نظام أولي‬
‫‪1‬‬
‫ومحدود‪.‬‬

‫إن ما تشهده الجزائر خالل السنوات األخيرة من تحوالت اقتصادية وسياسية ألسباب داخلية‬
‫وخارجية‪ ،‬وتحولها من نظام اشتراكي مبني على الملكية العامة لوسائل إلنتاج ومركزية التخطيط إلى نظام‬
‫اقتصاد حر يقدس الملكية الخاصة وحرية المنافسة بين المبادرات الفردية‪ ،‬أوجب على الجزائر إعادة‬
‫‪2‬‬
‫النظر في مختلف مفاهيمها االقتصادية وايجاد األطر الكفيلة لمسايرة هذه التحوالت‪.‬‬

‫‪-1‬ناصري نبيل‪ ،‬المركز القانوني لمجلس المنافسة بين األمر رقم ‪ 16-19‬و األمر ‪ ،11-11‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون (فرع قانون األعمال)‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزيوزو‪ ،2111 ،‬ص ص‪.2-9‬‬
‫‪ -2‬بوالخضرة نورة‪ ،‬مبدأ المنافسة الحرة في القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون(فرع قانون‬
‫إصالحات إقتصادية)‪،‬جامعة جيجل‪ ،2116 ،‬ص‪.9‬‬

‫‪2‬‬
‫مقدمة‬

‫ولعل المتتبع للحركة التشريعية في الجزائر بإمكانه مالحظة إنعكاس هذا التحول‪ ،‬من خالل مجمل‬
‫القوانين واألوامر الصادرة وذلك استجابة لالنتقال من اقتصاد موجه إلى اقتصاد سوق يقوم على مبدأ حرية‬
‫‪3‬‬
‫التجارة والصناعة وحرية المنافسة‪.‬‬

‫فتطبيق هذه اإلصالحات من طرف الجزائر أدى إلى بروز فرع جديد من فروع القانون العام‪ ،‬أال‬
‫وهو قانون المنافسة الذي تضمنه األمر رقم ‪ 16/19‬المؤرخ في ‪ 29‬جانفي ‪ 9119‬والمتعلق بالمنافسة‪،‬‬
‫فهذا األمر جاء لوضع قواعد وأسس قانونية بدل التشريع القديم الخاص باألسعار‪ ،‬بحيث تنص المادة‬
‫األولى منه على تنظيم وترقية المنافسة الحرة‪ ،‬وتبرز أهمية هذا القانون في كونه السبب الرئيس في‬
‫االنتقال من نظام لرتكز على االقتصاد الموجه إلى نظام اقتصاد أين تسود فيه حرية المبادرة الخاصة‪ ،‬إذ‬
‫يعد من النصوص الرسمية التي اعترفت ضمنيا بمبدأ حرية المبادرة ‪ Liberté d’entreprendre‬قبل أن‬
‫ّ‬
‫يكرسها دستور ‪ 96‬نوفمبر ‪ 9116‬بصفة صريحة‪ ،‬حيث تنص المادة ‪ 13‬منه على أنه‪« :‬حرية التجارة‬
‫والصناعة مضمونة وتمارس في إطار القانون»‪4.‬كما تم تدعيم هذا البرنامج اإلصالحي بإصدار أمر‬
‫جديد متعلق بالمنافسة رقم ‪ 11/11‬والذي يتضمن أسس قانون المنافسة وتنظيم قواعد حمايته‪ ،‬وجاء بعد‬
‫‪5‬‬
‫ذلك تعديل قانون المنافسة لسنة ‪ 2112‬و‪.2191‬‬

‫وبذلك فقد رافقت عملية سن سياسة المنافسة الحرة في الجزائر تغير جذري في مميزات االقتصاد‬
‫الجزائري‪ ،‬ومن بينها التغير الذي أحدثه المضرع في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬الذي أدرجه ضمن قواعد‬
‫قانون المنافسة وذلك بنص المادة ‪ 2‬من قانون رقم ‪ 92/12‬المتعلق بالمنافسة في نصه‪« :‬تطبق أحكام‬
‫هذا االمر على ‪....‬الصفقات العمومية ابتداء من اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النهائي‬
‫للصفقة»‪ ،‬وهو المجال الذي يهمنا في هذه الدراسة‪.‬‬

‫إن إعمال المنافسة الحرة في مجال الصفقات العمومية يعد من الشروط األساسية التي يتوقف‬
‫عليها نجاح الطلبات العمومية‪ ،‬فالمنافسة بما تثيره من تعدد في العروض وتنوع في الخيارات‪ ،‬تسمح‬
‫لإلدارات العمومية باستخدام الموارد العمومية استخداما عقالنيا ورشيدا‪ ،‬ويضفي على طلباتها قد ار من‬

‫‪ -3‬لخضاري أعمر‪ ،‬إجراءات قمع الممارسات المنافية للمنافية في القانونين لجزائري و الفرنسي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير(فرع قانون األعمال)‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ 2111،‬ص‪.2‬‬
‫‪ -4‬مرسوم رئاسي رقم ‪ 121/16‬مؤرخ في ‪ 13‬نوفمبر ‪ ،9116‬يتعلق بنشر تعديل الدستور الموافق عليه في استفتاء ‪ 22‬نوفمبر سنة ‪ ،9116‬ج ر‬
‫ع ‪.11‬‬
‫‪-5‬جالل مسعد‪ ،‬مبدأ المنافسة الحرة في القانون الوضعي‪ ،‬مذكرة ل نيل شهادة الماجستير في القانون (فرع قانون أعمال)‪،‬‬
‫جامعة تيزي وزو‪ ،2192 ،‬ص‪.1‬‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫الشفافية‪ ،‬وهي كذلك بما تتيحه للمؤسسات من فرص الوصول لتلك الطلبات تعد أفضل وسيلة لتحقيق‬
‫‪6‬‬
‫حقوقها المشروعة في ممارسة حرية التجارة والمنافسة‪.‬‬

‫وعليه فقد أولى المشرع لموضوع احترام مبدأ المنافسة الحرة في عملية الصفقات العمومية الذييهدف إلى‬
‫تح ديد األحكام الخاصة بالمنافسة والتسابق لنيل الطلبات العمومية‪ ،‬وقانون المنافسة الذي يرمي إلى تنظيم‬
‫المنافسة وتحديد قواعد حمايتها لزيادة الفعالية االقتصادية وتحسين معيشة المستهلكين‪.‬‬

‫وبالرغم من أن النصين القانونيين معا لم يتضمنا أي مقتضى للربط بين أحكامهما إال أنه من‬
‫المتيسر استنباط عناصر التقاطع بين أحكامهما سواء من حيث الضمانات المتعلقة بحرية الدخول‬
‫للطلبات العمومية‪ ،‬أو المساواة بين المتنافسين وتوفير العالنية والشفافية إلجراء الصفقات‪.‬‬

‫ومن أجل توفير الضمانات الالزمة لحرية المنافسة‪ ،‬فإن المشرع أدخل أحكاما جديدة في قانون‬
‫الصفقات العمومية مستوحاة من قانون المنافسة‪ ،‬الذي هو في األصل قانون خاص بالنشاط االقتصادي‪،‬‬
‫وفي مقابل هذا فقد عمد المشرع إلى ادراج أحكام تنتمي إلى القانون العام في صلب قانون المنافسة الذي‬
‫يحكم النشاط االقتصادي والتجاري بقصد اضفاء المزيد من الحماية بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام‬
‫‪7‬‬
‫الصفقات العمومية‪.‬‬

‫وجاءت مختلف األهداف التي جذبتنا الختيار دراسة مبدأ المنافسة الحرة وضمان احترامه في إبرام‬
‫الصفقات العمومية في عدة نقاط أهمها‪:‬‬

‫أوال‪ :‬كون احترام مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية يدل على وجود إرادة سياسية‬
‫تهدف إلى تعميق آليات السوق والحرية االقتصادية‪ ،‬وهذا بتكريسها في أجهزة الدولة وادخالها في المجال‬
‫اإلداري‪ ،‬ومن ثمة إلزام األشخاص العامة باحترام مبدأ المنافسة الحرة ومراعاته أثناء إبرام الصفقات‬
‫العمومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬االستغالل العقالني لألموال والنفقات العامة‪ ،‬وال يكون ذلك إال عن طريق حظر اإلخالل‬
‫بتنظيم الصفقات العمومية سواء كان بفعل المقاوالت أو الشخص العام اإلداري‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬استيجاب تدخل المحاكم اإلدارية والقضاء ومجلس المنافسة بقمع هذا اإلخالل‪.‬‬

‫‪ -6‬كتو محمد الشريف‪" ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية"‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية اإلقتصادية والسياسية‪،‬‬
‫ص‪.919-31‬‬ ‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬عدد ‪ ،2191 ،2‬ص‬

‫ص‪.919-31‬‬ ‫‪ -7‬كتو محمد الشريف‪" ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‬

‫‪1‬‬
‫مقدمة‬

‫على أساس ما تقدم‪ ،‬وبالنظر إلى أهمية كل هذه األهداف‪ ،‬توصلنا إلى طرح إشكال حول إلزامية‬
‫المصلحة المتعاقدة في احترام مبدأ المنافسة الحرة في إب ارم الصفقات العمومية واآلثار المترتبة في حالة‬
‫اإلخالل بذلك؟‬

‫وفي هذا الصدد لجأنا في دراستنا إلى تقسيم مذكرتنا إلى فصلين‪ ،‬إذ خصصنا الفصل األول في‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الص فقات العمومية وذلك بتبيان الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة‬
‫الحرة‪ ،‬وبعد ذلك دراسة مختلف المراحل واإلجراءات التي تمر بها الصفقة العمومية‪.‬‬

‫أما الفصل الثاني فتطرقنا فيه إلى اإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬سواء‬
‫كان عن طريق الممارسات المقي دة للمنافسة الحرة أو عن طريق جرائم الفساد في إبرام الصفقات العمومية‪،‬‬
‫وتبيان مختلف القوانين واألجهزة التي تقمع هذا اإلخالل‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫الفصل األول‪:‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام‬
‫الصفقات العمومية‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫تعتبر المنافسة الحرة نوع من الحرية في مزاولة النشاطات اإلنسانية عامة واالقتصادية خاصة‪ ،‬ومن أجل‬
‫ذلك اعترف بها القانون وعمل على حمايتها‪.‬‬

‫فأغلبية األنظمة الحديثة تتبنى االقتصاد الليبرالي القائم على حرية العرض والطلب والذي يترتب‬
‫عنه األخذ بمبدأ حرية المنافسة في األسواق اإلقتصادية‪ ،‬وبذلك تعتبر المنافسة الوسيلة األساسية التي‬
‫تدفع بإ قتصاد السوق إلى أعلى مقاماته بغية إزالة كل العقبات والعراقيل التي تحول دون الدخول إلى‬
‫‪8‬‬
‫مختلف الميادين والقطاعات اإلقتصادية‪.‬‬

‫إن ظهور مبدأ المنافسة الحرة وتكريسه في مختلف تشريعات الدول المعاصرة أدى إلى إستدراجه‬
‫في عدة مواضيع ومجاالت ومن بينها مجال الصفقات العمومية‪ ،‬فإعمال هذا المبدأ في مجال الصفقات‬
‫العمومية يعد من الشروط األساسية التي يتوقف عليها نجاح الطلبات العمومية‪.‬‬

‫وقد رّكزنا في دراستنا في هذا الجزء من البحث على كيفية إدراج مبدأ المنافسة الحرة ضمن إطار‬
‫الصفقات العمومية (مبحث األول)‪ ،‬باإلضافة إلى تبيان مظاهر إحترام هذا المبدأ في إطار إبرام الصفقات‬
‫العمومية (مبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ -8‬بو الخضرة نورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪1‬‬

‫‪3‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬عالقة الصفقات العمومية بمبدأ المنافسة الحرة‬

‫تتجلى عالقة الصفقات العمومية بمبدأ المنافسة الحرة من خالل تكريس مبدأ المنافسة الحرة في‬
‫تمر به ا الصفقات العمومية‪ ،‬وال يتحقق هذا األمر إال من خالل البحث في مدى‬
‫مختلف المراحل التي ّ‬
‫خضوع هذه األخيرة لمبدأ المنافسة الحرة‪ ،‬وبهذا الصدد سوف نحاول أن نتناول مفهوم المنافسة الحرة‬
‫والصفقات العمومية (مطلب أول)‪ ،‬ومن ثمة نتطرق إلى مدى خضوع الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة‬
‫الحرة (مطلب ثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم مبدأ المنافسة الحرة والصفقات العمومية‬


‫أصبحت المنافسة الحرة صبغة يصبغ بها عامل األعمال بمختلف أنشطته وميادينه وأيا كانت‬
‫طبيعته‪ ،‬والصفقة العمومية هي عقد إداري يمارسه وفق مراحل واجراءات البد أن تكون ممارسة وفقا لمبدأ‬
‫المنافسة الحرة‪.‬‬

‫ولإلحاطة بمفهوم مبدأ المنافسة الحرة والصفقات العمومية البد من وضع تعريف لمبدأ المنافسة‬
‫الحرة (فرع أول) وكذاك تعريف الصفقات العمومية (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف مبدأ المنافسة الحرة‬


‫معبرة عن‬
‫لقد باتت المنافسة الحرة أم ار طبيعيا أساسيا في عالم اإلقتصاد بعد أن أصبحت ّ‬
‫ديمقراطية النشاط اإلقتصادي‪ ،‬لذلك سوف نبين اهتمام القانونيين واإلقتصاديين بهذا المبدأ (أوال)‪ ،‬ثم‬
‫مر به هذا المبدأ (ثانيا) والنظم‪ 9‬إليها كهدف وغاية‬
‫نتطرق إلى نظريات تقليدية وحديثة تبين التطور الذي ّ‬
‫يعمل على تحقيقه (ثالثا)‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬التعريف القانوني واإلقتصادي‬

‫المنافسة نزعة فطرية تدعو إلى بذل الجهد في سبيل التفوق والمنافس تقابل التنافس‪ ،‬ففي القرآن‬
‫الكريم بعد التصوير القرآني للنعم التي يلقاها المؤمنون حثهم اهلل –سبحانه وتعالى‪ -‬على التنافس في عمل‬
‫الخير حتى ينالوها‪ ،‬فتقول اآلية الكريمة‪« :‬ختامه مسك وفي ذلك فليتنافس المتنافسون»‪ ،10‬وفي ذلك‬
‫اختلفت التعاريف في شأن مفهوم المنافسة لتصب في أن المنافسة عبارة عن تزاحم أو تضارب للمصالح‬
‫لنجدها في نهاية األمر مقسمة بين اتجاهين أحدهما قانونيو اآلخر اقتصادي‪.‬‬

‫‪ -9‬بو الخضرة نورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬


‫‪ -10‬اآلية‪ 26 :‬من سورة المطففين‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪.0‬التعريف القانوني‬
‫استعمل مصطلح المنافسة في بادئ األمر في التعبير القانوني الكالسيكي بمعنى التسابق‪ ،‬أي‬
‫تسابق الدائنين في ترتيبهم الستيفاء ديونهم لدى المدين المفلس‪ ،‬ولم يعرف النور بشكله الحالي إلى في‬
‫بدايات القرن الـ‪91‬م‪ ،‬حيث اضطرت بعض الدول للتدخل أمام المؤسسات اإلقتصادية الكبيرة نظ ار لتعسفها‬
‫في الهيمنة‪ ،‬وه و األمر الذي قامت به الواليات المتحدة األمريكية البادئة إلى وضع قانون ‪Shanon-act‬‬
‫‪11‬‬
‫سنة ‪ 9211‬وقانون ‪ Clatyonact‬سنة ‪ ،9191‬وذلك بهدف ضمان السير الحسن للسوق‪.‬‬

‫كذلك صدور األمر المؤرخ في ‪ 11‬أوت ‪ 9191‬فرنسا وانتشرت بعد ذلك مختلف التشريعات‬
‫‪12‬‬
‫المتعلقة بحماية المنافسة لتصبح على ما هو عليه اليوم في مختلف دول العالم‪.‬‬

‫أما التشريع الجزائري فقد تناول موضوع المنافسة الحرة أول مرة من خالل قانون ‪ 92-21‬المتعلق‬
‫باألسعار لسنة ‪ ، 9121‬فبالرغم من أنه ال يعرف المنافسة بشكل صريح إال أنه نظم جميع المخالفات‬
‫المتعلقة بقانون المنافسة‪ ،13‬بعد ذلك جاء أول قانون للمنافسة في ‪ 29‬جانفي ‪ 9119‬والذي نظم المنافسة‬
‫الحرة بصفة صريحة‪ ،14‬إلى أن جاء دستور ‪ ،9116‬حيث نصت المادة ‪ 13‬منه على‪« :‬حرية التجارة‬
‫والصناعة مضمونة وتمارس في إطار القانون»‪ ،‬فالمشرع منح حرية المنافسة لألشخاص مع مراعاة قوانين‬
‫التجارة والضبط االقتصادي‪ ،‬وبد ذلك جاءت عدة تعديالت لقانون المنافسة لسنوات ‪-2112-2111‬‬
‫‪ ،152191‬وتبقى في مدلولها القانوني العام تعني المزاحمة القائمة على الملكية الخاصة وحرية التجارة‬
‫والصناعة‪.‬‬

‫يتبين لنا بأن المنافسة الحرة لم يقدم لها تعريفا قانونيا جامعا ومانعا وانما كانت اإلشارة إليها‬
‫بالمفهوم العكسي والسلبي ويتضح ذلك من خالل معاقبة مختلف التشريعات للممارسات المقيدة والمنافية‬
‫‪16‬‬
‫للمنافسة‪.‬‬

‫‪.2‬التعريف اإلقتصادي‬
‫لقد أثار مبدأ المنافسة الحرة منذ القرن ‪ 91‬اختالفا وجداال واسعابين مختلف المدارس االقتصادية‪،‬‬

‫‪-11‬بو الخضرة نورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.99-91‬‬


‫‪ -12‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.91-92‬‬
‫‪ -13‬قانون رقم ‪ 92-21‬مؤرخ في ‪ 9‬جويلية ‪ 9121‬يتعلق باألسعار‪ ،‬ج ر ع ‪ 21‬مؤرخ في ‪ 91‬جويلية ‪ ،9121‬ملغى‪.‬‬
‫‪ -14‬أمر رقم ‪ 16-19‬مؤرخ في ‪ 29‬جانفي ‪ 9119‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬ج ر ع ‪ 1‬مؤرخ في ‪ 22‬فيفري ‪ ،9119‬ملغى‪.‬‬
‫‪15‬‬
‫‪- ZOUAIMIA Rachid, Remarques critiques sur le contentieux des décisions du conseil de la concurrence en‬‬
‫‪droit algérien, revue El Mouhamat, n°2, décembre 2004, p35.‬‬
‫‪ -16‬جالل مسعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬

‫‪1‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫فهناك من ينظر إلى المنافسة من خالل أشخاصها‪ ،‬وهناك أيضا من ينظر إليها من حيث‬
‫موضوعها‪.‬‬
‫ولقد عرف "أدم سميث ‪ "Adam Smith‬المنافسة الحرة بأنها‪« :‬تعبير عن نوع معين من السلوك أو‬
‫باألحرى استعداد ذهني لتكون بذلك المنافسة مفيدة في حد ذاتها فتؤدي آثارها بصفة طبيعية إلى استفادة‬
‫‪17‬‬
‫الجميع‪ ،‬لتحقيق المنفعة العامة والصالح العام في نهاية األمر»‪.‬‬

‫واستنادا إلى قول "أدم سميث" «دعه يعمل أتركه يمر»‪ ،‬فعلى الدولة أال تتدخل من أجل تنظيم‬
‫االقتصاد كوضع قواعد قانونية تعيق المبادرة الفردية وحريتها‪ ،‬إال أن ذلك ال يمنع الدولة من وضع بعض‬
‫القيود العامة كبعض القوانين التي تكون ضد المنافسة غير المشروعة لضمان التعامل النزيه في مختلف‬
‫‪18‬‬
‫النشاطات االقتصادية‪.‬‬

‫إن تحقيق المنافسة الحرة البد أن يكون مرغوبا فيه بشدة‪ ،‬فالدولة التي تنتج النظام الرأسمالي تقوم‬
‫بغرض قوانين تتدخل من خاللها لتنظيم قواعد المنافسة الحرة‪ ،‬وبناء على ذلك ظهر اتجاه حديث من‬
‫علماء االقتصاد ينادي بضرورة تقييد المنافسة بجملة من الشروط تهدف إلى منع اإلساءات المترتبة عن‬
‫االستعمال غير المشروع لهذه المنافسة‪ ،‬مما أفقدها خاصية المزاحمة والتسابق وبذل الجهد للتفوق على‬
‫‪19‬‬
‫المتنافسين اآلخرين‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬تطور مبدأ المنافسة الحرة‬

‫تب دو فكرة المنافسة واضحة حينما ينظر إليها كسلوك أو أداء من أجل التفوق في مجاالت األعمال‬
‫واألنشطة االقتصادية‪ ،‬فكان ينظر إليها في القرن ‪ 92‬على أنها أحد الشروط الالزمة الحتراف النشاط‬
‫االقتصادي‪ ،‬إال أن االقتصاديون المعاصرون قد نادوا بضرورة التمسك بالمفهوم الديناميكي والفعال‬
‫للمنافسة‪ ،‬ليشكل هذا الطرح محور بحث مستمر لدى عدد كبير من علماء االقتصاد‪.‬‬

‫‪. 0‬المنافسة التامة أو الكاملة‬


‫على الرغم من اختالف فقهاء اإلقتصاد حول إمكانية وجود ما يسمى بالمنافسة التامة في الحياة‬
‫الكاملة‪ ،‬إال أنها تعتبر من إحدى األركان العامة في اقتصاديات السوق فهي تتسم بافتراض وجود عدد‬
‫‪20‬‬
‫كبير من البائعين والمشترين ببعضهم البعض‪ ،‬فحتى تتم المنافسة التامة وجب أن تتجه جميع‬

‫‪ -17‬بو الخضرة نورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.99-91‬‬


‫‪ -18‬حسين عبد الحميد‪ ،‬أحمد رشوان‪( ،‬اإلقتصاد‪ ،‬دراسة في علم اإلجتماع اإلقتصادي)‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪ ،2112 ،‬ص‪.961‬‬
‫‪19‬‬
‫‪- MOUSSERON (JM)-SELINNSKY (V), le droit Français nouveau de la concurrence, 2ème éd, Paris, 1988,‬‬
‫‪p7.‬‬
‫‪ -20‬بوالخضرة نورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.92-93‬‬

‫‪91‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫المؤسسات اإلنتاجية إلى إنتاج سلع متجانسة أو خدمات متشابهة‪ ،‬وبذلك ال يشعر المستهلك بوجود أي‬
‫فارق بين سلعتين مثال‪ ،‬ما يجب أن يتعرف المتعاملين في السلعة بظروف السوق وحرية انتقال المواد‬
‫اإلنتاجية وانعدام نفقات نقل السلع‪ ،21‬وبهذه الظروف نستبعد ظهور فروق أسعار أو اختالف أسعار المواد‬
‫اإلنتاجية بين المنشآت أو ظهور نفقات السلع‪ ،‬وعلى هذا األساس يمكن الوصول إلى تحقيق منافسة‬
‫‪22‬‬
‫كاملة خالية من العيوب‪.‬‬

‫‪. 2‬المنافسة الفعلية أو الفعالة‬


‫المنافسة الفعلية أو الفعالة هي عبارة عن منافسة في سوق تبقى مفتوحة‪ ،‬حيث تترجم فيه تعديالت‬
‫العرض والطلب واألسعار‪ ،‬وحيث ال يكون اإلنتاج والمبادالت محددة إصطناعيا‪ ،‬وممارسة النشاط‬
‫اإلقتصادي في ظروف مماثلة حيث تكون المنافسة ممكنة للجميع‪ ،‬فالمنافسة الفعالة تتصف بحرية النشاط‬
‫وسرعة اتخاذ الق اررات لمالحظة المتغيرات المحلية والعالمية واإلقتصاديةواإلجتماعية‪ ،23‬لهذا وجب النظر‬
‫إلى المنافسة نظرة ديناميكية متطورة‪ ،‬ففهم المنافسة الحرة كما تنادي به نظرية المنافسة التامة أمر يخالف‬
‫‪24‬‬
‫الحقائق اإلقتصادية المتعارف عليها‪.‬‬

‫ومعايير المنافسة الفعلية باعتبارها متطورة تتمثل حسب ما يراه مجلس المنافسة الفرنسي في احترام‬
‫شرط استقالل ق اررات المؤسسات المتواجدة في السوق‪ ،‬واحترام شرط عدم علم المنافس بق اررات‬
‫‪25‬‬
‫اإلستراتيجية‪ ،‬وعدم إقامة حواجز أمام الراغبين في الدخول إلى السوق‪.‬‬

‫ويترتب على اعتبار المنافسة مسا ار متطو ار لجوء السلطات المكلفة إلى منع بعض الممارسات‬
‫الصادرة عن المؤسسات بصورة مطلقة وآلية حتى وان بدت ال تتماشى مع مقتضيات السوق التنافسي‪،‬‬
‫ذلك أن الواقع قد يجبر المؤسسات على إقامة عالقات تنظيمية جد معقدة فيما بينها كعالقات التعاون‬
‫واإلندماج‪.‬‬
‫‪26‬‬
‫غير أنه ال ينبغي أن تشكل درجة التركز عائقا أمام دخول المتنافسين إلى السوق‬

‫‪ -21‬بوالخضرة نورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.92-93‬‬


‫‪22‬‬
‫‪- Marie-Anne FRISON-Roche, MARIE-STEPHANE PAYET, droit de la concurrence, édition DALLOZ,‬‬
‫‪Paris, 2006, p31.‬‬
‫‪ -23‬جالل مسعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -24‬بوالخضرة نورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪25‬‬
‫‪- MALAURIE-VIGNAL (M), droit interne de la concurrence, ArmondCollin, Paris, 1996, p26.‬‬
‫‪ -26‬بوالخضرة نورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬

‫‪99‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثالثاً‪ :‬أهداف المنافسة الحرة في التشريع الجزائري‬

‫بالرجوع إلى المادة األولى من األمر رقم ‪ 16-19‬المتعلق بالمنافسة نالحظ أن المشرع الجزائري قد‬
‫نص على هدفين أساسيين للمنافسة الحرة وهما زيادة الفعالية اإلقتصادية وهو هدف اقتصادي وتحسين‬
‫معيشة المستهلكين وهو هدف اجتماعي "يهدف هذا األمر إلى تنظيم المنافسة الحرة وترقيتها والى تحديد‬
‫قواعد حمايتها قصد زيادة الفعالية االقتصادية وتحسين معيشة المستهلكين"‪ ،27‬فالمنافسة حسب هذه المادة‬
‫ما هي إال وسيلة لبلوغ الفعالية االقتصادية وتحسين معيشة المستهلكين‪ ،‬وهي ليست الوسيلة الوحيدة‬
‫لتحقيق هذه األهداف‪ ،‬بل هناك وسائل أخرى تساهم بدورها في تحقيق ذلك بدليل أن المشرع استعمل‬
‫عبارة زيادة الفعالية االقتصادية وذلك لإلشارة إلى أن تحقيق الفعالية االقتصادية وتحسين مستوى معيشة‬
‫المستهلكين ال تتوقف على المنافسة وحدها بل يمكن أن تساهم عوامل أخرى في التنمية االقتصادية‬
‫‪28‬‬
‫ورفاهية المستهلكين‪.‬‬

‫ويالحظ أن المادة األولى من األمر رقم ‪ 11-11‬المتعلق بالمنافسة قد جاء بتعديل طفيف للمادة‬
‫األولى من قانون ‪ ،16-19‬حيث نص على أنه‪« :‬يهدف هذا األمر إلى تحديد شروط ممارسة المنافسة‬
‫في السوق وتفادي كل الممارسات مقيدة للمنافسة ومراقبة التجميعات االقتصادية قصد زيادة الفعالية‬
‫‪29‬‬
‫االقتصادية وتحسين ظروف معيشة المستهلكين»‪.‬‬

‫وفي األخير نالحظ أن تحديد أهداف المنافسة بواسطة القانون يقضي على الخالف الفقهي حول‬
‫األهداف األولى للمنافسة‪ ،‬حيث أن هناك من الفقه من يعتبر أن هدفها األول اقتصادي وهناك أيضا من‬
‫الفقه يرى أن هدفها األول اجتماعي‪ ،‬غير أن الغاية النهائية للتقدم اإلقتصادي هو تحسين معيشة‬
‫المستهلكين‪.‬‬

‫‪ -27‬أمر رقم ‪ ،16-19‬المرجع السابق‪ ،‬ملغى‪.‬‬


‫‪ -28‬بوالخضرة نورة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫تجدر اإلشارة إلى أن بو الخضرة نورة قد أشارت في مذكرتها إلى رأي االستاذ الدكتور كتو محمد الشريف الذي يرى أن هذه‬
‫األهداف ال تخرج عن األهداف العامة التي حددتها المادة ‪ 19‬من الدستور والتي يجب تسعى مؤسسات الدولة إلى‬
‫تجسيدها‪ « :‬تستهدف المؤسسات ضمان مساواة كل المواطنين والمواطنات في الحقوق والواجبات بإزالة المؤسسات التي‬
‫تعوق تفتح شخصية اإلنسان وتحول دون مشاركة الجميع الفعلية في الحياة السياسية واإلقتصاديةواإلجتماعية والثقافية»‪.‬‬
‫أنظر‪ :‬بو الخضرة نورة‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.96‬‬
‫‪ -29‬أمر رقم ‪ 11-11‬مؤرخ في ‪ 91‬يوليو ‪ 2111‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬ج ر ع ‪.11‬‬

‫‪92‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫تقر بأهمية‬
‫الحرة فإن غالبية الدول ّ‬
‫وعلى أي حال فمهما اختلفت األهداف المنتظرة من المنافسة ّ‬
‫المنافسة الساعية إلى تحقيق التقدم االقتصادي‪ ،‬وذلك يتوقف على اإلقرار بمبدأ أساسي وهو مبدأ حرية‬
‫‪30‬‬
‫التجارة والصناعة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الصفقات العمومية‬


‫تعتبر الصفقات العمومية من المواضيع المهمة بالنسبة للمؤسسات العمومية التي تحكمها العديد من‬
‫الشروط المحددة من طرف الدولة‪ ،‬وبهدف التحكم في مصطلح الصفقات العمومية البد من إعطاء‬
‫تعريف لها‪ ،‬ويتضح لنا تعريف الصفقات العمومية من خالل التطرف إلى تعريف المشرع الجزائري‬
‫للصفقات العمومية (أوال)‪ ،‬ثم تمييزها عن بعض العقود األخرى (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المشرع الجزائري للصفقات العمومية‬

‫لقد نصت المادة ‪ 1‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216/91‬المعدل والمتمم على أن‪« :‬الصفقات‬
‫العمومية عقود مكتوبة في مفهوم التشريع المعمول به‪ ،‬تبرم وفق الشروط المنصوص عليها في هذا‬
‫المرسوم قصد انجاز األشغال واقتناء اللوازم والخدمات والدراسات‪ ،‬لحساب المصلحة المتعاقدة»‪.‬‬

‫إذن الصفقة العمومية هي عقد مكتوب بين طرفين أو أكثر يلتزم فيه األطراف بتنفيذ ما تم اإلتفاق‬
‫عليه‪ ،‬والعقد شريعة المتعاقدين فهو القانون الذي يحكم العالقة بين األطراف المتعاقدة‪ ،‬هذا كما ينص‬
‫‪31‬‬
‫عليه القانون المدني الجزائري‪.‬‬

‫فحسب المادة ‪ 1‬أعاله الصفقات العمومية عبارة عن عقود مكتوبة‪ ،‬فالمشرع الجزائري اشترط الكتابة‬
‫عند ابرام الصفقات العمومية‪ ،‬وتبرم وفق شروط محددة ومنصوص عليها في المرسوم الرئاسي المتعلق‬
‫بالصفقات العمومية‪ ،‬وذلك بهدف انجاز األشغال واقتناء اللوازم والخدمات والدراسات وهذا لحساب‬
‫‪32‬‬
‫المصلحة المتعاقدة‪.‬‬

‫‪-BINAGNIE (A), Principes de concurrence, Economica, Paris, 1998, p 316 et s.‬‬


‫‪30‬‬

‫‪ -31‬نسيغة فيصل‪" ،‬النظام القانوني للصفقات العمومية وآليات حمايتها"‪ ،‬مجلة اإلجتهاد القضائي‪ ،‬عدد ‪ ،9‬ب س ن‪ ،‬ص‬
‫ص‪.911-991‬‬
‫‪ -32‬أنظر المادة ‪ 1‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216/91‬المؤرخ في ‪ 22‬شوال ‪ ،9119‬الموافق لـ ‪ 3‬أكتوبر ‪ 2191‬والمتضمن‬
‫ومتمم‪.‬‬
‫معدل ّ‬
‫تنظيم الصفقات العمومية‪ ،‬ج ر ع ‪ّ 2‬‬
‫‪91‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانياً‪ :‬تمييز الصفقات العمومية عن باقي العقود األخرى‬

‫مما ال شك فيه أن الصفقات العمومية تختلف عن سائر العقود األخرى سواء كانت عقود إدارية أو‬
‫يعد صالحا لألفراد ال يكون كذلك لجهات اإلدارة‪ ،‬كما أن الصفقات‬
‫عقود خاضعة للقانون الخاص‪ ،‬إذ ما ّ‬
‫‪33‬‬
‫العمومية تكلف خزينة الدولة أصوال وأعباء كبيرة‪ ،‬لذا وجب أن تخضع ألحكام مقيدة‪.‬‬

‫‪.0‬تمييز الصفقات العمومية عن العقود اإلدارية األخرى‬


‫يمكن تمييز الصفقات العمومية عن العقود اإلدارية األخرى من خالل التطرق إلى عدة معايير‪.‬‬

‫‪ ‬أول معيار يمكن من خالله التطرق إلى هذا التمييز هو المعيار العض وي‪ ،‬فحسب‬
‫المادة ‪ 2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ « : 216 / 91‬ال تطبق أحكام هذا المرسوم إال على‬
‫الصفقات محل نفقات اإلد ا رات العمومية والهيئات الوطنية المستقلة وال واليات‬
‫والبلديات والمؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري وم را كز البحث والتنمية‬
‫ذات الطابع العلمي والتقني والمؤسسات العمومية ذات‬ ‫‪34‬‬
‫والمؤسسات العمومية‬
‫الطابع الصناعي والتجاري‪ ،‬عندما تكلف بانجاز عملية ممولة كليا أو جزئيا ‪،‬‬
‫بمساهمة مؤقتة أو نهائية من الدولة وتدعى في صلب النص "المصلحة‬
‫‪35‬‬
‫المتعاقدة" »‪.‬‬
‫‪ ‬ثاني معيار هو المعيار الموضوعي الذي يقصد به الرجوع إلى محل أو موضوع‬
‫العقد‪ ،‬ويقصد بمحل الصفقة العمومية موضوع الخدمة التي يقدمها المتعاقد لإلدا رة‬
‫المتعاقدة‪ ،‬حيث أن موضوع الصفقات العمومية حسب هذا المعيار هو انجاز أشغال‬
‫‪36‬‬
‫أو اقتناء اللوازم أو الخدمات أو الد راسات‪.‬‬
‫‪ ‬ثالث معيار هو المعي ار المالي‪ ،‬الذي يمكن اإلعتماد عليه من اجل تحديد القيمة‬
‫المالية الدنيا للصفقة‪ ،‬وذلك من أجل تمييز الصفقات العمومية عن باقي العقود‬
‫اإلداري األخرى على اعتبار أنه ليست كل العقود اإلدارية التي تبرمها الهيئات‬
‫اإلدارية صفقات عمومية على أساس أن المشرع الج زائري يشترط أن تكون ق يمة‬
‫الصفقة كما حددتها المادة ‪ 6‬من المرسوم الرئاسي ‪ 216 / 91‬المعدل والمتمم وهو‬

‫‪ -33‬بوضياف عمار‪ ،‬الصفقات العمومية في الجزائر ( دراسة تشريعية وقضائية وفقهية)‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬الجزائر‪ ،‬ص‪.13‬‬
‫‪ -34‬نسيغة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬
‫ومتمم‪ ،‬المرجع‬
‫ّ‬ ‫معدل‬
‫‪ -‬أنظر المادة (‪ )2‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216/91‬المتضمن تنظيم الصفقات العمومية‪ّ ،‬‬
‫‪35‬‬

‫السابق‪.‬‬
‫‪ -36‬نسيغة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬

‫‪91‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫كما يلي‪ « :‬كل عقد أو طلب يساوي مبلغه ثمانية ماليين دينار ( ‪201110111011‬‬
‫دج) أو يقل عنه لخدمات األشغال أو اللوازم وأربعة ماليين دينار ( ‪101110111011‬‬
‫دج) لخدمات الد راسات أو ا لخدمات‪ ،‬ال يقتضي وجوبا إب رام الصفقة في مفهوم هذا‬
‫‪37‬‬
‫المرسوم‪.» ...‬‬
‫‪ ‬رابع معيار هو المعيار الشكلي‪ ،‬حيث أن المشرع الج زائري قد ثبت على مبدأ واحد‬
‫وهو أن الصفقات العمومية عبا رة عن عقود مكتوبة‪.‬‬
‫ونجدأن سر اشتراط الكتابة يعود لسبب أن الصفقات العمومية تعتبر أداة لتنفيذ مخططات التنمية‬
‫الوطنية والمحلية‪ ،‬كما أن األعباء والمبالغ الضخمة بعنوان الصفقات العمومية تتحملها الخزينة العامة لذا‬
‫‪38‬‬
‫وجب أن تكون الصفقات العمومية عقود مكتوبة‪.‬‬

‫‪. 2‬تمييز الصفقات العمومية عن العقود الخاضعة للقانون الخاص‬


‫نجد أن العقود الخاضعة للقانون الخاص يحتل أطرافه مرتبة واحدة ألن أي تمييز حتما يؤدي إلى‬
‫تزييف نظرية العقد في مجال القانون الخاص عامة‪ ،‬بينما العقد اإلداري يحتوي عضويا على إدارة عامة‬
‫التي تكون في مرتبة أسمى من الفرد‪ ،‬ونجد أيضا أن الغدارة أو الهيئة العامة تخضع عند إبداء رغبتها في‬
‫التعاقد لطرق محد دة إذ هي ملزمة كأصل عام بإعالم الجمهور وبنشر إعالن مناقصة أو مزايدة‪ ،‬فاإلدارة‬
‫العامة ليست حرة في اختيار المتعامل المتعاقد‪ ،‬فهي مجبرة على التعاقد وفق إجراءات معينة بينما العقود‬
‫الخاضعة للقانون الخاص يتحكمه مبدأ الحرية التامة في اختيار الطرف المتعاقد‪.‬‬

‫أما الجهة القضائية المختصة في الفصل في النزاع ُفيعقد اإلختصاص بالنظر في الخصومات‬
‫الناتجة عن العقود الخاضعة للقانون الخاص لجهة القضاء العادي‪ ،‬بينما منازعات الصفقات العمومية‪،‬‬
‫‪39‬‬
‫فاإلختصاص يكون للقضاء اإلداري كأصل عام‪ ،‬أو لجهة محددة تشريعيا‪.‬‬

‫وفي األخير‪ ،‬نجد أن القاضي المدني يسيره الخصوم‪ ،‬بينما نجد أن القاضي اإلداري فاألصل انه ال‬
‫يجوز توجيه القاضي اإلداري أوامر لإلدارة إال استثناء فيمكن له توجيه أوامر فيما يتعلق باختصاصات‬
‫‪40‬‬
‫القاضي اإلستعجالي وذلك حسب المادتين ‪ 191‬و ‪ 116‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫‪ -37‬خضري حمزة‪ ،‬منازعات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون (فرع القانون‬
‫العام)‪ ،‬جامعة بسكرة‪ ،2119 ،‬ص‪.2‬‬
‫‪ -38‬بوضياف عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.12-13‬‬
‫‪ -39‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪61-62‬‬
‫‪ -40‬قانون رقم ‪ 11-12‬المؤرخ في ‪ 92‬صفر عام ‪ 9121‬الموافق لـ‪ 29‬فبراير ‪ 2112‬يتضمن قانون اإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪.‬‬

‫‪99‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مدى خضوع الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة الحرة‬

‫قبل تحديد مدى تطبيق قانون المنافسة على الصفقات العمومية‪ ،‬البد من التطرق إلى موضوع‬
‫تطبيق قانون المنافسة على الشخص العام‪ ،‬وفي هذه النقطة بالتحديد نجد أنه كان تطبيق قانون المنافسة‬
‫على الشخص العام أمر مستبعد لفترة معينة من الزمن‪ ،‬وذلك بحجة أن قانون المنافسة يتحدد مجال‬
‫تطبيقه في النشاط اإلقتصادي دون النشاط اإلداري للشخص العام‪ ،‬لكن هذه النظرة قد تغيرت وذلك‬
‫‪41‬‬
‫بتدخل عوامل كثيرة ساهمت في إدراج قواعد قانون المنافسة في الشرعية اإلدارية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المبدأ العام في تطبيق قانون المنافسة‬


‫أصبح األشخاص العامة الذين يتمتعون بامتيازات السلطة العامة خاضعين لتطبيق قانون المنافسة‬
‫مثلهم مثل األشخاص الخاصة‪ ،‬فال يمكن إنكار ما للنشاط اإلداري للشخص العام من مساس بالمنافسة‬
‫في السوق‪ ،‬وذلك من خالل ق ارراته وتصرفاته‪ ،‬لذلك أصبح من الممكن حصر مجال التدخل التنافسي‬
‫‪42‬‬
‫لألشخاص العامة‪.‬‬

‫أو ًال‪ :‬نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات واإلستيراد‬

‫لكي يخضع األشخاص العامة للحضر المقرر على اإلتفاقات المنافية للمنافسة‪ ،‬يجب أن تمارس‬
‫نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات‪.‬بما في ذلك االستيراد‪ ،‬ومن حيث األصل فال تعد مثل هذه األنشطة‬
‫داخلة في صمامها‪ ،‬ولذلك فهي تخضع لمتابعة مجلس المنافسة والمحاكم القضائية‪ ،‬لكن ال تخضع هذه‬
‫األشخاص عندما تستعمل امتيازات السلطة العامة المرتبطة بوظيفة المرفق العام لمجلس المنافسة‬
‫‪43‬‬
‫والمحاكم العادية بل تخضع للمحاكم اإلدارية التي تفصل فيما يثار من ن ازعات طبقا لقانون المنافسة‪.‬‬

‫المعدلة بموجب القانون رقم ‪ 92/12‬أنه‪:‬‬


‫ّ‬ ‫تنص المادة ‪ 2‬من األمر رقم ‪ 11/11‬المتعلق بالمنافسة‬
‫«تطبق أحكام هذا األمر على نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات بما فيها اإلستيراد‪ ،»...‬إال أنه‬

‫تنص المادة ‪ 191‬على‪ « :‬عندما يتعلق األمر بقرار إداري ولو بالرفض‪ ،‬فيكون موضوع طلب إلغاء كلي أو جزئي‪ ،‬يجوز‬
‫للقاضي اإلستعجال‪ ،‬أن يأمر بوقف تنفيذ هذا القرار أو وقف آثار معينة منه متى كانت ظروف اإلستعجال تبرر ذلك‪ ،‬ومن‬
‫ظهر له من التحقيق وجود وجه خاص من شأنه إحداث شك جدي حول مشروعية القرار‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 116‬على‪ « :‬يجوز إخطار المحكمة اإلدارية بعريضة‪ ،‬وذلك في حالة اإلخالل بالتزامات اإلشهار أو المنافسة‬
‫التي تخضع لها عمليات إبرام العقود اإلدارية والصفقات العمومية‪.‬‬
‫‪ -41‬كتو محمد الشريف‪" ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.919-31‬‬
‫‪ -42‬كتو محمد الشريف‪ ،‬الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري(دراسة مقارنة بالقانون الفرنسي)‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫دكتوراه‪ ،‬كلية الحقوق (فرع القانون العام)‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،2119‬ص ص ‪.13-19‬‬
‫‪ -43‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.13‬‬

‫‪96‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫وبعدتعديل األمر رقم ‪ 11/11‬المتعلق بالمنافسة بموجب صدور األمر رقم ‪ 19/91‬المتعلق بالمنافسة‬
‫أصبحت المادة ‪ 2‬منه تنص على ما يلي‪«:‬نشاطات اإلنتاج بما فيها النشاطات الفالحية وتربية المواشي‬
‫ونشاطات التوزيع ومنها تلك التي يقوم بها مستوردو السلع إلعادة بيعها على حالها والوكالء ووسطاء بيع‬
‫المواشي وبائعو اللحوم بالجملة‪ ،‬ونشاطات الخدمات والصناعات التقليدية والصيد البحري‪.»...‬‬

‫لقد جاءت المادة ‪ 9‬من قانون المنافسة في التعديل الذي ط أر عليها في سنة ‪ 2191‬أكثر وضوحا‬
‫وشموال مما كانت عليه في األمر رقم ‪ 11/11‬المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم‪ ،‬وبالتالي فإن مجال‬
‫‪44‬‬
‫تطبيق قانون المنافسة يتحدد بمجموعة النشاطات التي حددها القانون المتعلق بالمنافسة‪.‬‬

‫وفي اإلطار نفسه عرفت المؤسسة بما أنها تلعب الدور األساسي في ساحة السوق التنافسية وذلك‬
‫تطبيقا للمادة ‪ 1‬من األمر رقم ‪ 11/11‬المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم على أنها‪«:‬كل شخص طبيعي‬
‫أو معنوي أيا كانت طبيعته يمارس بصفة دائمة نشاطات اإلنتاج أو التوزيع أو الخدمات» والمالحظ في‬
‫‪45‬‬
‫المادة ‪ 1‬المعدلة سنة ‪ 2112‬هو إضافة كالمه «‪ ...‬واإلستيراد»‪.‬‬

‫باإلضافة إلى نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات واإلستيراد‪ ،‬فقد أقامت وأخذت المادة ‪ 2‬المعدلة‬
‫سنة ‪ 2112‬أن الصفقات العمومية تخضع أيضا لمبدأ المنافسة الحرة‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬الصفقات العمومية‬

‫بعدما كانت مسألة خضوع األشخاص العامة لقواعد قانون المنافسة منحصرة في ظل االمر رقم‬
‫‪ 16/19‬المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم واألمر رقم ‪ 11/11‬المتعلق بالمنافسة المعدل والمتمم على‬
‫نشاطات اإلنتاج والتوزيع والخدمات‪ ،‬المشرع الجزائري استدرك األمر وذلك بتوسيعه من دائرة النشاطات‬
‫اإلقتصادية ليمس نشاط اإلستيراد وكذلك مجال الصفقات العمومية من اإلعالن عن المناقصة إلى غاية‬
‫المنح النهائي للصفقة‪ ،‬ففي إطار الصفقات العمومية تمثل وضعية األشخاص العامة إزاء السوق كطالبة‬
‫‪46‬‬
‫للسالح والخدمات حسب تقرير مجلس الدولة الفرنسي سنة ‪ 2112‬حول الجماعات المحلية والمنافسة‪.‬‬

‫إن تطبيق قانون المنافسة على الصفقات العمومية ال يثير أي إشكال بعد إدخال قواعد قانون المنافسة في‬
‫الشرعية اإلدارية‪ ،‬فالتعديالت المتعلقة بقانون الصفقات إنما كانت من أجل حماية مبدأالمنافسة في تلك‬

‫‪ -44‬جالل مسعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬


‫‪45‬‬
‫‪- GILLES Mathier, l’application du droit de la concurrence aux personnes publiques recueil cahier chronique,‬‬
‫‪5ème Ed, Dalloz Sirey 1995, p27.‬‬
‫‪.919-31‬‬ ‫‪-46‬كتو محمد الشريف‪" ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية"‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص ص‬

‫‪93‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫الصفقات‪ ،47‬فالمادة ‪ 1‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216/91‬المتعلق بالصفقات العمومية أوردت المبادئ‬
‫‪48‬‬
‫التي يجب على المصلحة المتعاقدة احترامها وذلك مراعاة لمبدأ المنافسة الحرة‪.‬‬

‫وقد أضاف أيضا المشرع الجزائري فقرة جديدة إلى المادة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 92/12‬المتعلق‬
‫بالمنافسة نصت على تطبيق أحكام قانون المنافسة الصفقات العمومية‪ ،‬فتنص المادة على‪« :‬الصفقات‬
‫‪49‬‬
‫العمومية ابتداءمن اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النائي للصفقة»‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط خضوع الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة الحرة‬


‫لقد ادخل المشرع الجزائري التعديالت الضرورية في قانون الصفقات العمومية من اجل حماية مبدأ‬
‫المنافسة الحرة في تلك الصفقات‪ ،‬وأن أي إخالل بحرية المنافسة في الصفقات من طرف الدارة المتعاقدة‬
‫‪50‬‬
‫يتولى القضاء اإلداري الفصل فيه وال يكون لمجلس المنافسة صالحية متابعة هذا اإلخالل‪.‬‬

‫وما يالحظ أن قانون رقم ‪ 92/12‬المتعلق بالمنافسة هو إضافة المشرع لفقرة جديدة إلى المادة ‪2‬‬
‫وأين يفهم منها أن قواعد قانون المنافسة الموضوعية واإلجرائية تطبق على إجراءات تنظيم الصفقات من‬
‫اإلعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النهائي للصفقة‪ ،51‬غير أن المشرع استدرك األمر وذلك بنصه‬
‫على أنه‪ « :‬يجب أال يعلق تطبيق األحكام أداء مهام المرفق العام أو ممارسة صالحيات السلطة‬
‫العمومية»‪ ،‬مما يعني استبعاد تطبيق األمر المتعلق بالمنافسة من مراقبة الصفقات العمومية لكونها نشاطا‬
‫‪52‬‬
‫إداريا للشخص العام يدخل في إطار أداء مهام المرفق العام وممارسة السلطة العمومية‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬عدم إعاقة ممارسة امتيازات السلطة العامة‬

‫عندما يتصرف الشخص العام في ممارسته لمهامه باعتباره سلطة عامة‪ ،‬فإن هذا األخير ال يمكنه‬
‫إخضاعه لقانون المنافسة‪ ،‬كما هو األمر في ممارسة الدولة لألنشطة التقليدية أو التنظيمية كالعدالة‬
‫والدفاع‪ ،‬صك النقود‪...‬الخ‪ ،‬فهذه األنشطة تختص بها الدولة فقط باعتبارها تندرج ضمن صالحيات‬

‫‪ -47‬كتو محمد الشريف‪" ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.919-31‬‬
‫‪ -48‬تنص المادة (‪ )1‬على‪ « :‬لضمان نجاعة الطلبات العمومية واإلستعمال الحسن للمال‪ ،‬يجب أن تراعى في الصفقات‬
‫العمومية م بادئ حرية الوصول للطلبات العمومية والمساواة في معاملة المرشحين وشفافية اإلجراءات ضمن احترام أحكام‬
‫هذا المرسوم»‪.‬‬
‫‪ -49‬قانون رقم ‪ 92/12‬المتعلق بالمنافسة مؤرخ في ‪ 29‬جمادى الثانية عام ‪ 9121‬الموافق لـ ‪ 29‬يونيو ‪ ،2112‬ج ر ع ‪16‬‬
‫مؤرخ في ‪ 2‬يوليو ‪.2112‬‬
‫‪ -50‬كتو محمد الشريف‪" ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.919-31‬‬
‫‪ -51‬تنص المادة (‪ )2‬على‪ « :‬الصفقات العمومية إبتداء من الغعالن عن المناقصة إلى غاية المنح النهائي للصفقة»‪.‬‬
‫‪ -52‬كتو محمد الشريف‪" ،‬حماية المنافسة فيالصفقات العمومية"‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.919-31‬‬

‫‪92‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫السلطة العامة‪ ،‬حيث أن هذه األنشطة ال تندرج ضمن طائفة األنشطة االقتصادية التي ذكرها المشرع في‬
‫قانون المنافسة والمتمثلة في اإلنتاج‪ ،‬التوزيع والخدمات واإلستيراد‪.‬‬

‫وكمثال عن األنشطة التي تندرج ضمن صالحيات السلطة العامة نجد سلطة وضع التنظيمات‬
‫حتى ولو كانت ذات صبغة اقتصادية‪ ،‬أي تتعلق بتنظيم مجاله االقتصادي‪ ،‬كأن تضع تنظيما يحدد‬
‫أسعار بعض الخدمات‪ ،‬فهذا التنظيم يعد بمثابة عمل إداري صادر عن سلطة إدارية عامة ضمن‬
‫صالحياتها كسلطة عامة‪.‬‬

‫هذا ما ورد في الفقرة الثانية من المادة الثانية المعدلة لقانون المنافسة الجزائري‪ ،‬أنه ال يجوز أن‬
‫يعيق تطبيق قانون المنافسة أداء مهام المرفق العام‪ ،‬أو ممارسة صالحيات السلطة العامة‪ ،‬سواء تم‬
‫‪53‬‬
‫تطبيق هذه األحكام على اإلدارة بصفتها سلطة عمومية أو بصفتها عون اقتصادي‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬عدم المساس بمهام المرفق العام‬

‫يعرف مصطلح المرفق العام صعوبة لتحديد تعريفه‪ ،‬إال أنه يمكنه تعريفه بربطه بفطرة أخرى هي‬
‫فكرة المصلحة العامة التي يجب إشباعها لدى كل األشخاص‪ ،‬وبالتالي يمكن تعريفه المرفق العام بأنه كل‬
‫نشاط يباشره شخص عام بقصد إشباع مصلحة عامة‪ ،‬إال أنه نجد أن األشخاص الخاصة أيضا يمكنه لها‬
‫تسيير المرافق العامة في إطار ما يسمى بتفويض تسيير المرفق العام‪،délégation du service public‬‬
‫ومنه أمثلة المرافق العامة القومية التي تديرها الدولة‪ ،‬نجد مرفق الدفاع أو القضاء‪ ،‬موازاة مع المرافق‬
‫العامة المحلية التي تديرها الهيئات المحلية كتوزيع الكهرباء والماء‪.‬‬

‫وأهم ما يمكن اإلشارة إليه هو أن خدمات تحقيق المصلحة العامة يستحيل أو على األقل يصعب‬
‫على األفراد إشباعها إال في إطار عقود تفويض تسير المرفق العام‪ ،‬خاصة مع تمييز المرافق العامة‬
‫بمبادئ اإلستم اررية‪ ،‬المساواة‪ ،‬التغير أو التحول والحياد‪ ،‬ض ف إلى ذلك أن هذه المرافق عادة ما تتطلب‬
‫مبالغ ضخمة إلشباعها‪ ،‬ويستحيل معها تحقيق الربح الذي يسعى إليه األفراد أساسا‪.‬‬

‫وبالتالي تستثني المرافق التي ال تستهدف تحقيق أرباح من ممارسة نشاطاتها وتقتصر على تغطية‬
‫‪54‬‬
‫نفقات فقط وذلك حسب الفقرة الثانية من المادة الثانية المعدلة لقانون المنافسة‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫تعتبر الصفقات العمومية من المواضيع المهمة بالنسبة للمؤسسات العمومية التي تحكمها العديد من‬
‫الشروط المحددة من طرف الدولة والمراسيم التنفيذية وذلك من اجل إعطائها الشفافية الكاملة واإلطار‬

‫‪ -53‬جالل مسعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫‪ -54‬جالل مسعد‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬

‫‪91‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫القانوني المناسب لها‪ ،‬وللجانب القانوني أهمية بالغة وذلك لما سنت من قوانين تساهم في احترام مبدأ‬
‫المنافسة الحرة في مختلف طرق إبرام الصفقات العمومية (مطلب أول)‪.‬‬

‫وكذلك لما يتضمن من قوانين تساهم في احترام مبدأ المنافسة الحرة في مختلف مراحل إبرام‬
‫‪55‬‬
‫الصفقات العمومية‪( .‬مطلب ثاني)‬

‫المطلب األول‪ :‬طرق إبرام الصفقات العمومية‬


‫مقارنة بالعقود الخاصة التي يسودها مبدأ سلطان اإلرادة أساسا‪ ،‬فإن حرية اإلدارة تتسم بالتقييد‪،‬‬
‫حيث أن اإلدارة العامة ملزمة مسبقا‪ ،‬فتنص المادة ‪ 29‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216/91‬المعدل والمتمم‬
‫على‪« :‬تبرم الصفقات العمومية وفقا إلجراء المناقصة الذي يشكل القاعدة العامة أو وفق إجراء‬
‫التراضي»‪.‬‬

‫فمن خالل هذه المادة تبرم الصفقات العمومية وفق إجراء المنافسة كقاعدة عامة (فرع أول)‪ ،‬أو‬
‫وفق إجراء التراضي كاستثناء‪( .‬فرع ثاني)‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراء المناقصة‬


‫لقد أولى المشرع الجزائري إجراء أو طريقة المناقصة أهمية خاصة في مختلف قوانين الصفقات‬
‫كما معتب ار من المواد وهذا أمر في غاية طبيعته من منطلق أن‬ ‫العمومية‪ ،‬فخصص لها دون غيرها ّ‬
‫أسلوب المناقصة هو القاعدة العامة في مجال التعاقد بالنسبة لإلدارات العمومية‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬تعريف المناقصة‬

‫وفقا لنص المادة ‪ 26‬من المرسوم الرئاسي ‪ 216/91‬المتعلق بالصفقات العمومية‪56‬يمكن القول‬
‫بأنها إجراء تقوم به المصلحة المتعاقدة وذلك قصد الحصول على عدة متعهدين متنافسين مع تخصيص‬
‫الصفقة للعارض الذي يقدم أفضل عرض‪ ،‬فالمناقصة تعد الوسيلة األساسية واألسلوب الذي يشكل القاعدة‬
‫العامة إلبرام الصفقات العمومية‪ ،‬فهي تمثل دعوى للمنافسة‪.‬‬

‫والمناقصة قد تخص متعهدين وطنيين أو شركات مقيمة في الوطن فتكون بصدد مناقصة وطنية‪،‬‬
‫كما قد تخص متعهدين دوليين أو شركات أجنبية فقط‪ ،‬فنكون بصدد مناقصة دولية‪ ،‬وكما يمكن أن تكون‬
‫بصدد مناقصة وطنية ودولية وذلك عندما تخص المناقصة كالشركات سواء كانت وطنية أو دولية‪.‬‬

‫‪ -55‬نسيغة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬


‫‪ -56‬أنظر المادة ‪ 26‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216/91‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫والميزة السياسية التي تتمتع بها المناقصة هي إعتمادها على اإلشهار الذي يعد إجراء إلزامي‪ ،‬كما‬
‫‪57‬‬
‫أنه بموجبها يتم تخصيص الصفقة للمتعهد الذي يقدم أفضل عرض‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬أشكال المناقصة‬

‫كما رأينا سابقا يمكن للمناقصة أن تكون مناقصة وطنية أو دولية ويمكن أيضا أن تكون مناقصة‬
‫دولية معا‪ ،‬لذا المناقصة يمكن أن تتم حسب احد األشكال التالية‪.‬‬

‫‪.0‬المناقصة المفتوحة‬
‫تنص المادة ‪ 21‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216/91‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم‪:‬‬
‫«المناقصة المفتوحة هي إجراء يمكن من خالله أي مترشح مؤهل أن يقدم تعهدا»‪.‬‬

‫إذن‪ ،‬المناقصة المفتوحة هي تلك المناقصة التي يعلم عنها لجميع الراغبين في التعاقد مع اإلدارة‬
‫دون تعيين‪ ،‬والمناقصة المفتوحة إما أن تكون مناقصة محلية أو وطنية واما أن تكون مناقصة دولية‪ ،‬كما‬
‫‪58‬‬
‫يمكن أن تكون مناقصة وطنية ودولية‪.‬‬

‫ويخص هذا اإلجراء عادة المشاريع التي ال تتطلب إمكانيات مادية وبشرية أو مالية كبيرة‪ ،‬كما أن‬
‫‪59‬‬
‫هذا اإلجراء يسمح بالحصول على عدد كبير من المتنافسين‪ ،‬مما يكرس مبدأ المنافسة الحرة‪.‬‬

‫‪.2‬المناقصة المحدودة‬
‫تنص المادة ‪ 11‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216/91‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم‬
‫على‪« :‬المناقصة المحدودة هي إجراء ال يسمح فيه بتقديم تعهدا إال للمترشحين الذين تتوفر فيهم بعض‬
‫‪60‬‬
‫الشروط الدنيا المؤهلة التي تحددها المصلحة المتعاقدة مسبقا‪.‬‬

‫فالمنافقصات أو األشخاص معروفون من حيث القابلية الفنية والمقدرة على تنفيذ أنواع معينة من‬
‫األفعال موضوع التعاقد‪ ،61‬فالمصلحة المتعاقدة تقوم باختيار األشخاص المعنيين مسبقا كالمقاولين الذين‬
‫لهم خبر ‪ 91‬سنوات أو امتالك إمكانيات معينة وذلك نظ ار ألهمية وضخامة وصعوبة العملية التي تتطلب‬
‫مبدئيا الخبرة واإلمكانيات الالزمة‪ ،‬أو تتطلب السرعة في اإلنجاز‪.‬‬

‫‪ -57‬أنظر المادة ‪ 26‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216/91‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪ -58‬نسيغة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬
‫‪ -59‬بوخندة لزهر‪ ،‬بركاني شوقي‪ ،‬الصفقات العمومية والجرائم المتعلقة بها في ظل قانون الفساد‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة‬
‫العليا للقضاء (المدرية العليا للقضاء)‪ ،2112 ،‬ص‪.3‬‬
‫ومتمم‪.‬‬
‫معدل ّ‬
‫‪ -‬أنظر المادة (‪ )11‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216/91‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ّ ،‬‬
‫‪60‬‬

‫‪ -61‬نسيغة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬

‫‪29‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫كما يجب على اإل دارة أن تعامل المتقدمين للتعاقد معها من توافرت فيهم شروط اإلشتراك في‬
‫‪62‬‬
‫المنافسة على قدر المساواة‪ ،‬فمبدأ المساواة يعتبر مبدأ عام في أنواع المناقصات‪.‬‬

‫‪.2‬اإلستشارة اإلنتقائية‬
‫تنص المادة ‪ 19‬من لمرسوم الرئاسي رقم ‪ 21/92‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم على‬
‫‪« :‬اإلستشارةاإلنتقائية هي إجراءات يكون المرشحون المرخص لهم بتقديم عرض فيه المدعون خصيصا‬
‫‪63‬‬
‫للقيام بذلك بعد انتقاء أولي»‪.‬‬

‫إذن يتمثل هذا الشلك من المناقصة في انتقاء أولي تقوم به المصلحة المتعاقدة من خالل إجراء‬
‫التنافس بين مجموعة من المترشحين‪ ،‬وبعد اختيار وانتقاء عدد منهم يرخص لهم بتقديم عروضهم‬
‫وتعهداتهم للتعاقد‪ ،‬حيث تلجأ إليها الغدارة في العمليات المعقدة أو ذات أهمية خاصة‪ ،‬فالصفقة المبرمة‬
‫عن طريق اإلستشارةاإلنتقائية بمرحلة أ ولى تتولى فيها مباشرة األفعال بمجموعة من العارضين كما سبق‬
‫‪64‬‬
‫الذكر‪.‬‬

‫يجب أن توجه الدعوى إلى ثالثة مترشحين على األقل تم انتقاءهم األولي‪ ،‬وفي حال ما إذا كان‬
‫عددهم أقل من ثالثة وجب على المصلحة المتعاقدة أن تباشر الدعوى إلى انتقاء أولي جديد‪ ،‬كذلك يجب‬
‫‪65‬‬
‫النص على كيفيات اإلنتقاء األولي واإلستشارة في دفتر الشروط‪.‬‬

‫‪.4‬المزايدة‬
‫تنص المادة ‪ 11‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم‬
‫على‪« :‬المزايدة هي اإلجراء الذي تمنح الصفقة بموجبه للمتعهد الذي يقدم العرض األقل ثمنا‪ ،‬وتشمل‬
‫‪66‬‬
‫العمليات البسيطة من النمط العادي وال تخص إال المؤسسات الخاضعة للقانون الجزائري»‪.‬‬

‫تسلك اإلدارة طريق المزايدة في إبرام العقود اإلدارية المتعلقة ببيع األشياء التي تستغني عنها اإلدارة‬
‫أو التي يتقرر بيعها وفقا للقانون‪ ،‬وتشمل العمليات البسيطة من النمط العادي وال تخص إال المترشحين‬
‫‪67‬‬
‫الوطنيين واألجانب المقيمين في الجزائر‪.‬‬

‫‪ -62‬بوخندة لزهر‪ ،‬بركاني شوقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.2‬‬


‫‪ -63‬أنظر المادة ‪ 19‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 21/92‬مؤرخ في ‪ 21‬صفر ‪ 9111‬الموافق لـ‪ 92‬يناير‪ 2192‬والمتضمن‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬ج ر ع ‪ 1‬المؤرخ في ‪ 26‬يناير ‪ ،2192‬معدل و متمم‪.‬‬
‫‪ -64‬بوضياف عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -65‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.11-12‬‬
‫‪ -66‬أنظر المادة (‪ )11‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216/91‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -67‬نسيغة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬

‫‪22‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪.5‬المسابقة‬
‫تنص المادة (‪ )11‬من قانون الصفقات العمومية المعدل والمتمم بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪-92‬‬
‫‪ 21‬على‪ « :‬المسابقة هي إجراء يضع رجال الفن في منافسة قصد إنجاز عملية تشمل على جوانب تقنية‬
‫‪68‬‬
‫أو اقتصادية أو جمالية أو فنية خاصة»‪.‬‬

‫فالمسابقة إذن هي إجراء يضع أصحاب ورجال الفن في منافسة قصد إنجاز عملية تشتمل على‬
‫جوانب تقنية واقتصادية وجمالية أو فنية متميزة وخاصة مثل وضع لحن لنشيد لمناسبة وطنية معينة‪،‬‬
‫‪69‬‬
‫تصميم واعداد أوراق نقدية‪ ،‬تور واعداد شارات ورموز فنية‪..‬الخ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراء التراضي‬


‫التراضي هو الطريق االستثنائي إلبرام الصفقات العمومية‪ ،‬حيث يتم تخصيص ومنح الصفقة‬
‫لمتعامل واحد دون الدعوة الشكلية للمنافسة‪ ،‬ولذلك فهو يعتبر استثناء يختلف عن المناقصة التي تشكل‬
‫‪70‬‬
‫القاعدة العامة في إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬فالمناقصة تستند إلى مبدأ المنافسة‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬التراضي البسيط‬

‫لمتمم بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪-92‬‬


‫المعدل وا ّ‬
‫نصت المادة ‪ 11‬من قانون الصفقات العمومية ّ‬
‫‪71‬‬
‫‪ 21‬على حاالت التراضي البسيط المحددة كاآلتي‪:‬‬

‫‪ ‬عندما تن فّ ذ الخدمات في إطار أحكام المادة ‪ 3‬من المرسوم الرئاسي المتعلق‬


‫بالصفقات العمومية‪ ،‬كذلك عندما يتحتم تنفيذ خدمات إستعجالية ال تتالءم طبيعتها‬
‫مع آجال إج راءات إب رام الصفقات‪ ،‬شرط أنه لم يكن في وسع المصلحة المتعاقدة‬
‫توقع الظروف المسببة لحاالت اإلستعجال هذه‪.‬‬
‫‪ ‬عندما ال يمكن تنفيذ الخد م ة إال على يد متعامل متعاقد وحيد يحتل ويستأثر بوضعية‬
‫إحتكارية‪ ،‬أو ي نفرد بامتالك الطريقة التكنولوجية التي اختارتها المصلحة المتعاقدة‪،‬‬
‫كذلك عند الخطر المداهم في حاالت االستعجال الملح والمعلل بخطر داهم يتعرض‬
‫له ملك أو استثمار‪ ،‬فقد يتجسد في الميدان وال يسعه التكييف مع آجال المناقصة‬
‫بشرط أنه لم يكن في وسع المصلحة المتعاقدة الت نبؤ بالظروف اإلستعجالية وأال‬

‫‪ -68‬أنظر المادة ‪ 11‬من قانون الصفقات العمومية المعدل والمتمم بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ 21-92‬المعدل والمتمم‪،‬‬
‫المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -69‬نسيغة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬
‫‪ -70‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬
‫ومتمم بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،21-92‬المرجع السابق‪.‬‬
‫معدل ّ‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 11‬من قانون الصفقات العمومية‪ّ ،‬‬
‫‪71‬‬

‫‪21‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫تكون حالة اإلستعجال ناجمة عن ممارسات احتيالية من طرفها أي تكون خارج‬


‫إ رادتها‪.‬‬
‫‪ ‬حالة تموين مستعجل مخصصة لضمان سير اإلقتصاد أو توفير حاجيات السكان‬
‫األساسية‪ ،‬وفي حالة األهمية الوطنية عندما يتعلق األمر ذي أولوية وأهمية وطنية‪،‬‬
‫وفي هذه الحالة يخضع اللجوء إلى الت راضي كشلل استثنائي إلب رام الصفقات‬
‫‪72‬‬
‫العمومية للموافقة المسبقة لمجلس الوزراء‪.‬‬
‫ثانياً‪ :‬التراضي بعد اإلستشارة‬

‫نصت المادة ‪ 11‬من قانون الصفقات العمومية المعدل والمتمم بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪-92‬‬
‫‪73‬‬
‫‪ 21‬على حاالت التراضي بعد اإلستشارة المحددة كاآلتي‪:‬‬

‫حالة ما اتضح أن الدعوة إلى المناقصة غير مجدية‪ ،‬كذلك في حالة صفقات الدراسات واللوازم‬
‫والخدمات الخالصة التي ال تستلزم طبيعتها اللجوء إلى المناقصة‪ ،‬وتحدد قائمة الخدمات واللوازم بموجب‬
‫قرار مشترك بين الوزير المكلف بالمالية والوزير المعني‪.‬‬

‫حالة صفقا ت الدراسات أو اللوازم أو الخدمات الممنوحة التي كانت محل فسخ وكانت بطبيعتها ال‬
‫تتالءم مع آجال مناقصة جديدة‪ ،‬كذلك حالة العمليات المنجزة في إطار إستراتيجية التعاون الحكومي أو‬
‫في إطار اتفاقات ثنائية يتعلق بالتمويالت اإلمتيازية وتحويل الديون إلى مشاريع تنموية أو هبات‪ ،‬عندما‬
‫تنص إتفاقات التمويل المذكورة على ذلك وفي هذه الحالة يمكن للمصلحة المتعاقدة أن تحصر اإلشارة في‬
‫‪74‬‬
‫مؤسسات البلد المعني فقط في الحالة األولى أو البلد المقدم لألموال في الحاالت األخرى‪.‬‬

‫يجب أن يتم لجوء المصلحة المتعاقدة إلى التراضي بعد اإلشارة في المجاالت المنصوص عليها في‬
‫المادة ‪ 11‬السالفة الذكر على أساس دفتر شروط يخضع قبل الشروع في اإلستشارة لتأشيرة لجنة الصفقات‬
‫المختصة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل إبرام الصفقات العمومية‬


‫إن معرفة المراحل والكيفيات التي يتم بها اختيار المتعامل المتعاقد في مجال الصفقات العمومية‬
‫تكسب أهمية بالغة بالنسبة للقضاء اإلداري باعتباره الجهة المختصة بالنظر في المنازعات المتعلقة‬
‫بالصفقات العمومية‪ ،‬فاإلدارة تنفق أمواال طائلة لذا أوجبها األمر أن تستجيب لمختلف الضروريات‬

‫‪ -72‬نسيغة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬


‫‪ -73‬أنظر المادة (‪ ) 11‬من قانون الصفقات العمومية‪ ،‬المعدل والمتمم بموجب المرسوم الرئاسي رقم ‪ ،21-92‬المرجع‬
‫السابق‪.‬‬
‫‪ -74‬نسيغة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬

‫‪21‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫والمتطلبات وأن تضمن تكافؤ الفرص أمام الجميع وهذا من خالل شفافية التنافس وحسن استعمال المال‬
‫العام‪ ،‬ويظهر ذلك جليا في تقييد حرية األطراف بإجبار اإلدارة على إقامة التنافس‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مرحلة اإلعالن‬


‫بهدف اإلعالن عن الصفقة إضفاء الشفافية على العمل اإلداري‪ ،‬حيث يتم إعالن المعنيين من‬
‫مقاولين وموردين‪ ،‬مما يفسح مجال المنافسة فيما بينهم ويضمن احترام مبدأ المساواة ويسمح لإلدارة‬
‫‪75‬‬
‫باختيار أفضل العروض والمترشحين‪.‬‬

‫أو ًال‪ :‬مضمون والزامية اإلعالن‬

‫يجب اللجوء إلى اإلشهار الصحفي في حاالت المناقصة المفتوحة والمزايدة والمناقصة المحدودة‬
‫والدعوة إلى اإلنتقاء األولي والمسابقة والمزايدة‪ ،‬ويكون اللجوء إلى هذه الحاالت إلزاميا وجوبيا وهذا ما‬
‫نصت عليه المادة ‪ 19‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم‬
‫يجب أن يحتوي إعالن المناقصة على بيانات عديدة‪ 76‬هي‪:‬‬

‫تسمية المصلحة المتعاقدة وعنوانها ورقم تعريفها الجبائي كيفية المناقصة وشروط التأهيل أو‬
‫اإلنتقاءاألولي‪ ،‬موضوع العملية وقائمة موجزة بالمستندات المطلوبة مع إحالة القائمة المفصلة إلى أحكام‬
‫دفتر الشروط ذات الصلة‪ ،‬مدة تحضير العروض ومكان إيداع العروض ومدة صالحية الروض‪ ،‬إلزامية‬
‫كفالة التعهد وذلك عند اإلقتصاد والتقدم في طرف مزدوج تكتب عبارة "ال يفتح" ومراجع المناقصة إضافة‬
‫إلى ثمن الوثائق عند اإلقتضاء‪.‬‬

‫تكون كل هذه البيانات إلزامية حسب المادة ‪ 16‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق‬
‫‪77‬‬
‫متمم‪.‬‬
‫معدل و ّ‬
‫بالصفقات العمومية ّ‬
‫تحتوي الوثائق المتعلقة بالمناقصة أو عند اإلقتضاء بالتراضي بعد اإلستشارة التي توضح تحت‬
‫تصرف المترشحين على جميع المعلومات الضرورية التي تمكنهم من تقديم تعهدات مقبولة كالتالي‪:‬‬

‫‪ ‬الوصف الدقيق لموضوع الخدمات المطلوبة أو كل المتطلبات بما في ذلك‬


‫المواصفات التقنية وا ثبات المطابقة إضافة إلى المقاييس التي يجب أن تتوفر في‬
‫المنتوجات أو الخدمات‪ ،‬كذلك التصاميم والرسوم والتعليمات الضرورية عند‬
‫اإلقتضاء‪.‬‬

‫‪ -75‬نسيغة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬


‫ومتمم‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫معدل ّ‬‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 19‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ّ ،‬‬
‫‪76‬‬

‫ومتمم‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫معدل ّ‬‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 16‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية ّ‬
‫‪77‬‬

‫‪29‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ‬الشروط ذات الطابع اإلقتصادي والتقني والخدمات المالية والمعلومات أو الوثائق‬


‫التكميلية المطلوبة من المتعاهدين‪ ،‬اللغة أو اللغات الواجب استعمالها في تقديم‬
‫تصحبها مع كيفيات التسديد وكل الكيفيات األخرى‬ ‫التعهدات والوثائق التي‬
‫والشروط التي تحددها المصلحة المتعاقدة والتي يجب أن تخضع لها الصفقة‪ ،‬األجل‬
‫الممنوح لتحضير العروض وأجل صالحية العروض مع آخر س اعة إليداع العروض‬
‫الحج ية المعتمدة فيه مع ساعة فتح األظرفة والعنوان الدقيق لتوزيع‬
‫والشكلية و ّ‬
‫التعهدات وذلك حسب ال مادة ‪ 12‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216 - 91‬المتعلق‬
‫‪78‬‬
‫بالصفقات العمومية المعدل والمتمم‪.‬‬
‫يحرر اإلعالن المناقصة باللغة العربية وبلغة أجنبية واحدة على األقل كما ينشر إجباريا في النشرة‬
‫الرسمية لصفقات المتعامل العمومي على األقل في جريدتين يوميتين وطنيتين موزعتين على المستوى‬
‫الوطني‪.‬‬

‫بدرج اإلعالن المنح المؤقت للصفقة في الجرائد التي نشر فيها إعالن المناقصة عندما يكون ذلك‬
‫ممكنا مع تحديد السعر وآجال اإلنجاز وكل العناصر التي سمحت باختيار صاحب الصفقة‪.‬‬

‫يمكن إعالن المناقصات التي تتضمن صفقات أشغال أو لوازم ودراسات أو خدمات يساوي مبلغها‬
‫خمسين مليون دينار أو يقل عنها وعشرين مليون دينار أو يقل عنها‪.‬‬

‫وأن تكون محل إشهار محلي فينشر إعالن المناقصة في يوميتين محليتين أو جهتين‪ ،‬إلصاق‬
‫إعالن المناقصة بالمقرات المعنية للوالية وكافة بلديات الوالية وغرف التجارة والصناعة والحرف والفالحة‬
‫وللمديرية التقنية المعنية في الوالية‪ ،‬وكل هذه اإلجراءات نصت عليها المادة ‪ 11‬من المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪79‬‬
‫‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬مبادئ اإلعالن‬

‫إن عملية الصفقات العمومية تحاط بمبادئ أساسية البد من مراعاتها دائما‪ ،‬من جانب اإلدارة‬
‫‪80‬‬
‫والمتعاقدين على حد سواء‪ ،‬فالمادة ‪ 1‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية‬
‫ألزمت المصلحة المتعاقدة عن اإلعالن عن الصفقة مراعاة لمبدأ المنافسة وتتمثل هذه المبادئ في‪:‬‬

‫‪ ‬حرية الوصول للطلبات العمومية‪ ،‬فم راعاة لمبدأ المنافسة البد أن تتوافر فيه شروط‬
‫ا لتقدم للمناقصة من تتسع الفرصة أمام جهات اإلدارة الختيار أفضل المتعاقدين‪ ،‬فال‬

‫ومتمم‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫ّ‬ ‫معدل‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 12‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية ّ‬
‫‪78‬‬

‫ومتمم‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫ّ‬ ‫معدل‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 11‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬للمتعلق بالصفقات العمومية ّ‬
‫‪79‬‬

‫ومتمم‪ ،‬المرجع نفسه‪.‬‬


‫معدل ّ‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 1‬من المكرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية ّ‬
‫‪80‬‬

‫‪26‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫يمكن للمصلحة المتعاقدة أن تمنح أيا كان مهما كانت صفته ونوع نشاطه من‬
‫الدخول إلى المناقصة‪.‬‬
‫‪ ‬احت رام مبدأ المساواة بين المترشحين الذي مفاده أنه يجب التعامل مع جميع‬
‫المتناقصين على قدم ا لمساواة من حيث الشروط المطلوبة والمواعيد واإلج راءات‬
‫المقررة دون تفرقة بين المتناقصين من جانب الجهة اإلدارية‪ ،‬فيجب على المصلحة‬
‫المتعاقدة أن تعامل جميع المترش ح ين إلى المناقصة معاملة متساوية دون تمييز‪.‬‬
‫‪ ‬شفافية اإلج راءات من خالل اإلج راءات التي تقوم بها لجنة فتح األظرفة ولجنة تقييم‬
‫العروض التي تكون جلساتها عالنية‪ ،‬إضافة للعقد وكيفية الحصول على دفاتر‬
‫الشروط‪.‬‬
‫وتتجلى مظاهر احترام مبدأ المنافسة الحرة في الوثائق التي تصبغها المصلحة المتعاقدة بين أيدي‬
‫المترشحين كدفتر الشروط الذي تضعه المصلحة المتعاقدة تحت تصرف كل المترشحين دون استثناء‪،‬‬
‫‪81‬‬
‫إضافة إلى اإلعالن عن المناقصة في جريدتين وطنيتين‪.‬‬

‫والجديد الذي جاء به المرسوم الرئاسي رقم ‪ 21-92‬الذي يعدل ويتمم قانون الصفقات العمومية هو‬
‫‪82‬‬
‫اإلعالن عن المناقصة بواسطة األنترنت‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة إيداع العروض‬


‫بعد اإلعالن عن المناقصة المنشور في الجرائد‪ ،‬تأتي مرحلة تقديم المتنافسين لعروضهم وفقا‬
‫للشروط المطلوبة واألجل المعلن عنه‪ ،‬ويمكن تعريف العطاءات بأنها العروض التي يتقدم بها األشخاص‬
‫في الصفقة والتي يتبين من خاللها الوصف الفني كما يستطيع المتقدم القيام به وفقا للصفقات المطروحة‬
‫في الصفقة‪.‬‬

‫أو ًال‪ :‬العرض التقني‬

‫يتضمن العرض التقني على التصريح باإلكتتاب تعهد تفوق واحد في المائة (‪ )%9‬من مبلغ‬
‫العرض وذلك فيما يخص صفقات األشغال واللوازم التي يخضع مبلغها الختصاص اللجان الوطنية‬
‫لصفقات اللجان الوطنية والصفقات القطاعي الواجب ذكرها في دفاتر الشروط المتعلقة بالمناقصات‪.‬‬

‫تصدر كفالة تعهد المتعهدين الجزائريين من طرف بنك خاضع للقانون الجزائري أو صندوق ضمان‬
‫الصفقات العمومية‪ ،‬ويجب أن تصدر كفالة تعهد المتعهدين األجانب من طرف بنك خاضع للقانون‬
‫‪83‬‬
‫الجزائر يشملها ضمان مقابل صادر عن بنك أجنبي من الدرجة األولى‪.‬‬

‫‪-81‬نسيغة فيصل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.911-991‬‬


‫‪ -82‬أنظر المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-92‬الذي يعدل قانون الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬

‫‪23‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫العرض التقني يحصر المعنى الذي يتم اعداده طبقا لدفتر الشروط والمقصود من العرض التقني‬
‫حصر المعني جواب المعتمد المتعلق بالمتطلبات التقنية لدفتر الشروط‪.‬‬

‫مستخرج من صحيفة السوابق القضائية للمتعهد‪ ،‬تصريح بالنزاهة وأخذ بعين اإلعتبار خصوصية‬
‫بعض الصفقات العمومية السيما تلك التي تنفذ خارج الجزائر والتي تبرم مع الفنانين أو مع المؤسسات‬
‫الصغيرة فإنه يمكن للمصلحة المتعاقدة تكييف محتوى الملف اإلداري المطلوب من المتعهدين‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أن العرض التقني منصوص عليه في المادة ‪ 99‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪-91‬‬
‫‪84‬‬
‫‪ 216‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬العرض المالي‬

‫يتضمن العرض المالي رسالة تعهد مع جدول األسعار بالوحدة باإلضافة إلى تفصيل تقديري‬
‫وكمي‪.‬‬

‫وتحدد نماذج رسالة التعهد والتصريح باإلكتتاب والتصريح بالنزاهة بموجب قرار من الوزير المكلف‬
‫بالمالية‪.‬‬

‫واذا كان القانون الجزائري قد كفل لجميع المترشحين المشاركين في المناقصة وتقديم عروضهم‬
‫تطبيقا بمبدأ المساواة بين العارضين فإن ذلك ال يمنع على اإلطالق من فرض شروط منافسة معينة‬
‫وقصدها على من تتوفر فيهم شروط محددة تعلن اإلدارة عنها سلفا‪ ،‬وبهذا الصدد تؤكد أن حق المشاركة‬
‫مكفول لكل عارض توفرت فيه الشروط المعلن عنها ما لم يحرم ويبعد بموجب نص خاص قانونا كان أو‬
‫‪85‬‬
‫تنظيميا أو بمقتضى قرار قضائي ونهائي‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مرحلة فحص العطاءات‬


‫لقد أسندت نصوص قانون الصفقات العمومية الجزائرية مهمة فحص العروض أو العطاءات إلى‬
‫لجنة فتح األظرفة (أوال)‪ ،‬ولجنة تقييم العروض (ثانيا) على مرحلتين منفصلتين‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬لجنة فتح األظرفة‪La commission d'ouverture des plis :‬‬

‫نصت المادة ‪ 929‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم‬
‫على ما يلي‪" :‬تحدث في إطار الرقابة الداخلية لجنة دائمة لفتح األظرفةلدى كل مصلحة متعاقدة يحدد‬

‫ومتمم‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫معدل ّ‬‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 99‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية ّ‬
‫‪83‬‬

‫‪ -84‬أنظر المادة ‪ 99‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية معدل ومتمم‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -85‬بوضياف عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.912‬‬

‫‪22‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫مسؤول المصلحة المتعاقدة بموجب مقرر‪ ،‬تشكيلة اللجنة المذكورة في إطار اإلجراءات القانونية والتنظيمية‬
‫المعمول بها"‪.‬‬

‫لقد حدد قانون الصفقات العمومية قواعد سير لجنة فتح األظرفة كما حدد مهامها أيضا‪ ،‬فاللجنة‬
‫المذكورة بناء على استدعاء صادر عن المصلحة المتعاقدة وتعقد جلساتها بصفة علنية وبحضور‬
‫المتعهدين وبذلك أضفى المشرع في هذه المرحلة شفافية أكثر‪.‬‬

‫ويتمثل مهام لجنة فتح األظرفة في إثبات صحة تسجيل العروض على سجل خاص وتعد قائمة‬
‫المتعهدين حسب ترتيب تاريخ وصول أظرفة عروضهم مع توضيح محتوى ومبالغ المفترهاتوالتحفيظات‬
‫المحتملة‪ ،‬إضافة إلى ذلك فلها أن تعد وصفا مفصال للوثائق التي يتكون منها كل عرض وتحرر‬
‫يوقعه جميع أعضاء اللجنة الحاشرين والذي يجب أن يتضمن‬ ‫المحضر أثناء انعقاد الجلسة الذي‬
‫التحفظات المحتملة المقدمة من قبل أعضاء اللجنة‪.‬‬

‫دعوة المتعهدين عند االقتضاء كتابيا إلى استكمال عروضهم التقنية بالوظائف الناقصة المطلوبة‬
‫باستثناء التصريح باإلكتتاب وكفالة التعهد عندما يكون ذلك منصوصا عليها‪.‬‬

‫والعرض التقني يحصر المعني في أجل أقصاه ‪ 91‬أيام ويكون ذلك تحت طائلة رفض عروضهم‬
‫من قبل لجنة تقييم العروض‪ ،‬ونصت على مهام لجنة فتح األظرفة المادة ‪ 922‬من المرسوم الرئاسي رقم‬
‫‪86‬‬
‫‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم‪.‬‬

‫ثانياً‪ :‬لجنة تقييم العروض‪La commission d’évaluation des offres‬‬

‫حسب المادة ‪ 929‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل‬
‫يتب ين لنا أن المشرع ألزم كل إدارة عمومية معينة بالخضوع لقانون الصفقات العمومية وأن‬ ‫‪87‬‬
‫والمتمم‬
‫تحدث على مستواها لجنة لتقييم العروض ولم يحدد قانون الصفقات العمومية تشكيلة لجنة تقييم العروض‬
‫وحسن ما فعل إذ أوكل هذه المهمة للمسؤول األول على مستوى اإلدارة المحلية وألزمه باختيار العناصر‬
‫المؤهلة ذات كفاءة نظ ار ألهمية هذه المرحلة من مراحل الصفقة العمومية‪.‬‬

‫وحتى يفصل المشرع مهام لجنة تقييم العروض عن لجنة فتح األظرفة فرض عدم إمكانية الجمع‬
‫بين اللجنتين‪.‬تتمثل مهمة هذه اللجنة تقييم العروض ويكن لها أن تقترح بدائل العروض كما يمكنها إقصاء‬
‫العروض غير المطابقة لدفتر الشروط ويتم تقييم العروض على مرحلتين‪ ،‬أولها يتم خاللها ترتيب‬
‫العروض أو العطاءات من الناحية التقنية‪ ،‬وثانيها دراسة العروض المالية المقترحة من المتعهدين أو‬

‫ومتمم‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫معدل ّ‬
‫‪-‬أنظر المادة ‪ 922‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية‪ّ ،‬‬
‫‪86‬‬

‫‪ -87‬أنظر المادة ‪ 929‬من المرجع نفسه‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫العارضين‪ ،‬وهذا بعد فتح األظرفة المالية من أجل انتقاء إما العرض األقل ثمنا إذا تعلق األمر بالخدمات‬
‫‪88‬‬
‫العاجية أو أحسن عرض من الناحية اإلقتصادية إذا تعلق األمر بخدمات معقدة تقنيا‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مرحلة إرساء واعتماد الصفقة‬


‫لقد قسمنا هذه المرحلة إلى إجراءين أساسيين بهما تدخل الصفقة العمومية حيز التنفيذ‪.‬‬

‫أوالً‪ :‬إرساء الصفقة‬

‫مرحلةإرساء الصفقة حاسمة ينجم عنها اختيار عارض إما بالنظر لتوافر غطاءه أو عرضه على‬
‫مجموعة من الشروط والمواصفات مما دفع بجهة اإلدارة الختياره دون سواء عن بقية العروض‪.‬‬

‫ولقد اعترف المشرع الجزائري للمصلحة المتعاقدة حرية اختيار المتعامل المتعاقد مع مراعاة تطبيق‬
‫أحكام قانون الصفقات العمومية غير أن هذه الحرية محددة بأطر رقابية ووفق معايير نصت عليها المادة‬
‫‪ 96‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم‪ ،89‬منها الضمانات‬
‫التقنية والمالى مع السهر والتوعية وآجال التنفيذ إضافة إلى شروط التمويل وتقليص الحصة القابلة‬
‫للتحويل التي تمنحها المؤسسات األجنبية واختيار مكاتب الدراسة‪ ،‬إضافة إلى المنشأ الجزائري أو األجنبي‬
‫للمنتوج واإلدماج في اإلقتصاد الوطني‪.‬‬

‫وقد منح المشرع الجزائري هامش أفضلية للمنتوج الجزائري في جميع الصفقات بنسبة ‪ %29‬وهذا‬
‫امتياز في محله والهدف منه هو تشجيع المنتوج الجزائري‪.‬‬

‫وما يتبين لنا في هذه المرحلة أن قانون الصفقات العمومية قد أضفى مرة أخرى شفافية أكثر في‬
‫إبرام الصفقات العمومية وذلك بإعالن الفائز مؤقتا مع ذكر معايير اإلنتقاء لتمكين المتنافسين من تقديم‬
‫‪90‬‬
‫طعونهم أمام لجنة الصفقات المعنية‪.‬‬

‫واذا كان المنح المؤقت للصفقة يمدد من عمر إبرام الصفقات العمومية إال أنه يحمي المتعاملين‬
‫ويمكنهم من ممارسة حق الطعن أمام لجنة الصفقات المعنية كما يحمي اإلدارة المتعاقدة ويبعدها عن‬
‫منطقة الشبهات‪.‬‬

‫‪ -88‬بوضياف عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص ‪.913-916‬‬


‫ومتمم‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫معدل ّ‬
‫‪ -‬أنظر المادة ‪ 96‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية ‪ّ ،‬‬
‫‪89‬‬

‫‪ -90‬قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪ ،2116 ،‬ص ص‪.29-22‬‬

‫‪11‬‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬ ‫الفصل األول‬

‫ثانياً‪ :‬اعتماد الصفقة‬

‫رغم الطابع الحاسم لمرحلة إرساء الصفقة‪ ،‬إال أنها ال تعد المرحلة األخيرة بل البد من اعتماد‬
‫المناقصة ومباشرة إجراءات التعاقد إلضفاء الطابع النهائي والرسمي على الصفقة واإلعالن عن اتمام‬
‫‪91‬‬
‫إجراءاتها‪ ،‬فالمنح المؤقت للصفقة رغم فوائدها الكبيرة إال أنه يظل منح مؤقت‪.‬‬

‫وباعتماد الصفقة وتزكية االنتقاء أو االختيار تدخل الصفقة العمومية مرحلتها النهائية وتعرف بعد‬
‫توقيعها من قبل السلطة المخولة لذلك مرحلة جديدة هي مرحلة التنفيذ واالعتماد يجعل العقد نهائيا‪.‬‬

‫وال تصح الصفقات وال تكون نهائية إال إذا وافقت عليها السلطة المختصة والمذكورة في المادة ‪2‬‬
‫‪92‬‬
‫من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬المتعلق بالصفقات العمومية المعدل والمتمم‪.‬‬

‫إن احترام مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية ما هو إال نتيجة للتطور الذي عرفته‬
‫النصوص القانونية في التشريع الجزائري عموما وخاصة فيما يتعلق بحماية المال العام في اإلنفاق‬
‫العمومي للدولة أو أحد هياكلها سواء كانت صاحبة سلطة أو بصفتها ضابطة للسوق أو كعون اقتصادي‬
‫متمرس في السوق‪.‬‬

‫هذا ما دفع بالمشرع بربط هذا المبدأ لمختلف األنشطة االقتصادية سواء كانت ذو عالقة بالشخص‬
‫العام أو الخاص‪ ،‬من هذا المنطلق يمكن القول بأن مبدأ المنافسة الحرة هو من المبادئ التي يصحب‬
‫التحكم في الميدان االقتصادي نظ ار لطبيعة اإلنسان التنافسية وحب الذات بما يؤدي إلى حدوث تجاوزات‬
‫في السوق تمس بمبدأ المنافسة الحرة خاصة في الصفقات العمومي‪.‬‬

‫ذلك العتبار مبدأ المنافسة الحرة من أهم المبادئ التي ترتكز عليها عملية إبرام الصفقات العمومية‪،‬‬
‫وأي إخالل بها يستدعي تدخل الدولة بأجهزتها اإلدارية أو القضائية لمواجهة هذه التجاوزات‪.‬‬

‫‪ -91‬بوضياف عمار‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.992-991‬‬


‫‪ -92‬تنص المادة ‪ 2‬على‪ « :‬ال تصح الصفقات وال تكون نهائية إال إذا وافقت عليها السلطة المختصة المذكورة أدناه‪ ،‬الوزير‬
‫فيما يخص صفقات الدولة‪ ،‬مسؤول الهيئة الوطنية المستقلة‪ ،‬الوالي فيما يخص صفقات الوالية‪ ،‬رئيس المجلس الشعبي‬
‫فيما يخص صفقات البلدية‪ ،‬المدير العام أو المدير فيما يخص المؤسسة العمومية ذات الطابع اإلداري‪ ،‬المدير العام أو‬
‫المدير فيما يخص المؤسسة العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‪ ،‬مدير مركز والتنمية‪ ،‬مدير المؤسسة العمومية ذات‬
‫الطابع العلمي والتقني‪ ،‬مدير المؤسسة العمومية الخصوصية ذات الطابع العلمي والتكنولوجي‪ ،‬مدير المؤسسة العمومية‬
‫ذات الطابع العلمي والثقافي والمهني‪ ،‬الرئيس المدير العام او المدير العام للمؤسسة العمومية االقتصادية‪ ،‬ويمكن كل‬
‫سلطة من هذه السلطات أن تفوض صالحياتها في هذا المجال إلى المسؤولين المكلفين بتحضير الصفقات وتنفيذها طبقا‬
‫لألحكام التشريعية والتنظيمية المعمول بها»‪.‬‬

‫‪19‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬‬
‫اإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام‬
‫الصفقات العمومية‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫تعد الصفقات العمومية األداة اإلستراتيجية التي وضعها المشرع في أيدي السلطة العامة النجاز‬
‫‪93‬‬
‫العمليات المالية المتعلقة بانجاز وتسير وتجهيز المرافق العامة‪.‬‬

‫فاعتمد االقتصاد الجزائري على ضخ األموال العامة من اجل تنشيط االقتصاد يلزم اإلدارة المتعاقدة‬
‫بالمواءمة بين مصلحتها في تنفيذ مشاريع المرفق العام الذي تتولى تسييره في أحسن الظروف‪ ،‬وبين حرية‬
‫المنافس وذلك بعدم عرقلتها واساءة استخدام سلطتها في انتقاء واختيار المتعاقد معها‪ ،‬فنظام الصفقات‬
‫‪94‬‬
‫يعد الوسيلة األمثل الستغالل وتسيير األموال العامة‪.‬‬
‫العمومية ّ‬
‫فقد ركزنا في دراستنا في هذا الجزء من البحث على ما يفرضه قانون الصفقات العمومية كالتزام‬
‫قانوني على الشخص العام صاحب مشروع الصفقة احتراما لمبدأ المنافسة الحرة‪ ،‬وذلك باإلمتناع عن‬
‫ارتكاب الممارسات والجرائم المنافية للمنافسة والمقيدة للمنافسة التي قد يلجأ إليها األعوان االقتصاديون‬
‫لتزييف المنافسة (مبحث األول)‪ ،‬مع تحديد كيفيات متابعة الممارسات والجرائم المخلة بمبدأ المنافسة‬
‫‪95‬‬
‫(مبحث الثاني)‪.‬‬

‫‪ -93‬بوخندة لزهر‪ ،‬بركاني شوقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.9‬‬


‫‪ -94‬شروقي محترف‪ ،‬الصفقات العمومية والجرائم المتعلقة بها في قانون الفساد‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا‬
‫للقضاء‪ ،‬الدفعة ‪،2112 ،96‬الجزائر العاصمة‪ ،‬ص‪.9‬‬
‫‪ -95‬كتو محمد الشريف‪ ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.919-31‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫المبحث األول‪ :‬الممارسات والجرائم المخلة بمبدأ المنافسة الحرة‬

‫إن إ عتماد المنافسة الحرة في االقتصاد بوجه عام وفي الصفقات العمومية بوجه خاص‪ ،‬وجعلها من‬
‫فعالة للمال العام‪ ،‬حيث يسمح ذلك باالستعمال‬ ‫ركائز النظام العام االقتصادي في الدولة يوفر حماية ّ‬
‫العقالني للموارد الطبيعية ويساهم في القضاء على مظاهر الممارسات والجرائم المخلّلة بالمنافسة‪ ،‬وذلك‬
‫‪96‬‬
‫تحقيقا لألغراض المنصوص عليها في قانون المنافسة وقانون الوقاية من الفساد ومكافحته‪.‬‬

‫وبهذا الصدد سوف نتطرق إلى دراسة الممارسات المخلة بمبدأ المنافسة الحرة (المطلب األول)‪،‬‬
‫والى جرائم الفساد المخلة بمبدأ المنافسة الحرة (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬الممارسات المقيدة بمبدأ المنافسة الحرة‬


‫لكي تسود منافسة نزيهة بين األعوان االقتصاديين البد أن يتوفر شرط كثرة المؤسسات وشرط‬
‫تجانس المنتوج‪ ،‬وكذا شرط جدية الدخول إلى السوق مع شرط استقاللية اتخاذ القرار‪.‬‬

‫فأي فرد أو شركة تتوافر لديها األموال والرغبة تكون قادرة على الدخول إلى السوق بدون أية عوائق‬
‫مصطنعة في وجهها‪ ،‬إال أن هناك بعض الحاالت التي تتفق مؤسستان أو أكثر للظفر بدون ذلك (الفرع‬
‫األول)‪ ،‬كما يمكن أيضا االعتبار أنه يمكن لم ؤسسة ما أن تهيمن على السوق بفضل مجهوداتها وتقنياتها‬
‫المستعملة والتعسف في تلك الهيمنة (الفرع الثاني)‪ ،‬إضافة لذلك يستوجب في بعض الحاالت حصول‬
‫المؤسسة على ترخيص مجلس المنافسة المتالكها حصة معتبرة من مبيعات ومشترياته واال خضعت‬
‫‪97‬‬
‫لمتابعة مجلس المنافسة (الفرع الثالث)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلتفاقات المحظورة‬


‫تنص المادة ‪ 6‬من القانون رقم ‪ 92-12‬المتعلق بالمنافسة على أنه "تحظر الممارسات واألعمال المدبرة‬
‫واإلتفاقياتواإلتفاقات الصريحة أو الضمنية عندما تهدف أو يمكن أن تهدف إلى عرقلة حرية المنافسة أو‬
‫الحد منها أو اإلخالل بها في نفس السوق أو في جزء جوهري منه"‪ .‬فتطبيق نص هذه المادة يثير الكثير‬
‫من اإلشكاالت‪ ،‬إذ البد من توفر شروط معينة حتى يعتبر اتفاق محضور واال فيعتبر ذلك مساسا بحرية‬
‫أعمال األعوان اإلقتصاديين في مزاولة نشاطهم‪ ،‬ومن جملة الشروط التي يجب توافرها حتي يمكن لمجلس‬
‫المنافسة من متابعة و معاقبة مرتكبيها نذكر‪:‬‬

‫‪ -96‬كتو محمد الشريف‪ ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.919-31‬‬
‫‪ -97‬براهمي فضيلة‪ ،‬المركز القانوني لمجلس المنافسة بين األمر رقم ‪ 11/11‬والقانون رقم ‪ ،92/12‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون (فرع القانون العام لألعمال)‪ ،‬جامعة بجاية‪ ،2191 ،‬ص ص‪.26-29‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫أوال‪ :‬شرط اإلتفاق‬


‫يقصدباإلتفاق تبني خطة مشتركة بين مجموعة من األعوان االقتصاديين تهدف إلى االخالل بحرية‬
‫المنافسة داخل سوق واحدة للسلع والخدمات وال يقوم االتفاق في غياب هذا الشرط‪.‬‬
‫يتحقق هذا االتفاق بمجرد انصراف إرادة كل مؤسسة معينة بسلطة القرار إلى االنضمام أو اإلنخراط في‬
‫قالب مشترك يشكل سلوك جماعي لمجموعة من المؤسسات مما قد يؤثر على اإلستقاللية المعترف لكل‬
‫فمن خالل ذلك يمكن أن نعتبر أن شرط اإلتفاق يمكن أن نكيفه بلجوء مجموعة من‬ ‫‪98‬‬
‫منها‬
‫اإلراداتالمختلفة (إرادات المؤسسات التي تتمتع باإلستقاللية) للبحث عن هدف مشترك بينهم قصد زيادة‬
‫منافعهم في السوق أو قصد عدم تمكين أعوان آخرين من حرية مزاولة نشاطهم في السوق رغم أن قانون‬
‫المنافسة يقتضي حفاظ كل عون إقتصادي على استقاللية ق ارراته سواء من حيث تحديد األسعار أو‬
‫الدخول في السوق أو أي من الشروط العامة للبيع‪.99‬‬
‫فمن حيث طبيعته يمكن أن يكون تعاقديا أو في صورة ترتيبات ودية بين األطراف المتواطئة يجري‬
‫مراعاتها للقوانين الداخلية للمؤسسات المعنية أو للمواثيق المهنية أو النقابية‪ ،‬ويمكن أيضا أن يكون‬
‫االتفاق صريحا أو ضمنيا‪.100‬‬
‫ثانيا‪ :‬اإلخالل بالمنافسة‬
‫إلى جانب وجود شرط اإلتفاق فإنه البد من البحث عن موضوع اإلتفاق والذي يكون بمثابة اآلثار التي‬
‫يرتبها هذا األخير‪ ،‬فاالتفاق من حيث موضوعه فقد يكون منصبا على تقييد المنافسة في مجال اإلنتاج أو‬
‫التجارة أو أداء الخدمات بما فيها تلك التي يقوم بها األشخاص العموميين أو الجمعيات‪ ،‬و سواء تم تقييد‬
‫المنافسة على الصعيد األفقي أم الرأسي‪ ،‬فبالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 16‬المذكورة سالفا نجد أن موضوع‬
‫االتفاق في الحقيقة يقصد به نية األطراف بحيث يكفي العتبار إتفاق ما محظور مجرد إنصراف نية‬
‫األطراف إلى إعاقة أو تقييد المنافسة الحرة دون ضرورة تحقيق األهداف غير المشروعة المناهضة‬
‫للمنافسة‪.101‬‬
‫أما بالنسبة ألثار اإلتفاق فيقصد به كل من األثر المحقق وكذا المحتمل‪ ،‬خاصة مع العلم بأن المشرع قد‬
‫استعمل عبارة "يمكن أن تهدف" حيث أن تأثير اإلتفاق سلبيا على المنافسة بمنعها أو الحد منها أو‬

‫‪ -98‬زبير أرزقي‪ ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجسير في القانون (فرع المسؤولية المهنية)‪،‬‬
‫جامعة تيزي وزو‪ ،‬د‪ ،‬س‪ ،‬م‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -99‬ناصري نبيل‪ ،‬المركز القانوني لمجلس المنافسة بين األمر رقم ‪ 16-19‬و األمر ‪ ،11-11‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون (فرع قانون األعمال)‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪ ،2111 ،‬ص ‪.61‬‬
‫‪-100‬كتو محمد الشريف‪ ،‬حماية المستهلك من الممارسات المنافية للمنافسة‪ ،‬مجلة اإلدارة‪ ،‬عدد ‪ ،2112 ،21‬ص ص ‪-91‬‬
‫‪.36‬‬
‫‪ -101‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص ‪.36-91‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫اإلخالل بقواعدها قد يكون متوقعا أو محتمال فقط‪ .‬بالتالي فإن شرط اإلخالل بالمنافسة يعد أساسا لتكييف‬
‫إتفاق ما بأنه ممنوع ومحظور‪ ،‬لذلك فإن االتفاقات التي ال تهدف أوال يترتب عنها مساس بقواعد المنافسة‬
‫‪102‬‬
‫ال تشكل ممارسات منافية للمنافسة‬
‫وقد أضاف المشرع الجزائري نموذج آخر من االتفاقات المحظورة‪ ،‬وذلك بموجب القانون رقم ‪-12‬‬
‫المتمم لألمر رقم ‪ 11-11‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬وذلك هو االتفاق الذي يهدف إلى السماح‬
‫المعدل و ّ‬
‫ّ‬ ‫‪92‬‬
‫بمنح صفقة عمومية لفائدة أصحاب الممارسات المقيدة للمنافسة مثل اإلتفاق على توحيد العروض أو‬
‫التقدم بنفس العطاء‪.‬‬

‫فبموجب قانون رقم ‪ 92-12‬المتعلق بالمنافسة تم إتمام المادة ‪ ،6‬بحيث أصبحت تحظر اإلتفاقات‬
‫التي ترمي إلى«‪ ...‬السماح بمنح صفقة عمومية لفائدة أصحابهذه الممارساتالمقيدة»‪.103‬‬

‫‪1/929‬‬ ‫إضافة لذلك نجد أن قانون الصفقات العمومية لسنة ‪ 2191‬المعدل والمتمم‪ ،‬السيما المادة‬
‫منه تنص على‪...« :‬غير أ نه يمكن لجنةتقييم العروض أن تقترح على المصلحة المتعاقدة‪،‬رفض‬
‫العروض المقبول على السوق‪ ،‬أو يتسبب في اختالل المنافسة في القطاع المعني بأي طريقة‬
‫كانت‪.104»...‬‬

‫وبتنظيم قانون الصفقات العمومية في سنة ‪ 2191‬الذي ألغى المرسوم الرئاسي رقم ‪ 291-12‬تم‬
‫إضافة الفقرة ‪ 99‬للمادة ‪ 929‬حيث جاء فيها مايلي‪...« :105‬واذا كان العرض المالي المتعامل االقتصادي‬
‫المختار مؤقتاً يبدو منخفضاً بشكل غير عادي‪ ،‬يمكن للمصلحة المتعاقدة أنترفضه بقرارمعلل‪ ،‬بعد أن‬
‫يتطلب كتابياً التوضيحاتالتي تراها مالئمة‪ ،‬والتحقق من المبرراتالمقدمة»‪.‬‬

‫وتتخذ العطاءات التواطئية شكل االتفاقات على تقديم عطاءات متطابقة على أساس أن أصحاب‬
‫العروض قد قاموا بتبادل المعلومات قبل إيداع عروضهم‪ ،‬كما قد تتم اإلتفاقات حول الجهة التي ستقدم‬
‫العطاء األدنى‪،‬واإلتفاقات حول تقديم عطاءات تمويهية "عطاءات ضخمة طواعية"‪،‬واإلتفاق على أال‬
‫ينافسه أحد عطاء اآلخر‪ ،‬واإلتفاقات على إستبعاد الغير من مقدمي العطاءات‪ ،‬كذلك اإلتفاقات التي تحدد‬
‫مسبقا الفائزين بالعطاءات على أساس التناوب أو على أساس جغرافيأو على أساس تقاسم العمالء وتعبتر‬
‫العطاءات التواطئية غير قانونية في معظم البلدان لما تنطوي عليه من جوانب غش السيماما يترتب عليها‬
‫من آثار ضارة سواء على اإل تفاق العام أو على مصالح المقاولين‪ ،‬وتجدر اإلشارة أن اإلثبات المباشر‬

‫‪ -102‬زبير أرزقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.919‬‬


‫‪-103‬جالل مسعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.23‬‬
‫‪ -104‬أنظر المادة ‪ 929‬فقرة ‪ 1‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬يتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -105‬أنظر المادة ‪ 99/929‬من القانون رقم ‪ ،19-91‬المؤرخ في ‪ 9‬رمضان ‪ 9119‬الموافق لـ‪ 99‬غشت ‪ ،2191‬ج ر ع‬
‫‪ ،16‬المؤرخ في ‪ 92‬غشت ‪ ،2191‬يتضمن قانون المنافسة‪ ،‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫لمثل هذه اإلتفاقات جد صعب ويتم إثباتها بشكل عام عن طريق اكتشاف التقسيم المالي المعد من طرف‬
‫مؤسسة معينة في مقر مؤسسة أخرى‪ ،‬على أن يثبت أنه تم إبالغ التقييم المالي مسبقا قبل تاريخ‬
‫العروض‪ ،‬أو أن يتم مالحظة تماثالت غير مبررة تشابهات دقيقة بين عروض المؤسسات المتقدمة‬
‫بعروضها لنفس المناقصة‪.‬‬

‫ال يمكن تصور اتفاق محظور في سوق تنعدم فيه المنافسة‪ ،‬ويتم إثبات اإلتفاق المقيد للمنافسة بكل‬
‫وسائل اإلثبات المادية والقرائن وتبادل المعلومات بين مختلف هياكل المنافسة لغرض قمع هذه‬
‫‪106‬‬
‫الممارسات‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الممارسات التعسفية‬


‫لكي تكون منافسة في سوق ما مزيفة البد أن توجد ممارسات تعسفية‪ ،‬التي تصدر عن المؤسسات‬
‫القوية‪ ،‬ألن هذه المؤسسات تتحرر من الضغوطات التي تفرضها عليها عملية المنافسة وتخفض من درجة‬
‫المنافسة السائدة في السوق‪ ،‬ويحدث ذلك إذا حازت المؤسسة على هيمنة في سوق مادة أو خدمة (أوال)‪،‬‬
‫كما يقع تزيف المنافسة أيضا إذا كان لدى المؤسسة هيمنة نسبية على مؤسسة أو مؤسسات معينة يسمح‬
‫لها بممارسة نفوذ اقتصادي عليها ويتم ذلك بواسطة االستغالل التعسفي لوضعية التبعية االقتصادية‬
‫‪107‬‬
‫(ثانيا)‪ ،‬كما يمكن أيضا تقييد المنافسة عن طريق البيع بأسعار منخفضة بشكل تعسفي (ثالثا)‪.‬‬

‫أو ًال‪ :‬التعسف في وضعية الهيمنة على السوق‬

‫إن الحجم الكبير للمؤسسة والذي يسمح باكتساب مركز قوي في السوق غير ممنوع في حد ذاته‪،‬‬
‫وانما يمنع القانون التعسف في إستعمال هذه القوة االقتصادية خاصة عندما يكون الهدف منها الحد‬
‫واإلخالل بحرية المنافسة الحرة عن طريق إقصاء المتنافسين اآلخرين من ممارسة النشاط االقتصادي في‬
‫السوق‪ .108‬وفي هذا اإلطار تنص المادة ‪ 3‬من قانون المنافسة على أنه‪" :‬يمنع كل تعسف ناتج عن‬
‫هيمنة على سوق أو احتكار له أو على جزء منه"‪.‬‬

‫غير أن المشرع الجزائري قد تأخر في تنظيم هذه الممارسة إلى أن صدر المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 191-2111‬المؤرخ في ‪ 91‬أكتوبر ‪ ،2111‬بحيث أشارت المادة ‪ 19‬منه على أنه‪ ":‬تحدث هذه الحالة‬
‫في غياب حل بديل"‪ .‬ولكن لم يتم تنظيم هذه الممارسة المقيدة للمنافسة بصفة واضحة إال بصدور األمر‬
‫رقم ‪ 11-11‬المتعلق بالمنافسة والذي يعرف وضعية التبعية االقتصادية ب "العالقة التجارية التي ال يكون‬

‫‪ -106‬جالل مسعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.22‬‬


‫‪ -107‬براهمي فضيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -108‬جالل مسعد‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫فيها لمؤسسة ما حل بديل مقارن إذا أرادت رفض التعاقد بالشروط التي تفرضها عليها مؤسسة أخرى سواء‬
‫كانت زبونا أو ممونا"‪.109‬‬

‫إن التعسف الناجم عن الهيمنة على السوق أو على جزء جوهري منه غالبا ما يكون من فعل‬
‫مؤسسة أو مجموعة من المؤسسات فالمادة ‪ 3‬المشار إليها أعاله تمنع هذا التعسف‪ .‬فتكون في وضعة‬
‫هيمنة كل مؤسسة تتواجد في موضع يسمح لها بأن تلعب دو ار رئيسيا في السوق ما للسلع والخدمات دون‬
‫أن يكون بمقدور أي منافس أخر توفير بدائل معتبرة سواء لزبائن أو موردين المؤسسة المتواجدة في هذه‬
‫الوضعية‪.110‬‬

‫ومن خالل قراءة نص المادة السابعة من قانون المنافسة أعاله نفهم بأن وضعية االحتكار‬
‫‪situation de monopole‬قد تمثل وضعية هيمنة على السوق إذا كانت المؤسسة المعينة تشمل على جميع‬
‫حصص السوق أو على القسط األكبر منها األمر الذي يجعلها ال تخضع إلى أية منافسة‪ ،‬وبالتالي تكون‬
‫بهذه الصفة قد حققت تمرك از أكيدا للقوة االقتصادية ففي هذه الحالة فإن الفعل غير الشرعي ال يتجسد في‬
‫مجرد الهيمنة على السوق وانما يتمثل في إستغالل هذه الهيمنة‪ ،‬لذلك فإن قانون المنافسة ال يمنع وضعية‬
‫الهيمنة في حد ذاتها‪ ،‬إنما يمنع التعسف في إستغاللها‪.111‬‬

‫ثانيا‪ :‬التعسف في وضعية التبعية اإلقتصادية‬


‫لقد تعرض المشرع الجزائريللتعسف الناتج عن وضعية التبعية االقتصادية في المادة ‪ 99‬من القانون‬
‫رقم ‪ 92/12‬المتعلق بالمنافسة‪ ،112‬وهذا لم يكن في ظل القانون السابق الملغى (أمر ‪ )16-19‬حيث كان‬
‫ينظر إلى هذا النوع من الممارسات كصورة من صور التعسف الناتج عن الهيمنة على السوق‪ ،‬لكن‬
‫التطور الذي حدث مع مرور الوقت جعل األمر عكس ذلك مما دفع بالمشرع إلى تخصيص مادة لتبيان‬
‫الحاالت التي يكون فيها العون االقتصادي في حالة تعسف في إستغالل وضعية التبعية لمؤسسة أخرى‬
‫سواء كانت له بمثابة ممون أو زبون‪.‬‬

‫فتنص المادة ‪ 99‬من قانون المنافسة على أنه "يحظر على كل مؤسسة التعسف في استغالل‬
‫وضعية التبعية لمؤسسة أخرى بصفتها زبون أو ممونا إذا كان ذلك يخل بقواعد المنافسة"فتتحقق التبعية‬
‫االقتصادية عند ما يكون الزبون في تبعية إزاء الممون وذلك بالنظر إلى العالمة المحتكرة منه أو نظ ار‬

‫‪-109‬أنظر المادة ‪ 92‬من األمر ‪ ،11-11‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -110‬ناصر نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪ -111‬ناصر نبيل‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.21‬‬
‫‪ -112‬أنظر المادة ‪ 99‬من القانون ‪ ،92-12‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫لتقنياته العالية التي يستعملها أو حصته في السوق‪ ،‬وعندما يكون أيضا الزبون في أزمة مالية يفرض عليه‬
‫الممون عقود طويلة المدى وفي هذه الحالة أيضا تتحقق وضعية التعسف في حالة التبعية االقتصادية‪.‬‬

‫وفي األخير نالحظ أن المشرع في حالة التعسف في وضعية التبعية االقتصادية ينظر ويركز على‬
‫الطرف الضعيف في هذه العالقة التجارية‪ .‬فاألصل يكون لكل الطرفين نفس الحقوق عند إبرام العقد‪،‬‬
‫ولكن في هذه الحالة يكون لمؤسسة ما قوة تهيمن بها على باقي المؤسسات األخرى األن هذه األخيرة‬
‫مجبرة على التعاقد بالشروط التي تفرضها على المؤسسة األولى‪ ،‬ففي حالة إبرام العقود معها للحصول‬
‫على السلعة أو الخدمة تكون خاسرة نظ ار لما ستدفعه كمقابل‪ ،‬فإذا ما رفضت التعاقد ستوقف األعمال‬
‫والمشاريع االقتصادية التي تقوم بها‪.113‬‬

‫ثالثا‪ :‬البيع بأسعار منخفضة تعسفيا‬


‫تنص المادة ‪ 92‬من قانون المنافسة على أنه "يحظر عرض األسعار أو ممارسة أسعار بيع‬
‫منخفضة بشكل تعسفي للمستهلكين مقارنة بتكاليف اإلنتاج والتحويل والتسويق‪ ،‬إذا كانت أو الممارسات‬
‫تهدف أو يمكن أن تؤدي إلى إبعاد مؤسسة أو عرقلة أحد منتوجاتها من الدخول إلى السوق"‪.114‬‬

‫فالغرض من حظر مثل هذا النوع من البيوع يعود بالدرجة األولى إلى األضرار التي قد تلحق‬
‫بالمؤسسات األخرى التي تزاول نفس النشاط االقتصادي مع العلم أن القانون المدني ال يمنع من البيع‬
‫بسعر أدنى من سعر السلعة الحقيقي وهو ما يعرف بالبيع بطريق الوضعية أي بخسارة جزافية أو بخسارة‬
‫بنسبة مؤوية من رأس المال وبالنسبة للمتدخل فنجد أنه يعتمد البيع بسعر منخفض تعسفيا وفي الحقيقة‬
‫يعتبر بيعا بخسارة ألنه أقل من سعر التكلفة وبالتالي إذا أمعنا النظر في المادة ‪ 92‬السابقة الذكر نجد أن‬
‫المشرع ذكر ثالث أنواع من العمليات التي قد يصيبها البيع بسعر منخفض‪ ،‬وهي البيع بسعر أقل من‬
‫كلفة االنتاج‪ ،‬البيع بسعر أقل من كلفة التحويل‪ ،‬البيع أقل من كلفة التسويق‪.115‬‬

‫‪-113‬زوبيرأرزقي‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.911 -912‬‬


‫‪ -114‬أنظر المادة ‪ 92‬من القانون رقم ‪ 92-12‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -115‬هناك من الشراح من يميز البيع بخسارة عن البيع بأسعار منخفضة تعسفيا‪ ،‬إال أننا نقول بأنه إذا كان هذا الخالف‬
‫ظاه ار بداية فإنه ليس كذلك نهاية‪ ،‬ألنه بالرجوع إلى الممارسات التي يقوم بها المتدخلين في كل النوعين نجد بأن لها نفس‬
‫النتيجة وهي الخسارة إما نتيجة إعادة البيع للسلعة على حالها أو الخسارة بالرجوع إلى قيمة التكلفة الخاصة باالنتاج أو‬
‫التحويل أو التسويق‪ ،‬كما أن المشرع كان صريحا في المادة ‪ 92‬من قانون المنافسة إذا إعتمد سعر التكلفة وليس سعر‬
‫الشراء الحقيقي‪ ،‬كما أن المادة ‪ 91‬فقرة ‪ 19‬من القانون رقم ‪ 12-11‬المتعلق بالقواعد المطبقة على الممارسات التجارية‬
‫تنص على أنه "يمنع إعادة بيع سلعة بسعر أدنى من سعر تكلفتها الحقيقي" وعليه فلما كان الغرض من هذين النوعين من‬
‫البيوع هو إضالل المستهلك واالحتيال عليه ل ازما إدراجها ضمن فئة إختصاص مجلس المنافسة‪ .‬أنظر في ذلك‪:‬‬
‫زوبيرأرزقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.992‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫الفرع الثالث‪ :‬التجميعات االقتصادية‬


‫يتميزقتصاد السوق بظاهرة اقتصادية تتمثل في تجميع أو تركيز المؤسسات االقتصادية الذي‬
‫ا‬
‫يساعد على تكوين وانشاء وحدات إقتصادية ضخمة‪ ،‬بغرض السيطرةوالتحكم في النشاط االقتصادي‬
‫ومراقبته‪ ،‬فإذا كانت حرية المبادرة الخاصة تخول لألعواناالقتصاديين الحق في االندماجوانشاء المؤسسات‬
‫المشتركة‪ ،‬فإن التركيز قد ينعكس سلبا على المنافسة الحرة‪ ،‬حيث يؤدي إلى تغيير في بنية وتركيبة‬
‫السوق وزوال إستقاللية األعوان المجتمعين‪.116‬‬

‫فحسب المشرع الجزائري فإن عملية التجميع هي إندماج مؤسستين أو أكثر كانت مستقلة من قبل‪،‬‬
‫أو إنشاء مؤسسة مشتركة تؤدي بصفة دائمة جميع وظائف المؤسسة االقتصادية المستقلة‪ ،‬أو إذا حصل‬
‫شخص أو عدة أشخاص طبيعيين لهم نفوذ على مؤسسة على األقل أو حصلت مؤسسة أو عدة مؤسسات‬
‫على مراقبة مؤسسة أو عدة مؤسسات أو جزء منها بصفة مباشرة أو غير مباشرة عن طريق شراء أسهم‬
‫في رأس المال أو عن طريق شراء عناصر من أصول المؤسسة أو بموجب عقد أو بأي وسيلة أخرى‪.117‬‬

‫على أنه تطبق أحكام المادة ‪ 93‬كلما كان التجميع‬ ‫‪118‬‬


‫ولقد نصت المادة ‪ 92‬من قانون المنافسة‬
‫يرمي إلى تحقيق حد يفوق ‪ %11‬من المبيعات أو المشتريات المنجزة في سوق معينة‪ ،‬فالمشرع وضع حدا‬
‫أو نسبة مؤوية ال يجوز لألعوان االقتصاديين تجاوزها أال وهي ‪ %11‬مما يعني أن العمليات التي تقل‬
‫عن ذلك ال تخضع للمراقبة‪ .‬ويمكن أن ينقسم التجميع إلى تجميع يتم بين مؤسستين متنافستين في نفس‬
‫المجال وهو التجميع األفقي والتجميع الذي يتم بين منتج وموزع وهو التجميع العمودي‪ ،‬إضافة لذلك‬
‫فهناك تجميع تنويعي الذي يتم بين مؤسستين ليست متنافستين وال قد سبق التعامل بينهما‪.119‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬جرائم الفساد المخلة بمبدأ المنافسة الحرة‬


‫فيإطار مكافحة جرائم الفساد‪ ،‬نص المشرع الجزائري من خالل القانون ‪ 91-16‬المتعلق بالوقاية‬
‫من الفساد ومكافحته على مختلف الجرائم المتعلقة بالفساد‪.‬‬

‫‪ -116‬كتو محمد الشريف‪ ،‬الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -117‬أنظر المادة ‪ 99‬من القانون رقم ‪ ،92-12‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪-118‬تنص المادة ‪ 81‬على‪" :‬تطبيق أحكام المادة ‪ 81‬أعاله‪ ،‬كلما كان التجميع يرمي إلى تحقيق حد يفوق ‪%04‬من‬
‫المبيعات أو المشتريات المنجزة في سوق معينة"‪.‬‬
‫‪-119‬براهمي فضيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫ولما كانت الصفقات العمومية تشكل أهم مسار تتحرك فيه األموال العامة‪ ،‬والوسيلة القانونية التي‬
‫ّ‬
‫تعد بذلك المجال الخصب‬ ‫وضعها المشرع في يد اإلدارة العمومية من أجل تسيير هذه األموال‪ ،‬فإنها ّ‬
‫‪120‬‬
‫للفساد بكل صوره‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية‬
‫نصت على هذه الجريمة المادة ‪ 22‬فقرة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 19-16‬المتعلق بالوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته‪ ،‬وهي المادة التي حلّت محل المادة ‪ 922‬مكرر فقرة ‪ 9‬من قانون العقوبات الملغاة بموجب‬
‫‪121‬‬
‫قانون الفساد‪ ،‬ويطلق على هذه الجريمة كذلك اسم جنحة المحاباة ‪.Délit de favorisme‬‬

‫أو ًال‪ :‬صفة الجاني‬

‫يفترض أن يكون الجاني في جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية وفقا‬
‫لنص المادة ‪ 26‬فقرة ‪ 9‬من قانون الفساد المذكور أعاله‪ ،‬موظفا عموميا‪ ،‬وهذه الصفة تمثل الركن‬
‫المفترض في هذه الجريمة وفي باقي جرائم الفساد التي بها الموظفون العموميون‪ ،‬لذلك سنوضح تعريف‬
‫الموظف العمومي وفقا لقانون الفساد في هذه الجريمة مع اإلحالة إليه في باقي الجرائم التي سنتطرق لها‬
‫‪122‬‬
‫والتي تكون فيها صفة الجاني موظفا‪.‬‬
‫‪123‬‬
‫وعرف قانون مكافحة الفساد من خالل المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 2‬منه الموظف العمومي‪:‬‬

‫كل شخص يشغل منصبا تشريعيا أو تنفيذيا أو إداريا أو قضائيا أو في أحد المجالس الشعبية‬
‫المحلية المنتخبة‪ ،‬سواء أكان معينا أو منتخبا‪ ،‬دائما أو مؤقتا‪ ،‬مدفوع األجر أو غير مدفوع األجر بصرف‬
‫النظر عن رتبته أو أقدميته‪.‬‬

‫كل شخص آخر تولى ولو مؤقتا‪ ،‬وظيفة أو وكالة بأجر أو بدون أجر ويساهم بهذه الصفة في‬
‫خدمة هيئة عمومية أو مؤسسة عمومية أو أية مؤسسة أخرى تملك الدولة كل أو بعض رأسمالها أو أية‬
‫مؤسسة أخرى تقدم خدمة عمومية‪.‬‬

‫كل شخص آخر معروف بأنه موظف عمومي أو من في حكمه طبقا للتشريع والتنظيم المعمول‬
‫بهمها‪.‬‬

‫‪ -120‬بوخندة لزهر‪ ،‬بركاني شوقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬


‫‪ -121‬شروقي محترف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.21‬‬
‫‪ -122‬أنظر المادة ‪ 26‬فقرة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 19-16‬مؤرخ في ‪ 29‬محرم ‪ 9123‬الموافق لـ‪ 21‬فبراير ‪ 2116‬يتعلق بالوقاية‬
‫من الفساد ومكافحته‪ ،‬معدل و متمم‪.‬‬
‫‪ -123‬أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،19-16‬المرجع نفسه‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‬

‫يتحقق الركن المادي لجريمة المحاباة في مجال الصفقات العمومية بقيام الجاني بإبرام عقد أو‬
‫اتفاقية أو صفقة‪ ،‬أو ملحق أو مراجعة دون مراعاة األحكام التشريعية أو التنظيمية الجاري العمل بها‬
‫بغرض منح امتيازات غير مبررة للغير‪ ،‬وان الركن المادي لهذه الجريمة ينبني على عنصرين أساسيين‪.‬‬

‫العنصر األول يتمثل في السلوك اإلجرامي‪ ،‬الذي يتمثل في السلوك المجرم في جنحة المحاباة في‬
‫قيام الجاني وهو الموظف العمومي على حسب ما هو معرف بنص المادة (‪ )2‬فقرة ‪ 2‬من قانون مكافحة‬
‫الفساد على النحو السابق بيانه‪ ،‬بإبرام أي عقد أو اتفاقية أو صفقة أو ملحق أو مراجعته أو تأشيرة مخالفة‬
‫‪124‬‬
‫للتشريعات والتنظيمات المعمول بها‪.‬‬

‫والعنصر الثاني يتمثل في الغرض من السلوك اإلجرامي‪ ،‬فال يكفي لتحقيق الركن المادي للجريمة‬
‫منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية قيام الموظف بإبرام عقد أو صفقة أو اتفاقية أو‬
‫ملحق أو مراجعتها أو التأشير عليها مخالفة للتشريعات والتنظيمات المعمول بها‪.‬‬

‫وانما يشترط أن يكون الغرض من هذا العمل‪ ،‬هو إفادة الغير بامتيازات غير مبررة كما يشترط أن‬
‫بحد‬
‫عد الفعل رشوة وهي جريمة قائمة ّ‬ ‫يكون الغير هو المستفيد من هذه االمتيازات وليس الجاني‪ ،‬واال ّ‬
‫ذاتها في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬وعلي ه فال تقوم الجريمة بمجرد مخالفة األحكام القانونية واللوائح‬
‫التنظيمية وانما يشترط زيادة على ذلك أن يكون الهدف هو من مخالفة هذه النصوص هو تبجيل محاباة‬
‫أحد المتنافسين على غيره وبعنصر الغرض يتضح أن الغاية من تحريم هذا الفعل هو ضمان مبدأ‬
‫المساواة بين المترشحين للفوز بالصفقة أو العقد‪ ،‬وارساء لمبدأ الشفافية في مجال إبرام الصفقات‬
‫‪125‬‬
‫العمومية‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة أنه على القاضي إبراز العنصرين المكونين للركن المادي لهذه الجريمة وذلك بتبيان‬
‫اإلجراء المخالف وربطه بمن رست عليه الصفقة‪ ،‬مبر از العالقة بين اإلجراء المخالف واجراء منح الصفقة‬
‫‪126‬‬
‫ألحد المترشحين‪ ،‬ويتضح له ذلك من خالل ملف الصفقة المدرج بملف القضية‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫جنحة المحاباة هي جريمة عمدية تتطلب توافر القصد الجنائي العام المتمثل في العلم واإلدارة‪ ،‬كما‬
‫تتطلب توافر القصد الجنائي الخاص وهو إعطاء امتيازات للغير مع العلم أنها غير مبررة‪.‬‬

‫‪ -124‬شروقي محترف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.11-21‬‬


‫‪ -125‬بوزبرة سهيلة ‪ ،‬مواجهة الصفقات المشبوهة‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص (فرع قانون‬
‫السوق)‪ ،‬جامعة جيجل‪ ،2112 ،‬ص‪.19‬‬
‫‪ -126‬بوخندة لزهر‪ ،‬بركاني شوقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.11-11‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫ويمكن التأكد من توفر القصد الجنائي في هذه الجريمة من خالل تكرار العملية والوعي التام‬
‫للجاني بمخالفة القواعد اإلجرامية أو من استحالة عدم العلم بها بحكم الوظيفة التي يشغلها‪ ،‬وال يؤخذ بعين‬
‫االعتبار الباعث إلى مخالفة األحكام التشريعية أو التنظيمية‪ ،‬فتقوم الجريمة حتى ولو كان من أعطى‬
‫امتيازات غير مبررة ال يبحث عن فائدته الخاصة وانما عند فائدة مؤسسة عمومية‪ ،‬كما ال يؤثر في قيامها‬
‫مدى استقامة ونزاهة الموظف خالل حياته المهنية‪.‬‬

‫ومثلما هو الحال بالنسبة للركن المادي‪ ،‬فعلى القاضي إبراز الركن المعنوي للجريمة وتبيان مدى‬
‫‪127‬‬
‫عالقة األفعال المرتكبة بنية الجريمة للمتهم‪ ،‬سواء بالنسبة لقضاة الحكم أو قضاة التحقيق‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميون للحصول على امتيازات غير مبررة‬
‫في مجال الصفقات العمومية‬
‫والتي تقضي بـ‪« :‬كل‬ ‫‪128‬‬
‫نصت على هذه الجريمة المادة ‪ 26‬فقرة ‪ 2‬من قانون مكافحة الفساد‪،‬‬
‫تاجر أو صناعي أو حرفي أو مقاول من القطاع الخاص‪ ،‬أو بصفة عامة كل شخص طبيعي‬

‫أو معنوي يقوم ولو بصفة عرفية بإبرام عقد أو صفقة مع الدولة أو الجماعات المحلية أو‬
‫المؤسسات أو الهيئات العمومية الخاضعة للقانون العام أو المؤسسات العمومية االقتصادية والمؤسسات‬
‫العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري ويستفيد من سلطة أو تأثير أعوان الهيئات المذكورة من أجل‬
‫الزيادة في األسعار التي يطبقونها عادة أو من أجل التعديل لصالحهم في نوعية المواد أو الخدمات أو‬
‫آجال التسليم أو التموين‪.‬‬

‫وقد كانت هذه الجريمة مدرجة بنص المادة ‪ 922‬مكرر فقرة ‪ 2‬من قانون العقوبات الملغاة بموجب‬
‫‪129‬‬
‫قانون الفساد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صفة الجاني‬

‫تقتضي المادة (‪ )26‬فقرة ‪ 2‬من قانون مكافحة الفساد أن يكون الجاني في هذه الجريمة إما تاجر أو‬
‫صناعي أو حرفي أو متعامل من القطاع الخاص‪ ،‬وبصفة عامة كل ضخص طبيعي أو معنوي من‬
‫‪130‬‬
‫القطاع الخاص‪.‬‬

‫‪ -127‬بوزبرة سهيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.91-12‬‬


‫‪-128‬أنظر المادة (‪ )26‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 19-16‬يتعلق بالفساد ومكافحته‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -129‬شروقي محترف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -130‬أنظر المادة ‪ 26‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ ،19-16‬يتعلق بالفساد ومكافحته‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫ويطلق على هؤالء تسمية األعوان االقتصاديين كما يطلق عليهم اسم المتعامل المتعاقد في حالة‬
‫إبرام صفقة عمومية أو اتفاقية وفقا ألحكام قانون الصفقات العمومية‪.‬‬

‫ويتضح من خالل المادة أن المشرع حصر في بداية األمر صفة الجاني في التاجر أو الصناعي‬
‫أو المقاول أو الحرفي‪ ،‬ثم عممها على كل شخص طبيعي أو معنوي يقوم بإبرام صفقة أو عقد مع إحدى‬
‫‪131‬‬
‫الهيئات المذكورة في المادة‪.‬‬

‫والمقصود بالشخص الطبيعي كل شخص يبرم عقد مع المؤسسات والهيئات العمومية ويحوز على‬
‫صفة تاجر أو حرفي‪.‬‬

‫أما الشخص المعنوي فيتمثل عموما في شركات الخدمات والتجهيز ومقاوالت األشغال‪.‬‬

‫وتجدر اإلشارة إلى أن صفة الجاني الذي يمكن مساءلته في جريمة استغالل نفوذ األعوان‬
‫العموميون من أجل الحصول على امتيازات غير مبررة‪ ،‬تقتضي أن يكون شخص طبيعي أو معنوي من‬
‫‪132‬‬
‫القطاع الخاص دون األشخاص المعنوية من القطاع العام‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‬

‫يتحقق الركن المادي لهذه الجريمة بإبرام الجاني عقدا أو صفقة مع الدولة أو المؤسسات أو الهيئات‬
‫العمومية الخاضعة للقانون العام أو المؤسسات العمومية االقتصادية أو المؤسسات ذات الطابع الصناعي‬
‫والتجاري ويستفيد من سلطة أو تأثير أعوان هذه الهيئات للحصول على امتيازات غير مبررة‪.‬‬

‫وعليه فالركن المادي يقوم على عنصرين هما السلوك اإلجرامي الذي يتمثل في جريمة استغالل‬
‫نفوذ األعوان العموميون للحصول على امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬إضافة إلى‬
‫السلوك اإلجرامي يوجد الغرض من استغالل نفوذ األعوان العموميون أو سلطة وتأثير أعوان الدولة‬
‫التابعة لها‪ ،‬من أجل الزيادة في األسعار أو التعديل لصالحه نوعية المواد أو الخدمات أو آجال‬
‫‪133‬‬
‫التسليم‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميون‪ ،‬جريمة عمدية يشترط فيها توافر القصد الجنائي العام‬
‫الذي يتمث ل في العلم واإلدارة‪ ،‬إضافة إلى القصد الجنائي الخاص الذي يتمثل في نية الجاني للحصول‬
‫على امتيازات غير مبررة‪.‬‬

‫‪ -131‬بوخندة لزهر‪ ،‬بركاني شوقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.11-11‬‬


‫‪ -132‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ‪.11‬‬
‫‪ -133‬بوزبرة سهيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.91-99‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫وكغيرها من الجرائم على القاضي أن يبني في الحكم أركان جريمة استغالل نفوذ األعوان‬
‫العموميون من صفة الجاني وسلطة أو تأثير العون العمومي بالنظر إلى المنصب الذي يشغله وعالقته‬
‫‪134‬‬
‫بالجاني‪ ،‬وكذا يتبين الركن المعنوي وتوافر القصد الجنائي لدى الجاني من أجل إدانته‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬جريمة الرشوة في مجال الصفقات العمومية‬


‫نصت على هذه الجريمة المادة ‪ 23‬من القانون ‪ 19-16‬المتعلق بالوقاية من الفساد ومكافحته‬
‫والتي تنص على‪» :‬يعاقب بالحبس من عشر ‪ 84‬سنوات إلى عشرين ‪ 04‬سنة وبغرامة من ‪8444.444‬‬
‫دج إلى ‪ 0444.444‬دج كل موظف عمومي يقبض أو يحاول أن يقبض لنفسه أو لغيره بصفة مباشرة أو‬
‫غير مباشرة أجرة أو منفعة مهما يكن نوعها بمناسبة تحضير أو إجراء مفاوضات تصد إبرام أو تنفيذ‬
‫صفقة أو عقد أو ملحق باسم الدولة أو الجماعات المحلية أو المؤسسات العمومية ذات الطابع اإلداري أو‬
‫‪135‬‬
‫المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري أو المؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صفة الجاني‬

‫تقتضي المادة ‪ 23‬من قانون الفساد المذكورة أعاله أن يكون الجاني في جريمة الرشوة في مجال‬
‫ما هو معروف بالمادة ‪ 2‬فقرة ‪ 2‬من قانون الفساد وهي نفس‬ ‫‪136‬‬
‫الصفقات العمومية موظفا عموميا حسب‬
‫‪137‬‬
‫الصفة التي يشترط توافرها في جريمة رشوة الموظفين العموميين في صورة الرشوة السلبية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‬

‫يقوم الركن المادي لهذه الجريمة وفق للمادة ‪ 23‬على قيام الجاني بقبض أو محاولة قبض أجرة أو‬
‫منفعة مهما كان نوعها‪ ،‬سواء بنفسه أو لغيره بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬وذلك بمناسبة تحضير أو‬
‫إجراء مفاوضات قصد إبرام أو تنفيذ صفقة أو عقد أو ملحق باسم الدولة أو الجماعات المحلية أو‬
‫المؤسسات العمومية االقتصادية‪.‬‬

‫والركن المادي يقوم على عنصرين هما قيام الجاني بقبض أو محاولة قبض أجرة أو منفعة مهما‬
‫يكن نوعها لنفسه أو لغيره بصفة مباشرة أو غير مباشرة ويكتمل تحقق الركن المادي لجريمة الرشوة في‬
‫مجال الصفقات العمومية بقبض أو محاولة قبض الجاني ألجرة أو فائدة بمناسبة تحضير أو إجراء‬

‫‪ -134‬بوزبرة سهيلة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.91‬‬


‫‪-135‬أنظر المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ ،19-16‬يتعلق بالفساد ومكافحته‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -136‬بوخندة لزهر‪ ،‬بركاني شوقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.12‬‬
‫‪ -137‬أنظر المادة ‪ 2‬فقرة ‪ 2‬من القانون رقم ‪ 19-16‬يتعلق بالفساد ومكافحته‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪19‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫مفاوضات قصد إبرام أو تنفيذ صفقة أو عقد أو ملحق باسم الدولة أو الجماعات المحلية أو إحدى‬
‫‪138‬‬
‫المؤسسات العمومية المذكورة في نص المادة ‪.23‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫يشترط لقيام جريمة الرشوة في مجال الصفقات العمومية توافر القصد الجنائي العام لدى الجاني‬
‫ويتمثل في العلم واإلدارة‪ ،‬ويتحقق باتجاه إرادة الجاني إلى قبض أو محاولة قبض األجرة أو المنفعة‪ ،‬مع‬
‫‪139‬‬
‫علمه بأنها غير مبررة وغير مشروعة‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬جريمة أخذ فوائد بصفة غير قانونية في مجال الصفقات العمومية‬
‫نصت على هذه الجريمة المادة ‪ 19‬من قانون مكافحة الفساد التي تقضي ‪«:‬يعاقب بالحبس من‬
‫سنتين ‪ 12‬إلى عشر ‪ 91‬سنوات وبغرامة من ‪ 21110111‬دج إلى ‪ 91110111‬دج كل موظف عمومي‬
‫يأخذ أو يتلقى إما مباشرة واما بعقد صوري‪ ،‬واما عن طريق شخص آخر فوائد من العقود أو المزايدات أو‬
‫المناقصات أو المقاوالت أو المؤسسات التي يكون وقت ارتكاب الفعل مدب ار لها أو مشرفا عليها بصفة‬
‫كلية أو جزئية وكذلك من يكون مكلفا بتصفية أمر ما ويأخذ منه فوائد أيا كانت»‪.‬‬

‫أوال‪ :‬صفة الجاني‬

‫تشترط المادة ‪ 1‬من قانون الفساد أن تتوفر في الجاني صفة الموظف العمومي‪ ،‬لكنها حصرت‬
‫ا ألمر في الموظف الذي يدير أو يشرف بصفة كلية أو جزئية على العقود أو المزايدات أو المناقصات أو‬
‫المقاوالت أو الموظف الذي يكون مكلفا بإصدار إذن بالدفع في عملية‪ ،‬أو يكون مكلفا بصفته أمرا‪.‬‬

‫وعليه فإن صفة الجاني في هذه الجريمة تشمل الموظف العمومي كما هو معرف بنص المادة ‪12‬‬
‫فقرة ‪ 2‬من قانون الفساد على النحو السابق بيانه في جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات‬
‫‪140‬‬
‫العمومية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‬

‫يقوم الركن لجريمة أخذ فوائد بصفة غير قانونية على إقدام الجاني على أخذ أو تلقي فائدة من‬
‫عمل من أعمال وظيفته تكون له فيها سلطة اإلدارة أو اإلشراف سواء كانت له أو لغيره وسواء كان ذلك‬
‫‪141‬‬
‫بحق أو بغير وجه حق‪.‬‬

‫‪ -138‬بوخندة لزهر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.91-11‬‬


‫‪ -139‬شروقي محترف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.11‬‬
‫‪ -140‬شروقي محترف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.91-92‬‬
‫‪16‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫كذلك حددت المادة ‪ 19‬العمليات التي يحظر فيها على الموظف أخذ أو تلقي فائدة‪ ،‬وهي العقود‬
‫والمناقصات والمزايدات والمقاوالت‪.‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‬

‫جريمة أخذ فوائد بصفة غير قانونية هي جريمة عمدية‪ ،‬ذال اشترط لقيام الركن المعنوي فيها توافر‬
‫قصد جنائي عام لدى الجاني والمتمثل في العلم واإلرادة‪.‬‬

‫فتقتضي هذه الجريمة أن يكون الجاني وقت ارتكاب الجريمة عالما بأنه موظف‪ ،‬وأنه مختص‬
‫باإلدارة واإلشراف على األعمال التي أقحم عليها المصلحة الخاصة لنفسه أو غيره‪ ،‬وعالما بأن من شأن‬
‫فعله تحقيق فائدة أو ربح‪ ،‬وعالما بأنه في حالة تحقيق هذه الفائدة أن ذلك بدون حق‪.‬‬

‫كما تقتضي أيضا هذه الجريمة أن تتجه إرادة الجاني إلى ارتكاب الفعل‪ ،‬فإذا جهل أن اختصاصه‬
‫‪142‬‬
‫يتضمن هذا الفعل ينقضي القصد لديه‪.‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬متابعة الممارسات والجرائم المخلة بمبدأ المنافسة الحرة‬

‫لقد اهتم المشرع الجزائري بضرورة مراعاة المنافسة في الشراء العمومي كالصفقات العمومي وتوفير‬
‫الشفافية والمساواة بين المقاولين في جميع مراحل الصفقة‪ ،‬وقد فرض بعض االلتزامات على اإلدارة تتمثل‬
‫في اتخاذ الحيطة عند اختيار المتعاقد معها‪.‬‬

‫لذا يمكن القول أنه يتعين على الشخص العام بالكشف عن الممارسات والجرائم المخلة بمبدأ‬
‫المنافسة الحرة أثناء دراسة عروض المترشحين وهذا ما رأيناه في السابق‪ ،‬إضافة لذلك فيلتزم الشخص‬
‫العام المسؤول على الصفقة أن يتأكد عند إجراء صفقة عمومية أن قواعد المنافسة الحرة قد أحترم فعليا‪،‬‬
‫ويكون ذلك عن طريق إتباع إجراءات المتابعة اإلدارية (المطلب األول)‪ ،‬والمتابعة القضائية (المطلب‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬المتابعة اإلدارية‬


‫إن الممارسات التي تخرج بطبيعتها عن ق اررات السلطة العامة تكون موضوعا لإلحتجاج عن طريق‬
‫إخطار مجلس المنافسة‪ ،‬فالممارسات الصادرة إما عن المؤسسات المتنافسة أو الصادرة عن اإلدارة‬
‫المتعاقدة صاحبة المشروع تكون منفصلة عن ق اررات السلطة العامة‪.‬‬

‫‪ -141‬زوزوزوليخة‪ ،‬جرائم الصفقات العمومية وآليات مكافحتها في ظل القانون المتعلق بالفساد‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في الحقوق (فرع قانون جنائي)‪ ،‬جامعة ورقلة‪ ،2192 ،‬ص‪.911‬‬
‫‪ -142‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.916-919‬‬
‫‪13‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫فتقد م المؤسسات لنيل الطلبات العمومية دليل على أنها تمارس نشاطا اقتصاديا بغض النظر عن‬
‫ّ‬
‫كونها من أشخاص القانون الخاص أو العام‪.‬‬

‫ولذا فإذا ارتكبت هذه المؤسسات ممارسة مقيدة للمنافسة فإنها تخضع إلى متابعة مجلس المنافسة‪،‬‬
‫فتنص المادة ‪ 6‬من قانون المنافسة على أنه‪« :‬تحظر الممارسات واألعمال المدبرة واإلتفاقيات الصريحة‬
‫أو الضمنية عندما تهدف أو يمكن أن تهدف إلى مرحلة حرية المنافسة أو الحد منها أو اإلخاللبها في‬
‫نفس السوق أو في جزء جوهريمنهالسيما عندما ترمي إلى‪...‬السماح بمنح صفقةعمومية لفائدة‬
‫أصحاب هذهالممارسات»‪ ،‬فرغم اعتماد نظام الصفقات العمومية على ممارسات المشتري العمومي أو‬
‫اإلدارة المتعاقدة صاحبة المشروع‪ ،‬إال أنها تكون خاضعة لقانون المنافسة وبالتالي تخضع لمراقبة مجلس‬
‫‪143‬‬
‫المنافسة‪.‬‬

‫وبهذا الصدد سوف نتطرق إلى دراسة النظام القانوني لمجلس المنافسة (فرع أول)‪ ،‬ثم سنحاول‬
‫إبراز اختصاصات مجلس المنافسة (فرع ثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬النظام القانوني لمجلس المنافسة‬


‫إن إحداث المشرع لمجلس المنافسة كان ألول مرة بموجب األمر رقم ‪ ،40-59‬لكن هذا األخير لم‬
‫يكيفه صراحة واكتفى بالنص على أنه مجلس يكلف بترقية المنافسة وحمايتها‪ ،‬دون التطرق إلى طبيعته‬
‫القانونية‪.144‬وبصدور األمر ‪ 40-40‬المعدل والمتمم بمــوجب القانون رقم ‪ 80 -41‬المتعلق بالمنافسة‬
‫وضح هذه المسألة واعترف ص راحة بأن مجلس المنافسة سلطة إدارية مستقلة وذلك في نص المادة ‪00‬‬
‫منهوالتي تنص‪" :‬تنشأ سلطة إدارية مستقلة تدعى في صلب النص "مجلس المنافسة" تتمتع شخصية‬
‫القانونية اإلستقالل المالي‪ ،‬توضع لدي الوزير المكلف بالتجارة‪ .‬يكون مقر مجلس المنافسة في مدينة‬
‫الجزائر"‪.145‬‬

‫ومن خالل هذه المادة فقد تم تكييف مجلس المنافسة كسلطة إدارية مستقلة‪ ،‬تتمتع بالشخصية القانونية‬
‫واإلستقاللية المالية و هي تابعة لو ازرة التجارة‪0‬‬
‫أوال‪:‬مجلس المنافسة سلطة‬

‫‪ -143‬كتو محمد الشريف‪ ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.919-31‬‬
‫‪-144‬ناصري نبيل‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.804 .‬‬
‫‪ -145‬أمر رقم ‪ 40-40‬مؤرخ في ‪ 85‬جويلية ‪ 0440‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪12‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫يتعين عليه منحه الصالحيات القانونية‬


‫المشرع مصطلح "سلطة" على مجلس المنافسة‪ّ ،‬‬‫ّ‬ ‫إن إضفاء‬
‫الكاملة لتنفيذ مهامه المتمثّلة في منع وقمع كل الممارسات التي من شأنها المساس بالمنافسة‪ ،‬ووضع حد‬
‫حد للنزاعات المترتّبة عنها‪ .‬فعلى غرار السلطات اإلدارية المستقلّة‬
‫لالحتكارات االقتصادية‪ ،‬واألهم وضع ّ‬
‫المستحدثة‪ ،‬تم تكليفها بمهمة ضبط النشاط االقتصادي‪ ،‬وهي المهمة التي تختص بها أصال السلطات‬
‫الو ازرية‪.146‬‬
‫من هنا يظهر حلول مجلس المنافسة محل السلطة التنفيذية في مسألة معاينة الممارسات المنافية‬
‫للمنافسة‪ ،‬وحلوله محل السلطة القضائية في مهمة قمع الممارسات المنافية للمنافسة‪.147‬‬

‫ثانيا‪:‬مجلس المنافسة سلطة مستقلة‬


‫إن فكرة االستقاللية تقتضي عدم خضوع مجلس المنافسة ألية وصاية إدارية‪ ،‬وألية سلطة رئاسية‬
‫كانت‪ .‬واستقاللية المجلس تظهر أكثر وبصفة واضحة بموجب األمر ‪ 40-59‬المتعلّق بالمنافسة‪ ،‬مقارنة‬
‫باألمر ‪.14840-40‬‬
‫وإلثبات استقاللية المجلس ُيمكن االعتماد على معيارين‪ ،‬معيار عضوي ومعيار وظيفي‪.149‬بالنسبة‬
‫حد ما استقاللية أعضاء المجلس اتجاه السلطة المكلّفة بتعيينهم‪ ،‬فهم‬‫يتبين لنا إلى ّ‬
‫للمعيار العضوي‪ّ ،‬‬
‫محددة(خمس سنوات قابلة للتجديد)‪.‬‬
‫عينون لمدة قانونية ّ‬
‫ُي ّ‬
‫أن مجال اختصاصه‬
‫أما بالنسبة للمعيار الوظيفي‪ ،‬فاستقاللية مجلس المنافسة تتأ ّكد‪ ،‬على أساس ّ‬
‫جاء محصو ار‪ ،‬كما سنرى ذلك الحقا‪.‬‬

‫لكن ُيمكن أن تُثير استقاللية المجلس إشكاالت قانونية‪ ،‬السيما من وجهة نظر القانون‬
‫منظمة على سبيل الحصر وهي السلطة التنفيذية‪ ،‬والسلطة‬
‫ّ‬ ‫األساسي‪ .‬فكما نعلم أن سلطات الدولة‬
‫التشريعية‪ ،‬والسلطة القضائية‪ .150‬فمنح االستقاللية لمجلس المنافسة يمكن أن يؤدي بالبعض إلى اعتباره‬
‫بمثابة سلطة رابعة‪.‬‬

‫‪146‬‬
‫‪- ZOUAÏMIA Rachid,« Les autorités administratives indépendants et larégulation économique », Revue‬‬
‫‪IDARA, N° 28, 2004, pp. 08.‬‬
‫‪-147‬كتو محمد الشريف‪ »،‬حماية المستهلك من الممارسات المنافية للمنافسة«‪ ،‬مجلة إدارة‪ ،‬عدد ‪ ،0440 ،00‬ص‬
‫ص‪.10-90‬‬
‫‪-148‬أنظر المادة ‪ 96‬من األمر رقم ‪ 16-19‬المؤرخ في ‪ 29‬يناير ‪ ،9119‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع سابق‪.‬‬
‫‪ -149‬كتو محمد الشريف‪ ،‬الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري (دراسة مقارنة بالقانون الفرنسي)‪ ،‬المرجع‬
‫السابق‪ ،‬ص‪.262.‬‬
‫‪ -150‬المرجع نفسه‪ ،‬ص‪.232.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫التمسك باالستقاللية المطلقة لمجلس المنافسة‪ ،‬كون ّأنه يبقى تابع لمصالح الحكومة حسب‬
‫ّ‬ ‫ال ُيمكن‬
‫ما تنص عليه المادة ‪ 21‬من األمر ‪ ،11-11‬فمجلس المنافسة على غرار السلطات اإلدارية األخرى‬
‫يجب أن تعمل تحت مراقبة السلطة التنفيذية‪ ،‬وذلك حتى تتماشى مع الصرح المؤسساتي للدولة‪ .‬فالمجلس‬
‫ليس بسلطة رابعة‪ ،‬واّنما هي سلطة إدارية تدخل في عداد إدارات الدولة‪.‬‬

‫مهما يكن فنطاق استقاللية المجلس يبقى محدود‪ ،‬بحيث تظل الحكومة تحتفظ ببعض وسائل التأثير‬
‫عليه‪ ،‬السيما اإلعانات المالية التي تمنحها الدولة إياه‪ .151‬كما تظهر محدودية هذه االستقاللية بالرجوع‬
‫إلى تشكيلته (تعيين الوزير ممثل له في المجلس(‪ ،‬وطريقة تعين أعضاءه‪ ،‬وكذا تحديد نظام سيره‪.152‬‬

‫لكن مع كل هذا‪ ،‬يبقى المجلس يتمتّع بنوع من االستقاللية‪ .‬فتبعية المجلس للحكومة ال يتنافى مع‬
‫مبدأ االستقاللية‪.153‬وتظهر استقاللية المجلس من خالل تمتّعه بسلطات معتبرة‪ ،‬تسمح له بممارسة مهامه‬
‫بعيدا عن كل مراقبة مباشرة من سلطة تعلوه‪ .‬وفي نظرنا ال يطرح إشكال منح مجلس المنافسة االستقاللية‬
‫في ممارسة صالحياته التنازعية‪ ،‬مادامت هذه الصالحيات مبينة على سبيل الحصر‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬مجلس المنافسة سلطة إدارية‬


‫المشرع وبصفة‬
‫ّ‬ ‫بالرجوع إلى أحكام المادة ‪ 21‬السالفة الذكر من األمر ‪ ،11-11‬نستخلص إضفاء‬
‫صريحة الطّابع اإلداري لمجلس المنافسة‪ .‬كما يمكن استنتاج وتأكيد ذلك اعتمادا على معيارين‪ ،‬وهما‬
‫المعيار العضوي‪ ،‬والمعيار الوظيفي‪.154‬‬

‫يتبين الطّابع اإلداري لمجلس المنافسة بالرجوع إلى تشكيلته‪ ،‬وطريقة‬


‫بالنسبة للمعيار العضوي‪ّ ،‬‬
‫تعيين أعضاءه‪ .‬إذ تتك ّفل بهذه المهمة السلطات السياسية كرئيس الجمهورية‪ ،‬وكذا تعيين وزير التجارة‬
‫ممثال له‪.‬‬

‫أما بالنسبة للمعيار الوظيفي‪ ،‬يتأ ّكد الطابع اإلداري للمجلس من خالل حلوله محل اإلدارة التقليدية‬
‫يتميز بخصائص القانون اإلداري‪ .‬فالهدف‬
‫السهر على تطبيق أحكام قانون المنافسة‪ ،‬الذي ّ‬
‫للتك ّفل بمهمة ّ‬
‫من وضع قانون المنافسة هو محاولة التوفيق بين حماية السير الحسن للسوق‪ ،‬وحماية ‪155‬مصالح‬
‫األعوان االقتصاديين‪.‬‬

‫‪ -151‬لباد ناصر‪»،‬السلطات اإلدارية المستقلة« ‪،‬مجلة إدارة‪ ،‬عدد ‪ ،29‬سنة ‪،2119‬ص‪.29.‬‬


‫‪- KHELLOUFI Rachid, « Les institutions de régulation en droit algérien », Revue IDARA, N°28, 2004,‬‬
‫‪152‬‬

‫‪pp.96‬‬
‫‪-ZOUAÏMIARachid, «Les autorités administratives indépendants et la régulation économique», op.cit., p.36‬‬
‫‪153‬‬

‫‪-ZOUAÏMIARachid, «Les autorités administratives indépendants et la régulation économique», idem, p32‬‬


‫‪154‬‬

‫‪-KHELLOUFI Rachid, «Les institutions de régulation en droit algérien», op.cit.,p.75.‬‬


‫‪155‬‬

‫‪91‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫وفي األخير ُيمكن الفصل في الطبيعة القانونية لمجلس المنافسة‪ ،‬والتأكيد على ّأنه بمثابة سلطة‬
‫المشرع لم ُيكيفه على هذا النحو بصريح العبارة‪.156‬‬
‫ّ‬ ‫أن‬
‫إدارية مستقّلة‪ ،‬بالرغم من ّ‬
‫إن تأسيس مجلس المنافسة كسلطة إدارية‪ ،‬الغاية منه هو ترقية وحماية المنافسة‪ .‬ولتحقيق هذا‬
‫تقدم بها بعض األطراف‬
‫الرد علـى التساؤالت التـي تـ ّ‬
‫يتصرف بصفته هيئة استشارية من خالل ّ‬
‫ّ‬ ‫الهدف‪،‬‬
‫الفاعلة في السوق‪ .‬واألهم من ذلك تصرفه كسلطة تنازعية‪ ،‬أي اتخاذه لجميع اإلجراءات التي تسمح له‬
‫بوضع حد للمنازعات المتعلّقة بالمنافسة‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاصات مجلس المنافسة‬


‫باستقراء نصوص قانون المنافسة‪ ،‬فنجد أن المشرع الجزائري أوكل لمجلس المنافسة إختصاصات‬
‫واسعة‪ ،‬وذلك من أجل تمكينه من ممارسة مهمته الضبطية‪ ،‬فهو مكلف بمهمة ضبط النشاط االقتصادي‪،‬‬
‫والتي تتمثل أساسا في االختصاص االستشاري والتنظيمي من جهة‪ ،‬فيمكن لمجلس المنافسة أن يستشار‬
‫من طرف األشخاص المؤهلين كونه خبير في مجال المنافسة‪ ،‬كما يمكن له إتخاذ كل تدبير على شكل‬
‫نظام أو تعليمة أو منشور‪ ،‬إال أن هذا االختصاص خارج عن دراستنا‪.‬‬

‫ومن جهة أخرى وبإعتبار أن مجلس المنافسة سلطة مكلفة بالسهر على تطبيق التنظيمات والقوانين‬
‫الخاصة بالمنافسة‪ ،‬فإنه يستلزم على المشرع منحه اختصاص قمع كل ممارسة مقيدة للمنافسة الحرة‪،‬‬
‫ولغرض الكشف عن هذه الممارسات واألفعال المحظورة يحيل مجلس المنافسة القضية إلى التحقيق فيمكن‬
‫له في بعض الحاالت إتخاذ بعض التدابير والتي تهدف إلى مراقبة الناشطين في مجال المنافسة دون‬
‫إتخاذ تدابير قمعية‪ ،‬وعندما تفرض الضرورة يقوم باألمر بعقوبات تهدف إلى قمع الممارسات المقيدة لمبدأ‬
‫المنافسة الحرة‪.‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاص الرقابي لمجلس المنافسة‬

‫يكمن االختصاص الرقابي لمجلس المنافسة في مراقبة تصرفات األعوان االقتصاديين الناشطين في‬
‫مجال المنافسة ومدى احترامهم للقوانين والتنظيمات الخاصة بهذا المجال‪.‬‬

‫المتمم فيمكن لمجلس المنافسة القيام بكل األعمال‬


‫المعدل و ّ‬
‫ّ‬ ‫فوفقا للمادة ‪ 13‬من قانون المنافسة‬
‫المقيدة التي تندرج ضمن اختصاصه السيما كل تحقيق أو دراسة أو خبرة للكشف عن الممارسات المقيدة‬
‫للمنافسة‪ ،‬إضافة إلى اتخاذ كل إ جراء مناسب لوضع حد على القيود المترتبة عن تطبيق النصوص‬
‫‪157‬‬
‫التشريعية والتنظيمية‪.‬‬

‫‪-KHELLOUFI Rachid, «Les institutions de régulation en droit algérien», op.cit.,p16‬‬


‫‪156‬‬

‫‪ -157‬أنظر المادة‪ 11‬من األمر رقم ‪ 11/11‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪99‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫من خالل القانون رقم ‪ 92/12‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 11/11‬المتعلق بالمنافسة‪ ،158‬فقد حدد‬
‫المشرع الجزائري األشخاص المؤهلين للقيام بالتحقيقات المتعلقة بتطبيق قانون المنافسة ومعاينة ومخالفة‬
‫أحكامه‪ ،159‬وهم ضباط وأعوان الشرطة القضائية المنصوص عليهم في قانون اإلجراءات الجزائية‪،‬‬
‫والمستخدمون المنتمون إلى األسالك الخاصة بالمراقبة التابعون لإلدارة المكلفة بالتجارة‪ ،‬األعوان المعنوين‬
‫التابعون لمصالح اإلدارة الجبائية‪ ،‬وكذا المقرر العام والمقررون لدى مجلس المنافسة بعد أداء اليمين في‬
‫نفس الشروط والكيفيات التي تؤدي بها من طرف المستخدمين وعلى العموم فإن التحقيق يمر بمرحلتين‪:‬‬

‫مرحلة التحري التي من خاللها يمكن للمقرر فحص كل وثيقة ضرورية للتحقيق في القضية المكلف‬
‫بها دون أن يمنح من ذلك بحجة السر المهني‪ ،‬بحيث أن كل لهم المشرع مجموعة من الصالحيات‪،160‬‬
‫وتختم هذه المرحلة يتحرير تقرير أولي يتضمن عرضا للوقائع وتحليال دقيقا للسوق المعينة بتلك‬
‫الممارسات ووصفا واضحا لها محددا تعارض تلك السلوكات مع مبدأ المنافسة الحرة والمأخذ المسجلة‬
‫على األطراف المدعي منها‪.‬‬

‫ومرحلة التحقيق الحضوري التي تتضمن أيضا مرحلتين أساسيتين‪ ،‬حيث أن األولى تبدأ بإرسال‬
‫المأخذ وتبليغها إلى األطراف المعنية الذين يمكن لهم إبداء مالحظات مكتوبة في أجل ال يتجاوز ‪ 1‬أشهر‬
‫بعد اإلطالع على الملف كما يمكن لألشخاص الذين استمع إليهم االستعانة بمستشار‪ ،161‬وحين أن الثانية‬
‫تكمن بتبليغ التقرير النهائي إلى األطراف المعنية والى الوزير المكلف بالتجارة الذين يمكن لهم إبداء‬
‫مالحظات مكتوبة في أجل شهرين كما يحدد أيضا تاريخ الجلسة ويمكن لألطراف أن تطلع على‬
‫المالحظات المكتوبة قبل ‪ 99‬يوما من تاريخ الجلسة‪ ،‬ويمكن للمقرر إبداء رأيه في المالحظات‬
‫المكتوبة‪ ،162‬كما يمكن لألطراف تعيين ممثال عنها أو إحضار معها محاميا أو أي شخص تراه‬
‫‪164‬‬
‫مناسبا‪ ،163‬وال يمكن لمجلس المنافسة بناء ق ارره على مستندات ووثائق سحبت من الملف‪.‬‬

‫‪ -158‬القانون رقم ‪ 92/12‬المعدل والمتمم لألمر رقم ‪ 11/11‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -159‬أنظر المادة ‪ 11‬مكرر من األمر رقم ‪ ،11/11‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -160‬أنظر المادة ‪ 99‬من األمر رقم ‪ 11/11‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬وكذا المادة ‪ 92‬من األمر رقم ‪،12/11‬‬
‫المؤرخ في ‪ 21‬يونيو ‪ 2111‬يحدد القواعد المطبقة على الممارسات التجارية‪ ،‬ج ر ع ‪ 19‬مؤرخ في ‪ 23‬جوان ‪.2111‬‬
‫‪ -161‬أنظر المادة ‪ 92‬من األمر رقم ‪ 11/11‬يتعلق األمر بالمنافسة‪ ،‬المعدل والمتمم‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -162‬أنظر المادة ‪ 99‬من األمر رقم ‪ 11/11‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -163‬أنظر المادة ‪ 11‬من األمر نفسه‪.‬‬
‫‪ -164‬أنظر المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 1‬من األمر نفسه‪.‬‬
‫‪92‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫باإلضاف ة إلى مرحلة التحقيق تأتي مرحلة ثانية لإلختصاص الرقابي لمجلس المنافسة وهي مرحلة‬
‫آثار التحقيق‪ ،‬حيث يمكن لمجلس المنافسة إتخاذإجراءات تحفظية وفقا للمادة ‪ 16‬من األمر ‪11/11‬‬
‫المتعلق بالمنافسة‪ ،‬وذلك عندما يكون اإلخطار أصليا‪ ،‬وتتوفر فيه كافة الشروط الشكلية والموضوعية‪.‬‬

‫ويجب أن تكون الممارسة تمس بشكل فوري وخطير باالقتصاد الوطني أو القطاع المعني أو‬
‫مصالح المستهلكين أو الجهة المشتكية ويجب أن تثبت مساس هذه الممارسات بالمنافسة الحرة بشكل‬
‫‪165‬‬
‫فوري وخطير‪.‬‬

‫ويمكن الترخيص لعمليات التجميع وفقا للمادتين ‪ 93‬و‪ 92‬من األمر رقم ‪ 11/11‬المتعلق‬
‫بالمنافسة‪166،‬إذا توفرت شروط طلب الترخيص بعمليات التجميع المحددة بموجب المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 291/19‬المتعلق بالترخيص لعمليات التجميع‪ ،167‬ويمكن أيضا لمجلس المنافسة الترخيص باالتفاقات‬
‫المحظورة والممارسات التعسفية استنادا إلى المادة ‪ 1‬من األمر ‪ 11/11‬المتعلق بالمنافسة وكذلك التصريح‬
‫بعدم تدخله استنادا إلى المادة ‪ 2‬من األمر ‪ 11/11‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬وكيفية تقديم طلب االستفادة من‬
‫‪168‬‬
‫هذا التصريح بموجب المرسوم التنفيذي رقم ‪.939/19‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختصاص القمعي لمجلس المنافسة‬

‫يتمتع مجلس المنافسة بصالحية قمع الممارسات المخلّة بالمنافسة الحرة‪ ،‬غير أن هذه الصالحية‬
‫محددة فقط على محاربة الممارسات المنصوص عليها في قانون المنافسة‪ ،‬وذلك بعدما يتم إخطاره من‬
‫قبل الهيئات المخول لها قانونا أو يتم مباشرة ذلك بنفسه‪.169‬‬

‫فتقوم الجهات المعنية بإخطار مجلس المنافسة‪ ،‬بعد تأكده من توفر شروطه وكذا وقوع مثل تلك‬
‫الممارسات‪ ،‬يتخذ المجلس عقوبات إدارية متمثلة أساسا في الغرامات المالية التي من خاللها يمارس‬
‫المجلس سلطته القمعية‪.‬‬

‫واإلخطار هو إعالم مجلس المنافسة بوقائع معينة من أجل إتخاذ اإلجراءات الضرورية التي يخولها‬
‫القانون‪ ،‬ويمثل اإلخطار بداية إتصال مجلس المنافسة بالقضية ويمكن أن يكون اإلخطار أصليا كما‬
‫يمكن أن يكون فرعيا‪.170‬‬

‫‪ -165‬كتو محمد الشريف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.213‬‬


‫‪ -166‬أنظر المادتين ‪ 93‬و ‪ 92‬من األمر رقم ‪ 11/11‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -167‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 291/19‬مؤرخ في ‪ 22‬يونيو ‪ 2119‬يتعلق بالترخيص لعمليات التجميع‪ ،‬ج ر ع ‪ 11‬المؤرخ في‬
‫‪ 22‬يونيو ‪.2119‬‬
‫‪ -168‬مرسوم تنفيذي رقم ‪ 939/19‬مؤرخ في ‪ 92‬ماي ‪ ، 2119‬يحدد كيفيات الحصول على التصريح بعدم التدخل‬
‫بخصوص االتفاقات وضعية الهيمنة على السوق‪ ،‬ج ر ع المؤرخ في ‪ 92‬ماي ‪.2119‬‬
‫‪ -169‬زوبيرأرزقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.931‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫لقد وضح قانون المنافسة قواعد إجرائية تنظم سير أعماله تبدأ بمجرد إخطار المجلس كإجراء أولى‪،‬‬
‫حسب ما هو منصوص عليه في المادة ‪17111‬من قانون المنافسة‪ ،‬وتأتي بعد ذلك المرحلة التالية‬
‫لإلخطار والمقدم لدى مجلس المنافسة لتفتح المجال لهذا األخير بفتح تحقيق قصد إثبات وقوع ممارسات‬
‫وأفعال يحظرها قانون المنافسة‪.172‬‬

‫ويملك مجلس المنافسة صالحية القيام بالتحقيقات‪ ،‬فقبول اإلخطار من مجلس المنافسة ال يعتبر‬
‫دليال كافيا على وقوع ممارسات منافية للمنافسة‪ ،‬وانما البد عليه أن يباشر تحقيقا حول الوقائع المراد‬
‫التحقيق فيها قصد إضفاء المشروعية على أعماله‪ ،‬ويبقى على مجلس المنافسة أن يعمق التحقيق من‬
‫أجل إثبات بما ال يدع مجال للشك لوقوع الممارسات واألفعال المحظورة‪ ،‬وهكذا ندرك أن عبئ إثبات‬
‫الممارسات يقع على عاتق مجلس المنافسة‪ ،‬وهذا مبدأ تقليدي في قانون العقوبات ونقل إلى مجال تطبيق‬
‫قانون المنافسة رغم أن هذا القانون ليس له الطابع الجنائي‪.173‬‬

‫يحقق القرر في الطلبات والشكاوي المرفوعة لدي المجلس والتي يسندها له مجلس المنافسة‪ ،‬حيث‬
‫يتولى مهمة فحص كل وثيقة مهما كانت طبيعتها وله أن يحجز المستندات ويضيفها إلى التقرير أو‬
‫يرجعها بعد التحقيق‪ .‬يقوم المقرر بعد جمع وفحص األدلة المتحصل عليها بتحرير تقرير أولى يدون فيه‬
‫وقائع القضية التي تم التحقيق فيها‪،‬ويبلغ رئيس المجلس هذا التقرير إلى األطراف وكذا وزير التجارة والى‬
‫كل من له مصلحة في ذلك ولهم أن يبدوا مالحظاتهم في أجل ال يتعدى ثالثة أشهر‪.174‬‬

‫بعد النهاية من التحقيق األولي يتم وضع تقرير ختامي للقضية يسجل فيه ما أورده المحقق في‬
‫التقرير األول وبين المخلفات المرتكبة ويقترح القرار الذي يتعين اتخاذه ثم يودع لدى المجلس ليبادر بعده‬
‫الرئيس مهمة تبليغ األطراف مع تحديد الجلسة للفصل في القضية‪.175‬‬

‫ويتمتع مجلس المنافسة بسلطة توقيع الجزاء على األطراف الذين ثبت إدانتهم نتيجة إنتهاك قواعد‬
‫قانون المنافسة‪ ،‬حيث يتم ذلك في شكل جلسات تستدعي فيها كافة األطراف الذين لهم صلة بالقضية وتم‬

‫‪ -170‬أنظر المادة ‪ 11‬فقرة ‪ 9‬من األمر رقم ‪ ،11-11‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -171‬تنص المادة ‪ 11‬على‪ " :‬يمكن أن يخطر الوزير المكلف بالتجارة مجلس المنافسة‪ ،‬و يمكن للمجلس أن ينظر في‬
‫القضايا من تلقاء نفسه أو بإخطار من المؤسسات أو بإخطار من الهيئات المذكورة في الفقرة ‪ 2‬من المادة ‪ 19‬من هذا‬
‫األمر إذا كانت لها مصلحة في ذلك‪.‬‬
‫‪ -172‬زوبيرأرزقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.931‬‬
‫‪ -173‬كتو محمد الشريف‪ ،‬الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.161.‬‬
‫‪ -174‬أنظر المادة ‪ 99‬و ‪ 92‬من القانون رقم ‪ 92-12‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -175‬زوبيرأرزقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.931‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫استدعائهم من قبل رئيس المجلس والتي ال تصح إال بحضور ثمانية أعضاء على األقل‪ .176‬وال يشارك‬
‫في هذه المداوالت األعضاء الذين لهم مصلحة في القضية أو توجد بينهم وبين أحد األطراف التي لها‬
‫صلة قرابة إلى غاية الدرجة الرابعة‪ ،‬كما في حال تساوي األصوات يرجح صوت الرئيس حسبما نصت‬
‫عليه المادة ‪ 22‬فقرة ‪ 1‬من قانون المنافسة‪ .‬ويتم صدور قرار مجلس المنافسة بعد إجراء المداولة يتمتع‬
‫حد للممارسات التي توصف بأنها مقيدة‬ ‫المجلس بسلطة اتخاذ مقررات وعقوبات مالية قصد وضع ّ‬
‫الردعية الحقيقية عليها ألن العقوبات المالية الحالية تجاوزها الزمن‪.177‬‬
‫للمنافسة‪ ،‬وذلك إلضفاء الصفة ّ‬
‫ويمكن تقسيم الغ رامات المالية التي يتخذها مجلس المنافسة إلى غرامات مقررة لقمع الممارسات‬
‫المقيدة للمنافسة الحرة وذلك حسب المادة ‪ 96‬من األمر رقم ‪ 11-11‬المتعلق بالمنافسة التي تنص على "‬
‫يعاقب على الممارسات المقيدة للمنافسة كما هو منصوص عليها في المادة ‪ 91‬من هذا األمر‪ ،‬بغرامة ال‬
‫تفوق ‪ %92‬من مبلغ رقم األعمال من غير الرسوم‪ ،‬المحقق في الجزائر خالل آخر سنة مالية مختتمة‪ ،‬أو‬
‫بغرامة تساوي على األقل ضعفي الربح المحقق بواسطة هذه الممارسات‪ ،‬على أالّ تتجاوز هذه الغرامة‬
‫أربعة أضعاف هذا الربح‪ ،‬واذا كان مرتكب المخالفة ال يملك رقم أعمال محدد فالغرامة ال تتجاوز ستة‬
‫ماليين دينار(‪ 61110111‬دج)‪.178‬‬

‫ويتخذ كذلك مجلس المنافسة عقوبات على الشخص الطبيعي الذي ساهم بصفة احتيالية وشخصية‬
‫في تنظيم وتنفيذ هذه الممارسات وذلك حسب المادة ‪ 93‬من األمر رقم ‪ 11-11‬يتعلق بالمنافسة التي‬
‫تنص على‪ ":‬ال يعاقب بغرامة قدرها مليوني دينار (‪ 21110111‬دج) كل شخص طبيعي ساهم شخصيا‬
‫بصفة احتيالية في تنظيم الممارسات المقيدة للمنافسة وفي تنفيذها كما هي محددة في هذا األمر"‪.179‬‬

‫وكذا غرامات تفرض على المؤسسة المتحايلة في مرحلة التحقيق حسب المادة ‪ 91‬من األمر نفسه‬
‫على‪ ":‬يمكن لمجلس المنافسة إقرار غرامة ال تتجاوز مبلغ ثمانمائة ألف دينار (‪ 2110111‬دج) بناء على‬
‫تقرير المقرر ضد المؤسسات التي تتعمد تقديم معلومات خاطئة أو غير كاملة بالنسبة للمعلومات‬
‫المطلوبة أو تتهاون في تقديمها‪ ،‬طبقا ألحكام المادة ‪ 99‬من هذا األمر‪ ،‬أو التي ال تقدم المعلومات‬
‫المطلوبة في اآلجال المحددة من طرف المقرر‪.‬‬

‫‪ -176‬أنظر المادة ‪ 22‬من القانون رقم ‪ 92-12‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -177‬و ازرة التجارة‪ ،‬مديرية المنافسة‪ ،‬منشور وزاري رقم ‪/815‬و ن‪/‬م ع‪/‬ض ن ت‪/‬م م‪ ،41/‬يتضمن تقديم كيفيات تطبيق‬
‫قانون رقم ‪ 80-41‬المعدل و المتمم لألمر ‪ 40-40‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬أنظر في ذلك‪ :‬براهمي فضيلة‪ ،‬المرجع السابق‪،‬‬
‫ص ‪.10‬‬
‫‪ -178‬أنظر المادة ‪ 90‬من األمر رقم ‪ ،40-40‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪ -179‬أنظر المادة ‪ 93‬من األمر رقم ‪ 11-11‬يتعلق بالمنافسة‪ ،‬المرجع السابق‪.‬‬
‫‪99‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫يمكن للمجلس أيضا أن يحكم بغرامة تهديدية ال تقل عن مائة ألف دينار (‪ 9110111‬دج) عن كل‬
‫يوم تأخير‪.180‬‬

‫وغرامات تهديدية حسب المادة ‪ 92‬من األمر رقم ‪ 11-11‬المتعلق بالمنافسة التي تنص على‪":‬‬
‫يمكن لمجلس المنافسة إذا لم تنفذ األوامر واإلجراءات المؤقتة المنصوص عليها في المادتين ‪ 19‬و‪16‬‬
‫من هذا األمر في اآلجال المحددة‪ ،‬أن يحكم بغرامات تهديدية ال تقل عن مبلغ مائة وخمسين ألف دينار‬
‫(‪ 9910111‬دج) عن كل يوم تأخير‪.181‬‬

‫واضافة لذلك يقرر مجلس المنافسة غرامات في حالة مزاولة النشاط دون ترخيص لعمليات‬
‫التجميع‪ ،182‬هذا باإلضافة إلى العقوبات التكميلية‪.183‬‬

‫وتكون ق اررات مجلس المنافسة قابلة للطعن أمام مجلس قضاء الجزائر الذي يفصل في المواد‬
‫التجارية من قبل األطراف المعنية أو من الوزير المكلف بالتجارة في أجل ال يتجاوز شه ار واحدا إبتداء من‬
‫تاريخ استالم القرار‪.‬‬

‫ويرفع الطعن في اإلجراءات المؤقتة المنصوص عليها في المادة ‪ 16‬من قانون المنافسة في أجل‬
‫عشرين يوما‪.184‬‬

‫أما الطعون المرفوعة ضد ق ارراته المتعلقة بالتجميعاتاإلقتصادية‪ ،‬فتسند إلى مجلس الدولة طبقا‬
‫ألحكام األمر رقم ‪ 11-11‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬مما يولد إجراءات خاصة وغير مألوفة في الطعون ضد‬
‫ق اررات مجلس المنافسة األخرى‪ ،‬فتنص المادة ‪ 91‬فقرة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 11-11‬المتعلق بالمنافسة‪ ،‬أن‬
‫الطعن ضد ق اررات مجلس المنافسة المتعلقة برفض التجميع يكون أمام مجلس الدولة‪..." ،‬يمكن الطعن‬
‫في قرار رفض التجميع أمام مجلس الدولة‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬المتابعة القضائية‬


‫يقتضي نظام الصفقات العمومية احترام مبادئ حرية الوصول للطلبات العمومية والمساواة في‬
‫المعاملة وشفافية اإلجراءات‪ ،‬كما رأينا سابقا‪ ،‬وذلك يكون عن طرق تدخل القضاء الحترام قواعد المنافسة‬
‫فيمكن لقاضي اإلداري أن يتدخل من خالل دعوى االستعجال التي يمكن رفعها من طرف المقاوالت التي‬
‫تُعرض على طريقة منح الصفقة‪ ،‬وأيضا من خالل رفع دعوى إللغاء الق اررات اإلدارية غير المشروعة‬

‫‪ -180‬أنظر المادة ‪ 91‬من األمررقم ‪ 11-11‬يتعلق بالمنافسة المرجع السابق‪.‬‬


‫‪ -181‬أنظر المادة ‪ 92‬من األمر نفسه‪.‬‬
‫‪ -182‬أنظر المادتين ‪ 69‬و ‪ 62‬من األمر نفسه‪.‬‬
‫‪ -183‬أنظر المادة ‪ 11‬من األمر نفسه‪.‬‬
‫‪ -184‬أنظر المادة ‪ 61‬من األمر رقم ‪ 11-11‬من األمر نفسه‪.‬‬
‫‪96‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫القابلة لإلنفصال عن الصفقة العمومية (الفرع األول)‪ ،‬كما بإمكان القاضي الجزائي قمع العديد من الجرائم‬
‫والممارسات المخلة بالمنافسة الحرة من خالل قانون اإلجراءات الجزائية ومنه خالل قانون مكافحة الفساد‬
‫(الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القضاء اإلداري‬


‫يتدخل القضاء اإلداري في سبيل احترام قواعد المنافسة الحرة من خالل دعوى اإلستعجال‪ ،‬أو من‬
‫خالل وضع رفع دعوى اإللغاء إللغاء الق اررات اإلدارية غير المشروعة القابلة لإلنفصال عن الصفقة‬
‫العمومية‪.‬‬

‫وقبل التطرق إلى تدخل القضاء اإلداري وجب علينا اإلشارة إلى التظلم اإلداري المسبق‪ ،‬فبعد‬
‫إرساء صفقة عمومية واتمام إجراءات اعتمادها يملك المترشحين للصفقة العمومية والغير الراضين عن‬
‫النتيجة اختيار اإلدارة المتعاقدة للفائز بالصفقة حق اللجوء إلى التظلم اإلداري المسبق‪ ،‬خالل ثالثة أيام‬
‫من وراء إرساء واعتماد الصفقة‪ ،‬وذلك من أجل طلب استفسار أمام المصلحة المتعاقدة حول كيفية اختيار‬
‫المتعاقد معها‪ ،‬ولهم مدة عشرة (‪ )91‬أيام للطعن أمام لجنة الصفقات المختصة حسب المادة ‪ 991‬من‬
‫المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬الذي يتعلق بالصفقات العمومية‪ ،‬ولهم بعد ذبك أجل ‪ 1‬أشهر لرفع دعوى‬
‫اإللغاء أمام الجهة القضائية المختصة‪.185‬‬

‫أوال‪ :‬دعوى اإلستعجال‬

‫يقوم برفع دعوى االستعجال في مجال الصفقات العمومية كل من تضرر من جراء اختيار وانتقاء‬
‫‪186‬‬
‫اإلدارة للمتعاقد معها‪ ،‬وذلك طبقا لنص المادة ‪ 116‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‪.‬‬

‫فالقاضي اإلداري تتحدد مهمته في هذه الدعوى في مراقبة مدى احترام اإلدارة اللتزاماتها المتعلقة‬
‫بحماية المنافسة واإلشهار‪ ،‬واذا الحظ أي إخالل بهذه اإللتزامات‪ ،‬فيمكنه أن يأمر اإلدارة بتأجيل إمضاء‬

‫‪ -185‬تنص المادة ‪ 991‬على‪ «:‬زيادة على حقوق الطعن المنصوص عليها في التشريع المعمول به‪ ،‬يمكن المتعهد الذي‬
‫يحتج على اإلختيار الذي قامت به المصلحة المتعاقدة‪،‬في إطار مناقصة أو إجراء بالتراضي بعد اإلستشارة‪ ،‬أن يرفع طعنا‪،‬‬
‫للصفقة‪.»...‬‬ ‫ويرفع هذا الطعن أمام لجنة الصفقات في أجل عشرة(‪ )91‬أيام إبتداء من تاريخ نشر إعالن المنح المؤقت‬
‫‪ -186‬تنص المادة ‪ 116‬على‪ « :‬يجوز إخطار المحكمة اإلدارية بعريضة‪ ،‬وذلك في حالة اإلخالل بالتزامات اإلشهار أو‬
‫المنافسة التي تخضع لها عمليات إبرام العقود اإلدارية والصفقات العمومية‪ ،‬يتم هذا اإلخطار من قبل كل من له مصلحة‬
‫في إبرام العقد الذي قد يتضرر من هذا اإلخالل‪ ،‬وكذلك لممثل الدولة على مستوى الوالية إذا أبرم العقد أو سيبرم من طرف‬
‫جماعة إقليمية أو مؤسسة عمومية محلية‪ ،‬يجوز إخطار المحكمة اإلدارية قبل إبرام العقد‪.‬‬
‫يمكن للمحكمة اإلدارية أ ن تأمر المتسبب في اإلخالل باإلمتثالإللتزاماته وتحدد األجل الذي يجب أن يمتثل فيه‪ ،‬ويمكن لها‬
‫أيضا الحكم بغرامة تهديدية تسري من تاريخ انقضاء األجل المحدد‪ ،‬ويمكن لها كذلك وبمجرد إخطارها‪ ،‬أن تأمر بتأجيل‬
‫إمضاء العقد إلى نهاية اإلجراءات ولمدة ال تتجاوز عشرين (‪ )21‬يوما»‪.‬‬
‫‪93‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫العقد مع صاحب الصفقة إلى غاية نهاية اإلجراءات ولمدة ال تتجاوز ‪ 91‬يوما‪ ،‬كما يمكن أن يحكم على‬
‫اإلدارة بغرامة تهديدية من أجل اإلمتثال اللتزاماتها‪ ،‬وعليه فإن دور القاضي هنا ال يممتد إلى موضوع‬
‫النزاع وتقدير قيمه الترشيحات والعروض المقدمة‪ ،‬وانما دوره يعتبر وقائيا يتمثل في تفادي إبرام عقد نهائي‬
‫غير شرعي‪ ،‬قد تترتب عليه آثار يصعب معالجتها‪ ،‬وقد نصت الفقرة األولى من المادة ‪ 116‬من قانون‬
‫اإلجراءات المدنية واإلدارية أنه يجوز إخطار المحكمة اإلدارية بعريضة في حالة اإلخالل بالتزامات‬
‫اإلشهار أو المنافسة التي تخضع لها عمليات إبرام العقود اإلدارية والصفقات العمومية‪ ،‬فهؤالء أدخلت في‬
‫قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجديد ولم تكن موجودة فيه سابقا‪ ،‬مما يؤكد اإلهتمام بحرية المنافسة‬
‫من طرف المشرع الجزائري‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تزامن دعوى اإللغاء بدعوى وقف التنفيذ‬

‫حتى تقبل دعوى وقف التنفيذ يجب أن تسبق بدعوى موضوعية مفادها إلغاء القرار اإلداري‪.‬‬

‫‪ -0‬دعوى وقف التنفيذ‬

‫يمكن للمحكمة اإلدارية أن تأمر بناء على طلب الطرف المعني بوقف تنفيذ القرار اإلداري‪ ،‬وتدخل‬
‫دعوى وقف التنفيذ‪ ،‬في إطار الدعاوى اإلستعجالية التي تتمثل في رفع دعوى أمام القضاء اإلداري‪ ،‬يطلب‬
‫فيها المتضرر من قرار اإلدارة بوقف األعمال أو أثار القرار التي مست به‪ ،‬لعدم تفاقمها‪.‬‬

‫تعتبر دعوى وقف التنفيذ دعوى تحفظية‪ ،‬الغرض منها ليس إعدام للقرار اإلداري‪ ،‬وانما توقيف أثاره‬
‫إلى غاية الفصل في موضوع دعوى اإللغاء‪ ،‬وتقدم الطلبات الرامية إلى وقف التنفيذ بدعوى مستقلة‪ ،‬وال‬
‫يقبل طل ب وقف تنفيذ القرار اإلداري ما لم يكن متزامنا مع دعوى مرفوعة في الموضوع‪ ،‬أو في حالة‬
‫التظلم‪.‬‬

‫‪ -2‬دعوىاإللغاء‬

‫هي الدعوى التي يرفعها ذوي الصفة والمصلحة الشخصية أمام الجهات القضائية اإلدارية‪ ،‬وفقا‬
‫للشروط واإلجراءات المنصوص عليها قانونا‪ ،‬وذلك للمطالبة بإلغاء قرار إداري غير مشروع و إبطال‬
‫أثاره‪ ،‬وتنحصر سلطات القاضي في هذه الدعوى في إلغاء القرار إذا ثبت عدم مشروعيته أو الحكم بعدم‬
‫إلغائه إذا ثبت مشروعيته‪.‬‬

‫تتمثل الشروط الشكلية لدعوى اإللغاء في الشروط المتعلقة بالقرار اإلداري محل الدعوى‪ ،‬أي أن‬
‫يكون القرار اإلداري تصرف قانوني‪ ،‬وجوب صدور القرار اإلداري عن سلطة إدارية‪ ،‬يجب أن يصدر‬
‫القرار اإلداري باإلداري باإلرادة المنفصلة‪ ،‬باإلضافة لذلك توجد أيضا شروط متعلقة بالتقاضي تتمثل في‬
‫الصفة والمصلحة واألهلية‪ ،‬ولدينا شرط التظلم الذي يقدم في الميعاد القانوني لرفع دعوى اإللغاء‪ ،‬أي‬
‫خالل ‪ 1‬أشهر من تاريخ نشر القرار أو تبليغه‪ ،‬وأخي ار هناك شروط خاصة بالعريضة‪ ،‬وشرط الميعاد‪،‬‬
‫‪92‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫حسب المادة ‪ 221‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الذي حدد بأربعة أشهر من تاريخ تبليغ نشر‬
‫‪187‬‬
‫القرار الجماعي أو التنظيمي‪.‬‬

‫أما فيما يخص الشروط الموضوعية لدعوى اإللغاء‪ ،‬فتتمثل في عيب عدم اإلختصاص في‬
‫الق اررات‪ ،‬وعيب مخالفة ركن الشكل واإلجراءات‪ ،‬عيب إنعدام السبب واإلنحراف في إستعمال السلطة‪.‬‬
‫‪188‬‬

‫يملك القاضي اإلداري اختصاص إلغاء الق اررات القابلة لإلنفصال عن الصفقة العمومية‪ ،‬مثل‬
‫المداولة التي تصدر عن المجلسالشعبي البلدي التي تسمح لرئيس بإمضاء الصفقة مع مؤسسة معينة‬
‫واستبعاد المؤسسات األخرى‪ ،‬فهذه المداولة تعتبر ق ار ار منفصال عن العقد‪ ،‬فيمكن للمؤسسات المستبعدة‬
‫الطعن فيها باإللغاء لتجاوز السلطة‪ ،‬إذ أن عملية إبرام الصفقة ترتبط بإصدار ق اررات إدارية من طرف‬
‫المصلحة المتعاقدة في كل مراحل الصفقة‪ ،‬منها القرار المؤقت بمنع الصفقة وقرار منع التأشيرة وقرار‬
‫‪189‬‬
‫فرض الجزاءات مالية على المتعاقد‪ ،‬قرار فسخ الصفقة من طرف المصلحة المتعاقدة بصفة انفرادية‪.‬‬

‫تمثل هذه األعمال هي ق اررات إدارية يجوز الطعن فيها باإللغاء‪ ،‬وال يتعلق هذا الطعن بإلغاء العقد‬
‫اإلداري ال مبرم‪ ،‬لكن هناك إمكانية للوصول إلى دلك بواسطة نظرية الق اررات اإلدارية القابلة لإلنفصال‬
‫التي أقرها مجلس الدولة الفرنسي في ق ارره في قضية "مارتان" ‪ ،Arret martin aout 1905‬ولكن يالحظ أن‬
‫إلغاء القرار ال يؤدي تلقائيا ودائما إلى إلغاء العقد‪ ،‬حيث أن اإلدارة تملك حسب ظروف كل قضية‪ ،‬أن‬
‫تستخلص النتائج التي تترتب على إلغاء القرار اإلداري‪ ،‬وذلك تحت رقابة القاضي‪.‬‬

‫ونظ ار ألن هذا اإلجراء قد ال يؤدي إلى إلغاء العقد اإلداري بواسطة تقنية الق اررات القابلة لإلنفصال‪،‬‬
‫فإن مجلس الدولة الفرنسي منح إمكانية جديدة للمترشحين المقصيين من الصفقات العمومية‪ ،‬تسمح لهم‬
‫بالطعن في صحة العقد اإلداري ذاته‪ ،‬وذلك بعد إبرامه‪ ،‬مع إمكانية طلب التعويض في حالة وقوع الضرر‬
‫‪190‬‬
‫نتيجة اإلقصاء‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القاضي الجزائي‬


‫جرم المشرع الجزائري كل إعتداء على المال العام عند إبرام الصفقات العمومية للحصول على‬
‫ّ‬
‫امت يازات غير مبررة واستغالل نفوذ أعوان الهيئات والمؤسسات العمومية للحصول على امتيازات غير‬
‫مبررة‪ ،‬وكذلك الرشوة وأخذ فوائد بصفة غير قانونية‪ ،‬ولهذا يمكن متابعة كل من ثبت في حقه إرتكابإخالل‬

‫‪ 187‬خليفة عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬اإلنجحراف بالسلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪ ،‬اإلسكندرية‪.2119،‬‬
‫الجزائري( نظرية الدعوى اإلدارية)‪،‬الطبعة الثالثة‪ ،‬د م ج‪،‬‬ ‫‪ 188‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي‬
‫الجزائر‪.2111،‬‬
‫ص‪.919-31‬‬ ‫‪ -189‬كتو محمد الشريف‪ ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪،‬ص‬
‫‪ -190‬كتو محمد الشريف‪ ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.919-31‬‬
‫‪91‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫بالمنافسة في الصفقات العمومية بقصد الحصول على امتيازات أو منافع غير مشروعة‪ ،‬ويكون القاضي‬
‫‪191‬‬
‫الجزائي هو المختص بمتابعة هذه الممارسات‪.‬‬

‫يمكن قمع جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية بإجراءات المتابعة‬
‫والجزاء‪.‬‬

‫فيتم متابعة جنحة المحاباة وفقا لما هو منصوص عليه في قانون اإلجراءات الجزائية غير أن قانون‬
‫مكافحة الفساد قد نص على احكام مميزة منها أساليب التصدي المنصوص عليها في المادة ‪ 96‬فقرة‬
‫أولى‪ ،192‬وهذا النص يشمل جميع الجرائم المنصوص عليها في قانون الفساد‪.‬يطبق على مسألة الدعوى‬
‫العمومية بالنسبة لجنحة المحاباة نص المادة ‪ 91‬فقرة ‪ 9‬و‪ 2‬من قانون الفساد فتنص على عدم تقادم‬
‫الدعوى في تحويل عائدات الجريمة إلى خارج الوطن‪ ،‬واإلحالة إلى أحكام قانون اإلجراءات الجزائية في‬
‫حالة عدم تحويل عائدات الجريمة إلى الخارج‪ ،‬فتنص المادة ‪ 2‬من قانون اإلجراءات الجزائية أن التقادم‬
‫‪193‬‬
‫في مواد الجنح يكون بمرور ‪ 1‬سنوات‪.‬‬

‫وقد قرر المشرع لجريمة المحاباة عقوبة الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وغرامة من ‪2110111‬‬
‫بالنسبة للشخص الطبيعي وتوقع أيضا على الشخص الطبيعي عقوبات‬ ‫‪194‬‬
‫دج إلى ‪ 91110111‬دج‬
‫تكميلية حسب المادة ‪ 9‬من قانون الفساد‪ ،195‬أما الشخص المعنوي فالغرامة تتراوح من ‪ 91110111‬دج‬
‫إلى ‪ 91110111‬دج وذلك حسب المادة ‪ 92‬مكرر من قانون العقوبات‪ ،196‬ونفس المادة كذلك نصت‬
‫على العقوبات التكميلية المقررة على الشخص المعنوي‪ ،197‬ويستفيد من األعذار المعفية من العقوبة‬
‫المنصوص عليها في قانون العقوبات وفقا لنص الفقرة ‪ 9‬من المادة ‪ 11‬من قانون مكافحة الفساد‪.198‬‬

‫‪ -191‬كتو محمد الشريف‪ ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية‪ ،‬المرجع نفسه‪ ،‬ص ص‪.919-31‬‬
‫‪ -192‬تنص المادة ‪ 96‬فقرة ‪ 9‬على‪ « :‬من أجل تسهيل عملية جمع األدلة المتعلقة بالجرائم المنصوص عليها في هذا‬
‫القانون‪ ،‬فيمكن اللجوء إلى التسليم المراقب أو اتباع أساليب تحر خاصة كالترصد اإلكترونيواإلختراق‪ ،‬على النحو المناسب‬
‫وبإذن السلطة القضائية المختصة»‪.‬‬
‫‪ -193‬بوخندة لزهر‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.13-16‬‬
‫‪ -194‬شروقي محترف‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.11-12‬‬
‫‪ -195‬تكمن العقوبات التكميلية التي توقع على الشخص الطبيعي في‪ :‬المنع من اإلقامة‪ ،‬تحديد اإلقامة‪ ،‬الحرمان من‬
‫ممارسة الحقوق المدنية والوطنية‪ ،‬سحب جواز السفر‪ ،‬إضافة إلى نشر أو تعليق حكم اإلدانة‪.‬‬
‫‪ -196‬خضري حمزة‪ ،‬الوقاية من الفساد ومكافحته في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬أعمال الملتقى الوطني حول مكافحة‬
‫الفسادوتبييض األموال (كلية الحقوق)‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬عدد ‪ ،1‬ص ص‪.61-11‬‬
‫‪ -197‬تكمن العقوبات التكميلية التي توقع على الشخص المعنوي في‪ :‬حل الشخص المعنوي‪ ،‬غلق المؤسسة أو فرع من‬
‫فروعها لمدة ال تتجاوز خمس سنوات‪ ،‬اإلقصاء من الصفقات العمومية لمدة ال تتجاوز خمس سنوات‪ ،‬المنع من مزاولة‬
‫‪61‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫إضافة لذلك فقد قرر عقوبة على جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميون للحصول على امتيازات‬
‫غير مبررة‪ ،‬تتمثل في الحبس من سنتين إلى عشر سنوات وبغرامة تتراوح بين ‪ 2110111‬دج و‬
‫‪ 91110111‬دج وهذا للشخص الطبيعي‪ ،‬وتطبق على الشخص المعنوي غرامة من ‪ 91110111‬دج إلى‬
‫‪ 91110111‬دج‪ ،199‬وتنص كذلك المادة ‪ 23‬من قانون مكافحة الفساد على معاقبة مرتكب جريمة الرشوة‬
‫في مجال الصفقات العمومية بالحبس من عشر ‪ 91‬سنوات إلى عشرين ‪ 21‬سنة وبغرامة من‬
‫‪ 91110111‬دج إلى ‪ 21110111‬دج‪ ،‬وهذا فيما يخص عقوبة الشخص الطبيعي‪ ،‬أما الشخص المعنوي‬
‫فبإحالة المادة ‪ 91‬من قانون الفساد فيما يخص العقوبة المقررة له على أحكام قانون العقوبات‪ ،‬فإن المادة‬
‫‪ 92‬مكرر منه تنص على أن عقوبة الشخص المعنوي في مواد الجنايات والجنح بغرامة تساوي من مدة‬
‫مرة ‪ 9‬إلى خمس مرات الحد األقصى لعقوبة الغرامة المقررة للشخص الطبيعي‪ ،‬وبما أن جريمة الرشوة في‬
‫مجال الصفقات العمومية تأخذ وصف جناية فإن عقوبة الشخص المعنوي تكون غرامتها من ‪21110111‬‬
‫‪200‬‬
‫دج إلى ‪ 9101110111‬دج‪.‬‬

‫وفي األخير تنص المادة ‪ 19‬من قانون مكافحة الفساد على قمع جريمة أخذ فوائد بصفة غير‬
‫قانونية في مجال الصفقات العمومية‪ ،‬ومن خالل استقرائنا لنص هذه المادة على أنه يعاقب مرتكب جريمة‬
‫أخذ فوائد بصفة غيال قانونية بالحبس من سنتين إلى عشر سنوات‪ ،‬وبغرامة من ‪ 2110111‬دج إلى‬
‫‪ 91110111‬دج‪ ،‬ونصت المادة ‪ 91‬من قانون مكافحة افساد على تطبيق أحكام قانون العقوبات فيما‬
‫يخض عقوبة الشخص المعنوي‪ ،‬فتنص المادة ‪ 92‬مكرر منه على انه يطبق على الشخص المعنوي‬
‫عقوبة الغرامة التي تساوي من مرة واحدة إلى خمس مرات الحد األقصى للعقوبة المقررة على الشخص‬
‫‪201‬‬
‫الطبيعي‪ ،‬وعليه تصبح عقوبة الشخص المعنوي من ‪ 91110111‬دج إلى ‪ 91110111‬دج‪.‬‬

‫إن ضمان عدم اإلخالل بالمنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية ال يكون إال بإحداث تكامل‬
‫بين مختلف االجهزة التي أحدثتها الدولة لمراقبة المنافسة في السوق أو الهياكل التقليدية للعمل سويا على‬
‫سد الثغرات القانونية التي يمكن أن تتسبب في اإلخالل أو تقيد بالمنافسة الحرة داخل السوق‪.‬‬

‫النشاط أو عدة أنشطة مهنية أو اجتماعية بشكل مباشر أو غير مباشرنهائيا ولمدة ال تتجاوز ‪ 9‬سنوات مصادرة الشيء‬
‫الذي استعمل في ارتكاب أو تنج عنها‪.‬‬
‫‪ -198‬يستفي د من األعذار المعفية‪ ،‬كل من ارتكب أو شارك في جريمة أو أكثر من الجرائم المنصوص عليها في هذا‬
‫القانون‪ ،‬وقام قبل مباشرة إجراءات المتابعة بإبالغ السلطات القضائية أو اإلدارية أو الجهات المعنية عن الجريمة ويساعد‬
‫على معرفة مرتكبيها‪.‬‬
‫‪ -199‬خضري حمزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص ص‪.61-11.‬‬
‫‪ -200‬بوخندة لزهر‪ ،‬بركاني شوقي‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.99.‬‬
‫‪ -201‬خضري حمزة‪ ،‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪-‬ص‪.61-11.‬‬
‫‪69‬‬
‫الفصل الثانياإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬

‫ولعل ما حدث في الجزائر أخي ار من تجاوزات في مجال الصفقات العمومية ما هو إال دليل على‬
‫أهمية احترام المنافسة‪ ،‬في إطار هذا النوع من العقود اإلدارية‪ ،‬وخاصة فيما يخص منح الصفقات التي‬
‫تكون مبالغها جد ضخمة ومنهكة للخزينة العمومية والمال العام وال يكون ذلك إال ب‘طاء حرية مطلقة‬
‫لكل هذه االجهزة في مراقبة كل إخالل بالمنافسة الحرة في السوق‪ ،‬وهذا عن طريق إزالة "الشكل التزييني"‬
‫للقوانين التي تحمي للمنافسة‪ ،‬كما أشار إليه الدكتور"رشيدزوايمية" حول النصوص القانونية في الجزائر‪.‬‬

‫وتعبر هذه الثغرات التي ميزت النصوص القانونية‪ ،‬هي من أهم األسباب التي تؤدي إلى نشوء‬
‫منازعات بين أطراف عقد الصفقة العمومية‪.‬‬

‫فالجدير بإلشارة أن الصفقة العمومية بالنظر لطابعها التنموي كونها تتعلق بمشاريع الدولة أو اإلدارة‬
‫وجب أن يتبع في منازعاتها إجراءات خاصة وأحكام مميزة حتى ال يتعطل المشروع العام‪ ،‬ويطولتواصل‬
‫النزاع بما يؤثرسلبا على مبدأ االستم اررية وبما يلحق ضرر بجمهور المنتفعين بخدمات المرفق العام‪ ،‬وهذا‬
‫‪202‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 999‬من المرسوم الرئاسي رقم ‪ 216-91‬يتعلق بالصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ -202‬تنص المادة ‪ 999‬على‪ «:‬تسوى النزاعات التي تطرأ عند تنفيذ الصفقة في إطار األحكام التشريعية المعمول بها‪ ،‬غير أنه يجب على المصلحة‬
‫المتعاقدة‪ ،‬دون المساس بتطبيق ه ذه األحكام‪ ،‬أن تبحث عن حل ودي للنزاعات التي تطرأ عند تنفيذ صفقاتها كلما سمح الحل بما يأتي‪»000‬‬
‫‪62‬‬
‫خاتمة‬
‫خاتمة‬

‫لقد أثبت الواقع االقتصادي أن مبدأ المنافسة في الصفقات العمومية يعد الوسيلة االنجع لضمان‬
‫حسن تسيير المال العام واالنفاق العمومي ومواكبة النمو االقتصادي الذي تشهده الجزائر خاصة فيما‬
‫يتعلق بموضوع الصفقات العمومية‪ ،‬وذلك لضمان منافسة نزيهة وشفافة مع تكريس ميكانيزمات تسهل‬
‫التطبيق الفعلي لقواعد قانون المنافسة على الصفقات العمومية‪ ،‬باعتبار هذه األخيرة من العقود اإلدارية‬
‫التي تتميز بها اإلدارة كصاحبة سلطة وسيادة في استخدام الموارد العمومية واستعمالها استعماال عقالنيا‬
‫لضمان المنافسة الحرة في السوق‪.‬‬

‫إذ ال يتأتى ذلك إال بمنح الممارسات التي يمكن لها المساس باإلجراءات المتعلقة بتنظيم الصفقات‬
‫والتي كثي ار ما تحدث بفعل المتعاملين أنفسهم أو من طرف اإلدارة المتعاقدة صاحبة مشروع الصفقة‪ ،‬لهذا‬
‫فقد تم تعديل قانون الصفقات العمومية لهدف مواجهة الحاالت التي يتعرض فيها المنافسة إما للتقييد أو‬
‫العرقلة‪ ،‬وذلك بإدراج نصوص جديدة مستوحاة من قانون المنافسة‪ ،‬تفرض أوال على الشخص العام االلتزام‬
‫لعدم اإلخالل بواسطة ق ارراته والتزاما بكشف الممارسات ومعاقبة المتورطين فيها‪.‬‬

‫إن التحول الذي أصبح يميز الشخص المعنوي العام في اقتصاد السوق من متدخل إلى ضابط‬
‫ومراقب عن طريق مجلس المنافسة وذلك لتعزيز وتدعيم مبدأ الشفافية والمساواة باعتبارها مبادئ مترابطة‬
‫فيما بينها‪.‬‬

‫ويعد إخالل اإلدارة بالمنافسة الحرة مستوجب للمتابعة أمام المحاكم اإلدارية‪ ،‬نظ ار ألن هذه‬
‫الممارسات وان كانت تتضمن تقييدا للمنافسة إال أن اتصالها بمهام المرفق العام وامتيازات السلطة العامة‬
‫يجعلها غير خاضعة الختصاص مجلس المنافسة‪.‬‬

‫غير أنه إذا كانت هذه الممارسات والإلعمال ال تتصل بمهام المرفق العام وممارسة امتيازات‬
‫السلطة العامة فهنا تضخع الحكام مجلس المنافسة‪.‬‬

‫ومن خالل دراستنا لنص المادة ‪ 2‬من قانون المنافسة نستنتج أن الشخص المعنوي العام يمكن أن‬
‫يخضع لقواعد المنافسة الحرة‪ ،‬إذا كان نشاطه اقتصادي بحت‪ ،‬ما يعدوا بنا إلى القول بأن المادة ‪ 2‬أعاله‬
‫ما هو إال تحصيل للمكانة التي أصبح المشرع الجزائري يوليها لكل من له عالقة بمصطلح المنافسة‬
‫عموما ومبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية خصوصا‪ ،‬ولعل القيام الفعلي لمجلس المنافسة‬
‫في مارس سنة ‪ 2191‬لدليل واضح على النية الفعلية للمشرع الجزائري على إعطاء أكثر جدية ومصداقية‬
‫لمجلس المنافسة في مواجهة كل إخالل يمس بالمنافسة‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫خاتمة‬

‫من خالل ما تقدم‪ ،‬نستنتج أن المشرع الجزائري قد حاول إيجاد اآلليات القانونية واإلدارية والقضائية‬
‫التي من شأنها أن تؤدي إلى احترام كل ما هو متعلق بالمنافسة في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬ومع ذلك‬
‫فإن فعالية هذه اآللية تبقى نسبية إلى حد بعيد‪.‬‬

‫فاإلخالل بالمنافسة في الصفقات العمومية موجود وقائم ال يمكن غض النظر عنه‪ ،‬نتيجة الثغرات‬
‫القانونية الموجودة من جهة‪ ،‬ونتيجة صعوبة التحكم في المنافسة داخل السوق‪ ،‬هذا ما يدفعنا إلى القول‬
‫من خالل دراستنا لهذا الموضوع باقتراحات على السلطات المختصة إلثراء المنظومة القانونية في هذا‬
‫الشأن حتى يتمكن أن ينتقص من التجاوزات التي تستنزف الخزينة العامة وتصيب المال العام‪.‬‬

‫على المشرع إصدار قانون يحدد شروط صارمة تتعلق بالكفالة والنزاهة والنجاعة للتعيين في‬
‫الوظائف التي يشرط مسؤولوها على إبرام وتنفيذ الصفقات العمومية‪.‬‬

‫‪ ‬الدعوة إلى اعتماد تكنولوجيا اإلعالم اآللي في إب رام الصفقات العمومية‪ ،‬وخاصة في‬
‫مجال المناقصات والم زايدات اإللكترونية‪.‬‬
‫‪ ‬العمل على إحداث التكانل بين أهداف المنافسة الحرة والصفقات العمومية وذلك‬
‫حفاظا على المال‪.‬‬
‫‪ ‬الدعوة إل ى التنسيق بين أجه زة الرقابة الداخلية والخارجية ومجلس المنافسة والقضاء‪.‬‬
‫‪ ‬تجريم إب رام الصفقات العمومية عن طريق الت راضي‪ ،‬نتيجة الضرر الذي يحدثه على‬
‫مبدأ المنافسة الح رة‪ ،‬إذ تحول من استثناء إلى مبدأ‪.‬‬
‫‪ ‬إل زام إخطار مجلس المنافسة بجميع الممارسات المنافية للمنافسة لك ي يقمع هذه‬
‫الممارسات‪ ،‬وتفعيل الدور الرقابي للمجلس‪.‬‬
‫من خالل ما سبق تظهر ضرورة احترام المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‪ ،‬وهذا لما لها‬
‫من وزن جد ثقيل على التسيير العقالني لكل ما هو مورد عمومي‪ ،‬أموال طائلة في سبيل إبرامها‪.‬‬

‫‪69‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫قائمة المراجع‬

‫أوال‪ :‬باللغة العربية‪:‬‬


‫‪ -‬القرآن الكريم‪.‬‬
‫الكتب‪:‬‬ ‫‪.I‬‬
‫‪ .9‬بوضياف عمار‪ ،‬الصفقات العمومية في الجزائر (دراسة تشريعية وقضائية وفقهية)‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬الطبعة‬
‫الثانية‪ ،‬الجزائر‪.2111 ،‬‬
‫‪ .2‬حسين عبد الحميد‪ ،‬أحمد رشوان‪( ،‬اإلقتصاد‪ ،‬دراسة في علم اإلجتماعاإلقتصادي)‪ ،‬المكتب الجامعي الحديث‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2112 ،‬‬
‫‪ .1‬خليفة عبد العزيز عبد المنعم‪ ،‬اإلنجحراف بالسلطة كسبب إللغاء القرار اإلداري‪ ،‬دار الفكر الجامعي‪،‬‬
‫اإلسكندرية‪.2119،‬‬
‫‪ .1‬عوابدي عمار‪ ،‬النظرية العامة للمنازعات اإلدارية في النظام القضائي الجزائري( نظرية الدعوى اإلدارية)‪،‬الطبعة‬
‫الثالثة‪ ،‬د م ج‪ ،‬الجزائر‪.2111،‬‬
‫‪ .9‬قدوج حمامة‪ ،‬عملية إبرام الصفقات العمومية في القانون الجزائري‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪،‬‬
‫الجزائر‪.2116 ،‬‬
‫الرسائل والمذكرات الجامعية‪:‬‬ ‫‪.II‬‬
‫أ‪ .‬رسائل الدكتوراه‪:‬‬
‫‪ .9‬كتو محمد الشريف‪ ،‬الممارسات المنافية للمنافسة في القانون الجزائري ( دراسة مقارنة بالقانون الفرنسي)‪ ،‬أطروحة لنيل‬
‫درجة دكتوراه في القانون (فرع القانون العام)‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.2119 ،‬‬
‫ب‪ .‬المذكرات‪:‬‬
‫‪ .2‬براهمي فضيلة‪ ،‬المركز القانوني لمجلس المنافسة بين األمر رقم ‪ 11/11‬والقانون رقم ‪ ،92/12‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون (فرع القانون العام لألعمال)‪ ،‬جامعة بجاية‪.2191 ،‬‬
‫‪ .1‬بو الخضرة نورة‪ ،‬مبدأ المنافسة الحرة في القطاع المصرفي الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون (فرع‬
‫قانون إصالحات اقتصادية)‪ ،‬جامعة جيجل‪.2116 ،‬‬
‫‪ .1‬بوخندة لزهر‪ ،‬بركاني شوقي‪ ،‬الصفقات العمومية والجرائم المتعلقة بها في ظل قانون الفساد‪ ،‬مذكرة لنيل إجازة المدرسة‬
‫العليا للقضاء (المدرية العليا للقضاء)‪ ،‬الجزائر‪.2112 ،‬‬
‫‪ .9‬بوزبرة سهيلة‪ ،‬مواجهة الصفقات المشبوهة‪ ،‬مذكرة مكملة لنيل شهادة الماجستير في القانون الخاص (فرع قانون‬
‫السوق)‪ ،‬جامعة جيجل‪.2112 ،‬‬
‫‪ .6‬جالل مسعد‪ ،‬مبدأ المنافسة الحرة في الق انون الوضعي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون (فرع قانون أعمال)‪،‬‬
‫جامعة تيزي وزو‪.2192 ،‬‬
‫‪ .3‬خضري حمزة‪ ،‬منازعات الصفقات العمومية في التشريع الجزائري‪ ،‬مذكرة لنيل درجة الماجستير في القانون (فرع‬
‫القانون العام)‪ ،‬جامعة بسكرة‪.2119 ،‬‬
‫‪ .2‬زبير أرزقي‪ ،‬حماية المستهلك في ظل المنافسة الحرة‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون (فرع المسؤولية‬
‫المهنية)‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬د‪ ،‬س‪ ،‬م‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫‪ .1‬زوزو زوليخة‪ ،‬جرائم الصفقات العمومية وآليات مكافحتها في ظل القانون المتعلق بالفساد‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في الحقوق (فرع قانون جنائي)‪ ،‬جامعة ورقلة‪.2192 ،‬‬
‫‪ .91‬شروقي محترف‪ ،‬الصفقات العمومية والجرائم المتعلقة بها في قانون الفساد‪ ،‬مذكرة تخرج لنيل إجازة المدرسة العليا‬
‫للقضاء‪ ،‬الدفعة ‪.2112 ،96‬‬
‫‪ .99‬لخضاري أعمر‪ ،‬إجراءات قمع الممارسات المنافية للمنافية في القانونين لجزائري و الفرنسي‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة‬
‫‪1‬‬
‫الماجستير(فرع قانون األعمال)‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪.2111،‬‬
‫‪ .9‬ناصر نبيل‪ ،‬المركز القانوني لمجلس المنافسة بين األمر رقم ‪ 16-19‬واألمر ‪ ،11-11‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في القانون (فرع قانون األعمال)‪ ،‬جامعة مولود معمري‪ ،‬تيزي وزو‪.2111 ،‬‬
‫المقاالت‪:‬‬ ‫‪.III‬‬
‫‪ .9‬خضري حمزة‪ ،‬الوقاية من الفساد ومكافحته في إطار الصفقات العمومية‪ ،‬أعمال الملتقى الوطني حول الفساد وتبييض‬
‫األموال‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ ،‬ص ص‪.61-11.‬‬
‫‪ .2‬كتو محمد الشريف‪ " ،‬حماية المستهلك من الممارسات المنافية للمنافسة"‪ ،‬مجلة اإلدارة‪ ،‬عدد ‪ ،2112 ،21‬ص‬
‫ص‪.36-91.‬‬
‫‪ .1‬كتو محمد الشريف‪" ،‬حماية المنافسة في الصفقات العمومية"‪ ،‬المجلة الجزائرية للعلوم القانونية اإلقتصادية والسياسية‪،‬‬
‫كلية الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،‬عدد ‪ ،2191 ،2‬ص ص‪.919-31 .‬‬
‫‪ .1‬لباد ناصر‪" ،‬السلطات اإلدارة المستقلة"‪ ،‬مجلة إدارة‪ ،‬عدد ‪ 2119 ،29‬ص ص‪.21-13‬‬
‫‪ .9‬نسيغة فيصل‪" ،‬النظام القانوني للصفقات العمومية وآليات حمايتها"‪ ،‬مجلة اإلجتهاد القضائي‪ ،‬عدد ‪ ،9‬ب س ن‪ ،‬ص‬
‫ص‪.911-991.‬‬
‫النصوص القانونية‪:‬‬ ‫‪.IV‬‬
‫الدساتير‪:‬‬ ‫أ‪-‬‬
‫مرسوم رئاسي رقم ‪ ،121-16‬مؤرخ في ‪ 3‬نوفمبر ‪ ، 9116‬يتعلق بنشر تعديل الدستور والموافقة عليه في استفتاء ‪22‬‬
‫نوفمبر ‪ ،9116‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪.11‬‬
‫ب‪ -‬النصوص التشريعية‪:‬‬
‫القوانين‪:‬‬
‫‪ .9‬قانون رقم ‪ 92-21‬مؤرخ في ‪ 9‬جويلية ‪ ،9121‬يتعلق باألسعار‪ ،‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪ 21‬مؤرخ في ‪ 91‬جويلية‬
‫‪(9121‬ملغى)‪.‬‬
‫‪ .2‬قانون رقم ‪ 19-16‬مؤرخ في ‪ 29‬محرم ‪ ،9123‬الموافق لـ ‪ 21‬فبراير ‪ ،2116‬يتعلق بالوقاية من الفساد‬
‫ومكافحته‪ ،‬معدل ومتمم‪.‬‬
‫‪ .1‬قانون رقم ‪ 11-12‬مؤرخ في ‪ 92‬صفر عام ‪ 9121‬الموافق لـ ‪ 29‬فبراير ‪ 2112‬المتعلق باإلجراءات المدنية‬
‫واإلدارية‪.‬‬
‫‪ .1‬قانون رقم ‪ ،92-12‬المتعلق بالمنافسة مؤرخ في ‪ 29‬جمادى الثانية عام ‪ ،9121‬الموافق ل‪ 29‬يونيو ‪،2112‬‬
‫ج‪.‬ر‪.‬ع ‪ ،16‬مؤرخ في ‪ 11‬يوليو ‪.2112‬‬
‫‪ .9‬قانون رقم ‪ ،19-91‬مؤرخ في ‪ 19‬رمضان ‪ ،9119‬الموافق ل ‪ 99‬غشت ‪ ،2191‬ج‪.‬ر‪.‬ع ‪ .16‬مؤرخ في ‪92‬‬
‫غشت سنة ‪.2191‬‬

‫‪62‬‬
:‫األوامر‬
،9119 ‫ فيفري‬22 ‫ مؤرخ في‬،1 ‫ ج ر ع‬،‫ يتعلق بالمنافسة‬9119 ‫ جانفي‬29 ‫ مؤرخ في‬16-19 ‫ أمر رقم‬.9
.)‫(ملغى‬
‫ معدل‬2111 ‫ يوليو‬21 ‫ مؤرخ في‬،11‫ ج ر ع‬،‫ يتعلق بالمنافسة‬،2111 ‫ يوليو‬91 ‫ مؤرخ في‬11-11 ‫ أمر رقم‬.2
‫ ج ر‬،2112 ‫ يونيو سنة‬29 ‫ الموافق‬9121 ‫ جمادى الثانية عام‬29 ‫ مؤرخ في‬92-12 ‫ومتمم بموجب قانون رقم‬
.2112 ‫ يوليو‬12 ‫ مؤرخ في‬،16 ‫ع‬
:‫النصوص التنظيمية‬
‫ والمتضمن الصفقات‬2191 ‫ أكتوبر‬13 ‫ الموافق لـ‬،9119 ‫ شوال‬22 ‫ مؤرخ في‬216-91 ‫ مرسوم رئاسي رقم‬.9
92 ‫ الموافق لـ‬9111 ‫ صفر‬21 ‫ مؤرخ في‬،21-92 ‫بموجب المرسوم الرئاسي رقم‬.‫ معدل ومتمم‬،‫ جرع‬،‫العمومية‬
‫ معدل ومتمم بموجب المرسوم‬،2192 ‫ يناير‬26 ‫ مؤرخ في‬1 ‫ والمتضمن الصفقات العمومية جرع‬2192 ‫يناير‬
.2 ‫ ج ر ع‬،2191 ‫ يناير سنة‬91 ‫ الموافق‬9111 ‫ مؤرخ في أول ربيع األول عام‬11-91 ‫الرئاسي رقم‬
11 ‫ع‬.‫ر‬.‫ ج‬،‫ يتعلق بالترخيص لعمليات التجميع‬،2119 ‫ يونيو‬22 ‫ مؤرخ في‬291-19 ‫ مرسوم تنفيذي رقم‬.2
.2119 ‫ يونيو‬22 ‫مؤرخ في‬
‫ يحدد كيفيات الحصول على التصريح بعدم التدخل‬،2119 ‫ ماي‬92 ‫ مؤرخ في‬939-19 ‫ مرسوم تنفيذي رقم‬.1
.2119 ‫ ماي‬92 ‫ مؤرخ في‬19 ‫ع‬.‫ر‬.‫ ج‬،‫بخصوص اإلتفاقات وضعية الهيمنة على السوق‬

‫ المراجع باللغة الفرنسية‬:‫ثانيا‬


I. Ouvrages:

1. BINAGNIE (A), Principes de concurrence, Economica, Paris, 1998.


2. GILLES Mathier, l’application du droit de la concurrence aux personnes publiques
receil cahier chronique, 5ème Ed,DALLOZ, Sirey, Paris, 1995,
3. MALAURIE-VIGNAL (M), droit interne de la concurrence, ArmondCollin, Paris, 1996.
4. Marie-Anne FRISON-Roche, MARIE-STEPHANE PAYET, droit de la concurrence,
édition DALLOZ, Paris, 2006.
5. Mousseron (JM)-SELINNSKY (V), le droit Français nouveau de la concurrence, 2ème éd,
Paris, 1988.
II. Revues:
1. KHELLOUFI Rachid, « Les institutions de régulation en droit algérien », Revue IDARA,
N°28, 2004, pp.96
2. ZOUAÏMIA Rachid,« Les autorités administratives indépendants et larégulation
économique », Revue IDARA,
3. ZOUAIMIA Rachid, remarques critiques sur le contentieux des décisions du conseil de la
concurrence en droit algérien, revue El Mouhamat, n°2, décembre 2004, p35.

61
‫الفهرس‬
‫مقدمة ‪6 ...............................................................................................................‬‬

‫الفصل األول‬
‫تطبيقات مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬
‫المبحث األول‪ :‬عالقة الصفقات العمومية بمبدأ المنافسة الحرة ‪2 ...........................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬مفهوم مبدأ المنافسة الحرة والصفقات العمومية ‪8 ............... ................................ ................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تعريف مبدأ المنافسة الحرة‪2 ................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬التعريف القانوني و اإلقتصادي‪2 ...................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تطور مبدأ المنافسة الحرة ‪91......................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬أهداف المنافسة الحرة في التشريع الجزائري ‪92......................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تعريف الصفقات العمومية‪91...............................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المشرع الجزائري للصفقات العمومية ‪91......................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تمييز الصفقات العمومية عن باقي العقود األخرى ‪91................................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬مدى خضوع الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة الحرة‪96....................................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬المبدأ العام في تطبيق قانون المنافسة ‪96.....................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬نشاطات اإلنتاج و التوزيع و الخدمات و اإلستيراد‪96.................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الصفقات العمومية ‪93............................................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬شروط خضوع الصفقات العمومية لمبدأ المنافسة الحرة‪92.....................................................‬‬

‫أوال‪ :‬عدم إعاقة ممارسة امتيازات السلطة العامة ‪92.......................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬عدم المساس بمهام المرفق العام ‪91................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬مظاهر مبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية ‪91.................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬طرق إبرام الصفقات العمومية ‪02 ............................... ................................ ................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬إجراء المناقصة‪21.........................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬تعريف المناقصة‪21...............................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬أشكال المناقصة ‪29..............................................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬إجراء التراضي ‪21.........................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬التراضي البسيط ‪21...............................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬التراضي بعد اإلستشارة ‪21........................................................................................‬‬


‫‪39‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬مراحل إبرام الصفقات العمومية ‪02 ............................. ................................ ................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مرحلة اإلعالن ‪29.........................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬مضمون و إلزامية اإلعالن‪29......................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬مبادئ اإلعالن‪26................................................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مرحلة إيداع العروض‪23...................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬العرض التقني ‪23.................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬العرض المالي ‪22................................................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬مرحلة فحص العطاءات ‪22................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬لجنة فتح األظرفة‪22....................................................... La commission d'ouverture des plis :‬‬

‫ثانيا‪ :‬لجنة تقييم العروض‪21...................................................La commission d’évaluation des offres‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬مرحلة إرساء واعتماد الصفقة ‪11.............................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬إرساء الصفقة‪11..................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬اعتماد الصفقة ‪19................................................................................................‬‬

‫الفصل الثاني‬
‫اإلخالل بمبدأ المنافسة الحرة في إبرام الصفقات العمومية‬
‫المبحث األول‪ :‬الممارسات و الجرائم المخّلة بمبدأ المنافسة الحرة‪11........................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬الممارسات المقيدة بمبدأ المنافسة الحرة ‪42 ..................... ................................ ................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬اإلتفاقات المحظورة ‪11.....................................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬الممارسات التعسفية ‪13....................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬التعسف في وضعية الهيمنة على السوق ‪13.........................................................................‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬جرائم الفساد المخلة بمبدأ المنافسة الحرة ‪22 .................... ................................ ................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬جريمة منح امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية ‪19...............................................‬‬

‫أوال‪ :‬صفة الجاني ‪19...................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‪12..................................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‪12.................................................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬جريمة استغالل نفوذ األعوان العموميون للحصول على امتيازات غير مبررة في مجال الصفقات العمومية ‪11......‬‬

‫أوال‪ :‬صفة الجاني ‪11...................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‪11..................................................................................................‬‬

‫‪32‬‬
‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‪11.................................................................................................‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬جريمة الرشوة في مجال الصفقات العمومية ‪19...............................................................‬‬

‫أوال‪ :‬صفة الجاني ‪19...................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‪19..................................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‪16.................................................................................................‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬جريمة أخذ فوائد بصفة غيرقانونية في مجال الصفقات العمومية‪16.............................................‬‬

‫أوال‪ :‬صفة الجاني ‪16...................................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬الركن المادي‪16..................................................................................................‬‬

‫ثالثا‪ :‬الركن المعنوي‪13.................................................................................................‬‬

‫المبحث الثاني‪ :‬متابعة الممارسات والجرائم المخلّة بمبدأ المنافسة الحرة ‪13..................................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬المتابعة اإلدارية ‪24 ............... ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬اختصاصات مجلس المنافسة‪99............................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬االختصاص الرقابي لمجلس المنافسة‪99............................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬االختصاص القمعي لمجلس المنافسة ‪91...........................................................................‬‬


‫المطلب الثاني‪ :‬المتابعة القضائية ‪65 .............. ................................ ................................ ................................‬‬

‫الفرع األول‪ :‬القضاء اإلداري‪93.........................................................................................‬‬

‫أوال‪ :‬دعوى اإلستعجال ‪93..............................................................................................‬‬

‫ثانيا‪ :‬تزامن دعوى اإللغاء بدعوى وقف التنفيذ ‪92.........................................................................‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬القاضي الجزائي‪91........................................................................................‬‬

‫خاتمة ‪63 .............................................................................................................‬‬


‫قائمة المراجع ‪63.......................................................................................................‬‬

‫الفهرس‪39.............................................................................................................‬‬

‫‪31‬‬

You might also like