Professional Documents
Culture Documents
2011الصفقات العمومية ابملغرب إصالحا مهما ألجل مسايرة التطورات اليت عرفتها البالد
النظام املتعلق إببرام وقد عرف
ﺍﻟﻤﻴﻼﺩﻱ: ﺍﻟﺘﺎﺭﻳﺦ
11 - 56 ﺍﻟﺼﻔﺤﺎﺕ:
القطاع اخلاص وعصرنة اإلدارة ،وقد خطا هذا اإلصالح مرحلته األوىل ابملصادقة على
592766
خالل حترير االقتصاد وتنمية من
ﺭﻗﻢ :MD
ﺑﺤﻮﺙ ﻭﻣﻘﺎﻻﺕ
1998/12/30املتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وحتديد بعض ﺍﻟﻤﺤﺘﻮﻯ 482-982:املؤرخ يف ﻧﻮﻉ
املرسوم رقم
IslamicInfo ﻗﻮﺍﻋﺪ ﺍﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎﺕ:
ﺍﻻﻟﻐﺎﺀ ،هذا
، 07/2/5ﻗﻀﺎﺀوقد حدد
يخ ﺍﻟﻤﻐﺮﺏ،الصادر بتار
ﺍﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ، 2/06/388
ﺍﻟﺼﻔﻘﺎﺕ ابملرسوم رقم
ﺍﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ، ﺍﻟﻤﻨﺎﺯﻋﺎﺕالثانية ﺍﻟﻘﻀﺎﺓومرحلته
ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﻮﻥ، املقتضيات املتعلقة مبراقبتها وتدبريها،
ﻣﻮﺍﺿﻴﻊ:
ﺍﻟﻘﺮﺍﺭﺍﺕ ﺍﻻﺩﺍﺭﻳﺔ ،ﺍﻟﻌﻘﺪ ﺍﻻﺩﺍﺭﻱ ،ﺍﻟﻘﻀﺎﺀ ﺍﻟﺸﺎﻣﻞ
http://search.mandumah.com/Record/592766امات املتبادلة لألطراف حول عقد
املرسوم طرق إبرام الصفقات العمومية والشكليات واآلجال الواجب احرتامها وااللتز
ﺭﺍﺑﻂ:
الصفقة ،وجيد هذا املرسوم اجلديد املنظم للصفقات العمومية مصادره يف القانون النموذجي للجنة األمم املتحدة لتنمية
التجارة العاملية CNVDCIواتفاقية منظمة التجارة الدولية ودفاتر التحمالت اخلاصة ابلصفقات املمولة من طرف
االحتاد األوريب ومدونة الصفقات العمومية للدول األجنبية األخر واالتفاقيات الدولية والتجارب واخلربات احملصل عليها
من خالل ممارسة الصفقات العمومية وهو يروم من جهة إىل أتمني شفافية تدبري الصفقات العمومية وضمان حرية
املنافسة وختليق املمارسات املتعلقة بتدبري الصفقات العمومية وحماربة الغش والرشوة والفساد وضمان فعالية النفقات
العمومية وتبسيط وحتسني طرق إبرام الصفقات وتنمية النسيج االقتصادي الوطين؛
ومن جهة أخر ،إجياد نوع من التوازن بني املصلحة العامة واملصلحة اخلاصة بتمتيع املقاولة املتعاقدة مبجموعة من
الضماانت واحلقوق املخولة للمقاولة صاحبة املشروع؛
والعقد اإلداري ابعتبار طبيعته وارتباطه ابملصلحة العامة واملال العام مير مبجموعة من املراحل ابتداء من تكوينه مرورا
بتنفيذه وينتهي ابنتهاء موضوع العقد ويرتب جمموعة من احلقوق وااللتزامات املتبادلة بني اطراف العقد فاإلدارة يف ظله
© 2020ﺩﺍﺭ ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ .ﺟﻤﻴﻊ ﺍﻟﺤﻘﻮﻕ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ.
ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻣﺘﺎﺣﺔ ﺑﻨﺎﺀ ﻋﻠﻰ ﺍﻹﺗﻔﺎﻕ ﺍﻟﻤﻮﻗﻊ ﻣﻊ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ،ﻋﻠﻤﺎ ﺃﻥ ﺟﻤﻴﻊ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻣﺤﻔﻮﻇﺔ .ﻳﻤﻜﻨﻚ ﺗﺤﻤﻴﻞ ﺃﻭ ﻃﺒﺎﻋﺔ ﻫﺬﻩ ﺍﻟﻤﺎﺩﺓ ﻟﻼﺳﺘﺨﺪﺍﻡ
ابعتبارها سلطة عامة متلك سلطة الرقابة واإلشراف والتوجيه وسلطة توقيع اجلزاءات وسلطة تعديل العقد مبا يكفل خدمة
ﺍﻟﺸﺨﺼﻲ ﻓﻘﻂ ،ﻭﻳﻤﻨﻊ ﺍﻟﻨﺴﺦ ﺃﻭ ﺍﻟﺘﺤﻮﻳﻞ ﺃﻭ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﻋﺒﺮ ﺃﻱ ﻭﺳﻴﻠﺔ )ﻣﺜﻞ ﻣﻮﺍﻗﻊ ﺍﻻﻧﺘﺮﻧﺖ ﺃﻭ ﺍﻟﺒﺮﻳﺪ ﺍﻻﻟﻜﺘﺮﻭﻧﻲ( ﺩﻭﻥ ﺗﺼﺮﻳﺢ ﺧﻄﻲ ﻣﻦ ﺃﺻﺤﺎﺏ ﺣﻘﻮﻕ ﺍﻟﻨﺸﺮ ﺃﻭ ﺩﺍﺭ
ﺍﻟﻤﻨﻈﻮﻣﺔ.
11
القاضي اإلداري ومنازعات الصفقات العمومية
األستاذ حممد قصري
الرئيس األول
مقدمة:
تشكل الصفقات العمومية الوسيلة القانونية اليت تعتمدها اإلدارة يف تدبري سياستها التنموية واالقتصادية واالجتماعية.
وقد عرف النظام املتعلق إببرام الصفقات العمومية ابملغرب إصالحا مهما ألجل مسايرة التطورات اليت عرفتها البالد
من خالل حترير االقتصاد وتنمية القطاع اخلاص وعصرنة اإلدارة ،وقد خطا هذا اإلصالح مرحلته األوىل ابملصادقة على
املرسوم رقم 482-982املؤرخ يف 1998/12/30املتعلق بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة وحتديد بعض
املقتضيات املتعلقة مبراقبتها وتدبريها ،ومرحلته الثانية ابملرسوم رقم 2/06/388الصادر بتاريخ ، 07/2/5وقد حدد هذا
املرسوم طرق إبرام الصفقات العمومية والشكليات واآلجال الواجب احرتامها وااللتزامات املتبادلة لألطراف حول عقد
الصفقة ،وجيد هذا املرسوم اجلديد املنظم للصفقات العمومية مصادره يف القانون النموذجي للجنة األمم املتحدة لتنمية
التجارة العاملية CNVDCIواتفاقية منظمة التجارة الدولية ودفاتر التحمالت اخلاصة ابلصفقات املمولة من طرف
االحتاد األوريب ومدونة الصفقات العمومية للدول األجنبية األخر واالتفاقيات الدولية والتجارب واخلربات احملصل عليها
من خالل ممارسة الصفقات العمومية وهو يروم من جهة إىل أتمني شفافية تدبري الصفقات العمومية وضمان حرية
املنافسة وختليق املمارسات املتعلقة بتدبري الصفقات العمومية وحماربة الغش والرشوة والفساد وضمان فعالية النفقات
العمومية وتبسيط وحتسني طرق إبرام الصفقات وتنمية النسيج االقتصادي الوطين؛
ومن جهة أخر ،إجياد نوع من التوازن بني املصلحة العامة واملصلحة اخلاصة بتمتيع املقاولة املتعاقدة مبجموعة من
الضماانت واحلقوق املخولة للمقاولة صاحبة املشروع؛
والعقد اإلداري ابعتبار طبيعته وارتباطه ابملصلحة العامة واملال العام مير مبجموعة من املراحل ابتداء من تكوينه مرورا
بتنفيذه وينتهي ابنتهاء موضوع العقد ويرتب جمموعة من احلقوق وااللتزامات املتبادلة بني اطراف العقد فاإلدارة يف ظله
ابعتبارها سلطة عامة متلك سلطة الرقابة واإلشراف والتوجيه وسلطة توقيع اجلزاءات وسلطة تعديل العقد مبا يكفل خدمة
11
املرفق العام وسلطة إهناء العقد قبل أو أنه ابالستناد إىل نصوص العقد أو القواعد العامة اليت حتكم سري املرفق ابنتظام
واملتعاقد مع اإلدارة ميلك يف ضوءه حق احلصول على املقابل النقدي لقيمة األشغال املنجزة وفق إعادة التوازن املايل للعقد
يف حالة تعديله نتيجة فعل اآلمر أو الظروف الطارئة وحق التعويض عن كل فسخ تعسفي للعقد من لدن اإلدارة وقد
أحاط املشرع تلك السلطات العامة لإلدارة مبجموعة من الضوابط يتعني سلوكها من طرف اإلدارة منها إنذار املتعاقد مع
اإلدارة ابملخالفة املرتكبة واإلجراء املنوي اعتماده وان يكون الفسخ مبين على سبب مشروع وان يكون للتعديل دوافعه
املشروعة ابلشكل الذي ال خيرج عن موضوع العقد ،وتنفيذ العقد يكون مناسبة لربوز جمموعة من اإلشكاالت تتعلق
بسلطة التعديل والرقابة واإلشراف وسلطة إهناء العقد واإلخالل اباللتزامات التعاقدية.
واذا كانت اإلدارة يف إطار ممارسة سلطاهتا العامة يف التعديل واإلهناء للعقد اإلداري تتمتع بسلطة تقديرية إال أهنا
تستعمل هاته السلطة حتت رقابة القضاء اإلداري الذي يعمل على تسليط رقابته القضائية على مجيع القرارات املتخذة من
طرف اإلدارة سواء يف املرحلة التمهيدية للعقد أو أثناء تنفيذ العقد ،كما سلط رقابته القضائية على اإلجراءات املسطرية
املتطلبة يف إهناء العقد واألسباب اليت قام عليها إهناء العقد ومد مالءمتها مع اجلزاءات املالية أو جزاء الفسخ والكل يف
إطار توفري احلماية القضائية للمتعاقد مع اإلدارة ابلشكل الذي يتحقق فيه التوازن بني احملافظة على املال العام موضوع
العقد اإلداري والضماانت واحلقوق املخولة يف إطار املتعاقد مع اإلدارة ،واذا كانت اإلدارة تتمتع بسلطة تقديرية يف
مرحلة ما قبل إبرام العقد اإلداري وتصدر قرارات منفصلة عنه كالقرار املتعلق إببرام العقد اإلداري أو القرار املتعلق إبقصاء
املناقص عن املناقصة أو القرار القاضي برفض املصادقة على العقد أو قرار فسخ العقد بشكل منفصل عن العقد ،أو
التدخل خالل املرحلة التنفيذية للعقد إبصدار قرارات الفسخ املتعلقة ابلعقد اإلداري أو قرارات إيقاف األشغال ،أو متتنع
عن تسليم املتعاقد معها مقابل أشغال الصفقة أو تضيف أعباء جديدة على عاتق املقاولة يف إطار نظرية الظروف الطارئة
أو فعل األمري املخل ابلتوازن العقدي ،فإهنا تبقى خاضعة يف ذلك لسلطة رقابة القضاء اإلداري الذي يراقب مشروعية
الفسخ وخصوصا اإلجراءات الشكلية واجلوهرية املتطلبة يف الفسخ وكذا األسباب املعتمدة يف الفسخ اجلزائي اإلداري
وحىت إذا تبني له عدم مشروعية قرار الفسخ يف إطار دعو القضاء الشامل يرتب اآلاثر املرتتبة على ذلك من حيث
تعويض املتعاقد مع اإلدارة عن األضرار الناجتة له من جراء ذلك تعويضا كامال يشمل ما حلقه من خسارة وما فاته من
كسب فضال عن استحقاقه ملقابل األشغال املنجزة واسرتجاعه الضمانة البنكية ،كما يراقب امتناع اإلدارة عن تسليم
11
حمضر انتهاء األشغال وترتيب اآلاثر القانونية الالزمة والتوازن املايل للعقد اإلداري يف إطار نظرية الظروف الطارئة ونظرية
الفعل اآلمر؛
وعلى ضوء هذه التوطئة تتضح معامل هذا البحث الذي سنتناوله يف مبحثني:
املبحث األول :خنصصه لدراسة بعض اإلشكاليات املطروحة أمام قضاء اإللغاء يف جمال الصفقات العمومية من خالل
الطعن يف القرارات اإلدارية املنفصلة عن العقد اإلداري ونتناوله يف مطلبني:
خنصص األول للقرارات اإلدارية املنفصلة عن العقد يف مرحلة ما قبل انعقاده؛
وخنصص الثاين ،للقرارات اإلدارية الصادرة أثناء تنفيذ العقد واليت ميكن فصلها عنه ابعتبار مصدرها يف النصوص
التنظيمية وليس بنود العقد.
واملبحث الثاين :خنصصه لدراسة خمتلف املنازعات واإلشكاالت املتعلقة ابلصفقات العمومية يف إطار القضاء الشامل
للقضاء اإلداري.
-1املنازعات املتعلقة بفسخ عقد الصفقة واإلشكاالت املطروحة على ضوء ذلك؛
-2املنازعات املتعلقة ابلتوازن املايل للعقد يف ظل نظرية فعل اآلمر والظروف الطارئة؛
-3املنازعات املتعلقة برفض تسليم األشغال وأداء املقابل واإلشكاالت املطروحة؛
-4املنازعات املتعلقة ابألشغال املنجزة خارج القواعد القانونية املنظمة للصفقات العمومية واإلشكاالت املطروحة.
11
املبحث األول
األصل أن مجيع املنازعات املرتتبة عن العقود اإلدارية مما خيتص هبا القضاء اإلداري سواء املتعلقة إبهنائها أو صحتها أو
فسخها على أساس واليته الكاملة وذلك لسببني أوهلما أن دعو اإللغاء توجه ضد قرار إداري صادر عن سلطة إدارية
إبرادهتا املنفردة على خالف العقد اإلداري الذي يعترب نتاج توافق إراديني واثنيهما أن دعو اإللغاء تعترب دعو عينية
وتتعلق أبوجه املشروعية املنصوص عليها ابلفصل 20من القانون 41-90سيما دعو املنازعة العقدية تعترب دعو
شخصية وتستهدف موضوع العقد اإلداري لكن مىت يعترب القرار منفصال عن العقد اإلداري مما جيوز الطعن فيه بدعو
اإللغاء لتجاوز السلطة ومىت يعترب القرار متصال ابلعقود اإلدارية الذي ال جيوز الطعن فيه إال أمام القضاء الشامل.
يف هذا اإلطار ،جيب التمييز بني القرارات السابقة إلبرام العقد واملمهدة له ،حيث تعترب قرارات إدارية منفصلة عن
العقد مما جيوز الطعن فيها ابإللغاء لتجاوز السلطة ،والقرارات الصادرة خالل مرحلة تنفيذ العقد خصوصا منها املتعلقة
بفسخ عقد الصفقة وهي بدورها تقسم إىل قرارات منفصلة عن العقد مىت كان الفسخ مصدره القانون والنصوص
التنظيمية ،وجيوز الطعن فيها ابإللغاء ملخالفة أوجه املشروعية والقرارات املتعلقة ابلعقد كجزاء لإلخالل اباللتزامات
العقدية وميكن الطعن فيها أمام قاضي العقد يف إطار القضاء الشامل؛
وعليه سوف نتناول ذلك يف مطلبني متتابعتني:
إن تكوين العقد اإلداري مير مبراحل متعددة ،تتخذ اإلدارة يف إطارها قرارات إدارية إبرادهتا املنفردة منفصلة عن العقد
اإلداري من شاهنا أن تساهم يف تكوين العقد مما تعترب معه قرارات إدارية منفصلة مما جيوز الطعن فيها ابإللغاء لتجاوز
السلطة.
()1
الذي سن قاعدة مفادها أن كل وقد قبل القضاء اإلداري الطعن فيها ابإللغاء نذكر منها قرار الغرفة اإلدارية
شخص قبل املنازعة يف عملية املزايدة اخلاصة بكراء األمالك احلبسية يكون ذي مصلحة يف إقامة دعو اإللغاء ضد مقرر
( )1قرار الغرفة اإلدارية عدد 65يف قضية احلاج بوبكر ضد وزير األوقاف
11
()2
طعنا ابإللغاء ضد مقرر إرجاء مناقصة لكراء حمالت االصطياف لسيدي جلوءه إىل املزايدة كما قبل اجمللس األعلى
احرازم.
وهكذا ،فاملقاولة اليت أقصيت من املنافسة بدون سبب مشروع ميكن هلا الطعن يف قرار إقصائها ألحد أسباب عدم
املشروعية يف إطار دعو اإللغاء ،جاء يف حكم إدارية الرابط ( )3وهي تلغي قرار إقصاء الطاعنة عن املناقصة مبا يلي:
"حيث أنه من املتفق عليه فقها وقضاء أن أي قرار إداري جيب أن يكون على سبب يربره ،وهذا السبب هو احلالة
القانونية والواقعية اليت تربر صدوره ،لكن حيث أن املدعى عليها مل تثبت قيام السبب املتذرع به من حيث الواقع مما يكون
قرارها قد بين على وقائع غري صحيحة وابلتايل متسما بتجاوز السلطة لعيب السبب ويتعني التصريح إبلغائه ".
واحلاصل مما ذكر ،أن مجيع القرارات املمهدة للعقد اإلداري كالقرارات املتعلقة إببرامه والقرارات املتعلقة ابإلقصاء من
املنافسة أو القرارات املتعلقة برفض املصادقة على عقد الصفقة أو حىت القرارات املتعلقة ابلرتاجع عن املصادقة على العقد،
كلها تعترب قرارات إدارية منفصلة عن العقد اإلداري مما جيوز الطعن فيها ابإللغاء لتجاوز السلطة ،غري أنه ما جتب
املالحظة به هنا هو أن قاضي اإللغاء يكتفي إبلغاء القرار غري املشروع وال ميكنه أن يتجاوز ذلك إبصدار أوامر لإلدارة
ابلقيام بعمل أو ابالمتناع عنه يف إطار نظرية الفصل بني السلط وقاعدة أن القاضي اإلداري يقضي وال يدير.
لكن ما هو أثر احلكم إبلغاء القرار اإلداري املنفصل عن العملية التعاقدية؟
لقد أبرز مفوض احلكومة روميو هذا األثر القانوين يف إحد مستنتجاته يف قضية ماراتن حكم جملس الدولة الفرنسي
()4
"إننا ال نذكر أن قيمة اإللغاء يف هذه احلالة نظرية ،فاإلدارة تستطيع أن تصحح الوضع إبجراء الحق أو قد يبقى
العقد برغم اإللغاء ،إذا مل يتقدم أحد املتعاقدين إىل قاضي املوضوع بطلب فسخ العقد ،فأنتم تعلمون متاما أن دعو
اإللغاء يف بعض احلاالت ال تؤدي إال إىل نتائج نظرية ،فليس على قاضي اإللغاء إال أن يبحث فيما إذا كان القرار
املطعون فيه جيب أوال أن يلغى دون أن يهتم ملا يرتتب على دعو اإللغاء من نتائج سلبية أو إجيابية ،فإذا صححت
اإلدارة الوضع القانوين إبجراء الحق ،فإن هذا حيمل يف طياته امسى آايت االحرتام حملكمتكم ،أما إذا صمم الطرفان على
( )2قرار الغرفة اإلدارية عدد 864بتاريخ 99/3/11قضية بلقاضي حممد ضد مجاعة سيدي احرازم
( )3حكم إدارية الرابط رقم 1059بتاريخ 2004/10/25ابمللف رقم03/701
( )4حكممم جملممس الدولممة الفرنسممي املممؤرخ يف 3( 2005/8/4مكممرر) أورده ذ .عبممد ل لعلممج يف حثممه حممول الرقابممة القضممائية علممى القمرارات الصممادرة بشمأن تطبيممق
أحكام وقواعد صفقات األشغال منشور ابجمللة املغربية لإلدارة احمللية والتنمية أبريل-يونيو 1997عدد19.
11
االحتفاظ ابلعقد رغم حكم اإللغاء فسيكون دائما أثر هام يرتكز يف أنه اعلن حكم القانون ،ومل تغلق أبواب احملكمة يف
وجه مواطن يستعمل رخصة قد خوله إايها القانون ،حيث ميتنع يف املستقبل العودة إىل هذه التصرفات اخلاطئة أو هذا
يتفق بصفة قاطعة مع تقاليد قضائكم املستنري ومستلزمات الدميقراطية املنظمة ".
ونعتقد أن احلكم إبلغاء القرار املمهد أو املصاحب للعقد اإلداري ال ميكن حال أن يفضي إىل بطالن عقد الصفقة
املربمة.
يف إطار القانون املنظم هلا يف أعقاب ذلك ،وأن حكم اإللغاء ذلك يصلح أن تعتمده املقاولة يف املطالبة ابلتعويض
عن الضرر ،جاء يف حكم إدارية أكادير ( )5وهي تكرس هاته القاعدة "حيث أنه من الثابت من واثئق امللف أن املدعية
سبق هلا أن شاركت يف طلب عرض مفتوح أعلن عنه اجمللس البلدي ألوالد اتمية ألجل بناء حديقة حي شراردة ومت رفض
العرض املقدم من طرفها رغم أنه كان األقل ،فاستصدرت حكما عن احملكمة اإلدارية أبكادير يقضي إبلغاء قرار اجمللس
البلدي ألوالد اتمية وهو احلكم الذي مت أتييده من طرف الغرفة اإلدارية.
"وحيث أن مسؤولية اجمللس البلدي ألوالد اتمية عن الضرر الالحق ابملدعية اثبتة يف احلدود املشار إليها أعاله ،وحيث
أن احملكمة انطالقا من سلطها التقديرية وبعد األخذ بعني االعتبار حرمان املدعية من الربح الذي كان من املمكن أن
حتققه من الصفقة اليت مت إقصاؤها منها ،قررت احلكم على اجمللس البلدي ألوالد اتمية أبداء للمدعية 250.000درهم"
تتمتع اإلدارة بسلطة الرقابة على تنفيذ العقد وسلطة توقيع اجلزاءات على املتعاقد معها ،مىت أخل ابلتزاماته التعاقدية
وهي تتمتع هباته احلقوق والسلطات ابعتبارها مسؤولة عن إدارة املرفق العام ،حىت ولو مل ينص عليها العقد ابعتبارها من
النظام العام ،ويف هذا اإلطار قد تصدر قرارات بفسخ عقد الصفقة إبرادهتا املنفردة دون االلتجاء إىل القضاء ،فهل تعترب
هاته القرارات قابلة للطعن ابإللغاء أمام قضاء اإللغاء أم أن الطعن فيها ال يستقيم إال أمام القضاء الشامل.
( )10حكم احملكمة اإلدارية مبكناس عدد 94/526بتاريخ 95/11/9قضية أزرقان ضد بلدية .حكم احملكمة اإلدارية بفاس يف قضية مزاين ضد إدارة املياه.
( 7( )11مكرر) حكم احملكمة اإلدارية مبكناس ابمللف 94/26غ يف قضية ازراحن حممد ضد اجمللس البلدي للراشدية.
( )12حكم احملكمة اإلدارية ابلبيضاء ابمللف 00/16بتاريخ 01/2/21
11
32من ق ل ع ابعتبار أن تلك التغريات متس ابألساس املالية ومتس مببدأ املنافسة النزيهة للمرشحني ومبدأ تكافؤ
الفرص.
وذهب اجمللس األعلى ( )13إىل اعتبار أن املر يتعلق بقرار إداري منفصل ،جاء يف قراره ما يلي" :وحيث ملا كان طلب
إلغاء مقرر فسخ صفقة عمومية جيادل يف املقتضيات واملبادئ اليت تنظم الصفقات العمومية فإن األمر يتعلق بطعن يف
مقرر إداري منفصل وسن قاعدة مفادها أنه لئن كان لإلدارة حق فسخ الصفقة هبدف حتقيق مصلحة فإن ذلك مقيد
وخيضع للرقابة القضائية.
يتعني إلغاء فسخ مقرر الصفقة إذا مل يستند على أسباب حتقيق املصلحة العامة ودرء تكاليف إضافية حمققة أثر التغيري
املدخل على فصلني من فصول دفرت الشروط اخلاصة ،يبقى مراعاة عدم اإلخالل مببدأ املساواة وتكافؤ الفرص بني
املرشحني للفوز ابلصفقة.
وبعد أن أحيل امللف على احملكمة اإلدارية ابلدار البيضاء فتح له ملف رقم 05/264غ حتت رقم 801بتاريخ
06/11/20وانتهت إىل القول إبلغاء قرار فسخ الصفقة واحلكم على وزارة التجهيز بتعويض ، 12.486.292وجاء يف
قرارها ما يلي" :وحيث أنه ابلرجوع إىل مقتضيات املادة 79من املرسوم 2.98.482بتاريخ 98/12/30بتحديد شروط
وإشكال إبرام صفقات الدولة وكذا بعض املقتضيات املتعلقة مبراقبتها وتدبريها ،فإنه إذا ثبت يف حق صاحب الصفقة
ارتكاب أعمال تدليسية أو خمالفات متكررة ،ميكن للوزير بصرف النظر عن املتابعات والعقوابت اليت ميكن أن يتعرض هلا
صاحب الصفقة ومبوجب مقرر معلل أن يقصيه بصفة مؤقتة أو هنائية من املشاركة يف الصفقات اليت تربمها إدارته ،إال أنه
وبعكس ذلك اتضح للمحكمة أنه مت اإلعالن عن مناقصة جديدة وفازت هبا الشركة املدعية وهو ما ينفي قيامها أبعمال
تدليسية بدليل أن اجلهة الوصية صاحبة املشروع مل تتخذ يف حقها أي قرار ابإلقصاء من الصفقة اجلديدة املعلن عنها
واليت فازت هبا األمر الذي يبقى معه القول ابرتكاهبا أعماال تدليسية جمرد ادعاء يفتقر إىل اإلثبات ملا رفضت ابلتايل إلغاء
القرار املطعون فيه لعيب السبب مع منح التعويض ".
أخريا ،ومما جتدر اإلشارة إليه أن قرار فسخ عقد الصفقة جيب أن يكون معلال وان تفرغ فيه اإلدارة األسباب الواقعية
والقانونية اليت حدت هبا إىل فسخ العقد ،وان إلزامية تعليل قرار الفسخ هذا جيد مربره القانوين يف قانون تعليل القرارات
( )13قضية شركة مقاولة مغربية لألعمال ضد الوكيل القضائي ،قرار عدد 191مؤرخ يف 05/03/16يف امللف عدد 2233و.72/1/4/2234
11
اإلدارية 03/01وخاصة املادة الثانية منه اليت تنص على إلزامية تعليل القرارات اإلدارية القاضية إلنزال عقوبة إدارية
وأتديبية والقرارات القاضية بسحب أو إلغاء قرار منشئ حلقوق حتت طائلة عدم املشروعية.
املبحث الثاني
ترتبط غالبية املنازعات املقدمة أمام القضاء اإلداري إبلغاء عقد الصفقة يف إطار قضائها الشامل بفسخ العقد اإلداري
إذ غالبا ما تلجأ اإلدارة إىل فسخ العقد اإلداري كجزاء على إخالل املتعاقد ابلتزاماته القانونية أو ارتكاب خمالفات
واضحة وخطرية من شأهنا أن تؤثر سلبا على سري املرفق العام وجتعل العالقة التعاقدية مرهقة بني الطرفني وتستمد اإلدارة
هاته السلطة ليس فحسب من نصوص العقد اإلداري بل كذلك من امتيازات السلطة العامة واملصلحة العامة اليت متثلها
ومن املبادئ العامة لسري املرفق ابنتظام واضطراد بغاية حتقيق املصلحة العامة وتتمتع يف هذا الشأن سلطة تقديرية يف إهناء
العقد مىت قررت أن الصاحل العام يقتضي ذلك وحىت ولو مل يقع أي خطأ من جانب املتعاقد.
وإذا كانت اإلدارة غري خمرية على استمرار عالقتها التعاقدية مع املتعاقد معها وميلك السلطة التقديرية يف انتهاء العقد
اإلداري لتحقيق كل مصلحة عامة مقصودة فسلطتها يف ذلك ليست مطلقة بل مقيدة بعامل املصلحة العامة وختضع يف
ذلك لرقابة القاضي اإلداري ويف هذا اإلطار ال جيوز لإلدارة حتت غطاء املصلحة العامة أن تعمل على إزاحة متعاقد
وإحالل متعاقد آخر حمله واال يكون قرار فسخ العقد مشواب ابالحنراف يف استعمال السلطة واملعيار هنا هو املصلحة
العامة اليت ختضع لتقدير القاضي اإلداري.
إذا كانت اإلدارة متلك سلطة فسخ العقد اإلداري مراعاة منها للمصلحة العامة اليت متثلها فينبغي مراعاة اإلجراءات
القانونية املنصوص عليها يف اختاذ قرار الفسخ واليت تشكل ضماانت للمتعاقد مع اإلدارة وخصوصا منها حق اإلعالم
ابملخالفة وتداركها اإلجراء املنوي اختاذه.
جيب على اإلدارة يف حالة جلوئها إىل فسخ العقد اإلداري العتبارات املصلحة العامة أن يكون قرار الفسخ هذا مبنيا
على أسباب مشروعة اليت تبقى مراقبة من طرف القاضي اإلداري.
إذا كانت اإلدارة متلك حق اختاذ عقوبة الفسخ بشكل انفرادي مىت قدرت أن املصلحة العامة تقتضي ذلك فالقضاء
اإلداري يراقب مد التناسب بني املخالفة املرتكبة والعقوبة املتخذة.
12
أن سلطة اإلدارة يف اختاذ قرار فسخ العقد اإلداري يوازيه حق املتعاقد معها يف احلصول على التعويض الشامل جملموع
األضرار الناجتة له من جراء الفسخ الذي مشل ما فاته من كسب وما حلقه من خسارة مىت كان الفسخ مبين على
إجراءات غري قانونية أو كانت األسباب اليت قام عليها الفسخ غري مشروعة.
هاته عموما هي الضوابط القانونية اليت حتكم فسخ العقود اإلدارية وتبقى اإلدارة يف تطبيقها خاضعة لرقابة القضاء
اإلداري ،فما هي احلماية القضائية اليت استطاع أن يوفرها القضاء اإلداري للمتعاقد مع اإلدارة من خالل بعض مناذج من
أحكام القضاء اإلداري وما هي جتلياهتا.
تتجلى هاته احلماية يف فرض الرقابة على اإلجراءات السابقة لفسخ العقد وعلى سبب الفسخ ومد التناسب بني
املخالفة املنسوبة للمتعاقد مع اإلدارة وجزاء الفسخ مع إقرار حق املتعاقد مع اإلدارة يف التعويض الكامل عن الفسخ
التعسفي ،وسوف نتناول ذلك تباعا:
الفقرة األوىل :تسليط الرقابة القضائية على اإلجراءات املتخذة يف فسخ الصفقة
إذا كانت اإلدارة تستمد سلطة فسخ العقد اإلداري من امتيازات السلطة العامة وسلطة الرقابة والتوجيه اليت متلكها
إزاء مرحلة تنفيذ العقد اإلداري مبا خيدم املصلحة العامة اليت متثلها ،فيجب عليها دائما وهي تلجأ إىل عقوبة الفسخ أن
تعمل على إخطار املعين ابآلمر يف التقصري الذي يطال جانبه التعاقدي وعلى اإلجراء املنوي اختاذه يف حقه ويكون جزاء
عدم التقيد هبذه اإلجراءات هو إلغاء قرار الفسخ املبين على إجراءات غري قانونية مع حق املتعاقد مع اإلدارة يف التعويض
الكامل عن األضرار الناجتة له من جراء ذلك.
وعلى هذا األساس قضت احملكمة اإلدارية بوجدة (" )14إن قيام اإلدارة بفسخ عقد مع املدعي دون اتباعها املسطرة
املنصوص عليها ابلفصل 36من كناش الشروط اإلدارية العامة املتعلقة ابلصفقات العمومية خيول للمدعي احلق يف
احلصول على املصاريف اليت أنفقها".
( )15حكمم احملكممة اإلداريمة ابلبيضماء عمدد 243بتماريخ 96/2/23ملمف شمركة تنظيمف ضمد الصمندوق الموطين للضممان االجتمماعي منشمور ابلمدليل لالجتهماد
القضائي اإلداري . 4140
( )16حكم احملكمة اإلدارية مبراكش عدد 261بتاريخ 01/01/28قضت شمركة توكلمما ضمد املكتمب الموطين للربيمد منشمور ابلمدليل العملمي لالجتهماد للقضمائي
يف املادة اإلدارية جزء 2صفحة466.
11
ويستفاد من تعليل احلكم املذكور أن الضمانة املتعلقة حق اإلعالم ابملخالفة ووجوب تداركها حق مكفول للمتعاقد
مع اإلدارة حىت ومل ينص عليه يف العقد.
الفقرة الثانية :القضاء اإلداري يراقب مشروعية األسباب املعتمدة يف قرار الفسخ ويرتب على
عدم مشروعيتها احلكم بالتعويض الكامل للمتعاقد مع اإلدارة يف إطار احلماية القضائية حلقوقه
يف مواجهتها
إذا كانت اإلدارة متلك السلطة التقديرية يف فسخ عقد الصفقة ابالستناد إىل املصلحة العامة لسري املرفق أو بناء على
إخالل املتعاقد ابلتزاماته التعاقدية أو ارتكابه خطأ فادحا يؤثر على مواصلة العالقة التعاقدية بشكل مرهق فإن القاضي
اإلداري يف إطار توفري احلماية القضائية للمتعاقد مع اإلدارة يراقب صحة السبب املعتمد يف قرار الفسخ وحىت إذا تبث له
أن القرار الصادر بفسخ العقد ال يقوم على سبب مشروع فانه ميلك إلغاء القرار بصفة عامة ويصبح القرار الصادر
ابلفسخ غري مشروع إذا قام على سبب غري سليم أو إذا استهدفت اإلدارة مصلحة يف الفسخ غري املصلحة العامة وعلى
هذا األساس ذهبت احملكمة اإلدارية ابلدار البيضاء ( )18وهي تتحر األسباب اليت كانت وراء الفسخ لتنتهي إىل القول
بعدم مشروعيتها وأحقية املتعاقد مع اإلدارة يف التعويض الكامل عن األضرار الناجتة له من جراء قرار الفسخ غري املشروع
مبا يلي:
"حيث أنه إذا كان الفقه والقضاء قد استقر على أنه لإلدارة احلق دائما يف إهناء عقودها حىت ولو مل يرتكب املتعاقد
أي إخالل أو خطأ من جانبه وان لإلدارة سلطتها يف إهناء العقد مىت قدرت أن ذلك تقتضيه املصلحة العامة ويبقى
للطرف اآلخر احلق يف التعويضات إذا كان هلا وجه ،فإن ذلك رهني بوجود ظروف تستدعي هذا اإلهناء وان يكون رائد
اإلدارة يف االلتجاء إليه هو حتقيق املصلحة العامة املقصودة".
"وحيث أنه من الثابت أيضا أن اإلدارة حني تستعمل تلك السلطة إمنا تستعملها حتت رقابة القضاء وللقاضي
اإلداري بناء على طلب املتعاقد أن يتحر األسباب احلقيقية اليت دفعت اإلدارة إىل إهناء العقد ويصبح القرار الصادر
ابنتهاء غري مشروع إذا قام االنتهاء على سبب غري سليم أو إذا استهدفت اإلدارة مصلحة غري املصلحة العامة".
( )17حكم احملكمة اإلدارية أبكادير بتاريخ 96/1/4منشور مبجلة احملاكم اإلدارية عدد 1صفحة. 855
( )18حكم احملكمة اإلدارية ابلبيضاء عدد 264بتاريخ 2003/5/5قضية الشركة املغربية لألعمال ضد وزير التجهيز منشور ابلدليل العملي لالجتهاد القضائي
يف املادة اإلدارية صفحة .425
11
"...وهو ما يعطي احلق يف تعويض كامل يغطي مجيع ما حلق املتعاقد من خسارة وما فاته من كسب ويدخل يف
تقدير التعويض عن األضرار املعنوية".
هذا وقد اعتربت اغلب األحكام الصادرة عن القضاء اإلداري املغريب أن املنازعات املتعلقة بفسخ عقد الصفقة تدخل
يف إطار القضاء الشامل الذي يراقب يف هذا اإلطار مد صحة األسباب املعتمدة يف فسخ العقد اإلداري ويف هذا
اإلطار أوضحت احملكمة اإلدارية بوجدة (" )19إن قاضي العقد يراقب سالمة اإلجراءات الشكلية وكذا األسباب املعتمدة
الختاذ اجلزاءات ،وان فسخ العقد من طرف اإلدارة يعطي احلق للمقاولة واملطالبة بقيمة األشغال املنجزة وإرجاع الضمانة
ما دام مل يثبت بشكل قاطع وجود خطأ أو تقصري من طرفها".
ويف انزلة عرضت على قضاء احملكمة اإلدارية ابلدار البيضاء تتلخص وقائعها يف أن الشركة املغربية لإلنعاش البنائي
أبرمت صفقة مع اجلماعة احلضرية لدار بوعزة من اجل بناء حي سكين وبعد أن متت املوافقة على الصفقة من طرف
السلطة الوصية وبعد أن اختذت املقاولة مجيع اإلجراءات املالية والتقنية للقيام أبشغال البناء يف ربط عقود العمل وإبرام
عقود للقرض مع االبناك لتوفري السيولة املالية وما يتطلب ذلك من ضماانت وفوائد بنكية فوجئت بصدور قرار فسخ
عقد الصفقة ألسباب إدارية يف الوقت الذي كانت فيه الشركة قد أجرت بعض األشغال ابلورش وبعد أن طالبت املقاولة
إبلغاء قرار الفسخ وتعويضها عن األشغال املنجزة واألضرار الناجتة هلا من جراء ذلك ،وذهبت احملكمة اإلدارية يف إطار
مراقبتها لسبب الفسخ إىل اعتباره غري مرتكز على أساس وقضت هلا أبداء مقابل األشغال فضال عن تعويض عن مجيع
األضرار الناجتة هلا من جراء قرار الفسخ الغري مشروع جاء يف حكم احملكمة اإلدارية ابلدار البيضاء ( )20ما يلي:
"حيث ال جدال يف أن اآلمر يتعلق بعقد إداري ...يصل خاضعا للمبادئ العامة للعقد من حيث اآلاثر الناشئة عنه
سواء يف مواجهة اإلدارة أو يف مواجهة املقاول ويرتتب على ذلك أن إخالل أي طرف اباللتزامات امللقاة على عاتقه
يعطي للطرف اآلخر حق التحلل من التزاماته املقابلة أو فسخ العقد"..
( )19حكم إدارية وجدة عدد 98/37بتاريخ 98/8/2ابمللف رقم 99/724ت قضية مقاولة بوزاين ضد املكتب الوطين للربيد
( )20حكم احملكمة اإلدارية ابلدار البيضاء ابمللف 01/313ت حكم رقم 571بتماريخ 2003/6/18قضمية الشمركة املغربيمة لإلنعماش البنمائي ضمد مجاعمة دار
بوعزة.
11
"وحيث ثبت من واثئق امللف ومستنداته أن الطالبة ومبجرد توصلها ابألوامر املصلحية اختذت كافة اإلجراءات للقيام
أبشغال البناء موضوع العقد وحيث تبني للمحكمة من خالل مذكرات الطرفني أن املقاولة مل ترتكب أي خطأ خالل
تنفيذ التزاماهتا التعاقدية"..
وانتهت إىل احلكم مبقابل األشغال املنجزة مع التعويض املستحق عن الضرر الناتج عن الفسخ التعسفي للعقد.
()21
تتعلق بطعن أحد املقاولني يف قرار فسخ عقد ويف انزلة من هذا القبيل عرضت على احملكمة اإلدارية بفاس
الصفقة املبين على اإلخالل ابلتزاماته التعاقدية مع املطالبة أبداء قيمة الصفقة واسرتجاع الضمانة وبعد أن بسطت احملكمة
رقابتها على مشروعية سبب الفسخ وبعد أن تبني هلا اإلخالل امللحوظ للمتعاقد ابلتزاماته العقدية ذهبت إىل القول وهي
تقضي برفض طلباته مبا يلي:
"حيث أن احملكمة برجوعها إىل عقد الصفقة وخاصة منها مقتضيات املواد 32-21-6منه تبني هلا جبالء أن التزام
املدعي اجتاه اإلدارة املدعى عليها كان التزاما بتحقيق نتيجة تستوجب فيها ضرورة التتبع واملراقبة واحلرص على إجناز
وتسليم املشروع على أكمل وجه وطبقا للشروط احملددة مبقتضى العقد ما دام أن اآلمر يتعلق مبال عام خيضع لشروط
خاصة غري مألوفة يف قواعد القانون اخلاص وجيب إنفاقه واستثماره مبا يعود ابلنفع العام.
وحيث أن الثابت من النزاع أن املدعى قام ابألشغال األولية لعملية الغرس دون مواصلة مرحلة التتبع والصيانة لضمان
منو األشجار موضوع الصفقة ،فضال عن قيامه لعملية الغرس خارج الوقت املومسي الكفيل لضمان هذا النمو ،مما يكون
معه تنفيذه للمشروع تنفيذا غري مطابق للشروط احملددة يف دفرت التحمالت ويعترب خمال ابلتزاماته جتاه اإلدارة املدعى عليها
ويكون طلبه الرامي إىل احلكم لفائدته أبداء ما تبقى من قيمة الصفقة وإرجاع قيمة الضمانة أمام عدم تنفيذ التزاماته
احملددة بعقد الصفقة عدمي األساس وحليف الرفض ".
()22
يف قرارها القاضي برفض الطلب إلخالل املتعاقد ابلتزاماته وهو نفس االجتاه الذي ذهبت إليه الغرفة اإلدارية
التعاقدية ،جاء فيه " :وحيث ثبت من واثئق امللف أن نسبة جناح بعض األغراس مل حتقق نسبة النجاح املتعاقد عليها مما
جيعل اإلدارة املتعاقدة حمقة يف إعمال اجلزاء الذي متعها به العقد".
( )21حكم احملكمة اإلدارية بفاس ابمللف 77ت 2000 /بتاريخ 04/10/6قضية بنكريا امحد ضد وزارة الفالحة.
( )22قرار الغرفة اإلدارية ابجمللس األعلى عدد 513بتاريخ 2007/6/13ابمللفني املضمومني 1521و 05/1/4/1622السيد الوكيمل القضمائي ضمد امحمد
معروف.
11
كما عرضت على أنظار الغرفة اإلدارية ابجمللس األعلى قضية مماثلة تتعلق ابملطالبة ابلتعويض عن الفسخ التعسفي
لعقد الصفقة لعدم وفاء اإلدارة ابلتزاماهتا التعاقدية قبل الفسخ وذهبت الغرفة اإلدارية ابجمللس األعلى ( )23وهي جتيب عن
الوسيلة املتعلقة ابضطرار اإلدارة لفسخ العقد الرتكاب املقاولة عدة أخطاء موجبة للفسخ تتمثل يف عدم توفرها على
التحفيزات األساسية من يد عاملة وكهرابء وعدم توفرها على الوسائل الضرورية لتنفيذ التزاماهتا داخل األجل احملدد ببنود
الصفقة بعد إنذارها يف هذا الشأن لعدة مرات دون جدو وتقضي ابلتايل بعدم صحة سبب الفسخ وأبحقية املقاولة
تبعا لذلك يف التعويض عن مجيع اإلجراءات الناجتة عن الفسخ جاء يف قرارها ما يلي:
لكن حيث أن البت يف النازلة يستلزم ابألساس البحث عن مسؤولية الطرفني يف فسخ الصفقة ".
"وحيث أنه ابلرجوع إىل قرار اإلنذار الصادر عن اإلدارة صاحبة املشروع تبني أنه معلل ابلتأخري يف إجناز األشغال اليت
حددت مدهتا يف 18شهرا طبقا للفصل 46من كناش املقتضيات اخلاصة ،وحيث دفعت املقاولة املتعاقد معها أبن
السبب يف أتخري األشغال يعود إىل اإلدارة اليت مل تسلمها التصاميم التقنية اخلاصة بكل جزء من أجزاء الصفقة رغم
مطالبتها العديدة بذلك ،وحيث أن اإلدارة مل تدل مبا يثبت تسليمها للمدعية املستأنف عليها التصاميم التقنية احلاملة
لعبارة صاحلة للتنفيذ".
وانتهت إىل القول أبن "كل هذه الوقائع الثابتة يف حق اإلدارة جتعل املستأنف عليها يف وضعية قانونية سليمة اجتاه
عقد الصفقة مما جيعل مسؤولية اإلدارة يف فسخ عقد الصفقة قائمة".
ويستفاد من مضمون قرار الغرفة اإلدارية ابجمللس األعلى أن فسخ الصفقة من طرف اإلدارة يقع ابطال يف احلالة اليت
تقدم على اختاذ قرار ابلفسخ دومنا إثبات أهنا بدورها قامت بتنفيذ التزاماهتا املنصوص عليها يف عقد الصفقة جتاه املقاول
طاملا أن تنفيذ عقد الصفقة يتوقف على تنفيذ االلتزام املذكور ،وقد أتكد هذا االجتاه القضائي يف قرار مماثل للغرفة
اإلدارية ابجمللس األعلى ( )24جاء فيه" :إن فسخ الصفقة وفرض الغرامة الناجتة عن التأخري يف إجناز األشغال ال تلجأ إليه
إال بعد إثبات أن اإلدارة قد وافت ابلتزاماهتا املنصوص عليها يف عقد الصفقة جتاه املقاول املتعاقد معها".
( )23قمرار الغرفمة اإلداريمة عمدد 923بتماريخ 04/9/29ابمللمف اإلداري عمدد 02/1/4/1935املؤيمد حلكمم احملكممة اإلداريمة بفماس ابمللمف 00/112قضمية
شركة مكسينك.
( )24قرار الغرفة اإلدارية ابجمللس األعلى عدد 67بتاريخ 77/71/21شركة الكوان ضد الوكيل القضمائي أورده اجلمياليل اليزيمد يف حثمه حمول مسمتجدات القضماء
اإلداري صفحة266.
11
وإذا كان القضاء اإلداري يوفر احلماية القضائية للمتعاقد مع اإلدارة من حيث مراقبة سالمة اإلجراءات املتخذة يف
قرار فسخ عقد الصفقة وصحة األسباب املعتمدة يف فسخ الصفقة ومد وفاء اإلدارة ابلتزاماهتا التعاقدية قبل اإلقدام
على فرض اجلزاءات املالية وقرار الفسخ مىت كان تنفيذ أشغال الصفقة متوقف على تلك االلتزامات التعاقدية لإلدارة فهو
كذلك يراقب مد تناسب جزاء الفسخ مع املخالفة املنسوبة إىل املتعاقد مع اإلدارة.
الفقرة الثالثة :القضاء اإلداري يراقب مدى مالئمة جزاء عقوبة الفسخ للمخالفة املنسوبة
للمتعاقد مع اإلدارة
إذا كان القضاء اإلداري يراقب عقوبة الفسخ من حيث مشروعية جزاءها فهو يراقب كذلك مد تناسب هذا اجلزاء
()25
وسنت قاعدة مع درجة االخالالت املنسوبة للمتعاقد وعلى هذا األساس قضت احملكمة اإلدارية ابلدار البيضاء
مفادها أن مراقبة القاضي اإلداري للجزاءات املطبقة من طرف اإلدارة ال يقتصر فقط على الوجود املادي ألسباب اجلزاء
وتكييفها القانوين وإمنا تشمل هذه املراقبة أيضا يف مد مالءمة اجلزاء مع خطورة األفعال الصادرة عن املتعاقد الذي
اعترب إخالال اباللتزامات التعاقدية وانه يكون قرار الفسخ غري مشروع مىت كانت العقوبة املوقعة على املقاول ال تتناسب
مع االخالالت املنسوبة إليه.
وابلنظر ألمهية هذا احلكم نورد تعليالته كاآليت:
"حيث أنه إذا كان الفقه والقضاء اإلداريني قد استقرا على أن حق اإلدارة يف إهناء عقودها حىت ولو مل يرتكب املتعاقد
أي خطأ وان لإلدارة دائما سلطتها يف إهناء العقد مىت قدرت أن ذلك تقتضيه املصلحة العامة ويبقى للطرف اآلخر احلق
يف التعويضات إذا كان هلا وجه فإن ذلك رهني بوجود ظروف تستدعي هذا اإلهناء وان يكون رائد اإلدارة يف االلتجاء
إليه هو حتقيق املصلحة العامة املقصودة.
وحيث أن ذات العقد قد وضع بعض الضوابط يتعني مراعاهتا يف إهناء العقود اإلدارية وهي أن حق اإلدارة يف إهناء
العقود اإلدارية ليس سلطة مطلقة ولكنها سلطة تقديرية جيب أن تستهدف املصلحة العامة وان اإلدارة حينما تستعمل
هذه السلطة فإهنا تستعملها حتت رقابة القضاء اإلداري وذلك ملراقبة األسباب احلقيقية اليت دفعت اإلدارة إىل إهناء العقد
( )25حكمم احملكممة اإلداريمة ابلبيضماء عمدد 243بتماريخ 96/9/23قضمية شمركة تنظيمف صمناعي ضمد الصمندوق الموطين للضممان االجتمماعي منشمور ابلمدليل
العملي لالجتهاد القضائي ابملادة اإلدارية اجلزء الثاين صفحة414.
11
وانه يف حالة فسخ العقد كجزاء خلطأ املتعاقد للقضاء أن يبحث مد مالءمة الفسخ كعقوبة للخطأ املنسوب إىل
املتعاقد.
وحيث أن عقوبة الفسخ اليت جلأت إليها اإلدارة كجزاء لسوء صيانة وعدم احرتام بنود العقد ال يتالءم مع األخطاء
املنسوبة إىل املتعاقد معها سيما وان السبب املعتمد عليه يف الفسخ تفنده الشهادة اليت يعترب مبقتضاها مدير إدارة العمل
االجتماعي التابعة للصندوق الوطين للضمان االجتماعي عن ارتياحه للخدمات املقدمة من طرف الشركة ".
"وحيث...ولكون اجلزاء املوقع على املتعاقد معها ال يتناسب مع االخالالت املنسوبة إليه فإن احملكمة تر أن الفسخ
جاء مشواب ابلشطط يف استعمال السلطة وخمالف للقانون يستحق معه املتعاقد تعويضا كامال عن األضرار احلاصلة له ملا
حلقه من خسارة وما فاته من كسب".
الفقرة الرابعة :سلطة اإلدارة يف فسخ العقد اإلداري يوازيه حق املتعاقد معها يف احلصول على
التعويض الشامل جلميع األضرار الناجتة عن الفسخ التعسفي مبفهوم اخلسارة التي حلقته
من املقرر فقها وقضاء أن لإلدارة السلطة التقديرية الكاملة إلهناء العقد اإلداري مىت ارأتت إىل املصلحة العامة
تقتضي ذلك ومىت وقع إخالل من جانب املتعاقد مع اإلدارة يف تنفيذ التزاماته التعاقدية غري أن تلك السلطة التقديرية
ليست مطلقة وان اإلدارة فيما تستعملها إمنا تستعملها حتت رقابة القضاء الذي يراقب مد سالمة واحرتام املسطرة
املتبعة يف إصدار اجلزاء ومد مشروعية ومد تقيدها ابملصلحة العامة من غري احنراف عنها والقضاء اإلداري هبذا
اخلصوص ال يقتصر مراقبة على التأكد من الوجود املادي ألسباب اجلزاء وتكييفه القانوين وإمنا تشمل هذه املراقبة أيضا
مد مالءمة اجلزاء مع خطورة األفعال املنسوبة للمتعاقد مع اإلدارة ،ويوازي سلطة اإلدارة يف إهناء العقد اإلداري حق
املتعاقد معها يف احلصول على التعويض الشامل جملموع األضرار الناجتة عن الفسخ التعسفي مبفهوم املكاسب املفوتة
نتيجة الفسخ واخلسائر الالحقة به من جراء ذلك ويتبع القاضي اإلداري جمموعة من القواعد لتحديد التعويض عن
الضرر ،منها إجراء خربة لتقييم حجم األضرار ابملفهوم السابق وعلى هذا األساس قضت احملكمة اإلدارية بوجدة (.)26
( )26حكم احملكمة اإلدارية بوجدة عدد 31بتاريخ 75/17/2قضية هرو حممد ضد بلدية ابن درام.
11
"وحيث أن هذه احملكمة أصدرت حكما متهيداي ابنتداب القاضي املقرر صحبة اخلبري لتحديد التعويض املستحق عن
الضرر.
وحيث أنه ابطالع احملكمة على تقرير اخلربة ،وحيث بثبوت كون املتعاقد قد شرع فعال يف إجناز األشغال ..يستتبع
قيامه بصرف مبالغ مالية سواء يف الدراسة التقنية السابقة لعملية البناء أو يف نقل املعدات والتجهيزات وبناء مقر الورش
وكذا القيام ابحلفر وإدخال املاء والكهرابء واخلرصنة.
وحيث أن هذه األشغال هي اليت أشار إليها اخلبري يف تقرير خربته مقوما إايها يف مبالغ مالية مل تكن موضوع طعن مما
ارأتت معه احملكمة املصادقة على تقرير اخلربة واحلكم مبا جاء فيها من مبالغ مالية لفائدة املدعية".
وقد دأب القضاء اإلداري يف مجيع أحكامه السابقة الذكر على ترتيب حق التعويض الكامل للمتعاقد مع اإلدارة عن
الفسخ التعسفي كلما كان مشواب ابلشطط يف استعمال السلطة أو خمالفا للقانون أو كان مبنيا على سبب غري صحيح أو
على إخالل لإلدارة ابلتزاماهتا التعاقدية مىت كان تنفيذ االلتزام من جانب املتعاقد معها يتوقف على ذلك.
ويدخل يف احتساب التعويض املستحق للمتعاقد مع اإلدارة اخلسارة اليت حلقته من جراء الفسخ التعسفي والربح الذي
()27
فاته فضال عن فوائد التأخري والفوائد البنكية عن الكفالة البنكية وعلى هذا األساس قضت احملكمة اإلدارية مبراكش
يف حكمها املؤيد بقرار اجمللس األعلى الغرفة اإلدارية ( )28مبا يلي:
"حيث أن الدعو هتدف إىل احلكم على وزارة الرتبية الوطنية أبن تؤدي للمدعية قيمة الصفقة وفوائد التأخري عن
مستحقات الصفقة وتعويض عن الكسب الفائت وتعويض عن الفوائد البنكية عن الكفالة البنكية مع الفوائد القانونية
إىل اتريخ التنفيذ".
وحيث أنه ابلرغم من تسليم البضاعة املتعاقد بشأهنا فإن املدعي مل يتسلم قيمتها احملددة يف مبلغ ....مما يكون معه
املدعي حمقا يف احلصول على مستحقاته املذكورة.
وحيث أنه نتيجة لعدم توصله مبستحقاته عن املبلغ موضوع الصفقة فإن املدعي يستحق احلكم له بفوائد التأخري
املنصوص عليها ابلفصل 49من دفرت الشروط اإلدارية العامة واستنادا إىل الفصل األول من الظهري املؤرخ يف 1نونرب
1741الذي يرخص للعاملني يف صفقات مع الدولة احلصول على فوائد التأخري حمسوبة بسعر اكثر بنسبة % 1من
( )27حكم إدارية مراكش ابمللف رقم 3/13/105قضية عز الدين امنغال ضد وزارة الرتبية الوطنية.
11
السعر املطبق من طرف بنك املغرب وحيث أن بداية احتساب الفوائد هي اتريخ معاينة األشغال مع خصم مدة 90
الفقرة اخلامسة :حق املتعاقد مع اإلدارة مكفول يف اسرتجاع الكفالة البنكية نتيجة الفسخ
من املقرر قانوان أنه عند إرساء العرض جيب على صاحب العرض املقبول أن يودع أتمينا هنائيا خيتلف عن التأمني
املؤقت الذي يودعه عند التقدم بعرضه والتأمني النهائي يعترب ضماان لتنفيذ االلتزام املرتتب عن العقد ويصادر يف حالة
إخالل املتعاقد ابلتزاماته.
ويتميز إجراء املصادرة ابخلصائص التالية:
إن حق املصادرة مكفول لإلدارة يف حالة اإلخالل اباللتزام التعاقدي حىت ولو مل ينص عليه العقد ويوقع جزاء املصادرة
تلقائيا دون اللجوء إىل القضاء ودون حاجة إىل إثبات الضرر ألن الضرر مفرتض.
إن إجراء املصادرة توقعه اإلدارة يف مجيع حاالت فسخ العقد لإلخالل ابلتزام العقد وحىت إذا ارتبطت مصادرة التامني
يف نصوص العقد أو القانون بسبب معني فال حمل لتوقيعها لغريه وعلى ذلك إذا نص يف العقد على أن يكون جزاء
التأخري يف إمتام العمل وتسليمه كامال يف امليعاد احملدد هو توقيع الغرامات أو سحب العمل من املقاول مع مصادرة
( )29حكم احملكمة اإلدارية مبراكش عدد 22بتاريخ 2003/4/6مقاولة الوراق ضد غرفة التجارة والصناعة ،منشور ابلدليل العملي ،ج 2ص. 453
( )30حكم احملكمة اإلدارية مبراكش رقم 89يف امللف عدد ، 02/252مقاولة بن ابسو ضد املؤسسة اجلهوية للتجهيز.
( )31حكم احملكمة اإلدارية بفاس ابمللف 148ت 71/بتاريخ 2003/7/22شركة البسط لألشغال املختلفة ضد الوكالة املستقلة لتوزيع املاء والكهرابء.
11
كلها قد مت إجنازها وإمتام بنائها وتسليمها يبقى غري مربر ما دام أن الصفقة أمتت حملها ومل يعد هناك جمال للفسخ ويكون
الطلب موضوعه حليف الرفض ".
وحيث أن طلب اسرتداد مبلغ الضمانة املودعة من طرف املدعية خبصوص الصفقة حمل النزاع أضحت واحلالة ما ذكر
غري مؤسس بعد رفض طلبها املتعلق بفسخ العقدة ،كما أنه ال جيوز لإلدارة أن حتجز الضمانة البنكية يف حالة تنفيذ عقد
الصفقة من طرف املقاولة املتعاقدة معها وتسليمها األشغال بصورة هنائية ،وعلى هذا األساس قضت احملكمة اإلدارية
()32
مبا يلي" :حيث يؤسس املدعي طلبه الرامي إىل احلكم بتمكينه من شهادة رفع اليد عن الضمانة النهائية بفاس
وضمانة االقتطاع املطالب هبها لكونه أجنز األشغال موضوع الصفقة عدد 93/943طبق املواصفات املنصوص عليها يف
دفرت التحمالت وحصوله على حمضر التسليم النهائي خبصوصها".
وحيث ...وحسب الفصل 48من دفرت الشروط اإلدارية العامة املطبق على الصفقات املنجزة حلساب الدولة
واملصادق عليه مبقتضى املرسوم عدد 2/65/204واتريخ 1965/10/19كما مت تعديله مبقتضى املرسوم امللكي عدد
45/164واتريخ 1969/7/31املطبق على انزلة احلال قبل تعديله ابملادة 12من املرسوم 2/91/1087بتاريخ
2000/5/4واملادة 16منه ،فإن الضمان النهائي يظل مرصدا لتأمني االلتزامات التعاقدية للمقاول إىل حني التسليم
النهائي لألشغال ويرجع هذا الضمان وكذا االقتطاع وابقي الكفاالت اليت تقوم مقامها وذلك بعد رفع اليد الذي يسلمه
مدير املشروع داخال ثالثة اشهر املوالية لتاريخ التسليم النهائي جبميع التزاماته.
وحيث أنه ومادام اآلمر كذلك ومادام أن إجناز حمضر التسليم النهائي يعطي للمقاول املتعاقد مع اإلدارة صاحبة
املشروع احلق يف اسرتجاع الضمانة النهائية وكذا مقتطع الضمان ملرور ثالثة أشهر على األشغال موضوع الصفقة وما دام
أن اإلدارة ال تنازع املدعي يف هذا احملضر ومل تسجل عليه أية مالحظات بعد حترير حمضر التسليم النهائي ...فإن ذلك
يعطي ملدعي احلق يف احلصول على شهادة رفع اليد وكذا الضمانة النهائية ومقتطع الضمان املتعلق ابلصفقة"...
كما أن التسليم املؤقت لألشغال دومنا حتفظ من اإلدارة ومرور أكثر من سنة عليه دون تعرض من لدهنا خيول احلق
للمقاولة يف اسرتجاع الضمانة البنكية ،وهذا ما قضت به احملكمة اإلدارية مبراكش (" )33حيث ينص الفصل 48من دفرت
املطلب الثاني :سلطة القاضي اإلداري يف إعادة التوازن املايل للعقد نتيجة نظرية فعل األمري
والظروف الطارئة:
إذا حدثت ظروف طارئة أثناء تنفيذ العقد وكان من شأهنا أن تؤدي إىل إرهاق املتعاقد مع اإلدارة والزايدة يف أعبائه
املالية ،وابلتايل ينتج عنها إخالل ابلتوازن املايل للعقد ،فإنه جيب على اإلدارة أن تعيد التوازن املايل للعقد عن طريق
تعويضه على حتمالته العقدية الطارئة للتغلب على تلك الظروف الطارئة ومساعدته على تنفيذ التزاماته العقدية ،وجتد
فكرة التوازن املايل للعقد تطبيقها يف نظرية فعل اآلمر من جهة ونظرية الظروف الطارئة من جهة أخر
نقصد بفعل األمري ،مجيع األعمال املشروعة الصادرة عن اإلدارة املتعاقدة اليت ترتب آاثرا ضارة ابملتعاقد وتزيد يف
أعبائه التعاقدية كما هي حمددة ابلعقد ،فيؤدي ذلك إىل التزام جهة اإلدارة املتعاقدة بتعويض املتعاقد عن كافة األضرار
اليت تلحق به من جراء ذلك مبا يعيد التوازن املايل للعقد.
11
وقد يتخذ فعل اآلمر صورا متعددة ،كأن تعدل اإلدارة شروط العقد على حنو يرهق املتعاقد ويؤثر على ظروف تنفيذه،
مما يؤدي إىل اإلخالل ابلتوازن املايل للعقد ،أو كأن تصدر اإلدارة قرارات فردية تؤثر على تنفيذ العقد ،كفرض قيود على
املتعاقد معها أو القيام أبعمال مادية من شأهنا أن ترهق املتعاقد.
ويشرتط يف إعادة التوازن املايل للعقد عن طريق التعويض عن فعل األمري أن يتعلق هذا الفعل بعقد إداري ألن نظرية
فعل اآلمر ال تطبق على العقود اخلاصة وان تكون أعماله وإجراءاته غري متوقعة وقت إبرام العقد وأن يرتتب عنها ضرر،
وال جيوز للمتعاقد مع اإلدارة أن ميتنع عن تنفيذ العقد حتت غطاء فعل األمري ابعتبار أن املصلحة العامة تغلب هنا على
املصلحة اخلاصة وأن ذلك ال يرتب للمتعاقد مع اإلدارة إال احلق يف التعويض مبا يرتب التوازن املايل للعقد ،وأن تكون
األعمال املكونة لفعل األمري صادرة عن جهة اإلدارة املتعاقدة وليس عن جهة إدارية أخر ،وحتقق نظرية فعل األمري
يرتب احلق للمتعاقد مع اإلدارة يف احلصول على مجيع التعويضات اليت من شأهنا أن تؤدي إىل التوازن املايل للعقد ويشمل
التعويض الذي يقدره القاضي اإلداري عند املنازعة ما حلق املتعاقد من خسارة وما فاته من كسب.
وختتلف هنا عن نظرية الظروف الطارئة اليت ال يشمل التعويض حوهلا إال جانب اخلسارة اليت حلقت املتعاقد مع
اإلدارة ،وقد حددت حمكمة القضاء اإلداري مبصر ( )34عناصر التعويض عن األضرار الناجتة عن فعل األمري بقوهلا " :أن
التعويض يقدر طبقا للقواعد املقررة يف القانون اإلداري ،وهو يشمل ما حلق املتعاقد مع اإلدارة من خسارة ويتضمن هذا
العنصر املصروفات الفعلية اليت أنفقها املتعاقد وما فاته من كسب".
وإذا كان فعل األمري هو العمل الذي يصدر عن السلطة العامة من دون خطأ منها ومن غري أن يكون متوقعا وقت
التعاقد ويرتب عنه خلل يف تنفيذ االلتزام وضرر على درجة من اجلسامة ،فهو يرتب احلق للمتعاقد مع اإلدارة ابلتعويض
الكامل مبفهوم ما حلقه من خسارة وما فاته من كسب.
()35
ابلتعويض الكامل للمتعاقد مع اإلدارة نتيجة فعل وعلى هذا األساس ،قضت احملكمة اإلدارية ابلدار البيضاء
اآلمر ،جاء يف حكمها" :وحيث أن الطلب الرامي إىل احلكم للمدعي ابلتعويضات عن األضرار اليت حلقته نتيجة عدم
استغالله ملرافق السوق األسبوعي خلريبكة من جراء مقاطعة التجار واحلرفيني للسوق كرد فعل على الزايدة الغري املتوقعة يف
أسعار ورسوم الدخول إىل السوق من طرف السلطة احمللية دون سابق إخبار هو الذي انعكس سلبا على املداخيل؛
( )34حكم حمكمة القضاء اإلداري مبصر عدد 983بتاريخ 1957/6/30املشار إليه يف كتاب أعمال السلطة اإلدارية لفؤاد عبد الباسط ص471
11
وحيث مما ال جدال فيه أن التصرف الذي أقدم عليه اجمللس ميكن تصنيفه يف إطار فعل األمري اليت هي أفعال أتتيها
السلطة العامة ومل تكن متوقعة وقت التعاقد يرتتب عليها جعل تنفيذ التزامات املتعاقد مرهقة؛
وحيث مما ال جدال فيه ،أن املدعي قد حلقه ضرر برفع أسعار الرسوم ،ومن مت فإنه من واجبات اجلهة املتعاقدة
تعويضه تعويضا كامال".
نكون أمام ظروف طارئة إذا طرأت أثناء تنفيذ العقد اإلداري ظروف أو أحداث مل تكن متوقعة عند إبرام العقد
وترتب عنها إرهاق املتعاقد مع اإلدارية بشكل يزيد من كلفة األشغال ويرتب خسارة فادحة غري عادية ،وال يستقيم
التوازن املايل للعقد على ضوئها إال مبشاركة اإلدارة يف حتمل هاته اخلسائر.
()36
نظرية الظروف الطارئة مبا يلي" :إن نظرية الظروف الطارئة تقوم على وقد عرفت احملكمة اإلدارية العليا مبصر
فكرة العدالة اجملردة اليت هي قوام القانون اإلداري ،كما أن هدفها حتقيق املصلحة العامة ،فهدف اجلهة اإلدارية هو كفالة
حسن سري املرافق العامة ابستمرار وانتظام وحسن أداء األعمال واخلدمات املطلوبة وسرعة إجنازها ،كما أن هدف املتعاقد
مع اإلدارة هو املعاونة يف سبيل املصلحة العامة ،وذلك أبن يؤدي التزامه أبمانة ولقاء ربح واجر عادل ،وهذا يقتضي من
الطرفني التساند واملشاركة للتغلب على ما يعرتض تنفيذ العقد من صعوابت وما يصادفه من عقبات ،فمفاد الظروف
الطارئة ،أنه إذا طرأت أثناء تنفيذ العقد اإلداري ظروف أو أحداث مل تكن متوقعة عند إبرام العقد فقلبت اقتصادايته أو
إذا كان من شأن هذه الظروف أو األحداث أهنا مل جتعل تنفيذ العقد مستحيال بل اثقل عبئا وأكثر تكلفة مما قدره
املتعاقدان التقدير املعقول ،وكانت اخلسارة الناشئة عن ذلك جتاوز اخلسارة املألوفة العادية اليت يتحملها أي متعاقد إىل
خسارة فادحة استثنائية وغري عادية ،فإن من حق املتعاقد املتضرر أن يطلب من الطرف اآلخر مشاركته يف هذه اخلسارة
اليت حتملها فيعوض عنها تعويضا جزئيا".
هذا ،ويشرتط لتطبيق نظرية الظروف الطارئة أن حيدث الظرف الطارئ بعد إبرام العقد وأثناء تنفيذه ،وقد يكون مرده
اقتصاداي كارتفاع األجور نتيجة األزمة االقتصادية ،أو سياسيا كإعالن احلرب ،أو طبيعيا كالزلزال والفيضاانت ،وقد أييت
من جهة إدارية غري متعاقدة وأن يكون خارجا عن إرادة املتعاقدين ،ومن هنا ختتلف عن فعل األمري الذي أييت من
( )35حكم إدارية البيضاء عدد 426بتاريخ 2003/4/28منشور ابلدليل العملي لالجتهاد القضائي اإلداري اجلزء الثاين ص. 442:
11
املتعاقد ويرتتب عنه التعويض الكامل وليس يف حدود اخلسارة واال يكون متوقعا عند التعاقد ويرتتب عنه اضطراب وخلل
يف التوازن املايل جيعل من تنفيذ العقد اكثر إرهاق ،ويف ظل قيام نظرية الظروف الطارئة ،تشاركه اإلدارة املتعاقدة يف حتمل
ما حلقه من خسارة مبعىن أن التعويض يكون جزئيا.
وقد رسخ القضاء الفرنسي هذه النظرية من خالل قرار جملس الدولة الفرنسي ( ،)37إذ بسبب احلرب العاملية األوىل
ارتفعت أسعار الفحم ،الشيء الذي مل يكون متوقعا من طرف األطراف أثناء إبرام العقد ومل يعد إبمكان الشركة صاحبة
االمتياز إنتاج الغاز وتوزيعه على مدينة بوردو وان حتافظ على التوازن املايل للعقد على أساس املصاريف اليت مت تضمينها
بكناش التحمالت ومل يكن أمامها سو تقدمي طلب إىل مدينة بوردو للزايدة يف سعر مثن الغاز ،لكن طلبها قوبل
ابلرفض ،وعندما مت طرح القضية أمام جملس الدولة الفرنسي اعترب أن الشركة أصبحت مهددة بتوقيف نشاطها بصفة
هنائية نتيجة هذه الظروف غري املتوقعة وانتهى إىل القول أبن مدينة بوردو ملزمة بتحمل النصيب األوفر من عجز الشركة.
وختتلف نظرية فعل األمري عن نظرية الظروف الطارئة ،يف أنه إذا كان الفعل انمجا عن عمل اإلدارة فإن النظرية احلقيقية
هي فعل األمري ويعوض املتعاقد هنا تعويضا كامال مبفهوم ما حلقه من خسارة وما فاته من كسب ،أما إذا كان الفعل انجتا
عن عنصر أجنيب غري متوقع ورتب انقالاب يف اقتصادايت العقد ،فنظرية الظروف الطارئة هي الواجبة التطبيق ،ويعوض
املتعاقد مع اإلدارة عن اخلسارة اليت حلقته وال يدخل يف احلسبان ما فاته من ربح.
وعلى هذا األساس قضت احملكمة اإلدارية مبراكش (" )38إن انتشار هجوم الفئران على منطقة األغراس يشكل ظاهرة
طارئة غري متوقعة للمتعاقد مع اإلدارة ".
كما قضت احملكمة اإلدارية ابلرابط ( )39إبعادة التوازن املايل للعقد من خالل تطبيقها نظرية الظروف الطارئة وانتهت
إىل القول بتحمل املتعاقد مع اإلدارة خسارة استثنائية نتيجة لظروف غري متوقعة أثناء التعاقد وبضرورة مشاركة اإلدارة له
يف حتمل هاته اخلسارة بتعويضه جزئيا عن الضرر الالحق هبن جاء يف حكمها ما يلي" :وحيث أنه من الثابت كذلك من
تقرير اخلربة أن تعرض الفالحني أصحاب الضيعات الفالحية املعنية بتنفيذ املشروع قد أد إىل متديد اجل إجناز األشغال
( )36حكم احملكمة اإلدارية العليا ،القضية رقم 46بتاريخ 1972/6/17أورده الدكتور فؤاد عبد الباسط يف كتابه أعمال السلطة اإلدارية ص472.:
( )37قرار جملس الدولة الفرنسي يف قضية غاز بوردو بتاريخ 30مارس1916
( )38حكم احملكمة اإلدارية مبراكش بتاريخ. 2000/6/7
( )39حكم إدارية الرابط ابمللف 01/6ش ع بتاريخ ، 07/2/26قضية الشركة اجلديدة ألانبيب املياه ضد املكتب اجلهوي لالستثمار الفالحي للغرب.
11
الطبوغرافية واىل حتويل القنوات عن مسارها األصلي وهو ما تسبب للمتعاقد مع اإلدارة املدعى عليها يف خسارة استثنائية
انمجة عن جتميد وسائلها املادية والبشرية خالل فرتات التوقف وهو ما أسفر عن قلب اقتصادايت العقد موضوع النزاع.
حيث عمل القضاء اإلداري على وضع قواعد قضائية تستهدف حتقيق التوازن بني األعباء اليت يتحملها املتعاقد مع
اإلدارة وبني املزااي اليت ينتفع هبا ،على اعتبار أن عقد الصفقة يشكل وحدة موضوعية ووظيفية تقتضي وجوب البحث
عن غاية التالزم بني مصاحل الطرفني املتعاقدين وذلك بتعويض املتعاقد يف أحوال خاصة وبشروط معينة حىت يف حال عدم
صدور أي خطأ عن اإلدارة املتعاقدة ،مع اختالف قيمة وطبيعة التعويض املستحق ،وأاي كانت املرجعيات القانونية
واخللفيات القضائية اليت مهدت لبزوغ هذه القواعد ،فإنه مما ال مراء فيه أهنا -رغم اختالف اآلراء حول مربراهتا -تستمد
جذورها من اصل واحد يتمثل يف حتقيق العدالة واإلنصاف ،خدمة للصاحل العام بناء على وضع تصور صحيح لطبيعة
العالقة بني اإلدارة ومن يتعاقد معها يف شأن خدمة املرفق العام.
وحيث دأب االجتهاد القضائي على اعتبار أن وجود حوادث أو ظروف طبيعية أو اقتصادية أو من عمل جهة أخر
غري اجلهة اإلدارية املتعاقد معها مل تكن يف حساب املتعاقد عند إبرام العقد وال ميلك هلا دفعا من شأهنا أن تنزل به
خسائر فادحة ختتل معها اقتصادايت العقد اختالال جسيما من شأنه أن يلزم اجلهة اإلدارية املتعاقد أبن تشارك املتعاقد
معها يف حتمل نصيب من اخلسارة اليت حلقت به طوال فرتة قيام الظرف الطارئ (وذلك خالفا إلطار أعمال نظرية فعل
األخري واليت مناط توافر شروطها أن يكون الفعل الضار صادر عن جهة اإلدارة املتعاقدة ،وهذا الفعل يشمل كل إجراء
تتخذه اجلهة املتعاقدة بصفتها سلطة عامة من شأنه أن يزيد يف األعباء املالية للمتعاقد معها أو يف االلتزامات اليت ينص
عليها العقد ،ويستأثر قاضي العقد بصالحية تقدير التعويض يف هذا اإلطار والذي يشمل ما حلق املتعاقد من خسارة
ويتضمن هذا العنصر املصاريف الفعلية اليت انفقها ،كما يشمل ما فات املتعاقد من كسب اعتبارا على أنه من حقه أن
يعوض عن رحه احلالل عن عمله وعن رأس ماله ويتضمن هذا العنصر املبالغ املعقولة اليت كان من حق املتعاقد أن يعول
عليها لو مل خيتل توازن العقد).
وحيث أنه من الثابت من واثئق امللف أنه طرأت أثناء تنفيذ الصفقة موضوع النزاع ظروف وأحداث مل يقم دليل يف
امللف على أهنا كانت متوقعة عند إبرام العقد وتتمثل هذه الظروف غري املتوقعة يف تعرض أصحاب الضيعات الفالحية
الكرب املعنية بتنفيذ املشروع ،وهذه الظروف قلبت اقتصادايت العقد -إذ جعلت تنفيذه اثقل عبئا واكثر تكلفة مما قدره
11
املتعاقد أن التقدير املعقول وان خسارة الناشئة عن ذلك جتاوز اخلسارة املألوفة العادية اليت يتحملها أي متعاقد إىل خسارة
استثنائية ،فأضحى من حق املتعاقد املضار املطالبة من اإلدارة أن تشاركه يف هذه اخلسارة بتعويضه عنها تعويضا جزئيا إذ
أن التعويض الذي يدفع نتيجة للظروف الطارئة النامجة عن تنفيذ العقد ال يشمل اخلسارة كلها وال يغطي إال جزءا من
الضرر ،ومن مت فإن املتعاقد ليس له أن يطالب ابلتعويض الكلي بدعو أن رحه قد نقص أو لفوات كسب ضاع عليه.
وحيث أنه طبقا ملا فصل أعاله من الثابت أنه ظهر خالل تنفيذ عقد الصفقة ظروف استثنائي مل يكن يف وسع
املتعاقد توقعه عند إبرام العقد وال ميلك عند التنفيذ دفعه ،وجنم عن هذا الظرف إصابة املتعاقد خبسارة فادحة جتاوزت
اخلسارة العادية على حنو اختلت معه اقتصادايت العقد اختالال جسيما مما يتعني معه تعويضه يف حدود النظام القانوين
املفصل أعاله ".
تتحقق هذه النظرية عندما يواجه صاحب الصفقة بصعوابت مالية ذات طبيعة استثنائية ال ميكن توقعها عند إبرام
الصفقة جتعل التنفيذ مرهقا وختوله التعويض الكامل عن األضرار الناجتة عنها؛
فما هو أساس هذه النظرية وشروط تطبيقها واآلاثر املرتتبة عنها؟
ذلك ما سنتناوله تباعا مع إجراء مقارنة بني النظرايت الثالث:
أساس هذه النظرية اليت جتد تطبيقاهتا يف صفقات األشغال العامة أنه قد يطرأ عند تنفيذ األشغال صعوابت مادية
استثنائية مل تكن يف حسبان طريف العقد وتقديراهتما عند إبرام العقد ،فتجعل التنفيذ اشد وطأة وإرهاقا للمتعاقد مع
اإلدارة واكثر كلفة ،لذا يكون من ابب العدل واإلنصاف واملنطق الزايدة يف مثن الصفقة بشكل يغطي مجيع األعباء
والتكاليف املرتتبة عن هذه الصعوابت غري املتوقعة ،ولقد تعرض مرسوم 2007/2/5بشأن صفقات الدولة يف مادته 13
إىل هذا النوع من الصعوابت ،إذ نص على إمكانية تضمني صفقات األشغال وبصفة استثنائية تربرها اعتبارات ذات
طبيعة تقنية غري متوقعة وقت إبرامها مؤد عنها على أساس نفقات مراقبة ،ويف هذه احلالة يشار يف الصفقة إىل نوعية
وكيفية كشف احلساب ،وعند االقتضاء إىل قيمة خمتلف العناصر اليت تساهم يف حتديد مثن التسديد وحيدد املراقبة اليت
خيضع هلا صاحب الصفقة على أال يتعد قدر األعمال املؤد عنه على أساس نفقات مراقبة نسبة % 2من املبلغ
11
األصلي للنفقة ،هذا وان صاحب الصفقة ال يستحق مبالغ األعمال املؤداة له على أساس نفقات مراقبة إال بتوافر جمموعة
من الشروط بتناوهلا تباعا.
ومما جتدر اإلشارة إليه أن اجتهاد جملس الدولة الفرنسي أكد على تطبيق هذه النظرية حىت يف احلالة اليت ينص فيها
عقد الصفقة على شرط استبعادها (.)40
يشرتط لتطبيق هذه النظرية أن تكون هذه الصعوابت ذات طبيعة تقنية وغري متوقعة وقت إبرام الصفقة وان تتسم
ابلطابع االستثنائي واال تكون من عمل أحد طريف الصفقة وان يرتتب على تنفيذ الصفقة نفقات تتجاوز الثمن املتفق
عليه بشكل يزيد من أعباء صاحب الصفقة ،وسوف نفصل ذلك كما يلي:
وترجع هذه الصعوابت يف أغلب األحوال إىل ظواهر طبيعية كطبيعة األراضي اليت تقام عليها األشغال موضوع
الصفقة ،كأن يتبني عند التنفيذ أن األرض حتتوي على طبقات صخرية أو أو جمر مائي داخلي أو خزاانت جماري
تتطلب من صاحب املشروع استعمال آليات تقنية حمددة للتغلب على التنفيذ العادي لألشغال ،وقد تكون هذه
الصعوابت غري مرتبطة بطبيعة األرض كوجود آاثر أو مقربة قدمية إخل.
إن املتعاقد مع اإلدارة ملزم ابلتحري عن طبيعة الصعوابت اليت قد تصادفه عند التنفيذ وذلك قبل إبرام الصفقة ،كما
أن اإلدارة صاحبة املشروع ملزمة مبساعدة املتعاقد معها وأن متده جبميع املعلومات اليت متكنه من التعرف والتحري حول
طبيعة األعمال املعنية ابلتعاقد من اختيارات وتصميمات حتت طائلة ترتيب مسؤوليتها عن كل تقصري حول ذلك ،وحىت
إذا ثبتت الصعوابت املادية وكانت من النوع الذي ال ميكن توقعه عند إبرام الصفقة يكون املتعاقد مع اإلدارة حمقا يف
التعويض عن األضرار الناجتة عنها.
( )40الدكتور حممد سلمان الطماوي يف مؤلفه "األسس العامة للعقود اإلدارية " صفحة 650أوردته الدكتورة مليكة الصروخ يف مؤلفها.
11
ثالثا :جيب أن تكون الصعوبات ذات طابع استثنائي:
ويكمن الطابع االستثنائي لتلك الصعوابت املادية يف احلاالت اليت خترج عن حالة املخاطر العادية اليت تعرض هلا
املقاول عند التنفيذ وأن تكتسي طابعا غري مألوف ويرجع للقضاء تقدير ما إذا كان األمر يدخل يف إطار املخاطر العادية
أو االستثنائية لألخذ بنظرية الصعوابت املادية.
ال يعمل بنظرية الصعوابت املادية إذا كانت من عمل صاحب املشروع وتطبق يف هذه احلالة نظرية فعل األمري ،أما إذا
كانت تلك الصعوابت من املمكن توقعها ومن خطا املقاول املتعاقد مع اإلدارة وانجتة عن سوء تقديره وعدم حيطته ،فال
جمال إلعمال نظرية الصعوابت املادية غري املتوقعة.
خامسا :أن يرتتب عن التنفيذ نفقات تتجاوز الثمن املتفق عليه يف الصفقة:
إن من شان قيام صعوابت مادية غري متوقعة أن تسبب يف أضرار وخسائر لصاحب الصفقة ختل وتوازهنا املايل ،ويقدر
التعويض عن هذا اإلخالل ابلنظر إىل املبالغ اإلضافية غري املتوقعة اليت أنفقت ملواجهة تلك الصعوابت املالية.
يرتتب على تطبيق نظرية الصعوابت املادية غري املتوقعة بقاء التزامات املتعاقد سارية املفعول وحق صاحب الصفقة يف
احلصول على التعويض اجملرب للضرر.
إن الصعوابت املادية غري املتوقعة ال تؤدي إىل استحالة التنفيذ كما هو الشأن يف حالة القوة القاهرة ،لكن تؤدي إىل
صعوبة وعسر التنفيذ مما يرتتب على ذلك من إعفاء صاحب الصفقة من غرامات التأخري يف حالة متديد األجل املقرر
لتنفيذ الصفقة؛ وعلى خالف ذلك فإن توقفه نتيجة الصعوابت املادية تلك قد يعرضه لتطبيق اجلزاءات املالية للصفقة
وفقدان احلق يف التعويض عن املطالبة ابلتعويض على أساس نظرية الصعوابت املادية غري املتوقعة.
12
ثانيا :حق صاحب الصفقة يف احلصول على تعويض:
ويقدر هذا التعويض من جهة على مبدأ التعويض الكامل الذي يشمل كافة النفقات اإلضافية اليت حتملها ملواجهة
الصعوابت اليت اعرتضت التنفيذ العادي للصفقة ويقدر هذا التعويض بواسطة خرباء خمتصني يف امليدان ومن جهة أخر
على مبدأ اعتماد األسعار اجلديدة يف التعويض وليس األسعار املعتمدة يف إبرام الصفقة ومن التطبيقات القضائية لنظرية
الصعوابت املادية غري املتوقعة جند حكم احملكمة اإلدارية ابلرابط ( )41جاء فيه:
"وحيث أن الثابت من واثئق امللف ،سيما التقرير اجليوتقين الصادر عن املخترب العمومي للتجارب والدراسات املنجز
بتاريخ 1998/02/15الذي يشري إىل وجود كمية من املاء ترتاكم ما بني مرت ومرت وعشر سنتيمرتات على مستو
األرض العادي مما يقتضي اختاذ احتياطات إضافية قصد مواجهة هاته الواقعة ،كما أثبت اخلبري املعين من طرف احملكمة
هذه الواقعة وأوضح أن مواجهتها تقتضي القيام أبشغال إضافية من قبيل ضخ املياه خارج البقعة األرضية وإجناز جدران
ترابية مؤقتة ،دون أن تتم اإلشارة إىل تلك األشغال يف عقد الصفقة ودون أن حياط املتعاقد مع اإلدارة علما بوجود تلك
الصعوابت غري املتوقعة ابلنسبة إليه ،فيكون حمقا يف احلصول على تعويض يغطي األضرار الناجتة عما بدله ملواجهة تلك
الصعوابت قصد إمتام تنفيذ الصفقة ".
وقد قضى احلكم املذكور على مكتب التكوين املهين وإنعاش الشغل صاحب املشروع يف شخص ممثله القانوين أبداء
تعويض عن الصعوابت املادية غري املتوقعة حتدد يف مبلغ 1.165.440,00.درهم.
()42
وهي تؤيد احلكم املذكور وتقضي برفع التعويض احملكوم به إىل مبلغ وذهبت حمكمة االستئناف اإلدارية
1.435.719,00درهم إىل القول كما يلي:
"وحيث أنه من جهة اثنية يف الصعوابت اليت واجهها املقاول أثناء تنفيذ عقد الصفقة انجتة عن الطبيعة اجليوتقنية
للمنطقة اليت تتواجد هبا القطعة اليت سيقام عليها املشروع وخصوصيات هذه القطعة وليس عن إخفاء تقرير املخترب
العلمي ،هذا فضال عن أن مجيع األشغال اإلضافية الضرورية اليت تنجز عند وجود صعوابت غري متوقعة تعرض على
أساس كون مسؤولية اإلدارة املتعاقدة غري خطيئة ابعتبارها خارجة عن إرادهتا".
( )41حكم احملكمة اإلدارية ابلرابط رقم 1452بتاريخ 2006/11/23يف امللف رقم 03/905قضية شركة معروف.
( )42قرار حمكمة االستئناف اإلدارية عدد 723بتماريخ 2007/10/17ابمللمف عمدد 7/07/8قضمية شمركة معمروف زممران هنماء ضمد مكتمب التكموين املهمين
وإنعاش الشغل.
11
ثالثا :مقارنة بني خمتلف النظريات أعاله:
لتفادي كل لبس أو غموض أو تداخل بني نظرية فعل األمري ونظرية الظروف الطارئة ونظرية الصعوابت املادية غري
املتوقعة جيب أن يقارن بني تلك النظرية مبعرفة أوجه الشبه واالختالف بينهم كما يلي:
تلتقي هاته النظرايت يف جمموعة من النقط تكمن إمجاهلا يف أهنا من صنع االجتهاد القضائي اإلداري وأهنا تقوم على
أساس مسؤولية اإلدارة بدون خطأ وأن وقائعها غري متوقعة أثناء التزام العقد اإلداري ،وأهنا تطبق يف مجيع أنواع العقود
اإلدارية مع مالحظة أن نظرية الصعوابت املادية غري املتوقعة ويتسع جمال تطبيقها يف صفقات األشغال العمومية.
يكمن هذا االختالف من حيث الفعل الذي تتحقق به املسؤولية ومن حيث شروط تطبيق كل نظرية ومن حيث
اآلاثر املرتتبة عن قيام كل نظرية.
إذا كانت نظرية فعل األمري تستند على املخاطر اإلدارية اليت ينسب فيها الفعل الضار إىل اإلدارة صاحبة املشروع فإن
الصعوابت املادية غري املوقعة تسند إىل الظواهر الطبيعية وليس إىل املتعاقدين من حيث أن نظرية الظروف الطارئة ترجع
إىل فكرة املخاطر االقتصادية اليت قد ترجع إىل اإلدارة املتعاقدة كارتفاع أسعار املواد األولية نتيجة إصدار الضرائب
والرسوم وقد تكون مستقلة عن اإلدارة كارتفاع أسعار مواد االسترياد نتيجة تقلب األسواق الدولية.
إذا كان شرط حصول الضرر هو مناط تطبيق النظرايت الثالث إال أن االختالف يكمن بينهم يف جسامة هذا الضرر
ذلك أنه يف ضل نظرية فعل األمري ونظرية الصعوابت املادية غري املتوقعة ،يشرتط حصول الضرر كيفما كانت طبيعته،
بينما يف ظل نظرية الظروف الطارئة يشرتط أن يكون الضرر على درجة من اجلسامة لرتتب مسؤولية اإلدارة املتعاقدة.
إذا كان صاحب الصفقة يف ضل نظرية فعل األمري والصعوابت املادية غري املتوقعة يستحق تعويضا كامال عن األضرار
الناجتة فإنه يف ضل نظرية الظروف الطارئة ال يستحق إال تعويضا جزئيا ملساعدته على تنفيذ التزاماته التعاقدية.
11
املطلب الثالث :اإلشكال املتعلق برفض تسليم األشغال بشكل نهائي وأداء املقابل من طرف
اإلدارة املتعاقدة:
إذا كان دفرت الشروط اإلدارية العامة قد حدد مسطرة إجراء عملية االستالم النهائي ،فإنه مل حيدد األحكام الواجب
إعماهلا لفض اخلالفات اليت قد تنشأ بني املقاولة واإلدارة مبناسبة إجراء هذه العملية ،لذلك فقد متتنع اإلدارة عن القيام
إبجراء التسليم النهائي بدعو عدم امتثال املقاولة ألمر اإلدارة إبصالح بعض العيوب اليت تظهر خالل فرتة الضمان أو
بسبب عدم توافق اإلدارة واملقاولة على حصر الكشف احلسايب النهائي أو لالختالف حول كميات األشغال ونوعها
ومدهتا.
ومعلوم أن عدم حصول عملية االستالم النهائي يبقي بعض التزامات املقاولة سارية وحائال دون اسرتداد الضماانت
اليت بذمتها يف إطار عقد الصفقة كالضمانة النهائية وهو يرهق كاهلها ابلفوائد.
وابستقراء االجتهاد القضائي ،جند القضاء املغريب غالبا ما يقف عند حث السبب الكامن وراء االمتناع عن توقيع
حمضر االستالم النهائي ،فإن وجده جداي فإنه ال يرتدد يف اإلعالن عن وقوع عملية االستالم النهائي.
جاء يف احلكم الصادر عن احملكمة اإلدارية بفاس (" :)43حيث أنه يف غياب إجناز حمضر التسليم النهائي لوجود نزاع
بني الطرفني ،ومادام أن املدعية قد أجنزت األشغال موضوع الصفقة حسب تقرير اخلبري املنتدب فتكون بذلك حمقة يف
املطالبة برفع اليد عن مقتطع الضمان وعن الضمانة النهائية ولو يف غياب حمضر التسليم النهائي لألشغال ".
كما جاء يف حكم إدارية مكناس (" :)44وحيث أن الثابت من أوراق امللف أن املدعية أجنزت األشغال املتعلقة ببناء
إعدادية ابن رشد حتت إشراف وتتبع اجلهة املدعى عليها وأن هذه األشغال قد مت تسليمها بدون حتفظ أو اعرتاض،
وانطلقت الدراسة يف اإلعدادية بعد تدشينها؛ وحيث أن متسك املدعى عليها بكون املدعية الزالت مل حتصل بعد على
حمضر االستالم النهائي يتعارض مع حتقق هذه الواقعة حكما بعد مرور أجل السنة عن إبرام حمضر التسليم املؤقت".
()45
جاء فيه" :لكن حيث أن واقعة إعمار الشقق موضوع ويؤكد هذا االجتاه قرار الغرفة اإلدارية ابجمللس األعلى
الصفقة ابلرغم من كوهنا تعترب رائدة لقيام موجبات التسليم النهائي فإهنا قرينة على إجناز األشغال من طرف املقاولة
( )50حكم احملكمة اإلدارية بفاس حتت عدد 467مشار إليه أعاله.
( )51قمرار الغرفممة اإلداريممة ابجمللممس األعلممى قضممية العراقممي أمحممد ضممد الوكيممل القضممائي وعامممل إقلمميم صممفرو قمرار عممدد 235بتمماريخ 2007/3/7ابمللممف عممدد
.05/1/4/1524
11
رفع املقاولة جلميع العيوب واملالحظات املرتتبة يف حمضر االجتماع للتسليم النهائي مما يقوم معه إلزامية احملضر للجماعة مما
يبقى معه إلغاء احلكم وتعديله بتسليم رفع اليد عنه".
املطلب الرابع :اإلشكال املتعلق بالقيام بأشغال خارج القواعد القانونية املنظمة للصفقات
العمومية:
مبراجعة مرسوم 1998-12-30ومرسوم 07-2-5احملددين لشروط وأشكال الصفقات العمومية ،يتضح أن تلك
الصفقات جيب أن تربم يف شكل عقود مكتوبة وأن تتضمن جمموعة من البياانت منها على وجه اخلصوص طريقة إبرام
عقد الصفقة وبيان األطراف املتعاقدة وموضوع الصفقة والثمن واجل التنفيذ واتريخ انتهاء الصفقة واملصادقة عليها غري
أن اإلدارة قد تلجأ يف حاالت الضرورة إىل إبرام عقد ابلرتاضي من اجل تنفيذ أشغال أو تسليم توريدات أو إضافة أشغال
أخر دون التقيد ابلشكل احملدد مبوجب املرسوم املذكور ،وعند عرض النزاع على القضاء تتمسك ببطالن العقد أو
انعدامه أو عدم املصادقة عليه .وبصفة عامة اختالل لشروط انعقاده .فكيف تعامل القضاء اإلداري املقارن مع اإلشكال
املذكور؟
وإذا كان عقد الصفقة ابطال نتيجة خمالفته لشروط وأشكال إبرام الصفقات العمومية ونتيجة عدم املصادقة عليه ،فإن
قواعد العدل واإلنصاف تقضي أبن ال حيرم منجز تلك األشغال من التعويض على أساس آخر غري العقد املذكور ،أال
ميكن مطالبة اإلدارة املتعاقدة يف ظل عقد ابطل ابسرتداد قيمة األشغال اليت أجنزهتا هلا واستفادت منها حىت ال يتحقق
اغتناء طرف على حساب آخر أتسيسا على نظرية اإلثراء بال سبب اليت طبقها القضاء الفرنسي ( )52والذي اشرتط قيام
عالقة مباشرة بني اغتناء اجلهة اإلدارية متسلمة تلك األشغال وافتقار منجز تلك األشغال.
ويف قضية أخر ( )53أوضح جملس الدولة الفرنسي أن تطبيق نظرية اإلثراء بال سبب رهني أبن تكون األشغال املنجزة
مبناسبة تنفيذ الصفقة الباطلة غري معرتض عليها من طرف اإلدارة وأن تعود عليها بفائدة حقيقية.
( )52قرار جملس الدولة الفرنسي بتاريخ 1985/9/6منشور مبجلة RECص 14 :قضيةAssociation Eurolat ،
( )53قرار جملس الدولة الفرنسي يف قضية . Ville de Cannes
11
صحيح أن خمالفة عقد الصفقة للقواعد املرسومة النعقاده واليت هتدف إىل ضمان الشفافية وحرية املنافسة وفعالية نفقة
املال العام ومراقبته يثري إشكاال قانونيا حول اجلزاء املرتتب عن هذا اإلخالل؛
املؤكد هو أنه ال ميكن تعويضه عن تلك األشغال الباطلة املخالفة للقانون يف إطار عقد الصفقة لبطالهنا ملخالفة
لذا ،جيب البحث عن أساس قانوين لسد هذا اإلشكال .فهل تصلح بعض النظرايت املنصوص عليها بقانون
االلتزامات والعقود ملعاجلة اإلشكال املطروح وخصوصا منها نظرية اإلثراء بال سبب املنصوص عليها ابلفصل 26من ق.
ل .ع ونظرية اسرتجاع ما دفع بغري وجه حق .وهل تصلح كذلك نظرية املسؤولية اإلدارية لإلدارة يف ظل اخلطأ املشرتك
وما يعمق اإلشكال هو مد جواز تطبيق قواعد القانون املدين يف جمال الصفقات العمومية ،علما أبن نظرية اإلثراء
بال سبب يف ظل القانون املدين تقتضي أن ال يكون الطرف املفتقر قد ارتكب خطأ معينا .واحلال أن مقيم تلك األشغال
بعقد ابطل أو بدون عقد يكون قد ساهم خبطئه يف اإلشكال املطروح مث أن ما يالحظ هو أن التعويض املمنوح على
أساس نظرية اإلثراء بال سبب يعادل فقط مبلغ اإلثراء الفعلي الذي حصل عليه املشرتي دون الربح الذي ضاع منه ،ومن
ويف قضية أخر ،ذهب جملس الدولة الفرنسي ( )54إىل التعويض عن األشغال الباطلة يف ظل نظرية املسؤولية اإلدارية
واخلطأ املشرتك لإلدارة ومنجز تلك األشغال لتغاضي اإلدارة عن إبرام صفقة قانونية يف ظل القواعد املنظمة هلا ،وخطأ
املقاول املتمثل يف إجناز تلك األشغال بدون صفقة وقضى بتخفيض التعويض بسبب اخلطأ املشرتك.
ويف انزلة أخر ،ذهب جملس الدولة الفرنسي ( )55إىل القول أبن احتفاظ اإلدارة أبشغال منجزة يف ظل صفقة ابطة
مبا يرتتب عنها من مقابل يعد من قبيل دفع غري املستحق الواجب االسرتداد.
سبب ونظرية دفع غري املستحق الواجب اسرتداده ونظرية املسؤولية يف إطار اخلطأ املشرتك لإلدارة واملقاولة.
فكيف تعامل القضاء اإلداري املغريب مع اإلشكال املطروح وما هي احللول اليت اهتد إليها؟
لقد ذهب القضاء اإلداري ( )56وهو يبت يف اإلشكال ويضفي محاية خاصة على املتعاقد مع اإلدارة إىل القول أبن
()57
عقد الصفقة وان مل يضبط ابتفاق مكتوب فهو أيخذ أحكام الصفقة األصلية ابعتبارها مرتبطة به ويف انزلة أخر
استنتج من واثئق امللف كاألوامر ابخلدمة الصادرة عن املهندس وتقارير مكتب الدراسات املكلف ابملشروع وأعمال
التمتري اخلاصة بتلك األشغال قيام املقاولة أبشغال إضافية وقضى هلا ابلتعويضات املستحقة دون اشرتاط عقد ملحق طبقا
ملرسوم. 98
()58
إىل اعتماد نظرية اإلثراء بال سبب يف تعويض املقاولة على ويف نفس اإلطار ذهب بعض االجتاه القضائي
األشغال اإلضافية الغري املقررة بعقد ملحق مربم طبقا للقانون جاء فيه ما يلي:
"حيث أن عدم توفر عقد الصفقة على أحد الشروط اجلوهرية املنصوص عليها مبوجب مرسوم 2-98-482املؤرخ يف
1998/12/30جيعله ابطال وغري منتج ألي أثر قانوين انتج عن العقد وينأ ابلتايل مبثل هذا العقد عن جمال العقود
اإلدارية واملنازعة القضائية يف هذا اإلطار ومن مت جيرده من الضماانت اليت خيوهلا للمتقاضي املرسوم املذكور رقم 2-98-
482املؤرخ يف 1998/12/30بتحديد شروط وأشكال إبرام صفقات الدولة .وحيث أن كان اآلمر كذلك ابلنسبة
للعقود املربمة بني املتعاقدين واليت اختل أحد شروط انعقادها فاألوىل واألحر أن يكون من احلتمي استبعاد املرسوم
املذكور عند انعدام عنصر التعاقد من أساسه كما هو اآلمر يف انزلة احلال.
وأضاف احلكم املذكور ،لكن اعتبارا لكون إجناز األشغال ،ترتب عنها حتمل املدعي بنفقات أثبتتها الواثئق املدىل هبا
وتقرير اخلربة ويف املقابل حققت جهة اإلدارة املنجزة هلذه األشغال لفائدهتا نفعا اثبتا ،واعتبارا لكون املدعي مل يكن ليقوم
( )56حكم إدارية وجدة بتاريخ 2000/7/24حتت عدد 00/69ملف رقم . 98/42
( )57حكم إدارية مراكش حتت عدد 143اتريخ 00/4/8ملف رقم. 05/3/259
11
إبجناز تلك األشغال إال مبوافقة جهة اإلدارة وحتت إشراف موظفيها فإن مثل هذه الوضعية تشكل إثراء هلذه اإلدارة على
وخلصت يف النهاية إىل القول أبنه "ال يقضى يف إطار مبدأ اإلثراء على حساب الغري إال برد بقيمة تكلفة األشغال
وهو نفس االجتاه الذي كرسته احملكمة اإلدارية بوجدة ( )59جاء فيه "إن املتعاقد إبجناز أشغال إضافية يستحق عنها
مقابل القيام هبا رغم أن كيفية إبرام العقد امللحق قد متت دون احرتام املسطرة القانونية الواجبة التطبيق وذلك استنادا
للقواعد العامة موضحة أن املدعية قد قامت إبجناز أشغال إضافية وال تتحمل وزر خطأ اجمللس خبصوص كيفية إبرام عقد
وإذا كان هذا االجتاه القضائي يروم حتقيق قواعد العدل واإلنصاف فهو ليس له مرجعية تعاقدية ومن هنا ذهب بعض
()60
إىل التعويض عن األشغال اإلضافية يف إطار نظرية املسؤولية اإلدارية خارج قواعد إبرام الصفقات االجتاه القضائي
كما أكدت نفس االجتاه ،احملكمة اإلدارية ابلدار البيضاء بقوهلا (" :)61وحيث درج القضاء اإلداري على مستو
احملاكم اإلدارية املغربية على أن عدم توفر عقد الصفقة على أحد الشروط اجلوهرية جيعله ابطال وغري منتج ألي أثر قانوين
انتج عن العقد وينأ ابلتايل ...هذا العقد عن جمال املنازعة القضائية يف إطار العقود اإلدارية...
وحيث أنه ملا كان اآلمر كذلك يف هذه النازلة وأمام استبعاد أي جمال للعقد اإلداري بشأن األشغال املنجزة من طرف
املدعي لفائدة اجلماعة املدعى عليها ويف إطار سلطة احملكمة اإلدارية يف تكييف طلبات اخلصوم وفقا للقانون الواجب
التطبيق دون حتريف للوقائع وهلذه الطلبات ومراعاة لقواعد القانون العام هبدف حتقيق التوازن بني املصلحة العامة املتمثلة
( )58حكم احملكمة اإلدارية بفاس ابمللف عدد 00/20حتت عدد 237بتاريخ. 2002/4/30
( )59حكم احملكمة اإلدارية بوجدة بتاريخ 04/12/7حتت عدد325.
( )60حكم احملكمة اإلدارية ابلرابط بتاريخ 01/5/31حتت عدد 520يف امللف رقم98/52.
( )61حكم إدارية الدار البيضاء عدد 137بتاريخ 2005/9/9
12
يف محاية املال العام واملصلحة اخلاصة املتمثلة يف محاية حقوق املتعامل مع اإلدارة ،واستنادا إىل مقتضيات الفصل الثامن
من القانون رقم 90-41احملدث للمحاكم اإلدارية وأمام متسك املدعي مبقاله االفتتاحي واإلضايف للمطالبة مبستحقاته عن
األشغال اليت اجنزها لفائدة جهة اإلدارة ارأتت احملكمة أتطري الدعو ضمن دعاو التعويض عن األضرار اليت تسببها
لتسوية الوضعية احلسابية ألشغال إضافية أجنزت دون احرتام املساطر التنظيمية الواردة يف اجملال التعاقدي دأب على
حماكمة هذه األشغال يف إطار مقتضيات الفصل 79من قانون االلتزامات والعقود"...
()63
الذي جاء فيه" :وحيث أن احملكمة أعملت وقد تكرس هذا االجتاه مبوقف الغرفة اإلدارية ابجمللس األعلى
النصوص القانونية الواجبة التطبيق على الوقائع املعروضة عليها ومل تغري من أساس الدعو بعد أن ثبت هلا من خالل
جلسة البحث ،استفادت العمالة املستأنفة من أشغال اجنزها املستأنف عليه وثبت هلا اآلمر اإلداري الصادر عنها إبجنازها
والذي يرتب التزام األداء يف حقها كما ثبت هلا ظروف االستعجال اليت أحاطت هبا وبررت عدم إبرام عقد صفقة
بشأهنا ،كل هذه الوقائع الثابتة واليت ال تنازع فيها اإلدارة تربر أحقية املستأنف عليه يف اسرتجاع ما أنفقه يف مواجهة
الدولة اليت ال ميكن أن يعفيها اإلخالل الشكلي للعقد الصادر عنها من األداء ما دامت األشغال أجنزت مبقر العمالة
والكتابة العامة التابعة هلا أبمر منها واستفادت منها فيكون بذلك ما انتهى إليه احلكم املستأنف من أداء يف حمله وواجب
التأييد".
()64
بقوهلا" :لكن حيث أنه ابلرجوع إىل واثئق امللف وإىل فحو احلكم كما أكدت نفس املنحى يف قرار آخر
املستأنف ،يتضح أن األشغال املطالب هبا دائما قد مت إجنازها فعال وهو ما أكده احلكم املستأنف ،وان شكليات
حسن النية ومىت ثبت أن اإلدارة امرت إبجناز تلك األشغال يف ظروف خاصة ودون االلتزام مبا تفرضه تلك النصوص
ومسؤوليتها يف هذا الباب ال غبار عليها ،مما تكون معه من الالزم على اإلدارة اليت أجنزت األشغال لفائدهتا ووقع
تسليمها هلا أن تؤدي مقابل تلك األشغال ماليا ،حىت ال نكون أمام حالة اإلثراء بال سبب على حساب الغري وأن احلكم
املستأنف ملا قضى ابالستجابة للطلب انحيا نفس املنحى املشار إليه أعاله يكون واجب التأييد.
ويف اعتقادي ،أن كال من نظرية اإلثراء بال سبب ونظرية املسؤولية يف إطار اخلطأ املشرتك يصلحا أساسا لتحديد
التعويض عن األشغال املنجزة من طرف املقاولة خارج الضوابط القانونية لعقد الصفقة حتقيقا لقواعد العدل واإلنصاف
هذا وقد أكد قضاء احملكمة اإلدارية ابلرابط ( )65قيم مسؤولية مشرتكة بني كل من اإلدارة واملقاولة وحتمل كل طرف
نصيبه من املسؤولية نتيجة القيام أبشغال خارج الضوابط اليت حتكم الصفقات العمومية جاء يف حكمه ما يلي:
"حيث التمس الطرف املدعي احلكم لفائدته مبقابل األشغال املنجزة خارج عقد الصفقة.
وحيث دفع الوكيل القضائي بعدم قانونية هذه األشغال والتمس احلكم برفض طلب أداء مقابلها.
وحيث أنه ولئن كان املشرع أعطى إمكانية إعداد مالحق أو عقود جديدة وميز الفصل 32من دفرت الشروط
اإلدارية العامة ،يف هذا اإلطار ،بني احلالة اليت تتجاوز فيها قيمة األشغال املراد إضافتها من املبلغ اإلمجايل للصفقة 35
،%وأوجب يف هذه احلالة إبرام صفقة جديدة ،واحلالة اليت ال تتجاوز فيها قيمة األشغال اإلضافية نسبة ،% 35
وأجاز يف هذه احلالة ،إسناد هذه األشغال إىل نفس املقاولة انئلة الصفقة األصلية يف إطار ملحق خاص هبذه األشغال،
ولئن كانت كل األشغال اليت خترق النصوص القانونية املنظمة للصفقات العمومية ال تعترب أشغال مبفهوم قانون صفقات
األشغال وابلتايل ال ميكن أن تنتج أي أثر قانوين وال ميكن تقدم مطالب بشأهنا يف إطار املقتضيات القانونية الضابطة
( )65حكم إدارية الرابط بتاريخ 2006/10/30ابمللف 01/463ش ع قضية شركة أنكوط ضد الوكيل القضائي
11
إلبرام وتنفيذ الصفقات العمومية .ولئن كان يف إطار أمشل إمكان األطراف الدفع بطالن العقد املربم بشكل خمالف
للقانون والتمسك بكون العقد الباطل ال مينح املتعاقد أي حق يف إطار املسؤولية العقدية إال أن ذلك ال يعين أن هذا
املتعاقد ال ميكنه احلصول على التعويض املرتتب عن أشغال يكون اجنزها مبناسبة الصفقة الباطلة وذلك على أساس آخر
غري العقد.
وحيث إنه ،يف إطار أعمال سلطة احملكمة يف إعطاء التكييف الصحيح للمنازعة وحتديد النص القانوين الواجب
التطبيق والذي جيب أن يكون مطابقا لوقائع النزاع ،من الثابت من تقرير اخلربة أن املقاولة املدعية أجنزت فعليا عدة
أشغال ،ومل ينجز بشأهنا ملحق ،تتمثل يف األشغال املتعلقة ابخلزاانت اخلشبية وطاوالت األقسام العلمية والستائر
وعالقات املالبس واملالعب الرايضية ،وان هذه األشغال صدر بشأهنا طلب من اجلهة املدعى عليها إىل الشركة املدعية
قصد إعداد فاتورة حتدد مثنها ،وهو الطلب املضمن مبحضر الورش بتاريخ 93/5/18حضور ممثلي وزارة الرتبية الوطنية
واملكلف ابلورش واملهندس املكلف بتتبع األشغال وممثل الشركة املدعية وهو ما يفيد بكون هذه األشغال قد أجنزت واال
سيكون عبثيا طلب اإلدارة صاحبة املشروع إعداد فاتورة تتضمن مبلغها.
وحيث أن عدم اعرتاض اإلدارة املدعى عليها على إجناز أشغال مل يصدر امر بشأهنا ومل يتم االتفاق عليها وفق
الضوابط املسطرية واملوضوعية املنصوص عليها يف قانون الصفقات العمومية ،واحلال أهنا صاحبة سلطة األمر والتوجيه
والرقابة ،وهي سلطات أصلية كان عليها إعماهلا لثين املقاولة عن إجناز هذه األشغال (هذا إذا سلمنا فرضا بكون اإلدارة
املدعى عليها مل تصدر أي أمر إبجنازها متاشيا مع ما أاثره الوكيل القضائي ) ،تكون قد قصرت يف إدارة املرفق املوكول
إليها ،وهو تدبري الصفقة املتنازع بشأهنا وفقا ملا ينص عليه التشريع املطبق ،غري أن مسؤولية اإلدارة يف هذا اإلطار ليست
مسؤولية كاملة بثبوت قيام خطا املتعاقد نفسه إبمهاله املتمثل يف تغاضيه عن إبرام ملحق للعقد وشروعه يف إجناز األشغال
املتنازع بشأهنا يف هذا اإلطار قبل إبرام امللحق وفقا ملا ينص عليه القانون ،وهو ما يشكل خطا كذلك جيب مراعاته عند
تقدير التعويض.
11
وحيث أنه إعماال ملبدأ تشطري املسؤولية يف هذا اإلطار بني طريف النزاع ،واستنادا إىل تقديرات اخلبري اليت حددت
مقابل األشغال املنجزة يف 746.008,50درمها ،وآخذا بعني االعتبار دفوعات الوكيل القضائي بشأن تقديرات اخلبري يف
هذا الشأن املتمثلة يف قيامه بتخفيض املبالغ املطالب هبا من طرف الشركة املدعية بنسبة % 25فقط مما يبقى املبلغ
احملدد من طرف اخلبري رغم التخفيض ،مبالغا فيه ،وابلنظر إىل طبيعة األشغال املنجزة وعددها ،فإن احملكمة يف إطار
سلطنها التقديرية حتدد التعويض الذي من شأنه جرب الضرر الناجم عن القيام هبا ،ضمن احلدود املفصلة أعاله ،يف مبلغ
300.000,00درهم ".
11
خامتة:
إن العقود اإلدارية ال حيكمها منطق سلطان اإلرادة وقاعدة شريعة املتعاقدين كما هو الشأن يف جمال القانون اخلاص
بل القواعد العامة لسري املرفق العام ابنتظام واضطراد ،والعقد اإلداري ابعتبار طبيعة تكوينه وارتباطه ابملصلحة العامة
واملال العام مير مبجموعة من املراحل ابتداء من تكوينه مرورا بتنفيذه ،هاته املرحلة ابلذات تكون مناسبة لربوز جمموعة من
اإلشكاليات تتعلق بسلطة فسخ العقد اإلداري ،واذا كانت اإلدارة تتمتع بسلطة تقديرية يف فسخ العقد اإلداري قبل أوانه
ودومنا حاجة إىل اللجوء إىل القضاء ابالستناد إىل نصوص العقد أو القواعد العامة لسري املرفق ،فإن سلطتها التقديرية
تلك ليست مطلقة بل تستعملها حتت رقابة القضاء اإلداري الذي يسلط رقابته على القرارات املمهدة للعقد واملتعلقة
ابلفسخ يف إطار دعو اإللغاء مىت استند قرار الفسخ على نصوص القانون وابلتطبيق ألحكامه ،كما يسلط رقابته على
تلك القرارات يف إطار دعو القضاء الشامل مىت كان الفسخ جزاء لإلخالالت اباللتزامات التعاقدية ،والقضاء اإلداري
مبناسبة النزاع القضائي ذلك يسلط رقابة على عنصر االختصاص واملسطرة املتطلبة يف إهناء العقد واألسباب اليت قام
عليها الفسخ ومد مالءمتها للمخالفة املنسوبة للمقاولة ،وحىت إذا تبني له أن قرار الفسخ جاء مبنيا على إخالالت
املتعاقد ابلتزاماته التعاقدية يرتب اآلاثر القانونية على ذلك من حيث أحقية اإلدارة يف التعويض وفرض اجلزاءات املالية
وحجز الضمانة البنكية وحىت إذا كان قرار الفسخ تعسفيا يرتب اآلاثر القانونية على ذلك من حيث أحقية املتعاقد مع
اإلدارة يف استخالص املقابل النقدي لألشغال فضال عن التعويض الكامل عن مجيع األضرار الناجتة عن الفسخ التعسفي
مبفهوم ما حلق املتعاقد من خسارة وما فاته من كسب فضال عن فوائد التأخري يف األداء واسرتجاع الضمانة البنكية ومجيع
وقد حاول القاضي اإلداري املغريب يف إطار سلطة الرقابة على القرارات املمهدة إلبرام العقود اإلدارية وقرارات فسخها
من جانب اإلدارة أن يوفر من جهة احلماية الالزمة للمتعاقد مع اإلدارة من كل شطط أو تعسف يف فسخ العقد اإلداري
مبا يرتتب على ذلك من آاثر قانونية ومن جهة أخر إقرار التوازن بني احلفاظ على املصلحة العامة واملال العام وسري
املرفق العام ابنتظام ،ومحاية حقوق وأموال املتعاقدين مع اإلدارة عن طريق إعادة التوازن املايل للعقد اإلداري يف ظل نظرية
11
فعل اآلمر ونظرية الظروف الطارئة ،كما استطاع أن يوفر احلماية الالزمة للمتعاقد مع اإلدارة يف احلالة اليت متتنع اإلدارة
بغري موجب قانوين عن تسليم األشغال موضوع العقد بشكل هنائي وأداء التعويض املستحق ورفع اليد عن الضمانة
النهائية.
واعتبارا للدور الذي يلعبه القضاء اإلداري كقضاء قانوين يسعى إىل خلق القواعد القانونية يف إطار املبادئ العامة
للقانون وقواعد العدل واإلنصاف وإحقاق التوازن بني املصلحة العامة واملصلحة اخلاصة وضمان حقوق املتعاقد مع
اإلدارة استطاع أن جيد خمرجا قانونيا لألشغال املنجزة خارج الضوابط القانونية اليت حتكم الصفقات العمومية وتعويض
منجزها يف إطار نظرية اإلثراء بال سبب وقواعد املسؤولية اإلدارية واخلطأ املشرتك تكريسا لقواعد العدل واإلنصاف.
11