You are on page 1of 22

‫املبحث التمهيدي‪ :‬مبدأ املشروعية‬

‫يتم التطرق يف هذا املبحث إىل املقصود مببدأ املشروعية (املطلب األول)‪ ،‬مث مصادر هذا املبدأ‬
‫(املطلب الثاين)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬املقصود مببدأ املشروعية‪:‬‬
‫يقصد مببدأ املشروعية‪ ،‬احرتام القواعد القانونية القائمة يف الدولة‪ ،‬حبيث تكون مجي تصراا‬
‫السلطا العامة يف الدولة متفقة م أحكام القانون مبفهومه الواس ‪.‬‬
‫هذا وجتدر اإلشارة إىل أن الفقهاء العرب قد اختلفوا يف تسمية املصطلح‪ ،‬اهل هو مبدأ املشروعية‬
‫(‪ )le principe de légalité‬أم هو مبدأ الشرعية (‪ .)le principe de légitimité‬واحلقيقة أن املصطلحان وإن‬
‫كاان مشتقان من كلمة واحدة هي الشرع‪ ،‬إال أهنما خمتلفان من حيث املعىن الدقيق كل منهما‪ .‬ابينما تعين‬
‫املشروعية احرتام القوانني القانونية القائمة يف الدولة‪ ،‬اهي إذن مشروعية وضعية‪ ،‬اإن الشرعية هي عبارة عن‬
‫اكرة مثالة حتمل يف طياهتا معىن العدل (‪ )équité‬وما ينبغي أن يكون عليه القانون‪ ،‬امفهومها أوس من جمرد‬
‫احرتام قواعد القانون الوضعي‪ ،‬إذ يتضمن هذا املفهوم قواعد أخرى‪ ،‬يستطي عقل اإلنسان السليم أن‬
‫يكتشفها‪.‬‬
‫إن أمهية هذا املبدأ تتمثل يف أنه يبني احلدود الفاصلة بني حقوق كل من احلكام و احملكومني‪ ،‬حبيث‬
‫خيض اجلمي يف الدولة ألحكام القانون‪ .‬و لكن على الرغم من ذلك‪ ،‬اإن مفهوم املشروعية خيتلف يف‬
‫الدول الرأمسالية منه و الدول االشرتاكية‪ .‬افي الدول الرأمسالية يقصد مببدأ املشروعية احرتام كل من احلاكم‬
‫واحملكوم القانون‪ ،‬كما أن اهلدف األساسي من هذا املبدأ هو ضمان حقوق األاراد وحرايهتم‪ .‬أما يف الدول‬
‫اإلشرتاكية‪ ،‬اإن استخدام القانون يكون كأداة لتدعيم النظام االشرتاكي‪ ،‬وابلتايل إذا كان القانون ملزما‬
‫للجمي ‪ ،‬اإن أحكامه ليس لقداسته الذاتية‪ ،‬و إمنا ابعتباره وسيلة تنفيذ السياسة االشرتاكية اليت يقوم القادة‬
‫بوضعها‪ ،‬لذلك يستطي احلكام التحلل من أحكام القانون إذ اقتضت السياسة العليا ذلك‪ ،‬أما احملكومني‬
‫ايجب عليهم احرتام القانون‪ ،‬ألن املشروعية تعين ابلنسبة إليهم االمتثال و اخلضوع ألحكام القانون‪ ،‬أكثر‬
‫مما متثل ضماان هلم من تعسف السلطة‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬مصادر مبدأ املشروعية‪:‬‬
‫تتمثل مصادر مبدأ املشروعية يف املصادر املكتوبة (الفرع األول)‪ ،‬واملصادر غ ر املكتوبة (الفرع‬
‫الثاين)‪.‬‬
‫الفرع األول‪ :‬املصادر املكتوبة‪:‬‬

‫‪-1-‬‬
‫الدولية (البند الثاين)‪ ،‬والتشري‬ ‫تتمثل املصادر املكتوبة يف الدستور (البند األول)‪ ،‬واملعاهدا‬
‫والتنظيم (البند الثالث)‪.‬‬
‫البند األول‪ :‬الدستور‪:‬‬
‫يعترب الدستور املصدر املباشر أو غ ر املباشر لكااة اإلختصاصا اليت تباشر داخل النظام اإلداري‬
‫هذا من جهة‪.‬‬
‫البند الثاين‪ :‬املعاهدات الدولية‪:‬‬
‫جيب على اإلدارة احرتام نصوص املعاهدة‪ ،‬إذا مت التصديق عليها ابلطرق وابلشروط اليت حددها‬
‫الدستور‪ ،‬ذلك أن املعاهدا يف اجلزائر تسمو على القانون‪ ،‬وم م ذلك ال ميكن للمعاهدة أن تسمو‬
‫على الدستور‪ ،‬وال أن تساويه‪.‬‬
‫البند الثالث‪ :‬التشريع والتنظيم‪:‬‬
‫يوجد على مستوى الدولة هيئتان خمتصتان بوض القواعد العامة‪ ،‬مها السلطة التشريعية من جهة‪،‬‬
‫وبعض اهليئا املنتمية للسلطة التنفيذية من جهة أخرى‪ ،‬سواء على املستوى الوطين‪ ،‬أو على املستوى‬
‫احمللي‪.‬‬
‫أوال‪ :‬التمييز الكالسيكي بني التشريع والتنظيم‪:‬‬
‫إن اهليئة العليا‪ ،‬طبقا للفكر الدميقراطي األويل كانت تتمثل يف الربملان املنبثق عن اإلدارة الشعبية‪،‬‬
‫أما السلطة التنفيذية اعلى الرغم من متتعها ببعض االختصاصا اخلاصة هبا‪ ،‬اإهنا تبقى م ذلك خاضعة‬
‫للربملان‪ .‬ولقد نتج عن هذا التصور ‪ ،‬أنه ال يكن ختصيص التشري مبجال حمدد‪ ،‬لذلك اإن املشرع إبمكانه‬
‫أن يتدخل يف أي جمال‪ ،‬ويض القاعدة اليت تبدو له ضرورية‪.‬أما التنظيم يعد مرتبطا أساسا ابلتشري ‪ ،‬أو‬
‫ابألحرى بتطبيق وتنفيذ التشري ‪.‬‬
‫اثينيا‪ :‬ططور التمييز بني التشريع والتنظيم ف ي رريناا‪::‬‬
‫إن التطور الذي عراته ارنسا يف هذا اجملال مت عرب عدة مراحل‪ ،‬وذلك على الشكل التايل‪:‬‬
‫‪-:1‬التنظيمات املاتقلة‪ ::‬يف البداية مت االعرتاف للحكومة بسلطة تنظيمية مستقلة‪ ،‬أي بسلطة‬
‫تنظيم بعض املسائل اليت مل يشأ املشرع أن يقوم هبا‪.‬‬
‫‪-)2‬املراسيم التشريعية‪:‬‬
‫لعد األزمة اإلقتصادية العاملية بدأ يظهر ‪-‬على ارتا متقطعة وملدة وجيزة حمددة‪ -‬تقنينا‬
‫جديدة‪ ،‬وهي املعرواة "ابلتشري ذو السلطة الكاملة‪ ،‬والذي بواسطته يعطي الربملان للحكومة‪ ،‬وملدة زمنية‬

‫‪-2-‬‬
‫سارية املفعول بواسطة التنظيما ‪ ،‬وذلك من أجل إصالح األوضاع‬ ‫حمددة سلطة تعديل التشريعا‬
‫املتدهورة‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬التمييز بني التشريع والتنظيم ي ظل الدستور اجلزائري‪:‬‬
‫جيب يف أن نش ر يف هذا الصدد أبن الدستور اجلزائري لسنة ‪ ،2020‬و دستور‪ 1996‬املعدل‬
‫واملتمم‪ ،‬شأنه يف ذلك شأن دستور سنة ‪ ،1989‬ودستور سنة ‪ ،1976‬قد أتثر ابلدستور الفرنسي لسنة‬
‫‪ ،1958‬الذي قلب التمييز السابق رأسا على عقب‪ ،‬إذ ترتب عليه أن املؤسس الدستوري قام بتحديد‬
‫جمال التشري على سبيل احلصر‪.‬على أن السلطة التنظيمية ميارسها رئيس اجلمهورية يف املسائل اليت مل ختض‬
‫للمجال التشريعي‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬املصادر غري املكتوبة‪:‬‬
‫تتمثل املصادر غ ر املكتوبة يف العرف‪ ،‬والقضاء واملبادئ العامة للقانون‪ .‬واحلقيقة أن العرف يف‬
‫جمال القانون اإلداري‪ ،‬يبقى يلعب دورا اثنواي اقط‪ ،‬هلذا اإن دراستنا ستقتصر على القضاء (البند األول)‪،‬‬
‫واملبادئ العامة للقانون (البند الثاين)‪.‬‬
‫البند األول‪ :‬القضــاء‪:‬‬
‫يعترب القضاء من أهم مصادر مبدأ املشروعية بصفة عامة‪ ،‬والقانون اإلداري بصفة خاصة‪ ،‬وذلك‬
‫نظرا للدور اهلام الذي يقوم به يف إنشاء القواعد‪ .‬وم ذلك جتدر اإلشارة إىل وجوب عدم اخللط بني‬
‫القواعد ذا األصل القضائي‪ ،‬وبني املبادئ العامة للقانون‪.‬‬
‫البند الثاين‪ :‬املبادئ العامة للقاينون ف‪::les principes généraux de droit‬‬
‫جبانب القواعد اليت يقوم القاضي اإلداري بوضعها بنفسه‪ ،‬اإن هذا األخ ر قد أكد منذ القدم على‬
‫وجود مبادئ عامة للقانون اإلداري‪ ،‬يرتتب على خمالفتها من طرف اإلدارة تعرضها لتوقي اجلزاء عليها‪.‬‬
‫املطلب الثالث‪ :‬ينطاق مبدأ املشروعية‪.‬‬
‫ترد على مبدأ املشروعية قيودا معينة‪ ،‬هي السلطة التقديرية (البند األول)‪ ،‬والظروف االستثنائية‬
‫(البند الثاين)‪ .‬و أعمال احلكومة (البند الثالث)‪.‬‬
‫التقديرية‪.‬‬ ‫البند األول‪ :‬الالطة‬
‫إن االختصاص املقيد يتمثل يف احلالة اليت تفرض ايها القاعدة القانونية على اإلدارة اختاذ قرار معني‪،‬‬
‫عندما تتوار الشروط اليت حددهتا‪ .‬أما السلطة التقديرية‪ ،‬اتتمثل يف احلالة اليت ترتك ايها القاعدة القانونية‬
‫لإلدارة‪ ،‬حرية التقدير يف ممارسة االختصاص‪.‬‬
‫‪-3-‬‬
‫البند الثاين‪ :‬ينظرية الظروف االستثنائية‪:‬‬
‫إن الظروف االستثنائية تتحقق إذا ما كنا أمام تصرف اضطراري لإلدارة‪ ،‬نتيجة ظرف غ ر عادي ذو‬
‫خطر على املصلحة العامة‪ ،‬ال يسمح لإلدارة ابحرتام و مراعاة القواعد القانونية اليت حتكم الظروف العادية‪.‬‬
‫على الظروف االستثنائية هلا أثر مزدوج‪ :‬اهي تؤدي من جهة إىل إيقاف سلطان القواعد القانونية‬
‫اليت حتكم الظروف العادية يف مواجهة اإلدارة‪ ،‬كما أهنا تؤدي من جهة أخرى إىل تطبيق مشروعية خاصة‬
‫على أعمال اإلدارة اخلاصة يف تلك الظروف‪.‬‬
‫البند الثالث‪ :‬أعمال احلكومة فأو الايادة‪:‬‬
‫يقصد أبعمال احلكومة – أو كما يسميها البعض أعمال السيادة‪ -‬تلك الطائفة من أعمال السلطة‬
‫التنفيذية اليت تتمت حبصانة ضد رقابة القضاء‪ ،‬و اليت ال القاضي العادي وال القاضي اإلداري يعترب نفسه‬
‫خمتصا بنظرها‪ ،‬و ابلتايل اهي خترج كلية عن الرقابة القضائية‪.‬‬
‫القام األول‪ :‬طبيعة النظام القضائي ي اجملال اإلداري ‪:‬‬
‫سيتم التعرض إىل النظم القضائية املوحدة (الباب األول)‪ ،‬ام النظام القضائي املزدوج (الباب الثاين)‪،‬‬
‫وأخ را النظم القضائية اإلشرتاذية (الباب الثالث)‪.‬‬
‫الباب األول‪ :‬النظام القضائي املوحد ف النظام األجنلوساكاوين‪.:‬‬
‫إن النظام األجنلوساكسوين أخذ بنظام القضاء املوحد‪ ،‬الذي ال مييز بني خمتلف املنازعا يف الدولة‬
‫ابلنظر إىل أطرااها‪ ،‬أو ابلنظر إىل طبيعة القواعد اليت تستعملها الدولة يف تصرااهتا‪ .‬لذلك هناك جهاز‬
‫قضائي واحد هو القضاء العادي بدرجاته املختلفة‪ ،‬يفصل يف كل املنازعا ‪ ،‬سواء تلك القائمة بني األاراد‬
‫العاديني م بعضهم البعض‪ ،‬أو تلك القائمة بني الدولة واألاراد العاديني‪ ،‬أو تلك القائمة بني األشخاص‬
‫املعنوية سواء اخلاصة أو العامة‪ .‬وال خيرج من رقابة القضاء إال ما مت النص عليه صراحة‪ ،‬وجعله املشرع من‬
‫اختصاص جهة أخرى‪ ،‬أو جعله حمصنا‪.‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬النظام القضائي املزدوج فالنظام القضائي الفريناي‪:‬‬
‫على عكس النظام القضائي املوحد‪ ،‬اإن النظام القضائي املزدوج يرتكز على وجود قانون خاص‬
‫ابإلدارة يف عالقاهتا املختلفة‪ ،‬وقضاء متخصص يفصل يف املنازعا الناشئة عن عالقا اإلدارة املختلفة‪.‬‬
‫إن هذا النظام اتبعته ارنسا اليت تعرف –حقيقة‪ -‬قانون إداري مبعناه املتميز عن القانون املدين‪ ،‬كما‬
‫تعرف من جهة أخرى ازدواجية القضاء‪ ،‬وذلك بوجود جهة قضائية خمتصة ابلفصل يف املنازعا اإلدارية‪،‬‬
‫ومستقلة عن جها القضاء العادي‪ .‬على أن القضاء اإلداري هو عبارة عن جمموعة من احملاكم اإلدارية‪،‬‬
‫‪-4-‬‬
‫اليت يوجد على رأسها حمكمة عليا تسمى "جملس الدولة" مشاهبة متاما حملكمة النقض يف النظام القضائي‬
‫العادي‪.‬‬
‫الباب الثالث‪ :‬النظام القضائي اجلزائري ي اجملال اإلداري‪.‬‬
‫إن املؤسس الدستوري اجلزائري قد اعتنق سنة ‪ 1996‬صراحة اإلزدواجية القضائية‪ .‬وابلتايل هناك‬
‫قضاء عادي خيتص ابلفصل يف املنازعا العاديو‪ ،‬وقضاء إداري خيتص ابلفصل يف املنازعا اإلداري‪ .‬على‬
‫أن القضاء اإلداري يتمثل يف احملاكم اإلدارية ابعتبارها أول درجة للتقاضي مبدئيا‪ ،‬وجملس الدولة‪ ،‬الذي قد‬
‫يكون جهة استئناف ضد األحكام الصادرة من احملاكم اإلدارية‪ ،‬كما قد يكون أول درجة للتقاضي يف‬
‫بعض احلاال ‪ ،‬كما قد يكون جهة نقض ابلنسبة لألحكام الصادرة من اجلها القضائية ابعتبارها أول‬
‫وآخر درجة‪.‬‬
‫القام الثاين‪ :‬االختصاص القضائي ي اجملال اإلداري‪:‬‬
‫سيتم التعرض يف هذا القسم إىل حتديد مفهوم املنازعة اإلدارية (الباب األول)‪ ،‬مث إشكاال‬
‫اإلختصاص القضائي وكيفية حلها (الباب الثاين)‪.‬‬
‫الباب األول‪ :‬مفهوم املنازعة اإلدارية‬
‫سنقوم بدراسة تعريف املنازعة اإلدارية (الفصل األول)‪ ،‬ام التقسيما املختلفة هلا (الفصل الثاين)‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬طعريف املنازعة اإلدارية‪.‬‬
‫ميكن القول كتعريف أويل‪ ،‬أن املنازعة اإلدارية هي "جمموع القواعد القانونية اليت تنظم اخلالاا‬
‫اإلدارية ابلطريق القضائي"‪ .‬وم ذلك اإن املعاي ر اليت قيلت بشأن تعريف املنازعة اإلدارية تتمثل يف‪:‬‬
‫أوال‪ :‬املعيار الشكلي‪ :‬طبقا هلذا املعيار اإن املنازعة اإلدارية هي املنازعة املعروضة على القضاء اإلداري‬
‫للفصل ايها‪.‬‬
‫إن هذا املعيار تعرض لنقد شديد‪ ،‬ذلك أنه يصادر على املطلوب ألنه ذهب إىل النتيجة املعرواة‬
‫مسبقا‪ ،‬دون أن يبني كيف توصل إىل تلك النتيجة‪.‬‬
‫اثينيا‪ :‬املعيار العضوي‪ :‬طبقا هلذا املعيار‪ ،‬اإن املنازعة اإلدارية هي املنازعة اليت يكون أحد أطرااها شخصا‬
‫عاما ابملفهوم الواس ‪.‬‬
‫على أن هذا املعيار وإن كان يصدق يف الكث ر من احلاال ‪ ،‬إال قد تعرض للنقد‪ ،‬إذ أنه قد يؤدي‬
‫يف بعض احلاال إىل اخللط النسيب بني املنازعة اإلدارية واملنازعة اخلاصة‪ ،‬ذلك أنه جيعل أساس التمييز بني‬
‫املنازعة اإلدارية وغ رها من املنازعا هو النظر إىل أطرااها‪ ،‬وهذا ما ال يصدق يف بعض احلاال ‪ ،‬ألنه إذا‬
‫‪-5-‬‬
‫اعتربان أن القانون اإلداري هو القانون الذي يطبق على اإلدارة‪ ،‬اهناك جمموعة من القواعد اليت تطبق على‬
‫اإلدارة‪ ،‬وم ذلك تعد من قواعد القانون اخلاص‪ .‬ومن هنا من غ ر املقبول وصف املنازعة أبهنا إدارية أو‬
‫خاصة ابلنظر اقط إىل أطرااها‪ ،‬وعليه‪:‬‬
‫املتعلقة‬ ‫اثلثا‪ :‬املعيار املادي أو املوضوعي‪ :‬طبقا هلذا املعيار‪ ،‬اإن املنازعة اإلدارية هي جمموع املنازعا‬
‫ابملرااق العامة‪ ،‬أو مبفهوم أوس من ذلك‪ ،‬املنازعا املتعلقة ابلنشاط اإلداري‪.‬‬
‫وم ذلك‪ ،‬اإن هذا املعيار قد تعرض للنقد‪ ،‬امثال إن املنازعة بني شخص عام وشخص خاص‬
‫واملتعلقة اقط بنشاط الشخص اخلاص ‪ ،‬ال تعد منازعة إدارية طبقا هلذا املعيار‪ ،‬ألن املنازعة ال تتعلق بنشاط‬
‫إداري‪ .‬واحلقيقة أن هذه املنازعة تعد إدارية ألن أحد أطرااها شخص عام‪.‬‬
‫مالحظة‪ :‬من خال كل ما سبق يتضح أبنه مل يتمكن أي معيار من املعاي ر السابقة من حتديد‬
‫املقصود ابملنازعة اإلدارية لوحده‪ ،‬لذلك من األاضل استبعاد املعيار الشكلني واملزج بني املعيارين املعيار‬
‫العضوي الذي يشرتط وجود شخص عام كطرف يف املنازعة‪ ،‬ابستثناء احلالة اليت يكون ايها نشاط‬
‫الشخص العام غ ر إداري‪ ،‬واملعيار املادي الذي يشرتط يف املنازعة أن تتعلق بنشاط إداري أاي كانت‬
‫أطرااها‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬موقف املشرع اجلزائري من طعريف املنازعة اإلدارية‪.‬‬

‫على خالف ما قاله البعض أبن املشرع اجلزائري مل يعرف املنازعة اإلدارية‪ ،‬اإن املشرع اجلزائري عرف‬
‫املنازعة اإلدارية من خالل املادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية‪ ،‬واملادة ‪ 9‬من القانون العضوي‬
‫رقم ‪ 01-98‬املتعلق مبجلس الدولة املعدل واملتمم‪.‬‬
‫وتنص املادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية على ما يلي‪ " :‬احملاكم اإلدارية هي جها‬
‫الوالية العامة يف املنازعا اإلدارية‪.‬‬
‫ختتص ابلفصل يف أول درجة حبكم قابل لإلستئناف يف مجي القضااي اليت تكون الدولة‪ ،‬أو الوالية‪ ،‬أو‬
‫البلدية‪ ،‬أو إحدى املؤسسا العمومية ذا الصبغة اإلدارية طراا ايها"‪ .‬ويالحظ على هذه املادة ما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬إن املشرع اجلزائري أخذ أساسا ابملعيار العضوي يف تعريف املنازعة اإلدارية‪ ،‬والدليل على ذلك حتديده‬
‫لألشخاص اليت تكون طراا يف املنازعة‪ ،‬وهي الدولة‪ ،‬أو الوالية‪ ،‬أو البلدية‪ ،‬أو إحدى املؤسسا العمومية‬
‫ذا الصبغة اإلدارية‪ .‬ايكفي العتبار املنازعة إدارية –وابلتايل خيتص ابلفل ايها القضاء اإلداري‪ -‬أن يكون‬
‫أحد أطرااها األشخاص العامة املذكورة يف املادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية‪.‬‬

‫‪-6-‬‬
‫‪ -2‬إذا كان املشرع اجلزائري قد جعل من املعيار العضوي األساس يف حتديد اختصاص القاضي اإلداري‪،‬‬
‫اإنه مل يقف عند هذا احلد‪ ،‬بل دعم املعيار العضوي ابملعيار املادي‪ ،‬الذي يهتم بطيعة النشاط‪ .‬ااملشرع من‬
‫خالل املادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية استثىن بطريقة ضمنية منازعا بعض املؤسسا‬
‫العمومية من اختصاص القاضي اإلداري‪( .‬املؤسسا العمومية ذا الطاب الصناعي والتجاري‬
‫واإلقتصادية)‪ .‬ااملشرع إذن أوىل اهتماما لنشاط املؤسسا ‪ ،‬حيث اشرتط أن يكون نشاطها إداراي لكي‬
‫خيتص ابملنازعا الناشئة عنها القاضي اإلداري‪ .‬أما إذا مل يكن نشاطها إداراي‪ ،‬االقاضي اإلداري غ ر‬
‫خمتص – من املفروض‪ -‬ابملنازعا املتعلقة بتلك النشاطا ‪ ،‬وهذا هو جوهر املعيار املادي‪.‬‬
‫‪ -3‬إن املشرع أشار إىل املعيار املادي بطريقة صرحية يف املادة ‪ 9‬من القانون العضوي رقم ‪ 01-98‬املتعلق‬
‫مبجلس الدولة‪ .‬القد اعترب املشرع أن قرارا التنظيما املهنية الوطنية خيتص إبلغائها جملس الدولة إذا ما‬
‫راعت أمامه دعوى جتاوز السلطة تتعلق بتلك القرارا ‪ .‬االتنظيم املهين ال ميكن اعتباره شخصا من‬
‫أشخاص القانون العام‪ ،‬إال أنه يعمل يف بعض احلاال ابلوسائل اليت تعمل هبا أشخاص القانون العام‪ ،‬من‬
‫ذلك القرارا التأديبية الصادرة يف حق أعضاء تلك التنظيما ‪ ،‬لذلك اإن األعمال الصادرة عنه هبذه‬
‫الطريقة ميكن اعتبارها أعماال إدارية أخذا ابملعيار املادي‪ ،‬وابلتايل اإهنا ختض لنفس الرقابة اليت ختض هلا‬
‫األعمال الصادرة عن األشخاص العامة‪.‬‬
‫وإذا كانت املادة ‪ 800‬من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية قد وسعت من جمال املنازعا اإلدارية‬
‫استثناءات على املادة‬ ‫–حيث كرست املعيار العضوي‪ -‬اإن املادة ‪ 802‬من نفس القانون قد أورد‬
‫إدارية حبتة‪ ،‬إىل‬ ‫‪ ،800‬أي على اختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬حبيث أعطت اإلختصاص يف منازعا‬
‫القضاء العادي (احملاكم العادية)‪ .‬إن هذه اإلستثناءا تتمثل ايما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬خمالفا الطرق‪.‬‬
‫‪-2‬املنازعا املتعلقة بدعاوى التعويض املتعلقة ابألضرار اليت رتبتها مركبة اتبعة للدولة‪ ،‬أو إحدى الوالاي ‪،‬‬
‫أو إحدى البلداي ‪ ،‬أو إحدى املؤسسا العمومية ذا الصبغة اإلدارية‪.‬‬
‫وابإلضااة إىل هذه اإلستثناءا ‪ ،‬هناك استثناءا أخرى ورد يف نصوص أخرى منها‪:‬‬
‫‪-1‬املنازعا املتعلقة حبالة األشخاص‪ .‬اتطبيقا لألمر املتضمن قانون اجلنسية‪ ،‬اإن احملاكم هي وحدها‬
‫املختصة ابلنظر يف منازعا اجلنسية اجلزائرية‪.‬‬
‫‪-2‬كما أن املنازعا املتعلقة مبسؤولية ضباط احلالة املدنية عن األخطاء اليت يرتكبوهنا أثناء ممارسة‬
‫وظائفهم‪ ،‬واليت ميكن أن ينتج عنها ضرر للغ ر‪ ،‬تفصل ايها احملاكم العادية‪.‬‬
‫‪-3‬كما أن املنازعا املتعلقة ابلتسجيل يف القوائم اإلنتخابية تفصل ايها احملاكم العادية‪.‬‬
‫‪-7-‬‬
‫‪-4‬كما أن املنازعا املتعلقة بصحة عملية اإلستفتاء‪ ،‬واإلنتخااب الرائسية‪ ،‬واإلنتخااب التشريعية تدخل‬
‫يف اختصاص اجمللس الدستوري‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬التقايمات املختلفة للمنازعات اإلدارية‪.‬‬
‫تعدد اإلجتاها الفقهية يف تقسيم املنازعا اإلدارية‪ ،‬وذلك ابلنظر إىل الدعاوى اليت ينظر ايها‬
‫القضاء‪ ،‬إىل درجة يصعب حصرها‪ .‬ولكن على الرغم من ذلك‪ ،‬ميكن حصر أهم هذه اإلجتاها يف‬
‫اجتاهني متباينني (املبحث األول)‪ ،‬واجتاه توايقي بني اإلجتاهني املتباينني (املبحث الثاين)‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬اإلجتاه التقليدي ي طقايم املنازعات‪.‬‬
‫معيار سلطة القاضي‪.‬‬
‫وأتسيسا على ذلك‪ ،‬اإن سلطا القاضي جتاه الدعاوى املعروضة عليه ليست كلها ذا طبيعة‬
‫واحدة‪ ،‬بل ختتلف من منازعة إىل أخرى‪ .‬وعلى ذلك تنقسم املنازعا اإلدارية إىل أربعة أنواع هي‪:‬‬
‫املتباينة‪ ،‬إال أهنا‬ ‫أوال‪ :‬منازعات القضاء الكامل‪ :‬ويدخل ضمن هذا املصطلح بعض املنازعا‬
‫تتميز مجيعها أبن للمحكمة عند نظرها مجي السلطا املعرتف هبا عادة للقاضي‪.‬‬
‫اثينيا‪ :‬منازعات اإللغاء‪:‬ويقصد هبذا النوع من املنازعا ‪ ،‬جمموعة من الدعاوى يهدف رااعها إىل‬
‫إلغاء تصرف قانوين معني‪ ،‬معتقدا أنه خمالف للقانون –آخذين هذه العبارة مبعناها الواس ‪.-‬‬
‫ويعترب أصحاب هذا اإلجتاه تعترب دعوى جتاوز السلطة أهم صورة من صور منازعا قضاء اإللغاء‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬منازعات التفاري وطقدير املشروعية‪ :‬ويقصد هبذا النوع من املنازعا ‪ ،‬تلك الدعاوى اليت‬
‫تتوىل ايها احملكمة تفس ر بعض القرارا اإلدارية‪ ،‬أو التأكد من مشروعيتها دون إلغائها‪.‬‬
‫اثلثا‪ :‬منازعات الزجر أو العقاب‪ :‬يقصد هبذا النوع من املنازعا ‪ ،‬تلك الدعاوى املعروضة على‬
‫جزائية على من خيالفون النصوص‬ ‫القضاء اإلداري واليت يعرتف له ايها استثناء‪ ،‬بسلطة توقي عقواب‬
‫القانونية املتعلقة حبماية املال العام (الدومني العام) والطرقا العامة‪.‬‬
‫وإذا كان يبدو أن اإلجتاه التقليدي منطقي يف تقسيمه للمنازعا اإلدارية‪ ،‬إال أنه تعرض للنقد‪،‬‬
‫ألنه اعتمد على شيء اثنوي يف التمييز بني املنازعا اإلدارية‪ ،‬وهو سلطة القاضي جتاهها‪ ،‬وجتاهل ما هو‬
‫أساسي يف العمل القضائي‪ ،‬واملتمثل يف كيفية توصل القاضي لفرض سلطته وهو يفصل يف املنازعا‬
‫املعروضة عليه‪ .‬اسلطا القاضي جتاه املنازعة ما هي يف احلقيقة سوى نتيجة وليست سببا‪ ،‬و كان ينبغي‬
‫البحث يف السبب وليس النتيجة‪ ،‬ألن النتيجة معرواة مسبقا لدى اجلمي ‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬اإلجتاه احلديث ي طقايم املنازعات اإلدارية‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫معيار طبيعة املاألة املعروضة على القاضي‪.‬‬
‫تنقسم املنازعا اإلدارية طبقا هلذا املعيار إىل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬القضاء املوضوعي فأو العيين‪ ::‬ونكون أمام هذا النوع من املنازعا ‪ ،‬كلما كانت املسألة‬
‫املعروضة على القضاء هي معراة ما إذا كانت قاعدة قانونية – عامة وجمردة‪ -‬قد متت خمالفتها أم ال‪.‬‬
‫ويتعلق األمر هنا ابملراكز النظامية العامة‪.‬ومن أهم املنازعا اليت تدخل ضمن القضاء املوضوعي‪ ،‬دعوى‬
‫جتاوز السلة‪.‬‬
‫إذا كانت املسألة‬ ‫اثينيا‪ :‬القضاء الشخصي فأو الذايت‪ ::‬ونكون بصدد هذا النوع من املنازعا‬
‫املعروضة على القضاء هي معراة هل مت اإلعتداء على املراكز الذاتية أم ال‪ .‬ويتعلق املر هنا ابحلقوق‬
‫املكتسبة‪.‬ومن أمثلة املنازعا اليت تدخل ضمن القضاء الشخصي‪ ،‬منازعا العقود اإلدارية‪ ،‬ودعوى‬
‫التعويض‪.‬‬
‫ولقد تعرض اإلجتاه احلديث للنقد‪ ،‬إذ الحظ عليه الفقهاء أنه انقص‪ ،‬وذلك لوجود بعض املنازعا‬
‫اليت يصعب تصنيفها ضمن القضاء املوضوعي أو ضمن القضاء الشخصي‪ ،‬ألهنا جتم بني هذين النوعني‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬اإلجتاه التوريقي‪.‬‬
‫بعد اإلنتقادا اليت وجهت لإلجتاهني السابقني‪ ،‬ظهر اجتاه جديد حاول أن يواق بينهما‪ .‬وإذا كان‬
‫هذا اإلجتاه التوايقي يعتمد يف البداية يف حتديده للمنازعة اإلدارية على طبيعة املسألة املعروضة على القاضي‬
‫(أي اإلجتاه احلديث)‪ ،‬اإنه م ذلك ال يتجاهل السلطا اليت يتمت هبا القاضي عند نظره للمنازعا‬
‫املعروضة عليه (أي اإلجتاه التقليدي)‪.‬وطبقا هلذا اإلجتاه‪ ،‬اإن املنازعا اإلدارية نوعان‪:‬‬
‫أوال‪ :‬منازعات املشروعية‪ :‬ويقصد هبا تلك الدعاوى اليت يطلب منها راا الدعوى من القاضي‬
‫اإلداري احص مدى تطابق أعمال اإلدارة م القواعد القانونية العامة واجملردة‪ .‬أما سلطة القاضي يف هذه‬
‫املنازعا اتتمثل يف‪:‬‬
‫‪-1‬إما أن تكون سلطة القاضي حمددة‪ ،‬حبيث تقتصر على تقدير مشروعية العمل موضوع الدعوى‪،‬‬
‫أو تفس ره‪.‬‬
‫‪-2‬وقد متتد سلطة القاضي إىل إلغاء القرار غ ر املشروع‪.‬‬
‫‪-3‬وقد يتمت القاضي بسلطا القضاء الكامل‪.‬‬
‫‪-4‬ويف األخ ر اإن سلطة القاضي قد تتمثل يف ارض عقواب ‪.‬‬
‫اثينيا‪ :‬املنازعات الشخصية‪ :‬ويقصد هبا تلك الدعاوى املتعلقة مبضمون وآاثر احلقوق الشخصية‪،‬‬

‫‪-9-‬‬
‫واليت يطلب ايها من القاضي اإلداري أن يفصل يف مسألة وجود هذه احلقوق وآاثرها‪ ،‬مث يبني بعد ذلك ما‬
‫إذا كانت هذه احلقوق وآاثرها قد حلقها ضرر أو ال‪ .‬أما سلطة القاضي يف هذه املنازعا اتتمثل يف‪:‬‬
‫‪ -1‬اقد تقتصر اقط على تقدير مشروعية عمل إداري اردي متعلق حبق شخصي‪ ،‬أو تفس ره‪.‬‬
‫‪ -2‬وقد متتد إىل إلغاء ذلك العمل‪ ،‬ويكون ذلك بواسطة دعوى جتاوز السلطة‪.‬‬
‫‪ -3‬وأخ را قد متتد سلطة القاضي –وهذا هو املطلوب‪ -‬لتشمل القضاء الكامل‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬موقف املشرع اجلزائري من طقايمات املنازعات اإلدارية‬
‫ابلرجوع إىل نصوص قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية‪ ،‬ال سيما املواد ‪ ،800‬و ‪ ،801‬و‪901‬‬
‫منه‪ ،‬نالحظ أن املشرع اجلزائري قد ذكر أهم الدعاوى اإلدارية‪ ،‬واملتمثلة يف‪:‬‬
‫‪-1‬دعوى إلغاء القرارا اإلدارية‪.‬‬
‫‪-2‬دعوى التفس ر ودعوى تقدير مشروعية القرارا اإلدارية‪.‬‬
‫‪-3‬دعوى القضاء الكامل‪.‬‬
‫ونعتقد أبن املشرع اجلزائري قد أخذ ابإلجتاه الذي يعتمد على سلطا القاضي جتاه املنازعة‬
‫املعروضة عليه(أي اإلجتاه التقليدي)‪ ،‬ذلك أنه بني من خالل الدعاوى اليت ذكرها خمتلف سلطا القاضي‪.‬‬
‫الفصل الثالث‪ :‬طوزيع االختصاص بني اجلهات القضائية اإلدارية ي اجلزائر‪:‬‬
‫انتهينا ايما سبق أن النظام اجلزائري أصبح نظاما مزدوجا‪ ،‬و هو ما أشار إليه املادة ‪ 152‬من دستور‬
‫‪ 1996‬قبل تعديله‪ ،‬وجتسيدا لذلك صدر القانون العضوي ‪ 01/98‬يف ‪ 1998/05/30‬املتعلق ابختصاصا‬
‫جملس الدولة و تنظيمه و عمله‪ ،‬والقانون ‪ 02/98‬املتعلق ابحملاكم اإلدارية‪ ،‬والقانون العضوي ‪ 03/98‬املتعلق‬
‫مبحكمة التنازع و تنظيمها‪.‬‬
‫املدنية واإلدارية أصبح توزي اإلختصاص داخل اهليكل القضائي‬ ‫وبعد صدور قانون اإلجراءا‬
‫اإلداري على الشكل التايل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬اختصاص احملكمة اإلدارية‪:‬‬
‫تعد احملكمة اإلدارية صاحبة الوالية العامة يف كل املنازعا اإلدارية‪ .‬ومعىن ذلك أنه ما مل يوجد نص‬
‫خاص‪ ،‬اإن الفصل يف كل املنازعا اإلدارية يكون للمحكمة اإلدارية كأول درجة للتقاضي‪.‬‬
‫وتتمثل اإلختصاصا القضائية للمحكمة اإلدارية يف‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلختصاص بدعاوى اإللغاء والتفاري وطقدير املشروعية‪ :‬ختتص احملكمة اإلدارية ابعتبارها‬
‫املصاحل غ ر املمركزة‬ ‫الوالية‪ ،‬وقرارا‬ ‫أول درجة للتقاضي بدعاوى إلغاء وتفس ر وتقدير مشروعية قرارا‬

‫‪- 10 -‬‬
‫على مستوى الوالية‪ ،‬وقرارا البلدية‪ ،‬وقرارا املصاحل اإلدارية األخرى التابعة للبلدية‪ ،‬وقرارا املؤسسا‬
‫العمومية ذا الصبغة اإلدارية‪ ،‬على األحكام الصادرة هنا من احملكمة اإلدارية تكون قابلة للطعن ايها‬
‫ابإلستئناف أمام جملس الدولة‪.‬‬
‫‪ -2‬اإلختصاص بدعاوى القضاء الكامل‪ :‬ختتص احملكمة اإلدارية ابعتبارها أول درجة للتقاضي‬
‫كذلك بدعاوى القضاء الكامل‪ ،‬مبا يف ذلك دعاوى التعويض املوجهة ضد األشخاص العامة‪ ،‬أي سواء‬
‫كان العمل موضوع الدعوى صادرا عن الدولة أو الوالية أو البلدية أو املؤسسا العمومية ذا الطاب‬
‫اإلداري‪ ،‬على أن األحكام الصادرة هنا من احملكمة اإلدارية تكون هي األخرى قابلة للطعن ايها‬
‫ابإلستئناف أمام جملس الدولة‪.‬‬
‫اثينيا‪ :‬اختصاص جملس الدولة‪:‬‬
‫إن جملس الدولة ابعتباره اتبعا للسلطة القضائية‪-‬على خالف ما هو معمول به يف ارنسا‪ -‬هو عبارة‬
‫عن هيئة مقومة ألعمال احملاكم اإلدارية‪ ،‬كما أنه يعمل على توحيد اإلجتهاد القضائي عرب كامل الرتاب‬
‫الوطين‪ ،‬كما يسهر على ضمان احرتام القانون‪ ،‬وابإلضااة إىل ذلك اإنه يقوم بدور استشاري يف جمال‬
‫مشاري القوانني‪.‬‬
‫وخيتص جملس الدولة ابعتباره أول درجة للتقاضي بدعاوى إلغاء وتفس ر وتقدير مشروعية قرارا‬
‫السلطا اإلدارية املركزية‪ ،‬وقرارا اهليئا العمومية الوطنية‪ ،‬وقرارا التنظيما املهنية الوطنية‪.‬‬
‫كما خيتص جملس الدولة كذلك ابلنظر يف الطعون ابإلستئناف ضد األحكام واألوامر الصادرة من‬
‫احملاكم اإلدارية ‪.‬‬
‫كما خيتص جملس الدولة بنقض القرارا الصادرة يف آخر درجة عن اجلها القضائية اإلدارية‪ ،‬كما‬
‫خيتص ابلنقض يف املسائل املخولة له بنصوص خاصة‪.‬‬
‫إذا كانت القاعدة العامة تتمثل يف أن دعاوى الكامل مبا ايها دعوى التعويض ختتص هبا احملكمة‬
‫اإلدارية ابعتبارها أول درجة للتقاضي‪ ،‬اإنه على الرغم من ذلك هناك استثناء وارد على هذه القاعدة يتعلق‬
‫ابإلرتباط‪.‬‬
‫الباب الثاين‪ :‬إشكاالت االختصاص القضائي وكيفية حلها‪:‬‬
‫ما دام أن هناك هيئتني قضائيتني‪ ،‬األوىل خاصة ابملنازعا العادية والثانية ابملنازعا اإلدارية‪ ،‬اقد‬
‫يثور مشكل يتعلق مبعراة ما هي اجلهة القضائية املختصة ابملنازعة‪ ،‬ااملدعي قد خيطئ يف را الدعوى‪ ،‬كما‬
‫أن القاضي قد خيطئ هو اآلخر يف مسألة االختصاص‪ .‬وملواجهة هذا اإلشكال نص املؤسس الدستوري يف‬

‫‪- 11 -‬‬
‫دستور ‪( 1996‬عند صدوره‪ ،‬أي عند تبنيه لإلزدواجية القضائية ألول مرة يف اجلزائر) على إنشاء حمكمة‬
‫التنازع‪ ،‬وبعد ذلك صدر القانون العضوي ‪ 03/98‬املتعلق مبحكمة التنازع‪ .‬على أن الذي جيب التأكيد عليه‬
‫هو أن التنازع الذي يعنينا هو التنازع بني القضاء العادي والقضاء اإلداري‪ ،‬وليس التنازع بني اجلها‬
‫القضائية التابعة لنفس اهليكل القضائي‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬طشكيل حمكمة التنازع‪:‬‬
‫تتشكل حمكمة التنازع من سبعة (‪ )7‬قضاة‪ ،‬من بينهم رئيس حمكمة التنازع‪ ،‬ويعينهم رئيس اجلمهورية‬
‫ابقرتاح من وزير العدل بعد أخذ رأي مطابق للمجلس األعلى للقضاء‪ .‬على أن تكون رائسة حمكمة التنازع‬
‫ابلتناوب من بني قضاة احملكمة العليا وقضاة جملس الدولة‪ .‬وجيب أن يكون نصف عدد حمكمة التنازع من‬
‫قضاة احملكمة العليا‪ ،‬والنصف اآلخر من قضاة جملس الدولة‪.‬‬
‫ولصحة مداوال حمكمة التنازع‪ ،‬جيب أن حيضر يف اإلجتماع مخسة (‪ )05‬أعضاء على األقل‪ ،‬هم‬
‫رئيس حمكمة التنازع‪ -‬ويف حالة وجود مان له‪ ،‬خيلفه القاضي األكثر أقدمية‪ ،-‬وعضوان (‪ )02‬من احملكمة‬
‫العليا‪ ،‬وعضوان (‪ )02‬من جملس الدولة‪.‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬حاالت التنازع‪:‬‬
‫يتضح من نصوص القانون العضوي رقم ‪ 03-98‬أن هناك ثالثة أنواع من التنازع واملتمثلة يف‪:‬‬
‫التنازع االجيايب ‪ ،‬التنازع السليب ‪ ،‬و تناقض األحكام من الناحية املوضوعية‪ ،‬وذلك على الشكل التايل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬التنازع االجيايب والتنازع الاليب‪ :‬تنص املادة ‪ 16‬من ذلك القانون على‪" :‬يكون تنازعا يف‬
‫االختصاص عندما تقضي جهتان قضائيتان إحدامها خاضعة للنظام القضائي العادي واألخرى للنظام‬
‫القضائي اإلداري ابختصاصها أو عدم اختصاصها للفصل يف نفس النزاع‪.‬‬
‫يقصد بنفس النزاع عندما يتقاضى األطراف بنفس الصفة أمام جهة إدارية وأخرى قضائية‪ ،‬ويكون‬
‫الطلب مبنيا على نفس السبب ونفس املوضوع املطروح أمام القاضي"‪.‬‬
‫ولكي يتحقق التنازع يف اإلختصاص‪ ،‬ال بد أن يتوار ما يلي‪:‬‬
‫‪ .1‬أن ترا دعوى واحدة مرتني‪ ،‬األوىل أمام القضاء العادي والثانية أمام القضاء اإلداري أو العكس‪.‬‬
‫‪ .2‬أن يكون احلكم األخ ر الصادر يف املرة الثانية هنائيا‪.‬‬
‫وللفصل يف التنازع االجيايب أو السليب طبقا للمادة ‪ 17‬من القانون العضوي رقم ‪ ،03-98‬اإنه‬
‫يتعني على املعين ابألمر أن يرا دعوى أمام حمكمة التنازع خالل شهرين ابتداء من اليوم الذي يصبح ايه‬
‫احلكم الثاين غ ر قابل ألي طعن أمام اجلهة القضائية التاب هلا‪ ،‬أي جيب أن يكون هنائيا‪.‬‬

‫‪- 12 -‬‬
‫ومه ذلك إذا ال حظ احد القضاة وهو بصدد النظر يف دعوى‪ ،‬أن اجلهة القضائية األخرى قضت‬
‫ابختصاصها أو بعد اختصاصها‪ ،‬وأن قرارها سيؤدي على تناقض يف أحكام قضائية لنظامني قضائيني‬
‫خمتلفني‪ ،‬اإنه يتعني عليه إحالة ملف القضية بقرار غ ر قابل ألي طعن أمام حمكمة التنازع‪ .‬ويف هذه احلالة‬
‫تتوقف اإلجراءا إىل غاية صدور قرار من حمكمة التنازع‪ ،‬والذي يفصل يف موضوع اإلختصاص‪ ،‬أي يبني‬
‫ما هي اجلهة القضائية املختصة بذلك النزاع‪.‬‬
‫وجيب على حمكمة التنازع أن تفصل يف الدعوى املراوعة أمامها – مبا يف ذلك الدعاوى املتعلقة‬
‫بتناقض األحكام من الناحية املوضوعية‪ -‬يف أجل ستة (‪ )06‬أشهر ابتداء من اتريخ تسجيلها‪ .‬على أن‬
‫قرار حمكمة التنازع هنا يكون غ ر قابل ألي طعن‪ ،‬كما أنه يعد ملزما جلمي القضاة‪ ،‬سواء الذين ينتمون‬
‫للقضاء العادي‪ ،‬أو الذين ينتمون للقضاء اإلداري‪.‬‬
‫اثينيا‪ :‬طناقض األحكام من الناحية املوضوعية ‪ :‬يبدو من خالل املادة ‪ 17‬من القانون العضوي رقم‬
‫‪ 03/98‬أن املشرع اجلزائري قد أشار إىل هذا النوع من التناقض‪ ،‬حيث نصت تلك املادة على ما يلي‪" :‬يف‬
‫حالة تناقض أحكام هنائية‪ ...‬تفصل حمكمة التنازع بعداي يف االختصاص"‬
‫وإلمكانية القول بوجود تناقض بني األحكام من الناحية املوضوعية جيب أن تتوار الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ .1‬أن يقوم املدعي برا دعويني خمتلفتني عن أعمال أو مواضي واحدة ( تغ ر املدعى عليه )‪.‬‬
‫‪ .2‬أن تصدر اجلهتني القضائيتني أحكاما هنائية‪.‬‬
‫‪ .3‬أن تكون تلك األحكام متناقضة‪ ،‬حبيث يرتتب عليها إنكار العدالة‪.‬‬
‫القام الثالث‪:‬وسائل الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة‬
‫يف جمال القانون اإلداري هناك وسيلتني مهمتني مها‪ :‬إما املطالبة إبلغاء العمل اإلداري املخالف ملبدأ‬
‫املشروعية ويكون ذلك من خالل دعوى جتاوز السلطة (الباب األول)‪ ،‬وإما املطالبة ابلتعويض عن األضرار‬
‫املرتتبة نتيجة خمالفة اإلدارة ملبدأ املشروعية (الباب الثاين‬
‫الباب األول‪ :‬دعوى جتاوز الالطة فأو دعوى اإللغاء‪::‬‬
‫سيتم التعرض إىل شروط قبول الدعوى (الباب األول)‪ ،‬مث أوجه اإللغاء (الباب الثاين‪.‬‬
‫الفصل األول‪ :‬شروط قبول دعوى جتاوز الالطة فالشروط الشكلية ‪::‬‬
‫إن شروط قبول دعوى جتاوز السلطة ثالثة‪ :‬شروط تتعلق مبوضوع الدعوى (املبحث األول)‪ ،‬وشروط‬
‫تتعلق براا الدعوى (املبحث الثاين)‪ ،‬وشروط تتعلق ابلدعوى يف حد ذاهتا (املبحث الثالث)‪.‬‬
‫املبحث األول‪ :‬الشروط املتعلقة ابلعمل موضوع الدعوى‪:‬‬

‫‪- 13 -‬‬
‫إن دعوى جتاوز السلطة ال تكون مقبولة إال إذا وجهت ضد القرارا اإلدارية‪ .‬وعلى هذا األساس‬
‫حىت تتحقق الشروط املتعلقة ابلعمل موضوع الدعوى‪ ،‬جيب أن يتوار عنصران أساسيان مها‪ ،‬أن يكون‬
‫العمل اإلداري عمال إداراي ‪ ،‬وأن يكون العمل املطعون ايه عمال قانونيا صادرا إبرادة منفردة‪ .‬وأتسيسا على‬
‫ما سبق ال تقبل دعوى جتاوز السلطة ضد األعمال اليت مل يتوار ايها هذين الشرطني‪ ،‬وهي‪:‬‬
‫أوال‪ :‬األعمال الاابقة أو الالحقة للقرارات اإلدارية‪ :‬ومن بني هذه األعمال‪:‬‬
‫أ‪-‬األعمال اليت ليس هلا إال قيمة إعالمية رقط‪.‬‬
‫والتقارير‪،‬‬ ‫ب‪-‬األعمال التمهيدية والتحضريية‪ .‬من ذلك مثال‪ :‬اإلقرتاحا )‪ ،‬واإلستشارا ‪ ،‬والرغبا ‪،‬‬
‫والتحقيقا ‪ ،‬واإلعذارا ‪ ،‬املوجهة لألاراد قصد تذك رهم ابلتزام قانوين معني‪.‬‬
‫امثل هذه األعمال ال تعترب قرارا إدارية‪ ،‬ألهنا سابقة على اختاذ القرارا ‪.‬‬
‫اثينيا‪ :‬األعمال املادية‪ :‬إن األعمال املادية هي تلك األعمال اليت تقوم هبا اإلدارة دون أن تقصد من ورائها‬
‫إحداث آاثر قانوين‪ ،‬وإن كان القانون قد يرتب عليها بعض األحكام القانونية‪.‬‬
‫املتخذة لتنفيذها لدعوى جتاوز السلطة‪،‬‬ ‫اثلثا‪ :‬العقود اإلدارية‪ :‬ال ختض العقود اإلدارية وال اإلجراءا‬
‫ذلك أن املنازعا املتعلقة ابلعقود اإلدارية ختض للقضاء الكامل‪ ،‬ذلك أن هذه العقود‪.‬‬
‫وم ذلك هناك استثناءا واردة على هذه القاعدة واملتعلقة بنظرية األعمال املنفصلة‪.‬‬
‫رابعا أعمال احلكومة أو الايادة‪ :‬إن أعمال احلكومة ال ختض لدعوى جتاوز السلطة‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬الشروط املتعلقة ابلشخص رارع الدعوى‬
‫حىت تقبل دعوى جتاوز السلطة‪ ،‬البد أن تتوار بعض الشروط يف الشخص راا الدعوى‪ .‬إن هذه‬
‫الشروط تعد واحدة ابلنسبة جلمي الدعاوى اليت يريد الشخص أن يراعها أمام القضاء‪ ،‬واليت نصت عليها‬
‫املادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية‪ ،‬حيث جاء ايها ما يلي‪ " :‬ال جيوز ألي شخص التقاضي‬
‫ما مل تكن له صفة‪ ،‬وله مصلحة قائمة أو حمتملة يقرها القانون‪"...‬‬
‫أما شرط األهلية‪ ،‬اإن املشرع مل يذكره يف املادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية‪ ،‬إال أن هذا‬
‫ال يعين أبن هذا الشرط ال يعد من شروط قبول الدعوى‪ ،‬بل إنه من أهم شروط قبول الدعوى‪.‬على أنه نظرا‬
‫ألن األهلية ليست من األمور املستقرة‪ ،‬إذ قد تتغ ر أثناء نظر الدعوى ‪،‬لذلك اإن األهلية ال تعد اقط من‬
‫شروط قبول الدعوى‪ ،‬بل تعد كذلك من شروط صحة اخلصومة‪.‬‬
‫ولقبول دعوى جتاوز الالطة جيب أن يتورر ما يلي‪:‬‬

‫‪- 14 -‬‬
‫ضرورة وجود أثر قاينوين انطج عن عمل إداري ‪:‬ال يكفي لقبول هذه الدعوى أن يكون العمل‬
‫موضوع الطعن غ ر مشروع‪ ،‬بل ال بد ابإلضااة إىل ذلك أن يلحق به أذى‪ ،‬أي يؤثر على مركزه القانوين‬
‫سلبا‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬ال ميكن القول بتوار املصلحة يف الشخص راا الدعوى إال إذا كان العمل الذي‬
‫طعن ضده قد أذى إىل إحلاق أذى به‪.‬‬
‫وقد وس القضاء من اكرة املصلحة وذلك على الشكل التايل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬إذا وجب ي املصلحة أن طكون شخصية‪ ،‬رمع ذلك ال يشرتط أن طكون كلية‪:‬‬
‫ينبغي أن تكون مصلحة راا دعوى جتاوز السلطة شخصية‪ .‬وعلى ذلك ال تقبل هذه الدعوى من‬
‫شخص ليست له مصلحة مباشرة مهما كانت درجة قرابته بصاحب املصلحة‪.‬‬
‫وم ذلك جتدر اإلشارة إىل أنه إذا كان القضاء يشرتط يف املصلحة أن تكون مباشرة‪ ،‬اإنه على الرغم‬
‫من ذلك ال يشرتط أن تكون املصلحة كلية‪ .‬وعلى هذا األساس تقبل دعوى جتاوز السلطة اليت يراعها‬
‫املستفيدون من خدما املراق العام ضد القرارا اليت متس بكيفية استفادهتم من خدما املراق‪ ،‬بشرط‬
‫استيفائهم الشروط املقررة لإلستفادة من تلك اخلدما ‪.‬‬
‫اثينيا‪ :‬املصلحة املادية واملصلحة املعنوية‪ :‬تقبل دعوى جتاوز السلطة سواء تعلق األمر مبصلحة مادية‬
‫لصاحب الدعوى‪ ،‬أو تعلق األمر مبصلحة معنوية له‪.‬‬
‫املصلحة احلالة واملصلحة احملتملة‪ :‬تقبل دعوى جتاوز السلطة ليس اقط ضد املصاحل احملقق واحلالة‪،‬‬
‫بل كذلك ضد املصاحل املستقبلة‪.‬‬
‫أما إذا كانت املصلحة حمتملة‪ ،‬ااملفروض ال تقبل الدعوى ألن املصلحة قد تتحقق وقد ال تتحقق‪،‬‬
‫وهذا على خالف املصلحة املستقبلة‪ ،‬اليت وإن مل تتحقق‪ ،‬إال أن حتققها أكيد الوقوع يف املستقبل‪.‬‬
‫وم ذلك جتدر اإلشارة إىل أن املشرع اجلزائري قد نص يف املادة ‪ 13‬من قانون اإلجراءا املدنية‬
‫واإلدارية على أنه " ال جيوز ألي شخص التقاضي‪ ،‬ما مل تكن له صفة‪ ،‬وله مصلحة قائمة أو حمتملة يقرها‬
‫القانون"‪ .‬إن هذه املادة تعترب أن دعوى جتاوز السلطة تكون مقبولة حىت ولو كانت مصلحة الطاعن ايها‬
‫حمتملة‪ .‬واحلقيقة أن هذا يعد شيئا غ ر منطقي‪.‬‬
‫رابعا‪ :‬مصلحة الشخص اخلاص ومصلحة الشخص العام‪ ::‬إن املصلحة قد تكون مصلحة شخص‬
‫من أشخاص القانون اخلاص‪ ،‬وقد تكون مصلحة شخص من أشخاص القانون العام‪.‬‬
‫الفرع الثاين‪ :‬مركز الطاعن مقارينة ابلعمل املطعون ريه‬

‫‪- 15 -‬‬
‫حىت تكون دعوى جتاوز السلطة مقبولة‪ ،‬ال يكفي أن يكون العمل املطعون ضده قد أثر على املركز‬
‫القانون للطاعن أبن أحلق به أذى‪ ،‬بل جيب كذلك أن تكون آاثر العمل املطعون ضده قد مست الطاعن‬
‫بصفته منتميا إىل ائة معرواة وحمددة‪ :‬االطاعن جيب أن يكون يف مركز معني‪ ،‬هذا املركز هو الذي ميكنه من‬
‫استعمال دعوى جتاوز السلطة‪ .‬وعلى هذا األساس‪ ،‬اإنه ال ميكن قبول دعوى جتاوز السلطة إال من‬
‫األشخاص الذين يعنيهم القرار اإلداري‪.‬‬
‫ويشرتط ي األخري ضرورة وجود مركز قاينوين مشروع‪ :‬اال يكفي لقبول دعوى جتاوز السلطة أن‬
‫يكون القرار اإلداري غ ر مشروع‪ ،‬بل جيب ابإلضااة إىل ذلك أن يكون الطاعن يف مركز قانوين مشروع‪ ،‬أو‬
‫بعبارة أخرى‪ ،‬جيب أال مركز راا الدعوى خمال ابلنظام العام واآلداب العامة‪ ،‬أو خمالفا لقاعدة قانونية‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬الشروط املتعلقة ابلدعوى‬
‫حىت تقبل دعوى جتاوز السلطة البد أن تتوار جمموعة من الشروط املتعلقة ابلدعوى‪ ،‬هذه الشروط‬
‫تتمثل يف التظلم اإلداري املسبق‪ ،‬واحرتام مواعيد الطعن القضائية (املطلب الثاين)‪ ،‬وتوجيه الدعوى أمام‬
‫اجلهة القضائية املختصة (املطلب األول)‪.‬‬
‫املطلب األول‪ :‬الشرط املتعلق ابجلهة القضائية املختصة‪.‬‬
‫إن اإلختصاص بنظر دعوى جتاوز السلطة أصبح موزعا بني احملاكم اإلدارية‪ ،‬وجملس الدولة على‬
‫التفصيل الذي رأيناه يف الفصل الثالث من هذا الباب بعنوان‪ :‬توزي االختصاص بني اجلها القضائية‬
‫اإلدارية يف اجلزائر‪.‬‬
‫املطلب الثاين‪ :‬الشروط املتعلقة ابلتظلم اإلداري ومواعيد الطعن القضائية‪.‬‬
‫إن التظلم اإلداري أصبح جوازاي‪ ،‬مما يعين أنه جيوز للمدعي يف دعوى جتاوز السلطة استعماله قبل را‬
‫تلك الدعوى‪ ،‬أو عدم استعماله‪ ،‬ورا الدعوى مباشرة‪ ،‬وذلك على الشكل التايل‪:‬‬
‫أوال‪ :‬عدم استعمال التظلم اإلداري وررع الدعوى مباشرة‪ :‬إذا أراد املدعي يف دعوى جتاوز السلطة‬
‫عدم استعمال التظلم اإلداري‪ ،‬اله ذلك‪ ،‬ولكن عليه أن يتقيد ابملواعيد املقررة يف هذا الصدد‪ ،‬واملتمثلة يف‬
‫ضرورة را دعواه خالل أربعة أشهر (‪ )04‬من اتريخ تبليغ القرار إذا كان هذا القرار ارداي‪ ،‬أو من اتريخ‬
‫نشره إذا كان هذا القرار تنظيميا أو مجاعيا‪.‬‬
‫اثينيا‪ :‬استعمال التظلم اإلداري قبل ررع دعوى جتاوز الالطة‪ :‬إذا اضل املدعي يف دعوى جتاوز‬
‫السلطة استعمال التظلم قبل راعه لتلك الدعوى‪ ،‬اعليه كذلك أن يتقيد ابملواعيد الواردة يف هذا الصدد‬
‫وذلك على الشكل التايل‪:‬‬

‫‪- 16 -‬‬
‫ايجب عليه أوال أن يوجه تظلمه ضد اجلهة اليت أصدر القرار‪ ،‬وهو ما يعرف ابلتظلم الوالئي‪ .‬على‬
‫أن يقدم هذا التظلم خالل أربعة أشهر (‪ )04‬من اتريخ تبليغ القرار إذا كان هذا القرار ارداي‪ ،‬أو من اتريخ‬
‫نشره إذا ك ان هذا القرار تنظيميا أو مجاعيا‪ .‬وبعد ذلك جيب على اإلدارة أن جتيب على هذا التظلم خالل‬
‫شهرين من اتريخ تقدمي التظلم‪ ،‬وتبلغ املعين هبذا اجلواب‪ .‬وبعد ذلك‪ ،‬اإن املدعي عليه أن يرا دعواه‬
‫خالل شهرين من اتريخ هذا التبليغ‪.‬‬
‫ولكن على الرغم من ذلك‪ ،‬اإن املشرع قد واجه ارضية عدم قيام اإلدارة ابلرد على التظلم‪ ،‬ويف هذه‬
‫احلالة اعترب سكوهتا مدة شهرين من تقدمي التظلم قرينة على راضه‪ .‬وبعد انتهاء هذه املدة‪ ،‬اإن املدعي عليه‬
‫أن يرا دعواه خالل شهرين من اتريخ انتهاء مدة الشهرين املقررة لإلجابة على التظلم‪.‬‬
‫هذا وجتدر اإلشارة إىل أن املواعيد يف اجلزائر حتاب كاملة‪ ،‬ومعىن ذلك أن اليوم األول للتبليغ‪ ،‬واليوم‬
‫األخ ر النقضاء األجل ال حيسبان‪ .‬وإذا كان اليوم األخ ر هذا قد صادف عطلة رمسية (أايم الراحة‬
‫األسبوعية‪ ،‬واألعياد الرمسية)‪ ،‬أو مل يكن بيوم عمل كليا أو جزئيا‪ ،‬اإن األجل ميدد إىل أول يوم عمل موايل‪.‬‬
‫واألصل أن دعوى جتاوز السلطة ال ميكن راعها إال خالل تلك املدة احملددة سابقا‪ ،‬حبيث يرتتب على‬
‫عدم را الدعوى خالل امليعاد احملدد هلا‪ ،‬سقوط حق الطاعن يف راعها‪ ،‬وابلتايل اكتساب القرار اإلداري‬
‫حصانة ضد دعوى جتاوز السلطة‪ ،‬حىت ولو كان غ ر مشروع‪ .‬ولكن على الرغم من هذه القاعدة‪ ،‬اإنه‬
‫املشرع أوجد طريقة تسمح بقط املواعيد ‪ ،‬إذا حتقق سببا من األسباب اليت حددهتا املادة ‪ 832‬من قانون‬
‫اإلجراءا املدنية واإلدارية واملتمثلة ايما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬الطعن أمام جهة إدارية غري خمتصة‪:‬‬
‫‪-2‬طلب املااعدة القضائية‪:‬‬
‫‪-3‬وراة املدعي أو طغري أهليته‪:‬‬
‫‪-4‬القوة القاهرة أو احلادث املفاجئ‪:‬‬
‫الفصل الثاين‪ :‬أوجه اإللغاء‪.‬‬
‫يقصد أبولغاء دراسة احلاال املختلفة لعدم مشروعية القرار اإلداري‪ ،‬واليت تؤدي يف األخ ر إىل قيام‬
‫القاضي إبلغاء القرار اإلداري بعد الطعن ايه من طرف املعين ابألمر‪ ،‬من هنا اإن دراسة النظرية العامة‬
‫لسالمة القرارا اإلدارية (عناصر القرار اإلداري) تؤدي بنا مبفهوم املخالفة إىل التعرف على أوجه وحاال‬
‫عدم املشروعية‪ .‬ومن هنا منيز بني العناصر الشكلية للقرار اإلداري (املشروعية اخلارجية)‪ ،‬وبني العناصر‬
‫املوضوعية (املشروعية الداخلية)‪ .‬ومن هنا اإن أوجه اإللغاء تتمثل ايما يلي‪:‬‬

‫‪- 17 -‬‬
‫املبحث األول‪:‬عدم االختصاص أو عيب االختصاص‪.‬‬
‫ويقصد به ذلك العيب الذي يصيب القرار اإلداري نظرا ألن مصدره ليس له السلطة القانونية يف اختاذه‪.‬‬
‫ويعد هذا العيب من أخطر العيوب‪ ،‬لذلك اإن قواعد االختصاص تتعلق ابلنظام العام‪ .‬أما أشكال عدم‬
‫االختصاص اإهنا تتمثل ايما يلي‪:‬‬
‫‪ -1‬عدم االختصاص الشخصي‪ :‬نكون بصدد عدم االختصاص الشخصي إذا صدر قرار إداري‬
‫من شخص عادي أو من جهة إدارية غ ر خمتصة ابختاذ القرارا اإلدارية ابسم الشخص العام‪ .‬على أن‬
‫الفقه والقضاء مييزان بني نوعني من عدم االختصاص الشخصي مها عدم االختصاص البسيط‪ ،‬وعدم‬
‫االختصاص اجلسيم (اغتصاب السلطة)‪ ،‬وذلك ابلنظر إىل مدى جسامة العيب الذي يصيب القرار‪.‬‬
‫ونكون بصدد عدم االختصاص البسيط إذا صدر القرار من جهة إدارية غ ر خمتصة أصال إبصدار‬
‫القرارا اإلدارية‪.‬‬
‫ونكون بصدد عدم االختصاص اجلسيم (اغتصاب السلطة) إذا صدر من شخص عادي‪ ،‬االقرارا‬
‫الصادرة من شخص عادي يصيبها االنعدام‪ ،‬أي ال تتحصن وخيتص هبا القاضي العادي والقاضي اإلداري‪،‬‬
‫وم ذلك هناك استثناء يتعلق ابملوظف الفعلي اليت جتد أساسا هلا إما يف نظرية الظاهر أو نظرية الضرورة‪.‬‬
‫ويضاف إىل اكرة االنعدام اعتداء السلطة التشريعية أو القضائية على اختصاص السلطة التنفيذية‪.‬‬
‫والقاعدة العامة أن االختصاص شخصي طبقا ملبدأ شخصية العمل‪ ،‬أي أنه من أعطي اختصاصا‬
‫عليه أن يقوم به بنفسه‪ ،‬إال أن تطبيق هذه القاعدة من الناحية العملية قد يرتتب عليه عيوب‪ ،‬ولذلك‬
‫وجدت استثناءات واردة على مبدأ الشخصية العمل واملتمثلة يف‪ :‬التفويض‪ ،‬احللول‪ ،‬واإلانبة‪.‬‬
‫التفويض‪ :‬هو تنازل األصيل عن جزء من اختصاصه إىل أحد مرؤوسيه استنادا إىل نص قانوين جييز ذلك‪.‬‬
‫األصيل يف حالة قيام مان حيول دون ممارسته الختصاصاته إىل‬ ‫احللول‪:‬معناه انتقال كل اختصاصا‬
‫موظف آخر بقوة القانون‪.‬‬
‫اإلانبة‪ :‬هي أن تصدر جهة إدارية استنادا إىل نص قانوين أو إىل أحد املبادئ العامة للقانون قرارا بتعيني‬
‫أحد املوظفني ملمارسة اختصاص موظف آخر تغيب لسبب من األسباب عن ممارسة اختصاصه‪.‬‬
‫‪ -2‬عدم االختصاص املوضوعي ‪ :‬معناه صدور القرار من جهة إدارية هلا احلق يف إصدار القرارا ‪،‬‬
‫إال أهنا تدخلت يف اختصاص جهة إدارية أخرى‪ .‬ومن حاال عدم االختصاص املوضوعي ما يلي‪:‬‬

‫‪- 18 -‬‬
‫‪ -‬اعتداء سلطة أدىن على اختصاص سلطة أعلى منها‪ ،‬اعتداء سلطة على اختصاص سلطة موازية‪،‬‬
‫اعتداء الرئيس على اختصاص املرؤوس (إذا كان االختصاص أصيل وهنائي للمرؤوس)‪ ،‬اعتداء اهليئة املركزية‬
‫على اختصاص اهليئة الالمركزية (عدم وجود نص يسمح ابلرقابة)‪.‬‬
‫عدم االختصاص املكاين ‪ :‬يتحقق هذا النوع من عدم اإلختصاص‪ ،‬عندما يتعدى ايها القرار‬ ‫‪-3‬‬

‫احلدود املكانية اإلقليمية) ملمارسة االختصاص‪.‬‬


‫‪ -4‬عدم االختصاص الزمين ‪ :‬يتحقق هذا النوع من عدم اإلختصاص عندما ال تراعى القيود الزمنية‬
‫ملارسة اإلختصاص‪ ،‬من ذلك‪:‬‬
‫‪ -‬قيام اجملالس الشعبية إبجراء مداوال يف غ ر الدورا العادية‪ ،‬صدور القرار أبثر رجعي‪ ،‬املمارسة‬
‫السابقة لالختصاص‪،‬أعمال احلكومة املستقيلة‪.‬‬
‫املبحث الثاين‪ :‬عيب الشكل واإلجراءات‪:‬‬
‫لقد جر عادة الفقه يف البداية على دراسة عيب الشكل واإلجراءا يف موضوع واحد كأهنما‬
‫مرتاداني‪ ،‬أما اآلن االبد من التمييز بني الشكل واإلجراءا ‪ ،‬ألن الشكل يتعلق ابلعمل يف حد ذاته‪ ،‬أما‬
‫اإلجراءا اهي األعمال السابقة على اختاذ القرار‪ ،‬هذا التمييز ترتتب عليه نتيجة أساسية هي أن عيب‬
‫اإلجراءا يرتتب عليه كقاعدة عامة البطالن‪ ،‬أما عيب الشكل اال يرتتب عليه كقاعدة عامة البطالن‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عيب الشكل ‪ :‬ال يكفي لصحة القرار اإلداري أن حترتم اإلدارة قواعد االختصاص‪ ،‬بل البد‬
‫ابإلضااة إىل ذلك أن يصدر القرار يف الشكل الذي حددته النصوص‪ ،‬على أن حتديد قواعد الشكل هي‬
‫مسألة من اختصاص املشرع‪ ،‬وابإلضااة إىل ذلك إبمكان القاضي اإلداري أن يفرض على اإلدارة شكليا‬
‫معينة غ ر منصوص عليها‪.‬‬
‫على أن القضاء الفرنسي قد ميز بني نوعني من الشكليا ‪ ،‬مها الشكليات اجلوهرية‪ ،‬والشكليات‬
‫غري اجلوهرية‪ ،‬ورتب على خمالفة الشكليا اجلوهرية البطالن‪ .‬على خالف الشكليا غ ر اجلوهرية‪.‬‬
‫ابإلضااة إىل ذلك‪ ،‬قام القضاء بوض قاعدة أخرى تسمى قاعدة طوازي األشكال‪ ،‬أي أن العمل‬
‫الصادر يف شكل معني البد إللغائه أو تعديله إتباع نفس الشكل الذي صدر ايه‪.‬‬
‫حاالت عيب الشكل‪ :‬تتمثل حاال عيب الشكل ايما يلي‪:‬‬
‫الشكل الكتايب‪ :‬قد يصدر القرار كتابة وهو الغالب‪ ,‬وم ذلك قد يصدر شفاهة‪ .‬ولكن يف بعض‬ ‫‪-1‬‬

‫احلاال تكون الكتابة مفروضة وذلك إذا نص القانون على ذلك‪ ،‬كذلك إذا تطلب النص نشر العمل‪.‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫يكون ايها‬ ‫طابيب العمل اإلداري ‪ :‬املبدأ أن اإلدارة غ ر ملزمة ابلتسبيب‪ ،‬ولكن هناك حاال‬ ‫‪-2‬‬

‫التسبيب وجويب‪ ،‬من ذلك إذا نص القانون على ذلك ‪ ،‬أو عند توقي العقواب التأديبية‪.‬‬
‫‪ -3‬اتريخ العمل اإلداري‪ :‬لكل قرار اتريخ ألن مشروعيته تقدر من يوم اختاذه‪.‬‬
‫‪ -4‬النشر والتبليغ‪ :‬حىت يدخل القرار اإلداري حيز التنفيذ‪ ،‬البد أن ينشر أو أن يبلغ‪.‬‬
‫اثينيا‪ :‬عيب اإلجراءات‪ :‬تتمثل حاال عيب اإلجراءا ايما يلي‪:‬‬
‫‪-1‬اإلجراءات االستشارية ‪:‬قد يشرتط القانون قبل إصدار قرار إداري‪ ،‬قيام اإلدارة ابإلستشارة‪ .‬على أن‬
‫اإلدارة حرة يف األخذ به أو ال‪ ،‬املهم أن تقوم ابإلستشارة إذا كان طلب الرأي وجوبيا‪.‬‬
‫‪-2‬اإلجراءات الوجاهية‪ :‬ال تطبق هذه اإلجراءا على مجي القرارا اإلدارية‪ ،‬إن بعض القرارا الفردية‬
‫ال جيوز اختاذها إال بعد السماح للمعنيني هبا ابلدااع عن أنفسهم وإبداء مالحظاهتم حوهلا‪ .‬وجماهلا اخلصب‬
‫هو العقواب التأديبية‪.‬‬
‫املبحث الثالث‪ :‬عيب خمالفة القاعدة القاينوينية‪.‬‬
‫إن هذا العيب كان يف البداية يدخل ضمن القضاء الكامل‪ ،‬وذلك نظرا ألن دعوى جتاوز السلطة‬
‫كانت تعترب يف املاضي دعوى موضوعية اقط‪ ،‬أما حاليا أصبح هذا العيب ينتمي لدعوى جتاوز السلطة‪.‬‬
‫ويتحقق هذا العيب إذا خالفت اإلدارة القواعد العامة اجملردة أاي كان مصدرها (دستور‪ ،‬معاهدا ‪،‬‬
‫تشري ‪ .)...‬أو إذا اعتد على احلقوق املكتسبة‪ ،‬أي مست ابملركز القانوين للمدعي شخصيا‪ ،‬اإذا صدر‬
‫قرار ورتب حقوقا لألاراد‪ ،‬اإنه ال جيوز لإلدارة سحبه أو إلغاءه إال يف حدود ما يسمح به القانون‪ ،‬وهنا منيز‬
‫بني القرارا املشروعة والقرارا غ ر املشروعة‪ .‬ابالنسبة للقرار املشروع إذا رتب حقا مكتسبا اال جيوز‬
‫لإلدارة املساس به وإال نشأ عيب خمالفة القاعدة القانونية‪ ،‬أما إذا مل يرتب حقا مكتسبا ايجوز إلغاؤه أو‬
‫تعديله دون نشوء عيب خمالفة القاعدة القانونية‪.‬‬
‫أما القرارا غ ر املشروعة انميز بني عدم املشروعية البسيطة‪ ،‬وعدم املشروعية اجلسيمة‪ .‬اإذا القرار‬
‫مشواب بعدم املشروعية البسيطة‪ ،‬اإنه يتحصن إذا مضت عليه مواعيد الطعن القضائي‪ ،‬وابلتايل ال ميكن‬
‫إلغاؤه أو تعديله وإال نشأ العيب خمالفة القاعدة القانونية‪ .‬أما إذا القرار مشواب بعد املشروعية اجلسيمة‪ ،‬اإن‬
‫هذا القرار ال يتحصن مهما مضت عليه مواعيد الطعن القضائية‪ ،‬وابلتايل ميكن إلغاؤه أو تعديله‪.‬‬
‫األشكال املختلفة ملخالفة القاعدة القاينوينية ‪ :‬تتخذ خمالفة القاعدة القانونية األشكال التالية‪:‬‬

‫‪- 20 -‬‬
‫‪ -1‬املخالفة املباشرة للقاعدة القاينوينية‪ :‬يتحقق هذا العيب إذا تصرف اإلدارة خمالفة القاعدة القانونية‪ .‬إن‬
‫هذا العيب ميكن إثباته بكل سهولة‪ ،‬إذ يكفي تبيان القاعدة القانونية اليت خااتها اإلدارة‪.‬‬
‫‪ -2‬اخلطأ ي طفاري القاعدة القاينوينية‪ :‬هنا اإلدارة اعرتات بوجود القاعدة القانونية‪ ،‬إال أهنا أعطتها تفس را‬
‫غ ر الذي كان جيب إعطاؤه هلا‪ .‬على أن خطأ اإلدارة قد يكون مغتفرا (انعدام سوء النية) إذا كانت القاعدة‬
‫حتتمل عدة أتويال ‪ .‬لكن قد تقصد اإلدارة اخلطأ مثال إصدار القرار أبثر رجعي من أجل أن تتغلب على‬
‫قاعدة عدم رجعية القرار‪.‬‬
‫اخلطأ ي ططبيق القاعدة القاينوينية على الوقائع‪:‬و يتحقق ذلك يف حالة ما إذا كان النص الذي‬ ‫‪-3‬‬

‫استند عليه اإلدارة للقيام بعملها ال ينطبق على تلك احلالة (إحالة إىل موضوع وسبب القرار)‪ .‬اماذا‬
‫يراقب القاضي هنا؟ إن القاضي اإلداري يراقب هنا ما يلي‪:‬‬
‫عليها اإلدارة للقيام بعملها (الرقابة على الصحة‬ ‫أ‪ -‬التأكد من حدوث الوقائع املادية‪ :‬اليت استند‬
‫املادية للوقائ )‪ ،‬مثال القرار هو عقوبة أتديبية‪ ،‬يبحث عن خطأ املوظف هل يستحق عقوبة أتديبية‪.‬‬
‫ب‪ -‬طكييف الوقائع‪ :‬قد تقوم النصوص بتحديد اخلصائص اليت جيب أن تتوار يف الواقعة املادية اليت‬
‫تسمح لإلدارة ابلتصرف‪ .‬وهنا ال يكفي أن تتحقق الوقائ ‪ ،‬بل البد أن تكون مستواية للشروط اليت‬
‫حددها النص واليت تربر القرار‪.‬‬
‫ج‪ -‬هل جيوز أن متتد رقابة القاضي إىل املالئمة ؟األصل أن رقابة القاضي رقابة مشروعية‪ ،‬ولكن قد متتد‬
‫إىل رقابة املالئمة‪ .‬ويتحقق ذلك خاصة يف جمال العقواب التأديبية والبوليس اإلداري‪.‬‬
‫املبحث الرابع‪ :‬عيب إساءة استعمال الالطة فعيب االحنراف‪::‬‬
‫إن عيب إساءة استعمال السلطة هو ذلك العيب الذي يصيب القرار اإلداري نتيجة قيام اإلدارة‬
‫ابستعمال سلطتها لتحقيق هدف غ ر معرتف به هلا‪.‬‬
‫أوال‪:‬خصائص عيب إساءة استعمال الالطة‪ :‬إن العيب الذي يصيب القرار هنا‪ ،‬يتعلق بعدم مشروعية‬
‫خفية (مقارنة م العيوب السابقة)‪ ،‬ألن القرار صدر من سلطة خمتصة واحرتمت قواعد الشكل‬
‫واإلجراءا ‪ ،‬ودون خرق واضح للقانون‪ .‬ومن أجل الكشف على هذا العيب‪ ،‬اإن القاضي يكثف من‬
‫رقابته‪ ،‬إذ يبحث عن اهلدف الذي حدده النص‪ ،‬ويقارنه م اهلدف الذي حققته اإلدارة‪.‬‬
‫اثينيا‪:‬حاالت عيب إساءة استعمال الالطة‪ :‬هناك ائتني كب رتني من حاال إساءة استعمال السلطة‪:‬‬
‫‪ -1‬اإلدارة حققت هدرا بعيدا عن املصلحة العامة‪ :‬إن هذا العيب خط ر ألنه كان مقصودا‪ .‬إن العيب‬
‫الذي يتحقق هنا ميكن أن يظهر حتت األشكال التالية‪:‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫‪ -‬قيام اإلدارة ابلتصرف من أجل حتقيق الفائدة لشخص أو ائة حمددة من ذلك‪ ،‬قيام اإلدارة‬
‫ابلتصرف ضد شخص معني‪ ،‬مثال ذلك انتقام الرئيس من املرؤوس‪ ،‬قيام اإلدارة ابلتصرف من أجل حتقيق‬
‫غرض سياسي‪.‬‬
‫‪ -2‬املصلحة اليت حققتها اإلدارة ليات هي املطلوبة‪ :‬هذه العيب أقل خطورة من العيب األول‪ ،‬واملثال‬
‫التقليدي هلذا العيب‪ :‬استعمال رئيس البلدية لسلطا البوليس اإلداري من أجل را ميزانية البلدية‪ ،‬وليس‬
‫من أجل احلفاظ على النظام العام‪.‬‬
‫التعاف ي استعمال اإلجراءات‪ :‬هذه احلالة ما هي إال مظهر من مظاهر إساءة استعمال السلطة‪،‬‬ ‫‪-3‬‬

‫ألن اإلدارة تستعمل إجراءا لتحقيق هدف معني من ذلك‪:‬‬


‫أ‪ -‬سلطة إصدار خط التنظيم‪ :‬من أجل أن تتغلب اإلدارة على إجراءا نزع امللكية للمنفعة العامة‪ ،‬واليت‬
‫تتطلب منها منح التعويض العادل‪ ،‬قد تقوم إبصدار خط التنظيم والذي ال تقابله تعويضا عادلة‪.‬‬
‫ب‪ -‬سلطة طوقيع اجلزاءات‪ :‬مثال عوض أن تقوم اإلدارة بتطبيق عقوبة النقل اإلجباري واليت يشرتط ايها‬
‫احرتام حقوق الدااع‪ ،‬تقوم بنقل املوظف على أساس ضرورة املراق العام اتعترب العقوبة هنا عقوبة خفية‪.‬‬

‫‪- 22 -‬‬

You might also like