Professional Documents
Culture Documents
يتم التطرق يف هذا املبحث إىل املقصود مببدأ املشروعية (املطلب األول) ،مث مصادر هذا املبدأ
(املطلب الثاين).
املطلب األول :املقصود مببدأ املشروعية:
يقصد مببدأ املشروعية ،احرتام القواعد القانونية القائمة يف الدولة ،حبيث تكون مجي تصراا
السلطا العامة يف الدولة متفقة م أحكام القانون مبفهومه الواس .
هذا وجتدر اإلشارة إىل أن الفقهاء العرب قد اختلفوا يف تسمية املصطلح ،اهل هو مبدأ املشروعية
( )le principe de légalitéأم هو مبدأ الشرعية ( .)le principe de légitimitéواحلقيقة أن املصطلحان وإن
كاان مشتقان من كلمة واحدة هي الشرع ،إال أهنما خمتلفان من حيث املعىن الدقيق كل منهما .ابينما تعين
املشروعية احرتام القوانني القانونية القائمة يف الدولة ،اهي إذن مشروعية وضعية ،اإن الشرعية هي عبارة عن
اكرة مثالة حتمل يف طياهتا معىن العدل ( )équitéوما ينبغي أن يكون عليه القانون ،امفهومها أوس من جمرد
احرتام قواعد القانون الوضعي ،إذ يتضمن هذا املفهوم قواعد أخرى ،يستطي عقل اإلنسان السليم أن
يكتشفها.
إن أمهية هذا املبدأ تتمثل يف أنه يبني احلدود الفاصلة بني حقوق كل من احلكام و احملكومني ،حبيث
خيض اجلمي يف الدولة ألحكام القانون .و لكن على الرغم من ذلك ،اإن مفهوم املشروعية خيتلف يف
الدول الرأمسالية منه و الدول االشرتاكية .افي الدول الرأمسالية يقصد مببدأ املشروعية احرتام كل من احلاكم
واحملكوم القانون ،كما أن اهلدف األساسي من هذا املبدأ هو ضمان حقوق األاراد وحرايهتم .أما يف الدول
اإلشرتاكية ،اإن استخدام القانون يكون كأداة لتدعيم النظام االشرتاكي ،وابلتايل إذا كان القانون ملزما
للجمي ،اإن أحكامه ليس لقداسته الذاتية ،و إمنا ابعتباره وسيلة تنفيذ السياسة االشرتاكية اليت يقوم القادة
بوضعها ،لذلك يستطي احلكام التحلل من أحكام القانون إذ اقتضت السياسة العليا ذلك ،أما احملكومني
ايجب عليهم احرتام القانون ،ألن املشروعية تعين ابلنسبة إليهم االمتثال و اخلضوع ألحكام القانون ،أكثر
مما متثل ضماان هلم من تعسف السلطة.
املطلب الثاين :مصادر مبدأ املشروعية:
تتمثل مصادر مبدأ املشروعية يف املصادر املكتوبة (الفرع األول) ،واملصادر غ ر املكتوبة (الفرع
الثاين).
الفرع األول :املصادر املكتوبة:
-1-
الدولية (البند الثاين) ،والتشري تتمثل املصادر املكتوبة يف الدستور (البند األول) ،واملعاهدا
والتنظيم (البند الثالث).
البند األول :الدستور:
يعترب الدستور املصدر املباشر أو غ ر املباشر لكااة اإلختصاصا اليت تباشر داخل النظام اإلداري
هذا من جهة.
البند الثاين :املعاهدات الدولية:
جيب على اإلدارة احرتام نصوص املعاهدة ،إذا مت التصديق عليها ابلطرق وابلشروط اليت حددها
الدستور ،ذلك أن املعاهدا يف اجلزائر تسمو على القانون ،وم م ذلك ال ميكن للمعاهدة أن تسمو
على الدستور ،وال أن تساويه.
البند الثالث :التشريع والتنظيم:
يوجد على مستوى الدولة هيئتان خمتصتان بوض القواعد العامة ،مها السلطة التشريعية من جهة،
وبعض اهليئا املنتمية للسلطة التنفيذية من جهة أخرى ،سواء على املستوى الوطين ،أو على املستوى
احمللي.
أوال :التمييز الكالسيكي بني التشريع والتنظيم:
إن اهليئة العليا ،طبقا للفكر الدميقراطي األويل كانت تتمثل يف الربملان املنبثق عن اإلدارة الشعبية،
أما السلطة التنفيذية اعلى الرغم من متتعها ببعض االختصاصا اخلاصة هبا ،اإهنا تبقى م ذلك خاضعة
للربملان .ولقد نتج عن هذا التصور ،أنه ال يكن ختصيص التشري مبجال حمدد ،لذلك اإن املشرع إبمكانه
أن يتدخل يف أي جمال ،ويض القاعدة اليت تبدو له ضرورية.أما التنظيم يعد مرتبطا أساسا ابلتشري ،أو
ابألحرى بتطبيق وتنفيذ التشري .
اثينيا :ططور التمييز بني التشريع والتنظيم ف ي رريناا::
إن التطور الذي عراته ارنسا يف هذا اجملال مت عرب عدة مراحل ،وذلك على الشكل التايل:
-:1التنظيمات املاتقلة ::يف البداية مت االعرتاف للحكومة بسلطة تنظيمية مستقلة ،أي بسلطة
تنظيم بعض املسائل اليت مل يشأ املشرع أن يقوم هبا.
-)2املراسيم التشريعية:
لعد األزمة اإلقتصادية العاملية بدأ يظهر -على ارتا متقطعة وملدة وجيزة حمددة -تقنينا
جديدة ،وهي املعرواة "ابلتشري ذو السلطة الكاملة ،والذي بواسطته يعطي الربملان للحكومة ،وملدة زمنية
-2-
سارية املفعول بواسطة التنظيما ،وذلك من أجل إصالح األوضاع حمددة سلطة تعديل التشريعا
املتدهورة.
اثلثا :التمييز بني التشريع والتنظيم ي ظل الدستور اجلزائري:
جيب يف أن نش ر يف هذا الصدد أبن الدستور اجلزائري لسنة ،2020و دستور 1996املعدل
واملتمم ،شأنه يف ذلك شأن دستور سنة ،1989ودستور سنة ،1976قد أتثر ابلدستور الفرنسي لسنة
،1958الذي قلب التمييز السابق رأسا على عقب ،إذ ترتب عليه أن املؤسس الدستوري قام بتحديد
جمال التشري على سبيل احلصر.على أن السلطة التنظيمية ميارسها رئيس اجلمهورية يف املسائل اليت مل ختض
للمجال التشريعي.
الفرع الثاين :املصادر غري املكتوبة:
تتمثل املصادر غ ر املكتوبة يف العرف ،والقضاء واملبادئ العامة للقانون .واحلقيقة أن العرف يف
جمال القانون اإلداري ،يبقى يلعب دورا اثنواي اقط ،هلذا اإن دراستنا ستقتصر على القضاء (البند األول)،
واملبادئ العامة للقانون (البند الثاين).
البند األول :القضــاء:
يعترب القضاء من أهم مصادر مبدأ املشروعية بصفة عامة ،والقانون اإلداري بصفة خاصة ،وذلك
نظرا للدور اهلام الذي يقوم به يف إنشاء القواعد .وم ذلك جتدر اإلشارة إىل وجوب عدم اخللط بني
القواعد ذا األصل القضائي ،وبني املبادئ العامة للقانون.
البند الثاين :املبادئ العامة للقاينون ف::les principes généraux de droit
جبانب القواعد اليت يقوم القاضي اإلداري بوضعها بنفسه ،اإن هذا األخ ر قد أكد منذ القدم على
وجود مبادئ عامة للقانون اإلداري ،يرتتب على خمالفتها من طرف اإلدارة تعرضها لتوقي اجلزاء عليها.
املطلب الثالث :ينطاق مبدأ املشروعية.
ترد على مبدأ املشروعية قيودا معينة ،هي السلطة التقديرية (البند األول) ،والظروف االستثنائية
(البند الثاين) .و أعمال احلكومة (البند الثالث).
التقديرية. البند األول :الالطة
إن االختصاص املقيد يتمثل يف احلالة اليت تفرض ايها القاعدة القانونية على اإلدارة اختاذ قرار معني،
عندما تتوار الشروط اليت حددهتا .أما السلطة التقديرية ،اتتمثل يف احلالة اليت ترتك ايها القاعدة القانونية
لإلدارة ،حرية التقدير يف ممارسة االختصاص.
-3-
البند الثاين :ينظرية الظروف االستثنائية:
إن الظروف االستثنائية تتحقق إذا ما كنا أمام تصرف اضطراري لإلدارة ،نتيجة ظرف غ ر عادي ذو
خطر على املصلحة العامة ،ال يسمح لإلدارة ابحرتام و مراعاة القواعد القانونية اليت حتكم الظروف العادية.
على الظروف االستثنائية هلا أثر مزدوج :اهي تؤدي من جهة إىل إيقاف سلطان القواعد القانونية
اليت حتكم الظروف العادية يف مواجهة اإلدارة ،كما أهنا تؤدي من جهة أخرى إىل تطبيق مشروعية خاصة
على أعمال اإلدارة اخلاصة يف تلك الظروف.
البند الثالث :أعمال احلكومة فأو الايادة:
يقصد أبعمال احلكومة – أو كما يسميها البعض أعمال السيادة -تلك الطائفة من أعمال السلطة
التنفيذية اليت تتمت حبصانة ضد رقابة القضاء ،و اليت ال القاضي العادي وال القاضي اإلداري يعترب نفسه
خمتصا بنظرها ،و ابلتايل اهي خترج كلية عن الرقابة القضائية.
القام األول :طبيعة النظام القضائي ي اجملال اإلداري :
سيتم التعرض إىل النظم القضائية املوحدة (الباب األول) ،ام النظام القضائي املزدوج (الباب الثاين)،
وأخ را النظم القضائية اإلشرتاذية (الباب الثالث).
الباب األول :النظام القضائي املوحد ف النظام األجنلوساكاوين.:
إن النظام األجنلوساكسوين أخذ بنظام القضاء املوحد ،الذي ال مييز بني خمتلف املنازعا يف الدولة
ابلنظر إىل أطرااها ،أو ابلنظر إىل طبيعة القواعد اليت تستعملها الدولة يف تصرااهتا .لذلك هناك جهاز
قضائي واحد هو القضاء العادي بدرجاته املختلفة ،يفصل يف كل املنازعا ،سواء تلك القائمة بني األاراد
العاديني م بعضهم البعض ،أو تلك القائمة بني الدولة واألاراد العاديني ،أو تلك القائمة بني األشخاص
املعنوية سواء اخلاصة أو العامة .وال خيرج من رقابة القضاء إال ما مت النص عليه صراحة ،وجعله املشرع من
اختصاص جهة أخرى ،أو جعله حمصنا.
الباب الثاين :النظام القضائي املزدوج فالنظام القضائي الفريناي:
على عكس النظام القضائي املوحد ،اإن النظام القضائي املزدوج يرتكز على وجود قانون خاص
ابإلدارة يف عالقاهتا املختلفة ،وقضاء متخصص يفصل يف املنازعا الناشئة عن عالقا اإلدارة املختلفة.
إن هذا النظام اتبعته ارنسا اليت تعرف –حقيقة -قانون إداري مبعناه املتميز عن القانون املدين ،كما
تعرف من جهة أخرى ازدواجية القضاء ،وذلك بوجود جهة قضائية خمتصة ابلفصل يف املنازعا اإلدارية،
ومستقلة عن جها القضاء العادي .على أن القضاء اإلداري هو عبارة عن جمموعة من احملاكم اإلدارية،
-4-
اليت يوجد على رأسها حمكمة عليا تسمى "جملس الدولة" مشاهبة متاما حملكمة النقض يف النظام القضائي
العادي.
الباب الثالث :النظام القضائي اجلزائري ي اجملال اإلداري.
إن املؤسس الدستوري اجلزائري قد اعتنق سنة 1996صراحة اإلزدواجية القضائية .وابلتايل هناك
قضاء عادي خيتص ابلفصل يف املنازعا العاديو ،وقضاء إداري خيتص ابلفصل يف املنازعا اإلداري .على
أن القضاء اإلداري يتمثل يف احملاكم اإلدارية ابعتبارها أول درجة للتقاضي مبدئيا ،وجملس الدولة ،الذي قد
يكون جهة استئناف ضد األحكام الصادرة من احملاكم اإلدارية ،كما قد يكون أول درجة للتقاضي يف
بعض احلاال ،كما قد يكون جهة نقض ابلنسبة لألحكام الصادرة من اجلها القضائية ابعتبارها أول
وآخر درجة.
القام الثاين :االختصاص القضائي ي اجملال اإلداري:
سيتم التعرض يف هذا القسم إىل حتديد مفهوم املنازعة اإلدارية (الباب األول) ،مث إشكاال
اإلختصاص القضائي وكيفية حلها (الباب الثاين).
الباب األول :مفهوم املنازعة اإلدارية
سنقوم بدراسة تعريف املنازعة اإلدارية (الفصل األول) ،ام التقسيما املختلفة هلا (الفصل الثاين).
الفصل األول :طعريف املنازعة اإلدارية.
ميكن القول كتعريف أويل ،أن املنازعة اإلدارية هي "جمموع القواعد القانونية اليت تنظم اخلالاا
اإلدارية ابلطريق القضائي" .وم ذلك اإن املعاي ر اليت قيلت بشأن تعريف املنازعة اإلدارية تتمثل يف:
أوال :املعيار الشكلي :طبقا هلذا املعيار اإن املنازعة اإلدارية هي املنازعة املعروضة على القضاء اإلداري
للفصل ايها.
إن هذا املعيار تعرض لنقد شديد ،ذلك أنه يصادر على املطلوب ألنه ذهب إىل النتيجة املعرواة
مسبقا ،دون أن يبني كيف توصل إىل تلك النتيجة.
اثينيا :املعيار العضوي :طبقا هلذا املعيار ،اإن املنازعة اإلدارية هي املنازعة اليت يكون أحد أطرااها شخصا
عاما ابملفهوم الواس .
على أن هذا املعيار وإن كان يصدق يف الكث ر من احلاال ،إال قد تعرض للنقد ،إذ أنه قد يؤدي
يف بعض احلاال إىل اخللط النسيب بني املنازعة اإلدارية واملنازعة اخلاصة ،ذلك أنه جيعل أساس التمييز بني
املنازعة اإلدارية وغ رها من املنازعا هو النظر إىل أطرااها ،وهذا ما ال يصدق يف بعض احلاال ،ألنه إذا
-5-
اعتربان أن القانون اإلداري هو القانون الذي يطبق على اإلدارة ،اهناك جمموعة من القواعد اليت تطبق على
اإلدارة ،وم ذلك تعد من قواعد القانون اخلاص .ومن هنا من غ ر املقبول وصف املنازعة أبهنا إدارية أو
خاصة ابلنظر اقط إىل أطرااها ،وعليه:
املتعلقة اثلثا :املعيار املادي أو املوضوعي :طبقا هلذا املعيار ،اإن املنازعة اإلدارية هي جمموع املنازعا
ابملرااق العامة ،أو مبفهوم أوس من ذلك ،املنازعا املتعلقة ابلنشاط اإلداري.
وم ذلك ،اإن هذا املعيار قد تعرض للنقد ،امثال إن املنازعة بني شخص عام وشخص خاص
واملتعلقة اقط بنشاط الشخص اخلاص ،ال تعد منازعة إدارية طبقا هلذا املعيار ،ألن املنازعة ال تتعلق بنشاط
إداري .واحلقيقة أن هذه املنازعة تعد إدارية ألن أحد أطرااها شخص عام.
مالحظة :من خال كل ما سبق يتضح أبنه مل يتمكن أي معيار من املعاي ر السابقة من حتديد
املقصود ابملنازعة اإلدارية لوحده ،لذلك من األاضل استبعاد املعيار الشكلني واملزج بني املعيارين املعيار
العضوي الذي يشرتط وجود شخص عام كطرف يف املنازعة ،ابستثناء احلالة اليت يكون ايها نشاط
الشخص العام غ ر إداري ،واملعيار املادي الذي يشرتط يف املنازعة أن تتعلق بنشاط إداري أاي كانت
أطرااها.
املبحث الثالث :موقف املشرع اجلزائري من طعريف املنازعة اإلدارية.
على خالف ما قاله البعض أبن املشرع اجلزائري مل يعرف املنازعة اإلدارية ،اإن املشرع اجلزائري عرف
املنازعة اإلدارية من خالل املادة 800من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية ،واملادة 9من القانون العضوي
رقم 01-98املتعلق مبجلس الدولة املعدل واملتمم.
وتنص املادة 800من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية على ما يلي " :احملاكم اإلدارية هي جها
الوالية العامة يف املنازعا اإلدارية.
ختتص ابلفصل يف أول درجة حبكم قابل لإلستئناف يف مجي القضااي اليت تكون الدولة ،أو الوالية ،أو
البلدية ،أو إحدى املؤسسا العمومية ذا الصبغة اإلدارية طراا ايها" .ويالحظ على هذه املادة ما يلي:
-1إن املشرع اجلزائري أخذ أساسا ابملعيار العضوي يف تعريف املنازعة اإلدارية ،والدليل على ذلك حتديده
لألشخاص اليت تكون طراا يف املنازعة ،وهي الدولة ،أو الوالية ،أو البلدية ،أو إحدى املؤسسا العمومية
ذا الصبغة اإلدارية .ايكفي العتبار املنازعة إدارية –وابلتايل خيتص ابلفل ايها القضاء اإلداري -أن يكون
أحد أطرااها األشخاص العامة املذكورة يف املادة 800من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية.
-6-
-2إذا كان املشرع اجلزائري قد جعل من املعيار العضوي األساس يف حتديد اختصاص القاضي اإلداري،
اإنه مل يقف عند هذا احلد ،بل دعم املعيار العضوي ابملعيار املادي ،الذي يهتم بطيعة النشاط .ااملشرع من
خالل املادة 800من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية استثىن بطريقة ضمنية منازعا بعض املؤسسا
العمومية من اختصاص القاضي اإلداري( .املؤسسا العمومية ذا الطاب الصناعي والتجاري
واإلقتصادية) .ااملشرع إذن أوىل اهتماما لنشاط املؤسسا ،حيث اشرتط أن يكون نشاطها إداراي لكي
خيتص ابملنازعا الناشئة عنها القاضي اإلداري .أما إذا مل يكن نشاطها إداراي ،االقاضي اإلداري غ ر
خمتص – من املفروض -ابملنازعا املتعلقة بتلك النشاطا ،وهذا هو جوهر املعيار املادي.
-3إن املشرع أشار إىل املعيار املادي بطريقة صرحية يف املادة 9من القانون العضوي رقم 01-98املتعلق
مبجلس الدولة .القد اعترب املشرع أن قرارا التنظيما املهنية الوطنية خيتص إبلغائها جملس الدولة إذا ما
راعت أمامه دعوى جتاوز السلطة تتعلق بتلك القرارا .االتنظيم املهين ال ميكن اعتباره شخصا من
أشخاص القانون العام ،إال أنه يعمل يف بعض احلاال ابلوسائل اليت تعمل هبا أشخاص القانون العام ،من
ذلك القرارا التأديبية الصادرة يف حق أعضاء تلك التنظيما ،لذلك اإن األعمال الصادرة عنه هبذه
الطريقة ميكن اعتبارها أعماال إدارية أخذا ابملعيار املادي ،وابلتايل اإهنا ختض لنفس الرقابة اليت ختض هلا
األعمال الصادرة عن األشخاص العامة.
وإذا كانت املادة 800من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية قد وسعت من جمال املنازعا اإلدارية
استثناءات على املادة –حيث كرست املعيار العضوي -اإن املادة 802من نفس القانون قد أورد
إدارية حبتة ،إىل ،800أي على اختصاص القضاء اإلداري ،حبيث أعطت اإلختصاص يف منازعا
القضاء العادي (احملاكم العادية) .إن هذه اإلستثناءا تتمثل ايما يلي:
-1خمالفا الطرق.
-2املنازعا املتعلقة بدعاوى التعويض املتعلقة ابألضرار اليت رتبتها مركبة اتبعة للدولة ،أو إحدى الوالاي ،
أو إحدى البلداي ،أو إحدى املؤسسا العمومية ذا الصبغة اإلدارية.
وابإلضااة إىل هذه اإلستثناءا ،هناك استثناءا أخرى ورد يف نصوص أخرى منها:
-1املنازعا املتعلقة حبالة األشخاص .اتطبيقا لألمر املتضمن قانون اجلنسية ،اإن احملاكم هي وحدها
املختصة ابلنظر يف منازعا اجلنسية اجلزائرية.
-2كما أن املنازعا املتعلقة مبسؤولية ضباط احلالة املدنية عن األخطاء اليت يرتكبوهنا أثناء ممارسة
وظائفهم ،واليت ميكن أن ينتج عنها ضرر للغ ر ،تفصل ايها احملاكم العادية.
-3كما أن املنازعا املتعلقة ابلتسجيل يف القوائم اإلنتخابية تفصل ايها احملاكم العادية.
-7-
-4كما أن املنازعا املتعلقة بصحة عملية اإلستفتاء ،واإلنتخااب الرائسية ،واإلنتخااب التشريعية تدخل
يف اختصاص اجمللس الدستوري.
الفصل الثاين :التقايمات املختلفة للمنازعات اإلدارية.
تعدد اإلجتاها الفقهية يف تقسيم املنازعا اإلدارية ،وذلك ابلنظر إىل الدعاوى اليت ينظر ايها
القضاء ،إىل درجة يصعب حصرها .ولكن على الرغم من ذلك ،ميكن حصر أهم هذه اإلجتاها يف
اجتاهني متباينني (املبحث األول) ،واجتاه توايقي بني اإلجتاهني املتباينني (املبحث الثاين).
املبحث األول :اإلجتاه التقليدي ي طقايم املنازعات.
معيار سلطة القاضي.
وأتسيسا على ذلك ،اإن سلطا القاضي جتاه الدعاوى املعروضة عليه ليست كلها ذا طبيعة
واحدة ،بل ختتلف من منازعة إىل أخرى .وعلى ذلك تنقسم املنازعا اإلدارية إىل أربعة أنواع هي:
املتباينة ،إال أهنا أوال :منازعات القضاء الكامل :ويدخل ضمن هذا املصطلح بعض املنازعا
تتميز مجيعها أبن للمحكمة عند نظرها مجي السلطا املعرتف هبا عادة للقاضي.
اثينيا :منازعات اإللغاء:ويقصد هبذا النوع من املنازعا ،جمموعة من الدعاوى يهدف رااعها إىل
إلغاء تصرف قانوين معني ،معتقدا أنه خمالف للقانون –آخذين هذه العبارة مبعناها الواس .-
ويعترب أصحاب هذا اإلجتاه تعترب دعوى جتاوز السلطة أهم صورة من صور منازعا قضاء اإللغاء.
اثلثا :منازعات التفاري وطقدير املشروعية :ويقصد هبذا النوع من املنازعا ،تلك الدعاوى اليت
تتوىل ايها احملكمة تفس ر بعض القرارا اإلدارية ،أو التأكد من مشروعيتها دون إلغائها.
اثلثا :منازعات الزجر أو العقاب :يقصد هبذا النوع من املنازعا ،تلك الدعاوى املعروضة على
جزائية على من خيالفون النصوص القضاء اإلداري واليت يعرتف له ايها استثناء ،بسلطة توقي عقواب
القانونية املتعلقة حبماية املال العام (الدومني العام) والطرقا العامة.
وإذا كان يبدو أن اإلجتاه التقليدي منطقي يف تقسيمه للمنازعا اإلدارية ،إال أنه تعرض للنقد،
ألنه اعتمد على شيء اثنوي يف التمييز بني املنازعا اإلدارية ،وهو سلطة القاضي جتاهها ،وجتاهل ما هو
أساسي يف العمل القضائي ،واملتمثل يف كيفية توصل القاضي لفرض سلطته وهو يفصل يف املنازعا
املعروضة عليه .اسلطا القاضي جتاه املنازعة ما هي يف احلقيقة سوى نتيجة وليست سببا ،و كان ينبغي
البحث يف السبب وليس النتيجة ،ألن النتيجة معرواة مسبقا لدى اجلمي .
املبحث الثاين :اإلجتاه احلديث ي طقايم املنازعات اإلدارية.
-8-
معيار طبيعة املاألة املعروضة على القاضي.
تنقسم املنازعا اإلدارية طبقا هلذا املعيار إىل:
أوال :القضاء املوضوعي فأو العيين ::ونكون أمام هذا النوع من املنازعا ،كلما كانت املسألة
املعروضة على القضاء هي معراة ما إذا كانت قاعدة قانونية – عامة وجمردة -قد متت خمالفتها أم ال.
ويتعلق األمر هنا ابملراكز النظامية العامة.ومن أهم املنازعا اليت تدخل ضمن القضاء املوضوعي ،دعوى
جتاوز السلة.
إذا كانت املسألة اثينيا :القضاء الشخصي فأو الذايت ::ونكون بصدد هذا النوع من املنازعا
املعروضة على القضاء هي معراة هل مت اإلعتداء على املراكز الذاتية أم ال .ويتعلق املر هنا ابحلقوق
املكتسبة.ومن أمثلة املنازعا اليت تدخل ضمن القضاء الشخصي ،منازعا العقود اإلدارية ،ودعوى
التعويض.
ولقد تعرض اإلجتاه احلديث للنقد ،إذ الحظ عليه الفقهاء أنه انقص ،وذلك لوجود بعض املنازعا
اليت يصعب تصنيفها ضمن القضاء املوضوعي أو ضمن القضاء الشخصي ،ألهنا جتم بني هذين النوعني.
املبحث الثالث :اإلجتاه التوريقي.
بعد اإلنتقادا اليت وجهت لإلجتاهني السابقني ،ظهر اجتاه جديد حاول أن يواق بينهما .وإذا كان
هذا اإلجتاه التوايقي يعتمد يف البداية يف حتديده للمنازعة اإلدارية على طبيعة املسألة املعروضة على القاضي
(أي اإلجتاه احلديث) ،اإنه م ذلك ال يتجاهل السلطا اليت يتمت هبا القاضي عند نظره للمنازعا
املعروضة عليه (أي اإلجتاه التقليدي).وطبقا هلذا اإلجتاه ،اإن املنازعا اإلدارية نوعان:
أوال :منازعات املشروعية :ويقصد هبا تلك الدعاوى اليت يطلب منها راا الدعوى من القاضي
اإلداري احص مدى تطابق أعمال اإلدارة م القواعد القانونية العامة واجملردة .أما سلطة القاضي يف هذه
املنازعا اتتمثل يف:
-1إما أن تكون سلطة القاضي حمددة ،حبيث تقتصر على تقدير مشروعية العمل موضوع الدعوى،
أو تفس ره.
-2وقد متتد سلطة القاضي إىل إلغاء القرار غ ر املشروع.
-3وقد يتمت القاضي بسلطا القضاء الكامل.
-4ويف األخ ر اإن سلطة القاضي قد تتمثل يف ارض عقواب .
اثينيا :املنازعات الشخصية :ويقصد هبا تلك الدعاوى املتعلقة مبضمون وآاثر احلقوق الشخصية،
-9-
واليت يطلب ايها من القاضي اإلداري أن يفصل يف مسألة وجود هذه احلقوق وآاثرها ،مث يبني بعد ذلك ما
إذا كانت هذه احلقوق وآاثرها قد حلقها ضرر أو ال .أما سلطة القاضي يف هذه املنازعا اتتمثل يف:
-1اقد تقتصر اقط على تقدير مشروعية عمل إداري اردي متعلق حبق شخصي ،أو تفس ره.
-2وقد متتد إىل إلغاء ذلك العمل ،ويكون ذلك بواسطة دعوى جتاوز السلطة.
-3وأخ را قد متتد سلطة القاضي –وهذا هو املطلوب -لتشمل القضاء الكامل.
املبحث الرابع :موقف املشرع اجلزائري من طقايمات املنازعات اإلدارية
ابلرجوع إىل نصوص قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية ،ال سيما املواد ،800و ،801و901
منه ،نالحظ أن املشرع اجلزائري قد ذكر أهم الدعاوى اإلدارية ،واملتمثلة يف:
-1دعوى إلغاء القرارا اإلدارية.
-2دعوى التفس ر ودعوى تقدير مشروعية القرارا اإلدارية.
-3دعوى القضاء الكامل.
ونعتقد أبن املشرع اجلزائري قد أخذ ابإلجتاه الذي يعتمد على سلطا القاضي جتاه املنازعة
املعروضة عليه(أي اإلجتاه التقليدي) ،ذلك أنه بني من خالل الدعاوى اليت ذكرها خمتلف سلطا القاضي.
الفصل الثالث :طوزيع االختصاص بني اجلهات القضائية اإلدارية ي اجلزائر:
انتهينا ايما سبق أن النظام اجلزائري أصبح نظاما مزدوجا ،و هو ما أشار إليه املادة 152من دستور
1996قبل تعديله ،وجتسيدا لذلك صدر القانون العضوي 01/98يف 1998/05/30املتعلق ابختصاصا
جملس الدولة و تنظيمه و عمله ،والقانون 02/98املتعلق ابحملاكم اإلدارية ،والقانون العضوي 03/98املتعلق
مبحكمة التنازع و تنظيمها.
املدنية واإلدارية أصبح توزي اإلختصاص داخل اهليكل القضائي وبعد صدور قانون اإلجراءا
اإلداري على الشكل التايل:
أوال :اختصاص احملكمة اإلدارية:
تعد احملكمة اإلدارية صاحبة الوالية العامة يف كل املنازعا اإلدارية .ومعىن ذلك أنه ما مل يوجد نص
خاص ،اإن الفصل يف كل املنازعا اإلدارية يكون للمحكمة اإلدارية كأول درجة للتقاضي.
وتتمثل اإلختصاصا القضائية للمحكمة اإلدارية يف:
-1اإلختصاص بدعاوى اإللغاء والتفاري وطقدير املشروعية :ختتص احملكمة اإلدارية ابعتبارها
املصاحل غ ر املمركزة الوالية ،وقرارا أول درجة للتقاضي بدعاوى إلغاء وتفس ر وتقدير مشروعية قرارا
- 10 -
على مستوى الوالية ،وقرارا البلدية ،وقرارا املصاحل اإلدارية األخرى التابعة للبلدية ،وقرارا املؤسسا
العمومية ذا الصبغة اإلدارية ،على األحكام الصادرة هنا من احملكمة اإلدارية تكون قابلة للطعن ايها
ابإلستئناف أمام جملس الدولة.
-2اإلختصاص بدعاوى القضاء الكامل :ختتص احملكمة اإلدارية ابعتبارها أول درجة للتقاضي
كذلك بدعاوى القضاء الكامل ،مبا يف ذلك دعاوى التعويض املوجهة ضد األشخاص العامة ،أي سواء
كان العمل موضوع الدعوى صادرا عن الدولة أو الوالية أو البلدية أو املؤسسا العمومية ذا الطاب
اإلداري ،على أن األحكام الصادرة هنا من احملكمة اإلدارية تكون هي األخرى قابلة للطعن ايها
ابإلستئناف أمام جملس الدولة.
اثينيا :اختصاص جملس الدولة:
إن جملس الدولة ابعتباره اتبعا للسلطة القضائية-على خالف ما هو معمول به يف ارنسا -هو عبارة
عن هيئة مقومة ألعمال احملاكم اإلدارية ،كما أنه يعمل على توحيد اإلجتهاد القضائي عرب كامل الرتاب
الوطين ،كما يسهر على ضمان احرتام القانون ،وابإلضااة إىل ذلك اإنه يقوم بدور استشاري يف جمال
مشاري القوانني.
وخيتص جملس الدولة ابعتباره أول درجة للتقاضي بدعاوى إلغاء وتفس ر وتقدير مشروعية قرارا
السلطا اإلدارية املركزية ،وقرارا اهليئا العمومية الوطنية ،وقرارا التنظيما املهنية الوطنية.
كما خيتص جملس الدولة كذلك ابلنظر يف الطعون ابإلستئناف ضد األحكام واألوامر الصادرة من
احملاكم اإلدارية .
كما خيتص جملس الدولة بنقض القرارا الصادرة يف آخر درجة عن اجلها القضائية اإلدارية ،كما
خيتص ابلنقض يف املسائل املخولة له بنصوص خاصة.
إذا كانت القاعدة العامة تتمثل يف أن دعاوى الكامل مبا ايها دعوى التعويض ختتص هبا احملكمة
اإلدارية ابعتبارها أول درجة للتقاضي ،اإنه على الرغم من ذلك هناك استثناء وارد على هذه القاعدة يتعلق
ابإلرتباط.
الباب الثاين :إشكاالت االختصاص القضائي وكيفية حلها:
ما دام أن هناك هيئتني قضائيتني ،األوىل خاصة ابملنازعا العادية والثانية ابملنازعا اإلدارية ،اقد
يثور مشكل يتعلق مبعراة ما هي اجلهة القضائية املختصة ابملنازعة ،ااملدعي قد خيطئ يف را الدعوى ،كما
أن القاضي قد خيطئ هو اآلخر يف مسألة االختصاص .وملواجهة هذا اإلشكال نص املؤسس الدستوري يف
- 11 -
دستور ( 1996عند صدوره ،أي عند تبنيه لإلزدواجية القضائية ألول مرة يف اجلزائر) على إنشاء حمكمة
التنازع ،وبعد ذلك صدر القانون العضوي 03/98املتعلق مبحكمة التنازع .على أن الذي جيب التأكيد عليه
هو أن التنازع الذي يعنينا هو التنازع بني القضاء العادي والقضاء اإلداري ،وليس التنازع بني اجلها
القضائية التابعة لنفس اهليكل القضائي.
الفصل األول :طشكيل حمكمة التنازع:
تتشكل حمكمة التنازع من سبعة ( )7قضاة ،من بينهم رئيس حمكمة التنازع ،ويعينهم رئيس اجلمهورية
ابقرتاح من وزير العدل بعد أخذ رأي مطابق للمجلس األعلى للقضاء .على أن تكون رائسة حمكمة التنازع
ابلتناوب من بني قضاة احملكمة العليا وقضاة جملس الدولة .وجيب أن يكون نصف عدد حمكمة التنازع من
قضاة احملكمة العليا ،والنصف اآلخر من قضاة جملس الدولة.
ولصحة مداوال حمكمة التنازع ،جيب أن حيضر يف اإلجتماع مخسة ( )05أعضاء على األقل ،هم
رئيس حمكمة التنازع -ويف حالة وجود مان له ،خيلفه القاضي األكثر أقدمية ،-وعضوان ( )02من احملكمة
العليا ،وعضوان ( )02من جملس الدولة.
الفصل الثاين :حاالت التنازع:
يتضح من نصوص القانون العضوي رقم 03-98أن هناك ثالثة أنواع من التنازع واملتمثلة يف:
التنازع االجيايب ،التنازع السليب ،و تناقض األحكام من الناحية املوضوعية ،وذلك على الشكل التايل:
أوال :التنازع االجيايب والتنازع الاليب :تنص املادة 16من ذلك القانون على" :يكون تنازعا يف
االختصاص عندما تقضي جهتان قضائيتان إحدامها خاضعة للنظام القضائي العادي واألخرى للنظام
القضائي اإلداري ابختصاصها أو عدم اختصاصها للفصل يف نفس النزاع.
يقصد بنفس النزاع عندما يتقاضى األطراف بنفس الصفة أمام جهة إدارية وأخرى قضائية ،ويكون
الطلب مبنيا على نفس السبب ونفس املوضوع املطروح أمام القاضي".
ولكي يتحقق التنازع يف اإلختصاص ،ال بد أن يتوار ما يلي:
.1أن ترا دعوى واحدة مرتني ،األوىل أمام القضاء العادي والثانية أمام القضاء اإلداري أو العكس.
.2أن يكون احلكم األخ ر الصادر يف املرة الثانية هنائيا.
وللفصل يف التنازع االجيايب أو السليب طبقا للمادة 17من القانون العضوي رقم ،03-98اإنه
يتعني على املعين ابألمر أن يرا دعوى أمام حمكمة التنازع خالل شهرين ابتداء من اليوم الذي يصبح ايه
احلكم الثاين غ ر قابل ألي طعن أمام اجلهة القضائية التاب هلا ،أي جيب أن يكون هنائيا.
- 12 -
ومه ذلك إذا ال حظ احد القضاة وهو بصدد النظر يف دعوى ،أن اجلهة القضائية األخرى قضت
ابختصاصها أو بعد اختصاصها ،وأن قرارها سيؤدي على تناقض يف أحكام قضائية لنظامني قضائيني
خمتلفني ،اإنه يتعني عليه إحالة ملف القضية بقرار غ ر قابل ألي طعن أمام حمكمة التنازع .ويف هذه احلالة
تتوقف اإلجراءا إىل غاية صدور قرار من حمكمة التنازع ،والذي يفصل يف موضوع اإلختصاص ،أي يبني
ما هي اجلهة القضائية املختصة بذلك النزاع.
وجيب على حمكمة التنازع أن تفصل يف الدعوى املراوعة أمامها – مبا يف ذلك الدعاوى املتعلقة
بتناقض األحكام من الناحية املوضوعية -يف أجل ستة ( )06أشهر ابتداء من اتريخ تسجيلها .على أن
قرار حمكمة التنازع هنا يكون غ ر قابل ألي طعن ،كما أنه يعد ملزما جلمي القضاة ،سواء الذين ينتمون
للقضاء العادي ،أو الذين ينتمون للقضاء اإلداري.
اثينيا :طناقض األحكام من الناحية املوضوعية :يبدو من خالل املادة 17من القانون العضوي رقم
03/98أن املشرع اجلزائري قد أشار إىل هذا النوع من التناقض ،حيث نصت تلك املادة على ما يلي" :يف
حالة تناقض أحكام هنائية ...تفصل حمكمة التنازع بعداي يف االختصاص"
وإلمكانية القول بوجود تناقض بني األحكام من الناحية املوضوعية جيب أن تتوار الشروط التالية:
.1أن يقوم املدعي برا دعويني خمتلفتني عن أعمال أو مواضي واحدة ( تغ ر املدعى عليه ).
.2أن تصدر اجلهتني القضائيتني أحكاما هنائية.
.3أن تكون تلك األحكام متناقضة ،حبيث يرتتب عليها إنكار العدالة.
القام الثالث:وسائل الرقابة القضائية على أعمال اإلدارة العامة
يف جمال القانون اإلداري هناك وسيلتني مهمتني مها :إما املطالبة إبلغاء العمل اإلداري املخالف ملبدأ
املشروعية ويكون ذلك من خالل دعوى جتاوز السلطة (الباب األول) ،وإما املطالبة ابلتعويض عن األضرار
املرتتبة نتيجة خمالفة اإلدارة ملبدأ املشروعية (الباب الثاين
الباب األول :دعوى جتاوز الالطة فأو دعوى اإللغاء::
سيتم التعرض إىل شروط قبول الدعوى (الباب األول) ،مث أوجه اإللغاء (الباب الثاين.
الفصل األول :شروط قبول دعوى جتاوز الالطة فالشروط الشكلية ::
إن شروط قبول دعوى جتاوز السلطة ثالثة :شروط تتعلق مبوضوع الدعوى (املبحث األول) ،وشروط
تتعلق براا الدعوى (املبحث الثاين) ،وشروط تتعلق ابلدعوى يف حد ذاهتا (املبحث الثالث).
املبحث األول :الشروط املتعلقة ابلعمل موضوع الدعوى:
- 13 -
إن دعوى جتاوز السلطة ال تكون مقبولة إال إذا وجهت ضد القرارا اإلدارية .وعلى هذا األساس
حىت تتحقق الشروط املتعلقة ابلعمل موضوع الدعوى ،جيب أن يتوار عنصران أساسيان مها ،أن يكون
العمل اإلداري عمال إداراي ،وأن يكون العمل املطعون ايه عمال قانونيا صادرا إبرادة منفردة .وأتسيسا على
ما سبق ال تقبل دعوى جتاوز السلطة ضد األعمال اليت مل يتوار ايها هذين الشرطني ،وهي:
أوال :األعمال الاابقة أو الالحقة للقرارات اإلدارية :ومن بني هذه األعمال:
أ-األعمال اليت ليس هلا إال قيمة إعالمية رقط.
والتقارير، ب-األعمال التمهيدية والتحضريية .من ذلك مثال :اإلقرتاحا ) ،واإلستشارا ،والرغبا ،
والتحقيقا ،واإلعذارا ،املوجهة لألاراد قصد تذك رهم ابلتزام قانوين معني.
امثل هذه األعمال ال تعترب قرارا إدارية ،ألهنا سابقة على اختاذ القرارا .
اثينيا :األعمال املادية :إن األعمال املادية هي تلك األعمال اليت تقوم هبا اإلدارة دون أن تقصد من ورائها
إحداث آاثر قانوين ،وإن كان القانون قد يرتب عليها بعض األحكام القانونية.
املتخذة لتنفيذها لدعوى جتاوز السلطة، اثلثا :العقود اإلدارية :ال ختض العقود اإلدارية وال اإلجراءا
ذلك أن املنازعا املتعلقة ابلعقود اإلدارية ختض للقضاء الكامل ،ذلك أن هذه العقود.
وم ذلك هناك استثناءا واردة على هذه القاعدة واملتعلقة بنظرية األعمال املنفصلة.
رابعا أعمال احلكومة أو الايادة :إن أعمال احلكومة ال ختض لدعوى جتاوز السلطة.
املبحث الثاين :الشروط املتعلقة ابلشخص رارع الدعوى
حىت تقبل دعوى جتاوز السلطة ،البد أن تتوار بعض الشروط يف الشخص راا الدعوى .إن هذه
الشروط تعد واحدة ابلنسبة جلمي الدعاوى اليت يريد الشخص أن يراعها أمام القضاء ،واليت نصت عليها
املادة 13من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية ،حيث جاء ايها ما يلي " :ال جيوز ألي شخص التقاضي
ما مل تكن له صفة ،وله مصلحة قائمة أو حمتملة يقرها القانون"...
أما شرط األهلية ،اإن املشرع مل يذكره يف املادة 13من قانون اإلجراءا املدنية واإلدارية ،إال أن هذا
ال يعين أبن هذا الشرط ال يعد من شروط قبول الدعوى ،بل إنه من أهم شروط قبول الدعوى.على أنه نظرا
ألن األهلية ليست من األمور املستقرة ،إذ قد تتغ ر أثناء نظر الدعوى ،لذلك اإن األهلية ال تعد اقط من
شروط قبول الدعوى ،بل تعد كذلك من شروط صحة اخلصومة.
ولقبول دعوى جتاوز الالطة جيب أن يتورر ما يلي:
- 14 -
ضرورة وجود أثر قاينوين انطج عن عمل إداري :ال يكفي لقبول هذه الدعوى أن يكون العمل
موضوع الطعن غ ر مشروع ،بل ال بد ابإلضااة إىل ذلك أن يلحق به أذى ،أي يؤثر على مركزه القانوين
سلبا .وعلى هذا األساس ،ال ميكن القول بتوار املصلحة يف الشخص راا الدعوى إال إذا كان العمل الذي
طعن ضده قد أذى إىل إحلاق أذى به.
وقد وس القضاء من اكرة املصلحة وذلك على الشكل التايل:
أوال :إذا وجب ي املصلحة أن طكون شخصية ،رمع ذلك ال يشرتط أن طكون كلية:
ينبغي أن تكون مصلحة راا دعوى جتاوز السلطة شخصية .وعلى ذلك ال تقبل هذه الدعوى من
شخص ليست له مصلحة مباشرة مهما كانت درجة قرابته بصاحب املصلحة.
وم ذلك جتدر اإلشارة إىل أنه إذا كان القضاء يشرتط يف املصلحة أن تكون مباشرة ،اإنه على الرغم
من ذلك ال يشرتط أن تكون املصلحة كلية .وعلى هذا األساس تقبل دعوى جتاوز السلطة اليت يراعها
املستفيدون من خدما املراق العام ضد القرارا اليت متس بكيفية استفادهتم من خدما املراق ،بشرط
استيفائهم الشروط املقررة لإلستفادة من تلك اخلدما .
اثينيا :املصلحة املادية واملصلحة املعنوية :تقبل دعوى جتاوز السلطة سواء تعلق األمر مبصلحة مادية
لصاحب الدعوى ،أو تعلق األمر مبصلحة معنوية له.
املصلحة احلالة واملصلحة احملتملة :تقبل دعوى جتاوز السلطة ليس اقط ضد املصاحل احملقق واحلالة،
بل كذلك ضد املصاحل املستقبلة.
أما إذا كانت املصلحة حمتملة ،ااملفروض ال تقبل الدعوى ألن املصلحة قد تتحقق وقد ال تتحقق،
وهذا على خالف املصلحة املستقبلة ،اليت وإن مل تتحقق ،إال أن حتققها أكيد الوقوع يف املستقبل.
وم ذلك جتدر اإلشارة إىل أن املشرع اجلزائري قد نص يف املادة 13من قانون اإلجراءا املدنية
واإلدارية على أنه " ال جيوز ألي شخص التقاضي ،ما مل تكن له صفة ،وله مصلحة قائمة أو حمتملة يقرها
القانون" .إن هذه املادة تعترب أن دعوى جتاوز السلطة تكون مقبولة حىت ولو كانت مصلحة الطاعن ايها
حمتملة .واحلقيقة أن هذا يعد شيئا غ ر منطقي.
رابعا :مصلحة الشخص اخلاص ومصلحة الشخص العام ::إن املصلحة قد تكون مصلحة شخص
من أشخاص القانون اخلاص ،وقد تكون مصلحة شخص من أشخاص القانون العام.
الفرع الثاين :مركز الطاعن مقارينة ابلعمل املطعون ريه
- 15 -
حىت تكون دعوى جتاوز السلطة مقبولة ،ال يكفي أن يكون العمل املطعون ضده قد أثر على املركز
القانون للطاعن أبن أحلق به أذى ،بل جيب كذلك أن تكون آاثر العمل املطعون ضده قد مست الطاعن
بصفته منتميا إىل ائة معرواة وحمددة :االطاعن جيب أن يكون يف مركز معني ،هذا املركز هو الذي ميكنه من
استعمال دعوى جتاوز السلطة .وعلى هذا األساس ،اإنه ال ميكن قبول دعوى جتاوز السلطة إال من
األشخاص الذين يعنيهم القرار اإلداري.
ويشرتط ي األخري ضرورة وجود مركز قاينوين مشروع :اال يكفي لقبول دعوى جتاوز السلطة أن
يكون القرار اإلداري غ ر مشروع ،بل جيب ابإلضااة إىل ذلك أن يكون الطاعن يف مركز قانوين مشروع ،أو
بعبارة أخرى ،جيب أال مركز راا الدعوى خمال ابلنظام العام واآلداب العامة ،أو خمالفا لقاعدة قانونية.
املبحث الثالث :الشروط املتعلقة ابلدعوى
حىت تقبل دعوى جتاوز السلطة البد أن تتوار جمموعة من الشروط املتعلقة ابلدعوى ،هذه الشروط
تتمثل يف التظلم اإلداري املسبق ،واحرتام مواعيد الطعن القضائية (املطلب الثاين) ،وتوجيه الدعوى أمام
اجلهة القضائية املختصة (املطلب األول).
املطلب األول :الشرط املتعلق ابجلهة القضائية املختصة.
إن اإلختصاص بنظر دعوى جتاوز السلطة أصبح موزعا بني احملاكم اإلدارية ،وجملس الدولة على
التفصيل الذي رأيناه يف الفصل الثالث من هذا الباب بعنوان :توزي االختصاص بني اجلها القضائية
اإلدارية يف اجلزائر.
املطلب الثاين :الشروط املتعلقة ابلتظلم اإلداري ومواعيد الطعن القضائية.
إن التظلم اإلداري أصبح جوازاي ،مما يعين أنه جيوز للمدعي يف دعوى جتاوز السلطة استعماله قبل را
تلك الدعوى ،أو عدم استعماله ،ورا الدعوى مباشرة ،وذلك على الشكل التايل:
أوال :عدم استعمال التظلم اإلداري وررع الدعوى مباشرة :إذا أراد املدعي يف دعوى جتاوز السلطة
عدم استعمال التظلم اإلداري ،اله ذلك ،ولكن عليه أن يتقيد ابملواعيد املقررة يف هذا الصدد ،واملتمثلة يف
ضرورة را دعواه خالل أربعة أشهر ( )04من اتريخ تبليغ القرار إذا كان هذا القرار ارداي ،أو من اتريخ
نشره إذا كان هذا القرار تنظيميا أو مجاعيا.
اثينيا :استعمال التظلم اإلداري قبل ررع دعوى جتاوز الالطة :إذا اضل املدعي يف دعوى جتاوز
السلطة استعمال التظلم قبل راعه لتلك الدعوى ،اعليه كذلك أن يتقيد ابملواعيد الواردة يف هذا الصدد
وذلك على الشكل التايل:
- 16 -
ايجب عليه أوال أن يوجه تظلمه ضد اجلهة اليت أصدر القرار ،وهو ما يعرف ابلتظلم الوالئي .على
أن يقدم هذا التظلم خالل أربعة أشهر ( )04من اتريخ تبليغ القرار إذا كان هذا القرار ارداي ،أو من اتريخ
نشره إذا ك ان هذا القرار تنظيميا أو مجاعيا .وبعد ذلك جيب على اإلدارة أن جتيب على هذا التظلم خالل
شهرين من اتريخ تقدمي التظلم ،وتبلغ املعين هبذا اجلواب .وبعد ذلك ،اإن املدعي عليه أن يرا دعواه
خالل شهرين من اتريخ هذا التبليغ.
ولكن على الرغم من ذلك ،اإن املشرع قد واجه ارضية عدم قيام اإلدارة ابلرد على التظلم ،ويف هذه
احلالة اعترب سكوهتا مدة شهرين من تقدمي التظلم قرينة على راضه .وبعد انتهاء هذه املدة ،اإن املدعي عليه
أن يرا دعواه خالل شهرين من اتريخ انتهاء مدة الشهرين املقررة لإلجابة على التظلم.
هذا وجتدر اإلشارة إىل أن املواعيد يف اجلزائر حتاب كاملة ،ومعىن ذلك أن اليوم األول للتبليغ ،واليوم
األخ ر النقضاء األجل ال حيسبان .وإذا كان اليوم األخ ر هذا قد صادف عطلة رمسية (أايم الراحة
األسبوعية ،واألعياد الرمسية) ،أو مل يكن بيوم عمل كليا أو جزئيا ،اإن األجل ميدد إىل أول يوم عمل موايل.
واألصل أن دعوى جتاوز السلطة ال ميكن راعها إال خالل تلك املدة احملددة سابقا ،حبيث يرتتب على
عدم را الدعوى خالل امليعاد احملدد هلا ،سقوط حق الطاعن يف راعها ،وابلتايل اكتساب القرار اإلداري
حصانة ضد دعوى جتاوز السلطة ،حىت ولو كان غ ر مشروع .ولكن على الرغم من هذه القاعدة ،اإنه
املشرع أوجد طريقة تسمح بقط املواعيد ،إذا حتقق سببا من األسباب اليت حددهتا املادة 832من قانون
اإلجراءا املدنية واإلدارية واملتمثلة ايما يلي:
-1الطعن أمام جهة إدارية غري خمتصة:
-2طلب املااعدة القضائية:
-3وراة املدعي أو طغري أهليته:
-4القوة القاهرة أو احلادث املفاجئ:
الفصل الثاين :أوجه اإللغاء.
يقصد أبولغاء دراسة احلاال املختلفة لعدم مشروعية القرار اإلداري ،واليت تؤدي يف األخ ر إىل قيام
القاضي إبلغاء القرار اإلداري بعد الطعن ايه من طرف املعين ابألمر ،من هنا اإن دراسة النظرية العامة
لسالمة القرارا اإلدارية (عناصر القرار اإلداري) تؤدي بنا مبفهوم املخالفة إىل التعرف على أوجه وحاال
عدم املشروعية .ومن هنا منيز بني العناصر الشكلية للقرار اإلداري (املشروعية اخلارجية) ،وبني العناصر
املوضوعية (املشروعية الداخلية) .ومن هنا اإن أوجه اإللغاء تتمثل ايما يلي:
- 17 -
املبحث األول:عدم االختصاص أو عيب االختصاص.
ويقصد به ذلك العيب الذي يصيب القرار اإلداري نظرا ألن مصدره ليس له السلطة القانونية يف اختاذه.
ويعد هذا العيب من أخطر العيوب ،لذلك اإن قواعد االختصاص تتعلق ابلنظام العام .أما أشكال عدم
االختصاص اإهنا تتمثل ايما يلي:
-1عدم االختصاص الشخصي :نكون بصدد عدم االختصاص الشخصي إذا صدر قرار إداري
من شخص عادي أو من جهة إدارية غ ر خمتصة ابختاذ القرارا اإلدارية ابسم الشخص العام .على أن
الفقه والقضاء مييزان بني نوعني من عدم االختصاص الشخصي مها عدم االختصاص البسيط ،وعدم
االختصاص اجلسيم (اغتصاب السلطة) ،وذلك ابلنظر إىل مدى جسامة العيب الذي يصيب القرار.
ونكون بصدد عدم االختصاص البسيط إذا صدر القرار من جهة إدارية غ ر خمتصة أصال إبصدار
القرارا اإلدارية.
ونكون بصدد عدم االختصاص اجلسيم (اغتصاب السلطة) إذا صدر من شخص عادي ،االقرارا
الصادرة من شخص عادي يصيبها االنعدام ،أي ال تتحصن وخيتص هبا القاضي العادي والقاضي اإلداري،
وم ذلك هناك استثناء يتعلق ابملوظف الفعلي اليت جتد أساسا هلا إما يف نظرية الظاهر أو نظرية الضرورة.
ويضاف إىل اكرة االنعدام اعتداء السلطة التشريعية أو القضائية على اختصاص السلطة التنفيذية.
والقاعدة العامة أن االختصاص شخصي طبقا ملبدأ شخصية العمل ،أي أنه من أعطي اختصاصا
عليه أن يقوم به بنفسه ،إال أن تطبيق هذه القاعدة من الناحية العملية قد يرتتب عليه عيوب ،ولذلك
وجدت استثناءات واردة على مبدأ الشخصية العمل واملتمثلة يف :التفويض ،احللول ،واإلانبة.
التفويض :هو تنازل األصيل عن جزء من اختصاصه إىل أحد مرؤوسيه استنادا إىل نص قانوين جييز ذلك.
األصيل يف حالة قيام مان حيول دون ممارسته الختصاصاته إىل احللول:معناه انتقال كل اختصاصا
موظف آخر بقوة القانون.
اإلانبة :هي أن تصدر جهة إدارية استنادا إىل نص قانوين أو إىل أحد املبادئ العامة للقانون قرارا بتعيني
أحد املوظفني ملمارسة اختصاص موظف آخر تغيب لسبب من األسباب عن ممارسة اختصاصه.
-2عدم االختصاص املوضوعي :معناه صدور القرار من جهة إدارية هلا احلق يف إصدار القرارا ،
إال أهنا تدخلت يف اختصاص جهة إدارية أخرى .ومن حاال عدم االختصاص املوضوعي ما يلي:
- 18 -
-اعتداء سلطة أدىن على اختصاص سلطة أعلى منها ،اعتداء سلطة على اختصاص سلطة موازية،
اعتداء الرئيس على اختصاص املرؤوس (إذا كان االختصاص أصيل وهنائي للمرؤوس) ،اعتداء اهليئة املركزية
على اختصاص اهليئة الالمركزية (عدم وجود نص يسمح ابلرقابة).
عدم االختصاص املكاين :يتحقق هذا النوع من عدم اإلختصاص ،عندما يتعدى ايها القرار -3
احلاال تكون الكتابة مفروضة وذلك إذا نص القانون على ذلك ،كذلك إذا تطلب النص نشر العمل.
- 19 -
يكون ايها طابيب العمل اإلداري :املبدأ أن اإلدارة غ ر ملزمة ابلتسبيب ،ولكن هناك حاال -2
التسبيب وجويب ،من ذلك إذا نص القانون على ذلك ،أو عند توقي العقواب التأديبية.
-3اتريخ العمل اإلداري :لكل قرار اتريخ ألن مشروعيته تقدر من يوم اختاذه.
-4النشر والتبليغ :حىت يدخل القرار اإلداري حيز التنفيذ ،البد أن ينشر أو أن يبلغ.
اثينيا :عيب اإلجراءات :تتمثل حاال عيب اإلجراءا ايما يلي:
-1اإلجراءات االستشارية :قد يشرتط القانون قبل إصدار قرار إداري ،قيام اإلدارة ابإلستشارة .على أن
اإلدارة حرة يف األخذ به أو ال ،املهم أن تقوم ابإلستشارة إذا كان طلب الرأي وجوبيا.
-2اإلجراءات الوجاهية :ال تطبق هذه اإلجراءا على مجي القرارا اإلدارية ،إن بعض القرارا الفردية
ال جيوز اختاذها إال بعد السماح للمعنيني هبا ابلدااع عن أنفسهم وإبداء مالحظاهتم حوهلا .وجماهلا اخلصب
هو العقواب التأديبية.
املبحث الثالث :عيب خمالفة القاعدة القاينوينية.
إن هذا العيب كان يف البداية يدخل ضمن القضاء الكامل ،وذلك نظرا ألن دعوى جتاوز السلطة
كانت تعترب يف املاضي دعوى موضوعية اقط ،أما حاليا أصبح هذا العيب ينتمي لدعوى جتاوز السلطة.
ويتحقق هذا العيب إذا خالفت اإلدارة القواعد العامة اجملردة أاي كان مصدرها (دستور ،معاهدا ،
تشري .)...أو إذا اعتد على احلقوق املكتسبة ،أي مست ابملركز القانوين للمدعي شخصيا ،اإذا صدر
قرار ورتب حقوقا لألاراد ،اإنه ال جيوز لإلدارة سحبه أو إلغاءه إال يف حدود ما يسمح به القانون ،وهنا منيز
بني القرارا املشروعة والقرارا غ ر املشروعة .ابالنسبة للقرار املشروع إذا رتب حقا مكتسبا اال جيوز
لإلدارة املساس به وإال نشأ عيب خمالفة القاعدة القانونية ،أما إذا مل يرتب حقا مكتسبا ايجوز إلغاؤه أو
تعديله دون نشوء عيب خمالفة القاعدة القانونية.
أما القرارا غ ر املشروعة انميز بني عدم املشروعية البسيطة ،وعدم املشروعية اجلسيمة .اإذا القرار
مشواب بعدم املشروعية البسيطة ،اإنه يتحصن إذا مضت عليه مواعيد الطعن القضائي ،وابلتايل ال ميكن
إلغاؤه أو تعديله وإال نشأ العيب خمالفة القاعدة القانونية .أما إذا القرار مشواب بعد املشروعية اجلسيمة ،اإن
هذا القرار ال يتحصن مهما مضت عليه مواعيد الطعن القضائية ،وابلتايل ميكن إلغاؤه أو تعديله.
األشكال املختلفة ملخالفة القاعدة القاينوينية :تتخذ خمالفة القاعدة القانونية األشكال التالية:
- 20 -
-1املخالفة املباشرة للقاعدة القاينوينية :يتحقق هذا العيب إذا تصرف اإلدارة خمالفة القاعدة القانونية .إن
هذا العيب ميكن إثباته بكل سهولة ،إذ يكفي تبيان القاعدة القانونية اليت خااتها اإلدارة.
-2اخلطأ ي طفاري القاعدة القاينوينية :هنا اإلدارة اعرتات بوجود القاعدة القانونية ،إال أهنا أعطتها تفس را
غ ر الذي كان جيب إعطاؤه هلا .على أن خطأ اإلدارة قد يكون مغتفرا (انعدام سوء النية) إذا كانت القاعدة
حتتمل عدة أتويال .لكن قد تقصد اإلدارة اخلطأ مثال إصدار القرار أبثر رجعي من أجل أن تتغلب على
قاعدة عدم رجعية القرار.
اخلطأ ي ططبيق القاعدة القاينوينية على الوقائع:و يتحقق ذلك يف حالة ما إذا كان النص الذي -3
استند عليه اإلدارة للقيام بعملها ال ينطبق على تلك احلالة (إحالة إىل موضوع وسبب القرار) .اماذا
يراقب القاضي هنا؟ إن القاضي اإلداري يراقب هنا ما يلي:
عليها اإلدارة للقيام بعملها (الرقابة على الصحة أ -التأكد من حدوث الوقائع املادية :اليت استند
املادية للوقائ ) ،مثال القرار هو عقوبة أتديبية ،يبحث عن خطأ املوظف هل يستحق عقوبة أتديبية.
ب -طكييف الوقائع :قد تقوم النصوص بتحديد اخلصائص اليت جيب أن تتوار يف الواقعة املادية اليت
تسمح لإلدارة ابلتصرف .وهنا ال يكفي أن تتحقق الوقائ ،بل البد أن تكون مستواية للشروط اليت
حددها النص واليت تربر القرار.
ج -هل جيوز أن متتد رقابة القاضي إىل املالئمة ؟األصل أن رقابة القاضي رقابة مشروعية ،ولكن قد متتد
إىل رقابة املالئمة .ويتحقق ذلك خاصة يف جمال العقواب التأديبية والبوليس اإلداري.
املبحث الرابع :عيب إساءة استعمال الالطة فعيب االحنراف::
إن عيب إساءة استعمال السلطة هو ذلك العيب الذي يصيب القرار اإلداري نتيجة قيام اإلدارة
ابستعمال سلطتها لتحقيق هدف غ ر معرتف به هلا.
أوال:خصائص عيب إساءة استعمال الالطة :إن العيب الذي يصيب القرار هنا ،يتعلق بعدم مشروعية
خفية (مقارنة م العيوب السابقة) ،ألن القرار صدر من سلطة خمتصة واحرتمت قواعد الشكل
واإلجراءا ،ودون خرق واضح للقانون .ومن أجل الكشف على هذا العيب ،اإن القاضي يكثف من
رقابته ،إذ يبحث عن اهلدف الذي حدده النص ،ويقارنه م اهلدف الذي حققته اإلدارة.
اثينيا:حاالت عيب إساءة استعمال الالطة :هناك ائتني كب رتني من حاال إساءة استعمال السلطة:
-1اإلدارة حققت هدرا بعيدا عن املصلحة العامة :إن هذا العيب خط ر ألنه كان مقصودا .إن العيب
الذي يتحقق هنا ميكن أن يظهر حتت األشكال التالية:
- 21 -
-قيام اإلدارة ابلتصرف من أجل حتقيق الفائدة لشخص أو ائة حمددة من ذلك ،قيام اإلدارة
ابلتصرف ضد شخص معني ،مثال ذلك انتقام الرئيس من املرؤوس ،قيام اإلدارة ابلتصرف من أجل حتقيق
غرض سياسي.
-2املصلحة اليت حققتها اإلدارة ليات هي املطلوبة :هذه العيب أقل خطورة من العيب األول ،واملثال
التقليدي هلذا العيب :استعمال رئيس البلدية لسلطا البوليس اإلداري من أجل را ميزانية البلدية ،وليس
من أجل احلفاظ على النظام العام.
التعاف ي استعمال اإلجراءات :هذه احلالة ما هي إال مظهر من مظاهر إساءة استعمال السلطة، -3
- 22 -