You are on page 1of 7

‫العدد ‪ 3‬نونرب ‪4072‬‬ ‫‪701‬‬ ‫جملة الرقيب‬

‫موقع احلكامة القضائية‬

‫يف الدستور املغربي اجلديد‬

‫يوسف الزوجال‬
‫أستاذ عرضي بكلية احلقوق بطنجة‬
‫ابحث بصف الدكتورة بكلية احلقوق بطنجة‬
‫ومستشار مبركز األحباث والدراسات األسرية بطنجة‬

‫مقدمة‬

‫حظيت مقاربة احلكامة مبوقع الصدارة يف مقتضيات الوثيقة الدستورية اجلديدة الصادرة يف شهر يوليوز ‪1122‬‬
‫ابعتبارها مفهوما شامال واختيارا اسرتاتيجيا ال حميد عنه ومرتكزا رئيسيا يعول عليه كثريا الوطن يف سبيل إجناح مسلسل‬
‫اإلصالح اهليكلي الذي ابشره املغرب جبدية انطالقا من التعليمات السديدة املنبثقة من اخلطب امللكية السامية اليت‬
‫تشكل خارطة طريق حقيقية ترسم معامل االفاق املستقبلية لالزدهار االقتصادي والرقي احلضاري للمجتمع أفرادا ومجاعات‬
‫وابلفعل فدسرتة مقاربة احلكامة مل أيت من ابب العبث بل يعد من األمور ذات داللة عميقة وجذرية اليت متس كافة‬
‫مناحي احلياة املعيشة العادية للمواطن البسيط الذي يطمح يف مستوى الرفاهية والكرامة االنسانية الالئقة‪.‬‬

‫ومبا أن مظاهر احلكامة تعترب متعددة األبعاد من منظور النص الدستوري فإن املقام ال يسمح بتاات بتناوهلا مجيعا‬
‫دفعة واحدة الن ذلك حيتاج إىل حبث مفصل ودراسة دقيقة لذلك سيتم االكتفاء مبعاجلة جانب فريد منها فقط نظرا‬
‫لألمهية البالغة واألولوية القصوى اليت يكتسيها وهو املتمثل يف الشق املتعلق بطبيعة احلال مبؤسسة القضاء اليت أضحت‬
‫يف اآلونة القليلة األخرية مبثابة سلطة وليس جهاز كما كان يف الفرتات املاضية‪.‬‬

‫فاملالحظ أن دستور اململكة خص حيزا ال يستهان به ملوضوع احلكامة القضائية ابعتبارها حجر الزاوية والعمود‬
‫الفقري الذي يتوقف عليه بلوغ اهلدف املنشود الذي وضعه املشرع املغريب نصب أعينه املندرج حتت ططاء بناء دولة‬
‫حديثة وعصرية مقومتها املؤسسات واحلق والقانون حبيث جند ذالك معربا عنه صراحة يف تصدير الدستور‪.‬‬

‫وكما هو معلوم لدى اجلميع فرسالة القضاء منذ القدم تنطوي على حتقيق العدل واإلنصاف واملساواة بني الناس‬
‫كيفما كان صنفهم أو مركزهم االجتماعي ونفوذهم االقتصادي وهو الشيء املستفاد من أحكام الدستور اجلديد‪.‬‬
‫العدد ‪ 3‬نونرب ‪4072‬‬ ‫‪701‬‬ ‫جملة الرقيب‬

‫وتبعا لذلك فالسلطة القضائية تكون املسؤولة األوىل ابمتياز طبقا للمبدأ الدستوري القائل ابلربط بني املسؤولية‬
‫واحملاسبة عن التطبيق السليم واألمثل للنصوص القانونية واحلرص الشديد على احرتام روح اإلرادة التشريعية بصفة حرفية‪.‬‬

‫وبغض النظر عن املهام اجلسيمة املوكولة إىل السلطة القضائية ومراعاة خلصوصية كل نوع منها (كاحملكمة‬
‫الدستورية واحملاكم املالية اليت تشمل اجمللس األعلى واجملالس اجلهوية للحساابت) فإن الدستور املغريب املتقدم من حيث‬
‫مضمونه ابملقارنة مع النسخ السابقة امللغاة ارأتى بكل وضوح العمل على الرفع من احلكامة القضائية عن طريق‪:‬‬

‫احملور األول‪ :‬تكريس املفهوم اجلديد للقرب كمدخل للحكامة القضائية‬

‫احملور الثاين‪ :‬ختليق احمليط الداخلي واخلارجي كأداة جوهرية للحكامة القضائية‬

‫احملور االول‬
‫تكريس املفهوم اجلديد للقرب كمدخل للحكامة القضائية‬

‫مما الشك فيه أن القضاء املغريب ما فتئ يداوي جسمه من عدة إشكاليات عويصة بنيواي وهيكليا حبيث يعاين‬
‫من أزمة ثقل امللفات املعروضة عليه للبت فيها اليت جعلت املواطن العادي والبادي يشري أبصابع االهتام إىل العدالة ببطء‬
‫وترية معاجلة القضااي‪.‬‬

‫وتفاداي هلذا الوضع طري املستساغ ويف مبادرة اجيابية طري مسبوقة استطاع جاللة امللك حممد السادس نصره هللا‬
‫تشخيص الواقع الصعب الذي يشهده قطاع العدالة ابملغرب من خالل الوقوف على مكامن اخللل واقرتاح احللول الناجعة‬
‫اليت من شأهنا الرفع من احلكامة لدى العاملني يف الوسط القضائي عموما يف صيغة خمطط شامل ومندمج تكلفت على‬
‫وجه اخلصوص بتنزيل حماوره اهليئة العليا إلصالح منظومة العدالة‪.‬‬

‫ومبجرد استقراء مضامني حماور اإلصالح القضائي يتبني أهنا تدور حول فكرة رئيسية تتجلى يف تكريس‪( ،‬املفهوم‬
‫اجلديد للسلطة القضائية " الذي يتوخى منه الدستور تذويب كافة العراقيل الضارة مبصاحل املواطن عند التجائه اىل احملاكم‬
‫قصد صيانة حقوقه بواسطة تقريب اخلدمة القضائية للمتقاضي‪.‬‬

‫فعلى طرار املنشآت اإلدارية أصبح القضاء مبثابة مرفق عمومي ابلنسبة ألفراد اجملتمع اذ املفروأ أن يقدم إليهم‬
‫خدمة ذات جودة عالية ورفيعة املستوى‪.‬‬

‫وهكذا فمفهوم القرب فيما يتعلق ابخلدمة القضائية يستدعي‪:‬‬


‫العدد ‪ 3‬نونرب ‪4072‬‬ ‫‪701‬‬ ‫جملة الرقيب‬

‫أوال ‪ :‬تسريع وترية البث يف القضااي حىت ال تبقى عالقة يف رفوف احملاكم وهنا يلعب العامل الزمين دوره وهلذا‬
‫السبب استطاع املغرب التغلب أو على األقل التخفيف من االكتظاظ يف امللفات وانتظارها عرب إحداث قسم قضاء‬
‫القرب (‪ )1‬املختص يف القضااي والنزاعات ذات القيمة البسيطة مدنيا وجنائيا (‪.)2‬‬

‫عالوة على ذلك ويف نفس السياق نظرا إلثبات جدواها يف جمموعة من امليادين (مثل االستهالك؛‬
‫األسرة‪....‬اخل) تبىن املشرع املغريب قانون رقم ‪ 10.10‬املتعلق ابلتحكيم والوساطة االتفاقية (‪ )3‬اليت هي مبثابة طرق بديلة‬
‫حتت رقابة القضاء النيابة العامة ورئيس احملكمة ) تساهم يف التقليص من العبء املوجود على احملاكم وتساعد على‬
‫استقطاب رجال األعمال الوطنيني واألجانب الراطبني يف االستثمار (‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬الظهري شريف رقمم ‪ 2.22.02‬الصمادر بتماريخ ‪21‬ممن رمضمان ‪ 21( 2341‬أطسمطس ‪ )1122‬بتنفيمذ القمانون رقمم‬
‫‪ 31.21‬املتعلممق بتنظمميم قضمماء القممرب وحتديممد اختصاصمماته اجلريممدة الر يممة عممدد ‪ 1110‬بتمماريخ ‪ 22‬ش موال ‪2344‬‬
‫(‪ 41‬اطسطس ‪ .) 1121‬ص ‪. 3141‬‬
‫(‪ )2‬وقمد عمممد املشممرع "الموطين مممن خممالل قمانون قضمماء القممرب علممى اإلحاطمة مبجموعممة مممن االختصاصمات النوعيممة منهمما ممما‬
‫هو ذو طبيعة مدنية ومنها ما هو ذو صملة وثيقمة ابلشمق اجلنمائي للحكمم يف القضمااي البسميطة‪ .‬فبالنسمبة للقضمااي املدنيمة‬
‫حدد املشرع االختصاص النوعي والقيمي لقضاء القرب يف املادة العاشرة منه اليت أشارت إىل انه‪:‬‬
‫"خيممتص قاضممي القممرب ابلنظممر يف الممدعاوى الشخصممية واملنقولممة المميت ال تتجمماوز قيمتهمما آسممة هالف درهمم‪ ،‬وال خيممتص يف‬
‫النزاعات املتعلقة مبدونة األسرة والعقار والقضااي االجتماعية واإلفراطات‪.‬‬
‫إذا عمد املدعي إىل جتزئة مستحقاته لالستفادة مما خيوله هذا القانون ال تقبل منه إال املطالب األولية‪.‬‬
‫اذا قدم املدعى عليه طلبا مقابال فإن هذا الطلب ال يضاف إىل الطلب األصلي لتحديد مبلغ النزاع ويبقى القاضي خمتصما‬
‫ابلنسبة للجميع‪.‬‬
‫يف حالممة ممما اذ ا جتمماوز الطلممب املقابممل االختصمماص القيمممي لقضمماء القممرب أحيممل صمماحبه علممى مممن لممه حممق النظممر"‪ .‬أممما‬
‫ابلنس ممبة للقض ممااي اجلنائي ممة فقم مد أورد املش ممرع املغ ممريب ح مماالت متع ممددة ت ممدخل يف دائ ممرة اختص مماص قض مماء القم مرب وه ممي‬
‫املنصوص عليها يف املواد ‪ 23‬و ‪20‬و ‪21‬و ‪ 21‬و ‪ 20‬من القانون املذكور أعاله حول هذا املوضوع راجع‬
‫(‪ )3‬القانون رقم ‪ 10.10‬الصادر بتنفيذه ظهري شريف رقم ‪2. 11.210‬بتاريخ‪20‬من ذي احلجة ‪ 41( 2310‬نوفمرب‬
‫‪ ،) 1111‬اجلريدة الر ية عدد ‪ 0003‬بتاريخ ‪ 10‬ذو القعدة ‪ 1 ( 2310‬ديسمرب ‪ ،) 1111‬ص ‪4003‬‬
‫(‪)4‬حول هذا املوضوع انظر بتفصيل‬
‫يوسف الزوجال التحكيم بني املاضي واحلاضر واملستقبل مقال منشور مبجلة امللف العدد ‪20‬سنة ‪1122‬‬
‫يوسممف الزوجممال خصوصمميات الطممرق البديلممة حلممل نزاعممات االسممتثمار مداخل ممة منشممورة مبجلممة املل ممف العممدد ‪11‬س ممنة‬
‫‪ .1124‬انظممر كممذلك جملممة العلمموم القانونيممة العممدد األول اخلمماص مبوضمموع الوسممائل البديلممة حل مل املنازعممات وإشممكالية‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫العدد ‪ 3‬نونرب ‪4072‬‬ ‫‪770‬‬ ‫جملة الرقيب‬

‫اثنيا ‪ :‬تبسيط إجراءات التقاضي عرب احلرص على حسن السري العادي القواعد املسطرية اجلاري هبا العمل إذ أن‬
‫الدستور نص على ضرورة احرتام جمموعة من املبادئ اليت تعد جزءا ال يتجزأ من املنظومة الكونية حلقوق اإلنسان الن‬
‫احملاكمة العادلة على سبيل املثال ال احلصر يقتضي متتيع الشخص املعين ابملسائل التالية‪:‬‬

‫(‪)5‬‬
‫‪ .‬علنية اجللسات‬

‫‪.‬مبدأ التقاضي على درجتني (ابتدائي استئنايف)‬

‫‪ .‬جمانية التقاضي (‪ )6‬واحلق ىف املساعدة القضائية‬

‫(‪)7‬‬
‫‪ .‬قرينة الرباءة‬

‫‪ .‬حرمة احلياة الشخصية (‪ )8‬واملمتلكات (التنصت على املكاملات واملراسالت االعتقال التعسفي (‪. . . . )9‬اخل‪.‬‬

‫(‪ )5‬ينص الفصل ‪ 214‬من الدستور على ما يلي ‪ :‬تكون اجللسات علنية ماعدا يف احلاالت اليت يقرر فيها القانون‬
‫خالف ذلك‪.‬‬
‫(‪ )6‬ينص الفصل ‪ 212‬من الدستور على ما يلي ‪ :‬يكون التقاضي جمانيما يف احلماالت املنصموص عليهما قمانو ملمن ال يتموفر‬
‫على موارد كافية للتقاضي‪.‬‬
‫(‪)7‬يممنص الفصممل الفصممل ‪ 220‬مممن الدسممتور علممى ممما يلممي ‪ :‬يعتممرب كممل مشممتبه فيممه أو مممتهم ابرتكمماب جررممة بريئمما‪ ،‬إىل أن‬
‫تثبت إدانته مبقرر قضائي‪ ،‬مكتسب لقوة الشيء املقضي به‪.‬‬
‫(‪ )8‬وهذا ما أكد عليه الفصل ‪ 13‬بقوله‪ :‬لكل شخص احلق يف محاية حياته اخلاصة‪.‬‬
‫ال تنتهك حرمة املنزل‪ .‬وال ركن القيام أبي تفتيش إال وفق الشروط واإلجراءات‪ ،‬اليت ينص عليها القانون‪.‬‬
‫ال تنتهك سرية االتصاالت الشخصية‪ ،‬كيفمما كمان شمكلها‪ .‬وال ركمن الرتخميص ابالطمالع علمى مضمموهنا أو نشمرها‪ .‬كمال‬
‫أو بعضا‪ ،‬أو ابستعماهلا ضد أي كان‪ ،‬إال أبمر قضائي‪ ،‬ووفق الشروط والكيفيات اليت ينص عليها القانون‪.‬‬
‫(‪ )9‬من الدستور على ما يلي ينص الفصل ‪: 14‬‬

‫ال جيوز إلقاء القبض على أي شخص أو اعتقاله أو متابعته أو إدانته‪ ،‬إال يف احلاالت وطبقا لإلجراءات اليت ينص عليها‬
‫القانون‪ .‬االعتقال التعسفي أو السري واالختفاء القسري‪ ،‬من أخطر اجلرائم‪ ،‬وتعرأ مقرتفيها ألقسى العقوابت‪= .‬جيب‬
‫إخبار كل شخص مت اعتقاله‪ ،‬على الفور وبكيفية يفهمها‪ ،‬بدواعي اعتقاله وحبقوقه‪ ،‬ومن بينها حقه يف التزام الصمت‪.‬‬
‫وحيق له االستفادة‪ ،‬يف أقرب وقت ممكن‪ ،‬من مساعدة قانونية‪ ،‬ومن إمكانية االتصال أبقرابئه‪ ،‬طبقا للقانون‪.‬‬
‫العدد ‪ 3‬نونرب ‪4072‬‬ ‫‪777‬‬ ‫جملة الرقيب‬

‫ويف اعتقاد نرى أن موقف املشرع املغريب كان صائبا عندما قرر اختاذ مؤسسة القضاء الوسيط كحلقة وصل بني‬
‫القضاء وبني املتقاضي اليت تكمن صالحيتها يف االستقبال واالستماع والتوجيه مبساعدة كتابة الضبط دون اخلوأ يف‬
‫جوهر النزاع‬

‫احملور الثاني‬

‫ختليق احمليط الداخلي واخلارجي كأداة جوهرية للحكامة القضائية‬

‫إن املبتغى النبيل الذي أراده املشرع املغريب أن يتحقق من خالل الوثيقة الدستورية هو استعمال احلكامة كأداة‬
‫فعالة ووسيلة مضمونة من أجل ختليق احمليط الداخلي واخلارجي للسلطة القضائية‬

‫فمن جهة أوىل يتضح أن املقتضيات الدستورية تسري يف اجتاه إعادة ترتيب احمليط الداخلي للجسم القضائي‬
‫بواسطة منحه عدة ضما ت قصد نزع كل العوائق اليت حيتمل أن يتخللها خطر حمدق به مثل الرشوة إضافة إىل إشكالية‬
‫االستقاللية إزاء السلطتني التشريعية والتنفيذية ‪ . . .‬وتبعا لذلك فالتنزيل السليم للمبادئ الدستورية املرتبطة ابلقضاء هو‬
‫مشمول ابلرعاية امللكية السامية مادام أن صاحب اجلاللة نصره هللا وأيده يعترب الضامن الستقالل القضاء (‪.)10‬‬

‫كما أن ترتيب أوراق البيت القضائي الداخلي يتطلب حسب ما يستفاد من الدستور والواقع العملي واملمارسة‬
‫حيزا زمنيا ال أبس به وهلذا أسند املشرع الوطين تلك املهمة إىل اجمللس األعلى للسلطة القضائية ليس ابعتباره حمكمة أو‬
‫شيئا من هذا القبيل وإمنا ابعتباره جهازا رقابيا يسهر على احرتام الضما ت املمنوحة للقضاة (‪ )11‬ومحاية احلقوق‬

‫قرينة الرباءة واحلق يف حماكمة عادلة مضمو ن‪.‬‬

‫يتمتع كل شخص معتقل حبقوق أساسية‪ ،‬وبظروف اعتقال إنسانية‪ .‬وركنه أن يستفيد من برامج للتكوين وإعادة‬
‫اإلدماج‪.‬‬

‫‪...............‬‬

‫(‪ )10‬انظر الفصل ‪ 211‬من الدستور‪.‬‬


‫(‪ )11‬ينص الفصل ‪ 224‬من الدستور على ما يلي‪:‬‬

‫يسهر اجمللس األعلى للسلطة القضائية على تطبيق الضما ت املمنوحة للقضاة‪ ،‬والسيما فيما خيص استقالهلم وتعيينهم‬
‫وترقيتهم وتقاعدهم وأتديبهم‪.‬‬
‫العدد ‪ 3‬نونرب ‪4072‬‬ ‫‪774‬‬ ‫جملة الرقيب‬

‫واحلرايت املخولة هلم والدفاع عنها دون إطفال الدور التأدييب (‪ )12‬املوكول إليه عند ارتكاب هؤالء للمخالفات واألخطاء‬
‫املهنية‪.‬‬

‫فمن جهة اثنية أوىل الدستور املغريب اجلديد أيضا أمهية ابلغة للمحيط اخلارجي املؤثر على السلطة القضائية سواء‬
‫إجيااب أو سلبا (‪ )13‬الن ذلك ينعكس على جودة اخلدمات املقدمة للمواطن مث على صورة القضاء يف أعني االطيار وطنيا‬
‫ودوليا‪.‬‬

‫فالسلطة القضائية يف إطار مبدأ فصل السلط (‪ )14‬واالستقاللية ينبغي عليها االشتغال بعيدا عن مصاحل وزارة‬
‫العدل واحلرايت اليت ترأس النيابة العامة وهذا ما يعاب على الدستور نظرا لعدم حتديده للجهة اليت تتبع النيابة العامة‬
‫تعليماهتا‪.‬‬

‫يضع اجمللس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬مببادرة منه‪ ،‬تقارير حول وضعية القضاء ومنظومة العدالة‪ ،‬ويصدر التوصيات‬
‫املالئمة بشأهنا‪.‬‬

‫=يصدر اجمللس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬بطلب من امللك أو احلكومة أو الربملان‪ ،‬هراء مفصلة حول كل مسألة تتعلق‬
‫بسري القضاء مع مراعاة مبدأ فصل السلط‪.‬‬

‫(‪ )12‬ينص الفصل ‪ 221‬من الدستور على ما يلي‪:‬‬


‫يعقد اجمللس األعلى للسلطة القضائية دورتني يف السنة على األق‪.‬‬
‫يتوفر اجمللس األعلى للسلطة القضائية على االستقالل اإلداري واملايل‪.‬‬
‫يساعد اجمللس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬يف املادة التأديبية‪ ،‬قضاة مفتشون من ذوي اخلربة ‪.‬‬
‫حيممدد بقممانون تنظيمممي انتخمماب وتنظمميم وسممري اجمللممس األعلممى للسمملطة القضممائية‪ ،‬واملعممايري املتعلقممة بتممدبري الوضممعية املهنيممة‬
‫للقضاة‪ ،‬ومسطرة التأديب‪.‬‬
‫يراعي اجمللس األعلى للسلطة القضائية‪ ،‬يف القضااي اليت هتم قضاة النيابة العامة‪ ،‬تقارير التقييم املقدمة من قبل السلطة اليت‬
‫يتبعون هلا‪.‬‬
‫(‪ )13‬ينص الفصل الفصل ‪ 210‬من الدستور على ما يلي‪:‬‬
‫رنممع كممل تممدخل يف القضممااي املعروضممة علممى القضمماء؛ وال يتلقممى القاضممي بشممأن مهمتممه القضممائية أي أوامممر و تعليمممات وال‬
‫خيضع ألي ضغط‪.‬‬
‫جيب على القاضي‪ ،‬كلما اعترب أن اسمتقالله مهمدد‪ ،‬أن حييمل األممر إىل اجمللمس األعلمى للسملطة القضمائية‪ .‬يعمد كمل إخمالل‬
‫من القاضي بواجب االستقالل والتجرد خطأ مهنيا جسيما‪ ،‬بصرف النظر عن املتابعات القضائية احملتملة‪.‬‬
‫يعاقب القانون كل من حاول التأثري على القاضي بكيفية طري مشروعة‪.‬‬
‫العدد ‪ 3‬نونرب ‪4072‬‬ ‫‪773‬‬ ‫جملة الرقيب‬

‫أما ابلنسبة للشرطة القضائية فعالقتها ابلسلطة القضائية (‪ )15‬وطيدة إىل درجة ال ركن التفرقة بينهما فهما‬
‫متكاملني ومتعاونني فيما بينهما لذلك فاحملاضر احملررة من طرف الشرطة القضائية السيما من زاوية حجيتها وقوهتا الثبوتية‬
‫تؤثر حيث مضموهنا على األحكام والقرارات الن القضاء يعتد هبا كأعلى وسائل اإلثبات لإلدانة أو الرباءة‪.‬‬

‫خبصوص املهن األخرى اليت يطلق عليها "" املهن القضائية أو املهن احلرة "" اليت حيتك بعضها مثل احملاماة‬
‫العدول املوثقني العصريني واملفوضني القضائيني مبؤسسة القضاء بشكل يومي ومستمر فينبغي عليها بدورها تسهيل مهمة‬
‫القضاء وليس تعقيدها فاملطلوب منها هو إجناح مسلسل إصالح منظومة العدالة أو على األقل املسامهة يف ذلك إجيااب‬
‫من خالل التحلي بروح املسؤولية وقيم النزاهة والشرف وااللتزام أبخالقيات املهنة كل حسب موقعه‪.‬‬

‫خامتة‪:‬‬

‫وختاما نستطيع رؤية انفتاح أفق مستقبلي جديد للسلطة القضائية على ضوء املستجدات الدستورية لكن‬
‫تطبيقها حيتاج إىل جتند كل القوى املواطنة احلية الفاعلة والنشيطة عرب إعمال مقاربة تشاركية ينخرط فيها القضاة أنفسهم‬
‫قبل السلطتني التشريعية والتنفيذية‬

‫ويف انتظار التوصيات واالقرتاحات اليت ستتمخض يف اآلونة القريبة عن خالصات ونتائج احلوار الوطين املنظم يف‬
‫سائر حماكم وجهات اململكة ال ركن لنا إال اإلشادة والتنويه جبميع اجملهودات اجلبارة اليت يسعى املغرب إىل تطويرها‬
‫وحتسينها ملا فيه اخلري للبالد والعباد‪.‬‬

‫(‪ )14‬انظر الفقرة االوىل من الفصل ‪ 211‬من الدستور‪.‬‬


‫(‪ )15‬من الدستور على ما يلي الفصل ‪ 210‬ينص‪ :‬تعمل الشرطة القضائية حتت سلطة قضاة النيابة العامة وقضاة‬
‫التحقيق‪ ،‬يف كل ما يتعلق ابألحباث والتحرايت الضرورية خبصوص اجلرائم وضبط مرتكبيها وإلثبات احلقيقة‪.‬‬

‫)‪Powered by TCPDF (www.tcpdf.org‬‬

You might also like