Professional Documents
Culture Documents
.
المبحث األول :دور القضاء في توفير األمن
المبحث الثاني :دور األمن القضائي في تحقيقالتنمية
خـاتـــــمة
سيظل أمر االمن القضائي يشغل بال الرأي العام ببالدنا لكونه احدى
الركائز االساسية في المغرب ،وباعتبار المغرب دولة الحق والقانون
تنبني
ودولة المؤسسات وذلك عبر وتطوره كسلطة مؤسساتية دستورية،
وتعطي الضمانة
التي توفر األمن واالستقرار،
عليها أسس العدالة ،
وتقوي المؤسسات العامة
القوية لحقوق المواطنين وواجباتهم ،
واالجتماعي من اجل والخاصة ،وتوفر المناخ المالئم لالزدهار االقتصادي
وذلك من خالل
تحقيق التنمية المنشودة التي يراهن عليها المغرب،
التي تفتح اآلفاق الواسعة
التشجيع على االستثمار ،وجلب المشاريع ،
الشهادات.
لحاملي لسوق الشغل للعاملين ،وتوظيف األطر والكفاءات
يختل توازنها والقضاء وحده من يرعى حماية هذه المجاالت حينما
قراره ،صائبا في
حكمه ،قويا في
الطبيعي ،فيتدخل ليكون عادال في
مقرراته
. نصوصه القانونية ،سريعا في تنفيذ
إن قضاء اليوم المنفتح على كل الواجهات لم بيق هو قضاء األمس
أصبحت له مسؤوليات المنغلق على نفسه .قضاء اليوم قضاء واسع،
الذي كثرت
متعددة بتعدد اختصاصاته ،سواء في الميدان الجنائي،
د ،أو
شعبه أمام كثرة الجرائم المرتبطة به ،والحاصلة من األفرا
يوم ،بتضخم الجريمة المعاصرة عد
المؤسسات تتضخم بشكل خطير يوما ب
التي أصبحت لها مدارس متخصصة ،تتطلب نوعا من المعالجة النفسية،
أبانت كل واإلنسانية لردعها أكثر من المعالجة العقابية التي
في الميدان أو الدراسات الجنائية العالمية عن عدم جدواها وحدها،
في كل المعامالت،
الذي هو اآلخر توسعت دائرة نزاعاته، المدني ،
التي صارت تتخذ أشكاال
خصوصا حينما انخر في االلتزامات الدولية،
وأنماطا من االرتباطات ،والتعهدات بين جنسيات مختلفة بحكم تأسيس
وما إلى وشراء األراضي،الشركات المدنية ،وتنشيط سوق العقارات،
صعيد. تجري على أكثر من
والتي
ذلك من األنشطة المواكبة لها ،
ودولية كما يواجه القضاء في الميدان التجاري قضايا شائكة محلية،
والتجارية التي بحكم النزاعات المطروحة ،وبفعل المعامالت المالية،
التجارية ،فاعلة
ميدان ،حيث أضحت المحاكم
أصبحت قطب الرحى في كل
يعرض عليها من القضايا قضائيا ،محكوم عليها بالفصل السريع فيما
سواء بينذات الصبغة التجارية بتعدداتها ،وكثرة تشعباتها،
األفراد ،أو بين المؤسسات الوطنية ،أو ذات الجنسيات المتعددة ،أو
المختلطة
.
وتفعيل النصوص ورغم أن المغرب بذل قصارى الجهد لتحديث القوانين،
وذلك من خالل إحداث حتى يكون هناك امن قضائي بالشكل المطلوب،
المحاكم المتخصصة ،وقطع أشواطا بعيدة لالندماج مع القوانين
فإنه رغم الترسانة الدولية ،وتطبيق اإلتفاقيات التي وقع عليها،
فإن آليات في المنظومة القضائية التي يشتغل عليها، القانونية
تطبيقها وتنفيذها غير متوفرة ،لغياب من جهة الوسائل التكنولوجية،
ببالدنا ،
بما
واإللكترونية التي تساعد على تحديث العمل القضائي
بعد آخر لتخلف وهي معوقات تعطي
والفعالية ،
يضمن له السرعة ،
التي
القضاء عندنا ،وعدم مسايرته بعد للجيل الجديد من اإلصالحات،
لتأهيلهم وفي مقدمتها التكوين ،والتكوين الصالح للقضاة، يتطلبها ،
التي تقوم اليوم على
لخطة القضاء على أرضية صلبة من التخصصات،
وتقنية تتطلب وفرة عمليات مدققة لها عالقة بقوانين فنية،
ودنيا القروض، المعلومات العلمية في مجال األعمال واالستثمار،
الواسع. وعالم التجارة من بابه
ينمو، وبدون ان يكون هناك امن قضائي ال يمكن لمناخ التنمية أن
ويوفر األمن، الذي يضمن الحقوق،
باعتباره المحرك الديناميكي
في إصالح
واألمان واالستقرار ،وهذا ما يراهن عليه المغرب حاال،
أصبحت قاب القضاء لتحقيق سرعة التنمية ،ولمواجهة العولمة التي
تراعي التي
وتطبيقاتها ،
قوسين ،أو أدنى ،لتحتل العالم بنظرياتها،
أو فيها مصالحها الذاتية ،وليست مصالح الشعوب المستضعفة،
بل النامية ،والمغرب ال يريد أن يكون بلدا تابعا لهذه العولمة،
متبوعا ،ومقتدى به ،إنه إذن رهاننا جميعا من أجل الحاضر
والمستقبل
.