You are on page 1of 13

‫المملكة المغربية‬

‫جامعة عبدالمالك السعدي‬


‫كلية العلوم القانونية واالقتصادية‬
‫واالجتماعية‬
‫‪ -‬طنجة ‪-‬‬

‫تحت إشراف الدكتورة‪:‬‬


‫نسرين بوخيزو‬ ‫‪ ‬من إعداد الطلبة ‪:‬‬

‫زينب البقالي‬ ‫•‬


‫رقم أبوجي ‪20005289:‬‬ ‫•‬

‫سالم الكردودي‬ ‫•‬


‫رقم أبوجي ‪20011138 :‬‬ ‫•‬

‫سفيان اليونسي‬ ‫•‬


‫رقم أبوجي ‪20007570:‬‬ ‫•‬
‫السنة الجامعية ‪2021-2022:‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫المقدمــــــــــــــــة ‪:‬‬
‫باالعتماد على مبدأ الفصل مابين السلطات ميز الفقه بين أنظمة سياسية مختلفة تجسد فكرة األنظمة‬
‫القائمة على التعاون بين السلطات‪ ،‬أي األنظمة البرلمانية‪ ،‬وتلك القائمة على اندماج السلطات‬
‫ونوع ثالث على مبدأ الفصل بين السلطات وأخيرا النظام شبه الرئاسي‪.‬‬
‫ورغم أن هذا التقسيم ال يزال قائما إال أن مبدأ الفصل بين السلطات كما رأينا تعرض لتأثيرات أدت‬
‫إلى إضمحالل الدور الرئيسي الذي كان يلعبه باعتباره يهتم بالجانب القانوني فقط وبروز عوامل‬
‫أخرى تسلهم في عملية التطبيق‪ ،‬وأهمها الواقع السياسي واإلجتماعي واإلقتصادي وخاصة دور‬
‫األحزاب السياسية‪.‬‬
‫ويعتبر النظام البرلماني هو نوع من انواع الحكومات النيابية ويقوم على وجود مجلس منتخب‬
‫يستمد سلطته من سلطة الشعب الذي انتخبه ويقوم النظام البرلماني على مبدأ الفصل بين السلطات‬
‫على أساس التوازن والتعاون بين السلطتين التشريعية والتنفيذية‪.‬‬
‫وتتكون السلطة التنفيذية في هذا النظام من طرفين هما رئيس الدولة ومجلس الوزراء ويالحظ عدم‬
‫مسؤولية رئيس الدولة أمام البرلمان أما مجلس الوزراء أو الحكومة فتكون مسؤولة أمام البرلمان‬
‫أو السلطة التشريعية ومسؤولية الوزراء اما أن تكون مسؤولية فردية أو مسؤولية جماعية بالنسبة‬
‫ألعمالهم‪.‬‬
‫ومما سبق قوله يمكننا طرح اإلشكالية الرئيسية التالية‪:‬‬
‫ما مدى قوة النظام البرلماني في النموذج البريطاني والمغربي؟‬
‫ومن خالل هذه اإلشكالية يمكننا طرح تقسيم لهذا الموضوع على الشكل التالي‪:‬‬
‫المقدمــــــــــــــــة ‪:‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬ماهية النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬
‫المطلب األول ‪ :‬السياق التاريخي للنظام البرلماني في التشريع المغربي والبريطاني‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬معايير و مميزات النظام البرلماني‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬النظام السياسي المغربي والبريطاني‬
‫المطلب األول ‪ :‬تطور النظام السياسي البرلماني‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الهيئات الدستورية وتكييف النظام البرلماني‬
‫الخاتمـــــــــــــــــــــــة ‪:‬‬
‫‪1‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫المبحث األول ‪ :‬ماهية النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬


‫إن أنظمة الحكم الملكية في كل من المغرب وبريطانيا اعتمدتا مشروعية تاريخية ورمزية روحية‬
‫دين ية مما ساهم وال زال سيساهم في تعزيز االستقرار السياسي ومسلسل التطور الديمقراطي‪،‬‬
‫واالصالح السياسي‪ ،‬كما أن نظام الملكية كان عامل وحدة من خالل الدور التحكيمي والوساطة‬
‫بين جل الفرقاء السياسيين سواء كانت ملكية تسود وتحكم (المغرب) أم ملكية رمزية تسود وال‬
‫تحكم (بريطانيا ) ما يخلق مناخا مالئما للتطور الديمقراطي واستمرارية نموذج الحكم الملكي ‪.‬‬
‫و إن تطور المسلسل الديمقراطي وسياسة االصالحات الدستورية التي خاضها المغرب لم تفضي‬
‫بالضرورة إلى تراجع المشروعية الدينية لمصلحة قواعد اللعبة الديمقراطية ومبادئ القانون‪ ،‬فقد‬
‫نجحت الملكية التنفيذية بالمغرب من تحصين نفسها ضد القوى المنافسة وتعزيز مكانتها التاريخية‬
‫والرمزية بعكس الملكية في بريطانيا فهي حافظت على وجودها ومكانتها التاريخية الرمزية‬
‫والروحية طيلة مراحل تاريخية مهمة‪ ،‬لكن ملكية مقيدة وذات سلطات رمزية تدعم االستقرار‬
‫وروح الوحدة والمواطنة أكثر منها سلطة تنفيذية تتأقلم مع المتغيرات االجتماعية والديمقراطية ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬السياق التاريخي للنظام البرلماني في التشريع المغربي والبريطاني‬

‫ظلت الملكية في المغرب‪ ،‬على مدى التاريخ حامية للديانة اإلسالمية وكذا الديانات األخرى مهما‬
‫قل عدد معتنقيها‪ ،‬وعليه مثل اإلسالم أداة لتحقيق الوحدة بين جميع المغاربة فالسلطان بوصفه إماما‬
‫لجميع المسلمين‪ ،‬كان يمثل ويجسد روح الديانة اإلسالمية بصفته عامال موحدا‪ ،‬يخترق االنقسامات‬
‫القبلية والطرقية والجغرافية واالثنية واالجتماعية‪.‬‬
‫ويؤخذ بالنظام البرلماني في ا لدول الجمهورية أو الملكية ألن رئيس الدولة في النظام البرلماني ال‬
‫يمارس اختصاصاته بنفسه بل بواسطة وزرائه‪.‬‬
‫ومع أن السلطة التشريعية لها وظيفة التشريع فإن للسلطة التنفيذية الحق في اقتراح القوانين‬
‫واالشتراك في مناقشتها أمام البرلمان كذلك فيما يتعلق بوضع السياسات العامة من حق السلطة‬
‫التنفيذية لكنها تمتلك الحق في نقاش السياسات وابداء الرأي فيها كما تمتلك السلطة التشريعية الحق‬
‫في مراقبة اعمال السلطة التنفيذية والتصديق على ما تعقده من اتفاقيات‪.‬‬
‫لذلك فمعظم العالقة بين السلطتين مبنية على التوازن والتعاون أما ما يتعلق برئيس الدولة في‬

‫‪2‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫النظام البرلماني فقد اختلف الفقهاء حول دوره في النظام البرلماني ويكون معظم دوره سلبيا ً‬
‫ويكون مركزه مركز شرفي ومن ثم ليس له ان يتدخل في شؤون االدارة الفعلية للحكم وكل ما‬
‫يملكه في هذا الخصوص هو مجرد توجيه النصح واالرشاد الى سلطات الدولة لذلك قيل ان رئيس‬
‫الدولة في هذا النظام ال يملك من السلطة اال جانبها االسمي اما الجانب الفعلي فيها فيكون للوزراء‪.‬‬
‫لذلك فرئيس الدولة يترك للوزراء االدارة الفعلية في شؤون الحكم وهو ال يملك وحده حرية‬
‫التصرف في أمر من األمور الهامة في الشؤون العامة أو حتى المساس بها وهذا هو المتبع في‬
‫بريطانيا وهي موطن النظام البرلماني حتى صار من المبادئ المقررة ان (الملك يسود وال يحكم)‪.‬‬
‫إن النظام البرلماني نشأ في بريطانيا بعد تطور طويل و هو من صور النظام النيابي ثم انتقل الى‬
‫العديد من الدول و خاصة منها المستعمرات القديمة اإلنجليزية‪ ،‬و إذا قلنا النظام البرلماني فهذا ال‬
‫يعني ان كل نظام يوجد فيه برلماني هو كذلك فالنظام الرئاسي و الشبه الرئاسي فيها برلمان و‬
‫يكون أحيانا اقوى من السلطة التنفيذية لهذا فالمعيار المميز لهذا النظام عن غيره هو سلطة تنفيذية‬
‫مقسمة الى قسمين احداهما الوزارة او الحكومة التي يحق لها حل البرلمان الذي يستطيع بدوره‬
‫سحب الثقة منها و ثانيها رئيس دولة ليس مسؤوال سياسيا ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬المرحلة األولى ‪:‬‬
‫‪ -‬الديانة المسيحية لعبت دورا كبيرا في ترصيد الممالك و المقاطعات المنتشرة في انجلترا تحت‬
‫لواء مملكة واحدة المتحدة ‪.‬تحت لواء الجمعية العمة تضم حكام المقاطعات و الملك و قيادة الجيوش‬
‫‪ -‬ظهور جمعية الحكماء تضم الملك و رؤساء المقاطعات دورها منح األراضي و قرض الضرائب‬
‫و اعالن الحرب و السلم ‪.‬‬
‫‪ -‬ظهور هيئة كبيرة في عهد الدق نورمانديا سميت بالمجلس الكبير القرن الثاني عشر و ساء فيها‬
‫الحكم المطلق للنور مانديين ‪.‬‬
‫‪ -‬في عهد الملك هنري الثاني تم توسيع المجلس الكبير ‪.‬‬
‫‪ -‬في عهد الملك جان سنتير ابن هنري ‪ 2‬و هو العهد الذي تنازل فيه عن بعض صالحياته للمجلس‬
‫الكبير و الذي اصبح يعبر عن دور البرلمان ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬انقسام البرلمان الى مجلسين ‪:‬‬
‫التمييز بين االعضاء المن تخبين و غير المنتخبين تجلى في العهد هنري الثالث ان جان سنتير حيث‬
‫تم انتخاب فارين عن كل مقاطعة لحضور البرلمان وأصبح البرلمان يضم المنتخبون واالشراف‬
‫‪3‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫االساقفة الذين انقسموا الى له كلتين مجلس المنتخبون و يسمى بمجلس العموم و مجلس االشراف و‬
‫خصوصا اطلق عليه اسم اللوردات ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬و في هذه الفترة تم سيطرة النواب المنتخون واستحواذ أعلى السلطة التشريعية و تمت‬
‫سيطرة مجلس العموم على جميع الوسائل المالية و ينفرد بها هذا االخير و لتأتي بعد ذلك مرحلة‬
‫ادوارد الثالث الذي يعد عصره االنطالقة الفعلية في عملية التشريع البرلماني و حدث التساوي بين‬
‫مجلس العموم و مجلس اللوردات و اصبح يحق لها على التساوي حق التشريع و اجماال لهذا‬
‫التقديم يمكن القول ان النظام البرلماني مر بتالت مراحل رئيسية‪:‬‬
‫‪ /1‬الملكية المقيدة ‪ :‬مثلت هذه المرحلة في ‪:‬‬
‫سيطرة الملك والطبقة االستقراطية على السلطة و مصدر القوانين هو التفويض االلهي على شكل‬
‫مواثيق‬
‫‪ /2‬االزدواجية البرلمانية ‪:‬‬
‫ادخال فكرة الليبرالية ضمن النصوص القانونية و كذلك السيادة الشعبية و حل مكان االله االرادة‬
‫الشعبية منها الدساتير حلت محل الميثاق و المجلس هما الذين يعزال الوزراء ‪.‬‬
‫‪ /3‬الديمقراطية البرلمانية ‪:‬‬
‫ظهور االحزاب السياسية و تأثير الشعبية مدعما لمبدأ االقتراع العام ‪.‬‬
‫و سيادة الطابع العرفي لدساتير هذه األنظمة و حصر السلطة التنفيذية في يد الحكومة ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬معايير و مميزات النظام البرلماني‬


‫أوال ‪ :‬المعيار التقليدي ‪:‬‬
‫‪ -‬التوازن بين السلطة التش ريعية و التنفيذية ( التأثير المتبادل بينهما من خالل المراقبة المتبادلة‬
‫بينهما )‪.‬‬
‫‪ -‬التوازن من خالل ان اعضائها هيئات تكمل احدهما االخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬التعاون مشاركة الحكومة في التشريع من خالل اقتراح مشاريع القوانين ‪.‬‬
‫النقد ‪ :‬تعميمه لكل مراحل التي بها انجلترا ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬المعيار الحديث ‪:‬‬
‫و هو مسؤولية الحكومة امام البرلمان انطالقا من فكرة االتهام الجنائي‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫ثالثا‪ :‬المعيار الحديث ‪:‬‬


‫إ ن كل االنظمة التي اعتنقت النظام البرلماني ينبغي عليها ان تنص على مبدأ المسؤولية السياسية‬
‫أي مسؤولية الحكومة بمفهومها الضيق امام البرلمان وكان ظهورها نتيجة االتهام الجنائي حيث‬
‫كان عضو النيابة يتابع جنائيا حيث كان يتهم امام المجلس العموم والمحاكمة تتم امام مجلس‬
‫اللوردات‪.‬‬
‫المسؤولية السياسية تمارس بواسطة سلطتين ‪:‬‬
‫‪ /1‬الئحة اللوم او ملتمس الرقابة ‪ :‬و يكون من طرف مجلس النواب ضد الحكومة وشرط توافر‬
‫االغلبية واالغلبية المطلقة قادرة عل وكندا واستراليا‬
‫مسالة الثقة ‪ :‬تكون بمبادرة من الحكومة بواسطة رئيسها الذي يضع مسالة الثقة على مكتب‬
‫المجلس وتتم أما تأكيد الثقة واعطاءها ثقة كبيرة واما ان تسحب منها الثقة وبذلك يتعين على‬
‫الحكومة بجميع اعضائها االستقالة ‪.‬‬
‫هل المعايير القانونية كافية لتمييز االنظمة البرلمانية؟‬
‫إ ن المعيارين السالفين كافيين من الناحية القانونية لتمييز االنظمة البرلمانية عن غيرها ولكن قد‬
‫يؤثر التعددية الحزبية على هذين المعيارين ‪:‬‬
‫االنظمة البرلمانية التي تأخذ بثنائية الحزب‪:‬‬
‫المثل عليها بريطانيا وانجلترا و زلندا و كندا و استراليا و المقصود هنا هو ثنائية الحزبين الحقيقي‬
‫حيث يستطيع احدهما ان يحصل على االغلبية داخل البرلمان يطبق طريقة االنتخاب المقيدة على‬
‫أعضائه في الحياة الهامة مثل التصويت على سحب الثقة و يترتب على ذلك نتائج ‪:‬‬
‫النتيجة األولى ‪ :‬تشكيل حكومة متنافسة من بين اعضاء الحزب صاحب األغلبية الذي يخضع كل‬
‫اعضائه و يتحملون مسؤولية تطبيق برنامجه ‪.‬‬
‫النتيجة الثانية ‪ :‬هي ان الوزارة في حالة األغلبية تنال ثقة البرلمان اال اذا حدث انشقاق داخل‬
‫الحزب الواحد صاحب االغلبية وهو نادر الحدوث ‪.‬‬
‫النتيجة الثالثة ‪ :‬سيطرة الحكومة على السلطة و انتفاء فكرة الفصل بين السلطات وز ان مشاريع‬
‫القوانين الت يتصدر بالتالي تكون باقتراح من الحكومة او من اعضاء البرلمان المنتمين لحزب‬
‫االغلبية بعد مصادقة الحكومة عليها ‪.‬‬
‫النتيجة الرابعة ‪ :‬تتمثل في انتخاب المواطنين للبرلمان يعني مشاركته بطريقة غير مباشرة في‬
‫‪5‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫اختيار اعضاء الحكومة و رئيسها و اذا ما تفحصنا االنتخاب نجد ان الحملة االنتخابية تكون شبيهة‬
‫باالنتخابات الرئاسية مما يجعلها حملة لصالح النواب ‪.‬‬
‫االنظمة التي تأخذ بتعدد االحزاب ‪ :‬في هذه االنظمة ال يوجد حزب يتمتع باألغلبية المطلقة اال اذا‬
‫كنا في نظام الحزب المسيطر فالحكومة هنا ملزمة باالعتماد على ائتالف حزبي للحصول على‬
‫االغلبية و التي تعد صحيفة قابلة لالنقسام في أي وقت‪ ،‬مما يؤدي الى تقرير نفس الحكم على‬
‫الحكومة فتبدو لذلك تجنبا لالنقسام ضرورة المصالحة والتوفيق الوعود للشعب دون الوفاء بها و‬
‫التهرب برمي مسؤولية ذلك على غيرها فضال عن معارضة تطبيق برامج غيرها كاملة مما‬
‫يعرقل رئيس الحكومة عن أداء مهامه كاملة و االهتمام بالتوفيق بين االحزاب االئتالفية مع حزبه‬
‫فيغدو تحت رحمة البرلمان ‪.‬‬
‫و من هنا يمكن القول بان المواطنين ال يختارون رؤساء الحكومات مثلما هو الحال في الثنائية‬
‫الحزبية وإنما يتم ذلك بواسطة رؤساء االحزاب‪.‬‬
‫االنظمة البرلمانية ذات الحزب المسيطر ستنطبق هذه التسمية على االنظمة ذات االحزاب المتعددة‬
‫والتي يمن بينها االحزاب المسيطرة مثل االحزاب االشتراكية في بالد الشمال والديمقراطية‬
‫المسيحية في ايطاليا و الحقيقة انهى وجود حزب مسيطر في االنظمة البرلمانية باستثناء حزب‬
‫المؤتمر في الفه د و هو مما سمح له بالبقاء في السلطة لمدة طويلة غير انه كان مع ذلك يجب‬
‫معارضة قوية تراقبه الى جانب تطبيق االنتخابات الحرة مما يسمح للمواطنين من مراقبة الحزب و‬
‫قد استمرت سيطرت حزب السيدة ‪ :‬غاندي بعد االنقسام الذي حدث عام ‪ 1791 :‬و تشكيلها لحزب‬
‫المؤتمر الجديد و فوزها في االنتخابات في نفس السنة لكنه فقد السلطة في بداية الثمانينات اال انه‬
‫استرجعها بعد ذلك مباشرة ثم فقدها سنة ‪ 1797 :‬االمر الذي ادى الى زوال فكرة الحزب المسيطر‬
‫و لو لمرحلة في هذا البلد ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬النظام السياسي المغربي والبريطاني‬

‫تستمد الملكية في المغرب مشروعيتها من رزنامة من المشروعيات القانونية والدينية والتاريخية‬


‫والصوفية والثقافية‪ ،‬لتنصهر في بوتقة واحدة فتضفي على نسقها السياسي مزيدا من الصالبة‬
‫والتفرد والخصوصية‪ ،‬فهي تتمتع أوال بمشروعية تاريخية فلم يعرف المغاربة غيرها منذ ‪21‬‬
‫قرنًا‪ ،‬ألن الملكية سابقة على الدستور نفسه‪ ،‬فهي كانت موجودة قبله بصالحياتها الواسعة‪.‬‬
‫ومشروعية دستورية هي مصدر كل الدساتير التي مرت على المغرب‪ ،‬ورمزية دينية‪ ،‬ذلك أن‬
‫الدستور المغربي ‪ 1122‬ينص على أن “الملك هو أمير المؤمنين الذي يسعى إلى حفظ الدين”‪،‬‬
‫ومن ثم فهو يمتلك السلطة الدينية وما لها من دالالت رمزية ارتباطا بالتراث اإلسالمي “خليفة‬
‫الله في األرض”‪ ،‬فنجده يعمل بمقتضى هذه الرمزية في بعض الطقوس‪ ،‬مثل البيعة وإإلنابة على‬
‫“الرعية” في أضحية العيد‪.‬‬
‫أما بالنسبة للملكية في النظام السياسي البريطاني فهي أيضا تتمتع بمكانة ورمزية تاريخية شأنها‬
‫شأن الملكية بالمغرب‪ ،‬بحيث مازالت تمارس عامال مهما في استمرارية األمة البريطانية وثباتها‪،‬‬
‫بالرغم من التقليص المستمر لدور الملكية في الحياة السياسية‪ ،‬فالملك أو الملكة الزاال يتمتعا‬
‫ببعض االمتيازات التاريخية‪ ،‬إذ ال زالت الملكية في النظام السياسي البريطاني همزة وصل بين‬
‫األمة والحكومة‪ ،‬وهي تجسد الحس النابض لوالء الشعب البريطاني و وطنيته‪ ،‬وتجسد عظمة‬
‫األمة ورمز وحدتها‪ ،‬ومصدر اعتزاز أبنائها‪ ،‬وهي منبع الشرف و النبل فيها ‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬تطور النظام السياسي البرلماني‬


‫عرف النظام السياسي البريطاني اثناء تطوره مراحل ثالث اساسية هي‪:‬‬
‫‪ /1‬الملكية المقيدة‪ :‬بدأ التنظيم السياسي يبدو واضحا في المملكة البريطانية أثناء تولي قيوم االول‬
‫الفاتح السلطة في بريطانيا بعد ان فتحها سنة ‪1666:‬‬
‫وقتل الملك هارولد في هاستينغ فقد كان بين الحين واآلخر يستدعي نبالء البلد الستشارتهم في‬
‫قضايا و =طلب المساعدة منهم خارج اإليطار الضريبي كما منح للقادة العسكريين امتيازات‬
‫سمحت له بنيل ثقتهم و تميزت المرحلة األولى هاته من الحكم بمحاربة الملكية للنظام االقطاعي‪.‬‬
‫‪ -‬و تمكن االشراف و النبالء خاللها من افتكاك الميثاق االعظم من الملك جان سانتير ‪ ،1215‬و‬

‫‪9‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫بموجب ذلك بدأت تظهر البوادر البرلمانية حيث تشكل مجلس بجوار الملك من النبالء و األشراف‬
‫و اإلقطاعيين سمي بالمجلس الكبير غير ان بوادر انقسامه بدأت تظهر اثناء حكم الملك هنري‬
‫الثالث الذي اصبح يستدعي فارسين و نائبين من البورجوازية في المدينة بمجلسه ثم بعد تولي‬
‫ادوارد االول الحكم استقر الرأي على الضريبة ال تفرض اال بموافقة الممثلين المنتخبين من‬
‫الفرسان و البورجوازيين الى جانب االساقفة و االشراف ‪.‬‬
‫‪/2‬الثنائية البرلمانية ‪ :‬نتيجة لالزمة الحادة التي تسببت فيها اسرة استوارت البعادها البرلمان عن‬
‫ممارسة السلطة و تم االطاحة بهذا النظام سنة‪ 1699 :‬و عينت مارية و زوجها قيوم سنة ‪1697 :‬‬
‫ملكين على بريطانيا بعد االعتراف بقانون الحقوق الذي اقر سلطة التشريع للمجلس و عدم شرعية‬
‫فرض الضرائب دون موافقة البرلمان الذي يعد تكملة لملتمس الحقوق في سنة ‪ , 1629 :‬المقر‬
‫للحقوق الفردية الى جانب عريضة بيم و هامبدام لسنة ‪ 1641 :‬المنظمة لقواعد البرلمان و بمجيء‬
‫عائلة هانوفر رجحت الكافة لصالح البرلمان و ذلك لسبب عاملين اساسين ‪:‬‬
‫* ان الملكين يجهالن اللغة االنجليزية وال يهتمان بالسياسة ‪.‬‬
‫* استمرار تهديد عائلة استوارت لالستالء على السلطة وكراهيتها للبرلمان مما دفع بهذا االخير‬
‫الى التالف مع عائلة هانوفر من جهة واتحاد النواب العموم ممثلي الويغ ومحافظتهم على االغلبية‬
‫للوقوف ضد تهديدات استويرات ‪.‬‬
‫وكفالة لهذا التضامن كان الملك يلجا لتعيين االشخاص المسيرين للشؤون العمومية الى رؤساء‬
‫االغلبية في مجلس العموم للقيام بذلك ومنحهم سلطة المبادرة ‪.‬‬
‫وبذلك تأكدت قاعدة ان رئيس الحزب الحائز على االغلبية في مجلس العموم يتولى رئاسة الوزراء‬
‫تحت اسم الوزير األول‪ ،‬ومن ثمة أصبحت الوزارة مسئولة امام مجلس العموم وتحت رقابته‬
‫وحلت المسؤولية السياسية محل المسؤولية الجنائية‪.‬‬
‫‪-3‬البرلمانية الديمقراطية‪ :‬لقد كان فشل جورج الثالث في استعادة السلطة وهزيمة بريطانيا في‬
‫امريكا إثر كثير على تطور النظام البرلماني‪ ،‬فقد ظهر قانون إصالح اإلنتخابات سنة ‪1932‬وتلته‬
‫قوانين تتعلق بتوزيع المقاعد في البرلمان وتوسع حق االنتخاب وأخير أقر مبدأ اإلقتراع العام‬
‫‪ 1729‬وأصبح مجلس العموم مصدر السلطة ففقد مجلس اللوردات سلطته وتأكد ذلك بقانوني‬
‫‪ 1747 ،1711‬اللذان بموجبهما سحبت منهم السلطة ولم يعد الملك يؤثر فعليا على السياسة‬
‫الداخلية‪.‬‬
‫‪9‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الهيئات الدستورية وتكييف النظام البرلماني‬


‫ليقوم النظام السياسي البريطاني على هيئات مركزية هي البرلمان كسلطة تشريعية والملك‬
‫والوزارة ‪:‬‬
‫‪-1‬يتكون البرلمان البريطاني من مجلسين هما مجلس اللوردات ومجلس العموم‬
‫أوال ‪ :‬مجلس اللوردات ‪:‬يعتبر من مؤسسات البريطانية القديمة‬
‫*تشكيله ‪ :‬إن مجلس اللوردات يجد أصله في المجلس الكبير وبضبط في طبقة أشرف النبالء‬
‫ورجال الدين من هذا المجلس وهم يرتبون أمير – كونت‪ -‬البرون ‪-‬شوفالي ‪.‬‬
‫ويتم إتجار اللوردات مبدئيا عن طريق الوراثة أما حاليا فإن الملك والوزارة هم الذين يعينون‬
‫اللوردات‪.‬‬
‫*إختصاصاته‪ :‬كان مجلس اللوردات يتمتع بسلطات وإختصاصات يساوي لمجلس العموم في‬
‫المجالين التشريعي والمالي ويتولى محاكمة الوزراء المتهمين من مجلس العموم وذلك راجع إلى‬
‫قدمه‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إن مجلس العموم هو المؤسسة التي حققت حكم الشعب في بريطانيا‬
‫ضد الملك بفرض الصراعات الطويلة التي كان أعضاء المجلس يخوضونها ضد الملك من أجل‬
‫استرجاع السلطة‪.‬‬
‫*التشكيل وسائل العمل‪:‬‬
‫يتشكل مجلس العموم من نواب من الشعب ينتخبون بواسطة اإلقتراع العام باألغلبية البسيطة في‬
‫دورة واحدة لمدة ‪ 5‬سنوات ويتكون المجلس من المجموعات السياسية للمجلس مجموعتين‬
‫سياسيتين كبيرتين لألغلبية والمعارضة تنظم حولهما الحيلة السياسية ‪.‬‬
‫إن هاتين المجموعتين تشكالن حلقة وصل بين اإلرادة الشعبية والعمل الحكومي ولكل مجموعة‬
‫قائد ونائب‪.‬‬
‫اللجان ‪ :‬يشكل مجلس العموم ذاته خالفا لنظام األمريكي لجانا دائمة غير متخصصة تتولى مناقشة‬
‫بعض المواضيع وهذا كبحا لهيمنة رئيس المجلس الذي كان تابعا للملك‪.‬‬
‫*سلطات مجلس العموم وإختصاصاته ‪:‬‬
‫‪*1‬السلطة التشريعية ‪ :‬وهو سن القوانين المنظمة للمصالح الخاصة والقوانين العمومية التي لها‬
‫أبعاد واسعة وعامة ‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫‪*2‬السلطة المالية ‪ :‬هي التي مكنت مجلس العموم منة اإلستالء على السلطة التشريعية ‪.‬‬
‫‪*3‬السلطة الرقابية ‪ :‬هي الوسيلة التي تمكن البرلمان من اإلطاحة بالحكومة سواء عن طريق‬
‫االسئلة أوعن طريق التصويت بالثقة ‪.‬‬
‫*السلطة التنفيذية‬
‫أوال‪:‬الملك ‪ :‬إن الملك في بريطانيا يتولى العرش عن طريق الوراثة دون إهتمام بجنس الوارث‬
‫ذكرا أو أنثى ‪.‬‬
‫‪/ 1‬إختصاصات الملك ‪ :‬يختص بالموافقة على القوانين وهو إختصاص نظري كما يختص بتعين‬
‫زعيم الحزب وهو تعين شكلي أيضا ‪.‬‬
‫‪/2‬الوزارة ‪ :‬إن نظام الوزارة في النظام البرلماني تجد مصدرها في مجلس الملك الخاص ‪.‬‬
‫‪*1‬الكابينيت أوالحكومة لعل ما تتميز به الوزارة في بريطانيا ألنها هي المسؤولة أمام البرلمان‬
‫‪*2‬الوزير األول ‪ :‬يحتل الوزير األول مكانا بارزا ألنه هو المسؤول عن سياسة الوزارة ورئيس‬
‫السلطة التنفيذية فضال عن كونه زعيم األغلبية البرلمانية وأيضا هو زعيم الحزب المختار من قبل‬
‫الشعب حيث بإنتفائه تنتفي الحكومة ‪.‬‬
‫و إن النظام البرلماني هو النظام الذي تكون فيه الحكومة مسؤولة أمام البرلمان كما يحق لها حل‬
‫البرلمان ومن هنا أصبح البرلمان حلقة إتصال بين حكومة تحدد وتنفذ سياسة معينة كما أن النظام‬
‫البرلماني ال تستطيع الوزارة فيه إلغاء الحقوق المقررة أو تعديلها كما أنه ال يحق لها الغاء مبدأ‬
‫المعارضة ‪.‬‬
‫ومن جهة أخرى تتميز الملكية في النظام السياسي البريطاني بمشروعية دينية أو سلطة دينية‬
‫مطلقة بحيث تختص بالرئاسة الزمنية لكنيسة األنغليكانية (البروتستانتية ) الدين الرسمي إلنجلترا‪،‬‬
‫إضافة إلى الدور الروحي والمعنوي الذي يتمتع به التاج البريطاني‪.‬‬
‫حيث يعتبر الملك تجسيد حي لمشاعر الوالء الوطنية لدى الشعب االنجليزي‪ ،‬لذا فالمركز‬
‫االجتماعي لألسرة المالكة مرموق‪ ،‬ويبدي الشعب االنجليزي اهتماما كبيرا باالحتفاالت الخاصة‬
‫بأفراد العائلة المالكة‪ ،‬كما ينتقل الحكم في كال النظامين عن طريق الوراثة‪ ،‬إلى الولد األكبر سنا‬
‫من ذرية الملك في النظام السياسي المغربي‪ ،‬و ينتقل التاج من الملك الى الذي يليه من الرجال أو‬
‫النساء بنسبة درجة قرابتهم من الملك في النظام البريطاني‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫الخاتمــــــــــــــة ‪:‬‬
‫وفي األخير يمكن القول أن النظام البرلماني في النموذج المغربي والبريطاني من خالل تسميته‬
‫تغلب عليه سيطرة البرلمان كما وجدنا ذلك في النظام البريطاني حيث وجدنا أن هذا النظام يتشكل‬
‫أساسا من السلطة البرلمانية وتبعية السلطة التنفيذية لها من خالل إمكانية سحب الثقة من الحكومة‬
‫من وطرفي األغلبية المطلقة للبرلمان ‪.‬‬

‫قائمة المراجع ‪:‬‬

‫‪ ‬سعيد بوشعير‪ :‬القانون الدستوري والنظم السياسية المقارنة الجزء الثاني‪ ،‬سنة ‪.2616‬‬
‫‪ ‬األمين شريط‪ :‬الوجيز في شرح القانون الدستوري الجزء الثاني سنة ‪.2662‬‬
‫‪ ‬الحاج قاسم محمد‪ :‬القانون الدستوري والمؤسسات السياسية‪ ،‬الطبعة الخامسة ‪ 2613‬دار‬
‫النشر المغرب‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي‬

‫الفهرس‪:‬‬

‫المقدمــــــــــــــــة ‪1 ................. ................................ ................................‬‬


‫المبحث األول ‪ :‬ماهية النظام البرلماني النموذج البريطاني والمغربي ‪2 ...................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬السياق التاريخي للنظام البرلماني في التشريع المغربي والبريطاني ‪2 .‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬معايير و مميزات النظام البرلماني ‪4 .........................................‬‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬النظام السياسي المغربي والبريطاني ‪7 .....................................‬‬
‫المطلب األول‪ :‬تطور النظام السياسي البرلماني ‪7 ............. ................................‬‬
‫المطلب الثاني ‪ :‬الهيئات الدستورية وتكييف النظام البرلماني ‪9 ............................‬‬
‫الخاتمــــــــــــــة ‪11 .............. ................................ ................................ :‬‬
‫قائمة المراجع ‪11 ................. ................................ ................................ :‬‬
‫الفهرس‪12 ......................... ................................ ................................ :‬‬

‫‪12‬‬

You might also like