You are on page 1of 93

‫تدبير اإلدارات العمومية‬

‫لمنازعاتها القضائية‬
‫)‪Bulletin de l’observatoire marocain de l’administration publique (OMAP‬‬

‫‪DANS CE NUMERO‬‬

‫افتتاحية‪ /‬ليلى الهريم ص ‪2‬‬ ‫‪.1‬‬

‫‪.I‬التقرير التركيبي للورشة الدراسية التمهيدية المنظمة في موضوع العدد‬

‫التقرير التركيبي‪ ،‬يونس أبالغ ‪ -‬عادل أرجدال ‪ /‬ص ‪6-4‬‬ ‫‪.2‬‬

‫‪.II‬إشكاليات تدبير المنازعات القضائية من قبل إدارات الدولة‬

‫التدبير الميزانياتي لمخاطر االعتداء المادي وعدم تنفيذ األحكام القضائية ‪ /‬الجياللي أمزيد‬ ‫‪.3‬‬
‫ص ‪12-8‬‬
‫الحلول البديلة والتسويات الرضائيـة آليـة ناجعة لتسوية المنازعات القضائية في المادة‬ ‫‪.4‬‬
‫الجبائية ‪ /‬محمد سيبويه ص ‪17-13‬‬
‫النزاعات المتعلقة بالعاملين في اإلدارات العمومية أو النزاعات الداخلية‪ /‬صالح بوعسرية‬ ‫‪.5‬‬
‫ص ‪20-18‬‬
‫سلطات اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية في معالجة الشكايات والطلبات الواردة عليها‪/‬‬ ‫‪.6‬‬
‫عادل أرجدال ص ‪24-21‬‬
‫حكامة تدبير المنازعات الوقفية‪ /‬محمد الشرادي ص ‪26-25‬‬ ‫‪.7‬‬
‫دور القانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط المساطر واالجراءات االدارية في الوقاية من‬ ‫‪.8‬‬
‫المنازعة القضائية ‪ /‬حميد السريدي ص ‪30-27‬‬
‫إشكالية تحديد الجهة المعنية بتنفيذ األحكام الصادرة في مواجهة اإلدارة ‪-‬نموذج الحسابات‬ ‫‪.9‬‬
‫الخصوصية للخزينة‪ /-‬أسامة الزكارة ص ‪33-23‬‬
‫االعتداء المادي اإلداري على الملكية العقارية ‪ /‬رشدي عبد العزيز ص ‪40-34‬‬ ‫‪.10‬‬
‫دورة تدبير المنازعات القضائية على مستوى إدارات الدولة الفاعلون والتفاعالت ‪ /‬الهاشم‬ ‫‪.11‬‬
‫أمسكوري ص ‪43- 41‬‬
‫بنية القضاء اإلداري ومنازعات اإلدارة العمومية ‪ /‬محمد أمقران ص ‪45-44‬‬ ‫‪.12‬‬

‫‪.III‬المنازعات القضائية للجماعات الترابية‬

‫تمثيل العماالت واألقاليم لدى القضاء ‪ /‬يونس أبالغ ص ‪49-47‬‬ ‫‪.13‬‬


‫أية أدوار للوكيل القضائي للجماعات الترابية في تدبير منازعات الوحدات الترابية؟ ‪ /‬حياة‬ ‫‪.14‬‬
‫بومعزة ص ‪52-50‬‬
‫إشكالية التعويض عن إحداث الطرق العامة الجماعية ‪ /‬مصطفى بلكوزي ص ‪59-53‬‬ ‫‪.15‬‬
‫تدبير المنازعات المرتبطة بتفويت حقوق عينية على أراضي ساللية ‪ /‬هشام هدي‬ ‫‪.16‬‬
‫ص ‪62-60‬‬
‫حكامة تدبير أمالك الجماعات الساللية ‪ /‬سعيد الستاتي ص ‪64-63‬‬ ‫‪.17‬‬
‫‪L’évolution du contentieux des CT : un indicateur de performance de‬‬ ‫‪.18‬‬
‫‪l’accompagnement étatique ? / Hicham BERJAOUI pp 65-66‬‬
‫‪DEJA PARUS‬‬ ‫‪Le contentieux de l’occupation temporaire du domaine public‬‬ ‫‪.19‬‬
‫‪communal / Hafida LHEIMEURUI pp 67-69‬‬
‫‪Le contentieux en matière des taxes locales, quels rôles pour les‬‬ ‫‪.20‬‬
‫‪services fiscaux relevant des collectivités territoriales/ Ahmed‬‬
‫‪Bulletin n°21‬‬ ‫‪ " les‬املفتش يات العامة للوزارات" ‪:‬‬ ‫‪BOUTOUMILATE pp 70-79‬‬

‫‪inspections générales des ministères‬‬ ‫‪Chroniques Juridiques et administratives marocaine et étrangère.IV‬‬

‫متابعات قانونية وإدارية بالمغرب ‪ /‬فاتن الشواطي ص ‪82 -75‬‬ ‫‪.21‬‬

‫‪ " Les‬املصاحل الالممركزة " ‪Bulletin n°20 :‬‬ ‫متابعات قانونية وإدارية‬ ‫أ‪-‬‬
‫جدول النصوص القانونية المتعلقة بتدبير جائحة فيروس كورونا‬ ‫ب‪-‬‬
‫‪services déconcentrés‬‬ ‫إلى حدود ‪ 30‬يناير ‪2021‬‬
‫متابعات قضائية بالمغرب وفرنسا‪ /‬حنان الصالحي‪ ،‬سميرة جيادي ص ‪60-52‬‬ ‫‪.22‬‬

‫الإدارة العمومية املغربية ‪Bulletin n° hors série:‬‬ ‫في المغرب‬


‫في فرنسا‬
‫أ‪-‬‬
‫ب‪-‬‬

‫‪" L'administration publique‬يف مواهجة كوروان"‬


‫‪marocaine face à Coronavirus‬‬
‫‪Ces numéros sont consultables sur le site‬‬
‫‪web : http://www.omap.ma‬‬
‫التي تتوفر عليها دون التقيد بمبدأ السرية إذا كان ذلك ال يشكل‬
‫خطورة على هذا املبدأ ‪.‬‬
‫وأمام الكم الهائل من الدعاوى املعروضة على القضاء‪،‬‬ ‫ليلى الهريم‬
‫فقد أحسن املرصد املغربي لإلدارة العمومية فعال بتخصيص العدد‬ ‫باحثة في القانون‪ ،‬مستشارة قانونية سابقا‬
‫للوزير المنتدب لدى وزير المالية المكلف‬
‫بالميزانية‪ ،‬رئيسة قسم الدراسات القانونية‬
‫الحالي ‪ 22‬من نشرته الدورية ملعالجة املوضوع في جانبه املتعلق‬ ‫والمساطر الحبية سابقا بالوكالة القضائية‬
‫للمملكة‬
‫بتدبير االدارة ملنازعاتها القضائية‪ ،‬خاصة وأن هذا الجانب لم يحظ‬
‫بما يستحق من االهتمام‪ .‬وعموما يجمع الباحثون املشاركون في‬
‫تناول هذا املوضوع من مختلف الزوايا على أن اإلدارة العمومية‬ ‫افتتاحية‬
‫املغربية مدعوة إلى بذل مجهود أكبر للرفع من جودة الخدمات‬
‫والوقوف بحزم على تدبير هذه املنازعات لضمان الدفاع بواسطة‬
‫تعتبر االدارة العمومية جهازا منظما مهمته الرئيسية‬
‫املسؤولين االداريين املكلفين بهذه املهام من خالل مواكبتهم للمكلف‬
‫إعداد السياسات العمومية للدولة وتنفيذها‪ ،‬فهي تمارس الرقابة‬
‫بمهمة الدفاع بتزويده باملعطيات والوثائق التي تفيد النازلة وضبط‬
‫وتنظم وتخطط لرسم األهداف وتسهر على تحقيقها في تدبير الشأن‬
‫اآلجال والتمحيص والحذر املطلوب أثناء سريان املسطرة القضائية‬
‫العام من كل جوانبه االقتصادية واالجتماعية ‪...‬‬
‫والحرص على الحضور في الجلسات إلى حين صدور الحكم سواء‬
‫اكانت االدارة مدعية أو مدعي عليها‬ ‫وتبلور هذه األهداف في شكل قرارات تصدرها وعقود‬
‫إدارية تبرمها والتزامات تتعهد بها مع الغير‪ ،...‬وخالل هذه العمليات‬
‫وفي الجانب الوقائي ‪ ،‬فإن االدارة املغربية مطالبة بوضع‬ ‫قد تصدر عنها بعض االختالالت في التسيير والتدبير ألسباب‬
‫مخطط استراتيجي للتقليص من املنازعات بتفعيل الوسائل البديلة‬ ‫مختلفة‪ ،‬إما لعدم احترام اإلجراءات القانونية أو عدم التقيد‬
‫لفض املنازعات والعمل على إخراج مشروع إعادة تنظيم وظيفة‬ ‫باملساطر والشكليات القانونية أو تجاوز االختصاص املنوط بها ‪...‬‬
‫الوكيل القضائي للمملكة للوجود‪ ،‬وذلك إلعطاء هذا األخير‬ ‫وتعتبر هذه التجاوزات خرقا ملقتضيات الدستور التي توجب على‬
‫صالحية ممارسة السلطة التقريرية في تحديد الدفاع عن اشخاص‬ ‫أعوان املرافق العمومية الحرص على ممارسة وظائفهم طبقا ملبادئ‬
‫القانون العام وتوسيع مجال دوره في الوقاية من املنازعات وجعل‬ ‫احترام القانون والحياد والشفافية والنزاهة واملصلحة العامة ‪.‬‬
‫االستشارات وإبداء الرأي ضمن اختصاصاته‪ ،‬ودعوتها أيضا الى‬ ‫ووفقا ملبادئ الدستور الذي وسع من مساءلة اشخاص‬
‫تحسين مستوى التدبير االداري بوضع برامج للرفع من قدرات األطر‬ ‫القانون العام ‪ ،‬غالبا ما تلجأ األطراف إلى مقاضاة االدارة العمومية‬
‫اإلدارية عن طريق التكوين والتكوين املستمر لتجنب االختالالت التي‬ ‫أمام مختلف محاكم اململكة ‪ ،‬الستصدار أحكام قضائية في‬
‫تنجم عن سوء التدبير الذي يفرز منازعات مكلفة‪ .‬كما أن األمر‬ ‫مواجهتها تكون كلفتها املالية مرهقة لخزينة الدولة‬
‫يستدعي وضع خارطة محكمة للوقاية من هذه املنازعات تكون في‬
‫متناول كل املعنيين باألمر وفتح اوراش لنقل الخبرات من ذوي‬ ‫كما ان االدارة العمومية بدورها تقوم بمقاضاة‬
‫االختصاص ‪ ،‬بما فيهم الباحثين في الشأن العام ليلعبوا دورهم في‬ ‫األشخاص الذاتيين واملعنويين الذين يخالفون القانون نتيجة‬
‫التوعية والرصد والبحث عن مكمن الخلل وفتح باب النقاش من‬ ‫تصرفات غير مشروعة‪ ،‬مثل الترامي على ملك عمومي أو غابوي في‬
‫خالل الندوات والتظاهرات الثقافية والورشات لنشر الوعي‬ ‫محاولة لتملكه بتقديم مطلب التحفيظ يجعل االدارة ملزمة‬
‫واستلهام األفكار وطرح الحلول بعرض املقترحات وابداء اآلراء‬ ‫بالتعرض عليه ‪ ، ...‬أو منازعات تتعلق بامتناع بعض املوظفين‬
‫والخروج بتوصيات تهدف الى التقليص من ذلك الصنف من‬ ‫العموميين من افراغ مساكن ادارية أو وظيفية كما يلزمهم‬
‫املنازعات التي تنشأ بسبب سوء التقدير أو التدبير من طرف‬ ‫القانون‪ ،‬أو االنحرافات التي تصدر عن بعض املقاولين في تنفيذ‬
‫اإلدارات العمومية وذلك لتخفيف العبء عن القضاء وتكريس‬ ‫الصفقات العمومية‪ ،‬أو االعتداءات التي يتعرض لها املوظفون‬
‫دولة الحق والقانون‪.‬‬ ‫العموميون أثناء ممارستهم لعملهم ‪ ،‬أو عندما يتعلق االمر باختالس‬
‫أموال عمومية وأحيانا تبديدها ‪ ، ...‬فتقوم بتدبير هذه املنازعات‬
‫ومواكبة الدفاع بشكل قوي واستغالل املعطيات والوثائق القانونية‬

‫‪2‬‬
‫‪.I‬التقرير التركيبي حول الورشة‬
‫الدراسية التمهيدية التي نظمها‬
‫المرصد المغربي لإلدارة العمومية‬
‫في موضوع‪" :‬تدبير اإلدارات‬
‫العمومية لمنازعاتها القضائية"‬
‫يوم ‪ 3‬فبراير ‪2021‬‬
‫الورشة من تنشيط‪ :‬ليلى الهريم‪ ،‬باحثة في القانون‪ ،‬مستشارة قانونية سابقا للوزير المنتدب لدى‬
‫وزير المالية المكلف بالميزانية‪ ،‬رئيسة قسم الدراسات القانونية والمساطر الحبية سابقا بالوكالة‬
‫القضائية للمملكة‪.‬‬

‫‪3‬‬
‫املنصوص عليها في املادة ‪ 8‬من القانون رقم ‪ 41.90‬املتعلق‬ ‫يونس أبالغ‬
‫بإحداث املحاكم اإلدارية باإلضافة إلى القضايا االستعجالية‬ ‫أستاذ التعليم العالي مساعد بالمركز‬
‫الجامعي قلعة السراغنة ‪-‬جامعة القاضي‬
‫ذات الصلة‪ ،‬بينما تختص املحاكم العادية بالنظر في دعاوى‬ ‫عياض‪-‬‬
‫الرجوع التي يقدمها الوكيل القضائي للمملكة نيابة عن الدولة‬
‫في شخص السيد رئيس الحكومة من أجل استرجاع الصوائر‬ ‫عادل أرجدال‬
‫املستحقة للدولة واملنصوص عليها في الفصلين ‪ 28‬و‪ 32‬من‬ ‫إطار إداري‪ ،‬باحث في القانون العام‬
‫قانوني املعاشات املدنية والعسكرية‪ ،‬وذلك في مواجهة‬
‫املسؤولين عن حوادث السير التي يكون أحد ضحاياها موظف‬ ‫في إطار اإلعداد إلصدار العدد الجديد من نشرته‬
‫مدني أو عسكري‪ ،‬وكذا القضايا الجنائية املتعلقة باسترجاع‬ ‫الدورية رقم ‪ 22‬املخصصة ملوضوع «تدبير اإلدارات العمومية‬
‫األموال العمومية املختلسة أو املبددة أو جرائم التزوير والغش‬ ‫ملنازعاتها القضائية»‪ ،‬نظم املرصد املغربي لإلدارة العمومية‬
‫إضافة إلى تلك التي تتم فيها مؤازة موظف عمومي تم االعتداء‬ ‫ورشة دراسية تمهيدية عن بعد‪ ،‬عبر تقنية ‪ ،Skype‬وذلك يوم‬
‫عليه أثناء ممارسته لعمله‪ ،‬باإلضافة إلى القضايا العقارية التي‬ ‫األربعاء ‪ 3‬فبراير ‪ 2021‬على الساعة ‪ 18‬مساء‪ .‬وقد خصص‬
‫غالبا ما تكون ملفاتها موضوع تعرض لإلدارة العمومية على‬ ‫اللقاء ملناقشة واقع تدبير اإلدارات العمومية ملنازعاتها‬
‫مطلب التحفيظ يتقدم به أحد الخواص‪ .‬أما بخصوص‬
‫القضائية‪ ،‬وذلك بمشاركة عدد من األساتذة الباحثين‬
‫املنازعات التي تثار أمام القضاء التجاري فتكون بين الشركات‬
‫واملسؤولين والخبراء واملمارسين في مجال املنازعات العمومية‪.‬‬

‫هذا وقد عهد املرصد بمهمة تنشيط الورشة وإلقاء‬


‫العرض التمهيدي في املضوع لألستاذة "ليلى الهريم"‪ ،‬باحثة في‬
‫املجال القانوني‪ ،‬ومستشارة قانونية سابقا للوزير املنتدب لدى‬
‫وزير املالية املكلف بامليزانية‪ ،‬ورئيسة قسم الدراسات القانونية‬
‫واملساطر الحبية سابقا بالوكالة القضائية للمملكة‪ .‬وقد‬
‫استهلت األستاذة الهريم عرضها التمهيدي باإلشارة إلى أهمية‬
‫املوضوع وجديته والثقل الذي يمثله بالنسبة لإلدارة العمومية‪،‬‬
‫ال سيما من ناحية االنعكاسات املالية املترتبة عن القصور‬
‫املسجل في طريقة تدبير اإلدارات العمومية ملنازعاتها القضائية‪.‬‬
‫واختارت املتحدثة مالمسة املوضوع باالستناد على خمسة‬
‫محاور‪ ،‬تمثلت في‪ :‬أنواع املنازعات القضائية لإلدارات‬
‫التجارية واإلدارات العمومية‪.‬‬ ‫العمومية‪ ،‬وتمثيلها لدى القضاء‪ ،‬ثم مهمة الدفاع عن اإلدارات‬
‫العمومية‪ ،‬وإجراءات تدبير املنازعات من طرفها‪ ،‬وأخيرا دور‬
‫وفي ذات السياق‪ ،‬نبهت األستاذة الهريم إلى االرتفاع‬
‫اإلدارات العمومية في التقليص من املنازعات والوقاية منها‪.‬‬
‫املهول الذي تعرفه املنازعات العمومية برسم كل سنة‪ ،‬مشيرة‬
‫إلى بعض االحصائيات التي تخص املنازعات التي وردت على‬ ‫أبرزت املحاضرة على مستوى املحور األول بأن‬
‫الوكالة القضائية للمملكة برسم سنتي ‪ 2017‬و‪ .2018‬فقد بلغ‬ ‫املنازعات التي تكون اإلدارة طرفا فيها تنقسم بين القضاء‬
‫عدد القضايا الواردة عليها برسم سنة ‪ 2018‬ما مجموعه‬ ‫اإلداري والقضاء العادي‪ ،‬مشيرة إلى أنواع الدعاوى التي تثار‬
‫‪ 17.528‬قضية‪ .‬كما وصل عدد األحكام التي توصلت بها الوكالة‬ ‫أمام كل جهة قضائية على حدا‪ .‬فبالنسبة للمنازعات التي‬
‫في السنة نفسها ‪ 9673‬حكم وحددت املبالغ املحكوم بها على‬ ‫تعرض على جهة القضاء اإلداري‪ ،‬فتخص أساسا الدعاوى‬
‫الدولة في ‪ 4.176.490.14‬درهم‪ .‬وهي األرقام التي يبدو جليا بأنها‬
‫‪4‬‬
‫إليه هذه املهمة طبقا للفصل ‪ 34‬من قانون املسطرة املدنية‪،‬‬ ‫مرتفعة باملقارنة مع سنة ‪ 2017‬الذي أحيلت فيه على الوكالة‬
‫أو انتداب محامي تماشيا مع مقتضيات الفصل ‪ 31‬من القانون‬ ‫القضائية ‪ 17.220‬قضية وتوصلت بما مجموعه ‪ 6553‬حكم‬
‫املنظم ملهنة املحاماة‪ ،‬أو إحالة النزاع على الوكيل القضائي‬ ‫وحصر الغالف املالي املحكوم به ضد الدولة برسم نفس السنة‬
‫للمملكة طبقا للفصل األول من ظهير ‪ 2‬مارس ‪ 1953‬املنظم‬ ‫في ‪ 2.774.583.499‬درهم‪.‬‬
‫لوظيفة هذا األخير‪.‬‬
‫وبخصوص املحور الثاني‪ ،‬تمثيل اإلدارات العمومية‬
‫ومن أجل بيان اإلجراءات الواجب اتباعها من قبل‬ ‫أمام القضاء واالشكاليات التي ينطوي عليه‪ .‬أوضحت األستاذة‬
‫اإلدارات العمومية في تدبير منازعاتها‪ ،‬ركزت األستاذة في املحور‬ ‫املحاضرة بأن املبدأ العام يتجلى في أن رئيس الحكومة هو‬
‫الرابع من عرضها على الجانب املتعلق بمواكبة املحامي أو من‬ ‫املمثل القانوني لإلدارة أمام القضاء سواء كانت مدعية أو‬
‫أوكلت له مهمة الدفاع عن اإلدارة‪ ،‬لتزويده باملعلومات‬ ‫مدعى عليها طبقا ملقتضيات الفصل ‪ 515‬من قانون املسطرة‬
‫الضرورية املتعلقة بالنزاع أو بوقائع النازلة أو الوثائق‬ ‫املدنية‪ ،‬مع وجود بعض االستثناءات التي تضمنها الفصل ‪515‬‬
‫واملستندات التي تعزز موقف اإلدارة من مواجهة الخصم‬ ‫سالف الذكر إضافة لنصوص قانونية خاصة‪.‬‬
‫مؤكدة على أهمية الحرص على التواصل املستمر مع املحامي‬
‫فطبقا ألحكام الفصل ‪ 515‬املذكور‪ ،‬يمثل الخزينة‬
‫أو الجهة املكلفة بالدفاع‪ .‬وفي هذا الصدد تم بسط مجموعة‬
‫العامة للمملكة أمام القضاء الخازن العام للمملكة‪ ،‬ويمثل‬
‫من التقنيات الواجب توفرها في املسؤولين عن املنازعات‬
‫املديرية العامة للضرائب مدير الضرائب فيما يخص النزاعات‬
‫القضائية لإلدارات بهدف تثمين الدفاع وتجويده بما يخدم‬
‫املتعلقة بالقضايا الجبائية التي تدخل ضمن اختصاصها‪،‬‬
‫مصلحة املرفق العام ويجنب املالية العامة ضياع موارد مالية‬
‫ويمثل مديرية أمالك الدولة مدير أمالك الدولة فيما يخص‬
‫مهمة (التحلي باليقظة والتدقيق‪ ،‬ضبط امللفات واملستندات‪،‬‬
‫النزاعات التي تهم امللك الخاص للدولة‪ .‬في حين يمثل‬
‫تتبع مآل املسطرة وضبط اآلجال والحرص على الحضور‪ ،‬مع‬
‫املؤسسات العمومية ممثلها القانوني الذي يعينه النص‬
‫تدوين األفكار واملالحظات التي تفيد النازلة‪ ،‬وتفحص املقال‬
‫القانوني املحدث لها‪.‬‬
‫االفتتاحي بعناية ودقة فائقتين‪ ،‬فضال عن ضبط اإلنذارات‬
‫املوجهة لإلدارة ‪.)...‬‬ ‫وبخصوص الحاالت االستثنائية التي خصها املشرع‬
‫بمقتضيات خاصة‪ ،‬فيتعلق األمر أوال بالتمثيل القانوني‬
‫وفي ختام عرضها‪ ،‬ركزت املتدخلة على أهمية مسألة‬
‫للجماعات الترابية الذي يتواله رئيس مجلس الجماعة الترابية‬
‫التقليص من املنازعات والوقاية منها عبر وجوب حرص اإلدارة‬
‫املعنية طبقا للمواد ‪ 237‬و‪ 207‬و‪ 263‬من القوانين التنظيمية‬
‫على احترام اإلجراءات والشكليات املسطرية والتقيد بالضوابط‬
‫رقم ‪ 111.14‬و‪ 112.14‬و‪ ،113.14‬املتعلقة على التوالي‬
‫القانونية في العمل اإلداري واعتماد التكوين والتكوين املستمر‬
‫بالجهات وبالعماالت واألقاليم وبالجماعات‪ ،‬باإلضافة كذلك‬
‫كرافعة أساسية للرقي بمستوى تدبير املنازعات فضال عن‬
‫إلى املنازعات املتعلقة بامللك الغابوي الذي يمثله أمام القضاء‬
‫تفعيل الوسائل البديلة لحل املنازعات‪.‬‬
‫وزير الفالحة طبقا ملقتضيات ظهير ‪ 10‬أكتوبر ‪ 1917‬املتعلق‬
‫وتفاعال مع األفكار القيمة الواردة في العرض‪ ،‬عرفت‬ ‫بمحافظة واستغالل الغابات‪ ،‬وكذا األمالك العامة للدولة التي‬
‫جلسة مناقشة مضامينه تقديم مجموعة من التحليالت واآلراء‬ ‫يمثلها الوزير املكلف بالتجهيز باعتباره ممثال للدولة فيما يخص‬
‫واالقتراحات الدقيقة من طرف مختلف املشاركين‪ ،‬يمكن‬ ‫األمالك العامة للدولة‪ ،‬طبقا للفصل الثاني من ظهير ‪ 6‬غشت‬
‫إجمالها فيما يلي‪:‬‬ ‫‪ ،1915‬واألمالك الوقفية التي يمثلها وزير األوقاف والشؤون‬
‫اإلسالمية عمال بمقتضيات املادة ‪ 56‬من مدونة األوقاف‪.‬‬
‫ضعف التكوين املستمر لألطر اإلدارية املكلفة بتدبير‬
‫املنازعات باإلدارات العمومية يحد من نجاعة وفعالية هذا‬ ‫وبخصوص املحور الثالث‪ ،‬الجهات املكلفة بالدفاع‬
‫التدبير؛‬ ‫عن اإلدارات العمومية‪ ،‬أشارت األستاذة الهريم إلى أن املشرع‬
‫ّ‬
‫خير اإلدارات العمومية املعنية بالنزاع بين انتداب موظف توكل‬

‫‪5‬‬
‫باإلجراءات التحفظية ضمانا لتنفيذ األحكام القضائية عند‬ ‫قصور النص القانوني عن تحديد صفة املوظف‬
‫صدورها؛‬ ‫املكلف بمهمة تدبير املنازعات باإلدارات العمومية يؤدي ببعض‬
‫اإلدارات إلى تكليف أشخاص غير ذي تكوين قانوني؛‬
‫إن الكلفة املادية الباهظة لدعاوى االعتداء املادي‬
‫على ميزانية الدولة والجماعات الترابية تشكل عامال أساسيا‬ ‫انعدام التدبير الالمتمركز للمنازعات القضائية على‬
‫لترتيب املسؤولية الشخصية للمسؤولين اإلداريين لحثهم على‬ ‫مستوى اإلدارات العمومية؛‬
‫احترام اإلجراءات املسطرية؛‬
‫عدم وجود قاعدة معطيات خاصة باالجتهادات‬
‫إيالء األهمية القصوى للحلول البديلة والتسويات‬ ‫القضائية يمكن االستئناس بها من طرف اإلدارات العمومية في‬
‫الرضائية تعزيزا لالتجاه التصالحي‪ ،‬وذلك في سبيل تقليص‬ ‫منازعاتها القضائية؛‬
‫الكلفة املالية للمنازعات وتجنب هدر الزمن اإلداري الناجم عن‬
‫عدم إيالء اإلدارات العمومية األهمية الالزمة للتظلم‬
‫طول إجراءات البت في املنازعات القضائية ومن أجل تخفيف‬
‫اإلداري الذي من شأنه ايقاف مجموعة من املنازعات في‬
‫الضغط على املحاكم؛‬
‫مهدها؛‬
‫انخراط اإلدارات في رقمنة الخدمات ذات الصلة‬
‫تقادم وقصور مقتضيات النص القانوني املنظم‬
‫بمنازعاتها القضائية؛‬
‫للوكالة القضائية للمملكة الذي يعود إلى سنة ‪ 1953‬وعدم‬
‫إيالء العناية للتكوين املستمر لألطر اإلدارية املكلفة‬ ‫تنصيصه على سلطات تقريرية للوكيل القضائي للمملكة‬
‫بتدبير املنازعات بهدف مواكبة املستجدات التي يعرفها ميدان‬ ‫تمكنه من أداء مهامه الدفاعية بالطريقة املطلوبة‪ ،‬الش يء‬
‫املنازعات على املستويين القانوني والقضائي‪.‬‬ ‫الذي يحد من أداء هذه املؤسسة للدور املنوط بها على الوجه‬
‫املطلوب؛‬
‫أغلب الدعاوى القضائية املثارة أمام املحاكم اإلدارية‬
‫تتعلق باالعتداء املادي الذي يحرم الدولة من االستفادة من‬
‫مزايا قانون نزع امللكية للمنفعة العامة ويكلف ميزانية‬
‫أشخاص القانون العام كلفة مالية باهظة‪ ،‬تفوق في أغلب‬
‫األحيان القيمة الحقيقية للعقارات موضوع املنازعة؛‬
‫اللجوء املفرط للطعون القضائية وضعف ثقافة‬
‫اللجوء إلى املساطر التصالحية والتسويات الرضائية في أغلب‬
‫اإلدارات العمومية؛‬
‫غياب دالئل إجرائية على مستوى كل إدارة لتوحيد‬
‫العمل اإلداري بين مختلف مصالحها املكلفة باملنازعات؛‬
‫هذا‪ ،‬وقد قدم املتدخلون مجموعة من االقتراحات‬
‫والتوصيات لتجاوز مختلف اإلشكاليات التي تحد من التدبير‬
‫األمثل لإلدارات العمومية ملنازعاتها القضائية‪:‬‬
‫تحيين القانون املنظم للوكالة القضائية للمملكة‬
‫وتمكينها من الوسائل القانونية الكفيلة بمساعدتها على القيام‬

‫‪6‬‬
‫‪. II‬إشكاليات تدبير‬
‫المنازعات القضائية من قبل‬
‫إدارات الدولة‬

‫‪7‬‬
‫أداء املبالغ املحكوم بها في مواجهة الدولة بشكل يعطل دور‬ ‫الجياللي أمزيد‬
‫مرحلة األمر بالصرف في انتظام عمليات الخزينة؛ مما تعين‬ ‫قاض بالمجلس األعلى للحسابات سابقا‬
‫معه العمل على تجاوز الوضع عن طريق تضمين قانون املالية‬ ‫رئيس سابق لمصلحة المنازعات بإدارة‬
‫الدفاع الوطني‬
‫لسنة ‪ 2020‬إجراءات جديدة في مجال التدبير امليزانياتي‬
‫للنفقات املتعلقة باملنازعات اإلدارية‪ .‬وهي إجراءات تهدف إلى‬
‫التحكم في املخاطر القانونية واملالية املرتبطة باالعتداء املادي‬ ‫التدبير الميزانياتي لمخاطر االعتداء‬
‫وبعدم تنفيذ األحكام القضائية‪.‬‬ ‫المادي وعدم تنفيذ األحكام القضائية‬

‫أوال‪ :‬تدبير مخاطر االعتداء املادي‬ ‫لقد ظهرت في السنوات األخيرة مالمح الوعي بأن‬
‫تنص املادة ‪ 8‬مكررة من قانون املالية لسنة ‪2020‬‬ ‫املخاطر املحيطة بتدبير املنازعات اإلدارية تأتي بشكل أساس ي‬
‫على أنه "ال يمكن لآلمر بالصرف أو من يقوم مقامه في إطار‬ ‫من إكراهات وخصوصيات إعداد وتنفيذ ميزانية أشخاص‬
‫االعتمادات املفتوحة بامليزانية العامة وبميزانيات الجماعات‬ ‫القانون العام؛ وذلك على إثر تراكم املبالغ املالية العالقة بذمة‬
‫الترابية ومجموعاتها‪ ،‬أن يلتزم بأي نفقة أو إصدار األمر‬ ‫الدولة والجماعات الترابية بسبب عدم تنفيذ األحكام‬
‫بتنفيذها إلنجاز مشاريع استثمارية على العقارات أو الحقوق‬ ‫القضائية الصادرة في مواجهتها وارتفاع حجم التكاليف الناتجة‬
‫العينية باالعتداء املادي ودون استيفاء املسطرة القانونية لنزع‬ ‫عن منازعات االعتداء املادي‪ ،‬التي أصبحت تحتل الرتبة األولى‬
‫امللكية ألجل املنفعة العامة واالحتالل املؤقت ‪."...‬‬ ‫ضمن مجموع امللفات املفتوحة للتنفيذ لدى املحاكم اإلدارية‪.1‬‬
‫على مستوى التصور العام‪ ،‬تفصح هذه املقتضيات‬ ‫ولعل من أهم أسباب تنامي الوعي بأهمية األبعاد‬
‫عن الطابع االحترازي الذي تم اعتماده في تحديد املقاصد‬ ‫املالية للمنازعات اإلدارية ذلك التوجه الجريء الذي أبان عنه‬
‫التشريعية املتوخاة من تطبيقها ؛ وذلك ليس فحسب من‬ ‫االجتهاد القضائي اإلداري بشأن صدور أوامر قضائية بالحجز‬
‫وجهة ضرورة توفير آلية استباقية لتفادي حصول واقعة‬ ‫على األرصدة املتوفرة للجماعات الترابية بالحسابات البنكية أو‬
‫االعتداء املادي على أمالك الخواص‪ ،4‬بل أيضا من وجهة ما‬ ‫على االعتمادات املفتوحة بميزانية الدولة ‪2‬؛ علما بأن السلطة‬
‫ينتج عن هذه اآللية من حفاظ على املال العام‪ ،‬باعتبار مقارنة‬ ‫الحكومية املكلفة باملالية قد سعت بدورها إلى التفاعل‬
‫التكاليف املالية بين التعويض العادل عن نزع امللكية على‬ ‫اإليجابي مع هذا التوجه من خالل إدراج املبالغ املحكوم بها في‬
‫أساس مقتضيات املنفعة العامة وبين حالة االعتداء املادي‬ ‫مواجهة الدولة ضمن النفقات القابلة لألداء من دون أمر‬
‫التي تتم فيها املطالبة بالتعويض عن الحرمان من االستغالل‬ ‫مسبق بالصرف‪.3‬‬
‫بطلب مستقل عن طلب تحديد ثمن الرقبة وفقا ألسعار‬ ‫لكن سرعان ما تبين أن التعامل مع ظاهرة عدم‬
‫السوق العقارية ‪.5‬‬ ‫تنفيذ األحكام على هذا النحو قد أفض ى إلى ارتدادات سلبية‬
‫أما ما يترتب عن تطبيق املادة ‪ 8‬مكررة على املستوى‬ ‫على تدبير النفقات العمومية‪ ،‬بالنظر إلى ما نتج عنه من ضغط‬
‫العملي فيتعلق بوضع شرط جديد ينضاف إلى األحكام‬ ‫مباشر على املراكز املحاسبية أمام تدفق الطلبات الطارئة بشأن‬

‫إلى قائمة النفقات التي يمكن أداؤها دون أمر سابق بصرفها ‪( -‬جريدة رسمية عدد ‪ 6404‬بتاريخ ‪ 15‬أكتوبر‬ ‫‪ -1‬خالل سنة ‪ 2017‬بلغ عدد ملفات التنفيذ املفتوحة في مواجهة الجماعات الترابية ‪ 1268‬ملفا تنفيذيا بمبلغ‬
‫‪.) 2015‬‬ ‫إجمالي يناهز ‪ 1,5‬مليار درهم ؛ كما أن املبالغ املتراكمة لألحكام غير املنفذة ناهزت خالل سنة ‪ 2016‬حوالي‬
‫‪ -4‬املالحظ أن املشرع استعمل مفهوم االعتداء املادي )‪ (voie de fait‬الذي يعود الفضل في تعريفه لالجتهاد‬ ‫‪ 2,6‬مليار درهم مع عدد قضايا رائجة ‪ 6999‬قضية بمبالغ مطالب بها تقارب ‪ 2,7‬مليار درهم؛ مع اإلشارة إلى‬
‫القضائي بكونه واقعة تتحقق كلما قامت اإلدارة بتصرف يمس بحق امللكية أو بأي حرية من الحريات‬ ‫أن مبالغ األحكام املتعلقة باالعتداء املادي تمثل نسبة ‪ 32‬باملائة من مجموع املبالغ املحكوم بها ‪ ( :‬مصدر هذه‬
‫األساسية دون أن يكون لهذا التصرف بأي شكل من األشكال صلة بالصالحيات واالمتيازات القانونية املخولة‬ ‫املعطيات‪ :‬التقرير السنوي للمجلس األعلى للحسابات برسم سنتي ‪ 2016‬و‪ – 2017‬الجزء األول ‪ -‬ص ‪.)166‬‬
‫للسلطة االدارية ( قرار املجلس األعلى (محكمة النقض حاليا) مؤرخ في ‪ 4‬ديسمبر ‪ – 1958‬فيليكس)؛ علما‬ ‫‪ - 2‬محمد قصري‪ ":‬اإلشكاالت التي يطرحها تنفيذ األحكام من خالل مسطرة الحجز بين يدي الغير"‪ -‬مجلة‬
‫بأن هذا املفهوم أوسع من التصرف املقصود باملادة ‪ 8‬مكررة الذي يرتبط على وجه التحديد بواقعة غصب‬ ‫املحاكم اإلدارية‪-‬عددخامس (خاص)يناير ‪ - .2017‬أم كلثوم زاوي‪ ":‬أي دور للحساب الجاري للخزينة في ظل‬
‫العقارات )‪.(Emprise immobilière‬‬ ‫‪-‬‬ ‫تطورات تنفيذ األحكام القضائية"‪ -‬مجلة الخزينة العامة للمملكة‪ -‬عدد ‪ /15‬سبتمبر ‪.2019‬‬
‫‪ - 5‬إبراهيم زعيم املاس ي " تقدير التعويض عن االعتداء املادي على امللكية العقارية" – مطبعة النجاح –‬ ‫الجياللي أمزيد ‪":‬الحجز لدى الخازن الوزاري على االعتمادات املفتوحة برسم قانون املالية"‪ -‬املجلة املغربية‬
‫الطبعة األولى ‪.2010‬‬ ‫لإلدارة املحلية والتنمية عدد مزدوج ‪.2017 / 135/134‬‬
‫‪ -3‬قرار وزير املالية واالقتصاد رقم ‪ 3143-15‬مؤرخ في ‪ 5‬أكتوبر ‪ 2015‬تمت بموجبه إضافة " املبالغ موضوع‬
‫الحجز لدى الغير املودعة بين يدي املحاسبين العموميين بناء على قرارات قضائية تنفيذية صادرة ضد الدولة"‬
‫‪8‬‬
‫التعاقدية املحددة سلفا‪ ،‬واملتمثلة على وجه الخصوص في ربط‬ ‫التشريعية والتنظيمية ذات الطابع املالي‪ ،‬التي ال تكون‬
‫تحويل الدفعة املالية لشطر معين بشرط تحقق اإلنجاز الفعلي‬ ‫مقترحات االلتزام املسبق بالنفقات الصادرة عن اآلمر بالصرف‬
‫املثبت بصرف النفقات املتطلبة إلتمام الشطر السابق‪ .‬وطاملا‬ ‫مشروعة من دون التقيد بها‪ .‬ويلزم عن ذلك توسيع دائرة‬
‫أن األولوية تكون الشتراطات التمويل باعتبار أنه " يجب أن‬ ‫عناصر مشروعية هذه املقترحات لتشمل هذا الشرط الجديد؛‬
‫تكون عمليات رصد أموال املساعدة وإجراءات استعمالها‬ ‫وبالتالي فإن السؤال الذي يطرح على مستوى ممارسة مراقبة‬
‫مطابقة ملا هو متفق عليه مع الطرف الدافع أو الواهب"‪ ،‬وفقا‬ ‫االلتزامات بالنفقات من طرف املحاسب العمومي ينصب على‬
‫ملا تنص عليه املادة ‪ 38‬من القانون التنظيمي رقم ‪130-13‬‬ ‫تحديد الطبيعة القانونية للوثيقة أو املستند الذي يتعين‬
‫املتعلق بقانون املالية‪ ،‬فإن وتيرة إنجاز مراحل القرض الدولي‬ ‫إرفاقه بمقترح االلتزام بالنفقة من أجل إثبات التقيد بشرط‬
‫تكون حاسمة سواء على مستوى تحديد مدة إنجاز البرنامج أو‬ ‫التسوية املسبقة للوضعية القانونية للعقار املخصص إلنجاز‬
‫على مستوى تأجيل تسوية الوضعية القانونية للرقبة العقارية‬ ‫املشروع االستثماري‪.‬‬
‫املحتضنة للمشاريع املبرمجة‪.‬‬ ‫هذا السؤال ينطوي على صعوبة مؤكدة بالنظر إلى‬
‫واملالحظ أنه بالنظر إلى أهمية الحيز الزمني املتطلب‬ ‫أن اعتماد صياغة املادة ‪ 8‬مكررة على عبارة " استيفاء املسطرة‬
‫إلنجاز املشاريع ذات املنفعة العامة‪ ،‬فإن مسطرة نزع امللكية‬ ‫القانونية لنزع امللكية" يفيد أن اإلدارة النازعة ملزمة بإتمام‬
‫تمنح الحق لصاحب املشروع من أجل استصدار اإلذن بحيازة‬ ‫كافة أطوار مسطرة نزع امللكية‪ ،‬قبل أن تعرض على املحاسب‬
‫العقار والشروع في استغالله بموجب أمر قضائي؛ علما بأنه‬ ‫العمومي مقترح االلتزام بالنفقة الالزمة إلنجاز مشروعها؛ وهو‬
‫طبقا ملقتضيات الفصل ‪ 24‬من القانون رقم ‪" 7/81‬عندما‬ ‫ما يدل على أن هذه الصياغة قد قامت على تصور مفاده أن‬
‫يلتمس نازع امللكية الحيازة ال يجوز لقاض ي املستعجالت رفض‬ ‫واقعة االعتداء املادي تتحقق ليس فحسب في حالة عدم وجود‬
‫اإلذن بذلك إال بسبب بطالن املسطرة"‪ .‬وفي املقابل‪ ،‬تكون‬ ‫أي إجراء قانوني يبرر استعمال عقار مملوك للخواص إلنجاز‬
‫اإلدارة النازعة ملزمة بدفع مبلغ التعويض املقترح من طرف‬ ‫مشروع استثماري‪ ،‬بل أيضا في حالة عدم إتمام مسطرة النزع‬
‫لجنة التقويم‪ ،‬وذلك تحت طائلة احتساب الفوائد القانونية‬ ‫الجبري مللكية هذا العقار‪.‬‬
‫في حالة تأخر حصول هذا الدفع ابتداء من تاريخ انصرام شهر‬ ‫وغير خاف على أحد ما ينتج عن ذلك من تجميد‬
‫على تاريخ تبليغ األمر االستعجالي املتعلق باإلذن بحيازة العقار‪.‬‬ ‫مسار إنجاز املشروع بسبب طول الحيز الزمني الذي تستغرقه‬
‫لذلك يبدو سند الحيازة كافيا النتفاء واقعة االعتداء‬ ‫هذه املسطرة سواء في مرحلة اإلجراءات اإلدارية التي تتميز في‬
‫املادي باعتباره قائما على توفر املوجب القانوني واإلبراء املالي؛‬ ‫معظم الحاالت بطول الفترة الفاصلة بين تاريخ صدور املرسوم‬
‫وبالتالي فمن شأن توفره ضمن الوثائق املثبتة ملقترح االلتزام‬ ‫القاض ي بإعالن املنفعة العامة وتاريخ اتخاذ مقرر التخلي‪ ،6‬أو‬
‫بالنفقة أن يفي بالشرط املنصوص عليه باملادة ‪ 8‬مكررة من‬ ‫في مرحلة اإلجراءات القضائية التي قد تطول بدورها بسبب‬
‫قانون املالية لسنة ‪.2020‬‬ ‫ممارسة األطراف لحقهم في الطعن باالستئناف والطعن‬
‫إلى جانب ذلك كله‪ ،‬قد يتعلق األمر أيضا بإمكانية‬ ‫بالنقض‪.‬‬
‫إبرام اتفاق باملراضاة بين اإلدارة النازعة واملالك األصليين‬ ‫ينضاف إلى ذلك ما يتميز به إنجاز الصفقات املبرمة‬
‫للعقار وفقا ملقتضيات الفصل ‪ 42‬من القانون رقم ‪ 7/81‬من‬ ‫في إطار االتفاقيات املوقعة مع املنظمات الدولية أو الدول‬
‫أجل الحيازة والتعويض؛ مع ما يترتب عن ذلك من اعتبار‬ ‫األجنبية أو املؤسسات املالية من إكراهات مرتبطة أساسا‬
‫نسخة من عقد االتفاق باملراضاة وثيقة مثبتة لتوفر مقترح‬ ‫بالفارق الحاصل بين وتيرة القيام باإلجراءات الالزمة لتسوية‬
‫الوضعية القانونية للعقارات املحتضنة للمشاريع‪ ،‬وبين وتيرة‬
‫دفع أقساط القروض من طرف منظمة التمويل وفقا للشروط‬

‫يخضع قبل صدوره ونشره بالجريدة الرسمية إلجراء البحث اإلداري الذي يستغرق مدة شهرين بهدف االطالع‬ ‫‪ -6‬طبقا ملقتضيات الفصل ‪ 7‬من القانون رقم ‪ 7/81‬املتعلق بنزع امللكية واالحتالل املؤقت‪ ،‬فإنه يمكن لإلدارة‬
‫عليه من طرف ذوي الحقوق وتلقي مالحظاتهم‪.‬‬ ‫النازعة عدم إرفاق مرسوم اإلعالن عن املنفعة العامة بتصميم مفصل لألمالك املراد نزعها وتعيين هذه‬
‫األمالك "بموجب مقرر التخلي خالل وقت الحق لتاريخ التصريح باملنفعة العامة"؛ علما بأن مقرر التخلي‬
‫‪9‬‬
‫‪ -1‬بالنسبة مليزانية الدولة‪ ،‬فإن املبالغ الالزمة‬ ‫االلتزام بالنفقة على عنصر الضمان ضد مخاطر االعتداء‬
‫لتنفيذ القرارات واألحكام القضائية تدخل ضمن نفقات‬ ‫املادي‪.‬‬
‫التسيير املنصوص على تعدادها باملادة ‪ 14‬من القانون‬
‫ثانيا‪ :‬تدبير مخاطر عدم تنفيذ األحكام القضائية‬
‫التنظيمي رقم ‪ 130-13‬املتعلق بقانون املالية؛ وهو ما يفيد‬
‫الطابع اإلجباري لبرمجة االعتمادات الالزمة لتنفيذ األحكام‬ ‫تنص املادة ‪ 9‬من قانون املالية لسنة ‪ 2020‬على‬
‫القضائية خالل مرحلة إعداد مشروع قانون املالية من طرف‬ ‫وجوب األمر بصرف املبالغ املحكوم بها "داخل أجل أقصاه‬
‫الوزير املكلف باملالية تحت سلطة رئيس الحكومة‪.‬‬ ‫تسعون (‪ )90‬يوما ابتداء من تاريخ اإلعذار بالتنفيذ في حدود‬
‫االعتمادات املالية املفتوحة لهذا الغرض‪ ،‬وفق مبادئ وقواعد‬
‫واعتبارا للجدول الزمني لدراسة قوانين املالية‬
‫املحاسبة العمومية‪ ،‬وإال يتم األداء تلقائيا من طرف املحاسب‬
‫والتصويت عليها من طرف مجلس ي البرملان‪ ،‬فإن النفقات‬
‫العمومي داخل اآلجال املنصوص عليها باألنظمة الجاري بها‬
‫املعنية بالبرمجة هي تلك املترتبة عن األحكام التي أصبحت‬
‫العمل في حالة تقاعس اآلمر بالصرف عن األداء بمجرد انصرام‬
‫قابلة للتنفيذ قبل انتهاء املوعد املحدد باملنشور الذي يصدره‬
‫األجل أعاله"‪.‬‬
‫السيد رئيس الحكومة كل سنة من أجل مطالبة اآلمرين‬
‫بالصرف بتقديم اقتراحاتهم بشأن مداخيل ونفقات السنة‬ ‫ومن البداهة أن يكون التنفيذ داخل أجل التسعين‬
‫املوالية‪ ،‬وفقا ملقتضيات املادة ‪ 4‬من املرسوم رقم ‪246-15-2‬‬ ‫يوما رهينا بتوفر االعتمادات املرصدة بشكل مسبق لتسديد‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 15‬يوليو ‪ 2015‬يتعلق بإعداد وتنفيذ قوانين‬ ‫املبالغ املحكوم بها وفقا للتنزيل أو اإلسناد امليزانياتي الخاص‬
‫املالية‪.‬‬ ‫بها؛ أي أن األمر يتعلق عمليا بأجل األمر بصرف مبالغ مالية‬
‫سبق أن رصدت لها االعتمادات الالزمة في قانون املالية برسم‬
‫غير أن إجبارية إدراج كل النفقات املستحقة برسم‬
‫السنة التي يجب أن تنجز خاللها عملية التنفيذ‪ .‬وفي حالة عدم‬
‫األحكام القضائية ضمن نفقات التسيير يثير مالحظتين على‬
‫توفر هذه االعتمادات بميزانية السنة املالية الجارية‪ ،‬فإنه لن‬
‫مستوى االنسجام التشريعي واملحاسبي‪:‬‬
‫يكون املحاسب العمومي مجبرا على القيام باألداء التلقائي (أي‬
‫‪ -‬املالحظة األولى تتعلق بعدم االنسجام بين‬ ‫دون أمر سابق بالصرف) على حساب االعتمادات املرصدة‬
‫التنصيص في املادة ‪ 9‬من قانون املالية لسنة ‪ 2020‬على‬ ‫لنفقات أخرى‪ ،‬ألن تحريره من ذلك يعتبر نتيجة مباشرة‬
‫إمكانية توفير االعتمادات الالزمة لتنفيذ حكم قضائي في‬ ‫لقاعدة عدم جواز الحجز على ممتلكات وأموال الدولة‬
‫ميزانيات السنوات الالحقة وبين مقتضيات املادة ‪ 16‬من‬ ‫والجماعات الترابية ومجموعاتها‪.‬‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 130-13‬املتعلق بقانون املالية‪ ،‬التي‬
‫ذلك ما يستفاد من مقتضيات الفقرة الثالثة لهذه‬
‫تنص على أن " االعتمادات املفتوحة برسم نفقات التسيير‬
‫املادة التي تنص على أنه" إذا أدرجت النفقة في اعتمادات تبين‬
‫اعتمادات سنوية"‪ .‬وبالتالي فإن برمجة االعتمادات عبر سنوات‬
‫أنها غير كافية‪ ،‬يتم عندئذ تنفيذ الحكم القضائي عبر األمر‬
‫متعددة وفقا للمادة ‪ 9‬املذكورة غير قابلة ألن تكون مثبتة‬
‫بصرف املبلغ املعين في حدود االعتمادات املتوفرة بامليزانية‪،‬‬
‫بقانون املالية‪ ،‬طاملا أن اعتمادات االستثمار وحدها تشتمل‬
‫على أن يقوم اآلمر بالصرف وجوبا بتوفير االعتمادات الالزمة‬
‫على اعتمادات أداء برسم سنة مالية معينة واعتمادات التزام‬
‫ألداء املبلغ املتبقي في ميزانيات السنوات الالحقة وذلك في أجل‬
‫برسم السنوات املالية الالحقة في إطار تنفيذ املخططات‬ ‫أقصاه أربع (‪ )4‬سنوات وفق الشروط املشار إليها أعاله‪ ،‬دون‬
‫التنموية االستراتيجية والبرامج متعددة السنوات‪.‬‬
‫أن تخضع أموال وممتلكات الدولة والجماعات الترابية‬
‫والحاصل من ذلك أن االلتزام بتوفير االعتمادات‬ ‫ومجموعاتها للحجز لهذه الغاية"‪ .‬وهي مقتضيات تسري تباعا‬
‫بميزانية السنوات الالحقة لن يكون مشهودا عليه في إطار‬ ‫على مرحلة إعداد امليزانية وعلى مرحلة تنفيذها‪.‬‬
‫الرقابة والترخيص املوكولين للبرملان في مجال املصادقة على‬ ‫أ‪ :‬مرحلة إعداد امليزانية‬
‫ميزانية الدولة؛ بل إن مدلول هذا االلتزام سيبقى محصورا في‬
‫حدود البرمجة امليزانياتية لثالث سنوات املقصودة في املادة ‪2‬‬
‫‪10‬‬
‫الجماعات‪ ،‬واملتمثلة في إسناد هذه النفقات إلى الفقرات‬ ‫من املرسوم املؤرخ في ‪ 15‬يوليو ‪ 2015‬يتعلق بإعداد وتنفيذ‬
‫املطابقة لطبيعتها وفقا لقاعدة تخصيص االعتمادات‪ ،‬سواء‬ ‫قوانين املالية‪ .‬وهي حدود متمثلة أساسا في كون هذه البرمجة‬
‫تعلق األمر بفقرات ميزانية التسيير أو بفقرات ميزانية التجهيز؛‬ ‫مجرد قاعدة بيانات تحضيرية يتم االستناد إليها (بعد تحيينها)‬
‫علما بأن هذه املمارسة لم تحظ باستحسان املجلس األعلى‬ ‫من طرف مصالح الوزارة املكلفة باملالية واملصالح اآلمرة‬
‫للحسابات‪ ،‬الذي أبدى مالحظة مفادها أن "عدم تخصيص‬ ‫بالصرف بالقطاعات الوزارية املعنية من أجل إعداد مشروع‬
‫فقرة في امليزانية خاصة بالنفقات املتعلقة بتنفيذ األحكام‬ ‫قانون املالية‪7 .‬‬

‫القضائية يجعل إجبارية برمجتها في امليزانية غير قابلة للتطبيق‬


‫‪ -‬املالحظة الثانية ترتبط بواقع أن النفقات املترتبة‬
‫على أرض الواقع"‪.10‬‬
‫عن تنفيذ األحكام القضائية قد تتعلق باالستثمار كما هو‬
‫ب ‪ :‬مرحلة تنفيذ امليزانية‬ ‫الشأن مثال بالنسبة للمبالغ املحكوم بها في إطار التعويض عن‬
‫تنص املادة ‪ 9‬من قانون املالية لسنة ‪ 2020‬على أنه‬ ‫نزع امللكية‪ ،‬مع ما يستتبع ذلك من مخاطر املساس بصدقية‬
‫" يتعين على الدائنين الحاملين لسندات أو أحكام قضائية‬ ‫حسابات الدولة‪ ،‬باعتبار صعوبة تحقيق هذه الصدقية إذا‬
‫تنفيذية نهائية ضد الدولة أو الجماعات الترابية ومجموعاتها‬ ‫كانت نفقات اقتناء العقارات في إطار نزع امللكية مصنفة ضمن‬
‫أال يطالبوا باألداء إال أمام مصالح اآلمر بالصرف لإلدارة‬ ‫نفقات التسيير على صعيد الحسابات اإلدارية املعدة من طرف‬
‫العمومية أو الجماعات الترابية املعنية"‪ .‬وخلف هذا املقتض ى‬ ‫اآلمرين بالصرف بغاية إعداد مشروع قانون التصفية املتعلق‬
‫تكمن الغاية املحورية من تدبير التوازن بين وتائر تحصيل‬ ‫بتنفيذ قانون املالية‪.‬‬
‫املوارد وصرف النفقات قصد تفادي مخاطر النضوب‪ ،‬التي قد‬
‫‪ -2‬أما بالنسبة مليزانيات الجماعات الترابية‪،‬‬
‫تتعرض لها السيولة املالية املتوفرة بسبب غياب دور اآلمر‬
‫فقد نصت املواد ‪ 196‬و ‪ 181‬و ‪ 174‬من القوانين التنظيمية‬
‫بالصرف ومطالبة املحاسبين العموميين مباشرة بأداء املبالغ‬
‫املتعلقة بالتوالي بالجهات والجماعات واملقاطعات والعماالت‬
‫املحكوم بها‪ .‬وقد أوشكت هذه املخاطر على الوقوع فعليا خالل‬
‫واألقاليم على إجبارية النفقات الالزمة لتنفيذ األحكام‬
‫السنوات األخيرة على إثر اعتبار املبالغ املعنية بمسطرة الحجز‬
‫القضائية حين إعداد امليزانية‪ .‬وقد تم العمل على تنزيل الطابع‬
‫لدى الغير نفقات قابلة لألداء من طرف املحاسب العمومي دون‬
‫اإلجباري لهذه النفقات على مستوى قائمة الوثائق الواجب‬
‫صدور أمر مسبق بذلك عن اآلمر بالصرف؛ فضال عما طبع‬
‫إرفاقها بميزانية الجماعة املعروضة على لجنة امليزانية‬
‫هذا اإلجراء من غياب التنسيق الذي تترتب عنه مخاطر‬
‫والشؤون املالية والبرمجة‪ ،8‬وكذا على مستوى إجراءات تسليم‬
‫التنفيذ مرتين أمام الخزينة العامة للمملكة وأمام مرفق الدولة‬
‫السلط بين اآلمرين بالصرف‪.9‬‬
‫املعني بعملية الحجز‪.11‬‬
‫وعلى غرار ما سلف بيانه بشأن باب اإلنفاق الذي‬
‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬يتضح أن وظيفة اآلمر بالصرف ال‬
‫تنتمي إليه نفقات تنفيذ األحكام القضائية الصادرة ضد‬
‫تقتصر على البعد القانوني فقط‪ ،‬بل لها أيضا أبعاد مالية‬
‫الدولة‪ ،‬فقد نصت املادة ‪ 179‬من القانون التنظيمي رقم ‪-14‬‬
‫ومحاسبية تتجلى في دور االلتزام بالنفقات واألمر بصرفها في‬
‫‪ 113‬يتعلق بالجماعات واملقاطعات على إدراج "النفقات‬
‫إرساء التوازن بين وتيرة إنفاق االعتمادات املرخص بها في إطار‬
‫املتعلقة بتنفيذ القرارات واألحكام القضائية الصادرة ضد‬
‫امليزانية وبين عمليات األداء بصندوق املركز املحاسبي‪ ،‬التي‬
‫الجماعة" ضمن نفقات التسيير‪ .‬وهو مقتض ى تشريعي يسير في‬
‫يتطلب إنجازها توفر األموال املتأتية من تحصيل املوارد‪ .‬وهو‬
‫اتجاه معاكس للممارسة امليزانياتية املعتمدة من طرف‬

‫‪ -9‬املرسوم رقم ‪ 2-16-304‬صادر في ‪ 29‬يونيو ‪ 2016‬بتطبيق أحكام املادة ‪ 49‬من القانون التنظيمي رقم ‪-14‬‬ ‫‪ - 7‬في هذا السياق‪ ،‬يمكن اعتبار عدم قبول االعتداد بحصر االعتمادات املرصدة في إطار هذه البرمجة في‬
‫‪ 113‬املتعلق بالجماعات (جريدة رسمية عدد ‪ 6482‬بتاريخ ‪ 14‬يوليو ‪.) 2016‬‬ ‫مواجهة طالبي التنفيذ من املخاطر املالية املحتملة‪ ،‬إذ سيكون بوسعهم املطالبة – عند االقتضاء ‪ -‬بتعويض‬
‫‪ -‬تقرير املجلس األعلى للحسابات برسم سنتي ‪ 2016‬و‪ 2017‬ص ‪10. 171‬‬
‫إضافي عن انخفاض قيمة املبلغ املحكوم به بسبب تقلبات سعر العملة ‪( :‬سبق للمجلس األعلى (محكمة‬
‫‪ -11‬سبق للمجلس األعلى للحسابات أن كشف عن هذا االختالل في تقريره املوضوعاتي حول "تدبير منازعات‬ ‫النقض حاليا) أن صرح بالحق في التعويض لهذا السبب بموجب قراره املؤرخ في ‪ 26‬فبراير ‪ ،1987‬منشور‬
‫الدولة" الصادر سنة ‪ 2015‬ص ‪.9‬‬ ‫بمجلة املحاماة عدد ‪ 28‬ص ‪.)116‬‬
‫‪ -8‬املرسوم رقم ‪ 2-16-316‬صادر في ‪ 29‬يونيو ‪ 2016‬بتحديد قائمة الوثائق الواجب إرفاقها بميزانية الجماعة‬
‫املعروضة على لجنة امليزانية والشؤون املالية والبرمجة (جريدة رسمية عدد ‪ 6482‬بتاريخ ‪ 14‬يوليو ‪.)2016‬‬
‫‪11‬‬
‫املحلية ومجموعاتها في قرار وزير املالية بتاريخ ‪ 19‬ماي‬ ‫توازن هش يصح بشأنه ما يقال حول "صعود املوارد في الدرج‬
‫‪ )...(1993‬يعتبر من املشاكل التي تحول دون القيام بمجهودات‬ ‫بينما تصعد النفقات في املصعد الكهربائي"‪12.‬‬

‫التسوية الودية"‪(15‬صفحة ‪.)172‬‬


‫وبمعنى آخر‪ ،‬يتعين التمييز بين توفر االعتمادات‬
‫لكن يصح القول ‪ -‬على سبيل الختم ‪ -‬أنه بفضل‬ ‫املرصدة لنفقات تنفيذ األحكام القضائية وبين توفر األموال‪،13‬‬
‫التدبير امليزانياتي املتضمن بقانون املالية لسنة ‪ 2020‬قد أصبح‬ ‫التي يمكن بواسطتها تحويل هذه االعتمادات من مجرد‬
‫من املمكن في الوقت الحاضر تجاوز معظم هذه الصعوبات‬ ‫ترخيص قانوني باإلنفاق إلى وسيلة أداء تبرئ ذمة الدولة أو‬
‫والفراغات القانونية‪ ،‬التي كانت تعرقل تدبير منازعات أشخاص‬ ‫الجماعة الترابية املعنية من الدين املستحق في إطار تنفيذ‬
‫القانون العام‪ .16‬كما يصح القول أيضا أنه أمام كل الضوابط‬ ‫حكم قضائي صادر ضدها‪ .‬ويرتبط هذا التمييز بإكراهات تدبير‬
‫امليزانياتية الهادفة إلى تدبير املخاطر املالية املتعلقة باالعتداء‬ ‫عمليات الصندوق التي تكون النفقات تحت ضغطها مرتهنة‬
‫املادي وعدم تنفيذ األحكام القضائية‪ ،‬لم يبق أي مسوغ‬ ‫بتحصيل املداخيل ووتيرة إمداد املركز املحاسبي بالسيولة‬
‫للركوب على ذريعة الخطأ املرفقي قصد تحميل ميزانية الدولة‬ ‫املالية املتطلبة؛ علما بأنه ال تجوز في إطار هذه العمليات أي‬
‫والجماعات الترابية تبعات هذه املخاطر في حالة وقوعها‪ ،‬دون‬ ‫مفاضلة بين النفقات بعد التأشير على األمر بصرفها من طرف‬
‫مقاربتها من منظور ربط املسؤولية باملحاسبة‪.‬‬ ‫املحاسب العمومي‪ ،‬لكونها خاضعة في مرحلة األداء لقاعدة‬
‫وحدة الصندوق " التي تستعمل بموجبها مجموع األموال‬
‫املتوفرة لتغطية مجموع النفقات دون تمييز في التخصيص‬
‫األصلي لألموال"‪.14‬‬
‫أما على مستوى مرحلة األمر بالصرف‪ ،‬فاألمر يختلف‬
‫ألن املفاضلة بين نفقات تنفيذ األحكام قد تكون مطلوبة في‬
‫نجاعة تدبيرها‪ .‬ففي هذا الصدد الحظ املجلس األعلى‬
‫للحسابات في تقريره برسم سنتي ‪ 2016‬و‪ 2017‬أنه "أمام عدم‬
‫قدرتها املالية على تنفيذ جميع األحكام والقرارات القضائية‬
‫الصادرة ضدها‪ ،‬ال تقوم أغلب الجماعات الترابية بتحديد‬
‫معايير موضوعية لترتيب األولوية في تنفيذ األحكام والقرارات‬
‫القضائية النهائية الحائزة لقوة الش يء املقض ي به من قبيل‬
‫تاريخ اإلصدار أو أهمية مبلغ التعويض" (صفحة ‪.)172‬‬
‫كما سبق للمجلس األعلى للحسابات أن الحظ أيضا‬
‫في نفس التقرير أن "رفض بعض املحاسبين العموميين قبول‬
‫عقد الصلح املؤشر عليه من طرف العامل‪ ،‬بدعوى أنه غير‬
‫مشار إليه بقائمة الوثائق املثبتة ملداخيل ونفقات الجماعات‬

‫بسن نظام للمحاسبة العمومية للجماعات املحلية وهيئاتها (جريدة رسمية عدد ‪ 5811‬بتاريخ ‪ 8‬فبراير ‪2010‬‬ ‫‪ -12‬في شأن اإلكراهات املرتبطة بهذا التوازن يرجى الرجوع للبحث الجامعي الذي أنجزه عبد املنعم خبش ي‬
‫ص ‪.)400‬‬ ‫باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪ -15‬يتعلق األمر باإلكراه املحاسبي الذي تواجهه االتفاقات الودية التي يتم إبرامها تمشيا مع مقتضيات منشور‬ ‫‪-Abdelmonîm Khabchi : « Les incidences de l’exécution des opérations budgétaires sur l’équilibre‬‬
‫وزير الداخلية رقم ‪ D 3885‬بتاريخ ‪ 26‬أبريل ‪ 2010‬بشأن عقد لقاءات صلح بين األطراف قبل اللجوء إلى‬ ‫‪de la trésorerie publique »- Thèse de doctorat- Faculté des sciences juridiques, économiques et‬‬
‫القضاء‪.‬‬ ‫‪sociales de Fès- 2002/2003‬‬
‫‪ -16‬املالحظ أن مقتضيات املادتين ‪ 8‬مكررة و‪ 9‬من قانون املالية لسنة ‪ 2020‬ال تسري على كل أشخاص‬ ‫‪ -13‬خالفا للمرسوم املؤرخ في‪ 4‬نوفمبر ‪ 2008‬املتعلق بمراقبة نفقات الدولة‪،‬الذي لم يجعل عنصر توفر األموال‬
‫القانون العام بالنظر إلى استثناء املؤسسات واملقاوالت العمومية من نطاق تطبيقها؛ وذلك بالرغم من أن‬ ‫ضمن العناصر املشمولة بمراقبة املحاسب العمومي‪ ،‬فإن املرسوم املؤرخ في‪ 23‬نوفمبر ‪ 2017‬بسن نظام‬
‫هذه األجهزة ليست بمنآي عن ظاهرة االعتداء املادي وعدم تنفيذ األحكام القضائية‪ .‬لذلك يبدو من متطلبات‬ ‫للمحاسبة العمومية للجماعات ومؤسسات التعاون بينها ينص في مادته ‪ 80‬على شرط توفر األموال باإلضافة‬
‫االنسجام التشريعي في هذا املجال أن يتم في املستقبل املنظور تعميم الحمولة املعيارية للمقتضيات املذكورة‬ ‫إلى شرط توفر االعتمادات‪.‬‬
‫على األنظمة امليزانياتية واملحاسبية املعمول بها من طرف كافة أشخاص القانون العام‪.‬‬ ‫‪ -14‬هذا التعريف وارد بالفصل ‪ 41‬من املرسوم رقم ‪ 2-09-441‬صادر في ‪ 17‬من محرم ‪ 3( 1431‬يناير ‪)2010‬‬
‫‪12‬‬
‫من قانون املسطرة املدنية وأحكام املادة ‪ 244‬من املدونة‬ ‫محمد سيبويه‬
‫العامة للضرائب ‪.‬‬ ‫رئيس المصلحة الجهوية للشؤون‬
‫القضائية بالمديرية الجهوية للضرائب‬
‫بالبرباط‬
‫وقد حرصت املديرية العامة للضرائـب فـي إطار إعداد‬
‫وتسطير األهداف الكبرى للرؤية اإلستراتيجية أن تعـطي اهتماما‬
‫بالغا ملوضوع تدبير املنازعات القضائية في املادة الضريبية حتى‬ ‫الحلول البديلة والتسويات الرضائيـة‬
‫آليـة ناجعة لتسوية المنازعات القضائية في المادة‬
‫تتبوأ املكانة الالئقة بها ضمن املنظومة الجبائية برمتها وتساهم‬ ‫الجبائية إدارة الضرائــــب نموذجــا‬
‫فعليا في املعالجة الوقائية للمنازعات وفي تجويد الخدمات‬
‫املقدمة للمكلفـين بالضريبة ثم فـي تحسين صورة إدارة‬
‫مقدمة‪:‬‬
‫الضرائب أمام القضاء وداخل النسيج املجتمعي بكل أطيافه ‪.‬‬ ‫تحتل املنازعات القضائية داخل اإلدارة العمومية‬
‫ويشكل هاجس التقليص من املنازعات القضائية‬ ‫املغربية مكانة هامة ومتميزة بفعل تزايد مجاالت تدخل اإلدارة‬
‫والوقاية من املخاطر الداخلية والخارجية الناجمة عنها أحد‬ ‫كشخص من أشخاص القانون العام في الحياة اإلقتصادية‬
‫أهم إنشغاالت املديرية العامة للضرائب في اآلونة األخيرة مما‬ ‫واإلجتماعية والبيئية لتنزيل السياسات العامة ولتلبية‬
‫حتم اعتماد مقاربة جديدة متمثلة في الحلول البديلة‬ ‫الحاجيات الخاصة واملتنوعة للمرتفقين‪ ،‬ومن هنا أضحت‬
‫واالتفاقات الرضائية كآلية ناجعة للتسوية والفض الودي‬ ‫الحاجة ملحة العتماد اإلدارة العمومية رؤية تدبيرية فعالة‬
‫للمنازعات القضائية في املادة الضريبية ‪.‬‬ ‫وناجعة ومتطورة تراعي تحقيق التوازن ما بين املصلحة العامة‬
‫واملصالح والحقوق والضمانات املمنوحة للمواطن بمقتض ى‬
‫وتندرج هذہ املقاربة التدبيرية الجديدة لقطاع‬
‫الوثيقة الدستورية ومختلف القوانين واألنظمة الجاري بها‬
‫املنازعات القضائية التي تنهجها إدارة الضرائب والتي أكدت‬
‫العمل ‪.‬‬
‫عليها مذكرة التوجيهات العامة للرؤية اإلستراتيجية‪ ،‬فـي مفهوم‬
‫األدوار والوظائف الجديدة والنوعية املتمثلة باألساس في‬ ‫ومعلوم أن تدبير اإلدارات العمومية ملنازعاتها‬
‫اإلستشارة والحكامة القانونية والوساطة والتوفيق والتحكيم‪،‬‬ ‫القضائية تنظمه مجموعة من النصوص القانونية واملراسيم‬
‫حيث يظل الهدف األسمى هو املساهمــة فـي تحقيق األمن‬ ‫التنظيمية كما تتدخل فيه أطراف وأجهزة مختلفة‪ ،‬وإذا كان‬
‫القانوني واإلستقرار اإلقتصادي وتأمين مناخ املال واألعمال‬ ‫املشرع املغربي قد أوكل بموجب الظهير الصادر بتاريخ ‪ 2‬مارس‬
‫واإلستثم ـ ــار وتوفير السلم اإلجتماعي ثم تخفيف العبء على‬ ‫‪ 1953‬إلى الوكالة القضائية للمملكة مهمة الدفاع عن مصالح‬
‫مرفق القضاء ‪.‬‬ ‫الدولة أمام مجموع محاكم اململكة و بالخارج بصفتها مدعية‬
‫أو مدعى عليها في القضايا املدنية والجنائية واإلدارية والتجارية‪،‬‬
‫من هنا يثور التساؤل عن اإلطار القانوني واملسطري‬
‫فإنه استثنى القضايا املتعلقة بالضرائب واألمالك الخاصة‬
‫لإلتفاقات والتسويات الرضائية في املادة الضريبية‪ ،‬نحاول‬
‫للدولة استنادا إلى أحكام الفصل ‪ 514‬من قانون املسطرة‬
‫اإلجابة عن ذلك في املحور األول من خالل تبيان بعض‬
‫املدنية‪ ،‬حيث تضطلع املديرية العامة للضرائب بمهمة الدفاع‬
‫النصوص القانونية املنظمة لإلتفاقات والحلول بالتراض ي‬
‫عن نفسها بنفسها أمام مختلف املحاكم في القضايا التي تدخل‬
‫واملذكرات املصلحية املؤطرة لهذه التسويات الجبائية‪ ،‬ثم‬
‫ضمن اختصاصاتها كما تنص على ذلك أحكام الفصل ‪515‬‬
‫نتطرق فـي املحور الثاني للحلول البديلة واإلتفاقات كرؤية‬

‫‪13‬‬
‫كما ينص الفصل ‪ 121‬من نفس القانون ‪ '':‬يسجل‬ ‫تدبيرية لقطاع املنازعات القضائية تعتمدها إدارة الضرائب‬
‫القاض ي على األطراف اتفاقهم على التنازل وال يقبل ذلك أي‬ ‫كآلية ناجعة لفض النزاعات الجبائية ولتحقيق التوازن بين‬
‫طعن‪''.‬‬ ‫حقوق الخزينة العامة ومصالح امللزمين بالضريبة ‪.‬‬

‫وينص الفصل ‪ 327-55‬من قانون املسطرة املدنية‬ ‫املحور األول ‪ :‬اإلطار القانوني واملسطري‬
‫على ما يلي ‪'':‬يجوز لألطراف ألجل تجنب أو تسوية نزاع‬ ‫لإلتفاقات والتسويات الرضائية ‪:‬‬
‫اإلتفاق على تعيين وسيط يكلف بتسهيل إبرام صلح ينهي‬ ‫تخضع اإلتفاقات والحلول بالتراض ي املبرمة ما بين‬
‫النزاع '' ‪.‬‬ ‫إدارة الضرائب واملكلفـين بالضريبة على اختالفهم اشخاص‬
‫ذاتيين ومعنويين وهيآت مهنية وجمعيات وغيرها … إلى‬
‫وتنص مقتضيات الفصل ‪ 1098‬من قانون اإللتزامات‬
‫مجموعة من النصوص القانونية العامة والخاصة كما صدرت‬
‫والعقود على أن ‪ '':‬الصلح عقد بمقتضاه يحسم الطرفان‬
‫مؤخرا عدة مذكرات مصلحية تأطيرية للتسويات الجبائية‬
‫نزاعا قائمـا أو يتوقيان قيامه '' ‪.‬‬
‫حرصت إدارة الضرائب من خاللها على وضع خريطة واضحة‬
‫كما تنص مقتضيات الفصل ‪ 230‬من نفس القانون‬ ‫املعالم أمام مختلف املتدخلين فـي املنازعات القضائية ‪.‬‬
‫في مبدئه العام على أن ‪ '' :‬العقد شريعة املتعاقدين ''‪.‬‬
‫‪ -1‬النصوص القانونية املنظمة لإلتفاقات‬
‫أما بالنسبة للنص الخاص املتمثل في املدونة العامة‬
‫والحلول الرضائية ‪:‬‬
‫للضرائب فنسجل غياب التنصيص بشكل واضح وصريح على‬
‫قبل سرد مجموعة من املقتضيات القانونية الواردة‬
‫مسطرة التسوية الرضائية للمنازعات الجبائية خالل املرحلة‬
‫في املدونة العامة للضرائب والتي نص من خاللها املشرع‬
‫القضائية‪.‬‬
‫الجبائي على كيفية إيجاد حلول واتفاقات بالتراض ي ما بين‬
‫فإذا كان املشرع الجبائي قد نص على مجموعة من‬ ‫اإلدارة وامللزم بالضريبة‪ ،‬ينبغـي بداية اإلشارة إلى بعض األحكام‬
‫املساطر الجبائية سواء أثناء تحريك املسطرة العادية‬ ‫املنظمة لهذه اإلتفاقات املنصوص عليها في الشريعة العامة‬
‫للتصحيح أو املسطرة السريعة ( املواد ‪ 221-221-220‬املكررة‬ ‫على اعتبار أن املنازعة القضائية في املادة الضريبية تنطبق‬
‫من املدونة العامة للضرائب) وكذلك املسطرة أمام لجن‬ ‫عليها أحكام قانون املسطرة املدنية أمام القضاء على اختالف‬
‫التحكيم املحلية والوطنية (املواد ‪ 227-226 225‬من املدونة‬ ‫درجاته إبتدائيا واستئنافيا ونقضا ‪.‬‬
‫العامة للضرائب) ثم مسطرة املنازعات املتعلقة بالضريبة في‬
‫وحيث هكذا ينص الفصل ‪ 119‬من قانون املسطرة‬
‫الشق الخاص باملسطرة اإلدارية (املـ ــادت ـ ـي ــن‪ 235‬و‪ )236‬والشق‬ ‫املدنية عل ما يلي ‪ '' :‬يمكن التنازل بعقد مكتوب أو بتصريح‬
‫الخاص باملسطرة القضائية (املادتين ‪ 242‬و‪ 243‬من املدونة‬ ‫يضمن باملحضر ويشار فيه إلى أن الطرف تنازل عن الدعوى‬
‫العامة للضرائب) ‪.‬‬ ‫التي أقامها بصفة أصلية أو عارضة أو عن املطلب الذي‬
‫رفعه إلى القاض ي في موضوع الحق‪.‬‬
‫وحيث يمكن أثناء سريان كل هذه املساطر املذكورة‬
‫ال يترتب عن التنازل عن الدعوى تخلي الخصم عن‬
‫إبرام اتفاقات صلح ما بين إدارة الضرائب وامللزمين بالضريبة‬
‫موضوع الحق‪.‬‬
‫ال يجاد تسوية رضائية تنهـي املنازعات الجبائية سواء أثناء‬
‫املسطرة التواجهية أو أمام اللجن الضريبية أو أمام القضاء‬ ‫يترتب عن التنازل عن الطلب محو الترافع أمام‬
‫القضاء بالنسبة للطلبات املقدمة إلى القاض ي‪.''.‬‬
‫بمختلف درجاته ‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ -‬ثبوت خلل غير مبرر في مسطرة فرض أو تحصيل‬ ‫لكن املالحظ هو عدم وجود مقتض ى قانوني منصوص‬
‫الضريبة ‪.‬‬ ‫عليه ص ـراحة في املدونة العــامــة للضـ ـرائب يحدد بشكل واضح‬
‫‪ -‬ثبوت واقعة التقادم ‪.‬‬ ‫كيفية وشروط وأطراف وآثار إبرام اإلتفاقات ويبين املجاالت‬
‫‪ -‬ثبوت وقوع اإلدارة في خطأ مادي أو إصدار ضريبة‬ ‫التي تشملها الحلول والتسويات الرضائية بمعنى هل هناك‬
‫زائدة عن املبلغ املستحق‪.‬‬
‫استثناءات على مسطرة التسوية الودية للمنازعات سواء في‬
‫‪ -‬ثبوت إصدار إدارة الضرائب مرتـيـن أو بغيـر موجب‬
‫شقها اإلداري أو القضائي بمعنى هل يجوز إبرام الصلح فقط‬
‫صحيح ‪.‬‬
‫‪ -‬ثبوت عدم مراعاة اإلدارة إلعفاء قانوني مقرر لفائدة‬ ‫فيما يتعلق بالتقديرات واألثمان التقويمية وعدم املساس‬
‫امللزم ‪.‬‬ ‫بالقضايا املرتبطة بمبادئ القانون ؟‬
‫‪ -‬انتفاء صفة الخاضع للضريبة ‪.‬‬
‫وحيث أمام هذا الفراغ التشريعي املنظم ملسطرة‬
‫وقد بينت املذكرة املصلحية املذكورة مجاالت االقتراح‬
‫الحلول البديلة والتسويات الرضائية أثناء عرض املنازعة على‬
‫بعدم الطعن في مراحل التقاض ي االبتدائية واالستئنافية وأثناء‬
‫أنظار القضاء أصدرت املديرية العامة للضرائب عدة مذكرات‬
‫النقض وكيفية تفعيل املقترحات من طرف اإلدارة وامللزم‬
‫مصلحية شددت على ضرورة تأطير املسطرة املتعلقة‬
‫وتطرقت إلى صالحيات البت فيها على املستوى الجهوي‬
‫بمقترحات التسوية الجبائية املقدمة من طرف اإلدارة أو تلك‬
‫واإلقليمي وكذلك على املستوى املركزي ‪.‬‬
‫املعبر عنها من طرف امللزمين بالضريبة ‪.‬‬
‫وبتاريخ ‪2017/ 04/ 05‬تم إصدار مذكرة مصلحية تحت‬
‫‪ - 2‬املذكرات املصحلية التأطيرية للتسويات‬
‫عدد ‪ 16/ 2340‬بشأن مسطرة التسوية الودية خالل املرحلة‬
‫الجبائية ‪:‬‬
‫القضائية والتي أوضحت بأن هذه املسطرة تعد آلية بديلة‬
‫لحسم النزاع القضائي تهدف إلى التوصل إلى حل توافقي بين‬ ‫حيث يأتي إصدار هذه املذكرات املصلحية في إطار‬

‫اإلدارة وامللزم بخصوص املستحقات الضريبية موضوع املنازعة‬ ‫تنزيل مضامين الرؤية اإلستراتيجية للمديرية العامة للضرائب‬

‫الجبائية التي لم يصدر فيها حكم (أو قرار) نهائي غير قابل ألي‬ ‫( ‪) 2021 - 2017‬‬

‫وجه من أوجه الــطع ــن ‪.‬‬ ‫فقد صدرت مذكرة املصلحة رقم ‪ 18/ 4582‬بتاريخ‬

‫ويمكن اللجوء إلى مسطرة التسوية الودية في كل األحوال‬ ‫‪2018/ 09/ 12‬أكدت على ضرورة احترام املساطر واإلجراءات‬
‫القانونية املتعلقة بوعاء ومراقبة وتحصيل الضريبة لكون‬
‫وخالل جميع مراحل املنازعة القضائية وفق اإلطار والتوجيهات‬
‫املسطرة في هذه املذكرة املصلحية ‪.‬‬ ‫اإلخالل بها يؤدي إلى زعزعة ثقة املواطن بإدارة الضرائب‬
‫ويفض ي إلى بطالن إجراءات الفرض والتحصيل مع ما يترتب‬
‫ونذكر بأن مسطرة التسوية الودية خالل املرحلة‬ ‫عن ذلك من آثار سلبية على املوارد الجبائية ‪.‬‬
‫القضائية تمر عبر أربعة مراحل ‪:‬‬
‫كما صدرت مذكرة مصلحية تأطيرية لإلقتراح بعدم‬
‫مرحلة دراسة مقترح التسوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫الطعن أمام القضاء تحت عدد ‪ 17 /3069‬بتاريخ ‪2017/ 09‬‬
‫مرحلة املصادقة على مقترح التسوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪/29‬تضمنت مبررات االقتراح بعدم الطعن القضائي كانتفاء‬
‫مرحلة تنفيذ اتفاق التسوية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫السند القانوني أو الواقعي ونذكر من بينها ما يلي ‪:‬‬
‫مرحلة اإلشهاد بانعقاد الصلح ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪15‬‬
‫تشعب وتنوع القضايا املعروضة على القضاء (‬ ‫‪-‬‬ ‫وحيث تم إرفاق هذه املذكرة املصلحية بمجموعة‬
‫الوعاء ‪ ،‬املراقبة‪ ،‬التحصيل‪ ،‬مساطر صعوبات‬ ‫نماذج نذكر منها ‪:‬‬
‫املقاولة …) ‪.‬‬
‫طول وتعدد املساطر وتعقدها أمام اإلدارة واللجن‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬نموذج محضر لجنة تسوية املنازعات القضائية ‪.‬‬
‫الضريبية والقضاء ‪.‬‬ ‫‪ -‬نموذج عقد الصلح‪.‬‬
‫اإلكراهات املفروضة على إدارة الضرائب الناتجة‬ ‫‪-‬‬ ‫‪ -‬نموذج مذكرة اإلشهاد على الصلح املرفوعة إلى‬
‫عن املوارد املالية واإلسراع في تحصيلها (سيما بعد‬ ‫املحكمة املختصة ‪.‬‬
‫اعتماد إدارة الضرائب صيغة عقد األهداف الذي‬ ‫وإجماال يمكن أن نستنتج من خالل هذه النصوص‬
‫يتم التوافق علي ــه مــا بيـن اإلدارة املركزية واملديريات‬ ‫التنظيمية والدالئل اإلجرائية الحرص الشديد إلدارة الضـرائب‬
‫الجهوية للضرائب ‪.‬‬ ‫على تفعيل دور الحلول البديلة واإلتفاقات بالتراض ي في إطار‬
‫تشدد القضاء في تعامله مع إخالالت اإلدارة على‬ ‫‪-‬‬ ‫الرؤية التدبيرية لقطاع املنازعات القضائية ‪.‬‬
‫مستوى فرض ومراقبة وتحصيل الضريبة‬
‫الكلفة املالية املرتفعة للمنازعات على ميزانية الدولة‪.‬‬ ‫‪-‬‬ ‫املحور الثاني‪ :‬الحلول واالتفاقات كرؤية تدبيرية‬
‫انتشار الوعي القانوني والتقاض ي لدى املكلفين‬ ‫‪-‬‬ ‫لقطاع املنازعات القضائية ‪:‬‬
‫بالضريبة مما أدى إلى ارتفاع عدد الدعاوى‬ ‫إذا كان الحق في التقاض ي مكفول لألفراد والجماعات‬
‫واملنازعات‪.‬‬
‫واإلدارات بصفتهم مدعين أو مدعى عليهم دفاعا وحفاظا على‬
‫والشك أن هذه االعتبارات الواقعية والقانونية‬
‫حقوقهم ومصالحهم‪ ،‬فإن الواقع أبان عن إمكانية البحث عن‬
‫والقضائية أدت إلى ظهور وسائل بديلة لحل املنازعات الجبائية‬
‫حلول بديلة للمنازعات تفض ي إلى إيجاد صيغ توافقية تساعد‬
‫وخلقت واقعا جديدا ساهم في بلورة وتبني االتفاقات‬
‫على تقليص الكلفة أمام القضاء إضافة إلى ربح الجهد والوقت‬
‫والتسويات الودية كآلية تدبيرية للمنازعات تعتمد من طرف‬
‫وربما إرضاء أطراف النزاع ‪.‬‬
‫إدارة الضرائب خاصة فيما يتعلق بالقضايا التي يبدو فيها‬
‫املوقف ضعيفا أمام القضاء أو تلك التي تبين خالل مراحل‬ ‫وقد لوحظ في اآلونة األخيرة ارتفاع وتيرة الحلول البديلة‬
‫املنـازعة أن التقديرات الخاصة بأرقام املعامالت أو بقيمة‬ ‫والرضائية داخل اإلدارة العمومية ومن بينها املديرية العامة‬
‫التفويتات العقارية أو األصول التجارية أو غيرها ‪ ...‬والتي‬ ‫للضرائب التي ارتأت في اعتماد االتفاقات والتسويات كآلية‬
‫اقترحتها اإلدارة في التصحيح مبالغ فيها وغـير مطابقة للواقع‪.‬‬ ‫ناجعة لفض النزاعات الجبائية وكوسيلة تساهم بشكل فعال‬
‫في تحقيق التوازن بين حقوق الخزينة العامة ومصالح امللزمين‬
‫ولعل من ضمن أهم األسباب التي تعرقل اإلتج ـاه‬
‫بالضريبة ‪.‬‬
‫التصالحي للمنازعات القضائية القائمة مـا بـين إدارة الضرائب‬
‫واملكلفـين هو تعدد املتدخلين في املادة الضريبية ومنها بعض‬ ‫‪ -1‬االتفاقات والتسويات آلية ناجعة لفض‬
‫املهن القضائية خاصة بعض املحامون والخبراء الذين‬ ‫املنازعات الجبائية‪:‬‬
‫يفضلون إطالة أمد املنازعة وينصحون موكليهم بعدم توقيع‬
‫تتجلى أهم األسباب الداعية إلى اعتماد هذه املقاربة من طرف‬
‫اتفاقات مـع اإلدارة ‪ ،‬وهذا ما يفسر العدد القليل لإلتفاقات‬
‫إدارة الضرائب فيما يلي ‪:‬‬
‫املبرمة كما هو واضح من خالل الجدول أدناه واملتعلق بمجموع‬
‫اإلتفاقات بالتراضـي املسجلة برسم السنوات من ‪ 2017‬إلى‬ ‫‪ -‬كثرة الدعاوى املقدمة ضد اإلدارة في القضاء العادي‬
‫‪( 2020‬نموذج املديرية الجهوية للضرائب بالرباط) ‪.‬‬ ‫(اإللغاء والشامل) والقضاء االستعجالي ‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫سند للدين الضريبي مذيل بالصيغة التنفيذية كما هو‬ ‫النسبة‬ ‫عدد‬ ‫عدد امللفات‬ ‫السنة‬
‫منصوص عليه فـي املدونة العامة للضرائب ومدونة تحصيل‬ ‫املئوية‬ ‫اإلتفاقات‬ ‫القضائية‬
‫الديون العموميـة‪.‬‬ ‫‪3,20%‬‬ ‫‪19‬‬ ‫‪606‬‬ ‫‪2017‬‬
‫‪7,70%‬‬ ‫‪28‬‬ ‫‪364‬‬ ‫‪2018‬‬
‫وقد شرعت هذه القاعدة في باب التوفيق بين‬ ‫‪5,50%‬‬ ‫‪22‬‬ ‫‪402‬‬ ‫‪2019‬‬
‫مصلحة الدائن العمومي ومقتض ى ضمانات امللزم بالضريبة ‪.‬‬ ‫‪5,20%‬‬ ‫‪16‬‬ ‫‪310‬‬ ‫‪2020‬‬
‫‪5,10%‬‬ ‫‪85‬‬ ‫‪1682‬‬ ‫املجموع‬
‫وحيث ملا تدخل املشـرع الجبائي لتقنـين مساطر‬
‫املنازعات الجبائية وملا كانت هذه املساطر سواء أمام اإلدارة أو‬ ‫وعموما فإن هناك بعض الثغرات والعيوب الزالت‬
‫أمام اللجن الضريبية أو أمام القضاء باختالف درجاته تتسم‬ ‫تعتري الحلول البديلة واالتفاقات الرضائية من الوجهة‬
‫بالتعقيد والبطء والكلفة الباهضة‪ ،‬فقد ثبت بامللموس وفـي‬ ‫القانونية واملسطرية ومنها باألساس غياب إطار قانوني وإجرائي‬
‫الواقع اإلداري أهمية الدور الذي تلعبه الحلول البديلة‬ ‫واضح‪ ،‬إضافة إلى التحديات واإلكراهات التي تواجهها اإلدارة‬
‫والتسويات الرضائية فـي فض العديد من املنازعات وحل الكثير‬ ‫كاإلسراع في تأمين املوارد الجبائية مما يؤدي إلى توقيع اتفاقات‬
‫من القضايا العالقة والشائكة سواء بالنسبة لإلدارة الضريبية‬ ‫مع بعض امللزمين دون البعض اآلخر ‪.‬‬
‫أو املكلفين كيفما كانوا أشخاص ذاتيين ‪ ،‬مهنيين‪ ،‬مقاوالت‬
‫لكن وعلى الرغم من ذلك فإن التسويات الرضائية‬
‫وجمعيات ‪...‬الخ‬
‫تلعب دورا فعاال في تحقيق التوازن بين حقوق الخزينة العامة‬
‫وحيث يب ـقـى الهدف امل ـتـوخـى مـن إق ـرار آلية الحلول‬ ‫ومصالح امللزمين بالضريبة ‪.‬‬
‫البديلة والتسويات الرضائية هو املساهمة في تحقيق األمن‬
‫‪ -2‬دور التسويات الرضائية في تحقيق التوازن‬
‫القانوني واالستقرار االقتصادي وتوفير السلم االجتماعي‬
‫وتخفيف العبء على القضاء‪.‬‬ ‫بين حقوق الخزينة ومصالح امللزمين بالضريبة‪:‬‬

‫إن خاصية التوازن املبدئي بين املصلحة العامة‬


‫واملصلحة الخاصة في املادة اإلدارية عموما واملادة الجبائية‬
‫بوجه خاص تقتض ي إقرار مقتضيات وإجراءات تروم فعالية‬
‫تحصيل موارد الخزينة العامة وضمان مصلحة امللزم في مراعاة‬
‫لظروفه االجتماعية وكفالة ضماناته القانونية على أساس أن‬
‫املصلحتين تسيران في خطين متوازيين ال تعارض بينهما ‪.‬‬

‫وتكمن املصلحة العامة فـي توخي فاعلية إجراءات‬


‫تحصيل املوارد الجبائية لضمان تدفق املداخيل العمومية‬
‫بالسالسة والسرعة بما يحقق غاية ضمان مبدأ استمرارية‬
‫املرفق العام بانتظام ‪.‬‬

‫وتأتـي في صدارة ضمانات امللزم وحماية مصالحه‬


‫واستقرار مركزه القانوني عدم جواز التنفيذ عليه إال بناء على‬
‫‪17‬‬
‫فالقرار تتخذه اإلدارة املعنية بالنزاع ‪ .‬فهي التي تدافع عن‬ ‫صالح بوعسرية‬
‫قرارها أمام القضاء بواسطة موظف مؤهل لذلك‪ 19‬باعتبار‬ ‫مدير إدارة مركزية سابقا‪ ،‬خبير في‬
‫أن اإلدارات العمومية معفاة من وجوب اللجوء إلى خدمات‬ ‫اإلدارة العمومية‬
‫املحامين من أجل التقاض ي(املادة ‪ 31‬من قانون هيئة املحامين‬
‫‪ ،‬املادة ‪ 34‬من قانون املسطر املدنية‪ ،‬املادة ‪ 529‬من قانون‬
‫املسطر الجنائية) كما يمكنها أن تقوم بتنصيب محام عنها أو‬ ‫النزاعات المتعلقة بالعاملين في اإلدارات العمومية أو‬
‫النزاعات الداخلية‬
‫تستعين بخدمات الوكيل القضائي للمملكة‪ ،‬نظرا لتخصصه‬
‫العام في الدفاع عن الدولة دون غيره (املادة األولى من قانون‪2‬‬ ‫مقدمة‪:‬‬
‫مارس ‪ )1953‬وتواجده في الدعوى يكون إما بصفته مدخال‬
‫من املعلوم أن النزاعات املتعلقة بالعاملين في اإلدارات‬
‫وإما مدافعا عن اإلدارة وإما بالصفتين معا‪.‬‬
‫العمومية أو النزاعات الداخلية لها خصائصها التي تميزها عن‬
‫إال أن أغلبية اإلدارات ال تميز بين هذه الصفتين إذ‬ ‫غيرها‪ .‬فهي تمر حتما عبر مراحل قبل أن تصبح منازعات‬
‫تعتبر مجرد تبليغ الوكيل القضائي بصفته مدخال (كما تنص‬ ‫قضائية‪.‬إذ تبدأ بالتظلم أي بالشكاية لدى السلطة التي‬
‫على ذلك املسطرة الجنائية) فهو تلقائيا يصبح مدافعا عنها مع‬ ‫أصدرت القرار(‪ )recours gracieux‬تم تنتهي برفع الدعوى‬
‫العلم أن هذه الصفة ال يكتسبها الوكيل إال عندما توكله اإلدارة‬ ‫لدى املحاكم (‪ ) recours en contentieux‬مرورا‬
‫بمقتض ى كتاب توجهه إليه‪.‬‬ ‫باإلستعطاف(‪ .)recours hiérarchique‬ويعتبر الجواب أو عدم‬
‫فحسب القانون رقم ‪ 41-90‬املحدث بموجبه محاكم‬ ‫الجواب على اإلستعطاف نقطة البداية إلحتساب أجل‬
‫إدارية تختص املحاكم اإلدارية‪،20‬فيما يتعلق بهذا الجانب‪،‬‬ ‫التقاض ي أمام املحاكم واملحدد في ‪ 60‬يوما ‪17‬من تبليغ املقرر‬
‫بالبت ابتدائيا في طلبات إلغاء قرارات السلطات اإلدارية بسبب‬ ‫املطعون فيه‪ .18‬وهو نفس األجل الذي أكد عليه الفصل ‪360‬‬
‫تجاوز السلطة وفي النزاعات املتعلقة بالعقود اإلدارية وبالنظر‬ ‫من قانون املسطرة املدنية‪.‬‬
‫في النزاعات الناشئة عن تطبيق النصوص التشريعية‬ ‫وهكذا يصبح من حق املتضرر أن يسلك إما طريق‬
‫والتنظيمية املتعلقة باملعاشات ومنح الوفاة املستحقة للعاملين‬ ‫الطلب باإللغاء(‪ )recours pour annulation‬أو طريق القضاء‬
‫في مرافق الدولة والجماعات املحلية واملؤسسات العامة‬ ‫الشامل( ‪ .)recours de plein contentieux‬فدعوى اإللغاء‬
‫وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي إدارة مجلس‬ ‫تستهدف شرعية القرار اإلداري وأما دعوى القضاء الشامل‬
‫املستشارين والنزاعات املتعلقة بالوضعية الفردية للموظفين‬ ‫فإنها تتعلق بجبر الضرر أو التعويض وهوال يشمل التعويض‬
‫والعاملين في مرافق الدولة والجماعات املحلية واملؤسسات‬ ‫الكلي بدعوى نقص الربح أو فوات كسب ضاع ‪manque à‬‬
‫العامة وموظفي إدارة مجلس النواب وموظفي مجلس‬ ‫)‪.)gagner‬‬
‫املستشارين ‪.‬‬
‫ويمكن التقدم بهما إما في شكل دعاوى منفردة أوفي‬
‫دعوى مشتركة أمام القضاء الشامل‪.‬‬

‫إذا كان نظام من األنظمة ينص على إجراء خاص في شأن بعض الطعون اإلدارية فإن طلب‬ ‫‪ 17‬المادة‪ 21‬من القانون رقم ‪ 41-90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‬
‫اإللغاء القضائي ال يكون مقبوال إال إذا رفع إلى المحكمة بعد استنفاذ هذا اإلجراء وداخل نفس‬ ‫"يجب أن يكون طلب اإللغاء بسبب تجاوز السلطة مصحوبا بنسخة من القرار اإلداري المطلوب‬
‫اآلجال المشار إليها أعاله‪.‬‬ ‫إلغاؤه‪ ،‬وإذا سبقه تقديم تظلم إداري يتعين أن يصحب طلب اإللغاء أيضا بنسخة من القرار‬
‫إذا التزمت اإلدارة الصمت طوال ستين يوما في شأن طلب قدم إليها اعتبر سكوتها عنه ما لم‬ ‫الصادر برفض التظلم أو بنسخة من وثيقة تشهد بإيداع التظلم إن كان رفضه ضمنيا"‪.‬‬
‫ينص قانون على خالف ذلك بمثابة رفض له‪ ،‬وللمعني باألمر حينئذ أن يطعن في ذلك أمام‬
‫المحكمة اإلدارية داخل أجل ‪ 21‬يوما يبتدئ من انقضاء مدة الستين يوما المشار إليها أعاله‪.‬‬ ‫‪ 18‬المادة ‪ 23‬من القانون رقم ‪ 41-90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‬
‫ال يقبل الطلب الهادف إلى إلغاء قرارات إدارية إذا كان في وسع المعنيين باألمر أن يطالبوا بما‬ ‫يجب أن تقدم طلبات إلغاء القرارات الصادرة عن السلطات اإلدارية بسبب تجاوز السلطة داخل‬
‫يدعونه من حقوق بطريق الطعن العادي أمام القضاء الشامل‪.‬‬ ‫أجل ستين يوما يبتدئ من نشر أو تبليغ القرار المطلوب إلغاؤه إلى المعني باألمر‪.‬‬
‫ويجوز للمعنيين باألمر أن يقدموا‪ ،‬قبل انقضاء األجل المنصوص عليه في الفقرة السابقة‪ ،‬تظلما‬
‫‪ 19‬الفصل ‪ 31‬من ظهير ‪ 2008/10/20‬المنظم لمهنة المحاماة يعفي الموظف المنتدب للدفاع عن‬ ‫من القرار إلى مصدره أو إلى رئيسه‪ ،‬وفي هذه الصورة يمكن رفع طلب اإللغاء إلى المحكمة‬
‫اإلدارات العمومية من الرخصة الخاصة؛" ال يسوغ أن يمثل األشخاص الذاتيون والمعنويون‬ ‫اإلدارية داخل أجل ستين يوما يبتدئ من تبليغ القرار الصادر صراحة برفض التظلم اإلداري‬
‫والمؤسسات العمومية وشبه العمومية والشركات‪ ،‬أو يؤازروا أمام القضاء إال بواسطة محام ما‬ ‫كليا أو جزئيا‪.‬‬
‫عدا إذا تعلق األمر بالدولة واإلدارات العمومية تكون نيابة المحامي أمرا اختياريا "‪.‬‬ ‫إذا التزمت السلطة اإلدارية المرفوع إليها التظلم الصمت في شانه طوال ستين يوما اعتبر‬
‫‪ 20‬المواد ‪ 8،9‬و ‪ 10‬من القانون رقم ‪41-90‬‬ ‫سكوتها عنه بمثابة رفض له‪ ،‬وإذا كانت السلطة اإلدارية هيئة تصدر قراراتها بتصويت‬
‫أعضائها فإن أجل ستين يوما يمتد‪ ،‬إن اقتضى الحال ذلك‪ ،‬إلى نهاية أول دورة قانونية لها تلي‬
‫إيداع التظلم‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫أهمية النزاعات القضائية املتعلقة بالعاملين في‬ ‫واستثناء تظل محكمة النقض مختصة بالبت ابتدائيا‬
‫اإلدارات العمومية‬ ‫وانتهائيا في طلبات اإللغاء بسبب تجاوز السلطة املتعلقة‬
‫عموما فإن النزاعات القضائية املحكومة ضد اإلدارة‬ ‫باملقررات التنظيمية والفردية الصادرة عن رئيس الحكومة‬
‫العمومية ال تتعدى الثلث‪22‬من مجموع القضايا املحكومة من‬ ‫وقرارات السلطات اإلدارية التي يتعدى نطاق تنفيذها دائرة‬
‫طرف كل املحاكم‪.‬‬ ‫االختصاص املحلي ملحكمة إدارية كما تختص محكمة الرباط‬
‫هذا وإذا أضفنا إليها املدة الزمنية التي تستغرقها‬ ‫اإلدارية بالنظر في النزاعات املتعلقة بالوضعية الفردية‬
‫رحلة امللف في ردهات املحاكم منذ إيداع املقال االفتتاحي إلى‬ ‫لألشخاص املعينين بظهير شريف أو مرسوم وبالنزاعات‬
‫أن يصبح الحكم جاهزا للتنفيذ(‪ 10‬سنوات في بعض األحيان)‬ ‫الراجعة إلى اختصاص املحاكم اإلدارية التي تنشأ خارج دوائر‬
‫وكذا مطبات عدم التنفيذ‪ ،‬فإن الهمة يجب أن تكون عالية‬ ‫اختصاص جميع هذه املحاكم‪.‬‬
‫والصبر جلدا من أجل خوض هذا الرهان‪.‬‬ ‫وتشمل الوضعية الفردية جميع الحاالت واإل وضاع‬
‫وفوق هذا وذاك فإن املنازعات املرتبطة بتسوية‬ ‫التي تمس حقوق املوظف وهو يعمل في خدمة اإلدارة أو املرفق‬
‫الوضعية الفردية واملعاشية للموظفين ال تمثل إال نسبة‬ ‫أو الجماعة الترابية أو املؤسسات العامة سواء فيما يتعلق‬
‫‪4%‬عدديا أما إذا احتسبنا قيمتها فإن النسبة ستكون حتما‬ ‫بتسميته في و ظيفة معينة أو ترقيته أو تكوينه أو حصوله على‬
‫أقل من ذالك‪.23‬‬ ‫أجوره ومستحقاته التي يمكن أن يقدم بصددها دعوى ضد‬
‫جهة إدارية معينة من أجل تسوية هذه الوضعية بما ينعكس‬
‫ولعله من البديهي أن يتساءل املرء عن أسباب هذا‬
‫إيجابا أو سلبا على وضعيته املادية حسب األحوال‪.‬‬
‫التهميش لقضايا املوارد البشرية التي من شأن ضمان حقوقها‬
‫أن تتفانى في عملها وتعتز بانتمائها حتى تقوم بواجبها على أكمل‬ ‫أما املنازعات املتعلقة باملعاشات املدنية والعسكرية‬
‫وجه‪.‬‬ ‫ومعاشات رجال القوات املساعدة فهي تنقسم إلى قسمين‪:‬‬
‫معاشات مؤدى عنها‪ ،‬أي املعاشات التي تؤدى عنها اشتراكات‬
‫أهم األسباب وراء تدني اإلهتمام بقضايا املوظفين‬
‫املوظفين ومساهمات الدولة بصفتها الهيئة املشغلة و معاشات‬
‫في غياب مؤشرات دقيقة سنكتفي هنا بذكر بعض ما يظهر لنا‬
‫غير مؤدى عنها كمنازعات معاشات الزمانة غير املؤدى عنها وهي‬
‫جليا من تلك األسباب‪:‬‬
‫املعاش الذي يحصل عليه املوظف جراء حادث أو مرض‬
‫أن املوظف ال يجرؤ على تقديم شكاوى ضد ادارته‬ ‫أصيب به بسبب وظيفته أو بمناسبتها ويكون بموجب قرار‬
‫خوفا من انتقام رؤسائه‬ ‫تتخذه لجنة اإلعفاء املختصة (املدنية أو العسكرية أو لجنة ر‬
‫أن اإلدارة لها سلطة تقديرية في نطاق النظام‬ ‫جال القوات املساعدة) وكذا معاشات أعضاء املقاومة وجيش‬
‫األساس ي للوظيفة العمومية أكثر من القاض ي نظرا لكون ذلك‬ ‫التحرير (معاش العطب والتعويض اإلجمالي) وتدخل ضمن‬
‫النظام يحدد نوع العقوبات وال يحدد طبيعة األخطاء كما هو‬ ‫نفس اإلطار املنازعات التي تتعلق برصيد الوفاة ‪.21‬‬
‫الشأن مثال بالنسبة للقانون الجنائي فيترك الباب مواربا‬ ‫ولعل هذه املنازعات‪ ،‬لكونها تتعلق من جهة بحقوق‬
‫لتأويالت املجالس التأديبية التي تكون لإلدارة األغلبية فيها‪.‬‬ ‫املوظفين ومناخ العمل داخل اإلدارة ومن جهة أخرى باألهداف‬
‫أن إلحاق الوكيل القضائي للمملكة بوزارة املالية‬ ‫التي تسعى اإلدارة إلى تحقيقها في عالقتها بمرتفقيها ‪،‬كان لزاما‬
‫يبدو اآلن غير ذي جدوى نظرا الستحواذ تلك الوزارة على‬ ‫عليها أن تعطى لها املكانة التي تستحقها‪ .‬إذ كيف يمكن أن‬
‫أنشطة محامي اإلدارة الذي أصبح همه األكبر هو استرجاع‬ ‫يطلب من شخص مهضومة حقوقه أن يكون منصفا مع‬
‫أموال الدولة (صوائر الدولة املسترجعة) وليس الدفاع عن‬ ‫الناس؟‬
‫إقامة العدالة واالهتمام بأحوال املوظفين‪.‬مع العلم أن وزارة‬

‫‪ 21‬مرسوم رقم ‪ 500.98.2‬صادر في ‪• 14‬من شوال ‪ (1419‬فاتح فبراير ‪) 1999‬يحدث بموجبه‬


‫‪ 23‬حسب تقرير الوكالة القضائية لسنة ‪2018‬‬ ‫نظام رصيد للوفاة لفائدة ذوي حقوق الموظفين المدنيين والعسكريين واألعوان التابعين للدولة‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العامة‬
‫‪ 22‬تقرير المجلس األعلى للحسابات حول تقييم تدبير المنازعات القضائية للدولة نونبر ‪2015‬‬
‫‪19‬‬
‫مؤشر حدة الصراع‪ :‬عدد القضايا‬ ‫‪-‬‬ ‫أمام‬ ‫أخرى‬ ‫املالية ممثلة أكثر من أي وزارة‬
‫املعروضة عن كل قطاع أو مؤسسة‬ ‫القضاء(الضرائب‪،‬الجمارك‪،‬األمالك املخزنية)‬
‫مؤشر تجربة املتقاضين‪ :‬عدد القضايا‬ ‫‪-‬‬ ‫أن الوكالة القضائية ليست لها املوارد البشرية‬
‫املرفوضة بالنسبة لكل القضايا املطروحة‬ ‫الكافية ملواجهة كافة أنواع النزاعات بالنسبة لجميع القطاعات‬
‫مؤشر اإلنصات‪ :‬عدد القضايا املحسومة‬ ‫‪-‬‬ ‫والحالة هذه أن الوكالة القضائية نفسها تلجأ هي األخرى‬
‫رضائيا بالنسبة لكل النزاعات‬ ‫ملحامين من أجل مساعدتها وهي نفس الفرصة املتاحة لكافة‬
‫مؤشر متوسط أمد القضايا‪ :‬مجموع مدد‬ ‫‪-‬‬ ‫اإلدارات التي ال حاجة لها بالوكالة القضائية لكي تنصب‬
‫القضايا منذ تسجيلها إلى حكمها بالنسبة‬ ‫محاميا عنها‪.‬‬
‫لعددها‬ ‫هناك تضخم على مستوى تمثيل اإلدارة أمام القضاء‬
‫‪-‬‬
‫وفي األخير تبقى مؤسسة الوسيط إحدى‬ ‫في مواجهة موظفيها (املصالح املكلفة باملنازعات‪،‬وكيل‬
‫الوسائل التي يمكن أن يلجأ إليها املوظف‪،‬‬ ‫اململكة‪،‬املحامي‪،‬عدم تنفيذ األحكام‪)...‬‬
‫سواسية مع كل املرتفقين‪ ،‬إذا ما لحقه أي‬ ‫بالرغم من أن املشرع قد حدد مدة تقادم األحكام‬
‫ضرر من طرف إدارته بحيث تتولى املؤسسة‬ ‫القضائية في ‪ 30‬سنة ‪24‬فإنه ضيق هذه املدة بالنسبة إلقامة‬
‫بناء على تظلمات تتوصل بها ‪ ،‬النظر في‬ ‫الدعوى عندما حددها في ‪ 60‬يوما فقط (في الوقت الذي نجد‬
‫جميع الحاالت التي يتضرر فيها أشخاص‬ ‫فيه أن هذه املدة حددت في سنة بالنسبة للمخالفات وفي أربع‬
‫ذاتيون أو اعتباريون‪ ،‬فرادى أو جماعات‪،‬‬ ‫سنوات بالنسبة للجنح والتعويضات أو الديون وخمسة عشرة‬
‫مغاربة أو أجانب‪ ،‬من جراء أي تصرف صادر‬ ‫سنة بالنسبة للجنايات ‪)...‬‬
‫عن اإلدارة‪ ،‬سواء كان قرارا ضمنيا أو‬ ‫بالنزاع‪25.‬‬ ‫الخطأ في تحديد الجهة املعنية‬
‫صريحا‪ ،‬أو عمال أو نشاطا من أنشطتها‪،‬‬
‫وعليه فإن من شأن الحصول على بعض املؤشرات‬
‫يكون مخالفا للقانون‪ ،‬خاصة إذا كان‬
‫أن ينير لنا الطريق من أجل تحليل هادف وأكثر عمقا والوقوف‬
‫متسما بالتجاوز في استعمال السلطة أو‬
‫منافيا ملبادئ العدل واإلنصاف‪.26‬‬ ‫عند مكامن الخلل وبالتالي اقتراح الحلول املمكنة‪.‬‬
‫بعض املؤشرات‪:‬‬
‫ورغم محدودية‪ 27‬دورها فإن مؤسسة الوسيط‬
‫تشكل بصيصا من األمل ألنها تتسم بالشفافية فيما يخص‬ ‫‪ -‬مؤشر أهمية الصراع‪ :‬عدد القضايا‬
‫اإلحصاءات املتعلقة بحجم التظلمات وتوزيعها حسب‬ ‫املعروضة على املحاكم بالنسبة لجميع‬
‫موضوعاتها وقطاعاتها واإلدارات املعنية بها وكذا أماكنها‬ ‫التظلمات‬
‫الجغرافية‪.‬‬ ‫‪ -‬مؤشر التضخم‪ :‬عدد قضايا السنة الجارية‬
‫بالنسبة لقضايا السنة الفارطة‬
‫‪ -‬مؤشر النجاعة‪ :‬عدد القضايا املحكومة‬
‫بالنسبة للقضايا املعروضة‬

‫‪-‬الضرائب‪ ،‬المدير العام للضرائب‬ ‫‪ 24‬الفصل ‪ 428‬من قانون المسطرة المدنية‪ ":‬تكون األحكام قابلة للتنفيذ خالل ثالثين سنة من اليوم‬
‫‪-‬إدارة الجمارك والضرائب غير المباشرة بالنسبة للنزاعات الجمركية‪،‬‬ ‫الذي صدرت فيه وتسقط بانصرام هذا األجل‪"...‬‬
‫‪ 26‬المادة ‪ 11‬من قانون ‪ 14.16‬المنظم لمؤسسة وسيط المملكة‬ ‫‪ 25‬الفصل ‪ 939‬من قانون المسطرة المدنية أن الدعوى ترفع ضد‪:‬‬
‫‪ 27‬بتاريخ ‪ 23‬نونبر ‪ 2017‬أصدرت محكمة النقض القرار رقم ‪ 1296/3‬الذي جاء فيه‪":‬حقا إن‬ ‫‪-‬الدولة‪ ،‬في شخص رئيس الحكومة وله أن يكلف بتمثيله الوزير المختص عند االقتضاء؛‬
‫طابع اإللزامية ال يكون إال للقانون واألحكام الصادرة في إطاره‪ ،‬ال‬ ‫‪-‬الخزينة‪ ،‬في شخص الخازن العام للمملكة؛‬
‫لتوصيات الوسيط الذي هو مجرد قوة اقتراحية كما عرفه بذلك القانون المحدث‬ ‫‪-‬الجماعات المحلية‪ ،‬في شخص العامل بالنسبة للعماالت واألقاليم وفي شخص رئيس المجلس‬
‫لمؤسسته‪ ،‬ومن تم فإن اإلدارة غير ملزمة بتنفيذ توصياته كما أن رئيس الحكومة غير‬ ‫الجماعي بالنسبة للجماعات؛‬
‫ملزم باتخاذ إجراءات جزا ئية ضد اإلدارة في حالة امتناعها عن تنفيذ تلك التوصيات‪،‬‬ ‫‪-‬المؤسسات العمومية‪ ،‬في شخص ممثلها القانوني‪.‬‬
‫والمحكمة مصدرة القرار المطعون لما استنتجت عن خطأ هذه اإللزامية من خالل‬ ‫‪-‬الملك العام للدولة‪ ،‬لوزير التجهيز؛‬
‫قراءتها للفصلين ‪ 30‬و ‪ 31‬من القانون المؤسس لمؤسسة الوسيط تكون قد خرقت‬ ‫‪-‬الملك الخاص للدولة‪ ،‬لمدير أمالك الدولة؛‬
‫القانون بتعليل فاسد‪...".‬‬ ‫‪-‬المياه والغابات‪ ،‬للمندوب السامي للمياه والغابات؛‬
‫‪-‬األوقاف‪ ،‬لوزير األوقاف والشؤون اإلسالمية؛‬
‫‪20‬‬
‫عليه األمر في مرسوم ‪ 1975‬الذي لم يكن يسمح للمتنافس‬
‫عادل أرجدال‬
‫باللجوء مباشرة إلى لجنة الصفقات‪.‬‬
‫إطار إداري‪ ،‬باحث في‬
‫القانون العام‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬حددت املادة ‪ 30‬من املرسوم املشار‬
‫إليه أعاله‪ ،‬الحاالت التي يستطيع فيها املتنافس سلوك مسطرة‬
‫سلطات اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية في معالجة‬
‫التشكي للجنة الوطنية للطلبيات العمومية عندما‪:‬‬ ‫الشكايات والطلبات الواردة عليها‬

‫‪ -‬يالحظ أن إحدى قواعد مسطرة إبرام طلبية عمومية‬


‫واردة في النصوص التنظيمية الجاري بها العمل لم يتم‬ ‫حرصا من املشرع على إحاطة الطلبيات العمومية‬
‫احترامها؛‬ ‫بكافة الضمانات القانونية الالزمة لتكريس شفافيتها ونجاعتها‬
‫‪ -‬يتبين له احتواء ملف الدعوة إلى املنافسة على بنود‬ ‫وحكامة تدبيرها‪ ،‬تم إحداث لجنة وطنية للطلبيات العمومية‬
‫تمييزية أو شروط غير متناسبة بالنسبة ملوضوع الطلبية‬
‫بموجب املرسوم رقم ‪ 2.14.867‬الصادر بتاريخ ‪ 21‬شتنبر ‪2015‬‬
‫العمومية؛‬
‫لتعوض لجنة الصفقات العمومية التي ظل معموال بها منذ‬
‫‪ -‬ينازع في أسباب إقصاء عرضه؛‬
‫‪ -‬ال يقتنع بالجواب املقدم إليه من طرف اإلدارة املعنية‬ ‫سنة ‪.1975‬‬
‫أو في حالة عدم الجواب على طلبه‪.‬‬
‫وقد عهد إلى هذه اللجنة التي تتألف من ‪ 13‬عضوا‪،‬‬
‫واملالحظ أن املشرع جعل هذه الحاالت على سبيل‬ ‫مجموعة من االختصاصات املهمة من بينها املساهمة في إيجاد‬
‫الحصر دون أن يترك الباب مفتوحا على ما قد يظهر من‬ ‫حلول للنزاعات الناشئة بين أطراف الطلبية العمومية‪ ،‬من‬
‫تطبيقات عملية تستدعي تقديم املتنافسين للشكايات إلى‬ ‫خالل دراسة الشكايات والطلبات الواردة عليها من طرف كل‬
‫اللجنة‪ ،‬فالوقائع يستحيل حصرها السيما في مجال حيوي من‬ ‫شخص ذاتي أو اعتباري من أشخاص القانون الخاص يشارك‬
‫نظير الطلبيات العمومية‪ ،‬كما لم يتطرق املشرع كذلك إلى‬ ‫في طلبية عمومية إما بصفة متنافس أو نائل للصفقة أو‬
‫الحالة التي يعمد فيها صاحب املشروع إلى تحرير وصياغة دفتر‬ ‫صاحب الصفقة‪.‬‬
‫الشروط اإلدارية الخاصة وفق مقاس معين ألحد املتنافسين‪.‬‬
‫ورغم ما تقوم به اللجنة الوطنية من دور فعال في‬
‫ولعل غاية املشرع في هذا التقييد‪ ،‬هو تالفي الشكايات‬ ‫تحسين حكامة الطلبيات العمومية‪ ،‬فإن املرسوم املنظم لها‬
‫التي ال مبرر لها وعدم إثقال كاهل اللجنة الوطنية واستنفاذ‬ ‫تعتريه بعض النواقص التي سنعمل على تبيانها في بعض‬
‫طاقات أعضائها في شكايات يتبين بعد دراستها أنها ال تستند‬ ‫النقط‪.‬‬
‫على أي أساس قانوني سليم‪ ،‬غير أن هذا ال يستقيم كمبرر‬
‫‪ .1‬تضييق نطاق الشكايات‬
‫مقبول بالنظر ملا قد يترتب عنه من ضياع للحقوق وإخالل‬
‫باملبادئ الناظمة للطلبيات العمومية‪ ،‬ومن ثم يمكن معالجته‬ ‫خص املرسوم رقم ‪ 2.14.867‬املنظم لعمل اللجنة‬
‫بإحداث لجان قطاعية‪ ،‬على غرار املعمول به في الجزائر‪،‬‬ ‫الوطنية للطلبيات العمومية بابا مستقال وهو الباب الخامس‬
‫للتخفيف على اللجنة الوطنية من جهة وضمان نوع من الفعالية‬ ‫للشكايات التي يقدمها املتنافسون للجنة الوطنية‪ ،‬مختصرا‬
‫بالنظرلتخصصها في قطاعات معينة من جهة أخرى‪.‬‬ ‫بذلك الطريق أمام املتنافسين‪ ،‬تفعيال لإلجراءات االستباقية‬
‫واالحترازية التي تقي اإلدارة من املنازعات‪ ،‬على خالف ما كان‬

‫‪21‬‬
‫يلحقها ذلك‪ .‬وتزداد إلحاحية هذا املطلب إذا علمنا أن األسباب‬ ‫ومن ناحية ثانية‪ ،‬فإن املرسوم املنظم لعمل اللجنة‬
‫التي تسوقها اإلدارة في رسالتها ال معقب عليها في ظل سكوت‬ ‫الوطنية للطلبيات العمومية قد حدد األطراف التي يحق لها‬
‫النص القانوني عن ذلك‪ ،‬وبالتالي يكفيها أن تقرر متابعة‬ ‫اللجوء إلى اللجنة الوطنية في كل من اإلدارات العمومية‬
‫مسطرة التعاقد بداعي االستعجال الذي يدخل في إطار الصالح‬ ‫واملتنافسين وأصحاب الطلبيات‪ ،‬ولم ينفتح على فعاليات‬
‫العام مع ما لهذا املبرر من حمولة مطاطة‪.‬‬ ‫املجتمع املدني السيما تلك التي تشتغل في مجال حماية املال‬
‫العام عبر السماح لها بتقديم الشكايات‪ ،‬مع ما يعنيه ذلك من‬
‫‪ .3‬منع اللجنة من النظر في الشكاية املعروضة‬
‫تكريس للمقاربة التشاركية وتفعيل لدور املجتمع املدني كفاعل‬
‫على هيئات املراقبة‬
‫أساس ي في ميدان حماية املال العام خاصة مع األدوار الدستورية‬
‫تنص الفقرة األولى من املادة ‪ 39‬من املرسوم املنظم‬ ‫التي أنيطت به كشريك في تدبير الشأن العام املحلي والوطني‪.‬‬
‫لعمل اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية على أنه «يجب على‬
‫‪ .2‬سلطة اإلدارة في عدم التقيد بوقف أو تأجيل‬
‫أجهزة اللجنة املختصة إيقاف كل شكاية متنافس أو طلب رأي‬
‫الطلبية‬
‫متعلق بخالف‪ ،‬كان موضوع حكم قضائي أو يجري التحقيق في‬
‫شأنه من طرف القضاء أو من طرف أية هيئة مراقبة أخرى»‪.‬‬ ‫عند استيفاء املتنافس لكافة اإلجراءات الشكلية‬
‫املتعلقة بالشكاية وتجاوب اللجنة الوطنية معه باإليجاب‬
‫انطالقا من هذا املقتض ى القانوني‪ ،‬فإن اللجنة ال يحق‬
‫باعتبار الحجج التي قدمها مبنية على أسس صحيحة‪ ،‬يقوم‬
‫لها دراسة شكاية املتنافس أو إبداء رأي في شأن طلب قدم لها‬
‫رئيس اللجنة بإشعار اإلدارة املعنية ويقترح على رئيس الحكومة‬
‫من طرف صاحب الطلبية‪ ،‬عندما تكون القضية موضوع‬
‫إمكانية توقيف مسطرة إبرام الطلبية العمومية أو إرجاء‬
‫الشكاية أو طلب الرأي يجري فيها التحقيق من طرف القضاء‬
‫املصادقة عليها إلى حين إصدار مقترح املقرر في شأن املآل‬
‫أو من طرف أية هيئة مراقبة أخرى‪.‬‬
‫الواجب تخصيصه للشكاية‪.‬‬
‫وإذا كان الحرص على استقالل السلطة القضائية‬
‫وفي مقابل ذلك‪ ،‬فإنه ال يعمل بهذا التوقيف و‪/‬أو‬
‫يفرض منع اللجنة من دراسة كل مسألة معروضة أمام القضاء‬
‫التأجيل إذا قررت اإلدارة املعنية أنه من الضروري متابعة‬
‫أو سبق لهذا األخير أن أصدر في شأنها مقررا قضائيا‪ ،‬فإنه ال‬
‫مسطرة إبرام الطلبية أو املصادقة عليها‪ ،‬وذلك إذا بررت ذلك‬
‫مصوغ ملنعها من النظر في الشكاية املعروضة على هيئات‬
‫اعتبارات استعجالية تدخل في إطار الصالح العام‪ .‬وفي هذه‬
‫املراقبة والتفتيش اإلداري لكون هذه األخيرة تفتقر لالستقاللية‬
‫الحالة‪ ،‬يتعين على اإلدارة املعنية توجيه رسالة إلى رئيس‬
‫املطلوبة نظرا لخضوعها لسلطة الوزير صاحب املشروع‪.‬‬
‫الحكومة وإلى رئيس اللجنة الوطنية تتضمن بوضوح األسباب‬
‫‪ .4‬عدم تحديد كيفيات تقديم شكايات املتنافسين‬ ‫واملبررات التي حملته على اتخاذ هذا املقرر‪.‬‬
‫بطريقة إلكترونية‬
‫وبالنظر ملا تكتسيه هذه السلطة التي منحت لإلدارة‪،‬‬
‫أحالت الفقرة الثانية من املادة ‪ 31‬من املرسوم رقم‬ ‫فإن النص القانوني يحتاج إلى إيراد الحاالت التي يمكن فيها‬
‫‪ 2.14.867‬املنظم للجنة الوطنية للطلبيات العمومية على قرار‬ ‫عدم التقيد بقرار رئيس الحكومة القاض ي بتوقيف و‪/‬أو تأجيل‬
‫لرئيس الحكومة يحدد بمقتضاه كيفيات تقديم الشكايات‬ ‫الطلبية‪ ،‬وذلك حتى تضيق مساحة التأويل ويتم التمييز بين‬
‫والردود املتعلقة بها إلكترونيا‪ ،‬كما ينظم هذا القرار كيفيات‬ ‫الطلبيات التي ال يمكن تعليقها أو إرجاؤها وبين التي يمكن أن‬

‫‪22‬‬
‫وبالنظر ملا يكتسيه اإلطار املؤسساتي للجنة الوطنية من‬ ‫تقديم طلبات الرأي إلى اللجنة الوطنية من قبل أصحاب‬
‫أهمية بالغة في تحفيز رؤوس األموال على االستثمار في ميدان‬ ‫الطلبيات استنادا إلى مقتضيات الفقرة الثالثة من املادة ‪37‬‬
‫الطلبيات العمومية‪ ،‬فإن املشرع مدعو لدعم استقاللية‬ ‫من نفس املرسوم‪.‬‬
‫اللجنة من خالل االرتقاء بها إلى مستوى هيئة للضبط ذات‬
‫ومنذ أزيد من ‪ 5‬سنوات على صدور هذا املرسوم‪ ،‬فإن‬
‫صالحيات تقريرية لضمان استقالليتها على املستوى اإلداري‬
‫القرار املشار إليه أعاله لم ير النور بعد‪ ،‬لتبقى املسطرة‬
‫واملالي ومن ثم تمكينها من سلطات تقريرية تمكنها من توجيه‬
‫اإللكترونية لتقديم الشكايات وطلبات الرأي في ميدان‬
‫أوامر لإلدارة باعتبارها الجهاز األعلى الذي يختص بالطلبيات‬
‫الطلبيات العمومية معطلة لحد الساعة‪ ،‬ويبقى على‬
‫العمومية ببالدنا‪.‬‬
‫املتنافسين وأصحاب املشاريع أن يودعوا شكاياتهم وطلباتهم‬
‫‪ .6‬تكريس الطابع االستشاري للجنة الوطنية‬ ‫مباشرة بمكاتب اللجنة الوطنية أو إرسالها إلى رئيس اللجنة عن‬
‫للطلبيات العمومية‬ ‫طريق البريد املضمون مع إشعار بالتوصل‪.‬‬

‫تفصيال ملهام اللجنة الوطنية‪ ،‬نصت املادتان ‪ 4‬و‪ 5‬من‬ ‫وال تخفى األهمية التي يكتسيها تجريد املساطر‬
‫املرسوم رقم ‪ 2.14.867‬على مجموعة من املهام ذات الصبغة‬ ‫واإلجراءات اإلدارية من الطابع املادي في تطوير األداء اإلداري‬
‫االستشارية‪ ،‬من بينها‪:‬‬ ‫وتقديم خدمات عمومية أفضل للمرتفقين أينما كانوا بالسرعة‬
‫املطلوبة والدقة الالزمة‪ ،‬لذلك نأمل أن يتم سد هذا الفراغ‬
‫‪ -‬إبداء رأيها‪ ،‬بطلب من اإلدارات العمومية‪ ،‬في كل‬
‫التشريعي عبر إصدار قرار رئيس الحكومة املومأ إليه أعاله‪.‬‬
‫مسألة ذات صبغة قانونية أو مسطرية تتعلق‬
‫بتحضير طلبية عمومية أو إبرامها أو تنفيذها أو وقف‬ ‫‪ .5‬تبعية اللجنة الوطنية لألمانة العامة للحكومة‬
‫تنفيذها أو تسديد ثمنها؛‬
‫‪ -‬إبداء رأيها القانوني فيما يتعلق بالنزاعات بين‬ ‫إن اإلصالحات التي اعتمدها مرسوم ‪ 2015‬لتجاوز‬
‫أصحاب الطلبيات العمومية واإلدارات العمومية‬ ‫مظاهر االختالل والقصور التي كانت تكتنف مرسوم ‪ 1975‬لم‬
‫بشأن تطبيق النصوص املنظمة للطلبيات املذكورة‪.‬‬ ‫يوازيها االهتمام والحرص على مسألة تكريس استقاللية اللجنة‬
‫وما يالحظ في املهام املوكولة للجنة‪ ،‬هو غياب أي دور‬ ‫الوطنية‪ ،‬حيث تم االحتفاظ بالتموقع املؤسس ي للجنة املذكورة‬
‫تقريري أو رأي إلزامي فيما يتعلق بالنزاعات بين أصحاب‬ ‫لدى األمانة العامة للحكومة بمقتض ى املادة األولى من املرسوم‬
‫املشاريع واملتنافسين أو نائلي وأصحاب الصفقات حين يلتمس‬ ‫املنظم لعملها‪.‬‬
‫هؤالء التطبيق السليم للقانون دون أي تمييز‪ ،‬وهو ما يجعلها‬
‫وحرصا على حياد اللجنة الوطنية واستقالليتها‪ ،‬نادت‬
‫بمثابة توصيات تجعل اإلدارات املعنية بها غير مجبرة على‬
‫مجموعة من الجهات وعلى رأسها الهيئة الوطنية للنزاهة‬
‫تنفيذها‪ ،‬مما يطرح إشكالية فعالية نظام الطعون في ظل‬
‫والوقاية من الرشوة بجعل اللجنة وحدة مستقلة مكلفة بمهام‬
‫غياب الرأي امللزم للجنة والدور التقريري لها‪.‬‬
‫ذات أهمية تعنى بتنظيم الطلبيات العمومية‪ ،‬وأن تتوفر على‬
‫وعلى الرغم من أن املرسوم املنظم لعمل اللجنة قد‬ ‫بنيات دائمة ومنحها استقاللها التام‪ ،‬كما اقترح مهنيو قطاع‬
‫أصبغ على بعض اختصاصات اللجنة الصبغة اإللزامية‪ ،‬إال‬ ‫البناء واألشغال العمومية وضعها تحت إشراف رئيس الحكومة‪.‬‬
‫أنها تبقى تحت رحمة رئيس الحكومة الذي تبقى له سلطة‬

‫‪23‬‬
‫إعطائها صفة القرار اإلداري بالتوقيع عليها‪ ،‬مع اإلشارة إلى أن‬
‫سلطة الوزراء قد تحول دون تنفيذ قرار رئيس الحكومة عندما‬
‫يتعلق األمر بتوقيف مسطرة اإلبرام أو إرجاء املصادقة على‬
‫الطلبية العمومية كما بينا ذلك في النقطة الثانية أعاله‪ ،‬وهو‬
‫ما يعني أن سلطة الوزراء في هذا الشق تفوق سلطة رئيس‬
‫الحكومة‪.‬‬

‫تلكم كانت مجموعة من النواقص التي تحد من‬


‫سلطات اللجنة الوطنية للطلبيات العمومية في معالجة‬
‫الشكايات والطلبات الواردة عليها من املتنافسين ونائلي‬
‫وأصحاب الصفقات‪ ،‬وكلنا أمل أن يحرص املشرع على‬
‫معالجتها فيما يرتقب من تعديالت للمرسوم املنظم لعمل‬
‫اللجنة‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫أمام هذه الوضعية‪ ،‬تدخلت اإلدارة املركزية لوزارة‬ ‫محمد الشرادي‬
‫األوقاف من خالل مجموعة من املراسالت والدوريات واملناشير‬ ‫باحث بجامعة عبد المالك السعدي اطار‬
‫بوزارة االوقاف والشؤون االسالمية‬
‫التي تصب في جوهر ضبط وتكريس حكامة جيدة في تدبير‬
‫املنازعات الوقفية‪ ،‬التي تعرف ازديادا مطردا ‪.‬‬
‫حكامة تدبير المنازعات الوقفية‬
‫وفي نفس السياق‪ ،‬عمل املشرع املغربي على تعزيز‬
‫املنظومة القانونية املغربية بصدور الظهير الشريف رقم‬ ‫شكل الوقف وما يزال‪ ،‬دورا تاريخيا متميزا على‬
‫‪ 1.09.236‬الصادر في ‪ 8‬ربيع األول ‪ 23 ( 1431‬فبراير ‪) 2010‬‬ ‫مختلف محاور التنمية في العالم اإلسالمي‪ ،‬وذلك بما استند‬
‫يتعلق بمدونة األوقاف كما تم تغييره وتتميمه بمقتض ى الظهير‬ ‫إليه من أسس شرعية بلغت به في بعض األحيان مصاف‬
‫الشريف رقم ‪ 1.19.46‬بتاريخ ‪ 23‬من جمادى اآلخرة‬ ‫الفرائض‪ ،‬ومراقي الوجوب‪.‬‬
‫‪(1440‬فاتح مارس ‪ ،)2019‬والذي تضمن في مثنه مجموعة من‬
‫تتجسد أموال الوقف في ميادين متعددة‪ ،‬كاملساجد‬
‫املقتضيات القانونية التي تكرس لحكامة تدبير املنازعات‬
‫واملدارس واملستشفيات واملكتبات ومختلف املشاريع‬
‫الوقفية‪ ،‬ومن ذلك مقتضيات املادة ‪ 54‬التي جاء فيها " إن‬
‫االجتماعية التي تعود بالنفع على عامة املسلمين‪ .‬وقد متع‬
‫الرسوم العقارية املؤسسة لفائدة الغير ال تمنع املحكمة من‬
‫املشرع الوقف العام بالشخصية املعنوية مند إنشائه‪ .‬ولهذه‬
‫النظر في كل دعوى ترمي إلى إثبات صفة الوقف العام لعقار‬
‫الغاية‪ ،‬تتولى إدارة األوقاف تدبير شؤونه وتعتبر ممثله القانوني‪،‬‬
‫محفظ‪ ،‬شريطة أن ترفع الدعوى في مواجهة جميع ذوي‬
‫طبقا ألحكام املادة ‪ 50‬من الفصل األول من الباب الثاني من‬
‫الحقوق املقيدين ‪.‬وإذا ثبت أن العقار املذكور موقوف وقفا‬
‫مدونة األوقاف‪.‬‬
‫عاما‪ ،‬بناء على الحكم القضائي الصادر بذلك والحائز لقوة‬
‫الش يء املقض ي به‪ ،‬فإن املحافظ يشطب على كل تسجيل‬ ‫يمكن التمييز في تدبير ممتلكات الوقف بين وضعين‪،‬‬
‫سابق‪ ،‬ويقيد العقار بالرسم العقاري املتعلق به في إسم‬ ‫األول يتمثل في تدبير هذه املمتلكات دون وجود تشويش أو‬
‫األوقاف العامة" ‪ ،‬وبذلك فقاعدة التطهير املنصوص عليها في‬ ‫اعتداء‪ .‬أما الثاني فيرتبط بالحالة التي تكون فيها املمتلكات‬
‫املادة ‪ 2‬و‪ 62‬من ظهير التحفيظ العقاري ال يمكن االحتجاج بها‬ ‫الوقفية مهددة باالعتداء عليها‪ ،‬وفي هذا الوضع البد من‬
‫في املجال الوقفي‪ ،‬وبالتالي متى ثبتت حبسية عقار معية‪ ،‬يمكن‬ ‫الكشف عن األدوات القانونية التي تتيح املحافظة على األوقاف‬
‫إلدارة األوقاف االلتجاء إلى القضاء عن طريق رفع دعوى‬ ‫العامة وتجعلها في حصن من التطاول على أمالكها والترامي‬
‫التصريح بثبوت الوقف قصد استرجاع العقار املوقوف واملقيد‬ ‫على عقاراتها‪ ،‬وكثيرا هي القضايا الوقفية التي طرحت على‬
‫باسم الغير‪ ،‬ويمكن إثبات الوقف بجميع وسائل اإلثبات وتعتبر‬ ‫القضاء للحسم فيها‪ ،‬منها ما كان في صالح األوقاف‪ ،‬ومنها ما‬
‫الحواالت الحبسية حجة علي أن األمالك املضمنة بها موقوفة‬ ‫ضاعت حقوق األوقاف فيها لألسباب عديدة‪ ،‬الش يء الذي‬
‫إلى أن يثبت العكس‪ ،‬كما جعل املشرع املغربي الديون‬ ‫يستدعي استحضار نوع من الحكامة في تدبير املنازعات‬
‫املستحقة لفائدة األوقاف ديون ممتازة ال تسقط بالتقادم‪،‬‬ ‫الوقفية‪ ،‬ملا لسوء تدبير هذا النوع من املنازعات من أثار وخيمة‬
‫ويكون الستيفائها حق األولوية بعد أداء الديون الناشئة عن‬ ‫قد تحول دون قيام األوقاف العامة باملهام الرئيسية املنوطة‬
‫مهر الزوجة ومتعتها ونفقتها ونفقة األوالد واألبوين وغيرهم ممن‬ ‫بها واملتمثلة أساسا في دعم وتقوية نسيج املجتمع اإلسالمي‪،‬‬
‫تجب عليه نفقته طبقا ألحكام مدونة األسرة‪.‬‬ ‫وإثرائه بمؤسسات علمية وثقافية مختلفة األشكال والصيغ‬
‫واملناهج‪.‬‬
‫‪25‬‬
‫وزاري صادر عن وزير األوقاف والشؤون اإلسالمية طبقا‬ ‫أما في مجال نزع امللكية فال يمكن نزع ملكية العقارات‬
‫ملقتضيات املادة ‪ 56‬من مدونة األوقاف‪،‬كما يسهر على حسن‬ ‫املوقوفة وقفا عاما إال بموافقة صريحة من طرف اإلدارة‬
‫سير إجراءات الدعوى والحضور اإليجابي في الجلسات‬ ‫الحكومية املكلفة باألوقاف‪ ،‬تحت طائلة البطالن طبقا‬
‫واملعاينات والخبرات التي تأمر بها املحكمة‪ ،‬مع الحرص على‬ ‫ملقتضيات املادة ‪ 59‬من مدونة األوقاف‪،‬‬
‫تقديم املذكرات الجوابية والتعقبية واحترام اآلجال القانونية‪،‬‬
‫وفيما يخص التصرفات واملداخيل التي تجريها‬
‫إلى غاية صدور الحكم الحائز لقوة الش يء املقض ي به‪ ،‬والسهر‬
‫األوقاف العامة فقد أعفى املشرع املغربي هذه األخيرة من أي‬
‫على تنفيذه بإتباع املساطر القانونية املؤطرة لذلك‪.‬‬
‫رسوم أو اقتطاع ضريبي محلي أو وطني‪.‬‬
‫لقد حاول املشرع املغربي من خالل املستجدات التي‬
‫وغني عن البيان على أن املنازعات الوقفية شأنها‬
‫تضمنتها مدونة األوقاف الجديدة النهوض بمجال تدبير‬
‫شأن باقي منازعات األشخاص الطبيعية واملعنوية األخرى‪،‬‬
‫املنازعات الوقفية متجاوزا بذلك الثغرات والفراغات‬
‫يمكن التمييز من حيث أنواعها‪ ،‬بين املنازعات املدنية التي تلجأ‬
‫التشريعية التي كانت تتخلل النصوص السابقة املنظمة‬
‫إليها إدارة األوقاف قصد استخالص الديون الوقفية التي في‬
‫للمجال الوقفي‪ ،‬اال أنه رغم الجهود املبذولة من طرف كل‬
‫ذمة الغير‪ ،‬باإلضافة إلى املنازعات العقارية التي تلعب دورا‬
‫الفاعلين في امليدان من مسؤولين على املستوى املركزي أو‬
‫جوهريا في الحفاظ على العقارات املوقوفة وحمايتها من‬
‫الالمركزي‪ ،‬فقد أصبحت األمالك الحبسية عرضة لكثير من‬
‫االعتداءات التي قد تطالها‪ ،‬ثم املنازعات اإلدارية‪ ،‬ومن أهمها‬
‫النزاعات‪ ،‬إما من طرف املوقوف عليهم أو من طرف‬
‫تلك الناتجة عن االعتداء املادي‪ ،‬وعن مسطرة نزع امللكية‪،‬‬
‫الغير‪،‬وعليه يجب تبني رؤية واضحة وبعيدة املدى تنبني على‬
‫والدعاوى املتعلقة بالطعن في القرار القاض ي بتصفية األحباس‬
‫أساس متين‪ ،‬ورسم األهداف املنشودة وتحديد الوسائل‬
‫املعقبة وكذلك املنازعات الضريبية ومنازعات الصفقات‬
‫الواجب استعمالها لبلوغها‪ ،‬عن طريق رصد املزيد من الجهود‬
‫العمومية‪.‬‬
‫في تنظيم تدبير املنازعات الوقفية والتركيز على أهمية الحلول‬
‫غير القضائية لفض النزاعات‪ ،‬باإلضافة إلى تعزيز دور املكلفين‬ ‫أما من حيث طرق تدبير املنازعات الوقفية‪ ،‬ففور‬
‫باملنازعات في تقديم املساعدة القضائية وتمثيل األوقاف أمام‬ ‫علم إدارة األوقاف بوجود اعتداء أو ترامي على أحد األمالك‬
‫القضاء مع إعادة النظر في االتفاقيات املبرمة مع املحامين‪،‬‬ ‫الوقفية‪ ،‬تبادر عن طريق أطر قانونية تابعة لها‪ ،‬يتم تعيينها‬
‫والعمل على تكثيف الجهود‪ ،‬بالتنظيم والتدبير الجيد والتأقلم‬ ‫بنظارات األوقاف بمختلف ربوع اململكة‪ ،‬بتتبع النزاع منذ‬
‫مع روح العصرنة والتحديث وذلك من أجل تعزيز حكامة تدبير‬ ‫بدايته إلى حين الفصل فيه سواء بالطرق الحبية أو أمام‬
‫املنازعات الوقفية‪.‬‬ ‫القضاء‪ ،‬بتنسيق مع املصالح املختصة التابعة لإلدارة املركزية‬
‫التي تعمل على دراسة الحلول املقترحة من طرف نظارات‬
‫األوقاف وابداء الرأي بشأنها‪ ،‬مع منحها اإلذن بتنصيب محامي‬
‫إذ اقتض ى الحال ذلك‪ ،‬وعند االتفاق على الصيغة النهائية‬
‫للمقال االفتتاحي للدعوى يتم وضعه أمام أنظار الهيئة‬
‫القضائية املختصة‪ ،‬التي تقوم بإدراجه في جدول الجلسات‪.‬‬
‫يعمل املكلف باملنازعات بالنظارة على تمثيل األوقاف أمام‬
‫القضاء سواء كانت مدعية أو مدعى عليها بمقتض ي انتداب‬
‫‪26‬‬
‫التشريعي املغربي و اعترافا صريحا بأهمية هذا املكون‬ ‫حميد السريدي‬
‫و تتويجا ملسيرة طويلة تربعت فيها اإلدارة كإطار‬ ‫إطار بالوكالة القضائية للمملكة‬
‫باحث بجامعة موالي إسماعيل بمكناس‬
‫مؤسساتي ومجال لتأطير العالقات املتعددة على هرم‬
‫االهتمامات‪.‬‬

‫وفي هذا السياق سيشكل القانون املذكور‬ ‫دور القانون رقم ‪ 55.19‬المتعلق بتبسيط‬
‫المساطر واالجراءات االدارية في الوقاية من‬
‫قطيعة مع مجموعة من املمارسات السلبية التي تحكم‬ ‫المنازعة القضائية‬
‫عالقة اإلدارة باملرتفق‪ ،‬والعمل على تقوية أواصر الثقة‬
‫تعتبر اإلدارة الوجه العملي للدولة وأداتها في‬
‫بينهما وإعادة تأسيس هذه العالقة على مرجعية‬
‫تنفيذ السياسة العمومية وترجمتها إلى إجراءات‬
‫محددة تؤطر املرافق العمومية وفقا ألحكام الدستور‬
‫وأعمال تنفيذية تهدف بالدرجة األولى إلى توفير‬
‫الذي أكد أن املرفق العمومي يقوم على أساس‬
‫الخدمات الضرورية لألشخاص وإلشباع حاجاتهم‬
‫املساواة‪ ،‬واالستمرارية في أداء الخدمات‪.‬‬
‫األساسية؛ فهي العمود الفقري لجميع النشاطات التي‬
‫ومما الشك فيه أن أي قانون يهدف إلى تحقيق‬ ‫تمارسها بغرض تقديم خدمات للمرتفق سواء كان‬
‫وظائف متعددة معلنة بشكل مباشر أو غير مباشر‪ ،‬لذا‬ ‫شخصا ذاتيا أو اعتباريا‪.‬‬
‫فإن كان قانون ‪ 55.19‬يهدف بالدرجة األولى إلى تجويد‬
‫إن انخراط اململكة املغربية تحت القيادة‬
‫عالقة االدارة باملرتفق وخدمة االستثمار الوطني‬
‫الرشيدة لصاحب الجاللة نصره هللا في مسيرة‬
‫واألجنبي‪ ،‬فإنه يهدف كذلك إلى تفادي آثار املنازعات‬
‫استكمال بناء دولة الحق والقانون والنهوض باالقتصاد‬
‫القضائية التي تكلف مالية الدولة مبالغ مهمة بحكم‬
‫الوطني يتطلب أن تكون االدارة مؤهلة لخدمة املواطن‬
‫أن جودة القوانين من شأنها أن تحسن األداء اإلداري‬
‫و املقاولة‪.‬‬
‫وبالتبعية تقليص املنازعة‪ ،‬وسنركز في هذه املقالة على‬
‫دور هذا القانون في الوقاية من املنازعة القضائية‪.‬‬ ‫ولقد شكلت اإلدارة محور التحوالت القانونية‬
‫الكبرى املرتبطة بالفكر القانوني واالقتصادي و حتى‬
‫وفي هذا االطار يطالعنا التقرير السنوي الذي‬
‫السياس ي‪ ،‬نتيجة التطورات التكنولوجية و التحوالت‬
‫أعدته الوكالة القضائية للمملكة لسنة ‪ 2018‬أن عدد‬
‫االقتصادية واالجتماعية وما فرضته من رهانات وطنية‬
‫القضايا املسجلة برسم هذه السنة بلغ ‪ 17.528‬قضية‬
‫ودولية‪.‬‬
‫بزيادة قدرها ‪ %2‬مقارنة مع سنة ‪ ،2017‬ويرجع ذلك‬
‫إلى توسيع مجال الحقوق مسؤوليات الدولة التي‬ ‫ولم يبق القانون املغربي بمنأى عن هذه‬
‫كرسها دستور ‪ ،2011‬وارتفاع الوعي القانوي لدى‬ ‫التحوالت العميقة التي عرفتها القوانين املقارنة‬
‫املواطن الذي أصبح ال يتردد في مقاضاة اإلدارة‪.‬‬ ‫بخصوص االهتمام القانوني باإلدارة في عالقتها‬
‫بمرتفقيها‪ ،‬إذ يعتبر قانون ‪ 2855.19‬قمة التحول‬

‫‪1441‬املوافق ل ‪ 6‬مارس ‪ ،2020‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،6866‬ص‪.1626 :‬‬


‫‪ - 28‬قانون رقم ‪ 55.19‬املتعلق بتبسيط املساطر واالجراءات االدارية‪،‬‬
‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.20.06‬صادر في ‪ 11‬من رجب‬
‫‪27‬‬
‫التشريعية والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،"...‬وبالتالي‬ ‫وباعتبار أن املنازعات املتعلقة بقضايا اإللغاء‬
‫حرص املشرع على كتابية القرار اإلداري‪.‬‬ ‫تشكل نسبة مهمة من املنازعات املعروضة على املحاكم‬
‫اإلدارية وما تعكسه من صورة سيئة عن العمل‬
‫والجدير بالذكر في هذا السياق أن هذا قانون‬
‫اإلداري؛ وكذا ما تكلفه من تكلفة مالية تقتطع من املال‬
‫‪ 15.99‬قيد الدراسة قد وسع من نطاق األشخاص‬
‫العام‪ ،‬فإن القانون الوافد الجديد من شأنه أن يقلص‬
‫العامة التي يطبق عليها‪ ،‬بحيث تسري مقتضياته على‬
‫من هذا النوع من القضايا من خالل ما جاء به من‬
‫جميع االدارات التي تتولى تلقي ومعالجة وتسليم‬
‫مقتضيات تتصف في عمومها بالصفة اآلمرة‪.‬‬
‫القرارات اإلدارية التي يطلبها املرتفق‪ ،‬ويتعلق األمر‬
‫باإلدارات العمومية والجماعات الترابية ومجموعاتها‬ ‫بيان ذلك أن هذا القانون نص في مادته‬
‫وهيئاتها واملؤسسات العمومية وكل شخص اعتباري‬ ‫الخامسة على أنه يجب على اإلدارات‪ ،‬كل فيما يخصها‬
‫آخر خاضع للقانون العام والهيئات املكلفة بمهام‬ ‫أن تقوم بجرد جميع القرارات اإلدارية التي تدخل في‬
‫املرفق العام‪ ،‬التي تتولى تلقي ودراسة الطلبات املتعلقة‬ ‫مجال اختصاصها وتصنيفها وتوثيقها وتدوينها في‬
‫بالقرارات اإلدارية ومعالجتها وتسليم هذه القرارات ‪(.‬‬ ‫مصنفات يحدد نموذجها بنص تنظيمي‪ ،‬ومن تم‬
‫البند األول من املادة ‪.) 2‬‬ ‫ستكون اإلدارة التي تقدم خدماتها للمرتفق ملزمة‬
‫بتحديد نموذج للقرارات التي تصدرها الش يء الذي من‬
‫ومن القواعد الشكلية الجوهرية في إصدار‬
‫شأنه أن يجنبها الوقوع في عيوب املشروعية كما هي‬
‫القرار اإلداري عموما وفق االجتهاد القضائي‪ ،‬من جهة‬
‫محددة في املادة ‪ 23‬من قانون املحاكم االدارية‪،‬‬
‫توقيع القرار ملعرفة الجهة التي أصدرته ومدى‬
‫وخاصة عيب الشكل الذي يعرف بكونه" عدم احترام‬
‫اختصاصها‪ ،‬ومن جهة أخرى تسبيب القرار هذا‬
‫القواعد االجرائية أو الشكلية املحددة إلصدار القرارات‬
‫االلتزام الذي أصبح مفروضا على اإلدارة والذي يعد‬
‫اإلدارية في القوانين واللوائح"‪.29‬‬
‫من املبادئ العامة التي تحكم العالقة بين اإلدارة‬
‫واملرتفق وفق القانون قيد الدراسة‪ ،‬وهو تأكيد ملا نص‬ ‫فبعد أن كان رجل اإلدارة املختص غير مقيد‬
‫عليه قانون ‪ 03.01‬املتعلق بالزام االدارات العمومية‬ ‫بشكل معين في إصدار القرار االداري‪ ،‬أصبح مفروضا‬
‫والجماعات الترابية واملؤسسات العمومية بتعليل‬ ‫على اإلدارة إصدار قرارها في شكل معين ووفق مسطرة‬
‫قراراتها االدارية‪.‬‬ ‫وإجراءات معينة‪ ،30‬ففي هذه الحالة إذا خالفت هذا‬
‫الشكل أو تلك االجراءات يكون قرارها غير مشروع‬
‫ونشير أن املمارسة القضائية أبانت على أن‬
‫ومعيب بعيب الشكل‪ ،31‬وآية ذلك أنه تم تعريف القرار‬
‫مجموعة من القرارات اإلدارية تم إلغائها لعدم تعليل‬
‫اإلداري في املادة ‪ 2‬من قانون ‪ 55.19‬بكونه" كل محرر‬
‫اإلدارة لقرارها السلبي‪ ،‬وبالتالي فإن تحديد نماذج‬
‫تسلمه االدارة للمرتفق بطلب منه‪ ،‬وفقا للنصوص‬
‫للقرارات االدارية من شأنه أن يسهم في تفادي الوقوع‬

‫نموذج مصنفات القرارات اإلدارية ونموذج وصل إيداع طلبات الحصول‬ ‫‪ - 29‬محمد سليمان الطاوي‪ ":‬القضاء االداري‪ ،‬قضاء االلغاء"‪ ،‬دار الفكر‬
‫عليها‪.‬‬ ‫العربي ‪ ، 1996‬ص‪.733 :‬‬
‫‪ - 31‬حددت املادة ‪ 6‬من قانون ‪ 55.19‬املعلومات التي يجب أن تضمن في‬ ‫‪ - 30‬صدر قرار مشترك لوزير الداخلية ووزير االقتصاد واملالية وإصالح‬
‫القرار‪.‬‬ ‫اإلدارة رقم ‪ 2332-20‬صادر في ‪ 4‬صفر ‪ 22( 1442‬سبتمبر ‪ )2020‬بتحديد‬
‫‪28‬‬
‫رفضا‪ ،‬قد تم تعطيها بمقض ي الفقرة األولى من املادة‬ ‫في مثل هذه األخطاء وبالتبعية تفادي املنازعة‬
‫‪ 19‬من القانون موضوع الدراسة التي تنص على أن‪" :‬‬ ‫القضائية‪.‬‬
‫بالرغم من جميع األحكام التشريعية والتنظيمية‬
‫ومن النقط التي كانت تطرح إشكاالت عملية‬
‫املخالفة‪ ،‬يعتبر بمثابة موافقة‪ ،‬سكوت االدارة‪ ،‬بعد‬
‫مسألة مدى اعتبار سكوت اإلدارة داخل اآلجل املحدد‬
‫انقضاء األجل املنصوص عليه في املادة ‪ 16‬أعاله‪،‬‬
‫رفضا أو قبوال لطلب املرتفق‪ ،‬في هذا االطار تطالعنا‬
‫املتعلقة بالقرارات االدارية التي يحدد الئحتها نص‬
‫إحدى فقرات املادة ‪ 23‬من قانون احداث املحاكم‬
‫تنظيمي"‪.32‬‬
‫االدارية بأنه" إذا التزمت اإلدارة الصمت طوال ستين‬
‫واملالحظ أن املشرع سمح للمرتفق بموجب‬ ‫يوما في شأن طلب قدم إليها اعتبر سكوتها عنه ما لم‬
‫الفقرة الثانية من املادة ‪ 19‬املذكور أنفا أن يحصل بناء‬ ‫ينص قانون على خالف ذلك بمثابة رفض له‪ ،‬وللمعني‬
‫على طلبه القرار الضمني موضوع طلبه داخل أجل ‪7‬‬ ‫باألمر حينئذ أن يطعن في ذلك أمام املحكمة اإلدارية‬
‫أيام ابتداء من تاريخ الطلب‪ ،‬وإن من شأن هذا األمر‬ ‫داخل أجل ‪ 60‬يوما يبتدئ من انقضاء مدة الستين‬
‫أن يساهم في الوقاية من املنازعة وتطمين املرتفق على‬ ‫يوما املشار إليها أعاله"‪.‬‬
‫مركزه القانوني‪ ،‬وحتى ال يقع تضارب بين النص‬
‫ومن بين النصوص القانونية التي تشكل‬
‫واملمارسة القضائية كما ذكرنا بالنسبة لرخصة البناء‪.‬‬
‫استثناء على املادة ‪ 23‬املذكورة نجد املادة ‪ 48‬من‬
‫صحيح أن دعوى اإللغاء ‪33‬كوسيلة قضائية‬ ‫قانون التعمير التي تنص على أنه "في حالة سكوت رئيس‬
‫التي تمكن القاض ي اإلداري من مراقبة عمل االدارة‬ ‫مجلس الجماعة تعتبر رخصة البناء مسلمة عند‬
‫وإلغاء قراراتها غير املشروعة‪ ،‬تستهدف إلغاء القرار‬ ‫انقضاء شهرين من تاريخ إيداع طلب الحصول عليها"‪،‬‬
‫املطعون فيه سواء بصفة كلية أو جزئية‪ ،‬فإن املمارسة‬ ‫إال أنه رغم صراحة هذا املادة فإن القضاء كان له‬
‫العملية ابانت أن الطاعن الذي يستصدر حكما بإلغاء‬ ‫توجها مخالفا واعتبر أن سكوت اإلدارة داخل اآلجل‬
‫القرار االداري ال يتردد في معاودة املحاكم االدارية من‬ ‫املحددة ال يؤخذ على كونه موافقة على طلب الحصول‬
‫أجل الحكم بالتعويض له من القرار املعيب‪.‬‬ ‫على الرخصة‪ ،‬بل يتعين أن يكون البناء تم وفقا‬
‫للقوانين الجاري بها العمل ومن تم أقر بمشروعية قرار‬
‫ونشير أن القضاء املغربي في كثير من املناسبات‬
‫الهدم الذي قامت به السلطة املحلية وفقا للمادة ‪68‬‬
‫أعتبر أن املسؤولية االدارية ال تترتب عن جميع حاالت‬
‫من القانون رقم ‪ 66.12‬املتعلق بمراقبة وزجر‬
‫عدم املشروعية‪ ،‬بل هي محصورة في حاالت محددة‬
‫املخالفات في ميدان التعمير والبناء‪.‬‬
‫وهي ثبوت االنحراف في استعمال السلطة أو العيب‬
‫الجوهري الخطير‪ ،‬أي أن يكون إلغاء القرار االداري‬ ‫لكن‪ ،‬وعلى ما يبدو فإن املقتضيات الواردة في‬
‫لعيب جسيم‪.‬‬ ‫املادة ‪ 23‬السالفة الذكر التي تجعل من سكوت االدارة‬

‫‪ - 33‬بالنظر ألهمية دعوى اإللغاء في بناء دولة الحق والقانون فقد تم‬ ‫‪ - 32‬نشير أن املادة ‪ 16‬من قانون ‪ 55.19‬قد حدد أجلين ملعالجة الطلبات‬
‫دسترتها في الفصل ‪ 118‬من الدستور‪.‬‬ ‫وتسليم كل قرار إداري‪ ،‬األول ويعد القاعدة محدد في ‪ 60‬يوما‪ ،‬والثاني‬
‫محدد في ‪ 30‬يوما فيما يتعلق بالقرارات الضرورية ال نجاز مشاريع‬
‫االستثمار‪.‬‬
‫‪29‬‬
‫"الضمير املسؤول"‪ ،‬على اعتبار أن أي إصالح مهما بلغ‬ ‫في هذا االطار اعتبرت محكمة النقض أنه ال يعد كل‬
‫من كمال وتعبئة للنصوص التنظيمية واآلليات‬ ‫الغاء لقرار االداري موجبا للمطالبة بالتعويض في هذا‬
‫الفعالة فسيظل الضمير املسؤول للفاعلين فيه هو‬ ‫الصدد بقرار صادر عن محكمة النقض تحت عدد‬
‫املحك الحقيقي بل وقوام النجاح‪ ،‬األمر الذي من شأنه‬ ‫‪ 2/195‬وتاريخ ‪ 2015/03/05‬في امللف عدد‬
‫أن يحسن عالقة االدارة بمرتفقيها من جهة و يقيها من‬ ‫‪ 2014/2/4/1996‬الذي جاء فيه ما يلي‪:‬‬
‫جهة أخرى الوقوع في املنازعات القضائية وما يترتب‬ ‫" ‪ ...‬حيث يعيب الطاعن القرار املطعون فيه‬
‫عنها من آثار مالية تقتطع من املال العام ‪.‬‬ ‫بعدم االرتكاز على أساس ونقصان التعليل ذلك أن‬
‫املطالبة بالتعويض عن قرار حتى على فرض ثبوت‬
‫عدم مشروعيته ال يتأتى إال بوجود خطأ جسيم أو‬
‫انحراف في استعمال السلطة واملحكمة ملا ردت الدفع‬
‫املتمسك به من طرف الطالب في املرحلة االبتدائية‬
‫معتبرة أن التعويض املحكوم به مبني على أساس خطأ‬
‫اإلدارة املتمثل في إصدار لقرار ثبت عدم مشروعيته فما‬
‫ذهبت إليه محكمة الدرجة الثانية ال يستند على‬
‫أساس لكون دعوى اإللغاء تختلف عن دعوى‬
‫التعويض في اطارها وشروطها فالقضاء اإلداري داب‬
‫وهو ينظر في املسؤولية التقصيرية املترتبة عن القرار‬
‫اإلداري الفردي نجده يشترط ان يكون هذا القرار قد‬
‫ثبتت عدم مشروعيته بعد الطعن باإللغاء وان تكون‬
‫عدم املشروعية هذه لعيب جوهري جسيم أو‬
‫االنحراف في استعمال السلطة باعتبار ان هذا العيب‬
‫وذلك االنحراف هو الخطأ الجسيم الناتج عن مسلك‬
‫اإلدارة عند اصدارها للقرار فجاء ناقص التعليل‬
‫معرضا للنقض‪".‬‬

‫صفوة القول أن القانون املتعلق بتبسيط‬


‫املساطر واالجراءات اإلدارية رغم أنه جاء متقدما من‬
‫حيث البنية واملضمون‪ ،34‬إال أنه لن يؤدي وظيفته إذا‬
‫أمكن التملص من أحكامه‪ ،‬لذا وجب تفعيل مبدأ ربط‬
‫املسؤولية باملحاسبة وفق منهجية حديثة تستهدف‬
‫ترسيخ الحكامة الجيدة‪ ،‬ويبقى املفتاح الحقيقي هو‬

‫مؤسساتية تسهر على حسن تطبيقه تتمثل في الجنة الوطنية لتبسيط‬ ‫‪ - 34‬نظرا لكون ورش تبسيط املساطر واإلجراءات اإلدارية يشكل لبنة‬
‫املساطر واإلجراءات اإلدارية تحت رئاسة السيد رئيس الحكومة‪.‬‬ ‫إضافية في مسلسل إصالح اإلدارة‪ ،‬أقر القانون – قيد الدراسة‪ -‬آلية‬
‫‪30‬‬
‫الحكم النهائي في حد ذاته ال يشكل ضمانة للتنفيذ‪ ،‬وهو األمر‬ ‫أسامة الزكارة‬
‫الذي يؤذي إلى تضييع مصالح وحقوق األفراد‪.‬‬ ‫باحث بجامعة محمد الخامس بالرباط‬

‫انطالقا مما سبق‪ ،‬سنحاول تسليط الضوء على‬


‫إشكالية عدم تحديد الجهة املعنية بتنفيذ األحكام الصادرة في‬
‫مواجهة الدولة‪ ،‬خاصة في الدعاوى الناتجة عن الصفقات‬
‫إشكالية تحديد الجهة المعنية بتنفيذ األحكام‬
‫املبرمة في إطار الحسابات الخصوصية للخزينة‪ ،‬كصندوق‬
‫الصادرة في مواجهة اإلدارة‬
‫املبادرة الوطنية للتنمية البشرية وصندوق التنمية القروية‪،‬‬ ‫‪-‬نموذج الحسابات الخصوصية للخزينة‪-‬‬
‫وذلك من خالل تبيان الدور التنسيقي للوالة والعمال على‬
‫املستوى الترابي (‪ )1‬ثم بعد ذلك محاولة إبراز معالم غياب‬
‫يعتبر تدبير منازعات الدولة واحدا من بين أهم‬
‫النجاعة في تدبير منازعات الدولة (‪.)2‬‬
‫املواضيع‪ ،‬وذلك بالنظر إلى اإلشكاليات العديدة التي يطرحها‪،‬‬
‫‪ - 1‬إبراز الدور التنسيقي للوالة والعمال على‬ ‫سواء على املستوى القانوني أو الواقعي‪ ،35‬خاصة وأن‬
‫املستوى الترابي‬ ‫استراتيجية تدبير املنازعات تعتبر عملية شاملة ترتكز على ثالث‬
‫محاور رئيسية‪ .‬فهي تنطلق من الوقاية من املنازعات‪ ،‬مرورا‬
‫ينص الفصل ‪ 145‬من الدستور املغربي الصادر‬ ‫بإيجاد الحلول البديلة لفظ املنازعات‪ ،‬ووصوال إلى حسن تدبير‬
‫سنة ‪ 2011‬على أن والة الجهات وعمال العماالت واألقاليم‬ ‫املنازعات القضائية‪ ،‬والتي تمتد من مرحلة التبليغ وإلى غاية‬
‫يمثلون السلطة املركزية في الجماعات الترابية‪ ،‬ويعملون‪ ،‬باسم‬ ‫مرحلة التنفيذ‪.‬‬
‫الحكومة‪ ،‬على تأمين تطبيق القانون‪ ،‬وتنفيذ النصوص‬
‫التنظيمية للحكومة ومقرراتها‪ ،‬كما يمارسون مهام املراقبة‬ ‫انطالقا من املحاور الثالث التي يرتكز عليها تدبير‬
‫اإلدارية‪ .‬وتضيف نفس املادة أن الوالة والعمال يقومون‪ ،‬تحت‬ ‫منازعات الدولة يمكن القول بأن حسن التدبير يقتض ي السعي‬
‫سلطة الوزراء املعنيين‪ ،‬بتنسيق أنشطة املصالح الالممركزة‬ ‫نحو تفادي اللجوء إلى القضاء نظرا ملا يترتب عنه من إهدار‬
‫لإلدارة املركزية‪ ،‬ويسهرون على حسن سيرها‪.‬‬ ‫للوقت والجهد واملوارد‪ .36‬لكن‪ ،‬وبالرغم من ذلك‪ ،‬فإن الواقع‬
‫العملي يؤكد بأن اللجوء إلى القضاء يبقى هو الوسيلة األكثر‬
‫وبناء عليه‪ ،‬فإن األعمال التي يقوم بها الوالة‬ ‫استعماال لفض النزاعات التي تنشأ بين اإلدارة والغير‪ ،‬وذلك‬
‫والعمال على املستوى الترابي ال تكون دائما لفائدة وتحت‬ ‫مقابل إغفال للحلول البديلة أو التصالحية التي يبقى اللجوء‬
‫مسؤولية وزارة الداخلية‪ ،‬وذلك بالنظر لكون الوالة والعمال‬ ‫إليها ضئيال‪ ،‬إن لم نقل منعدما‪ ،‬باستثناء بعض اإلدارات‪37.‬‬

‫ليسوا فقط ممثلين لوزارة الداخلية على املستوى الترابي‪ ،‬وإنما‬


‫يمثلون الدولة بمختلف هياكلها‪ ،‬ويسهرون على تدبير املصالح‬ ‫إن عدم اللجوء إلى الحلول البديلة ال يرتبط أساسا‬
‫الخارجية ملختلف الوزارات والقطاعات الحكومية‪ ،‬وهو نفس‬ ‫بجهلها أو عدم الدراية بها‪ ،‬وإنما يعزى إلى فكرة خاطئة أضحت‬
‫األمر الذي كان ينص عليه الفصل ‪ 102‬من دستور ‪.1996‬‬ ‫متجذرة باإلدارة‪ ،‬وهي فكرة أن التنفيذ يرتبط باستصدار‬
‫وبعبارة أوضح فإن والة الجهات وعمال العماالت واألقاليم‬ ‫أحكام نهائية‪ ،‬مما يدفع باإلدارة دائما إلى استنفاذ كافة‬
‫وبالرغم من كونهم يشرفون على املصالح الخارجية لوزارة‬ ‫الطعون املمكنة ولو كانت عديمة الجدوى‪ ،‬في حين أنه ليس‬
‫الداخلية (الواليات والعماالت) فإنهم ال يمثلون وزارة الداخلية‬ ‫هنالك ما يمنع اإلدارة من تفعيل املساطر التصالحية‪ ،‬بل إن‬

‫تعمل على سلوك المساطر التصالحية لفض النزاعات الناشئة بينها وبين‬ ‫‪ - 35‬أنظر تقرير المجلس األعلى للحسابات حول تدبير المنازعات القضائية‬
‫األغيار‪ ،‬إلى أنه في المقابل تم تسجيل إغفال للمساطر التصالحية على مستوى‬ ‫للدولة‪ ،‬نونبر ‪.2015‬‬
‫الوكالة القضائية للمملكة‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.21.‬‬ ‫‪ - 36‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.19 .‬‬
‫‪ - 37‬أشار تقرير المجلس األعلى للحسابات حول تدبير المنازعات القضائية‬
‫للدولة إلى أن بعض اإلدارات كالمديرية العامة للضرائب وإدارة الجمارك‬
‫‪31‬‬
‫‪- 2‬غياب النجاعة في تدبير منازعات الدولة‬ ‫وحدها‪ ،‬وإنما يمثلون مختلف هياكل السلطة املركزية على‬
‫املستوى الترابي‪.‬‬
‫إن الحديث عن النجاعة في تدبير منازعات الدولة‬
‫ال يمكن اختزاله فقط في عدد األحكام اإليجابية مقابل األحكام‬ ‫إن ضرورة إبراز الدور التنسيقي للوالة والعمال على‬
‫السلبية‪ ،‬وإنما ينبغي استحضار أن اإلدارة دائما ما تهدف‬ ‫املستوى الترابي له أهمية بالغة في عملية تدبير منازعات‬
‫لخدمة املصلحة العامة وليس املصلحة الخاصة‪ .‬وبالتالي‬ ‫الدولة‪ ،‬خاصة حينما يتعلق األمر بتدبير املنازعات الناشئة عن‬
‫فالحرص على تنفيذ األحكام‪ ،39‬بما في ذلك األحكام الصادرة في‬ ‫الصفقات املبرمة في إطار الحسابات الخصوصية للخزينة‪،‬‬
‫مواجهة اإلدارة‪ ،‬يعتبر في حد ذاته تدعيما للنجاعة وذلك من‬ ‫كصندوق املبادرة الوطنية للتنمية البشرية‪ ،‬وصندوق التنمية‬
‫خالل الحفاظ على مصداقية اإلدارة وتعزيز ثقة املواطنين بها‪،‬‬ ‫القروية‪ ،‬فالوالة والعمال أثناء إبرامهم لهذه الصفقات فإنهم‬
‫وكذلك تدعيم دولة القانون من خالل السهر على تطبيق‬ ‫يمارسون املهام املفوضة لهم من قبل الوزراء املختصين‪ ،‬وذلك‬
‫القوانين والقرارات واألنظمة الجاري بها العمل‪.‬‬ ‫باعتبارهم آمرين مساعدين بالصرف‪.‬‬

‫ويمكن القول من خالل استقراء النصوص‬ ‫ومن خالل االطالع على بعض األحكام القضائية‪،‬‬
‫القانونية وكذا االطالع على بعض الحاالت العملية‪ ،‬أن غياب‬ ‫يالحظ بأن املحاكم اإلدارية تغفل هذه املسألة‪ ،‬وهو ما ينتج‬
‫النجاعة ما هو إال نتيجة لعدم تبني استراتيجية واضحة في‬ ‫عنه إصدار أحكام تكون في بعض األحيان غير قابلة للتنفيذ‪،‬‬
‫تدبير منازعات الدولة‪ .‬وهو ما يعزى باألساس إلى بعض‬ ‫وكمثال على ذلك نجد الحكم عدد ‪ 5150‬الصادر عن املحكمة‬
‫اإلكراهات القانونية والتي تتجلى في تبني املشرع املغربي االتجاه‬ ‫اإلدارية بالرباط في امللف رقم ‪ 23/12/2014‬والقاض ي بأداء‬
‫الوسط فيما يتعلق بالدفاع عن الدولة واإلدارات العمومية‬ ‫عمالة طنجة أصيلة للمدعية (املختبر العمومي للدراسات‬
‫أمام القضاء‪ ،‬بحيث إن النصوص التشريعية املعمول بها‬ ‫واألبحاث) مبلغ ‪ 99.986,40‬درهم عن األشغال املنجزة في إطار‬
‫تخول لإلدارة السلطة التقديرية في اختيار طريقة الدفاع‪،‬‬ ‫الصفقة عدد ‪ ،01/2002/FDR‬مع الحكم كذلك بتعويض عن‬
‫وذلك إما بشكل مباشر (عن طريق موظف منتدب) أو‬ ‫الضرر قدره ‪ 10.000‬درهم‪ ،‬وهو الحكم املؤيد استئنافيا‬
‫االستعانة بمحامي أو اللجوء إلى الوكيل القضائي للمملكة‪ ،‬أو‬ ‫بموجب القرار عدد ‪ 924‬الصادر عن محكمة االستئناف‬
‫حتى في بعض األحيان املزج بين كل الطرق السالفة الذكر‪،‬‬ ‫اإلدارية بالرباط بتاريخ ‪ 2015/03/03‬في امللف عدد‬
‫وهو األمر الذي يؤثر سلبا على تدبير منازعات الدولة ويساهم‬ ‫‪.2014/7207/373‬‬
‫في إطالة مسطرة التقاض ي‪ ،‬بل ويصل أحيانا إلى تقديم‬
‫فبالرجوع إلى ملف القضية املشار إليها أعاله‪،‬‬
‫دفوعات متضاربة‪.‬‬
‫يالحظ بأن الدعوى قد وجهت ضد عمالة طنجة أصيلة في‬
‫وبالرجوع إلى املثال املشار إليه أعاله‪ 40‬ومن خالل‬ ‫شخص ممثلها القانوني‪ ،‬مع إدخال وزارة الداخلية بالرغم من‬
‫االطالع على ملف القضية‪ ،‬يتبين أنه خالل كافة مراحل‬ ‫كون وزير الداخلية ليس هو اآلمر بالصرف بالنسبة لصندوق‬
‫التقاض ي كان الوكيل القضائي للمملكة هو الذي يسهر على‬ ‫التنمية القروية (وذلك سواء أثناء إبرام الصفقة أو حاليا) ‪،38‬‬
‫تأمين دفاع اإلدارة باعتباره نائبا عن عمالة طنجة أصيلة وكذا‬ ‫وبالتالي فإنه ليس من السديد تحميل وزارة الداخلية عبئ‬
‫وزارة الداخلية‪ ،‬وأن جل الدفوعات املتمسك بها من قبل دفاع‬ ‫سداد الديون املترتبة عن املشاريع أو األشغال املنجزة في إطار‬
‫اإلدارة انصبت على ما هو موضوعي‪ .‬وبعد استنفاد كل الطعون‬ ‫هذا الصندوق‪ ،‬لكن في املقابل يطرح هذا األمر إشكاال مهما في‬
‫مرحلة التنفيذ‪ ،‬بل ويساهم في إضاعة حقوق األفراد‪.‬‬

‫‪ - 39‬ينص الفصل ‪ 126‬من دستور سنة ‪ 2011‬على أنه يجب على السلطات‬ ‫‪ - 38‬بناء على مقتضيات المادة ‪ 44‬من قانون المالية لسنة ‪ ،1994‬المحدث‬
‫العمومية تقديم المساعدة الالزمة أثناء المحاكمة‪ ،‬إذا صدر األمر إليها بذلك‪،‬‬ ‫بموجبه صندوق التنمية القروية‪ ،‬كان الوزير األول هو اآلمر بالصرف‪ ،‬وذلك‬
‫ويجب عليها المساعدة على تنفيذ األحكام‪.‬‬ ‫إلى حين صدور قانون المالية لسنة ‪ 2016‬والذي نص في المادة ‪ 30‬على أن‬
‫‪ - 40‬قضية شركة المختبر العمومي للتجارب والدراسات ضد عمالة طنجة‬ ‫وزير الفالحة هو اآلمر بقبض موارد وصرف نفقات صندوق التنمية القروية‪.‬‬
‫أصيلة‪ ،‬الحكم عدد ‪ 5150‬الصادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط في الملف‬
‫رقم ‪.23/12/2014‬‬
‫‪32‬‬
‫فيها مسؤولية الدولة ثابتة‪ ،‬ومدعمة بحكم نهائي‪ ،‬كما هو‬ ‫املمكنة بما في ذلك الطعن بالنقض الذي تم رفضه‪ ،‬أصبحت‬
‫الشأن في قضية شركة املختبر العمومي للتجارب والدراسات؟‬ ‫املدعية تتوفر على حكم نهائي قابل للتنفيذ‪.‬‬

‫بعد مباشرة املدعية ملسطرة التنفيذ وبعد امتناع‬


‫اإلدارة عن ذلك‪ ،‬تم اللجوء إلى مسطرة التنفيذ الجبري من‬
‫خالل تقديم املدعية لطلب حجز ما للمدين لدى الغير‪ .‬وقد‬
‫اختارت اإلدارة (وزارة الداخلية) الدفاع في هذه املرحلة بشكل‬
‫مباشر‪ ،‬ودون االستعانة بالوكيل القضائي للمملكة‪ ،‬كما‬
‫ارتكزت الدفوعات املثارة في هذه املرحلة على معطيات شكلية‬
‫استندت باألساس إلى كون الحجز قد تم في مواجهة جهة إدارية‬
‫غير معنية بالتنفيذ وهو األمر الذي استجابت له محكمة‬
‫االستئناف اإلدارية بالرباط في قرارها عدد ‪ 41729‬حينما قضت‬
‫بإلغاء أمر املحكمة اإلدارية بالرباط‪ 42‬القاض ي باملصادقة على‬
‫الحجز‪.‬‬

‫من خالل املعطيات املبسوطة أعاله‪ ،‬يظهر بأن‬


‫غياب النجاعة في تدبير منازعات الدولة يؤدي إلى إطالة مسطرة‬
‫التقاض ي‪ ،‬وكذلك املساس بحقوق األشخاص (اعتباريين أو‬
‫طبيعيين)‪ ،‬حيث إن الدفوعات املدلى بها من طرف اإلدارة‬
‫خالل مرحلة التنفيذ كان يجدر بها أن تكون موضوع مذكرة‬
‫جوابية على املقال االفتتاحي للدعوى‪ .‬صحيح أن اإلدارة قد‬
‫مارست حقها في الدفاع إال أن هذا الحق قد نتج عنه مساس‬
‫بحقوق املدعية التي أصبحت في وضعية تجعلها مطالبة بإقامة‬
‫دعوى جديدة موجهة ضد الجهة املعنية بالتنفيذ‪ ،‬مع ما يتبع‬
‫ذلك من إهذار للجهد والوقت على حد سواء‪.‬‬

‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬يمكن أن نطرح مجموعة من‬


‫التساؤالت أهمها ينصب حول دور الوكالة القضائية للمملكة‬
‫في الدفاع عن اإلدارات العمومية وذلك في حالة تعدد األطراف‬
‫اإلدارية املدعى عليها‪ ،‬أو توجيه الدعوى ضد جهة إدارية غير‬
‫معنية بالتنفيذ؟ يبدو أنه من الصعب التعامل مع مثل هذه‬
‫الحالة‪ ،‬فالوكيل القضائي للمملكة مكلف بالدفاع عن اإلدارة‪،‬‬
‫وبالتالي فهو غير مختص بتحديد الجهة اإلدارية املعنية أساسا‬
‫بالدعوى‪ ،‬فهذا األمر يبقى من اختصاص القضاء‪.‬‬

‫كما نتساءل كذلك هنا عن تفعيل املساطر‬


‫التصالحية التي تبقى معقدة‪ ،‬وذلك حتى في الحاالت التي تكون‬

‫‪ - 42‬األمر عدد‪ 2347‬الصادر عن المحكمة اإلدارية بالرباط بتاريخ‬ ‫‪ - 41‬قرار محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط عدد ‪ 729‬بتاريخ‬
‫‪ ،2019/04/08‬ملف رقم ‪.2019/7103/2050‬‬ ‫‪ ،2019/07/24‬ملف رقم ‪.2019/7202/660‬‬
‫‪33‬‬
‫القضاء من أجل املطالبة إما برفع حالة االعتداء املادي أو‬ ‫ذ ‪ .‬رشدي عبدالعزيز‬
‫املطالبة بتعويض عن األضرار التي تترتب عن ذلك‪.‬‬ ‫دكتور في القانون العام ‪ -‬جامعة‬
‫محمد الخامس بالرباط‬
‫لكن ما تجدر اإلشارة إليه أن اإلدارة قد تلجأ– تحت‬ ‫باحث في قضايا التعمير واإلدارة‬
‫المحلية‬
‫ذريعة االستعجال وتعقد املساطر القانونية وطولها‪ -‬إلى‬
‫االستيالء على عقارات مملوكة للغير دون سلوك هذه‬
‫املساطر‪ ،‬األمر الذي يترتب عنه االعتداء على حق امللكية ‪،‬‬
‫االعتداء المادي اإلداري على الملكية‬
‫فتخرج بذلك عن القانون ‪ ،‬ويجردها عملها من أية صفة‬
‫العقارية‬
‫إدارية وتفقد امتيازاتها كسلطة عامة ‪ ،‬فتنزل منزلة األفراد‬
‫العاديين‪43.‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫فاإلدارة بهذا املعنى عندما تخالف املشروعية‬
‫وتتملص من تطبيق القانون‪ ،‬ومن سلوك املسطرة التي حددها‬ ‫يعد حق امللكية من أقدس الحقوق املقررة لألفراد‪،‬‬
‫الدستور والقانون‪ ،‬تكون بذلك قد أساءت ملبدأ الشرعية‬ ‫هذا الحق الذي اهتمت به معظم الدساتير والتشريعات في‬
‫وسيادة القانون وهذا ليس في مصلحة اإلدارة التي يجب أن‬ ‫العالم بالنص على احترامه واعتباره من الحقوق الطبيعية‬
‫تكون قدوة في االمتثال للدستور والقوانين وتعطي املثال في‬ ‫واللصيقة باألفراد فقد نص اإلعالن العالمي لحقوق اإلنسان‬
‫احترام حقوق ومصالح املواطنين‪ .‬وبالرجوع إلى خطاب املرحوم‬ ‫الصادر في ‪ 1948/12/10‬على أن "لكل شخص حق التملك‬
‫امللك الحسن الثاني بتاريخ ‪ 1990/05/08‬الذي ألقاه بمناسبة‬ ‫بمفرده أو باالشتراك مع غيره و ال يجوز تجريد أحد من ملكه‬
‫إحداث املجلس االستشاري لحقوق اإلنسان الذي يعد لبنة‬ ‫تعسفا "‪.‬‬
‫أساسية إلحداث املحاكم اإلدارية باملغرب والذي أورد في إحدى‬
‫كما أن الدستور املغربي الجديد كرس نفس القاعدة‬
‫فقراته ما يلي " نريد أن نكون دولة الحق والقانون ونحتفظ‬
‫من خالل الفصل ‪ 35‬منه " يضمن القانون حق امللكية ويمكن‬
‫بامللكية الخاصة ولكن نتجاهل ذلك ونأتي ونتسلط على أراض ي‬
‫الحد من نطاقها وممارستها بموجب القانون إذا اقتضت ذلك‬
‫الناس ونبني دون اعتماد ال على مسطرة نزع امللكية وال‬
‫متطلبات التنمية االقتصادية واالجتماعية للبالد‪ ،‬وال يمكن‬
‫االتصال بمحامي هذا أو ذلك "‬
‫نزع امللكية إال في الحاالت ووفق اإلجراءات التي ينص عليها‬
‫يعتبر مبدأ املشروعية من املبادئ الرئيسية‬ ‫القانون‪.‬‬
‫واألساسية التي عرفها لقيام دولة الحق والقانون‪ ،‬وتجسيده‬
‫وهكذا فإن الدستور الحالي وضع الضمانات‬
‫يتجلى في ضرورة أن تكون جميع تصرفات اإلدارة منضبطة مع‬
‫الضرورية لحماية حق امللكية‪ ،‬وبالتالي فإن اإلدارة إذا كانت‬
‫القانون‪ ،‬فهو الضامن لحماية حقوق األفراد من تعسفات‬
‫في حاجة إلى ملكية الغير من أجل إقامة مشروع يهدف إلى‬
‫سلطات اإلدارة وبدونه تعم الفوض ى‪ ،‬وتضيع الحقوق ويفقد‬
‫تحقيق املنفعة العامة (كما هو الحال في املشاريع والبرامج التي‬
‫املجتمع تماسكه االجتماعي املبني على سيادة القانون‪.‬‬
‫تحتاجها اإلدارة ( مدراس ‪ ،‬مستشفيات‪ ،‬طرق ‪...‬إلخ فإن‬
‫لهذا وبغية تحقيق نوع من التوازن بين امتيازات‬ ‫الدستور الحالي يفرض عليها سلوك مسطرة نزع امللكية التي‬
‫اإلدارة وسلطاتها ‪ ،‬وبين حقوق حريات األفراد‪ ،‬تم إخضاع‬ ‫نظمها قانون ‪ 7/81‬املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة‬
‫أعمال اإلدارة للرقابة القضائية‪ ،‬حتى يمكن التأكد من مدى‬ ‫واالحتالل املؤقت‪ ،‬وأنه إذا لم يقع احترام اإلجراءات التي نص‬
‫مطابقتها ملا ينص عليه القانون وتستوجبه املحافظة على‬ ‫عليها القانون بهذا الخصوص‪ ،‬فإن تصرف اإلدارة باحتالل‬
‫النظام العام‪.‬‬ ‫ملك الغير يعتبر اعتداءا ماديا‪ ،‬مما يخول الحق في اللجوء إلى‬

‫‪ - 43‬د‪ .‬كريم لحرش القضاء اإلداري المغربي‪ ،‬الطبعة األولى ‪2012‬‬


‫مطبعة طوب بريس الرباط‪.‬‬
‫‪34‬‬
‫االعتداء املادي على امللكية العقارية‪ ،‬حيث أعطى تأويل جديد‬ ‫وتجسيدا ملبدأ املشروعية وأهميته في صيانة حقوق‬
‫ونهائي للفصل ‪ 8‬من القانون املحدث للمحاكم اإلدارية‪45.‬‬ ‫األفراد وسيادة القانون ‪ ،‬تم التأسيس لنظرية االعتداء املادي‬
‫والتي تستهدف حماية البحريات العامة وحق امللكية الخاصة‬
‫بناءا على ما سبق‪ ،‬فإن القضاء اإلداري في بالدنا‬
‫من شطط اإلدارة‪ ،‬فهي ال تستهدف حماية الحقوق والحريات‬
‫وتماشيا مع مقاصد قانون ‪ 46 41/90‬أصبح ينظر في قضايا‬
‫فقط بل وحتى حث اإلدارة على احترام القانون‪.‬‬
‫نزع امللكية واالعتداء املادي‪ ،‬بحيث خول للقاض ي اإلداري دورا‬
‫مهما في حماية حقوق املواطنين وصيانتها من تعسف الدولة‬ ‫وتعود األصول التاريخية في التأسيس لنظرية االعتداء‬
‫واإلدارة‪ ،‬وبالتالي في حماية امللكية العقارية‪ ،‬وذلك وفقا للمادة‬ ‫املادي إلى مبادئ الثورة الفرنسية ‪1789‬م والتي جعلت من‬
‫‪ 8‬التي تنص على اختصاص املحاكم اإلدارية بالبث في دعاوى‬ ‫القضاء العادي الضامن األول فيما يتعلق بحماية حقوق‬
‫التعويض عن األضرار التي تسببها أعمال ونشاطات أشخاص‬ ‫وحريات األفراد من شطط اإلدارة‪ ،‬وجعل أعمالها ملزمة‬
‫القانون العام‪ ،‬ومن ضمنها طلبات التعويض عن األضرار التي‬ ‫باحترام أحكام القانون‪44.‬‬

‫تحصل للخواص بسبب نزع امللكية أو أعمال التعدي التي‬


‫وتعد هذه النظرية من الضمانات الهامة في حماية‬
‫تمارسها اإلدارة على أراضيهم دون سند يبرر هذا النشاط‪.‬‬
‫حقوق وحريات األفراد من اعتداءات اإلدارة غير املشروعة‪ ،‬إذ‬
‫من خالل هذه التوطئة ‪ ،‬سنحاول في هذا املقال‬ ‫على أساس هذه النظرية تعتبر هذه االعتداءات خارجة بشكل‬
‫تسليط الضوء على ماهية االعتداء املادي والدور الكبير الذي‬ ‫جسيم عن مبدأ املشروعية وبذلك تفتقد لطبيعتها اإلدارية‪،‬‬
‫لعبه القاض ي اإلداري في حماية امللكية العقارية من االعتداءات‬ ‫تصبح مجرد عمل مادي مثله مثل عمل األفراد العاديين إال أنه‬
‫املادية ‪ ،‬والضمانات القانونية التي رسخها العمل القضائي‬ ‫يتسم بعدم املشروعية‪ ،‬ويختص القضاء بوضع حد له كأمر‬
‫لحماية ذوي العقارات من االعتداء املادي‪.‬‬ ‫اإلدارة القيام بعمل أو االمتناع عن عمل أو الطرد أو الهدم أو‬
‫الغرامة التهديدية‪ ،‬دون أن ذلك مساسا بمبدأ فصل‬
‫على ما سبق ‪ ،‬فإن االشكالية التي سنعالج من خاللها‬
‫السلطات‪.‬‬
‫هذا املقال تتمحور حول التساؤل التالي ‪:‬‬
‫وقد عرفت هذه النظرية تطبيقا واسعا في مجال‬
‫ما هي أهم تجليات وأوجه حماية القضاء اإلداري‬
‫حماية حق امللكية العقارية من لدن املحاكم العادية‪ ،‬إال أنه‬
‫للملكية العقارية من االعتداء املادي ؟‬
‫مع إنشاء املحاكم اإلدارية سنة ‪ ،1993‬أضحى تطبيق هده‬
‫وعليه سوف يتم مقاربة هذا املقال من خالل‬ ‫النظرية مجسدا بشكل رئيس ي مع هاته املحاكم‪.‬‬
‫التقسيم التالي ؛‬
‫فقد عرف إسناد االختصاص للبث في دعاوى‬
‫املطلب األول ‪ :‬اإلطار النظري واملفاهيمي لالعتداء‬ ‫االعتداء املادي على امللكية العقارية تضاربا ما بين املحاكم‬
‫املادي‬ ‫العادية باعتبارها الحامي الطبيعي للحقوق والحريات واملحاكم‬
‫اإلدارية باعتبارها صاحبة البث في املنازعات املرتبطة باإلدارة‬
‫املطلب الثاني ‪ :‬مظاهر حماية القضاء اإلداري للملكية‬
‫بصفة عامة ‪ ،‬إلى أن وضع املجلس األعلى حدا لهذا التناقض‬
‫العقارية‬
‫من خالل قرار قضية" عموري" بتاريخ ‪ 20‬ماي ‪ 1996‬ليتم‬
‫الحسم وانعقاد االختصاص للمحاكم اإلدارية للنظر في قضايا‬

‫‪ - 46‬ظهير شريف رقم ‪ 225.91.1‬صادر في ‪ 22‬ربيع األول ‪10( 1414‬‬ ‫‪ - 44‬رشيدة الماموني ‪ :‬التطور الحديث لنظرية االعتداء المادي‪ ،‬أطروحة‬
‫ديسمبر‪ )1993‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41.90‬المحدث بموجبه المحاكم اإلدارية ‪،‬‬ ‫لنيل الدكتواه في القانون العام‪ ،‬جامعة محمد الخامس السويسي‪ ،‬كلية العلوم‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ ،4227‬بتاريخ ‪ 18‬جمادى األولى ‪ 15 ( 1423‬غشت‬ ‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية –الرباط السنة ‪ 2003/2002‬ص ‪.14‬‬
‫‪ )2002‬ص ‪. 2168‬‬ ‫‪ - 45‬ذ أباه محمد الناجم تنامي االعتداء المادي لإلدارة على حق الملكية‬
‫العقارية‪ ،‬بحث في األسباب مجلة القضاء اإلداري عدد ‪ 8‬السنة ‪ 2016‬ص‪:‬‬
‫‪.96‬‬
‫‪35‬‬
‫عموما يمكن أن نخلص إلى القول أن الفقه الفرنس ي‬ ‫املطلب األول ‪ :‬اإلطار النظري واملفاهيمي‬
‫‪ ،‬وإن كان غير متفق على تعريف موحد لفكرة االعتداء املادي‪،‬‬ ‫لالعتداء املادي‬
‫إال أن جميع التعريفات تكاد تجمع على أنها مجموعة من‬
‫التصرفات الخارجة عن إطار القانون واملاسة بالحقوق‬ ‫تعد مسألة إعطاء تعاريف جامعة ومانعة من‬
‫والحريات وبالتالي فهي في مجملها متفقة على العناصر التي‬ ‫املسائل املستعصية على الباحثين ‪ ،‬وإذا كان األمر منطبقا على‬
‫ترتكز عليها الفكرة‪.‬‬ ‫جل املفاهيم في جميع املواضيع‪ ،‬فإن تعقيد وغموض مفهوم‬
‫االعتداء املادي يجعله مستعصيا على التعريف‪ ،‬حتى أنه ال‬
‫أما بخصوص موقف الفقه املصري‪ ،‬فإن أول ما‬ ‫يكاد يتفق فيه اثنان على تعريف واحد‪.‬‬
‫يسترعي االنتباه هو اختالفه في التسمية التي تطلق على هذه‬
‫النظرية‪ ،‬والسبب هو عدم االتفاق حول الترجمة املناسبة‬ ‫الفقرة األولى ‪ :‬تعريف الفقه لالعتداء املادي‬
‫الصطالح ‪ .voie de fait‬فبينما دهب جانب من الفقه إلى إطالق‬ ‫يقصد باالعتداء املادي بشكل عام‪" 47‬ذلك النشاط‬
‫اسم أعمال الغصب أو التعدي عليها‪ ،‬دهب اتجاه آخر إلى‬ ‫الذي تقوم به اإلدارة ماديا من غير أن تكون له أي صلة‬
‫إطالق تسمية االعتداء املادي على نفس االصطالح‪50.‬‬
‫باملقتضيات القانونية واألعراف اإلدارية الجاري بها العمل"‪.‬‬
‫فقد دهب األستاذ رأفت فوده إلى التمييز بين الغصب‬ ‫بالنسبة للفقه الفرنس ي يمكن أن نشير إلى تعريف‬
‫واالعتداء املادي وقد أسس ذلك على معيارين‪ ،‬األول يكمن في‬ ‫األستاذ "ميشيل روس ي" ‪ " Michel Rousset‬بكونه "قرار صادر‬
‫محل االعتداء‪ ،‬إذ اعتبر أن الغصب يكون مقصورا على العقار‬ ‫عن سلطة إدارية بلغ خرقه للمشروعية درجة من الجسامة لم‬
‫وأن االعتداء يكون شامال لكافة الحقوق ‪ ،‬واملعيار الثاني يكمن‬ ‫يعد ممكنا عزوه إلى آية صالحية من الصالحيات املخولة‬
‫في كون الغصب يستند على شبهة املشروعية كأن تكون‬ ‫لإلدارة‪ ،‬فضال عن أنه كان أو سيكون موضوع تنفيذ مادي من‬
‫اإلدارة قد استغلت قرار االحتالل املؤقت في غير غايته بشكل‬ ‫شأنه أن يمس بالحرية أو بامللكية‪ ...‬وهذا يكون القرار خارجا‬
‫دائم ومستمر‪ ،‬بينما االعتداء املادي فتكون فيه نية اإلدارة‬ ‫عن طبيعة إدارية أو عن أصله بمعنى من املعاني إذ لم يعد بعد‬
‫متجهة مند البداية قائمة على عدم التقيد بأدنى مظاهر‬ ‫ذلك قرارا يستفيد من امتيازات القرار اإلداري ألنه مجرد‬
‫املشروعية‪51.‬‬
‫اعتداء مادي"‪48.‬‬

‫وعرف الدكتور مصطفى أبو زيد فهمي االعتداء املادي‬ ‫كما عرفه األستاذ "دولوبادير ‪de laubadére‬‬
‫بأنه " نشاط تنفيذي تقوم به اإلدارة وقد شابه عيب جسيم‬ ‫‪ "André‬على أنه " اعتداء يقع أثناء تنفيذ اإلدارة لعمل مادي‬
‫يمس حقا من حقوق امللكية أو حرية من الحريات العامة "‪52.‬‬
‫يتضمن عدم مشروعية على حق امللكية أو على حرية عامة "‬
‫أما بخصوص الدكتور مصطفى كيرة ‪ ،‬فقد اعتبر أن‬ ‫وعرفه أيضا العميد هوريو ‪ Hauriau‬بأنه قيام اإلدارة بأعمال‬
‫نظرية االعتداء املادي تقوم على أساس أن اإلدارة تتبع في‬ ‫خارج حدود سلطاتها أو خارج نطاق اإلجراءات التي حددها‬
‫القانون لها‪49".‬‬
‫سبيل اقتضاء حقوقها وسيلة تخالف الطريق الذي رسمه‬

‫مصطفى التراب في مؤلفه ‪ :‬القضاء اإلداري وحماية الملكية العقارية مطبعة‬ ‫‪ - 47‬يعد الفقيه الفرنسي "الفريير" أول من وضع تعريفا لفكرة االعتداء المادي‬
‫األمنية الرباط السنة ‪ 2013‬ص ‪. ) 72/71‬‬ ‫في تقريره الذي قدمه كمفوض الحكومة على محكمة التنازع في قضية‬
‫‪ - 48‬ميشيل روسي "المنازعات اإلدارية بالمغرب" ترجمة محمد هبري‬ ‫‪ leumonnier carriot‬بتاريخ ‪ ، 1877‬حيث دهب هذا التقرير إلى أن الخطأ‬
‫والجياللي أمزيد مطبعة المعارف الجديدة ‪ ، 2002 ،‬ص ‪.100/99‬‬ ‫الفاحش ‪،‬واالغتصاب الواضح‪ ،‬واالعتداء غير المبرر على الحقوق الخاصة‬
‫‪ - 49‬هذه التعاريف وردت في كتاب األستاذ أجعون " االعتداء المادي على‬ ‫يجرد القرار من صبغته اإلدارية ‪ ،‬ويصبح مجرد عمل من أعمال االعتداء‬
‫الملكية العقارية ‪ ،‬االشكاليات العملية والحلول القضائية " ‪ 2015‬ص ‪:‬‬ ‫المادي‪ ،‬كما أوضح الفريير بأن اعتداء اإلدارة على سلطات التشريع والقضاء‬
‫‪.12/11‬‬ ‫يجعل القرار يفقد صفته اإلدارية ويخرج من اختصاص القضاء اإلداري‪ ،‬ونفس‬
‫‪ - 50‬ذ أحمد أجعون ‪ :‬مرجع سبق ذكره ص ‪.12 :‬‬ ‫األمر بالنسبة لكل قرار يصدر عن شخص ال ينتمي إلى سلطة عامة‪ ،‬وال يتمتع‬
‫‪ - 51‬ذ رأفت فوده ؛ دروس في قضاء المسؤولية اإلدارية ‪ ،‬جامعة القاهرة ‪،‬‬ ‫بصفة موظف عام وال يخوله القانون سلطة إصدار القرارات‪.‬‬
‫طبعة ‪ ، 1994‬ص‪.106 :‬‬ ‫وينتهي الفريير إلى تعريف االعتداء المادي بأنه " خروج اإلدارة عن حدود‬
‫‪ - 52‬ذ مصطفى أبو زيد فهمي "القضاء اإلداري ومجلس الدولة ‪ ،‬الطبعة‬ ‫سلطتها ‪ ،‬ويتوافر كلما خرجت اإلدارة عن اختصاصاتها األصلية‪ ( .‬أنظر ذ‬
‫الرابعة‪ ،‬السنة ‪ ، 1989‬ص ‪.164‬‬
‫‪36‬‬
‫فقد دأب االجتهاد القضائي على اعتبار كل تصرف لإلدارة‬ ‫القانون‪ ،‬فاالعتداء املادي كما تدل عليه عبارته هو أن تعتدي‬
‫خارج اإلطار القانوني من قبيل االعتداء املادي‪ ،‬وهذا ما أكده‬ ‫اإلدارة على القانون‪53.‬‬

‫املجلس األعلى في قراره الشهير رقم ‪ 74‬الصادر بتاريخ‬


‫أما بالنسبة ملوقف الفقه املغربي املهتم باملوضوع‪ ،‬فقد اختلف‬
‫‪ 1992/03/12‬حيث اعتبر "أن االعتداء املادي هو عمل مادي‬
‫بدوره إلى اتجاهات متباينة في تعريف االعتداء املادي‪.‬‬
‫غير مرتبط بأي نص ي ‪ ،‬وليست له صلة بالقرارات اإلدارية‬
‫الصادرة عن السلطة اإلدارية‪ ،‬أي كل تصرف صادر عن اإلدارة‬ ‫فقد عرفه االستاذ عبدهللا حداد على كونه" خطأ جسيم يعتبر‬
‫وليست له صلة بالسلطات التي تستعملها اإلدارة والتي خولت‬ ‫في حقيقته وواقعه غصبا عندما تكون اإلدارة قد تخلت‬
‫لها بمقتض ى القوانين املعمول بها‪,‬‬ ‫بصفتها كسلطة متمتعة باالمتيازات املخولة لها قانونا ووضعت‬
‫نفسها في منزلة الخواص العاديين وتطبق عليها مقتضيات‬
‫ويزخر القضاء اإلداري املغربي بتطبيقات عديدة لحاالت‬
‫القانون الخاص"‪54.‬‬
‫االعتداء املادي التي تقع على امللكية العقارية نذ كر من بينها؛‬
‫أما األستاذ عبدالقادر باينة فقد عرف االعتداء املادي بكونه‬
‫‪ -‬قيام اإلدارة بوضع أعمدة كهربائية فوق ملك املدعي حيادا‬
‫" أن اإلدارة في سبيل اقتضاء حقوقها تتخذ وسيلة تخالف‬
‫على املساطر القانونية يشكل اعتداء ماديا على حق امللكية‪56.‬‬
‫الطريق الذي رسمه لها القانون‪ ،‬وتكون بذلك قد خرجت عن‬
‫استيالء اإلدارة على ملك الغير‪ ،‬دون سلوك مسطرة نزع‬ ‫املشروعية بشكل خطير إلى درجة ال يمكن ربطه ال بالقواعد‬
‫امللكية‪ ،‬أو االتفاق مع مالكه باملراضاة يشكل اعتداءا ماديا‪.57‬‬ ‫الدستورية وال بالقواعد اإلدارية‪.‬‬

‫وضع اليد خارج اإلطار القانوني من طرف اإلدارة‪ ،‬يعتبر‬ ‫في حين عرفه األستاذ أمال املشرفي بأنه" تصرف يصدر عن‬
‫اعتداءا ماديا على العقار يخول صاحبه الحق في املطالبة‬ ‫اإلدارة أثناء قيامها بنشاط مادي تنفيذي‪ ،‬ويتسم بعدم‬
‫بالتعويض عن حرمانه الدائم ‪ ،‬في إطار القواعد العامة‬ ‫املشروعية الجسيم والظاهر العتدائه على حق امللكية الخاصة‬
‫للمسؤولية وحيادا على مسطرة نزع امللكية ألجل املنفعة‬ ‫أو مساسه بحرية من الحريات املصونة بالدستور"‪55.‬‬
‫العامة‪58.‬‬
‫يبدو واضحا من خالل التعريفات‪ ،‬أن الفقه املغربي‪ ،‬وإن‬
‫عدم سلوك رئيس املجلس القروي لفرخانة للمساطر القانونية‬ ‫اجتهد في تعريف مفهوم االعتداء املادي‪ ،‬فإنه لم يوفق في‬
‫( الفصل ‪ 6‬من ظهير ‪ 25‬يونيو ‪ 1960‬املتعلق بتوسيع نطاق‬ ‫صياغة تعريف جديد‪ ،‬إذ ظلت معظم التعريفات متمحورة‬
‫العمارات القروية الذي يوجب إصدار قرار قبل توسيع الطريق‬ ‫حول النماذج التي صاغها الفقه الفرنس ي‪.‬‬
‫العمومية) وقيامه بفتح الطريق موضوع النزاع وتوسعتها مع‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تعريف القضاء لالعتداء املادي‬
‫تعبيدها وتزفيتها دون احترام اإلجراءات القانونية يكون عمله‬
‫من قبيل االعتداء املادي‪59.‬‬ ‫أما بخصوص االجتهاد القضائي فقد دهب بشكل عام في‬
‫تعريف االعتداء املادي على أنه "كل عمل يستعص ي إدخاله‬
‫عدم إدالء الجماعة بما يفيد سلوكها ملسطرة نزع امللكية‬
‫ضمن ممارسات السلطة العامة"‪.‬‬
‫من أجل املنفعة العامة‪ ،‬أو استصدارها لإلذن بالحيازة أو‬

‫‪ -‬حكم المحكمة اإلدارية بالدارالبيضاء تحت عدد ‪ 785‬بتاريخ‬ ‫‪57‬‬ ‫‪ - 53‬د ‪ ،‬مصطفى كيرة في رسالته عن االعتداء المادي‪ ،‬جامعة االقاهرة سنة‬
‫‪ 2015/04/01‬في الملف رقم ‪ 2014/7112/506‬غير منشور‪.‬‬ ‫‪ 1964‬ص‪4:‬‬
‫‪ - 58‬قرار محكمة النقض عدد ‪ 2/19‬بتاريخ ‪ 2013/01/10‬في الملف اإلداري‬ ‫‪ - 54‬ذ عبدهللا حداد ‪ ،‬تطبيقات الدعوى اإلدارية في القانون المغرب‪ ،‬مطابع‬
‫عدد ‪ 2012/2/4/161‬غير منشور‪.‬‬ ‫منشورات عكاظ‪ ،‬الرباط ‪.1999‬ص ‪35 :‬‬
‫‪ - 59‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة رقم ‪ 96/122‬بتاريخ ‪ 1996/07/ 24‬ملف‬ ‫‪ - 55‬د أمال المشرفي "االعتداء المادي لإلدارة في العمل القضائي للمحاكم‬
‫رقم ‪ 94/86‬غ أورده ألستاذ أحمد أجعون في كتابه "االعتداء المادي على‬ ‫اإلدارية بين التطور والتراجع" منشور بالمجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫الملكية العقارية –اإلشكاليات العملية والحلول القضائية – مرجع سبق ذكره‬ ‫والتنمية ‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة عدد ‪ 2006/47‬ص‪35 :‬‬
‫‪ - 56‬حكم المحكمة اإلدارية بالرباط رقم ‪ 198‬بتاريخ ‪ 26‬يناير ‪ 2014‬في‬
‫الملف اإلداري عدد ‪ . 2014/7112/64‬امحمد بنخلة ضد المكتب الوطني للماء‬
‫والكهرباء غير منشور‪.‬‬
‫‪37‬‬
‫القانونية‪ ،‬وفي هذه الحالة تكون قد ارتكبت خطأ مرفقيا مرتبا‬ ‫إبرامها التفاق بالتراض ي مع مالك العقار موضوع الدعوى‪،‬‬
‫ملسؤوليتها اإلدارية في إطار الفصل ‪ 79‬من قانون االلتزامات‬ ‫الش يء الذي يجعل تواجدها فوقه يشكل اعتداءا ماديا على‬
‫والعقود والذي ينص على "أن الدولة والبلديات مسؤولة عن‬ ‫ملك الغير‪ ،‬يستوجب تعويضا كامال في إطار املبادئ العامة‬
‫األضرار الناجمة مباشرة عن تسيير إدارتها وعن األخطاء‬ ‫للمسؤولية اإلدارية‪60.‬‬
‫املصلحية ملستخدميها‪ ،‬كما أن االعتداء املادي يرتب مسؤولية‬
‫وانطالقا من التعاريف السالفة الذكر‪ ،‬فإنه يشترط‬
‫اإلدارة طبقا للمادة ‪ 8‬من القانون ‪ 41/90‬ويعطي لألطراف‬
‫للقول بوجود اعتداء مادي توفر ثالثة شروط وهي ‪:‬‬
‫املدعية الحق في الحصول على التعويض املستحق باعتباره‬
‫الوسيلة الوحيدة لجبر الضرر الالحق‪.‬‬ ‫‪ .1‬أن يكون العمل الذي تقوم به اإلدارة عمال ماديا "‬

‫إن الدولة واملؤسسات العمومية والجماعات الترابية‬ ‫واالعمال املادية هي التي ال تستحدث بها اإلدارة وال‬
‫لها حق اللجوء بصفة استثنائية إلى نزع ملكية العقارات من‬ ‫تعدل وال تلغى فيها آية أثار قانونية بل يقتصر دورها‬
‫أجل تحقيق املنفعة العامة‪ ،‬وبالرغم من ذلك فإنها تبقى‬ ‫على إقرار أو إثبات ما سبق أن قررته القوانين أو‬
‫ملزمة بسلوك املساطر املنصوص عليها بمقتض ى القانون رقم‬ ‫قررته اإلدارة بنفسها بقرارات سابقة"‪61.‬‬
‫‪ 7- 81‬املتعلق بنزع امللكية قبل وضع اليد واالستئذان في ذلك‬ ‫‪ .2‬أن يرتكب أثناء القيام بالعمل املادي خطأ جسيم‬
‫عن طريق القضاء‪.‬‬
‫‪ .3‬أن يقع االعتداء على حرية فردية أو عقار مملوك ألحد‬
‫فالقاض ي اإلداري يبقى له دور هام بالبت في دعاوى‬ ‫األفراد‪.‬‬
‫رفع االحتالل واالعتداء املادي أو االستيالء والغصب ‪ ،‬وسلطات‬ ‫املطلب الثاني ‪ :‬مظاهر حماية القضاء اإلداري‬
‫قاض ي املستعجالت في حاالت االعتداء املادي واسعة ال يحدها‬ ‫للملكية العقارية‬
‫إال قيدين أساسيين أولهما توفر واشتراط عنصر االستعجال في‬
‫النازلة وعدم املساس بجوهر الحق‪ ،‬وثانيا مبدأ حماية املنشأة‬ ‫كما سبقت اإلشارة ‪ ،‬فنظرية االعتداء املادي هي‬
‫العامة الذي يقض ي بعدم جواز هدم أية منشأة عامة ولو أن‬ ‫نظرية قضائية وفقهية بامتياز‪ ،‬فقد عمل القضاء على‬
‫إحداثها تم عن طريق الخطأ‪.‬‬ ‫تكريسها وبلورة معاملها‪ ،‬األمر الذي أفرز تدخال قضائيا في هذا‬
‫الصدد‪ ،‬لم يقتصر فقط على معالجة هذه الظاهرة عن طريق‬
‫ويعتبر وقف االعتداء املادي من بين أغلب اإلجراءات‬ ‫التعويض فقط‪ ،‬بل امتد ليشمل ايضا الوقاية منها بواسطة‬
‫الوقتية الجاري بها العمل التي يأمر بها قاض ي املستعجالت‬ ‫قضاء االستعجال‪.‬‬
‫اإلداري‪ ،‬ونادرا ما يصرح هذا األخير بعدم االختصاص مادامت‬
‫اإلدارة ال تملك في كثير من األحيان ما تبرر به قيامها باألشغال‬ ‫ويعتبر القضاء اإلداري هو الجهة القضائية التي تنظر‬
‫فوق أراض ي الخواص‪.‬‬ ‫في الدعاوى املترتبة عن االعتداء املادي سواء تعويضا أو إنهائا‬
‫أو إيقافا‪ ،‬وذلك خالفا ملا هو عليه الشأن في القضاء الفرنس ي‪.‬‬
‫كما يمكن لقاض ي املستعجالت اإلداري التدخل لرفع‬
‫االعتداء املادي وذلك باألمر بإفراغ اإلدارة من عقار بسبب‬ ‫الفقرة األولى‪ :‬أوجه تصدي القضاء االداري لإلعتداء‬
‫احتاللها له بدون وجه حق وال سند‪ ،‬إال أن تدخله هذا منوط‬ ‫املادي على عقار الغير‬
‫بما أسلفنا القول بتوفر حالة االستعجال وعدم املساس بجوهر‬
‫ال شك أن اإلدارة عند قيامها بنشاطها تنحرف أحيانا‬
‫الحق‪.‬‬
‫عن الشرعية القانونية وال تلتزم بالضوابط واملساطر‬

‫والحريات وجمعية هيئات المحامين بالمغرب‪ ،‬تحت عنوان " القاضي اإلداري‬ ‫‪ - 60‬حكم المحكمة اإلدارية بمراكش رقم ‪ 1037‬بتاريخ ‪ 2013/11/26‬في‬
‫بين حماية الحقوق والحريات وتحقيق المصلحة العامة" مجلة المحاكم‬ ‫الملف اإلداري ‪ 2012/1914/488‬غير منشور‪.‬‬
‫اإلدارية‪ ،‬يناير ‪ ،2017‬الرباط‪.‬‬ ‫‪ - 19‬ذ‪ .‬أنوار شقروني ‪ :‬الحماية القضائية لحق الملكية من خالل دعاوى‬
‫االعتداء المادي‪ ، ،‬ضمن أشغال ندوة علمية منظمة بشراكة بين وزارة العدل‬
‫‪38‬‬
‫تعليمية فوق ملك املدعية وذلك في غياب إجراءات نزع امللكية‬ ‫أما بخصوص دعوى التعويض فهي تدخل في إطار‬
‫وإن كانت اإلدارة املدعى عليها قد باشرت مسطرة االقتناء‬ ‫القضاء الشامل التي يتمتع فيها قاض ي املوضوع بسلطات‬
‫بالتراض ي إذ ليس بامللف ما يفيد إتمام هذه املسطرة إلى نهايتها‬ ‫واسعة‪ ،‬تمكنه من فحص العمل غير املشروع املنسوب لإلدارة‬
‫‪ ،‬وحيث إن قانون نزع امللكية ألجل املنفعة العامة رقم ‪7-81‬‬ ‫والحكم عليها بأداء تعويضات لفائدة صاحب األرض نتيجة‬
‫املؤرخ في ‪ 1982/5/6‬صريح في أن حيازة العقار املقرر نزع‬ ‫الضرر الالحق به من جراء االستيالء عليها دون سلوك مسطرة‬
‫ملكيته ألجل املنفعة العامة ال يمكن أن يتحقق إال بموجب‬ ‫نزع امللكية‪ ،‬وأن هذا التعويض يمكن أن يشمل التعويض عن‬
‫إذن بالحيازة يصدره قاض ي املستعجالت بناء على إجراءات‬ ‫امللكية‪ ،‬أو التعويض عن الحرمان من االستغالل‪ ،‬أو هما معا‪.‬‬
‫سليمة محددة قانونا ومن تم ال يحق لإلدارة أن تضع يدها‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬دور القضاء اإلداري في حماية‬
‫على عقار مملوك للغير إال بعد إذن قضائي بذلك وبعد‬
‫استنفاذها لجميع اإلجراءات القانونية املتطلبة في هذا الباب‬
‫امللكية العقارية من حاالت االعتداء املادي‬
‫وهي إجراءات إلزامية يترتب على عدم احترامها بطالن مسطرة‬ ‫لقد أقر االجتهاد القضائي حماية امللكية العقارية من‬
‫نزع امللكن تضع يدها على عقار املدعية دون إثباتها لسلوك أي‬ ‫االعتداء املادي في العديد من قراراته وأحكامه‪ ،‬و سوف‬
‫إجراء من هذا القبيل وبالتالي فإن عملها يعتبر عمال ماديا‬ ‫نقتصر على البعض منها ؛‬
‫ويتسم بعدم املشروعية ‪"...‬‬
‫فقد صدر قرار عن محكمة االستئناف اإلدارية‬
‫كما صدر حكم عن املحكمة اإلدارية بالدارالبيضاء‪64‬‬ ‫بالرباط تحت عدد ‪ 268‬بتاريخ ‪ 2013/01/22‬مما جاء فيه "‬
‫مما جاء فيه " وضع اإلدارة يدها على العقار اململوك للخواص‬ ‫أن إقدام اإلدارة على إحداث منشأة عامة دون سلوك املسطرة‬
‫دون سلوك مسطرة نزع امللكية املنصوص عليها بمقتض ى‬ ‫الالزمة عمل يتصف باالعتداء املادي"‪.‬‬
‫القانون ‪ 7 -81‬املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة‬
‫واالحتالل املؤقت ‪ ..‬اعتداء مادي مستوجب للتعويض املقترح‬ ‫كما جاء في قرار آخر صادر عن محكمة االستئناف‬
‫من طرف الخبير‪. "...‬‬ ‫اإلدارية بمراكش‪ 62‬في حيثياته ما يلي ‪ :‬حيث أن وضع اإلدارة‬
‫يدها على العقار املدعى فيه وإقامتها منشأة تعليمية فوقه دون‬
‫وفي حكم آخر صدر عن املحكمة اإلدارية بفاس‪65‬‬ ‫اقتنائه رضائيا من مالكيه أو سلوك مسطرة نزع امللكية ألجل‬
‫مما جاء ضمن حيثياته " ‪ ...‬إن اإلدارة بلجوءها إلى إحداث‬ ‫املنفعة العامة واستصدارها لحكم يقض ي بنقل ملكيته‬
‫محطة لتصفية املياه العادمة بأرض املدعين بدون أن تتقيد‬ ‫لفائدتها يجعل تصرفها مفتقرا للسند القانوني وهو ما يسبغ‬
‫بأي إجراء من اإلجراءات وتتصرف خارج ضوابط قانون ‪81/7‬‬ ‫عليه طابع االعتداء املادي ويفض ي إلى أحقية صاحب العقار‬
‫املتعلق بنزع امللكية ألجل املنفعة العامة‪ ،‬مما يصبح تصرفها‬ ‫في التعويض كامال السيما أن مباشرة املسطرة اإلدارية لنزع‬
‫مجرد عمل مادي صرف مندرج في إطار االعتداء املادي املنقطع‬ ‫امللكية ال يغني عن ضرورة استصدار حكم يجيز لإلدارة وضع‬
‫الصلة باملشروعية واملرتب ملسؤوليتها اإلدارية‪."...‬‬ ‫اليد على العقار املراد نزع ملكيته‪.‬‬
‫خاتمة واستنتاج‬ ‫كما نستشف حماية القضاء اإلداري للعقارات‬
‫اململوكة للخواص من عدة أحكام إدارية؛‬
‫وخاتمة القول أن اإلدارة في أحيان كثيرة تعتمد في‬
‫سبيل إغناء رصيدها العقاري إلنجاز مشاريعها املتنوعة‪،‬‬ ‫ففي حكم صادر عن املحكمة اإلدارية بفاس‪ 63‬جاء‬
‫اللجوء إلى وسيلة سهلة وميسرة وهي التسلط على أراض ي‬ ‫في حيثياته " ‪ ...‬أن وزارة التربية الوطنية قد أحدثت مؤسسة‬

‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة الإدارية بفاس حتت عدد ‪ 79‬بتارخي‬ ‫‪ -‬قرار صادر عن محكمة االستئناف اإلدارية بمراكش تحت عدد ‪ 347‬بتاريخ‬
‫‪ 2020/02/19‬في الملف عدد ‪ 2019 /7206/1641‬غير منشور‪62.‬‬
‫‪65‬‬
‫‪ 2016/01/28‬يف امللف رمق ‪.2015/7112/28 :‬‬ ‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بفاس تحت عدد ‪ 1224‬بتاريخ‬
‫‪ 2016/12/14‬في الملف رقم ‪ 2016/7112/7‬غير منشور‪63 .‬‬
‫‪ -‬حكم صادر عن المحكمة اإلدارية بالدارالبيضاء تحت عدد ‪ 03‬بتاريخ‬
‫‪ 2017/01/02‬في الملف عدد ‪64.2015/7112/612 :‬‬
‫‪39‬‬
‫الخواص بدون سلوك مسطرة نزع امللكية‪ ،‬وهذا سيؤدي من‬
‫جهة إلى جعل هذا التسلط هو األصل واالستثناء هو تطبيق‬
‫قانون نزع امللكية‪ ،‬ومن جهة ثانية سيترتب عن ذلك نتائج‬
‫وخيمة من بينها فقد املواطن ثقته في اإلدارة التي بدال من أن‬
‫تلجأ إلى حمايته تقوم باالستيالء على ملكه من خالل سلوكها‬
‫ألعمال مادية غير مشروعة تتمثل في الغصب واالعتداء املادي‪.‬‬

‫وإذا كان القضاء اإلداري قد استطاع فرض حمايته‬


‫للملكية العقارية من أي اعتداء مادي‪ ،‬فإن ذلك وحده ال يكفي‬
‫ألن الضمانة الدستورية لحق امللكية ال تتجلى فقط في تدخل‬
‫القضاء لتجسيد هذه الضمانة‪ ،‬بل البد من أن يتدخل املشرع‬
‫أيضا إلعطائها املدلول الشامل من خالل فرض احترام حق‬
‫امللكية العقارية‪ ،‬وذلك عبر إدخال تعديالت على القانون رقم‬
‫‪ 7/81‬املتعلق بنزع امللكية‪ ،‬والتنصيص على إجراءات وتدابير‬
‫أكثر حماية وصونا لذوي العقارات‪.‬‬

‫وال ينبغي أن يقتصر األمر فقط على تطوير النصوص القانونية‬


‫وجهود القضاء اإلداري للحد من ظاهرة االعتداء املادي‪ ،‬بل‬
‫ينبغي أيضا الحرص على مسألة هامة وهي ضرورة ترسيخ‬
‫ثقافة احترام القانون لدى األشخاص العاملين باإلدارات‬
‫السيما متخذي القرار الذين توكل لهم املسؤوليات‬
‫والصالحيات داخل املرافق العمومية‪.‬‬

‫كما أن الحد من ظاهرة االعتداء املادي‪ ،‬يتعين أن‬


‫يؤخذ في شموليته‪ ،‬ووفق رؤيا استراتيجية بعيدة املدى‪ ،‬وذلك‬
‫عبر تعبئة كافة املتدخلين و املسؤولين عن التخطيط واإلعداد‬
‫االستراتيجي‪ ،‬وكذا اتخاذ القرار‪ ،‬على اعتبار أن أصل املشكل‬
‫هو تعبير عن سوء تطبيق القانون أو في تقديره وتفسيره‪ ،‬وال‬
‫يتم ذلك إال بتعزيز األدوار االستشارية واالستباقية للمصالح‬
‫املكلفة بالشؤون القانونية و تدبير املمتلكات والعقار وتقويتها‬
‫ودعم تأطيرها في مختلف اإلدارات العمومية والجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬التي ال تولي لهذه الوحدات األهمية التي تستحقها ال‬
‫من حيث املوارد البشرية الكمية والنوعية‪ ،‬وال من خالل‬
‫التأهيل التقني واستغالل تقنيات املعلوميات‪ ،‬من أجل رصد‬
‫وتتبع مصادر املنازعات املتعلقة باالعتداء املادي من أجل‬
‫الوقاية منها والحد من تزايدها‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ويعتبر دور البنية اإلدارية منشأ النزاع محوريا في‬ ‫ذ ‪ .‬الهاشم امسكوري‬
‫الدفاع عن مصالح اإلدارة أمام القضاء‪ ،‬باعتبارها البنية التي‬ ‫دكتور في القانون العام‬
‫خريج المعهد العالي لإلدارة‬
‫تتوفر على املعطيات املتعلقة بالقضية وامللمة باألسباب‬
‫اإلدارية والواقعية املؤدية للنزاع‪.‬‬

‫وهنا ال بد من اإلشارة إلى أن عدم التنسيق الجيد‬ ‫دورة تدبير المنازعات القضائية على‬
‫واملحكم واملنظم بين هذه البنية والبنية املكلفة بتدبيراملنازعات‬ ‫مستوى إدارات الدولة‬
‫يؤدي إلى عدم التوفر على وسائل اإلثبات املتوفرة لدى البنية‬ ‫الفاعلون والتفاعالت‬
‫منشأ النزاع‪ ،‬وبالتالي عدم اإلملام بموضوع النزاع‪ ،‬وعدم‬ ‫يعتبر تدبير املنازعات القضائية إلدارات الدولة مسألة‬
‫استثمار املعطيات والوسائل للدفاع عن مصالح اإلدارة‪.‬‬ ‫ذات أهمية متزايدة‪ ،‬إذ أصبحت اإلدارة العمومية مدعوة أكثر‬
‫من أي وقت مض ى إلى اعتماد حكامة جيدة في تدبير املنازعات‬
‫وتبعا لذلك‪ ،‬فإن املهمة الرئيسية للبنية منشأ النزاع‬
‫القضائية املتعلقة بها من خالل وضع القواعد واملناهج الكفيلة‬
‫في مجال تدبير املنازعات تتمثل في توفير املعطيات والوثائق‬
‫بتحقيق األهداف املرجوة‪ ،‬وذلك في ظل تزايد النزاعات املوجهة‬
‫املتعلقة بالنزاع وتفسير موقفها واألسباب املؤدية إلى النزاع‪،‬‬
‫ضد اإلدارة وارتفاع كلفتها املالية‪.‬‬
‫وموافاة البنية املكلفة بتدبير املنازعات بها في الوقت املناسب‪،‬‬
‫أخذا بعين االعتبار عامل الزمن من خالل اآلجال املتعلقة‬ ‫واملعلوم أن كيفية التدبير اإلداري للمنازعات ينعكس‬
‫بمساطر التقاض ي‪.‬‬ ‫حتما على تتبع الدفاع عن مصالح اإلدارة أمام القضاء والنتائج‬
‫املترتبة عنه‪ ،‬من خالل املعطيات وآليات الدفاع القضائي‬
‫إال أنه وعندما يتعلق األمر بالطعن باإللغاء في قرار‬
‫والوسائل القانونية التي يتم توظيفها‪ .‬حيث أن القضايا‬
‫إداري‪ ،‬وبالنظر لكون املدعي يكون ملزما فقط بتوجيه دعواه‬
‫الرائجة أمام القضاء اإلداري واألحكام والقرارات الصادرة‬
‫في مواجهة مصدر القرار‪ ،‬فإنه في هذه الحالة يمتد دور البنية‬
‫بخصوصها‪ ،‬تكشف إلى حد بعيد مدى جودة تدبير املنازعات‬
‫منشأ النزاع أي مصدر القرار املطعون فيه من توفير املعطيات‬
‫والتعامل معها من طرف اإلدارة‪.‬‬
‫إلى اإلخبار بالدعوى بمجرد توصلها باملقال االفتتاحي‪.‬‬
‫ومن هذا املنطلق‪ ،‬وفي إطار مقاربة مسألة تدبير‬
‫ب‪ -‬البنية اإلدارية املكلفة بتدبير املنازعات‬
‫املنازعات من طرف إدارات الدولة‪ ،‬فإننا نقترح إعطاء ملحة‬
‫تتجلى أهمية وجود وحدة إدارية مكلفة بتدبير‬
‫عامة عن دورة تدبيراملنازعات اإلدارية من خالل اإلحاطة بأدوار‬
‫املنازعات أساسا في توحيد منهجية هذا التدبير والدفاع عن‬
‫الفاعلين الرئيسيين في هذه الدورة‪ ،‬ويتعلق األمر أساسا بالبنية‬
‫اإلدارة املعنية أمام القضاء‪ ،‬وتفادي النتائج املترتبة عن تعدد‬
‫اإلدارية منشأ النزاع‪ ،‬والبنية اإلدارية املكلفة بتدبير املنازعات‪،‬‬
‫املتدخلين داخل اإلدارة الواحدة‪ ،‬من غياب تنسيق تدبير‬
‫والجهة املكلفة بالدفاع القضائي‪.‬‬
‫امللفات الذي يتسبب بدوره في سوء الدفاع عن مصالح اإلدارة‬
‫أمام القضاء وبالتالي ضياع مصالحها‪.‬‬ ‫أ‪ -‬البنية اإلدارية منشأ النزاع‬
‫يقصد بالبنية أو الوحدة اإلدارية منشأ النزاع تلك التي‬
‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬فإن توحيد منهجية تدبير املنازعات‬
‫ينتج عن إحدى أعمالها أو تدخالتها اإلدارية إقامة الدعوى‬
‫يتجسد في مجموعة من املمارسات‪ ،‬يمكن إجمال أهمها فيما‬
‫القضائية في مواجهة اإلدارة من طرف املرتفق‪.‬‬
‫يلي‪:‬‬
‫‪41‬‬
‫آليات التنسيق مع باقي البنيات اإلدارية األخرى داخل نفس‬ ‫توحيد التبليغ القضائي‪ ،‬من خالل مركزة التبليغات‬
‫اإلدارة أو مع اإلدارات األخرى‪.‬‬ ‫في شباك موحد‪ ،‬مما يمكن من ضبط جميع ملفات املنازعات‬
‫وتتبعها على املستويين اإلداري والقضائي‪.‬‬
‫وبخصوص أدوار البنية املكلفة بتدبير املنازعات فيما‬
‫يتعلق بالدفاع القضائي‪ ،‬فإنها تتخذ أحد الوجهين التاليين‪:‬‬ ‫وهنا تجدر اإلشارة إلى أن وظيفة التبليغ القضائي وإن‬
‫كانت مرتبطة بوظيفة تتبع املنازعات‪ ،‬فإنه ومن أجل حكامة‬
‫اضطالعها بمهمة الدفاع عن مصالح اإلدارة بصفة‬
‫أكبر لتدبير املنازعات‪ ،‬يستحسن إحداث بنية إدارية خاصة‬
‫مباشرة أمام القضاء‪ ،‬من خالل التقدم باملذكرات وإقامة‬
‫بالتبليغات القضائية‪ ،‬من أجل تحقيق هدف مركزة التبليغات‬
‫الدعاوى ومباشرة الطعون‪ ،‬وحضور الجلسات والخبرات‬
‫وضبطها من خالل بنية متخصصة تناط إليها مهمة تلقي‬
‫واألبحاث؛‬
‫التبليغات‪ ،‬ثم إحالتها على البنية املكلفة باملنازعات‪ ،‬وتوزيعها‬
‫قيامها بدور الوسيط القانوني بين البنية اإلدارية‬ ‫على املصالح املعنية بها‪.‬‬
‫منشأ النزاع والجهة املكلفة بالدفاع (الوكيل القضائي للمملكة‬
‫وضع مسار موحد لتدبير املنازعات بدءا من التبليغ‬
‫أو املحامي)‪.‬‬
‫باملقال االفتتاحي للدعوى‪ ،‬ومرورا عبر الحصول على املعطيات‬
‫وفي كلتا الحالتين‪ ،‬ومن أجل دفاع أمثل عن مصالح‬ ‫املتعلقة بالنزاع من الوحدة اإلدارية منشأ النزاع‪ ،‬ووصوال إلى‬
‫اإلدارة‪ ،‬فإن البنية املكلفة بتدبير املنازعات عليها أن تحرص‬ ‫الدفاع عن مصالح اإلدارة أمام القضاء؛‬
‫على التوصل باملعطيات من البنية منشأ النزاع‪ ،‬وتوظيفها‬
‫تنسيق تتبع املنازعات القضائية من طرف الوحدة‬
‫معززة بالدفاعات والوسائل القانونية في حالة الدفاع املباشر‪.‬‬
‫املكلفة باملنازعات‪ ،‬وتوحيد منهجية الدفاع عن مصالح اإلدارة‬
‫أو إحالتها على الجهة املكلفة بالدفاع‪ ،‬إال أن األمر ال ينبغي أن‬
‫أمام القضاء‪ ،‬من خالل جعل هذه الوحدة املخاطب الوحيد‬
‫يقف عند حدود اإلحالة‪ ،‬بل يستلزم تعزيز املعطيات املادية‬
‫للجهاز القضائي وللجهات املكلفة بالدفاع املباشر أمام املحاكم‬
‫بالدفوعات والوسائل القانونية الالزمة‪ ،‬حيث يمكن إعداد‬
‫(املحامين والوكيل القضائي للمملكة وغيرها)؛‬
‫مشاريع مذكرات أو مقاالت أو بطاقات مفصلة تتضمن‬
‫املعطيات والوسائل القانونية وإحالتها على الجهة املكلفة‬ ‫توظيف األنظمة املعلوماتية في تنسيق تدبير املنازعات‬
‫بالدفاع‪.‬‬ ‫لتفادي التأخر في توفير املعطيات ودراسة امللفات والجواب أمام‬
‫القضاء؛‬
‫ت‪ -‬البنية أو الجهة املكلفة بالدفاع القضائي‬
‫تجدر اإلشارة بداية على أن الدفاع عن مصالح اإلدارة‬ ‫توحيد منهجية تنفيذ األحكام القضائية من خالل‬
‫أمام القضاء يتم بإحدى الطرق التالية‪:‬‬ ‫تخويل الوحدة املكلفة باملنازعات مهمة اتخاذ القرار القانوني‬
‫فيما يتعلق بتنفيذ األحكام الصادرة في مواجهة اإلدارة قبل‬
‫‪ -‬بواسطة البنية املكلفة باملنازعات‪ :‬حيث يمكن‬
‫إحالتها على املديرية املكلفة بالتنفيذ‪...‬‬
‫لإلدارة أن تدافع عن مصالحها مباشرة أمام القضاء‬
‫من خالل التقدم باملذكرات وإقامة الدعاوى‪،‬‬ ‫وتندرج املمارسات املذكورة في إطار تحقيق أهداف‬
‫وحضور الجلسات‪ ،‬على اعتبار أن توكيل محامي‬ ‫الحكامة القانونية واإلدارية التي تستدعي بالضرورة وضع‬
‫للدفاع عن الدولة واإلدارات العمومية يعتبر أمرا‬ ‫تصور شامل يعيد صياغة وظائف البنيات اإلدارية املكلفة‬
‫باملنازعات في اتجاه توسيع اختصاصاتها االقتراحية وضبط‬
‫‪42‬‬
‫هذا مع استحضار كون الدفاع املباشر عن مصالح‬ ‫اختياريا ملقتضيات املادة ‪ 31‬من القانون املنظم ملهنة‬
‫اإلدارة أمام القضاء عن طريق البنية اإلدارية املكلفة بتدبير‬ ‫املحاماة‪.‬‬
‫املنازعات يظل الوسيلة األكثر فعالية بالنظر إلملامها بموضوع‬ ‫‪ -‬بواسطة الوكيل القضائي للمملكة‪ :‬الذي يعتبر‬
‫النزاع ولكونها تمثل الجهة املعنية بالنزاع‪ ،‬وملعرفتها بمكامن‬ ‫الجهة األساسية التي تتولى الدفاع عن مصالح إدارات‬
‫مصلحة اإلدارة املعنية‪ ،‬وال سيما حين يتعلق األمر بتداخل‬ ‫الدولة‪ ،‬حيث يقوم بالدفاع بصفة تلقائية باعتباره‬
‫املصالح مع جهات إدارية أخرى في نفس النزاع‪.‬‬ ‫طرفا في الدعوى‪ ،‬فيما يتعلق بالدعاوى املتضمنة‬
‫لطلبات تستهدف التصريح بمديونية تستهدف‬
‫والجدير باإلشارة أن فعالية التنسيق بين مختلف‬
‫التصريح بمديونية الدولة‪ ،..‬أو إدارة عمومية أو‬
‫الفاعلين املشار إليهم‪ ،‬تقتض ي عدم االكتفاء بالعمل بالوسائل‬
‫مكتب أو مؤسسة عمومية للدولة‪ ،‬باستثناء القضايا‬
‫اإلدارية التقليدية من خالل املراسالت الرسمية‪ ،‬وإنما يستدعي‬
‫املتعلقة بالضرائب وأمالك الدولة‪ ،‬وذلك استنادا إلى‬
‫ذلك اعتماد مختلف وسائل التواصل وال سيما التواصل‬
‫وجوب إدخاله في هذا الصنف من الدعاوى‪ ،‬تحت‬
‫املباشر من عقد لقاءات واجتماعات خصوصا بين البنية منشأ‬
‫طائلة عدم قبولها‪ ،‬طبقا ملقتضيات الفصل ‪ 514‬من‬
‫النزاع والبنية املكلفة بتدبير املنازعات‪ ،‬وبين هذه األخيرة والجهة‬
‫قانون املسطرة املدنية‪.‬‬
‫املكلفة بالدفاع‪ .‬باإلضافة إلى توظيف األنظمة اإللكترونية من‬
‫‪ -‬بواسطة املحامي‪ :‬حيث إنه بالرغم من كون إدارات‬
‫أجل تدبير أكثر سرعة وفعالية‪.‬‬
‫الدولة يمكن لها الدفاع املباشر عن مصالحها‪،‬‬
‫إال أن الجهود املتعلقة بأنظمة التواصل والتدبير‬ ‫وبالرغم كذلك من اضطالع الوكيل القضائي للمملكة‬
‫املعلوماتي من طرف اإلدارة غير كافية ما لم تنخرط املنظومة‬ ‫بمهمة هذا الدفاع‪ ،‬فإن مبدأ االختيارية في توكيل‬
‫القضائية في ذلك من خالل اعتماد الوسائل اإللكترونية بما‬ ‫املحامي يتيح لإلدارة إمكانية الدفاع عن مصالحها‬
‫فيها التبليغ اإللكتروني للوثائق القضائية‪.‬‬ ‫بواسطة محامي‪ ،‬وذلك بكافة الوسائل القانونية‬

‫انطالقا من املعطيات املبسوطة أعاله‪ ،‬فإنه يمكن‬ ‫املتاحة من خالل التعاقد مع محامي أو محامين أو‬

‫إجمال دورة تدبير املنازعات املتعلقة بإدارات الدولة وما يرتبط‬ ‫انتدابهم للدفاع في قضايا خاصة‪.‬‬

‫بها من فاعلين وتفاعالت‪ ،‬من خالل الخطاطة التالية‪:‬‬ ‫هذا ومن أجل دفاع فعال ومنتج عن مصالح اإلدارة‬
‫أمام القضاء‪ ،‬فإن الجهة املكلفة بالدفاع وال سيما الوكيل‬
‫القضائي للمملكة واملحامي يتعين عليها‪ ،‬باإلضافة إلى توظيف‬
‫املعطيات املتوفرة لديها من طرف اإلدارة املعنية‪ ،‬اعتماد‬
‫املحاكم‬
‫التبلي‬
‫بالوثائق‬
‫الوسائل القانونية املناسبة حسب كل نزاع‪ ،‬والحرص على‬
‫القضائية‬
‫تقديم األجوبة املناسبة أمام القضاء في الوقت واألجل‬
‫البنية املكلفة بالتبليغات القضائية‬
‫املوافاة بالوثائق‬
‫القضائية‬
‫املناسبين‪ ،‬وذلك في إطار من التواصل والتنسيق املستمر مع‬
‫املتوصل ا‬

‫البنية املكلفة بتدبير املنازعات باإلدارة املعنية باعتبارها الجهة‬


‫البنية منشأ‬ ‫طلب املعطيات‬ ‫البنية املكلفة‬ ‫التكليف بالدفاع‬
‫الجهة املكلفة‬
‫النزاع‬ ‫املوافاة باملعطيات‬
‫بتدبير املنازعات‬ ‫والتنسيق املستمر‬ ‫بالدفاع‬
‫التي لها دراية أكبر بالنزاع موضوع الدفاع‪ ،‬طيلة مراحل‬
‫الدفاع عن‬
‫مصالح‬
‫اإلدارة‬ ‫التقاض ي‪.‬‬
‫املحاكم‬

‫‪43‬‬
‫مكونة من ثالثة مستشارين من بينهم رئيس يساعدهم كاتب‬
‫الضبط‪".69‬‬
‫ذ ‪ .‬محمد أمقران‬
‫فعكس املحاكم املدنية التي قد تصدر أحكاما في‬ ‫باحث بجامعة محمد الخامس‬
‫بالرباط‬
‫جلسات تتألف من قاض واحد حيث تعقد املحاكم االبتدائية‪،‬‬
‫بما فيها املصنفة‪ ،‬جلساتها بقاض منفرد وبمساعدة كاتب‬
‫الضبط‪ ،‬ما عدا الدعاوى العقارية العينية واملختلطة وقضايا‬
‫بنية القضاء اإلداري ومنازعات‬
‫األسرة وامليراث‪ ،‬باستثناء النفقة‪ ،‬التي يبت فيها بحضور ثالثة‬
‫اإلدارة العمومية‬
‫قضاة بمن فيهم الرئيس‪ ،‬وبمساعدة كاتب الضبط إذا تبين‬
‫للقاض ي املنفرد أن أحد الطلبات األصلية أو املقابلة أو املقاصة‬
‫يرجع االختصاص فيه إلى القضاء الجماعي‪ ،‬أو له إرتباط‬
‫نشأت رقابة القاض ي اإلداري على اإلدارة العمومية‬
‫بدعوى جارية أمام القضاء الجماعي رفع يده عن القضية‬
‫انطالقا من كون الدولة قد تخطئ‪ ،‬فتصبح متعدية بدال من‬
‫برمتها بأمر والئي‪.70‬‬
‫حامية‪ ،‬أو إنها قد تقع في أخطاء قد تجعلها مسؤولة أمام‬
‫كما يتولى رئيس املحكمة اإلبتدائية إحالة ملف‬ ‫مواطنيها ويصبح بذلك املرتفق ضحية لإلدارة التي تتمتع‬
‫القضية على القضاء الجماعي‪ ،‬هذا ويساعد املحكمة وهي تبت‬ ‫بإستقالل املسؤولية اإلدارية عن املادة املقررة في القانون‬
‫في قضايا نزاعات الشغل أربعة مستشارين تحدد طريقة‬ ‫املدني‪ .‬عكس املحاكم املدنية التي ال تتدخل في النزاعات‬
‫تعيينهم بمقتض ى مرسوم‪ .‬ويجب حضور ممثل النيابة العامة‬ ‫املتعلقة باإلدارة‪.66‬‬
‫في الجلسات الزجرية تحت طائلة بطالن املسطرة والحكم‪.71‬‬
‫إن إسناد رقابة اإلدارة العمومية راجع كذلك لبنية‬
‫يعتبر هذا الحضور إختياريا في جميع القضايا األخرى‪ ،‬عدا في‬
‫جلسة الحكم باملحكمة اإلدارية التي تتكون من ثالثة قضاة‬
‫األحوال املحددة بمقتض ى قانون املسطرة املدنية‪ ،‬وخاصة إذا‬
‫والتي تعتبر مرتكزا أساسيا في إحقاق العدل ‪ ،‬وضمانة لتجنب‬
‫كانت النيابة العامة طرفا رئيسيا وفي جميع األحوال األخرى‬
‫إحتمال اإلنزالقات الشخصية للقاض ي‪.67‬‬
‫املقررة بمقتض ى نص خاص‪.72‬‬
‫هذا ما أكده قانون املحاكم اإلدارية في " تعقد املحاكم اإلدارية‬
‫إن للنيابة العامة دور مهم في تحقيق العدالة‪ ،‬حيث‬
‫جلساتها وتصدر أحكامها عالنية وهي من ثالثة قضاة يساعدهم‬
‫تتولى إقامة وممارسة الدعوى العمومية ومراقبتها وتطالب‬
‫كاتب ضبط‪ ،68"...‬نفس الش يء بالنسبة للقانون رقم ‪80.03‬‬
‫بتطبيق القانون‪ ،‬ولها أثناء ممارسة مهامها الحق في تسخير‬
‫املحدث ملحاكم االستئناف اإلدارية حيث نصت على "تعقد‬
‫القوة العمومية مباشرة‪ ،‬كما تمثل النيابة العامة لدى كل‬
‫محاكم االستئناف اإلدارية جلساتها وتصدر قراراتها عالنية‬
‫محكمة زجرية وتحضر مناقشات هيئات الحكم‪ .‬ويجب النطق‬
‫بجميع املقررات بحضورها‪ .‬تقوم النيابة العامة بإشعار الوكيل‬

‫‪)2003‬؛ الجريدة الرسمية عدد ‪ 5170‬بتاريخ ‪ 23‬شوال ‪ 18( 1424‬ديسمبر‬ ‫‪66‬حسين عثمان محمد عثمان ‪،‬ص‪138.‬‬
‫‪ ،)2003‬ص ‪.4240‬‬ ‫‪ 67‬بوجمعة بوعزاوي “ األمن القضائي“ ‪،‬ص‪114،‬‬
‫‪ 71‬انظر على سبيل املثال املادة ‪( 2‬الفقرة ‪ )2‬من القانون رقم ‪42.10‬‬ ‫‪ 68‬املادة ‪ 5‬من القانون ‪ 41.90‬املتعلق باملحاكم اإلدارية‬
‫املتعلق بتنظيم قضاء القرب وتحديد اختصاصاته‪.‬‬ ‫‪ 69‬القانون رقم ‪ 80.03‬املحدث بموجبه محاكم االستئناف اإلدارية ‪،‬‬
‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.06.07‬صادر في ‪ 15‬محرم ‪1427‬‬
‫‪ - 72‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.74.447‬بتاريخ ‪ 11‬رمضان‬
‫( ‪ 14‬فبراير ‪ ، )2006‬الجريدة الرسمية عدد ‪ 5398‬تاريخ ‪ 23‬فبراير ‪2006‬‬
‫‪ 28( 1394‬شتنبر ‪ )1974‬باملصادقة على نص قانون املسطرة املدنية؛‬
‫‪ ،‬ص‪ ، 490.‬املادة ‪3‬‬
‫الجريدة الرسمية عدد ‪ 3230‬مكرر بتاريخ ‪ 13‬رمضان ‪ 30( 1394‬شتنبر‬
‫‪ ،)1974‬ص ‪ ،2741‬كما تم تغييره وتتميمه‪.‬‬ ‫‪70‬أضيفت هذه الفقرة بموجب القانون رقم ‪ 15.03‬الصادر بتنفيذه‬
‫الظهير الشريف رقم ‪ 1.03.177‬بتاريخ ‪ 16‬من رمضان ‪ 11( 1424‬نوفمبر‬
‫‪44‬‬
‫سيما وأن القانون لم يضع في الحسبان العديد من القضايا‬ ‫القضائي للمملكة باملتابعات املقامة في حق القضاة أو املوظفين‬
‫التي تطرح أمام املحاكم اإلدارية ويجد إيجاد لها الحل بسهولة‬ ‫أو األعوان التابعين للسلطة أو القوة العمومية‪ ،‬وتشعر كذلك‬
‫‪ ،‬كما هو الشأن بالنسبة للجماعات الترابية في ظل املنظور‬ ‫اإلدارة التي ينتمون إليها ‪.‬وتسهر النيابة العامة على تنفيذ‬
‫الجديد للتدبير العمومي‪ .‬هذا الجهاز املتمثل في املفوض‬ ‫املقررات القضائية‪.73‬‬
‫القضائي ال تتوفر عليه املحاكم املدنية‪.‬‬
‫وبهذا تكون خصوصية البنية التي ينتمي إليها القاض ي‬
‫اإلداري قد أسست لرقابته على اإلدارة العمومية‪ .‬وذلك نظرا‬
‫لطبيعة املجال الذي ستمارس فيه هذه الرقابة حيث ستهدف‬
‫إلى حماية املرتفقين من شطط إستعمال السلطة املحتمل‬
‫ممارسته من طرف اإلدارة العمومية‪ .‬وبالتالي فإن جماعية‬
‫الحكم ضمانة للعدالة واإلنصاف وجودة األحكام الصادرة عن‬
‫القضاة‪ .‬فالنقاش الذي يدور بين القضاة البد وأنه في صالح‬
‫الجودة التقنية والقانونية للحكم‪ ،‬كما أنه يجعل محاوالت‬
‫الفساد صعبة ومستبعدة‪.74‬‬

‫ويتأكد كذلك أن رقابة القاض ي اإلداري هي األصلح‬


‫لإلدارة العمومية من خالل ما يتيحه القانون ‪ 80.03‬من‬
‫إمكانية لتقسيم محكمة االستئناف اإلدارية إلى عدة غرف‬
‫حسب أنواع القضايا املعروضة عليها‪ .‬مما يقوي درجة‬
‫التخصص لدى القضاة في معالجة األحكام واألوامر املستأنفة‪.‬‬
‫وما يعزز أحقية القاض ي اإلداري ليكون هو من يضطلع بمهمة‬
‫رقابته على اإلدارة العمومية أن الرئيس األول ملحكمة‬
‫اإلستئناف اإلدارية يعين من بين املستشارين مفوضا ملكيا أو‬
‫أكثر للدفاع عن القانون والحق بإقتراح من الجمعية العمومية‬
‫ملدة سنتين قابلة للتجديد‪.75‬‬

‫إن املفوض امللكي آلية تبرر أحقية القاض ي اإلداري بأن‬


‫يضطلع بمهمة الرقابة على اإلدارة العمومية‪ .‬حيث يضمن‬
‫املفوض امللكي تطبيق القانون بحضوره للجلسة واإلدالء بآراءه‬
‫الكتابية والشفوية على هيئة الحكم بكامل اإلستقالل سواء‬
‫فيما يتعلق بظروف الوقائع أو القواعد القانونية املطبقة عليها‪.‬‬
‫ويعبر عن ذلك في كل قضية بالجلسة العامة ‪ ،‬ويحق لألطراف‬
‫أخذ نسخة من مستنتجات املفوض امللكي للدفاع عن القانون‬
‫بقصد اإلطالع‪ .‬وما يجعل املفوض امللكي يعتبر خصوصية مهمة‬
‫للقاض ي اإلداري تجعله هو الوحيد القادر على رقابة اإلدارة‬
‫العمومية ؛ دوره في القضايا الشائكة الذي يكون محوريا ال‬

‫‪ 75‬الفقرة الثانية من املادة الثالثة من قانون ‪80.03‬‬ ‫‪ 73‬نفس املرجع‬


‫‪ 74‬بوجمعة بوعزاوي “ األمن القضائي اإلداري“ مرجع سابق ‪ ،‬ص‪116 ،‬‬
‫‪45‬‬
‫‪ .III‬المنازعات القضائية‬
‫للجماعات الترابية‬

‫‪46‬‬
‫املجالس‪ .‬ومعنى ذلك أن الصفة في تمثيل العمالة‬
‫د‪ .‬يونس ابالغ‬
‫واإلقليم لدى القضاء‪ ،‬قد تم تحويلها لرئيس املجلس‬ ‫أستاذ التعليم العالي مساعد بالمركز‬
‫بعد أن كانت من صالحية عمال العماالت واألقاليم‪.‬‬ ‫الجامعي قلعة السراغنة‬
‫‪-‬جامعة القاضي عياض‪-‬‬
‫غير أن التنظيم اإلداري للمملكة يتميز بوجود‬
‫عماالت وأقاليم كمصالح غير ممركزة متاخمة للعماالت‬
‫واألقاليم كجماعة ترابية‪ .‬وبذلك سيكون من التحصيل‬ ‫تمثيل العماالت واألقاليم لدى القضاء‬
‫الحاصل القول بأن الصفة في تمثيل هذه املؤسسات‬
‫لدى القضاء تعرف اختالفا‪.‬‬

‫وبالتالي يجب تمييز الصفة في تمثيل هذه‬ ‫"يمثل الرئيس العمالة أو اإلقليم لدى‬
‫الوحدات اإلدارية باعتبارها مصلحة غير ممركزة عن‬ ‫املحاكم ما عدا إذا كانت القضية ت مه بصفة‬
‫الصفة في تمثيلها باعتبارها جماعة ترابية‪ .‬فإذا تعلق‬ ‫شخصية أو بصفته وكيال عن غيره أو شريكا أو‬
‫باألمر بمقاضاة العماالت واألقاليم كمؤسسة غير‬ ‫مساهما أو ت م زوجه أو أصوله أو فروعه‪ ،"...‬يبدو‬
‫معتبرة في حكم الجماعات الترابية (التقسيم اإلداري)‪،‬‬ ‫بأن مضمون هذا املقتض ى ال يثير لبسا بشأن الصفة‬
‫فإن تمثيلها يدخل ضمن صالحيات عمال العماالت‬ ‫في تمثيل العماالت واألقاليم‪ 76‬لدى القضاء‪ .‬فأهلية‬
‫واألقاليم‪ .‬في حين أن تمثيل هذه الهيئات كونها جماعة‬ ‫التقاض ي أو ما يسمى بالصفة اإلجرائية عند مقاضاة‬
‫ترابية (التقسيم الترابي)‪ ،‬يندرج ضمن صالحية رئيس‬ ‫العماالت واألقاليم من صالحية رئيس املجلس حسب‬
‫املجلس ومن مسؤولياته‪ ،‬وذلك وفقا للمقتض ى املشار‬ ‫مقتض ى املادة ‪ 207‬من القانون التنظيمي رقم ‪112.14‬‬
‫إليه أعاله‪.‬‬ ‫املتعلق بالعماالت واألقاليم‪ .‬وهو املقتض ى الذي جعل‬
‫تمثيل هذا املستوى الترابي لدى محاكم اململكة من‬
‫من ثمة‪ ،‬فإن رؤساء املجالس يمثلون العماالت‬
‫مسؤوليات رؤساء مجالس العماالت واألقاليم‪.‬‬
‫واألقاليم لدى املحاكم‪ .‬وفي هذا الصدد يتعين عليهم‬
‫السهر على الدفاع عن مصالح العمالة واإلقليم أمام‬ ‫وعليه‪ ،‬فإن الصفة في تمثيل العمالة واإلقليم‬
‫القضاء‪ ،‬وذلك من أجل الحد من تزايد األحكام‬ ‫من املسؤوليات الكبرى امللقاة على عاتق رؤساء‬

‫يقوم به رئيس مجلس العمالة هو ما يقوم به رئيس مجلس اإلقليم‪ ،‬وأن‬ ‫‪ 76‬ال تختلف تسمية العمالة عما ينطبق على وصف مؤسسة اإلقليم إال‬
‫ما يقوم به عامل العمالة هو ما يقوم به عامل اإلقليم‪.‬‬ ‫من حيث طبيعة املجال الترابي الذي تغطيه كل مؤسسة على حدا‬
‫غير أن وضع حدود فاصلة بين العماالت واألقاليم كجماعة ترابية‬ ‫(حضري أو قروي)‪ .‬فإذا تعلق األمر بطغيان صورة املجال الحضري‪،‬‬
‫والعماالت واألقاليم كإدارات غير ممركزة هو العمل الذي ال يزال في حاجة‬ ‫ُيستخدم لفظ العمالة‪ .‬وملا يشكل املجال القروي النسبة العامة‪ ،‬فنكون‬
‫لتسليط ما يكفي من الضوء عليه وتبديد اللبس واإلشكاليات التي تعتريه‪.‬‬ ‫أمام اإلقليم‪ .‬وبذلك فمن األنسب التذكير بعدم وجود تمييز بين العماالت‬
‫وتمثيل العماالت واألقاليم لدى القضاء هو العمل الذي يستهدف وضع‬ ‫واألقاليم إال إن تعلق األمر بطبيعة املجال الذي تغطيه العمالة أو اإلقليم‪.‬‬
‫حدود فاصلة بين هذه املؤسسات ملا تكن متموقعة في التقسيم الترابي‬ ‫وهي الطبيعة املتنوعة بين املجاالت الحضرية والقروية‪ ،‬وبالتالي فإن‬
‫عن العماالت واألقاليم كإدارات غير ممركزة‪ ،‬تخضع للمرسوم رقم‬ ‫اإلقليم كجماعة ترابية هو العمالة كجماعة ترابية‪ ،‬واألمر نفسه ينطبق‬
‫‪ 2.17.618‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪.‬‬ ‫على العماالت واألقاليم كمصالح غير ممركزة‪ .‬وفي هذا الصدد‪ ،‬فإن ما‬
‫‪47‬‬
‫املعنوية ولها استقاللها املالي واإلداري متاخمة في‬ ‫والقرارات القضائية الصادرة في مواجهتها عبر الدفاع‬
‫وجودها ملؤسسات العماالت واألقاليم كمصالح غير‬ ‫الفوري عن مصالح هذه الوحدة الترابية أمام املحاكم‬
‫ممركزة‪ ،‬األمر الذي أدى بالنتيجة لبلورة منتوج مغربي‬ ‫دون انتظار مقرر للمجلس‪ ،‬وبتتبع جميع الدعاوى مع‬
‫خالص‪ ،‬يستدعي الدخول في مواضيعه والبت في‬ ‫الحرص على إخبار املجالس بكل امللفات الرائجة أمام‬
‫قضاياه‪ ،‬نوع من التخصص في قانون منازعات‬ ‫املحاكم‪.‬‬
‫الجماعات الترابية وهيئاتها‪.‬‬
‫وغني عن البيان بأن تمثيل العماالت واألقاليم‬
‫وقد تبلور هذا املنتوج املغربي الصرف عما‬ ‫كإدارات غير ممركزة (التقسيم اإلداري) لدى املحاكم‬
‫راكمته اململكة منذ ما يزيد عن نصف قرن‪ ،‬جعل‬ ‫لم يمسه أي تغيير بعد سنة ‪ 2015‬على اعتبار أن هذه‬
‫الالمركزية الترابية من املجاالت الخصبة ألبرز‬ ‫املهام ظلت من صالحية عمال العماالت واألقاليم‪،‬‬
‫اإلشكاليات القانونية والعملية‪ ،‬فإن مقاضاة العماالت‬ ‫وهوم ما يبدو عاديا ومنطقيا‪.‬‬
‫واألقاليم كوحدات ترابية المركزية يقود إلعمال‬
‫واعتبارا ملا سبق‪ ،‬فإن تمثيل العماالت‬
‫املسطرة الخاصة بمنازعات الجماعات الترابية‬
‫واألقاليم لدى القضاء يجب أن ال تطرح بشأنه‬
‫املنصوص عليها بالقوانين التنظيمية لسنة ‪ ،2015‬من‬
‫إشكاالت قانونية‪ ،‬سواء آكانت الوحدات مؤسسات‬
‫ضمنها القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬سالف الذكر‪.‬‬
‫إدارية أو ترابية‪ .‬وقد كان تمثيل العماالت واألقاليم‬
‫إن إعمال املساطر املنصوص عليها بالقانون‬ ‫كجماعة ترابية‪ ،‬قبل دخول القانون التنظيمي سالف‬
‫التنظيمي سالف الذكر‪ ،‬يجعل رفع دعوى تجاوز‬ ‫الذكر حيز التنفيذ سنة ‪ ،2015‬من صالحية عمال‬
‫السلطة ضد العماالت واألقاليم كجماعات ترابية أو‬ ‫العماالت واألقاليم باعتبارهم الجهاز التنفيذي لها‪،‬‬
‫ضد قرارات جهازها التنفيذي مقيدا بإخبار رئيس‬ ‫وذلك وفقا ملقتضيات القانون رقم ‪ 79.00‬الذي كان‬
‫املجلس قبل رفع الدعوى وتوجيه مذكرة إلى عامل‬ ‫ينص على ذلك‪ .‬وهو النص الذي تم نسخه بموجب‬
‫العمالة أو اإلقليم تتضمن موضوع وأسباب الشكاية‬ ‫القانون التنظيمي املذكور‪ ،‬والذي أكدت مضامينه بأن‬
‫حيث يسلم للطاعن وصل على إثر ذلك‪ .‬وإذا كان املدعي‬ ‫رؤساء مجالس العماالت واألقاليم املسؤولون عن‬
‫يطالب العمالة أو اإلقليم بأداء دين أو تعويض‪ ،‬فال‬ ‫تنفيذ مداوالت هذه املجالس‪.‬‬
‫يمكن رفع أي دعوى‪ ،‬إال بعد إحالة األمر مسبقا إلى‬
‫وبالرغم من ذلك‪ ،‬ال زال مطروحا لدى البعض‬
‫عامل العمالة أو اإلقليم الذي يدرس الشكاية في أجل‬
‫نوع من الخلط بين هذه املؤسسات‪ ،‬وبين ممثلها‬
‫أقصاه ثالثون (‪ )30‬يوما ابتداء من تاريخ تسليم‬
‫القانوني ومسطرة مقاضاتها أمام املحاكم‪ ،‬فإن مسطرة‬
‫الوصل وما يلي ذلك من الشكليات املنصوص عليها‬
‫مقاضاة العمالة واإلقليم كجماعة ترابية تختلف عن‬
‫بالقسم السادس من القانون التنظيمي رقم ‪112.14‬‬
‫مسطرة مقاضاتها كإدارة غير ممركزة‪ ،‬وهي الجوانب‬
‫املشار إليه سلفا‪.‬‬
‫التي يستهدف موضوع تمثيل العماالت واألقاليم لدى‬
‫وفي هذا الصدد‪ ،‬فلما تكن الدعوى في مواجهة‬ ‫القضاء إزالة اللبس الذي يعتريها‪ .‬ويظل صحيحا بأن‬
‫العماالت واألقاليم كمؤسسة معتبرة في حكم‬ ‫تطبيقات الالمركزية الترابية باململكة قد تميزت منذ‬
‫الجماعات الترابية‪ ،‬فإنها تستدعي سلوك مسطرة‬ ‫سنة ‪ 1963‬بوجود عماالت وأقاليم متمتعة بالشخصية‬
‫‪48‬‬
‫الوصل املشار إليها أعاله‪ ،‬وما يستتبع ذلك من املساطر‬
‫امللتصقة بمنازعات الجماعات الترابية كاملتعلقة منها‬
‫بإلزامية إدخال الوكيل القضائي للجماعات الترابية‪،‬‬
‫تحت طائلة عدم القبول‪ ،‬في جميع الدعاوى التي‬
‫تستهدف مطالبة العمالة أو اإلقليم بأداء دين أو‬
‫تعويض‪ .‬في حين‪ ،‬وملا تكن الدعوى في مواجهة العماالت‬
‫واألقاليم كإدارة غير ممركزة‪ ،‬فإنها ال تتطلب هذه‬
‫اإلجراءات الشكلية‪ ،‬على اعتبار أنها دعوى عادية كتلك‬
‫املرفوعة في مواجهة الدولة بإدارتها املركزية ومصالحها‬
‫غير املمركزة والتي تستبعد هذه الشكليات‪ ،‬ما لم يكن‬
‫منصوصا عليها في مقتضيات قانونية خاصة‪.‬‬

‫غير أن بعض املحاكم اإلدارية باململكة ال زالت‬


‫لم تستوعب التمييز بين الدعاوى املرفوعة في مواجهة‬
‫العماالت واألقاليم كجماعات ترابية والدعاوى‬
‫املرفوعة في مواجهة العماالت واألقاليم كإدارات غير‬
‫ممركزة‪ .‬وها هي املحكمة اإلدارية بالدار البيضاء في أحد‬
‫امللفات التي كانت رائجة أمامها‪ ،‬لم تستوعب بعد هذا‬
‫التمييز‪ ،‬لتقض ي في حكم لها بتاريخ ‪ 1‬مارس ‪2018‬‬
‫بعدم القبول‪ ،77‬وتضيع تبعا لذلك حقوق املتقاضين‪،‬‬
‫نظرا إلى أن الطاعنة‪ ،‬حسب تعليل املحكمة‪ ،‬لم تدل‬
‫بما يفيد سلوكها ملسطرة الوصل املشار إليها أعاله‪،‬‬
‫علما أن طعنها موجه ضد قرار عاملي رفض منحها‬
‫رخصة إحداث صيدلة‪ ،‬وأن هذه القرارات ال عالقة لها‬
‫بالجماعات الترابية‪ ،‬وإنما يسلمها عمال العماالت‬
‫واألقاليم باعتبار ذلك اختصاصا أصيال لهم‬
‫كاختصاصاتهم املتعلقة بتأسيس الجمعيات ومنح‬
‫رخص ثقة سيارات األجرة وغيرها‪.‬‬

‫حكم املحكمة اإلدارية بالدار البيضاء عدد ‪ 549‬بتاريخ ‪ 1‬مارس ‪2018‬‬ ‫‪77‬‬

‫في امللف رقم ‪( 2017 /7110 /475‬غير منشور)‪.‬‬


‫‪49‬‬
‫في جميع الدعاوى التي تستهدف مطالبة الجماعات الترابية‬ ‫ذة‪ .‬حياة بومعزة‬
‫وهيئاتها ومؤسسات التعاون بين الجماعات الترابية من نفس‬ ‫باحثة بجامعة محمد الخامس‪( :‬القانون‬
‫العام)‬
‫املستوى ومجموعات الجماعات الترابية بأداء دين او تعويض‪،‬‬
‫ويخول له بناء على ذلك‪ ،‬إمكانية مباشرة الدفاع عن الجماعة‬
‫أية أدوار للوكيل القضائي للجماعات‬
‫الترابية وهيئاتها ومؤسسات التعاون بينها وبين الجماعات‬
‫الترابية في تدبير منازعات الوحدات‬
‫الترابية األخرى في مختلف مراحل الدعوى‪ .82‬كما يؤهل حسب‬ ‫الترابية؟‬
‫نفس القوانين التنظيمية‪ ،‬للنيابة عن الجماعات الترابية في‬
‫جميع الدعاوى األخرى بتكليف منها‪.‬‬ ‫تم بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ 2020‬اصدار القرار القاض ي‬
‫بتعيين الوكيل القضائي للجماعات الترابية‪ ،78‬وقد صدر القرار‬
‫لذلك‪ ،‬يمكن القول إن فكرة إحداث مؤسسة الوكيل‬
‫املذكور تطبيقا للقوانين التنظيمية للجماعات الترابية لسنة‬
‫القضائي للجماعات الترابية التي تعتبر في حقيقة األمر استلهاما‬
‫‪ ،792015‬والتي أتت آنذاك بمستجد هام إثر تنصيصها على‬
‫من مؤسسة الوكيل القضائي للمملكة‪ ،‬و التي تعد في حد ذاتها‬
‫الوكيل القضائي للجماعات الترابية الذي سيتولى تقديم‬
‫استجابة لروح دستور اململكة الذي أكد فصله الثاني على أن‬
‫املساعدة القضائية للجماعات الترابية وهيئاتها تعد هذه‬
‫التنظيم الترابي للمملكة تنظيم المركزي قوامه الجهوية‬
‫الخطوة تطورا آخرا في مجال تدبير منازعات الجماعات‬
‫املتقدمة‪ ،‬وبالتالي فإن إحداث هذه املؤسسة‪ ،‬وإن كان يشكل‬
‫الترابية‪ ،‬وذلك بعد تجربة املساعد القضائي للجماعات‬
‫مكسبا في سبيل التدبير األمثل ملنازعات الهيئات الالمركزية‪،‬‬ ‫ُ‬
‫املحلية‪ ،‬والتي لم تعمر طويال بعد إحداثه بمقتض ى القانون‬
‫فإنه يشكل مع ذلك أحد مرتكزات الجهوية املتقدمة بالنظر‬
‫‪ 45.08‬املتعلق بالتنظيم املالي للجماعات املحلية‬
‫لألدوار الجديدة املنوطة بالجماعات الترابية واالختصاصات‬
‫ومجموعاتها‪.80‬‬
‫القوية التي أسندتها لها القوانين التنظيمية سالفة الذكر‪.‬‬
‫تجدر اإلشارة الى أن الوكيل القضائي للجماعات الترابية‬
‫إن إسناد اختصاصات قوية للجماعات الترابية بعد‬
‫ليس هو املمثل القانوني للجماعات الترابية أمام القضاء‪.‬‬
‫دستور ‪ 2011‬كما سايرته القوانين التنظيمية لسنة ‪،2015‬‬
‫فالجماعات الترابية تعتبر وحدات ترابية للمملكة‪ ،‬خاضعة‬
‫جعلتها تدخل في عالقات متعددة ومتشعبة مع الغير‪ ،‬سواء‬
‫للقانون العام وتتمتع بالشخصية االعتبارية واالستقالل‬
‫عن طريق تدخلها من أجل تنظيم نشاطات األراد داخل‬
‫اإلداري واملالي‪ .‬لذلك أسندت القوانين التنظيمية للجماعات‬
‫الجماعات بواسطة مقررات فردية أو تنظيمية أو عن طريق‬
‫الترابية مهمة التمثيل القانوني لرؤساء هاته الجماعات‪ .81‬فيما‬
‫التعامل مع االشخاص االعتبارية أو املعنوية بواسطة‬
‫تقتصر مهمة الوكيل القضائي على الدفاع عن الجماعات‬
‫االتفاقيات والعقود من أجل استغالل وتسيير مرافق عمومية‬
‫الترابية بخصوص القضايا املرفوعة ضدها أمام القضاء‪.‬‬
‫جماعية أو عبر أداء خدمات والقيام بأشغال لفائدة هذه‬
‫فبحسب القوانين التنظيمية للجماعات الترابية املذكورة‪،‬‬
‫الوحدات الترابية‪ ،‬األمر الذي يمكن أن يؤدي بالتبعية للمس‬
‫يتولى الوكيل القضائي للجماعات الترابية تقديم املساعدة‬
‫بالحقوق وتضارب املصالح‪ ،‬وبالتالي تكاثر املنازعات أمام‬
‫القانونية للجماعات الترابية ويؤهل للترافع أمام املحكمة‬
‫القضاء‪ .‬وهي القضايا التي تكون فيه الجماعات الترابية طرفا‬
‫املحال اليها األمر‪ .‬كما يجب إدخاله‪ ،‬تحت طائلة عدم القبول‪،‬‬

‫القانون رقم ‪ 45-08‬املتعلق املالي للجماعات املحلية ومجموعاتها‪،‬‬ ‫‪ 78‬قرار لوزير الداخلية رقم ‪ 1555.02‬بتاريخ ‪ 17‬يونيو‪2020.‬‬
‫ومنشور بنفس التاريخ بالجريدة الرسمية عدد ‪.5711‬‬ ‫‪ 79‬جاء وألول مرة ذكر الوكيل القضائي للجماعات الترابية في القوانين‬
‫‪ 81‬المادة ‪ 263‬من القانون التنظيمي ‪ 113-14‬المتعلق‬ ‫التنظيمية الترابية بمقتض ى املادة ‪ 268‬من القانون التنظيمي رقم‬
‫بالجماعات‪ ،‬المادة رقم ‪ 207‬من لقانون التنظيمي رقم ‪112-14‬‬ ‫‪ 14/113‬املتعلق بالجماعات واملادة ‪ 212‬من القانون التنظيمي رقم‬
‫المتعلق بالعماالت واألقاليم‪ ،‬المادة رقم ‪ 237‬من القانون التنظيمي‪.‬‬ ‫‪ 14/112‬املتعلق العماالت واألقاليم ثم ملادة ‪ 242‬من القانون التنظيمي‬
‫‪ 82‬المادة ‪ 263‬من القانون التنظيمي ‪ 113-14‬المتعلق‬
‫بالجماعات‪ ،‬المادة رقم ‪ 212‬من لقانون التنظيمي رقم ‪112-14‬‬ ‫رقم ‪ 14/111‬املتعلق بالجهات‪.‬‬
‫المتعلق بالعماالت واألقاليم‪ ،‬المادة رقم ‪ 242‬من القانون التنظيمي‪.‬‬ ‫‪80‬ظهير شريف رقم ‪ 1-09-02‬الصادر في ‪ 18‬فبراير ‪ 2009‬بتنفيذ‬
‫‪50‬‬
‫الدفاع عن مصالحها لتفادي األحكام والقرارات القضائية التي‬ ‫مدعيا أو مدعى عليها‪ ،‬مما استوجب معه البحث قانوني تتدخل‬
‫من املمكن أن ترهق ميزانيتها وتعيق دورها التنموي‪ .‬إن‬ ‫بموجبه السلطات العمومية في املجال املتعلق بتدبير منازعات‬
‫تضاعف األحكام والقرارات القضائية الصادرة في مواجهتها‪،‬‬ ‫الهيئات الالمركزية‪.‬‬
‫من املمكن أن تؤدي بشكل تدريجي إلى التشكيك في سمعتها إزاء‬
‫ولهذه الغاية‪ ،‬يبدو بأن الدولة‪ ،‬ونتيجة لعلمها املسبق‬
‫املواطن ملا لها من تأثير على ميزانيتيها‪ ،‬خصوصا عندما تعجز‬
‫باآلثار اإليجابية للتدبيراألنجع ملنازعات الجماعات الترابية‪ ،‬قد‬
‫عن التنفيذ‪ ،‬األمر الذي يؤدي بالتبعية إلى الحجز على أموالها‪.‬‬
‫فكرت وعملت على إحداث مؤسسة الوكيل القضائي‬
‫ويضاف لذلك النقص الكبير في األطر القانونية املؤهلة لتتبع‬
‫للجماعات الترابية‪ .‬وهي بذلك قد أسندت لهذه املؤسسة أدوار‬
‫املساطر القضائية والترافع أمام القضاء للحيلولة دون تكبد‬
‫مهمة في هذا الباب تستهدف درء اآلثار السلبية لألحكام‬
‫الجماعة الترابية خسائر مادية ناتجة عن القيمة املالية التي‬
‫والقرارات القضائية الصادرة في مواجهة الوحدات الترابية‪.‬‬
‫تقض ي بها األحكام القضائية‪ .‬وأمر كهذا يمكن أن يهدد في نهاية‬
‫املطاف كينونة الالمركزية في حد ذاتها‪ .‬لذلك فان الوكيل‬ ‫وقد كان من شأن درء اآلثار السلبية املترتبة عن‬
‫القضائي للجماعات الترابية‪ ،‬باإلضافة الى مهمته األساسية في‬ ‫األحكام والقرارات القضائية الصادرة في مواجهة الوحدات‬
‫الدفاع عن حقوق ومصالح الجماعة الترابية أمام القضاء‬ ‫الترابية أن حتم على السلطات العمومية أن تنظر إليه نظرة‬
‫يمكن ان يلعب دورا أساسيا في مرحلة ما قبل الدعوى وذلك‬ ‫مغايرة‪ .‬نظرة جعلتها تخصص قسما خاصا بتدبير املنازعات‬
‫بتوقع املنازعات والوقاية منها أو مباشرة الصلح بين املدعين‬ ‫بالقوانين التنظيمية لسنة ‪ .2015‬وهي املقتضيات التي تم‬
‫والجماعة الترابية وسلك الطرق الرضائية في أداء التعويضات‪.‬‬ ‫العمل على أجرأتها سريعا بإصدار قرار تعيين الوكيل القضائي‬
‫للحد من تزايد عدد األحكام والقرارات القضائية الصادرة في‬
‫يجدر التذكير‪ ،‬بأن إصدار القرار املذكور قد تزامن مع‬
‫مواجهة الهيئات الالمركزية‪.‬‬
‫الحديث عن وضع استراتيجية لتدبير منازعات الدولة خصوصا‬
‫بعد التقرير الذي أصدره املجلس األعلى للحسابات‪ .‬وهو التقرير‬ ‫فنظرا لتضاعف عدد الدعاوى الرائجة أمام املحاكم‬
‫الذي ارتكز باألساس على ثالث أسس‪ :‬الوقاية من املنازعات‬ ‫الناتجة عن تنامي الوعي لدى األشخاص للولوج للقضاء‬
‫واقتراح الحلول البديلة لها ثم تدبيرها في حالة وجودها‪.‬‬ ‫اإلداري من أجل استرجاع حقوقهم املنتهكة من طرف اإلدارة‬
‫والتي تتمثل في عدم إعداد دراسة مادية وقانونية للوقائع‬
‫من ثمة‪ ،‬فمن املستجدات التي أتى بها قرار إحداث‬
‫والظروف املحيطة بالعمل الذي أقدمت عليه الجماعات‬
‫الوكيل القضائي للجماعات الترابية سواء تلك التي تتعلق‬
‫الترابية‪ ،‬وكذا عدم تقدير األسباب التي تم االستناد إليها مع‬
‫بمهامه الجديدة أو التي لها عالقة بطرق االشتغال‪ ،‬تطرح‬
‫عدم احترام النصوص القانونية والتنظيمية املعمول بها في كل‬
‫العديد من األسئلة حول هذه املؤسسة كبنية في النسق‬
‫موضوع كاملتعلقة باإلقدام على احتالل ملك الغير دون اتباع‬
‫القانوني ملنظومة الجماعات الترابية حيث يتولى تقديم‬
‫مسطرة نزع امللكية من أجل املنفعة العامة‪ ،‬باإلضافة إلى‬
‫املساعدة القانونية للجماعات وهيئاتها ومؤسسات التعاون بين‬
‫االمتناع‪ ،‬وألسباب وحجج واهية‪ ،‬عن التعويض وأداء الديون‬
‫الجماعات ومجموعات الجماعات الترابية ويؤهل للترافع أمام‬
‫املترتبة في ذمة الهيئات الالمركزية والناتجة عن عقود التوريد‬
‫املحاكم املحال إليها األمر‪ ،‬مما يجعلنا أيضا نحاول سبر اغوار‬
‫واألشغال و الخدمات وعدم االلتزام بالوفاء بالديون املترتبة في‬
‫تموقعه في الخطة الوطنية لتدبير املنازعات‪ ،‬تلبية لنداءات‬
‫ذمة الجماعة الترابية نتيجة تعاملها مع الخواص داخل اآلجال‬
‫مؤسسة الوسيط املتكررة في تقاريرها حول تراكم القضايا‬
‫القانونية؛ ظل التفكير قائما من أجل البحث عن آلية أخرى‬
‫املتعلقة بالجماعات الترابية‪.‬‬
‫تتدخل في تدبير منازعات الجماعات الترابية‪.‬‬
‫ومن هذا املنظور‪ ،‬تموقع الوكيل القضائي‬
‫لهذه األسباب‪ ،‬يأتي إحداث مؤسسة الوكيل القضائي‬
‫للجماعات الترابية في هيكلة املديرية العامة للجماعات الترابية‬
‫للجماعات الترابية في إطار تعزيز الهياكل اإلدارية املختصة في‬
‫كإمكانية للمساهمة في تكريس األمن القانوني واألمن القضائي‬
‫‪51‬‬
‫واملحافظة على استقرار املعامالت‪ ،‬ومن تم‪ ،‬فإن دعم هذه‬
‫املؤسسة باملوارد البشرية واملادية وكذا توزيعها الجغرافي‬
‫داخل التمثيليات الجهوية لإلدارة الالممركزة‪ ،‬سياهم حتما‬
‫في ترسيخ الجودة القانونية داخل الجماعات الترابية ووقايتها‬
‫من املخاطر عبر خدمات جديدة للقرب كتقديم االستشارات‬
‫والتوصيات ومواكبة قراراتها اإلدارية واالتفاقية وعقودها‪،‬‬
‫سواء على املستوى الداخلي‪ ،‬أو الخارجي‪ ،‬واللجوء للوسائل‬
‫لبديلة لفض املنازعات‪ .‬ومهمة كهذه ال تقل أهمية عن املهام‬
‫األخرى‪ ،‬ألنها تؤدي إلى التقليل من املنازعات القضائية‪.‬‬

‫تأسيسا على ما سبق‪ ،‬فنجاعة مؤسسة الوكيل‬


‫القضائي للجماعات الترابية تكمن في تغيير وسائل االشتغال‬
‫على اعتبار أن اإلشكاليات القانونية املتعلقة باملنازعات التي‬
‫تهم الجماعات الترابية تتطلب إرساء خطة للتكوين والبحث‬
‫العلمي على مستوى السلك العالي للمعهد امللكي لإلدارة الترابية‬
‫من خالل تكوين أطر فعالة في مجال تدبير املنازعات‪،‬‬
‫كتخصص القضاء اإلداري واملنازعات العمومية والعلوم‬
‫اإلدارية واملالية‪ .‬كما تتطلب أيضا بلورة انخراط مؤسسة‬
‫الوكيل القضائي للجماعات الترابية في دينامية التحول الرقمي‬
‫عبر بوابة الكترونية تتضمن املذكرات والتحليالت والدراسات‬
‫التي تعنى بمجال اشتغالها وتشبيك عالقتها بغيرها من اإلدارات‬
‫العمومية واملؤسسات وهيئات الحكامة‪ ،‬وذلك تكريسا لدولة‬
‫الحق والقانون واملؤسسات‪.‬‬

‫‪52‬‬
‫وتجب اإلشارة‪ ،‬أنه إلى جانب الطرق العامة الجماعية‬
‫مصطفى بلكوزي‬
‫التي تتملكها الجماعة املوجودة داخل مجال حدودها الترابي‪،84‬‬ ‫دكتور في القانون العام والعلوم السياسية‬

‫هناك طرق عامة أخرى تتعدد وتتنوع بحسب موقعها والجهة‬

‫التي تعود إليها ملكيتها ومهمة تدبيرها وصيانتها وإصالحها‪،‬‬ ‫إشكالية التعويض عن إحداث الطرق‬
‫العامة الجماعية‬
‫فباإلضافة إلى الطرق السيارة‪ ،‬وكذا الطرق الوطنية التي‬

‫تنجزها وزارة التجهيز والنقل وتدخل تبعا لذلك في نطاق‬

‫األمالك العامة للدولة‪ ،‬هناك الطرق الدائرية التي توجد داخل‬ ‫مقدمة‪:‬‬

‫املدار الحضري للمدن‪. 85‬‬ ‫يتطلب إنجاز التجهيزات العامة الواردة بالتصاميم‬
‫التعميرية من الجهات اإلدارية املعنية صرف تعويضات مهمة‬
‫وإذا كانت الطرق األخيرة ال تثير أي إشكال قانوني أو‬
‫ألصحاب األراض ي الواقعة عليها هذه التجهيزات‪ ،‬مما يشكل‬
‫واقعي‪ ،‬فإن اإلشكالية األساسية تطرح على الخصوص بالنسبة‬ ‫إكراها ماليا قد يعوق عملية تفعيل هذه التصاميم‪ ،‬وتخفيفا‬
‫للطرق الجماعية وتوابعها‪ ،‬خاصة فيما يتعلق بتطبيق املادة‬ ‫من حدة هذا اإلكراه عمل املشرع في بعض الحاالت على إشراك‬
‫األفراد في تحمل جزء من هذه التكاليف بصورة مجانية‪،‬‬
‫‪ 37‬من القانون ‪90‬ـ‪ 12‬املتعلق بالتعمير‪ 86‬وأساس احتساب‬
‫تكريسا لفكرة املشاركة التي تقوم عليها املجتمعات املعاصرة‬
‫التعويض الذي يمنح على ضوئها‪.‬‬ ‫من جهة‪ ،‬واعتبارا لزائد القيمة الذي يضفيه إنجاز بعض هذه‬
‫التجهيزات على العقارات املجاورة من جهة أخرى‪ ،83‬ومن أمثلة‬
‫الحاالت التي قرر فيها املشرع هذا املبدأ حالة الطرق الجماعية‪.‬‬

‫‪ 2000/1‬بتاريخ ‪ ،2001/02/27‬وأن الطريق المذكورة أحدثت‬ ‫‪ -83‬عبد العزيز اليعقوبي‪ ":‬قانون التعمير ومسألة التعويض‪،‬‬
‫في إطار إنجاز التجزئة وليس قبل ذلك‪ ،‬وإن كانت مقررة في‬ ‫قراءة في بعض اإلشكاالت"‪ ،‬مجلة القضاء والقانون‪،‬‬
‫تصميم التهيئة لبلدية سايس عدد ‪2‬ـ‪95‬ـ‪ 830‬بتاريخ‬ ‫العدد‪ ،2004 ،149:‬ص‪.229:‬‬
‫‪30‬ـ‪06‬ـ‪ 1998‬مما تبقى معه الشركة المستأنفة ما دامت لم تنازع‬ ‫‪ -84‬حتى الطرق التي تحدث داخل التجزئات العقارية تتملكها‬
‫في ذلك ولم تدل بما يثبت ما يخالفه غير محقة في المطالبة‬ ‫الجماعة باعتبار أن قانون التجزئات العقارية والمجموعات‬
‫بالتعويض عن الجزء من العقار الذي أحدثت عليه الطريق‪»..‬‬ ‫السكنية وتقسيم العقارات قد أوجب على الراغبين في إحداث‬
‫تكون قد عللت قرارها تعليال كافيا وصائبا وبنته على أساس‬ ‫تجزئات عقارية الحصول على إذن بذلك‪ ،‬وأن يكون مشروعهم‬
‫قانوني سليم ولم تخرق أي مقتض قانوني محتج بخرقه وما‬ ‫مشتمال على أشغال التجهيز منها إقامة الطرق الداخلية ومرافق‬
‫بالوسائل على غير أساس"‪.‬‬ ‫السيارات‪ ،‬والتي تصير تبعا لذلك ملكا جماعيا عاما بمجرد‬
‫‪ -85‬عز العرب حمومي‪":‬القضاء اإلداري والتعمير"‪ ،‬مجلة‬ ‫إقامتها من قبل صاحب التجزئة الذي ال يكون له حق في‬
‫المعيار‪ ،‬العدد ‪ ،40‬دجنبر ‪ ،2008‬المطبعة األرو متوسطية‬ ‫الحصول على أي تعويض عن هذه الطرق‪ ،‬وبالتالي فإن هذا‬
‫للمغرب‪ ،‬ص‪.92:‬‬ ‫النوع من الطرق ال يثير أي إشكال بخصوص التعويض‪.‬‬
‫‪ 86‬ـ القانون رقم ‪ 12 -90‬المتعلق بالتعمير الصادر بتنفيذه الظهير‬ ‫وهذا ما أكدته الغرفة اإلدارية (القسم اإلداري األول) بمحكمة‬
‫الشريف رقم ‪31‬ـ‪92‬ـ‪ 1‬بتاريخ ‪ 15‬ذي الحجة ‪17( 1412‬‬ ‫النقض في قرار عدد ‪ 386‬المؤرخ في ‪ 2014/03/27‬ملف‬
‫يونيو ‪ ،)1992‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4159‬بتاريخ ‪ 15‬يوليوز ‪،1992‬‬ ‫إداري عدد ‪ .2011/1/4/1227‬بين شركة أم القرى للبناء‬
‫ص‪ ،887 :‬كما تم تغييره وتتميمه بالقانون رقم ‪12‬ـ‪ 66‬الصادر‬ ‫والجماعة الحضرية بفاس‪ .‬غير منشور‪ .‬ومما جاء فيه‪:‬‬
‫بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪124‬ـ‪16‬ـ‪ 1‬الصادر في ‪ 21‬ذي‬ ‫"‪...‬والمحكمة مصدرة القرار المطعون فيه التي اعتبرت‪«..‬أن‬
‫القعدة ‪ 25 ( 1437‬غشت ‪ )2016‬المتعلق بمراقبة وزجر‬ ‫الطريق المطالب بالتعويض عن إحداثها على عقار المستأنفة‪،‬‬
‫المخالفات في مجال التعمير والبناء‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6501‬بتاريخ ‪19‬‬ ‫تعتبر من االرتفاقات القانونية التابعة للتجزئة المحدثة من طرف‬
‫شتنبر ‪ ،2016‬ص‪.6630:‬‬ ‫الشركة المستأنفة حسب الثابت من رخصة التجزئة عدد‬
‫‪53‬‬
‫جاء فيه ‪ ":‬وحيث إنه باالستقراء الدقيق ملعطيات هذه املادة‪،‬‬ ‫فمن خالل مقتضيات املادة ‪ 37‬من القانون السالف‬

‫أي (املادة ‪ ،)37‬يالحظ أن املشرع حدد عرض املساحة‬ ‫الذكر‪ ،87‬نالحظ أن املشرع قد حدد عدد من الحاالت‬

‫الخاضعة للمساهمة املجانية بشكل ثابت (عشر أمتار)‪ ،‬في‬ ‫الواضحة التي يمكن من خاللها تطبيق فحوى ومضمون املادة‬

‫حين لم يفعل ذلك بالنسبة لطول هذه املساحة‪ ،‬بل جعله‬ ‫‪( 37‬أوال)‪ ،‬في حين أن هناك إشكاالت اعترضت القاض ي اإلداري‬

‫مساويا لطول واجهة األرض الواقعة على الطريق املراد إحداثها‪.‬‬ ‫من خالل تطبيقه لهذه املادة (ثانيا)‪.‬‬

‫وهذا األسلوب في تحديد املساحة الخاضعة للمساهمة املجانية‬ ‫أوالـ نطاق تطبيق املساهمة املجانية‬
‫بناءا على عنصرين‪ :‬أحدهما ثابت (العرض) وثانيهما متغير‬ ‫إن تطبيق املادتين ‪ 37‬و‪ 8838‬من قانون التعمير يثير‬
‫(الطول)‪ ،‬يفيد بأن املشرع ال يسمح سوى باقتطاع عشرة أمتار‬ ‫عدة فرضيات ملبدأ التعويض عن نزع ملكية املساحات الواقعة‬
‫من عرض املساحة الخاضعة للمساهمة املجانية‪ ،‬وأن الزائد‬ ‫عليها الطريق العامة الجماعية‪ ،‬سنحاول رصد جميع هاته‬
‫على عشرة أمتار‪ ،‬بالنسبة للعرض يكون مستوجبا للتعويض‬ ‫الفرضيات مع بيان موقف القضاء اإلداري منها على الشكل‬
‫حتى ولو كانت املساحة املقتطعة أقل من ربع املساحة‬ ‫التالي‪:‬‬
‫اإلجمالية للقطعة‪ .‬وحاصل هذا الكالم أن الضابط في‬ ‫‪1‬ـ حالة ما إذا كانت املساحة املقتطعة تقل عن‬
‫احتساب الربع من املساحة اإلجمالية الخاضعة للمساهمة‬ ‫الربع وفي نفس الوقت تفوق ‪ 10‬أمتار عرضا‪:‬‬

‫املجانية‪ ،‬يكون بالنظر إلى طول القطعة مضروبا في عرضها‪،‬‬ ‫التساؤل املطروح هنا ما مدى وجوب التعويض عن‬

‫الذي هو عشرة أمتار‪ .‬ومن تم فإن عبارة «على أن ال تتعدى‬ ‫املساحة الزائدة عن ‪ 10‬أمتار عرضا؟‬

‫هذه املساهمة قيمة ربع البقعة األرضية» الواردة باملادة ‪37‬‬ ‫جوابا عن التساؤل املطروح بالذات أوضحت املحكمة‬

‫املذكورة‪ ،‬إنما تنسحب على هذا املعنى‪ .‬ولو كان املشرع يقصد‬ ‫اإلدارية بمكناس في حكمها الصادر بتاريخ ‪ 892000/1/6‬الذي‬

‫للجماعة بالفرق بين مبلغ المساهمة المفروضة عليه وفق ما هو‬ ‫‪ 87‬ـ المادة ‪ ":37‬تقوم الجماعة بتملك العقارات الواقعة في مساحة‬
‫منصوص أعاله وقيمة المساحات المأخوذة من بقعته األرضية‬ ‫الطرق العامة الجماعية‪ ،‬وذلك إما برضى مالكها وإما بنزع‬
‫إذا كانت هذه القيمة تفوق مبلغ المساهمة أو مدينا للجماعة بالفرق‬ ‫ملكيتها منهم‪ ،‬مع مراعاة األحكام الخاصة التالية‪:‬‬
‫بينهما إذا كان مبلغ المساهمة يتعدى قيمة المساحات المأخوذة‬ ‫ـ يكون مالك كل بقعة أرضية تصير أو تبقى مجاورة للطريق‬
‫منه‪.‬‬ ‫العامة الجماعية المقررة إحداثها ملزما بالمساهمة مجانا في‬
‫‪ 88‬ـ المادة ‪ ": 38‬يحدد التعويض المستحق لمالك األراضي‬ ‫إنجازها إلى غاية مبلغ يساوي قيمة جزء من أرضه يعادل‬
‫المجاورة للطرق العامة بموجب المادة ‪ 37‬أعاله‪ ،‬وفق أحكام‬ ‫مستطيال يكون عرضه عشرة أمتار وطوله مساويا لطول واجهة‬
‫القانون المشار إليه آنفا رقم ‪81‬ـ‪ 7‬المتعلق بنزع الملكية للمنفعة‬ ‫األرض الواقعة على الطريق المراد إحداثها على أن ال تتعدى‬
‫العامة واالحتالل المؤقت‪ ،‬مع مراعاة الحدود التي كانت لكل‬ ‫هذه المساهمة قيمة ربع البقعة األرضية؛‬
‫عقار عند افتتاح البحث السابق لقرار إعالن المنفعة العامة‪.‬‬ ‫ـ إذا بقى من بقعة أرضية‪ ،‬بعد أن يكون قد أخذ منها ما يلزم‬
‫‪." .....‬‬ ‫إلنجاز طريق عامة جماعية‪ ،‬جزء غير قابل للبناء بموجب‬
‫‪ -89‬المحكمة اإلدارية بمكناس حكم رقم ‪ 12/2000/1‬ش بتاريخ‬ ‫الضوابط الجاري بها العمل يجب على الجماعة أن تتملكه إذا‬
‫‪ 2000/1/6‬في الملف رقم ‪.12/97/12‬‬ ‫طلب منها المالك ذلك؛‬
‫ـ بعد أخذ ما يلزم إلنجاز الطريق وتملك األجزاء غير القابلة‬
‫للبناء إن اقتضى الحال ذلك‪ ،‬يكون مالك البقعة األرضية دائنا‬
‫‪54‬‬
‫والواقع أن هذا التفسير القضائي املستقر عليه من‬ ‫خالف ذلك‪ ،‬أي يقصد الربع املطلق من املساحة اإلجمالية‬

‫طرف العمل القضائي اإلداري للمادة ‪ 37‬هو املقبول واقعا‬ ‫للقطعة مهما كان عرضها‪ ،‬ملا اضطر في البداية إلى تحديد‬

‫وقانونا ومنطقا‪ ،‬ليس فقط لكونه ينسجم وطبيعة الصياغة‬ ‫عرض املساحة القابلة لالقتطاع املجاني بشكل ثابت‪،‬‬

‫التي جاءت بها املادة ‪ ،37‬بل لكونه يندرج أيضا ضمن التوجه‬ ‫والستغنى عن ذلك بالتنصيص مباشرة على أن املالك‬

‫الذي يستهدف إعمال املساهمة املجانية في الحدود التي‬ ‫املجاورين ملزمون باملساهمة مجانا في إنشاء الطرق العامة‬

‫يستسيغه مبدأ إشراك األفراد في تحمل التكاليف العامة‪ ،‬مع‬ ‫الجماعية املحاذية مللكهم‪ ،‬على أن ال تتجاوز هذه املساهمة ربع‬

‫مبدأ مساواة األفراد في تحمل التكاليف العامة‪.‬‬ ‫املساحة اإلجمالية للقطعة»‪. "..‬‬

‫‪2‬ـ حالة تجاوز املساحة املقتطعة لربع القطعة‬ ‫ومن هنا يتبين ضرورة استحقاق التعويض عن‬
‫األرضية‬ ‫املساحة الزائدة على عشرة أمتار بالنسبة للعرض حتى وإن كان‬
‫إذا تجاوزت املساحة املقتطعة لربع القطعة األرضية‬ ‫الجزء املقتطع أقل من ربع املساحة اإلجمالية للقطعة‪،‬‬
‫حتى ولم تتجاوز عشرة أمتار املحددة لعرض الطريق‪ ،‬فإن‬ ‫فالقراءة التي اعتمدتها املحكمة بهذا الخصوص‪ ،‬تنسجم‬
‫املالك يكون محقا في طلب التعويض عن املساحة الزائدة عن‬ ‫وطبيعة الصياغة التشريعية التي وردت في املادة ‪ ،37‬إذ من‬
‫الربع الذي ال يكون مشموال باملساهمة املجانية‪ ،‬وهذا ما أكدته‬ ‫املعلوم أن األسلوب التشريعي يتميز عن األسلوب اإلداري‬
‫املحكمة اإلدارية بفاس‪":91‬حيث يستفاد من مقتضيات املادة‬ ‫بالدقة والتركيز‪ ،‬وتحمل كل كلمة من كلماته حمولة ذات أثر‬
‫‪ 37‬املشار إليها‪ ،‬أن املساهمة املجانية في إحداث الطريق التي‬ ‫قانوني بخصوص الواقعة املستهدفة بالتشريع‪ ،‬فإشارة املشرع‬
‫تصير أو تبقى مجاورة للطريق العام الجماعية تنحصر في قيمة‬ ‫بداية في نص املادة املذكورة‪ ،‬إلى أن عرض املساحة القابلة‬
‫قطعة أرضية على شكل مستطيل يمتد على واجهة الطريق‬ ‫لالقتطاع املجاني هي عشرة أمتار ال يمكن أن يحمل إال على‬
‫املحدثة على عرض ال يتجاوز عشرة أمتار‪ ،‬شريطة أن ال تتجاوز‬
‫استهداف املشرع عدم إجازة االقتطاع املجاني إال في حدود ما‬
‫املساحة الواجب املساهمة بها في إحداث الطريق قيمة ربع‬ ‫ذكر‪ ،‬حتى وإن لم تتجاوز املساحة املقتطعة الربع‪ ،‬وبخالف‬
‫العقار ككل‪ ،‬وهذا ما يعني أن أقص ى نسبة للمساهمة املجانية‬ ‫ذلك تفقد الصياغة التي وردت بها املادة ‪ 37‬من حمولتها‬
‫إلحداث الطريق هي الربع من مجموع مساحة العقار ككل‪.‬‬ ‫القانونية بخصوص القواعد املستهدفة بالتقرير‪.90‬‬

‫قصري‪ ":‬االرتفاقات القانونية في مجال التعمير"‪ ،‬مجلة القضاء‬ ‫‪ -90‬عبد العزيز اليعقوبي‪ " :‬قانون التعمير ومسألة التعويض‪،‬‬
‫والقانون‪ ،‬منشورات وزارة العدل المغربية‪ ،‬العدد ‪،2004 ،149‬‬ ‫قراءة في بعض اإلشكاالت"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪. 233:‬‬
‫ص‪.218:‬‬ ‫‪ -91‬حكم المحكمة اإلدارية بفاس ملف عدد ‪ 98/403‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 2001/09 /13‬قضية ورثة بن سليمان‪ .‬أورده محمد‬
‫‪55‬‬
‫بحسب طول القطعة األرضية وقصرها يفيد أن املشرع ال‬ ‫وحيث أن ما زاد على هذه املساحة ال يندرج ضمن‬

‫يسمح باقتطاع سوى ‪ 10‬أمتار من عرض املساحة الخاضعة‬ ‫مقتضيات املادة ‪ 37‬من قانون التعمير ويكون بذلك املدعون‬

‫للمساهمة املجانية ‪."..‬‬ ‫محقون في املطالبة بالتعويض عن املساحة املذكورة "‪.‬‬

‫ثانياـ اإلشكاالت املتعلقة باملساهمة املجانية‬ ‫‪3‬ـ حالة بقاء املساحة املتبقية من العقار غير‬
‫صالحة للبناء‬
‫إن تطبيق املادة ‪ 37‬من قانون التعمير ‪90‬ـ‪ 12‬يثير‬
‫بالرجوع إلى مقتضيات الفقرة الثالثة من املادة ‪ 37‬من‬
‫مجموعة من اإلشكاليات بخصوص التعويض املستحق سواء‬
‫قانون التعمير ‪90‬ـ‪ ،12‬نالحظ أن املشرع ألزم الجماعة بتملك‬
‫في إطار نزع امللكية أو في إطار نظرية االعتداء املادي‪ ،‬ومن جملة‬
‫ما تبقى من القطعة األرضية الغير القابل للبناء بعد املساهمة‬
‫اإلشكاالت التي اعترضت القاض ي في تطبيقه لهذه املادة‪:‬‬
‫املجانية متى طلب منها املالك ذلك‪ ،‬وإذا لم يطلب منها ذلك‬
‫‪1‬ـ حالة استغراق الطريق العامة الجماعية‬
‫لكافة مساحة العقار‬ ‫فإن مالك العقار يكون كذلك محقا في املطالبة بالتعويض‬

‫في هذه الحالة‪ ،‬يمكن التساؤل حول ما مدى وجوب‬ ‫الكامل عن ناقص القيمة للجزء املتبقي والذي يعادل قيمته‬

‫تطبيق مقتضيات املساهمة املجانية ؟‬ ‫العقارية‪ ،92‬وذلك في إطار القانون رقم ‪81‬ـ‪ 7‬السالف الذكر كما‬

‫بالرجوع إلى الفقرة األولى من املادة ‪ ،37‬نالحظ أن‬ ‫تنص على ذلك املادة ‪ 38‬من القانون ‪90‬ـ‪.12‬‬

‫املساهمة املجانية تنسحب على‪ " :‬مالك كل بقعة أرضية تصير‬ ‫‪4‬ـ حالة ما إذا كانت املساحة املقتطعة تقل عن‬
‫الربع وال تتجاوز عرض عشرة أمتار‬
‫أو تبقى مجاورة للطريق العام الجماعية املقرر إحداثها"‪ ،‬مما‬
‫ال يكون مالك البقعة األرضية التي تصير أو تبقى مجاورة‬
‫يعني أن املشرع يخاطب املالكين الذين تصير أو تبقى أرضهم‬
‫للطريق العامة الجماعية مدينا للجماعة بأي تعويض في حالة‬
‫مجاورة للطريق العام الجماعية‪ ،‬وبالتالي فإن صيرورة األرض‬
‫ما إذا كان عرض قطعته املساهم بها مجانا قد تم حصره في‬
‫أو بقائها مجاورة للطريق يعتبر من محددات خضوعها‬
‫عشرة أمتار وكان طولها مساويا لطول واجهة األرض وإن قل‬
‫للمساهمة املجانية‪ ،‬وبمفهوم املخالفة‪ ،‬إذا لم تعد هذه األرض‬
‫عن الربع املنصوص عليه في الفصل ‪ 37‬أعاله‪ ،‬وهذا ما أكدته‬
‫مجاورة للطريق العام الستغراق عملية نزع امللكية لكافة‬
‫املحكمة اإلدارية بمكناس‪" :93‬األسلوب املعتمد من طرف‬
‫أجزائها‪ ،‬فإن موجبات املساهمة املجانية تنتفي النتفاء حالة‬
‫املشرع في تحديد املساحة الخاضعة للمساهمة املجانية‬
‫الجوار‪ ،‬وهذا ما أكدته املحكمة اإلدارية بفاس‪ " :94‬حيث أن‬
‫والقائم على عنصرين أحدهما ثابت ‪ 10‬أمتار وثانيهما متغير‬

‫أورده محمد قصري‪" :‬االرتفاقات القانونية في مجال التعمير"‪،‬‬ ‫‪ -92‬عز العرب حمومي‪":‬القضاء اإلداري و التعمير"‪ ،‬مرجع‬
‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.219:‬‬ ‫سابق‪ ،‬ص‪.95:‬‬
‫‪ -94‬حكم المحكمة اإلدارية بفاس عدد ‪ 2005/637‬الصادر‬ ‫‪ -93‬حكم المحكمة اإلدارية بمكناس ملف عدد ‪ 97/12‬بتاريخ‬
‫بتاريخ ‪.2005/10/31‬‬ ‫‪ 2000/1/6‬قضية أكشبور سعيد ضد وزير اإلسكان‪ .‬أورده‬
‫‪56‬‬
‫التعويض إما باالستناد إلى ضوابط مقتضيات القانون ‪81‬ـ‪7‬‬ ‫الفصل ‪ 37‬من القانون ‪90‬ـ‪ 12‬املتعلق بالتعمير واملحال عليه‬

‫املتعلق بنزع امللكية في حالة سلوكها‪ ،‬وإما في إطار نظرية‬ ‫بمقتض ى الفصل ‪ 92‬من نفس القانون لئن ألزم مالك كل‬

‫االعتداء املادي بناء على الفصل ‪ 79‬من ق ل ع في حالة اإلخالل‬ ‫قطعة أرضية تصير أو تبقى مجاورة للطريق باملساهمة املجانية‬

‫بمسطرة نزع امللكية‪ .95‬وهذا ما أكدته املحكمة اإلدارية‬ ‫لفائدة الطريق إلى غاية مبلغ يساوي قيمة جزء من أرضه‬

‫بوجدة‪" :96‬استغراق قرار تصميم التهيئة لكافة أجزاء القطعة‬ ‫يعادل مستطيال يكون عرضه عشرة أمتار وطوله مساويا لطول‬

‫األرضية املنزوع ملكيتها بمقتضاه قصد إحداث طريق عمومي‬ ‫واجهة األرض الواقعة على الطرق املراد إحداثها على أن ال‬

‫فوقها ضرورة تعويض الطرف املنزوع ملكيته عن كافة أجزاء‬ ‫تتعدى هذه املساهمة ربع البقعة األرضية‪ ،‬فإن هذه املساهمة‬

‫القطعة األرضية بانتفاء صفة الجوار املقرر بمقتض ى املادة ‪37‬‬ ‫تبقى رهينة بصيرورة أو بقاء البقعة األرضية مجاورة للطريق‬

‫من القانون ‪90‬ـ‪."12‬‬ ‫العام املقرر إحداثها‪.‬‬

‫‪2‬ـ حالة توسعة الطريق‬ ‫وحيث أنه بالرجوع إلى وثائق امللف وخصوصا املقال‬

‫اإلشكال املطروح هنا‪ ،‬هو هل يلزم املالك املجاورون‬ ‫االفتتاحي للطرف املدعي الرامي إلى نقل ملكية القطعة األرضية‬

‫للطريق العام الجماعية باملساهمة أيضا في توسعتها؟‬ ‫يتبين أن مرسوم نزع امللكية انصب على كامل مساحة القطعة‬

‫من خالل العمل القضائي املتعلق بحالة توسعة‬ ‫األرضية موضوع الطلب البالغة مساحتها ‪ 8250‬متر مربع‬

‫الطريق‪ ،‬نالحظ أن هناك تباين حول تفسير املادة ‪ 37‬املذكورة‬ ‫وبالتالي لم يبقى أي جزء منها مجاور للطريق املحدثة"‪.‬‬

‫أعاله من طرف مختلف املحاكم‪ ،‬فمنها من اعتبر أن تلك‬ ‫وبالتالي فإن املالك يحرم من عقاره بصفة مطلقة‬

‫املساهمة تتعلق بكل من إحداث الطريق وكذا توسعتها‪ ،97‬ومنها‬ ‫ويفقد مزية املجاورة لهذه الطريق مما يتعذر معه تطبيق‬

‫من اعتبر أن تلك املساهمة قاصرة على إحداث الطريق وليس‬ ‫مقتضيات الفصل ‪ 37‬من القانون ‪90‬ـ‪ ،12‬ففي هذه الحالة ال‬

‫توسعتها‪ ،98‬ونحن بدورنا نؤيد هذا املوقف األخير حيث ال يمكن‬ ‫يمكن الحديث عن زائد القيمة بالنسبة للقطعة ألن الطريق‬

‫تطبيق مقتضيات املادة ‪ 37‬من القانون ‪90‬ـ‪ 12‬إذ يكون فيها‬ ‫قد احتوتها‪ ،‬كما أنه ال يمكن الحديث عن مقابل االنتفاع‪ ،‬ألن‬

‫الطريق موجودا مسبقا ولم يتقرر سوى القيام بتوسيعه‪،‬‬ ‫املالك لم يعد جارا للطريق حتى يمكنه االنتفاع بها‪ ،‬لذلك يكون‬

‫وبالتالي فإن املسألة بالنسبة ملالك العقار املجاور لهذه الطريق‬ ‫محقا في التعويض الكامل عن فقدان ملكه‪ ،‬ويحدد هذا‬

‫‪ 850‬الصادر بتاريخ ‪ 2001/06/21‬في الملف اإلداري عدد‬ ‫‪ -95‬محمد قصري‪ ":‬االرتفاقات القانونية في مجال التعمير"‪،‬‬
‫‪.99/1/1393‬‬ ‫مرجع سابق‪ ،‬ص‪.217:‬‬
‫‪ -97‬أنظر‪ :‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة الملف عدد ‪94/30‬‬ ‫‪ -96‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة الملف رقم‪ 98/45‬بتاريخ‬
‫الصادر بتاريخ ‪.95/10/4‬‬ ‫‪.1998/12/23‬‬
‫‪ -98‬أنظر حكم المحكمة اإلدارية بفاس عدد ‪ 5359‬الصادر‬ ‫وتم التأكيد على هذا المبدأ من طرف نفس المحكمة من خالل‪:‬‬
‫بتاريخ ‪ 1999/12/7‬في الملف عدد ‪1‬ت‪ .98/‬أورده عز العرب‬ ‫‪ -‬حكم عدد ‪ 32‬الصادر بتاريخ ‪ 1998/11/20‬في الملف رقم‬
‫حمومي‪":‬القضاء اإلداري والتعمير"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.97:‬‬ ‫‪28‬ش‪ 97/‬والمؤيد بقرار الغرفة اإلدارية بالمجلس األعلى عدد‬
‫‪57‬‬
‫أو عرضها‪ ،‬وأن املادة ‪ 37‬من القانون املذكور ال يقر بمبدأ‬ ‫لم يتحقق له منها أي فائض قيمة‪ ،‬أو امتياز أو فائدة‪ ،‬ومن تم‬

‫املساهمة املجانية إال بالنسبة لحالة إحداث الطرق الجماعية‬ ‫يستحق تعويضا كامال عن املساحة التي شملتها عملية‬

‫وليس لحالة الطرق القائمة املراد تغيير تخطيطها أو عرضها‪،‬‬ ‫التوسعة‪ ،‬وهذا املبدأ استقر عليه القضاء اإلداري الصادر في‬

‫الش يء الذي ينتفي معه مبدأ املساهمة املجانية"‪.‬‬ ‫املوضوع‪ ،‬بما فيه قضاء املجلس األعلى في العديد من قراراته‪،‬‬

‫‪3‬ـ في حالة تعدد الطرق‬ ‫منها القرار الذي جاء فيه‪ " :99‬حيث إنه بالرجوع إلى الفصل ‪37‬‬

‫في حالة إحداث مجموعة من الطرق الجماعية املجاورة‬ ‫من القانون رقم ‪90‬ـ‪ 12‬املتعلق بالتعمير يتبين أنه يفرض‬

‫لنفس العقار‪ ،‬هل تحتسب في املساهمة املجانية طريق واحدة‬ ‫املساهمة املجانية في إحداث طريق جماعية وليس في توسعتها"‪.‬‬

‫أم مساحة جميع الطرق املحدثة؟‬ ‫وهو ما سارت عليه محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط‬

‫سواء كانت طريق جماعية واحدة أو مجموعة من‬ ‫ومما جاء في إحدى قراراته‪":100‬وحيث من جهة‪ ،‬لئن كان مالك‬

‫الطرق الجماعية فكالهما معنية بأحكام الفصل ‪ ،37‬شريطة‬ ‫العقارات املجاورة للطرق العامة الجماعية ملزمين باملساهمة‬

‫أن ال تتعدى املساهمة املجانية من حيث طول تلك الطريق‬ ‫مجانا في إنجازها بحدود املساحة القصوى املنصوص عليها في‬

‫وعرضها ومساحتها الربع‪ ،‬وهذا ما أكدته املحكمة اإلدارية‬ ‫املادة ‪ 37‬من القانون ‪90‬ـ‪ 12‬املتعلق بالتعمير‪ ،‬فإن إعمال‬

‫بوجدة ‪ ":101‬حيث إنه باستقراء معطيات املادة ‪ 37‬يالحظ أن‬ ‫املساهمة املجانية يقتض ي تحقق ثالثة شروط‪ ،‬هي أن يتعلق‬

‫املشرع حدد عرض املساحة الخاضعة للمساهمة املجانية‬ ‫األمر بإحداث طريق عامة جماعية وعدم تجاوز املساحة‬

‫بشكل ثابت في عشرة أمتار في حين لم يفعل ذلك بالنسبة‬ ‫القصوى (مستطيل عرضه عشرة أمتار وطوله يساوي واجهة‬

‫لطول هذه املساحة بل جعله مساويا لطول واجهة األرض‬ ‫األرض دون أن تتجاوز املساحة ربع القطعة)‪ ،‬وسلوك إجراءات‬

‫الواقعة على الطريق املراد إحداثها مما يعني أن األسلوب‬ ‫نزع امللكية ألجل املنفعة العامة‪.‬‬

‫املعتمد لتحديد املساحة الخاضعة للمساهمة املجانية يتمثل‬ ‫وحيث في نازلة الحال‪ ،‬فإن األمرال يتعلق بإحداث طريق‬

‫في عنصرين‪ :‬أحدهما ثابت وهو العرض و ثانيهما متغير وهو‬ ‫عامة جماعية وإنما بتوسيعها‪ ،‬وهذه الحالة األخيرة تنطوي‬

‫الطول‪ ،‬وهذا يدل على أن املشرع ال يسمح باقتطاع سوى‬ ‫على تغيير تخطيط الطريق القائمة في اتجاه توسيع عرضها‪،‬‬

‫عشرة أمتار من عرض املساحة الخاضعة للمساهمة املجانية‬ ‫وهي غير حالة اإلحداث ما دام أن املادة من نفس القانون تميز‬

‫والزائد يكون مستوجبا للتعويض ولو كانت املساحة املقتطعة‬ ‫بين قرارات إحداث الطرق الجماعية وقرارات تغيير تخطيطها‬

‫‪ -101‬حكم المحكمة اإلدارية بوجدة الملف عدد ‪ 00/104‬الصادر‬ ‫‪ -99‬قرار المجلس األعلى الغرفة اإلدارية عدد ‪ 1040‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪.2001/9/5‬‬ ‫بتاريخ ‪ 1998/10/29‬في الملف اإلداري عدد ‪.96/1297‬‬
‫‪ -100‬قرار محكمة االستئناف اإلدارية بالرباط عدد ‪1427‬‬
‫المؤرخ في ‪ 2013/04/11‬ملف عدد ‪ .6/13/165‬الجماعة‬
‫الحضرية لطنجة ضد أحمد السنوسي‪ .‬غير منشور‪.‬‬
‫‪58‬‬
‫األفراد يجب قراءته في حدود اإللزام التشريعي‪ ،‬مع عدم‬ ‫أقل من ربع املساحة اإلجمالية للقطعة وحتى لو كان األمر‬

‫التوسع في تمديد مجال تطبيقه‪ ،‬حتى ال ينقلب هذا التكليف‬ ‫يتعلق بفتح أكثر من طريق"‪.‬‬

‫إلى إلزام غير مبرر يخرج عن حدود ما يستوجبه واجب‬


‫وهكذا‪ ،‬يتبين من خالل استقراء مختلف األحكام القضائية السابقة‬
‫املشاركة‪ ،‬وهذا املسلك يندرج ضمن التوجه الذي يبتغي تفعيل‬

‫النصوص القانونية بشكل يضمن خلق نوع من التوازن‬ ‫أن القاض ي اإلداري كان حريصا على التضييق من حدود إعمال‬

‫والعدالة في إطار رؤية اجتماعية شمولية‪ ،‬تجعل من املتاعب‬ ‫املساهمة املجانية‪ ،‬وعدم السماح بتطبيق مفعولها إال في الحاالت‬
‫املفروضة على األفراد في سبيل تحقيق الصالح العام املشترك‬
‫الواضحة التي تنسحب عليها من غير إشكال‪ ،‬وعدم وجود شبهة‬
‫معقول‪.102‬‬ ‫محددة في سقف‬
‫تقتض ي استبعاد هذه املساهمة‪ ،‬وهذه القراءة التضييقية تعكس‬

‫حرص القضاء على حماية امللكية الخاصة‪ ،‬وعدم التوسع في مبدأ‬

‫التعويض الجزئي الوارد بمقتض ى هذه املادة‪.‬‬

‫خاتمة‪:‬‬

‫وفي األخير‪ ،‬يمكن أن نؤكد بخصوص مسألة التعويض‬

‫عن إحداث الطرق العامة الجماعية‪ ،‬أن هاجس التوفيق بين‬

‫مبدأي املشاركة واملساواة كان حاضرا لدى القاض ي اإلداري‪،‬‬

‫ويعكس ذلك حرصه الشديد على قراءة النصوص القانونية‬

‫قراءة تستهدف تحقيق نوع من التوازن‪ .‬ففي تطبيقه مثال‪،‬‬

‫ملقتضيات املادة ‪ 37‬من قانون التعمير املتعلقة باملساهمة‬

‫املجانية‪ ،‬حاول حصر هذه املساهمة في الحدود الذي يحتملها‬

‫النص مع اعتماده قراءة تضييقية بهذا الشأن‪ ،‬حتى يتحقق‬

‫االنسجام بين وجوب املشاركة في تحمل التكاليف العامة مع‬

‫مبدأ املساواة في تحمل هذه التكاليف‪ ،‬فالتكليف امللقى على‬

‫‪ -102‬عبد العزيز اليعقوبي‪ ":‬قانون التعمير ومسألة التعويض‪،‬‬


‫قراءة في بعض اإلشكاالت"‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.256:‬‬
‫‪59‬‬
‫للتقادم وال الحجز‪ ،‬وال يمكن التنازل عنه إال لفائدة الجماعة‬ ‫د‪ .‬هشام هدي‬
‫متخصص في منازعات القضاء اإلداري‬
‫الساللية املعنية"‪ ،‬كما أنه "يتم توزيع االنتفاع بأراض ي‬ ‫مستشار في الشؤون القانونية‬
‫والمنازعات‬
‫الجماعة الساللية من طرف جماعة النواب بين أعضاء‬

‫الجماعة ذكورا وإناثا‪ ،‬وفق الشروط والكيفيات املحددة بنص‬ ‫تدبير المنازعات المرتبطة بتفويت حقوق‬
‫عينية على أراضي ساللية‬
‫قانوني"‪.‬‬

‫بمراجعة عينة من هذه التعاقدات الواقع محلها على‬

‫تفويت وانتقال حقوق عينية ترتبط بأراض ي وعقارات تابعة‬ ‫تتمحور غالبية املنازعات التي يثيرها تدبير أمالك‬

‫لجماعات ساللية‪ ،‬من قبيل حقوق الزينة والهواء والتعلية‬ ‫وعقارات الجماعات الساللية حول مشروعية التعاقدات التي‬

‫املنصوص عليها في البابين التاسع والعاشر من القانون رقم‬ ‫يترتب عنها انتقال الحقوق العينية الواقعة على األراض ي‬

‫‪ 39.08‬املشار إليه أعاله‪ ،‬يتضح أن السادة املحامين يحيلون‬ ‫الساللية‪ ،‬بما في ذلك األساس القانوني الذي يمكن أن تستند‬

‫في تحريرهم ملحل هذه العقود‪ ،‬على نص املادة الرابعة من‬ ‫عليه بما ال يسقطها في دائرة البطالن‪.‬‬

‫القانون ‪ ،39.08‬التي جاء فيها أنه "يجب أن تحرر –تحت طائلة‬ ‫وقد اتجه بعض املفوض لهم بمهام تصحيح االمضاء‬

‫البطالن‪ -‬جميع التصرفات بنقل امللكية أو بإنشاء الحقوق‬ ‫في عدد ال بأس به من الجماعات الترابية إلى التصديق على‬

‫العينية األخرى أو نقلها أو تعديلها أو إسقاطها وكذا الوكاالت‬ ‫توقيعات عقود مدنية موثقة من طرف محامين مقبولين‬

‫الخاصة بها بموجب محرر رسمي‪ ،‬أو بمحرر ثابت التاريخ يتم‬ ‫للترافع أمام محكمة النقض‪ ،‬ينصب محلها على تفويت حقوق‬

‫تحريره من طرف محام مقبول للترافع أمام محكمة النقض ما‬ ‫عينية على أراض ي ساللية‪ ،‬وذلك باالستناد على األحكام‬

‫لم ينص خاص على خالف ذلك ‪ ...‬تصحح إمضاءات األطراف‬ ‫القانونية التي تقنن إنشاء وانتقال الحقوق العينية في تطبيقاتها‬

‫من لدن السلطات املحلية املختصة ويتم التعريف بإمضاء‬ ‫العامة كما هي مبينة في القانون رقم ‪ 39.08‬املتعلق بمدونة‬

‫املحامي املحرر للعقد من لدن رئيس كتابة الضبط باملحكمة‬ ‫الحقوق العينية‪.‬‬

‫االبتدائية التي يمارس بدائرتها"‪.‬‬ ‫والثابت أن انتقال الحقوق العينية املرتبطة باألراض ي‬

‫غير أنه بالرجوع إلى القانون رقم ‪ 62.17‬املتعلق‬ ‫الساللية يخضع ألحكام قانونية خاصة تختلف من حيث طرق‬

‫بالوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها‪،‬‬ ‫إنشائها وتفويتها كما هو وارد في القانون رقم ‪ 62.17‬املتعلق‬

‫يتضح أن هذه العقود موضوع هذا النقاش تسقط في عيب‬ ‫بالوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها‪ ،‬عن‬

‫عدم املشروعية‪ ،‬بحكم أن املادة ‪ 36‬منه تجرم القيام أو‬ ‫باقي الحقوق العينية الواقعة على أمالك خاصة‪ .‬حيث تعتبر‬

‫املشاركة في اكتساب حقوق أو تحميل التزامات ترتبط بعقارات‬ ‫املادة ‪ 16‬من هذا القانون "االنتفاع حقا شخصيا غير قابل‬
‫‪60‬‬
‫العام املتمثل في نص القانون رقم ‪ 39.08‬املتعلق بمدونة‬ ‫مملوكة لجماعة ساللية خارج الحاالت والشروط الواردة في‬

‫الحقوق العينية‪ ،‬إال أنها تخضع وجوبا إلى اإلطار القانوني‬ ‫هذا القانون‪ ،‬وتعرض أصاحبها للمساءلة واملتابعة القانونية‪.‬‬

‫الخاص الذي يحيل عليه القانون ‪ 62.17‬املتعلق بالوصاية‬ ‫إذ تنص املادة ‪ 36‬على أنه "دون االخالل بالعقوبة األشد‬

‫اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير أمالكها‪ ،‬وهو ما لم‬ ‫املنصوص عليها في القوانين الجاري بها العمل‪ ،‬يعاقب بالحبس‬

‫تتقيد به هذه الطائفة من التعاقدات موضوع هذا النقاش‪.‬‬ ‫من سنة إلى خمس سنوات وغرامة من ‪ 10.000‬إلى ‪100.000‬‬

‫تأسيسا على ما ورد تبيانه‪ ،‬وفي محاولة الحتواء االنتشار‬ ‫درهم كل من قام أو شارك بأي صفة في إعداد وثائق تتعلق‬

‫الشائع لهذه الظاهرة التعاقدية غير املشروعة واملوجبة‬ ‫بالتفويت أو بالتنازل عن عقار أو االنتفاع بعقار مملوك لجماعة‬

‫للبطالن في عدد من الجماعات الترابية للمملكة‪ ،‬تقترح هذه‬ ‫ساللية‪."...‬‬

‫الورقة البحثية تدخل السلطة الحكومية املكلفة بالداخلية‬ ‫من خالل ما سبق ذكره‪ ،‬نتبين أن اإلحالة على املادة‬

‫وممثليها على املستوى الترابي من أجل اإليقاف الفوري ملثل‬ ‫الرابعة واملحتج بها من طرف السادة املحامين املوثقين لعقود‬

‫هذه التعاقدات غير املبررة واملجانفة للمشروعية‪ ،‬والعمل على‬ ‫تشرع للمتعاقدين إنشاء حقوق عينية ترتبط بأراض ي ساللية‪،‬‬

‫إيفاد لجان تفتيش مركزية وإقليمية ألجل ضبط املخالفات‬ ‫واالتفاق على تفويتها خارج الضوابط والشروط املنصوص‬

‫التي تشوبها والتعريف باملشاركين في صياغتها وتوثيقها‬ ‫عليها في القوانين ذات الصلة‪ ،‬ال تستند على أساس قانوني‬

‫وتصحيحها بغاية ترتيب املسؤوليات‪.‬‬ ‫رصين وليس هناك ما يبررها‪ ،‬مما يعرضها للبطالن بسبب‬

‫إلى جانب ذلك‪ ،‬يتعين تحسيس رؤساء الجماعات‬ ‫املخالفة الصريحة للقانون‪ ،‬ومصداقه ما جاء في املادة ‪ 15‬من‬

‫الترابية املعنيين من أجل التدخل العاجل بتوجيه املفوض لهم‬ ‫القانون ‪ 62.17‬التي تنص على أنه "ال يمكن تفويت أمالك‬

‫بتصحيح اإلمضاء من النواب أو أعضاء املجالس الجماعية‬ ‫الجماعات الساللية إال في الحاالت ووفق الشروط الواردة في‬

‫باالمتناع عن التصديق على التوقيعات الواقعة على العقود‬ ‫هذا القانون ونصوصه التطبيقية‪ ،‬وذلك تحت طائلة بطالن‬

‫املنشأة أو الناقلة لحقوق عينية ترتبط بأراض ي أو عقارات‬ ‫التفويت"‪.‬‬

‫ساللية‪ ،‬وإن جرى توثيقها من طرف محامين مقبولين للترافع‬ ‫وعليه‪ ،‬ندرك أن تقدير مشروعية االتفاقات املرتبة‬

‫امام محكمة النقض‪ ،‬إال في الحاالت والشروط الواردة في‬ ‫الكتساب حقوق عينية وانتقالها بين األفراد يرتبط بشكل وثيق‬

‫القانون رقم ‪ 62.17‬املتعلق بالوصاية اإلدارية على الجماعات‬ ‫بطبيعة األراض ي والعقارات الواقعة عليها‪ ،‬وبمجال القوانين‬

‫الساللية وتدبير أمالكها ونصوصه التطبيقية‪.‬‬ ‫املنظمة لها‪ ،‬وأن مشروعية تفويت أمالك الجماعات الساللية‬

‫كما تبرز أهمية تدخل السادة نقباء املحامين في هذا‬ ‫ال تستقيم إال باالرتكاز على نظام قانوني خاص‪ ،‬بحيث يمكن‬

‫الباب‪ ،‬بغاية التواصل مع املحامين املتورطين في صياغة هذه‬ ‫للتعاقدات املبرمة في هذا الباب أن تستند على اإلطار القانوني‬
‫‪61‬‬
‫العقود قصد االحجام عن مواصلة توثيقها‪ .‬بل على العكس‬

‫من ذلك‪ ،‬يتوجب على السادة املحامين باعتبارهم مخاطبين‬

‫باملساهمة املباشرة في استتباب األمن القانوني االلتزام بتنبيه‬

‫املتعاقدين املحتملين إلى خطورة التعاقدات املبرمة حول‬

‫الحقوق العينية املرتبطة باألمالك الساللية خارج الضوابط‬

‫والشروط املنظمة لها‪ ،‬وثنيهم عن تحمل التزامات بمقتضاها‪،‬‬

‫ملا يترتب عنها من آثار سلبية تضر باملصالح النيابية للجماعات‬

‫الساللية‪ ،‬وذلك تحت طائلة املتابعة القضائية أمام القضاء‬

‫املختص‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫إن استراتيجية الدفاع عن مصالح الجماعات الساللية‬ ‫ذ‪ .‬سعيد الستاتي‬
‫في مدخلها األول‪ ،‬تروم دعم وتثمين مجهودات القائمين على‬ ‫دكتور في القانون العام والعلوم‬
‫السياسية‬
‫تدبير ملفات املنازعات بالوسائل املادية والبشرية وتطوير أدائهم‬
‫من خالل تبني آليات تسييرية تروم التحكم في كثرة القضايا‬
‫وتنوعها‪ ،‬وكذا ضبط معطياتها عبر وضع نظام معلوماتي‬
‫مندمج خاص باملنازعات القضائية ضمن القاعدة املعلوماتية‬ ‫حكامة تدبير أمالك الجماعات الساللية‬
‫العامة ألمالك الجماعات الساللية يسمح بإدراج وبرمجة وتتبع‬
‫امللفات‪ ،‬وتحيين املعطيات الخاصة بها بشكل مستمر ودوري‬ ‫أناط املشرع بالجماعات الساللية في شخص نوابها‬
‫بغية املسايرة والتتبع السليم للملفات أمام املحاكم‪ ،‬والتنسيق‬ ‫والسلطات الوصية عليها‪ ،‬طبقا ملقتضيات القانون رقم ‪62.17‬‬
‫الدائم مع بعض املتدخلين كالوكالة القضائية للمملكة‬ ‫بشأن الوصاية اإلدارية على الجماعات الساللية وتدبير‬
‫واملحامون‪.‬‬ ‫أمالكها‪ ،‬مهمة الدفاع عن مصالحها أمام القضاء بهدف حماية‬
‫هذا‪ ،‬وتقتض ي قواعد وآليات الحكامة في تدبير ملفات‬ ‫أمالكها واملحافظة عليها‪ .‬ولعل هذه املهمة تقتض ي في غالب‬
‫النزاعات تعزيز االنخراط الفعال والتفاعل اإليجابي لنواب‬ ‫األحيان مباشرة جميع املساطر واإلجراءات التي تقررها‬
‫وممثلي الجماعات الساللية في الدفاع عن قضايا جماعاتهم‪.‬‬ ‫القوانين‪ ،‬بما في ذلك رفع الدعاوى القضائية طبقا للقواعد‬
‫وضمانا لذلك‪ ،‬فإن األمر يتطلب إنجاز دورات تكوينية لفائدة‬ ‫املنصوص عليها في القوانين واألنظمة الجاري بها العمل‪.‬‬
‫النواب لتحسيسهم وتكوينهم حول أدبيات الدفاع عن مصالح‬ ‫لكن‪ ،‬وأمام كثرة وتعدد مظاهر النزاعات التي تكون‬
‫الجماعات الساللية وتأهيلهم ألداء الدور املنوط بهم في هذا‬ ‫الجماعات الساللية طرفا فيها‪ ،‬والتي قد تنشأ بمناسبة تصفية‬
‫الشأن‪ ،‬واطالعهم على املستجدات القانونية التي تتيح لهم‬ ‫الوضعية القانونية ألمالكها‪ ،‬أو بمناسبة تثمينها أو بمناسبة‬
‫إمكانية التدخل الفوري لحماية أمالك جماعاتهم من أي‬ ‫توزيع حق االنتفاع بين أعضاءها‪ ،‬أصبح األمر يتطلب إعمال‬
‫اعتداءات قد تطالها‪.‬‬ ‫آليات ومقتضيات الحكامة في تدبير ملفات هذه النزاعات توخيا‬
‫وأيضا‪ ،‬من مساند الحكامة في تدبير ملفات قضايا‬ ‫لتدبير ناجع وتنسيق أفضل مع مختلف األطراف املتدخلة في‬
‫الجماعات الساللية إبرام اتفاقيات الدعم القضائي مع‬ ‫ذلك‪ ،‬وتجنبا لضياع حقوق الجماعات الساللية التي تعود‬
‫مجموعة من األساتذة املحامون املشهود لهم بالكفاءة واملهنية‬ ‫بالنفع الخاص لفائدة أعضاءها بما يكفل تنمية وتحسين‬
‫العالية لدعم ومؤازرة الجماعات الساللية أمام القضاء‪،‬‬ ‫وضعيتهم املعيشية‪ ،‬والنفع العام لفائدة االستثمار العمومي‬
‫والعمل على توحيد استراتيجية الدفاع لديهم من خالل‬ ‫والخاص لكونها تشكل الوعاء العقاري الحتضان وإنجاز‬
‫تزويدهم باملالحظات والتعقيبات واألجوبة الضرورية مع‬ ‫املشاريع والبرامج التنموية‪.‬‬
‫إمدادهم باالجتهاد القضائي الصادر في مختلف نوازل قضايا‬ ‫إن من سمات إعمال آليات الحكامة في تدبير منازعات‬
‫الجماعات الساللية‪ ،‬وبمستجدات القوانين املؤطرة لها‪.‬‬ ‫أراض ي الجماعات الساللية‪ ،‬التعاطي ومالمسة جميع‬
‫فضال عن ذلك‪ ،‬عمل املشرع على وضع آليات قانونية‬ ‫اإلشكاالت واملشاكل التي تحول دون نجاعة التدبير‪،‬‬
‫للحكامة تساهم في تأطير منظومة تدبير منازعات الجماعات‬ ‫واستخالص الحلول املمكنة ملواجهة تداعياتها‪ ،‬وذلك بوضع‬
‫الساللية‪ ،‬وتروم إرساء قواعد التدبير الناجع‪ ،‬إذ أرست املادة‬ ‫وتوحيد استراتيجية الدفاع عن مصالح الجماعات الساللية‬
‫‪ 5‬من القانون رقم ‪ 62.17‬بشأن الوصاية اإلدارية على‬ ‫وصون أمالكها التي تتحقق عبر مدخلين‪ ،‬أولهما يتغيى الرفع‬
‫الجماعات الساللية وتدبير أمالكها إجراءات مسطرية هامة‬ ‫من أداء ونجاعة تدبير مختلف ملفات النزاعات‪ ،‬وثانيهما يهدف‬
‫تترتب على عدم احترامها عدم قبول الدعوى‪ .‬وتهم باألساس‪،‬‬ ‫إلى التقليل والوقاية من هذه املنازعات بغية التحكم في حجمها‬
‫تبليغ جميع الدعاوى واإلجراءات القضائية التي تتم مباشرتها‬ ‫ونوعيتها وتجاوز السلبيات التي تترتب على عرضها على أنظار‬
‫من طرف الجماعات الساللية أو ضدها وجوبا إلى سلطة‬ ‫القضاء‪.‬‬
‫الوصاية‪ ،‬وكذا ضرورة الحصول على اإلذن بالترافع بالنسبة‬
‫‪63‬‬
‫العقار الساللي‪ ،‬باإلضافة إلى اطالع مختلف القاعلين‬ ‫لنواب الجماعات الساللية ملباشرة جميع الدعوى أمام‬
‫العموميين والخواص على املستجدات القانونية والقضائية‬ ‫مختلف محاكم اململكة بشكل مسبق‪.‬‬
‫عن طريق عقد لقاءات تواصلية وأيام دراسية وندوات علمية‬ ‫ولذلك‪ ،‬يمكن القول‪ ،‬إن من شأن تفعيل مقتضيات‬
‫تساهم في نشر وتدعيم الثقافة القانونية املرتبطة بأمالك‬ ‫املادة ‪ 5‬أن يؤدي إلى تجويد التدبير والرفع من قدرة هياكل‬
‫الجماعات الساللية لديهم‪ ،‬إذ من شأن االطالع على هذه‬ ‫اإلدارة في ضبط وتحديد موضوع النزاعات بما يؤهلها التخاذ‬
‫املنظومة القانونية واحترامها وسلوك املساطر القانونية‬ ‫جميع التدابير الالزمة واإلجراءات الضرورية الكفيلة بتعزيز‬
‫املعتمدة بخصوص تدبير وتثمين العقار الساللي أن يمكن من‬ ‫موقف الجماعات الساللية أمام القضاء‪ ،‬وذلك وفق مقاربة‬
‫تجنيب اإلدارة وغيرها من املستثمرين الدخول في نزاعات ال‬ ‫تهدف االقتصاد في الوقت والتكلفة‪.‬‬
‫داعي لها لو تم احترام هذه القوانين واملساطر‪.‬‬ ‫وإلى جانب كل ذلك‪ ،‬فإن آليات الحكامة في التدبير‬
‫وهكذا‪ ،‬يتضح مما سبق بيانه أن اعتماد السلطة‬ ‫تفرض السعي لتفادي اللجوء إلى القضاء ملا يترتب عنه من‬
‫الوصية الستراتيجية موحدة للدفاع عن الجماعات الساللية‬ ‫إهدار للوقت والجهد واملوارد‪ .‬وبالتالي‪ ،‬يتحتم على السلطة‬
‫قوامها تعزيز اآلليات قانونية والحكماتية في تدبير املنازعات من‬ ‫الوصية باملوازاة مع مهمتها الكالسيكية في الدفاع القضائي عن‬
‫شأنها أن تؤهلها للقيام بالدور املنتظر منها في الدفاع عن حقوق‬ ‫مصالح وحقوق الجماعات الساللية القيام بأنشطة تكميلية‬
‫الجماعات الساللية وصون مصالحها بما يضمن لها الحصول‬ ‫أخرى مدعمة ملهمتها األساسية تفعيال الستراتيجية الدفاع عن‬
‫على العديد من األحكام والقرارات القضائية لصالح الجماعات‬ ‫الجماعات الساللية في مدخلها الثاني‪ ،‬الذي يرمي إلى تجنيبها‬
‫الساللية في حالة اللجوء إلى القضاء‪ ،‬وبما يكفل درء املخاطر‬ ‫ووقايتها من عدة نزاعات يمكن أن يكون لها األثر السلبي على‬
‫عنها ووقايتها من الدعاوى املتزايدة في مواجهتها‪ ،‬وحماية‬ ‫مستوى تنميتها وتثمين أمالكها‪.‬‬
‫حقوقها بالوسائل البديلة خارج إطار املحاكم‪.‬‬ ‫وتعتمد استراتيجية الدفاع عن الجماعات الساللية في‬
‫شقها املتعلق بالوقاية من املنازعات على التدبير القبلي‬
‫للنزاعات من خالل إيجاد حلول رضائية حبية بديلة قبل‬
‫اللجوء إلى املحاكم‪ ،‬وذلك بإعمال املساطر الحبية والتصالحية‬
‫لتسوية وإنهاء بعض النزاعات في مراحلها األولى مع اإلدارات‬
‫العمومية واملستثمرين الخواص عن طريق إبرام اتفاقات‬
‫ومحاضر الصلح‪ ،‬وتبني منهجية عمل جديدة أساسها التفاوض‬
‫والحوار واالتفاق في التعاطي مع القضايا والنزاعات املشتركة‬
‫بغية تسهيل معالجتها وتسريع تسويتها بشكل نهائي‪.‬‬
‫كما يتطلب التدبير القبلي للمنازعات املساهمة في‬
‫تجويد العقود والرفع من نوعية ومعيارية القرارات اإلدارية‬
‫املتعلقة بتدبير وتثمين العقار الساللي‪ ،‬وجعلها مطابقة للقواعد‬
‫القانونية والتنظيمية الجاري بها العمل حتى يتسنى تأمينها‬
‫وتحصينها من كل طعن يمكن أن يفقدها مشروعيتها في حالة‬
‫اللجوء إلى املحاكم‪.‬‬
‫هذا‪ ،‬ومن سمات التدبير القبلي للمنازعات تقديم‬
‫السلطة الوصية للنصح واالستشارة القانونية لفائدة اإلدارات‬
‫العمومية واملستثمرين الخواص وغيرهم من املتدخلين في تدبير‬
‫قضايا الجماعات الساللية فيما يخص املشاكل القانونية‬
‫والعملية التي تعترض مجال عملهم وتتقاطع مع عمليات تدبير‬
‫‪64‬‬
Hicham BERJAOUI prononcés contre les CT se sont inscrits dans une
Enseignant-chercheur à évolution effrénée en enregistrant une hausse
l’Université Cadi Ayyad, inquiétante de 54%. En précis, le nombre des
Marrakech jugements et des arrêts définitifs les ayant
déclarées débitrices a grimpé de 539 à 831.
L’évolution du contentieux des CT : L’augmentation exorbitante du nombre
un indicateur de performance de des jugements et des arrêts mettant en œuvre la
l’accompagnement étatique ? responsabilité des CT, ne constitue pas une
donnée quantitative fugace. Elle a, bien au
contraire, un coût financier que l’on puisse de
Le nouveau dispositif juridique régissant qualifier de « délétère » pour les finances des CT,
les collectivités territoriales (CT) a opéré des déjà fragiles et sensiblement dépendantes de la
changements d’envergure dans le domaine de la rétrocession étatique. Les chiffres de la Cour des
décentralisation territoriale. A une ère façonnée comptes indiquent qu’en 2016 leur montant a
par un contrôle étatique préalable quasi-austère se atteint 857 millions de DH par rapport à celui de
substitue, progressivement, une ère de 385 millions de DH, rapporté en 2011.
régionalisation avancée qu’anime un rapport,
entre le centre et la périphérie, fondé sur la légalité Les données, indiquées ci-dessus, attise des
et l’accompagnement. Théoriquement, à questions lancinantes, en particulier, celle de la
l’occasion de l’opérationnalisation du contrôle responsabilité. D’emblée, ce constat interpelle les
leur incombant, les représentants du pouvoir acteurs auxquels échoit la gestion du contentieux
central se limitent à la vérification de la des CT, en l’occurrence :
conformité des actes édictés par les CT, à la loi, - Les CT elles-mêmes ;
avant de les faire doter du caractère exécutoire. - Les autorités de contrôle administratif et
Outre le contrôle administratif de légalité, d’accompagnement ;
l’Etat fournit aux CT une assistance à triple - Les juridictions.
facette : juridique, financière et technique. Sur le Les CT disposent, désormais, des moyens
plan juridique, l’Etat, par l’entremise de la juridiques qui les habilitent à optimiser la gestion
Direction générale des collectivités territoriales de leurs affaires contentieuses. Ainsi, elles
(DGCT) relevant du ministère de l’Intérieur d’une peuvent recourir à l’assistance des professionnels
part, et le réseau des walis et des gouverneurs du droit en vue de la promotion et de la
d’autre part, sans omettre, assurément, les professionnalisation de leurs structures
services déconcentrés, aide les CT à optimiser la organisationnelles en charge de la gestion des
gestion de leurs affaires contentieuses. affaires judiciaires.

La diversité et la prolixité, de plus en plus De leur côté, les autorités de contrôle


grandissante, des missions dévolues aux CT, administratif et d’accompagnement, qu’incarnent,
complexifient l’encadrement de leur contentieux. comme soulevé auparavant, la DGCT et le réseau
En mots succincts, les CT exercent, sur une aire des walis et des gouverneurs, doivent mobiliser
spatiale donnée, une compétence d’intervention les dispositions juridiques en vigueur, afin d’offrir
générale, et se présentent, de ce fait, comme des aux CT un appui juridique efficace. Dans ce
micro-gouvernements, d’où la difficulté sillage, la mise en place d’un agent judiciaire des
d’accéder à une information exhaustive sur les CT (AJCT) facilite la cueillette, la taxinomie et
différends les engageant, tout particulièrement, en l’exploitation de l’information relative au
parties défenderesses. contentieux des CT.

La Cour des comptes note que sur une Couplé à la mission d’accompagnement et de
durée de cinq (05) ans, allant de 2011 jusqu’à développement de l’administration décentralisée
2016, les arrêts et les jugements définitifs se matérialisant, entre autres, dans la création de
65
systèmes d’information et la digitalisation des
structures et des prestations administratives, la
mission de l’AJCT peut prétendre à
l’identification d’un indicateur chiffré de
performance, à savoir : l’évolution du montant
des arrêts et des jugements mettant en jeu la
responsabilité indemnitaire des CT, avec,
évidemment, des sous-indicateurs, tels : le taux
d’exécution et le taux de traitement pré-judiciaire
etc.
En ce qui concerne les juridictions,
notamment administratives, et en sus de leur
fonction barycentrique consistant à solutionner
les litiges portés à leur connaissance, le législateur
organique leur a confié la fonction de statuer sur
les litiges susceptibles de naître entre le contrôleur
administratif de légalité et les CT.
Bien qu’il se définisse comme une partie
intégrante de la fonction de « dire le droit », celle
de trancher les désaccords entre les walis et les
gouverneurs d’un côté et les CT de l’autre,
transforme le juge administratif, en un contrôleur
du contrôleur administratif ou, plus exactement,
en un manager public, au moins, par voie
indirecte.
Dans leur quête du développement, les
artisans de la décision publique territoriale (la CT,
le contrôleur administratif de légalité et le juge
administratif) devraient, d’une part impartir au
contrôle de légalité, aussi bien en phase
administrative qu’en phase judiciaire, sa vocation
originelle s’incarnant dans la promotion et la
facilitation des négociations entre l’Etat et les CT,
en vue d’un débat institutionnel de qualité, et,
d’autre part considérer qu’en matière de gestion
des affaires publiques, il est, de règle immuable,
que l’optimisme et l’enthousiasme ne doivent pas
supplanter la réalité.

66
déclassés, et aucun droit ne peut être acquis par

Hafida LHEIMEUR les particuliers sur eux.


Doctorante à l’Université
Mohammed V, Souissi, Rabat Toutefois, le législateur marocain a bien trouvé un
moyen qui garantit la valorisation du domaine
public communal car les revenus nés de
Le contentieux de l’occupation l’exploitation de ces biens constituent une part
temporaire du domaine public
communal non négligeable des recettes de la commune, cela
via le recours à l’usage privatif de ces biens en
La commune constitue un acteur incontournable
l’occurrence l’occupation temporaire du domaine
dans le développement territorial. Elle mène des
public communal. A cet égard, le conseil de la
actions de développement et prête des services de
commune délibère sur la gestion du patrimoine de
proximité dans le cadre de ses compétences
la commune, sa conservation et son entretien, et
propres, partagées avec l’Etat et transférées de
le président du conseil en sa qualité exécutive doit
l’Etat. Afin d’accomplir ses attributions, la
prendre toutes les mesures pour les gérer d’une
commune dispose de plusieurs ressources. De ce
manière efficace et rentable et conserver leurs
fait, le patrimoine immobilier de la commune joue
affectations.
un rôle prépondérant dans la matérialisation des
objectifs de développement. Ce patrimoine est Cette issue a été mise en place par le dahir du 30
composé de biens relevant de son domaine public Novembre 1918 qui reste toujours le cadre légal
– objet de cette étude- et de son domaine privé régissant l’occupation temporaire du domaine
sur lesquels la commune exerce un véritable droit public, en la soumettant à une autorisation
de propriété. unilatérale délivrée par l’administration
compétente en contrepartie du paiement d’une
Devant l’absence d’une refonte des textes
redevance, généralement annuelle, fixée par loi n°
régissant les biens des collectivités territoriales,
39-07 du 31 décembre 2007 édictant des
on se réfère toujours au dahir du 19 octobre 1921
dispositions transitoires concernant certains taxes,
sur le domaine municipal pour définir les règles
droits, contributions et redevances dus aux
applicables au domaine public communal. Ce
collectivités locales. Cette redevance est à
dernier est formé des biens qui ne peuvent être
percevoir même en cas d’une occupation de fait.
possédés privativement parce qu'ils sont à l'usage
de tous. Ils sont par conséquent, inaliénables et Les occupations privatives peuvent être selon,
imprescriptibles. Par ces principes protecteurs du certains textes, organisées sur la base de
domaine public, les biens du domaine public conventions de concession tel le dahir N° 1.61364
communal sont placés hors du commerce et ne du 24 octobre 1962 réglementant les conditions
peuvent être vendus tant qu’ils n’ont pas été relatives à la délivrance des autorisations,
permissions et concessions des distributions
67
d'énergie électrique ainsi qu'au fonctionnement et est révocable dans deux cas et de deux manières :
au contrôle desdites distributions. elle est prononcée de plein droit si l’occupant ne
respecte pas l’une des obligations mises à sa
Pour profiter de cette occupation, les particuliers
charge (défaut d’entretien, le non-paiement de la
peuvent demander une autorisation pour diverses
redevance), ou pour des motifs d’intérêt public
fins : prélèvement de matériaux, établissement de
dans l’administration demeurera seule juge, elle
canalisations, exercice d’une activité
donnera un préavis de trois mois à l’occupant.
commerciale. Le pouvoir de décision revient,
dans ce cas, et conformément aux dispositions de Ce mécanisme de l’autorisation peut conduire à
l’article 94 de la loi organique 113-14 relative aux l’apparition de plusieurs litiges entre la commune
commune, au président du conseil communal qui et les personnes sollicitant l’occupation
prend les mesures nécessaires à la gestion du temporaire du domaine public communal pouvant
domaine public de la commune et délivre les heurter la bonne gestion et la rentabilité de ces
autorisations d’occupation temporaire du biens voire même alourdir le budget en engageant
domaine public communal avec emprise. des dépenses supplémentaires qui couvrent sa
responsabilité vis-à-vis des adversaires. En effet,
En statuant sur la demande, le président doit
le pouvoir discrétionnaire de la commune dans la
veiller au respect de l’intérêt public et de
délivrance ou le refus ou même le retrait de
l’affectation des biens en s’assurant des
l’autorisation est source de conflits dont les
dimensions et des dispositions des ouvrages que
juridictions administratives sont compétentes
l'occupant aura la faculté d'établir, comme il peut
pour en statuer (le jugement N° 289 du 15
imposer d’autres obligations relatives au sort des
Novembre 2000 rendu par le tribunal
ouvrages construits qui peuvent constituer des
administratif d’Oujda, le jugement N° 1484 rendu
biens de retours ou ceux qui doivent être détruits
le 28 juin 2001 par le tribunal administratif de
lorsqu’il y a le devoir de remise à l’état initial lors
Rabat).
de la cessation de l’occupation. En fait, le
postulant doit annexer à sa demande un plan de Néanmoins, l’occupant lésé peut demander un
situation et une note de description des travaux dédommagement lorsque la commune porte
envisagés, relatant le but et l’objet de l’activité préjudice à son activité lorsqu’elle délivre
qu’il projette d’exercer. Cette autorisation est d’autres autorisations ayant le même objet et le
accordée pour une durée maximum de 10 ans même but tel qu’il a été déclaré par le jugement
pouvant aller, exceptionnellement, jusqu’à 20 ans N° 41 du tribunal administratif de Marrakech en
ou sans limiter la durée dans certains cas. 1991. En outre, le tribunal administratif d’Agadir
en date 30 Mars 2006 a jugé fautif le conseil
Qu’elle soit limitée ou non, l’autorisation est
municipal de Larache qui a procédé à la
toujours accordée à titre précaire et révocable et
destruction d'un bien immobilier construit sur le
elle est délivrée à titre strictement personnel. Elle
68
domaine public en vertu d'une autorisation
d'occupation temporaire sans accomplir au
préalable les formalités légales du retrait de
l'autorisation, ce qui a engendré un dommage
nécessitant la réparation. De même, le tribunal
administratif de rabat dans son jugement N°19 du
05 janvier 2006 a annulé la décision du retrait
d’une autorisation d’occupation temporaire
délivrée pour l’installation et l’extension d’une
cabine téléphonique pour motif de la non-
délibération du conseil communal sur le projet du
fait qu’aucun texte légal ne l’exige sur ce type de
projet et son absence ne peut constituer une erreur
procédurale.

En général, la gestion de l’occupation temporaire


du domaine public communal constitue une tâche
très lourde pour les services de la commune en
présence d’un cadre juridique ancien, éparpillé et
laconique loin de procurer toute simplification de
la procédure. De plus, la majorité de ces
autorisations ne correspondent pratiquement à
l’exécution d’aucun service public, mais elles
concernent des activités exercées dans l’intérêt
privé auxquelles l’intérêt général n’est que
secondaire ou absent. Ainsi, la redevance imposée
n’est pas en mesure d’augmenter les recettes
budgétaires de la commune surtout avec l’absence
des agents qualifiés pour recenser, suivre et
contrôler non seulement les occupations
temporaires légales mais aussi les occupations
illégales et y faire face. Ces carences qui entravent
la bonne gestion du domaine public communal ne
peuvent qu’amplifier les conflits entre les
occupants et la commune et impacter
négativement le budget au lieu de l’améliorer.
69
Ahmed BOUTOUMILATE Face à cet enjeu financier, l’adage « vaut
Chef du Service de la mieux prévenir que guérir » nous enseigne qu’il
législation et de la
réglementation fiscale
est nécessaire de renforcer les capacités des
(DGCT-Ministère de agents exerçants dans les services fiscaux relevant
l’Intérieur)
des CT. Celles-ci devraient également bâtir une
stratégie de riposte dont l’élaboration et
Le contentieux en matière des taxes
locales, quels rôles pour les services l’exécution incombe à ces services fiscaux locaux
fiscaux relevant des collectivités (SFL) composant l’Administration fiscale locale
territoriales
que sont : le service de l’assiette, le service du
recouvrement, le service du contrôle et de toute
Dans un contexte marqué par la crise des évidence le service du contentieux.
finances publiques, le renforcement des
Il est à noter que l’article 167 de la loi n° 47-
ressources fiscales des collectivités territoriales
06 relative à la fiscalité des collectivités
(CT) est devenu une voie incontournable pour
territoriales103 a qualifié d’Administration les SFL
pallier le manque à gagner sur les transferts de
en ce qui concerne les taxes locales autres que la
l’Etat destinés à ces entités décentralisées. La
taxe professionnelle, la taxe d’habitation et la taxe
fiscalité locale devient ainsi un centre de profit à
des services communaux.
développer afin de satisfaire le besoin de
financement induit par le développement A cet égard, il y a lieu de mettre en exergue la
territorial. portée et les limites des rôles des SFL en matière
du contentieux lié aux taxes locales et ce durant
Cependant, l’existence d’un contentieux au
ses deux phases que sont la phase administrative
sujet des taxes locales constituerait pour ces CT
(I) et la phase judiciaire (II).
un risque à maitriser afin de ne pas mettre en
échec la perception des recettes jugées acquises I. Portée et limites du rôle des SFL dans la
définitivement. D’ailleurs, dans le cas d’une phase administrative du contentieux
taxation à tort, la recette générée pourrait, suite à
un jugement défavorable à l’Administration, se L’analyse des dispositions de la loi n° 47-06

transformer en une dépense obligatoire couvrant précitée révèle que durant la phase administrative,

la restitution du montant perçu voire les SFL ont un rôle incontournable dans

éventuellement la réparation du préjudice causé l’instruction des requêtes (1) et l’examen des

au contribuable. demandes de dégrèvements (2).

1. En ce qui concerne les requêtes


103
Promulguée par le dahir n° 1-07-195 du 19 kaada 1428
(30 novembre 2007), B.O. n° 5584 du 6 décembre 2007,
p.1260.
70
dégrèvement total ou partiel du principal de la
Le droit de réclamation est une garantie que
taxe et d’autre part les demandes de remise ou
l’article 161 de la loi n° 47-06 a accordée aux
modération des majorations, amendes, pénalités,
redevables. Ainsi, les requêtes que ces derniers
et autres sanctions prévues par la loi n°47-06. En
adressent à l’ordonnateur de la CT sont instruites
effet, les premières sont du ressort des SFL alors
par le service compétant au sein des SFL.
que les secondes sont examinées par les services
A cet égard, il y a lieu de constater que du Ministère de l’Intérieur105.
certains requérants avertis déploient toute une
Si on se limite à la première catégorie des
argumentation pour éluder la taxation. Cette
demandes, celles-ci doivent porter sur les
argumentation qui se base souvent sur la
taxations qui sont reconnues former surtaxe,
législation en vigueur, nécessite de la part des
double emploi ou faux emploi, et ce
SFL une prise de position objective en se référant
conformément à la législation et la réglementation
à la doctrine administrative en matière de taxes
en vigueur. A cet effet, le rôle des SFL consiste à
locales104.
boucler la boucle en s’assurant que la taxation est
Afin de déterminer la position à prendre dans bien fondée.
ces cas, les SFL doivent changer de rôles en
II. Portée et limites du rôle des SFL dans la
passant de l’application stricte de la loi à son
phase judiciaire du contentieux
interprétation. D’où la nécessité que ces services
soient dotés de juristes maitrisant la spécificité et En matière du contentieux fiscal local ainsi
la complexité des normes juridiques régissant la que du recouvrement des créances du trésor et
fiscalité locale. autres créances assimilées, la loi n° 41-90 en
Par ailleurs, si le redevable n'accepte pas la confie la compétence aux tribunaux
position prise par les SFL ou à défaut de réponse, administratifs106 et ce à l’instar des litiges qui
il peut toujours intenter un recours devant le opposent l’usager à l’Administration. Cependant,
tribunal compétent. le contentieux fiscal local a ses spécificités : le
requérant contestant par exemple n’a pas besoin
2. En ce qui concerne les demandes de ni de saisir au préalable le gouverneur de la
dégrèvements

En matière de demandes de dégrèvements, il


est à distinguer entre d’une part les demandes de

104
Les SFL peuvent également demander l’avis des services 1441 (29 juillet 2020), B.O., n° 6919 du 21 septembre 2020,
centraux du Ministère de l’Intérieur (Division de la fiscalité p. 4885.
106
locale) avant de statuer sur la requête du redevable. Loi n° 41-90 instituant des tribunaux administratifs
105
Ce sont les services déconcentrés du Ministère de promulguée par le Dahir n° 1-91-225 du 22 rebia I 1414 (10
l’Intérieur qui examinent maintenant ces demandes suite à septembre 1993), B.O n° 4227 du 3 novembre 1993, p. 595.
l’arrêté du Ministre de l’Intérieur n° 2116.20 du 8 Hijja
71
préfecture ou de la province ni d’appeler en cause sauvegarder les intérêts de la collectivité
l’agent judiciaire des collectivités territoriales107. concernée.

Par ailleurs, les SFL ont un rôle à assurer Cependant force est de constater parfois
pleinement au cours de la procédure judiciaire l’existence de connivences entre les agents de
qu’elle soit entamée suite à un contrôle fiscal (1) l’Administration et le contribuable permettant à
ou à une réclamation (2). celui-ci d’éluder la taxation. A cet égard, tirant
profit de l’expérience de la Direction Générale
1. En ce qui concerne la procédure des Impôts en matière du contrôle fiscal109, il est
judiciaire suite au contrôle fiscal
proposé que les SFL adoptent une charte du
Le redevable peut contester devant le juge les contribuable.
décisions de la commission locale de taxation
(CLT) ou celles de taxation d’office établi par les
2. En ce qui concerne la procédure
SFL, lorsque ces décisions contestés ont donné
judiciaire suite à réclamation
lieu à l’émission de taxes locales108. A cet effet, le
A l’instar du droit fiscal français, la législation
redevable doit saisir le juge compétent dans le
marocaine donne au redevable la possibilité
délai de soixante (60) jours suivant la date de mise
d’intenter une action juridictionnelle qui
en recouvrement de l'ordre de recettes.
« intervient au terme de la décision du rejet de la
Il y a lieu de noter que dans le cas où la
réclamation ou de l’absence de la décision de
décision de la CLT ne donne pas lieu à l’émission
l’administration au terme du délai de six mois qui
dudit ordre de recette, le délai de 60 jours court à
lui est ouvert pour statuer »110.
partir de la date de la notification de la décision
de cette commission. Les SFL peuvent également A cet égard, l’article 165 de la loi n° 47-06
contester les décisions de la CLT devant le juge accorde au redevable dans les deux cas un délai
compétent dans le délai précité que ces décisions pour saisir le tribunal compétant de 30
portent sur des questions de droit ou de fait. jours suivant :
Ainsi, les SFL devant soutenir la position de ▪ la date de la notification de la décision
la CT dans le litige l’opposant au redevable rendue par l’Administration fiscale ayant
doivent assurer le suivi régulier des étapes par examiné sa requête formulée en phase
lesquelles passent le contentieux afin de administrative du contentieux ;

107 109
TA de Fès, Jugement n° 8 du 15/1/2019, Dossier n° Direction Générale des Impôts, « Charte du contribuable
219/7113/2018, Jaouhai Sidi Mohammed C/ Président du en matière du contrôle fiscal », 2020,
conseil communal d’Azemour Kandar. (https://portail.tax.gov.ma)
108 110
Article 164 de la loi n° 47-06 relative à la fiscalité des Bouvier (M), Introduction au droit fiscal général et à la
collectivités territoriales. théorie de l’impôt, LGDJ, Lextenso édition, 13e édition,
Paris, 2016, p.117.
72
▪ la date d’expiration du délai de réponse de adaptées pour réduire l’impact du contentieux sur
l’Administration lorsque celle-ci n’a pas les ressources propres des CT.
donné suite à la requête formulée en en
phase administrative du contentieux.

Notons que, conformément au dernier alinéa


de l’article 165 précitée, la réclamation ne fait pas
obstacle au recouvrement immédiat des sommes
exigibles et s’il y a lieu à l’engagement de la
procédure de recouvrement forcé sous réserve que
les montants payés soient restitués partiellement
ou totalement après la décision ou le jugement.

Cette disposition, met en exergue l’action des


différentes composantes des SFL face à un même
contentieux. Il en découle la nécessité d’une
stratégie commune à ces composantes de manière
à introduire la logique de la performance dans la
gestion du contentieux fiscal local aussi bien en
ce qui concerne l’efficacité des SFL dans le
développement des ressources financières de la
CT concernée que dans les moyens déployés pour
l’atteinte des objectifs escomptés.

Enfin, bien que les modifications récentes


apportées par la loi n° 07.20111 modifiant et
complétant la loi n° 47-06 n’aient pas visé les
rôles des SFL en matière du contentieux, il n’en
demeure pas moins que le législateur, tenant
compte des questions objet de litige, a résolu un
ensemble de problèmes source de contentieux.

Seul le temps nous dira si les solutions


préconisées dans la loi n° 07.20 ont été les mieux

111
Promulguée par Promulguée par le dahir n° 1.20.01 du
16 Joumada I 1442 (31 décembre 2020), B.O., n° 6948 du
31 décembre 2020, p.8632 (version en arabe).
73
IV. Chroniques
Juridiques et
administratives
marocaine et
étrangère

74
‫فاتن الشواطي‬
‫‪.1‬متابعات قانونية وإدارية بالمغرب‬ ‫مستشارة قانونية‬
‫باألمانة العامة للحكومة‬

‫أ‪ -‬صدر بالجريدة الرسمية‪:‬‬

‫رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول االندماج اإلقليمي للمغرب في إفريقيا من أجل‬
‫بلورة استراتيجية في خدمة تنمية مستدامة مع إفريقيا‪.‬‬

‫صدر في العدد ‪ 6935‬مكرر من الجريدة الرسمية ليوم ‪ 16‬نوفمبر ‪ ،2020‬رأي للمجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول‬
‫“االندماج اإلقليمي للمغرب في إفريقيا‪ :‬من أجل بلورة استراتيجي ٍة في خدمة تنمي ٍة مستدام ٍة مع إفريقيا"‪ ،‬يوصي من خالله بتطوير استراتيجية‬
‫مندمجة خاصة باندماج المغرب في إفريقيا‪ ،‬تجعل من مبدأ التنمية المشتركة منهجية عمل لها‪ ،‬وتكون غايتها بناء شراكة تعود بالنفع على‬
‫المغرب وعلى شركائه األفارقة في مجال التنمية االقتصادية‪ ،‬وتعزيز التضامن‪ ،‬وتقاسم المعارف والمهارات‪ ،‬وتحسين رفاه الساكنة‪.‬‬

‫وفي هذا الصدد‪ ،‬اقترح المجلس مقاربة تهدف إلى جعل مسلسل االندماج يتخذ طابعا شموليا ومتجانسا ومدمِ جا وبراغماتيا‪،‬‬
‫ومرتكزا ً على أربعة محاور كبرى‪:‬‬

‫‪ .1‬جعل االندماج اإلقليمي للمغرب أولوية استراتيجية في السياسات العمومية للدولة؛‬


‫تعزيز آليات االندماج على الصعيدين اإلقليمي والقاري وتحسين التجانس والتكامل على مستوى مختلف الشراكات القائمة؛‬ ‫‪.2‬‬
‫تعزيز البعد اإلجرائي آلليات التعاون على الصعيد الثنائي؛‬ ‫‪.3‬‬
‫اقتراح تدابير ذات طابع عرضاني تتمحور حول أربع ركائز‪ ،‬هي‪ :‬شبكة نقل فعالة ومتاحة أمام الجميع‪ ،‬وآليات مالية مالئمة‪،‬‬ ‫‪.4‬‬
‫واالرتقاء باإلطار القانوني الخاص بمجال األعمال‪ ،‬وتعزيز القدرات ودعم الدولة للمستثمرين‪.‬‬

‫المغرب يعزز ترسانته القانونية بصدور قانون حول خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‬

‫صدر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6951‬بتاريخ ‪ 11‬يناير ‪ 2021‬القانون رقم ‪ 43020‬المتعلق بالثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‬
‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1.20.100‬بتاريخ ‪ 16‬من جمادى األولى ‪ 31( 1442‬ديسمبر ‪ .)2020‬ويهدف هذا القانون‪ ،‬الذي‬
‫يتضمن ‪ 84‬مادة‪ ،‬إلى تحديد النظام المطبق على خدمات الثقة بشأن المعامالت اإللكترونية‪ ،‬وعلى وسائل وخدمات التشفير وتحليل الشفرات‬
‫وكذا على العمليات المنجزة من قبل مقدمي خدمات الثقة والقواعد الواجب التقيد بها من لدن هؤالء ومن لدن أصحاب الشهادات اإللكترونية‪.‬‬
‫كما أقر هذا القانون مقتضيات تهم حجية هذا التوقيع اإللكتروني بحيث ال يمكن رفض أثره القانوني كحجة أمام القضاء أو عدم قبوله لمجرد‬
‫تقديم هذا التوقيع في شكل إلكتروني‬

‫‪75‬‬
‫التقرير السنوي لمؤسسة الوسيط‬

‫صدر في العدد ‪ 6943‬مكرر من الجريدة الرسمية ليوم ‪ 14‬ديسمبر ‪ 2020‬التقرير السنوي لمؤسسة الوسيط برسم‬
‫سنة ‪ 2019‬والذي تم رفعه إلى صاحب الجاللة الملك محمد السادس نصره هللا‪ ،‬وتضمن هذا التقرير الذي يتوزع على عشرة‬
‫محاور همت الملفات المسجلة بالمؤسسة برسم سنة ‪ ،2019‬والملفات المعالجة خالل هذه السنة‪ ،‬وأهم االختالالت المرصودة‬
‫في أداء اإلدارة خاللها‪ ،‬واالقتراحات والتقارير الخاصة المنجزة‪ ،‬والمؤشرات اإلحصائية حول زمن معالجة وتدبير التظلمات‬
‫والشكايات برسم سنة ‪.2019‬‬

‫وقد تمحور موضوع السنة لهذا التقرير حول "منظومة التظلمات والشكايات الخاصة بالجماعات كوحدات ترابية"‪،‬‬
‫والتواصل والتكوين والتعاون الدولي‪ ،‬والمخطط االستراتيجي لمؤسسة الوسيط واآلفاق المستقبلية لعمله‪.‬‬

‫كما اعتبر وسيط المملكة في تقديمه للتقرير أن الوقت قد حان إلدخال مفهوم إدارة الجودة الشاملة في أداء اإلدارة‬
‫العمومية‪ ،‬ولربط البرامج والسياسات والممارسات اإلصالحية التي تتبناها اإلدارة بتطوير نظم وإجراءات إدارة الجودة‪.‬‬
‫وخلص إلى أن "الرهان يكمن في االنتقال في تدبير العالقة بين اإلدارة والمرتفق من مجرد االهتمام بخدمة اإلدارة للمواطنين‬
‫إلى االهتمام بمدى جودة هذه الخدمات"‪.‬‬

‫تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول االنعكاسات الصحية واالقتصادية واالجتماعية‬
‫لفيروس كورونا "كوفيد‪ "19-‬والسبل الممكنة لتجاوزها‬

‫على إثر توصله بإحالة من السيد رئيس مجلس النواب بتاريخ ‪ 30‬أبريل ‪ 2020‬من أجل إعداد دراسة "االنعكاسات‬
‫الصحية واالقتصادية واالجتماعية لفيروس كورونا " كوفيد ‪ "19‬والسبل الممكنة لتجاوزها"‪ ،‬أصدر المجلس االقتصادي‬
‫واالجتماعي والبيئي خالصات دراساته للموضوع والتي تم نشرها بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6954‬بتاريخ ‪ 21‬يناير ‪.2021‬‬

‫وفي هذا اإلطار‪ ،‬يرى المجلس أن تداعيات أزمة كوفيد‪ 19-‬تظل إلى اآلن‪ ،‬رغم أهمية وإرادية اإلجراءات والتدابير‬
‫المتخ ذة في ظل حالة الطوارئ الصحية أو التي جرى اإلعالن عنها للحد من تفشي الجائحة‪ ،‬عميقة ومتعددة األبعاد وتطال‬
‫الدينامية االقتصادية وظروف عيش الساكنة وكذا جودة ونجاعة الخدمات العمومية‪.‬‬

‫وفي نفس السياق‪ ،‬يعتبر المجلس أن هذه األزمة تشكل فرصة حقيقية إلجراء تغيير جذري في العقليات وأنماط‬
‫التفكير والتنظيم والتدبير واإلنتاج واالستهالك السائدة في المغرب‪ ،‬ويقتضي هذا التحول القيام بإصالحات هيكلية عميقة‬
‫كفيلة بالمساهمة في توفير الشروط المالئمة لتنزيل النموذج التنموي الجديد‪ ،‬الجاري إعداده‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫ومن هذا المنطلق‪ ،‬يقترح المجلس جملة من مداخل التغيير الكبرى والتوصيات ذات البعد التدريجي والتراكمي عبر‬
‫عنها من خالل ‪ 149‬توصية تنتظم حول ‪ 7‬محاور رئيسية‪ ،‬وتهدف أساسا إلى تعزيز قدرة المغرب على استباق التحوالت والتكيف‬
‫معها بكل مرونة‪ ،‬والتعايش مع كوفيد‪ 19-‬بين متطلبات حالة االستعجال وضرورة التكيف‪ ،‬وتعزيز ثالثة أدوار أساسية للدولة‬
‫(دولة تضطلع بتوفير التأمين للجميع خالل األزمات؛ دولة تضطلع بوظيفة الرعاية االجتماعية ويحتل فيها المواطن مكانة مركزية؛‬
‫دولة تضطلع بمهام التخطيط االستراتيجي وذات رؤية على المدى الطويل)‪.‬‬

‫رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول القضاء على العنف ضد الفتيات والنساء‬

‫تضمن العدد ‪ 6958‬من الجريدة الرسمية الصادرة في ‪ 4‬فبراير ‪ 2021‬رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول‬
‫القضاء على العنف ضد الفتيات والنساء‪ :‬استعجال وطني‪ .‬وقد بين هذا الرأي ان مختلف الجهود المبذولة للقضاء على العنف ضد‬
‫النساء لم تتمكن من بلوغ األهداف المرجوة وذلك راجع لعدة عوامل ترتبط بمدى إدراج محاربة العنف ضد النساء في السياسات‬
‫العمومية ومحدودية أثر التدابير الوقائية وضعف التنسيق بين مختلف المتدخلين وكذا وجود نواقص وثغرات في القانون المتعلق‬
‫بمحاربة العنف ضد النساء‪ ،‬باإلضافة إلى غياب آلية مؤسساتية للحماية على الصعيد الترابي من أجل ضمان الرصد المبكر‬
‫والتكفل الفعال بضحايا العنف وفق مسار مقنن‪.‬‬

‫ولمواجهة هذه المعيقات‪ ،‬أوصى المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي باتخاذ جملة من اإلجراءات‪ ،‬من أجل إرساء‬
‫منظوم ِة حماي ٍة مندمج ٍة للفتيات والنساء ضحايا العنف‪ ،‬تشمل ستة توجهات استراتيجية و‪ 36‬إجرا ًء عمليا ً تعتمد‪ ،‬على الخصوص‪،‬‬
‫في جعل محاربة العنف ضد النساء والفتيات والنهوض بالمساواة قضية ذات أولوية على الصعيد الوطني يتم تنزيلها في شكل‬
‫سياسة عمومية شاملة وعرضانية ترتكز على ميزانية مستدامة ومحددة‪ ،‬مع العمل على االستفادة من التعاون الدولي في هذا‬
‫المجال‪.‬‬

‫‪77‬‬
‫ب‪ -‬جدول النصوص القانونية المتعلقة بتدبير جائحة فيروس كورونا إلى حدود ‪ 30‬يناير ‪2021‬‬
‫القرارات‬ ‫المراسيم‬ ‫مشاريع ومقترحات القوانين‬
‫قرار لوزير الصناعة والتجارة واالقتصاد‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.269‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪2020‬‬ ‫قانون رقم ‪ 23.20‬يقضي بالمصادقة‬
‫األخضر والرقمي رقم ‪ 20.859‬صادر في‬ ‫بإحداث حساب مرصد ألمور خصوصية يحمل‬ ‫على المرسوم بقانون رقم ‪2.20.292‬‬
‫‪ 7‬رجب ‪ 2(1441‬مارس ‪ ) 2020‬بتتميم‬ ‫اسم "الصندوق الخاص بتدبير جائحة فيروس‬ ‫الصادر في ‪ 23‬مارس ‪ 2020‬يتعلق‬
‫الخارجية‬ ‫التجارة‬ ‫وزير‬ ‫قرار‬ ‫كورونا "كوفيد‪)"19‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6865‬بتاريخ ‪16‬‬ ‫بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ‬
‫واالستثمارات الخارجية والصناعة‬ ‫مارس ‪(2020‬‬ ‫الصحية وإجراءات اإلعالن عنها‬
‫التقليدية رقم ‪ 94.1308‬الصادر في ‪ 7‬ذي‬ ‫(تمت المصادقة عليه بتاريخ ‪ 12‬مايو‬
‫القعدة ‪)19 1414‬أبريل ‪ ) 1994‬بتحديد‬ ‫‪)2020‬‬
‫قائمة السلع التي تتخذ في شأنها تدابير‬
‫تهدف إلى وضع قيود كمية على استيرادها‬
‫وتصديرها )ج‪.‬ر عدد ‪ 6861‬بتاريخ ‪02‬‬
‫مارس ‪(2020‬‬
‫قرار لوزير االقتصاد والمالية واصالح‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.270‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪2020‬‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.59‬صادر في‬
‫االدارة رقم ‪ 986.20‬بتاريخ ‪ 16‬مارس‬ ‫يتعلق بمساطر تنفيذ النفقات المنجزة من لدن‬ ‫‪ 29‬من شعبان ‪ 23 ( 1441‬أبريل‬
‫‪ 2020‬باتخاذ تدابير مؤقتة ضد ارتفاع‬ ‫وزارة الصحة ) ج‪.‬ر عدد ‪ 6865‬بتاريخ ‪16‬‬ ‫‪ )2020‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 25.20‬بسن‬
‫اسعار المطهرات الكحولية ) ج‪.‬ر عدد‬ ‫مارس ‪(2020‬؛‬ ‫تدابير استثنائية لفائدة المشغلين‬
‫‪ 6865‬بتاريخ ‪ 16‬مارس ‪(2020‬‬ ‫المنخرطين بالصندوق الوطني للضمان‬
‫االجتماعي والعاملين لديهم المصرح‬
‫بهم‪ ،‬المتضررين من تداعيات تفشي‬
‫جائحة فيروس كورونا) ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 6877‬بتاريخ ‪ 27‬أبريل ‪(2020‬‬
‫قرار لوزير االقتصاد والمالية واصالح‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.331‬صادر في ‪ 30‬من شعبان‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.961‬صادر‬
‫االدارة رقم ‪ 1020.20‬بتاريخ ‪ 31‬مارس‬ ‫‪ 24 ( 1441‬أبريل ‪ ) 2020‬بتطبيق القانون رقم‬ ‫في ‪ 27‬من شوال ‪ 19(1441‬يونيو‬
‫‪ 2020‬باتخاذ تدابير مؤقتة ضد ارتفاع‬ ‫‪ 20.25‬بسن تدابير استثنائية لفائدة المشغلين‬ ‫‪ )2020‬بتنفيذ القانون رقم ‪26.20‬‬
‫أسعار الكمامات الواقية )ج‪.‬ر عدد ‪6870‬‬ ‫المنخرطين بالصندوق الوطني للضمان‬ ‫القاضي بالمصادقة على المرسوم‬
‫بتاريخ ‪ 02‬أبريل ‪(2020‬‬ ‫االجتماعي والعاملين لديهم المصرح بهم‪،‬‬ ‫بقانون رقم ‪ 2.20.320‬صادر في ‪13‬‬
‫المتضررين من تداعيات تفشي جائحة فيروس‬ ‫‪1441‬‬ ‫شعبان‬ ‫من‬
‫كورونا "كوفيد‪) " 9 -‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6877‬بتاريخ‬ ‫( ‪ 7‬أبريل ‪ ) 2020‬المتعلق بتجاوز‬
‫‪ 27‬أبريل ‪(2020‬‬ ‫سقف التمويالت الخارجية‪( .‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 6893‬بتاريخ ‪ 22‬يونيو ‪(2020‬‬

‫قرار المحكمة الدستورية رقم ‪106.20‬‬


‫م‪.‬د صادر في ‪ 12‬من شوال ‪4 (1441‬‬
‫يونيو‪) )2020‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6892‬بتاريخ‬
‫‪ 18‬يونيو‪( 2020‬‬
‫مرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.292‬بتاريخ ‪ 23‬مارس قرار لوزير االقتصاد والمالية وإصالح‬ ‫قانون رقم ‪ 27.20‬بسن أحكام خاصة‬
‫‪ 2020‬يتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ اإلدارة رقم ‪ 20.1057‬صادر في ‪12‬من‬ ‫تتعلق بسير أشغال أجهزة إدارة شركات‬
‫الصحية وإجراءات اإلعالن عنها )ج‪.‬ر عدد شعبان ‪ 6(1441‬أبريل ‪ )2020‬باتخاذ‬ ‫المساهمة وكيفيات انعقاد جمعياتها‬
‫تدابير مؤقتة ضد ارتفاع أسعار الكمامات‬ ‫‪ 6867‬مكرر بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪(2020‬‬ ‫العامة خالل مدة سريان حالة الطوارئ‬
‫الواقية )ج‪.‬ر عدد ‪ 6871‬بتاريخ ‪ 6‬ابريل‬ ‫الصحية (تمت المصادقة عليه بتاريخ‬
‫‪(2020‬‬ ‫‪ 05‬مايو ‪)2020‬‬

‫‪78‬‬
‫القرارات‬ ‫المراسيم‬ ‫مشاريع ومقترحات القوانين‬
‫قرار لوزير الصناعة والتجارة واالقتصاد‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.293‬بتاريخ ‪ 24‬مارس‬ ‫قانون رقم ‪ 30.20‬بسن أحكام تتعلق‬
‫األخضر والرقمي رقم ‪ 20.1060‬صادر‬ ‫‪ 2020‬بإعالن حالة الطوارئ الصحية بسائر‬ ‫بعقود األسفار والمقامات السياحية‬
‫في ‪ 14‬من شعبان ‪ 8 ( 1441‬أبريل ‪2020‬‬ ‫أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس‬ ‫وعقود النقل الجوي للمسافرين (تمت‬
‫) يتعلق بالكمامات الواقية المصنوعة من‬ ‫كورونا‪ -‬كوفيد ‪) -19‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6867‬مكرر‬ ‫المصادقة عليه بتاريخ ‪ 19‬مايو ‪)2020‬‬
‫الثوب غير المنسوج ذات االستعمال غير‬ ‫بتاريخ ‪ 24‬مارس ‪(2020‬‬
‫الطبي )ج‪.‬ر عدد ‪ 6874‬بتاريخ ‪ 16‬ابريل‬
‫‪( 2020‬‬
‫قرار لوزير االقتصاد والمالية وإصالح‬ ‫مرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.320‬صادر في ‪13‬‬ ‫مقترح قانون رقم ‪ 5.36.20‬يرمي إلى‬
‫اإلدارة رقم ‪ 1087.20‬صادر في ‪ 21‬من‬ ‫شعبان‬ ‫من‬ ‫تعديل القانون رقم ‪ 67.12‬المتعلق‬
‫شعبان ‪ 15(1441‬أبريل ‪ )2020‬باتخاذ‬ ‫‪ 7 ( 1441‬أبريل ‪ ) 2020‬يتعلق بتجاوز سقف‬ ‫بتنظيم العالقات التعاقدية بين المكري‬
‫تدابير مؤقتة ضد ارتفاع أسعار الكمامات‬ ‫التمويالت الخارجية (ج‪.‬ر عدد ‪ 6871‬مكرر‬ ‫والمكتري للمحالت المعدة للسكنى أو‬
‫الواقية الموجهة الستعمال الطبي )ج‪.‬ر‬ ‫بتاريخ ‪ 8‬ابريل ‪)2020‬‬ ‫لالستعمال المهني‪ ،‬والقانون رقم‬
‫عدد ‪ 6871‬بتاريخ ‪ 6‬ابريل ‪( 2020‬‬ ‫‪ 49.16‬المتعلق بكراء أو المحالت‬
‫المخصصة لالستعمال التجاري أو‬
‫الصناعي أو الحرفي‪ ،‬وقانون‬
‫االلتزامات والعقود‪ ،‬فيما يخص استيفاء‬
‫الوجيبة الكرائية خالل فترة الطوارئ‬
‫الصحية التي تعيشها بالدنا جراء وباء‬
‫كوفيد ‪.19‬‬
‫قرار مشترك لوزير التربية الوطنية‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.330‬صادر في ‪ 24‬من‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 60.20.1‬صادر في‬
‫والتكوين المهني والتعليم العالي والبحث‬ ‫شعبان ‪ 18( 1441‬أبريل ‪ )2020‬بتمديد مدة‬ ‫‪ 5‬شوال ‪ 28 ( 1441‬ماي ‪) 2020‬‬
‫العلمي والوزير المنتدب لدى وزير التربية‬ ‫سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر‬ ‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 23.20‬القاضي‬
‫الوطنية والتكوين المهني والتعليم العالي‬ ‫أرجاء التراب الوطني مواجهة تفشي فيروس‬ ‫بالمصادقة على المرسوم بقانون رقم‬
‫والبحث العلمي المكلف بالتعليم العالي‬ ‫كورونا ‪ -‬كوفيد ‪) .19‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6874‬مكرر‬ ‫‪ 292.20.2‬الصادر في ‪ 28‬من رجب‬
‫والبحث العلمي رقم ‪ 1506.20‬صادر في‬ ‫بتاريخ ‪ 19‬ابريل ‪(2020‬‬ ‫‪1441‬‬
‫‪ 17‬من شوال ‪ 9 (1441‬يونيو ‪2020‬‬ ‫( ‪ 23‬مارس ‪) 2020‬االمتعلق بسن‬
‫)بتحديد قائمة القطاعات والقطاعات‬ ‫أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية‬
‫الفرعية المتعلقة بالتربية والتعليم والتكوين‬ ‫وإجراءات اإلعالن عنها) ‪ ...‬ج‪.‬ر عدد‬
‫والبحث العلمي‪ ،‬التي ال يعتبر المشغل‬ ‫‪ 6887‬مكرر بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪.)2020‬‬
‫الممارس لنشاطه فيها في وضعية صعبة‬
‫جراء تفشي جائحة فيروس كورونا "كوفيد‬
‫– ‪) "19‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6892‬بتاريخ ‪18‬‬
‫يونيو‪( 2020‬‬
‫قرار لوزير االقتصاد والمالية وإصالح‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.331‬صادر في ‪ 30‬من‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.60‬صادر في‬
‫اإلدارة رقم ‪ 20.2335‬صادر في ‪22‬من‬ ‫شعبان ‪ 24( 1441‬أبريل ‪ )2020‬بسن تدابير‬ ‫‪ 5‬شوال ‪ 28( 1441‬ماي ‪ )2020‬بتنفيذ‬
‫محرم ‪ 11(1442‬سبتمبر ‪ )2020‬بتمديد‬ ‫استثنائية لفائدة المشغلين المنخرطين بالصندوق‬ ‫القانون رقم ‪ 27.20‬بسن أحكام خاصة‬
‫التدابير المؤقتة ضد ارتفاع أسعار‬ ‫الوطني للضمان االجتماعي والعاملين لديهم‬ ‫تتعلق بسير أشغال أجهزة إدارة شركات‬
‫المطهرات الكحولية‪( .‬ج‪.‬ر عدد ‪6918‬‬ ‫المصرح بهم‪ ،‬المتضررين من تداعيات تفشي‬ ‫المساهمة وكيفيات انعقاد جمعياتها‬
‫بتاريخ ‪ 17‬سبتمبر ‪.)2020‬‬ ‫جائحة فيروس كورونا ) ج‪.‬ر عدد ‪6877‬‬ ‫العامة خالل مدة سريان حالة الطوارئ‬
‫بتاريخ ‪ 27‬ابريل ‪(2020‬‬ ‫الصحية‪ ) .‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6887‬مكرر‬
‫بتاريخ ‪ 01‬يونيو ‪.)2020‬‬

‫‪79‬‬
‫القرارات‬ ‫المراسيم‬ ‫مشاريع ومقترحات القوانين‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.20.345‬صادر في ‪ 19‬من رمضان‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.63‬صادر في ‪5‬‬
‫‪ 13 ( 1441‬ماي ‪) 2020‬بتمديد وقف استيفاء رسم‬ ‫شوال ‪ 2 ( 1441‬ماي ‪ ) 2020‬بتنفيذ‬
‫االستيراد المفروض على القمح اللين ومشتقاته )‬ ‫القانون رقم ‪ 30.20‬بسن أحكام خاصة‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ 6882‬بتاريخ ‪ 14‬مايو ‪(2020‬‬ ‫تتعلق بعقود األسفار والمقامات السياحية‬
‫وعقود النقل الجوي للمسافرين‬
‫) ج‪.‬ر عدد ‪ 6887‬مكرر بتاريخ ‪ 01‬يونيو‬
‫‪.)2020‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2. 20.371‬صادر في ‪ 25‬من رمضان‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.72‬صادر في ‪4‬‬
‫‪ 19 (1441‬مايو ‪ ) 2020‬بتمديد مدة سريان مفعول‬ ‫ذي الحجة ‪ 25(1441‬يوليو ‪ )2020‬بتنفيذ‬
‫حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني‬ ‫قانون المالية المعدل رقم ‪ 35.20‬للسنة‬
‫لمواجهة تفشي فيروس كورونا ‪ -‬كوفيد ‪ ) 19‬ج‪.‬ر‬ ‫‪2020‬‬ ‫المالية‬
‫عدد ‪ 6883‬مكرر بتاريخ ‪ 19‬مايو ‪(2020‬‬ ‫) ج‪.‬ر عدد ‪ 6903‬بتاريخ ‪ 27‬يوليو ‪(2020‬‬

‫مرسوم رقم ‪ 2.20.406‬صادر في ‪ 17‬من شوال‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.67‬صادر في ‪4‬‬
‫‪ 9( 1441‬يونيو ‪ )2020‬بتمديد مدة سريان مفعول‬ ‫ذي الحجة ‪ 25( 1441‬يوليو ‪ )2020‬بتنفيذ‬
‫حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني‬ ‫القانون رقم ‪ 42.20‬بتغيير المرسوم بقانون‬
‫لمواجهة تفشي فيروس كورونا ‪ -‬كوفيد ‪ 19‬وبسن‬ ‫رقم ‪ 2.20.292‬الصادر في ‪ 28‬من رجب‬
‫مقتضيات خاصة بالتخفيف من القيود المتعلقة بها )‬ ‫‪ 23( 1441‬مارس ‪ )2020‬المتعلق بسن‬
‫ج‪.‬ر عدد ‪ 6889‬مكرر بتاريخ ‪ 09‬يونيو ‪.)2020‬‬ ‫أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية‬
‫وإجراءات اإلعالن عنها‪ ).‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪ 6903‬بتاريخ ‪ 27‬يوليو ‪.(2020‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.20.456‬صادر في ‪ 17‬من ذي القعدة‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.73‬صادر في ‪4‬‬
‫‪ 9 (1441‬يوليو ‪ ) 2020‬بتمديد مدة سريان مفعول‬ ‫ذي الحجة ‪ 25( 1441‬يوليو ‪ )2020‬بتنفيذ‬
‫حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني‬ ‫القانون رقم ‪ 36.20‬القاضي بتحويل‬
‫لمواجهة تفشي فيروس كورونا ‪ -‬كوفيد ‪ ) 19‬ج‪.‬ر‬ ‫صندوق الضمان المركزي إلى شركة‬
‫عدد ‪ 6898‬مكرر بتاريخ ‪ 09‬يوليو ‪(2020‬‬ ‫مساهمة‪( .‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6903‬بتاريخ ‪27‬‬
‫يوليو ‪.(2020‬‬
‫مـرســوم بقانــون رقــم ‪ 2.20.503‬صــادر فــي‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.74‬صادر في ‪4‬‬
‫‪ 17‬مــن ذي الحجــة ‪)7 1441‬أغسطـس ‪)2020‬‬ ‫ذي الحجة ‪ 25(1441‬يوليو ‪ )2020‬بتنفيذ‬
‫بتتميــم المرسوم بقــانــون رقــم ‪ 2.20.292‬الصادر‬‫القانون رقم ‪ 44.20‬بتغيير وتتميم القانون‬
‫في ‪ 28‬من رجب ‪ 23(1441‬مارس ‪ )2020‬المتعلق‬ ‫‪103.12‬المتعلق بمؤسسات‬ ‫رقم‬
‫بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ الصحية‬ ‫االئتمان والهيئات المعتبرة في حكمها‪) .‬‬
‫وإجراءات اإلعالن عنها) ج‪.‬ر عدد ‪ 6906‬مكرر‬ ‫ج‪.‬ر عدد ‪ 6903‬بتاريخ ‪ 27‬يوليو ‪(2020‬‬
‫بتاريخ ‪ 08‬أغسطس ‪.)2020‬‬
‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.69‬صادر في ‪ 4‬مرسوم رقم ‪ 528.20.2‬صادر في ‪ 22‬من ذي الحجة‬
‫ذي الحجة ‪ 25( 1441‬يوليو ‪ )2020‬بتنفيذ ‪ 12(1441‬أغسطس ‪ )2020‬بإحداث حساب مرصد‬
‫القانون رقم ‪ 05.20‬المتعلق باألمن ألمور خصوصية يحمل اسم» صندوق االستثمار‬
‫االستراتيجي« (ج‪.‬ر عدد ‪ 6908‬بتاريخ ‪13‬‬ ‫السيبراني‬
‫أغسطس ‪.)2020‬‬

‫‪80‬‬
‫القرارات‬ ‫المراسيم‬ ‫مشاريع ومقترحات القوانين‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.20.572‬صادر في ‪ 22‬من ذي‬ ‫ظهير شريف رقم‪ 1.20.67‬صادر في ‪4‬‬
‫الحجة ‪ 12(1441‬أغسطس ‪ )2020‬لتطبيق أحكام‬ ‫ذي الحجة ‪ 25(1441‬يوليو ‪)2020‬‬
‫المادة الرابعة المكررة من المرسوم بقانون رقم‬ ‫بتنفيذ القانون رقم ‪ 20.42‬بتغيير المرسوم‬
‫‪ 2.20.292‬الصادر في ‪ 28‬من رجب ‪23(1441‬‬ ‫بقانون رقم ‪ 2.20.292‬الصادر في ‪28‬‬
‫مارس ‪ )2020‬المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة‬ ‫من رجب ‪ 23(1441‬مارس ‪)2020‬‬
‫الطوارئ الصحية وإجراءات اإلعالن عنها‪) .‬ج‪.‬ر‬ ‫المتعلق بسن أحكام خاصة بحالة الطوارئ‬
‫عدد ‪ 6908‬بتاريخ ‪ 13‬أغسطس ‪.)2020‬‬ ‫الصحية وإجراءات اإلعالن عنها‪...‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.20.631‬صادر في ‪ 20‬من محرم‬
‫‪ 9(1442‬سبتمبر ‪ ) 2020‬بتمديد مدة سريان‬
‫مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء‬
‫التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا ‪-‬‬
‫كوفيد ‪( .19‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6915‬مكرر بتاريخ ‪09‬‬
‫سبتمبر ‪.)2020‬‬
‫مرسوم بقانون رقم ‪ 605.20.2‬صادر في ‪ 26‬من‬
‫محرم ‪ 15 ( 1442‬سبتمبر ‪ ) 2020‬بسن تدابير‬
‫استثنائية لفائدة بعض المشغلين المنخرطين‬
‫بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي والعاملين‬
‫لديهم المصرح بهم وبعض فئات العمال المستقلين‬
‫واألشخاص غير األجراء المؤمنين لدى الصندوق‪،‬‬
‫المتضررين من تداعيات تفشي جائحة فيروس‬
‫كورونا »كوفيد ‪( .19 -‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6918‬بتاريخ‬
‫‪ 17‬سبتمبر ‪.)2020‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.20.664‬صادر في ‪ 28‬من محرم‬
‫‪ 17 (1442‬سبتمبر ‪ ) 2020‬بتطبيق المرسوم‬
‫بقانون رقم ‪ 2.20.605‬بتاريخ ‪ 26‬من محرم‬
‫‪15) 1442‬سبتمبر ‪ ) 2020‬بسن تدابير استثنائية‬
‫لفائدة بعض المشغلين المنخرطين بالصندوق‬
‫الوطني للضمان االجتماعي والعاملين لديهم‬
‫المصرح بهم وبعض فئات العمال المستقلين‬
‫واألشخاص غير األجراء المؤمنين لدى الصندوق‪،‬‬
‫المتضررين من تداعيات تفشي جائحة فيروس‬
‫كورونا » كوفيد ‪» 19 -‬فيما يتعلق بقطاع السياحة‪.‬‬
‫(ج‪.‬ر عدد ‪ 6918‬بتاريخ ‪ 17‬سبتمبر ‪.)2020‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.20.711‬صادر في ‪ 20‬من صفر‬
‫‪8 ( 1442‬اكتوبر ‪ ) 2020‬بتمديد مدة سريان‬
‫مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء‬
‫التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا ‪-‬‬
‫كوفيد ‪( .19‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6924‬مكرر بتاريخ ‪08‬‬
‫اكتوبر ‪.)2020‬‬

‫‪81‬‬
‫القرارات‬ ‫المراسيم‬ ‫مشاريع ومقترحات القوانين‬
‫قرار مشترك لوزير االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة ووزيرة السياحة والصناعة التقليدية‬
‫والنقل الجوي واالقتصاد االجتماعي ووزير الشغل واإلدماج المنهي رقم ‪ 20.2671‬صادر في‬
‫‪ 6‬ربيع األول ‪ 23 (1442‬أكتوبر ‪ ) 2020‬بتطبيق الفقرة الثالثة من المادة السابعة من المرسوم‬
‫رقم ‪ 664.20.2‬الصادر في ‪ 28‬من محرم ‪ 17 (1442‬سبتمبر ‪) 2020‬بتطبيق المرسوم بقانون‬
‫رقم ‪ 605.20.2‬الصادر في ‪ 26‬من محرم ‪ 15 (1442‬سبتمبر ‪ ) 2020‬بسن تدابير استثنائية‬
‫لفائدة بعض المشغلين المنخرطين بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي والعاملين لديهم‬
‫المصرح بهم وبعض فئات العمال المستقلين واألشخاص غير األجراء المؤمنين لدى الصندوق‪،‬‬
‫المتضررين من تداعيات تفشي جائحة فيروس كورونا »كوفيد ‪ » 19 -‬على العاملين بالقطاع‬
‫السياحي‪( .‬ج‪.‬ر عدد ‪ 1693‬مكرر بتاريخ ‪ 2‬نوفمبر ‪.)2020‬‬
‫قرار لوزير االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة رقم ‪ 2582.20‬صادر في ‪ 27‬من صفر‬
‫‪ 15(1442‬أكتوبر ‪ )2020‬بتمديد التدابير المؤقتة ضد ارتفاع أسعار الكمامات الواقية الموجهة‬
‫لالستعمال الطبي‪( .‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6932‬مكرر بتاريخ ‪ 05‬نوفمبر ‪.)2020‬‬
‫مرسوم رقم ‪ 2.20.788‬صادر في ‪19‬‬
‫من ربيع األول ‪ 5(1442‬نوفمبر‬
‫‪ )2020‬بتمديد مدة سريان مفعول حالة‬
‫الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب‬
‫الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا‬
‫‪ -‬كوفيد ‪( .19‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6933‬مكرر‬
‫بتاريخ ‪ 09‬نوفمبر ‪.)2020‬‬
‫قرار مشترك لوزير االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة ووزيرة السياحة والصناعة التقليدية‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.882‬صادر في ‪18‬‬
‫والنقل الجوي واالقتصاد االجتماعي ووزير الشغل واإلدماج المنهي رقم ‪ 20.2934‬صادر في‬ ‫من ربيع اآلخر ‪1442‬‬
‫‪ 8‬ربيع اآلخر ‪ 24 (1442‬نوفمبر ‪ ) 2020‬بتغيير القرار المشترك لوزير االقتصاد والمالية‬ ‫(‪ 4‬ديسمبر ‪ )2020‬بتمديد مدة سريان‬
‫مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر‬
‫وإصالح اإلدارة ووزيرة السياحة والصناعة التقليدية والنقل الجوي واالقتصاد االجتماعي‬
‫أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي‬
‫ووزير الشغل واإلدماج المنهي رقم ‪ 20.2671‬الصادر في ‪ 6‬ربيع األول‪)23 1442‬أكتوبر‬ ‫فيروس كورونا ‪ -‬كوفيد ‪( .19‬ج‪.‬ر عدد‬
‫‪) 2020‬بتطبيق الفقرة الثالثة من المادة السابعة من المرسوم رقم ‪ 664.20.2‬الصادر في ‪28‬‬ ‫‪ 6941‬مكرر بتاريخ ‪ 07‬ديسمبر‬
‫من محرم ‪ 17 (1442‬سبتمبر ‪ ) 2020‬بتطبيق المرسوم بقانون رقم ‪ 605.20.2‬الصادر في‬ ‫‪.)2020‬‬
‫‪ 26‬من محرم ‪)15 1442‬سبتمبر ‪) 2020‬بسن تدابير استثنائية لفائدة بعض المشغلين‬
‫المنخرطين بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي والعاملين لديهم المصرح بهم وبعض فئات‬
‫العمال المستقلين واألشخاص غير األجراء المؤمنين لدى الصندوق‪ ،‬المتضررين من تداعيات‬
‫تفشي جائحة فيروس كورونا » كوفيد ‪ ،»19 -‬فيما يتعلق بقطاع السياحة‪( .‬ج‪.‬ر عدد ‪6939‬‬
‫مكرر بتاريخ ‪ 30‬نوفمبر ‪.)2020‬‬
‫قرار مشترك لوزير االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة ووزير الشغل واإلدماج المهنة رقم‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.20.960‬صادر ‪ 23‬من‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.20.103‬صادر في‬
‫‪ 3292.20‬صادر في ‪ 16‬جمادى األولى ‪ 31( 1442‬ديسمبر ‪ )2020‬بتمديد األجل المحدد في‬ ‫جمادى األولى ‪ 7( 1442‬يناير ‪)2021‬‬ ‫‪ 16‬من جمادى األولى ‪31( 1442‬‬
‫الفقرة األولى من المادة السابعة من المرسوم رقم ‪ 2.20.877‬بتاريخ ‪ 24‬من ربيع اآلخر ‪1442‬‬ ‫بتمديد مدة سريان مفعول حالة‬ ‫ديسمبر ‪ )2020‬بتنفيذ القانون رقم‬
‫(‪ 10‬ديسمبر ‪ )2020‬بتطبيق المرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.605‬بتاريخ ‪ 26‬من محرم ‪1442‬‬ ‫الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب‬ ‫‪ 76.20‬القاضي بإحداث "صندوق محمد‬
‫الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا‬ ‫السادس لالستثمار"‬
‫(‪ 15‬سبتمبر ‪ )2020‬بسن تدابير استثنائية لفائدة بعض المشغلين المنخرطين بالصندوق الوطني‬
‫‪ -‬كوفيد ‪( .19‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6950‬بتاريخ‬
‫للضمان االجتماعي والعاملين لديهم المصرح بهم وبعض فئات العمال المستقلين واألشخاص‬ ‫‪ 7‬يناير ‪.)2021‬‬
‫غير األجراء المؤمنين لدى الصندوق‪ ،‬المتضررين من تداعيات تفشي جائحة فيروس كورونا‬
‫» كوفيد ‪» 19 -‬فيما ي خص تموين الحفالت وتعهد المناسبات والتظاهرات ‪( .‬ج‪.‬ر عدد ‪6950‬‬
‫بتاريخ ‪ 7‬يناير ‪.)2021‬‬
‫قرار مشترك لوزير االقتصاد والمالية وإصالح اإلدارة ووزير الفالحة والصيد البحري والتنمية‬ ‫مرسوم رقم ‪ 2.21.69‬صادر في ‪22‬‬ ‫ظهير شريف رقم ‪ 1.21.01‬صادر في‬
‫القروية والمياه والغابات ووزير الصناعة والتجارة واالقتصاد األخضر والرقمي ووزير الشغل‬ ‫من جمادى اآلخرة ‪ 5( 1442‬فبراير‬ ‫‪ 22‬من جمادى اآلخرة ‪ 5( 1442‬فبراير‬
‫واإلدماج المهنة رقم ‪ 182.21‬صادر في ‪ 7‬جمادى األولى ‪ 22( 1442‬ديسمبر ‪ )2020‬بتمديد‬ ‫‪ )2021‬بتمديد مدة سريان مفعول حالة‬ ‫‪ )2021‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 02.21‬الرامي‬
‫األجل المحدد في الفقرة األولى من المادة السابعة من المرسوم رقم ‪ 2.20.877‬بتاريخ ‪ 24‬من‬ ‫الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب‬ ‫إلى تغيير وتتميم المادتين ‪ 32‬و‪ 256‬من‬
‫ربيع اآلخر ‪ 10( 1442‬ديسمبر ‪ )2020‬بتطبيق المرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.605‬بتاريخ ‪26‬‬ ‫الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا‬ ‫القانون رقم ‪ 65.99‬المتعلق بمدونة‬
‫‪ -‬كوفيد ‪( .19‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6959‬بتاريخ‬ ‫الشغل الصادر بتنفيذه الظهير الشريف‬
‫من محرم ‪ 15( 1442‬سبتمبر ‪ )2020‬بسن تدابير استثنائية لفائدة بعض المشغلين المنخرطين‬
‫‪ 8‬فبراير ‪.)2021‬‬ ‫رقم ‪ 1.03.194‬بتاريخ ‪ 14‬من رجب‬
‫بالصندوق الوطني للضمان االجتماعي والعاملين لديهم المصرح بهم وبعض فئات العمال‬
‫‪ 11( 1424‬سبتمبر ‪ )2003‬كما تم‬
‫المستقلين واألشخاص غير األجراء المؤمنين لدى الصندوق‪ ،‬المتضررين من تداعيات تفشي‬ ‫تغييره‪( .‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6959‬مكرر بتاريخ‬
‫جائحة فيروس كورونا » كوفيد ‪» 19 -‬فيما يتعلق بالقطاع الفرعي لفضاءات الترفيه واأللعاب‬ ‫‪ 9‬فبراير ‪.)2021‬‬
‫‪ .‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6956‬بتاريخ ‪ 28‬يناير ‪.)2021‬‬
‫رأي المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول ‪ :‬السياسة العمومية للسالمة الصحية لألغذية‪ ،‬وحول مشروع القانون رقم ‪ 18.72‬المتعلق‬ ‫•‬
‫بمنظومة استهداف المستفيدين من برامج الدعم االجتماعي وبإحداث الوكالة الوطنية للسجالت ) ج‪.‬ر عدد ‪ 6900‬بتاريخ ‪ 16‬يوليو ‪.(2020‬‬
‫تقرير المجلس االقتصادي واالجتماعي والبيئي حول ‪ :‬االنعكاسات الصحية واالقتصادية واالجتماعية لفيروس كورونا "كوفيد‪ "19-‬والسبل الممكنة‬ ‫•‬
‫لتجاوزها‪( .‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6954‬بتاريخ ‪ 21‬يناير ‪.)2021‬‬

‫من إعداد فاتن الشواطي‪ ،‬مستشارة قانونية باألمانة العامة للحكومة‬

‫‪82‬‬
‫حنان الصالحي‬ ‫سميرة جيادي‬
‫مستشارة قانونية‬ ‫مستشارة قانونية‬
‫باألمانة العامة للحكومة‬ ‫باألمانة العامة للحكومة‬

‫أوال‪ :‬المغرب‬
‫صدر عن المحكمة الدستورية باسم جاللة الملك وطبقا للقانون خالل الفترة الممتدة بين شهري‬
‫نونبر وفبراير من السنة الجارية‪ ،‬القرارات التالية‪:‬‬

‫القرار رقم ‪109/20‬‬


‫صرحت المحكمة الدستورية في قرارها رقم ‪ 20/109‬و‪.‬ب الصادر بتاريخ ‪ 03‬نونبر ‪ 2020‬في الملف عدد ‪ 20/061‬بعد توصلها‬
‫برسالة السيد رئيس مجلس النواب الرامية إلى طلب إثبات تجريد النائب السيد مصطفى العمري من عضويته بمجلس النواب‪ ،‬استنادا إلى‬
‫أحكام المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب ‪ ،‬أنـه سبـق لهـا أن أصدرت قـرارا بـتاريخ ‪ 27‬أكـتـوبر ‪ 2020‬تحـت رقم‬
‫‪ 20/108‬و‪.‬ب في الملف عدد ‪ ،20/060‬قضى بإثبات تجريد النائب المعني المنتخب عن الدائرة االنتخابية المحلية "الرشيدية" (إقليم الرشيدية)‬
‫من عضويته بمجلس النواب بسبب فقدانه أهلية االنتخاب نتيجة إدانته من أجل جناية تبديد أموال عامة ‪ ،‬وبشغور المقعد الذي كان يشغله مع‬
‫إجراء انتخابات جزئية لشغل المقعد الشاغر‪ ،‬تطبيقا ألحكام البند ‪ 5‬من المادة ‪ 91‬من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب ‪ ،‬وحيث إنه‪،‬‬
‫استنادا إلى ما سبق‪ ،‬ونظرا لسبقية البت في النازلة‪ ،‬يبقى الطلب المقدم من طرف السيد رئيس مجلس النواب غير ذي موضوع‪ ،‬وأمرت بتبليغ‬
‫نسخة من قرارها هذا إلى السيد رئيس مجلس النواب ‪ ،‬وبنشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫القرار رقم ‪21/112‬‬
‫صرحت المحكمة الدستورية في قرارها رقم ‪ 21/112‬م‪.‬إ الصادر بتاريخ ‪ 04‬يناير ‪ 2021‬في الملف عدد ‪،20/062‬‬
‫بعد اطالعها على الرسالة المسجلة بأمانتها العامة في ‪ 9‬ديسمبر ‪ ،2020‬التي يطلب فيها السيد رئيس الحكومة التصريح بأن مقتضيات‬
‫الفصل ‪ 14‬من المرسوم الملكي رقم ‪ 747.67‬الصادر في ‪ 28‬من ذي القعدة ‪ 27( 1387‬فبراير ‪ )1968‬بشأن النظام األساسي للداخليين‬
‫في مستشفيات الصحة العمومية‪ ،‬كما تم "تغييره وتتميمه"‪ ،‬ال تدخل في مجال القانون بالرغم من ورودها في نص تشريعي من حيث الشكل‪،‬‬
‫بل يشملها اختصاص السلطة التنظيمية‪ ،‬وبالتالي‪ ،‬يمكن تغييرها بمرسوم ؛ بأن مقتضيات الفصل ‪ 14‬من المرسوم الملكي رقم ‪747.67‬‬
‫الصادر في ‪ 28‬من ذي القعدة ‪ 27( 1387‬فبراير ‪ )1968‬بشأن النظام األساسي للداخليين في مستشفيات الصحة العمومية‪ ،‬كما تم تغييره‪،‬‬
‫تندرج في مجال اختصاص السلطة التنظيمية‪ .‬واستندت في قرارها هذا على الفصل ‪ 73‬من الدستور‪ ،‬الذي ينص على أنه "يمكن تغيير‬
‫النصوص التشريعية من حيث الشكل بمرسوم‪ ،‬بعد موافقة المحكمة الدستورية‪ ،‬إذا كان مضمونها يدخل في مجال من المجاالت التي تمارس‬
‫فيها السلطة التنظيمية اختصاصها ‪،‬وحيث إن المحكمة الدستورية‪ ،‬حين تبت طبقا ألحكام الفصل ‪ 73‬من الدستور‪ ،‬فإنها تنظر في صيغة‬
‫النص كما هو قائم‪ ،‬أي في صيغته المعروضة؛ وحيث إنه يبين من المقتضيات المتضمنة في الفصل ‪ 14‬المحال‪ ،‬أنها ال تتناول أيا من المواد‬
‫التي يختص بها القانون‪ ،‬ال سيما بمقتضى الفصل ‪ 71‬من الدستور‪ .‬وبالتالي‪ ،‬تكون هذه المقتضيات مندرجة في مجال السلطة التنظيمية طبقا‬
‫ألحكام الفصل ‪ 72‬من الدستور‪ ،‬وأمرت بتبليغ نسخة من قرارها هذا إلى السيد رئيس الحكومة‪ ،‬وبنشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫القرار رقم ‪109/20‬‬


‫صرحت المحكمة الدستورية في قرارها رقم ‪ 20/109‬و‪.‬ب الصادر بتاريخ ‪ 03‬نونبر ‪ 2020‬في الملف عدد ‪ 20/061‬بعد‬
‫توصلها برسالة السيد رئيس مجلس النواب الرامية إلى طلب إثبات تجريد النائب السيد مصطفى العمري من عضويته بمجلس النواب‪،‬‬
‫استنادا إلى أحكام المادة ‪ 11‬من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس النواب ‪ ،‬أنـه سبـق لهـا أن أصدرت قـرارا بـتاريخ ‪ 27‬أكـتـوبر ‪2020‬‬
‫تحـت رقم ‪ 20/108‬و‪.‬ب في الملف عدد ‪ ،20/060‬قضى بإثبات تجريد النائب المعني المنتخب عن الدائرة االنتخابية المحلية "الرشيدية"‬
‫(إقليم الرشيدية) من عضويته بمجلس النواب بسبب فقدانه أهلية االنتخاب نتيجة إدانته من أجل جناية تبديد أموال عامة ‪ ،‬وبشغور المقعد‬
‫الذي كان يشغله مع إجراء انتخابات جزئية لشغل المقعد الشاغر‪ ،‬تطبيقا ألحكام البند ‪ 5‬من المادة ‪ 91‬من القانون التنظيمي المتعلق بمجلس‬
‫النواب ‪ ،‬وحيث إنه‪ ،‬استنادا إلى ما سبق‪ ،‬ونظرا لسبقية البت في النازلة‪ ،‬يبقى الطلب المقدم من طرف السيد رئيس مجلس النواب غير ذي‬
‫موضوع‪ ،‬وأمرت بتبليغ نسخة من قرارها هذا إلى السيد رئيس مجلس النواب ‪ ،‬وبنشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫القرار رقم ‪21/113‬‬


‫صرحت المحكمة الدستورية في قرارها رقم ‪ 21/113‬م‪.‬د الصادر بتاريخ فاتح فبراير ‪ 2021‬في الملف عدد ‪ ، 21/064‬بأن ما‬
‫ورد في القانون التنظيمي رقم ‪ 57.20‬بتغيير وتتميم القانون التنظيمي رقم ‪ 02.12‬المتعلق بالتعيين في المناصب العليا تطبيقا ألحكام‬
‫الفصلين ‪ 49‬و‪ 92‬من الدستور‪ ،‬ليس فيه ما يخالف الدستور‪ .‬واستندت في قرارها هذا إلى أن الدستور‪ ،‬يسند في فصليه ‪( 49‬البند األخير)‬
‫و‪( 92‬البند األخير من الفقرة األولى)‪ ،‬إلى قانون تنظيمي‪ ،‬على التوالي‪ ،‬تحديد الئحة المؤسسات والمقاوالت العمومية االستراتيجية التي يتم‬
‫تعيين المسؤولين عنها في المجلس الوزاري‪ ،‬وتتميم الئحة الوظائف التي يتم التعيين فيها‪ ،‬في مجلس الحكومة‪.‬‬

‫وحيث إن القانون التنظيمي رقم ‪ ،57.20‬المعروض على نظرها‪ ،‬يتكون من مادة فريدة‪ ،‬تنص على تغيير وتتميم الملحقين رقم‬
‫‪ 1‬و‪ 2‬المرفقين بالقانون التنظيمي رقم ‪ ،02.12‬والمتعلقين على التوالي بالئحة المؤسسات والمقاوالت العمومية االستراتيجية التي يتم التداول‬
‫في تعيين مسؤوليها في المجلس الوزاري‪ ،‬وبالئحة تتميم المناصب العليا التي يتم التداول في شأنها في مجلس الحكومة‪.‬‬

‫وحيث إن الدستور‪ ،‬فيما ينص عليه في الفصل ‪ 49‬منه‪ ،‬من أن الئحة المؤسسات والمقاوالت العمومية االستراتيجية تحدد بقانون‬
‫تنظيمي‪ ،‬يكون أسند إلى المشرع صالحية تقدير ما يندرج منها وما ال يندرج في مضمار المؤسسات والمقاوالت العمومية‪ ،‬وهي صالحية‬
‫ليس للمحكمة الدستورية التعقيب عليها‪ ،‬ما دامت ممارستها ال يعتريها خطأ بين في التقدير‪ ،‬مما تكون معه التعديالت المذكورة ليس فيها ما‬
‫يخالف الدستور‪ ،‬وأمرت بتبليغ نسخة من قرارها هذا إلى السيد رئيس الحكومة‪ ،‬وبنشره في الجريدة الرسمية‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ فرنسا‬:‫ثانيا‬
Au regard du grand nombre de décisions et d’arrêts rendus par les juridictions
françaises, nous nous contentons, comme dans nos précédentes chroniques, de rendre compte
des décisions et ordonnances les plus marquantes redues respectivement par le Conseil
Constitutionnel et le Conseil d’Etat.

Le Conseil constitutionnel.
26 arrêts ont été rendus par le conseil constitutionnel durant la période allant du 1er
novembre jusqu’au 12 février 2021.

Nous signalons en particulier les décisions suivantes :

Décision n° 2020-5684 SEN/ QPC du 11 décembre 2020


Le conseil constitutionnel a été saisi le 1er octobre 2020 d'une question prioritaire de
constitutionnalité posée par un candidat à l'élection qui s'est déroulée dans le département de la Haute-
Saône, tendant à l'annulation des opérations électorales auxquelles il a été procédé le 27 septembre 2020
dans ce département en vue de la désignation de deux sénateurs.

Le requérant soutient que l'existence de deux modes de scrutin pour l'élection des sénateurs
méconnaîtrait le principe d'égalité.

Selon l'article 16-1 du règlement mentionné ci-dessus, « Lorsqu'une question prioritaire de


constitutionnalité est soulevée à l'occasion d'une procédure en cours devant lui, le Conseil
constitutionnel procède selon les dispositions du règlement intérieur sur la procédure suivie devant le
Conseil constitutionnel pour les questions prioritaires de constitutionnalité. - Le Conseil peut toutefois,
par décision motivée, rejeter sans instruction contradictoire préalable les questions prioritaires de
constitutionnalité qui ne réunissent pas les conditions prévues par la seconde phrase du troisième alinéa
de l'article 23-5 de l'ordonnance du 7 novembre 1958 ».

Pour satisfaire aux conditions prévues par la seconde phrase du troisième alinéa de l'article 23-
5 de l'ordonnance du 7 novembre 1958, la question prioritaire de constitutionnalité doit contester une
disposition législative applicable au litige ou à la procédure et qui n'a pas déjà été déclarée conforme à
la Constitution dans les motifs et le dispositif d'une décision du Conseil constitutionnel, sauf changement
des circonstances. En outre, la question doit être nouvelle ou présenter un caractère sérieux.

Faute de préciser la disposition législative qui est contestée, la question prioritaire de constitutionnalité ne
satisfait pas à ces conditions et doit, par conséquent, être rejetée.

85
Décision n° 2020-808 DC du 13 novembre 2020

Les députés et les sénateurs requérants défèrent au Conseil constitutionnel la loi autorisant la
prorogation de l'état d'urgence sanitaire et portant diverses mesures de gestion de la crise sanitaire. Ils
contestent son article 1er ainsi que certaines autres dispositions

Les députés et sénateurs requérants contestent la constitutionnalité de cette prorogation. Selon les
premiers, celle-ci permettrait la mise en œuvre de mesures portant, au regard des nécessités sanitaires, une
atteinte disproportionnée aux droits et libertés constitutionnellement garantis, notamment la liberté d'aller et
de venir, le droit au respect de la vie privée, la liberté d'entreprendre et la liberté d'expression et de
communication. Pour les seconds, en prévoyant une prorogation de l'état d'urgence sanitaire d'une durée de
quatre mois sans qu'il soit nécessaire que le Parlement intervienne à nouveau dans ce délai, le législateur
aurait opéré une conciliation déséquilibrée entre l'objectif de valeur constitutionnelle de protection de la santé
et les droits et libertés précités.

En premier lieu, l'état d'urgence sanitaire vise à permettre aux pouvoirs publics de prendre des
mesures afin de faire face à une crise sanitaire grave. Le législateur a estimé, au regard des données
scientifiques disponibles sur la situation sanitaire, que l'épidémie de covid-19 se répand à une vitesse élevée
contribuant, compte tenu par ailleurs des capacités actuelles de prise en charge des patients par le système de
santé, à un état de catastrophe sanitaire mettant en péril, par sa nature et sa gravité, la santé de la population.
Il a par ailleurs considéré, au regard de la dynamique de l'épidémie et de la période hivernale à venir, que cet
état devrait perdurer au moins durant les quatre mois à venir. Cette appréciation est corroborée par les avis
des 19 et 26 octobre 2020 du comité de scientifiques prévu par l'article L. 3131-19 du code de la santé publique.

Il n'appartient pas au Conseil constitutionnel, qui ne dispose pas d'un pouvoir général
d'appréciation et de décision de même nature que celui du Parlement, de remettre en cause l'appréciation
par le législateur de l'existence d'une catastrophe sanitaire et de sa persistance prévisible dans les quatre
prochains mois, dès lors que, comme c'est le cas en l'espèce, cette appréciation n'est pas, en l'état des
connaissances, manifestement inadéquate au regard de la situation présente de l'ensemble du territoire
français.

En deuxième lieu, en vertu du premier alinéa du paragraphe I de l'article L. 3131-15 du code de la


santé publique, les mesures prévues dans le cadre de l'état d'urgence sanitaire ne peuvent en tout état de
cause être prises qu'aux seules fins de garantir la santé publique.

En dernier lieu, quand la situation sanitaire le permet, il doit être mis fin à l'état d'urgence sanitaire
par décret en conseil des ministres avant l'expiration du délai fixé par la loi le prorogeant.

Il résulte de ce qui précède que le législateur a pu, sans méconnaître aucune exigence
constitutionnelle, proroger l'état d'urgence sanitaire jusqu'au 16 février 2021.

86
Décision n° 2020-884 QPC du 12 février 2021

Le Conseil constitutionnel est saisi de l'article 712-6 du code de procédure pénale dans sa
rédaction résultant de la loi du 24 novembre 2009…

L'article 712-6 du code de procédure pénale, dans cette rédaction, prévoit :

« Les jugements concernant les mesures de placement à l'extérieur, de semi-liberté, de fractionnement et


suspension des peines, de placement sous surveillance électronique et de libération conditionnelle sont
rendus, après avis du représentant de l'administration pénitentiaire, à l'issue d'un débat contradictoire
tenu en chambre du conseil, au cours duquel le juge de l'application des peines entend les réquisitions du
ministère public et les observations du condamné ainsi que, le cas échéant, celles de son avocat. Si le
condamné est détenu, ce débat peut se tenir dans l'établissement pénitentiaire. Il peut être fait application
des dispositions de l'article 706-71. »

Le juge de l'application des peines peut, avec l'accord du procureur de la République et celui du
condamné ou de son avocat, octroyer l'une de ces mesures sans procéder à un débat contradictoire.

Selon le requérant, ces dispositions méconnaîtraient les droits de la défense dans la mesure où
elles ne prévoient pas, lorsqu'un condamné majeur protégé doit comparaître devant le juge de l'application
des peines, l'information de son tuteur ou de son curateur, ce qui pourrait conduire l'intéressé à opérer des
choix contraires à ses intérêts.

Par conséquent, la question prioritaire de constitutionnalité porte sur la première phrase du


premier alinéa de l'article 712-6 du code de procédure pénale.

Les dispositions contestées de l'article 712-6 du code de procédure pénale prévoient que les
décisions relatives aux mesures d'application des peines décidées par le juge de l'application des peines
par voie de jugement sont rendues à l'issue d'un débat contradictoire, au cours duquel sont entendues les
réquisitions du ministère public, les observations du condamné ainsi que, le cas échéant, celles de son
avocat. En vertu du deuxième alinéa du même article 712-6, le juge de l'application des peines peut
toutefois, avec l'accord du ministère public, du condamné ou de son avocat, octroyer une mesure sans
organiser de débat contradictoire.

Lorsque le condamné est un majeur protégé, ni les dispositions contestées, ni aucune autre
disposition législative n'imposent au juge de l'application des peines d'informer son tuteur ou son curateur
afin qu'il puisse l'assister en vue de l'audience.

87
Il en résulte qu'en ne prévoyant pas en principe une telle information, les dispositions
contestées méconnaissent les droits de la défense.

Par conséquent, la première phrase du premier alinéa de l'article 712-6 du code de procédure
pénale doit être déclarée contraire à la Constitution.

II La Jurisprudence du Conseil d’Etat :

De 1er novembre au 16 février 2021, 16 décisions ont été rendues par le conseil d’Etat axés sur
des domaines diversifiés, en voici quelques-unes :

Ordonnance n°449081 du 5 février 2021 : Campagne de vaccination contre la


covid-19

Saisi par une association, le juge des référés du Conseil d’État observe que les détenus âgés de
plus de 75 ans ou présentant des risques élevés de développer les formes graves ou mortelles de la maladie
sont inclus dans la première phase de vaccination qui a commencé, à l’instar du reste de la population. Il
ne retient pas d’obligation de vacciner en priorité la totalité des personnes incarcérées, car le risque de
développer une forme grave de la Covid-19 n’apparait pas plus élevé pour les détenus que pour la
moyenne de la population.

Dans une instruction interministérielle du 15 décembre 2020, le ministre des solidarités et de la


santé et le ministre de l’intérieur ont précisé la première étape de la campagne de vaccination contre la
Covid-19. Cette instruction se fonde sur un avis de la Haute autorité de santé et définit comme prioritaires
les personnes susceptibles de développer les formes graves ou mortelles de la maladie : c’est-à-dire les
personnes âgées résidant dans les établissements et services de longue durée ainsi que dans d’autres lieux
d’hébergement, et les professionnels y exerçant et présentant eux-mêmes un risque accru (plus de 65 ans
et/ou présence de comorbidités). La priorité a été au cours du mois de janvier étendue notamment à toutes
les personnes de plus de 75 ans et à celles présentant certaines pathologies.

L’association Robin des Lois a demandé au juge des référés du Conseil d’État qu’il ordonne au
Premier ministre de modifier cette instruction afin d’inclure dans cette première phase l’ensemble des
personnes détenues dans les établissements pénitentiaires.

88
Le juge constate que les personnes détenues identifiées comme personnes prioritaires,
notamment les plus âgées, sont incluses dans la première étape de vaccination. Il relève à cet égard que
l’administration pénitentiaire a déjà engagé la campagne au sein de ses établissements.

Il observe enfin que l’administration pénitentiaire a pris des mesures destinées à limiter la
propagation du virus (respect des gestes barrières, distribution de masques, isolement des personnes
contaminées, campagnes de dépistage), et que les personnes détenues sont, comme les autres personnes
vivant en collectivités (établissements psychiatriques, foyers, etc.), inscrites dans la quatrième phase de la
campagne de vaccination, avant le reste de la population adulte, inscrite dans la cinquième phase.

En effet, le juge des référés du Conseil d’État estime que, malgré la vigilance particulière que
requiert la situation dans les établissements pénitentiaires, la décision de ne pas inscrire l’ensemble des
personnes détenues parmi les publics prioritaires de la première phase de la campagne vaccinale ne
constitue pas une atteinte manifestement illégale à une liberté fondamentale. Il rejette en conséquence
la demande de l’association.

Affaire de la commune de Grande –Synthe, premier contentieux climatique


porté devant le conseil d’Etat.

Pour la première fois, le Conseil d’Etat est amené à se prononcer sur une affaire portant sur le
respect des engagements en matière de réduction des émissions de gaz à effet de serre. En effet, la
commune de Grande-Synthe a saisi le Conseil d’État à la suite du refus du Gouvernement opposé à sa
demande que soient prises des mesures supplémentaires pour respecter les objectifs issus de l’accord de
Paris. La haute juridiction juge d’abord que la requête de la commune, commune littorale particulièrement
exposée aux effets du changement climatique, est recevable. Sur le fond, le Conseil d’Etat relève que si la
France s’est engagée à réduire ses émissions de 40 % d’ici à 2030, elle a, au cours des dernières années,
régulièrement dépassé les plafonds d’émissions qu’elle s’était fixés et que le décret du 21 avril 2020 a
reporté l’essentiel des efforts de réduction après 2020. Avant de statuer définitivement sur la requête, le
Conseil d’État demande donc aujourd’hui au Gouvernement de justifier, dans un délai de trois mois,
que son refus de prendre des mesures complémentaires est compatible avec le respect de la trajectoire
de réduction choisie pour atteindre les objectifs fixés pour 2030.

89
Rappelons ici que lors de la signature de l’accord de Paris sur le climat du 12 décembre 2015,
conclu dans le cadre de la convention-cadre des Nations Unies sur les changements climatiques
(CCNUCC) du 9 mai 1992, l’Union européenne et la France se sont engagées à lutter contre les effets du
changement climatique induit notamment par l’augmentation des émissions de gaz à effet de serre. Pour
mettre en œuvre cet engagement, l’Union européenne et ses Etats membres ont décidé de réduire leurs
émissions de 30 % par rapport à 2005 d’ici à 2030, un objectif de 37 % étant assigné à la France. En outre, la
France s’est fixé à elle-même, par la loi, un objectif encore un peu plus ambitieux de réduction de 40 % de
ses émissions en 2030 par rapport à 1990.

La commune de Grande-Synthe (Nord) et son maire ont saisi le Conseil d’État, soutenus par les
villes de Paris et Grenoble ainsi que par plusieurs organisations de défense de l’environnement dont
Oxfam France, Greenpeace France, Notre Affaire A Tous et la Fondation Nicolas Hulot. Le Conseil d’Etat
juge d’abord que la requête de la commune de Grande-Synthe est recevable, cette commune littorale de la
mer du Nord étant particulièrement exposée aux effets du changement climatique. Il admet également les
différentes interventions.

Ordonnance du 25 novembre 2020 : Fermeture des librairies, Décision en référé


du 13 novembre

Un magistrat, un éditeur et un bouquiniste ont saisi le Conseil d’État pour demander la réouverture
au public des librairies qui sont, depuis le décret du Gouvernement du 29 octobre, fermées en tant que
« commerce non-essentiel ».

Le juge relève que les librairies contribuent à l’exercice effectif de la liberté d’expression ainsi
qu’à la libre communication des idées et des opinions, et que les livres – s’ils ne sont pas des biens de
première nécessité comme les produits alimentaires par exemple – présentent un caractère essentiel qui
doit être pris en considération par le Gouvernement dans le cadre des mesures de confinement ou de dé
confinement.

Il observe que la décision de fermer au public les librairies comme d’autres commerces répond,
dans le contexte sanitaire actuel, à la nécessité de limiter au maximum les interactions entre les personnes,
qui constituent la principale occasion de propagation du virus. Le juge relève en outre que les librairies
peuvent rester ouvertes pour procéder aux activités de livraison et de retrait sur place des commandes
(plus d’un tiers des librairies indépendantes pratiquent déjà la vente en ligne) et qu’elles bénéficient de
mesures financières de soutien aux entreprises et de mesures complémentaires spécifiques. Il note enfin
que la vente des livres dans les grandes surfaces a été interdite et que l’administration s’est engagée à
l’audience à porter une attention particulière aux librairies lors de la réévaluation régulière du confinement
actuel.

90
Pour ces différentes raisons, le juge des référés du Conseil d’État estime que la fermeture des
librairies au public ne porte pas une atteinte grave et manifestement à la liberté du commerce et de
l’industrie, à la libre concurrence, au principe d’égalité et à l’interdiction des discriminations.

Ordonnance du 27 novembre 2020 : le Conseil d’État suspend le recours à la


visioconférence pour les procès d'assises

Des organisations professionnelles d’avocats ont demandé au Conseil d'État de suspendre en


urgence les dispositions permettant, au titre de l’état d’urgence sanitaire, d’imposer la visioconférence
devant les juridictions pénales. Le juge des référés, après avoir constaté que celles qui concernent les
juridictions criminelles sont caduques, suspend celles qui concernent les autres juridictions pénales au
motif qu’en l’état, elles portent une atteinte grave et manifestement illégale aux droits de la défense.

Dans le cadre de l’état d’urgence sanitaire déclaré pour faire face à la nouvelle progression de
l’épidémie de covid-19, une ordonnance du 18 novembre 2020 du Gouvernement a adapté plusieurs
règles de procédure pénale afin, selon son article 1er, « de permettre la continuité de l’activité des
juridictions pénales essentielle au maintien de l’ordre public ». L’article 2 de cette ordonnance étend la
possibilité de recourir à la visioconférence devant l’ensemble des juridictions pénales, y compris devant
les juridictions criminelles une fois l’instruction à l’audience terminée, ainsi que pour les présentations
devant le procureur de la République ou le procureur général, sans qu’il soit nécessaire de recueillir
l’accord des parties.

Par une première ordonnance du juge des référés du Conseil d’État, rendue le 25 novembre
2020 à la demande de plusieurs associations, d’ordres d’avocats et d’un syndicat de magistrats, cette
mesure avait déjà été suspendue en ce qui concerne les audiences devant les juridictions criminelles.1

Saisi d’une nouvelle demande émanant d’organisations représentant les avocats, le juge des
référés du Conseil d’Etat suspend aujourd’hui le reste de l’article 2 de l’ordonnance du 18 novembre
2020.

Caducité de la faculté d’imposer la visioconférence devant les juridictions


criminelles

Le juge des référés constate d’abord que le projet de loi de ratification de cette ordonnance,
qu’il appartenait au Gouvernement de déposer devant le Parlement dans un délai imparti par la loi
d’habilitation, et qui a été effectivement déposé dans ce délai sur le bureau du Sénat, ne porte pas
sur les dispositions relatives aux juridictions criminelles. Par suite, et en vertu de l’article 38 de la
Constitution, ces dispositions sont caduques et ne peuvent plus recevoir application.

91

Document préparé par Hanane Essalhi / samira jiadi conseillère juridique au SGG.
La faculté d’imposer la visioconférence sans encadrement précis est
suspendue

Le juge des référés du Conseil d’État estime ensuite que les dispositions de l’article 2 de
l’ordonnance du 18 novembre 2020, en ce qu’elles autorisent le recours à la visioconférence, sans
l’accord des parties, devant les juridictions pénales autres que criminelles, sans subordonner cette
faculté à des conditions légales ni l’encadrer par aucun critère, portent une atteinte grave et
manifestement illégale aux droits de la défense.

Il relève que le Conseil constitutionnel a déclaré contraires à la Constitution de précédentes


dispositions similaires, contenues dans l’ordonnance du 25 mars 2020 portant adaptation des règles de
procédure pénale durant le premier état d’urgence sanitaire, et qui avaient prévu qu’il pourrait être
recouru à la visioconférence devant les juridictions pénales autres que criminelles, sans qu'il soit
nécessaire de recueillir l'accord des parties.

Document préparé par Hanane Essalhi / samira jiadi conseillère juridique au SGG.

92
‫يعلن املرصد املغريب ل إالدارة العمومية أن العدد ‪ 23‬من نرشته ادلورية س يتناول حمور" هيئات النوظمة"‪ :‬مزاايها والإشاكليات اليت‬ ‫‪.1‬‬
‫تطرهحا " يف هذا الإطار يرىج من الراغبني يف املسامهة يف هذا العدد حماوةل مالمسة املوضوع من خمتلف البعاد وطرح الإشاكليات‬
‫اليت يثريها أخر أجل للتوصل ابملساهامت املتعلقة هبذا املوضوع ‪ 31‬أبريل ‪.2021‬‬
‫يعلن املرصد املغريب ل إالدارة العمومية أن العدد ‪ 24‬من نرشته ادلورية س يتناول موضوع "الإدارة واملاء " ويف هذا الإطار يرىج من‬ ‫‪.2‬‬
‫الباحثني وعامة املهمتني الراغبني يف املسامهة يف هذا العدد تناول هذا املوضوع يف أبعاده اخملتلفة‪ :‬أمناط تدبري املاء من قبل ا إلدارات‬
‫العمومية‪ ،‬تطور املقاربة التدبريية للامء يف املغرب‪ ،‬مدى فعالية الهيئات الاستشارية يف تدبري املاء‪ ،‬دور امجلاعات الرتابية يف تدبري املاء‪،‬‬
‫أوجه مسامهة القطاع اخلاص اإىل جانب الإدارة يف تدبري املاء‪ ،‬مس تجدات قانون املاء الخري‪ ...‬اإىل غري ذكل من املواضيع اليت يراها‬
‫املسامهون جديرة ابدلراسة والتحليل‪..‬‬
‫وس يعلن عن أخر أجل للتوصل ابملقالت املتعلقة هبذا املوضوع يف العدد ‪ 23‬املقبل من نرشة املرصد‪.‬‬

‫‪93‬‬

You might also like