Professional Documents
Culture Documents
ﺍﻟﻤﺴﺆﻭﻟﻴﺔ ﺍﻟﺠﻨﺎﺋﻴﺔ ﻭﺍﻟﻤﺪﻧﻴﺔ ﺍﻟﻤﺘﺮﺗﺒﺔ ﻋﻦ ﺇﺧﻼﻝ ﺍﻟﻤﻮﻅﻒ ﺑﻮﺍﺟﺐ ﻛﺘﻤﺎﻥ ﺍﻟﺴﺮ ﺍﻟﻤﻬﻨﻲ
ﻣﻘﺪﻣﺔ:
إﻓﺸﺎء اﻷﺳﺮار ﻳﻌﻨﻲ اﻹﻓﻀﺎء ﺑﻮﻗﺎﺋﻊ ﻟﻬﺎ اﻟﺼﻔﺔ اﻟﺴﺮﻳﺔ ﻣﻦ ﺷﺨﺺ ﻣﺆﺗﻤﻦ ﻋﻠﻴﻬﺎ ﺑﺤﻜﻢ وﻇﻴﻔﺘﻪ أو
ﻣﻬﻨﺘﻪ ﺧﻼﻓﺎ ﻟﻠﻘﺎﻧﻮن ،وﻫﻜﺬا ﻓﻜﻞ اﺧﻼل ﺑﻮاﺟﺒﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ وﻛﻞ ﻋﻤﻞ ﻳﻤﺲ اﻟﺸﺮف او اﻟﻜﺮاﻣﺔ او
اﻻدب ﻳﺆﻟﻒ ﺧﻄﺄ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﺗﺄدﻳﺒﻴﺎ و ﻳﻌﺘﺒﺮ ﺑﻨﻮع ﺧﺎص اﺧﻼﻻ ﺑﻮاﺟﺒﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ ،وارﺗﺒﺎﻃﺎ ﺑﻤﻮﺿﻮﻋﻨﺎ
ﻳﺤﻈﺮ ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﻮﻇﻒ ان ﻳﻘﻮم ﺑﺎي ﻋﻤﻞ ﺗﻤﻨﻌﻪ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ واﻻﻧﻈﻤﺔ اﻟﻨﺎﻓﺬة ،وﻻﺳﻴﻤﺎ ﻣﺮاﻋﺎة
اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ اﻟﺘﻲ ﺗﻮﺟﺐ ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻮﻇﻒ ﻛﺘﻤﺎن ﻣﺎ ﻳﻄﻠﻊ ﻋﻠﻴﻪ ﻣﻦ أﺳﺮار ،ﻟﻤﺎ ﻳﺆدي إﻟﻴﻪ ﺑﺴﺒﺐ
إﻓﺸﺎؤﻫﺎ ﻣﻦ ﻣﺨﺎﻃﺮ ﺗﻬﺪد أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﻨﻈﺎم اﻟﻌﺎم وﺗﺴﻴﻴﺮ اﻟﻤﺮاﻓﻖ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،وﻗﺪ ﻳﻨﺠﻢ ﻋﻨﻬﺎ أﺿﺮار
اﻟﻜﺸﻒ ﻋﻦ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت اﻟﻀﺮورﻳﺔ ﻟﻤﺨﺘﻠﻒ أﻋﻤﺎل اﻹدارة ،ﻟﺬﻟﻚ اﺻﺒﺢ ﻣﻦ اﻟﻀﺮورة اﻟﻌﻤﻠﻴﺔ ﺗﺠﺮﻳﻢ اﻓﺸﺎء
اﻟﺴﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ وﻓﺮض ﻋﻠﻰ ﻛﻞ ﻣﺆﺛﻤﻦ ﻋﻠﻰ وﻇﻴﻔﺔ ﻋﻠﻰ ان ﻻ ﻳﺒﻮح ﺑﺎﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت اﻟﺮﺳﻤﻴﺔ اﻟﺘﻲ اﻃﻠﻊ
ﻋﻠﻴﻬﺎ اﺛﻨﺎء ﻗﻴﺎﻣﻪ ﺑﻮﻇﻴﻔﺘﻪ ،ﺣﺘﻰ ﺑﻌﺪ اﻧﺘﻬﺎء ﻣﺪة ﺧﺪﻣﺘﻪ ،اﻻ اذا ﻛﺎن ﻣﺮﺧﺺ ﻟﻪ ﻓﻲ ذﻟﻚ.
اﻟﻔﻘﺮة اﻻوﻟﻰ:واﺟﺐ ﻛﺜﻤﺎن اﻟﺴﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻋﻠﻰ ﺿﻮء ﻣﻘﺘﻀﻴﺎت ﻗﺎﻧﻮن اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ
اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ
ﺟﺎء ﺗﻌﺮﻳﻒ اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻓﻲ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻋﻠﻰ اﻧﻪ ﻳﻌﺪ ﻣﻮﻇﻔﺎ ﻛﻞ
ﺷﺨﺺ ﻳﻌﻴﻦ ﻓﻲ وﻇﻴﻔﺔ ﻗﺎرة وﻳﺮﺳﻢ ﻓﻲ إﺣﺪى رﺗﺐ اﻟﺴﻠﻢ اﻟﺨﺎص ﺑﺄﺳﻼك اﻹدارة اﻟﺘﺎﺑﻌﺔ ﻟﻠﺪوﻟﺔ،وﻻ
ﺷﻚ أن اﻟﺘﻌﻴﻴﻦ ﻓﻲ اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﺎﻣﺔ ،ﻳﺮﺗﺐ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﺎم ﻋﺪدا ﻣﻦ اﻟﺤﻘﻮق ،وﻳﻔﺮض ﻋﻠﻴﻪ ﺑﺎﻟﻤﻘﺎﺑﻞ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ،ﻣﻦ ﺑﻴﻨﻬﺎ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻮاﺟﺐ ﻛﺜﻤﺎن اﻟﺴﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ،وﻋﻠﻰ
ﻣﺠﻤﻮﻋﺔ ﻣﻦ اﻟﻘﻮاﻧﻴﻦ ذات اﻟﺼﻠﺔ ،ﻧﺠﺪ ان ﻫﻨﺎك ﻣﺴﺘﻨﺪات ووﺛﺎﺋﻖ ﻳﺼﻨﻔﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻋﻠﻰ اﻧﻬﺎ ﺳﺮﻳﺔ
ﺑﻄﺒﻴﻌﺘﻬﺎ ،وﺑﺎﻟﺘﺎﻟﻲ ﻳﻌﺎﻗﺐ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻳﻘﺪم ﻋﻠﻰ ﻧﺸﺮﻫﺎ،دوﻧﻤﺎ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ ﺗﺮﺧﻴﺺ ﻣﻦ اﻻدارة اﻟﻤﻌﻨﻴﺔ،
ﻓﺎﻟﻤﻮﻇﻒ ﻣﻠﺰم ﺑﻜﺘﻤﺎن اﻷﺳﺮار اﻟﻮﻇﻴﻔﻴﺔ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ ﻛﻞ ﻣﻦ ﻫﻮ ﻏﺮﻳﺐ ﻋﻦ اﻹدارة اﻟﺘﻲ ﻳﻌﻤﻞ
ﻟﺪﻳﻬﺎ .واﻟﻐﻴﺮ ﻗﺪ ﻳﻜﻮن ﻣﻦ اﻷﻓﺮاد أو اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت أو اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﻌﺎﻣﺔ أو اﻟﺨﺎﺻﺔ ،ﺑﻞ أن اﻟﻤﻮﻇﻒ ﻣﻠﺰم
ﺑﻜﺘﻤﺎن اﻷﺳﺮار ﺣﺘﻰ ﻓﻲ ﻣﻮاﺟﻬﺔ اﻷﻓﺮاد اﻟﻌﺎﻣﻠﻴﻦ ﻣﻌﻪ ﻓﻲ ﻧﻔﺲ اﻟﺠﻬﺔ اﻹدارﻳﺔ ،ﻃﺎﻟﻤﺎ ﻻ ﻳﺤﻖ ﻟﻬﻢ
اﻻﻃﻼع ﻋﻠﻰ ﻫﺬه اﻷﺳﺮار ،ﻓﻜﻞ ﻣﻮﻇﻒ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ رﺗﺒﺘﻪ ﻓﻲ اﻟﺴﻠﻚ اﻹداري ﻣﺴﺆول ﻋﻦ اﻟﻘﻴﺎم
ﺑﺎﻟﻤﻬﺎم اﻟﺘﻲ ﻋﻬﺪ ﺑﻬﺎ إﻟﻴﻪ ،ﻛﻤﺎ أن اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻤﻜﻠﻒ ﺑﺘﺴﻴﻴﺮ ﻣﺼﻠﺤﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ ﻣﺴﺆول أﻣﺎم
رؤﺳﺎﺋﻪ ﻋﻦ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﻤﺨﻮﻟﺔ ﻟﻪ ﻟﻬﺬا اﻟﻐﺮض وﻋﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬ اﻷواﻣﺮ اﻟﺼﺎدرة ﻋﻨﻪ ،وﻻ ﻳﺒﺮأ ﻓﻲ ﺷﻲء ﻣﻦ
اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺎت اﻟﻤﻠﻘﺎة ﻋﻠﻰ ﻋﺎﺗﻘﻪ ﺑﺴﺒﺐ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻨﻮﻃﺔ ﺑﻤﺮؤوﺳﻴﻪ ،وﻛﻞ ﻫﻔﻮة ﻳﺮﺗﻜﺒﻬﺎ اﻟﻤﻮﻇﻒ
ﻓﻲ ﺗﺄدﻳﺔ وﻇﻴﻔﺘﻪ أو ﻋﻨﺪ ﻣﺒﺎﺷﺮﺗﻬﺎ ﺗﻌﺮﺿﻪ ﻟﻌﻘﻮﺑﺔ ﺗﺄدﻳﺒﻴﺔ زﻳﺎدة إن اﻗﺘﻀﻰ اﻟﺤﺎل ،ﻋﻦ اﻟﻌﻘﻮﺑﺎت
اﻟﺘﻲ ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ وﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ أﺣﺪ اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻣﻦ ﻃﺮف اﻟﻐﻴﺮ ﺑﺴﺒﺐ ﻫﻔﻮة
ارﺗﻜﺒﻬﺎ ﻓﻲ ﻋﻤﻠﻪ ،ﻳﺘﻌﻴﻦ ﻋﻠﻴﻪ ،أن ﻳﺘﺤﻤﻞ اﻟﻐﺮاﻣﺎت اﻟﻤﺎﻟﻴﺔ اﻟﻤﺤﻜﻮم ﺑﻬﺎ ،ﻋﻠﻴﻪ ﻣﺪﻧﻴﺎ.
وﻫﻜﺬا ﺟﺎء ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ اﻟﺜﺎﻣﻦ ﻋﺸﺮ ) (18ﻣﻦ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺳﺎﺳﻲ ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ﻟﺴﻨﺔ 1958ﻛﻤﺎ ﺗﻢ
ﺗﺘﻤﻴﻨﻪ وﺗﻌﺪﻳﻠﻪ ،ﻋﻠﻰ اﻧﻪ و ﺑﻘﻄﻊ اﻟﻨﻈﺮ ﻋﻦ اﻟﻘﻮاﻋﺪ اﻟﻤﻘﺮرة ﻓﻲ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻓﻴﻤﺎ ﻳﺨﺺ اﻟﺴﺮ
اﻟﻤﻬﻨﻲ ،ﻓﺈن ﻛﻞ ﻣﻮﻇﻒ ﻳﻜﻮن ﻣﻠﺰﻣﺎ ﺑﻜﺘﻢ ﺳﺮ اﻟﻤﻬﻨﺔ ﻓﻲ ﻛﻞ ﻣﺎ ﻳﺨﺺ اﻷﻋﻤﺎل واﻷﺧﺒﺎر اﻟﺘﻲ
ﻳﻌﻠﻤﻬﺎ أﺛﻨﺎء ﺗﺄدﻳﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ أو ﺑﻤﻨﺎﺳﺒﺔ ﻣﺰاوﻟﺘﻬﺎ،ﻛﻤﺎ ﻳﻤﻨﻊ ﻛﺬﻟﻚ ﻣﻨﻌﺎ ﻛﻠﻴﺎ اﺧﺘﻼس أوراق اﻟﻤﺼﻠﺤﺔ
وﻣﺴﺘﻨﺪاﺗﻬﺎ أو ﺗﺒﻠﻴﻐﻬﺎ ﻟﻠﻐﻴﺮ ﺑﺼﻔﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﻟﻠﻨﻈﺎم .وﻓﻴﻤﺎ ﻋﺪا اﻷﺣﻮال اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﻘﻮاﻋﺪ
اﻟﺠﺎري ﺑﻬﺎ اﻟﻌﻤﻞ ،ﻓﺈن ﺳﻠﻄﺔ اﻟﻮزﻳﺮ اﻟﺬي ﻳﻨﺘﻤﻲ إﻟﻴﻪ اﻟﻤﻮﻇﻒ ﻳﻤﻜﻨﻬﺎ وﺣﺪﻫﺎ أن ﺗﺤﺮر ﻫﺬا اﻟﻤﻮﻇﻒ
ﻣﻦ ﻟﺰوم ﻛﺘﻤﺎن اﻟﺴﺮ أو ﺗﺮﻓﻊ ﻋﻨﻪ اﻟﻤﻨﻊ اﻟﻤﻘﺮر أﻋﻼه ،وإﻻ ﺗﻌﺮض ﻟﺠﺰاء ﺗﺄذﻳﺒﻲ أوﻋﻘﻮﺑﺎت ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ ﻃﺒﻘﺎ
اﻟﺴﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ.
إن اﻟﻤﻮﻇﻒ اﻟﻌﻤﻮﻣﻲ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ 224ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻫﻮ “ﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻛﻴﻔﻤﺎ ﻛﺎﻧﺖ
رﺛﺒﺘﻪ ﻳﻌﻬﺪ إﻟﻴﻪ ﻓﻲ ﺣﺪود ﻣﻌﻴﻨﺔ ﺑﻤﺎﺷﺮة وﻇﻴﻔﺔ أو ﻣﻬﻤﺔ وﻟﻮ ﻣﺆﻗﺘﺔ ﺑﺄﺟﺮ او ﺑﺪون اﺟﺮ ،وﺳﺎﻫﻢ
ﺑﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺧﺪﻣﺔ اﻟﺪوﻟﺔ أو اﻟﻤﺼﺎﻟﺢ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ أو اﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﺒﻠﺪﻳﺔ أو اﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ أو ﻣﺼﻠﺤﺔ
ذات ﻧﻔﻊ ﻋﺎم ،وﺗﺮاﻋﻰ ﺻﻔﺔ اﻟﻤﻮﻇﻒ ﻓﻲ وﻗﺖ إرﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ ،وﻣﻊ ذﻟﻚ ﻓﺈن ﻫﺬه اﻟﺼﻔﺔ ﺗﻌﺘﺒﺮ ﺑﺎﻗﻴﺔ
ﻟﻪ ﺑﻌﺪ إﻧﺘﻬﺎء ﺧﺪﻣﺘﻪ إذا ﻛﺎﻧﺖ ﻫﻲ اﻟﺘﻲ ﺳﻬﻠﺖ ﻟﻪ إرﺗﻜﺎب اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ أو ﻣﻜﻨﺘﻪ ﻣﻦ ﺗﻨﻔﻴﺬﻫﺎ”و
ﺗﺘﺤﻘﻖ اﻟﺤﻤﺎﻳﺔ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ ﻟﺴﺮ اﻟﻤﻬﻨﺔ وواﺟﺐ اﻟﻜﺜﻤﺎن اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ،ﺑﻤﺎ ﻳﻮﻗﻊ ﻣﻦ ﺟﺰاء ﺗﺄدﻳﺒﻲ ﻋﻠﻰ
اﻷﻣﻴﻦ ﻧﺘﻴﺠﺔ ﺗﻘﺼﻴﺮه ﻓﻲ اﻟﻤﺤﺎﻓﻈﺔ ﻋﻠﻰ ﺳﺮ اﻟﻤﻬﻨﺔ ﺑﺈﻋﺘﺒﺎره ﺗﺼﺮﻓﺎ ﻣﻦ ﺷﺄﻧﻪ اﻟﻤﺴﺎس ﺑﺸﺮف
اﻟﻤﻬﻨﺔ أو ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﺎ أو اﻹﺧﻼل ﺑﻮاﺟﺒﺎت اﻟﻮﻇﻴﻔﺔ واﻟﻤﻬﻨﺔ ،ﻓﻘﺪ ﻧﺺ اﻟﻔﺼﻞ 446ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ
اﻟﻤﻐﺮﺑﻲ ﻋﻠﻰ أن »اﻷﻃﺒﺎء واﻟﺠﺮاﺣﻮن وﻣﻼﺣﻈﻮ اﻟﺼﺤﺔ ،وﻛﺬﻟﻚ اﻟﺼﻴﺎدﻟﺔ واﻟﻤﻮﻟﺪات وﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﺘﺒﺮ
ﻣﻦ اﻷﻣﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺮار ﺑﺤﻜﻢ وﻇﻴﻔﺘﻪ اﻟﺪاﺋﻤﺔ واﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ،إذا أﻓﺸﻰ ﺳﺮا أودع ﻟﺪﻳﻪ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ
اﻷﺣﻮال اﻟﺘﻲ ﻳﺠﻴﺰ ﻟﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮن أو ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ﻋﻨﻪ ،ﻓﻴﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ ﻣﻦ ﺷﻬﺮ إﻟﻰ ﺳﺘﺔ
أﺷﻬﺮ وﻏﺮاﻣﺔ…«و ﺑﺎﻟﺘﻤﻌﻦ ﻓﻲ اﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة 446ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺴﺎﻟﻒ اﻟﺬﻛﺮ ﻳﻤﻜﻦ اﻟﻘﻮل اﻧﻪ و
ﻟﺘﺤﻘﻖ ﻗﻴﺎم ﺟﻨﺤﺔ اﻻﻓﺸﺎء اﻟﻤﻬﻨﻲ ،ﻳﺠﺐ أن ﻳﺘﻢ اﻻﻓﺸﺎء ﻣﻦ ﺟﻬﺔ ﻣﺆﺛﻤﻨﺔ ﻋﻠﻰ واﺟﺐ اﻟﻜﺜﻤﺎن
اﻟﻮﻇﻴﻔﻲ ،و أن ﻳﻜﻮن ﻫﻨﺎك ﻗﺼﺪ ﺟﻨﺎﺋﻲ ﻣﻦ وراء إﻓﺸﺎء اﻟﺴﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ ،و ﻓﻲ ﺣﺎﻟﺔ ﺗﺤﻘﻖ ﻫﺬﻳﻦ
اﻟﺮﻛﻨﻴﻦ ﻧﻜﻮن أﻣﺎم ﺟﺮﻳﻤﺔ ﻻﺑﺪ ﻣﻦ اﻟﻌﻘﺎب ﻋﻠﻴﻬﺎ و ﻟﻘﺪ ﺟﺎء اﻟﻨﺺ ﺻﺮﻳﺤﺎ ﺣﻴﺚ ﺗﻢ اﻟﺘﻨﺼﻴﺺ ﻋﻠﻰ
ﻋﻘﻮﺑﺘﻴﻦ و ﻫﻤﺎ اﻟﺤﺒﺲ و اﻟﻐﺮاﻣﺔ و ﻫﺬا ﻫﻮ ﺟﺰاء ﻫﺬه اﻟﺠﺮﻳﻤﺔ .وﺣﻴﺚ إن واﺟﺐ اﻻﺳﺘﻘﻼل واﻟﺘﺠﺮد
ﻳﻨﻄﻮي ﻋﻠﻰ اﻟﻌﺪﻳﺪ ﻣﻦ اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ واﻷﺧﻼﻗﻴﺔ وﺣﻴﺚ إﻧﻪ ،ﺑﺎﻟﻨﻈﺮ ﻟﻄﺒﻴﻌﺔ اﻟﻤﻬﺎم اﻟﻤﻨﻮﻃﺔ
ﺑﺎﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ،وﺣﻔﺎﻇﺎ ﻋﻠﻰ ﻫﻴﺒﺔ اﻻدارة ووﻗﺎرﻫﺎ ،ﻓﺈن ارﺗﻜﺎب اﻟﻤﻮﻇﻔﻴﻦ ﻷﻓﻌﺎل ﺗﺴﺘﻮﺟﺐ ﻣﺘﺎﺑﻌﺔ
ﺟﻨﺎﺋﻴﺔ أو ﻣﺨﺎﻟﻔﺘﻬﻢ ﻟﻮاﺟﺒﺎﺗﻬﻢ اﻟﻤﻬﻨﻴﺔ اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ ﻣﺨﺎﻟﻔﺔ ﺟﺴﻴﻤﺔ ،ﺗﺠﻌﻞ ﻣﻦ ﻏﻴﺮ اﻟﻤﻘﺒﻮل
اﺳﺘﻤﺮارﻫﻢ ﻓﻲ ﻣﺰاوﻟﺔ ﻣﻬﺎﻣﻬﻢ اﻻدارﻳﺔ إﻟﻰ ﺣﻴﻦ اﻧﺘﻬﺎء أﻃﻮار ﻣﺘﺎﺑﻌﺘﻬﻢ ﺗﺄدﻳﺒﻴﺎ أﻣﺎم اﻟﺠﻬﺎت
اﻻدارﻳﺔ و اﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ اﻟﻤﺨﺘﺼﺔ ،ﻟﻤﺎ ﻳﺘﺮﺗﺐ ﻋﻦ ذﻟﻚ ﻣﻦ زﻋﺰﻋﺔ ﺛﻘﺔ اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ ﻓﻲ اﻻدارة اﻟﺘﻲ ﻳﻠﺠﺄون
إﻟﻴﻬﺎ ﻟﺤﻤﺎﻳﺔ ﺣﻘﻮﻗﻬﻢ وﺣﺮﻳﺎﺗﻬﻢ واﻟﺪﻓﺎع ﻋﻦ ﻣﺼﺎﻟﺤﻬﻢ ،اﻷﻣﺮ اﻟﺬي ﻳﺒﺮر إﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﻮﻗﻴﻒ اﻟﻤﻮﻇﻒ
اﻟﻤﺨﻞ ﺑﻮاﺟﺐ ﻛﺜﻤﺎن اﻟﺴﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻣﺆﻗﺘﺎ ﻋﻦ ﻣﺰاوﻟﺔ ﻣﻬﺎﻣﻪ ،إذا ﺗﻮﺑﻊ ﺟﻨﺎﺋﻴﺎ أو ارﺗﻜﺐ ﺧﻄﺄ ﺟﺴﻴﻤﺎ،
دون ﺗﺠﺎوز ﻣﺪة اﻟﺘﻮﻗﻴﻒ اﻟﻘﺎﻧﻮﻧﻴﺔ،ﺣﺘﻰ وﻟﻮ ﺗﻌﻠﻖ اﻻﻣﻢ ﺑﺎﻟﻘﻀﺎﻳﺎ اﻟﻤﺘﻌﻠﻘﺔ ﺑﻤﻮﺿﻮع اﻟﺘﺘﺒﻊ واﻟﻴﻘﻈﺔ
اﻟﻼزﻣﻴﻦ ﻟﻠﺘﻄﺒﻴﻖ اﻟﻔﻌﻠﻲ ﻟﻤﻘﺘﻀﻴﺎت اﻟﻘﺎﻧﻮن 09-08ﻣﻦ أﺟﻞ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻤﻌﻄﻴﺎت ذات اﻟﻄﺎﺑﻊ اﻟﺸﺨﺼﻲ
ﺑﻐﻴﺔ ﺗﺮﺳﻴﺦ ﺛﻘﺎﻓﺔ ﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﺤﻴﺎة اﻟﺨﺎﺻﺔ واﻟﻤﻌﻄﻴﺎت اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ وﺣﻤﺎﻳﺔ اﻟﻬﻮﻳﺔ اﻟﺮﻗﻤﻴﺔ ،ﻓﻲ ﻇﻞ
اﻟﺘﻄﻮر اﻟﻤﺴﺘﻤﺮ ﻟﺘﻜﻨﻮﻟﻮﺟﻴﺎ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ،ﻓﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻤﻮﻇﻒ ﻋﻨﺪ اﺧﻼﻟﻪ ﺑﻮاﺟﺐ اﻟﻜﺜﻤﺎن اﻟﻤﻬﻨﻲ ،ﻟﻢ
ﻳﻘﺘﺼﺮ ﻋﻠﻰ ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ اﻟﻨﻈﺎم اﻻﺳﺎﺳﻲ اﻟﻌﺎم ﻟﻠﻮﻇﻴﻔﺔ اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ واﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ﻓﻘﻂ ،ﺑﻞ ﺗﻢ
ﺗﺤﺪﻳﺪﻫﺎ ﻛﺬﻟﻚ ﻓﻲ ﺑﻌﺾ اﻟﻔﺼﻮل ﻓﻲ ﻗﺎﻧﻮن اﻻﻟﺘﺰاﻣﺎت واﻟﻌﻘﻮد ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻠﻴﻦ 79و 80ﺣﻴﺚ ﻣﻴﺰ ﻓﻴﻬﺎ
اﻟﻤﺸﺮع ﺑﻴﻦ اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ اﻟﺨﻄﺄ اﻟﻤﺮﻓﻘﻲ اﻟﺘﻲ ﺗﺘﺤﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ وﺑﻴﻦ
اﻟﻤﺴﺆوﻟﻴﺔ اﻟﺸﺨﺼﻴﺔ ﻟﻠﻤﻮﻇﻒ اﻟﺘﻲ ﻳﺘﺤﻤﻞ ﻓﻴﻬﺎ ﺷﺨﺼﻴﺎ اﻟﺘﻌﻮﻳﺾ ﻋﻦ اﻻﺿﺮار اﻟﺬي ﻗﺪ ﻳﺴﺒﺐ ﺿﺮرا
ﻟﻠﻐﻴﺮ.ﻓﺎﻟﻔﺼﻞ 79ﻳﻨﺺ ﻋﻠﻰ ان اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺒﻠﺪﻳﺎت ﻣﺴﺆوﻟﺔ ﻋﻦ اﻷﺿﺮار اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻣﺒﺎﺷﺮة ﻋﻦ ﺗﺴﻴﻴﺮ
إدارﺗﻬﺎ وﻋﻦ اﻻﺧﻄﺎء اﻟﻤﺼﻠﺤﻴﺔ ﻟﻤﺴﺘﺨﺪﻣﻴﻬﺎ.أﻣﺎ اﻟﻔﺼﻞ 80ﻳﻘﻀﻲ ﺑﺄن” ﻣﺴﺘﺨﺪﻣﻮ اﻟﺪوﻟﺔ واﻟﺒﻠﺪﻳﺎت
ﻣﺴﺆوﻟﻮن ﺷﺨﺼﻴﺎ ﻋﻦ اﻻﺿﺮار اﻟﻨﺎﺗﺠﺔ ﻋﻦ ﺗﺪﻟﻴﺴﻬﻢ أو ﻋﻦ اﻻﺧﻄﺎء اﻟﺠﺴﻴﻤﺔ اﻟﻮاﻗﻌﺔ ﻣﻨﻬﻢ ﻓﻲ أداء
وﻇﺎﺋﻔﻬﻢ.
اﻟﺴﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ
اﻟﻤﻮﺟﻮدة ﻓﻲ ﺣﻮزة اﻹدارة اﻟﻌﻤﻮﻣﻴﺔ ،واﻟﻤﺆﺳﺴﺎت اﻟﻤﻨﺘﺨﺒﺔ ،واﻟﻬﻴﺌﺎت اﻟﻤﻜﻠﻔﺔ ﺑﻤﻬﺎم اﻟﻤﺮﻓﻖ
اﻟﻌﺎم .وﻻ ﻳﻤﻜﻦ ﺗﻘﻴﻴﺪ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ إﻻ ﺑﻤﻘﺘﻀﻰ اﻟﻘﺎﻧﻮن ،ﺑﻬﺬف ﺣﻤﺎﻳﺔ ﻛﻞ ﻣﺎﻳﺘﻌﻠﻖ ﺑﺎﻟﺪﻓﺎع
اﻟﻮﻃﻨﻲ ،وﺣﻤﺎﻳﺔ أﻣﻦ اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﺪاﺧﻠﻲ واﻟﺨﺎرﺟﻲ واﻟﺤﻴﺎة اﻟﺨﺎﺻﺔ ﻟﻸﻓﺮاد ،وﻛﺬا اﻟﻮﻗﺎﻳﺔ ﻣﻦ اﻟﻤﺲ
ﺑﺎﻟﺤﺮﻳﺎت واﻟﺤﻘﻮق اﻷﺳﺎﺳﻴﺔ اﻟﻤﻨﺼﻮص ﻋﻠﻴﻬﺎ ﻓﻲ اﻟﺪﺳﺘﻮر وﺣﻤﺎﻳﺔ ﻣﺼﺎدر اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ واﻟﻤﺠﺎﻻت اﻟﺘﻲ
ﻓﺎﻷﺻﻞ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﺪوﻟﺔ اﻟﻌﻼﻧﻴﺔ واﻟﺴﺮﻳﺔ اﺳﺘﺜﻨﺎء ،ﻷن اﻟﻤﺒﺪأ اﻟﻌﺎم اﻟﺤﺎﻛﻢ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل ﻫﺬه
اﻟﺴﻠﻄﺎت ﻫﻮ ﺧﻀﻮﻋﻬﺎ ﻟﻠﻌﻼﻧﻴﺔ ،وأن اﻻﺳﺘﺜﻨﺎء إﺧﻀﺎع ﺑﻌﻀﻬﺎ ﻟﻠﺴﺮﻳﺔ،ذﻟﻚ ان “اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻟﻢ ﻳﻘﺼﺮ ﻣﺒﺪأ
إﺗﺎﺣﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻋﻠﻰ اﻟﺴﻠﻄﺔ اﻟﺘﻨﻔﻴﺬﻳﺔ ،ﻓﻬﻮ ﻣﺒﺪأ ﻋﺎم ﺗﺨﻀﻊ ﻟﻪ ﻛﻞ ﺳﻠﻄﺎت اﻟﺪوﻟﺔ ،وﺟﻌﻞ اﻟﺪﺳﺘﻮر
اﻟﻌﻼﻧﻴﺔ ﻫﻲ اﻷﺻﻞ ﻓﻲ أﻋﻤﺎل اﻟﺴﻠﻄﺘﻴﻦ اﻟﺘﺸﺮﻳﻌﻴﺔ واﻟﻘﻀﺎﺋﻴﺔ ﻣﻦ أﺟﻞ إﺷﺮاك اﻟﻤﻮاﻃﻨﻴﻦ أﺻﺤﺎب
وﻣﻦ ﻫﺬا اﻟﻤﻨﻄﻠﻖ اذا ﻛﺎن اﻟﺪﺳﺘﻮر ﻗﺪ ﻓﻮض ،اﻟﻤﺸﺮع ﺑﺈﺻﺪار ﻗﺎﻧﻮن ﻳﺒﻴﻦ ﻓﻴﻪ ﺿﻮاﺑﻂ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ
وإﺗﺎﺣﺔ /ﺳﺮﻳﺔ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت واﻟﺒﻴﺎﻧﺎت واﻹﺣﺼﺎءات واﻟﻮﺛﺎﺋﻖ ،ووﺿﻊ ﻗﻮاﻋﺪ ﻹﻳﺪاﻋﻬﺎ وﺣﻔﻈﻬﺎ ،واﻟﺘﻈﻠﻢ
ﻣﻦ رﻓﺾ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻴﻬﺎ ،وإﻧﺰال ﻋﻘﻮﺑﺔ ﻋﻠﻰ ﺣﺠﺐ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ،أو ﺗﻌﻤﺪ إﻋﻄﺎء ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﻣﻐﻠﻮﻃﺔ،
ﻓﻬﻞ ذﻟﻚ ﻳﻌﻨﻲ اﻣﻜﺎﻧﻴﺔ ﺗﺴﺮﻳﺐ ﺟﻤﻴﻊ ﺗﻠﻜﻢ اﻟﺒﻴﺎﻧﺎت و اﻟﻮﺛﺎﺋﻖ و اﻟﻤﺴﺘﻨﺪات ﺑﺸﻜﻞ ﻋﺎم ﻟﻔﺎﺋﺬة
اﻻﻏﻴﺎر،؟
إن إﺳﺎءة إﺳﺘﺨﺪام ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ وﻓﻲ ﻇﻞ ﻏﻴﺎب ﺷﺮوط و ﻣﻌﺎﻳﻴﺮ واﺿﺤﺔ
ﻟﻄﻠﺐ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ادى اﻟﻰ اﻻﺳﺎءة ﻓﻲ اﺳﺘﺨﺪام اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺎت ﻷﻏﺮاض ﻏﻴﺮ ﻗﺎﻧﻮﻧﻴﺔ أو ﻏﻴﺮ أﺧﻼﻗﻴﺔ ،ﻣﺜﻞ
اﻹﺑﺘﺰاز أو اﻟﺘﺠﺮﻳﺢ أو ﻧﺸﺮﻫﺎ ﺑﻄﺮﻳﻘﺔ ﺗﺴﺒﺐ اﻟﻀﺮر ﻷﻓﺮاد أو ﺟﻤﺎﻋﺎت أو دول أو إﻋﻄﺎء ﻣﻌﻠﻮﻣﺎت ﺣﺴﺎﺳﺔ
ﻟﺠﻬﺎت ﺧﺎرﺟﻴﺔ،ﻣﻤﺎ ﻳﻄﺮح ﻟﻨﺎ اﺷﻜﺎﻟﻴﺔ ﻋﻮﻳﺼﺔ ﻓﻲ ﺗﺤﺪﻳﺪ ﺣﺪود وﺗﻘﺎﻃﻊ ﻛﻞ ﻣﻦ اﻟﺤﻖ ﻓﻲ اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻦ
ﺣﻴﺚ ﺗﻨﺺ اﻟﻤﺎدة 35ﻣﻦ ﻗﺎﻧﻮن اﻟﺤﺼﻮل ﻋﻠﻰ اﻟﻤﻌﻠﻮﻣﺔ رﻗﻢ 31.13ﻋﻠﻰ أﻧﻪ “ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﺮﺗﻜﺒﺎ ﻟﺠﺮﻳﻤﺔ
إﻓﺸﺎء اﻟﺴﺮ اﻟﻤﻬﻨﻲ ﻃﺒﻘﺎ ﻟﻠﻔﺼﻞ 446ﻣﻦ اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ ،ﻛﻞ ﻣﻦ ﺧﺎﻟﻒ أﺣﻜﺎم اﻟﻤﺎدة 19ﻣﻦ ﻫﺬا
اﻟﻘﺎﻧﻮن ،ﻣﺎ ﻟﻢ ﻳﻮﺻﻒ اﻟﻔﻌﻞ ﺑﻮﺻﻒ أﺷﺪ”،.إن ﻣﺎ ﻳﻬﻤﻨﺎ ﻫﻨﺎ ﻫﻮ اﻟﻌﺒﺎرة اﻟﻮاردة ﻓﻲ اﻟﻔﺼﻞ 446ﻣﻦ
اﻟﻘﺎﻧﻮن اﻟﺠﻨﺎﺋﻲ واﻟﺘﻲ ﺗﻘﻮل…“ :وﻛﻞ ﺷﺨﺺ ﻳﻌﺘﺒﺮ ﻣﻦ اﻷﻣﻨﺎء ﻋﻠﻰ اﻷﺳﺮار ﺑﺤﻜﻢ ﻣﻬﻨﺘﻪ أو وﻇﻴﻔﺘﻪ،
اﻟﺪاﺋﻤﺔ أو اﻟﻤﺆﻗﺘﺔ ،إذا أﻓﺸﻰ ﺳﺮا أودع ﻟﺪﻳﻪ ،وذﻟﻚ ﻓﻲ ﻏﻴﺮ اﻷﺣﻮال اﻟﺘﻲ ﻳﺠﻴﺰ ﻟﻪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﻘﺎﻧﻮن أو
ﻳﻮﺟﺐ ﻋﻠﻴﻪ ﻓﻴﻬﺎ اﻟﺘﺒﻠﻴﻎ ،ﻳﻌﺎﻗﺐ ﺑﺎﻟﺤﺒﺲ…” ،اﻟﺸﻲء اﻟﺬي ﻳﺴﻤﺢ ﻟﻺدارة ﺑﻤﻮاﺟﻬﺔ اﻟﻤﻮﻇﻒ ﺑﺎﻟﺴﺮ
اﻟﻤﻬﻦ،ﻛﻠﻤﺎ ﺣﺎز ﻋﻦ ﺟﺎدة اﻟﺼﻮاب وﺧﺮج ﻋﻦ داﺋﺮة ﻣﺎ ﻳﺮﺳﻤﻪ اﻟﻘﺎﻧﻮن ﻓﻲ ﻫﺬا اﻟﺸﺄن.