Professional Documents
Culture Documents
1
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
مقدمة:
يعد مفهوم الدولة من أكثر المفاهيم دقة وصعوبة في التعريققف ،فهققي حاضققرة فققي جققل الحقققول
المعرفية يستعملها المؤرخ والسياسي ويوظفها الباحث في حقل الفلسققفة وعلققم الجتمققاع ،وتعققد
1
حجر الساس في الدراسات القانونية والحقوقية .
فالدولة حسب تعريف Carré De Malbergهي " :مجموعة من الفراد مستقرة عل ى إقلي م
معين ،ولها من التنظيم 2ما يجعل للجماعة في مواجهة الفراد سلطة عليا آمرة وقاهرة".
من هذا التعريقف يمكقن أن نؤسقس لمفهقوم التنظيقم الداري مقن حيقث هقو محقور مقن مح اور
القانون الداري الذي يمكن اعتباره فرعا من فروع القانون العام الداخلي كمجموعة قواعد تنظم
الدارة وتحكم نشاطها وعلقاتها بالفراد داخل المجتمع .لكن قبل الخوض في القققانون الداري
كمادة للبحث في شقه التنظيمي للفعل الداري سواء على المسققتوى المركققزي أو اللمركققزي ل
بد من وضع تأصيل مفاهيمي لموضوع القانون الداري من مفهومي :القانون و والدارة .فماذا
يقصد إذا بالقانون؟ وما المعنى من الدارة ؟
فصل تمهيدي :القانون الداري :تعريفه’ خأصائصه و علقإته بفروع القانون الخأرى.
في إطار هذا الفصل سوف نتحدث عن تعريف مفهقوم الققانون ’ و مفهقوم الدارة ثقم خصقائص
القانون الداري ’و مدى علقاته بالقوانين الخرى.
-1مفهوم القانون:
يحيل مفهوم القانون إلى مجموعة من القواعققد القانونيققة تنشققئ جققزاءات وعقوبققات ،وهققو علققم
مبني على مبدأ السناد ) ، (imputationبمعنى أن القانون ل يرتكز فقط علققى عنصققر الحظققة
بل على عناصر :
- 1د .أمحمد المالكي :القانون الدستوري والمؤسسات السياسية ،مركز دراسات الوحدة العربية ،ط ، 1بيروت .1993ص 22 :
- 2ونعني هنا بالتنظيم . L’organisationأي التنظيم القانوني إداريا ،إقتصاديا واجتماعيا حتى تتمكن الدولة من فرض سلطتها على الفراد والجماعات.
2
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-القياس
-التأويل )أو الجتهاد القضائي(
-التفسير
إن الغاية من القانون هي تنظيم المجتمع ،فالبنسبة ل Andrée Houriou :هو مجموعة م ن
قواعد السلوك اللزامية من أجل أناس يعيشون فققي مجتمققع ،بقصققد تعميققم النظققام والعدالققة فققي
العلقات الجتماعية .
إذا الهدف من القانون هو تنظيم المجتمققع ،عققن طريققق فققرض منطققق الكققراه واللققزام تحقيقققا
للنظام والعدالة .والقانون هو متعدد ،فنجده متفرع إلى مجموعة من القوانين ك:
-القانون الدستوري )هدفه تنظيم السلط داخل الدولة كوثيقة دستورية غايتهققا و ضقع الحقدود مققا
بين السلط(
-القانون المدني ) غايته تنظيم العلقات فيما بين الفراد في كل ما يتعلق بالمعاملت المدنية (
-القانون التجاري ) يهتم بتنظيم المعاملت التجارية و تنظيم الشركات و المقاولت الخاصة(
-القانون الجنائي ) هدفه النظر وضققبط القضققايا الجنائيققة والجنحيققة و حمايققة المجتمققع مققن كققل
التصرفات التي تمس بالحقوق الساسية (
-القانون العقاري )يعمل في كل ما يتعلق بالعقارات من بيع وشراء و كراء و رهن وحيازة (
القانون البنكي ) قواعده تحكم كل مققا يتعلققق بالمعققاملت البنكيققة و الماليققة ’بشققكل أخققر قواعققده
تنصب على تنظيم و تتبع الذمم المالية للشخاص ذاتية و إعتبارية (
القانون الداري )يعتبر قانون السلطة العامة ( بمعنى قانون غققايته تنظيققم النشققاط الداري علققى
مستوى المؤسسات العامة.تحكمه مجموعة من المباديء ’و يؤسس على مجموعة من الشروط.
1
-2مفهوم الدارة :
3
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
أما من حيث الجانب العضوي أو الشكلي يمكققن اعتبققار الدارة ،مجمققوع الهيئققات الققتي يتكققون
منها الجهاز الداري ،وبهذا المعنى تتكون الدارة من عدة أجهزة منها ما هقو مركقزي وتشقمل
رئيس الحكومة ،الوزراء ،الكتاب العامون ،المقديرون ،رؤسقاء القسقام رؤسقاء المصقالح ...
ويتبع للدارة المركزية في إطار اللتمركز الداري على مسققتوى القققاليم ممثلوهققا المتواجققدين
على صعيد مختلققف المصققالح الخارجيققة التابعققة للققوزارات ،ومنهققا مققا هققو محلققي ويقصققد بققه
خصوصقا مجمققوع الجماعقات الترابيقة أو الوحققدات الترابيقة ) الجهقات ،العمققالت والقققاليم ،
الجماعققات الحضققرية والقرويققة ( ،مققن خلل مجققالس الجهققات ومجققالس القققاليم والعمققالت
ومجالس الجماعات الحضرية والقروية أو ما يصطلح عليه "باللمركزية الترابيقة" .كمقا تشقمل
هقققذه الدارة فقققي معناهقققا العضقققوي مجمقققوع المؤسسقققات العامقققة ) (publicأو العموميقققة )
(publiqueالمتواجدة على ترابها ،وهي أشخاص معنوية عامققة تتمتققع أساسققا باسققتقلل مققالي
وإداري ،أي "اللمركزية المرفقية".
وقد وضعت الدساتير المغربية الدارة تحت تصرف الجهاز التنفيذي ،حيث إنهققا تعتققبر امتققدادا
للوظيفة الحكومية .وفي هذا الطار ينص الفصل 89من دستور سنة 2011فققي فقرتققه 2علققى
أن الحكومة "تمارس السلطة التنفيذية ،وتعمل ،تحت سلطة رئيسها ،على البرنامققج الحكققومي
وعلى ضمان تنفيذ القوانين .والدارة موضوعة تحت تصرفها".
4
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
وبهذا المعنقى وحسقب الفصقل 89يسقتفاد منقه أن الدارة تشقكل الداة الساسقية القتي تنفقذ بهقا
الحكومة سياستها .ورغم أن النققص الدسقتوري يضققع الدارة فقي نطققاق الجهقاز التنفيققذي كققأداة
لتطبيق السياسة العامة للدولة ،فإنه رغم ذلك ل يقدم تعريفا واضحا لها .ويلحققظ هققذا السققكوت
في تعريف الدارة حتى في قوانين أساسية أخرى.
فمثل بالرجوع إلى القانون المنشئ للمحاكم الدارية نجده يضع ضققمن اختصققاص هقذه المحققاكم
في المرحلة البتدائية "دعاوى التعويض عن الضرار التي تسببها أعمققال ونشققاطات أشققخاص
القانون العام ،النزاعات المتعلقة بمرافق الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العامة".
فهذا النص يتحدث عن عدد كبير من الجهزة ،وذلك لتحديد الدارة ،حيققث أنققه يضققع بيققن هققذه
الجهزة الدارية أشخاص القانون العام ،مرافق الدولة ،الجماعات المحلية ،وأخيققرا المؤسسققات
العامة .وهذا التعدد في الجهزة الدارية ،يلحظ كذلك عققبر بعققض مقتضققيات قققانون المسققطرة
المدنية التي وضعت بعض القواعد القضائية المسطرية الخاصة ،ومثققال علققى ذلققك الفصققل 25
مققن ققانون المسققطرة المدنيققة الققذي ينققص علققى أنققه "يمنققع علققى المحققاكم عققدا إذا كققانت هنققاك
مقتضيات قانونية مخالفة أن تنظر ولو بصفة تبعية في جميع الطلبات التي مقن شقأنها أن تعرققل
عمل الدارات العمومية للدولة أو الجماعات العمومية الخرى أو أن تلغي إحققدى قراراتهققا .ول
يجوز للجهات القضائية أن تبت في دستورية القوانين."1
وبالرجوع إلى الفصل 9مققن نفققس القققانون ،نجققده كققذلك يتحققدث عققن عققدد كققبير مققن الجهققزة
للشارة إلى الدارة حيث ينص هذا الفصل في فقرته الولى على أنه "يجب أن تبلغ إلققى النيابققة
العامة الدعاوى التية :
" القضايا المتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية "...
كما أن الفصل 514من نفس القانون ،يضع قاعدة تقضققي بققأنه "كلمققا كققانت الطلبققات تسققتهدف
التصريح بمديونية الدولة أو إدارة عموميققة أو مكتققب أو مؤسسققة عموميققة للدولققة فققي قضققية ل
- 1تم نسخ الفقرة الثانية من الفصل 25من قانون المسطرة المدنية وحلت محلها الحكام أعلها بممموجب المممادة 50مممن القممانون رقممم 41.90
المحدث بموجبه محاكم إدارية.
5
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
علقة لها بالضرائب والملك المخزنية وجب إدخال العققون القضققائي فققي الققدعوى وإل كققانت
غير مقبولة".
كل هذه القواعد المسطرية الخاصة بالدارة التي تطبق أمام المحاكم المدنية الواردة فققي القققانون
تشير إلى عدد كبير من الجهزة ،وذلك للتعبير عن الدارة ،حيث إنها تتحققدث وتضققع فققي نفققس
المسققتوى القققانوني أشققخاص القققانون العققام ،مرافققق الدولققة ،الجماعققات المحليققة ،المكققاتب،
المؤسسات العامة ...وهذه التعددية ،في الجهزة الدارية التي تشير إليهققا النصققوص القانونيققة،
تحيل إلى تبنقي مصقطلحات متعقددة للدللقة علقى مفهقوم الدارة .وبقذلك يمكقن أن نتحقدث عقن
"إدارات" وليس عن إدارة واحدة ،لنه إذا كانت كل الدارات تخضع مبدئيا في بعض مظاهرها
بكيفية أو بأخرى إلى السلطة العامة كمعيار لتطبيق قواعد القانون العام ،أو أن تققدخل منازعاتهققا
ضمن اختصاص المحاكم الدارية ،فإنها تختلققف فققي عققدد كققبير مققن مظاهرهققا الخققرى ،فكققل
الدارات ل تقوم بنفس النشطة ول تخضع لنفس الهيكلققة ،ول لنفققس التنظيققم ،ول تطبققق عليهققا
جميعا نفس القواعد القانونية.
هذا من حيث الجانب العضوي أو الشكلي ،أما من حيث المعنى الوظيفي أو المادي للدارة فهي
تعتبر ذلك النشاط أو النشطة التي تقوم بها الجهققزة الداريققة بمققا لهققا مققن وسققائل وامتيققازات،
وتتميز هذه النشطة بكونهققا تهققدف إلققى تحقيققق المصققلحة العامققة .وبهققذا المفهققوم يتميققز نشققاط
الجهزة الدارية عن نشاط المقاولة الخاصة ،ذلك أن هدف المقاولة يكون عادة تحقيق المصلحة
الخاصة.
ويترتب عن النشاط الداري الذي تقوم به الدارة احتكاك الجهققزة الداريققة بققالفراد .وهققو مققا
يؤدي إلى خلق عدة علقات أو وضعيات قانونية .فمن الفراد مقن يتلققى هقذا النشققاط كمصققلحة
معينققة 1فيصققبح بالتققالي مسققتعمل للدارة ،تحكمققه قواعققد قانونيققة معينققة فققي اسققتعماله للجهققاز
الداري ومنهم من يقوم مباشرة بتأدية هققذا النشققاط كمسققتخدمي أو مققوظفي الدارة ،ومنهققم مققن
يؤدي هذا النشاط بطريقة غير مباشرة كالمتعاقدين مع الدارة ،2ومنهم من يتسبب له هذا النش اط
- 1مثال قضاء حاجة من الدارة كاستفاء ما أو عقد ما أو تصحيح لوضعية ما ،فهو بذلك يكون كمواطن قد تلقى نشاط إداري ما.
- 2كالموردين لمصلحة ما عن طريق صفقة عمومية ،أو القائمين بعمل ما عن طريق عقد إمتيازات أو عقد تفويض.
6
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
في أضرار عدة تنشأ عنها مسؤولية إدارية ،ومنهم من يمس هذا النشاط بوضعيته القانونية عققبر
قرارات إدارية ...إلخ.
والقانون الداري هو الذي يحكم مجموع هذه النشطة ،وهذه العلقات المتسمة بطابع المصققلحة
العامة ،إلى درجة أن بعض الفقهاء شخصوا القانون الداري بكونه قانون المصلحة العامة ،وإن
كان في أغلب الحيان هناك تطابق بين المعنى العضوي والمعنى الوظيفي للدارة ،حيث إن كل
ما يعتبر إدارة بالمعنى العضوي فهققو بالضققرورة إدارة بققالمعنى الققوظيفي ،فإصققدار القققرارات
التنظيمية والفردية والقيام بأعمال المرفق العام وأعمال الشرطة الداريققة ،وكققذلك إبققرام العقققود
الدارية وتقديم الخدمات العمومية ،كلها تصرفات وأنشطة تصدر عن الهيئات الدارية ،غير أن
هذا التطابق بين المعنى العضوي والمعنى الوظيفي للدارة ليس بشيء حتمي ،فقد يعتققبر جهققاز
ما إداريا من الناحية العضوية دون أن يكون كذلك من الناحية الوظيفية ،والعكس صحيح ،بحيث
يمكن أن يكون جهاز غير إداري مقن الناحيقة العضقوية إل أنقه يققوم بنشقاط إداري مح ض مقن
الناحية الوظيفية.
لقد أعطيت للقانون الداري عدة تعاريف من طرف الفقه تختلف فيما بينها فققي أكققثر مققن نقطققة،
فمنهم من يرى في السلطة العامة الموضوع الساسي للقانون الداري ،ومقن تقم يصقبح الققانون
الداري هو القانون المطبق على السلطة العامة أو قانون السلطة العامققة ،1ومنهقم مقن يقرى فققي
المرفق العام 2الموضوع الرئيسي والس اس للق انون الداري ،وم ن ت م تص بح عب ارة "الق انون
الداري" توازي قانون المرافق العامة.
وهناك جانب آخر من الفقه يلح علققى خصققائص القاعققدة القانونيققة المطبقققة علققى الدارة ،وذلققك
للعثور على تعريف للقانون الداري ،وفي هذا الصدد يجققب الشققارة إلققى أن هنققاك داخققل الفقققه
تيارين أو اتجاهين أساسيين ،فمنهم اتجاه يعتبر أن القققانون الداري هققو تلققك الجققوانب القانونيققة
التي تطبق على الدارة والغير مألوفة فققي الققانون الخقاص أي القتي ل وجقود لهقا فققي علققات
- 1حسب هذا التجاه الفقهي فالقانون الداري هو قانون السلطة العامة ويتزعم هذا التجاه كل من La Ferriere، Batbieو Maurice Hauriou Ducroq
- 2أما التجاه الثاني من الفقه فهو يعتبر القانون الداري قانون للمرافق العامة ومن أهم فقهاء هذا التجاه كل من Duguitو Jezeو Bonnard
7
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
الخواص ،حيث إن من أهم النقط التي يركز عليها هذا الجانب الفقهي لتجسيد خصوصية القانون
الداري كمققادة علميققة ،مسققألة الخلف الموجققود بيققن فلسققفة قواعققده وفلسققفة قواعققد القققانون
الخاص ،باعتبار أن كل ما هو مدني ل ينتمي إلى القققانون الداري .وعليققه يعتققبر هققذا الجققانب
من الفقه أن القواعد القانونية التي تطبق على الدارة والتي تتشابه مع قواعد القققانون الخققاص ل
تدخل في حظيرة القانون الداري ول تعتبر من مكوناته.
أمقا التجقاه الثقاني فيقرى أن الققانون الداري هقو مجمقوع القواعقد القانونيقة القتي تطبقق علقى
الدارة ،ول يعطي هذا الجانب الثاني من الفقه أية أهمية للطبيعة الضمنية لهققذه القواعققد ،بحيققث
يكفي لقاعدة قانونية معينققة أن تطبققق علققى الدارة لكققي تنتمققي للقققانون الداري ،وعليققه يتكققون
القانون الداري بالنسبة لهذا الجانب الفقهي من كل القواعد القانونية التي تطبققق علققى الدارة أو
ما يسمى بالمرافق العمومية ،وليس فقط ذلك الج انب مقن القواعقد القانونيقة القتي يتقم بواسقطتها
تنظيم وتسيير المرافق العامة ،والتي ل وجود لها فققي علقققات الخققواص ،نظققرا لكققون وظققائف
الدولة إنتقلت من مجرد دولة حارسة إلى دولة تدخلية.
وكما يبدو فإن هذا الجانب الخير مققن الفقققه يعطققي للقققانون الداري مفهومققا ودللققة أوسققع مققن
التجققاه الفقهققي الول بحيققث يكفققي لقاعققدة قانونيققة أن تطبققق علققى الدارة لكققي تنتمققي للقققانون
الداري.
يظهر واضحا على أن هناك صعوبة كبيرة في وجود تعريف للقانون الداري متفق عليه ،وهققذا
شيء طبيعي ،لنه من الصعب اختزال مادة علميققة كمققادة القققانون الداري فققي بعققض الكلمققات
لتعريفها بشكل شامل.
يتعلق المر بعلقة القانون الداري بفروع القانون العام من ناحيققة ،ومققن ناحيققة أخققرى علقتققه
بفروع القانون الخاص.
8
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
ينقسم القانون العام إلى قانون عام خارجي "القانون الققدولي العققام" وقققانون عققام داخلققي .يتعلققق
الول بالقوانين الدولية التي تحكم العلقات بين الدول والهيئات الدولية ،أما الثاني فيشمل القانون
الدستوري ،والقانون الداري والقانون المققالي ،ويتميققز القققانون الداري فققي نفققس الققوقت بعققدة
علقات مع كل هذه القوانين ،وكذلك بعدة خصائص ينفرد بها والققتي تطبعقه بط ابع السقتقللية
وتجعل منه مادة مستقلة.
يلتقي القانون الداري والقانون الدستوري في عدد كبير من النقط ،لكققن يختلفققان فققي عققدد كققبير
من النقط الخرى .يهتم كل مققن القققانون الداري والقققانون الدسققتوري بدراسققة بعققض الجهققزة
الحكومية والداريقة مقن حيقث تنظيمهقا واختصاصقاتها .فقالقوانين معقا يهتمقان بنشقاط السقلطة
التنفيذية كل من زاويته ،ذلك أن رئيس الحكومة وأعضاء الحكومققة يمارسققون فققي نفققس الققوقت
الوظيفة السياسية والوظيفية الدارية "فإذا كان القانون الدستوري يبين لنققا كيققف شققيدت السققلطة
الحكومية ،وكيف ركبت أجزاءها الكبرى دسققتوريا 1فقإن القققانون الداري يقبين لنقا كيققف تعمقل
الدارة وكيف يتحدد كل جزء من أجزاءها" .إل أن هذا التداخل أو التقارب بيققن المققاديتين الققذي
يعتبر أمرا طبيعيا ل ينفي اعتبارهما قانونين مستقلين ،لن لكل منهمققا مجققاله الخققاص والقواعققد
الخاصة به وكذا الجهزة القضائية المتعلقة به ،من ناحي ة المحكم ة الدس تورية 2بالنس بة للق انون
الدستوري ،ومن ناحية المحاكم الدارية 3أو الغرفة الدارية بالنسبة للقانون الداري.
يهتم القانون المالي أي ما يصطلح عليه بالميزانية العامة للدولة بدراسة النشققاط المققالي للدولققة ،
أي مداخيل الدولة ،وكيفية تحصيلها ،ونفقاتها وكيفية صرفها ،ومراقبتها وبذلك فإن علم الماليققة
العامة ،يشققارك القققانون الداري فققي تنظيققم جققزء مهققم مققن نشققاط الدارة .وإذا مققا رجعنققا إلققى
القققوانين الققتي تنظققم الختصاصققات الداريققة نلحققظ أن السققلطات الداريققة والماليققة متداخلققة
ومرتبطققة بنفققس الجهققاز .فمثل الهيئققات المحليققة الجماعيققة أو القليميققة أو الجهويققة تمققارس
- 1أنظر الباب الخامس من دستور المملكة لسنة .2011
- 2أنظر الباب الثامن من دستور المملكة لسنة .2011
- 3راجع الظهير الشريف رقم 225.19.1صادر بتاريخ 10شتنبر 1993بتنفيذ القانون رقم 41-90المحدث بموجبه محاكم إدارية
9
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
اختصاصات مالية إلى جانب اختصاصاتها الداريققة ،فققالقوانين تنظققم عققدة نقققط خاصققة بتحديققد
الميزانية وتسيير الموال العامة ،وهذا النشاط الداري المتعلق بالجانب المققالي للمرافققق العامققة
يخضع لمراقبة صارمة من طرف الجهزة المركزية ،ولمساطر معقدة من حيث العداد والتتبع
والتنفيذ.
إذا كان القانون الداري من أصل فرنسي فإن علم الدارة من أصل أمريكي ،ويعتبر هذا الخير
حققديث النشققأة .وإذا كققان العلمققان يهتمققان بنفققس الموضققوع ،أي الدارة فققإن كققل مققن المققادتين
تدرسان اللة الدارية من زاويتها الخاصة بهققا ،بحيققث إن القققانون الداري ينطلققق مققن مقققترب
قانوني في دراسته للدارة ،ويضع الدارة في الطار القققانوني لمصققادره المختلفققة مققن دسققتور
وتشريع عادي ،وقققرارات مختلفققة .أمققا علققم الدارة فيهتققم بحركققة الدارة وأعضققائها ،فمثل إذا
أخدنا موضوع الموظف والوظيفة العمومية ،نجد أن القانون الداري يهتققم بققه مققن حيققث علقققة
الموظف بالدولة والشروط الواجب توفرها في الموظف وكيفية تعيينه وكققذا حقققوقه والتزامققاته،
وكذلك النظام التأديبي في حالة الخلل بواجباته وكيفية إنهققاء علقتققه بالدولققة .أمققا علققم الدارة
فيهتم بموضوع الموظف والوظيفة من حيث تنظيم الموظفين وتوزيعهم على القسام والمصققالح
الدارية ،ويحدد لكل جهة عملها ،ويعمل على تنظيم وسائل وقنوات التصققال بينهمقا ،كمقا يهتققم
بتمرين الموظفين وكيفية رفع كفاءاتهم وتحفيزهم.
إذا كان القانون الداري قد نشأ منذ منتصف القرن التاسع عشققر ،فققإن القققانون المققدني كققان منققذ
البداية المرجع الصققلي فقي تنظيقم الروابقط القانونيقة بيقن الدارة والفقراد ،باعتبقاره الشقريعة
العامة ،حيث لم يكن يستبعده القاضي إل في حالققة وجققود نصققوص خاصققة .وقققد عرفققت مسقألة
العلقة بين القانون الخاص والقانون العام عدة نقاشات في الفقه بين أساتذة القانون العام وأسققاتذة
القانون الخاص ،تمخض عنها اتجاهين أساسيين :
10
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
التجققاه الول دافققع عققن اسققتقللية القققانون الداري إلققى درجققة اعتبققار أن كققل قواعققد القققانون
الداري مختلفة في جوهرها عن قواعد القانون الخاص.
التجاه الثاني نفى هذه الستقللية واعتبر أن قواعد القققانون العققام ليسقت فقي الحقيقققة إل تطبيققا
لقواعد القانون الخاص ،الذي يعتبر الشريعة العامة.
وإذا كان هذا النقاش يبدو متجاوزا نسبيا حاليا ،حيققث ل يجققادل أحققد أن القققانون العققام والقققانون
الخاص مختلفين كليا الواحد عن الخر ويتميز كل منهما عن الخر باستقلليته.
ورغم ذلك فإن النقاش في الفقه مازال قائما فيمققا يخققص اسققتقللية قواعققد القققانون الداري عققن
القانون الخاص ،فمنهم من يعتبر هذه السققتقللية مطلقققة ل يجققوز معهققا أي مقارنققة بيققن قواعققد
القانون الداري وقواعد القانون المدني ،ومنهم من يعتبر هذه السققتقللية فقققط نسققبية ،ذلققك لن
القانون العام والقانون الخقاص يلجقآن فققي عقدد كققبير مققن المواضقيع لنفقس المبقادئ أو الحلققول
القانونية.
في الحقيقة يميز التجاه الفقهي السققائد حاليققا علققى القققل بيققن ثلثققة حققالت فققي علقققة القققانون
الداري بالقانون المدني :
الحالة الولققى :القاعقدة القانونيقة المتعامقل بهقا فققي الققانون الداري ل وجققود لهقا فققي الققانون
المققدني ،نظققرا لن وجققود الدارة أو المرفققق العققام يرتبققط بمباشققرة نشققاط مطبققوع بالمصققلحة
العامة ،وبالتالي فإن القانون الذي يسري عليها يتميز هو الخر بعدة خصوصيات مققن أهمهققا أن
القانون الداري قد انفرد بمجموعة من القواعد والمبادئ التي تنبع من القققانون العققام وليققس لهققا
مقابل في القانون الخاص ،كنظرية القرار الداري المنفرد ،أو مبدأ الفصل بين السلطة القضائية
والسلطة الدارية...
الحالة الثانية :نفس القاعدة القانونية توجد بالقانون العام والخاص ،إل أن مدلولها يختلف حسققب
كل من القانونين ،بحيث إن هناك عدة قواعقد قانونيقة يتعامقل بهقا كقل مقن الققانونين ،إل أن كل
منهما يعطيها معنى مغايرا ،مثل ذلك :المسؤولية ،العقود ،الملكية...
11
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
الحالة الثالثة :نفس القاعدة توجد بالقانون العام وبالقانون الخاص ،وتحظى بنفس المدلول بعض
القواعد والمبادئ الساسية المطبقة في القانون المدني والتي تطبق بكاملها فققي القققانون الداري.
مثل ذلك ،القوة القاهرة ،وجوب تنفيذ اللتزامات التعاقدية ،الهلية في التقاضي...
ل تختلف مصادر القانون الداري عن مصادر فروع القانون الخرى ،ويتميققز فققي هققذا الصققدد
على القل بثلثة مصادر أساسية :التشريع ،العرف ،الحكام القضائية أو القضاء ثم الفقه.
1
أول:التشريع
يقصد بالتشريع وضع تقرير المبادئ والقواعد القانونية بواسطة السلطة المختصة عبر نصققوص
مقننة ،وقد يكون هذا التشريع دستوري أو يتعلق بالقوانين العادية ،وأخيرا قققد ينتمققي للنصققوص
التنظيمية التي تضعها السلطات الداريققة .ويخضققع التشققريع كمصققدر للقققانون لمبققدأ "التسلسققل
الهرمي" بحيث يخضع النص الدنى درجة للنص العلى درجة ول يخالف قواعده ،فالنصوص
التنظيمية التي هي من وضع السقلطات الداريقة تخضقع للقققوانين العاديقة القتي يضقعها الجهقاز
التشريعي التي تخضع بدورها للنص الدستوري الذي هو من وضع الجمعية التأسيسية.
فيما يخص الدستور ،يعتبر القانون الساسي للدولة ،وهو أسمى قانون تخضع له جميع السلطات
التنفيذية والتشريعية والقضائية ،ولذلك فقواعد القانون الداري يتعين أن تحققترم أحكققام الدسققتور
وتساير التوجيهات العامة التي يضعها .وهكذا فالدسققتور المغربققي يتضققمن الكققثير مققن المبققادئ
والفصول التي تهم الدارة والقانون الداري ،نذكر من أهمها :مثل بالرجوع إلى البققاب التاسققع
من دستور سنة 2011نجده قد خصص بابا مستقل للجماعات الترابية ،وفي هققذا الطققار ينققص
الفصل 135على أن "الجماعات الترابية للمملكة هي الجهات والعمالت والقققاليم والجماعققات.
الجماعات الترابية أشخاص معنوية ،خاضعة للقققانون العققام ،تسققير شققؤونها بكيفيققة ديمقراطيققة.
تنتخب مجالس الجهات والجماعات بالقتراع العام المباشققر .تحققدث كققل جماعققة ترابيققة أخققرى
بالقانون ."...وينص الفصل 138على أنققه "يقققوم رؤسققاء مجققالس الجهققات ،ورؤسققاء مجققالس
- 1ونعني هنا بالتشريع كل من الوثيقة الدستورية والقوانين التنظيمية المتعلقة بالتنظيم القليمي ،الجهوي ،الجماعي ،قانون الوظيفة العموميققة ،
الصفقات العمومية ،نزع الملكية...
12
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
الجماعات الترابية الخرى ،بتنفيذ مداولت هذه المجالس ومقرراتهققا" .وتعتققبر هققذه النصققوص
الدستورية أساسية في مجال الدارة الترابية حيث تصققنفها وتحققدد كيفيققة عملهققا واختصاصققاتها
وعلقتها بالسلطات المركزية.
كذلك بالرجوع إلى الفصلين 71و 72من نفس الدستور نجدهما يضققعان بكيفيققة دقيقققة كققل مققن
مجال القانون أي اختصاصات البرلمان والمجققال التنظيمققي أي اختصاصققات الجهققاز التنفيققذي،
وتتعلق هذه الختصاصات الخيرة أساسا بالنشاط الداري .فالفصققل 72ينققص علققى أن المققواد
التي ل يشملها القانون يختص بها المجققال التنظيمققي ،الشققيء الققذي يضققع أهققم مجققالت النشققاط
الداري ضمن اختصاص الجهاز التنفيذي ،كذلك بققالرجوع إلققى النققص الدسققتوري نجققده يضققع
عدة تدابير تهتم بالجققانب الداري التنفيققذي مثققال ذلققك الفصققل 90مققن البققاب الخققامس المتعلققق
بالسلطة التنفيذية الذي يقضي بأنه "يمارس رئيس الحكومة السلطة التنفيذية ،ويمكققن أن يفققوض
بعقض سقلطه للقوزراء" ،أو الفصقل 91القذي يعطقي لرئيققس الحكومقة صقلحية "التعييقن فقي
الوظائف المدنية فققي الدارات العموميققة ،وفققي الوظققائف السققامية فققي المؤسسققات والمقققاولت
العمومية".
أما الفصل 81فينص على أنه "يمكن للحكومة أن تصدر ،خلل الفترة الفاصققلة بيققن الققدورات،
وباتفاق مع اللجان التي يعنيها المر في كل المجلسقين ،مراسقيم ققوانين ،يجقب عرضقها بقصققد
المصادقة عليها من طققرف البرلمققان ،خلل دورتققه العاديققة المواليققة" .وباعتبققار الدارة امتققداد
للجهاز التنفيذي فقد نص الفصل 89على أن الحكومة "تمارس السققلطة التنفيذيققة .وتعمققل تحققت
سلطة رئيسها ،على تنفيذ البرنامج الحكومي وعلققى ضققمان تنفيققذ القققوانين .والدارة موضققوعة
تحت تصرفها ،كما تمارس الشراف والوصاية على المؤسسات والمقاولت العمومية".
بالرجوع أيضا إلى النص الدستوري نجده خصص الباب الثققاني للحريققات والحقققوق الساسققية،
وبذلك وضع العديد من المبادئ القانونية التي تلعب دورا أساسيا كمصدر للقققانون الداري مثققال
ذلك مبدأ المساواة أمام القانون وأمام المرافق العامة .كذلك كرس الدستور مجموعة من الحقققوق
والحريات كحرية التجقول ،حريقة السقتقرار ،حريقة تأسقيس الجمعيقات والنخقراط فيهقا ،ح ق
الضراب ،حق الملكية...
13
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
يتضمن التشريع كذلك كمصدر مقن مصقادر الققانون الداري فققي الدرجقة الثانيققة بعققد الدسقتور
القققوانين العاديققة les lois ordinairesأي الق وانين ال تي تص در ع ن الجه از التش ريعي
)البرلمان( ،وبالرجوع إلى نص الدستور نجده يحدد بصفة دقيقة فققي فصققله 71المجققالت الققتي
يختص بها التشريع العادي منها وضمنها عدة قوانين تنظم المجال الداري ،فققي مجققال الحقققوق
والحريات الساسية المنصوص عليها في التصدير ،كالنظققام الساسقي العقام للوظيفققة العموميقة
والضمانات الساسية الممنوحة للموظفين المدنيين والعسكريين ونظام مصالح قوات حفظ المن
ونظام الجماعات الترابية ،ومبادئ تحديد دوائرها الترابية والنظام النتخابي للجماعات الترابية،
ومبققادئ تقطيققع الققدوائر النتخابيققة والنظققام الضققريبي ،ووعققاء الضققرائب ،ومقققدارها وطققرق
تحصيلها والنظام القانوني لصدار العملة ونظام البنك المركزي نظام الجمارك والحقوق العينية
وأنظمققة الملكيققة العقاريققة العموميققة والخاصققة والجماعيققة والتعميققر وإعققداد الققتراب والقواعققد
المتعلقة بتدبير البيئة وحماية الموارد الطبيعية والتنمية المستدامة ونظام المياه والغابات والصققيد
وتحديقد التوجهقات والتنظيقم العقام لميقادين التعليققم والبحقث العلمقي والتكقوين المهنقي وإحقداث
المؤسسات العمومية وكل شخص اعتباري من أشققخاص القققانون العققام وتققأميم المنشققآت ونظققام
الخوصصة"...
وتجدر الشارة إلى أن المواد التي ل يشملها القانون تدخل في المجال التنظيمققي le domaine
réglementaireال ذي ينف رد ب ه الجه از التنفي ذي ،وخاص ة رئي س الحكوم ة ال ذي يم ارس
اختصاصاته عبر قرارات تنظيمية les actes réglementaireتصدر في\ شكل مراسيم les
.décretsويجب أن تع د ه ذه المراس يم حس ب مس طرة دس تورية خاص ة ،وأن تحم ل التوقي ع
بالعطف من لدن الوزراء المكلفين بتنفيذها ،ويلزم اتخاذ نفس الجراءات المسطرية ليس فحسب
عند اتخاذها ،بل وكققذلك عنققد إلغائهققا وتعققديلها ،وتعققبر هققذه القققرارات تنظيميققة لنهققا عققادة مققا
تتضمن قواعد ملزمة ،وهذه الصفات تجعلها شبيهة بالقوانين العادية رغم صدورها عققن الجهققاز
التنفيذي .
إل أنه يجب التمييققز داخقل المجققال التنظيمققي بيققن نققوعين مققن القققرارات التنظيميققة ،مققن جهقة
القرارات التنظيمية التنفيذية للقوانين ،ومن جهة ثانية القرارات التنظيمية المسققتقلة .فيمققا يخققص
14
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
الولى ،فهي قرارات تنظيمية يتخذها الجهاز التنفيققذي ،وذلققك لتنفيققذ القققوانين الققتي تصققدر عققن
البرلمان ،وهذه القوانين تكون عامة مصاغة بصفة عامة وشمولية وتتولى اتخققاذ تققدابير قانونيققة
تنفيذية لهذه القوانين عبر المراسيم التنفيذية ،وبققذلك فهققي تكمققل القققوانين العاديققة ،فل ينبغققي أن
تكون مخالفة للقوانين وإل تعرضققت لللغققاء لنهققا مققن وضققع الجهققاز التنفيققذي ،فهققي ل تعتققبر
قوانين وإنما قرارات إدارية ).(actes Administratifs
وفيما يخص الثانية ،فهي تشمل كل المجال التنظيمققي للحكومقة القذي يمارسققه رئيققس الحكومققة،
ويبقى بإمكانه تفويضها لباقي الوزراء .ويمكن أن تكون هذه القرارات التنظيمية المسققتقلة عامققة
ومجققردة تهققم عققدد كققبير مققن المققواطنين ،أو أن تكققون فرديققة تهققم شققخص أو عققدة أشققخاص
معروفين.
من الناحية القضائية تدخل القرارات التنظيمية ضققمن اختصاصققات المجلققس العلققى كمقا تحقدد
ذلك الفقرة الولى من الفصل 9من القانون المحدث للمحاكم الدارية الذي ينص على أنه "يظققل
المجلس العلى مختصا للبث ابتدائيا وانتهائنا في طلبات اللغاء بسققبب تجققاوز السققلطة المتعلقققة
بالمقررات التنظيمية والفردية الصادرة عن الوزير الول ")رئيس الحكومة(
ونلحظ هنا أن اختصاص المجلس العلى )محكمة النقض( يختص فقط في طلبات اللغاء ،أمققا
إذا كققان الطلققب يتعلققق بققالتعويض عققن ضققرر معيققن تسققببت فيققه القققرارات التنظيميققة لرئيققس
الحكومة ،فإن الختصققاص ينعقققد حينئققذ للمحققاكم الداريققة فققي المرحلققة البتدائيققة ،ول يتققدخل
المجلس العلى )محكمة النقض( إل في مرحلة النقض.
في كل الحوال تبقى القرارات التنظيمية مصدرا مهمققا للقققانون الداري يضققم مجققالت متعققددة
تفوق بكثير المجالت التي تنظمها القوانين العادية.
لقد سبقت الشارة إلى أن القانون الداري هو قانون قضائي بمعنى أن القاضققي يلعققب فيققه دورا
مهما من حيث تأويله للقاعدة القانونية ،وعند عدم وجود القاعدة القانونية فإن القاضققي يخلقهققا أو
15
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
ينشئها ،وهذه المسألة ليست فقط خاصية من خصائص القانون الداري بل هي كذلك مصدر من
مصادره الساسية ،والحقيقة هي أن القاضي الداري يقوم بدور قد يفوق دور المشرع في وضع
القاعدة القانونية الدارية ،وقد ثار نقاش حاد في الفقه الداري فيما يخص حدود سققلطة القاضققي
في خلق القاعدة القانونية ،وقد انقسم الفقه إلى فريقين :
فريق أول :حاول تفسير ظاهرة الجتهاد القضائي كمصققدر للقققانون ،واعتبرهققا مسققألة عاديققة،
وفي نفس الوقت ضرورية لعققدم وجققود تقنيققن فققي المجققال الداري وللتطققورات السققريعة الققتي
تعرفها الدارة بصفة عامة.
إل أن فريقا آخر قد عارض الجتهاد القضائي كمصدر للقانون الداري ،وذلقك بنقاءا علقى عقدة
انتقادات من أهمها :
أنه في الصل وحسب مبدأ الفصل بين السلط فإن القاضي ل يملك سلطة خلق القواعققد القانونيققة
بل يطبق القواعد القانونية الققتي هققي مققن وضققع المشققرع ،وإذا مققا سققمحنا للقاضققي حسققب هققذا
التجاه الفكري أن يضع عبر أحكامه قواعد لم يعلن عليها المشرع فإننا حينئذ نكون أمقام قاضققي
يقوم بالوظيفة التشريعية أي وظيفة تخرج مبدئيا عن اختصاصاته.
والحقيقة أن القاضي الداري يقوم بالوظيفتين معا ،فمرة يقوم بخلق مبادئ قانونية ،ومرة أخققرى
يكتفي بتناول نصوص وتفسيرها واستخلص مبادئها.
يلعب العرف دورا مهما في تكوين بعض القواعد الدستورية والمدنية كما له دور في خلق بعض
القواعد الدارية ،وكما عرفه البعض فهو "إتباع السلطة الدارية المختصققة لسققلوب معيققن فققي
تسيير وتنظيم المرافق العامة واسققتمرارها علققى إتبققاع هققذا السققلوب مققدة مققن الزمققن" .ويقققوم
العرف الداري بتوفر ركنين :الركن المادي والركن المعنوي.
فالول أي الركن المادي فيقصد به اتباع الدارة بقاعدة معينة بفترة زمنية على أسققاس أن يكققون
تصرفها عاما ومنتظما وأل يكون مخالفا للقانون.
16
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
أما الركن المعنوي فيقصد به أن يستقر في الذهان العتققاد بضقرورة احققترام وتطققبيق القاعققدة
العرفية وتوقيع جزاء على من يخالفها ،أو العتقاد بأن تصرف الدارة في مجال معين قد أصبح
ملزما .وتعديل القاعدة يتم عادة بإتباع نفس السلوب الذي نشأت به ،ومن تم فإن تكققوين العققرف
الجديد يحتاج إلى تكرار وتواتر الموقف الجديد.
رابعا :الفقه.
ل أحد يمكن أن يتجاهل دور الفقه كمصدر من مصقادر الققانون الداري فهقو بقدوره لقه مكقانته
وأهميته كمرشد للمشرع والقضاء معا في وضع القاعدة القانونية.
يتفق الجميع على أن القانون الداري يتميز على القل بثلثة خصائص أساسية :
إن القانون الداري بمعناه المعاصر لم يظهر إل بعققد أن أوجققد المشققرع جهققة قضققائية مختصققة
بالبت في النزاعات الدارية ،وإذا ما اعتمدنا هذه المسألة في تحديد نشقأة القققانون الداري يجقب
القول على أنه "حديث النشأة" ،حيث أنه لم يظهر إل في النصف الثاني من القرن التاسع عشققر،
وذلك بفرنسا . 1هذا البلد ولسباب سياسية ل مجال للدخول فققي سققردها كقان هققو السققباق لوضققع
أجهزة قضائية خاصة لمراقبة شرعية أعمال الدارة ،سميت فيما بعد بالمحاكم الدارية .كمققا أن
النظرية الفرنسية للقانون العام كانت كذلك سققباقة لوضققع المبققادئ الساسققية الققتي يرتكققز عليهققا
القانون الداري ،من أهمها مبدأ الفصل بين السلطة القضائية والسلطة الداريقة ،ومبقدأ القاضقي
الداري ،ومبدأ الدعوى في الميدان الداري...
- 1مند عهد الثورة الفرنسية لسنة ، 1789الفترة التي تعد النطلقة الولققى لظهققور القققانون الداري ،والققذي تعققزز مققع تأسققيس مجلققس الدولققة
الفرنسي في عهد نابليون بونابارت ومعه تأسست محاكم مستقلة إختصت في المنازعات الدارية.
17
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
أما في المغرب فإن القانون الداري أحدث بناءا على التجربة الفرنسية ،حيث أنه ظهر مع هققذه
الخيرة إبان فترة الحماية .فقد ظهرت أهم القوانين المغربية المتعلقة بالقققانون الداري فققي سققنة
1913وكانت تتشابه إلى حد بعيد مع القواعد المماثلة المتعامل بها في الدارة الفرنسية.
لقد ظهر سنة 1913أول قانون يتعلق بالتنظيم القضائي ،ولقد أنشأ هذا القانون نوعققا واحققدا مققن
المحقاكم ،سقميت بالمحقاكم العاديقة ،إل أنقه وضقع ضقمن اختصاصقاتها المقادة المدنيقة والمقادة
الدارية .كما أنشأ هذا القانون "مبدأ الفصل بيققن السققلطة القضققائية والسققلطة الداريققة" ،والققذي
يمنع على القاضي عرقلة أعمال الدارة ،كما ظهر كذلك عبر الفصل 79من قققانون اللتزامققات
والعقود مبدأ مسؤولية الدولة والبلديات ،أو ما يسمى "بالمسئولة الدارية".
كما ظهر من خلل ظهير " 1914نظققام نققزع الملكيققة" ،وعققبر ظهيققر آخققر لنفققس السققنة ظهققر
"نظام الملك العامة"...
وبذلك فإن القانون الداري المغربي قانون حديث النشأة وضعت أهم مبادئه سنة 1913وعققرف
عدة تطورات منذ ذلك الحين.
يقصد بالتقنين إصدار قانون واحد يضم القواعد الكاملة والتفصققيلية الققتي تحكققم نوعققا معينققا مققن
النشققطة القانونيققة .ومعظققم فققروع الققانون توجقد الن فقي مققدونات ،فهنقاك ققانون اللتزامققات
والعقود ،القانون التجاري ،القانون الجنائي ،مدونة السرة ...
أما القانون الداري فلم يتم تقنينه إلى الن ،بحيث ل وجود هنققاك لشققيء يسققمى بمدونققة القققانون
الداري.
ويرى الفقهاء أن تقنين القانون الداري في وثيقة واحدة أمر مسققتحيل ،ويرجققع السققبب فققي ذلققك
إلى أن الدارة منذ ظهورها قد عرفت تطورا كبيرا تبعا لتطور الوضاع القتصادية والسياسية.
إل أن عدم تقنين القانون الداري ل يعني غياب كامل للتشريع في الميدان الداري ،فهنققاك عققدة
قوانين دونت نوعا معينا من النشطة الدارية نذكر منها :قانون نزع الملكيققة ،قققانون الوظيفققة
18
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
العمومية ،قانون تنظيم العمالت والقاليم ،الميثاق الجماعي ،قققانون المجلققس العلققى ،القققانون
المتعلق بالمحاكم الدارية ،قانون محاكم الستئناف الدارية....
إل أنه رغم وجود هذه التشريعات فمن خصائص القانون الداري الساسية أنه يبقى قانونا غيققر
مقنن ،وذلك لن أهقم المبقادئ القانونيقة والنظريقات القانونيقة القتي يتعامقل بهقا هقي مقن وضقع
القاضي ،وليس من وضع المشقرع ،عكقس مقا يقققع فقي إطققار الققانون الخقاص .ومقن أهقم هقذه
النظريققات والمبققادئ ،نظريققة القققرار الداري المنفققرد ،مبققدأ الفصققل بيققن السققلطة القضققائية
والدارية ،نظرية دعوى اللغاء أو اللغاء بسبب الشطط في استعمال السلطة ،نظريققة العتققداء
المادي ،نظرية الظروف الستثنائية...
يتميز القانون الداري بكونه قانون قضائي ،ويقصد بذلك ما لدور القضاء الداري من أهمية في
مجال إنشائه ،بحيث يرجع في معظم نظرياته ومبادئه العامة والرئيسية إلققى اجتهققادات القاضققي
الداري أو قاضققي الدارة .ويلعققب القاضققي الداري دورا أساسققيا فققي المنازعققات الداريققة،
ويفسر ذلك بعدة أسباب من أهمها :
-عدم تقنين كل النشطة الدارية من جققانب والتطققور السققريع الققذي تعرفققه اللققة الداريققة مققن
جانب آخر.
-عدم تشريع النشاط الداري من مختلف جوانبه ،فقد ترك للقاضي مجققال أوسققع ،ليققس فحسققب
لتأويل القاعدة القانونية ،بل وكذلك بابتكار وصنع القاعدة القانونية .وحتى عند وجود النصققوص
القانونية في المجال الداري فإنها عادة ما تكون عامة ومجردة ل تتعرض للجزئيات والتفاصيل
التي تدخل في اختصاص القاضي الداري.
يفسر ذلك كون القانون الداري قانون قضائي بظققاهرة التطققور الققتي تعرفهققا الدارة والنشققطة
الدارية ،فالمؤسسة الدارية تعرف منذ بداية القرن "التاسع عشر" تطورات سققواء فققي هيكلتهققا
19
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
وقواعد تسييرها ،أو في علقتها مع الفراد .وهذه التطورات جعلققت مققن القققانون المطبققق علققى
الدارة يعرف هو الخر عدة تطورات ،وذلك عن طريق الجتهاد القضائي.
فيما يخص القانون الداري المغربي يجب التمييز على القل بين ثلثة مراحل :
فيما يخص المرحلة الولى ابتدأت من سنة 1913إلى غاية : 1957كانت الحلول التي يعطيهققا
القاضي للمنازعات الدارية تجد مصدرها الساسي في القانون الداري الفرنسقي ول سقيما فقي
اجتهادات مجلس الدولة الفرنسي ،لم يتميز قاضي الدارة المغربيققة أثنققاء هققذه الحقبققة التاريخيققة
بأي ابتكار يذكر.
مع إنشاء المجلس العلقى سقنة 1957عقرف الققانون الداري المغربقي بعقض التطقورات فقي
قضاء الغرفة الدارية ،ولو أن قضققاء هقذه الغرفققة الداريققة بقققى فققي مجملققه قريققب مقن قضقاء
المحاكم الدارية الفرنسية ،إل أن هذه التبعية للقانون الداري الفرنسققي أصققبحت تعققرف بعققض
التغيرات منذ سنة 1993م.
مع إنشاء المحاكم الدارية سنة 1993لوحظ أن هذه المحاكم الجديدة قد تمكنت من تثبيت بعققض
الحلول في القضايا الدارية ،تتميز بالجرأة والبداع كمسألة الستعجال الداري ،مسألة العتداء
المادي ،إلغاء المقررات المادية .إل أن القانون الداري المغربققي فققي مجملققه يتشقابه فقي جقانب
كبير منه مع القانون الداري الفرنسي.
20
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-7معيار القانون الداري:يقصد بمعيار القانون الداري الحالت التي يتعين فيها على علقة
قانونية ما ’الخضوع لقواعد القانون الداري بدل قواعد القانون ا لخاص ’علما أن النشاط
الداري للدارة ل يخضع بكامله لقواعد القانون الداري بحيث نجد حالت تخضع فيها الدارة
إلى قواعد القانون الخاص
فإذا كان من بين خصائص القانون الداري انه قانون قضائي فان على القاضي الداري التمييز
من حيث المعيار بين القضايا التي تدخل تحت طائلة قواعد القانون الداري وتلك التي تخضع
لقواعد القانون العادي وقد عرف القضاء والفقه )خاصة الفرنسي (في بحثهما عن معيار
القانون الداري التمييز لجل ذلك بين مدرستين :
-مدرسة قانون السلطة العامة التي ظهرت في القرن التاسع عشر ومفادها التمييز بين نشاط
السلطة العامة والنشاط الداري المالي ’فالنشاط الول هو جل العمال الصادرة عن الدارة في
شكل قرارات إدارية بشكل منفرد بحيث تعمل الدارة على إخضاع العموم لرادتها المنفردة في
تنظيم نشاطاتهم وبالتالي فان هذا النشاط يخضع لقواعد القانون الداري وهو بذلك يعد من
اختصاص المحاكم الدارية
أما النشاط الثاني أي النشاط الداري المالي فهو تقوم به الدارة كشخص معنوي كما يمكن أن
يقوم به جميع الشخاص الذاتيين في إدارة أموالهم وممتلكاتهم بحيث إن الدارة في هذا الباب
تتعامل كما يتعامل الشخاص الطبيعيين مثله تأجير الدارة لبعض ممتلكاتها الخاصة وهذه
المعاملة تدخل تحت طائلة القانون العادي والمحاكم المختصة هيا المحاكم العادية ومن أهم
مناصري هذه النظرية في القرن التاسع عشر نجد كل من:
إل أن هذا المعيار تم التخلي عنه نطرأ لكون الدارة في حاجة للتدخل أكثر لحماية المصلحة
العامة خاصة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مما جعل الخذ بفكرة المرفق العام
وسيلة لذلك
21
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-مدرسة المرفق العام:المرفق العام هو كل نشاط تتوله هيئة عامة أو عمومية بغرض إرضاء
حاجة ذات مصلحة عامة عل مستوى الصحة التعليم النقل العمومي...
وهذا يفسر مدى الدور الذي أصبحت الدولة تلعبه في حياة المواطن بحيث أنها انتقلت من فكرة
الدولة الحارسة تهتم فقط بالدفاع والمن والقضاء بداية القرن التاسع عشر إلى فكرة الدولة
المتدخلة في أوخر هذا القرن بحيث تعددت تدخلتها في العديد من الميادين على أساس كونها
في حاجة للتمتع بامتياز السلطة العامة من هنا انتصرت فكرة المرفق العام وقد تم تتويج هذا
النتصار لهذه الفكرة بحكم لمجلس الدولة ومحكمة التنازع الفرنسيين سنة 1873عبر الحكم
الشهير "حكم بلنكو"
وبهذا سميت مدرستهم بمدرسة المرفق العام وحسبهم تعتبر نظرية المرفق العام أساس
كل قواعد القانون الداري الذي حسب تعبير bonnardهو قانون المرافق العامة إل أن
موجة العولمة التي عرفها العالم وتغير في الوضع المالي للدول جعل من جل الدول تنويع
نشاطاتها القتصادية والمالية الشيء الذي جعل من الدولة مقاولة هي الخرى دخلت في
إطار شراكة بينها وبين القطاع الخاص من اجل تدبير بعض من مرافقها العامة عبر
طرق ووسائل جديدة كالصيغة التشاركية أو عقود التدبير المفوض خاصة من بعض
هيئات الدولة على المستوى المحلي
فبالرغم من أزمة المرفق العام يعتبر معيار المرافق العامة معيارا لوضع الحلول سواء
فيما يتعلق بتكييف العمل الداري والعقود الدارية والموال والملك العامة
يعققرف القققانون الشققخص بققأنه كققل كققائن قققادر علققى اكتسققاب الحقققوق واللققتزام بالواجبققات،
والشخاص نوعين :
22
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-شخص إعتبققاري أو معنققوي ،أي الشققخص العققام أو الخققاص والمعققترف لققه قانونققا بشخصققية
معنوية 1وهو مسؤول عن اللتزامات التي يقييمها وله حقوق يكتسبها.
فالشخاص المعنوية الخاصة صنفان ،الول شخص معنوي خاص ربحققي وهققو بهققذه الصققفة
يخضع إلى قواعد القانون الخاص من قبيل الشققركات والمقققاولت التجاريققة والشققركات المدنيققة
التي تهدف تحقيق ربح مادي ’ ثم أشققخاص معنويققة خاصققة غيققر ربحيققة ل تققدر ربحققا ماديققا ’
مثال الجمعيات ذات المنفعة العامة والجمعيات ذات البعد السياسي إضافة إلى النقابقات المهنيقة
و الهيئققات الخاصققة ’كهيئققة الصققيادلة و المحققامين و الطبققاء و المحاسققبين العمققوميين ...أمققا
الشخص المعنوي العام فهو كل شخص خاضع لمبادئ وقواعد القانون العام ’ و في هذا نميز ما
بين الشخاص العتبارية العامة الترابية أو القليمية ’و يدخل فيها الدولة والجماعققات الترابيققة
حسب التحديد الدستوري الذي حددها في الجهات و العمققالت والقققاليم و الجماعققات الترابيققة و
كل جماعة او هيئة ترابية أنشأها القانون ’ ثم الشخاص العتبارية العامة المرفقية او المصلحية
’التي يدخل في إطارها المرافق العامة و كذا المؤسسات العمومية و طنية أو محلية .فالشخص
المعنوي الخاص يكون هدفه تحقيق المصلحة الخاصة من خلل تحقيق الربح في الققوقت الققذي
يهدف فيه الشخص المعنوي العام إلى تحقيق المصلحة العامة و هو بققذلك يخضققع إلققى الرقابققة
الدارية الناتجة عن مبدأ الستقللية التي يتمتع بها هذا الشخص المعنوي العام .
(1أشأييخاص معنوييية عاميية إقإليمييية أو ترابييية :وتشققمل الدولققة والجماعققات الترابيققة ،وهققي
وحدات ترابية أو جغرافية تتمتع بالشخصية المعنوية ’أي الستقلل المالي و الداري.
- 1بحيث أن عجز الفرد النسان عن النهوض بكافة متطلبات الحياة نظرا لنتهاء شخصيته بالوفاة ،لضرورة إستمرار مرافق المجتمع ،كان ل بد من
منح الهلية القانونية إلى مجموعات أشخاص أو أموال ككائنات قانونية
- 2محمد خير مرغيني :الوجيز في القانون الداري المغربي ،مطبعة دار المغرب 1978ص.55 :
23
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
أ – الدولة :شخص معنوي عام يوجد على رأس هذه الشخاص القليميققة أو الترابيققة ،و تعتققبر
الدولة الشخص المنشيء لبقية الشخاص العتباريققة العامققة ’ وهققي تباشققر إختصاصققاتها علققى
جميع التراب الوطني وتعتبر بذلك الساس لبقيققة الشقخاص المعنويققة العامققة الخققرى ،بحيققث
أنها هي التي تمنح الشخصية المعنوية وهي التي تقيم هذه الشخاص المعنوية و الدولة تابثة لهققا
الشخصية المعنوية رغم إنكار بعض الفقه لهذه الشخصية و الذي يمكن إراجققع هققذا الثبققوت إلققى
العتبارات التالية و هي:
-وجود ذمة مالية للدولة متميزة عن شخصية حكام هذه الدولة .بمعنى فصل الذمة المالية للدولة
عن الذمم المالية للحكام.
-إستمرار شخصية الدولة بمعزل عن الحكام ونظام الحكم فيها.فالدولة ل تنقضي بموت الحكام.
-هي كذلك ركن من أركان القانون الدولي العام كدولة قائمة بققذاتها.لهققا حقققوق و التزامققات مققع
دول أخرى عبر التفاقيات و المعاهدات الدولية .
الدستور كذلك في صيغته الحالية يتضمن الشارة إلققى الشخصققية المعنويققة مققن خلل تصققديره
وهي ضمنية مثل :كون المملكة دولة إسلمية ذات سيادة ،ومققن نتائقج هقذه السققيادة السققتقللية
في اتخاذ القرار السياسي ،وهو مظهققر مققن مظققاهر الشخصققية المعنويققة ،كققذلك مققا نققص عليققه
الدستور من كون الدولة تتعهد باللتزام بما تقتضيه المواثيق والمعاهدات الدولية.
ب – الجماعات الترابية :نص الفصل 135من الباب التاسع من دستور المملكقة لسقنة 2011
في فقرته الثانية على أن" :الجماعات الترابية أشخاص اعتبارية ،خاضققعة للقققانون العققام ،تسققير
شؤونها بكيفية ديمقراطية".
24
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
وتختلققف هققذه الجماعقات عققن الوحققدات الترابيقة الخقرى ك:العمقالت )ليققس كمجقالس و لكققن
كإدارات( ’ 1القيادات ،الدوائر ،المقاطعات الحضرية لنها تعتبر مجرد مصالح إدارية خارجيققة
للدارة المركزية .ل تتمتع بالشخصية العتبارية .
الجماعات الترابية ’جهات ’عمالت أو أقققاليم و الجماعققات الترابيققة الحضققرية والقرويققة تسققير
شؤونها عبر مجالس منتخبققة إنتخابققا عامققا ومباشققرا ’ وهققي حسققب القققوانين التنظيميققة تمققارس
إختصاصات ذاتية و مشتركة و منقولة .2
وتسمى كذلك بالمؤسسات العمومية و المرافق العامة ،وهققي مرافققق و مؤسسققات تقققوم بققإدارة
النشاط المسقند إليهقا قانونقا تحقت وصقاية الدولقة أو الشقخاص الترابيقة الخقرى القتي أنشقأتها
معترفة لها بالستقلل المالي والداري .والمؤسسات العمومية نوعان :
-مؤسسات عمومية وطنية محدثة من طرف السلطة التشققريعية طبقققا للفصققل 71مققن الدسققتور
الحالي .و هي كل مؤسسة يدخل إنشاؤها في مجال القانون و فق النص الدستوري.
-مؤسسات محلية تنشؤها المجالس المحليققة المعنيققة .و الققتي تققدخل فققي المجققال التنظيمققي إمققا
للحكومة أو للمجالس المنتخبة.
وحتى يقوم الشخص المعنوي بأهدافه ل بد من توفر إرادة موحدة معبر عنها مققن خلل الهياكققل
المسيرة ،أو الجهزة المسيرة )مكتب يتألف من رئيس ونوابه أو مدير .(...
- 1في هذها النقطة يجب التمييز ما بين العمالة كمجلس منتخب يتولى تسيير العمالة وفق اختصاصات و صلحيات للمجلس و لرئيس
المجلس و فق مضامين القانون التنظيمي المتعلق بالعمالت و القاليم رقم ’ 112-14و بين العمالة كإدارة لممركزة تخضع لتنظيم و
هيكلة خاصة على غرار ما هو معمول به على مستوى و زارة الداخلية .
- 2أنظر في ذلك ما تم التنصيص عليه في القوانين التنظيمية المتعلقة بتنظيم الجهات و العمالت والقاليم و الجماعات الترابية رقم
111-14و 112-14ثم القانون رقم 113-14ل 7يوليوز . 2015
25
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
ولقيام الشخصية المعنوية ل بد كذلك من وجود اعتراف بذلك من طرف المشرع سواء كان هذا
الشخص المعنوي عام أو خاص.
يترتب عن العتراف بالشخصية المعنوية إمكانية ممارسة الشخص المعنوي لبعض التصققرفات
القانونية مثلها في ذلك مثل الشخص الطبيعي ولنجاز ذلك ل بد من وجود:
-ذميية مالييية مستقلة عققن الذمققة الماليققة للشققخاص الطققبيعيين المكققونين لققه ،فهققو بققذلك ينتققج
التزامات ويتمتع بحقوق.
أ -الهلية القانونية :بمعنى أنه له الحققق فققي إبققرام العقققود مثلققه مثققل الشققخص الطققبيعي مثل :
الدولة تبرم المعاهدات مع غيرها من الدول .والجماعات المحلية تتعامل مع الدولة أو الشخاص
المعنوية الخاصة كشخص كامل الهلية القانونية.
ب -حق التقاضي :فالعتراف بالشخصية المعنويققة يققترتب عنققه حققق رفققع الققدعاوى القضققائية
للدفاع عن مصالح الشققخص المعنققوي أمققام القضققاء ،كمققا يققترتب كققذلك عققن وجققود الشخصققية
المعنوية إمكانية مقاضات الشخص المعنوي من قبل الغير.
ج -الموطن :بمعنى إستقللية الشخص المعنوي من حيث المقر تسهيل لعملية التواصل معققه أو
تبليغه مراسلت معينة .
د -وجود نائب يعبر عنه :بمعنى وجود شخص طبيعي ينوب عن الشخص المعنوي في التعققبير
عن إرادته والتصرف باسمه وتمثيله أمققام القضققاء )كالمققدراء أو رؤسققاء المجققالس كمتصققرفين
باسم هذا الشخص او محامي الشخص المعنوي.
-إداريققققققة بالنسققققققبة
للضرار الناتجة عن العمال التي ينجزها الشخص المعنوي العام
26
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-تمتع الشخص العتباري العام بامتيازات السلطة العاميية ،تحقيقققا للمصققلحة العامققة ،فجميققع
تصرفاته تتمتع بالمتياز العام المتجسدة في أعمال إدارية أو عقققود إداريققة ،كنشققاط إداري .كمققا
أنه يستفيذ من وسققائل القققانون العققام :كعققدم الحجزعلققى المققال العققام ،والتنفيققذ الجققبري ،ونققزع
الملكية للمصلحة العامة’ الحتلل المؤقت لملك الغير لجل المنفعة العامة .ذون أن يتطلب ذلك
اللجوء الى طلب تدخل القضاءمن أجل ذلك .
ك -خأضييوع الشييخص العتبيياري للرقإابيية الدارييية و هييذا مققا يميققزه عققن الشققخص المعنققوي
الخاص ،بحيث يتم إخضاع الشققخص العتبققاري العققام للرقابققة الداريققة مققن طققرف السققلطات
المختصة1.بغية تحقيق المصلحة العامة .و هي رقابة ل تصل حد السلطة الرئاسية .
-خضوع علقة الموظف او المستخدم الى الطابع التنظيمي:بمعنى ان علقققة الشقخص المعنققوي
بموظفيه او مستخدميه تخضع بالساس الى قققوانين او مراسققيم تنظيميققة ’ مققع عققدم نفققي وجققود
قوانين خاصة ببعض فئات العاملة لدى بعض الشخاص المعنوية العامة .
الشخص المعنققوي كالشققخص الطققبيعي هققو الخققر ينتهققي مهمققا طققال أمققده فققإذا كققان الشققخص
الطققبيعي ينتهققي مققن حيققث التصققرفات القانونيققة بمجققرد الوفققاة فققان الشققخص المعنققوي تنتهققي
تصرفاته القانونية إما بانقضاء الجال المحدد لنشققاطه وإمققا بتحقيققق الغققرض الققذي انشققيء مققن
- 1عبد الحق عقلة :القانون الداري ،المبادئ الساسية لدراسة القانون والعلم الداريين ،دار القلم ،2002 ،ص .145
27
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
اجله كما ينتهي الشخص المعنوي بالحل سواء حل إتفاقي أو حل إداري وبتصققفية ذمتققه الماليققة
قضائيا إذا ما خالف نشاطه القانون والنظام العام وبذلك يصبح غير مؤهل لللتزام .
في حالة انتهاء الشخص المعنوي تنتقل أمواله الى الجهة التي حددها الققانون أو الققرار الصقادر
بإلغائه أو حله ’و إل فإن هذه الموال تنتقل الى الجهة التي يتبعها هذا الشخص العتباري .
الفصل الول :مبدأ المركزية الدارية والتنظيم الداري المركزي بالمغرب :
يرتكز التنظيققم الداري فققي مجموعققة مققن الققدول علققى المركزيققة الداريققة بغيققة توحيققد الدارة
وجعلها تنبثق من مصدر واحد ،غالبا ما يكون مقره عاصمة الدولة نظرا لكون العمل الحكومي
ل يقتصر على جزء معين من الدولة وإنما يشقمل الدول ة كله ا 1بحي ث أن ال وزراء إنطلققا م ن
العاصمة يشرفون على جميع أمور الدولة بالمجمل حسب المجالت القطاعية .
وعلى هذا الساس فإن تسققيير أمققور الدولققة يحتققاج أجهققزة عليققا مقققررة للفعققل العققام )Action
(publicمن خلل قرارات سياسية وإدارية وتنظيمية.
إذن ما المعنى من المركزية الدارية ؟ ما هي أشكالها وأنماطها ؟ وما هي أيضا الجهزة العليققا
المؤثرة في الفعل القراري الداري على المستوى المركزي ؟
- 1عطار فؤاد :تنظيم الدارة العامة ،ط ، 2القاهرة ،1957ص .69 :
28
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
المعنى من المركزية الدارية ،هو تركيز السلطات الدارية وتوحيققد جميققع الوظققائف الداريققة
بيد ممثلي الحكومة المركزية وهم الوزراء.
فالمركزية تقوم على توحيد الدارة وجعلها تنبثق من مصدر واحد .غير أن هذا ل يعني إحتكققار
النشاط الداري بمجمله من طرف الوزراء ،بل تصريف الفعل الداري يقتضي مشاركة أعققوان
الدولة سواء في العاصمة أو في بقية أقاليم الدولة في عمليققة إدارة الشققأن العققام .ومققن خلل هققذا
التعريف يتضح أن المركزية تستند في ذلك علققى صققورتين أساسققيتين وهمققا :الققتركيز الداري
وعدم التركيز الداري.
وهو الشكل الذي تكون فيقه كققل الصققلحيات بيقد الجهقاز الداري المركققزي ’بمعنققى المركزيققة
الدارية المطلقة ’ دون إعطاء أي قدر من السلط لباقي موظفي الدولة سواء كانوا فققي العاصققمة
أو في بقية القاليم ،وهذه الصورة من صور المركزية الدارية تمنح للوزراء سلطة التقرير في
كل شيء ،ولعل هذه الصورة من المركزية الدارية لم تعد شائعة في الوقت الحقالي نظققرا لتعقققد
المصالح الدارية وكثرتها مما تم معه التخفيف من أعباء الوزراء.
من خلل إعتماد صورة ثانية مققن صققور المركزيققة الداريققة أكققثر مرونققة وهققي عققدم الققتركيز
الداري.
فالتركيز الداري يجعل موظفي الدولة ينتظمققون فققي تققدرج هرمققي يطلققق عليققه السققلم الداري
والذي نجد على قمته وزير ،وهذا السلم يقتضي خضوع الموظف القل درجة للعلى منه حققتى
ننتهي إلى الوزير الذي يخضقع لقه الجميقع فقي القوزارة الواحقدة ،وهقذا هقو المقصقود بالسقلطة
الرئاسية ).(le pouvoir Hierarchique
29
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
وهذه السلطة الرئاسية تعني سلطة شققبه مطلقققة ممارسققة علققى المققرؤوس وعلققى أعمققاله ،وهققذه
السققلطة كققذلك هققي مققا يصققطلح عليهققا بالسققلطة علققى الشققخاص والسققلطة علققى العمققال، 1
فبواسققطتها يمققارس الرئيققس السققلطة علققى مرؤوسققيه كأشققخاص بحيققث أن الرئيققس قققد يكلققف
مرؤوسه بعمل معين أو يعفيه منه وقد ينقله إلى عمققل آخققر ،وقققد يمنحققه عطلققة أو يرقيققه ،وقققد
يوقع عليه جزاءات .أما من خلل السلطة على العمال فالرئيس يزاول الرقابة على أعمققال مققن
هم تحت إمرته وهذه الرقابة تنقسم إلى قسمين فنجد :
هذه الصورة من صور المركزية الدارية ،تعني منح التفويض 3لبعققض المققوظفين سققواء علققى
المسققتوى المركققزي أو اللمركققزي فققي بعققض السققلط مققن أجققل أخققذ بعققض القققرارات القليلققة
الهمية ،وذلك بالبث فيها بصفة نهائية دون أن يقتضي المر الرجققوع إلققى السققلطة المركزيققة،
وهذه الوسيلة تدخل في إطار تخفيف العبء عن المركز فققي اتخققاذ القققرار وسققرعة البققث وحققل
- 1مصطفى خطابي :القانون الداري والعلوم الدارية ،ط ، 2النجاح الجديدة .1995ص .52 :
- 2عبد ال شنفار :عقلية الدارة المغربية ومتطلبات التنمية )دراسة سوسيو قانونية وتحليلية( ،رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليمما فممي القممانون
العام ،مراكش ،1998ص102 :
- 3يقصد بالتفويض أن يعهد صاحب الختصاص بممارسة جانب من اختصاصه في مسألة ما إلى فرد آخر أو سلطة أخرى طبقا لما تقتضمميه
الوضاع القانونية .ومن شروط التفويض أنه يكون بنص بمعنممى أن يكممون هنماك نممص قمانوني يجيمز ممارسمة الختصمماص المفموض بمقتضممى
المبادئ الدستورية أو القوانين العادية أو اللوائح التنظيمية .ومثال ذلك ما جاء في الفصل 90من الدستور المغربي لسنة 2011والذي يقضممي :
"يمارس رئيس الحكومة السلطة التنظيمية ويمكن أن يفوض بعض سلطه إلى الوزراء" .والتفويض نوعان:
-تفويض السلطة أو الختصاص :وهو نقل السلطة أو الختصاص من المفوض إلى المفوض إليه فيوقع على هذا التصممرف باسمممه ولحسممابه.و
بذلك يكون المفوض اليه متحمل للمسؤولية في كل قرار إتخذها ’ و من طبيعة الحال يكون المفوض اليه تحممت مراقبمة و مسممؤولية المفموض ’ممما
يقتضي التنسيق و مشاورة المفوض اليه المفوض قبل أخذ أي قرار .
-تفويض التوقيع أو المضاء :بحيث يقتصر على مجرد توقيع المفوض إليمه علمى بعمض القمرارات الداخلمة فمي اختصماص الصميل ولحسمابه
وتحت رقابته .بحيث يقوم المفوض له بالتوقيع على كل القرارات التي يتخذها المفوض ’و هو بذلك ل يتحمل مسؤولية القرار في حد ذاته و إنممما
يتحمل ذلك كلما تبث أن المفوض اليه تلعب بتفويض التوقيع ).انظر المحاضرة في كل ما يتعلق بعناصر التفويض ’أشمكال التفويضم’التفويض
و بعض التصرفات الدارية الخرى’ معوقات التفويض الداري ’ (.و للمزيد أنظر ’صممحيب حسممن :القممانون الداري المغربممي التنظيممم الداري
’سلسلة دراسات وابحاث في القانون الداري ’العدد ’ 1ط ’ 2016’1ص192:
30
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
بعض المشاكل الدارية ،وهذا ما يفسح المجققال للفاعققل المحلققي بإمكانيققة إيجققاد حلققول للمشققاكل
المحلية التي مققن الممكققن أن تكققون لهققا خصوصققيات فققي الطققار المحلققي علمققا أن هققذه السققلط
تمارس في إطار علقة السلطة الرئاسية التي تجمع الرؤساء بمرؤوسيهم.
فتوزيع المهام الدارية أصبح ضرورة ملحققة فققي ظققل تعقققد مهققام الدولققة ،ممققا جعققل الحكومققة
المركزية أمام خيار تفويض بعققض الختصاصققات فققي حققدود معينققة ،وذلققك طبقققا لمققا تقتضققيه
الوضاع القانونية ،فققالتفويض الداري يجققب أن يكققون أول مرتكققزا علققى نققص قققانوني وثانيققا
معلل بقرار إداري صادر على السلطة المفوضة يحدد هذا القرار مضمون التفويض ’بمعنى ان
قرار التفويض يحمل إسم المفوض و المفوض اليه مع الشارة الى إسمه العققائلي و الشخصققي و
صفته و الختصاص المفوض اليه .كما ان التفويض للختصاص يجب أن يكون جزئيا و ليققس
كليا ’محدد بآجال .
فالتفويض ل يعني تخلي السلطة المركزية عن مسؤولياتها ،بل إن هققذه السققلطة تضققل متمسققكة
بعنصر المراقبة أي مراقبة كل العمال التي تدخل في إطار التفويض الممنققوح والققتي يمارسققها
ممثلوها سواء في العاصمة أو في الققاليم وذلقك ضقمانا لمبقدأ المشقروعية ،وتتقم هقذه المراقبقة
الدارية بصفة مباشرة من طرف السلطة المركزية أو بناءا على ما يقدمه المواطنون من طعون
نتيجققة للضققرار الققتي لحقتهققم مققن ممثلققي السققلطة المحلييققن .وعلققى هققذا المنققوال فقإن السققلطة
المركزية ،يبقى لها الحق في تعديل أو إلغاء كل قرارات ممثليها كمقا تكققون لهققا إمكانيققة سققحب
التفويض متى إقتضت المصلحة العامة ذلك 1.القاعدة في التفويض أنه ل تفويض في المسققؤلية ’
ومن هنا يجب التمييز ما بين التفويض للختصاص و تحمل المسؤولية التي تقتضي التناسب في
سلطة نقل الختصاص ’بمعنى أن أي تفويض للختصاص يستوجب نقل السققلطة المناسققبة معققه
حتى يمكن للمفوض إليه أخذ القرار .
إن أسلوب المركزية الدارية ،إذن تكتنفه مزايا وعيوب ،فمن حيث مزايا المركزية الدارية :
- 1رضوان بوجمعة :المقتضب في القانون الداري المغربي ،النجاح الجديدة ،1999 ،ص .40 :
- 2هذا المر يجعلنا أمام نخبة إدارية ’تقنية أو بيروقراطية بالساس مما يجعل من عملية إنتاج التنمية أمممرا ل يعممرف النسممجام ممما بيممن البرامممج
المركزية و المتطلبات المحلية .
- 3منا تطرح لنا إشكالية الدارة و دورها فمي دعمم السمتثمار ’بحيممث أن ممثلمي الدارة المركزيممة علمى المسممتوى المحلمي بالخصمموص ’ همم ل
يملكون القرار القتصادي ’ و بالتالي كونهم رجال سلطة في اغلبهم ينفدون التعليمات الصادرة من المركز فقط .
31
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-أنها تعمل على تقوية السلطات العمومية من حيث تقوية نفوذ السلطة المركزية.
-تحقيقق نقوع مقن المسقاواة بيقن الفقراد والمنقاطق التابعقة لنفوذهقا ،بحيقث أن إشقرافها علقى
المرافق العامة فهي بذلك تضمن الستفادة الجماعية من كل الخدمات المقدمة.
-المركزيققة الداريققة هققو أسققلوب غيققر ديمقراطققي يركققز القققرار فققي يققد قلققة مققن المسققؤولين
المركزيين و المحليين.1
-استأثار المدن الكبرى بأغلب المشاريع القتصادية والجتماعية مما يكون له الثر على المققدن
الصققغرى والمتوسققطة وهققذا يسقاهم فققي اختلل النمققو القتصققادي بيققن مختلققف منققاطق الدولققة
الواحدة .3
إذن ل يمكن لتوحيد الدارة على مستوى المركز أن يعمل على إنجاز مهام الدولة على المستوى
المحلي مما جعل الفقه الداري يبحث عن أسلوب ملئم لدارة الشأن العام المحلي.2
المبحث الثاني :تجسيد المركزية الدارية في التنظيم الداري المغربي )الجهزة العليا للدارة
المركزية المغربية(.
يمكن أن نتناول هذا المبحث من خلل مناقشة أجهزة الدولة العليققا والققتي يمكققن أن نقسققمها إلققى
جهازين دستوريين أساسيين ’الملك كمؤسسة و كاختصاصات ’خاصقة فقي المقادة الداريقة ’ثقم
الحكومة كجهاز لتنفيذ السياسة العامة للدولة من خلل برنامج حكومي يسققهر علققى تنزيلققه ’كققل
1
- 2و هذا المر سوف نركز عليه الدراسة فيما يتعلق بالفصل الثاني من هذا العمل ’و المتمحور حول اللمركزية الدارية و الدارة
المحلية .
-2لقد أشارت جل الدساتير المغربية من دستور 1962الى الدستور الحالي للمملكة لسنة 2011الى المكانة المتميزة للمؤسسة
الملكية ’ وشخص الملك بصفته الضامن للوحدة الترابية و الساهر على إستقرار البلد و دوام مؤسساتها الدستورية .
32
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
من رئيس الحكومة بصققفته حققائزا علققى السققلطة التنظيميققة ’و الهيئققة الوزاريققة ’بحكققم ممارسققة
الققوزراء لوظيفققة المريققن بالصققرف رئيسققيين و كققذا للسققلطة الرئاسققية فيمققا يتعلققق بتسققيير و
وزاراتهم القطاعية و فق هيكلة تنظيمية معينة .
إن التنظيققم الداري المغربققي لققه خصوصققياته وميكانزمققات عمققل تضققبط تمفصققلته مققا بيققن
المركزي واللمركزي بحيث أنه ليس صورة طبق الصل للنموذج الفرنسي ،علققى أسققاس أنققه
ل ينبني فقط على تقسيمات ترابية وأساليب إدارية فقط ،بل كذلك يرتكققز علققى عناصققر بشققرية
شكلت المحرك الساسي له من خلل هيئات تتحكم في دواليبه ة سواء فققي بعققدها الدسققتوري او
بعدها الداري ’و لسققتجلء ذلققك سققوف نتعققرض الققى هققاذين الجهققازين ’ المؤسسققة الملكيققة و
الجهاز التنفيذي المتمثل في الحكومة ’كل واحد منهما و إختصاصاته في المادة الدارية :
أول –:المؤسسة الملكية :لقد إحتل الملك في كل الدسققاتير المغربيققة مققن دسققتور المملكققة لسققنة
1962الى الدساتير التي أعقبته ’ 2011’1996’1992’1972’ 1970مكانة مهمة في الميققدان
الداري إلى جانب دوره السياسي كمؤسسة عليا في البلد ’ تباشر إختصاصققات مختلفققة سققواء
في الظروف العادية أو في الظروف الستثنائية .2
فالملك ،أعتبر دائما سواء قبل الحماية أو بعد الستقلل السلطة الدارية الفاعلة في البلد .فمنققذ
1962تم تحديد وتنظيم السلطة المركزية بواسطة نص دستوري.
فمن خلل الدستور الحالي )لفاتح يوليوز (2011سنقوم بدراسة إختصاصات الملك فققي الميقدان
الداري وسنبين الطبيعة القانونية للقرارات الملكية المتخققدة فققي الميققدان الداري.هققذا بلضققافة
الى اختصاصات للملك تققدخل أيضققا فققي الميققدانين القضققائي والتشققريعي وذلققك حسققب مققا هققو
منصققوص عليققه فققي الوثيقققة الدسققتورية ’لهققذا فالملققك يمققارس مجموعققة مققن الختصاصققات
الدستورية في المجال التشريعي وكذا المجال القضائي و أيضا المجال التنفيذي .
33
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
ال ان ما يهمنا في هذا الباب بالخصوص ’ هو عرض اختصاصات الملققك فققي المجققال الداري
خاصة من خلل ما هو منصوص عليه في الوثيقة الدستورية لسنة . 2011
يحتققل الملقك مقن خلل الوثيققة الدسقتورية مكانقة أعلققى مقن البرلمقان والحكومقة ،وهقو كقذلك
يشاركهما في ممارسة إختصاصاتها )و بققذلك يمققارس الملققك مجموعققة مققن الختصاصققات فققي
المجال التنفيذي ،فالملك بذلك يتمتع بوضعية خاصة في سيرورة السلطة المركزية.
فالفصل 41من الدستور ينص في فقرته 1على كققون " :الملققك أميققر المققؤمنين وحققامي حمققى
الملة والدين ،والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية".
يرأس الملك ،أمير المؤمنين المجلس العلمي العلى ،الذي يتولى دراسة القضايا الققتي يعرضققها
عليه ....
يمارس الملك الصلحيات الدينية المتعلقة بإمارة المؤمنين ،والمخولة له حصريا ،بمقتضى هققذا
الفصل ،بواسطة ظهائر".
مققن خلل هققذا الفصققل ،فققإن الملققك يمققارس اختصاصققاته كققأمير المققؤمنين فققي الشققأن الققديني
بمقتضى ظهائر ،تخول له صلحيات النظر في الفتاوى الدينية التي يبقث فيهقا المجلقس العلمقي
العلى إما باعتمادها أو رفضها.
كما أن الملك وخلفا لما كان منصوصققا عليققه فققي الدسققتور المراجققع لسققنة 1996الققذي أجمققل
اختصاصات الملك ’في الفصل 19الذي كان يعتبر دستورا ضمنيا داخل الدستور ،ميز كما هققو
واضح من الدستور الحالي لفاتح يوليوز .2011بيققن اختصاصققات الملققك كققأمير للمققؤمنين فققي
الحقل الديني كما تم توضيحها من خلل الفصل .41واختصاصقاته كرئيققس للدولقة كمقا حققددها
الفصل 42من نفس الدستور الذي ينص على أن" :الملك رئيس الدولة وممثلها السمى ،ورمز
وحدة المة ،وضامن دوام الدولققة واسققتمرارها ،والحكققم السققمى بيققن مؤسسققاتها يسققهر علققى
إحققترام الدسققتور وحسققن سققير المؤسسققات الدسققتورية ،وعلققى صققيانة الختيققار الققديمقراطي،
34
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
من هنا يمكن تحديد اختصاصات الملك في النطاق التنفيذي والداري فهو :يمارس حق التعيين
بناءا على نصوص دستورية و نصوص خاصة و أيضا نصوص عامة .كما ان الملك له حق
رئاسة مجموعة من المجالس ذات المهام المختلفة ’ كما يعد الملك بصفته القائد العلى
لركان الحرب العامة ’مهمة القيادة .و بذلك فالملك يعين في الوظائف والمهام التالية ’ 1حسب
النص الدستوري إضافة الى مهمة المبادرة :
-يعين أعضاء الحكومة باقتراح من رئيس الحكومة و هم مسؤولون أمامه ’كما له الحق في
إعفاء عضو أو اكثر من اعضاء الحكومة .
-يعين باقتراح من رئيس الحكومة في بعض الوظائف المدنية أخذا بمضمون الفصل ):49والي
بنك المغرب ’السفراء و الولة و العمال ’المسؤولين عن الدارات المكلفة بالمن الداخلي
’المسؤولين عن المؤسسات والمقاولت العمومية الستراتيجية (
-الملك يعين في الوظائف العسكرية بصفته القائد العلى للقوات المسلحة الملكية حسب الفصل
.53
-يعين رئيس المحكمة الدستورية وفق الفصل ’ 130ويعين بذلك ستة أعضاء الى أجانب بقية
أعضاء المحكمة .
- 1أنظر في هذا الباب دستور المملكة ل 29يوليوز لسنة ’ 2011منشور بالجريدة الرسمية عدد 5964مكرر بتاريخ 28شعبان
1432ص3627-3600:
35
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-وفق نص المادة 115يعين الملك خمس شخصيات مشهود لها بالكفاءة والتجرد و النزاهة الى
جانب العضاء المكونين للمجلس العلى للسلطة القضائية .
-الملك أمير للمؤمنين و بذلك فهو رئيس المجلس العلمي العلى الفصل 41
-يرأس الملك إفتتاح الدورة البرلمانية الولى التي تصادف يوم الجمعة من شهر أكتوبر في
الوقت الذي تفتتح فيه الدورة الثانية يوم الجمعة الثانية من شهر ابريل من كل سنة تشريعية
الفصل 65
-الملك هو القائد العلى للقوات المسلحة الملكية و قائد أركان الحرب العامة ’ وله إعلن حالة
الستثناء الفصل 59
تظهر لنا هذه المهمة من مجموعة من المهام التي يتخذها الملك ’نذكر منها :
36
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-للملك حق مبادرة مراجعة الدستور بناءا على منطوق الفصل ’ 172كما يمكنه أن يعرض على
الستفتاء المشروع الذي إتخذ المبادرة بشأنه .
-حسب المنطوق الدستوري للملك حق مطالبة مجلسي البرلمان أن يقرا قراءة جديدة لكل
مشروع أو مقترح قانون ’ وهذه القراءة تطلب بخطاب طبقا لنص الفصل . 95
-يصدر الملك المر بتنفيذ القانون خلل 30يوما التالية لحالته إلى الحكومة بعد تمام الموافقة
عليه .
-يوقع الملك على المعاهدات و يصادق عليها ’ غير انه ل يصادق على معاهدات السلم والتحاد
’او التي تهم رسم الحدود’و معاهدات التجارة .
في إطار مهامه القضائية ’للملك حق الشراف على السلطة القضائية دون المس من طبيعة
الحال بمبدأ إستقللية القضاء و مبدأ فصل السلط ’ما بين السلطة التشريعية والتنفيذية ’بصفته
الضامن لستقللية السلطة القضائية ’ وبهذا فالملك يرأس المجلس العلى للسلطة القضائية ’
ويوافق على تعيين القضاة بظهير ’كما يمارس حق العفو وفقا للفصل . 58
وللمؤسسققة الملكيققة اجهققزة تسققتند اليهققا بقصققد القيققام بوظائفهققا الدينيققة والسياسققية والقضققائية
والتشريعية والتنظيمية
اذن كثرة هذه الوظائف تلح على المؤسسة الملكية ضرورة الستعانة باجهزة مؤهلة لتتبع ورسققم
السياسات القطاعية وتنقوير الملققك فققي جقل منقاحي الحيققاة الجتماعيقة والقتصقادية والسياسققية
للدولة ولهذا الغرض نجد الملك يستعين للقيام بمهامه ب:
37
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-الديوان الملكي الذي يتضمن شخصيات ذات مكانة علمية وثقافية وسياسية ’ و الققديوان الملكققي
يتكون من ثلت دوائر الدائرة الولى و تتكون مققن اشققخاص مقربيققن مققن الملققك اهمهققم الكتابققة
الخاصة للملك والتي تهتم بتسيير كل ما يتعلق بالشؤون الخاصة بالملك
-الدائرة الثانية مستشارين للملك مكونين من رجالت الدولة لهم حظوة عند المؤسسة الملكية لما
قدموه ويقدمونه من خدمات للبلد
-الدائرة الثالثة المكلفين بمهمة و هم اشخاص يتم اختيارهم بناءا على عنصققر الكفققاءة والققولء
للملك بقصد تنفيذ او السهر على تنفيذ بعض المهام التي يوكلون بها
-هيئات استشارية لييدى الملييك و تهققم مجموعققة مققن المجققالس الستشققارية والوكققالت الوطنيققة
وبعض الصناديق والمؤسسات ذات البعد القتصادي والجتماعي )المجلس الستشققاري الملكققي
للشققؤون الصققحراوية ’المجلققس القتصققادي والجتمققاعي ’المجلققس العلققى للتعليققم ’الوكققالت
الوطنية للتنمية ’المندوبية السامية للتخطيط ’مؤسسة محمد الخامس للتضامن ....
إستنادا إلى الدستورالحالي لسنة 2011يتضح أن اختصاصات الملك في المادة الدارية تمققارس
بناءا على ظهائر أو في بعض الحيان على شكل مراسيم ملكية.يتسم مضمونها بالطابع الداري
وهذا ما يتطلب معرفة الطبيعة القانونية لهذه القرارات الملكية ما إذا كان في المكان الطعن فيها
باللغاء أمام القضاء الداري إذا كانت مشوبة بعيب عدم المشروعية .
صنف الفقه الداري الظهائر الملكيققة إلققى تشققريعية وأخققرى تنظيميققة والققتي رأت أنققه ل مققانع
بالطعن فيها أمام القضاء الداري إذا كان المر يتعلق بظهي ر تنظيم ي 1.بحي ث يمكقن الققول ان
هذا النقاش الفقهي تزعمه مجموعة من الباحثين /ن أمثال "الفقيه روسي "الذي قال بكون تحديققد
- 1أشركي محمد :الظهير الشريف في القانون المغربي ،دبلوم الدراسات العليا ،الرباط .1980
38
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
طبيعة القرار الملكي يجب أن تخضع الققى المعيققار المققادي ة فهققي بققذلك يتققم إعتبارهققا قققرارات
إدارية بحكم مجال النشاط زفي نفس الوقت فهو قال بعدم إعتبار كل القققرارات الملكيققة قققرارات
إدارية تخضع للرقابة عن طرق اللغاء او التعويض أو الدفع بعدم المشروعية ’ بل أكد علققى أن
بعض هذه القرارات منها ما يدخل ضمن أعمال السيادة ’ وهي بذلك ل يمكققن إخضققاعها لرقابققة
القضاء .
إلى جانب هذا الرأيء هناك من من نادى بضرورة حصانة المقررات الملكية من الطعن بحيققث
تم التركيز هنا تأسيسا لهذا التأييد على ثلث مبادئ :
-مبدأ نظرية السيادة على اعتبار إن قضاء المجلس العلى بني توجهه بكون القققرارات الملكيققة
هي قرارات تدخل في أعمال السيادة ل يمكققن الطعققن فيهققا وهققذا التققوجه ناقشققه الققدكتور محمققد
مرغني .
-مبدأ السلطة التقديرية باعتبار أن الفصل 41من الدستور يعتبر الطققار العققام للختصاصققات
الملكية فهو دستوريا يتمتع مقن خلل هققذا الفصققل بسققلطات تقديريقة واسقعة وهقذا التققوجه تبنققاه
الدكتور عبد القادر باينة فقي كتقابه المختصقر فقي الققانون الداري المغربقي ’ حيقث أشقار القى
الرقابة الذاتية للملك النابعة من الفصل 19من دستور المملكة لسققنة 1962و هققو نفققس الفصققل
في الدساتير المراجعة لسنوات ’ 1996’1992’1972’1970و من نافلة القول أن هققذا الفصققل
هو ما يقابل الفصل 41من دستور المملكة لسنة . 2011
-مبدأ كون الملك هو الممثل السمى للمة وبذلك ليجوز فحققص مشققروعية قققرارات صققادرة
عن سلطة تسمو على جميع السلط مققن قبققل سققلطة أدنى’و بهققذا يجققب و طبقققا للمبققاديء العامققة
للقانون العام السلمي الفصل ما بين المهام الدارية و المهام غير الدارية ’ و في كل الحوال
ما دام الملك هو الساهر على ضمان سير كل السلطات ’ فإن قراراتققه الداريققة يجققب أن تكققون
مشمولة بالحصانة من كل طعن .
39
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
في هذا الطار يمكن الوقوف عند بعض التوجهات التي إعتبرت ان القرارات الملكية فقي المقادة
الدارية هي قرارات إدارية يمكن الطعن فيها بسبب الشطط في استعمال السققلطة مرتكزيققن فققي
ذلك على ما ذهب اليه مجلس الدولة الفرنسي في قضية ROUBIN DE SERVINSبحيث
وبناء على الفصل 16من الدستور الفرنسققي يجققب التمييققز بيققن القققرارات السققيادية والقققرارات
الفردية .
إل أن الجتهاد القضائي لم يأخققذ بعيققن العتبققار هققذا التجققاه ،بحيققث أن المجلققس العلققى بعققد
تأسيسه في 27شتنبر 1957اعتبرت الغرفة الداريققة بققه كقون الققرارات المتخققذة مققن طقرف
الملك في صيغة ظهير .ل يمكن اعتبارها بمثابة قرارات إداريققة وبالتققالي ل يمكققن الطعققن فيهققا
عن طريق دعوى الشطط في استعمال السلطة ،وبالتالي أعلن عن عدم الختصققاص فققي النظققر
في الدعاوى المرفوعة إليه .1من خلل هققذه الحكققام إذن نسققتخلص أن الملققك ل يمكققن اعتبققاره
مطلقا سلطة إدارية حيث أن الحصانة ل تشمل فقط الظهائر فحسب ،بل تشمل أيضققا المقققررات
الملكية الخرى سواء ذات الصيغة الفردية أو التنظيميققة وبالتققالي ل يمكققن الطعققن بالشققطط فققي
استعمال السلطة في الظهائر والمقرارات الملكية ،كما أنها ل تعطقي الحقق فقي التعقويض نظقرا
لعدم خضوعها للرقابة القضائية .عكس موقف القضاء الفرنسي الذي يميز بين مختلف مقررات
رئيس الجمهورية سواء مقررات تشريعية أو تلك المتخدة في حالة الستثناء إذا ما تم اللجوء إلى
الفصل 16من الدستور الفرنسي لسنة 1958والتي يعتبرها قرارات سيادية .وتلك المتخذة فققي
2
المجال التنظيمي كونها قرارات إداريقة تققع تحقت طائلقة الطعقن فيهقا أمقام القاضقي الداري.
وهذا ما تم توضيحه من خلل حكم مزرعة عبد العزيز بحيث ان الطاعن قام برفع دعققوى ضققد
40
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
وزير الفلحة بإلغاء المرسوم الملكي بتاريخ 11يونيو 1968والقاضي بضم الراضي الفلحيققة
لمضلع الشمندر بناحية الغرب .
وبناءا على هذه الدعوى قضى المجلس العلى بعدم الختصاص نظرا لكون المرسققوم الصققادر
بتاريخ 1968هو مرسوم صدر في اكتناف المرسوم الملكي الخاص بحالة السققتثناء وحيققث ان
الملك يمارس اختصاصاته الدستورية بوصققفه أميققرا للمققؤمنين وحيققث ان تفققويض التوقيققع مققن
المفوض الى المفوض إليققه يعنققي أن القققرار يعققود إلققى الصققيل و حيققث كققذلك أن القضققاء مققن
وظائف المامة ل يمكن البث في شرعية القرار الملكي وتبقى الوسيلة الواحدة لعادة النظر هي
طلب الستعطاف .نفس المنحققى سققلكه المجلققس العلققى فققي قضققية عبققد القق بنسققودة ’ وقضققية
الروندا عبد الحميد ...’1
إل أن هنا ك من يذهب إلقى كقون الققرارات الملكيقة وبنقاءا علقى الدسقتور الح الي للمملكقة اي
دستور 2011تبقى محل طعن قضائي خاصة فقي مقا تعلقق بالوضقعيات الفرديقة ونققول هنقا أن
الطعن ليمس الظهير او المرسوم الملكي كظهير في حد ذاته بقدر ما يمس الثققار الناتجققة عنققه
كلما ترتب عن هذا القرار المققس بحقققوق مكتسققبة يبققى للمتضققرر الحققق فققي مقاضققاة الشققخص
المعنوي التابع له امام القضقاء الداري ’و هقذا مقا تضقمنه فحقوى الفصقل 118مقن الدسقتور
بكون كل قرارأتخذ فققي المجقال الداري كقان تنظيميققا او فرديققا ’يمكقن الطعققن فيققه أمقام الهيئققة
القضائية الدارية المختصة .
نخلص أخيرا و في ظل هذا الجققدل إلققى كققون القققرارات الملكيققة و لققو فققي المققادة الداريققة هققي
قرارات ل يمكن الطعن بعدم شرعيتها بدليل أن الملك هو نفسه من يتولى الحلول محل الدسققتور
دون اللجوء الى تعديله ’كلما كانت حوزة التراب الوطني مهددة ’او وقع من الحداث مققا يعرقققل
السير العادي للمؤسسات الدستوري. 2
من الملحظ أن الممارسة الدستورية بالمغرب توضح أن تدخل الملك في المجققال التنظيمققي يتققم
بناءا على و سيلتين :
1
-12الفصل 59من دستور المملكة لسنة 2011
41
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
وهو شكل قانوني أورده دستور ’ 1962بواسطته يلخذ الملك مجموعة من القققرارات فققي جميققع
المجالت خاصة في مجال السلطة التنظيمية ’مع الشارة الى كققون هققذه المراسققيم كققانت تحمققل
التوقيع بالعطف من طرف الوزير الول ’بإستثناء المجالت المستثناة بذلك بنص دستوري .هذه
الممارسة ضلت سارية المفعول الى دسققتور 1970بحيققث ثققم اسققتبدال عبققارة المرسققوم بعبققارة
الظهير الشريف.
-الظهير الشريف ): (le dahir chérifienو هو ذلك الشكل القانوني الذي يمققارس بواسققطته
الملك سلطته سواء في المجال التنظيمي او في باقي المجالت ’هذه العبارة تم الخذ بها منذ سققنة
1
1970و تم الحتفاظ بها في باقي الدساتير المتعاقبة
تعد الحكومة 2الجهاز الداري العلى مققن بعققد المؤسسققة الملكيققة بحيققث تلعققب الحكومققة ادوارا
مهمة في تصريف السياسة العامة للدولة ’ والحكومة هي شققكل مققن أشققكال ممارسققة الحكققم فققي
الدولة بحيث تتقألف مقن مجموعقة مقن المؤسسقات والشقخاص الققادرة علقى النتقاج السياسقي
والداري لخلق التوافق حول الهداف العامة لسياسة الدولققة فققي مجموعققة مققن القطاعققات الققتي
تمس بالحياة اليومية لسكان هذه الدولة ومراعاة حاجياتهم عبر مؤسسات عمومية ومرافق عامة
ومن خلل هذا الفهم يعتبر رئيس الحكومة المحرك الساسي من بعد الملك للنشاط والفعل
الحكومي والداري وبالفعل فقد تكرست هذه الوضعية من خلل الدستور الحالي ،بحيققث
أن رئيققس الحكومققة يمققارس اختصققاص الشققراف علققى تنسققيق أعمققال الحكومققة و
اختصاص السلطة التنظيمية ’التي عرفت تطورا عبر الدسققاتير المغربيققة بحيققث أنققه فققي
دستور 1962كانت السلطة التنظيمية تمارس من قبل الملققك و الققوزير الول بنققاءا علققى
- 1أشركي محمد :الظهير الشريف في القانون العام المغربي ’دار الثقافة ’مطبعة النجاح الجديدة ’’ 1983ص203:
j.l quermoune : le gouvernement de la France sous la v éme -12
république … ;éd ;FNSP ;1980 ;P :478
42
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
الفصل 29من هذا الدستور الذي نص على ":يمارس الملك السلطة التنظيمية في الميادين
المقصورة عليه بنص الدستور .
المراسققيم الملكيققة توقققع بققالعطف مققن طققرف الققوزير الول مققا عققدا المراسققيم الملكيققة
المنصوص عليها بالفصول 91- 84- 77- 72- 35-24و . " 101نفس الشيء نصت
عليه الدساتير . 1996- 1992- 1972- 1970إل أنه مققن خلل دسققتور المملكققة لسققنة
2011نلحظ بأن السلطة التنظيمية يمارسها رئيس الحكومة بموجب الفصل 90و هذا ل
يعني أن الملك ل يمارس هذه السلطة بققل هققو يبققى لقه الحققق فقي ممارسققتها داخقل إطققار
الختصاصات المخولة له دستوريا و خاصة الفصلين 41و . 42
فمن خلل الباب الخامس من الدستور نجد رئيس الحكومة يضطلع بمجموعة من الختصاصات
التي تدخل في إطار السلطة التنظيمية وله أن يفوض بعض سلطه للوزراء.هذه السلطة التنظيمية
الققتي تعتققبر تققدابير يتخققذها رئيققس الحكومققة مققن خلل منطققوق الفصققل 72الققذي ينققص
على ":يختص المجال التنظيمي بالمواد التي ل يشملها إختصاص القانون " .وإستنادا علققى هققذا
يمارس رئيس الحكومة و فقا للفصل 89من دستور المملكة لسنة 2011المهام التية :
-يعيققن فققي الوظققائف المدنيققة بققالدارات العموميققة وفققي الوظققائف السققامية فققي المؤسسققات
والمقاولت العمومية )دون الخلل بأحكام الفصل 49من الدستور( .1حسب مقا هقو منصقوص
عليققه فققي الفصققول 91و .92وقققد حققدد القققانون التنظيمققي رقققم 02-12المتعلققق بققالتعيين فققي
المناصب العليا مباديء ومعايير التعيين وهققو بققذلك يملققك حققق التعييققن فققي ):صققندوق اليققداع
والتدبير ’الوكالة الوطنية للمحافظة العقاريقة ’وكالقة المغقرب العربققي للنبققاء ’المكتقب القوطني
للمطارات ’المكتب الوطني للسكك الحديدية ’ المكتب الوطني للكهربققاء والمقاء الصقالح للشقرب
’الصندوق القوطني للضققمان الجتمققاعي’ الخطققوط الملكيققة المغربيقة ’بريقد المغققرب ’القققرض
الفلحي ’الشركة الوطنية للتصال السمعي البصري’ صققندوق الضققمان المركققزي ’الصققندوق
المغربي للتقاعد’ صققندوق المقاصققة ’الكادميققات الجهويققة للتربيققة الوطنيققة’ المكققاتب الجهويققة
للسققتثمار الفلحققي ...يعيققن كققذلك المفتشققون العققامون :للماليققة ’الصققحة’ للشققغل ’الطبققاء
- 1الفصل 49من الدستور الذي حدد مجموعة من المهام تدخل في إطار إختصاصات المؤسسة الملكية.
43
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-يسهر كذلك رئيس الحكومة على تنفيذ القوانين.والشراف على أعمال الحكومة
-يوقع بالعطف على الظهائر التي تدخل دستوريا ضمن اختصاصات الملققك )الظهققائر المتعلقققة
بتعييققن أعضققاء الحكومققة ،القضققاة ،حققل مجلققس النققواب ،عققرض مشققروع قققانون عققادي أو
دستوري على الستفتاء(.
-حل الخلفات ما بين أعضاء الحكومة ،بالضافة إلى إختصاصات الدارة العامة.
لكن نظرا لكثرة مهام رئيس الحكومة فهو له مصالح مساعدة نجملها على الشكل التي :
(1الييديوان :1مهمتققه تنظيققم أجنققدة رئيققس الحكومققة وهققو جهققاز مققؤقت يتغيققر بتغييققر رئيققس
الحكومة.
(2المانة العامة للحكومة :تعمل على ضققبط العمققل الحكققومي وتنسققيقه ،ويعتققبر الميققن العققام
للحكومة عضوا من أعضاء الحكومة )منذ ،(1983ويمكن القققول بققأن المانققة العامققة للحكومققة
تعد المستشار القانوني للحكومة والسلطات الوزارية ،بحيث أنها تقوم بدراسة مختلققف الطلبققات
الدارية والطعون الموجهة ضققد المقققررات الداريققة مققن طققرف الخققواص بسققبب الشققطط فققي
استعمال السلطة .وللمانة العامة مجموعة من المصالح والمديريات :
أ-الكتابة العامة :من خللها يتولى الكاتب العام وتحت إشراف المين العام للحكومة تتبع جداول
أعمال المجالس الحكومية والمجالس الوزارية وكذا إعداد مشاريع الظهائر بقصد عرضها علققى
الملك بقصد المصادقة
- 1يلعب الديوان دورا أساسيا في تتبع أجندة رئيس الحكومة فمدير الديوان بنية أساسية في إدارة الديوان بحيث يعد الشخص الكثر
اطلعا على نشاط رئيس الحكومة ’ وبذلك يقوم مدير الديوان بتتبع كل ملفات رئاسة الحكومة وتنظيمها و ترتيبها حسب برنامج عمل
رئيس الحكومة .
44
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
ب -مديرية الدراسات التشريعية والقانونية :مهمتها تنسيق العمل القانوني للمصققالح الوزاريققة
كما أنها تسققهر علققى دراسققة المشققاريع القانونيققة الققتي يتققم تهيئهققا مققن طققرف الققوزارات وذلققك
لعرضها على البرلمان من أجل المصادقة.وتسهر على تنفيذ السياسة العامة للحكومة فيما يتعلققق
بتدوين النصوص التشريعية والتنظيمية وتحيينها
ج-مديرية المطبعة الرسمية:مهمتها طبع الجريدة الرسمية وتنفيققذ جميققع اعمققال الطبققع لحسققاب
الدارات العامة .
د -المفتشييية العاميية للمصييالح الدارييية :مهمتها مراقبققة المصققالح والمرافققق الداريققة التابعققة
للمين العام للحكومة من خلل أعمال التفتيش والمراقبة والتدقيق
و-مديرييية المهيين المنظميية والهيئييات المهنييية:غايتهققا السققهر علققى إعققداد وتطققبيق النصققوص
التشريعية المتعلقة بالمهن المنظمة والهيئات المهنية من حيث الذن والمزاولة .
ك -مديرية الشؤون الدارية والمالية :ويعهد إليها بتصريف مصالح رئاسة الحكومة ،كمققا أن
هناك مصالح إدارية أخرى تابعة لرئيس الحكومة كمديرية المطبعة الرسمية )مهمتها طبع ونشر
الجريدة الرسمية( ،وقسم الترجمة.
بالضققافة إلققى الجهققزة العليققا للدارة المركزيققة والققتي أوردناهققا فققي المطلققب الول مققن هققذا
الفصل ،فإنه وإلى جانب هققذه الجهققزة العليققا والققتي تقققوم برسققم التوجهققات العامققة للدولققة فققي
المجال الداري ،نجد هناك أجهزة للتنفيذ سواء على المستوى الوطني أو المحلققي والققتي تتمثققل
في :
– 1الوزراء :إلى جانب رئيس الحكومققة هنققاك أعضققاء الحكومققة أو الققوزراء والققذين يعققدون
المساهمون الرئيسيون في تصريف الشأن العام الوطني تحت إشراف رئيس الحكومة.ويتحملون
45
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
المسؤولية السياسية بصفتهم أعضاء للحكومة ’و بذلك يمارس الققوزير السقلطة التنظيميققة حسقب
الفصل ’ 89كما يوقعون بالعطف على المقررات الصادرة عن رئيس الحكومة طبقا للفصققل 90
من الدستور ’ و الوزير في علقته برئيس الحكومققة هققو يمققارس مجموعققة مققن الختصاصققات
التي يتم تفويضها اليه طبق للفصل ’ 91كما يعد الوزير المر بالصرف الرئيسققي علققى مسققتوى
الوزارة القطاعية ’ بحيث أن التعيين في منصب وزير تتحكم فيققه البعققاد السياسققية بشققكل كققبير
الى جانب البعد التقني و الفني ’بحيث يفترض في الوزير أن يكون على دراية بأشكال التققدبير و
أليات التدبير العمومي .
الوزير كذلك يمارس السلطة الرئاسية على كافة الموظفين التابعين للوزارة فهو الذي يرقيهم ’و
يمارس سلطة التأديب عليهم ’ كما انه هو الذي يصدر قرارات تعيينهم ’و يمارس الققوزير أيضققا
مهام الشرطة الدارية بقصد ضمان سير المرافق التابعة للوزارة ’و هو بذلك له الحق في إتخققاذ
التققدابير اللزمقة لضققمان السقير العقادي للمرافقق العموميققة ’ كمقا ان مققن ضققمن مهققام القوزير
ممارسة سلطة الرقابة علققى المؤسسققات العموميققة و المقققاولت العموميققة الققتي ينققدرج نشققاطها
ضمن دائرة نشاط الوزارة .وحتى يمكنه القيام بمهقامه فهققو يسقتعيين بمجموعقة مقن الجهققزة
المساعدة سواء على المستوى المركزي أو المحلي ولهذه الغاية نجد إلى جانب الوزير :
-الكتابة العامة :(secrétariat General) :تنسقق جميقع نشقاط القوزير بينقه وبيقن جميقع
المصالح التابعققة للققوزارة ،ومققن حيققث المبققدأ فالكققاتب العققام يعققد منصققبا قققارا لمققا يضققمن مققن
إستمرارية الخدمات داخل الوزارة.بحيث يعتبر الكاتب العام للوزارة بمثابة العلبة السوداء بكونه
يحفظ كل ما يتعلق بالوزارة و سيرورة العمل الوزاري ’نظرا لكون الكتاب العققاميين للققوزارات
يعمرون كثيرا على مستوى عملهققم الققوظيفي بققالوزارات ممققا يمنحهققم القققدرة علققى التققأثير فققي
مخرجات القرار العام بهذا القطاع او ذاك .
46
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-المديريات : (Direction) :مهمة كل مدير مديرية داخل الوزارة هي تتبع السير العادي في
مجققال اختصققاص المققدير ,بحيققث يسققهر علققى إعققداد المشققاريع وتتبققع تنفيققذها فققي نطققاق
اختصاصات المديرية.
-القإسام و المصالح : (Division et services) :كل وزارة وتسققهيل لعملهققا فهققي لهققا
أجهزة إدارية أخرى في إطار نظرية تقسيم العمل كمبققدأ مققن مبققادئ المقاولققة الخاصققة ،والققتي
نادى بها .Taylorبحيث تعتبر مصالح وسطى لها قيمتها في تنفيذ الخدمات الداري ة نظ را لم ا
يمكن أن يكون لها من إتصال مباشر بالمرتفق .1سواء على المستوى المركزي في شكل أقسام و
مصالح مركزية ’ أو في إطار اللتمركز الداري’ نجد مجموعة من البنيات الداريققة فققي شققكل
إدارات عمومية ثمثل المصالح الخارجية لهذه الوزارات بالعمالت و القاليم .
والوزراء أصناف’ يخضع تصنيفهم الى الظروف السياسية التي تحكم التوافقات ما بين الفرقاء
السياسيين بمعنى أن توزيع الحقائب الوزارية يكون إما بالزيادة أو النقصان في عقدد القوزارات
القطاعية إل انه ما عرف في النسق السياسي المغربي ان الحقائب الوزارية يتم خلقهققا إرضققاءا
للحساسيات السياسية ’ وتتكون التشكيلة الحكومية بالضافة إلى رئيس الحكومة والوزراء من:
-2الوزراء المنتدبون:هم وزراء منتدبون لدى رئيس الحكومة أو هم منتدبون من طرف وزيققر
عضو في الحكومة أنتدب للقيام بمهمة محددة أو تتبع قطاع معين ’بحيث أن هذه الفئة تعققد كاملققة
العضوية في الحكومة ’بحيث يمارسون نفققس مهققام الققوزراء مققن حيققث الجققانب الققبروتوكولي ’
وعلى هذا الساس فهم يتواجدون في منزلة بين الوزير وكتاب الدولة’ )كالوزير المنتدب لققدى
وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج و شققؤون الهجققرة ’ الققوزير المنتققدب لققدى
رئيس الحكومققة المكلققف بإصققلح الدارة وبالوظيفققة العموميققة’2الققوزير المنتققدب لققدى رئيققس
الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة (...
-3كتاب الدولة:هم تابعون للوزراء ويمارسون مهامهم بتفويض من رئيس الحكومة أو الققوزراء
التابعين لهم وهذا السلوب يمكن من جمع عدة مصالح ل تقتضي إنشاء وزارة قائمة بققذاتها ’و
- 1بنسعيد عمر :الموظفون الكبار ،...رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام ،مراكش .2004
47
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
تبقى المهمة الساسية لكتاب الدولة ’هققي مسققاعدة الققوزراء فققي تصققريف أعمققال الققوزارة الققتي
يشرفون عليها ’ و كتاب الدولة ل يحضرون إجتماعات مجلس الوزراء ولكن هم يشققاركون فققي
أعمال مجلس الحكومة إلى جانب بقية أعضاء الحكومة .وفي هققذا الصققدد نتحققدث عققن بعققض
كتاب الدولة ’ككاتب الدولققة لققدى وزيققر التجهيققز و النقققل و اللوجسققتيك و المققاء المكلققف بالنقققل
’كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي ’كاتب الدولة لدى وزيققر الصققناعة
و الستثمار و التجارة و القتصاد الرقمي المكلف بالستثمار (...
اضافة الى تقليد يخص وزير بدون حقيبة وهو منصييب وزييير دوليية وهققذا المنصققب يمنققح الققى
شخصية وطنية عرفانا لها على ما قدمته في ميدان من الميادين سواء القتصادية او الجتماعية
ويعتبر وزير الدولة وزيرا كامل العضوية في الحكومققة ومققن حيققث الققبرتوكول فهققو يوجققد فققي
أعلى مرتبة من الوزراء كما يمكن أن تسند إلى وزير الدولة وظيفة محددة .1كما كان الشققأن مققع
عبد الهادي بوطالب الذي تم تكليفقه بقالعلم فقي حكومقة 10أكتقوبر ’ 1977و أيضقا كمقا كقان
المر مع السيد أحمد العلوي الذي تم تعيينه 11مرة وزيرا للدولققة ’تحمققل فيهققا حقققائب وزاريققة
متعلقة بالنعاش الوطني و الصناعة التقليدية ثم السقياحة أمقا الحكومققة الحاليققة رققم 32برئاسققة
سعد الدين العثماني ’نلحظ أنه تقم تعييقن السقيد مصقطفى الرميقد وزيقرا للدولقة مكلقف بحققوق
النسان .إذا وزراء الدولة هم وزراء ايضا يمكن أن تسند اليهم مهام وزارية كما يمكن أن ل يتم
تكليفهم بأية مهمة لما يحضون به من مكانة و حضوة في الهرم السياسي المغربي .
كما أن العمل الحكومي تتحكم في تمرير قإراراته بنيتين أساسيتين نجملهما بشكل عام في:
-مجلييس الييوزراء :الييذي يرئسييه الملييك وتعققرض عليققه القضققايا الكققبر الققتي تهققم التوجهققات
الستراتيجية للسياسة العامة للدولة المشار إليها في الفصققل 49مققن الدسققتور وهققو بققذلك ينظققر
في:
48
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
إشهار الحرب و مشاريع قوانين –الطار المقدمة من الحكومة والققتي تهققم الميققدان القتصققادي
الجتماعي الثقافي حسب ما نص عليه الدستور في الفقرة الثانية من ا لمادة 71
-مجلس الحكومة الذي يترائسه رئيس الحكومة مرة فقي السقبوع ويتقداول فقي جقل السياس ات
الققتي تهققم مختلققف القطاعققات الوزاريققة قبققل عرضققها علققى المجلققس الققوزاري كققالتعيين فققي
المناصب السامية ضمن المؤسسات و المقاولت العمومية
لما يتقرر النشاط الداري على المستوى الوطني أو الدارة المركزية فلتنفيذ ذلك يقتضي وجققود
مصالح وهيئات خارجية على مستوى الجهات والقاليم والعمالت في إطار مبدأ عدم اللتركيققز
الداري:
يعهد إليها بتطبيق وتنفيذ السياسة العامة للدولة سواء على المستوى المركزي أو المحلي وحققتى
يشمل ذلك النشاط كل التراب الوطني تطلب ذلك إحداث مصالح خارجية .كالمندوبيات الجهويققة
والمديريات القليمية والكاديميات في مجال التعليم والصحة والمصالح المالية في الضرائب في
المجال المالي ...وجل هذه المصالح هي خاضعة إلى إشراف الدارة المركزية و تمارس مهامها
تحت سلطة الوزراء .و هي تحدث بموجب قرار للوزير المعني تؤشر عليققه السققلطة الحكوميققة
المكلفة بتحديث القطاعات العامة والسلطة الحكومية المكلفة بالمالية .
و على هققذا السققاس تعمققل هققذه المصققالح علققى تنفيققذ السياسققة الحكوميققة ’و تنفيققذ القققرارات و
التوجيهات الصادرة عن السلطات المختصة طبقا لحكام القانون ’و لهذا المبتغى تضع السلطات
-11منذ دستور 2011أصبح المشرع يتحدث عن "المصالح اللممركزة "عوض "المصالح الخارجية التابعة للوزارات "وفي هذا
الطار ينص الفصل 145من دستور المملكة في فقرته الخيرة على أن "يقوم الولة والعمال ’تحت سلطة الوزراء المعنيين ’بتنسيق
أنشطة المصالح اللممركزة للدارة المركزية ’و يسهرون على حسن سيرها" .للمزيد يراجع :حسن صحيب :القانون
الداريالمغربي’التنظيم الداري ’سلسلة دراسات وأبحاث في الدارة والقانون ’العدد 1ماي ’ 2016ص184:
49
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
الحكومية تحت تصرف هذه المصالح الخارجيققة الوسققائل الماديققة والبشققرية للقيققام بمهامهققا مققن
ضرورة إعادة توزيع للسلطات بما يخدم سياسة اللتركيز الداري حققتى يتققم تأهيلهققا لن تكققون
محاورا فاعل بإسم مصالح الدولققة داخققل نطاقاتهققا الترابيققة ’ضققرورة تزويققدها كققذلك بققالموارد
البشققرية والماديققة مققن توزيققع عققادل للمققوارد الماليققة والبشققرية ’مققع التتبققع والمراقبققة و ربققط
المسؤولية بالمحاسبة ’من خلل دعم آليات التدبير بالهداف و الخققذ بقواعققد السققوق فققي إطققار
عملية حكامة المرافق العامة ’ وتخول رؤسائها و كذا ممثلي السلطة على المستوى المحلي مققن
ولة وعمال حق التصققرف باسققم الققوزراء ضققمن الحققدود الققتي تققدخل فققي نطققاق إختصاصققات
رؤساء هذه المصالح ’ كمقا يمكققن تعييققن هققؤلء الرؤسقاء مقن قبققل القوزراء القطققاعيين آمريققن
بالصرف ثقانويين لصقرف النفققات مقن خلل العتمقادات الموضقوعة رهقن تصقرفهم .ولقذلك
تعتبر هذه المصالح اللبنة الساسية التي تنبني عليها سياسة عدم التركيز بالمغرب .
يقصققد بمفهققوم المصققالح اللممركققزة حسققب تعققبير المشققرع الدسققتوري ’ الوحققدات الداريققة
المختلفققة و المتعققددة كمققا أسققلفنا ذكققر بعضققها مققن مققديريات جهويققة مثققل )المديريققة للجهويققة
للضرائب ’المديرية الجهوية للنقل والتجهيز واللجيستيك ’(..
مندوبيات إقليمية مثل)المندبية القليمية لوزارة التربية والتعليم’المندوبية الجهوية للثقافة (...
كما ان هذه المصالح تخضح لتنسيق و مراقبقة رجقال السقلطة ممثلقي السقلطات المركزيقة علقى
المستوى المحلي .
أيضا عدم التركيز الداري حكمته مجموعة من الدوافع ’خاصة الدوافع القتصادية و ذلك بجعل
الحكومات تتبع نهج المقاولت الخاصة من خلل إعتماد أساليب التدبير الحديث في مجال القيادة
الدارية و المالية ’ والتحكم في معدلت التضخم و البطالة .وقققد تكققون هنققاك دوافققع إجتماعيققة
خاصة تنامي دور المجتمع المققدني و مطققالبته الحكومققات بتحسققين الوضققاع الجتماعيققة علققى
مستوى التشققغيل و التعليققم و الصققحة و هققذا ل يمكققن بلققوغه إل مققن خلل عمليققة الصققلحات
لساليب عمل الدارات العمومية ’كما ان الفعل السياسي يمكن أ ،يكون دافعققا للبحققث عققن سققبل
50
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
كفيلة بإصلح مؤسساتي ’على علم بأنه أصبح غيقر ممكقن التمييقز مقا بيقن مقا هقو إقتصقادي و
سياسي وإجتماعي في عملية أخذ القرار ’ كما يمكن القققول بققأن مققن أهققم الهققواجس الققتي تحكققم
عادة التقسيمات الدارية هو الهاجس المني بقصد ضبط و التحكم في المجال الترابي للجهات و
العمالت والقاليم .
كما أن سياسققة اللتركيققز الداري عرفققت تطققورا منققذ ظهيققر 15فققبراير 1977المعققد والمتمققم
بمققوجب ظهيققر 6أكتققوبر . 1993المتعلققق بإختصاصققات العمققال ’ وبهققذا نجققد العمققال يقومققون
باختصاصات مفوضة لهم من قبل الوزراء على مستوى التوقيع أو التأشير على قرارات تققدخل
في إختصاصاتهم على صعيد العمالة أو القليم .
إل أنه و مع عدم تحقيق المبتغى من سياسة عدم اللتركيز التي أشرفت عليها اللجنة الدائمة لعدم
التركيز التي وضعت تحت رئاسة رئيس الحكومة إتخذ الملك مبادرة في هذا الشأن سنة . 2002
و يتعلق المر بالرسالة الملكية حول التققدبير اللمتمركقز للسقتثمار مشقيرة بشقكل ضققمني الققى
القصور الحاصل في سياسة اللتمركققز الداري ’الققتي تضققمنت إحققداث و تحققت مسققؤولية ولة
الجهققات ’مراكققز جهويققة للسققتثمار ينحصققر دورهققا فققي المسققاعدة علققى إنشققاء المقققاولت و
المساعدة على الستثمار .
و علققى هققذا السققاس فتنظيققم المصققالح اللممركققزة يخضققع إلققى المرسققوم رقققم 2.05.1369
الصققادر بتاريققخ 29شققوال 1426الموافققق ل 2دجنققبر ’ 2005بشققأن تحديققد قواعققد تنظيققم
القطاعات الوزارية و اللتمركز الداري ’ حسب ما بينته المادة 2منه .وفي هذا الطار تضققمن
المرسققوم إشققارة الققى مجموعققة مققن المقتضققيات الققتي يجققب الخققذ بهققا ’ نققذكر بعضققها و هققي
:تخصيص و سائل التسققيير الضققرورية ’تفققويض بعققض الختصاصققات خاصققة المتعلقققة بأخققذ
القرارات ذات الطبيعة الفردية ’إ حداث لجنة تسققهر علققى تنظيققم الهياكققل الداريققة و اللتمركققز
الداري .التي تضطلع بمجموعة من المهام سواء علققى مسققتوى إقققتراح أو دراسققة أو البققث فققي
مجموعققة مققن مشققاريع و مراسققيم قققرارات متعلقققة بتحديققد إختصاصققات و تنظيققم القطاعققات
الوزارية .
51
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
و بالطلع على مجموعة من المراسيم المتعلقة باختصاصات الوزارات على المستوى القوطني
نلحققظ علققى أن وزارة الداخليققة ةهققي الققوزارة مققن حيققث حجققم الهياكققل الداريققة و كققذا حجققم
الختصاصات المنوطة بها ’ بحيث أن هذه الوزارة و من خلل المرسوم المتعلق باختصاصاتها
’جاء في مادته الولى ":تناط بوزير الداخلية مهمة الدارة الترابية للمملكة في إطار اختصاصققه
و يسهر على الحفاظ على المن العام ’و يزود الحكومة بالمعلومققات العامققة ’و يتققولى الوصققاية
على الجماعات المحلية ".
ب – رجال السلطة :حسب الظهير المنظم لهيئة رجال السلطة رقققم 1.08.67بتاريققخ 31يوليققو
1
فإن هذه الفئة تتكون من أربعة أطر ’والذين يعملون بصققفتهم ينتمققون إلققى سققلك هيئققة 2008
المتصرفين بوزارة الداخلية .مهمتهم السهر على ضبط النظام العام والمن داخققل الختصققاص
الترابي لكل جماعة ترابية .
-إطار خلفاء القواد ’و يضم خليفة قائد ممتاز ’ و خليفة قائد من الدرجة الولى و خليفة قائد ممن
الدرجة الثانية ’
وفي هذا الباب سنختصر على دراسة اختصاصات العامل في إطار مبدأ عققدم الققتركيز الداري
بناء على ما ورد في ظهير 15فبراير 1977والمعدل والمتمم بمقتضى ظهير رقققم 6أكتققوبر
2.1993كما ان هذه الختصاصات هي مستمدة مققن الفصققل 145مققن الدسققتور الحققالي للمملكققة
لسنة . 2011
- 1الظهير الشريف رقم 1-08-67الصادر في 27رجب 1429الموافق ل 31يوليوز ’2008الجريدة الرسمية عدد 5677:
بتاريخ 27أكتوبر 2008
- 2ظهير شريف بمثابة قانون رقم 1.93.293المتعلق باختصاصات العامل بتاريخ 6أكتوبر .1993
52
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
وكذلك من القانون المتعلق بتنظيم مجالس العمالت و القإاليم قإانون رقإم 112-14بتاريخ 23
يوليوز 2015خاصة ما تعلق بالرقابة الدارية سواء مققن جققانب المصققادقة أو التنفيققذ )المققواد
106ف ): 1يمارس عامل العمالققة أو القليققم المراقبققة الداريققة علققى شققرعية قققرارات رئيققس
المجلس و مقررات مجلس العمالة أو القليم( ’) 107تمكين العامل من نسققخ محاضققر الققدورات
’و نسخ من مقررات المجلس و كذا نسخ من قرارات رئيققس المجلققس ’ وهققذا يققدخل فققي إطققار
الرقابة على العمال (’ 108ف ) 1للعامل حق التعرض على النظام الداخلي للمجلققس و علققى
مقررات المجلس التي ل تدخل في صلحية هققذا الخيققر أو الققتي إعتراهققا عيققب خققرق القققانون
التنظيمي(’ ’ 109يمارس العامل من خلل هذه المادة التأشير على مقررات المجلس و ل تكققون
قابلة للتنفيذ إل بعد هذا الجراء داخققل آجققال 20يققوم مققن تاريققخ التوصققل بهققا ‘علققى :المقققرر
المتعلق ببرنامج التنمية ’المقرر المتعلق بالميزانية ’مقققرر تنظيققم الدارة ’المقققررات ذات الوقققع
المالي المتعلقة بالقتراضققات ’و الضققمانات ’تحديققد سققعر الرسققوم ’تفققويت الملك ’المقققررات
المتعلقة بإتفاقيات التعاون اللمركزي و التوأمة (.
يعد العامل ممثل للدولة في العمالت و القليققم وبهققذه الصققفة التمثيليققة فهققو يسققتمد سققلطته مققن
سلطة التعيين وهي الملك ،بناءا على ما ورد في الباب الثالث من الدستور الحققالي )الفصققل 49
من الدستور( ،هو كذلك مندوب للحكومقة مققن حيققث علقتقه بالسققلطة التنفيذيققة ،لجقل تطققبيق
القوانين والنظمة ،تنفيذ مقررات الحكومة ،يسهر على المن ويحافظ على النظام العام ،وهققو
يستعين بذلك بالشرطة ،الدرك ،القوات المسلحة في إطققار اختصاصققاته كشققرطة إداريققة .كمققا
يقوم بالشراف على أعمال رؤساء المقاطعات الحضرية والقروية ورؤساء الدوائر ،كما يسققاعد
العامل رؤساء الجماعات الترابية على تنفيقذ البرامققج الجماعيققة و مقققررات المجققالس الجماعيققة
المتعلقة خاصة ببرامج التنمية و بخاصة التنمية الجهوية .
والعامل مققن ضققمن اختصاصققاته كققذلك يعمققل علققى تنسققيق مهققام وأعمققال المصققالح الخارجيققة
ومراقبتها ويساعده فققي ذلققك لجنققة تقنيققة للعمالققة أو القليققم تتققألف مققن :الكققاتب العققام ،رؤسققاء
53
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
الدوائر ،رؤساء المصققالح الخارجيققة ،مققديري المؤسسققات العامققة .بالضققافة إلققى ديققوان وقسققم
سياسي وقسم اجتماعي قسم المواصلت السلكية واللسلكية قسم القوات المساعدة .
كما أن العامل يتمتع باختصاصات مالية من خلل طلققب تعققديل بعققض بنققود الميزانيققة المحالققة
عليه بقصد التصديق عليها وفي حالة رفض ذلك المر بالصرف و لم يتم عققرض الميزانيققة مققن
جديد على تأشيرة العامل يحق لهذا الخير مطالبة الجماعة بالقيام بعرضها قبل فاتققح ينققاير و ال
حق للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية وضع ميزانية لتسيير شؤون الجماعة على أسققاس آخققر
ميزانية مؤشر عليها بعد توجيه استفسارات في ذلك للمر بالصرف .
كمققا يعمققل العامققل علققى رفققع تقققارير إلققى الققوزراء تتضققمن ملحظققات حققول السققير العققادي
لمصالحهم الخارجية على مستوى القليم أو العمالة .
أما كيفية تعيين العمال فهم يتم تعيينهم من بين الباشوات الممتازين الققذين قضققو 6سققنوات بهققذه
الصفة ’ وتم إدراجهم في جدول الترقي و ذلك حسب عدد المناصققب المتققوفرة ’ كمققا يتققم تعييققن
العمال من بين الموظفين العموميين الذين هم مرتبين في سلم الجور رقم 11و في نفقس التقدرج
الستدللي ’مع أقدمية 10سنوات في العمل الداري .
ويتم تعيين العمال كذلك من بين الشخاص الذين يتوفرون علققى مؤهققل علمققي و كفققاءة ل تقققل
عن عشر سنوات على القل.
فققي القطققاع العققام أو الخققاص البققالغين 40سققنة علققى القققل و الحاصققلون علققى دبلققوم يققؤهلهم
للتوظيف في سلم الجور رقم . 11
هكققذا فالعامققل لققه مجموعققة مققن الختصاصققات فققي المجققال المنققي و فققي المجققال الداري ثققم
اختصاصات ذات طبيعة تنموية ’فبالضقافة القى الختصاصقات التقليديقة القتي تنقاط بالعامقل و
المتمثلة في الختصاصققات ذات الطبيعققة المنيققة و الداريققة فهققو بالضققافة الققى ذلققك يضققطلع
باختصاصات تنموية .
54
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
تدخل في هذا الطار اختصاصات العامل المخولة له قانونا باعتباره ضابطا للشرطة القضققائية ’
وايضا إعتباره ممارسا للشرطة الدارية .
ففي مجال الشرطة القضائية و حسب ما هو منصوص عليققه فققي بنققود القققانون الجنققائي خاصققة
المادة 28جاء فيها ما يفيد ’ يجوز للوالي أو العامل ’في حالة السققتعجال ’عنقد ارتكقاب جرائقم
تمس بالمن العام ’ ان يقوم شخصيا بالجراءات الضرورية للتثبت من ارتكاب هققذه الجرائقم و
أن يوجه أمر القيام بذلك الى ضباط الشرطة القضائية ’ ما لم يخقبر بإحالقة القضقية القى السقلطة
القضائية .
و في حالة استعمال هذا الحق و جب إخبار ممثل النيابة العامة على الفور بالمحكمة المختصة ثم
يقوم باحالة المتهمين عليه فققي غضققون الربققع و عشققرين سققاعة المواليققة لعمليققة القبققض علققى
الضناء مع كل ما يفيذ بذلك .
فالفصقل 145مقن دسققتور المملكقة لسقنة 2011سقاير فقي ذلققك مقا ذهققب اليققه الظهيققر المنظققم
لختصاصات العامل فيما يتعلق خاصة بالمراقبة الدارية نفس الشققيء أكققدت عليققه المققادة 110
من القانون التنظيمي للجماعات رقم 113-14في كل ما يخص المحافظة علققى النظققام و المققن
العمومي ’تأسيس الجمعيات و التجمعات و الصحافة ’النتخابات و الستفتاءات ’مراقبققة احتلل
الملك الجماعي ’مراقبة مضمون الشها و اللوحات الشهارية ’شرطة الصيد البحري ’جققوازات
السفر ’مراقبة الثمان ’تنظيم التجار بالمشروبات الكحوليقة ) ...المققواد مققن 115إلققى 118مققن
القانون التنظيمي رقم .( 113-14
-موظفي و أعوان المصالح الخارجية للوزارات بققالدارات المدنيققة التابعققة للدولققة و المزاوليققن
عملهم في العمالة او القليم ما عدى موظفي المحاكم و الوقاف و الشؤن السلمية .
-السهر على حسن تسيير المصالح العمومية و كل مؤسسققة تسققتفيد مققن دعققم و اعانققة الدولققة او
الجماعات الترابية
- 1الصروخ مليكة :القانون الداري دراسة مقارنة’مطبعة النجاح الجديدة ’’ 2006ص62 :
55
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-يطلع على كل انتقال يهم رؤساء المصالح الخارجية للدارات المدنية لكن يستثنى من ممارسة
هذه السلطة موظفي المحاكم .
تنص القوانين التنظيمية للجماعات الترابية على ان العمال و الققولة يمارسققون الرقابققة الداريققة
على مقررات المجالس و على قرارات رؤسائها .
في اطقار عملقه المحلقي يمقارس العمقال و القولة دور المسقاعد لرؤسقاء الجماعقات الترابيقة و
رؤساء المجالس الجهوية على تنفيذ المخططات و البرامج التنموية .
-3إخأتصاصات العامل التنموية :يمقارس العامقل اختصاصقات ذات طبيعقة اقتصقادية القتي تهقم
بالدرجة الولى دوره في مساعدة الجماعات الترابية في كل ما يتعلق بإعققداد مخططققات التنميققة
القتصادية والجتماعية إضافة الى كون العامققل يققرأس لجققان منققح التعليققم العققالي و الثققانوي و
البتدائي كما يترأس اللجان القليمية للتوفيقق فقي نزاعقات الشقغل الجماعيقة و اللجنقة الوطنيقة
للتنمية البشرية ...
يترائس العامل المجلس القليمي للنعاش القروي طبقا للفصل 3من ظهير 15يوليوز ’ 1961
و يعتبر العامل كذلك الجهاز التنفيذي لبرامج المجلس ’طبقا كذلك للمرسوم الملكي ل 22أكتوبر
1966فهو يعد عضوا في المجلس الداري للمكتب الجهوي للستثمار الفلحي ’و رئيس اللجنة
الثقنية لهذا المجلس ’ كما أنه و طبقا لظهير 25أكتوبر 1969الققذي تققم تعققديله بتاريققخ 7ينققاير
1972المتعلق بقانون الستثمارات الفلحية ’أسند للعامقل بمقوجب هقذا الظهيقر رئاسقة اللجنقة
القليمية المكلفة بتتبع و مراقبة التزامات الفلحين خارج مدار اختصاص اللجنة المحلية .
في هذا الطار يضطلع العامل بمهمة تنفيذ التشريع الخاص بالشغل و النزاعات الجتماعية ’فهو
يعتبر رئيس اللجنة المكلفة بضمان نشاط المؤسسات الصناعية و التجاريققة والفلحيققة و تسققريح
56
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
العمال ’طلقا لمقتضيات المادة 67من مدونة الشغل ’1كما ان العامل هو الققذي يرخققص بققإغلق
المؤسسات الصناعية و التجارية والفلحية .
ج-النعاش الوطني:
يشرف العامل على النعاش الوطني طبقا لمرسوم 21مارس ’ 1977بصققفته السققلطة المشققرفة
على مندوبيات النعاش الوطني و هو القذي يعمقل علقى تسقطير اعمالهقا ’هقذه المنقدوبيات هقي
تابعة من حيث الختصاص الى المديرية العامة للجماعات المحليققة المكلفققة بتحضققير القققرارات
التي يتخذها و زير الداخليققة ’فققي إطققار إختصاصققاته المتعلقققة بممارسققة الرقابققة الداريققة علققى
الجماعات الترابية و السهر على تتبعها و مراقبة تنفيذها .
هو الذي يترأس لجنة منح البقع الرضية المعدة للسكن و فق ما نص عليه الفصل 4مققن مرسققوم
11يناير 1973المحدد لجراءات تطبيق ظهير 8يناير 1973الخاص بتققدخل الدولققة لشققراء و
تجهيز الراضي الخاصة بالسكن القتصادي .كما يمارس صلحية الفصل في نزاعات تخفيققض
السومة الكرائية ’طبقا لمقتضيات مرسوم 8أكتققوبر ’ 1980ولققذلك فهققو يقققوم بنققاءا علققى ذلققك
بتعيين اللجنة الدارية المحلية التي تبث في تلك النزاعات .هذا في مجال السكنى .
أما في ميدان التعمير فالعامل يعاين المخالفات المرتكبة ضدا علققى ضققوابط التعمير’قققانون رقققم
12-90لسنة 1992ثم قانون رقم 25-90المتعلق بالتجزئات العقاريققة و المجموعققات السققكنية
كما تم تعديله و فق القانون رفم 12-66لسنة . 2016
كذلك العامل يلعب دورا مهما فققي محاربققة دور الصققفيح و تنفيققذ السياسققة الحكوميققة فققي ميققدان
السكان .
- 1قانون رقم 65-99القاضي بتطبيق ظهير . 2003-09-11للمزيد أنظر ’صحيب حسن :القانوم الداري المغربي التنظيم الداري
’مرجع سابق ’ص199:
57
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
العامل أو الوالي كذلك لهم أدوار مهمة فققي إطققار علقققاتهم بالمجققالس الجماعققات الترابيققة فمققن
خلل دستور المملكقة لسقنة 22011نلحقظ بققان القولة والعمققال يقومقون بعققدة مهقام علققى هققذا
المستوى فهم يسهرون على :
-إخبققار مجققالس الجماعققات الترابيققة :فققي هققذا الصققدد يقققوم الققولة والعمققال بتزويققد مجققالس
الجماعات الترابية وهي تتداول بخصوص القضايا التي تهم العمالة او القليققم أو الجهققة بكققل مققا
تحتققاجه هققذه المجققالس مققن معلومققات ’فبصققفة الققوالي أو العامققل يعتققبرون رؤسققاء المصققالح
الخارجية لدارات الدولة و يعملون على تنسيق أعمالها ’و بصفتهم كذلك يراقبققون شققبكة رجققال
السلطة و يقومون بدور الوساطة ما بين المنتخبين المحليين ’فهم بذلك يكونون على علم بمشاكل
الجهة او العمالة والقليم .
فبالنسقبة للجهقة يمكقن لرئيقس إحقدى اللجقان دعقوة اعقوان و مقوظفي المؤسسقات العموميقة أو
المقاولت العمومية الذين يشمل إختصاصهم الدائرة الترابية للجهة ’
كما أن الوالي يحضر دورات مجلس الجهة بطلب من رئيسققها أو عضققو مققن أعضققاء المجلققس’
وهو بذلك يقدم إما بمبادرة منه أو بطلققب مققن الرئيققس كققل الملحظققات و التوضققيحات المتعلقققة
بالقضايا المتداولة .
كما يمكن للرئيس أن يطلب مقن والقي الجهقة إسقتدعاء مقوظفي و أعقوان الدولقة أو المؤسسقات
العمومية أو المقاولت العمومية الققذين يشققمل إختصاصققهم النطققاق الجغرافققي للجهققة كلمققا كققان
المر يخص نشاطهم .
هذا ما يجعلنا نلحظ أن دور الوالي لم يختلف عن الدور الذي كان يلعبققه عامققل مقققر الجهققة فققي
ظل القققانون المتعلققق بققالتنظيم الجهققوي رقققم 47-96ل 2أبريققل ’ 1997الققذي منققح الققوالي أو
العامل مقر الجهة حق المشاركة في إجتماعات المجلس و إمكانية تقديم توضيحات ’ وبذلك فهو
يتلقى مشروع جدول أعمال مجلس الجهة ’الذي يحق له ان يدرج فيه نقط إضافية يرى ضققرورة
عرضها على أنظار المجلس الجهوي .العامل أو الوالي يحضر جلسات المجلس و لكققن ل يحققق
- 2ينص الفصل 145من دستور المملكة لسنة 2011على ان الولة و العمال "يمارسون المراقبة الدارية "’و يساعدون "رؤساء
الجماعات الترابية ’و خاصة رؤساء المجالس الجهوية ’على تنفيذ المخططات و البرامج التنموية ".
58
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
له التصويت ’كما يحضر الى جانب رئيس الجهة أعمال اللجنة الدائمة المكلفة بالتخطيط و إعداد
التراب و التي يحضرها أيضا رؤساء المصالح الخارجية للدولة بالجهة .
و تجدر الشارة الى كققون العامققل يققوجه مقترحققات المجققالس الققى السققلطة الوصققية ’ كمققا يبلققغ
المجالس مقررات وزارة الداخلية حقول مققررات المج الس إمقا بقالقبول أو الرفقض ’إذن يعتقبر
العامل معين و وسيط لرئيس الجهة ’ وهو بذلك يحضر مداولت المجالس الترابية كما يمكن لققه
طلب عقد دورة إستثنائية و كذلك تقديم التوضيحات و الملحظات بطلب من رئيس المجلس .
- -المساهمة في تهيئ جدول اعمال المجالس :من الواضح و حسب القوانين التنظيمية للجماعات
الترابية ’ يضطلع رؤساء المجالس لهذه الجماعات بالسهر على تهئ جدول أعمال المجلس ’لكن
ذلك يتم بتنسيق مع العامل أو الوالي الذي يمكنه الدلء بتوضيحات و تقققديم معلومققات و وثققائق
ضرورية مساعدة على مداولة المجلس ’خاصة على مستوى إعداد برامج التنمية و برامج عمققل
الجماعات الترابية و برامج التجهيز و التنمية ’كما يؤشر على الميزانيققة و القتراضققات و فتققح
الحسابات الخصوصية ’ و بذلك فهو يرفعها الققى الققوزارة الوصققية بقصققد المصققادقة علققى هققذه
المقررات ’ وفي هذا الطار يقوم بتبليغ المصققادقة أو الرفققض الققى رئيققس المجلققس ’ و بهققذا ل
يمكن لعضاء المجلس التداول في نقط ل تدخل في إختصاصات المجلققس لكققن يحققق للققوالي او
العامل التعرض على مناقشة أي نقطة غير مدرجة في جدول العمال و يبلغ هذا التعرض معلل
الى رئيس مجلس الجهة ’ و في حالققة عققدم إلققتزام رئيققس الجهققة يمكققن للققوالي أو العامققل رفققع
تعرضه الى قاضي المستعجلت بالمحكمة الدارية الذي يكون مطققالب بققالبث فيققه فققي غضققون
48ساعة مقن تاريقخ التوصقل ’ وفقي هقذا الطقار ل يمكقن لمجلقس الجهقة او العمالقة والقليقم
التققداول فققي نقققط تعتققبر محققل تعققرض تققم تبليغققه الققى رئيققس المجلققس و إحققالته علققى قاضققي
المستعجلت بالمحكمة الداري و لم يتم بعد النظر فيه .
-المساعدة على تنفيذ مقررات المجالس :بحكم القوانين التنظيمية لم يعد الولة والعمققال يمتلكققون
سققلطة تنفيققذ مقققررات المجققالس الجهويققة و القليميققة ’1بحيققث أن هققذه المهمققة أصققبحت مققن
- 1أنظر في هذا الطار القوانين التنظيمية للجماعات الترابية :
-قانون رقم 111-14المتعلق بالتنظيم الجهوي
-قانون رقم 112-14المتعلق بتنظيم العمالت والقاليم
-قانون رقم 113-14المتعلق بتنظيم الجماعات
59
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
إختصاص رؤساء المجالس ’ال أن تنفيقذ هققذه المقققررات ل يمكقن أن تكقون قابلققة لققذلك إل بعققد
حصولها على تأشيرة الوالي أو العامل ’داخل أجل 20يوما من تاريخ التوصققل بهققا مققن رئيققس
المجلس ’ ويمكن حصر هذه المقررات في :
-المقررات ذات الوقع المالي )نفقات مداخيل إقتراضات ضمانات رسققوم وأتققاوى تفققويت أملك
العمالة
يمكن أن نشير هنا الى كون المقررات المتعلقة بمالية الجهات ل تكققون قابلققة للتنفيققذ إل مققن بعققد
المصادقة عليها من قبل وزير الداخلية الذي يقوم بعرض ميزانيات الجهات على تأشيرة السققلطة
الحكومية المكلفة بالمالية وفق أجال حدده المشرع من خلل القوانين التنظيمية في تاريخ أقصققاه
10أيام من تاريخ التوصل .نفس الشيء بالنسبة لمقررات المجلس الجهوي فهققي ل تكققون قابلققة
للتنفيذ المن بعد حصولها على تاشيرة السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية داخل أجققال 20يومققا
من تاريخ التوصل بها من رئيس المجلس و هذه المقررات تتعلق ب:
60
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-المقررات ذات الوقع المالي )نفقات مداخيل رسوم أتاوات تفويت أملك الجهة
من طبيعة الحال ل يمارس العامل مجموع هذه الختصاصققات بمفققرده كمققا اسققلفنا القققول ’ بققل
يساعده في ذلك على مستوى العمالة أو القليم كل من :
-اللجنة الثقنيقة للعمالقة او القليقم :مهمتهقا مسقاعدة العامقل علقى اخقذ الققرار ’وهقي مؤلفقة مقن
:الكاتب العام للعمالة او القليم ’رؤساء الدوائر ’رؤساء المصالح الخارجيققة ’مققدراء المؤسسققات
العمومية التي تتواجد بالدائرة الترابية للعمالة او القليم .
-الكاتب العام للعمالة او القليم :يعد بمثابة العلبة السوداء للعمالققة او القليققم نظققرا للمققامه بكققل
شيء ’من مهامه الشراف على تنسيق أعمال مصالح العمالققة حسققب منشققور وزيققر الداخليققة ل
5مارس 1978و هقو مقن خلل وضققعه علققى الجهققاز الداري للعمالقة يعققد المسققاعد الرئيسققي
للعامل كما ينوب عنه أثناء غيابه .
-ديوان العامل :يضطلع ديوان العامل بمهمققة سياسققية و إداريققة ’فهققو مققن ناحيققة يبلققغ العامققل و
يخبره بكل المستجدات على مستوى العمالة ’ و من جهة أخرى يسهر على تنظيققم أجنققدة العامققل
بكل ما يتعلق بالمراسلت و الستقبالت و الجولت وكذا الزيارات التي يقوم بها العامققل داخققل
القليم او العمالة .
-قسم الستعلمات العامة :مهمتققه جمققع المعلومققات السققتخبارية بخصققوص كققل مققا يققدور مققن
تحركات على مستوى العمالة او القليم .
-قسم القوات المساعدة :و هي قوة وقائية مهمتهققا تققأمين المنشققآت العامققة للعمالققة او القليققم مققن
مقاطعات’جماعات ’مؤسسات ’مصالح خارجية ’أسواق ...
-قسم التصالت السلكية واللسلكية :هو قسم ل يمكن الستغناء عنققه لكققونه يققؤمن التصققال و
التواصل ما بين المركز واللمركز ضمانا لضبط المجال الترابي للعمالة او القليم .
61
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
أخيرا ’ يمكن ملحظة كون العامل كرجل سلطة يتوفر على مجموعة من المهام المسندة اليه ’ و
هو بذلك يمكن القول عنه ’ أنه بنية إدارية أخطبوطية من حيث تدخله في العديد من مناحي عمل
المجققالس المنتخبققة ’فهققو يمتلققك سققلطة التأشقير و سقلطة المراقبقة و سقلطة المتابعقة و الموافققة
والمبادرة و التعرض و الخبار و التنفيذ و العداد ’إذن العامل هققو محققدد لبرامققج التنميققة علققى
مستوى العمالت و القاليم ’ وبذلك فهو يعد ركيزة أساسية فققي التنظيققم الداري المغربققي علققى
المستوى اللمركزي.بحيث يمكن القول أن العامل كسلطة يتقاطع فيها المركزي بالمحلي .
يعتبر نظام الدارة المحلية أسلوبا من أساليب تنظيم الجهققاز الداري للدولققة ويتمثققل فققي إعطققاء
بعض اختصاصات السلطة المركزية لوحدات إدارية محلية مستقلة تمارسها بواسققطة منتخبيهققا.
ضمن نطاق دائرتها المحلية ،وهي بذلك تتميز بطبيعة خاصققة ومقومققات معينققة نظققرا لهميتهققا
النابعة من كونها تفسح المجال للمواطنين لدارة شؤونهم تطبيقا لمبادئ الديمقراطيققة الداريققة و
من هنا تنبع أهمية دراسة الصورة الثانية من صور التنظيم الداري وهي اللمركزية الدارية.
إذن ماذا تعني مفهوم اللمركزية الدارية ؟ أشكالها ومقوماتها؟ وما هي الجهزة الداريققة الققتي
تضطلع بإدارة الشأن العام المحلي ؟
يقصد باللمركزية الدارية توزيع الوظائف الدارية بين الحكومة المركزية في العاصققمة وبيققن
هيئققات الجماعققات المحليققة ،وتخضققع هققذه الهيئققات فققي ممارسققة وظيفتهققا للشققراف ورقابققة
الحكومة المركزية.
62
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
وتتحقق بمنح إقليم من أقاليم الدولة الشخصية المعنوية ،يعني منحه السققتقلل الداري والمققالي
في مباشققرة الختصاصققات الموكولققة إليققه بهققدف السققهر علققى تحقيققق المصققالح المحليققة تحققت
إشراف السلطة المركزية ورقابتها.
ويتضح من هذا التعريف وجود هيئات محلية أو مصلحية تتمتع بالشخصية المعنوية ،وقد تكون
هذه الهيئات المحلية غالبا منتخبة من طرف السققكان ،ويقترتب عققن الشخصقية المعنويققة وجققود
أموال وممتلكات خاصة حتى تتمكن من تصريف أعمالهقا بواسقطة مقوظفين وميزانيقة ،وبقذلك
تكون الجماعة المحلية صاحبة حقوق وواجبات كما بوسققعها التقاضققي أمققام المحققاكم .وهققذا هققو
المعنى من التمتع بالشخصية المعنوية).كما تناولناه في الفصل التمهيدي من هذه المحاضرات(.
فوجود مصققالح محليققة مختلفققة عققن المصققالح الوطنيققة يتققم بموجبهققا العققتراف لهققذه الوحققدات
الترابية بتصريف الشأن المحلي بواسطة مرافق محلية متميزة عن المرافق العموميققة الوطنيققة ،
واللمركزية بهذا المعنى هي نوع من التسقيير القذاتي وليقس السقتقلل التقام ،فهقي رغقم ذلقك
تكون خاضعة في ممارسة مهامها إلى نوع من الرقابة التي يطلق عليها الوصاية الدارية.
وتتحقق بمنح مرفق عام سواء أكان وطنيا أو محليا الشخصققية المعنويققة يعنققي منحققه السققتقلل
المالي والداري في تسيير شؤونه إل أن هذا الستقلل مرتبققط بشققرط الرقابققة أو الوصققاية مققن
63
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
طرف السققلطات المختصققة ،وينطبققق هققذا بصققفة خاصققة علققى المؤسسققات العموميققة بمختلققف
أنواعها ،كالوكالت المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء أو النقل الحضري.
نستنتج من هذا أن هناك فرقا جوهريا بين اللمركزية القليمية واللمركزيققة المرفقيققة ...يمكققن
إجمالها في النقط التالية :
– 1ينشأ الشخص الداري المحلققي لرعايققة مصققالح سققكان إقليقم مقن أقققاليم الدولققة .بينمققا ينشقأ
الشخص العام المرفقي لتحقيق غرض محدد ويكون اختصاصه محدودا في الغرض الذي أنشققئ
من أجله.
– 2يكون للشخص الداري المحلي وجود من الناحية المادية يسقبق وجقوده الققانوني .ذلقك لن
سكان العمالة أو القليم هم لهم وجود حقيقي قبل العتراف للعمالة أو القليم بالشخصية المعنوية
وتحويلها بذلك إلى شخص معنوي محلي أمقا الشقخص العقام المرفققي فل يكقون لقه وجقود قبقل
إنشاء المرفق ومنه الشخصية المعنوية.
– 3تنشأ الشخاص الدارية المحلية بتأثير عوامل سياسية أهمها مبادئ الحريققة السياسققية الققتي
تسهر على تحقيق منح الجماعات حكم نفسها بنفسها.
أما الشخاص العامة المرفقية فتنشأ لسباب وعوامل فنيققة أو تقنيققة ،تسققعى إلققى تحقيققق أفضققل
النتائج وبأقل تكلفة ممكنة .فأعضاء المجالس المحلية 1يتم اختيارهم عن طريق النتخاب ،بينما
يتم ذلك بالنسبة لعضاء المرافق العامة المحلية عن طريققق التعييققن بواسققطة السققلطة الققتي تمل
سلطة الوصاية على هذه الشخاص المرفقية .
1
64
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
إن نظام الدارة المحلية ينصب أساسا على وظيفة الدولقة الداريقة ول يتعقداها إلقى غيرهقا ،1إذ
تتمتع الهيئات المحلية من خللقه بسقلطات أصقيلة تخولهقا القيقام ببعقض العمقال الداريقة ذات
الصبغة المحلية في نطاق دائرتها المحلية ،مشاركة بذلك الهيئات المركزية في ممارسة وظيفتها
الدارية التي تنصب غالبا على العمال ذات الصقبغة القوميقة والقتي تهقم الدولقة ككقل ،بحيقث
يتعدى أثرها نطاق وحدة إدارية معينة ليشمل إقليم الدولة ككقل ومقن هن ا ل بقد مقن التمييقز بيقن
اللمركزيققة الداريققة واللمركزيققة السياسققية ومققا بيققن اللمركزيققة الداريققة وعققدم الققتركيز
الداري ،حتى يتم بشكل أدق التمييز ما بين اللمركزية الدارية وهذه المفاهيم وحصر الغرض
من كل واحد منها.
تنقسم الدول من حيث تكوينها إلى دول بسيطة ودول مركبة ،ففي الدول البسيطة تكون ممارسة
السيادة فيها لسلطة واحدة في العاصمة كما تملك سلطة واحدة لكل من التشريع والتنفيذ والقضققاء
،سواء أكانت هذه القدول تتبقع السقلوب المركققزي أو اللمركقزي فيمقا يتعلقق بكيفيقة ممارسقة
الوظيفة الدارية ،كما أن أخذ هذه الدول بأسلوب الدارة المركزية ل يؤثر في تكوينها السياسي.
أما في الققدول المركبققة وهققي تلققك الققدول الققتي تتكققون مققن عققدة دويلت ك :الوليققات المتحققدة
المريكيققة ،والتحققاد السققوفياتي )سققابقا( ،فققإن ممارسققة السققيادة ل تققتركز فققي يققد الحكومققة
المركزية وحدها .وإنما تتوزع هققذه السققيادة بيققن الحكومققة التحاديققة المركزيققة وبيققن الوليققات
المكونة للدولة التحادية فنجد في الحكومة التحادية .السلطة التشققريعية والتنفيذيققة والقضققائية ،
تمارس اختصاصها على صعيد كافة أرجاء إقليققم الدولققة التحاديققة ،إلققى جققانب تلققك السققلطات
التشريعية نجد سلطات أخرى .تشريعية وتنفيذية وقضائية في الوليات وهذه الظققاهرة الخيققرة
يطلق عليها تسمية اللمركزية السياسية ،المققر الققذي يققدل علققى أن الفققرق بيققن النظققاميين هققو
- 1لقد أصبح دور الدولة يخرج عن سياقاته العامة والساسية من دفاع و عدل و قضاء بل أصبح دور الدولة ينخرط في توجهات
أخرى خاصة على المستوى القتصادي ’بحيث أن الدولة تحولت من دولة ممارسة للسياسة الى دولة مطلوبة أكثر لولوج المجال
القتصادي .
- 2في هذا الطار يمكن ذكر التجربة اللمانية التي سعت الدولة من ورئها الى تبني نظام » « landersالذي يستمد سندها القانوني
من القانون الساسي للجمهورية الفدرالية اللمانية لعام ’ 1949فاللقاليم تمارس سلطات واسعة و تتوفر على سيادة أصلية .
فاللندرز تعتبر كدولة ذات سيادة تتمتع بصلحيات تشريعية و قضائية و إدارية واسعة ’بحيث ل يستثنى منها إل ما له إرتباط بالسيادة
الخارجية للتحاد الفيدرالي اللماني ’كاالشؤون الخارجية و الدفاع و السياسة العسكرية و إصدار العملة و السكك الحديدية و
المواصلت و بعض أنواع الضرائب .
65
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
فققارق فققي الطبيعققة والجققوهر رغققم مققا يوجققد بينهمققا مققن تشققابه ،يقققف عنققد فكققرة توزيققع
الختصاصات بناءا على الحجج التية :
أ – اللمركزيققة هققي مجققرد أسققلوب إداري يقتصققر توزيققع الختصاصققات فيققه علققى الوظيفققة
الدارية للدولة .فهي تتعلق بمشكل التنظيم الداري ول مساس فيه بوحققدة الدولققة السياسققية ،فققي
حين تتعلق اللمركزية السياسية بأسلوب التنظيم الدسققتوري للدولققة علققى أسققاس منققح الوحققدات
الترابية إستقلل تشريعي ،تنفيذي وقضائي بناءا على خصوصيات هذه الوحدة الترابية أو تلك.
في حين أن نظام اللمركزية السياسية يخلو مققن مثققل هققذه الرقابققة وتباشققر الققدويلت التحاديققة
سلطتها على وجققه السققتقلل دون أيققة وصققاية مققن الحكومققة التحاديققة الققتي تختققص بالسياسققة
الخارجية والدفاع عن الوليات المنضوية في التحاد.
إذا أخذنا بالمعنى العلمي للدارة المحلية ،فققإنه يمكققن القققول بققأن مققا بيققن اللمركزيققة الداريققة
وعدم التركيز الداري يوجد فيه نوع من الختلف .إذا ما تم الخذ بفكرة الديمقراطية الداريققة
بمعنى ،أن الوحدات الدارية تتمتع بنوع من الشخصية المعنوية رجوعا إلقى أسقلوب النتخ اب
الذي يفرز مجالس محليققة منتخبققة قققادرة علققى تسققيير شققؤونها بنفسققها .إل أن تققداخل المركققزي
بققاللمركزي علققى المسققتوى المحلققي مققن حيققث تواجققد مققوظفي المركققز المعينيققن فققي فققروع
الققوزارات المختلفققة الموزعققة فققي أقققاليم الدولققة ،ل يعنققي تخلققي الدولققة وبشققكل نهققائي عققن
اختصاصاتها العامة .بل هي تملك حق ممارسة تلك الختصاصات من جانبها وحدها ،كما أنهققا
تبقى صاحبة الرأي النهائي في الموضوع إذ تخضع القققرارات المتخققذة مققن قبققل الفققروع لدارة
الشأن العام المحلي لموافقتها أو تصديقها ،كما أنها تملك حق التعديل لهذه القرارات بما لهققا مققن
66
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
سلطة رئاسية على هؤلء الموظفين المعينين من قبلها .والذين يرتبطون بالمركز برابطة التبعيققة
والخضوع ،وعلوة على ذلك فإن هذه الفروع المحلية ل تتمتع من حيث الممارسققة بالشخصققية
المعنوية التي تعتبر ضرورة لكل نظام إدارة محلية.
يطلق هذا اللفظ على الجهات و الهيئات الترابية الخرى التي تقدم خدمات معينة في مكان معين
مققن إقليققم الدولققة بغققض النظققر علققى الطبيعققة القانونيققة لتلققك الجهققات ومققدى علقتهققا بالسققلطة
المركزية أي أن التمييز يقوم هنا على أساس مكاني بحث بغض النظر عن العتبارات الخققرى
ما دام أن الخدمات المقدمة تنحصر في نطاق مكققاني معيققن وينطبققق هققذا المققر علققى الوحققدات
اللمركزية القليميققة )جهققات ،عمققالت ،أقققاليم ،جماعققات( .ومققن هققذا المنطلققق فالجماعققات
الترابية حسب النص الدستوري وفق ما تم تشريعه فققي البققاب التاسققع الفصققل 135مققن دسققتور
المملكققة " :الجماعققات الترابيققة للمملكققة هققي الجهققات و العمققالت والقققاليم و الجماعققات )اي
الجماعات الحضرية والقروية ("على هذا الساس سوف نخصص هذا المبحث لدراسة مجالس
العمالت والقاليم )في مطلب أول( مجالس الجماعات القروية و الحضرية في )مطلب ثاني(.ثم
نخصص المطلب الثالث للوقوف عند التنظيم الجهوي للمملكققة والمسققتجدات المتعلقققة بققذلك مققن
خلل مقا خقص بققه الققانون التنظيمققي للجهققات مقن اختصاصقات علقى أن نختقم هقذه الدراسققة
بالحديث عن الرقابة الدارية و ما يمكن ان تثيره هذه الرقابة من تساؤلت.
1
العمقالت المطلييب الول :تنظيييم العمييالت والقإياليم ميين خألل القييانون رقإييم : 112-14
والقاليم ’ جماعات ترابية ذات شخصية اعتبارية لها استقللها المالي والداري معترف لهققا بققه
من الدولة في إطار تكامل الدوار التنظيمية والتدبيريققة للهيكققل المؤسسققاتي العققام .وقققد عققرف
تنظيم العمالت والقاليم تطققورا متسققارعا منققذ ظهيققر 1963ثققم القققانون رقققم 79.00و أخيققرا
القانون التنظيمي رقم 112-14لسنة . 2015و هققو القققانون الققذي دخققل حيققز التطققبيق فققي ظققل
دستور .2011
67
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
تخضع العمالت والقاليم لتنظيم خاص أتققى بققه المشققرع مققن خلل مققا نققص عليققه فققي القققانون
التنظيمي المتعلق بهذا الصنف من الجماعققات الترابيققة سققواء علققى مسققتوى التكققوين التسققيير و
الختصاص:
-1التكوين:
العمالت والقاليم جماعات ترابية تتمتع بالشخصية المعنوية والستقلل المالي وهققي تحققدث أو
تحذف بمرسوم ،ويتولى تدبير شؤون العمالة أو القليم أجهزة منتخبة يمكن إجمالهققا فققي مجلققس
العمالة أو القليم الذي يتشكل من فئتين من العضاء حسب تركيبة المجلس :
-أعضاء منتخبون من طرف هيئة ناخبة ،تتكون من أعضاء المجالس الجماعية التابعة للعمالة
أو القليم حسب الشروط المحددة في القانون المتعلق بمدونة النتخابات ،ثم من أعضاء يمثلون
الغققرف المهنيققة ينتخبققون مققن بيققن أعضققاء غققرف :الفلحققة ،التجققارة ،الصققناعة والخققدمات،
الصناعة التقليدية ،الصيد البحري .وفق أحكام القانون التنظيمققي رقققم 59-11المتعلققق بانتخققاب
أعضاء مجالس الجماعات الترابية
تدبير العمالة أو القليم يرتكز على مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكققل عمالققة أو إقليققم و
فققي حققدود اختصاصققاتها سققلطة التققداول و سققلطة تنفيققذ مقرراتهققا ’كمققا أن هققذا المققر يفققرض
التضامن والتعاون بين العمالت أو القاليم و بينها وبين الجماعات الترابية الخرى
و بالحالققة علققى مبققدأ التفريققع طبقققا للفصققل 140مققن الدسققتور تمققارس العمالققة أو القليققم
الختصاصات الذاتية و المشقتركة والمنقولقة اليهقا مقن طقرف الدولقة وفقق أحكقام هقذا الققانون
)المادة 4و المادة 5من القانون التنظيمي (
ولمجلس العمالة أو القليم مكتب يسقير أعمقاله يتقألف مقن رئيقس المكتققب وعقدة نقواب يؤلفقون
مكتب المجلس’ .بالضافة إلى أجهزة مساعدة من كاتب للمجلققس ،ولجققان دائمققة خاصققة لجنققة
الميزانية و الشؤون المالية والبرمجة ’لجنة التنمية القروية و الحضرية وإنعاش السقتثمارارات
68
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
و الماء والبيئة و الطاقة ’لجنة الشؤون الجتماعية والسرة’و يضم المجلس كذلك لجققان مؤقتققة
تناط بها دراسة مواضيع معينة’ وتنتهي أعمال اللجنة بإيداع تقاريرها لدى رئيس المجلس قصققد
عرضها علقى المجلققس للتقداول ’بالضقافة القى هقذه اللجقان يحقدث المجلقس هيئقات استشقارية
بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني تطبيقققا لحكققام المققادة ’ 139و المجلققس فققي إطققار تسققيير
شؤون العمالة أو القليم يعقد ثلث دورات عادية فققي السققنة)ينققاير’يونيو وشققتنبر( وفققق جدولققة
معينة حسب النقاط التي سوف تتم مناقشتها ضمن كققل جلسققة .كمقا يمكققن للمجلققس التقداول فقي
قضايا العمالة أو القليم في دورة استثنائية بدعوة من ثلتي أعضاء المجلس او بدعوة مققن عامققل
العمالة أو القليم
كما أن التداول يهم فقط النقاط التي تدخل في صلحيات أعضاء المجلس و كل خروج عققن ذلققك
يكون محط تعرض من العامل معلل بقرار يبلغ الى رئيس المجلس أو تتم إحالققة التعققرض علققى
القضاء ألستعجالي بالمحكمة الدارية
جل المقررات تتم بالغلبية المطلقة للصوات المعبر عنها و إذا تعققذر ذلققك يتققم التصققويت فققي
جلسة ثانية بالغلبية المطلقة و في حالة تعادل الصوات يرجح الجانب الذي يكون فيققه الرئيققس
)المواد 33إلى 50من نفس القانون التنظيمي(
ويمارس مجلس العمالة أو القليم اختصاصات تهم قضايا العمالة أو القليققم وهققي اختصاصققات
ذاتيققة واختصاصققات منقولققة 1إل أن مقققررات مجلققس العمالققة أو القليققم فهققي خاضققعة لسققلطة
المراقبة الدارية )المادة (106من القانون المنظم لمجققالس العمققالت والقققاليم رقققم .112-14
كما أن وزير الداخلية هو الجهة المختصة بقبول أو رفض مقررات المجالس المعنية ما عقدا فقي
الحالة المنصوص فيها على خلف ذلك بنص تشريعي أو تنظيمي .ولمجالس العمالت والقققاليم
اختصاصات ذاتية وأخرى منقولة من الدولة وكذلك اختصاصات مشتركة .
- 1المادة 79من القانون رقم 112-14المتعلق بتنظيم العمالت والقاليم لسنة 2015
69
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-الخأتصاصات الذاتية حسب الفصل 79من القانون المنظققم لختصاصققات مجققالس العمققالت
والقاليم رقم 112-14تمارس العمالة أو القليم اختصاصققات ذاتيققة داخققل نفوذهققا الققترابي فققي
المجالت التالية :
-الخأتصاصات المنقولة :وهي حسب المادة 89من نفس القانون فهي مجال التنمية الجتماعية
و إحداث و صيانة المنشآت المائية الصغيرة والمتوسطة و هذه الختصاصات يراعى فيهققا مبقدأ
التدرج كما يمكن تحويل هذه الختصاصات الى اختصاصات ذاتية طبقا لحكام المادة 146مققن
دستور المملكة )المادة 90من القانون التنظيمي المتعلق بالعمالت و القاليم ( .
-الخأتصاصات المشتركة :يمارس مجلس العمالققة أو القليققم إلققى جققانب الدولققة حسققب منطققوق
المادة 86من نفس القانون الختصاصات التالية :
70
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-تمول أو تشارك في تمويل انجاز مرفقق أو تجهيققز أو تققديم خدمققة ل تقدخل فققي اختصاصقاتها
الذاتية )هده المساهمة تتم بناءا على تعاقد ما بين الدولة وهذه المجالس المواد 87و ’ (88
إضافة إلى هذه الختصاصات لمجلس العمالة أو القليم مجموعة مققن الصييلحيات موكوليية إليققه
في مجال التنمية والمرافق العمومية بحكم القققانون التنظيمققي نجملهققا علققى الشققكل التققي)المققادة
: (92
-إحداث شركات التنمية المشار إليها في المادة 122من نفس القانون )المادة ’ (92
في مجال المالية و أملك العمالة أو القليم يتداول المجلس في)المادة :(93
-الميزانية’
-فتح اعتمادات جديدة و الرفع من العتمادات و تحويل العتمادات داخل نفس الفصل’
-القتراضات ’
71
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
أما على مستوى التعاون والشراكة فالمجلس يتداول في القضايا التالية و فق المادة (94
-المسققاهمة فققي إحققداث مجموعققات العمققالت أو القققاليم و مجموعققات الجماعققات الترابيققة أو
النضمام إليها أو النسحاب منها
-يتولى رئيس مجلس العمالة أو القليم الصلحيات التاليققة ) و فققق مققا هققو منصققوص عليققه فققي
المواد من 95إلى 105من القانون التنظيمي المتعلق بالعمالت و القاليم ( فهو :
72
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-هو المر بقبض مقداخيل العمالقة أو القليقم و صقرف نفقاتهقا و يمكنقه تفقويض أمقر ذلقك إلقى
المدير العام للمصالح
-يعتبر الرئيس التسلسلي للعاملين بالمصالح الدارية للعمالة أو القليققم و يمكنققه أن يفققوض أمققر
ذلك إلى المدير العام للمصالح
-يحفظ جميع الوثائق التي تتعلق بأعمال المجلس و وثائق التبليغ و النشر
-كما أن الرئيس يعمل على تنفيذ مقررات المجلس وهو يخضع في ذلققك إلققى المراقبققة الداريققة
التي يمارسها عليه الوالي أو العامل بعد رفع تقرير في ذلك إلى وزيققر الداخليققة بصققفته السققلطة
الرئاسية وذلك بشان تنفيذ المقررات الصادرة عن مجالس العمالت أو القاليم المذكورة أعله
المطلب الثاني :تنظيم الجماعات )الحضرية والقروية قإراءة في القييانون التنظيمييي رقإييم -14
:(113
أما تنظيم الجماعات القروية والحضرية فهي ألخرى عرفت تطورا علققى مسققتوى المققادة -
القانونية المؤطرة لهذا الصنف من الجماعات الترابية بالمغرب ’حيث صدرت عدة نصوص
73
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
قانونية نظمت سير الجماعات المحلية ابتداء من سنة 1960من خلل الظهير الشققريف رقققم
1.59.315بتاريخ 23يونيو 1960المتعلق بتنظيم المجالس الجماعية ’ثققم صققدر مققن بعققده
ظهير 1976رقم 1.76.583بمثلبة قانون يتعلققق بققالتنظيم الجمققاعي ’ثققم الميثققاق الجمققاعي
لسنة ’ 2002ظهير رقم 1.02.297بتاريخ 3أكتوبر ’ 2002الصققادر بتنفيققذ القققانون رقققم
78.00المتعلق بالتمظيم الجماعي ’ ثم التعديلت الواردة به سنة 2009بظهير شريف رقققم
’ 1.08.153بتاريققخ 18فققبراير الصققادر بتنفيققذ القققانون رقققم ’ 17.08و أخيققرا مقتضققيات
القانون التنظيمي رقم 113-14المتعلق بالجماعات الققذي نتنققاول بعضققا منهققا علققى الشققكل
التالي :
الجماعات هي وحدات ترابية داخلة في حكم القانون العام تتمتع بالشخصية المعنوية والسققتقلل
المالي .وتنقسم إلى جماعات حضرية وأخرى قروية.
وللجماعة القروية أو الحضرية مجلس للجماعة منتخب يسهر علققى تسققيير شققؤونها ،ولتسققهيل
أداء مهامه ينتخب المجلس الجماعي من بين أعضائه رئيسا وعدة نواب يؤلفون مكتب المجلققس.
)المادة 7من القانون أعله(.و يجري إنتخاب رئيس المجلس و نوابه في جلسة واحدة تنعقد لهققذا
الغرض خلل الخمسة عشرة يوما الموالية لنتخاب أعضاء المجلس ’بحيث و تطبيقا لمقتضيات
القانون التنظيمي للجماعات ’ل يجوز أن ينتخب رئيسققا للمجلققس الجمققاعي أو نوابققاللرئيس و ل
أن يزاولوا مهامهم بصفة مؤقتة :المحاسبون العموميون ’الققذين يرتبققط عملهققم بالجماعققة .يمنققع
كذلك من هذا المنصب رؤساء المقاطعات و العضاء الماجورين لققدى الرئيققس ’أيضققا ل يمكققن
أن يكون التقدم لشغل منصب رئيس جماعة الموجودون فققي حالققة تنققافي ’ وبهققذا تتنققافي رئاسققة
جماعة أو نائب رئيس جماعة مع مهققام رئيققس أو نققائب رئيققس جماعققة ترابيققة أخققرى أو نققائب
رئيس غرفة مهنية ’ وفي حالة الجمع بين المهمتين يعتبر المعني بالمر مقال بحكم القانون ’كمقا
أنه ل يمكن الجمع بين رئاسة مجلس جماعة و صفة عضو فققي الهيئققة العليققا للتصققال السققمعي
البصري أو مجلس المنافسة أو الهيئة العليا للنزاهة و الوقاية من الرشوة .
74
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
هكذا ’يرشح لرئيس مجلس جماعة التي تأخذ بنمققط القققتراع الحققادي السققمي ’كققل العضققاء
المنتخبين’اما بالنسبة للجماعات التي تعتمد طريقققة القققتراع باللئحققة ’يترشققح لمنصققب رئيققس
الجماعة العضاء المرتبون على رأس لوائح الترشيح التي فازت بمقاعققد داخققل المجلققس .و فققي
حالة الترشيح على المرشحين لشغل منصب رئيس جماعة أن يكون من بين الحققزاب الحاصققلة
على الرتب الخمس الولى بناءا على مجموع المقاعد المحصل عليها ’بالنسبة للمستقلين يمكنهققم
الترشح في حالة ما إذا فاق عدد المقاعد الققتي تحصققاوا عليهققا عققدد مقاعققد الحققزب المرتققب فققي
الرتبة الخامسة ’أما الشرط الثاني فهو يهم المنتمين لحققزاب سياسققية ’فققي هققذه الحالققة لبققد مققن
إرفاق طلب الترشيح بتزكية الحزب الذي ينتمي إليه ’فقي حالققة الوفقاة أو حالققة عقائق مقا أو فققي
حالة إستقالة ’يؤهل للترشح المترشققح الققذي يليققه علققى مسققتوى الققترتيب فققي اللئحققة نفسققها ’او
المترشح الموالي.
إضافة إلى أجهزة مساعدة للمجلس من كاتب للمجلس’ الققذي ينتخققب مققن بيققن أعضققاء المجلققس
الخارجين عن أعضاء المكتققب ’كمققا ينتخققب أيضققا نققائب للكققاتب وفققق نفققس الشققروط تنحصققر
مهامهم في تحرير محاضر الجلسات و حفظها كما يقوم الكاتب العام للمجلس بتوقيققع المقققررات
الى جانب الرئيس و يضمنها في سجل حسب القترتيب و حسقب التاريقخ ’كمقا ينتخقب المجلقس
لجققان دائمققة و كققذا فققرق بالنسققبة للمجققالس ذات نظققام المقاطعققات لدراسققة القضققايا الماليققة.
والقتصققادية والجتماعيققة ،والتعميققر وإعققداد الققتراب).المققواد 83الققى 93مققن نفققس القققانون(.
إنتخاب اللجان يتم من بين أعضاء المجلس و لكن خارج أعضققاء المكتققب كمققا ينتخققب المجلققس
رئيس للجنة و نائب للرئيس و في حالة عدم و جود مترشح يترشح أعضاء المكتب دون ارئيققس
لشغل هذه المهام .كما تحدث من طرف المجلس لجان موضققوعاتية بشققكل مققؤقت لنجققاز مهققام
محددة ’بالضافة الى هيئات إستشارية )هيئة المساواة وتكافؤ الفرص و مقاربة النوع ’لجنة ندوة
الرؤساء التي تناط بها الشغال المتعلقة ببرامج التجهيز والتنشيط المحلي الخاصة بالمقاطعققات ’
وكذا مشاريع تفويض التدبير المفوض ’بالضافة الققى كققل إقققتراح يهققدف إلققى تحسققين المرافققق
العمومية المحلية .
75
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
يجتمع المجلس وجوبا ثلث مرات في السنة )فبراير’ماي’ واكتوبر( وتعقد هققذه الجلسققات وفققق
جدول للعمال يعده الرئيس بمساعدة أعضاء المكتب
وبما أن رئيس المجلس الجماعي يتمتع بمجموعة من الختصاصات فتنفيققذها ل يتققم إل بعققد أن
تحمل تأشيرة وزير الداخلية أو من يفوض له ذلك الوالي أو العامل أي السلطة الحكومية المكلفققة
بالداخلية .
حتى يمارس المنتخب الجماعي مهامه خصص القانون التنظيمي لهذه العمليققة الفصققول مققن 51
إلى 76التي نظمت بالخصوص :
بالضافة الى الوضعيات المطبقة على رئيس المجلس و نوابه وهي :
-1الستقالة :
يمكن أن نميز في هذا المر بيققن مقتضققيات إسقتقالة الرئيققس و إ سققتقالة نقائب الرئيققس ’فحسقب
المادة 59من القانون التنظيمي للجماعات تنص على أنه إذا رغب رئيققس مجلققس الجماعققة فققي
التخلي عن مهامه و جب عليه تقديم طلب إستقالته غلى عامل الجماعة أو القليم او ينوب عنه .
أما إستقالة نائب الرئيققس فققد نصققت المقادة 60علققى أن النقائب القذي يريققد السققتقالة أن يققوجه
استقالته مباشرة الى رئيس المجلس الجماعي الذي يخبر عامققل العمالققة أو القليققم او مققن ينققوب
عنه كتابة .
إن اجل الستقالة أصبح محددا بحيث يسري فقي أجقل 15يومقا مقن تاريقخ التوصقل سقواء مقن
طرف العامل بالنسبة لرئيس المجلس ’و رئيس المجلس بالنسبة لنائب الرئيس .
76
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-القإالة لمنتخب مقيم بالخارج :كان رئيسا او نائبا للرئيس ’يتم إخطاره بقرار للسلطة الحكومية
المكلفة بالداخلية ’بعد رفع المر اليها من قبل عامل العمالة او القليم عققن إقالققة رئيققس المجلققس
الذي تبث بعد إنتخابه أنه مقيم بالخارج .
-القإالة بناءا على طلب :تنص المادة 68بأنه يجوز طلب إستقالة رئيس المجلققس مققن قبققل ثلققث
أعضققاء المجلققس المزاوليققن مهققامهم .و يتققم قبققول القالققة بتصققويت ثلققثي أعضققاء المجلققس
المزاولين مهامهم.
-القإالة بحكم القانون :يقال بحكم القانون كل عضو لم يلققبي حضققور ثلت دورات متتاليققة ’أو
خمققس دورات بصققفة متقطعققة دون مققبرر وفققق المققادة ’ 65إن تفعيققل القالققة منحهققا القققانون
التنظيمققي لرئيققس المجلققس و ذلققك مققن خلل مسققك سققجل الحضققور والعلن عققن أسققماء
المتغيبين .و يوجه ارئيس في هذا المر نسخة من سجل الحضور الى عامل العمالة او القليم او
لمن يمثله داخل أجل ل يتعدى 5أيام بعد إنتهاء دورة المجلس .
-3العزل :يتم عزل رئيس المجلس و أعضاء المجلس حسققب المققادة 63بحكققم قضققائي صققادر
عن المحكمة الدارية ’و تكون نتيجة هذا الحكم بطلن مداولته و كذا إيقاف تنفيذ مقرراتققه كمققا
يختص القضاء بحل المجلس و يسري هذا الجراء على مخالفة ارتكاب افعال مخالفة للقانون
و النظمة الجاري بها العمل’ قيام عضو من أعضاء مجلس الجماعققة بريققط مصققالحه بمصققالح
الجماعة ’ممارسة عضو من أعضاء الجماعة لمهام خارج دورهقم التقداولي ’إمتنقاع أحقد نقواب
الرئيس عن القيام بأحد المهام المنوطة ب هاو المفوضة له .
-3الخأتصاصييات:سوف ننققاقش فققي هققذه النقطققة اختصاصققات و صققلحيات كققل مققن المجلققس
الجماعي و صلحيات رئيس المجلس الجماعي :
77
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-وضع برنامج عمل التنمية للجماعة الذي يتم إعداده في السقنة الولقى مقن مقدة النتققداب وفققق
منهج توافقي و بتنسيق مع عامل العمالة أو القليم
-تنفيذ البرنامج
-الجماعة تمد الدارة والجماعات الترابية و المؤسسات و المقاولت العمومية الجماعية بالوثائق
المتوفرة المتعلقة بمشاريع التجهيز المراد انجازها بتراب الجماعة
-تقوم الجماعة بإحداث المرافق و التجهيزات العمومية الجماعية في كققل مققا يتعلققق بتوزيققع
الماء الصالح للشرب و الكهرباء ’النقققل العمققومي ’النققارة العموميققة ’التطهيققر السققائل ’تنظيققف
الطرقققات و السققاحات العموميققة ’تشققوير الطققرق العموميققة ’نقققل المرضققى والجرحققى ’تنظيققم
السواق العمومية إحداث و صيانة المنتزهات الطبيعية )...المادة 83من ق رقم (113-14
-السهر على احترام الختيارات والضوابط المقققررة فققي مخططققات تققوجيه التهيئققة العمرانيققة و
تصاميم التهيئة وكل الوثائق المنظمة بالتعمير و إعداد التراب ’الدراسة والمصادقة على رخققص
البناء ...في مجال التعاون الدولي يمكن للجماعة إبرام اتفاقيات مع فاعلين من الخارج في إطار
تعاوني بقصد الحصول على تمويلت في نفس الطار بعد موافقة السلطة العمومية المختصة ’
-اخأتصاصييات مشييتركة مييع الدوليية :فققي مجققال الشققباب و الرياضققة ’دور الحضققانة ’المراكققز
النسوية ’إحداث مأوى خيرية ’مراكققز الققترفيه ’إحققداث المركبققات الثقافيققة ’المكتبققات الجماعيققة
’إحداث المتاحف و المسارح و المعاهققد الفنيققة و الموسققيقية ’تققدبير السققواحل وتهيئققة الشققواطئ
’صيانة مدارس التعليم الصيل ’بنا الطرق والمسالك الجماعية ...حسب مققا أشققارت اليققه المققادة
87من القانون التنظيمي ’و هذه الختصاصقات تمقارس بشقكل تعاققدي بيقن الدولقة و الجماعقة
المعنية إما بمبادرة من الدولة أو من الجماعة .
-الخأتصاصات المنقولة من الدولة الييى الجماعييات الحضييرية والقروييية :نحققددها علققى الشققكل
التي :
78
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-حمايققة وترميققم المققآثر التاريخيققة و الققتراث الثقققافي ’إحققداث و صققيانة المنشققآت و التجهيققزات
المائية الصغيرة والمتوسطة .
و يراعى في نقل هذه الختصاصات مققا بيققن الدولققة والجماعققة :مبققدأ التفريققع و مبققدأ التققدرج و
التمايز ما بين الجماعات ’كما أن أي نقل للختصاص يوازيه نقل على مسققتوى المققوارد الماليققة
اللزمة لتنفيذه .
ب-صلحيات المجلس الجماعي :فالمجلس يتداول حسب المادتين 92و 93في القضايا التالية
:الماليققة الجماعيققة و الجبايققات و الملك الجماعيققة )الميزانيققة ’فتققح الحسققابات الخصوصققية
والميزانيات الملحقة ’فتح اعتمادات جديدة ’تحديد الرسققوم والتققاوى ’القتراضققات والضققمانات
الواجب منحها ’تدبير أملك الجماعة (
-المرفق والتجهيزات العمومية المحلية )إحداث المرفق العمومية المحلية ’طرق التدبير المفوض
للمرافق العمومية المحلية’إحداث شركات التنمية المحلية (
في مجال التنمية القتصادية والجتماعية يتققدخل المجلققس فققي )برنامققج عمققل الجماعققة ’العقققود
المتعلقة بالختصاصات المشتركة ’توزيع المساعدات و الدعم لفائققدة الجمعيققات ’تحديققد شققروط
المحافظة على الملك الغابوي ( اما في مجال التعمير يعمل المجلققس علققى )السققهر علققى احققترام
ضوابط البنققاء الجماعيققة ’إبققداء الققرأي فققي و ثققائق إعققداد الققتراب و التعميققر ’تسققمية السققاحات
والطرق العمومية ( أما في ميدان الصحة و النظافة و حماية البيئة فهو يتققدخل فققياتخققاذ كققل
التدابير اللزمة لمحاربة عوامل انتشار المراض ’( على مستوى الدارة تنظيققم إدارة الجماعققة
و تحديد الختصاصات ’في مجال التعاون والشراكة يساهم المجلققس فققي المسققاهمة فققي إحققداث
مجموعققات الجماعققات الترابيققة و مؤسسققات التعققاون بيققن الجماعققات ’مشققاريع التفاقيققات و
التوأمات و التعاون اللمركزي ’كل أشكال التبادل مع الجماعات الجنبية .
79
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
يعد رئيس المجلس الجماعي هو الساهر على تنفيذ مقررات المجلس حسب المواد مققن 94إلققى
112و ذلك من خلل :تنفيذ الميزانية ’تنفيذ برنامققج عمققل الجماعققة ’تنظيققم الدارة الجماعيققة
’اتخاذ القرارات لجل تحديد سعر الرسوم و التاوى ’إبرام و مراجعة الكرية و عقود اليجققار
’يدبر الملك الجماعي و يحافظ عليه ’تققدبير الملققك العمققومي الجمققاعي و منققح رخققص الحتلل
المؤقت للملك العمومي الجماعي ’يققبرم التفاقيققات المتعلقققة بالتعققاون و الشققراكة و التوأمققة هققو
المر بقبض المققداخيل الجماعيققة وصققرف النفقققات و يمثققل الجماعققة فققي كققل العمققال المدنيققة
والقضائية و يسهر علققى مصققالح الجماعققة ...يتققولى إعققداد برنامققج الجماعققة ’إعققداد الميزانيققة
’إبرام الصفقات ’رفع الدعاوى القضائية ’هو المر بقبض المداخيل الجماعيقة وصققرف النفققات
’يمارس السلطة التنظيمية ’يسير المصالح الدارية التابعة للجماعة ’يتققولى حفققظ جميققع الوثققائق
المتعلقة بأعمال المجلس ’يمارس صلحيات الشرطة الدارية ’’منح رخققص السققكن ’التجزئققة و
البنققاء ’يعتققبر كققذلك ضققابطا للحالققة المدنيققة ’يشققهد علققى صققحة المضققاء و مطابقققة الوثققائق
لصولها ...
إذن رئيس الجماعة و في إطار سلطه التنفيذية والتنظيمية ’هققو يمققارس العديققد مققن المهققام فهققو
بذلك و حسب المشرع له الحق في توجيه طلب التدخل عند القتضققاء الققى العامققل أو مققن يمثلققه
على إستخدام القوة العمومية بقصد إحترام قرارات المجلس .
ويعد رئيس الجماعة بذلك الممثل للجماعة لدى المحاكم ما عدا إذا كانت التهمققة تخصققه بصققفته
الشخصية او تهم أقاربه أو بصفته وكيل عن غيره في هذه الحالة ينققوب عنققه احققد نققوابه حسققب
الترتيب .
كما أن الرئيس يمارس مهام الشرطة الدارية على العمال والشخاص بواسطة تققدابير شققرطة
فردية إما بالذن أو المنع أو المر وذلك في ميادين الوقاية الصحية والنظافة والسلمة العمومية
حسققب مققا نققص عليققه الفصققل 100مققن القققانون رقققم 113-14وهققو أيضققا مخققول بممارسققة
اختصاصات الشرطة الدارية الجماعية المخولة للقواد والباشاوات حسب النصققوص التشققريعية
والتنظيمية المعمول بها .
80
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
كما أن الرئيس ليس لققه الحققق فققي ممارسققة بعققض الختصاصققات الققتي تعققد مققن مهققام السققلطة
الدارية المحلية كالمحافظة علققى النظققام العققام ’تأسققيس الجمعيققات ’النتخابققات ’تنظيققم محقاكم
الجماعات والمقاطعات ’تنظيم ومراقبة الباعة المتجولين’ مراقبققة مضققمون الشققهار’ جققوازات
السفر’ مراقبة الثمان ’ تنظيم التجار في المشروبات الكحولية ....
هو أيضا يعد بمثابة ضابط للحالة المدنيققة ولققه أن يمققارس هققذا الختصققاص ا وان يفوضققه إلققى
نوابه أو للموظفين الجماعيين طبقا لحكام القانون المتعلق بالحالة المدنية كما لققه أن يشققهد علققى
صحة المضاء و مطابققة نسقخ الوثققائق لصققولها’ وهقذا المققر يمكققن للرئيققس أن يفوضققه إمققا
للنواب أو للمدير العام او لمدير الجماعة أو لرؤساء القسام والمصالح الجماعية ) انظر المققواد
من 101إلى 112من نفس القانون التنظيمي(
كما يعتبر رئيس المجلس الجماعي هو الرئيس التسلسلي للموظفين الجماعيين ويعمل على إدارة
شؤونهم المهنية ...
جماعات الدار البيضاء ’الرباط ’طنجة ’مراكش ’فاس ’سل .و تخضع هققذه الجماعققات للقواعققد
والحكام المطبقة على الجماعات .يدير شؤون هذه الجماعققات مجلققس جمققاعي ’ وتحققدث بهققذه
مقاطعات مجردة من الشخصية العتبارية .أما على مستوى التسيير فهي تتمتع بتسققيير مققالي و
إداري مستقل .
يتكون مجلس المقاطعة من العضاء الذين يمثلون المقاطعة داخل مجلس الجماعة ’مهققام عضققو
مجلس المقاطعة مجانية .إل بالنسبة للرئيس و النواب الذين ليتقاضققون تعويضققات عققن المهققام
المسند اليهم بمجلس الجماعققة ’ علققى أن تتحمققل الجماعققة مسققؤلية الخطققار الققتي يتعققرض لهققا
أعضاء مجلس المقاطعة أثناء مزاولتهم لنشاطهم بمجلس المقاطعة .
81
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
ينتخب مجلس المقاطعة رئيسا و نوابا للرئيس يؤلفون المكتب على أن ل يتعدى عدد النواب 5و
أن ل يقل عن ’ 3كما يمكن لمجلس المقاطعة انتخاب كاتبا و نائبا للكققاتب يقومققون بنفققس المهققام
المخولة الى كاتب و نائب الكاتب بمجلس الجماعة .
للمقاطعة أيضا الحق في إحداث لجان دائمة يعهققد لققه بدراسققة القضققايا المتعلقققة بلشققؤون الماليققة
والقتصادية والجتماعية و شؤون التعمير و البيئققة ’ كمققا يمكققن المجلققس إحققداث لجققان مؤقتققة
ولمققدة محققددة و لغققرض محققدد تتققم دراسققته و رفققع تقريققر بشققأنه ’تنتهققي مهامهققا بمجققرد رفققع
التقرير .يعقد مجلس المقاطعة و جوبا ثلث دورات في السنةخلل أشهر يناير و يونيو وسبتمبر
’كما يعقدالمجلس دورة إستثنائية كلما دعت الظروف لذلك إما بمبادرة من الرئيس أو بطلب مققن
ثلث العضاء أو بطلب من العامل أو من ينوب عنه ’مدة انعقاد الدورة يجب أن ل يتعققدى تلثققة
أيام متتالية .
يمارس مجلس المقاطعة مجموعة من الصلحيات المسندة اليه بمقتضى أحكام القانون التنظيمققي
لحساب مجلس الجماعة وتحت مسؤليته الصلحيات التالية :
المطلب الثالث :التنظيم الجهوي للمملكة من قإراءة في القانون التنظيمي رقإم .111-14
لقد عرف المغرب تنظيما جهويا منذ الستعمار حيث الحديث عققن المنققاطق العسققكرية ’ثققم مثققل
هذا التنظيم في البداية مطلبا إداريا منذ سنة 1959ثم مطلبققا اقتصققاديا واجتماعيققا منققذ جهويققة
والن 1971و 1992كجماعة ترابية نفس المققر مققع جهويققة 1997قققانون رقققم 47-96
نتحدث عن كون الجهة هي مطمح سياسي في بعده ألتدبيري مع دسققتور 2011لتمكيققن السققاكنة
من إدارة شؤونها بنفسها و بشكل ديمقراطققي مققن خلل هياكققل و أجهققزة منتخبققة انتخابققا عامققا
ومباشرا ’ وهذا مققا ركققز عليققه المشققرع الدسققتوري كققون التنظيققم الققترالي للمملكققة هققو تنظيققم
82
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
لمركزي مبني على الجهوية المتقدمة .وهقذا مقا تؤسققس لققه الجهويقة المتقدمقة وهقذا أيضقا مققا
نفهمققه مققن خلل النققص الدسققتوري الققذي أعطققى للجهققة مكانققة دسققتورية مققن خلل البققاب
التاسع)الفصل 135فما فوق ( وكذلك من خلل الديباجة الدستورية وكما اكد علقى ذلقك خط اب
الملك ل 20غشت 2011بمناسبة ذكرى ثققورة الملققك والشققعب بكققون دمقرطققة هياكققل الدولققة
يتجسد حسب الخطاب الرسمي في توزيع السلط وكذا إرساء دعائم الجهوية المتقدمة.
إذن الجهة أصققبحت المجققال الخصققب لخلققق التنميققة المحليققة وتلبيققة الحاجيققات الملحققة للسققاكنة
المحلية من سكنى وتعمير وتعليم وصحة وتشغيل ...للوصول إلى هذه المبتغيققات عمققل المغققرب
ومنذ 1971على اخذ غمار السياسة الجهويقة خاصقة مقع التجربقة المتمثلقة فقي الجهقات السقبع
القتصادية كتنظيم جديد ل يدخل في إطار الجماعات المحليقة بقل جعلهققا المشقرع مجقرد وحققدة
ترابية ل تتمتع بالشخصققية المعنويققة والسققتقلل المققالي والداري بققل تققم وضققعها فقققط كإطققار
وظيفي للمساعدة المجالية لتحقيق التنمية القتصادية والجتماعية كما انه وفي إطققار دعققم خيققار
الجهوية تم رفع الجهة الى مرتبة جماعة محلية خاصة بعد صدور ظهيقر 2ابريقل 1997ققانون
رقم 47.96المعد بمثابة قانون التنظيم الجهوي مع الدستور المراجع لسنة ’ 1996و في اطققار
تدعيم الخيار الديمقراطي عمل المغرب علققى إنتققاج تجربققة جهويققة جديققدة تمثلققت فققي الجهويققة
المتقدمة التي تعد اللبنة الساس التي يرتكز عليها التنظيم الداري للمملكة و فق ما جاء في بققاب
الحكام العامة من الدستور الحالي للبلد’ وهذا ما أشرنا اليه أعله.
-1التنظيم :يشير الباب الول من القسم الول المتعلق بشروط تققدبير الجهققة لشققؤونها الققى كققون
الجهة يدبر شؤونها مجلس منتخب بالقتراع العام المباشر و فق أحكام القانون التنظيمي المتعلق
بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية رقم 59-11و تتكون اجهققزة المجلققس مققن مكتققب و
لجان دائمة وكاتب للمجلققس و نائبه’بالضققافة الققى هيئققات استشققارية و فققرق .مكتققب المجلققس
يتكون من رئيس و نواب للرئيس.
83
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
من طبيعة الحال عققدد العضققاء وكيفيققة انتخققابهم و حالققة التنققافي و انتخققاب رئيققس المجلققس و
انقطاع العضاء أو عضو عن مزاولة مهققامهم تتحققدد وفققق أحكققام القققانون التنظيمققي للجهققات
)انظر المواد من 13الى (27
كما يحدث المجلس لجان دائمة 3على القل و 7على الكثر تضطلع بالمهام التية :
-إعداد التراب ’
يسير كل لجنة رئيس ينتخب من بين أعضاء المجلس و خارج أعضاء المكتب مع مراعات مبققدأ
المناصفة حسب الفصل 19من الدسقتور بالضقافة إلقى إمكانيقة إحقداث لجقان مؤقتقة تن اط به ا
دراسة قضايا معينة خارج ما هو مسند إلى المجلس أو رئيسه)المادة ’ (33ويحدث المجلس عند
القتضاء هيئات استشارية في اطار اليات التشاور و الشراكة و تيسققير مسققاهمة المققواطنين فققي
اعداد برامج التنمية حسققب الفصققل 117مققن القققانون التنظيمققي للجهققات لسققنة . 2015و يمكققن
للمجلس تشكيل ثلث هيئات استشارية ل:
-هيئققة بشققراكة مققع الفققاعلين القتصققاديين بالجهققة تهتققم بدراسققة القضققايا الجهويققة ذات الطققابع
القتصادي ’
كما انه وحسب المادة 27من القانون المنظم للجهات ’فإنه يحق لعضققاء المجلققس تكققوين فققرق
قصد التنسيق و يختار كل فريققق رئيققس و اسققم له’و يتققم تسققليم لئحققة الفريققق لرئيققس المجلققس
موقعة من قبل أعضائها ’ وتعلق نسخ منها بمقر الجهة ’ وعدد أعضاء الفريققق ل يمكققن ان يقققل
عن 5أعضاء .
84
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-2التسيير:تتم عملية تسيير مجلس الجهقة مققن طققرف الرئيققس و أعضققاء المكتققب و فققق جقدول
للعمال يتم وضعه و تناقش النقاط المدرجة في كقل جقدول أعمقال خلل دورات المجلقس القتي
يتم عقدها ثلث مرات في السنة خلل أشهر مارس ’يوليوز وأكتوبر بنققاءا علققى دعققوة موجهققة
من رئيس المجلس يحدد فيها تاريخ و ساعة ومكان انعقاد الدورة .كما ان للمجلس الحق في عقققد
دورة استثنائية اما بطلب من الغلبية أو بطلب من الرئيس او بطلب مققن ثلققث أعضققاء المجلققس
المزاولين مهامهم أو بطلب من والي الجهة )المادة .(40
هذه الجتماعات للمجلس تكون وفق شأروط وكيفية الحكام المنصوص عليها في المواد ميين )
35الى (53من القانون التنظيمي(.
كما تجب الشارة الققى كققون القققانون التنظيمققي أعطققى لققولي الجهققة دورا علققى مسققتوى تسققيير
مجلس الجهة من خلل النقط التالية :
-يحضر دورات المجلس ’ ويقدم كل الملحظات و التوضيحات إمققا بمبقادرة منقه أو بطلقب مقن
رئيس الجهة ’لكنه ل يحق له التصويت ’
-عن طريقه يستدعي رئيس الجهة موظفي و أعوان الدولة أو المؤسسات العموميققة والمقققاولت
العمومية التي يشمل إختصاصهم الدائرة الترابية للجهة ’كلما تعلق المر بنقطة تققدخل فققي إطققار
نشاط مؤسساتهم ’
-بإمكان الوالي أن يطلب من رئيس الجهة عقد دورة إستثنائية ’في النقط التي يقترحها ’
-يمكنه تسجيل نقط إضافية بحكم القانون في جدول أعمال الدورات ’ ولسيما تلك الققتي تقتضققي
دورا إستعجاليا ’
-له حق التعرض على كل نقطة مدرجة في جدول العمال ’ل تدخل في إختصاصات الجهققة ’او
صلحيات المجلس ’و يبلغ تعرضه معلل الى رئيس المجلس ’ وله حق إحالة المر الى القضققاء
الستعجالي عند القتضاء ’
85
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-في حالة عقد إجتماع مجاس الجهة في جلسة عمومية ’و هققذا الجتمققاع قققد يققؤدي الققى الخلل
بالنظام العام ’يمكنه طلب إنعقاد الجتماع بشكل غير مفتوح .
-التنمية القتصادية ’
-دعم المقاولت ’
-جذب الستثمار ’
86
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
أما في مجال إعداد التراب فالجهة تضطلع بمجموعة من الختصاصات في كل ما يتعلق بوضع
التصميم الجهوي لعداد التراب الذي يهدف الى خلق التوافق ما بين الدولة و الجهة حول تدابير
تهيئة المجال .
-الخأتصاصييات المشييتركة تطبيقييا للفصييول 91إلييى :93تهققم عققل الخصققوص مجققال التنميققة
القتصادية و التنمية القروية و التنمية الجتماعية و المحافظة على البيئة و كذا في مجال الثقافققة
والسياحة .
و تمارس هذه الختصاصات بشكل تعاقدي بينها وبين الدولققة )المققادة ’(92كمققا يمكققن للجهققة و
إعتمادا على موارده الذاتية ’ أن تتولى تمويل أو تشارك في تمويل إنجاز مرفققق أو تقققديم خدمققة
عمومية ’ل تدخل في إختصاصاتها الذاتية بشكل تعاقدي مع الدولة .
-الخأتصاصات المنقولة :اعتمادا على مبدأ التفريققع تنقققل الدولققة إختصاصققات الققى الجهققة فققي
المجالت التية :
كما أن المجلس الجهوي يبقى محل حل في حالة فقدانه الثلث أو النصف أو أكثر من أعضققائه أو
في حالة انتهاء انتداب المستشارين المتفرعين عن انتخابات تكميلية وذلك بمرسوم معلققل ينشققر
في الجريدة الرسمية وفي حالة الستعجال يمكن توقيف المجلققس الجهققوي بقققرار معلققل يصققدره
وزير الداخلية وينشر بالجريدة الرسمية غير أن مققدة التوقيققف يجققب أن ل تتجققاوز ثلثققة أشققهر
وفي حالة تعذر تأليف مجلس جهوي يعين وزير الداخلية بقرار لجنة خاصة للقيام بمهام المجلس
المذكور إلى أن يقع تتميمه أو تأليفه .
87
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-صلحيات مجلييس الجهيية :لقققد خققول القققانون الحققالي للجهققات للمجققالس الجهويققة صققلحيات
واسعة في كل ما يتعلق بالتنمية الجهوية وإعداد التراب و المرافق العمومية بحيث تتققم المداولققة
في القضايا التالية :
أما في مجال المالية والجبايات و أملك الجهة فالمجلس يتداول في كل ماله العلقة ب:
-الميزانية ’
-فتح اعتمادات جديدة و الرفع من مبالغ العتمادات و تحويل العتمادات داخل نفس الفصل’
88
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-النخراط و المشاركة في أنشطة المنظمات المهتمققة بالشققؤون المحليققة كققل أشققكال التبققادل مققع
الجماعات الترابية الجنبية في إطار احترام اللتزامات الدولية للبلد’
يقوم رئيس الجهة و حسب النص المنظم للجهات بالصلحيات التية :
-ينفذ الميزانية ’
-هو المر بقبض مداخيل الجهققة وصققرف نفقاتهققا و يمكققن لققه تفققويض ذلققك الققى المققدير العققام
للمصالح و يرأس مجلس الجهة و يمثققل الجهققة بصققفة رسققمية فققي جميققع أعمققال الحيققاة المدنيققة
والدارية و القضائية و يسهر على مصالح الجهة ’
89
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-يسير المصالح الدارية للجهة و يعتبر الرئيس التسلسلي لموظفي هذه المصالح و يحق له تعيين
مدير لشؤون الرئاسة والمجلس و مدير عام للمصالح ثم المدير العام لوكالة تنفيققذ المشققاريع بعققد
إنتقاء تجريه لجنة متخصصة و تأشيرة الوزارة الوصية ’ كمققا يعمققل رئيققس الجهققة علققى إعققداد
الميزانية ’إبرام صفقات الشغال والتوريدات والخدمات ’رفع الدعاوى القضائية .
و هو يمارس هذه الختصاصات فرئيس الجهة مطالب بتقديم تقرير إخباري عند بداية كل دورة
يهم العمال التي قام بها في إطار الصلحيات المخولة له.
90
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
تعني الرقابة الدارية ’ رقابة الدولة لهيئاتهققا اللمركزيققة طبقققا للققانون غايتهقا المحافظققة علقى
وحدة الدولة وجعل الشخص المعنوي المتمتع بالشخصية المعنوية واعيا بتققدبيره وكققذلك غايتهققا
حماية الفراد من تعسف الدارة اللمركزية مع ترك مجال للتصرف لرادة الشققخص المعنققوي
اللمركزي
فالرقابة الدارية ل تشمل فقط الشخص المعنوي العام من حيث القرارات التي يتخذها بققل هققي
وصاية تشمل الشخاص المكلفين بتدبير شقؤون هقذه الجماعقات اللمركزيقة مقن حيقث الرقابقة
على الشخاص وكذلك على العمال ’ حيث الرئيس وحسب السلم الداري له الحق في مراقبة
أعمال مرؤوسيه إما بالموافقة أو التعديل أو اللغاء كما أن هققذا الرئيققس يمكنققه ممارسققة الرقابققة
على الشخاص إما بإقالتهم أو ترقيتهم أو توقيفهم ’في إطار ممارسة السلطة الرئاسية .
وهققذه الوصققاية او المراقبققة يمارسققها الققوزراء ومققن تققم تققوكيلهم -لهققذه الغايققة – سققواء علققى
المستوى الوطني أو المحلي لدارة الشأن العام.
أما على مستوى المجالس المحليققة فققان المراقبققة هققي شققأن لققوزير الداخليققة والسققلطة الداريققة
المحلية وهي الولة والعمققال كنققواب عققن هققذه السققلطات ومققن طبيعققة الحققال وكمققا رأينققا ذلققك
فالوصاية الدارية تتفرع إلى وصاية إدارية على العمال وأخرى على الشخاص 1.فققي إطققار
مراقبة المشروعية و مراقبة الملئمة .
الرقابققة علققى العمققال:هققي مجمققوع الجققراءات الققتي تملكهققا سققلطة الوصققاية علققى -
القققرارات الصققادرة عققن مجققالس الجماعققات المحليققة وتتمثققل فققي وصققاية الملئمققة
ووصاية المشروعية أي مدى ملئمققة ومشققروعية القققرارات الققتي تتخققذها المجققالس
المحلية خاصققة فققي موضققوع الميزانيققة وكققذا ملئمققة هققذه القققرارات للختصاصققات
القانونية المسموح بها لهذه المجالس .
- 1أنظر في هذا الباب الرقابة الدارية التي يمارسها العنال على مقررات المجالس الجماعية و الرقابة الممارسة على قرارات رؤساء
هذها المجالس )المواد 106إلى 109من القانون رقم 112-14ثم القانون رقم 113-14المواد من 115إلى ( 119
91
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
و بهققذا يتققم تبليققغ نسققخ مققن محاضققر الققدورات و مقققررات المجققالس الققى السققلطات -
المختصة ’للسلطة المحلية المختصة حق التعرض على المقققررات الققتي ل تققدخل فققي
صلحيات المجالس الترابيققة ’كمققا أن المراقبققة تتققم مققن خلل سققلطة المصققادقة علققى
المقررات هذه المجالس ’و بذلك ل يمكن ان تكون مقررات هذه المجالس قابلققة للتنفيققذ
ال من بعد التأشير عليها من قبل السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية .
ثم –الرقابة على الشققخاص فققي إطققار الوضققعيات القانونيققة المرتبطققة بققالمنتخب الجمققاعي ’
والتي تتمثل في :
-تقديم المعني بالمر السققتقالة الختياريققة بحيققث يتقققدم العضققو الجمققاعي بتقققديم اسققتقالته إلققى
سلطة الوصاية التي تخبر بذلك رئيس المجلس كتابة .
-القالة التي تلحق عضوا من أعضاء المجلس الذي لققم يلققبي السققتدعاء لحضققور ثلث دورات
متتالية دون سبب مقبول وتكون بقرار معلل يصدره وزير الداخلية ويتم نشره بالجريدة الرسمية
-العزل يلحق بكل عضو تبث ضده ربط مصالحه الشخصققية بالمصققالح العامققة إمققا عققن طريققق
أعمال أو عقود
-التوقيف وهو التصرف القانوني الذي تستعمله سلطة الوصاية كلمققا تبققث لققديها ضققد اي عضققو
الرتكاب لعمال منافية للقانون أو مخالفة للخلق والنظام العام والتوقيققف يكققون بقققرار معلققل
لوزير الداخلية الذي يكون في حدود شهر واحد وينشر في الجريدة الرسمية
كما أن المراقبة الدارية تشمل المجلس بشكل جم اعي وذلقك مقن خلل حقل المجلقس بمرسقوم
معلل آو توقيفه في حالة الستعجال ولضمان استمرارية مهققام المجلقس وجقب تعييققن لجنققة لهقذا
الغرض برئاسة الوالي آو العامل تنتهي مهامها بمجرد تأليف المجلس
والغاية من الوصاية الدارية بشكل عام هي السهر على تطبيق وتنفيذ القوانين وهذا ما يسققتدعي
تعليل القرارات الدارية المتخذة من جانب سلطات الوصاية الشقيء القذي يسقهل عمقل القاضقي
الداري في حالة الطعن باللغاء ضدا على هذه القرارات.
92
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
خألصة:
يبقى نشاط الدولة إذن كبير على مستوى الميادين الجتماعية و القتصادية والسياسية ’و بإزدياد
هذا المشاط تزداد من طبيعة الحال الحاجة الى المزيد من التواجقد المكثقف للدولقة و مؤسس اتها
بقصد الحفاظ أكثر على سلمة و استقرار الدولة ’ وذلقك مقن خلل سقن مجموعقة مقن الققوانين
ووضع مجموعة من الليات ذات البعد الجتمقاعي و القتصقادي بغايقة الضقبط و التحكقم ’ممقا
ضاعف على مستوى الفضاء العام دور القانون الداري من خلل مساهمته في وضققع الوسققائل
الكفيلة بإدارة أعمال وأنشطة السلطة العامة .
هذا إذن هو ما دفع بالدولة المغربية إلى الخذ بمبدأي المركزية الدارية و اللمركزيققة الداري
’هذه الزدواجية ل تنم عن التناقض في مستوى تدبير المرافققق العامققة مركزيققا ومحليققا ’ وإنمققا
هي إرادة الفاعل السياسي بحكم طبيعة النظام السياسي ’ ومن هنققا نققد المشققرع الدسققتوري يعلققن
في باب الحكام العامة من دستور المملكة لسنة ’ 2011عن كققون نظققام الحكققم بققالمغرب نظققام
ملكية ’دستورية’ديموقراطية برلمانية و إجتماعية ’هو يقوم علققى مبققدأ فصققل السققلط ...التنظيققم
الترابي للمملكة تنظيم ل مركزي ’يقوم على الجهوية المتقدمة .
من هنا نلحظ بكون تسيير شؤون المة يمر عبر قنققوات مركزيققة و أخققرى ل مركزيققة ’ ومققن
أهم هذه القنوات المؤسسة الملكيققة و رئاسققة الحكومققة علققى المسققتوى المركققزي ’بالفعققل تواجققد
هاتين المؤسستين على رأس الهرم الداري بالمغرب يؤثر بشققكل أو بققآخر علققى مسققتوى صققنع
القرار و تنفيذه من خلل علقة المؤسسة التشريعية و التنفيذية ’و أيضا من خلل الموقع الفاعل
للمؤسسة الملكية من خلل هيمنة رئيس الدولة على مجموعة مقن الختصاصقات ’الشقيء القذي
يضعف المؤسسة التنفيذية و عدم إنسجامها مع المؤسسة التشريعية .
94
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
فتعيين الملك لرئيس الحكومة من الحققزب الققذي تصققدر النتخققاب التشققريعية ’يبققدو ومققن خلل
القراءة هذا التعيين ’ما هققو إل تعييققن لرضققاء المحيققط الجتمقاعي تطبققا للمنطققوق الدسققتوري
’علما بأنه و ف ظل الغلبية المطلقة ’للحزب الفائز بالصققف الول فققي أي إنتخققاب تشققريعي ل
يعطي من الناحية الفعلية والعملية لهذا الحزب القدرة على التأثير فققي عمليققة تشققكيل الحكومققة ’
التي تخضع لمنطق الملئمة و منطق الهيمنققة التقنيققة لبعققض الحققزاب مققن خلل توفرهققا علققى
قاعدة عريضة من الطر العليا على مستوى المراكز القرارية والمؤسسات القتصققادية الكققبرى
للدولة ’هذه الفئة تربطها و المؤسسة الملكية رابطققة الققولء’ بحيققث أنققه كلمققا عققدنا إلققى الصققل
الجتماعي و كذلك الصل القتصادي لهذه الفئات نجدها تنحدر من أصول إمققا أرسققتقراطية أو
أبناء ملك كبار ’إعتنت بهققم الدولققة علققى مسققتوى تققأهيلهم معرفيققا حققتى يتحملققوا إدارة البلد ’
وربما هذه منهجية و رثها مغققرب السققتقلل عققن المسققتعمر الفرنسققي ’الشققيء الققذي يقققزم مققن
فرص تسلق الهرم السياسي و الداري لموردي الحققزاب الجماهريققة .و هققذا مققا لحظنققاه مققن
خلل عملية إضعاف حزبي التحاد الشتراكي و من بعده حزب العدالة والتنمية ’القذي حوصقر
أمينه العام من قبل أحزاب تقنية تخلق دائما التوازن على مستوى الفعل السياسققي بققالبلد ’ و قققد
ظهر بالواضح من بعد ذلك الحجم الحقيقي لهققذا الحققزب و لققو أنققه علققى المسققتوى القاعققدي هققو
المتصدر للنتخابات التشريعية .
بالمجمل يمكن القول أن التنظيم الداري المغربي هو تنظيم مركزي بإمتياز نظرا لكققون القققرار
هو قرار مركزي .نظرا لكون المؤسسة الملكية تستثمر و بقوة في محيطهققا التقنققوقراطي و هققذا
ما كان واضحا من خلل خطاب 6نونبر 2016من العاصمة السنغالية دكار ’ والذي أوصى فيه
الملك بعدم توزيع الحقائب الوزارية توزيعا ريعيققا سياسققويا و لكققن يجققب كمققا قققال الملققك علققى
رئيس الحكومة البحث عن الكفاءة و التقنية و لو بعيدا عن حزبه أو أحزاب حلفائه ’ وهذا مققا لققم
يحققه عبد الله بنكران نظرا لكققونه كققان يعلققم مسققبقا ثمققن ذلققك ’ الشققئ الققذي جعلققه يققدخل فققي
سجالت سياسية كلفته العفاء حسب منطوق دستور 2011من خلل إعمال الملك للفصل ’ 47
ومن تم ظهر حزب العدالةو التنميية من بعد تعيين سعد الققدين العثمققاني حزبققا يبحققث فقققط عققن
الحفاظ عن ماء الوجه أمام ناخبيه .
95
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
إدن نتسائل من القوى على مستوى ممارسة السياسة و ممارسقة الدارة مقن داخقل النظقام فقي
التجربة المغربية ؟
-امحمد مالكي:القانون الدستوري و المؤسسات السياسية ’مركز دراسة الوحدة العربية ’ط ’ 1
. 1993
96
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-محمد خير مرغني :الوجيز في القانون الداري المغربي ’مطبعة دار المغرب ’1978
-عبد الحق عقلة :القانون الداري’المباديئ الساسية لدراسة القانون و العلم الداريين ’دار القلم
’2002
-أشركي محمد :الظهير الشريف في القانون المغربي’دار الثقافة ’مطبعة النجاح الجديدة’1983
-صحيب حسن :القانون الداري بالمغرب ’التنظيم الداري ’سلسلة دراسات و أبحاث في
الدارة و القانون ’العدد ’ 1ماي 2016
-عبد ال شنفار :عقلية الدارة المغربية ومتطلبات التنمية –دراسة سوسيو قانونية و تحليلية
’رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام ’مراكش ’1998
-الوثائق القانونية:
-الظهير الشريف رقم 1.8.67ل 31يوليوز ’ 2008الجريدة الرسمية عدد’ 5677بتاريخ 27
أكتوبر 2008
97
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-القانون رقم 41-90المحدث للمحاكم الدارية ’ظهير رقم 1.19.225بتاريخ 1شتنبر 1993
الفهرس
مقدمة 2.....................................................................................................:
98
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
-2مفهوم الدارة4.........................................................................................
-5مصادر القانون12......................................................................................
الفصل الول :مبدأ المركزية الدارية و التنظيم الداري المركزي بالمغرب 29..............
أول:المؤسسة الملكية34................................................................................
99
ذ :عبد الالطيف الاهللاي الاتنظيم الدإاري الامغربي
خلصة89...........................................................................................:
لئحة المراجع91....................................................................................
الفهرس93............................................................................................
100