You are on page 1of 100

‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫جامعة ابن زهر‬


‫كلية العلوم القانونية والقإتصادية والجتماعية‬
‫أكادير‬

‫محاضرات في القانون الداري‬


‫)التنظيم الداري المغربي(‬
‫الفصل الثاني‬

‫د‪ :‬عبد اللطيف الهللي‬

‫السنة الجامعية‪2019- 2018:‬‬

‫‪1‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يعد مفهوم الدولة من أكثر المفاهيم دقة وصعوبة في التعريققف ‪ ،‬فهققي حاضققرة فققي جققل الحقققول‬
‫المعرفية يستعملها المؤرخ والسياسي ويوظفها الباحث في حقل الفلسققفة وعلققم الجتمققاع ‪ ،‬وتعققد‬
‫‪1‬‬
‫حجر الساس في الدراسات القانونية والحقوقية ‪.‬‬

‫فالدولة حسب تعريف ‪ Carré De Malberg‬هي ‪ " :‬مجموعة من الفراد مستقرة عل ى إقلي م‬
‫معين ‪ ،‬ولها من التنظيم‪ 2‬ما يجعل للجماعة في مواجهة الفراد سلطة عليا آمرة وقاهرة"‪.‬‬

‫من هذا التعريقف يمكقن أن نؤسقس لمفهقوم التنظيقم الداري مقن حيقث هقو محقور مقن مح اور‬
‫القانون الداري الذي يمكن اعتباره فرعا من فروع القانون العام الداخلي كمجموعة قواعد تنظم‬
‫الدارة وتحكم نشاطها وعلقاتها بالفراد داخل المجتمع ‪ .‬لكن قبل الخوض في القققانون الداري‬
‫كمادة للبحث في شقه التنظيمي للفعل الداري سواء على المسققتوى المركققزي أو اللمركققزي ل‬
‫بد من وضع تأصيل مفاهيمي لموضوع القانون الداري من مفهومي ‪ :‬القانون و والدارة‪ .‬فماذا‬
‫يقصد إذا بالقانون؟ وما المعنى من الدارة ؟‬

‫فصل تمهيدي ‪ :‬القانون الداري ‪ :‬تعريفه’ خأصائصه و علقإته بفروع القانون الخأرى‪.‬‬

‫في إطار هذا الفصل سوف نتحدث عن تعريف مفهقوم الققانون ’ و مفهقوم الدارة ثقم خصقائص‬
‫القانون الداري ’و مدى علقاته بالقوانين الخرى‪.‬‬

‫‪-1‬مفهوم القانون‪:‬‬

‫يحيل مفهوم القانون إلى مجموعة من القواعققد القانونيققة تنشققئ جققزاءات وعقوبققات ‪ ،‬وهققو علققم‬
‫مبني على مبدأ السناد )‪ ، (imputation‬بمعنى أن القانون ل يرتكز فقط علققى عنصققر الحظققة‬
‫بل على عناصر ‪:‬‬

‫‪ - 1‬د‪ .‬أمحمد المالكي ‪ :‬القانون الدستوري والمؤسسات السياسية ‪ ،‬مركز دراسات الوحدة العربية‪ ،‬ط ‪ ، 1‬بيروت ‪ .1993‬ص ‪22 :‬‬
‫‪ - 2‬ونعني هنا بالتنظيم ‪ . L’organisation‬أي التنظيم القانوني إداريا ‪ ،‬إقتصاديا واجتماعيا حتى تتمكن الدولة من فرض سلطتها على الفراد والجماعات‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪ -‬القياس‬
‫‪ -‬التأويل )أو الجتهاد القضائي(‬
‫‪ -‬التفسير‬
‫إن الغاية من القانون هي تنظيم المجتمع ‪ ،‬فالبنسبة ل ‪ Andrée Houriou :‬هو مجموعة م ن‬
‫قواعد السلوك اللزامية من أجل أناس يعيشون فققي مجتمققع ‪ ،‬بقصققد تعميققم النظققام والعدالققة فققي‬
‫العلقات الجتماعية ‪.‬‬

‫إذا الهدف من القانون هو تنظيم المجتمققع ‪ ،‬عققن طريققق فققرض منطققق الكققراه واللققزام تحقيقققا‬
‫للنظام والعدالة‪ .‬والقانون هو متعدد ‪ ،‬فنجده متفرع إلى مجموعة من القوانين ك‪:‬‬

‫‪ -‬القانون الدستوري )هدفه تنظيم السلط داخل الدولة كوثيقة دستورية غايتهققا و ضقع الحقدود مققا‬
‫بين السلط(‬

‫‪ -‬القانون المدني ) غايته تنظيم العلقات فيما بين الفراد في كل ما يتعلق بالمعاملت المدنية (‬

‫‪ -‬القانون التجاري ) يهتم بتنظيم المعاملت التجارية و تنظيم الشركات و المقاولت الخاصة(‬

‫‪ -‬القانون الجنائي ) هدفه النظر وضققبط القضققايا الجنائيققة والجنحيققة و حمايققة المجتمققع مققن كققل‬
‫التصرفات التي تمس بالحقوق الساسية (‬

‫‪ -‬القانون العقاري )يعمل في كل ما يتعلق بالعقارات من بيع وشراء و كراء و رهن وحيازة (‬

‫القانون البنكي ) قواعده تحكم كل مققا يتعلققق بالمعققاملت البنكيققة و الماليققة ’بشققكل أخققر قواعققده‬
‫تنصب على تنظيم و تتبع الذمم المالية للشخاص ذاتية و إعتبارية (‬

‫القانون الداري )يعتبر قانون السلطة العامة ( بمعنى قانون غققايته تنظيققم النشققاط الداري علققى‬
‫مستوى المؤسسات العامة‪.‬تحكمه مجموعة من المباديء ’و يؤسس على مجموعة من الشروط‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -2‬مفهوم الدارة ‪:‬‬

‫‪charles Debbasch : science adeministrative, ed, Dallos, 1989 pp : 1 – 4 – 11‬‬

‫‪3‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫الدارة لغقققة ‪ :‬مصقققدر لفعقققل أدار ‪ Administrer‬ي دير إدارة ‪ Admimistration‬وحس ب‬


‫المعجم الكلسيكي للعلوم الجتماعية فالدارة مسار تنفيذ خيارات )‪ (des choix‬وأهداف )‪des‬‬
‫‪ (objectifs‬محددة سلفا ‪ ،‬والدارة تحيل إلى مجموع المرافق العامة ومصطلح مرفق لغققة إسققم‬
‫فعل رفق ‪ ،‬رفق ‪ ،‬رفقا به أي أعانه وعامله بلطف أي تقديم خدمة ‪ ،‬وهو مسققار لتنفيققذ سياسققات‬
‫عامة محددة سلفا قصد إشباع حاجة عمومية أو تحقيق الصالح العام في مجالت مختلفة ) صحة‬
‫‪ ،‬تعليم ‪ ،‬دفاع ‪ ( ...‬فهي خدمة جهققاز لتسققيير الشققؤون العامققة‪ .‬وهققي بققذلك عصققب السققلطة فققي‬
‫عملية تطبيق القرار‪.1‬‬

‫أما من حيث الجانب العضوي أو الشكلي يمكققن اعتبققار الدارة ‪ ،‬مجمققوع الهيئققات الققتي يتكققون‬
‫منها الجهاز الداري ‪ ،‬وبهذا المعنى تتكون الدارة من عدة أجهزة منها ما هقو مركقزي وتشقمل‬
‫رئيس الحكومة ‪ ،‬الوزراء‪ ،‬الكتاب العامون ‪ ،‬المقديرون ‪ ،‬رؤسقاء القسقام رؤسقاء المصقالح ‪...‬‬
‫ويتبع للدارة المركزية في إطار اللتمركز الداري على مسققتوى القققاليم ممثلوهققا المتواجققدين‬
‫على صعيد مختلققف المصققالح الخارجيققة التابعققة للققوزارات ‪ ،‬ومنهققا مققا هققو محلققي ويقصققد بققه‬
‫خصوصقا مجمققوع الجماعقات الترابيقة أو الوحققدات الترابيقة ) الجهقات ‪ ،‬العمققالت والقققاليم ‪،‬‬
‫الجماعققات الحضققرية والقرويققة ( ‪ ،‬مققن خلل مجققالس الجهققات ومجققالس القققاليم والعمققالت‬
‫ومجالس الجماعات الحضرية والقروية أو ما يصطلح عليه "باللمركزية الترابيقة"‪ .‬كمقا تشقمل‬
‫هقققذه الدارة فقققي معناهقققا العضقققوي مجمقققوع المؤسسقققات العامقققة )‪ (public‬أو العموميقققة )‬
‫‪ (publique‬المتواجدة على ترابها ‪ ،‬وهي أشخاص معنوية عامققة تتمتققع أساسققا باسققتقلل مققالي‬
‫وإداري ‪ ،‬أي "اللمركزية المرفقية"‪.‬‬

‫وقد وضعت الدساتير المغربية الدارة تحت تصرف الجهاز التنفيذي ‪ ،‬حيث إنهققا تعتققبر امتققدادا‬
‫للوظيفة الحكومية‪ .‬وفي هذا الطار ينص الفصل ‪ 89‬من دستور سنة ‪ 2011‬فققي فقرتققه ‪ 2‬علققى‬
‫أن الحكومة "تمارس السلطة التنفيذية ‪ ،‬وتعمل ‪ ،‬تحت سلطة رئيسها ‪ ،‬على البرنامققج الحكققومي‬
‫وعلى ضمان تنفيذ القوانين‪ .‬والدارة موضوعة تحت تصرفها"‪.‬‬

‫‪1 -Jacques chevalier : commninication administration adminitré, ed, puf , 1983‬‬


‫‪pp : 30- 31.‬‬

‫‪4‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫وبهذا المعنقى وحسقب الفصقل ‪ 89‬يسقتفاد منقه أن الدارة تشقكل الداة الساسقية القتي تنفقذ بهقا‬
‫الحكومة سياستها‪ .‬ورغم أن النققص الدسقتوري يضققع الدارة فقي نطققاق الجهقاز التنفيققذي كققأداة‬
‫لتطبيق السياسة العامة للدولة ‪ ،‬فإنه رغم ذلك ل يقدم تعريفا واضحا لها‪ .‬ويلحققظ هققذا السققكوت‬
‫في تعريف الدارة حتى في قوانين أساسية أخرى‪.‬‬

‫فمثل بالرجوع إلى القانون المنشئ للمحاكم الدارية نجده يضع ضققمن اختصققاص هقذه المحققاكم‬
‫في المرحلة البتدائية "دعاوى التعويض عن الضرار التي تسببها أعمققال ونشققاطات أشققخاص‬
‫القانون العام ‪ ،‬النزاعات المتعلقة بمرافق الدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العامة"‪.‬‬

‫فهذا النص يتحدث عن عدد كبير من الجهزة ‪ ،‬وذلك لتحديد الدارة‪ ،‬حيققث أنققه يضققع بيققن هققذه‬
‫الجهزة الدارية أشخاص القانون العام‪ ،‬مرافق الدولة‪ ،‬الجماعات المحلية‪ ،‬وأخيققرا المؤسسققات‬
‫العامة‪ .‬وهذا التعدد في الجهزة الدارية‪ ،‬يلحظ كذلك عققبر بعققض مقتضققيات قققانون المسققطرة‬
‫المدنية التي وضعت بعض القواعد القضائية المسطرية الخاصة‪ ،‬ومثققال علققى ذلققك الفصققل ‪25‬‬
‫مققن ققانون المسققطرة المدنيققة الققذي ينققص علققى أنققه "يمنققع علققى المحققاكم عققدا إذا كققانت هنققاك‬
‫مقتضيات قانونية مخالفة أن تنظر ولو بصفة تبعية في جميع الطلبات التي مقن شقأنها أن تعرققل‬
‫عمل الدارات العمومية للدولة أو الجماعات العمومية الخرى أو أن تلغي إحققدى قراراتهققا‪ .‬ول‬
‫يجوز للجهات القضائية أن تبت في دستورية القوانين‪."1‬‬

‫وبالرجوع إلى الفصل ‪ 9‬مققن نفققس القققانون‪ ،‬نجققده كققذلك يتحققدث عققن عققدد كققبير مققن الجهققزة‬
‫للشارة إلى الدارة حيث ينص هذا الفصل في فقرته الولى على أنه "يجب أن تبلغ إلققى النيابققة‬
‫العامة الدعاوى التية ‪:‬‬

‫" القضايا المتعلقة بالنظام العام والدولة والجماعات المحلية والمؤسسات العمومية ‪"...‬‬

‫كما أن الفصل ‪ 514‬من نفس القانون‪ ،‬يضع قاعدة تقضققي بققأنه "كلمققا كققانت الطلبققات تسققتهدف‬
‫التصريح بمديونية الدولة أو إدارة عموميققة أو مكتققب أو مؤسسققة عموميققة للدولققة فققي قضققية ل‬

‫‪ - 1‬تم نسخ الفقرة الثانية من الفصل ‪ 25‬من قانون المسطرة المدنية وحلت محلها الحكام أعلها بممموجب المممادة ‪ 50‬مممن القممانون رقممم ‪41.90‬‬
‫المحدث بموجبه محاكم إدارية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫علقة لها بالضرائب والملك المخزنية وجب إدخال العققون القضققائي فققي الققدعوى وإل كققانت‬
‫غير مقبولة"‪.‬‬

‫كل هذه القواعد المسطرية الخاصة بالدارة التي تطبق أمام المحاكم المدنية الواردة فققي القققانون‬
‫تشير إلى عدد كبير من الجهزة‪ ،‬وذلك للتعبير عن الدارة‪ ،‬حيث إنها تتحققدث وتضققع فققي نفققس‬
‫المسققتوى القققانوني أشققخاص القققانون العققام‪ ،‬مرافققق الدولققة‪ ،‬الجماعققات المحليققة‪ ،‬المكققاتب‪،‬‬
‫المؤسسات العامة ‪ ...‬وهذه التعددية‪ ،‬في الجهزة الدارية التي تشير إليهققا النصققوص القانونيققة‪،‬‬
‫تحيل إلى تبنقي مصقطلحات متعقددة للدللقة علقى مفهقوم الدارة‪ .‬وبقذلك يمكقن أن نتحقدث عقن‬
‫"إدارات" وليس عن إدارة واحدة‪ ،‬لنه إذا كانت كل الدارات تخضع مبدئيا في بعض مظاهرها‬
‫بكيفية أو بأخرى إلى السلطة العامة كمعيار لتطبيق قواعد القانون العام‪ ،‬أو أن تققدخل منازعاتهققا‬
‫ضمن اختصاص المحاكم الدارية‪ ،‬فإنها تختلققف فققي عققدد كققبير مققن مظاهرهققا الخققرى‪ ،‬فكققل‬
‫الدارات ل تقوم بنفس النشطة ول تخضع لنفس الهيكلققة‪ ،‬ول لنفققس التنظيققم‪ ،‬ول تطبققق عليهققا‬
‫جميعا نفس القواعد القانونية‪.‬‬

‫هذا من حيث الجانب العضوي أو الشكلي ‪ ،‬أما من حيث المعنى الوظيفي أو المادي للدارة فهي‬
‫تعتبر ذلك النشاط أو النشطة التي تقوم بها الجهققزة الداريققة بمققا لهققا مققن وسققائل وامتيققازات‪،‬‬
‫وتتميز هذه النشطة بكونهققا تهققدف إلققى تحقيققق المصققلحة العامققة‪ .‬وبهققذا المفهققوم يتميققز نشققاط‬
‫الجهزة الدارية عن نشاط المقاولة الخاصة‪ ،‬ذلك أن هدف المقاولة يكون عادة تحقيق المصلحة‬
‫الخاصة‪.‬‬

‫ويترتب عن النشاط الداري الذي تقوم به الدارة احتكاك الجهققزة الداريققة بققالفراد‪ .‬وهققو مققا‬
‫يؤدي إلى خلق عدة علقات أو وضعيات قانونية‪ .‬فمن الفراد مقن يتلققى هقذا النشققاط كمصققلحة‬
‫معينققة‪ 1‬فيصققبح بالتققالي مسققتعمل للدارة‪ ،‬تحكمققه قواعققد قانونيققة معينققة فققي اسققتعماله للجهققاز‬
‫الداري ومنهم من يقوم مباشرة بتأدية هققذا النشققاط كمسققتخدمي أو مققوظفي الدارة‪ ،‬ومنهققم مققن‬
‫يؤدي هذا النشاط بطريقة غير مباشرة كالمتعاقدين مع الدارة‪ ،2‬ومنهم من يتسبب له هذا النش اط‬

‫‪ - 1‬مثال قضاء حاجة من الدارة كاستفاء ما أو عقد ما أو تصحيح لوضعية ما ‪ ،‬فهو بذلك يكون كمواطن قد تلقى نشاط إداري ما‪.‬‬
‫‪ - 2‬كالموردين لمصلحة ما عن طريق صفقة عمومية ‪ ،‬أو القائمين بعمل ما عن طريق عقد إمتيازات أو عقد تفويض‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫في أضرار عدة تنشأ عنها مسؤولية إدارية‪ ،‬ومنهم من يمس هذا النشاط بوضعيته القانونية عققبر‬
‫قرارات إدارية ‪ ...‬إلخ‪.‬‬

‫والقانون الداري هو الذي يحكم مجموع هذه النشطة‪ ،‬وهذه العلقات المتسمة بطابع المصققلحة‬
‫العامة‪ ،‬إلى درجة أن بعض الفقهاء شخصوا القانون الداري بكونه قانون المصلحة العامة‪ ،‬وإن‬
‫كان في أغلب الحيان هناك تطابق بين المعنى العضوي والمعنى الوظيفي للدارة‪ ،‬حيث إن كل‬
‫ما يعتبر إدارة بالمعنى العضوي فهققو بالضققرورة إدارة بققالمعنى الققوظيفي ‪ ،‬فإصققدار القققرارات‬
‫التنظيمية والفردية والقيام بأعمال المرفق العام وأعمال الشرطة الداريققة‪ ،‬وكققذلك إبققرام العقققود‬
‫الدارية وتقديم الخدمات العمومية‪ ،‬كلها تصرفات وأنشطة تصدر عن الهيئات الدارية‪ ،‬غير أن‬
‫هذا التطابق بين المعنى العضوي والمعنى الوظيفي للدارة ليس بشيء حتمي‪ ،‬فقد يعتققبر جهققاز‬
‫ما إداريا من الناحية العضوية دون أن يكون كذلك من الناحية الوظيفية‪ ،‬والعكس صحيح‪ ،‬بحيث‬
‫يمكن أن يكون جهاز غير إداري مقن الناحيقة العضقوية إل أنقه يققوم بنشقاط إداري مح ض مقن‬
‫الناحية الوظيفية‪.‬‬

‫‪-3‬مفهوم القانون الداري ‪:‬‬

‫لقد أعطيت للقانون الداري عدة تعاريف من طرف الفقه تختلف فيما بينها فققي أكققثر مققن نقطققة‪،‬‬
‫فمنهم من يرى في السلطة العامة الموضوع الساسي للقانون الداري‪ ،‬ومقن تقم يصقبح الققانون‬
‫الداري هو القانون المطبق على السلطة العامة أو قانون السلطة العامققة‪ ،1‬ومنهقم مقن يقرى فققي‬
‫المرفق العام‪ 2‬الموضوع الرئيسي والس اس للق انون الداري‪ ،‬وم ن ت م تص بح عب ارة "الق انون‬
‫الداري" توازي قانون المرافق العامة‪.‬‬

‫وهناك جانب آخر من الفقه يلح علققى خصققائص القاعققدة القانونيققة المطبقققة علققى الدارة‪ ،‬وذلققك‬
‫للعثور على تعريف للقانون الداري‪ ،‬وفي هذا الصدد يجققب الشققارة إلققى أن هنققاك داخققل الفقققه‬
‫تيارين أو اتجاهين أساسيين‪ ،‬فمنهم اتجاه يعتبر أن القققانون الداري هققو تلققك الجققوانب القانونيققة‬
‫التي تطبق على الدارة والغير مألوفة فققي الققانون الخقاص أي القتي ل وجقود لهقا فققي علققات‬

‫‪ - 1‬حسب هذا التجاه الفقهي فالقانون الداري هو قانون السلطة العامة ويتزعم هذا التجاه كل من ‪ La Ferriere، Batbie‬و ‪Maurice Hauriou Ducroq‬‬
‫‪ - 2‬أما التجاه الثاني من الفقه فهو يعتبر القانون الداري قانون للمرافق العامة ومن أهم فقهاء هذا التجاه كل من ‪ Duguit‬و ‪ Jeze‬و ‪Bonnard‬‬

‫‪7‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫الخواص‪ ،‬حيث إن من أهم النقط التي يركز عليها هذا الجانب الفقهي لتجسيد خصوصية القانون‬
‫الداري كمققادة علميققة‪ ،‬مسققألة الخلف الموجققود بيققن فلسققفة قواعققده وفلسققفة قواعققد القققانون‬
‫الخاص ‪ ،‬باعتبار أن كل ما هو مدني ل ينتمي إلى القققانون الداري‪ .‬وعليققه يعتققبر هققذا الجققانب‬
‫من الفقه أن القواعد القانونية التي تطبق على الدارة والتي تتشابه مع قواعد القققانون الخققاص ل‬
‫تدخل في حظيرة القانون الداري ول تعتبر من مكوناته‪.‬‬

‫أمقا التجقاه الثقاني فيقرى أن الققانون الداري هقو مجمقوع القواعقد القانونيقة القتي تطبقق علقى‬
‫الدارة‪ ،‬ول يعطي هذا الجانب الثاني من الفقه أية أهمية للطبيعة الضمنية لهققذه القواعققد‪ ،‬بحيققث‬
‫يكفي لقاعدة قانونية معينققة أن تطبققق علققى الدارة لكققي تنتمققي للقققانون الداري‪ ،‬وعليققه يتكققون‬
‫القانون الداري بالنسبة لهذا الجانب الفقهي من كل القواعد القانونية التي تطبققق علققى الدارة أو‬
‫ما يسمى بالمرافق العمومية‪ ،‬وليس فقط ذلك الج انب مقن القواعقد القانونيقة القتي يتقم بواسقطتها‬
‫تنظيم وتسيير المرافق العامة‪ ،‬والتي ل وجود لها فققي علقققات الخققواص‪ ،‬نظققرا لكققون وظققائف‬
‫الدولة إنتقلت من مجرد دولة حارسة إلى دولة تدخلية‪.‬‬

‫وكما يبدو فإن هذا الجانب الخير مققن الفقققه يعطققي للقققانون الداري مفهومققا ودللققة أوسققع مققن‬
‫التجققاه الفقهققي الول بحيققث يكفققي لقاعققدة قانونيققة أن تطبققق علققى الدارة لكققي تنتمققي للقققانون‬
‫الداري‪.‬‬

‫يظهر واضحا على أن هناك صعوبة كبيرة في وجود تعريف للقانون الداري متفق عليه‪ ،‬وهققذا‬
‫شيء طبيعي‪ ،‬لنه من الصعب اختزال مادة علميققة كمققادة القققانون الداري فققي بعققض الكلمققات‬
‫لتعريفها بشكل شامل‪.‬‬

‫‪ -4‬علقإة القانون الداري بفروع القانون الخأرى ‪:‬‬

‫يتعلق المر بعلقة القانون الداري بفروع القانون العام من ناحيققة‪ ،‬ومققن ناحيققة أخققرى علقتققه‬
‫بفروع القانون الخاص‪.‬‬

‫أول‪:‬علقإة القانون الداري بفروع القانون العام‬

‫‪8‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫ينقسم القانون العام إلى قانون عام خارجي "القانون الققدولي العققام" وقققانون عققام داخلققي‪ .‬يتعلققق‬
‫الول بالقوانين الدولية التي تحكم العلقات بين الدول والهيئات الدولية‪ ،‬أما الثاني فيشمل القانون‬
‫الدستوري‪ ،‬والقانون الداري والقانون المققالي‪ ،‬ويتميققز القققانون الداري فققي نفققس الققوقت بعققدة‬
‫علقات مع كل هذه القوانين ‪ ،‬وكذلك بعدة خصائص ينفرد بها والققتي تطبعقه بط ابع السقتقللية‬
‫وتجعل منه مادة مستقلة‪.‬‬

‫‪-‬علقإة القانون الداري بالقانون الدستوري ‪:‬‬

‫يلتقي القانون الداري والقانون الدستوري في عدد كبير من النقط‪ ،‬لكققن يختلفققان فققي عققدد كققبير‬
‫من النقط الخرى‪ .‬يهتم كل مققن القققانون الداري والقققانون الدسققتوري بدراسققة بعققض الجهققزة‬
‫الحكومية والداريقة مقن حيقث تنظيمهقا واختصاصقاتها‪ .‬فقالقوانين معقا يهتمقان بنشقاط السقلطة‬
‫التنفيذية كل من زاويته‪ ،‬ذلك أن رئيس الحكومة وأعضاء الحكومققة يمارسققون فققي نفققس الققوقت‬
‫الوظيفة السياسية والوظيفية الدارية "فإذا كان القانون الدستوري يبين لنققا كيققف شققيدت السققلطة‬
‫الحكومية‪ ،‬وكيف ركبت أجزاءها الكبرى دسققتوريا‪ 1‬فقإن القققانون الداري يقبين لنقا كيققف تعمقل‬
‫الدارة وكيف يتحدد كل جزء من أجزاءها"‪ .‬إل أن هذا التداخل أو التقارب بيققن المققاديتين الققذي‬
‫يعتبر أمرا طبيعيا ل ينفي اعتبارهما قانونين مستقلين‪ ،‬لن لكل منهمققا مجققاله الخققاص والقواعققد‬
‫الخاصة به وكذا الجهزة القضائية المتعلقة به‪ ،‬من ناحي ة المحكم ة الدس تورية‪ 2‬بالنس بة للق انون‬
‫الدستوري‪ ،‬ومن ناحية المحاكم الدارية‪ 3‬أو الغرفة الدارية بالنسبة للقانون الداري‪.‬‬

‫‪-‬علقإة القانون الداري بالقانون المالي‬

‫يهتم القانون المالي أي ما يصطلح عليه بالميزانية العامة للدولة بدراسة النشققاط المققالي للدولققة ‪،‬‬
‫أي مداخيل الدولة‪ ،‬وكيفية تحصيلها‪ ،‬ونفقاتها وكيفية صرفها ‪ ،‬ومراقبتها وبذلك فإن علم الماليققة‬
‫العامة‪ ،‬يشققارك القققانون الداري فققي تنظيققم جققزء مهققم مققن نشققاط الدارة‪ .‬وإذا مققا رجعنققا إلققى‬
‫القققوانين الققتي تنظققم الختصاصققات الداريققة نلحققظ أن السققلطات الداريققة والماليققة متداخلققة‬
‫ومرتبطققة بنفققس الجهققاز‪ .‬فمثل الهيئققات المحليققة الجماعيققة أو القليميققة أو الجهويققة تمققارس‬
‫‪ - 1‬أنظر الباب الخامس من دستور المملكة لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ - 2‬أنظر الباب الثامن من دستور المملكة لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ - 3‬راجع الظهير الشريف رقم ‪ 225.19.1‬صادر بتاريخ ‪ 10‬شتنبر ‪ 1993‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 41-90‬المحدث بموجبه محاكم إدارية‬

‫‪9‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫اختصاصات مالية إلى جانب اختصاصاتها الداريققة‪ ،‬فققالقوانين تنظققم عققدة نقققط خاصققة بتحديققد‬
‫الميزانية وتسيير الموال العامة‪ ،‬وهذا النشاط الداري المتعلق بالجانب المققالي للمرافققق العامققة‬
‫يخضع لمراقبة صارمة من طرف الجهزة المركزية‪ ،‬ولمساطر معقدة من حيث العداد والتتبع‬
‫والتنفيذ‪.‬‬

‫‪-‬علقإة القانون الداري بعلم الدارة‬

‫إذا كان القانون الداري من أصل فرنسي فإن علم الدارة من أصل أمريكي‪ ،‬ويعتبر هذا الخير‬
‫حققديث النشققأة‪ .‬وإذا كققان العلمققان يهتمققان بنفققس الموضققوع‪ ،‬أي الدارة فققإن كققل مققن المققادتين‬
‫تدرسان اللة الدارية من زاويتها الخاصة بهققا‪ ،‬بحيققث إن القققانون الداري ينطلققق مققن مقققترب‬
‫قانوني في دراسته للدارة‪ ،‬ويضع الدارة في الطار القققانوني لمصققادره المختلفققة مققن دسققتور‬
‫وتشريع عادي‪ ،‬وقققرارات مختلفققة‪ .‬أمققا علققم الدارة فيهتققم بحركققة الدارة وأعضققائها‪ ،‬فمثل إذا‬
‫أخدنا موضوع الموظف والوظيفة العمومية‪ ،‬نجد أن القانون الداري يهتققم بققه مققن حيققث علقققة‬
‫الموظف بالدولة والشروط الواجب توفرها في الموظف وكيفية تعيينه وكققذا حقققوقه والتزامققاته‪،‬‬
‫وكذلك النظام التأديبي في حالة الخلل بواجباته وكيفية إنهققاء علقتققه بالدولققة‪ .‬أمققا علققم الدارة‬
‫فيهتم بموضوع الموظف والوظيفة من حيث تنظيم الموظفين وتوزيعهم على القسام والمصققالح‬
‫الدارية‪ ،‬ويحدد لكل جهة عملها‪ ،‬ويعمل على تنظيم وسائل وقنوات التصققال بينهمقا‪ ،‬كمقا يهتققم‬
‫بتمرين الموظفين وكيفية رفع كفاءاتهم وتحفيزهم‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬علقإة القانون الداري بفروع القانون الخاص ‪:‬‬

‫إذا كان القانون الداري قد نشأ منذ منتصف القرن التاسع عشققر‪ ،‬فققإن القققانون المققدني كققان منققذ‬
‫البداية المرجع الصققلي فقي تنظيقم الروابقط القانونيقة بيقن الدارة والفقراد‪ ،‬باعتبقاره الشقريعة‬
‫العامة‪ ،‬حيث لم يكن يستبعده القاضي إل في حالققة وجققود نصققوص خاصققة‪ .‬وقققد عرفققت مسقألة‬
‫العلقة بين القانون الخاص والقانون العام عدة نقاشات في الفقه بين أساتذة القانون العام وأسققاتذة‬
‫القانون الخاص‪ ،‬تمخض عنها اتجاهين أساسيين ‪:‬‬

‫‪10‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫التجققاه الول دافققع عققن اسققتقللية القققانون الداري إلققى درجققة اعتبققار أن كققل قواعققد القققانون‬
‫الداري مختلفة في جوهرها عن قواعد القانون الخاص‪.‬‬

‫التجاه الثاني نفى هذه الستقللية واعتبر أن قواعد القققانون العققام ليسقت فقي الحقيقققة إل تطبيققا‬
‫لقواعد القانون الخاص‪ ،‬الذي يعتبر الشريعة العامة‪.‬‬

‫وإذا كان هذا النقاش يبدو متجاوزا نسبيا حاليا‪ ،‬حيققث ل يجققادل أحققد أن القققانون العققام والقققانون‬
‫الخاص مختلفين كليا الواحد عن الخر ويتميز كل منهما عن الخر باستقلليته‪.‬‬

‫ورغم ذلك فإن النقاش في الفقه مازال قائما فيمققا يخققص اسققتقللية قواعققد القققانون الداري عققن‬
‫القانون الخاص‪ ،‬فمنهم من يعتبر هذه السققتقللية مطلقققة ل يجققوز معهققا أي مقارنققة بيققن قواعققد‬
‫القانون الداري وقواعد القانون المدني‪ ،‬ومنهم من يعتبر هذه السققتقللية فقققط نسققبية‪ ،‬ذلققك لن‬
‫القانون العام والقانون الخقاص يلجقآن فققي عقدد كققبير مققن المواضقيع لنفقس المبقادئ أو الحلققول‬
‫القانونية‪.‬‬

‫في الحقيقة يميز التجاه الفقهي السققائد حاليققا علققى القققل بيققن ثلثققة حققالت فققي علقققة القققانون‬
‫الداري بالقانون المدني ‪:‬‬

‫الحالة الولققى ‪ :‬القاعقدة القانونيقة المتعامقل بهقا فققي الققانون الداري ل وجققود لهقا فققي الققانون‬
‫المققدني‪ ،‬نظققرا لن وجققود الدارة أو المرفققق العققام يرتبققط بمباشققرة نشققاط مطبققوع بالمصققلحة‬
‫العامة‪ ،‬وبالتالي فإن القانون الذي يسري عليها يتميز هو الخر بعدة خصوصيات مققن أهمهققا أن‬
‫القانون الداري قد انفرد بمجموعة من القواعد والمبادئ التي تنبع من القققانون العققام وليققس لهققا‬
‫مقابل في القانون الخاص‪ ،‬كنظرية القرار الداري المنفرد‪ ،‬أو مبدأ الفصل بين السلطة القضائية‬
‫والسلطة الدارية‪...‬‬

‫الحالة الثانية ‪ :‬نفس القاعدة القانونية توجد بالقانون العام والخاص‪ ،‬إل أن مدلولها يختلف حسققب‬
‫كل من القانونين‪ ،‬بحيث إن هناك عدة قواعقد قانونيقة يتعامقل بهقا كقل مقن الققانونين‪ ،‬إل أن كل‬
‫منهما يعطيها معنى مغايرا‪ ،‬مثل ذلك ‪ :‬المسؤولية‪ ،‬العقود‪ ،‬الملكية‪...‬‬

‫‪11‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫الحالة الثالثة ‪ :‬نفس القاعدة توجد بالقانون العام وبالقانون الخاص‪ ،‬وتحظى بنفس المدلول بعض‬
‫القواعد والمبادئ الساسية المطبقة في القانون المدني والتي تطبق بكاملها فققي القققانون الداري‪.‬‬
‫مثل ذلك‪ ،‬القوة القاهرة‪ ،‬وجوب تنفيذ اللتزامات التعاقدية‪ ،‬الهلية في التقاضي‪...‬‬

‫‪-5‬مصادر القانون الداري ‪:‬‬

‫ل تختلف مصادر القانون الداري عن مصادر فروع القانون الخرى‪ ،‬ويتميققز فققي هققذا الصققدد‬
‫على القل بثلثة مصادر أساسية ‪ :‬التشريع‪ ،‬العرف‪ ،‬الحكام القضائية أو القضاء ثم الفقه‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫أول‪:‬التشريع‬

‫يقصد بالتشريع وضع تقرير المبادئ والقواعد القانونية بواسطة السلطة المختصة عبر نصققوص‬
‫مقننة‪ ،‬وقد يكون هذا التشريع دستوري أو يتعلق بالقوانين العادية‪ ،‬وأخيرا قققد ينتمققي للنصققوص‬
‫التنظيمية التي تضعها السلطات الداريققة‪ .‬ويخضققع التشققريع كمصققدر للقققانون لمبققدأ "التسلسققل‬
‫الهرمي" بحيث يخضع النص الدنى درجة للنص العلى درجة ول يخالف قواعده‪ ،‬فالنصوص‬
‫التنظيمية التي هي من وضع السقلطات الداريقة تخضقع للقققوانين العاديقة القتي يضقعها الجهقاز‬
‫التشريعي التي تخضع بدورها للنص الدستوري الذي هو من وضع الجمعية التأسيسية‪.‬‬

‫فيما يخص الدستور‪ ،‬يعتبر القانون الساسي للدولة‪ ،‬وهو أسمى قانون تخضع له جميع السلطات‬
‫التنفيذية والتشريعية والقضائية‪ ،‬ولذلك فقواعد القانون الداري يتعين أن تحققترم أحكققام الدسققتور‬
‫وتساير التوجيهات العامة التي يضعها‪ .‬وهكذا فالدسققتور المغربققي يتضققمن الكققثير مققن المبققادئ‬
‫والفصول التي تهم الدارة والقانون الداري‪ ،‬نذكر من أهمها ‪ :‬مثل بالرجوع إلى البققاب التاسققع‬
‫من دستور سنة ‪ 2011‬نجده قد خصص بابا مستقل للجماعات الترابية‪ ،‬وفي هققذا الطققار ينققص‬
‫الفصل ‪ 135‬على أن "الجماعات الترابية للمملكة هي الجهات والعمالت والقققاليم والجماعققات‪.‬‬
‫الجماعات الترابية أشخاص معنوية‪ ،‬خاضعة للقققانون العققام‪ ،‬تسققير شققؤونها بكيفيققة ديمقراطيققة‪.‬‬
‫تنتخب مجالس الجهات والجماعات بالقتراع العام المباشققر‪ .‬تحققدث كققل جماعققة ترابيققة أخققرى‬
‫بالقانون‪ ."...‬وينص الفصل ‪ 138‬على أنققه "يقققوم رؤسققاء مجققالس الجهققات ‪ ،‬ورؤسققاء مجققالس‬
‫‪ - 1‬ونعني هنا بالتشريع كل من الوثيقة الدستورية والقوانين التنظيمية المتعلقة بالتنظيم القليمي ‪ ،‬الجهوي ‪ ،‬الجماعي ‪ ،‬قانون الوظيفة العموميققة ‪،‬‬
‫الصفقات العمومية ‪ ،‬نزع الملكية‪...‬‬

‫‪12‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫الجماعات الترابية الخرى‪ ،‬بتنفيذ مداولت هذه المجالس ومقرراتهققا"‪ .‬وتعتققبر هققذه النصققوص‬
‫الدستورية أساسية في مجال الدارة الترابية حيث تصققنفها وتحققدد كيفيققة عملهققا واختصاصققاتها‬
‫وعلقتها بالسلطات المركزية‪.‬‬

‫كذلك بالرجوع إلى الفصلين ‪ 71‬و ‪ 72‬من نفس الدستور نجدهما يضققعان بكيفيققة دقيقققة كققل مققن‬
‫مجال القانون أي اختصاصات البرلمان والمجققال التنظيمققي أي اختصاصققات الجهققاز التنفيققذي‪،‬‬
‫وتتعلق هذه الختصاصات الخيرة أساسا بالنشاط الداري‪ .‬فالفصققل ‪ 72‬ينققص علققى أن المققواد‬
‫التي ل يشملها القانون يختص بها المجققال التنظيمققي‪ ،‬الشققيء الققذي يضققع أهققم مجققالت النشققاط‬
‫الداري ضمن اختصاص الجهاز التنفيذي‪ ،‬كذلك بققالرجوع إلققى النققص الدسققتوري نجققده يضققع‬
‫عدة تدابير تهتم بالجققانب الداري التنفيققذي مثققال ذلققك الفصققل ‪ 90‬مققن البققاب الخققامس المتعلققق‬
‫بالسلطة التنفيذية الذي يقضي بأنه "يمارس رئيس الحكومة السلطة التنفيذية‪ ،‬ويمكققن أن يفققوض‬
‫بعقض سقلطه للقوزراء"‪ ،‬أو الفصقل ‪ 91‬القذي يعطقي لرئيققس الحكومقة صقلحية "التعييقن فقي‬
‫الوظائف المدنية فققي الدارات العموميققة‪ ،‬وفققي الوظققائف السققامية فققي المؤسسققات والمقققاولت‬
‫العمومية"‪.‬‬

‫أما الفصل ‪ 81‬فينص على أنه "يمكن للحكومة أن تصدر‪ ،‬خلل الفترة الفاصققلة بيققن الققدورات‪،‬‬
‫وباتفاق مع اللجان التي يعنيها المر في كل المجلسقين‪ ،‬مراسقيم ققوانين‪ ،‬يجقب عرضقها بقصققد‬
‫المصادقة عليها من طققرف البرلمققان‪ ،‬خلل دورتققه العاديققة المواليققة"‪ .‬وباعتبققار الدارة امتققداد‬
‫للجهاز التنفيذي فقد نص الفصل ‪ 89‬على أن الحكومة "تمارس السققلطة التنفيذيققة‪ .‬وتعمققل تحققت‬
‫سلطة رئيسها‪ ،‬على تنفيذ البرنامج الحكومي وعلققى ضققمان تنفيققذ القققوانين‪ .‬والدارة موضققوعة‬
‫تحت تصرفها‪ ،‬كما تمارس الشراف والوصاية على المؤسسات والمقاولت العمومية"‪.‬‬

‫بالرجوع أيضا إلى النص الدستوري نجده خصص الباب الثققاني للحريققات والحقققوق الساسققية‪،‬‬
‫وبذلك وضع العديد من المبادئ القانونية التي تلعب دورا أساسيا كمصدر للقققانون الداري مثققال‬
‫ذلك مبدأ المساواة أمام القانون وأمام المرافق العامة‪ .‬كذلك كرس الدستور مجموعة من الحقققوق‬
‫والحريات كحرية التجقول‪ ،‬حريقة السقتقرار‪ ،‬حريقة تأسقيس الجمعيقات والنخقراط فيهقا‪ ،‬ح ق‬
‫الضراب‪ ،‬حق الملكية‪...‬‬
‫‪13‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫يتضمن التشريع كذلك كمصدر مقن مصقادر الققانون الداري فققي الدرجقة الثانيققة بعققد الدسقتور‬
‫القققوانين العاديققة ‪ les lois ordinaires‬أي الق وانين ال تي تص در ع ن الجه از التش ريعي‬
‫)البرلمان(‪ ،‬وبالرجوع إلى نص الدستور نجده يحدد بصفة دقيقة فققي فصققله ‪ 71‬المجققالت الققتي‬
‫يختص بها التشريع العادي منها وضمنها عدة قوانين تنظم المجال الداري‪ ،‬فققي مجققال الحقققوق‬
‫والحريات الساسية المنصوص عليها في التصدير‪ ،‬كالنظققام الساسقي العقام للوظيفققة العموميقة‬
‫والضمانات الساسية الممنوحة للموظفين المدنيين والعسكريين ونظام مصالح قوات حفظ المن‬
‫ونظام الجماعات الترابية‪ ،‬ومبادئ تحديد دوائرها الترابية والنظام النتخابي للجماعات الترابية‪،‬‬
‫ومبققادئ تقطيققع الققدوائر النتخابيققة والنظققام الضققريبي‪ ،‬ووعققاء الضققرائب‪ ،‬ومقققدارها وطققرق‬
‫تحصيلها والنظام القانوني لصدار العملة ونظام البنك المركزي نظام الجمارك والحقوق العينية‬
‫وأنظمققة الملكيققة العقاريققة العموميققة والخاصققة والجماعيققة والتعميققر وإعققداد الققتراب والقواعققد‬
‫المتعلقة بتدبير البيئة وحماية الموارد الطبيعية والتنمية المستدامة ونظام المياه والغابات والصققيد‬
‫وتحديقد التوجهقات والتنظيقم العقام لميقادين التعليققم والبحقث العلمقي والتكقوين المهنقي وإحقداث‬
‫المؤسسات العمومية وكل شخص اعتباري من أشققخاص القققانون العققام وتققأميم المنشققآت ونظققام‬
‫الخوصصة‪"...‬‬

‫وتجدر الشارة إلى أن المواد التي ل يشملها القانون تدخل في المجال التنظيمققي ‪le domaine‬‬
‫‪ réglementaire‬ال ذي ينف رد ب ه الجه از التنفي ذي‪ ،‬وخاص ة رئي س الحكوم ة ال ذي يم ارس‬
‫اختصاصاته عبر قرارات تنظيمية ‪ les actes réglementaire‬تصدر في\ شكل مراسيم ‪les‬‬
‫‪ .décrets‬ويجب أن تع د ه ذه المراس يم حس ب مس طرة دس تورية خاص ة‪ ،‬وأن تحم ل التوقي ع‬
‫بالعطف من لدن الوزراء المكلفين بتنفيذها‪ ،‬ويلزم اتخاذ نفس الجراءات المسطرية ليس فحسب‬
‫عند اتخاذها‪ ،‬بل وكققذلك عنققد إلغائهققا وتعققديلها‪ ،‬وتعققبر هققذه القققرارات تنظيميققة لنهققا عققادة مققا‬
‫تتضمن قواعد ملزمة‪ ،‬وهذه الصفات تجعلها شبيهة بالقوانين العادية رغم صدورها عققن الجهققاز‬
‫التنفيذي ‪.‬‬

‫إل أنه يجب التمييققز داخقل المجققال التنظيمققي بيققن نققوعين مققن القققرارات التنظيميققة‪ ،‬مققن جهقة‬
‫القرارات التنظيمية التنفيذية للقوانين‪ ،‬ومن جهة ثانية القرارات التنظيمية المسققتقلة‪ .‬فيمققا يخققص‬

‫‪14‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫الولى‪ ،‬فهي قرارات تنظيمية يتخذها الجهاز التنفيققذي‪ ،‬وذلققك لتنفيققذ القققوانين الققتي تصققدر عققن‬
‫البرلمان‪ ،‬وهذه القوانين تكون عامة مصاغة بصفة عامة وشمولية وتتولى اتخققاذ تققدابير قانونيققة‬
‫تنفيذية لهذه القوانين عبر المراسيم التنفيذية‪ ،‬وبققذلك فهققي تكمققل القققوانين العاديققة‪ ،‬فل ينبغققي أن‬
‫تكون مخالفة للقوانين وإل تعرضققت لللغققاء لنهققا مققن وضققع الجهققاز التنفيققذي‪ ،‬فهققي ل تعتققبر‬
‫قوانين وإنما قرارات إدارية )‪.(actes Administratifs‬‬

‫وفيما يخص الثانية‪ ،‬فهي تشمل كل المجال التنظيمققي للحكومقة القذي يمارسققه رئيققس الحكومققة‪،‬‬
‫ويبقى بإمكانه تفويضها لباقي الوزراء‪ .‬ويمكن أن تكون هذه القرارات التنظيمية المسققتقلة عامققة‬
‫ومجققردة تهققم عققدد كققبير مققن المققواطنين‪ ،‬أو أن تكققون فرديققة تهققم شققخص أو عققدة أشققخاص‬
‫معروفين‪.‬‬

‫من الناحية القضائية تدخل القرارات التنظيمية ضققمن اختصاصققات المجلققس العلققى كمقا تحقدد‬
‫ذلك الفقرة الولى من الفصل ‪ 9‬من القانون المحدث للمحاكم الدارية الذي ينص على أنه "يظققل‬
‫المجلس العلى مختصا للبث ابتدائيا وانتهائنا في طلبات اللغاء بسققبب تجققاوز السققلطة المتعلقققة‬
‫بالمقررات التنظيمية والفردية الصادرة عن الوزير الول ")رئيس الحكومة(‬

‫ونلحظ هنا أن اختصاص المجلس العلى )محكمة النقض( يختص فقط في طلبات اللغاء‪ ،‬أمققا‬
‫إذا كققان الطلققب يتعلققق بققالتعويض عققن ضققرر معيققن تسققببت فيققه القققرارات التنظيميققة لرئيققس‬
‫الحكومة‪ ،‬فإن الختصققاص ينعقققد حينئققذ للمحققاكم الداريققة فققي المرحلققة البتدائيققة‪ ،‬ول يتققدخل‬
‫المجلس العلى )محكمة النقض( إل في مرحلة النقض‪.‬‬

‫في كل الحوال تبقى القرارات التنظيمية مصدرا مهمققا للقققانون الداري يضققم مجققالت متعققددة‬
‫تفوق بكثير المجالت التي تنظمها القوانين العادية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الجتهاد القضائي ‪:‬‬

‫لقد سبقت الشارة إلى أن القانون الداري هو قانون قضائي بمعنى أن القاضققي يلعققب فيققه دورا‬
‫مهما من حيث تأويله للقاعدة القانونية‪ ،‬وعند عدم وجود القاعدة القانونية فإن القاضققي يخلقهققا أو‬

‫‪15‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫ينشئها‪ ،‬وهذه المسألة ليست فقط خاصية من خصائص القانون الداري بل هي كذلك مصدر من‬
‫مصادره الساسية‪ ،‬والحقيقة هي أن القاضي الداري يقوم بدور قد يفوق دور المشرع في وضع‬
‫القاعدة القانونية الدارية‪ ،‬وقد ثار نقاش حاد في الفقه الداري فيما يخص حدود سققلطة القاضققي‬
‫في خلق القاعدة القانونية‪ ،‬وقد انقسم الفقه إلى فريقين ‪:‬‬

‫فريق أول ‪ :‬حاول تفسير ظاهرة الجتهاد القضائي كمصققدر للقققانون‪ ،‬واعتبرهققا مسققألة عاديققة‪،‬‬
‫وفي نفس الوقت ضرورية لعققدم وجققود تقنيققن فققي المجققال الداري وللتطققورات السققريعة الققتي‬
‫تعرفها الدارة بصفة عامة‪.‬‬

‫إل أن فريقا آخر قد عارض الجتهاد القضائي كمصدر للقانون الداري‪ ،‬وذلقك بنقاءا علقى عقدة‬
‫انتقادات من أهمها ‪:‬‬

‫أنه في الصل وحسب مبدأ الفصل بين السلط فإن القاضي ل يملك سلطة خلق القواعققد القانونيققة‬
‫بل يطبق القواعد القانونية الققتي هققي مققن وضققع المشققرع‪ ،‬وإذا مققا سققمحنا للقاضققي حسققب هققذا‬
‫التجاه الفكري أن يضع عبر أحكامه قواعد لم يعلن عليها المشرع فإننا حينئذ نكون أمقام قاضققي‬
‫يقوم بالوظيفة التشريعية أي وظيفة تخرج مبدئيا عن اختصاصاته‪.‬‬

‫والحقيقة أن القاضي الداري يقوم بالوظيفتين معا‪ ،‬فمرة يقوم بخلق مبادئ قانونية‪ ،‬ومرة أخققرى‬
‫يكتفي بتناول نصوص وتفسيرها واستخلص مبادئها‪.‬‬

‫ثالثا ‪ :‬العرف ‪la coutume‬‬

‫يلعب العرف دورا مهما في تكوين بعض القواعد الدستورية والمدنية كما له دور في خلق بعض‬
‫القواعد الدارية‪ ،‬وكما عرفه البعض فهو "إتباع السلطة الدارية المختصققة لسققلوب معيققن فققي‬
‫تسيير وتنظيم المرافق العامة واسققتمرارها علققى إتبققاع هققذا السققلوب مققدة مققن الزمققن"‪ .‬ويقققوم‬
‫العرف الداري بتوفر ركنين ‪ :‬الركن المادي والركن المعنوي‪.‬‬

‫فالول أي الركن المادي فيقصد به اتباع الدارة بقاعدة معينة بفترة زمنية على أسققاس أن يكققون‬
‫تصرفها عاما ومنتظما وأل يكون مخالفا للقانون‪.‬‬

‫‪16‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫أما الركن المعنوي فيقصد به أن يستقر في الذهان العتققاد بضقرورة احققترام وتطققبيق القاعققدة‬
‫العرفية وتوقيع جزاء على من يخالفها‪ ،‬أو العتقاد بأن تصرف الدارة في مجال معين قد أصبح‬
‫ملزما‪ .‬وتعديل القاعدة يتم عادة بإتباع نفس السلوب الذي نشأت به‪ ،‬ومن تم فإن تكققوين العققرف‬
‫الجديد يحتاج إلى تكرار وتواتر الموقف الجديد‪.‬‬

‫رابعا‪ :‬الفقه‪.‬‬

‫ل أحد يمكن أن يتجاهل دور الفقه كمصدر من مصقادر الققانون الداري فهقو بقدوره لقه مكقانته‬
‫وأهميته كمرشد للمشرع والقضاء معا في وضع القاعدة القانونية‪.‬‬

‫‪-6‬خأصائص القانون الداري ‪:‬‬

‫يتفق الجميع على أن القانون الداري يتميز على القل بثلثة خصائص أساسية ‪:‬‬

‫قانون غير مقنن‪ ،‬قانون حديث النشأة‪ ،‬قانون قضائي‪.‬‬

‫أول ‪ :‬القانون الداري قإانون حديث النشأة ‪:‬‬

‫إن القانون الداري بمعناه المعاصر لم يظهر إل بعققد أن أوجققد المشققرع جهققة قضققائية مختصققة‬
‫بالبت في النزاعات الدارية‪ ،‬وإذا ما اعتمدنا هذه المسألة في تحديد نشقأة القققانون الداري يجقب‬
‫القول على أنه "حديث النشأة"‪ ،‬حيث أنه لم يظهر إل في النصف الثاني من القرن التاسع عشققر‪،‬‬
‫وذلك بفرنسا‪ . 1‬هذا البلد ولسباب سياسية ل مجال للدخول فققي سققردها كقان هققو السققباق لوضققع‬
‫أجهزة قضائية خاصة لمراقبة شرعية أعمال الدارة‪ ،‬سميت فيما بعد بالمحاكم الدارية‪ .‬كمققا أن‬
‫النظرية الفرنسية للقانون العام كانت كذلك سققباقة لوضققع المبققادئ الساسققية الققتي يرتكققز عليهققا‬
‫القانون الداري‪ ،‬من أهمها مبدأ الفصل بين السلطة القضائية والسلطة الداريقة‪ ،‬ومبقدأ القاضقي‬
‫الداري‪ ،‬ومبدأ الدعوى في الميدان الداري‪...‬‬

‫‪ - 1‬مند عهد الثورة الفرنسية لسنة ‪ ، 1789‬الفترة التي تعد النطلقة الولققى لظهققور القققانون الداري ‪ ،‬والققذي تعققزز مققع تأسققيس مجلققس الدولققة‬
‫الفرنسي في عهد نابليون بونابارت ومعه تأسست محاكم مستقلة إختصت في المنازعات الدارية‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫أما في المغرب فإن القانون الداري أحدث بناءا على التجربة الفرنسية ‪ ،‬حيث أنه ظهر مع هققذه‬
‫الخيرة إبان فترة الحماية‪ .‬فقد ظهرت أهم القوانين المغربية المتعلقة بالقققانون الداري فققي سققنة‬
‫‪ 1913‬وكانت تتشابه إلى حد بعيد مع القواعد المماثلة المتعامل بها في الدارة الفرنسية‪.‬‬

‫لقد ظهر سنة ‪ 1913‬أول قانون يتعلق بالتنظيم القضائي‪ ،‬ولقد أنشأ هذا القانون نوعققا واحققدا مققن‬
‫المحقاكم‪ ،‬سقميت بالمحقاكم العاديقة‪ ،‬إل أنقه وضقع ضقمن اختصاصقاتها المقادة المدنيقة والمقادة‬
‫الدارية‪ .‬كما أنشأ هذا القانون "مبدأ الفصل بيققن السققلطة القضققائية والسققلطة الداريققة"‪ ،‬والققذي‬
‫يمنع على القاضي عرقلة أعمال الدارة‪ ،‬كما ظهر كذلك عبر الفصل ‪ 79‬من قققانون اللتزامققات‬
‫والعقود مبدأ مسؤولية الدولة والبلديات‪ ،‬أو ما يسمى "بالمسئولة الدارية"‪.‬‬

‫كما ظهر من خلل ظهير ‪" 1914‬نظققام نققزع الملكيققة"‪ ،‬وعققبر ظهيققر آخققر لنفققس السققنة ظهققر‬
‫"نظام الملك العامة"‪...‬‬

‫وبذلك فإن القانون الداري المغربي قانون حديث النشأة وضعت أهم مبادئه سنة ‪ 1913‬وعققرف‬
‫عدة تطورات منذ ذلك الحين‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬القانون الداري قإانون غير مقنن ‪:‬‬

‫يقصد بالتقنين إصدار قانون واحد يضم القواعد الكاملة والتفصققيلية الققتي تحكققم نوعققا معينققا مققن‬
‫النشققطة القانونيققة‪ .‬ومعظققم فققروع الققانون توجقد الن فقي مققدونات‪ ،‬فهنقاك ققانون اللتزامققات‬
‫والعقود‪ ،‬القانون التجاري‪ ،‬القانون الجنائي‪ ،‬مدونة السرة ‪...‬‬

‫أما القانون الداري فلم يتم تقنينه إلى الن‪ ،‬بحيث ل وجود هنققاك لشققيء يسققمى بمدونققة القققانون‬
‫الداري‪.‬‬

‫ويرى الفقهاء أن تقنين القانون الداري في وثيقة واحدة أمر مسققتحيل‪ ،‬ويرجققع السققبب فققي ذلققك‬
‫إلى أن الدارة منذ ظهورها قد عرفت تطورا كبيرا تبعا لتطور الوضاع القتصادية والسياسية‪.‬‬
‫إل أن عدم تقنين القانون الداري ل يعني غياب كامل للتشريع في الميدان الداري‪ ،‬فهنققاك عققدة‬
‫قوانين دونت نوعا معينا من النشطة الدارية نذكر منها ‪ :‬قانون نزع الملكيققة ‪ ،‬قققانون الوظيفققة‬

‫‪18‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫العمومية ‪ ،‬قانون تنظيم العمالت والقاليم‪ ،‬الميثاق الجماعي‪ ،‬قققانون المجلققس العلققى‪ ،‬القققانون‬
‫المتعلق بالمحاكم الدارية‪ ،‬قانون محاكم الستئناف الدارية‪....‬‬

‫إل أنه رغم وجود هذه التشريعات فمن خصائص القانون الداري الساسية أنه يبقى قانونا غيققر‬
‫مقنن‪ ،‬وذلك لن أهقم المبقادئ القانونيقة والنظريقات القانونيقة القتي يتعامقل بهقا هقي مقن وضقع‬
‫القاضي‪ ،‬وليس من وضع المشقرع‪ ،‬عكقس مقا يقققع فقي إطققار الققانون الخقاص‪ .‬ومقن أهقم هقذه‬
‫النظريققات والمبققادئ‪ ،‬نظريققة القققرار الداري المنفققرد‪ ،‬مبققدأ الفصققل بيققن السققلطة القضققائية‬
‫والدارية‪ ،‬نظرية دعوى اللغاء أو اللغاء بسبب الشطط في استعمال السلطة‪ ،‬نظريققة العتققداء‬
‫المادي‪ ،‬نظرية الظروف الستثنائية‪...‬‬

‫ثالثا ‪ :‬القانون الداري قإانون قإضائي ‪:‬‬

‫يتميز القانون الداري بكونه قانون قضائي‪ ،‬ويقصد بذلك ما لدور القضاء الداري من أهمية في‬
‫مجال إنشائه‪ ،‬بحيث يرجع في معظم نظرياته ومبادئه العامة والرئيسية إلققى اجتهققادات القاضققي‬
‫الداري أو قاضققي الدارة‪ .‬ويلعققب القاضققي الداري دورا أساسققيا فققي المنازعققات الداريققة‪،‬‬
‫ويفسر ذلك بعدة أسباب من أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬عدم تقنين كل النشطة الدارية من جققانب والتطققور السققريع الققذي تعرفققه اللققة الداريققة مققن‬
‫جانب آخر‪.‬‬

‫‪ -‬عدم تشريع النشاط الداري من مختلف جوانبه‪ ،‬فقد ترك للقاضي مجققال أوسققع‪ ،‬ليققس فحسققب‬
‫لتأويل القاعدة القانونية‪ ،‬بل وكذلك بابتكار وصنع القاعدة القانونية‪ .‬وحتى عند وجود النصققوص‬
‫القانونية في المجال الداري فإنها عادة ما تكون عامة ومجردة ل تتعرض للجزئيات والتفاصيل‬
‫التي تدخل في اختصاص القاضي الداري‪.‬‬

‫يفسر ذلك كون القانون الداري قانون قضائي بظققاهرة التطققور الققتي تعرفهققا الدارة والنشققطة‬
‫الدارية‪ ،‬فالمؤسسة الدارية تعرف منذ بداية القرن "التاسع عشر" تطورات سققواء فققي هيكلتهققا‬

‫‪19‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫وقواعد تسييرها‪ ،‬أو في علقتها مع الفراد‪ .‬وهذه التطورات جعلققت مققن القققانون المطبققق علققى‬
‫الدارة يعرف هو الخر عدة تطورات‪ ،‬وذلك عن طريق الجتهاد القضائي‪.‬‬

‫فيما يخص القانون الداري المغربي يجب التمييز على القل بين ثلثة مراحل ‪:‬‬

‫‪ – 1‬مرحلة قبل إنشاء المجلس العلى‪.‬‬

‫‪ – 2‬مرحلة بعد إنشاء المجلس العلى‪.‬‬

‫‪ – 3‬مرحلة المحاكم الدارية‪.‬‬

‫المرحلة الولى ‪ :‬مرحلة قبل نشوء المجلس العلى‪.‬‬

‫فيما يخص المرحلة الولى ابتدأت من سنة ‪ 1913‬إلى غاية ‪ : 1957‬كانت الحلول التي يعطيهققا‬
‫القاضي للمنازعات الدارية تجد مصدرها الساسي في القانون الداري الفرنسقي ول سقيما فقي‬
‫اجتهادات مجلس الدولة الفرنسي‪ ،‬لم يتميز قاضي الدارة المغربيققة أثنققاء هققذه الحقبققة التاريخيققة‬
‫بأي ابتكار يذكر‪.‬‬

‫المرحلة الثانية ‪ :‬بعد إنشاء المجلس العلى‪.‬‬

‫مع إنشاء المجلس العلقى سقنة ‪ 1957‬عقرف الققانون الداري المغربقي بعقض التطقورات فقي‬
‫قضاء الغرفة الدارية‪ ،‬ولو أن قضققاء هقذه الغرفققة الداريققة بقققى فققي مجملققه قريققب مقن قضقاء‬
‫المحاكم الدارية الفرنسية‪ ،‬إل أن هذه التبعية للقانون الداري الفرنسققي أصققبحت تعققرف بعققض‬
‫التغيرات منذ سنة ‪1993‬م‪.‬‬

‫المرحلة الثالثة ‪ :‬بعد إحداث المحاكم الدارية‪.‬‬

‫مع إنشاء المحاكم الدارية سنة ‪ 1993‬لوحظ أن هذه المحاكم الجديدة قد تمكنت من تثبيت بعققض‬
‫الحلول في القضايا الدارية‪ ،‬تتميز بالجرأة والبداع كمسألة الستعجال الداري‪ ،‬مسألة العتداء‬
‫المادي‪ ،‬إلغاء المقررات المادية‪ .‬إل أن القانون الداري المغربققي فققي مجملققه يتشقابه فقي جقانب‬
‫كبير منه مع القانون الداري الفرنسي‪.‬‬

‫‪20‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-7‬معيار القانون الداري‪:‬يقصد بمعيار القانون الداري الحالت التي يتعين فيها على علقة‬
‫قانونية ما ’الخضوع لقواعد القانون الداري بدل قواعد القانون ا لخاص ’علما أن النشاط‬
‫الداري للدارة ل يخضع بكامله لقواعد القانون الداري بحيث نجد حالت تخضع فيها الدارة‬
‫إلى قواعد القانون الخاص‬

‫فإذا كان من بين خصائص القانون الداري انه قانون قضائي فان على القاضي الداري التمييز‬
‫من حيث المعيار بين القضايا التي تدخل تحت طائلة قواعد القانون الداري وتلك التي تخضع‬
‫لقواعد القانون العادي وقد عرف القضاء والفقه )خاصة الفرنسي (في بحثهما عن معيار‬
‫القانون الداري التمييز لجل ذلك بين مدرستين ‪:‬‬

‫‪-‬مدرسة قانون السلطة العامة التي ظهرت في القرن التاسع عشر ومفادها التمييز بين نشاط‬
‫السلطة العامة والنشاط الداري المالي ’فالنشاط الول هو جل العمال الصادرة عن الدارة في‬
‫شكل قرارات إدارية بشكل منفرد بحيث تعمل الدارة على إخضاع العموم لرادتها المنفردة في‬
‫تنظيم نشاطاتهم وبالتالي فان هذا النشاط يخضع لقواعد القانون الداري وهو بذلك يعد من‬
‫اختصاص المحاكم الدارية‬

‫أما النشاط الثاني أي النشاط الداري المالي فهو تقوم به الدارة كشخص معنوي كما يمكن أن‬
‫يقوم به جميع الشخاص الذاتيين في إدارة أموالهم وممتلكاتهم بحيث إن الدارة في هذا الباب‬
‫تتعامل كما يتعامل الشخاص الطبيعيين مثله تأجير الدارة لبعض ممتلكاتها الخاصة وهذه‬
‫المعاملة تدخل تحت طائلة القانون العادي والمحاكم المختصة هيا المحاكم العادية ومن أهم‬
‫مناصري هذه النظرية في القرن التاسع عشر نجد كل من‪:‬‬

‫‪Ducroc ;batbie ;la ferriere‬‬

‫إل أن هذا المعيار تم التخلي عنه نطرأ لكون الدارة في حاجة للتدخل أكثر لحماية المصلحة‬
‫العامة خاصة في النصف الثاني من القرن التاسع عشر مما جعل الخذ بفكرة المرفق العام‬
‫وسيلة لذلك‬

‫‪21‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬مدرسة المرفق العام‪:‬المرفق العام هو كل نشاط تتوله هيئة عامة أو عمومية بغرض إرضاء‬
‫حاجة ذات مصلحة عامة عل مستوى الصحة التعليم النقل العمومي‪...‬‬

‫وهذا يفسر مدى الدور الذي أصبحت الدولة تلعبه في حياة المواطن بحيث أنها انتقلت من فكرة‬
‫الدولة الحارسة تهتم فقط بالدفاع والمن والقضاء بداية القرن التاسع عشر إلى فكرة الدولة‬
‫المتدخلة في أوخر هذا القرن بحيث تعددت تدخلتها في العديد من الميادين على أساس كونها‬
‫في حاجة للتمتع بامتياز السلطة العامة من هنا انتصرت فكرة المرفق العام وقد تم تتويج هذا‬
‫النتصار لهذه الفكرة بحكم لمجلس الدولة ومحكمة التنازع الفرنسيين سنة ‪ 1873‬عبر الحكم‬
‫الشهير "حكم بلنكو"‬

‫ويمكن القول أن من أهم أشهر مؤيدي هذا المعيار هم‪:‬‬

‫‪Duguit ;jeze ;bonnard‬‬

‫وبهذا سميت مدرستهم بمدرسة المرفق العام وحسبهم تعتبر نظرية المرفق العام أساس‬
‫كل قواعد القانون الداري الذي حسب تعبير ‪ bonnard‬هو قانون المرافق العامة إل أن‬
‫موجة العولمة التي عرفها العالم وتغير في الوضع المالي للدول جعل من جل الدول تنويع‬
‫نشاطاتها القتصادية والمالية الشيء الذي جعل من الدولة مقاولة هي الخرى دخلت في‬
‫إطار شراكة بينها وبين القطاع الخاص من اجل تدبير بعض من مرافقها العامة عبر‬
‫طرق ووسائل جديدة كالصيغة التشاركية أو عقود التدبير المفوض خاصة من بعض‬
‫هيئات الدولة على المستوى المحلي‬

‫فبالرغم من أزمة المرفق العام يعتبر معيار المرافق العامة معيارا لوضع الحلول سواء‬
‫فيما يتعلق بتكييف العمل الداري والعقود الدارية والموال والملك العامة‬

‫‪ -8‬مفهوم الشخصية المعنوية كعنصر أساسي من عناصر التنظيم الداري‪:‬‬

‫يعققرف القققانون الشققخص بققأنه كققل كققائن قققادر علققى اكتسققاب الحقققوق واللققتزام بالواجبققات‪،‬‬
‫والشخاص نوعين ‪:‬‬

‫‪22‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪ -‬شخص طبيعي أو ذاتي‪ ،‬أي الفرد العادي‪.‬‬

‫‪ -‬شخص إعتبققاري أو معنققوي‪ ،‬أي الشققخص العققام أو الخققاص والمعققترف لققه قانونققا بشخصققية‬
‫معنوية‪ 1‬وهو مسؤول عن اللتزامات التي يقييمها وله حقوق يكتسبها‪.‬‬

‫فالشخاص المعنوية الخاصة صنفان‪ ،‬الول شخص معنوي خاص ربحققي وهققو بهققذه الصققفة‬
‫يخضع إلى قواعد القانون الخاص من قبيل الشققركات والمقققاولت التجاريققة والشققركات المدنيققة‬
‫التي تهدف تحقيق ربح مادي ’ ثم أشققخاص معنويققة خاصققة غيققر ربحيققة ل تققدر ربحققا ماديققا ’‬
‫مثال الجمعيات ذات المنفعة العامة والجمعيات ذات البعد السياسي إضافة إلى النقابقات المهنيقة‬
‫و الهيئققات الخاصققة ’كهيئققة الصققيادلة و المحققامين و الطبققاء و المحاسققبين العمققوميين ‪ ...‬أمققا‬
‫الشخص المعنوي العام فهو كل شخص خاضع لمبادئ وقواعد القانون العام ’ و في هذا نميز ما‬
‫بين الشخاص العتبارية العامة الترابية أو القليمية ’و يدخل فيها الدولة والجماعققات الترابيققة‬
‫حسب التحديد الدستوري الذي حددها في الجهات و العمققالت والقققاليم و الجماعققات الترابيققة و‬
‫كل جماعة او هيئة ترابية أنشأها القانون ’ ثم الشخاص العتبارية العامة المرفقية او المصلحية‬
‫’التي يدخل في إطارها المرافق العامة و كذا المؤسسات العمومية و طنية أو محلية ‪ .‬فالشخص‬
‫المعنوي الخاص يكون هدفه تحقيق المصلحة الخاصة من خلل تحقيق الربح في الققوقت الققذي‬
‫يهدف فيه الشخص المعنوي العام إلى تحقيق المصلحة العامة و هو بققذلك يخضققع إلققى الرقابققة‬
‫الدارية الناتجة عن مبدأ الستقللية التي يتمتع بها هذا الشخص المعنوي العام ‪.‬‬

‫إذن ما هي أنواع الشخاص العتبارية العامة ؟‬


‫‪2‬‬
‫أول ‪:‬أنواع الشأخاص المعنوية العامة ‪:‬‬

‫تتفرع الشخاص المعنوية العامة إلى قسمين ‪:‬‬

‫‪ (1‬أشأييخاص معنوييية عاميية إقإليمييية أو ترابييية ‪ :‬وتشققمل الدولققة والجماعققات الترابيققة ‪ ،‬وهققي‬
‫وحدات ترابية أو جغرافية تتمتع بالشخصية المعنوية ’أي الستقلل المالي و الداري‪.‬‬

‫‪ - 1‬بحيث أن عجز الفرد النسان عن النهوض بكافة متطلبات الحياة نظرا لنتهاء شخصيته بالوفاة ‪ ،‬لضرورة إستمرار مرافق المجتمع ‪ ،‬كان ل بد من‬
‫منح الهلية القانونية إلى مجموعات أشخاص أو أموال ككائنات قانونية‬
‫‪ - 2‬محمد خير مرغيني ‪ :‬الوجيز في القانون الداري المغربي‪ ،‬مطبعة دار المغرب ‪ 1978‬ص‪.55 :‬‬

‫‪23‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫أ – الدولة ‪ :‬شخص معنوي عام يوجد على رأس هذه الشخاص القليميققة أو الترابيققة‪ ،‬و تعتققبر‬
‫الدولة الشخص المنشيء لبقية الشخاص العتباريققة العامققة ’ وهققي تباشققر إختصاصققاتها علققى‬
‫جميع التراب الوطني وتعتبر بذلك الساس لبقيققة الشقخاص المعنويققة العامققة الخققرى‪ ،‬بحيققث‬
‫أنها هي التي تمنح الشخصية المعنوية وهي التي تقيم هذه الشخاص المعنوية و الدولة تابثة لهققا‬
‫الشخصية المعنوية رغم إنكار بعض الفقه لهذه الشخصية و الذي يمكن إراجققع هققذا الثبققوت إلققى‬
‫العتبارات التالية و هي‪:‬‬

‫‪ -‬وجود ذمة مالية للدولة متميزة عن شخصية حكام هذه الدولة‪ .‬بمعنى فصل الذمة المالية للدولة‬
‫عن الذمم المالية للحكام‪.‬‬

‫‪ -‬إستمرار شخصية الدولة بمعزل عن الحكام ونظام الحكم فيها‪.‬فالدولة ل تنقضي بموت الحكام‪.‬‬

‫‪ -‬هي كذلك ركن من أركان القانون الدولي العام كدولة قائمة بققذاتها‪.‬لهققا حقققوق و التزامققات مققع‬
‫دول أخرى عبر التفاقيات و المعاهدات الدولية ‪.‬‬

‫الدستور كذلك في صيغته الحالية يتضمن الشارة إلققى الشخصققية المعنويققة مققن خلل تصققديره‬
‫وهي ضمنية مثل ‪ :‬كون المملكة دولة إسلمية ذات سيادة‪ ،‬ومققن نتائقج هقذه السققيادة السققتقللية‬
‫في اتخاذ القرار السياسي‪ ،‬وهو مظهققر مققن مظققاهر الشخصققية المعنويققة‪ ،‬كققذلك مققا نققص عليققه‬
‫الدستور من كون الدولة تتعهد باللتزام بما تقتضيه المواثيق والمعاهدات الدولية‪.‬‬

‫ب – الجماعات الترابية ‪ :‬نص الفصل ‪ 135‬من الباب التاسع من دستور المملكقة لسقنة ‪2011‬‬
‫في فقرته الثانية على أن‪" :‬الجماعات الترابية أشخاص اعتبارية‪ ،‬خاضققعة للقققانون العققام‪ ،‬تسققير‬
‫شؤونها بكيفية ديمقراطية"‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫وتختلققف هققذه الجماعقات عققن الوحققدات الترابيقة الخقرى ك‪:‬العمقالت )ليققس كمجقالس و لكققن‬
‫كإدارات(‪ ’ 1‬القيادات‪ ،‬الدوائر‪ ،‬المقاطعات الحضرية لنها تعتبر مجرد مصالح إدارية خارجيققة‬
‫للدارة المركزية‪ .‬ل تتمتع بالشخصية العتبارية ‪.‬‬

‫الجماعات الترابية ’جهات ’عمالت أو أقققاليم و الجماعققات الترابيققة الحضققرية والقرويققة تسققير‬
‫شؤونها عبر مجالس منتخبققة إنتخابققا عامققا ومباشققرا ’ وهققي حسققب القققوانين التنظيميققة تمققارس‬
‫إختصاصات ذاتية و مشتركة و منقولة ‪.2‬‬

‫‪ (2‬الشأخاص المعنوية المرفقية أو المصلحية ‪:‬‬

‫وتسمى كذلك بالمؤسسات العمومية و المرافق العامة ‪ ،‬وهققي مرافققق و مؤسسققات تقققوم بققإدارة‬
‫النشاط المسقند إليهقا قانونقا تحقت وصقاية الدولقة أو الشقخاص الترابيقة الخقرى القتي أنشقأتها‬
‫معترفة لها بالستقلل المالي والداري‪ .‬والمؤسسات العمومية نوعان ‪:‬‬

‫‪ -‬مؤسسات عمومية وطنية محدثة من طرف السلطة التشققريعية طبقققا للفصققل ‪ 71‬مققن الدسققتور‬
‫الحالي‪ .‬و هي كل مؤسسة يدخل إنشاؤها في مجال القانون و فق النص الدستوري‪.‬‬

‫‪ -‬مؤسسات محلية تنشؤها المجالس المحليققة المعنيققة ‪ .‬و الققتي تققدخل فققي المجققال التنظيمققي إمققا‬
‫للحكومة أو للمجالس المنتخبة‪.‬‬

‫ولقيام الشخص المعنوي ل بد من وجود ركنين أساسيين ‪:‬‬

‫‪ -‬وجود مصالح مشتركة إما سياسية كالحزاب‪ ،‬أو تجارية كالشركات‪.‬‬

‫‪ -‬ارتباط هذه المصالح فيما بينها‪.‬‬

‫وحتى يقوم الشخص المعنوي بأهدافه ل بد من توفر إرادة موحدة معبر عنها مققن خلل الهياكققل‬
‫المسيرة‪ ،‬أو الجهزة المسيرة )مكتب يتألف من رئيس ونوابه أو مدير ‪.(...‬‬

‫‪- 1‬في هذها النقطة يجب التمييز ما بين العمالة كمجلس منتخب يتولى تسيير العمالة وفق اختصاصات و صلحيات للمجلس و لرئيس‬
‫المجلس و فق مضامين القانون التنظيمي المتعلق بالعمالت و القاليم رقم ‪’ 112-14‬و بين العمالة كإدارة لممركزة تخضع لتنظيم و‬
‫هيكلة خاصة على غرار ما هو معمول به على مستوى و زارة الداخلية ‪.‬‬
‫‪- 2‬أنظر في ذلك ما تم التنصيص عليه في القوانين التنظيمية المتعلقة بتنظيم الجهات و العمالت والقاليم و الجماعات الترابية رقم‬
‫‪ 111-14‬و ‪ 112-14‬ثم القانون رقم ‪ 113-14‬ل ‪7‬يوليوز ‪. 2015‬‬

‫‪25‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫ولقيام الشخصية المعنوية ل بد كذلك من وجود اعتراف بذلك من طرف المشرع سواء كان هذا‬
‫الشخص المعنوي عام أو خاص‪.‬‬

‫ثانيا ‪:‬النتائج المترتبة عن اكتساب الشخصية المعنوية ‪:‬‬

‫يترتب عن العتراف بالشخصية المعنوية إمكانية ممارسة الشخص المعنوي لبعض التصققرفات‬
‫القانونية مثلها في ذلك مثل الشخص الطبيعي ولنجاز ذلك ل بد من وجود‪:‬‬

‫‪ -‬ذميية مالييية مستقلة عققن الذمققة الماليققة للشققخاص الطققبيعيين المكققونين لققه ‪ ،‬فهققو بققذلك ينتققج‬
‫التزامات ويتمتع بحقوق‪.‬‬

‫أ‪ -‬الهلية القانونية ‪ :‬بمعنى أنه له الحققق فققي إبققرام العقققود مثلققه مثققل الشققخص الطققبيعي مثل ‪:‬‬
‫الدولة تبرم المعاهدات مع غيرها من الدول‪ .‬والجماعات المحلية تتعامل مع الدولة أو الشخاص‬
‫المعنوية الخاصة كشخص كامل الهلية القانونية‪.‬‬

‫ب‪ -‬حق التقاضي ‪ :‬فالعتراف بالشخصية المعنويققة يققترتب عنققه حققق رفققع الققدعاوى القضققائية‬
‫للدفاع عن مصالح الشققخص المعنققوي أمققام القضققاء‪ ،‬كمققا يققترتب كققذلك عققن وجققود الشخصققية‬
‫المعنوية إمكانية مقاضات الشخص المعنوي من قبل الغير‪.‬‬

‫ج‪ -‬الموطن ‪ :‬بمعنى إستقللية الشخص المعنوي من حيث المقر تسهيل لعملية التواصل معققه أو‬
‫تبليغه مراسلت معينة ‪.‬‬

‫د‪ -‬وجود نائب يعبر عنه ‪ :‬بمعنى وجود شخص طبيعي ينوب عن الشخص المعنوي في التعققبير‬
‫عن إرادته والتصرف باسمه وتمثيله أمققام القضققاء )كالمققدراء أو رؤسققاء المجققالس كمتصققرفين‬
‫باسم هذا الشخص او محامي الشخص المعنوي‪.‬‬

‫ه‪-‬المسؤولية وقد تكون مسؤولية ‪:‬‬

‫‪ -‬إداريققققققة بالنسققققققبة‬
‫للضرار الناتجة عن العمال التي ينجزها الشخص المعنوي العام‬

‫‪26‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪ -‬مدنية كما هققو المققر‬


‫بالنسبة للشخاص العتبارية الخاصة‬
‫‪ -‬جنائيققققققة خاصققققققة‬
‫بالنسبة للعمال المنسوبة للجمعيات و النقابات التي تواجه عقوبة الحل نتيجة قيامها بأعمال غير‬
‫شرعية ‪.‬‬
‫بمعنى ان الشخص العتباري و هو يقوم بجميع التصرفات القانونيققة فهققو بققذلك يكققون مسققؤول‬
‫عن الضرار التي يمكن أن يلحقها بالغير‪ .‬يجب فقط الشارة الى كون الثار السالفة الققذكر تهققم‬
‫جميع أنواع الشخاص المعنوية سواء عامة او خاصة ‪.‬‬
‫إل أن الشخص المعنوي العام يتفرد بنتائج تخص هذا النوع من الشخاص المعنوية و هي‪:‬‬

‫‪ -‬تمتع الشخص العتباري العام بامتيازات السلطة العاميية‪ ،‬تحقيقققا للمصققلحة العامققة‪ ،‬فجميققع‬
‫تصرفاته تتمتع بالمتياز العام المتجسدة في أعمال إدارية أو عقققود إداريققة‪ ،‬كنشققاط إداري‪ .‬كمققا‬
‫أنه يستفيذ من وسققائل القققانون العققام‪ :‬كعققدم الحجزعلققى المققال العققام ‪ ،‬والتنفيققذ الجققبري‪ ،‬ونققزع‬
‫الملكية للمصلحة العامة’ الحتلل المؤقت لملك الغير لجل المنفعة العامة ‪.‬ذون أن يتطلب ذلك‬
‫اللجوء الى طلب تدخل القضاءمن أجل ذلك ‪.‬‬
‫ك‪ -‬خأضييوع الشييخص العتبيياري للرقإابيية الدارييية و هييذا مققا يميققزه عققن الشققخص المعنققوي‬
‫الخاص‪ ،‬بحيث يتم إخضاع الشققخص العتبققاري العققام للرقابققة الداريققة مققن طققرف السققلطات‬
‫المختصة‪1.‬بغية تحقيق المصلحة العامة ‪.‬و هي رقابة ل تصل حد السلطة الرئاسية ‪.‬‬

‫‪-‬خضوع علقة الموظف او المستخدم الى الطابع التنظيمي‪:‬بمعنى ان علقققة الشقخص المعنققوي‬
‫بموظفيه او مستخدميه تخضع بالساس الى قققوانين او مراسققيم تنظيميققة ’ مققع عققدم نفققي وجققود‬
‫قوانين خاصة ببعض فئات العاملة لدى بعض الشخاص المعنوية العامة ‪.‬‬

‫ثالثا ‪:‬انقضاء أو انتهاء الشخص المعنوي العام‪:‬‬

‫الشخص المعنققوي كالشققخص الطققبيعي هققو الخققر ينتهققي مهمققا طققال أمققده فققإذا كققان الشققخص‬
‫الطققبيعي ينتهققي مققن حيققث التصققرفات القانونيققة بمجققرد الوفققاة فققان الشققخص المعنققوي تنتهققي‬
‫تصرفاته القانونية إما بانقضاء الجال المحدد لنشققاطه وإمققا بتحقيققق الغققرض الققذي انشققيء مققن‬

‫‪ - 1‬عبد الحق عقلة ‪ :‬القانون الداري ‪ ،‬المبادئ الساسية لدراسة القانون والعلم الداريين ‪ ،‬دار القلم‪ ،2002 ،‬ص ‪.145‬‬

‫‪27‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫اجله كما ينتهي الشخص المعنوي بالحل سواء حل إتفاقي أو حل إداري وبتصققفية ذمتققه الماليققة‬
‫قضائيا إذا ما خالف نشاطه القانون والنظام العام وبذلك يصبح غير مؤهل لللتزام ‪.‬‬

‫في حالة انتهاء الشخص المعنوي تنتقل أمواله الى الجهة التي حددها الققانون أو الققرار الصقادر‬
‫بإلغائه أو حله ’و إل فإن هذه الموال تنتقل الى الجهة التي يتبعها هذا الشخص العتباري ‪.‬‬

‫الفصل الول ‪:‬مبدأ المركزية الدارية والتنظيم الداري المركزي بالمغرب ‪:‬‬

‫يرتكز التنظيققم الداري فققي مجموعققة مققن الققدول علققى المركزيققة الداريققة بغيققة توحيققد الدارة‬
‫وجعلها تنبثق من مصدر واحد ‪ ،‬غالبا ما يكون مقره عاصمة الدولة نظرا لكون العمل الحكومي‬
‫ل يقتصر على جزء معين من الدولة وإنما يشقمل الدول ة كله ا‪ 1‬بحي ث أن ال وزراء إنطلققا م ن‬
‫العاصمة يشرفون على جميع أمور الدولة بالمجمل حسب المجالت القطاعية ‪.‬‬

‫وعلى هذا الساس فإن تسققيير أمققور الدولققة يحتققاج أجهققزة عليققا مقققررة للفعققل العققام )‪Action‬‬
‫‪ (public‬من خلل قرارات سياسية وإدارية وتنظيمية‪.‬‬

‫إذن ما المعنى من المركزية الدارية ؟ ما هي أشكالها وأنماطها ؟ وما هي أيضا الجهزة العليققا‬
‫المؤثرة في الفعل القراري الداري على المستوى المركزي ؟‬
‫‪ - 1‬عطار فؤاد ‪ :‬تنظيم الدارة العامة ‪ ،‬ط ‪ ، 2‬القاهرة ‪ ،1957‬ص ‪.69 :‬‬

‫‪28‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫المبحث الول ‪ :‬المركزية الدارية ‪(la centralisation Administrative) :‬‬

‫المعنى من المركزية الدارية ‪ ،‬هو تركيز السلطات الدارية وتوحيققد جميققع الوظققائف الداريققة‬
‫بيد ممثلي الحكومة المركزية وهم الوزراء‪.‬‬

‫فالمركزية تقوم على توحيد الدارة وجعلها تنبثق من مصدر واحد‪ .‬غير أن هذا ل يعني إحتكققار‬
‫النشاط الداري بمجمله من طرف الوزراء‪ ،‬بل تصريف الفعل الداري يقتضي مشاركة أعققوان‬
‫الدولة سواء في العاصمة أو في بقية أقاليم الدولة في عمليققة إدارة الشققأن العققام‪ .‬ومققن خلل هققذا‬
‫التعريف يتضح أن المركزية تستند في ذلك علققى صققورتين أساسققيتين وهمققا ‪ :‬الققتركيز الداري‬
‫وعدم التركيز الداري‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬التركيز الداري ‪(la concentration Administrative) :‬‬

‫وهو الشكل الذي تكون فيقه كققل الصققلحيات بيقد الجهقاز الداري المركققزي ’بمعنققى المركزيققة‬
‫الدارية المطلقة ’ دون إعطاء أي قدر من السلط لباقي موظفي الدولة سواء كانوا فققي العاصققمة‬
‫أو في بقية القاليم ‪ ،‬وهذه الصورة من صور المركزية الدارية تمنح للوزراء سلطة التقرير في‬
‫كل شيء‪ ،‬ولعل هذه الصورة من المركزية الدارية لم تعد شائعة في الوقت الحقالي نظققرا لتعقققد‬
‫المصالح الدارية وكثرتها مما تم معه التخفيف من أعباء الوزراء‪.‬‬

‫من خلل إعتماد صورة ثانية مققن صققور المركزيققة الداريققة أكققثر مرونققة وهققي عققدم الققتركيز‬
‫الداري‪.‬‬

‫فالتركيز الداري يجعل موظفي الدولة ينتظمققون فققي تققدرج هرمققي يطلققق عليققه السققلم الداري‬
‫والذي نجد على قمته وزير‪ ،‬وهذا السلم يقتضي خضوع الموظف القل درجة للعلى منه حققتى‬
‫ننتهي إلى الوزير الذي يخضقع لقه الجميقع فقي القوزارة الواحقدة‪ ،‬وهقذا هقو المقصقود بالسقلطة‬
‫الرئاسية )‪.(le pouvoir Hierarchique‬‬
‫‪29‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫وهذه السلطة الرئاسية تعني سلطة شققبه مطلقققة ممارسققة علققى المققرؤوس وعلققى أعمققاله‪ ،‬وهققذه‬
‫السققلطة كققذلك هققي مققا يصققطلح عليهققا بالسققلطة علققى الشققخاص والسققلطة علققى العمققال‪، 1‬‬
‫فبواسققطتها يمققارس الرئيققس السققلطة علققى مرؤوسققيه كأشققخاص بحيققث أن الرئيققس قققد يكلققف‬
‫مرؤوسه بعمل معين أو يعفيه منه وقد ينقله إلى عمققل آخققر ‪ ،‬وقققد يمنحققه عطلققة أو يرقيققه‪ ،‬وقققد‬
‫يوقع عليه جزاءات‪ .‬أما من خلل السلطة على العمال فالرئيس يزاول الرقابة على أعمققال مققن‬
‫هم تحت إمرته وهذه الرقابة تنقسم إلى قسمين فنجد ‪:‬‬

‫‪ -‬الرقابققة السققابقة )‪ (contrôle a- priori‬والرقابققة اللحقققة )‪(contrôle a- postériori‬‬


‫فالولى يمارسققها الرئيققس مققن خلل مققا يققوجهه مققن أوامققر )‪ ، (des ordres‬وقققد تكققون هققذه‬
‫الوامر فردية ومحددة وقققد تكققون عامققة وموجهققة إلققى سققائر المرؤوسققين أو لفئققة معينققة منهققم‬
‫وتسمى هققذه الوامققر بالتعليمققات المصققلحية )‪ (instruction de services‬والققدوريات )‪les‬‬
‫‪ ،(ciculaires‬أمققا الثانيققة أي الرقابققة اللحقققة علققى أعمققال المرؤوسققين فنلخصققها فققي تعقيققب‬
‫الرئيس على أعمال مرؤوسيه من حيث إعتمادها أو إلغائها أو أن يقوم بتعديلها‪.2‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬عدم التركيز الداري ‪(la déconcentration administrative) :‬‬

‫هذه الصورة من صور المركزية الدارية ‪ ،‬تعني منح التفويض‪ 3‬لبعققض المققوظفين سققواء علققى‬
‫المسققتوى المركققزي أو اللمركققزي فققي بعققض السققلط مققن أجققل أخققذ بعققض القققرارات القليلققة‬
‫الهمية ‪ ،‬وذلك بالبث فيها بصفة نهائية دون أن يقتضي المر الرجققوع إلققى السققلطة المركزيققة‪،‬‬
‫وهذه الوسيلة تدخل في إطار تخفيف العبء عن المركز فققي اتخققاذ القققرار وسققرعة البققث وحققل‬

‫‪ - 1‬مصطفى خطابي ‪ :‬القانون الداري والعلوم الدارية‪ ،‬ط ‪ ، 2‬النجاح الجديدة ‪ .1995‬ص ‪.52 :‬‬
‫‪ - 2‬عبد ال شنفار ‪ :‬عقلية الدارة المغربية ومتطلبات التنمية )دراسة سوسيو قانونية وتحليلية( ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليمما فممي القممانون‬
‫العام‪ ،‬مراكش ‪ ،1998‬ص‪102 :‬‬
‫‪ - 3‬يقصد بالتفويض أن يعهد صاحب الختصاص بممارسة جانب من اختصاصه في مسألة ما إلى فرد آخر أو سلطة أخرى طبقا لما تقتضمميه‬
‫الوضاع القانونية‪ .‬ومن شروط التفويض أنه يكون بنص بمعنممى أن يكممون هنماك نممص قمانوني يجيمز ممارسمة الختصمماص المفموض بمقتضممى‬
‫المبادئ الدستورية أو القوانين العادية أو اللوائح التنظيمية‪ .‬ومثال ذلك ما جاء في الفصل ‪ 90‬من الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬والذي يقضممي ‪:‬‬
‫"يمارس رئيس الحكومة السلطة التنظيمية ويمكن أن يفوض بعض سلطه إلى الوزراء"‪ .‬والتفويض نوعان‪:‬‬
‫‪ -‬تفويض السلطة أو الختصاص ‪ :‬وهو نقل السلطة أو الختصاص من المفوض إلى المفوض إليه فيوقع على هذا التصممرف باسمممه ولحسممابه‪.‬و‬
‫بذلك يكون المفوض اليه متحمل للمسؤولية في كل قرار إتخذها ’ و من طبيعة الحال يكون المفوض اليه تحممت مراقبمة و مسممؤولية المفموض ’ممما‬
‫يقتضي التنسيق و مشاورة المفوض اليه المفوض قبل أخذ أي قرار ‪.‬‬
‫‪ -‬تفويض التوقيع أو المضاء ‪ :‬بحيث يقتصر على مجرد توقيع المفوض إليمه علمى بعمض القمرارات الداخلمة فمي اختصماص الصميل ولحسمابه‬
‫وتحت رقابته‪ .‬بحيث يقوم المفوض له بالتوقيع على كل القرارات التي يتخذها المفوض ’و هو بذلك ل يتحمل مسؤولية القرار في حد ذاته و إنممما‬
‫يتحمل ذلك كلما تبث أن المفوض اليه تلعب بتفويض التوقيع ‪).‬انظر المحاضرة في كل ما يتعلق بعناصر التفويض ’أشمكال التفويضم’التفويض‬
‫و بعض التصرفات الدارية الخرى’ معوقات التفويض الداري‪ ’ (.‬و للمزيد أنظر ’صممحيب حسممن ‪:‬القممانون الداري المغربممي التنظيممم الداري‬
‫’سلسلة دراسات وابحاث في القانون الداري ’العدد ‪’ 1‬ط ‪’ 2016’1‬ص‪192:‬‬

‫‪30‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫بعض المشاكل الدارية‪ ،‬وهذا ما يفسح المجققال للفاعققل المحلققي بإمكانيققة إيجققاد حلققول للمشققاكل‬
‫المحلية التي مققن الممكققن أن تكققون لهققا خصوصققيات فققي الطققار المحلققي علمققا أن هققذه السققلط‬
‫تمارس في إطار علقة السلطة الرئاسية التي تجمع الرؤساء بمرؤوسيهم‪.‬‬

‫فتوزيع المهام الدارية أصبح ضرورة ملحققة فققي ظققل تعقققد مهققام الدولققة ‪ ،‬ممققا جعققل الحكومققة‬
‫المركزية أمام خيار تفويض بعققض الختصاصققات فققي حققدود معينققة‪ ،‬وذلققك طبقققا لمققا تقتضققيه‬
‫الوضاع القانونية‪ ،‬فققالتفويض الداري يجققب أن يكققون أول مرتكققزا علققى نققص قققانوني وثانيققا‬
‫معلل بقرار إداري صادر على السلطة المفوضة يحدد هذا القرار مضمون التفويض ’بمعنى ان‬
‫قرار التفويض يحمل إسم المفوض و المفوض اليه مع الشارة الى إسمه العققائلي و الشخصققي و‬
‫صفته و الختصاص المفوض اليه ‪ .‬كما ان التفويض للختصاص يجب أن يكون جزئيا و ليققس‬
‫كليا ’محدد بآجال ‪.‬‬

‫فالتفويض ل يعني تخلي السلطة المركزية عن مسؤولياتها ‪ ،‬بل إن هققذه السققلطة تضققل متمسققكة‬
‫بعنصر المراقبة أي مراقبة كل العمال التي تدخل في إطار التفويض الممنققوح والققتي يمارسققها‬
‫ممثلوها سواء في العاصمة أو في الققاليم وذلقك ضقمانا لمبقدأ المشقروعية‪ ،‬وتتقم هقذه المراقبقة‬
‫الدارية بصفة مباشرة من طرف السلطة المركزية أو بناءا على ما يقدمه المواطنون من طعون‬
‫نتيجققة للضققرار الققتي لحقتهققم مققن ممثلققي السققلطة المحلييققن‪ .‬وعلققى هققذا المنققوال فقإن السققلطة‬
‫المركزية ‪ ،‬يبقى لها الحق في تعديل أو إلغاء كل قرارات ممثليها كمقا تكققون لهققا إمكانيققة سققحب‬
‫التفويض متى إقتضت المصلحة العامة ذلك‪ 1.‬القاعدة في التفويض أنه ل تفويض في المسققؤلية ’‬
‫ومن هنا يجب التمييز ما بين التفويض للختصاص و تحمل المسؤولية التي تقتضي التناسب في‬
‫سلطة نقل الختصاص ’بمعنى أن أي تفويض للختصاص يستوجب نقل السققلطة المناسققبة معققه‬
‫حتى يمكن للمفوض إليه أخذ القرار ‪.‬‬

‫إن أسلوب المركزية الدارية ‪ ،‬إذن تكتنفه مزايا وعيوب‪ ،‬فمن حيث مزايا المركزية الدارية ‪:‬‬

‫‪ - 1‬رضوان بوجمعة ‪ :‬المقتضب في القانون الداري المغربي‪ ،‬النجاح الجديدة ‪ ،1999 ،‬ص ‪.40 :‬‬
‫‪- 2‬هذا المر يجعلنا أمام نخبة إدارية ’تقنية أو بيروقراطية بالساس مما يجعل من عملية إنتاج التنمية أمممرا ل يعممرف النسممجام ممما بيممن البرامممج‬
‫المركزية و المتطلبات المحلية ‪.‬‬
‫‪- 3‬منا تطرح لنا إشكالية الدارة و دورها فمي دعمم السمتثمار ’بحيممث أن ممثلمي الدارة المركزيممة علمى المسممتوى المحلمي بالخصمموص ’ همم ل‬
‫يملكون القرار القتصادي ’ و بالتالي كونهم رجال سلطة في اغلبهم ينفدون التعليمات الصادرة من المركز فقط ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪ -‬أنها تعمل على تقوية السلطات العمومية من حيث تقوية نفوذ السلطة المركزية‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيقق نقوع مقن المسقاواة بيقن الفقراد والمنقاطق التابعقة لنفوذهقا ‪ ،‬بحيقث أن إشقرافها علقى‬
‫المرافق العامة فهي بذلك تضمن الستفادة الجماعية من كل الخدمات المقدمة‪.‬‬

‫‪ -‬تحقيق تجانس للنظم الدارية في الدولة‪.‬‬

‫أما من حيث العيوب فهي تشتمل بالساس على ‪:‬‬

‫‪ -‬البطء والروتين في أداء الخدمات‬

‫‪ -‬المركزيققة الداريققة هققو أسققلوب غيققر ديمقراطققي يركققز القققرار فققي يققد قلققة مققن المسققؤولين‬
‫المركزيين و المحليين‪.1‬‬

‫‪ -‬بعد مركز القرار عن أماكن تنفيذه مما قد يجعله غير ملئم‪.‬‬

‫‪ -‬استأثار المدن الكبرى بأغلب المشاريع القتصادية والجتماعية مما يكون له الثر على المققدن‬
‫الصققغرى والمتوسققطة وهققذا يسقاهم فققي اختلل النمققو القتصققادي بيققن مختلققف منققاطق الدولققة‬
‫الواحدة ‪.3‬‬

‫إذن ل يمكن لتوحيد الدارة على مستوى المركز أن يعمل على إنجاز مهام الدولة على المستوى‬
‫المحلي مما جعل الفقه الداري يبحث عن أسلوب ملئم لدارة الشأن العام المحلي‪.2‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬تجسيد المركزية الدارية في التنظيم الداري المغربي )الجهزة العليا للدارة‬
‫المركزية المغربية(‪.‬‬

‫يمكن أن نتناول هذا المبحث من خلل مناقشة أجهزة الدولة العليققا والققتي يمكققن أن نقسققمها إلققى‬
‫جهازين دستوريين أساسيين ’الملك كمؤسسة و كاختصاصات ’خاصقة فقي المقادة الداريقة ’ثقم‬
‫الحكومة كجهاز لتنفيذ السياسة العامة للدولة من خلل برنامج حكومي يسققهر علققى تنزيلققه ’كققل‬
‫‪1‬‬
‫‪- 2‬و هذا المر سوف نركز عليه الدراسة فيما يتعلق بالفصل الثاني من هذا العمل ’و المتمحور حول اللمركزية الدارية و الدارة‬
‫المحلية ‪.‬‬
‫‪-2‬لقد أشارت جل الدساتير المغربية من دستور ‪ 1962‬الى الدستور الحالي للمملكة لسنة ‪ 2011‬الى المكانة المتميزة للمؤسسة‬
‫الملكية ’ وشخص الملك بصفته الضامن للوحدة الترابية و الساهر على إستقرار البلد و دوام مؤسساتها الدستورية ‪.‬‬

‫‪32‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫من رئيس الحكومة بصققفته حققائزا علققى السققلطة التنظيميققة ’و الهيئققة الوزاريققة ’بحكققم ممارسققة‬
‫الققوزراء لوظيفققة المريققن بالصققرف رئيسققيين و كققذا للسققلطة الرئاسققية فيمققا يتعلققق بتسققيير و‬
‫وزاراتهم القطاعية و فق هيكلة تنظيمية معينة ‪.‬‬

‫المطلب الول ‪ :‬الملك و الحكومة و اخأتصاصاتهما في المادة الدارية ‪:‬‬

‫إن التنظيققم الداري المغربققي لققه خصوصققياته وميكانزمققات عمققل تضققبط تمفصققلته مققا بيققن‬
‫المركزي واللمركزي بحيث أنه ليس صورة طبق الصل للنموذج الفرنسي‪ ،‬علققى أسققاس أنققه‬
‫ل ينبني فقط على تقسيمات ترابية وأساليب إدارية فقط ‪ ،‬بل كذلك يرتكققز علققى عناصققر بشققرية‬
‫شكلت المحرك الساسي له من خلل هيئات تتحكم في دواليبه ة سواء فققي بعققدها الدسققتوري او‬
‫بعدها الداري ’و لسققتجلء ذلققك سققوف نتعققرض الققى هققاذين الجهققازين ’ المؤسسققة الملكيققة و‬
‫الجهاز التنفيذي المتمثل في الحكومة ’كل واحد منهما و إختصاصاته في المادة الدارية ‪:‬‬

‫أول‪ –:‬المؤسسة الملكية‪ :‬لقد إحتل الملك في كل الدسققاتير المغربيققة مققن دسققتور المملكققة لسققنة‬
‫‪ 1962‬الى الدساتير التي أعقبته ’‪ 2011’1996’1992’1972’ 1970‬مكانة مهمة في الميققدان‬
‫الداري إلى جانب دوره السياسي كمؤسسة عليا في البلد ’ تباشر إختصاصققات مختلفققة سققواء‬
‫في الظروف العادية أو في الظروف الستثنائية ‪.2‬‬

‫فالملك ‪ ،‬أعتبر دائما سواء قبل الحماية أو بعد الستقلل السلطة الدارية الفاعلة في البلد‪ .‬فمنققذ‬
‫‪ 1962‬تم تحديد وتنظيم السلطة المركزية بواسطة نص دستوري‪.‬‬

‫فمن خلل الدستور الحالي )لفاتح يوليوز ‪ (2011‬سنقوم بدراسة إختصاصات الملك فققي الميقدان‬
‫الداري وسنبين الطبيعة القانونية للقرارات الملكية المتخققدة فققي الميققدان الداري‪.‬هققذا بلضققافة‬
‫الى اختصاصات للملك تققدخل أيضققا فققي الميققدانين القضققائي والتشققريعي وذلققك حسققب مققا هققو‬
‫منصققوص عليققه فققي الوثيقققة الدسققتورية ’لهققذا فالملققك يمققارس مجموعققة مققن الختصاصققات‬
‫الدستورية في المجال التشريعي وكذا المجال القضائي و أيضا المجال التنفيذي ‪.‬‬

‫‪33‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫ال ان ما يهمنا في هذا الباب بالخصوص ’ هو عرض اختصاصات الملققك فققي المجققال الداري‬
‫خاصة من خلل ما هو منصوص عليه في الوثيقة الدستورية لسنة ‪. 2011‬‬

‫دستور ‪ 2011‬والخأتصاصات الممنوحة للملك ‪:‬‬

‫يحتققل الملقك مقن خلل الوثيققة الدسقتورية مكانقة أعلققى مقن البرلمقان والحكومقة ‪ ،‬وهقو كقذلك‬
‫يشاركهما في ممارسة إختصاصاتها )و بققذلك يمققارس الملققك مجموعققة مققن الختصاصققات فققي‬
‫المجال التنفيذي ‪ ،‬فالملك بذلك يتمتع بوضعية خاصة في سيرورة السلطة المركزية‪.‬‬

‫فالفصل ‪ 41‬من الدستور ينص في فقرته ‪ 1‬على كققون ‪" :‬الملققك أميققر المققؤمنين وحققامي حمققى‬
‫الملة والدين ‪ ،‬والضامن لحرية ممارسة الشؤون الدينية"‪.‬‬

‫يرأس الملك ‪ ،‬أمير المؤمنين المجلس العلمي العلى‪ ،‬الذي يتولى دراسة القضايا الققتي يعرضققها‬
‫عليه ‪....‬‬

‫يمارس الملك الصلحيات الدينية المتعلقة بإمارة المؤمنين‪ ،‬والمخولة له حصريا ‪ ،‬بمقتضى هققذا‬
‫الفصل ‪ ،‬بواسطة ظهائر"‪.‬‬

‫مققن خلل هققذا الفصققل ‪ ،‬فققإن الملققك يمققارس اختصاصققاته كققأمير المققؤمنين فققي الشققأن الققديني‬
‫بمقتضى ظهائر ‪ ،‬تخول له صلحيات النظر في الفتاوى الدينية التي يبقث فيهقا المجلقس العلمقي‬
‫العلى إما باعتمادها أو رفضها‪.‬‬

‫كما أن الملك وخلفا لما كان منصوصققا عليققه فققي الدسققتور المراجققع لسققنة ‪ 1996‬الققذي أجمققل‬
‫اختصاصات الملك ’في الفصل ‪ 19‬الذي كان يعتبر دستورا ضمنيا داخل الدستور‪ ،‬ميز كما هققو‬
‫واضح من الدستور الحالي لفاتح يوليوز ‪ .2011‬بيققن اختصاصققات الملققك كققأمير للمققؤمنين فققي‬
‫الحقل الديني كما تم توضيحها من خلل الفصل ‪ .41‬واختصاصقاته كرئيققس للدولقة كمقا حققددها‬
‫الفصل ‪ 42‬من نفس الدستور الذي ينص على أن‪" :‬الملك رئيس الدولة وممثلها السمى ‪ ،‬ورمز‬
‫وحدة المة ‪ ،‬وضامن دوام الدولققة واسققتمرارها ‪ ،‬والحكققم السققمى بيققن مؤسسققاتها يسققهر علققى‬
‫إحققترام الدسققتور وحسققن سققير المؤسسققات الدسققتورية ‪ ،‬وعلققى صققيانة الختيققار الققديمقراطي‪،‬‬

‫‪34‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫وحقققوق وحريققات المققواطنين والمواطنققات والجماعققات‪ ،‬وعلققى احققترام التعهققدات الدوليققة‬


‫للمملكة ‪"...‬‬

‫أ‪-‬إخأتصاصات الملك التنفيذية ‪:‬‬

‫من هنا يمكن تحديد اختصاصات الملك في النطاق التنفيذي والداري فهو‪ :‬يمارس حق التعيين‬
‫بناءا على نصوص دستورية و نصوص خاصة و أيضا نصوص عامة ‪ .‬كما ان الملك له حق‬
‫رئاسة مجموعة من المجالس ذات المهام المختلفة ’ كما يعد الملك بصفته القائد العلى‬
‫لركان الحرب العامة ’مهمة القيادة ‪ .‬و بذلك فالملك يعين في الوظائف والمهام التالية ‪’ 1‬حسب‬
‫النص الدستوري إضافة الى مهمة المبادرة ‪:‬‬

‫‪-1‬حق التعيين ‪:‬‬

‫‪-‬يعين رئيس الحكومة من الحزب المتصدر للنتخابات حسب الفصل ‪47‬‬

‫‪-‬يعين أعضاء الحكومة باقتراح من رئيس الحكومة و هم مسؤولون أمامه ’كما له الحق في‬
‫إعفاء عضو أو اكثر من اعضاء الحكومة ‪.‬‬

‫‪-‬يعين باقتراح من رئيس الحكومة في بعض الوظائف المدنية أخذا بمضمون الفصل ‪):49‬والي‬
‫بنك المغرب ’السفراء و الولة و العمال ’المسؤولين عن الدارات المكلفة بالمن الداخلي‬
‫’المسؤولين عن المؤسسات والمقاولت العمومية الستراتيجية (‬

‫‪-‬الملك يعين في الوظائف العسكرية بصفته القائد العلى للقوات المسلحة الملكية حسب الفصل‬
‫‪.53‬‬

‫‪-‬يعين رئيس المحكمة الدستورية وفق الفصل ‪ ’ 130‬ويعين بذلك ستة أعضاء الى أجانب بقية‬
‫أعضاء المحكمة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬أنظر في هذا الباب دستور المملكة ل ‪29‬يوليوز لسنة ‪’ 2011‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ 5964‬مكرر بتاريخ ‪ 28‬شعبان‬
‫‪ 1432‬ص‪3627-3600:‬‬

‫‪35‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬وفق نص المادة ‪ 115‬يعين الملك خمس شخصيات مشهود لها بالكفاءة والتجرد و النزاهة الى‬
‫جانب العضاء المكونين للمجلس العلى للسلطة القضائية ‪.‬‬

‫‪-2‬حق الرئاسة ‪:‬‬

‫‪-‬يعتبر الملك رئيسا للدولة الفصل ‪42‬‬

‫‪-‬الملك أمير للمؤمنين و بذلك فهو رئيس المجلس العلمي العلى الفصل ‪41‬‬

‫‪-‬يرأس الملك المجلس الوزاري حسب الفصل ‪48‬‬

‫‪-‬يرأس المجلس العلى للمن حسب الفصل ‪54‬‬

‫‪-‬يرأس المجلس العلى للسلطة القضائية وفق منطوق الفصل ‪56‬‬

‫‪ -‬يرأس الملك إفتتاح الدورة البرلمانية الولى التي تصادف يوم الجمعة من شهر أكتوبر في‬
‫الوقت الذي تفتتح فيه الدورة الثانية يوم الجمعة الثانية من شهر ابريل من كل سنة تشريعية‬
‫الفصل ‪65‬‬

‫‪-3‬حق القيادة ‪:‬‬

‫‪-‬الملك هو القائد العلى للقوات المسلحة الملكية و قائد أركان الحرب العامة ’ وله إعلن حالة‬
‫الستثناء الفصل ‪59‬‬

‫‪-4‬حق المبادرة ‪:‬‬

‫تظهر لنا هذه المهمة من مجموعة من المهام التي يتخذها الملك ’نذكر منها ‪:‬‬

‫‪-‬حق حل مجلسي البرلمان أو أحدهما بظهير و فق الشروط المبينة في الفصول ‪ ’98’97’96‬و‬


‫الفصل ‪ 51‬من الدستور بعد إستشارة رئيس المحكمة الدستورية وإخبار رئيس الحكومة و رئيس‬
‫مجلس النواب و رئيس مجلس المستشارين‪.‬‬

‫‪-‬للملك حق إشهار الحرب داخل المجلس الوزاري الفصل ‪49‬‬

‫‪36‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬للملك حق مبادرة مراجعة الدستور بناءا على منطوق الفصل ‪’ 172‬كما يمكنه أن يعرض على‬
‫الستفتاء المشروع الذي إتخذ المبادرة بشأنه ‪.‬‬

‫‪-5‬المهام التشريعة للملك‪:‬‬

‫‪-‬حسب المنطوق الدستوري للملك حق مطالبة مجلسي البرلمان أن يقرا قراءة جديدة لكل‬
‫مشروع أو مقترح قانون ’ وهذه القراءة تطلب بخطاب طبقا لنص الفصل ‪. 95‬‬

‫‪-‬يصدر الملك المر بتنفيذ القانون خلل ‪ 30‬يوما التالية لحالته إلى الحكومة بعد تمام الموافقة‬
‫عليه ‪.‬‬

‫‪-‬يوقع الملك على المعاهدات و يصادق عليها ’ غير انه ل يصادق على معاهدات السلم والتحاد‬
‫’او التي تهم رسم الحدود’و معاهدات التجارة ‪.‬‬

‫‪-6‬المهام القضائية للملك‪:‬‬

‫في إطار مهامه القضائية ’للملك حق الشراف على السلطة القضائية دون المس من طبيعة‬
‫الحال بمبدأ إستقللية القضاء و مبدأ فصل السلط ’ما بين السلطة التشريعية والتنفيذية ’بصفته‬
‫الضامن لستقللية السلطة القضائية ’ وبهذا فالملك يرأس المجلس العلى للسلطة القضائية ’‬
‫ويوافق على تعيين القضاة بظهير ’كما يمارس حق العفو وفقا للفصل ‪. 58‬‬

‫ب‪-‬الجهزة المساعدة للملك‪:‬‬

‫وللمؤسسققة الملكيققة اجهققزة تسققتند اليهققا بقصققد القيققام بوظائفهققا الدينيققة والسياسققية والقضققائية‬
‫والتشريعية والتنظيمية‬

‫اذن كثرة هذه الوظائف تلح على المؤسسة الملكية ضرورة الستعانة باجهزة مؤهلة لتتبع ورسققم‬
‫السياسات القطاعية وتنقوير الملققك فققي جقل منقاحي الحيققاة الجتماعيقة والقتصقادية والسياسققية‬
‫للدولة ولهذا الغرض نجد الملك يستعين للقيام بمهامه ب‪:‬‬

‫‪37‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬الديوان الملكي الذي يتضمن شخصيات ذات مكانة علمية وثقافية وسياسية ’ و الققديوان الملكققي‬
‫يتكون من ثلت دوائر الدائرة الولى و تتكون مققن اشققخاص مقربيققن مققن الملققك اهمهققم الكتابققة‬
‫الخاصة للملك والتي تهتم بتسيير كل ما يتعلق بالشؤون الخاصة بالملك‬

‫‪-‬الدائرة الثانية مستشارين للملك مكونين من رجالت الدولة لهم حظوة عند المؤسسة الملكية لما‬
‫قدموه ويقدمونه من خدمات للبلد‬

‫‪ -‬الدائرة الثالثة المكلفين بمهمة و هم اشخاص يتم اختيارهم بناءا على عنصققر الكفققاءة والققولء‬
‫للملك بقصد تنفيذ او السهر على تنفيذ بعض المهام التي يوكلون بها‬

‫‪-‬هيئات استشارية لييدى الملييك و تهققم مجموعققة مققن المجققالس الستشققارية والوكققالت الوطنيققة‬
‫وبعض الصناديق والمؤسسات ذات البعد القتصادي والجتماعي )المجلس الستشققاري الملكققي‬
‫للشققؤون الصققحراوية ’المجلققس القتصققادي والجتمققاعي ’المجلققس العلققى للتعليققم ’الوكققالت‬
‫الوطنية للتنمية ’المندوبية السامية للتخطيط ’مؤسسة محمد الخامس للتضامن ‪....‬‬

‫ج‪-‬الطبيعة القانونية للقرارات الملكية‪:‬‬

‫إستنادا إلى الدستورالحالي لسنة ‪ 2011‬يتضح أن اختصاصات الملك في المادة الدارية تمققارس‬
‫بناءا على ظهائر أو في بعض الحيان على شكل مراسيم ملكية‪.‬يتسم مضمونها بالطابع الداري‬

‫وهذا ما يتطلب معرفة الطبيعة القانونية لهذه القرارات الملكية ما إذا كان في المكان الطعن فيها‬
‫باللغاء أمام القضاء الداري إذا كانت مشوبة بعيب عدم المشروعية ‪.‬‬

‫في هذا الطار يجب التمييز بين موقفين رئيسسيين‪:‬‬

‫أ‪-‬الموقإف الفقهي من القرارات الملكية المتخذة ضمن المادة الدارية ‪:‬‬

‫صنف الفقه الداري الظهائر الملكيققة إلققى تشققريعية وأخققرى تنظيميققة والققتي رأت أنققه ل مققانع‬
‫بالطعن فيها أمام القضاء الداري إذا كان المر يتعلق بظهي ر تنظيم ي‪ 1.‬بحي ث يمكقن الققول ان‬
‫هذا النقاش الفقهي تزعمه مجموعة من الباحثين ‪/‬ن أمثال "الفقيه روسي "الذي قال بكون تحديققد‬
‫‪ - 1‬أشركي محمد ‪ :‬الظهير الشريف في القانون المغربي‪ ،‬دبلوم الدراسات العليا‪ ،‬الرباط ‪.1980‬‬

‫‪38‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫طبيعة القرار الملكي يجب أن تخضع الققى المعيققار المققادي ة فهققي بققذلك يتققم إعتبارهققا قققرارات‬
‫إدارية بحكم مجال النشاط زفي نفس الوقت فهو قال بعدم إعتبار كل القققرارات الملكيققة قققرارات‬
‫إدارية تخضع للرقابة عن طرق اللغاء او التعويض أو الدفع بعدم المشروعية ’ بل أكد علققى أن‬
‫بعض هذه القرارات منها ما يدخل ضمن أعمال السيادة ’ وهي بذلك ل يمكققن إخضققاعها لرقابققة‬
‫القضاء ‪.‬‬

‫إلى جانب هذا الرأيء هناك من من نادى بضرورة حصانة المقررات الملكية من الطعن بحيققث‬
‫تم التركيز هنا تأسيسا لهذا التأييد على ثلث مبادئ ‪:‬‬

‫‪-‬مبدأ نظرية السيادة على اعتبار إن قضاء المجلس العلى بني توجهه بكون القققرارات الملكيققة‬
‫هي قرارات تدخل في أعمال السيادة ل يمكققن الطعققن فيهققا وهققذا التققوجه ناقشققه الققدكتور محمققد‬
‫مرغني ‪.‬‬

‫‪-‬مبدأ السلطة التقديرية باعتبار أن الفصل ‪ 41‬من الدستور يعتبر الطققار العققام للختصاصققات‬
‫الملكية فهو دستوريا يتمتع مقن خلل هققذا الفصققل بسققلطات تقديريقة واسقعة وهقذا التققوجه تبنققاه‬
‫الدكتور عبد القادر باينة فقي كتقابه المختصقر فقي الققانون الداري المغربقي ’ حيقث أشقار القى‬
‫الرقابة الذاتية للملك النابعة من الفصل ‪ 19‬من دستور المملكة لسققنة ‪ 1962‬و هققو نفققس الفصققل‬
‫في الدساتير المراجعة لسنوات ‪ ’ 1996’1992’1972’1970‬و من نافلة القول أن هققذا الفصققل‬
‫هو ما يقابل الفصل ‪ 41‬من دستور المملكة لسنة ‪. 2011‬‬

‫‪-‬مبدأ كون الملك هو الممثل السمى للمة وبذلك ليجوز فحققص مشققروعية قققرارات صققادرة‬
‫عن سلطة تسمو على جميع السلط مققن قبققل سققلطة أدنى’و بهققذا يجققب و طبقققا للمبققاديء العامققة‬
‫للقانون العام السلمي الفصل ما بين المهام الدارية و المهام غير الدارية ’ و في كل الحوال‬
‫ما دام الملك هو الساهر على ضمان سير كل السلطات ’ فإن قراراتققه الداريققة يجققب أن تكققون‬
‫مشمولة بالحصانة من كل طعن ‪.‬‬

‫ب‪-‬موقإف القضاء من القرارات الملكية ‪:‬‬

‫‪39‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫في هذا الطار يمكن الوقوف عند بعض التوجهات التي إعتبرت ان القرارات الملكية فقي المقادة‬
‫الدارية هي قرارات إدارية يمكن الطعن فيها بسبب الشطط في استعمال السققلطة مرتكزيققن فققي‬
‫ذلك على ما ذهب اليه مجلس الدولة الفرنسي في قضية ‪ ROUBIN DE SERVINS‬بحيث‬
‫وبناء على الفصل ‪ 16‬من الدستور الفرنسققي يجققب التمييققز بيققن القققرارات السققيادية والقققرارات‬
‫الفردية ‪.‬‬

‫إل أن الجتهاد القضائي لم يأخققذ بعيققن العتبققار هققذا التجققاه ‪ ،‬بحيققث أن المجلققس العلققى بعققد‬
‫تأسيسه في ‪ 27‬شتنبر ‪ 1957‬اعتبرت الغرفة الداريققة بققه كقون الققرارات المتخققذة مققن طقرف‬
‫الملك في صيغة ظهير‪ .‬ل يمكن اعتبارها بمثابة قرارات إداريققة وبالتققالي ل يمكققن الطعققن فيهققا‬
‫عن طريق دعوى الشطط في استعمال السلطة‪ ،‬وبالتالي أعلن عن عدم الختصققاص فققي النظققر‬
‫في الدعاوى المرفوعة إليه‪ .1‬من خلل هققذه الحكققام إذن نسققتخلص أن الملققك ل يمكققن اعتبققاره‬
‫مطلقا سلطة إدارية حيث أن الحصانة ل تشمل فقط الظهائر فحسب ‪ ،‬بل تشمل أيضققا المقققررات‬
‫الملكية الخرى سواء ذات الصيغة الفردية أو التنظيميققة وبالتققالي ل يمكققن الطعققن بالشققطط فققي‬
‫استعمال السلطة في الظهائر والمقرارات الملكية‪ ،‬كما أنها ل تعطقي الحقق فقي التعقويض نظقرا‬
‫لعدم خضوعها للرقابة القضائية ‪ .‬عكس موقف القضاء الفرنسي الذي يميز بين مختلف مقررات‬
‫رئيس الجمهورية سواء مقررات تشريعية أو تلك المتخدة في حالة الستثناء إذا ما تم اللجوء إلى‬
‫الفصل ‪ 16‬من الدستور الفرنسي لسنة ‪ 1958‬والتي يعتبرها قرارات سيادية ‪ .‬وتلك المتخذة فققي‬
‫‪2‬‬
‫المجال التنظيمي كونها قرارات إداريقة تققع تحقت طائلقة الطعقن فيهقا أمقام القاضقي الداري‪.‬‬
‫وهذا ما تم توضيحه من خلل حكم مزرعة عبد العزيز بحيث ان الطاعن قام برفع دعققوى ضققد‬

‫‪ - 1‬قرار بتاريخ ‪ 18‬يونيو ‪) 1996‬قضية عبد الحميد الروندا ضد وزير العدل(‪.‬‬


‫‪ -‬قرار بتاريخ ‪ 18‬مارس ‪) 1962‬قضية بن سودة عبد ال ضد قرار وزير العدل(‪.‬‬
‫‪ -‬حكم السيد رزقي الشحاني )قاض(‪.‬‬
‫‪ -‬حكم السيد عبد العزيز الزموري )قاض(‪.‬‬
‫‪ -‬حكم السيد أفقير مصطفى )عميد شرطة(‪...‬‬
‫‪-...‬حكم أصدرته المحكمة الدارية بمراكش عدد ‪ 54‬بتاريخ ‪’ 1999- 4- 28‬ملف عدد ‪ 1997- 639‬و الرامي الى عدم قبول الطعن ضد‬
‫القرار الصادر عن إدارة الدفاع الوطني و القاضي بطرد الطاعن من صفوف الجندية ‪.‬‬
‫‪ -‬حكم مزرعة عبد العزيز )قضية ضد وزير الفلحة بإلغاء المرسوم الملكي بتاريخ ‪ 11‬يونيو ‪ 1968‬والممضى من طرف الوزير الول الذي‬
‫صادق على ضم الراضي الزراعية إلى بعضها في قطاع الشمندر بناحية الغرب(‪.‬‬
‫‪ - 2‬قرار مجلس الدولة الفرنسية ‪ Rubin deservens‬بتاريخ ‪ 2‬مارس ‪.1962‬‬
‫‪-2‬أنظر الصفحة ‪ 40‬من هذا العمل على مستوى الهامش ’بحيث ثمت الشارة الى مجموعة الحكام القضائية ‪.‬‬

‫‪40‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫وزير الفلحة بإلغاء المرسوم الملكي بتاريخ ‪11‬يونيو ‪ 1968‬والقاضي بضم الراضي الفلحيققة‬
‫لمضلع الشمندر بناحية الغرب ‪.‬‬

‫وبناءا على هذه الدعوى قضى المجلس العلى بعدم الختصاص نظرا لكون المرسققوم الصققادر‬
‫بتاريخ ‪ 1968‬هو مرسوم صدر في اكتناف المرسوم الملكي الخاص بحالة السققتثناء وحيققث ان‬
‫الملك يمارس اختصاصاته الدستورية بوصققفه أميققرا للمققؤمنين وحيققث ان تفققويض التوقيققع مققن‬
‫المفوض الى المفوض إليققه يعنققي أن القققرار يعققود إلققى الصققيل و حيققث كققذلك أن القضققاء مققن‬
‫وظائف المامة ل يمكن البث في شرعية القرار الملكي وتبقى الوسيلة الواحدة لعادة النظر هي‬
‫طلب الستعطاف‪ .‬نفس المنحققى سققلكه المجلققس العلققى فققي قضققية عبققد القق بنسققودة ’ وقضققية‬
‫الروندا عبد الحميد ‪...’1‬‬

‫إل أن هنا ك من يذهب إلقى كقون الققرارات الملكيقة وبنقاءا علقى الدسقتور الح الي للمملكقة اي‬
‫دستور ‪2011‬تبقى محل طعن قضائي خاصة فقي مقا تعلقق بالوضقعيات الفرديقة ونققول هنقا أن‬
‫الطعن ليمس الظهير او المرسوم الملكي كظهير في حد ذاته بقدر ما يمس الثققار الناتجققة عنققه‬
‫كلما ترتب عن هذا القرار المققس بحقققوق مكتسققبة يبققى للمتضققرر الحققق فققي مقاضققاة الشققخص‬
‫المعنوي التابع له امام القضقاء الداري ’و هقذا مقا تضقمنه فحقوى الفصقل ‪ 118‬مقن الدسقتور‬
‫بكون كل قرارأتخذ فققي المجقال الداري كقان تنظيميققا او فرديققا ’يمكقن الطعققن فيققه أمقام الهيئققة‬
‫القضائية الدارية المختصة ‪.‬‬

‫نخلص أخيرا و في ظل هذا الجققدل إلققى كققون القققرارات الملكيققة و لققو فققي المققادة الداريققة هققي‬
‫قرارات ل يمكن الطعن بعدم شرعيتها بدليل أن الملك هو نفسه من يتولى الحلول محل الدسققتور‬
‫دون اللجوء الى تعديله ’كلما كانت حوزة التراب الوطني مهددة ’او وقع من الحداث مققا يعرقققل‬
‫السير العادي للمؤسسات الدستوري‪. 2‬‬

‫من الملحظ أن الممارسة الدستورية بالمغرب توضح أن تدخل الملك في المجققال التنظيمققي يتققم‬
‫بناءا على و سيلتين ‪:‬‬

‫‪1‬‬
‫‪-12‬الفصل ‪ 59‬من دستور المملكة لسنة ‪2011‬‬

‫‪41‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬المرسوم الملكي‪decret royal) ) :‬‬

‫وهو شكل قانوني أورده دستور ‪’ 1962‬بواسطته يلخذ الملك مجموعة من القققرارات فققي جميققع‬
‫المجالت خاصة في مجال السلطة التنظيمية ’مع الشارة الى كققون هققذه المراسققيم كققانت تحمققل‬
‫التوقيع بالعطف من طرف الوزير الول ’بإستثناء المجالت المستثناة بذلك بنص دستوري ‪.‬هذه‬
‫الممارسة ضلت سارية المفعول الى دسققتور ‪ 1970‬بحيققث ثققم اسققتبدال عبققارة المرسققوم بعبققارة‬
‫الظهير الشريف‪.‬‬

‫‪-‬الظهير الشريف )‪: (le dahir chérifien‬و هو ذلك الشكل القانوني الذي يمققارس بواسققطته‬
‫الملك سلطته سواء في المجال التنظيمي او في باقي المجالت ’هذه العبارة تم الخذ بها منذ سققنة‬
‫‪1‬‬
‫‪ 1970‬و تم الحتفاظ بها في باقي الدساتير المتعاقبة‬

‫ثانيا‪ :‬الحكومة و رئيس الحكومة ‪:‬‬

‫تعد الحكومة‪ 2‬الجهاز الداري العلى مققن بعققد المؤسسققة الملكيققة بحيققث تلعققب الحكومققة ادوارا‬
‫مهمة في تصريف السياسة العامة للدولة ’ والحكومة هي شققكل مققن أشققكال ممارسققة الحكققم فققي‬
‫الدولة بحيث تتقألف مقن مجموعقة مقن المؤسسقات والشقخاص الققادرة علقى النتقاج السياسقي‬
‫والداري لخلق التوافق حول الهداف العامة لسياسة الدولققة فققي مجموعققة مققن القطاعققات الققتي‬
‫تمس بالحياة اليومية لسكان هذه الدولة ومراعاة حاجياتهم عبر مؤسسات عمومية ومرافق عامة‬

‫ومن خلل هذا الفهم يعتبر رئيس الحكومة المحرك الساسي من بعد الملك للنشاط والفعل‬
‫الحكومي والداري وبالفعل فقد تكرست هذه الوضعية من خلل الدستور الحالي ‪ ،‬بحيققث‬
‫أن رئيققس الحكومققة يمققارس اختصققاص الشققراف علققى تنسققيق أعمققال الحكومققة و‬
‫اختصاص السلطة التنظيمية ’التي عرفت تطورا عبر الدسققاتير المغربيققة بحيققث أنققه فققي‬
‫دستور ‪ 1962‬كانت السلطة التنظيمية تمارس من قبل الملققك و الققوزير الول بنققاءا علققى‬

‫‪- 1‬أشركي محمد ‪ :‬الظهير الشريف في القانون العام المغربي ’دار الثقافة ’مطبعة النجاح الجديدة ’‪’ 1983‬ص‪203:‬‬
‫‪j.l quermoune : le gouvernement de la France sous la v éme -12‬‬
‫‪république … ;éd ;FNSP ;1980 ;P :478‬‬

‫‪42‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫الفصل ‪ 29‬من هذا الدستور الذي نص على ‪":‬يمارس الملك السلطة التنظيمية في الميادين‬
‫المقصورة عليه بنص الدستور ‪.‬‬

‫المراسققيم الملكيققة توقققع بققالعطف مققن طققرف الققوزير الول مققا عققدا المراسققيم الملكيققة‬
‫المنصوص عليها بالفصول ‪ 91- 84- 77- 72- 35-24‬و ‪. " 101‬نفس الشيء نصت‬
‫عليه الدساتير ‪. 1996- 1992- 1972- 1970‬إل أنه مققن خلل دسققتور المملكققة لسققنة‬
‫‪ 2011‬نلحظ بأن السلطة التنظيمية يمارسها رئيس الحكومة بموجب الفصل ‪ 90‬و هذا ل‬
‫يعني أن الملك ل يمارس هذه السلطة بققل هققو يبققى لقه الحققق فقي ممارسققتها داخقل إطققار‬
‫الختصاصات المخولة له دستوريا و خاصة الفصلين ‪41‬و ‪. 42‬‬

‫فمن خلل الباب الخامس من الدستور نجد رئيس الحكومة يضطلع بمجموعة من الختصاصات‬
‫التي تدخل في إطار السلطة التنظيمية وله أن يفوض بعض سلطه للوزراء‪.‬هذه السلطة التنظيمية‬
‫الققتي تعتققبر تققدابير يتخققذها رئيققس الحكومققة مققن خلل منطققوق الفصققل ‪ 72‬الققذي ينققص‬
‫على ‪":‬يختص المجال التنظيمي بالمواد التي ل يشملها إختصاص القانون "‪ .‬وإستنادا علققى هققذا‬
‫يمارس رئيس الحكومة و فقا للفصل ‪ 89‬من دستور المملكة لسنة ‪ 2011‬المهام التية ‪:‬‬

‫‪ -‬يعيققن فققي الوظققائف المدنيققة بققالدارات العموميققة وفققي الوظققائف السققامية فققي المؤسسققات‬
‫والمقاولت العمومية )دون الخلل بأحكام الفصل ‪ 49‬من الدستور(‪ .1‬حسب مقا هقو منصقوص‬
‫عليققه فققي الفصققول ‪ 91‬و ‪ .92‬وقققد حققدد القققانون التنظيمققي رقققم ‪ 02-12‬المتعلققق بققالتعيين فققي‬
‫المناصب العليا مباديء ومعايير التعيين وهققو بققذلك يملققك حققق التعييققن فققي‪ ):‬صققندوق اليققداع‬
‫والتدبير ’الوكالة الوطنية للمحافظة العقاريقة ’وكالقة المغقرب العربققي للنبققاء ’المكتقب القوطني‬
‫للمطارات ’المكتب الوطني للسكك الحديدية ’ المكتب الوطني للكهربققاء والمقاء الصقالح للشقرب‬
‫’الصندوق القوطني للضققمان الجتمققاعي’ الخطققوط الملكيققة المغربيقة ’بريقد المغققرب ’القققرض‬
‫الفلحي ’الشركة الوطنية للتصال السمعي البصري’ صققندوق الضققمان المركققزي ’الصققندوق‬
‫المغربي للتقاعد’ صققندوق المقاصققة ’الكادميققات الجهويققة للتربيققة الوطنيققة’ المكققاتب الجهويققة‬
‫للسققتثمار الفلحققي ‪...‬يعيققن كققذلك المفتشققون العققامون‪ :‬للماليققة ’الصققحة’ للشققغل ’الطبققاء‬
‫‪ - 1‬الفصل ‪ 49‬من الدستور الذي حدد مجموعة من المهام تدخل في إطار إختصاصات المؤسسة الملكية‪.‬‬

‫‪43‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫العامون’عمداء المؤسسات الجامعية و مديري المدارس و المؤسسات العليا ’رؤسققاء الجامعققات‬


‫‪ (...‬وذلك بعد المداولة بشأن هذه التعيينات في مجلس الحكومة ‪.‬‬

‫‪ -‬يسهر كذلك رئيس الحكومة على تنفيذ القوانين‪.‬والشراف على أعمال الحكومة‬

‫‪ -‬يوقع بالعطف على الظهائر التي تدخل دستوريا ضمن اختصاصات الملققك )الظهققائر المتعلقققة‬
‫بتعييققن أعضققاء الحكومققة ‪ ،‬القضققاة ‪ ،‬حققل مجلققس النققواب ‪ ،‬عققرض مشققروع قققانون عققادي أو‬
‫دستوري على الستفتاء(‪.‬‬

‫‪ -‬حل الخلفات ما بين أعضاء الحكومة‪ ،‬بالضافة إلى إختصاصات الدارة العامة‪.‬‬

‫لكن نظرا لكثرة مهام رئيس الحكومة فهو له مصالح مساعدة نجملها على الشكل التي ‪:‬‬

‫‪-‬المصالح المساعدة لرئيس الحكومة‪:‬‬

‫‪ (1‬الييديوان ‪ :1‬مهمتققه تنظيققم أجنققدة رئيققس الحكومققة وهققو جهققاز مققؤقت يتغيققر بتغييققر رئيققس‬
‫الحكومة‪.‬‬

‫‪(2‬المانة العامة للحكومة ‪ :‬تعمل على ضققبط العمققل الحكققومي وتنسققيقه‪ ،‬ويعتققبر الميققن العققام‬
‫للحكومة عضوا من أعضاء الحكومة )منذ ‪ ،(1983‬ويمكن القققول بققأن المانققة العامققة للحكومققة‬
‫تعد المستشار القانوني للحكومة والسلطات الوزارية ‪ ،‬بحيث أنها تقوم بدراسة مختلققف الطلبققات‬
‫الدارية والطعون الموجهة ضققد المقققررات الداريققة مققن طققرف الخققواص بسققبب الشققطط فققي‬
‫استعمال السلطة‪ .‬وللمانة العامة مجموعة من المصالح والمديريات ‪:‬‬

‫أ‪-‬الكتابة العامة ‪:‬من خللها يتولى الكاتب العام وتحت إشراف المين العام للحكومة تتبع جداول‬
‫أعمال المجالس الحكومية والمجالس الوزارية وكذا إعداد مشاريع الظهائر بقصد عرضها علققى‬
‫الملك بقصد المصادقة‬

‫‪- 1‬يلعب الديوان دورا أساسيا في تتبع أجندة رئيس الحكومة فمدير الديوان بنية أساسية في إدارة الديوان بحيث يعد الشخص الكثر‬
‫اطلعا على نشاط رئيس الحكومة ’ وبذلك يقوم مدير الديوان بتتبع كل ملفات رئاسة الحكومة وتنظيمها و ترتيبها حسب برنامج عمل‬
‫رئيس الحكومة ‪.‬‬

‫‪44‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫ب‪ -‬مديرية الدراسات التشريعية والقانونية‪ :‬مهمتها تنسيق العمل القانوني للمصققالح الوزاريققة‬
‫كما أنها تسققهر علققى دراسققة المشققاريع القانونيققة الققتي يتققم تهيئهققا مققن طققرف الققوزارات وذلققك‬
‫لعرضها على البرلمان من أجل المصادقة‪.‬وتسهر على تنفيذ السياسة العامة للحكومة فيما يتعلققق‬
‫بتدوين النصوص التشريعية والتنظيمية وتحيينها‬

‫ج‪-‬مديرية المطبعة الرسمية‪:‬مهمتها طبع الجريدة الرسمية وتنفيققذ جميققع اعمققال الطبققع لحسققاب‬
‫الدارات العامة ‪.‬‬

‫د‪ -‬المفتشييية العاميية للمصييالح الدارييية ‪ :‬مهمتها مراقبققة المصققالح والمرافققق الداريققة التابعققة‬
‫للمين العام للحكومة من خلل أعمال التفتيش والمراقبة والتدقيق‬

‫ه‪-‬مديرية الجمعيات‪ :‬مهمتها تنحصر في كل ما يتعلققق بتأسققيس وتطققبيق النصققوص التشققريعية‬


‫المتعلقة بالجمعيات‬

‫و‪-‬مديرييية المهيين المنظميية والهيئييات المهنييية‪:‬غايتهققا السققهر علققى إعققداد وتطققبيق النصققوص‬
‫التشريعية المتعلقة بالمهن المنظمة والهيئات المهنية من حيث الذن والمزاولة ‪.‬‬

‫ك‪ -‬مديرية الشؤون الدارية والمالية ‪ :‬ويعهد إليها بتصريف مصالح رئاسة الحكومة ‪ ،‬كمققا أن‬
‫هناك مصالح إدارية أخرى تابعة لرئيس الحكومة كمديرية المطبعة الرسمية )مهمتها طبع ونشر‬
‫الجريدة الرسمية(‪ ،‬وقسم الترجمة‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬الوزراء والجهزة المحلية للدارة المركزية ‪:‬‬

‫بالضققافة إلققى الجهققزة العليققا للدارة المركزيققة والققتي أوردناهققا فققي المطلققب الول مققن هققذا‬
‫الفصل ‪ ،‬فإنه وإلى جانب هققذه الجهققزة العليققا والققتي تقققوم برسققم التوجهققات العامققة للدولققة فققي‬
‫المجال الداري ‪ ،‬نجد هناك أجهزة للتنفيذ سواء على المستوى الوطني أو المحلققي والققتي تتمثققل‬
‫في ‪:‬‬

‫‪ – 1‬الوزراء ‪ :‬إلى جانب رئيس الحكومققة هنققاك أعضققاء الحكومققة أو الققوزراء والققذين يعققدون‬
‫المساهمون الرئيسيون في تصريف الشأن العام الوطني تحت إشراف رئيس الحكومة‪.‬ويتحملون‬
‫‪45‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫المسؤولية السياسية بصفتهم أعضاء للحكومة ’و بذلك يمارس الققوزير السقلطة التنظيميققة حسقب‬
‫الفصل ‪’ 89‬كما يوقعون بالعطف على المقررات الصادرة عن رئيس الحكومة طبقا للفصققل ‪90‬‬
‫من الدستور ’ و الوزير في علقته برئيس الحكومققة هققو يمققارس مجموعققة مققن الختصاصققات‬
‫التي يتم تفويضها اليه طبق للفصل ‪’ 91‬كما يعد الوزير المر بالصرف الرئيسققي علققى مسققتوى‬
‫الوزارة القطاعية ’ بحيث أن التعيين في منصب وزير تتحكم فيققه البعققاد السياسققية بشققكل كققبير‬
‫الى جانب البعد التقني و الفني ’بحيث يفترض في الوزير أن يكون على دراية بأشكال التققدبير و‬
‫أليات التدبير العمومي ‪.‬‬

‫الوزير كذلك يمارس السلطة الرئاسية على كافة الموظفين التابعين للوزارة فهو الذي يرقيهم ’و‬
‫يمارس سلطة التأديب عليهم ’ كما انه هو الذي يصدر قرارات تعيينهم ’و يمارس الققوزير أيضققا‬
‫مهام الشرطة الدارية بقصد ضمان سير المرافق التابعة للوزارة ’و هو بذلك له الحق في إتخققاذ‬
‫التققدابير اللزمقة لضققمان السقير العقادي للمرافقق العموميققة ’ كمقا ان مققن ضققمن مهققام القوزير‬
‫ممارسة سلطة الرقابة علققى المؤسسققات العموميققة و المقققاولت العموميققة الققتي ينققدرج نشققاطها‬
‫ضمن دائرة نشاط الوزارة ‪ .‬وحتى يمكنه القيام بمهقامه فهققو يسقتعيين بمجموعقة مقن الجهققزة‬
‫المساعدة سواء على المستوى المركزي أو المحلي ولهذه الغاية نجد إلى جانب الوزير ‪:‬‬

‫‪ -‬الييديوان )‪ :(Cabinet ministériel‬مهمتققه تنظيققم نشققاط الققوزير ومختلققف مصققالحه‬


‫الوزارية’ و تنحصر مهمة الديوان بالخصوص فققي السققهر علققى إعققداد اجنققدة الققوزير المتعلقققة‬
‫بعمله الحكومي ’في كل ما يتعلق بإجتماعاته و إستقبالته داخل الوزارة أو خارجها ‪.‬‬

‫‪ -‬الكتابة العامة ‪ :(secrétariat General) :‬تنسقق جميقع نشقاط القوزير بينقه وبيقن جميقع‬
‫المصالح التابعققة للققوزارة‪ ،‬ومققن حيققث المبققدأ فالكققاتب العققام يعققد منصققبا قققارا لمققا يضققمن مققن‬
‫إستمرارية الخدمات داخل الوزارة‪.‬بحيث يعتبر الكاتب العام للوزارة بمثابة العلبة السوداء بكونه‬
‫يحفظ كل ما يتعلق بالوزارة و سيرورة العمل الوزاري ’نظرا لكون الكتاب العققاميين للققوزارات‬
‫يعمرون كثيرا على مستوى عملهققم الققوظيفي بققالوزارات ممققا يمنحهققم القققدرة علققى التققأثير فققي‬
‫مخرجات القرار العام بهذا القطاع او ذاك ‪.‬‬

‫‪46‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪ -‬المديريات ‪ : (Direction) :‬مهمة كل مدير مديرية داخل الوزارة هي تتبع السير العادي في‬
‫مجققال اختصققاص المققدير ‪ ,‬بحيققث يسققهر علققى إعققداد المشققاريع وتتبققع تنفيققذها فققي نطققاق‬
‫اختصاصات المديرية‪.‬‬

‫‪ -‬القإسام و المصالح ‪ : (Division et services) :‬كل وزارة وتسققهيل لعملهققا فهققي لهققا‬
‫أجهزة إدارية أخرى في إطار نظرية تقسيم العمل كمبققدأ مققن مبققادئ المقاولققة الخاصققة ‪ ،‬والققتي‬
‫نادى بها ‪ .Taylor‬بحيث تعتبر مصالح وسطى لها قيمتها في تنفيذ الخدمات الداري ة نظ را لم ا‬
‫يمكن أن يكون لها من إتصال مباشر بالمرتفق‪ .1‬سواء على المستوى المركزي في شكل أقسام و‬
‫مصالح مركزية ’ أو في إطار اللتمركز الداري’ نجد مجموعة من البنيات الداريققة فققي شققكل‬
‫إدارات عمومية ثمثل المصالح الخارجية لهذه الوزارات بالعمالت و القاليم ‪.‬‬

‫والوزراء أصناف’ يخضع تصنيفهم الى الظروف السياسية التي تحكم التوافقات ما بين الفرقاء‬
‫السياسيين بمعنى أن توزيع الحقائب الوزارية يكون إما بالزيادة أو النقصان في عقدد القوزارات‬
‫القطاعية إل انه ما عرف في النسق السياسي المغربي ان الحقائب الوزارية يتم خلقهققا إرضققاءا‬
‫للحساسيات السياسية ’ وتتكون التشكيلة الحكومية بالضافة إلى رئيس الحكومة والوزراء من‪:‬‬

‫‪-2‬الوزراء المنتدبون‪:‬هم وزراء منتدبون لدى رئيس الحكومة أو هم منتدبون من طرف وزيققر‬
‫عضو في الحكومة أنتدب للقيام بمهمة محددة أو تتبع قطاع معين ’بحيث أن هذه الفئة تعققد كاملققة‬
‫العضوية في الحكومة ’بحيث يمارسون نفققس مهققام الققوزراء مققن حيققث الجققانب الققبروتوكولي ’‬
‫وعلى هذا الساس فهم يتواجدون في منزلة بين الوزير وكتاب الدولة’ )كالوزير المنتدب لققدى‬
‫وزير الخارجية المكلف بالمغاربة المقيمين بالخارج و شققؤون الهجققرة ’ الققوزير المنتققدب لققدى‬
‫رئيس الحكومققة المكلققف بإصققلح الدارة وبالوظيفققة العموميققة‪’2‬الققوزير المنتققدب لققدى رئيققس‬
‫الحكومة المكلف بالشؤون العامة والحكامة ‪(...‬‬

‫‪-3‬كتاب الدولة‪:‬هم تابعون للوزراء ويمارسون مهامهم بتفويض من رئيس الحكومة أو الققوزراء‬
‫التابعين لهم وهذا السلوب يمكن من جمع عدة مصالح ل تقتضي إنشاء وزارة قائمة بققذاتها ’و‬
‫‪ - 1‬بنسعيد عمر ‪ :‬الموظفون الكبار ‪ ،...‬رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا المعمقة في القانون العام‪ ،‬مراكش ‪.2004‬‬

‫‪-22‬أنظر المواقع اللكترونية الخاصة بهذها الوزارات ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫تبقى المهمة الساسية لكتاب الدولة ’هققي مسققاعدة الققوزراء فققي تصققريف أعمققال الققوزارة الققتي‬
‫يشرفون عليها ’ و كتاب الدولة ل يحضرون إجتماعات مجلس الوزراء ولكن هم يشققاركون فققي‬
‫أعمال مجلس الحكومة إلى جانب بقية أعضاء الحكومة ‪.‬وفي هققذا الصققدد نتحققدث عققن بعققض‬
‫كتاب الدولة ’ككاتب الدولققة لققدى وزيققر التجهيققز و النقققل و اللوجسققتيك و المققاء المكلققف بالنقققل‬
‫’كاتب الدولة لدى وزير الشؤون الخارجية و التعاون الدولي ’كاتب الدولة لدى وزيققر الصققناعة‬
‫و الستثمار و التجارة و القتصاد الرقمي المكلف بالستثمار ‪(...‬‬

‫اضافة الى تقليد يخص وزير بدون حقيبة وهو منصييب وزييير دوليية وهققذا المنصققب يمنققح الققى‬
‫شخصية وطنية عرفانا لها على ما قدمته في ميدان من الميادين سواء القتصادية او الجتماعية‬
‫ويعتبر وزير الدولة وزيرا كامل العضوية في الحكومققة ومققن حيققث الققبرتوكول فهققو يوجققد فققي‬
‫أعلى مرتبة من الوزراء كما يمكن أن تسند إلى وزير الدولة وظيفة محددة ‪.1‬كما كان الشققأن مققع‬
‫عبد الهادي بوطالب الذي تم تكليفقه بقالعلم فقي حكومقة ‪10‬أكتقوبر ‪’ 1977‬و أيضقا كمقا كقان‬
‫المر مع السيد أحمد العلوي الذي تم تعيينه ‪ 11‬مرة وزيرا للدولققة ’تحمققل فيهققا حقققائب وزاريققة‬
‫متعلقة بالنعاش الوطني و الصناعة التقليدية ثم السقياحة أمقا الحكومققة الحاليققة رققم ‪ 32‬برئاسققة‬
‫سعد الدين العثماني ’نلحظ أنه تقم تعييقن السقيد مصقطفى الرميقد وزيقرا للدولقة مكلقف بحققوق‬
‫النسان ‪.‬إذا وزراء الدولة هم وزراء ايضا يمكن أن تسند اليهم مهام وزارية كما يمكن أن ل يتم‬
‫تكليفهم بأية مهمة لما يحضون به من مكانة و حضوة في الهرم السياسي المغربي ‪.‬‬

‫كما أن العمل الحكومي تتحكم في تمرير قإراراته بنيتين أساسيتين نجملهما بشكل عام في‪:‬‬

‫‪-‬مجلييس الييوزراء‪ :‬الييذي يرئسييه الملييك وتعققرض عليققه القضققايا الكققبر الققتي تهققم التوجهققات‬
‫الستراتيجية للسياسة العامة للدولة المشار إليها في الفصققل ‪ 49‬مققن الدسققتور وهققو بققذلك ينظققر‬
‫في‪:‬‬

‫‪-‬مشاريع مراجعة الدستور‬

‫مشروع قانون المالية‬

‫‪- 1‬الدرداري الناجي ‪:‬الحكومة في ظل الدساتير المغربية من ‪ 1962‬الى ‪ 1996‬ص‪101-99:‬‬

‫‪48‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫مشروع قانون ا لعفو العام‬

‫إشهار الحرب و مشاريع قوانين –الطار المقدمة من الحكومة والققتي تهققم الميققدان القتصققادي‬
‫الجتماعي الثقافي حسب ما نص عليه الدستور في الفقرة الثانية من ا لمادة ‪71‬‬

‫‪-‬مجلس الحكومة الذي يترائسه رئيس الحكومة مرة فقي السقبوع ويتقداول فقي جقل السياس ات‬
‫الققتي تهققم مختلققف القطاعققات الوزاريققة قبققل عرضققها علققى المجلققس الققوزاري كققالتعيين فققي‬
‫المناصب السامية ضمن المؤسسات و المقاولت العمومية‬

‫‪ – 4‬المصيييالح الخارجيييية)اللممركيييزة ( والجهيييزة المحليييية للدارة المركزيييية )اللتركييييز‬


‫الداري (‪:‬‬

‫لما يتقرر النشاط الداري على المستوى الوطني أو الدارة المركزية فلتنفيذ ذلك يقتضي وجققود‬
‫مصالح وهيئات خارجية على مستوى الجهات والقاليم والعمالت في إطار مبدأ عدم اللتركيققز‬
‫الداري‪:‬‬

‫أ – المصالح اللممركزة)الخارجية( للوزارات‪:1‬‬

‫يعهد إليها بتطبيق وتنفيذ السياسة العامة للدولة سواء على المستوى المركزي أو المحلي وحققتى‬
‫يشمل ذلك النشاط كل التراب الوطني تطلب ذلك إحداث مصالح خارجية‪ .‬كالمندوبيات الجهويققة‬
‫والمديريات القليمية والكاديميات في مجال التعليم والصحة والمصالح المالية في الضرائب في‬
‫المجال المالي ‪...‬وجل هذه المصالح هي خاضعة إلى إشراف الدارة المركزية و تمارس مهامها‬
‫تحت سلطة الوزراء ‪ .‬و هي تحدث بموجب قرار للوزير المعني تؤشر عليققه السققلطة الحكوميققة‬
‫المكلفة بتحديث القطاعات العامة والسلطة الحكومية المكلفة بالمالية ‪.‬‬

‫و على هققذا السققاس تعمققل هققذه المصققالح علققى تنفيققذ السياسققة الحكوميققة ’و تنفيققذ القققرارات و‬
‫التوجيهات الصادرة عن السلطات المختصة طبقا لحكام القانون ’و لهذا المبتغى تضع السلطات‬

‫‪-11‬منذ دستور ‪ 2011‬أصبح المشرع يتحدث عن "المصالح اللممركزة "عوض "المصالح الخارجية التابعة للوزارات "وفي هذا‬
‫الطار ينص الفصل ‪ 145‬من دستور المملكة في فقرته الخيرة على أن "يقوم الولة والعمال ’تحت سلطة الوزراء المعنيين ’بتنسيق‬
‫أنشطة المصالح اللممركزة للدارة المركزية ’و يسهرون على حسن سيرها"‪ .‬للمزيد يراجع ‪:‬حسن صحيب ‪:‬القانون‬
‫الداريالمغربي’التنظيم الداري ’سلسلة دراسات وأبحاث في الدارة والقانون ’العدد ‪ 1‬ماي ‪’ 2016‬ص‪184:‬‬

‫‪49‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫الحكومية تحت تصرف هذه المصالح الخارجيققة الوسققائل الماديققة والبشققرية للقيققام بمهامهققا مققن‬
‫ضرورة إعادة توزيع للسلطات بما يخدم سياسة اللتركيز الداري حققتى يتققم تأهيلهققا لن تكققون‬
‫محاورا فاعل بإسم مصالح الدولققة داخققل نطاقاتهققا الترابيققة ’ضققرورة تزويققدها كققذلك بققالموارد‬
‫البشققرية والماديققة مققن توزيققع عققادل للمققوارد الماليققة والبشققرية ’مققع التتبققع والمراقبققة و ربققط‬
‫المسؤولية بالمحاسبة ’من خلل دعم آليات التدبير بالهداف و الخققذ بقواعققد السققوق فققي إطققار‬
‫عملية حكامة المرافق العامة ’ وتخول رؤسائها و كذا ممثلي السلطة على المستوى المحلي مققن‬
‫ولة وعمال حق التصققرف باسققم الققوزراء ضققمن الحققدود الققتي تققدخل فققي نطققاق إختصاصققات‬
‫رؤساء هذه المصالح ’ كمقا يمكققن تعييققن هققؤلء الرؤسقاء مقن قبققل القوزراء القطققاعيين آمريققن‬
‫بالصرف ثقانويين لصقرف النفققات مقن خلل العتمقادات الموضقوعة رهقن تصقرفهم ‪.‬ولقذلك‬
‫تعتبر هذه المصالح اللبنة الساسية التي تنبني عليها سياسة عدم التركيز بالمغرب ‪.‬‬

‫يقصققد بمفهققوم المصققالح اللممركققزة حسققب تعققبير المشققرع الدسققتوري ’ الوحققدات الداريققة‬
‫المختلفققة و المتعققددة كمققا أسققلفنا ذكققر بعضققها مققن مققديريات جهويققة مثققل )المديريققة للجهويققة‬
‫للضرائب ’المديرية الجهوية للنقل والتجهيز واللجيستيك ’‪(..‬‬

‫مندوبيات إقليمية مثل)المندبية القليمية لوزارة التربية والتعليم’المندوبية الجهوية للثقافة ‪(...‬‬

‫أكاديميات )أكاديمية الجهوية لوزارة التربية الوطنية‬

‫كما ان هذه المصالح تخضح لتنسيق و مراقبقة رجقال السقلطة ممثلقي السقلطات المركزيقة علقى‬
‫المستوى المحلي ‪.‬‬

‫أيضا عدم التركيز الداري حكمته مجموعة من الدوافع ’خاصة الدوافع القتصادية و ذلك بجعل‬
‫الحكومات تتبع نهج المقاولت الخاصة من خلل إعتماد أساليب التدبير الحديث في مجال القيادة‬
‫الدارية و المالية ’ والتحكم في معدلت التضخم و البطالة ‪ .‬وقققد تكققون هنققاك دوافققع إجتماعيققة‬
‫خاصة تنامي دور المجتمع المققدني و مطققالبته الحكومققات بتحسققين الوضققاع الجتماعيققة علققى‬
‫مستوى التشققغيل و التعليققم و الصققحة و هققذا ل يمكققن بلققوغه إل مققن خلل عمليققة الصققلحات‬
‫لساليب عمل الدارات العمومية ’كما ان الفعل السياسي يمكن أ‪ ،‬يكون دافعققا للبحققث عققن سققبل‬

‫‪50‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫كفيلة بإصلح مؤسساتي ’على علم بأنه أصبح غيقر ممكقن التمييقز مقا بيقن مقا هقو إقتصقادي و‬
‫سياسي وإجتماعي في عملية أخذ القرار ’ كما يمكن القققول بققأن مققن أهققم الهققواجس الققتي تحكققم‬
‫عادة التقسيمات الدارية هو الهاجس المني بقصد ضبط و التحكم في المجال الترابي للجهات و‬
‫العمالت والقاليم ‪.‬‬

‫كما أن سياسققة اللتركيققز الداري عرفققت تطققورا منققذ ظهيققر ‪ 15‬فققبراير ‪1977‬المعققد والمتمققم‬
‫بمققوجب ظهيققر ‪6‬أكتققوبر ‪. 1993‬المتعلققق بإختصاصققات العمققال ’ وبهققذا نجققد العمققال يقومققون‬
‫باختصاصات مفوضة لهم من قبل الوزراء على مستوى التوقيع أو التأشير على قرارات تققدخل‬
‫في إختصاصاتهم على صعيد العمالة أو القليم ‪.‬‬

‫إل أنه و مع عدم تحقيق المبتغى من سياسة عدم اللتركيز التي أشرفت عليها اللجنة الدائمة لعدم‬
‫التركيز التي وضعت تحت رئاسة رئيس الحكومة إتخذ الملك مبادرة في هذا الشأن سنة ‪. 2002‬‬
‫و يتعلق المر بالرسالة الملكية حول التققدبير اللمتمركقز للسقتثمار مشقيرة بشقكل ضققمني الققى‬
‫القصور الحاصل في سياسة اللتمركققز الداري ’الققتي تضققمنت إحققداث و تحققت مسققؤولية ولة‬
‫الجهققات ’مراكققز جهويققة للسققتثمار ينحصققر دورهققا فققي المسققاعدة علققى إنشققاء المقققاولت و‬
‫المساعدة على الستثمار ‪.‬‬

‫و علققى هققذا السققاس فتنظيققم المصققالح اللممركققزة يخضققع إلققى المرسققوم رقققم ‪2.05.1369‬‬
‫الصققادر بتاريققخ ‪ 29‬شققوال ‪ 1426‬الموافققق ل ‪ 2‬دجنققبر ‪’ 2005‬بشققأن تحديققد قواعققد تنظيققم‬
‫القطاعات الوزارية و اللتمركز الداري ’ حسب ما بينته المادة ‪ 2‬منه ‪.‬وفي هذا الطار تضققمن‬
‫المرسققوم إشققارة الققى مجموعققة مققن المقتضققيات الققتي يجققب الخققذ بهققا ’ نققذكر بعضققها و هققي‬
‫‪:‬تخصيص و سائل التسققيير الضققرورية ’تفققويض بعققض الختصاصققات خاصققة المتعلقققة بأخققذ‬
‫القرارات ذات الطبيعة الفردية ’إ حداث لجنة تسققهر علققى تنظيققم الهياكققل الداريققة و اللتمركققز‬
‫الداري ‪.‬التي تضطلع بمجموعة من المهام سواء علققى مسققتوى إقققتراح أو دراسققة أو البققث فققي‬
‫مجموعققة مققن مشققاريع و مراسققيم قققرارات متعلقققة بتحديققد إختصاصققات و تنظيققم القطاعققات‬
‫الوزارية ‪.‬‬

‫‪51‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫و بالطلع على مجموعة من المراسيم المتعلقة باختصاصات الوزارات على المستوى القوطني‬
‫نلحققظ علققى أن وزارة الداخليققة ةهققي الققوزارة مققن حيققث حجققم الهياكققل الداريققة و كققذا حجققم‬
‫الختصاصات المنوطة بها ’ بحيث أن هذه الوزارة و من خلل المرسوم المتعلق باختصاصاتها‬
‫’جاء في مادته الولى ‪":‬تناط بوزير الداخلية مهمة الدارة الترابية للمملكة في إطار اختصاصققه‬
‫و يسهر على الحفاظ على المن العام ’و يزود الحكومة بالمعلومققات العامققة ’و يتققولى الوصققاية‬
‫على الجماعات المحلية "‪.‬‬

‫ب – رجال السلطة‪ :‬حسب الظهير المنظم لهيئة رجال السلطة رقققم ‪ 1.08.67‬بتاريققخ ‪31‬يوليققو‬
‫‪1‬‬
‫فإن هذه الفئة تتكون من أربعة أطر ’والذين يعملون بصققفتهم ينتمققون إلققى سققلك هيئققة‬ ‫‪2008‬‬
‫المتصرفين بوزارة الداخلية ‪ .‬مهمتهم السهر على ضبط النظام العام والمن داخققل الختصققاص‬
‫الترابي لكل جماعة ترابية ‪.‬‬

‫و تتوزع هذه الطر حسب الدرجات التالية ‪:‬‬

‫‪-‬إطار العمال و يضم درجة عامل و درجة عامل ممتاز ’‬

‫‪-‬إطار الباشوات ’و يضم درجة باشا ممتاز و درجة باشا’‬

‫‪-‬إطار القواد ’و يضم درجة قائد و درجة قائد ممتاز’‬

‫‪-‬إطار خلفاء القواد ’و يضم خليفة قائد ممتاز ’ و خليفة قائد من الدرجة الولى و خليفة قائد ممن‬
‫الدرجة الثانية ’‬

‫وفي هذا الباب سنختصر على دراسة اختصاصات العامل في إطار مبدأ عققدم الققتركيز الداري‬
‫بناء على ما ورد في ظهير ‪ 15‬فبراير ‪ 1977‬والمعدل والمتمم بمقتضى ظهير رقققم ‪ 6‬أكتققوبر‬
‫‪ 2.1993‬كما ان هذه الختصاصات هي مستمدة مققن الفصققل ‪145‬مققن الدسققتور الحققالي للمملكققة‬
‫لسنة ‪. 2011‬‬

‫‪- 1‬الظهير الشريف رقم ‪ 1-08-67‬الصادر في ‪ 27‬رجب ‪ 1429‬الموافق ل ‪31‬يوليوز ‪ ’2008‬الجريدة الرسمية عدد ‪5677:‬‬
‫بتاريخ ‪ 27‬أكتوبر ‪2008‬‬
‫‪ - 2‬ظهير شريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.93.293‬المتعلق باختصاصات العامل بتاريخ ‪ 6‬أكتوبر ‪.1993‬‬

‫‪52‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫وكذلك من القانون المتعلق بتنظيم مجالس العمالت و القإاليم قإانون رقإم ‪112-14‬بتاريخ ‪23‬‬
‫يوليوز ‪ 2015‬خاصة ما تعلق بالرقابة الدارية سواء مققن جققانب المصققادقة أو التنفيققذ )المققواد‬
‫‪ 106‬ف ‪): 1‬يمارس عامل العمالققة أو القليققم المراقبققة الداريققة علققى شققرعية قققرارات رئيققس‬
‫المجلس و مقررات مجلس العمالة أو القليم( ’‪) 107‬تمكين العامل من نسققخ محاضققر الققدورات‬
‫’و نسخ من مقررات المجلس و كذا نسخ من قرارات رئيققس المجلققس ’ وهققذا يققدخل فققي إطققار‬
‫الرقابة على العمال (’ ‪ 108‬ف ‪) 1‬للعامل حق التعرض على النظام الداخلي للمجلققس و علققى‬
‫مقررات المجلس التي ل تدخل في صلحية هققذا الخيققر أو الققتي إعتراهققا عيققب خققرق القققانون‬
‫التنظيمي(’ ‪’ 109‬يمارس العامل من خلل هذه المادة التأشير على مقررات المجلس و ل تكققون‬
‫قابلة للتنفيذ إل بعد هذا الجراء داخققل آجققال ‪ 20‬يققوم مققن تاريققخ التوصققل بهققا ‘علققى ‪ :‬المقققرر‬
‫المتعلق ببرنامج التنمية ’المقرر المتعلق بالميزانية ’مقققرر تنظيققم الدارة ’المقققررات ذات الوقققع‬
‫المالي المتعلقة بالقتراضققات ’و الضققمانات ’تحديققد سققعر الرسققوم ’تفققويت الملك ’المقققررات‬
‫المتعلقة بإتفاقيات التعاون اللمركزي و التوأمة (‪.‬‬

‫‪-5‬تطبيقات سياسة عدم التركيز الداري بالمغرب "إخأتصاصات العامل"‪:‬‬

‫يعد العامل ممثل للدولة في العمالت و القليققم وبهققذه الصققفة التمثيليققة فهققو يسققتمد سققلطته مققن‬
‫سلطة التعيين وهي الملك‪ ،‬بناءا على ما ورد في الباب الثالث من الدستور الحققالي )الفصققل ‪49‬‬
‫من الدستور( ‪ ،‬هو كذلك مندوب للحكومقة مققن حيققث علقتقه بالسققلطة التنفيذيققة ‪ ،‬لجقل تطققبيق‬
‫القوانين والنظمة ‪ ،‬تنفيذ مقررات الحكومة ‪ ،‬يسهر على المن ويحافظ على النظام العام ‪ ،‬وهققو‬
‫يستعين بذلك بالشرطة ‪ ،‬الدرك ‪ ،‬القوات المسلحة في إطققار اختصاصققاته كشققرطة إداريققة‪ .‬كمققا‬
‫يقوم بالشراف على أعمال رؤساء المقاطعات الحضرية والقروية ورؤساء الدوائر ‪،‬كما يسققاعد‬
‫العامل رؤساء الجماعات الترابية على تنفيقذ البرامققج الجماعيققة و مقققررات المجققالس الجماعيققة‬
‫المتعلقة خاصة ببرامج التنمية و بخاصة التنمية الجهوية ‪.‬‬

‫والعامل مققن ضققمن اختصاصققاته كققذلك يعمققل علققى تنسققيق مهققام وأعمققال المصققالح الخارجيققة‬
‫ومراقبتها ويساعده فققي ذلققك لجنققة تقنيققة للعمالققة أو القليققم تتققألف مققن ‪ :‬الكققاتب العققام‪ ،‬رؤسققاء‬

‫‪53‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫الدوائر‪ ،‬رؤساء المصققالح الخارجيققة‪ ،‬مققديري المؤسسققات العامققة‪ .‬بالضققافة إلققى ديققوان وقسققم‬
‫سياسي وقسم اجتماعي قسم المواصلت السلكية واللسلكية قسم القوات المساعدة ‪.‬‬

‫كما أن العامل يتمتع باختصاصات مالية من خلل طلققب تعققديل بعققض بنققود الميزانيققة المحالققة‬
‫عليه بقصد التصديق عليها وفي حالة رفض ذلك المر بالصرف و لم يتم عققرض الميزانيققة مققن‬
‫جديد على تأشيرة العامل يحق لهذا الخير مطالبة الجماعة بالقيام بعرضها قبل فاتققح ينققاير و ال‬
‫حق للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية وضع ميزانية لتسيير شؤون الجماعة على أسققاس آخققر‬
‫ميزانية مؤشر عليها بعد توجيه استفسارات في ذلك للمر بالصرف ‪.‬‬

‫كمققا يعمققل العامققل علققى رفققع تقققارير إلققى الققوزراء تتضققمن ملحظققات حققول السققير العققادي‬
‫لمصالحهم الخارجية على مستوى القليم أو العمالة ‪.‬‬

‫أما كيفية تعيين العمال فهم يتم تعيينهم من بين الباشوات الممتازين الققذين قضققو ‪ 6‬سققنوات بهققذه‬
‫الصفة ’ وتم إدراجهم في جدول الترقي و ذلك حسب عدد المناصققب المتققوفرة ’ كمققا يتققم تعييققن‬
‫العمال من بين الموظفين العموميين الذين هم مرتبين في سلم الجور رقم ‪11‬و في نفقس التقدرج‬
‫الستدللي ’مع أقدمية ‪ 10‬سنوات في العمل الداري ‪.‬‬

‫ويتم تعيين العمال كذلك من بين الشخاص الذين يتوفرون علققى مؤهققل علمققي و كفققاءة ل تقققل‬
‫عن عشر سنوات على القل‪.‬‬

‫فققي القطققاع العققام أو الخققاص البققالغين ‪ 40‬سققنة علققى القققل و الحاصققلون علققى دبلققوم يققؤهلهم‬
‫للتوظيف في سلم الجور رقم ‪. 11‬‬

‫هكققذا فالعامققل لققه مجموعققة مققن الختصاصققات فققي المجققال المنققي و فققي المجققال الداري ثققم‬
‫اختصاصات ذات طبيعة تنموية ’فبالضقافة القى الختصاصقات التقليديقة القتي تنقاط بالعامقل و‬
‫المتمثلة في الختصاصققات ذات الطبيعققة المنيققة و الداريققة فهققو بالضققافة الققى ذلققك يضققطلع‬
‫باختصاصات تنموية ‪.‬‬

‫‪-1‬الخأتصاصات ذات الطبيعة المنية ‪:‬‬

‫‪54‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫تدخل في هذا الطار اختصاصات العامل المخولة له قانونا باعتباره ضابطا للشرطة القضققائية ’‬
‫وايضا إعتباره ممارسا للشرطة الدارية ‪.‬‬

‫ففي مجال الشرطة القضائية و حسب ما هو منصوص عليققه فققي بنققود القققانون الجنققائي خاصققة‬
‫المادة ‪ 28‬جاء فيها ما يفيد ’ يجوز للوالي أو العامل ’في حالة السققتعجال ’عنقد ارتكقاب جرائقم‬
‫تمس بالمن العام ’ ان يقوم شخصيا بالجراءات الضرورية للتثبت من ارتكاب هققذه الجرائقم و‬
‫أن يوجه أمر القيام بذلك الى ضباط الشرطة القضائية ’ ما لم يخقبر بإحالقة القضقية القى السقلطة‬
‫القضائية ‪.‬‬

‫و في حالة استعمال هذا الحق و جب إخبار ممثل النيابة العامة على الفور بالمحكمة المختصة ثم‬
‫يقوم باحالة المتهمين عليه فققي غضققون الربققع و عشققرين سققاعة المواليققة لعمليققة القبققض علققى‬
‫الضناء مع كل ما يفيذ بذلك ‪.‬‬

‫فالفصقل ‪ 145‬مقن دسققتور المملكقة لسقنة ‪ 2011‬سقاير فقي ذلققك مقا ذهققب اليققه الظهيققر المنظققم‬
‫لختصاصات العامل فيما يتعلق خاصة بالمراقبة الدارية نفس الشققيء أكققدت عليققه المققادة ‪110‬‬
‫من القانون التنظيمي للجماعات رقم ‪ 113-14‬في كل ما يخص المحافظة علققى النظققام و المققن‬
‫العمومي ’تأسيس الجمعيات و التجمعات و الصحافة ’النتخابات و الستفتاءات ’مراقبققة احتلل‬
‫الملك الجماعي ’مراقبة مضمون الشها و اللوحات الشهارية ’شرطة الصيد البحري ’جققوازات‬
‫السفر ’مراقبة الثمان ’تنظيم التجار بالمشروبات الكحوليقة ‪) ...‬المققواد مققن ‪115‬إلققى ‪ 118‬مققن‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪.( 113-14‬‬

‫‪-2‬اخأتصاصه في المجال الداري‪ :‬يمارس العامل السلطة الرئاسية ‪1‬على ‪:‬‬

‫‪-‬موظفي و أعوان المصالح الخارجية للوزارات بققالدارات المدنيققة التابعققة للدولققة و المزاوليققن‬
‫عملهم في العمالة او القليم ما عدى موظفي المحاكم و الوقاف و الشؤن السلمية ‪.‬‬

‫‪-‬السهر على حسن تسيير المصالح العمومية و كل مؤسسققة تسققتفيد مققن دعققم و اعانققة الدولققة او‬
‫الجماعات الترابية‬
‫‪- 1‬الصروخ مليكة ‪:‬القانون الداري دراسة مقارنة’مطبعة النجاح الجديدة ’‪’ 2006‬ص‪62 :‬‬

‫‪55‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬يطلع على كل انتقال يهم رؤساء المصالح الخارجية للدارات المدنية لكن يستثنى من ممارسة‬
‫هذه السلطة موظفي المحاكم ‪.‬‬

‫تنص القوانين التنظيمية للجماعات الترابية على ان العمال و الققولة يمارسققون الرقابققة الداريققة‬
‫على مقررات المجالس و على قرارات رؤسائها ‪.‬‬

‫في اطقار عملقه المحلقي يمقارس العمقال و القولة دور المسقاعد لرؤسقاء الجماعقات الترابيقة و‬
‫رؤساء المجالس الجهوية على تنفيذ المخططات و البرامج التنموية ‪.‬‬

‫‪-3‬إخأتصاصات العامل التنموية‪ :‬يمقارس العامقل اختصاصقات ذات طبيعقة اقتصقادية القتي تهقم‬
‫بالدرجة الولى دوره في مساعدة الجماعات الترابية في كل ما يتعلق بإعققداد مخططققات التنميققة‬
‫القتصادية والجتماعية إضافة الى كون العامققل يققرأس لجققان منققح التعليققم العققالي و الثققانوي و‬
‫البتدائي كما يترأس اللجان القليمية للتوفيقق فقي نزاعقات الشقغل الجماعيقة و اللجنقة الوطنيقة‬
‫للتنمية البشرية ‪...‬‬

‫ا‪-‬دوره في المجال الفلحي‪:‬‬

‫يترائس العامل المجلس القليمي للنعاش القروي طبقا للفصل ‪ 3‬من ظهير ‪ 15‬يوليوز ‪’ 1961‬‬
‫و يعتبر العامل كذلك الجهاز التنفيذي لبرامج المجلس ’طبقا كذلك للمرسوم الملكي ل ‪ 22‬أكتوبر‬
‫‪ 1966‬فهو يعد عضوا في المجلس الداري للمكتب الجهوي للستثمار الفلحي ’و رئيس اللجنة‬
‫الثقنية لهذا المجلس ’ كما أنه و طبقا لظهير ‪ 25‬أكتوبر ‪ 1969‬الققذي تققم تعققديله بتاريققخ ‪ 7‬ينققاير‬
‫‪ 1972‬المتعلق بقانون الستثمارات الفلحية ’أسند للعامقل بمقوجب هقذا الظهيقر رئاسقة اللجنقة‬
‫القليمية المكلفة بتتبع و مراقبة التزامات الفلحين خارج مدار اختصاص اللجنة المحلية ‪.‬‬

‫ب‪-‬في مجال التشغيل‪:‬‬

‫في هذا الطار يضطلع العامل بمهمة تنفيذ التشريع الخاص بالشغل و النزاعات الجتماعية ’فهو‬
‫يعتبر رئيس اللجنة المكلفة بضمان نشاط المؤسسات الصناعية و التجاريققة والفلحيققة و تسققريح‬
‫‪56‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫العمال ’طلقا لمقتضيات المادة ‪ 67‬من مدونة الشغل ‪’1‬كما ان العامل هو الققذي يرخققص بققإغلق‬
‫المؤسسات الصناعية و التجارية والفلحية ‪.‬‬

‫ج‪-‬النعاش الوطني‪:‬‬

‫يشرف العامل على النعاش الوطني طبقا لمرسوم ‪ 21‬مارس ‪’ 1977‬بصققفته السققلطة المشققرفة‬
‫على مندوبيات النعاش الوطني و هو القذي يعمقل علقى تسقطير اعمالهقا ’هقذه المنقدوبيات هقي‬
‫تابعة من حيث الختصاص الى المديرية العامة للجماعات المحليققة المكلفققة بتحضققير القققرارات‬
‫التي يتخذها و زير الداخليققة ’فققي إطققار إختصاصققاته المتعلقققة بممارسققة الرقابققة الداريققة علققى‬
‫الجماعات الترابية و السهر على تتبعها و مراقبة تنفيذها ‪.‬‬

‫د‪-‬في مجال السكنى والتعمير ‪:‬‬

‫هو الذي يترأس لجنة منح البقع الرضية المعدة للسكن و فق ما نص عليه الفصل ‪ 4‬مققن مرسققوم‬
‫‪11‬يناير ‪ 1973‬المحدد لجراءات تطبيق ظهير ‪ 8‬يناير ‪ 1973‬الخاص بتققدخل الدولققة لشققراء و‬
‫تجهيز الراضي الخاصة بالسكن القتصادي ‪ .‬كما يمارس صلحية الفصل في نزاعات تخفيققض‬
‫السومة الكرائية ’طبقا لمقتضيات مرسوم ‪ 8‬أكتققوبر ‪ ’ 1980‬ولققذلك فهققو يقققوم بنققاءا علققى ذلققك‬
‫بتعيين اللجنة الدارية المحلية التي تبث في تلك النزاعات ‪.‬هذا في مجال السكنى ‪.‬‬

‫أما في ميدان التعمير فالعامل يعاين المخالفات المرتكبة ضدا علققى ضققوابط التعمير’قققانون رقققم‬
‫‪ 12-90‬لسنة ‪ 1992‬ثم قانون رقم ‪ 25-90‬المتعلق بالتجزئات العقاريققة و المجموعققات السققكنية‬
‫كما تم تعديله و فق القانون رفم ‪ 12-66‬لسنة ‪. 2016‬‬

‫كذلك العامل يلعب دورا مهما فققي محاربققة دور الصققفيح و تنفيققذ السياسققة الحكوميققة فققي ميققدان‬
‫السكان ‪.‬‬

‫‪- 1‬قانون رقم ‪ 65-99‬القاضي بتطبيق ظهير ‪. 2003-09-11‬للمزيد أنظر ’صحيب حسن ‪:‬القانوم الداري المغربي التنظيم الداري‬
‫’مرجع سابق ’ص‪199:‬‬

‫‪57‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫العامل أو الوالي كذلك لهم أدوار مهمة فققي إطققار علقققاتهم بالمجققالس الجماعققات الترابيققة فمققن‬
‫خلل دستور المملكقة لسقنة ‪ 22011‬نلحقظ بققان القولة والعمققال يقومقون بعققدة مهقام علققى هققذا‬
‫المستوى فهم يسهرون على ‪:‬‬

‫‪-‬إخبققار مجققالس الجماعققات الترابيققة ‪ :‬فققي هققذا الصققدد يقققوم الققولة والعمققال بتزويققد مجققالس‬
‫الجماعات الترابية وهي تتداول بخصوص القضايا التي تهم العمالة او القليققم أو الجهققة بكققل مققا‬
‫تحتققاجه هققذه المجققالس مققن معلومققات ’فبصققفة الققوالي أو العامققل يعتققبرون رؤسققاء المصققالح‬
‫الخارجية لدارات الدولة و يعملون على تنسيق أعمالها ’و بصفتهم كذلك يراقبققون شققبكة رجققال‬
‫السلطة و يقومون بدور الوساطة ما بين المنتخبين المحليين ’فهم بذلك يكونون على علم بمشاكل‬
‫الجهة او العمالة والقليم ‪.‬‬

‫فبالنسقبة للجهقة يمكقن لرئيقس إحقدى اللجقان دعقوة اعقوان و مقوظفي المؤسسقات العموميقة أو‬
‫المقاولت العمومية الذين يشمل إختصاصهم الدائرة الترابية للجهة ’‬

‫كما أن الوالي يحضر دورات مجلس الجهة بطلب من رئيسققها أو عضققو مققن أعضققاء المجلققس’‬
‫وهو بذلك يقدم إما بمبادرة منه أو بطلققب مققن الرئيققس كققل الملحظققات و التوضققيحات المتعلقققة‬
‫بالقضايا المتداولة ‪.‬‬

‫كما يمكن للرئيس أن يطلب مقن والقي الجهقة إسقتدعاء مقوظفي و أعقوان الدولقة أو المؤسسقات‬
‫العمومية أو المقاولت العمومية الققذين يشققمل إختصاصققهم النطققاق الجغرافققي للجهققة كلمققا كققان‬
‫المر يخص نشاطهم ‪.‬‬

‫هذا ما يجعلنا نلحظ أن دور الوالي لم يختلف عن الدور الذي كان يلعبققه عامققل مقققر الجهققة فققي‬
‫ظل القققانون المتعلققق بققالتنظيم الجهققوي رقققم ‪ 47-96‬ل ‪ 2‬أبريققل ‪ ’ 1997‬الققذي منققح الققوالي أو‬
‫العامل مقر الجهة حق المشاركة في إجتماعات المجلس و إمكانية تقديم توضيحات ’ وبذلك فهو‬
‫يتلقى مشروع جدول أعمال مجلس الجهة ’الذي يحق له ان يدرج فيه نقط إضافية يرى ضققرورة‬
‫عرضها على أنظار المجلس الجهوي ‪.‬العامل أو الوالي يحضر جلسات المجلس و لكققن ل يحققق‬
‫‪- 2‬ينص الفصل ‪ 145‬من دستور المملكة لسنة ‪ 2011‬على ان الولة و العمال "يمارسون المراقبة الدارية "’و يساعدون "رؤساء‬
‫الجماعات الترابية ’و خاصة رؤساء المجالس الجهوية ’على تنفيذ المخططات و البرامج التنموية "‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫له التصويت ’كما يحضر الى جانب رئيس الجهة أعمال اللجنة الدائمة المكلفة بالتخطيط و إعداد‬
‫التراب و التي يحضرها أيضا رؤساء المصالح الخارجية للدولة بالجهة ‪.‬‬

‫و تجدر الشارة الى كققون العامققل يققوجه مقترحققات المجققالس الققى السققلطة الوصققية ’ كمققا يبلققغ‬
‫المجالس مقررات وزارة الداخلية حقول مققررات المج الس إمقا بقالقبول أو الرفقض ’إذن يعتقبر‬
‫العامل معين و وسيط لرئيس الجهة ’ وهو بذلك يحضر مداولت المجالس الترابية كما يمكن لققه‬
‫طلب عقد دورة إستثنائية و كذلك تقديم التوضيحات و الملحظات بطلب من رئيس المجلس ‪.‬‬

‫‪- -‬المساهمة في تهيئ جدول اعمال المجالس‪ :‬من الواضح و حسب القوانين التنظيمية للجماعات‬
‫الترابية ’ يضطلع رؤساء المجالس لهذه الجماعات بالسهر على تهئ جدول أعمال المجلس ’لكن‬
‫ذلك يتم بتنسيق مع العامل أو الوالي الذي يمكنه الدلء بتوضيحات و تقققديم معلومققات و وثققائق‬
‫ضرورية مساعدة على مداولة المجلس ’خاصة على مستوى إعداد برامج التنمية و برامج عمققل‬
‫الجماعات الترابية و برامج التجهيز و التنمية ’كما يؤشر على الميزانيققة و القتراضققات و فتققح‬
‫الحسابات الخصوصية ’ و بذلك فهو يرفعها الققى الققوزارة الوصققية بقصققد المصققادقة علققى هققذه‬
‫المقررات ’ وفي هذا الطار يقوم بتبليغ المصققادقة أو الرفققض الققى رئيققس المجلققس ’ و بهققذا ل‬
‫يمكن لعضاء المجلس التداول في نقط ل تدخل في إختصاصات المجلققس لكققن يحققق للققوالي او‬
‫العامل التعرض على مناقشة أي نقطة غير مدرجة في جدول العمال و يبلغ هذا التعرض معلل‬
‫الى رئيس مجلس الجهة ’ و في حالققة عققدم إلققتزام رئيققس الجهققة يمكققن للققوالي أو العامققل رفققع‬
‫تعرضه الى قاضي المستعجلت بالمحكمة الدارية الذي يكون مطققالب بققالبث فيققه فققي غضققون‬
‫‪ 48‬ساعة مقن تاريقخ التوصقل ’ وفقي هقذا الطقار ل يمكقن لمجلقس الجهقة او العمالقة والقليقم‬
‫التققداول فققي نقققط تعتققبر محققل تعققرض تققم تبليغققه الققى رئيققس المجلققس و إحققالته علققى قاضققي‬
‫المستعجلت بالمحكمة الداري و لم يتم بعد النظر فيه ‪.‬‬

‫‪-‬المساعدة على تنفيذ مقررات المجالس‪ :‬بحكم القوانين التنظيمية لم يعد الولة والعمققال يمتلكققون‬
‫سققلطة تنفيققذ مقققررات المجققالس الجهويققة و القليميققة ‪’1‬بحيققث أن هققذه المهمققة أصققبحت مققن‬
‫‪- 1‬أنظر في هذا الطار القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ‪:‬‬
‫‪-‬قانون رقم ‪ 111-14‬المتعلق بالتنظيم الجهوي‬
‫‪-‬قانون رقم ‪ 112-14‬المتعلق بتنظيم العمالت والقاليم‬
‫‪-‬قانون رقم ‪ 113-14‬المتعلق بتنظيم الجماعات‬

‫‪59‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫إختصاص رؤساء المجالس ’ال أن تنفيقذ هققذه المقققررات ل يمكقن أن تكقون قابلققة لققذلك إل بعققد‬
‫حصولها على تأشيرة الوالي أو العامل ’داخل أجل ‪ 20‬يوما من تاريخ التوصققل بهققا مققن رئيققس‬
‫المجلس ’ ويمكن حصر هذه المقررات في ‪:‬‬

‫‪-‬المقررات المتعلقة ببرامج التنمية أو العمال‬

‫‪-‬المقرر المتعلق بالميزانية‬

‫‪-‬المقرر المتعلق بتنظيم الدارة‬

‫‪-‬المقررات ذات الوقع المالي )نفقات مداخيل إقتراضات ضمانات رسققوم وأتققاوى تفققويت أملك‬
‫العمالة‬

‫‪-‬مقررات التعاون اللمركزي )اتفاقيات التعاون والتوأمة (‬

‫يمكن أن نشير هنا الى كون المقررات المتعلقة بمالية الجهات ل تكققون قابلققة للتنفيققذ إل مققن بعققد‬
‫المصادقة عليها من قبل وزير الداخلية الذي يقوم بعرض ميزانيات الجهات على تأشيرة السققلطة‬
‫الحكومية المكلفة بالمالية وفق أجال حدده المشرع من خلل القوانين التنظيمية في تاريخ أقصققاه‬
‫‪ 10‬أيام من تاريخ التوصل ‪.‬نفس الشيء بالنسبة لمقررات المجلس الجهوي فهققي ل تكققون قابلققة‬
‫للتنفيذ المن بعد حصولها على تاشيرة السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية داخل أجققال ‪ 20‬يومققا‬
‫من تاريخ التوصل بها من رئيس المجلس و هذه المقررات تتعلق ب‪:‬‬

‫‪-‬المقرر المتعلق ببرنامج التنمية الجهوية‬

‫‪-‬مقرر التصميم الجهوي لعداد التراب‬

‫‪-‬المقررات المتعلقة بإحداث شركات التنمية الجهوية‬

‫‪-‬المقرر الخاص بتنظيم إدارة الجهة و تحديد إختصاصاتها‬

‫‪-‬مقررات التدبير المفوض للمرافق و المنشآت العمومية الجهوية‬

‫‪60‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬المقررات ذات الوقع المالي )نفقات مداخيل رسوم أتاوات تفويت أملك الجهة‬

‫‪-‬مقررات التعاون اللمركزي ‪.‬‬

‫من طبيعة الحال ل يمارس العامل مجموع هذه الختصاصققات بمفققرده كمققا اسققلفنا القققول ’ بققل‬
‫يساعده في ذلك على مستوى العمالة أو القليم كل من ‪:‬‬

‫‪-‬اللجنة الثقنيقة للعمالقة او القليقم ‪:‬مهمتهقا مسقاعدة العامقل علقى اخقذ الققرار ’وهقي مؤلفقة مقن‬
‫‪:‬الكاتب العام للعمالة او القليم ’رؤساء الدوائر ’رؤساء المصالح الخارجيققة ’مققدراء المؤسسققات‬
‫العمومية التي تتواجد بالدائرة الترابية للعمالة او القليم ‪.‬‬

‫‪-‬الكاتب العام للعمالة او القليم ‪ :‬يعد بمثابة العلبة السوداء للعمالققة او القليققم نظققرا للمققامه بكققل‬
‫شيء ’من مهامه الشراف على تنسيق أعمال مصالح العمالققة حسققب منشققور وزيققر الداخليققة ل‬
‫‪5‬مارس ‪ 1978‬و هقو مقن خلل وضققعه علققى الجهققاز الداري للعمالقة يعققد المسققاعد الرئيسققي‬
‫للعامل كما ينوب عنه أثناء غيابه ‪.‬‬

‫‪-‬ديوان العامل ‪:‬يضطلع ديوان العامل بمهمققة سياسققية و إداريققة ’فهققو مققن ناحيققة يبلققغ العامققل و‬
‫يخبره بكل المستجدات على مستوى العمالة ’ و من جهة أخرى يسهر على تنظيققم أجنققدة العامققل‬
‫بكل ما يتعلق بالمراسلت و الستقبالت و الجولت وكذا الزيارات التي يقوم بها العامققل داخققل‬
‫القليم او العمالة ‪.‬‬

‫‪-‬قسم الستعلمات العامة ‪:‬مهمتققه جمققع المعلومققات السققتخبارية بخصققوص كققل مققا يققدور مققن‬
‫تحركات على مستوى العمالة او القليم ‪.‬‬

‫‪-‬قسم القوات المساعدة ‪:‬و هي قوة وقائية مهمتهققا تققأمين المنشققآت العامققة للعمالققة او القليققم مققن‬
‫مقاطعات’جماعات ’مؤسسات ’مصالح خارجية ’أسواق ‪...‬‬

‫‪-‬قسم التصالت السلكية واللسلكية ‪ :‬هو قسم ل يمكن الستغناء عنققه لكققونه يققؤمن التصققال و‬
‫التواصل ما بين المركز واللمركز ضمانا لضبط المجال الترابي للعمالة او القليم ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫أخيرا ’ يمكن ملحظة كون العامل كرجل سلطة يتوفر على مجموعة من المهام المسندة اليه ’ و‬
‫هو بذلك يمكن القول عنه ’ أنه بنية إدارية أخطبوطية من حيث تدخله في العديد من مناحي عمل‬
‫المجققالس المنتخبققة ’فهققو يمتلققك سققلطة التأشقير و سقلطة المراقبقة و سقلطة المتابعقة و الموافققة‬
‫والمبادرة و التعرض و الخبار و التنفيذ و العداد ’إذن العامل هققو محققدد لبرامققج التنميققة علققى‬
‫مستوى العمالت و القاليم ’ وبذلك فهو يعد ركيزة أساسية فققي التنظيققم الداري المغربققي علققى‬
‫المستوى اللمركزي‪.‬بحيث يمكن القول أن العامل كسلطة يتقاطع فيها المركزي بالمحلي ‪.‬‬

‫إذن كيف يمكننا تصور الدارة الترابية ؟‬

‫الفصل الثاني ‪:‬مبدأ اللمركزية الدارية وتنظيم الجماعات الترابية ‪:‬‬

‫يعتبر نظام الدارة المحلية أسلوبا من أساليب تنظيم الجهققاز الداري للدولققة ويتمثققل فققي إعطققاء‬
‫بعض اختصاصات السلطة المركزية لوحدات إدارية محلية مستقلة تمارسها بواسققطة منتخبيهققا‪.‬‬
‫ضمن نطاق دائرتها المحلية‪ ،‬وهي بذلك تتميز بطبيعة خاصققة ومقومققات معينققة نظققرا لهميتهققا‬
‫النابعة من كونها تفسح المجال للمواطنين لدارة شؤونهم تطبيقا لمبادئ الديمقراطيققة الداريققة و‬
‫من هنا تنبع أهمية دراسة الصورة الثانية من صور التنظيم الداري وهي اللمركزية الدارية‪.‬‬

‫إذن ماذا تعني مفهوم اللمركزية الدارية ؟ أشكالها ومقوماتها؟ وما هي الجهزة الداريققة الققتي‬
‫تضطلع بإدارة الشأن العام المحلي ؟‬

‫المبحث الول ‪ :‬اللمركزية الدارية ‪:‬‬

‫يقصد باللمركزية الدارية توزيع الوظائف الدارية بين الحكومة المركزية في العاصققمة وبيققن‬
‫هيئققات الجماعققات المحليققة ‪ ،‬وتخضققع هققذه الهيئققات فققي ممارسققة وظيفتهققا للشققراف ورقابققة‬
‫الحكومة المركزية‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫المطلب الول ‪ :‬أشأكال وعناصر اللمركزية الدارية‪:‬‬

‫تتخذ اللمركزية الدارية صورتين أساسيتين وهما ‪:‬‬

‫‪ -‬اللمركزية المحلية أو القليمية‪.‬‬

‫‪ -‬اللمركزية المصلحية أو التقنية أو المرفقية‪.‬‬

‫‪ – 1‬اللمركزية القإليمية أو المحلية ‪:‬‬

‫وتتحقق بمنح إقليم من أقاليم الدولة الشخصية المعنوية ‪ ،‬يعني منحه السققتقلل الداري والمققالي‬
‫في مباشققرة الختصاصققات الموكولققة إليققه بهققدف السققهر علققى تحقيققق المصققالح المحليققة تحققت‬
‫إشراف السلطة المركزية ورقابتها‪.‬‬

‫ويتضح من هذا التعريف وجود هيئات محلية أو مصلحية تتمتع بالشخصية المعنوية ‪ ،‬وقد تكون‬
‫هذه الهيئات المحلية غالبا منتخبة من طرف السققكان ‪ ،‬ويقترتب عققن الشخصقية المعنويققة وجققود‬
‫أموال وممتلكات خاصة حتى تتمكن من تصريف أعمالهقا بواسقطة مقوظفين وميزانيقة ‪ ،‬وبقذلك‬
‫تكون الجماعة المحلية صاحبة حقوق وواجبات كما بوسققعها التقاضققي أمققام المحققاكم‪ .‬وهققذا هققو‬
‫المعنى من التمتع بالشخصية المعنوية‪).‬كما تناولناه في الفصل التمهيدي من هذه المحاضرات(‪.‬‬

‫فوجود مصققالح محليققة مختلفققة عققن المصققالح الوطنيققة يتققم بموجبهققا العققتراف لهققذه الوحققدات‬
‫الترابية بتصريف الشأن المحلي بواسطة مرافق محلية متميزة عن المرافق العموميققة الوطنيققة ‪،‬‬
‫واللمركزية بهذا المعنى هي نوع من التسقيير القذاتي وليقس السقتقلل التقام ‪ ،‬فهقي رغقم ذلقك‬
‫تكون خاضعة في ممارسة مهامها إلى نوع من الرقابة التي يطلق عليها الوصاية الدارية‪.‬‬

‫‪ – 2‬اللمركزية المصلحية أو المرفقية ‪:‬‬

‫وتتحقق بمنح مرفق عام سواء أكان وطنيا أو محليا الشخصققية المعنويققة يعنققي منحققه السققتقلل‬
‫المالي والداري في تسيير شؤونه إل أن هذا الستقلل مرتبققط بشققرط الرقابققة أو الوصققاية مققن‬

‫‪63‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫طرف السققلطات المختصققة ‪ ،‬وينطبققق هققذا بصققفة خاصققة علققى المؤسسققات العموميققة بمختلققف‬
‫أنواعها‪ ،‬كالوكالت المستقلة لتوزيع الماء والكهرباء أو النقل الحضري‪.‬‬

‫نستنتج من هذا أن هناك فرقا جوهريا بين اللمركزية القليمية واللمركزيققة المرفقيققة ‪ ...‬يمكققن‬
‫إجمالها في النقط التالية ‪:‬‬

‫‪ – 1‬ينشأ الشخص الداري المحلققي لرعايققة مصققالح سققكان إقليقم مقن أقققاليم الدولققة‪ .‬بينمققا ينشقأ‬
‫الشخص العام المرفقي لتحقيق غرض محدد ويكون اختصاصه محدودا في الغرض الذي أنشققئ‬
‫من أجله‪.‬‬

‫‪ – 2‬يكون للشخص الداري المحلي وجود من الناحية المادية يسقبق وجقوده الققانوني‪ .‬ذلقك لن‬
‫سكان العمالة أو القليم هم لهم وجود حقيقي قبل العتراف للعمالة أو القليم بالشخصية المعنوية‬
‫وتحويلها بذلك إلى شخص معنوي محلي أمقا الشقخص العقام المرفققي فل يكقون لقه وجقود قبقل‬
‫إنشاء المرفق ومنه الشخصية المعنوية‪.‬‬

‫‪ – 3‬تنشأ الشخاص الدارية المحلية بتأثير عوامل سياسية أهمها مبادئ الحريققة السياسققية الققتي‬
‫تسهر على تحقيق منح الجماعات حكم نفسها بنفسها‪.‬‬

‫أما الشخاص العامة المرفقية فتنشأ لسباب وعوامل فنيققة أو تقنيققة ‪ ،‬تسققعى إلققى تحقيققق أفضققل‬
‫النتائج وبأقل تكلفة ممكنة ‪ .‬فأعضاء المجالس المحلية‪ 1‬يتم اختيارهم عن طريق النتخاب ‪ ،‬بينما‬
‫يتم ذلك بالنسبة لعضاء المرافق العامة المحلية عن طريققق التعييققن بواسققطة السققلطة الققتي تمل‬
‫سلطة الوصاية على هذه الشخاص المرفقية ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تمييز اللمركزية الدارية عن غيرها من المفاهيم‪.‬‬

‫‪1‬‬

‫‪64‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫إن نظام الدارة المحلية ينصب أساسا على وظيفة الدولقة الداريقة ول يتعقداها إلقى غيرهقا‪ ،1‬إذ‬
‫تتمتع الهيئات المحلية من خللقه بسقلطات أصقيلة تخولهقا القيقام ببعقض العمقال الداريقة ذات‬
‫الصبغة المحلية في نطاق دائرتها المحلية‪ ،‬مشاركة بذلك الهيئات المركزية في ممارسة وظيفتها‬
‫الدارية التي تنصب غالبا على العمال ذات الصقبغة القوميقة والقتي تهقم الدولقة ككقل ‪ ،‬بحيقث‬
‫يتعدى أثرها نطاق وحدة إدارية معينة ليشمل إقليم الدولة ككقل ومقن هن ا ل بقد مقن التمييقز بيقن‬
‫اللمركزيققة الداريققة واللمركزيققة السياسققية ومققا بيققن اللمركزيققة الداريققة وعققدم الققتركيز‬
‫الداري ‪ ،‬حتى يتم بشكل أدق التمييز ما بين اللمركزية الدارية وهذه المفاهيم وحصر الغرض‬
‫من كل واحد منها‪.‬‬

‫‪ – 1‬اللمركزية الدارية واللمركزية السياسية‪: 2‬‬

‫تنقسم الدول من حيث تكوينها إلى دول بسيطة ودول مركبة ‪ ،‬ففي الدول البسيطة تكون ممارسة‬
‫السيادة فيها لسلطة واحدة في العاصمة كما تملك سلطة واحدة لكل من التشريع والتنفيذ والقضققاء‬
‫‪ ،‬سواء أكانت هذه القدول تتبقع السقلوب المركققزي أو اللمركقزي فيمقا يتعلقق بكيفيقة ممارسقة‬
‫الوظيفة الدارية‪ ،‬كما أن أخذ هذه الدول بأسلوب الدارة المركزية ل يؤثر في تكوينها السياسي‪.‬‬
‫أما في الققدول المركبققة وهققي تلققك الققدول الققتي تتكققون مققن عققدة دويلت ك ‪ :‬الوليققات المتحققدة‬
‫المريكيققة ‪ ،‬والتحققاد السققوفياتي )سققابقا( ‪ ،‬فققإن ممارسققة السققيادة ل تققتركز فققي يققد الحكومققة‬
‫المركزية وحدها‪ .‬وإنما تتوزع هققذه السققيادة بيققن الحكومققة التحاديققة المركزيققة وبيققن الوليققات‬
‫المكونة للدولة التحادية فنجد في الحكومة التحادية‪ .‬السلطة التشققريعية والتنفيذيققة والقضققائية ‪،‬‬
‫تمارس اختصاصها على صعيد كافة أرجاء إقليققم الدولققة التحاديققة ‪ ،‬إلققى جققانب تلققك السققلطات‬
‫التشريعية نجد سلطات أخرى ‪ .‬تشريعية وتنفيذية وقضائية في الوليات وهذه الظققاهرة الخيققرة‬
‫يطلق عليها تسمية اللمركزية السياسية ‪ ،‬المققر الققذي يققدل علققى أن الفققرق بيققن النظققاميين هققو‬

‫‪- 1‬لقد أصبح دور الدولة يخرج عن سياقاته العامة والساسية من دفاع و عدل و قضاء بل أصبح دور الدولة ينخرط في توجهات‬
‫أخرى خاصة على المستوى القتصادي ’بحيث أن الدولة تحولت من دولة ممارسة للسياسة الى دولة مطلوبة أكثر لولوج المجال‬
‫القتصادي ‪.‬‬
‫‪- 2‬في هذا الطار يمكن ذكر التجربة اللمانية التي سعت الدولة من ورئها الى تبني نظام » ‪ « landers‬الذي يستمد سندها القانوني‬
‫من القانون الساسي للجمهورية الفدرالية اللمانية لعام ‪’ 1949‬فاللقاليم تمارس سلطات واسعة و تتوفر على سيادة أصلية ‪.‬‬
‫فاللندرز تعتبر كدولة ذات سيادة تتمتع بصلحيات تشريعية و قضائية و إدارية واسعة ’بحيث ل يستثنى منها إل ما له إرتباط بالسيادة‬
‫الخارجية للتحاد الفيدرالي اللماني ’كاالشؤون الخارجية و الدفاع و السياسة العسكرية و إصدار العملة و السكك الحديدية و‬
‫المواصلت و بعض أنواع الضرائب ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫فققارق فققي الطبيعققة والجققوهر رغققم مققا يوجققد بينهمققا مققن تشققابه ‪ ،‬يقققف عنققد فكققرة توزيققع‬
‫الختصاصات بناءا على الحجج التية ‪:‬‬

‫أ – اللمركزيققة هققي مجققرد أسققلوب إداري يقتصققر توزيققع الختصاصققات فيققه علققى الوظيفققة‬
‫الدارية للدولة‪ .‬فهي تتعلق بمشكل التنظيم الداري ول مساس فيه بوحققدة الدولققة السياسققية‪ ،‬فققي‬
‫حين تتعلق اللمركزية السياسية بأسلوب التنظيم الدسققتوري للدولققة علققى أسققاس منققح الوحققدات‬
‫الترابية إستقلل تشريعي ‪ ،‬تنفيذي وقضائي بناءا على خصوصيات هذه الوحدة الترابية أو تلك‪.‬‬

‫ب – تخضع الوحدات الدارية اللمركزية في ممارسققتها لختصاصققاتها الققتي يحققددها القققانون‬


‫لرقابة أو وصاية إدارية من قبل الحكومة المركزية وممثليها في القققاليم وذلققك لضققمان إنسققجام‬
‫أعمال هذه الوحدات وعدم تعارضها مع المصلحة العامققة مققن جهققة ولضققمان مراعاتهققا لقققانون‬
‫اختصاصها من جهة ثانية‪.‬‬

‫في حين أن نظام اللمركزية السياسية يخلو مققن مثققل هققذه الرقابققة وتباشققر الققدويلت التحاديققة‬
‫سلطتها على وجققه السققتقلل دون أيققة وصققاية مققن الحكومققة التحاديققة الققتي تختققص بالسياسققة‬
‫الخارجية والدفاع عن الوليات المنضوية في التحاد‪.‬‬

‫‪ –2‬اللمركزية الدارية وعدم التركيز الداري ‪:‬‬

‫إذا أخذنا بالمعنى العلمي للدارة المحلية ‪ ،‬فققإنه يمكققن القققول بققأن مققا بيققن اللمركزيققة الداريققة‬
‫وعدم التركيز الداري يوجد فيه نوع من الختلف ‪ .‬إذا ما تم الخذ بفكرة الديمقراطية الداريققة‬
‫بمعنى ‪ ،‬أن الوحدات الدارية تتمتع بنوع من الشخصية المعنوية رجوعا إلقى أسقلوب النتخ اب‬
‫الذي يفرز مجالس محليققة منتخبققة قققادرة علققى تسققيير شققؤونها بنفسققها‪ .‬إل أن تققداخل المركققزي‬
‫بققاللمركزي علققى المسققتوى المحلققي مققن حيققث تواجققد مققوظفي المركققز المعينيققن فققي فققروع‬
‫الققوزارات المختلفققة الموزعققة فققي أقققاليم الدولققة ‪ ،‬ل يعنققي تخلققي الدولققة وبشققكل نهققائي عققن‬
‫اختصاصاتها العامة‪ .‬بل هي تملك حق ممارسة تلك الختصاصات من جانبها وحدها ‪ ،‬كما أنهققا‬
‫تبقى صاحبة الرأي النهائي في الموضوع إذ تخضع القققرارات المتخققذة مققن قبققل الفققروع لدارة‬
‫الشأن العام المحلي لموافقتها أو تصديقها ‪ ،‬كما أنها تملك حق التعديل لهذه القرارات بما لهققا مققن‬

‫‪66‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫سلطة رئاسية على هؤلء الموظفين المعينين من قبلها‪ .‬والذين يرتبطون بالمركز برابطة التبعيققة‬
‫والخضوع ‪ ،‬وعلوة على ذلك فإن هذه الفروع المحلية ل تتمتع من حيث الممارسققة بالشخصققية‬
‫المعنوية التي تعتبر ضرورة لكل نظام إدارة محلية‪.‬‬

‫المبحث الثاني ‪ :‬الدارة المحلية )الجماعات الترابية(‪:‬‬

‫يطلق هذا اللفظ على الجهات و الهيئات الترابية الخرى التي تقدم خدمات معينة في مكان معين‬
‫مققن إقليققم الدولققة بغققض النظققر علققى الطبيعققة القانونيققة لتلققك الجهققات ومققدى علقتهققا بالسققلطة‬
‫المركزية أي أن التمييز يقوم هنا على أساس مكاني بحث بغض النظر عن العتبارات الخققرى‬
‫ما دام أن الخدمات المقدمة تنحصر في نطاق مكققاني معيققن وينطبققق هققذا المققر علققى الوحققدات‬
‫اللمركزية القليميققة )جهققات ‪ ،‬عمققالت ‪ ،‬أقققاليم ‪ ،‬جماعققات(‪ .‬ومققن هققذا المنطلققق فالجماعققات‬
‫الترابية حسب النص الدستوري وفق ما تم تشريعه فققي البققاب التاسققع الفصققل ‪ 135‬مققن دسققتور‬
‫المملكققة ‪" :‬الجماعققات الترابيققة للمملكققة هققي الجهققات و العمققالت والقققاليم و الجماعققات )اي‬
‫الجماعات الحضرية والقروية ("على هذا الساس سوف نخصص هذا المبحث لدراسة مجالس‬
‫العمالت والقاليم )في مطلب أول( مجالس الجماعات القروية و الحضرية في )مطلب ثاني(‪.‬ثم‬
‫نخصص المطلب الثالث للوقوف عند التنظيم الجهوي للمملكققة والمسققتجدات المتعلقققة بققذلك مققن‬
‫خلل مقا خقص بققه الققانون التنظيمققي للجهققات مقن اختصاصقات علقى أن نختقم هقذه الدراسققة‬
‫بالحديث عن الرقابة الدارية و ما يمكن ان تثيره هذه الرقابة من تساؤلت‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫العمقالت‬ ‫المطلييب الول ‪ :‬تنظيييم العمييالت والقإياليم ميين خألل القييانون رقإييم ‪: 112-14‬‬
‫والقاليم ’ جماعات ترابية ذات شخصية اعتبارية لها استقللها المالي والداري معترف لهققا بققه‬
‫من الدولة في إطار تكامل الدوار التنظيمية والتدبيريققة للهيكققل المؤسسققاتي العققام ‪ .‬وقققد عققرف‬
‫تنظيم العمالت والقاليم تطققورا متسققارعا منققذ ظهيققر ‪ 1963‬ثققم القققانون رقققم ‪ 79.00‬و أخيققرا‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪ 112-14‬لسنة ‪. 2015‬و هققو القققانون الققذي دخققل حيققز التطققبيق فققي ظققل‬
‫دستور ‪.2011‬‬

‫‪-‬تنظيم مجالس العمالت والقإاليم حسب القانون التنظيمي رقإم ‪:112-14‬‬


‫‪ - 1‬قانون رقم ‪ 112-14‬المتعلق بتنظيم العمالت والقاليم‪.‬ل ‪ 23‬يوليوز ‪’ 2015‬الجريدة الرسمية عدد’‪6380‬‬

‫‪67‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫تخضع العمالت والقاليم لتنظيم خاص أتققى بققه المشققرع مققن خلل مققا نققص عليققه فققي القققانون‬
‫التنظيمي المتعلق بهذا الصنف من الجماعققات الترابيققة سققواء علققى مسققتوى التكققوين التسققيير و‬
‫الختصاص‪:‬‬

‫‪-1‬التكوين‪:‬‬

‫العمالت والقاليم جماعات ترابية تتمتع بالشخصية المعنوية والستقلل المالي وهققي تحققدث أو‬
‫تحذف بمرسوم‪ ،‬ويتولى تدبير شؤون العمالة أو القليم أجهزة منتخبة يمكن إجمالهققا فققي مجلققس‬
‫العمالة أو القليم الذي يتشكل من فئتين من العضاء حسب تركيبة المجلس ‪:‬‬

‫‪ -‬أعضاء منتخبون من طرف هيئة ناخبة ‪ ،‬تتكون من أعضاء المجالس الجماعية التابعة للعمالة‬

‫أو القليم حسب الشروط المحددة في القانون المتعلق بمدونة النتخابات ‪ ،‬ثم من أعضاء يمثلون‬
‫الغققرف المهنيققة ينتخبققون مققن بيققن أعضققاء غققرف ‪ :‬الفلحققة‪ ،‬التجققارة‪ ،‬الصققناعة والخققدمات‪،‬‬
‫الصناعة التقليدية‪ ،‬الصيد البحري‪ .‬وفق أحكام القانون التنظيمققي رقققم ‪ 59-11‬المتعلققق بانتخققاب‬
‫أعضاء مجالس الجماعات الترابية‬

‫تدبير العمالة أو القليم يرتكز على مبدأ التدبير الحر الذي يخول بمقتضاه لكققل عمالققة أو إقليققم و‬
‫فققي حققدود اختصاصققاتها سققلطة التققداول و سققلطة تنفيققذ مقرراتهققا ’كمققا أن هققذا المققر يفققرض‬
‫التضامن والتعاون بين العمالت أو القاليم و بينها وبين الجماعات الترابية الخرى‬

‫و بالحالققة علققى مبققدأ التفريققع طبقققا للفصققل ‪ 140‬مققن الدسققتور تمققارس العمالققة أو القليققم‬
‫الختصاصات الذاتية و المشقتركة والمنقولقة اليهقا مقن طقرف الدولقة وفقق أحكقام هقذا الققانون‬
‫)المادة ‪4‬و المادة ‪ 5‬من القانون التنظيمي (‬

‫‪-2‬تسيير مجلس العمالة أو القإليم‪:‬‬

‫ولمجلس العمالة أو القليم مكتب يسقير أعمقاله يتقألف مقن رئيقس المكتققب وعقدة نقواب يؤلفقون‬
‫مكتب المجلس’ ‪ .‬بالضافة إلى أجهزة مساعدة من كاتب للمجلققس ‪ ،‬ولجققان دائمققة خاصققة لجنققة‬
‫الميزانية و الشؤون المالية والبرمجة ’لجنة التنمية القروية و الحضرية وإنعاش السقتثمارارات‬
‫‪68‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫و الماء والبيئة و الطاقة ’لجنة الشؤون الجتماعية والسرة’و يضم المجلس كذلك لجققان مؤقتققة‬
‫تناط بها دراسة مواضيع معينة’ وتنتهي أعمال اللجنة بإيداع تقاريرها لدى رئيس المجلس قصققد‬
‫عرضها علقى المجلققس للتقداول ’بالضقافة القى هقذه اللجقان يحقدث المجلقس هيئقات استشقارية‬
‫بشراكة مع فعاليات المجتمع المدني تطبيقققا لحكققام المققادة ‪ ’ 139‬و المجلققس فققي إطققار تسققيير‬
‫شؤون العمالة أو القليم يعقد ثلث دورات عادية فققي السققنة)ينققاير’يونيو وشققتنبر( وفققق جدولققة‬
‫معينة حسب النقاط التي سوف تتم مناقشتها ضمن كققل جلسققة ‪ .‬كمقا يمكققن للمجلققس التقداول فقي‬
‫قضايا العمالة أو القليم في دورة استثنائية بدعوة من ثلتي أعضاء المجلس او بدعوة مققن عامققل‬
‫العمالة أو القليم‬

‫كما أن التداول يهم فقط النقاط التي تدخل في صلحيات أعضاء المجلس و كل خروج عققن ذلققك‬
‫يكون محط تعرض من العامل معلل بقرار يبلغ الى رئيس المجلس أو تتم إحالققة التعققرض علققى‬
‫القضاء ألستعجالي بالمحكمة الدارية‬

‫جل المقررات تتم بالغلبية المطلقة للصوات المعبر عنها و إذا تعققذر ذلققك يتققم التصققويت فققي‬
‫جلسة ثانية بالغلبية المطلقة و في حالة تعادل الصوات يرجح الجانب الذي يكون فيققه الرئيققس‬
‫)المواد ‪ 33‬إلى ‪ 50‬من نفس القانون التنظيمي(‬

‫‪-3‬اخأتصاصات مجالس العمالت والقإاليم‪:‬‬

‫ويمارس مجلس العمالة أو القليم اختصاصات تهم قضايا العمالة أو القليققم وهققي اختصاصققات‬
‫ذاتيققة واختصاصققات منقولققة‪ 1‬إل أن مقققررات مجلققس العمالققة أو القليققم فهققي خاضققعة لسققلطة‬
‫المراقبة الدارية )المادة ‪ (106‬من القانون المنظم لمجققالس العمققالت والقققاليم رقققم ‪.112-14‬‬
‫كما أن وزير الداخلية هو الجهة المختصة بقبول أو رفض مقررات المجالس المعنية ما عقدا فقي‬
‫الحالة المنصوص فيها على خلف ذلك بنص تشريعي أو تنظيمي‪ .‬ولمجالس العمالت والقققاليم‬
‫اختصاصات ذاتية وأخرى منقولة من الدولة وكذلك اختصاصات مشتركة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬المادة ‪ 79‬من القانون رقم ‪112-14‬المتعلق بتنظيم العمالت والقاليم لسنة ‪2015‬‬

‫‪69‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪ -‬الخأتصاصات الذاتية حسب الفصل ‪ 79‬من القانون المنظققم لختصاصققات مجققالس العمققالت‬
‫والقاليم رقم ‪ 112-14‬تمارس العمالة أو القليم اختصاصققات ذاتيققة داخققل نفوذهققا الققترابي فققي‬
‫المجالت التالية ‪:‬‬

‫‪-‬النقل المدرسي في المجال القروي’‬

‫‪-‬انجاز وصيانة المسالك القروية’‬

‫‪-‬وضع وتنفيذ برامج الحد من الهشاشة والفقر’‬

‫‪-‬تشخيص الحاجيات في مجال الصحة و السكن والتعليم و الثقافة و الرياضة ’‬

‫‪-‬تحديد برنامج تنمية العمالة أو القليم ’‬

‫‪-‬تنفيذ برنامج التنمية الخاص بالعمالة أو القليم ’‬

‫‪-‬إبرام اتفاقيات في مجال التعاون الدولي ’‬

‫‪ -‬الخأتصاصات المنقولة ‪:‬وهي حسب المادة ‪ 89‬من نفس القانون فهي مجال التنمية الجتماعية‬
‫و إحداث و صيانة المنشآت المائية الصغيرة والمتوسطة و هذه الختصاصات يراعى فيهققا مبقدأ‬
‫التدرج كما يمكن تحويل هذه الختصاصات الى اختصاصات ذاتية طبقا لحكام المادة ‪ 146‬مققن‬
‫دستور المملكة )المادة ‪ 90‬من القانون التنظيمي المتعلق بالعمالت و القاليم ( ‪.‬‬

‫‪-‬الخأتصاصات المشتركة‪ :‬يمارس مجلس العمالققة أو القليققم إلققى جققانب الدولققة حسققب منطققوق‬
‫المادة ‪ 86‬من نفس القانون الختصاصات التالية ‪:‬‬

‫‪-‬تأهيل العالم القروي في ميادين الصحة والتكوين و البنيات التحتية و التجهيزات ’‬

‫‪-‬تنمية المناطق الجبلية والواحات’‬

‫‪-‬السهام في تزويد العالم القروي بالماء الصالح للشرب و الكهرباء ’‬

‫‪-‬برامج فك العزلة عن الوسط القروي ’‬

‫‪70‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬المساهمة في انجاز و صيانة الطرق القليمية ’‬

‫‪-‬التأهيل الجتماعي في الميادين التربوية و الصحة و الجتماعية و الرياضية ’‬

‫‪-‬تمول أو تشارك في تمويل انجاز مرفقق أو تجهيققز أو تققديم خدمققة ل تقدخل فققي اختصاصقاتها‬
‫الذاتية )هده المساهمة تتم بناءا على تعاقد ما بين الدولة وهذه المجالس المواد ‪87‬و ‪’ (88‬‬

‫إضافة إلى هذه الختصاصات لمجلس العمالة أو القليم مجموعة مققن الصييلحيات موكوليية إليققه‬
‫في مجال التنمية والمرافق العمومية بحكم القققانون التنظيمققي نجملهققا علققى الشققكل التققي)المققادة‬
‫‪: (92‬‬

‫‪-‬برنامج تنمية العمالة أو القليم ’‬

‫‪-‬تنظيم إدارة العمالة أو القليم و تحديد اختصاصاتها’‬

‫‪-‬إحداث المرافق العمومية التابعة للعمالة أو القليم و طرق تدبيرها ’‬

‫‪-‬إحداث شركات التنمية المشار إليها في المادة ‪ 122‬من نفس القانون )المادة ‪’ (92‬‬

‫في مجال المالية و أملك العمالة أو القليم يتداول المجلس في)المادة ‪:(93‬‬

‫‪-‬الميزانية’‬

‫‪-‬فتح الحسابات الخصوصية و الميزانيات الملحقة’‬

‫‪-‬فتح اعتمادات جديدة و الرفع من العتمادات و تحويل العتمادات داخل نفس الفصل’‬

‫‪-‬تحديد سعر الرسوم والتاوى التي تقبض لفائدة العمالة أو القليم ’‬

‫‪-‬القتراضات ’‬

‫‪-‬تدبير أملك العمالة أو القليم‬

‫‪-‬اقتناء العقارات اللزمة‬

‫‪71‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬الهبات والوصايا )المادة ‪(93‬‬

‫أما على مستوى التعاون والشراكة فالمجلس يتداول في القضايا التالية و فق المادة ‪(94‬‬

‫‪-‬المسققاهمة فققي إحققداث مجموعققات العمققالت أو القققاليم و مجموعققات الجماعققات الترابيققة أو‬
‫النضمام إليها أو النسحاب منها‬

‫‪-‬التداول في اتفاقيات الشراكة مع القطاع العام و الخاص‬

‫‪-‬مشاريع اتفاقيات التوأمة و التعاون اللمركزي مع جماعات ترابية و طنية أو أجنبية‬

‫‪-‬النخراط أو المشاركة في أنشطة المنظمات المهتمة بالشؤون المحلية )المادة ‪(94‬‬

‫‪ -‬صلحيات رئيس مجلس العمالة أو القإليم‪:‬‬

‫‪-‬يتولى رئيس مجلس العمالة أو القليم الصلحيات التاليققة ) و فققق مققا هققو منصققوص عليققه فققي‬
‫المواد من ‪ 95‬إلى ‪ 105‬من القانون التنظيمي المتعلق بالعمالت و القاليم ( فهو ‪:‬‬

‫‪-‬يرأس مجلس العمالة أو القليم‬

‫‪ -‬يعد وينفذ برنامج تنمية العمالة أو القليم‬

‫‪ -‬يعد وينفذ الميزانية‬

‫‪-‬يتخذ القرارات المتعلقة بتنظيم إدارة العمالة أو القليم‬

‫‪-‬قرارات تحديد سعر الرسوم والتاوى‬

‫‪-‬إبرام و تنفيذ العقود المتعلقة بالقروض‬

‫‪-‬إبرام و مراجعة الكرية و عقود إيجار الشياء‬

‫‪-‬يدبر أملك العمالة أو القليم‬

‫‪-‬يباشر أعمال الكراء والبيع و القتناء و المبادلة‬

‫‪72‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬تدبير الملك العمومي للعمالة أو القليم‬

‫‪-‬يتخذ إجراءات تدبير المرافق العمومية التابعة للعمالة أو القليم‬

‫‪-‬إبرام اتفاقيات التعاون والشراكة و التوأمة‬

‫‪-‬حيازة الهبات والوصايا‬

‫‪-‬هو المر بقبض مقداخيل العمالقة أو القليقم و صقرف نفقاتهقا و يمكنقه تفقويض أمقر ذلقك إلقى‬
‫المدير العام للمصالح‬

‫‪-‬يمثل العمالة أو القليم في جميع أعمال الحياة المدنية الدارية والقضائية‬

‫‪-‬إعداد جدول أعمال المجلس بتعاون مع المكتب‬

‫‪-‬يمارس السلطة التنظيمية حسب ف ‪ 140‬من الدستور بموجب قرارات‬

‫‪-‬يعتبر الرئيس التسلسلي للعاملين بالمصالح الدارية للعمالة أو القليققم و يمكنققه أن يفققوض أمققر‬
‫ذلك إلى المدير العام للمصالح‬

‫‪-‬يحفظ جميع الوثائق التي تتعلق بأعمال المجلس و وثائق التبليغ و النشر‬

‫‪-‬إبرام صفقات التوريدات الشغال و الخدمات‬

‫‪-‬كما أن الرئيس يعمل على تنفيذ مقررات المجلس وهو يخضع في ذلققك إلققى المراقبققة الداريققة‬
‫التي يمارسها عليه الوالي أو العامل بعد رفع تقرير في ذلك إلى وزيققر الداخليققة بصققفته السققلطة‬
‫الرئاسية وذلك بشان تنفيذ المقررات الصادرة عن مجالس العمالت أو القاليم المذكورة أعله‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬تنظيم الجماعات )الحضرية والقروية قإراءة في القييانون التنظيمييي رقإييم ‪-14‬‬
‫‪:(113‬‬

‫أما تنظيم الجماعات القروية والحضرية فهي ألخرى عرفت تطورا علققى مسققتوى المققادة‬ ‫‪-‬‬
‫القانونية المؤطرة لهذا الصنف من الجماعات الترابية بالمغرب ’حيث صدرت عدة نصوص‬

‫‪73‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫قانونية نظمت سير الجماعات المحلية ابتداء من سنة ‪ 1960‬من خلل الظهير الشققريف رقققم‬
‫‪ 1.59.315‬بتاريخ ‪ 23‬يونيو ‪ 1960‬المتعلق بتنظيم المجالس الجماعية ’ثققم صققدر مققن بعققده‬
‫ظهير ‪ 1976‬رقم ‪ 1.76.583‬بمثلبة قانون يتعلققق بققالتنظيم الجمققاعي ’ثققم الميثققاق الجمققاعي‬
‫لسنة ‪’ 2002‬ظهير رقم ‪ 1.02.297‬بتاريخ ‪ 3‬أكتوبر ‪’ 2002‬الصققادر بتنفيققذ القققانون رقققم‬
‫‪ 78.00‬المتعلق بالتمظيم الجماعي ’ ثم التعديلت الواردة به سنة ‪ 2009‬بظهير شريف رقققم‬
‫‪’ 1.08.153‬بتاريققخ ‪ 18‬فققبراير الصققادر بتنفيققذ القققانون رقققم ‪’ 17.08‬و أخيققرا مقتضققيات‬
‫القانون التنظيمي رقم ‪113-14‬المتعلق بالجماعات الققذي نتنققاول بعضققا منهققا علققى الشققكل‬
‫التالي ‪:‬‬

‫‪ -1‬تسيير مجلس الجماعة ‪:‬‬

‫الجماعات هي وحدات ترابية داخلة في حكم القانون العام تتمتع بالشخصية المعنوية والسققتقلل‬
‫المالي‪ .‬وتنقسم إلى جماعات حضرية وأخرى قروية‪.‬‬

‫وللجماعة القروية أو الحضرية مجلس للجماعة منتخب يسهر علققى تسققيير شققؤونها ‪ ،‬ولتسققهيل‬
‫أداء مهامه ينتخب المجلس الجماعي من بين أعضائه رئيسا وعدة نواب يؤلفون مكتب المجلققس‪.‬‬
‫)المادة ‪ 7‬من القانون أعله(‪.‬و يجري إنتخاب رئيس المجلس و نوابه في جلسة واحدة تنعقد لهققذا‬
‫الغرض خلل الخمسة عشرة يوما الموالية لنتخاب أعضاء المجلس ’بحيث و تطبيقا لمقتضيات‬
‫القانون التنظيمي للجماعات ’ل يجوز أن ينتخب رئيسققا للمجلققس الجمققاعي أو نوابققاللرئيس و ل‬
‫أن يزاولوا مهامهم بصفة مؤقتة ‪:‬المحاسبون العموميون ’الققذين يرتبققط عملهققم بالجماعققة ‪ .‬يمنققع‬
‫كذلك من هذا المنصب رؤساء المقاطعات و العضاء الماجورين لققدى الرئيققس ’أيضققا ل يمكققن‬
‫أن يكون التقدم لشغل منصب رئيس جماعة الموجودون فققي حالققة تنققافي ’ وبهققذا تتنققافي رئاسققة‬
‫جماعة أو نائب رئيس جماعة مع مهققام رئيققس أو نققائب رئيققس جماعققة ترابيققة أخققرى أو نققائب‬
‫رئيس غرفة مهنية ’ وفي حالة الجمع بين المهمتين يعتبر المعني بالمر مقال بحكم القانون ’كمقا‬
‫أنه ل يمكن الجمع بين رئاسة مجلس جماعة و صفة عضو فققي الهيئققة العليققا للتصققال السققمعي‬
‫البصري أو مجلس المنافسة أو الهيئة العليا للنزاهة و الوقاية من الرشوة ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫هكذا ’يرشح لرئيس مجلس جماعة التي تأخذ بنمققط القققتراع الحققادي السققمي ’كققل العضققاء‬
‫المنتخبين’اما بالنسبة للجماعات التي تعتمد طريقققة القققتراع باللئحققة ’يترشققح لمنصققب رئيققس‬
‫الجماعة العضاء المرتبون على رأس لوائح الترشيح التي فازت بمقاعققد داخققل المجلققس ‪ .‬و فققي‬
‫حالة الترشيح على المرشحين لشغل منصب رئيس جماعة أن يكون من بين الحققزاب الحاصققلة‬
‫على الرتب الخمس الولى بناءا على مجموع المقاعد المحصل عليها ’بالنسبة للمستقلين يمكنهققم‬
‫الترشح في حالة ما إذا فاق عدد المقاعد الققتي تحصققاوا عليهققا عققدد مقاعققد الحققزب المرتققب فققي‬
‫الرتبة الخامسة ’أما الشرط الثاني فهو يهم المنتمين لحققزاب سياسققية ’فققي هققذه الحالققة لبققد مققن‬
‫إرفاق طلب الترشيح بتزكية الحزب الذي ينتمي إليه ’فقي حالققة الوفقاة أو حالققة عقائق مقا أو فققي‬
‫حالة إستقالة ’يؤهل للترشح المترشققح الققذي يليققه علققى مسققتوى الققترتيب فققي اللئحققة نفسققها ’او‬
‫المترشح الموالي‪.‬‬

‫إضافة إلى أجهزة مساعدة للمجلس من كاتب للمجلس’ الققذي ينتخققب مققن بيققن أعضققاء المجلققس‬
‫الخارجين عن أعضاء المكتققب ’كمققا ينتخققب أيضققا نققائب للكققاتب وفققق نفققس الشققروط تنحصققر‬
‫مهامهم في تحرير محاضر الجلسات و حفظها كما يقوم الكاتب العام للمجلس بتوقيققع المقققررات‬
‫الى جانب الرئيس و يضمنها في سجل حسب القترتيب و حسقب التاريقخ ’كمقا ينتخقب المجلقس‬
‫لجققان دائمققة و كققذا فققرق بالنسققبة للمجققالس ذات نظققام المقاطعققات لدراسققة القضققايا الماليققة‪.‬‬
‫والقتصققادية والجتماعيققة‪ ،‬والتعميققر وإعققداد الققتراب‪).‬المققواد ‪83‬الققى ‪ 93‬مققن نفققس القققانون(‪.‬‬
‫إنتخاب اللجان يتم من بين أعضاء المجلس و لكن خارج أعضققاء المكتققب كمققا ينتخققب المجلققس‬
‫رئيس للجنة و نائب للرئيس و في حالة عدم و جود مترشح يترشح أعضاء المكتب دون ارئيققس‬
‫لشغل هذه المهام ‪.‬كما تحدث من طرف المجلس لجان موضققوعاتية بشققكل مققؤقت لنجققاز مهققام‬
‫محددة ’بالضافة الى هيئات إستشارية )هيئة المساواة وتكافؤ الفرص و مقاربة النوع ’لجنة ندوة‬
‫الرؤساء التي تناط بها الشغال المتعلقة ببرامج التجهيز والتنشيط المحلي الخاصة بالمقاطعققات ’‬
‫وكذا مشاريع تفويض التدبير المفوض ’بالضافة الققى كققل إقققتراح يهققدف إلققى تحسققين المرافققق‬
‫العمومية المحلية ‪.‬‬

‫‪75‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫يجتمع المجلس وجوبا ثلث مرات في السنة )فبراير’ماي’ واكتوبر( وتعقد هققذه الجلسققات وفققق‬
‫جدول للعمال يعده الرئيس بمساعدة أعضاء المكتب‬

‫وبما أن رئيس المجلس الجماعي يتمتع بمجموعة من الختصاصات فتنفيققذها ل يتققم إل بعققد أن‬
‫تحمل تأشيرة وزير الداخلية أو من يفوض له ذلك الوالي أو العامل أي السلطة الحكومية المكلفققة‬
‫بالداخلية ‪.‬‬

‫حتى يمارس المنتخب الجماعي مهامه خصص القانون التنظيمي لهذه العمليققة الفصققول مققن ‪51‬‬
‫إلى ‪ 76‬التي نظمت بالخصوص ‪:‬‬

‫‪-‬حقوق المنتخب الجماعي و إلتزاماته’‬

‫‪-‬الجزاءات التأديبية الناتجة عن المخالفات التي يرتكبها المنتخب الجماعي ’‬

‫بالضافة الى الوضعيات المطبقة على رئيس المجلس و نوابه وهي ‪:‬‬

‫‪-1‬الستقالة ‪:‬‬

‫يمكن أن نميز في هذا المر بيققن مقتضققيات إسقتقالة الرئيققس و إ سققتقالة نقائب الرئيققس ’فحسقب‬
‫المادة ‪ 59‬من القانون التنظيمي للجماعات تنص على أنه إذا رغب رئيققس مجلققس الجماعققة فققي‬
‫التخلي عن مهامه و جب عليه تقديم طلب إستقالته غلى عامل الجماعة أو القليم او ينوب عنه ‪.‬‬

‫أما إستقالة نائب الرئيققس فققد نصققت المقادة ‪ 60‬علققى أن النقائب القذي يريققد السققتقالة أن يققوجه‬
‫استقالته مباشرة الى رئيس المجلس الجماعي الذي يخبر عامققل العمالققة أو القليققم او مققن ينققوب‬
‫عنه كتابة ‪.‬‬

‫إن اجل الستقالة أصبح محددا بحيث يسري فقي أجقل ‪ 15‬يومقا مقن تاريقخ التوصقل سقواء مقن‬
‫طرف العامل بالنسبة لرئيس المجلس ’و رئيس المجلس بالنسبة لنائب الرئيس ‪.‬‬

‫‪-2‬القإالة ‪ :‬القالة تتحقق في الحالت الثلث التية ‪:‬‬

‫‪76‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬القإالة لمنتخب مقيم بالخارج ‪ :‬كان رئيسا او نائبا للرئيس ’يتم إخطاره بقرار للسلطة الحكومية‬
‫المكلفة بالداخلية ’بعد رفع المر اليها من قبل عامل العمالة او القليم عققن إقالققة رئيققس المجلققس‬
‫الذي تبث بعد إنتخابه أنه مقيم بالخارج ‪.‬‬

‫‪-‬القإالة بناءا على طلب ‪:‬تنص المادة ‪ 68‬بأنه يجوز طلب إستقالة رئيس المجلققس مققن قبققل ثلققث‬
‫أعضققاء المجلققس المزاوليققن مهققامهم ‪ .‬و يتققم قبققول القالققة بتصققويت ثلققثي أعضققاء المجلققس‬
‫المزاولين مهامهم‪.‬‬

‫‪-‬القإالة بحكم القانون ‪ :‬يقال بحكم القانون كل عضو لم يلققبي حضققور ثلت دورات متتاليققة ’أو‬
‫خمققس دورات بصققفة متقطعققة دون مققبرر وفققق المققادة ‪ ’ 65‬إن تفعيققل القالققة منحهققا القققانون‬
‫التنظيمققي لرئيققس المجلققس و ذلققك مققن خلل مسققك سققجل الحضققور والعلن عققن أسققماء‬
‫المتغيبين ‪.‬و يوجه ارئيس في هذا المر نسخة من سجل الحضور الى عامل العمالة او القليم او‬
‫لمن يمثله داخل أجل ل يتعدى ‪ 5‬أيام بعد إنتهاء دورة المجلس ‪.‬‬

‫‪ -3‬العزل‪ :‬يتم عزل رئيس المجلس و أعضاء المجلس حسققب المققادة ‪ 63‬بحكققم قضققائي صققادر‬
‫عن المحكمة الدارية ’و تكون نتيجة هذا الحكم بطلن مداولته و كذا إيقاف تنفيذ مقرراتققه كمققا‬
‫يختص القضاء بحل المجلس و يسري هذا الجراء على ‪‬مخالفة ارتكاب افعال مخالفة للقانون‬
‫و النظمة الجاري بها العمل’ قيام عضو من أعضاء مجلس الجماعققة بريققط مصققالحه بمصققالح‬
‫الجماعة ’ممارسة عضو من أعضاء الجماعة لمهام خارج دورهقم التقداولي ’إمتنقاع أحقد نقواب‬
‫الرئيس عن القيام بأحد المهام المنوطة ب هاو المفوضة له ‪.‬‬

‫‪-3‬الخأتصاصييات‪:‬سوف ننققاقش فققي هققذه النقطققة اختصاصققات و صققلحيات كققل مققن المجلققس‬
‫الجماعي و صلحيات رئيس المجلس الجماعي ‪:‬‬

‫أ‪-‬اخأتصاصات المجلس الجماعي ‪:‬‬

‫للمجلس اختصاصات ذاتية ومنقولة وكذا اختصاصات مشتركة ‪،‬‬

‫‪-‬الخأتصاصات الذاتية‪ :‬نجمل هذه الختصاصات في ‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪ -‬وضع برنامج عمل التنمية للجماعة الذي يتم إعداده في السقنة الولقى مقن مقدة النتققداب وفققق‬
‫منهج توافقي و بتنسيق مع عامل العمالة أو القليم‬

‫‪-‬تنفيذ البرنامج‬

‫تحيين البرنامج انطلقا من السنة الثالثة‬

‫‪-‬الجماعة تمد الدارة والجماعات الترابية و المؤسسات و المقاولت العمومية الجماعية بالوثائق‬
‫المتوفرة المتعلقة بمشاريع التجهيز المراد انجازها بتراب الجماعة‬

‫‪-‬تقوم الجماعة بإحداث المرافق و التجهيزات العمومية الجماعية في كققل مققا يتعلققق ب‪‬توزيققع‬
‫الماء الصالح للشرب و الكهرباء ’النقققل العمققومي ’النققارة العموميققة ’التطهيققر السققائل ’تنظيققف‬
‫الطرقققات و السققاحات العموميققة ’تشققوير الطققرق العموميققة ’نقققل المرضققى والجرحققى ’تنظيققم‬
‫السواق العمومية إحداث و صيانة المنتزهات الطبيعية ‪)...‬المادة ‪ 83‬من ق رقم ‪(113-14‬‬

‫‪-‬السهر على احترام الختيارات والضوابط المقققررة فققي مخططققات تققوجيه التهيئققة العمرانيققة و‬
‫تصاميم التهيئة وكل الوثائق المنظمة بالتعمير و إعداد التراب ’الدراسة والمصادقة على رخققص‬
‫البناء ‪ ...‬في مجال التعاون الدولي يمكن للجماعة إبرام اتفاقيات مع فاعلين من الخارج في إطار‬
‫تعاوني بقصد الحصول على تمويلت في نفس الطار بعد موافقة السلطة العمومية المختصة ’‬

‫‪-‬اخأتصاصييات مشييتركة مييع الدوليية‪ :‬فققي مجققال الشققباب و الرياضققة ’دور الحضققانة ’المراكققز‬
‫النسوية ’إحداث مأوى خيرية ’مراكققز الققترفيه ’إحققداث المركبققات الثقافيققة ’المكتبققات الجماعيققة‬
‫’إحداث المتاحف و المسارح و المعاهققد الفنيققة و الموسققيقية ’تققدبير السققواحل وتهيئققة الشققواطئ‬
‫’صيانة مدارس التعليم الصيل ’بنا الطرق والمسالك الجماعية ‪...‬حسب مققا أشققارت اليققه المققادة‬
‫‪ 87‬من القانون التنظيمي ’و هذه الختصاصقات تمقارس بشقكل تعاققدي بيقن الدولقة و الجماعقة‬
‫المعنية إما بمبادرة من الدولة أو من الجماعة ‪.‬‬

‫‪-‬الخأتصاصات المنقولة من الدولة الييى الجماعييات الحضييرية والقروييية ‪:‬نحققددها علققى الشققكل‬
‫التي ‪:‬‬

‫‪78‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬حمايققة وترميققم المققآثر التاريخيققة و الققتراث الثقققافي ’إحققداث و صققيانة المنشققآت و التجهيققزات‬
‫المائية الصغيرة والمتوسطة ‪.‬‬

‫و يراعى في نقل هذه الختصاصات مققا بيققن الدولققة والجماعققة ‪:‬مبققدأ التفريققع و مبققدأ التققدرج و‬
‫التمايز ما بين الجماعات ’كما أن أي نقل للختصاص يوازيه نقل على مسققتوى المققوارد الماليققة‬
‫اللزمة لتنفيذه ‪.‬‬

‫ب‪-‬صلحيات المجلس الجماعي ‪ :‬فالمجلس يتداول حسب المادتين ‪ 92‬و ‪ 93‬في القضايا التالية‬
‫‪:‬الماليققة الجماعيققة و الجبايققات و الملك الجماعيققة )الميزانيققة ’فتققح الحسققابات الخصوصققية‬
‫والميزانيات الملحقة ’فتح اعتمادات جديدة ’تحديد الرسققوم والتققاوى ’القتراضققات والضققمانات‬
‫الواجب منحها ’تدبير أملك الجماعة (‬

‫‪-‬المرفق والتجهيزات العمومية المحلية )إحداث المرفق العمومية المحلية ’طرق التدبير المفوض‬
‫للمرافق العمومية المحلية’إحداث شركات التنمية المحلية (‬

‫في مجال التنمية القتصادية والجتماعية يتققدخل المجلققس فققي )برنامققج عمققل الجماعققة ’العقققود‬
‫المتعلقة بالختصاصات المشتركة ’توزيع المساعدات و الدعم لفائققدة الجمعيققات ’تحديققد شققروط‬
‫المحافظة على الملك الغابوي ( اما في مجال التعمير يعمل المجلققس علققى )السققهر علققى احققترام‬
‫ضوابط البنققاء الجماعيققة ’إبققداء الققرأي فققي و ثققائق إعققداد الققتراب و التعميققر ’تسققمية السققاحات‬
‫والطرق العمومية ( أما في ميدان الصحة و النظافة و حماية البيئة فهو يتققدخل فققي‪‬اتخققاذ كققل‬
‫التدابير اللزمة لمحاربة عوامل انتشار المراض ’( على مستوى الدارة تنظيققم إدارة الجماعققة‬
‫و تحديد الختصاصات ’في مجال التعاون والشراكة يساهم المجلققس فققي المسققاهمة فققي إحققداث‬
‫مجموعققات الجماعققات الترابيققة و مؤسسققات التعققاون بيققن الجماعققات ’مشققاريع التفاقيققات و‬
‫التوأمات و التعاون اللمركزي ’كل أشكال التبادل مع الجماعات الجنبية ‪.‬‬

‫ج‪-‬صلحيات رئيس المجلس الجماعي‪:‬‬

‫‪79‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫يعد رئيس المجلس الجماعي هو الساهر على تنفيذ مقررات المجلس حسب المواد مققن ‪94‬إلققى‬
‫‪ 112‬و ذلك من خلل‪ :‬تنفيذ الميزانية ’تنفيذ برنامققج عمققل الجماعققة ’تنظيققم الدارة الجماعيققة‬
‫’اتخاذ القرارات لجل تحديد سعر الرسوم و التاوى ’إبرام و مراجعة الكرية و عقود اليجققار‬
‫’يدبر الملك الجماعي و يحافظ عليه ’تققدبير الملققك العمققومي الجمققاعي و منققح رخققص الحتلل‬
‫المؤقت للملك العمومي الجماعي ’يققبرم التفاقيققات المتعلقققة بالتعققاون و الشققراكة و التوأمققة هققو‬
‫المر بقبض المققداخيل الجماعيققة وصققرف النفقققات و يمثققل الجماعققة فققي كققل العمققال المدنيققة‬
‫والقضائية و يسهر علققى مصققالح الجماعققة ‪ ...‬يتققولى إعققداد برنامققج الجماعققة ’إعققداد الميزانيققة‬
‫’إبرام الصفقات ’رفع الدعاوى القضائية ’هو المر بقبض المداخيل الجماعيقة وصققرف النفققات‬
‫’يمارس السلطة التنظيمية ’يسير المصالح الدارية التابعة للجماعة ’يتققولى حفققظ جميققع الوثققائق‬
‫المتعلقة بأعمال المجلس ’يمارس صلحيات الشرطة الدارية ’’منح رخققص السققكن ’التجزئققة و‬
‫البنققاء ’يعتققبر كققذلك ضققابطا للحالققة المدنيققة ’يشققهد علققى صققحة المضققاء و مطابقققة الوثققائق‬
‫لصولها ‪...‬‬

‫إذن رئيس الجماعة و في إطار سلطه التنفيذية والتنظيمية ’هققو يمققارس العديققد مققن المهققام فهققو‬
‫بذلك و حسب المشرع له الحق في توجيه طلب التدخل عند القتضققاء الققى العامققل أو مققن يمثلققه‬
‫على إستخدام القوة العمومية بقصد إحترام قرارات المجلس ‪.‬‬

‫ويعد رئيس الجماعة بذلك الممثل للجماعة لدى المحاكم ما عدا إذا كانت التهمققة تخصققه بصققفته‬
‫الشخصية او تهم أقاربه أو بصفته وكيل عن غيره في هذه الحالة ينققوب عنققه احققد نققوابه حسققب‬
‫الترتيب ‪.‬‬

‫كما أن الرئيس يمارس مهام الشرطة الدارية على العمال والشخاص بواسطة تققدابير شققرطة‬
‫فردية إما بالذن أو المنع أو المر وذلك في ميادين الوقاية الصحية والنظافة والسلمة العمومية‬
‫حسققب مققا نققص عليققه الفصققل ‪ 100‬مققن القققانون رقققم ‪113-14‬وهققو أيضققا مخققول بممارسققة‬
‫اختصاصات الشرطة الدارية الجماعية المخولة للقواد والباشاوات حسب النصققوص التشققريعية‬
‫والتنظيمية المعمول بها ‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫كما أن الرئيس ليس لققه الحققق فققي ممارسققة بعققض الختصاصققات الققتي تعققد مققن مهققام السققلطة‬
‫الدارية المحلية كالمحافظة علققى النظققام العققام ’تأسققيس الجمعيققات ’النتخابققات ’تنظيققم محقاكم‬
‫الجماعات والمقاطعات ’تنظيم ومراقبة الباعة المتجولين’ مراقبققة مضققمون الشققهار’ جققوازات‬
‫السفر’ مراقبة الثمان ’ تنظيم التجار في المشروبات الكحولية ‪....‬‬

‫هو أيضا يعد بمثابة ضابط للحالة المدنيققة ولققه أن يمققارس هققذا الختصققاص ا وان يفوضققه إلققى‬
‫نوابه أو للموظفين الجماعيين طبقا لحكام القانون المتعلق بالحالة المدنية كما لققه أن يشققهد علققى‬
‫صحة المضاء و مطابققة نسقخ الوثققائق لصققولها’ وهقذا المققر يمكققن للرئيققس أن يفوضققه إمققا‬
‫للنواب أو للمدير العام او لمدير الجماعة أو لرؤساء القسام والمصالح الجماعية ) انظر المققواد‬
‫من ‪ 101‬إلى ‪ 112‬من نفس القانون التنظيمي(‬

‫كما يعتبر رئيس المجلس الجماعي هو الرئيس التسلسلي للموظفين الجماعيين ويعمل على إدارة‬
‫شؤونهم المهنية ‪...‬‬

‫‪-‬مقتضيات متعلقة بالجماعات ذات نظام المقاطعات‪:‬‬

‫لقد حدد المشرع الجماعات ذات نظام المقاطعات و هي‪:‬‬

‫جماعات الدار البيضاء ’الرباط ’طنجة ’مراكش ’فاس ’سل ‪ .‬و تخضع هققذه الجماعققات للقواعققد‬
‫والحكام المطبقة على الجماعات ‪ .‬يدير شؤون هذه الجماعققات مجلققس جمققاعي ’ وتحققدث بهققذه‬
‫مقاطعات مجردة من الشخصية العتبارية ‪ .‬أما على مستوى التسيير فهي تتمتع بتسققيير مققالي و‬
‫إداري مستقل ‪.‬‬

‫‪-1‬نظام أعضاء المقاطعات‪:‬‬

‫يتكون مجلس المقاطعة من العضاء الذين يمثلون المقاطعة داخل مجلس الجماعة ’مهققام عضققو‬
‫مجلس المقاطعة مجانية ‪.‬إل بالنسبة للرئيس و النواب الذين ليتقاضققون تعويضققات عققن المهققام‬
‫المسند اليهم بمجلس الجماعققة ’ علققى أن تتحمققل الجماعققة مسققؤلية الخطققار الققتي يتعققرض لهققا‬
‫أعضاء مجلس المقاطعة أثناء مزاولتهم لنشاطهم بمجلس المقاطعة ‪.‬‬

‫‪81‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-2‬تسيير مجلس المقاطعه ‪:‬‬

‫ينتخب مجلس المقاطعة رئيسا و نوابا للرئيس يؤلفون المكتب على أن ل يتعدى عدد النواب ‪ 5‬و‬
‫أن ل يقل عن ‪’ 3‬كما يمكن لمجلس المقاطعة انتخاب كاتبا و نائبا للكققاتب يقومققون بنفققس المهققام‬
‫المخولة الى كاتب و نائب الكاتب بمجلس الجماعة ‪.‬‬

‫للمقاطعة أيضا الحق في إحداث لجان دائمة يعهققد لققه بدراسققة القضققايا المتعلقققة بلشققؤون الماليققة‬
‫والقتصادية والجتماعية و شؤون التعمير و البيئققة ’ كمققا يمكققن المجلققس إحققداث لجققان مؤقتققة‬
‫ولمققدة محققددة و لغققرض محققدد تتققم دراسققته و رفققع تقريققر بشققأنه ’تنتهققي مهامهققا بمجققرد رفققع‬
‫التقرير ‪.‬يعقد مجلس المقاطعة و جوبا ثلث دورات في السنةخلل أشهر يناير و يونيو وسبتمبر‬
‫’كما يعقدالمجلس دورة إستثنائية كلما دعت الظروف لذلك إما بمبادرة من الرئيس أو بطلب مققن‬
‫ثلث العضاء أو بطلب من العامل أو من ينوب عنه ’مدة انعقاد الدورة يجب أن ل يتعققدى تلثققة‬
‫أيام متتالية ‪.‬‬

‫‪3‬صلحيات مجلس المقاطعة ‪:‬‬

‫يمارس مجلس المقاطعة مجموعة من الصلحيات المسندة اليه بمقتضى أحكام القانون التنظيمققي‬
‫لحساب مجلس الجماعة وتحت مسؤليته الصلحيات التالية ‪:‬‬

‫‪-4‬صلحيات رئيس مجلس المقاطعة ‪:‬‬

‫المطلب الثالث‪ :‬التنظيم الجهوي للمملكة من قإراءة في القانون التنظيمي رقإم ‪.111-14‬‬

‫لقد عرف المغرب تنظيما جهويا منذ الستعمار حيث الحديث عققن المنققاطق العسققكرية ’ثققم مثققل‬
‫هذا التنظيم في البداية مطلبا إداريا منذ سنة ‪ 1959‬ثم مطلبققا اقتصققاديا واجتماعيققا منققذ جهويققة‬
‫والن‬ ‫‪ 1971‬و ‪ 1992‬كجماعة ترابية نفس المققر مققع جهويققة ‪ 1997‬قققانون رقققم ‪47-96‬‬
‫نتحدث عن كون الجهة هي مطمح سياسي في بعده ألتدبيري مع دسققتور ‪ 2011‬لتمكيققن السققاكنة‬
‫من إدارة شؤونها بنفسها و بشكل ديمقراطققي مققن خلل هياكققل و أجهققزة منتخبققة انتخابققا عامققا‬
‫ومباشرا ’ وهذا مققا ركققز عليققه المشققرع الدسققتوري كققون التنظيققم الققترالي للمملكققة هققو تنظيققم‬

‫‪82‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫لمركزي مبني على الجهوية المتقدمة ‪.‬وهقذا مقا تؤسققس لققه الجهويقة المتقدمقة وهقذا أيضقا مققا‬
‫نفهمققه مققن خلل النققص الدسققتوري الققذي أعطققى للجهققة مكانققة دسققتورية مققن خلل البققاب‬
‫التاسع)الفصل ‪ 135‬فما فوق ( وكذلك من خلل الديباجة الدستورية وكما اكد علقى ذلقك خط اب‬
‫الملك ل ‪ 20‬غشت ‪ 2011‬بمناسبة ذكرى ثققورة الملققك والشققعب بكققون دمقرطققة هياكققل الدولققة‬
‫يتجسد حسب الخطاب الرسمي في توزيع السلط وكذا إرساء دعائم الجهوية المتقدمة‪.‬‬

‫إذن الجهة أصققبحت المجققال الخصققب لخلققق التنميققة المحليققة وتلبيققة الحاجيققات الملحققة للسققاكنة‬
‫المحلية من سكنى وتعمير وتعليم وصحة وتشغيل ‪...‬للوصول إلى هذه المبتغيققات عمققل المغققرب‬
‫ومنذ ‪ 1971‬على اخذ غمار السياسة الجهويقة خاصقة مقع التجربقة المتمثلقة فقي الجهقات السقبع‬
‫القتصادية كتنظيم جديد ل يدخل في إطار الجماعات المحليقة بقل جعلهققا المشقرع مجقرد وحققدة‬
‫ترابية ل تتمتع بالشخصققية المعنويققة والسققتقلل المققالي والداري بققل تققم وضققعها فقققط كإطققار‬
‫وظيفي للمساعدة المجالية لتحقيق التنمية القتصادية والجتماعية كما انه وفي إطققار دعققم خيققار‬
‫الجهوية تم رفع الجهة الى مرتبة جماعة محلية خاصة بعد صدور ظهيقر ‪2‬ابريقل ‪ 1997‬ققانون‬
‫رقم ‪ 47.96‬المعد بمثابة قانون التنظيم الجهوي مع الدستور المراجع لسنة ‪ ’ 1996‬و في اطققار‬
‫تدعيم الخيار الديمقراطي عمل المغرب علققى إنتققاج تجربققة جهويققة جديققدة تمثلققت فققي الجهويققة‬
‫المتقدمة التي تعد اللبنة الساس التي يرتكز عليها التنظيم الداري للمملكة و فق ما جاء في بققاب‬
‫الحكام العامة من الدستور الحالي للبلد’ وهذا ما أشرنا اليه أعله‪.‬‬

‫‪-‬التنظيم الجهوي وفق القانون التنظيمي للجهات رقإم ‪ 111-14‬لسنة ‪. 2015‬‬

‫‪-1‬التنظيم‪ :‬يشير الباب الول من القسم الول المتعلق بشروط تققدبير الجهققة لشققؤونها الققى كققون‬
‫الجهة يدبر شؤونها مجلس منتخب بالقتراع العام المباشر و فق أحكام القانون التنظيمي المتعلق‬
‫بانتخاب أعضاء مجالس الجماعات الترابية رقم ‪ 59-11‬و تتكون اجهققزة المجلققس مققن مكتققب و‬
‫لجان دائمة وكاتب للمجلققس و نائبه’بالضققافة الققى هيئققات استشققارية و فققرق ‪ .‬مكتققب المجلققس‬
‫يتكون من رئيس و نواب للرئيس‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫من طبيعة الحال عققدد العضققاء وكيفيققة انتخققابهم و حالققة التنققافي و انتخققاب رئيققس المجلققس و‬
‫انقطاع العضاء أو عضو عن مزاولة مهققامهم تتحققدد وفققق أحكققام القققانون التنظيمققي للجهققات‬
‫)انظر المواد من ‪13‬الى ‪(27‬‬

‫كما يحدث المجلس لجان دائمة ‪3‬على القل و ‪7‬على الكثر تضطلع بالمهام التية ‪:‬‬

‫‪ -‬دراسة الميزانية وشؤون المالية والبرمجة ’‬

‫‪-‬التنمية القتصادية والجتماعية والثقافية و البيئية ’‬

‫‪-‬إعداد التراب ’‬

‫يسير كل لجنة رئيس ينتخب من بين أعضاء المجلس و خارج أعضاء المكتب مع مراعات مبققدأ‬
‫المناصفة حسب الفصل ‪ 19‬من الدسقتور بالضقافة إلقى إمكانيقة إحقداث لجقان مؤقتقة تن اط به ا‬
‫دراسة قضايا معينة خارج ما هو مسند إلى المجلس أو رئيسه)المادة ‪ ’ (33‬ويحدث المجلس عند‬
‫القتضاء هيئات استشارية في اطار اليات التشاور و الشراكة و تيسققير مسققاهمة المققواطنين فققي‬
‫اعداد برامج التنمية حسققب الفصققل ‪ 117‬مققن القققانون التنظيمققي للجهققات لسققنة ‪. 2015‬و يمكققن‬
‫للمجلس تشكيل ثلث هيئات استشارية ل‪:‬‬

‫‪-‬هيئة مكلفة بتفعيل مبادئ المساواة و تكافؤ الفرص و مقاربة النوع ’‬

‫‪-‬هيئة تختص بدراسة القضايا المتعلقة باهتمامات الشباب ’‬

‫‪-‬هيئققة بشققراكة مققع الفققاعلين القتصققاديين بالجهققة تهتققم بدراسققة القضققايا الجهويققة ذات الطققابع‬
‫القتصادي ’‬

‫كما انه وحسب المادة ‪ 27‬من القانون المنظم للجهات ’فإنه يحق لعضققاء المجلققس تكققوين فققرق‬
‫قصد التنسيق و يختار كل فريققق رئيققس و اسققم له’و يتققم تسققليم لئحققة الفريققق لرئيققس المجلققس‬
‫موقعة من قبل أعضائها ’ وتعلق نسخ منها بمقر الجهة ’ وعدد أعضاء الفريققق ل يمكققن ان يقققل‬
‫عن ‪ 5‬أعضاء ‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-2‬التسيير‪:‬تتم عملية تسيير مجلس الجهقة مققن طققرف الرئيققس و أعضققاء المكتققب و فققق جقدول‬
‫للعمال يتم وضعه و تناقش النقاط المدرجة في كقل جقدول أعمقال خلل دورات المجلقس القتي‬
‫يتم عقدها ثلث مرات في السنة خلل أشهر مارس ’يوليوز وأكتوبر بنققاءا علققى دعققوة موجهققة‬
‫من رئيس المجلس يحدد فيها تاريخ و ساعة ومكان انعقاد الدورة ‪.‬كما ان للمجلس الحق في عقققد‬
‫دورة استثنائية اما بطلب من الغلبية أو بطلب من الرئيس او بطلب مققن ثلققث أعضققاء المجلققس‬
‫المزاولين مهامهم أو بطلب من والي الجهة )المادة ‪.(40‬‬

‫هذه الجتماعات للمجلس تكون وفق شأروط وكيفية الحكام المنصوص عليها في المواد ميين )‬
‫‪35‬الى ‪ (53‬من القانون التنظيمي(‪.‬‬

‫كما تجب الشارة الققى كققون القققانون التنظيمققي أعطققى لققولي الجهققة دورا علققى مسققتوى تسققيير‬
‫مجلس الجهة من خلل النقط التالية ‪:‬‬

‫‪-‬التعرض على النظام الداخلي لمجلس الجهة ’‬

‫‪-‬يحضر دورات المجلس ’ ويقدم كل الملحظات و التوضيحات إمققا بمبقادرة منقه أو بطلقب مقن‬
‫رئيس الجهة ’لكنه ل يحق له التصويت ’‬

‫‪-‬عن طريقه يستدعي رئيس الجهة موظفي و أعوان الدولة أو المؤسسات العموميققة والمقققاولت‬
‫العمومية التي يشمل إختصاصهم الدائرة الترابية للجهة ’كلما تعلق المر بنقطة تققدخل فققي إطققار‬
‫نشاط مؤسساتهم ’‬

‫‪-‬بإمكان الوالي أن يطلب من رئيس الجهة عقد دورة إستثنائية ’في النقط التي يقترحها ’‬

‫‪-‬يمكنه تسجيل نقط إضافية بحكم القانون في جدول أعمال الدورات ’ ولسيما تلك الققتي تقتضققي‬
‫دورا إستعجاليا ’‬

‫‪-‬له حق التعرض على كل نقطة مدرجة في جدول العمال ’ل تدخل في إختصاصات الجهققة ’او‬
‫صلحيات المجلس ’و يبلغ تعرضه معلل الى رئيس المجلس ’ وله حق إحالة المر الى القضققاء‬
‫الستعجالي عند القتضاء ’‬
‫‪85‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬في حالة عقد إجتماع مجاس الجهة في جلسة عمومية ’و هققذا الجتمققاع قققد يققؤدي الققى الخلل‬
‫بالنظام العام ’يمكنه طلب إنعقاد الجتماع بشكل غير مفتوح ‪.‬‬

‫‪-3‬الخأتصاصات‪:‬للجهة اختصاصات ذاتية ومشتركة مع الدولة واخرى منقولة اليها من الدولة‬

‫فالخأتصاصات الذاتية تتمحور حول ‪:‬‬

‫التنمية الجهوية و فق المواد من ‪ 82‬إلى ‪ 90‬في كل ما يتعلق ب‪:‬‬

‫‪-‬التنمية القتصادية ’‬

‫‪-‬دعم المقاولت ’‬

‫‪-‬تهيئة الطرق والمسالك ’‬

‫‪-‬جذب الستثمار ’‬

‫‪-‬إنعاش القتصاد الجتماعي و المنتجات الجهوية ’‬

‫في مجال التكوين المهني والشغل ‪:‬‬

‫‪-‬إحداث مراكز جهوية للتكوين و كذا مراكز جهوية للتشغيل’‬

‫في مجال التنمية القروية’‬

‫‪-‬إنعاش النشطة غير الفلحية بالوسط القروي’‬

‫‪-‬إعداد تصميم النقل الطرقي غير الحضري ’‬

‫‪-‬تنظيم خدمات النقل’‬

‫ايضا للجهة دور في المجال الثقافي و البيئي و التعاون الدولي ’‬

‫‪86‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫أما في مجال إعداد التراب فالجهة تضطلع بمجموعة من الختصاصات في كل ما يتعلق بوضع‬
‫التصميم الجهوي لعداد التراب الذي يهدف الى خلق التوافق ما بين الدولة و الجهة حول تدابير‬
‫تهيئة المجال ‪.‬‬

‫‪-‬الخأتصاصييات المشييتركة تطبيقييا للفصييول ‪91‬إلييى ‪ :93‬تهققم عققل الخصققوص مجققال التنميققة‬
‫القتصادية و التنمية القروية و التنمية الجتماعية و المحافظة على البيئة و كذا في مجال الثقافققة‬
‫والسياحة ‪.‬‬

‫و تمارس هذه الختصاصات بشكل تعاقدي بينها وبين الدولققة )المققادة ‪’(92‬كمققا يمكققن للجهققة و‬
‫إعتمادا على موارده الذاتية ’ أن تتولى تمويل أو تشارك في تمويل إنجاز مرفققق أو تقققديم خدمققة‬
‫عمومية ’ل تدخل في إختصاصاتها الذاتية بشكل تعاقدي مع الدولة ‪.‬‬

‫‪ -‬الخأتصاصات المنقولة‪ :‬اعتمادا على مبدأ التفريققع تنقققل الدولققة إختصاصققات الققى الجهققة فققي‬
‫المجالت التية ‪:‬‬

‫‪-‬التجهيزات و البنيات التحتية الجهوية’‬

‫‪-‬الصناعة’الصقحة ’التجارة’التعليم’الثقافة’الرياضققة’الطاقة و المققاء والبيئققة ‪.‬مققع مراعققات مبقدأ‬


‫التدرج و التمايز بين الجهات ’ وهذا أمر طبيعي نظرا لختلف كل جهة عن الخرى ‪.‬‬

‫كما أن المجلس الجهوي يبقى محل حل في حالة فقدانه الثلث أو النصف أو أكثر من أعضققائه أو‬
‫في حالة انتهاء انتداب المستشارين المتفرعين عن انتخابات تكميلية وذلك بمرسوم معلققل ينشققر‬
‫في الجريدة الرسمية وفي حالة الستعجال يمكن توقيف المجلققس الجهققوي بقققرار معلققل يصققدره‬
‫وزير الداخلية وينشر بالجريدة الرسمية غير أن مققدة التوقيققف يجققب أن ل تتجققاوز ثلثققة أشققهر‬
‫وفي حالة تعذر تأليف مجلس جهوي يعين وزير الداخلية بقرار لجنة خاصة للقيام بمهام المجلس‬
‫المذكور إلى أن يقع تتميمه أو تأليفه ‪.‬‬

‫‪87‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬صلحيات مجلييس الجهيية ‪ :‬لقققد خققول القققانون الحققالي للجهققات للمجققالس الجهويققة صققلحيات‬
‫واسعة في كل ما يتعلق بالتنمية الجهوية وإعداد التراب و المرافق العمومية بحيث تتققم المداولققة‬
‫في القضايا التالية ‪:‬‬

‫‪-‬برنامج التنمية الجهوية ’‬

‫‪-‬التصميم الجهوي لعداد التراب’‬

‫‪-‬إحداث المرافق العمومية التابعة للجهة’‬

‫‪-‬تنظيم إدارة الجهة و تحديد اختصاصاتها’‬

‫إحداث شركات التنمية الجهوية ’‬

‫أما في مجال المالية والجبايات و أملك الجهة فالمجلس يتداول في كل ماله العلقة ب‪:‬‬

‫‪-‬الميزانية ’‬

‫‪-‬فتح الحسابات الخصوصية و الميزانيات الملحقة ’‬

‫‪-‬فتح اعتمادات جديدة و الرفع من مبالغ العتمادات و تحويل العتمادات داخل نفس الفصل’‬

‫‪-‬تحديد سعر الرسوم والتاوى’‬

‫‪-‬القتراضات والضمانات الواجب منحها ’‬

‫‪-‬تدبير أملك الجهة والمحافظة عليها ’‬

‫‪-‬اقتناء العقارات اللزمة لضطلع الجهة بالمهام الموكولة إليها ’‬

‫أما بخصوص مجال التعاون والشراكة فالمجلس يخوض في القضايا التالية‪:‬‬

‫‪-‬المساهمة في إحداث مجموعات الجهات و مجموعات الجماعات الترابية والنضمام إليها ’‬

‫‪-‬اتفاقيات الشراكة والتعاون مع القطاع الخاص و العام ’‬

‫‪88‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬اتفاقيات التوأمة و التعاون اللمركزي’‬

‫‪-‬النخراط و المشاركة في أنشطة المنظمات المهتمققة بالشققؤون المحليققة كققل أشققكال التبققادل مققع‬
‫الجماعات الترابية الجنبية في إطار احترام اللتزامات الدولية للبلد’‬

‫‪-‬صلحيات رئيس مجلس الجهة حسب الفصل ‪: 101‬‬

‫يقوم رئيس الجهة و حسب النص المنظم للجهات بالصلحيات التية ‪:‬‬

‫‪-‬ينفذ برنامج التنمية الجهوية و التصميم الجهوي لعداد التراب ’‬

‫‪-‬ينفذ الميزانية ’‬

‫‪-‬يتخذ القرارات المتعلقة بتنظيم الدارة الجهوية’‬

‫يتخذ القرارات المتعلقة بتحديد سعر الرسوم والتاوى ’‬

‫‪-‬إبرام و تنفيذ العقود ’‬

‫‪-‬مراجعة الكرية و عقود إيجار الشياء ’‬

‫‪-‬يدبر أملك الجهة ’‬

‫‪-‬يتخذ إجراءات تدبير المرافق العمومية الجهوية ’‬

‫‪-‬يبرم اتفاقيات التعاون والشراكة والتوأمة’‬

‫‪-‬هو المر بقبض مداخيل الجهققة وصققرف نفقاتهققا و يمكققن لققه تفققويض ذلققك الققى المققدير العققام‬
‫للمصالح و يرأس مجلس الجهة و يمثققل الجهققة بصققفة رسققمية فققي جميققع أعمققال الحيققاة المدنيققة‬
‫والدارية و القضائية و يسهر على مصالح الجهة ’‬

‫‪-‬يمارس السلطة التنظيمية ’‬

‫‪89‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬يسير المصالح الدارية للجهة و يعتبر الرئيس التسلسلي لموظفي هذه المصالح و يحق له تعيين‬
‫مدير لشؤون الرئاسة والمجلس و مدير عام للمصالح ثم المدير العام لوكالة تنفيققذ المشققاريع بعققد‬
‫إنتقاء تجريه لجنة متخصصة و تأشيرة الوزارة الوصية ’ كمققا يعمققل رئيققس الجهققة علققى إعققداد‬
‫الميزانية ’إبرام صفقات الشغال والتوريدات والخدمات ’رفع الدعاوى القضائية ‪.‬‬

‫و هو يمارس هذه الختصاصات فرئيس الجهة مطالب بتقديم تقرير إخباري عند بداية كل دورة‬
‫يهم العمال التي قام بها في إطار الصلحيات المخولة له‪.‬‬

‫‪90‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫المطلب الرابع ‪ :‬الرقإابة الدارية‪:‬‬ ‫‪-‬‬

‫تعني الرقابة الدارية ’ رقابة الدولة لهيئاتهققا اللمركزيققة طبقققا للققانون غايتهقا المحافظققة علقى‬
‫وحدة الدولة وجعل الشخص المعنوي المتمتع بالشخصية المعنوية واعيا بتققدبيره وكققذلك غايتهققا‬
‫حماية الفراد من تعسف الدارة اللمركزية مع ترك مجال للتصرف لرادة الشققخص المعنققوي‬
‫اللمركزي‬

‫فالرقابة الدارية ل تشمل فقط الشخص المعنوي العام من حيث القرارات التي يتخذها بققل هققي‬
‫وصاية تشمل الشخاص المكلفين بتدبير شقؤون هقذه الجماعقات اللمركزيقة مقن حيقث الرقابقة‬
‫على الشخاص وكذلك على العمال ’ حيث الرئيس وحسب السلم الداري له الحق في مراقبة‬
‫أعمال مرؤوسيه إما بالموافقة أو التعديل أو اللغاء كما أن هققذا الرئيققس يمكنققه ممارسققة الرقابققة‬
‫على الشخاص إما بإقالتهم أو ترقيتهم أو توقيفهم ’في إطار ممارسة السلطة الرئاسية ‪.‬‬

‫وهققذه الوصققاية او المراقبققة يمارسققها الققوزراء ومققن تققم تققوكيلهم ‪ -‬لهققذه الغايققة – سققواء علققى‬
‫المستوى الوطني أو المحلي لدارة الشأن العام‪.‬‬

‫أما على مستوى المجالس المحليققة فققان المراقبققة هققي شققأن لققوزير الداخليققة والسققلطة الداريققة‬
‫المحلية وهي الولة والعمققال كنققواب عققن هققذه السققلطات ومققن طبيعققة الحققال وكمققا رأينققا ذلققك‬
‫فالوصاية الدارية تتفرع إلى وصاية إدارية على العمال وأخرى على الشخاص ‪ 1.‬فققي إطققار‬
‫مراقبة المشروعية و مراقبة الملئمة ‪.‬‬

‫الرقابققة علققى العمققال‪:‬هققي مجمققوع الجققراءات الققتي تملكهققا سققلطة الوصققاية علققى‬ ‫‪-‬‬
‫القققرارات الصققادرة عققن مجققالس الجماعققات المحليققة وتتمثققل فققي وصققاية الملئمققة‬
‫ووصاية المشروعية أي مدى ملئمققة ومشققروعية القققرارات الققتي تتخققذها المجققالس‬
‫المحلية خاصققة فققي موضققوع الميزانيققة وكققذا ملئمققة هققذه القققرارات للختصاصققات‬
‫القانونية المسموح بها لهذه المجالس ‪.‬‬

‫‪- 1‬أنظر في هذا الباب الرقابة الدارية التي يمارسها العنال على مقررات المجالس الجماعية و الرقابة الممارسة على قرارات رؤساء‬
‫هذها المجالس )المواد ‪ 106‬إلى ‪ 109‬من القانون رقم ‪ 112-14‬ثم القانون رقم ‪ 113-14‬المواد من ‪115‬إلى ‪( 119‬‬

‫‪91‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫و بهققذا يتققم تبليققغ نسققخ مققن محاضققر الققدورات و مقققررات المجققالس الققى السققلطات‬ ‫‪-‬‬
‫المختصة ’للسلطة المحلية المختصة حق التعرض على المقققررات الققتي ل تققدخل فققي‬
‫صلحيات المجالس الترابيققة ’كمققا أن المراقبققة تتققم مققن خلل سققلطة المصققادقة علققى‬
‫المقررات هذه المجالس ’و بذلك ل يمكن ان تكون مقررات هذه المجالس قابلققة للتنفيققذ‬
‫ال من بعد التأشير عليها من قبل السلطة الحكومية المكلفة بالداخلية ‪.‬‬

‫ثم –الرقابة على الشققخاص فققي إطققار الوضققعيات القانونيققة المرتبطققة بققالمنتخب الجمققاعي ’‬
‫والتي تتمثل في ‪:‬‬

‫‪ -‬تقديم المعني بالمر السققتقالة الختياريققة بحيققث يتقققدم العضققو الجمققاعي بتقققديم اسققتقالته إلققى‬
‫سلطة الوصاية التي تخبر بذلك رئيس المجلس كتابة ‪.‬‬

‫‪-‬القالة التي تلحق عضوا من أعضاء المجلس الذي لققم يلققبي السققتدعاء لحضققور ثلث دورات‬
‫متتالية دون سبب مقبول وتكون بقرار معلل يصدره وزير الداخلية ويتم نشره بالجريدة الرسمية‬

‫‪-‬العزل يلحق بكل عضو تبث ضده ربط مصالحه الشخصققية بالمصققالح العامققة إمققا عققن طريققق‬
‫أعمال أو عقود‬

‫‪-‬التوقيف وهو التصرف القانوني الذي تستعمله سلطة الوصاية كلمققا تبققث لققديها ضققد اي عضققو‬
‫الرتكاب لعمال منافية للقانون أو مخالفة للخلق والنظام العام والتوقيققف يكققون بقققرار معلققل‬
‫لوزير الداخلية الذي يكون في حدود شهر واحد وينشر في الجريدة الرسمية‬

‫كما أن المراقبة الدارية تشمل المجلس بشكل جم اعي وذلقك مقن خلل حقل المجلقس بمرسقوم‬
‫معلل آو توقيفه في حالة الستعجال ولضمان استمرارية مهققام المجلقس وجقب تعييققن لجنققة لهقذا‬
‫الغرض برئاسة الوالي آو العامل تنتهي مهامها بمجرد تأليف المجلس‬

‫والغاية من الوصاية الدارية بشكل عام هي السهر على تطبيق وتنفيذ القوانين وهذا ما يسققتدعي‬
‫تعليل القرارات الدارية المتخذة من جانب سلطات الوصاية الشقيء القذي يسقهل عمقل القاضقي‬
‫الداري في حالة الطعن باللغاء ضدا على هذه القرارات‪.‬‬

‫‪92‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫المطلب الخامس ‪:‬المبادئ الدستورية للتنظيم الترابي بالمغرب‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫حسب الدستور المغربي لسنة ‪ 2011‬يمكن و بشكل موجز تحديد هذه المبادئ في‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪-1‬مبدأ الوحدة‪:‬أي أن الدولة ذات سيادة و أنها دولة موحدة بالستناد إلى تققوابث المققة‬ ‫‪-‬‬
‫المرتبطة بخصوصيات ثقافية و اثنية‬
‫‪-2‬مبدأ التدبير الحر‪:‬الذي يحيل إلى أن الجماعات الترابيققة وهققي تمققارس اختصاصققها‬ ‫‪-‬‬
‫الدستوري في تدبير الشققأن المحلققي فهققي تمارسققه كجهقاز منتخققب مكققون مققن هياكققل‬
‫للتسيير بشكل ديمقراطي توافقي وتشاركي وفق قواعد للحكامة تنبني على المسققاواة و‬
‫الشفافية والمساءلة و المناصفة‬
‫‪-3‬مبدأ التفريع‪:‬بمعنى التكامل ما بين الجماعات الترابيققة فققي ممارسققة الختصققاص و‬ ‫‪-‬‬
‫من خلل هذا المبققدأ فكققل جماعققة ترابيققة عجققزت عققن اختصققاص معيققن ترفعققه إلققى‬
‫الجماعة العلى تم إلى الدولة‬
‫‪-4‬مبدأ التضامن‪:‬في تنفيذ المشاريع لتجنب تمركز الثروة في في جهققات معينققة و لهققذا‬ ‫‪-‬‬
‫الغرض تم إحداث صندوق للتضامن ما بين الجهات بهققدف التوزيققع النسققب للمققوارد‬
‫قصد التقليص من التفاوتات‬
‫أنماط التدبير الجماعي‪ :‬يمكن الحديث عن أنماط التدبير هاته من خلل ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫ضرورة توصيف المهام و العمال‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد مهام المتدخلين‬ ‫‪-‬‬
‫اللمام بالجوانب الثقنية‬ ‫‪-‬‬
‫التخطيط والبرمجة‬ ‫‪-‬‬
‫وضع المشاريع المهيكلة‬ ‫‪-‬‬
‫الستثمار في التدبير بالهداف‬ ‫‪-‬‬
‫تحديد أجهزة التنفيذ وأجهزة التدبير‬ ‫‪-‬‬
‫إذكاء روح المسؤولية ما بين الطبقة المنتخبة و الهيئة المعينة بقصد خلق التكامل‬ ‫‪-‬‬
‫‪93‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫خألصة‪:‬‬

‫يبقى نشاط الدولة إذن كبير على مستوى الميادين الجتماعية و القتصادية والسياسية ’و بإزدياد‬
‫هذا المشاط تزداد من طبيعة الحال الحاجة الى المزيد من التواجقد المكثقف للدولقة و مؤسس اتها‬
‫بقصد الحفاظ أكثر على سلمة و استقرار الدولة ’ وذلقك مقن خلل سقن مجموعقة مقن الققوانين‬
‫ووضع مجموعة من الليات ذات البعد الجتمقاعي و القتصقادي بغايقة الضقبط و التحكقم ’ممقا‬
‫ضاعف على مستوى الفضاء العام دور القانون الداري من خلل مساهمته في وضققع الوسققائل‬
‫الكفيلة بإدارة أعمال وأنشطة السلطة العامة ‪.‬‬

‫هذا إذن هو ما دفع بالدولة المغربية إلى الخذ بمبدأي المركزية الدارية و اللمركزيققة الداري‬
‫’هذه الزدواجية ل تنم عن التناقض في مستوى تدبير المرافققق العامققة مركزيققا ومحليققا ’ وإنمققا‬
‫هي إرادة الفاعل السياسي بحكم طبيعة النظام السياسي ’ ومن هنققا نققد المشققرع الدسققتوري يعلققن‬
‫في باب الحكام العامة من دستور المملكة لسنة ‪ ’ 2011‬عن كققون نظققام الحكققم بققالمغرب نظققام‬
‫ملكية ’دستورية’ديموقراطية برلمانية و إجتماعية ’هو يقوم علققى مبققدأ فصققل السققلط ‪...‬التنظيققم‬
‫الترابي للمملكة تنظيم ل مركزي ’يقوم على الجهوية المتقدمة ‪.‬‬

‫من هنا نلحظ بكون تسيير شؤون المة يمر عبر قنققوات مركزيققة و أخققرى ل مركزيققة ’ ومققن‬
‫أهم هذه القنوات المؤسسة الملكيققة و رئاسققة الحكومققة علققى المسققتوى المركققزي ’بالفعققل تواجققد‬
‫هاتين المؤسستين على رأس الهرم الداري بالمغرب يؤثر بشققكل أو بققآخر علققى مسققتوى صققنع‬
‫القرار و تنفيذه من خلل علقة المؤسسة التشريعية و التنفيذية ’و أيضا من خلل الموقع الفاعل‬
‫للمؤسسة الملكية من خلل هيمنة رئيس الدولة على مجموعة مقن الختصاصقات ’الشقيء القذي‬
‫يضعف المؤسسة التنفيذية و عدم إنسجامها مع المؤسسة التشريعية ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫فتعيين الملك لرئيس الحكومة من الحققزب الققذي تصققدر النتخققاب التشققريعية ’يبققدو ومققن خلل‬
‫القراءة هذا التعيين ’ما هققو إل تعييققن لرضققاء المحيققط الجتمقاعي تطبققا للمنطققوق الدسققتوري‬
‫’علما بأنه و ف ظل الغلبية المطلقة ’للحزب الفائز بالصققف الول فققي أي إنتخققاب تشققريعي ل‬
‫يعطي من الناحية الفعلية والعملية لهذا الحزب القدرة على التأثير فققي عمليققة تشققكيل الحكومققة ’‬
‫التي تخضع لمنطق الملئمة و منطق الهيمنققة التقنيققة لبعققض الحققزاب مققن خلل توفرهققا علققى‬
‫قاعدة عريضة من الطر العليا على مستوى المراكز القرارية والمؤسسات القتصققادية الكققبرى‬
‫للدولة ’هذه الفئة تربطها و المؤسسة الملكية رابطققة الققولء’ بحيققث أنققه كلمققا عققدنا إلققى الصققل‬
‫الجتماعي و كذلك الصل القتصادي لهذه الفئات نجدها تنحدر من أصول إمققا أرسققتقراطية أو‬
‫أبناء ملك كبار ’إعتنت بهققم الدولققة علققى مسققتوى تققأهيلهم معرفيققا حققتى يتحملققوا إدارة البلد ’‬
‫وربما هذه منهجية و رثها مغققرب السققتقلل عققن المسققتعمر الفرنسققي ’الشققيء الققذي يقققزم مققن‬
‫فرص تسلق الهرم السياسي و الداري لموردي الحققزاب الجماهريققة ‪ .‬و هققذا مققا لحظنققاه مققن‬
‫خلل عملية إضعاف حزبي التحاد الشتراكي و من بعده حزب العدالة والتنمية ’القذي حوصقر‬
‫أمينه العام من قبل أحزاب تقنية تخلق دائما التوازن على مستوى الفعل السياسققي بققالبلد ’ و قققد‬
‫ظهر بالواضح من بعد ذلك الحجم الحقيقي لهققذا الحققزب و لققو أنققه علققى المسققتوى القاعققدي هققو‬
‫المتصدر للنتخابات التشريعية ‪.‬‬

‫بالمجمل يمكن القول أن التنظيم الداري المغربي هو تنظيم مركزي بإمتياز نظرا لكققون القققرار‬
‫هو قرار مركزي ‪.‬نظرا لكون المؤسسة الملكية تستثمر و بقوة في محيطهققا التقنققوقراطي و هققذا‬
‫ما كان واضحا من خلل خطاب ‪6‬نونبر ‪ 2016‬من العاصمة السنغالية دكار ’ والذي أوصى فيه‬
‫الملك بعدم توزيع الحقائب الوزارية توزيعا ريعيققا سياسققويا و لكققن يجققب كمققا قققال الملققك علققى‬
‫رئيس الحكومة البحث عن الكفاءة و التقنية و لو بعيدا عن حزبه أو أحزاب حلفائه ’ وهذا مققا لققم‬
‫يحققه عبد الله بنكران نظرا لكققونه كققان يعلققم مسققبقا ثمققن ذلققك ’ الشققئ الققذي جعلققه يققدخل فققي‬
‫سجالت سياسية كلفته العفاء حسب منطوق دستور ‪ 2011‬من خلل إعمال الملك للفصل ‪’ 47‬‬
‫ومن تم ظهر حزب العدالةو التنميية من بعد تعيين سعد الققدين العثمققاني حزبققا يبحققث فقققط عققن‬
‫الحفاظ عن ماء الوجه أمام ناخبيه ‪.‬‬

‫‪95‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫إدن نتسائل من القوى على مستوى ممارسة السياسة و ممارسقة الدارة مقن داخقل النظقام فقي‬
‫التجربة المغربية ؟‬

‫لئحة المراجع المعتمدة ‪:‬‬

‫‪-‬الكتب باللغة العربية‪:‬‬

‫‪-‬امحمد مالكي‪:‬القانون الدستوري و المؤسسات السياسية ’مركز دراسة الوحدة العربية ’ط ‪’ 1‬‬
‫‪. 1993‬‬

‫‪96‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬محمد خير مرغني ‪:‬الوجيز في القانون الداري المغربي ’مطبعة دار المغرب ’‪1978‬‬

‫‪ -‬عبد الحق عقلة ‪:‬القانون الداري’المباديئ الساسية لدراسة القانون و العلم الداريين ’دار القلم‬
‫’‪2002‬‬

‫‪-‬عطار فؤاد‪:‬تنظيم الدارة العامة ’ط ‪’2‬القاهرة ’‪1957‬‬

‫‪-‬مصطفى خطابي‪:‬القانون الداري و العلوم الدارية ’ط ‪’ 2‬النجاح الجديدة ’‪1995‬‬

‫‪-‬رضوان بوجمعة ‪:‬المقتضب في القانون الداري المغربي ’النجاح الجديدة’‪1999‬‬

‫‪-‬أشركي محمد ‪:‬الظهير الشريف في القانون المغربي’دار الثقافة ’مطبعة النجاح الجديدة’‪1983‬‬

‫‪-‬الدرداري الناجي‪:‬الحكومة في ظل الدساتير المغربية من ‪ 1962‬إلى ‪1996‬‬

‫‪-‬صحيب حسن ‪:‬القانون الداري بالمغرب ’التنظيم الداري ’سلسلة دراسات و أبحاث في‬
‫الدارة و القانون ’العدد ‪’ 1‬ماي ‪2016‬‬

‫‪-‬الصروخ مليكة ‪:‬القانون الداري ’دراسة مقارنة’مطبعة النجاح الجديدة’‪2006‬‬

‫‪-‬الرسائل الجامعية ‪:‬‬

‫‪-‬عبد ال شنفار ‪:‬عقلية الدارة المغربية ومتطلبات التنمية –دراسة سوسيو قانونية و تحليلية‬
‫’رسالة لنيل دبلوم الدراسات العليا في القانون العام ’مراكش ’‪1998‬‬

‫‪-‬أشركي محمد‪:‬الظهير الشريف في القانون المغربي ’ددع في القانون العام ’الرباط’‪1980‬‬

‫‪-‬عمر بنسعيد‪:‬الموظفون الكبار‪’...‬رسالة لنيل ددع م في القانون العام ’مراكش ’‪2004‬‬

‫‪-‬الوثائق القانونية‪:‬‬

‫‪-‬الظهير الشريف رقم ‪ 1.8.67‬ل ‪ 31‬يوليوز ‪’ 2008‬الجريدة الرسمية عدد’‪ 5677‬بتاريخ ‪27‬‬
‫أكتوبر ‪2008‬‬

‫‪97‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-‬الظهير الشريف بمثابة قانون رقم ‪ 1.93.293‬ل ‪ 6‬أكتوبر ‪’ 1993‬المتعلق بإختصاصات‬


‫العامل‬

‫‪-‬القانون رقم ‪ 41-90‬المحدث للمحاكم الدارية ’ظهير رقم ‪ 1.19.225‬بتاريخ ‪ 1‬شتنبر ‪1993‬‬

‫‪-‬القوانين التنظيمية للجماعات الترابية ‪:‬‬

‫‪-‬القانون رقم ‪ 111-14‬المتعلق بتنظيم الجهات‬

‫‪-‬القانون رقم ‪ 112-14‬المتعلق بتنظيم العمالت والقاليم‬

‫‪-‬القانون رقم ‪ 113-14‬المتعلق بتنظيم الجماعات‬

‫‪: Ouvrages en Français-‬‬

‫‪Charles Debbasch :science administrative ;éd ;Dalloz ;1989-‬‬

‫‪Jaques Chevalier :Comminication admistration administré ;éd ;Puf ;198-‬‬

‫‪J.L.Quermoune:Le gouvernement de la francesous la Véme -‬‬


‫‪république;éd;FNSP;1980‬‬

‫الفهرس‬

‫مقدمة ‪2.....................................................................................................:‬‬

‫فصل تمهيدي ‪2...........................................................................................:‬‬

‫‪98‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫‪-1‬مفهوم القانون ‪2........................................................................................‬‬

‫‪-2‬مفهوم الدارة‪4.........................................................................................‬‬

‫‪-3‬مفهوم القانون الداري‪8..............................................................................‬‬

‫‪-4‬علقة القانون الداري بفروع القانون الخرى‪9.................................................‬‬

‫‪-5‬مصادر القانون‪12......................................................................................‬‬

‫‪-6‬خصائص القانون ‪17..................................................................................‬‬

‫‪-7‬معيار القانون الداري‪21.............................................................................‬‬

‫‪-8‬عنصر الشخصية المعنوية ‪23.......................................................................‬‬

‫الفصل الول ‪:‬مبدأ المركزية الدارية و التنظيم الداري المركزي بالمغرب ‪29..............‬‬

‫المبحث الول‪:‬المركزية الدارية ‪29..................................................................‬‬

‫المطلب الول‪:‬التركيز الداري ‪30....................................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬عدم التركيز الداري ‪31.............................................................‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬تجسيد المركزية الدارية في التنظيم الداري المغربي‬

‫)الجهزة العليا للدارة المركزية المغربية(‪33......................................................‬‬

‫المطلب الول‪:‬الملك و الحكومة و إختصاصاتهما في المادة الدارية ‪33......................‬‬

‫أول‪:‬المؤسسة الملكية‪34................................................................................‬‬

‫ثانيا‪:‬الحكومة ورئيس الحكومة‪43....................................................................‬‬

‫المطلب الثاني ‪:‬الوزراء و الجهزة المحلية للدارة المركزية‪46..............................‬‬

‫‪99‬‬
‫ذ ‪ :‬عبد الالطيف الاهللاي‬ ‫الاتنظيم الدإاري الامغربي‬

‫الفصل الثاني‪:‬مبدأ اللمركزية الدارية و تنظيم الجماعات الترابية‪63.......................‬‬

‫المبحث الول‪:‬اللمركزية الدارية‪63.............................................................‬‬

‫المطلب الول‪:‬أشكال و عناصر اللمركزية الدارية‪63.......................................‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬تمييز اللمركزية الدارية عن غيرها من المفاهيم ‪65.......................‬‬

‫المبحث الثاني ‪:‬الدارة المحلية )الجماعات الترابية(‪67........................................‬‬

‫المطلب الول‪:‬تنظيم العمالت و القاليم‪68.......................................................‬‬

‫المطلب الثاني‪:‬تنظيم الجماعات‪74.................................................................‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬التنظيم الجهوي‪78.................................................................‬‬

‫المطلب الرابع‪:‬الرقابة الدارية‪86.................................................................‬‬

‫المطلب الخامس‪:‬المبادئ الدستورية للتنظيم الترابي بالمغرب‪88............................‬‬

‫خلصة‪89...........................................................................................:‬‬

‫لئحة المراجع‪91....................................................................................‬‬

‫الفهرس‪93............................................................................................‬‬

‫‪100‬‬

You might also like