You are on page 1of 20

1

‫الملخص التنفيذي‪:‬‬

‫كل دولة تتبع تنظيما إداريا يناسب بيئتها من أجل تدبير إدارتها ومرافقها العمومية‪،‬‬
‫وبالتالي تسيير كافة شؤونها اإلدارية‪ .‬المغرب شأنه شأن باقي الدول اختار تتبع‬
‫تنظيمات إدارية متنوعة تتجلى في التنظيم المركزي بصورتيه كأسلوب تقليدي‪،‬‬
‫والالمركزية اإلدارية كأسلوب تشاركي حديث يجعل اإلدارة منفتحة على محيطها‪.‬‬
‫تتموقع القيادة ضمن األسلوب األول أال وهو التنظيم المركزي؛ فحسب الفصل‬
‫األول من الظهير الشريف رقم ‪ 1.59.351‬بشأن التقسيم اإلداري للمملكة « تنقسم‬
‫مملكتنا الشريفة إلى ستة عشر إقليما وعمالتين اثنين وكذا إلى جماعات حضرية‬
‫وقروية‪.‬‬
‫وتنقسم األقاليم إلى دوائر‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫وتنقسم الدوائر إلى قيادات‪».‬‬
‫فمن أجل إنجاح الالمركزية اإلدارية وتطوير البنيات األساسية والتجهيزات‬
‫العمومية وتقريب الخدمات للمواطنات والمواطنين في الجماعات الترابية‪ ،‬كان البد‬
‫من مواكبة ومسايرة وتتبع ومحاسبة من طرف السلطة الحكومية‪ ،‬خصوصا المتمثلة‬
‫في وزارة الداخلية عبر ممثليها في تراب الجماعات من السلطات المحلية المتمثلة‬
‫في الوالي والعامل والقائد وأعوانهم‪.‬‬
‫وهكذافالقائد يخضع حسب التسلسل اإلداري المعمول به لعامل اإلقليم الذي يخضع‬
‫بدوره إلى السلطة الرئاسية لوزير الداخلية؛ حيث ينص الظهير الشريف المتعلق‬
‫بهيأة رجال السلطة في مادته األولى « تحدث بوزارة الداخلية هيئة لرجال السلطة‬
‫تضم أربعة أطر‪ ،‬موزعة على الدرجات التالية‪:‬‬
‫إطار العمال‬ ‫‪‬‬
‫إطار الباشوات‬ ‫‪‬‬
‫إطار القواد‬ ‫‪‬‬
‫‪2‬‬
‫إطار خلفاء القواد»‬ ‫‪‬‬
‫ويباشر العمل بهذه المهام‪ ،‬وفق مسطرة التعيين بمقتضى ظهير شريف‪ ،‬باقتراح من‬
‫‪3‬‬
‫وزير الداخلية‪.‬‬

‫‪1‬ظهير شريف رقم ‪ 1.59.351‬بشأن التقسيم اإلداري للمملكة صادر في فاتح جمادى الثانية ‪1371‬الموافق ل ‪ 2‬دجنبر‬
‫‪.1959‬‬
‫‪2‬المادة‪2‬من الظهيررقم ‪1.08.67‬في شأن رجال السلطة‪ ،‬صادر في ‪ 27‬من رجب ‪31 ( 1429‬يوليو ‪ ،)2008‬منشور‬
‫بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،5677‬بتاريخ ‪ 27‬شوال ‪ 27(1429‬أكتوبر ‪)2008‬ص‪.3883 .‬‬
‫‪3‬المادة ‪ 2‬من الظهير الشريف ‪.1.08.67‬‬
‫‪2‬‬
‫أما بخصوص المهام واألدوار المنوطة بالقواد كرجال سلطة على المستوى المحلي‬
‫فهي متعددة‪ ،‬حيث تم النص عليها في المادة ‪ 49‬من الميثاق الجماعي‪ ،‬كما تم التأكيد‬
‫على هذه االختصاصات ضمن القانون التنظيمي للجماعات رقم (‪ ،)113.14‬فهم‬
‫مسؤولون على الحفاظ على النظام واألمن العموميين بتراب الجماعة‪ ،‬وتأسيس‬
‫الجمعيات والتجمعات العمومية والصحافة‪،‬فالسلطة المحلية لها دور مهم في تفعيل‬
‫آليات الديمقراطية التشاركية في إطار مسطرة تأسيس الجمعيات وذلك بالحرص‬
‫علىاحترام الفصل الخامس من قانون تأسيس الجمعيات‪4،‬من اختصاصاتهم أيضا‬
‫الحرص على النزاهة والتنافس الشريف بين المنتخبين الجماعيين‪ ،‬تنظيم ومراقبة‬
‫نشاط الباعة المتجولين‪ ،‬مراقبة مضمون اإلشهار وكذلك مراقبة األثمان‪...‬‬
‫هذه االختصاصات ماهي إال آليات للتدبير الحكماتي‪ ،‬فعن طريقها يتم تنزيل مبادئ‬
‫الحكامة الترابية من خالل الحرص الشديد على سيادة دولة الحق والقانون بتنفيذ‬
‫النصوص التشريعية والتنظيمية عند تنظيم الميادين المتعلقة بالحق في تأسيس‬
‫الجمعيات والتجمعات العمومية والنقابات المهنية‪.‬‬
‫التدبير الجيد للتراب المحلي الواقع بنفوذ القيادة‪ ،‬يحتم على القواد تفعيل مبادئ‬
‫المساواة والشفافية و الديمقراطية وتيسير استفادة المرتفقين من خدماتها بإنصاف‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‪:‬‬
‫القائد‪:‬هو رجل سلطة‪ ،‬له مهام إدارية وأمنية واسعة‪ ،‬يساعده في عمله أعوان‬
‫السلطة‪ ،‬ينتمي إلى وزارة الداخلية‪ ،‬حيث ينص الفصل ‪ 32‬من القانون المتعلق‬
‫بالنظام األساسي الخصوصي للمتصرفين بوزارة الداخلية على « أن رؤساء‬
‫المقاطعات الحضرية والقروية ( الباشوات والقواد) يمثلون في مقاطعاتهم السلطة‬
‫التنفيذية ويمارسون في الجماعات الجاري عليها نفوذهم سلطات األمن والنظام طبقا‬
‫‪5‬‬
‫للتشريع المعمول به»‪.‬‬
‫الحكامة الترابية‪ :‬أو الحكامة المحلية‪ ،‬هي مجموع المؤسسات والميكانيزمات‬
‫والسيرورات التي يعبر بواسطتها المواطنون ومجموعاتهم عن مصالحهم‬
‫وحاجياتهم ويفاوضون اختالفاتهم ويمارسون حقوقهم وواجباتهم على المستوى‬
‫‪6‬‬
‫المحلي‪.‬‬
‫تحديد مشكلة الدراسة‪:‬‬
‫تنبني هذه الدراسة على مشكلة أساسية تتعلق بمدى مساهمة القائد في تنزيل مبادئ‬
‫الحكامة الترابية‪ ،‬كما نص عليها الدستور المغربي‪.‬‬
‫اإلجابة عن هذه اإلشكالية يقتضي طرح األسئلة الفرعية التالية‪:‬‬
‫‪ ‬ما هي القوانين المنظمة للدور المنوط بالقائد؟‬
‫‪4‬عبد الواحد القريشي‪،‬أسئلة الحكامة في االنتخابات المغربية‪،‬سلسلة إضاءات في الدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪ ،3‬ص‪.36 .‬‬
‫‪5‬الفصل ‪ 32‬من الظهير الشريف رقم ‪ 1.63.038‬بشأن النظام األساسي الخصوصي للمتصرفين بوزارة الداخلية‪ ،‬صدر‬
‫في ‪5‬شوال عام ‪ 1382‬الموافق ل فاتح مارس سنة ‪ 1963‬ونشر بالجريدة الرسمية عدد ‪2629‬بتاريخ ‪.1963/3/15‬‬
‫‪6‬جمال أمقران‪ ،‬دور القضاء اإلداري في ترسيخ مبادئ الحكامة بالجماعات الترابية‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫‪ ‬كيف يساهم القائد في دعم متطلبات الحكامة الترابية؟‬
‫‪ ‬كيف يحافظ القائد على األمن واألمان واستقرار األوضاع بمنطقته؟‬
‫‪ ‬ما هي اإلجراءات و التدابير المتخذة من طرف القائد في حالة الطوارئ؟‬
‫التعريف بأهداف الدراسة‪:‬‬
‫تهدف هذه الدراسة إلى التعريف بمميزات نظام القيادة بالمغرب‪ ،‬حيث سنعمل على‬
‫إبراز الجوانب المضيئة في هذا النظام من خالل تتبع مسار إطار القائد عبر‬
‫النصوص القانونية‪ ،‬وفي نفس الوقت إبراز مواطن الخلل‪ ،‬وذلك في عالقة القائد‬
‫بمبادئ الحكامة الترابية‪.‬‬
‫أهمية الدراسة‪:‬‬
‫تكمن األهمية النظرية لهذا الموضوع في؛ تعرف القوانين المؤطرة لمهام‬
‫ووظائف القائد في عالقتها بالتدبير الترابي الجيد‪.‬‬
‫أما األهمية العملية؛ فتكمن في تسجيل مكامن القوة في عمل القواد‪ ،‬عند ممارستهم‬
‫للتدابير واإلجراءات الكفيلة بالحفاظ على النظام العام والصحة العامة‪ ،‬وتنظيم‬
‫حركية السير والجوالن كحق من حقوق اإلنسان‪ ،‬ومرتكز من مرتكزات دولة‬
‫القانون‪.‬‬
‫الدراسات السابقة‪:‬‬
‫بمناسبة اإلعداد لهذه الورقة البحثية‪ ،‬وقفنا على العديد من الدراسات التي جعلت من‬
‫الالتمركز اإلداري موضوعا لها‪ ،‬وكذا مجموعة من الدراسات التي تطرقت إلى‬
‫مبادئ الحكامة الترابية‪ ،‬وأخرى تربط بين مؤسسة الوالي أو العامل من جهة‬
‫والحكامة الترابية من جهة أخرى‪ ،‬غير أننا لم نقف على أي دراسة تربط بين القائد‬
‫والحكامة الترابية‪.‬‬
‫وألجله سنحاول الربط بين هذه الفئة من رجال السلطة كنظام تقليدي إسالمي‬
‫ومغربي له خصوصياته وبين مرتكزات الحكامة الترابية‪.‬‬
‫فرضية البحث‪:‬‬
‫نجاح فئة القواد بالمغرب في التدبير الجيد‪ ،‬وتميز أدواره في دعم الحكامة الترابية‬
‫بتدبير المخاطر واألزمات‪.‬‬
‫منهجية البحث‪:‬‬
‫لمعالجة موضوع الدراسة تم الرصد التاريخي لتطور النصوص القانونية‬
‫المنظمة لنظام المركزية اإلدارية بالمغرب‪ ،‬كما تم استثمار النصوص القانونية‬
‫المؤطرة للقائد على الخصوص‪ ،‬وألدواره وكذا أدائه في زمن انتشار وباء كورونا‪،‬‬
‫مقاربة علمية اعتمدت على‪:‬‬

‫‪4‬‬
‫‪ ‬المنهج النسقي‪ :‬أي عالقة القائد بالمحيط السياسي المتواجد به‪ ،‬باعتباره جزء‬
‫من نظام أشمل ال تتكامل وظائفه إال بإشراف العمال‪ ،‬وبمساعدة أعوان‬
‫السلطة المحلية‪.‬‬
‫‪ ‬المنهج الوظيفي‪ :‬من أجل تعرف وظائف القائد وسط هذا النسق المتجانس‪.‬‬
‫‪ ‬المنهج االستنباطي‪ :‬وذلك الستشفاف مجموعة من الخالصات واالستنتاجات‬
‫المسلم بها‪.‬‬

‫مقدمة‪:‬‬

‫يعتبر دستور ‪ 29‬يوليوز ‪ ،2011‬دستورا حديثا بامتياز نظرا لجدة المفاهيم الواردة‬
‫فيه‪ ،‬كالحكامة والشفافية والمساواة والالمركزية‪..‬والجدة التي نتحدث عنها هنا ال‬
‫ترتبط بحداثة المصطلحات بقدر ما يتعلق األمر بدالالت هذه الكلمات وسياقات‬
‫استعمالها‪ ،‬حيث بات هذا الدستور المصنف بين الدساتير العالمية‪ ،‬يربط بشدة بين‬
‫هذه المفاهيم وتحقيق سياسة القرب من المواطنين والالمركزية الترابية وربط‬
‫المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬في سبيل تعزيز دولة الحق والقانون والديمقراطية التشاركية‪.‬‬
‫فالدستور المغربي لم يقتصر على الحكامة في مستوياتها العليا‪ ،‬بل جعل الحكامة‬
‫منواال وشريعة لكل مستويات التدبير العمومي الوطني وكذا المحلي‪ ،‬فجعل‬
‫الجماعات الترابية بأنواعها الثالث معنية أكثر من غيرها بتطبيق الحكامة الترابية‬
‫تدعيما لالمركزية ترابية فعالة‪ ،‬وزود المجالس الجماعاتية ورؤسائها‪ ،‬باختصاصات‬
‫ووظائف متعددة وذات أهمية‪ ،‬خدمة لمصلحة المواطنات والمواطنين سواء تعلق‬
‫األمر باالختصاصات الذاتية أو المنقولة‪ ،‬أو تلك المشتركة بينها وبين الدولة‪.‬‬
‫كما جعل من الالتمركز أداة ووسيلة للمواكبة والمصاحبة والتنسيق بين السياسات‬
‫واالستراتيجيات العامة للدولة مع ما يتم إنجازه في حدود الالمركزية‪.‬‬
‫مهام التنسيق والتخطيط والتعاون هذه‪ ،‬أنيطت بتمثيليات ومصالح خارجية‪ ،‬كما‬
‫أوكلت لممثلي السلطة المركزيةأي والي الجهة وعامل العمالة أو اإلقليم أو من‬
‫ينوب عنه‪.‬‬
‫في هذا السياق ظهر مرسوم ‪ ،2.17.618‬المتعلق بالميثاق الوطني لالتمركز‬
‫اإلداري‪ ،‬الذي يعتبر آخر لبنة من اللبنات التي تأسس عليها بنيان عدم التركيز‬
‫اإلداري‪ ،‬حيث رأى النور بتاريخ ‪ 25‬أكتوبر ‪ ،2018‬يروم هذا الميثاق نحو تدخل‬
‫الدولة على المستوى الجهوي والترابي من خالل تمكين المصالح الالممركزة‬
‫الجهوية من جملة من االختصاصات‪ ،‬تتمثل في؛ المساهمة في إعداد برنامج عمل‬
‫الدولة على المستوى الجهوي‪ ،‬تحت إشراف والي الجهة‪ ،‬وتنشيط أنشطة المصالح‬
‫الالممركزة على مستوى العماالت واألقاليم‪ ،‬ومواكبة الجماعات الترابية في إعداد‬
‫برنامج التنمية الجهوية وإعداد التراب‪ ،‬بتكامل وانسجام مع عمل الدولة على‬
‫المستوى الجهوي‪ ،‬وتدعيم عالقات الشراكة بين الدولة والجماعات الترابية‪ ،‬كما أن‬
‫المرسوم‪ ،‬يسعى إلى تفعيل إصالح المراكز الجهوية لالستثمار‪ ،‬وتمكينها من‬
‫‪5‬‬
‫الصالحيات الالزمة للقيام بدورها مثل الموافقة على القرارات بأغلبية األعضاء‬
‫الحاضرين‪ ،‬عوض االجتماع المعمول به سابقا‪ ،‬وتجمع كل اللجان المعنية وتمكينها‬
‫من الصالحيات الالزمة للقيام بدورها مثل الموافقة على القرارات بأغلبية األعضاء‬
‫الحاضرين‪ ،‬عوض االجتماع المعمول به سابقا‪ ،‬وتجمع كل اللجان المعنية في لجنة‬
‫جهوية موحدة‪.‬‬
‫كما سيشكل هذا الميثاق دافعا إلصالح اإلدارة وذلك بتفعيل مبدأ المحاسبة‪ ،‬والوقوف‬
‫على أماكن التعثر التي تعاكس هذا اإلصالح‪ ،‬لذلك يتعين العمل على جعل هذه‬
‫اإلجراءات أمرا واقعا‪.‬‬
‫إذن‪ ،‬فالالتركيز نظام يرتكز على توزيع اختصاصات الوظيفة اإلدارية على فروع‬
‫الوزارات ومصالحها الخارجية في األقاليم‪ ،‬بحيث يتمتع بعض الموظفين التابعين‬
‫للوزير بسلطة التقرير في بعض الشؤون اإلدارية في الحدود التي يرسمها القانون‪.‬‬
‫كنموذج على ذلك‪ ،‬نستشهد بوزارة الداخلية التي تمنح سلطة التقرير لهيئة رجال‬
‫السلطة ‪ ،‬على المستوى المحلي‪ ،‬حيث تحدث بوزارة الداخلية هيئة لرجال السلطة‪،‬‬
‫تضم أربعة أطر‪ ،‬موزعة على الدرجات التالية‪:‬‬
‫إطار العمال‪ ،‬ويضم درجة عامل ممتاز‪ ،‬ودرجة عامل‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إطار الباشوات‪ ،‬ويضم درجة باشا ممتاز‪ ،‬ودرجة باشا‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إطار القواد‪ ،‬ويضم درجة قائد ممتاز‪ ،‬ودرجة قائد‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫إطار خلفاء القواد‪ ،‬ويضم درجة خليفة قائد ممتاز‪ ،‬ودرجة خليفة قائد من‬ ‫‪‬‬
‫‪7‬‬
‫الدرجة األولى‪ ،‬ودرجة خليفة قائد من الدرجة الثانية‪.‬‬
‫أما الفئة المستهدفة بالدراسة‪ ،‬فهي فئة القواد التي تعمل ضمن القيادة‪ ،‬كفرع للتقسيم‬
‫اإلداري المغربي‪ ،‬مرتبط بالمجال القروي يسمح لإلدارة المركزية للدولة بالتوفر‬
‫على موقع متقدم داخل البيئة القروية‪ ،‬وهي مستوى تقسيم إداري يقع بين الدائرة‬
‫والجماعة القروية‪.‬‬
‫ويتولى القائد مسؤولية القيادة‪ ،‬تحت سلطة ومراقبة رئيس الدائرة‪ ،‬وعامل اإلقليم‪،‬‬
‫فيقوم بالعديد من الوظائف حددها ظهير ‪ 20‬مارس ‪1956‬؛ يعتبر القائد ممثال‬
‫للسلطة التنفيذية داخل نطاق نفوذه‪ ،‬وهذه التمثيلية تجعل منه مسؤوال عن النظام‬
‫العام واألمن والمحافظة عليهما‪ ،‬غير أنه ومع تطور ممارسة الالمركزية بالمغرب‬
‫وتوسيع صالحيات رئيس المجلس الجماعي‪ ،‬أصبح دوره يقتصر على تسيير‬
‫الشؤون التي تعتبر حكرا على الدولة‪ ،‬كمنح جواز السفر وكذا تسليم بعض‬
‫‪8‬‬
‫الرخص‪..‬‬
‫أما العنصر الثاني الذي يأطر محور موضوعنا‪ ،‬فهو الحكامة الترابية‪ ،‬فالحكامة‬
‫بصفة عامة هي نمط جديد لتدبير السلطة والتنظيم السياسي واالجتماعي‪ ،‬وهي رؤيا‬
‫جديدة للدولة والمجتمع والعالقات التي تربط بينهما‪ ،‬وأسلوب لقيادة التغيير‪ ،‬هي‬

‫‪7‬المادة ‪ 1‬من الظهير الشريف رقم ‪،1.08.67‬في شأن هيئة رجال السلطة‪.‬‬
‫‪8‬لموقع اإللكتروني‪ar.m.wikipedia.org/wiki/ :‬تم تصفح الموقع بتاريخ ‪ 16‬أبريل ‪ ،2020‬على الساعة ‪.16:20‬‬

‫‪6‬‬
‫أيضا مقاربة جديدة لتدبير التغيير في المرافق العمومية والخصوصية وفي دور‬
‫المجتمع المدني‪.‬‬
‫عرفها البعض اآلخر من الكتاب والمهتمين بالمجال‪ ،‬على أنها تعبئة للطاقات‬
‫‪9‬‬
‫والموارد وترشيد استثمارها لتأمين شروط تدبير جيد‪.‬‬
‫قد استعمل مصطلح الحكامة عند بداية نشوئه في الثمانينات من القرن الفائت‪ ،‬من‬
‫طرف المؤسسات المالية الدولية‪ ،‬ثم السياسية؛ كالبنك الدولي‪ ،‬صندوق النقد الدولي‪،‬‬
‫منظمة التجارة العالمية‪ ،‬صندوق األمم المتحدة للتنمية‪ ،‬األمم المتحدة واالتحاد‬
‫األوروبي وغيرها‪ ،‬بعد ذلك انتشر المفهوم في عالم المال والسياسة واالقتصاد‬
‫واإلدارة والحكم‪ .‬وتعددت المسميات التي أطلقت على الحكامة‪ ،‬من قبيل؛ الحكامة‬
‫الجيدة‪ ،‬الحكامة الرشيدة‪ ،‬الحكم الرشيد‪ ،‬الحكامة الرشيدة‪ ،‬الحكامة السياسية‪،‬‬
‫الحكامة االقتصادية‪ ،‬الحكامة المالية‪ ،‬الحكامة اإلدارية والحكامة االجتماعية‪..‬‬
‫وهكذا تغلغل مصطلحها ووجد له مناصرون في كل ميدان وفي كل جانب من‬
‫جوانب الحياة العامة وأصبح لصيقا على الخصوص بتدبير الشأن العام مهما كان‬
‫‪10‬‬
‫حجمه‪.‬‬
‫والحكامة من حيث الممارسة‪ ،‬ال يمكن ربطها بالعصر الحديث بل هي ممارسة‬
‫إنسانية ترتبط بتاريخ البشرية وبالفكر اإلنساني الرامي إلى تحقيق المصلحة من‬
‫‪11‬‬
‫زوايا متعددة‪.‬‬
‫أما الحكامة الترابية‪ ،‬فهي نظام إدارة الفعل العمومي الترابي‪ ،‬من خالل الوصول‬
‫ترابيا إلى أحسن تدبير محلي ممكن‪ ،‬في أسرع وقت ممكن‪ ،‬وبأدنى مجهود‪ ،‬وأقل‬
‫تكلفة‪ ،‬وفي أفضل الظروف الممكنة‪ ،‬وبالدقة والنجاعة المطلوبتين‪ ،‬وهي كذلك‬
‫تمكين الساكنة المحلية من اختيار اإلطار العام لحياتها اليومية‪ ،‬بكل حرية‬
‫وتشاركية‪ ،‬وتوسيع قدراتها‪ ،‬وتنويع خياراتها‪ ،‬وتحفيزها على المشاركة في القرار‬
‫التنموي‪ ،‬مشاركة فعلية وحقيقية‪ ،‬حتى تكون القرارات التنموية من الساكنة وإليها‪،‬‬
‫من دون أن يلغي ذلك حق اإلدارة المركزية في اتخاذ القرار‪ .‬األمر الذي يقتضي‬
‫اقتران تحويل االختصاصات للمصالح الالممركزة‪ ،‬بتحويل االعتمادات والوسائل‬
‫الالزمة لتنفيذها‪ ،‬وإخراجها إلى حيز الوجود وبالتالي‪ ،‬تكون الحكامة الترابية؛‬
‫الهدف األسمى الذي يمكن الوصول إليه‪ ،‬على المستوى الترابي والوصفة األكثر‬
‫‪12‬‬
‫نجاعة لحل مختلف إشكاليات دولة القانون‪.‬‬
‫في محاولة لإلجابة عن مشكل الدراسة‪ ،‬سوف نعطي إطاللة على المرتكزات‬
‫القانونية المؤطرة للقائد والحكامة الترابية سواء تلك المرتكزات المتعلقة بالحفاظ‬
‫على سمو القانون أو تلك المتعلقة بربط المسؤولية بالمحاسبة‪ .‬ثم سنعرض دور القائد‬
‫في تنظيم حالة الطوارئ في عالقته بالحكامة ترابية‪.‬‬

‫‪ 9‬عبد العزيز أشرقي‪ ،‬الحكامة الترابية وتدبير المرافق العمومية‪ ،‬على ضوء مشروع الجهوية المتقدمة‪،‬ص‪.16 .‬‬
‫‪10‬عبد العزيز أشىرقي‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.15 .‬‬
‫‪11‬عبد الواحد القريشي‪ ،‬أسئلة الحكامة في االنتخابات المغربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.6 .‬‬
‫‪ 12‬رضوان زهرو‪ ،‬الحكامة الترابية‪،‬مجلة الجماعة الترابية‪ :‬الجهوية المتقدمة ورهان الحكامة الجيدة‪ ،‬عدد ‪ ،30/29‬سنة‬
‫اإلصدار ‪ ،2015‬ص‪.7.‬‬
‫‪7‬‬
‫أوال‪:‬المرتكزات القانونية المؤطرة للقائد والحكامة الترابية‬

‫لما كان لكل دولة الحرية في اختيار التوزيع المالئم إلدارتها‪ ،‬وكذا اختيار النظام‬
‫المناسب لها‪ ،‬فإن هناك مبدأين أساسيين يعتمدان في جل التنظيمات اإلدارية الحديثة‬
‫وهما المركزية والالمركزية‪.‬‬
‫وهكذا فالتنظيم اإلداري المغربي‪ ،‬يجب أن يدرس في إطار ما جاء في تصدير‬
‫الدستور المغربي‪ ،‬حينما نص على أن"‪ ..‬المملكة المغربية دولية إسالمية متشبتة‬
‫‪13‬‬
‫بوحدتها الوطنية والترابي‪".‬‬
‫فالمركزية‪ ،‬نظام بموجبه تتخذ االختصاصات اإلدارية من طرف األجهزة المركزية‬
‫للدولة‪ ،‬أو مصالحها الالممركزة‪.‬‬
‫والالتركيز اإلداري كصورة ثانية من صور المركزية اإلدارية‪ ،‬يقصد به نقل أو‬
‫تفويض جزء من االختصاصات لممثلي السلطة المركزية‪ ،‬سواء تواجدوا بالعاصمة‬
‫أو بباقي مناطق الدولة‪ ،‬ويجسده في التنظيم اإلداري المغربي باألساس الوالي أو‬
‫العامل إلى جانب المصالح الالممركزة للدولة‪.‬‬
‫ويقصد بالمصالح الالممركزة للدولة تلك التمثيليات أو البنيات اإلدارية الترابية‪،‬‬
‫الممثلة لإلدارات المركزية‪ ،‬على مستوى الجهة‪ ،‬العمالة أو اإلقليم‪ ،‬سواء كانت‬
‫تابعة لقطاع وزاري معين‪ ،‬أو مشتركة بين قطاعين أو أكثر‪ ،‬كيفما كان شكل تنظيم‬
‫‪14‬‬
‫هذه التمثيليات أو البنيات‪ ،‬وأيا كانت مسمياتها‪.‬‬
‫وفي أسفل تراتبية التنظيم اإلداري المغربي‪ ،‬نجد إطار القواد‪ ،‬الذي يضم درجة قائد‬
‫ممتاز ودرجة قائد‪ ،‬كفئة ضمن هيئة رجال السلطة‪ ،‬تناط بها اختصاصات حددها‬
‫الدستور والقانون التنظيمي الجماعات رقم ‪،113.14‬وكذا ميثاق الالتمركز اإلداري‪،‬‬
‫باإلضافة إلى النصوص القانونية المؤطرة للقواد‪ ،‬والتي لها عالقة وطيدة بتنزيل‬
‫أسس ومبادئ الحكامة الترابية‪ ،‬نضرب مثالين أساسيين؛ سمو القانون( ‪ ،)1‬وربط‬
‫المسؤولية بالمحاسبة (‪.)2‬‬

‫الفقرة األولى‪:‬المرتكزات المتعلقة بالحفاظ على سمو القانون‬


‫تعد مبادئ الشفافية والنزاهة وسمو القانون من مرتكزات الحكامة الترابية التي يناط‬
‫برجال هيئة السلطة العمومية الحفاظ عليها‪ ،‬ونجد سندا لذلك في مقتضيات‬
‫النصوص الدستورية (أ)‪ ،‬وفي القانون التنظيمي للجماعات (ب)‪ ،‬وفي ميثاق‬
‫الالتمركز اإلداري (ج)‪ ،‬ثم في القوانين المؤطرة للقواد(د)‪.‬‬

‫‪13‬عبد الواحد القريشي‪ ،‬التنظيم اإلداري المغربي‪ ،‬سلسلة إضاءات في الدراسات القانونية‪ ،‬السنة ‪،2019‬العدد ‪ ،7‬ص‪.‬‬
‫‪.19-18‬‬
‫‪14‬عبد الواحد القريشي‪ ،‬نفس المرجع‪ ،‬ص‪.24 .‬‬
‫‪8‬‬
‫أ)‪.‬النصوص الدستورية‬
‫ينص الدستور المغربي في العديد من فصوله على دعم دولة الحق والقانون‪ ،‬حيث‬
‫يدرج في فصله السادس‪ ،‬على أن« القانون هو أسمى تعبير عن إرادة األمة‪،‬‬
‫والجميع‪ ،‬أشخاصا ذاتيين أو اعتباريين‪ ،‬بما فيهم السلطات العمومية متساوون أمامه‬
‫وملزمون باالمتثال له‪.‬‬
‫تعمل السلطات العمومية على توفير الظروف التي تمكن من تعمبم الطابع الفعلي‬
‫لحرية المواطنين والمواطنات‪ ،‬والمساواة بينهم‪ ،‬ومن مشاركتهم في الحياة السياسية‬
‫واالقتصادية والثقافية واالجتماعية‪».‬‬
‫كما ينص الفصل الحادي عشر على أن « السلطات العمومية ملزمة بالحياد التام‬
‫إزاء المترشحين‪ ،‬وبعدم التمييز بينهم‪».‬‬
‫يضيف الفصل الثاني عشر من الدستور على أنه «تؤسس جمعيات المجتمع المدني‬
‫والمنظمات غير الحكومية وتمارس أنشطتها بحرية في نطاق احترام الدستور‬
‫والقانون‪...‬تساهم الجمعيات المهتمة بقضايا الشأن العام والمنظمات غير الحكومية‬
‫في إطار الديمقراطية التشاركية في إعداد قرارات ومشاريع لدى المؤسسات‬
‫المنتخبة والسلطات العمومية‪ ،‬وكذا في تفعيلها وتقييمها‪ ،‬وعلى المؤسسات‬
‫والسلطات تنظيم هذه المشاركة طبق شروط وكيفيات يحددها القانون‪».‬‬
‫يضيف الفصل الواحد والثالثون من دستور ‪29‬يوليوز ‪ ،2011‬أنه « تعمل الدولة‬
‫والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية‪ ،‬على تعبئة كل الوسائل المتاحة لتيسير‬
‫أسباب استفادة المواطنين والمواطنات على قدم المساواة من الحق في‪:‬‬
‫‪..‬‬ ‫‪‬‬
‫الشغل والدعم من طرف السلطات العمومية في البحث عن منصب شغل‪ ،‬أو‬ ‫‪‬‬
‫في التشغيل الذاتي‪.‬‬
‫الحصول على الماء والعيش في بيئة سليمة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫التنمية المستدامة‪».‬‬ ‫‪‬‬
‫إذن فالسلطات العمومية منوط بها احترام حقوق اإلنسان وحقوق المشاركة والتزام‬
‫الحياد والنزاهة إزاء المواطنات والمواطنين والمؤسسات والهيئات االنتخابية‪ ،‬ما‬
‫يستشف أيضا من كل هذه النصوص الدستورية المشار إليها في األعلى أن السلطات‬
‫العمومية‪ ،‬بصفة عامة‪ ،‬ومن ضمنها إطار القواد بالطبع‪ ،‬ملزمون باحترام القانون‬
‫في عملهم اليومي وعند قيامهم بواجبهم المهني والقانوني‪ ،‬بل أكثر من ذلك الحرص‬
‫على احترام القوانين بالنسبة لآلخرين أيضا‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫ب)‪ .‬القانون التنظيمي للجماعات رقم ‪113.14‬‬
‫يتدخل رجال السلطة في البعد الترابي‪ ،‬كإطار مجالي لتحقيق التنمية وبرمجة‬
‫المشاريع وتنفيذها على أرض الواقع‪ ،‬هذا البعد الذي ال يقل أهمية عن باقي األبعاد‬
‫المادية أو الموضوعية‪ ،‬فالمجال الترابي يعد بمثابة القالب الذي يتم في إطاره إقرار‬
‫‪15‬‬
‫وتنفيذ البرامج والعمليات والتصرفات المالية‪.‬‬
‫رجال السلطة في عالقتهم بهذا البعد‪ ،‬يجدون أساسا قانونيا لتدخالتهم‪ ،‬فباإلضافة إلى‬
‫الصرح الدستوري الذي أسس العتماد أسس الحكامة‪ ،‬فإن القانون التنظيمي رقم‬
‫‪ 113.14‬في مادته الثالثة بعد التسعون‪ ،‬نص على أنه « تقوم السلطات العمومية‬
‫باستشارة مجلس الجماعة في السياسات القطاعية التي تهم الجماعة وكذا التجهيزات‬
‫والمشاريع الكبرى التي تخطط الدولة إنجازها فوق تراب الجماعة‪ ،‬وخاصة عندما‬
‫‪16‬‬
‫تكون هذه اإلستشارة منصوص عليها في نص تشريعي أو تنظيمي خاص‪».‬‬
‫أما المادة ‪ 110‬من نفس القانون‪ ،‬فتستثني من مجال صالحيات رئيس مجلس‬
‫الجماعة‪ ،‬فيما يخص الشرطة اإلدارية الجماعية‪ ،‬مجموعة من المواد والتي يخول‬
‫التصرف فيها لعامل العمالة أو اإلقليم أو من ينوب عنه‪ ،‬وهي كالتالي‪:‬‬
‫المحافظة على النظام واألمن العمومي بتراب الجماعة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تأسيس الجمعيات والتجمعات العمومية والصحافة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫االنتخابات واالستفتاءات‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫النقابات المهنية‬ ‫‪‬‬
‫التشريع الخاص بالشغل والسيما النزاعات االجتماعية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫المهن الحرة ورخص الثقة لسائقي سيارات األجرة‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مراقبة احتالل الملك العمومي الجماعي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنظيم ومراقبة األسلحة والذخائر والمتفجرات وترويجها وحملها وإيداعها‬ ‫‪‬‬
‫وبيعها واستعمالها‪.‬‬
‫مراقبة مضمون اإلشهار بواسطة اإلعالنات واللوحات واإلعالمات‬ ‫‪‬‬
‫والشعارات‪.‬‬
‫شرطة الصيد البري‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫جوازات السفر‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مراقبة األثمان‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تنظيم االتجار في المشروبات الكحولية أو الممزوجة بالكحول‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫مراقبة الدعامات وغيرها من التسجيالت السمعية البصرية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫تسخير األشخاص والممتلكات‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫‪15‬عبد اللطيف بروحو‪ ،‬الدور التنموي للجماعات الترابية وإكراهات الرقابة المالية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة‬
‫والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع الساعة‪ ،‬العدد ‪ ،97‬الطبعة الثانية محينة ومنقحة‪ ،‬سنة ‪ ،2016‬ص‪.327.‬‬
‫‪16‬المادة ‪ ،93‬من القانون التنظيمي ‪ ،113.14‬منشور بالجريدة الرسمية عدد ‪ ،6380‬شوال ‪ 23(1436‬يوليو ‪ ،)2015‬ص‪.6677 .‬‬
‫‪10‬‬
‫‪17‬‬
‫‪ ‬التنظيم العام للبالد في حالة حرب‪.‬‬
‫عالوة على ذلك‪ ،‬يمكن للسلطة الحكومية المكلفة بالداخلية أن تتخذ بموجب قرار‬
‫جميع االجراءات الالزمة لحسن سير المرافق العمومية الجماعية‪ ،‬مع مراعاة‬
‫الصالحيات المخولة لمجالس الجماعات ورؤسائها بموجب هذا القانون التنظيمي‪،‬‬
‫‪18‬‬
‫من بين ماتشمل هذه اإلجراءات‪ ،‬نسيق تنظيم النقل والسير بالمجال الحضري‪.‬‬
‫وهكذا يظهر جليا مدى تنوع المهام الممنوحة للسلطات العمومية التي تخول لها‬
‫السهر على احترام القانون‪.‬‬

‫ج)‪ .‬ميثاق الالتمركز اإلداري‬


‫طبقا ألحكام الفقرة األخيرة من الفصل ‪ 145‬من الدستور والنصوص التشريعية‬
‫والتنظيمية الجاري بها العمل‪ ،‬يقوم والة الجهات وعمال العماالت واألقاليم تحت‬
‫سلطة الوزراء المعنيين‪ ،‬بتنسيق أنشطة المصالح الالممركزة‪ ،‬ويسهرون على حسن‬
‫سيرها‪.‬‬
‫ومن أجل ذلك يشرف الوالة والعمال على تحضير البرامج والمشاريع المقررة‬
‫‪19‬‬
‫ويسهرون على ضمان التقائيتها وانسجامها وتناسقها‪.‬‬

‫د)‪.‬القوانين المنظمة لرجال السلطة‬


‫تعزيز الدولة يسودها القانون‪ ،‬تعيين وتنقل رجال السلطة يتم وفق مسطرة خاصة‪،‬‬
‫فحسب المادة ‪ 14‬من الظهير الشريف المنظم لرجال السلطة « يخضع رجال‬
‫السلطة لحركية دورية ويعينون بمراكز قيادة مصنفة حسب المناطق‪ ،‬وتحدد قائمة‬
‫مراكز القيادة التابعة لكل منطقة بقرار لوزير الداخلية‪ ،‬ويجب عليهم قبول المنصب‬
‫‪20‬‬
‫الموكول إليهم‪ ،‬وفي حالة الرفض‪ ،‬يعتبرون في حالة ترك الوظيفة»‪.‬‬
‫هذه التنقالت التي يخضع لها القواد بناء على قرار صادر عن وزير الداخلية إنما‬
‫لحماية القانون وجعله فوق كل السلط‪ ،‬حتى ال تتسع شبكة عالقات القائد في منطقة‬
‫نفوذه وبالتالي تطغى الزبونية والمحسوبية في أداء واجبه‪.‬‬
‫يمثل رؤساء الدوائر السلطة التنفيذية في دائرة نفوذهم الترابي ويقومون تحت‬
‫إشراف العامل بتنفيذ القوانين واألنظمة والمحافظة على النظام واألمن والهدوء‪ ،‬كما‬
‫يسهرون تحت سلطة العامل على إذكاء نشاط رؤساء المقاطعات الواقعة في حدود‬
‫الدائرة ومراقبة أعمالهم‪ ،‬كما يسهرون على التنسيق العملي للتدخالت التي يتطلبها‬
‫‪21‬‬
‫تجهيز ترابهم وتهيئته‪.‬‬

‫‪17‬المادة ‪ ،110‬من القانون التنظيمي للجماعات رقم ‪،113.14‬نفس القانون‪ ،‬ص‪.6680 .‬‬
‫‪18‬المادة ‪ ،112‬من القانون التنظيمي للجماعات رقم ‪ ،113.14‬نفس القانون‪ ،‬ص‪.6681 .‬‬
‫‪19‬المادة ‪ 26‬من مرسوم رقم ‪ 2.17.618‬بمثابة ميثاق لالتمركز اإلداري‪ ،‬صادر في ‪ 18‬من ربيع اآلخر ‪26 (1440‬ديسمبر ‪)2018‬‬
‫نشر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6738‬بتاريخ ‪ 29‬ربيع اآلخر ‪ 27(1440‬ديسمبر ‪ ،)2018‬ص‪.9792 .‬‬
‫‪20‬المادة ‪ 14‬من الظهير الشريف رقم ‪ ،1.08.67‬في شأن هيئة رجال السلطة‪ ،‬ص‪.3883 .‬‬
‫‪21‬الفصل ‪ 31‬من ‪ ،1.63.038‬بشأن النظام األساسي الخصوصي للمتصرفين بوزارة الداخلية‪.‬‬
‫‪11‬‬
‫الفقرة الثانية‪:‬المرتكزات المتعلقة بربط المسؤولية بالمحاسبة‬
‫يعد ربط المسؤولية بالمحاسبة‪ ،‬مبدأ أساسيا ليس فقط كمكونا من المكونات التي‬
‫ترتكز عليها الحكامة‪ ،‬بل ألنه يساهم في ترسيخ باقي المرتكزات‪ ،‬والضرب على يد‬
‫كل من سولت له نفسه مخالفة القانون أو اإلخالل أو التقصير في أداء ما أنيط به‬
‫بحكم القانون‪ ،‬وهناك أيضا من تحدث على أن العقاب ينبغي أن يطال حتى‬
‫المسؤولين عن سوء تدبير المرفق أوالمؤسسة أو اإلدارة عمال بمقاربة التدبير‬
‫المرتكز على النتائج إلى غيرها من البيداغوجيات الحديثة التي جادت بها العلوم‬
‫االقتصادية‪ .‬إال أن ذلك لن يتأتى إال بتحديد المسؤوليات بدقة‪.‬‬

‫أ)‪.‬نصوص الدستور‬
‫من الطبيعي أن تقابل كل مسؤولية بمحاسبة‪ ،‬وعلى هذا األساس فإن مجموعة من‬
‫فصول الدستور المغربي تطرقت إلى هذا المبدأ لدرجة أن بعض المواد نصت على‬
‫إفراد العقوبة مقابل كل إخالل أو تقصير‪ ،‬مما يمكن معه الحديث عن دستور جنائي‬
‫‪22‬‬
‫قائم الذات داخل الدستور المغربي‪.‬‬
‫وهكذا نجد أن الفصل ‪ 145‬من الدستور ينص على أنه« يمثل والة الجهات وعمال‬
‫العماالت واألقاليم السلطة المركزية في الجماعات الترابية‪ .‬يعمل الوالة والعمال‪،‬‬
‫باسم الحكومة‪ ،‬على تأمين تطبيق القانون‪ ،‬وتنفيذ النصوص التنظيمية للحكومة‬
‫ومقرراتها كما يمارسون المراقبة اإلدارية‪.‬‬
‫يقوم الوالة والعمال‪ ،‬تحت سلطة الوزراء المعنيين بتنسيق أنشطة المصالح‬
‫‪23‬‬
‫الالممركزة لإلدارة المركزية ويسهرون عل حسن سيرها‪».‬‬
‫كما ينص الفصل ‪ 158‬من الدستور « يجب على كل شخص منتخبا كان أو معينا‬
‫يمارس مسؤولية عمومية‪ ،‬أن يقدم طبقا للكيفيات المحددة في القانون‪ ،‬تصريحا‬
‫كتابيا بالممتلكات واألصول التي في حيازته‪ ،‬بصفة مباشرة أو غير مباشرة‪ ،‬بمجرد‬
‫‪24‬‬
‫تسلمه لمهامه‪ ،‬وخالل ممارستها وعند انتهائها‪».‬‬

‫ب)‪.‬القانون التنظيمي رقم ‪113.14‬‬


‫نصت المادة ‪ 115‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬على أنه«‪..‬يمارس عامل‬
‫العمالة أو اإلقليم مهام المراقبة اإلدارية على شرعية قرارات رئيس المجلس‬
‫ومقررات مجلس الجماعة‪..‬أو من ينوب عنه‪».‬‬
‫وبالتالي‪ ،‬عمال بنظام الالتمركز اإلداري‪ ،‬تمارس السلطات المحلية الرقابة اإلدارية‪،‬‬
‫رقابة للمشروعية وأخرى للمالئمة على أعمال المجلس ومقرراته ونظامه‬
‫‪25‬‬
‫الداخلي‪.‬‬

‫‪22‬عبد الواحد القريشي‪ ،‬أسئلة الحكامة في االنتخابات المغربية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪.13.‬‬
‫‪23‬الفصل ‪ 145‬من دستور ‪.2011‬‬
‫‪24‬الفصل ‪ 158‬من الدستور‪.‬‬
‫‪25‬المادة ‪ 115‬من القانون التنظيمي للجماعات رقم ‪ ،113.14‬ص‪.6681 .‬‬
‫‪12‬‬
‫ج)‪ .‬الظهير المنظم لهيئة رجال السلطة‬
‫جاء بالمادة ‪13‬من الظهير الشريف في شأن هيئة رجال السلطة « يخضع رجال‬
‫السلطة طبقا للتشريع الجاري به العمل التصريح اإلجباري بممتلكاتهم وفق الشروط‬
‫والكيفيات المنصوص عليها‪ 26» .‬حيث تسري على رجال السلطة المقتضيات‬
‫القانونية ذات الصلة‪ ،‬خاصة منها الفصول ‪ 14‬و‪ 15‬و‪ 16‬و‪ 17‬من الظهير الشريف‬
‫رقم ‪ ،1.63.038‬بشأن النظام األساسي الخصوصي المتصرفين بوزارة الداخلية‪،‬‬
‫‪27‬‬
‫وأحكام القانون رقم ‪ 36.04‬المتعلق باألحزاب السياسية‪.‬‬
‫نخلص إلى أن السلطات العمومية بصفة عامة‪ ،‬تمارس رقابة للمشروعية‪ ،‬وأخرى‬
‫للمالئمة على الجماعات الترابية‪ ،‬إال أنه وفي اآلن نفسه‪ ،‬تمارس على أعمال‬
‫السلطات العمومية رقابة‪،‬بل زيادة على ذلك‪ ،‬رجال السلطة ملزمون بالقيام بمهامهم‬
‫ولو خارج أوقات العمل العادية‪ ،‬كما عليهم التزام االنضباط والتقيد بواجب التحفظ‬
‫واحترام السر المهني ولو بعد انتهاء مهامهم ( المادة ‪ ،)11‬وإال تعرضوا للعقوبات‪.‬‬
‫فالحكامة الرقابية‪ ،‬ليست مجرد حالة من الشفافية والمساءلة وحكم القانون فقط‪ ،‬بل‬
‫هي أيضا تحقيق نوع من االندماج والتكامل والتفاعل اإليجابي بين مختلف الجهات‬
‫واألجهزة الممارسة للرقابة على الجماعات الترابية‪ ،‬إذ ال يمكن أن نتحدث عن‬
‫الحكامة الترابية دون تحقيق االندماج‪ ،‬حتى ال يهدر الزمن الرقابي‪ ،‬وحتى ال يضيع‬
‫‪28‬‬
‫الزمن التنموي بدون فائدة‪.‬‬
‫إن اإلصالحات الكفيلة بتحقيق الحكامة في مجال الرقابة اإلدارية على الجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬هي تلك المبنية على التخفيف من الوصاية في اتجاه التنسيق‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬القائد وحالة الطوارئ‪ :‬أية حكامة ترابية‬
‫تتعاطى اإلدارة الترابية مع مستجدات فرضتها التحوالت المجتمعية بالبالد‪،‬‬
‫وأصبحت هذه األخيرة مجبرة على تبني رؤية منفتحة وشاملة‪ 29‬لكل المجاالت‬
‫والبرامج‪ ،‬كما أن مستجدات الظرفية الحالية أي مرحلة انتشار وباء خطير أفتك‬
‫بدول المعمور وال زال ينتشر بوتيرة متسارعة‪ ،‬والزلنا ال نعرف منتهاه‪ .‬وباء من‬
‫عائلة كورونا رقمه التسلسلي كوفيد المستجد ‪ ،19‬ألقى على عاتق اإلدارة الوطنية‬
‫والترابية مهام ومسؤوليات مقننة وفق قوانين ومراسيم‪ ،‬مما استلزم معه إعالن حالة‬
‫الطوارئ (‪ ،)1‬كما أن الكل تجند في محاولة للخروج من هذه المرحلة بأقل الخسائر‬
‫من أعلى هرم السلطة العمومية إلى أسفل الهرم‪ ،‬وفي مقدمة هؤالء الجنود نجد‬
‫إطار القواد الذين واكبوا وصاحبوا عملية الحجر الصحي بوقوفهم على تنفيذ‬
‫اإلجراءات و التدابير الوقائية على مستوى السلطة الترابية (‪.)2‬‬

‫‪26‬المادة ‪ 13‬من الظهير الشريف‪ ،‬في شأن هيئة رجال السلطة‪ ،‬ص‪.3883 .‬‬
‫‪27‬المادة ‪10‬من الظهير الشريف في شأن هيئة رجال السلطة‪ ،‬ص‪.3882 .‬‬
‫‪28‬حليمة المكروض‪ ،‬رقابة المجالس الجهوية للحسابات على مالية الجماعات الترابية بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر‬
‫في القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬بفاس‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪ ،2016/2015‬ص‪.99 .‬‬
‫‪29‬محمد األعرج‪ ،‬تحديث اإلدارة الترابية ومتطلبات التنمية بالمغرب‪ ،‬بحث لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة‬
‫سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فاس‪ ،‬السنة الجامعية‪ ،2018/2017 :‬ص‪.110 .‬‬
‫‪13‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬تنظيم حالة الطوارئ بالمغرب‬
‫تنص الفقرة الرابعة من الفصل ‪ 24‬من الدستور على أن« حرية التنقل عبر التراب‬
‫الوطني واالستقرار فيه‪ ،‬والخروج منه والعودة إليه مضمونة للجميع وفق القانون»‪،‬‬
‫‪30‬‬
‫لكن في نفس الوقت لكل شخص الحق في حماية حياته الخاصة‪.‬‬
‫من هذا المنطلق تم إعالن حالة الطوارئ ضمانا لحق اإلنسان في الحياة وفي‬
‫السالمة النفسية والجسدية‪ ،‬وعموما حالة الطوارئ منظمة بنصوص الدستور‬
‫المغربي‪،‬فالفصل ‪ 49‬من الدستور يقول« يتداول المجلس الوزاري في القضايا‬
‫والنصوص المتعلقة بإعالن حالة الحصار»‪.‬الفصل‪74‬أيضا ينظم مدة اإلعالن عن‬
‫حالة الطوارئ‪ ،‬والتي ينبغي أن ال تتجاوز ثالثين يوما‪ ،‬بمقتضى ظهير يوقعه‬
‫بالعطف رئيس الحكومة‪ ،‬هذا األجل المحدد ال يمكن تمديده إال بالقانون‪.‬‬

‫أ)‪.‬إعالن حالة الطوارئ الصحية‬


‫بناء على المقتضيات القانونية المقننة لحالة الطوارئ‪ ،‬وعلى ما يقتضيه حماية‬
‫األشخاص وسالمتهم المهددة من جراء انتشار أمراض معدية أو وبائية‪ ،‬وما يفرضه‬
‫أيضا الوضع الحالي من تسارع في تفشي الوباء‪ ،‬تم اتخاذ تدابير استعجالية لحماية‬
‫األشخاص منه والحد من انتشاره‪ ،‬تفاديا لألخطار التي يمكن أن تنتج عن زيادة تفاقم‬
‫الوباء‪.‬‬
‫من هذه اإلجراءات إعالن حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني إلى‬
‫غاية ‪ 20‬أبريل ‪ ،2020‬في الساعة السادسة مساء‪ ،‬وذلك من أجل مواجهة تفشي‬
‫‪31‬‬
‫فيروس كورونا كوفيد ‪.19‬‬
‫تم دعم أيضا إجراء حالة الطوارئ الصحية‪ ،‬ومن أجل ضمان إلتزام المواطنين‬
‫بالبقاء في بيوتهم حفاظا على صحتهم وسالمتهم‪ ،‬بمجموعة من التدابير منها‪:‬‬
‫‪ ‬معاقبة مخالفي الحجر الصحي بالحبس من شهر إلى ثالثة أشهر‪ ،‬وبغرامة‬
‫‪32‬‬
‫مالية تتراوح ما بين ‪ 300‬و ‪ 1300‬درهم‪.‬‬
‫‪ ‬معاقبة كل من عرقل قرارت السلطات العمومية المتخذة عن طريق العنف أو‬
‫التهديد أو التدليس أو اإلكراه أو تحريض الغير بأي وسيلة كانت(مكتوبات‪،‬‬
‫مطبوعات‪ ،‬صور‪ ،‬أشرطة‪ ،‬ملصقات‪ ،‬وسائل اإلعالم السمعية أو البصرية‬
‫أو اإللكترونية)‬

‫‪30‬الفقرة األولى من الفصل ‪ 24‬من الدستور‪.‬‬


‫‪31‬المادة ‪ 1‬من مرسوم رقم ‪ 2.20.293‬صادر في ‪ 29‬رجب ‪ 24(1441‬مارس ‪ ،)2020‬إلعالن حالة الطوارئ الصحية‬
‫بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا كوفيد ‪ ،19‬نشر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6867‬مكرر‪ ،‬بتاريخ‬
‫‪ 29‬رجب ‪24 (1441‬مارس ‪ ،)2020‬ص‪.1783 .‬‬
‫‪32‬المادة ‪ 4‬من مرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.292‬صادر في ‪ 28‬من رجب ‪ 23(1441‬مارس ‪ ،)2020‬يتعلق بين أحكام‬
‫خاصة بحالة الطوارئ الصحية وإجراءات اإلعالن عنها‪ ،‬نشر بالجريدة الرسمية عدد ‪ 6867‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 29‬من رجب‬
‫‪ 24(1441‬مارس ‪ ،)2020‬ص‪.1782 .‬‬
‫‪14‬‬
‫‪ ‬اتخاذ إجراءات ذات طابع اقتصادي أو مالي أو اجتماعي تكتسي صبغة‬
‫االستعجال لمواجهة اآلثار السلبية المترتبة على إعالن حالة الطوارئ‬
‫‪33‬‬
‫الصحية‪.‬‬
‫ب)‪ .‬تمديد حالة الطوارئ الصحية‬
‫نظرا الستمرار نفس األسباب التي أدت إلى إعالن حالة الطوارئ الصحية‪ ،‬تم تمديد‬
‫مدة سريان مفعول حالة الطوارئ‪ ،‬التي تستدعيها دواعي الحفاظ على صحة‬
‫وسالمة السكان‪ ،‬داخل أرجاء التراب الوطني بمقتضى المرسوم رقم ‪،2.20.330‬‬
‫وذلك إلى غاية ‪ 20‬ماي من السنة الجارية ‪.2020‬مع استمرار جميع االجراءات‬
‫الوقائية والزجرية المعمول بها في إطار المرحلة األولى من حالة الطوارئ‪.‬‬
‫صرح هذا المرسوم باألسباب الكامنة وراء تمديد فترة الحجر الصحي شهرا إضافيا‬
‫والتي تقتضيها ضرورة الحرص على الحفاظ على فعالية اإلجراءات و التدابير‬
‫‪34‬‬
‫المتخذة‪ ،‬لمواجهة تفشي فيروس كورونا‪ -‬كوفيد ‪.19‬‬
‫خالل هذه الفترة‪ ،‬ستواصل السلطات العمومية‪ ،‬تلبية طلب المواطنات والمواطنين‬
‫بتوفير المواد الغذائية والطبية ومراقبة فضاءات التسوق والمسالك الطرقية‪.‬‬

‫الفقرة الثانية‪ :‬القائد والتدابير المتخذة ترابيا‬


‫يقتضي الواجب من رجال السلطة القيام بمهامهم‪ ،‬إذا لزم األمر‪ ،‬ولو خارج أوقات‬
‫العمل العادية‪ ،‬هذا المقتضى يتم العمل به في حالة السير العادي للمؤسسات‬
‫والمرافق العمومية‪ ،‬أي في حالة االنفراج سواء السياسي أو الصحي‪ ،..‬أما وقد تم‬
‫اإلعالن عن حالة الطوارئ الصحية بكل ربوع المملكة‪ ،‬فالسلطات العمومية‪ ،‬ومن‬
‫بينها القواد كأقرب إدارة من المواطنين‪ ،‬تمثل المركز‪ ،‬مسؤولة‪ ،‬مسؤولية كاملة‬
‫على‪:‬‬
‫‪ ‬السهر على عدم مغادرة األشخاص لمقر سكناهم‪ ،‬مع اتخاذ االحتياطات‬
‫اإلحترازية الالزمة‪.‬‬
‫‪ ‬منع أي تنقل لكل شخص خارج محل سكناه إال في حاالت الضرورة‬
‫القصوى‪ ،‬كالتنقل من محل السكنى إلى مقرات العمل أو التنقل من أجل‬
‫اقتناء المنتجات والسلع الضرورية للمعيشة‪ ،‬واقتناء األدوية من الصيدليات‪،‬‬
‫أو التنقل من أجل الذهاب إلى العيادات والمصحات والمستشفيات‪،‬‬
‫ومختبرات التحليالت الطبية‪ ،‬ومراكز الفحص باألشعة وغيرها من‬
‫المؤسسات الصحية ألغراض التشخيص واالستشفاء والعالج‪.‬‬
‫‪ ‬الحلول دون التجمعات أو التجمهرات أو اجتماعات لمجموعة من‬
‫األشخاص‪ ،‬وتستثنى من هذا المنع االجتماعات التي تنعقد ألغراض مهنية‪.‬‬

‫‪33‬المادة ‪ 5‬منالمرسوم رقم ‪.2.20.292‬‬


‫‪34‬مرسوم رقم ‪ ،2.20.330‬بتمديد مدة سريان مفعول حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب الوطني لمواجهة تفشي فيروس‬
‫كورونا‪،‬كوفيد ‪.19‬صادر في ‪ 24‬شعبان ‪ 18( 1441‬أبريل ‪ ،)2020‬نشر بالجريدة الرسمية عدد ‪ -6874‬مكرر‪ ،‬بتاريخ ‪ 25‬شعبان‬
‫‪ 19(1441‬أبريل ‪.)2020‬‬
‫‪15‬‬
‫‪ ‬السهر على إغالق المحالت التجارية وغيرها من المؤسسات التي تستقبل‬
‫العموم خالل فترة حالة الطوارئ الصحية المعلنة‪ ،35‬كالمطاعم والمقاهي‪،‬‬
‫ومحالت التجهيز‪..‬‬
‫‪ ‬السهر على احترام أوقات العمل بالنسبة للمحالت الغذائية‪ ،‬والمحالت‬
‫التجارية الكبرى‪ ،‬ومحالت التموين هذه المدة المحددة بواسطة مرسوم حالة‬
‫الطوارئ الصحية في السادسة مساء‪.‬‬
‫فالقائد يحرص على تطبيق العديد من اإلجراءات اإلحترازية من أجل الحفاظ على‬
‫األمن وسالمة صحة المواطنين‪ ،‬ومحاربة المضاربة أو الزيادة أو احتكار السلع‬
‫والمواد التي يكون المواطنون في أمس الحاجة إليها‪.‬‬

‫‪35‬المادة ‪ 2‬من المرسوم رقم ‪ ،2.20.293‬ص‪.1783 .‬‬


‫‪16‬‬
‫استنتاجات‪:‬‬

‫تتعدد اختصاصات رجال السلطة‪ ،‬باعتبارهم يشكلون حلقة من حلقات الالتمركز‬


‫اإلداري ‪ .‬وبعد أن انتشر فيروس كورونا المستجد عبر بقاع المعمور‪ ،‬إلى أن حط‬
‫رحاله بالمغرب‪ ،‬جعل الحكومة المغربية تسارع من أجل اتخاذ تدابير استباقية‬
‫ووقائية لمحاربة هذا الوباء وحماية المصلحة العامة للمواطنين‪ ،‬في إطار مبادئ‬
‫الحكامة‪.‬‬
‫فعلى المستوى الوطني‪ ،‬تم العمل على ترسيخ قيم الشفافية والنزاهة‪ ،‬عن طريق‬
‫توفير المعلومة‪ ،‬عبر نشر احصائيات دقيقة‪ ،‬بصفة دورية‪ ،‬لمعدالت المصابين‬
‫والوفيات وكذا المتعافين من هذا الداء‪ ،‬هذه المعلومات وغيرها‪ ،‬يتم اإلعالن عنها‬
‫بكل وسائل التواصل السمعي البصري‪ ،‬سواء عبر البث المباشر وغير المباشر في‬
‫القنوات الفضائية أو بتوظيف المواقع الرسمية باألمانة العامة للحكومة وكذا بوزارة‬
‫الصحة‪...‬‬
‫تقاسم المعلومة وتشاركها‪ ،‬يتم أيضا عبر المستوى الترابي‪ ،‬التي تعلن عن بؤر‬
‫انتشار الوباء بكل شفافية وصدق‪.‬‬
‫التدبير الحكماتي لرجال السلطة يظهر أيضا من خالل الحرص على سمو القانون‬
‫وسيادته‪ ،‬بتطبيق كل اإلجراءات و التدابير المنصوص عليها بالدستور أو بالمراسيم‬
‫المنظمة لحالة الطوارئ؛ كحظر التجول على المواطنين إال للضرورة القصوى أي‬
‫باستثناء األشخاص الحاملين الرخصة اإلستثنائية للخروج من المنازل بغرض العمل‬
‫أو التسوق أو شراء األدوية أو للتطبيب‪..‬‬
‫عموما‪ ،‬وإنجاحا لنظام الالتمركز اإلداري في اتجاه حكامة ترابية‪ ،‬نقترح‪:‬‬
‫‪ ‬إحداث منظومة قانونية متكاملة ومتجانسة وقواعد تنظيمية مرنة‪،‬‬
‫إلحداث التالؤم النافع بين المركزية والالمركزية‪.‬‬
‫‪ ‬تخفيف الوصاية أو ما يسمى بالمراقبة اإلدارية في اتجاه بناء دولة‬
‫مواكبة‪ ،‬وتلعب دور التنسيق‪.‬‬
‫‪ ‬تزويد اإلدارات المحلية بموارد بشرية مؤهلة ومحفزة‪ ،‬بل تحديث‬
‫اإلدارة والعمل وفق أحدث التقنيات والتكنولوجيات‪ ،‬أي تعميم اإلدارة‬
‫اإللكترونية‪ ،‬تسهيال‪ ،‬لتزويد المواطنين بالرخص‪..‬‬

‫‪17‬‬
‫الئحة المراجع‬

‫الكتب‬
‫‪ ‬عبد العزيز أشرقي‪ ،‬الحكامة الترابية وتدبير المرافق العمومية على ضوء‬
‫مشروع الجهوية المتقدمة‪.‬‬
‫‪ ‬عبد اللطيف بروحو‪ ،‬الدور التنموي للجماعات الترابية‪ ،‬وإكراهات الرقابة‬
‫المالية‪ ،‬منشورات المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية‪ ،‬سلسلة مواضيع‬
‫الساعة‪ ،‬العدد ‪ ،97‬الطبعة الثانية محينة ومنقحة‪ ،‬سنة ‪.2016‬‬
‫‪ ‬عبد الواحد القريشي‪ ،‬أسئلة الحكامة في االنتخابات المغربية‪ ،‬سلسلة إضاءات‬
‫في الدراسات القانونية‪ ،‬العدد‪ ،3‬السنة ‪.2015‬‬
‫‪ ‬عبد الواحد ال قريشي‪ ،‬التنظيم اإلداري المغربي‪ ،‬وفق مستجدات الميثاق‬
‫الوطني لالتمركز اإلداري‪ ،‬سلسلة إضاءات في الدراسات القانونية‪ ،‬العدد ‪،7‬‬
‫السنة ‪.2019‬‬
‫الرسائل‬
‫‪ ‬حليمة المكروض‪ ،‬رقابة المجالس الجهوية للحسابات على مالية الجماعات‬
‫الترابية بالمغرب‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي‬
‫محمد بن عبد هللا‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪ ،‬فاس‪،‬‬
‫السنة الجامعية ‪.2016/2015‬‬
‫‪ ‬محمد األعرج‪ ،‬تحديث اإلدارة الترابية ومتطلبات التنمية بالمغرب‪ ،‬بحث‬
‫لنيل شهادة الماستر في القانون العام‪ ،‬جامعة سيدي محمد بن عبد هللا‪ ،‬فاس‪،‬‬
‫السنة الجامعية‪.2018/2017 :‬‬
‫المقاالت‬
‫‪ ‬رضوان زهرو‪ ،‬الحكامة الترابية‪،‬مجلة الجماعة الترابية‪ :‬الجهوية المتقدمة‬
‫ورهان الحكامة الجيدة‪ ،‬عدد ‪ ،30/29‬السنة ‪.2015‬‬
‫القوانين‬
‫‪ ‬دستور المملكة المغربية لسنة ‪.2011‬‬
‫‪ ‬القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق بالجماعات‪.‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.59.351‬بشأن التقسيم اإلداري للمملكة‪.‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.63.038‬بشأن النظام األساسي الخصوصي للمتصرفين‬
‫بوزارة الداخلية‪.‬‬
‫‪ ‬ظهير شريف رقم ‪ 1.08.67‬في شأن هيئة رجال السلطة‪.‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.17.618‬بمثابة ميثاق وطني لالتمركز اإلداري‪.‬‬
‫‪18‬‬
‫‪ ‬مرسوم بقانون رقم ‪ 2.20.292‬يتعلق بين أحكام خاصة بحالة الطوارئ‬
‫الصحية وإجراءات اإلعالن عنها‪.‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.20.293‬يتعلق بإعالن حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء‬
‫التراب الوطني‪ ،‬لمواجهة تفشي فيروس كورونا «كوفيد‪.»19‬‬
‫‪ ‬مرسوم رقم ‪ 2.20.330‬بتمديد حالة الطوارئ الصحية بسائر أرجاء التراب‬
‫الوطني لمواجهة تفشي فيروس كورونا «كوفيد ‪.»19‬‬

‫المواقع اإللكترونية‬
‫‪ar.m.wikipedia.org/wiki/‬‬

‫‪19‬‬
‫الفهرس‬
‫الملخص التنفيذي‪1.................................................................. :‬‬
‫مقدمة‪5................................................................................ :‬‬
‫أوال‪:‬المرتكزات القانونية المؤطرة للقائد والحكامة الترابية ‪8..................‬‬
‫الفقرة األولى‪:‬المرتكزات المتعلقة بالحفاظ على سموالقانون ‪8.................‬‬
‫أ)‪.‬النصوص الدستورية ‪9............................................................‬‬
‫ب)‪ .‬القانون التنظيمي للجماعات رقم ‪10............................. 113.14‬‬
‫ج)‪ .‬ميثاق الالتمركزاإلداري ‪11...................................................‬‬
‫د)‪.‬القوانين المنظمة لرجال السلطة‪11.............................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬المرتكزات المتعلقة بربط المسؤولية بالمحاسبة ‪12.............‬‬
‫أ)‪.‬نصوص الدستور ‪12..............................................................‬‬
‫ب)‪.‬القانون التنظيمي رقم ‪12........................................... 113.14‬‬
‫ج)‪ .‬الظهيرالمنظم لهيئة رجال السلطة ‪13........................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬القائد وحالة الطوارئ‪ :‬أية حكامة ترابية ‪13.............................‬‬
‫الفقرة األولى‪ :‬تنظيم حالة الطوارئ المغرب ‪14...............................‬‬
‫أ)‪.‬إعالن حالة الطوارئ الصحية ‪14.............................................‬‬
‫ب)‪ .‬تمديد حالة الطوارئ الصحية ‪15...........................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬القائد والتدابيرالمتخذة ترابيا ‪15..................................‬‬
‫استنتاجات‪17.................................................................... :‬‬
‫الئحة المراجع ‪18................................................................‬‬

‫‪20‬‬

You might also like