You are on page 1of 27

2021/2020
:

‫الصفحة‬ ‫ص‬

‫الطبعة‬ ‫ط‬

‫مرجع سابق‬ ‫س‬.‫م‬

Page p

Ouvrage pré-cité Op.cité

Edition Ed

2
‫شهد المغرب مند قرن تنمية حضرية‪ 1‬واسعة و سريعة نتيجة للسياسة العمرانية التي تنهجها‬
‫الدولة‪ ،‬فال مراء أن ذلك راجع لكون المدن تعتبر ذات أهمية قصوى من زاوية تغير مفاهيم و روابط‬
‫العالقة بين التنمية و اإلقليم (العقار) ‪ .‬و تنطوي حركة التحضر‪ 2‬هذه على تحديات و فرص ‪ ،‬غير أن‬
‫التطور برهن بوضوح على أهمية تحديات التحول إلى مدن حضرية محكمة‪ ،‬ذلك أن هذه األخيرة تلعب‬
‫دورا مهما في خلق االقتصاد و تماسك المجتمع و الحفاظ على التوازن اإليكولوجي ‪3‬للكوكب‪( 4‬البيئة)‪.‬‬

‫و ال أحد يجادل في أن ضبط قطاع التعمير يعتبر من الضرورات الملحة في كل المجتمعات‬


‫المتحضرة نظرا لكونه يعد عماد كل تطور مضبوط للعمران و األنشطة اإلقتصادية و اإلجتماعية و‬
‫غيرها‪ ،‬بل إن العيش في بيئة سليمة و إطار مالئم يتوقف بشكل أساسي على مدى قدرة السلطات‬
‫العمومية على وضع ضوابط تعمير محكمة و فرض احترامها بشكل واسع على الجميع بمن فيهم‬
‫القطاعات الحكومية المختلفة و المؤسسات العمومية و الجماعات الترابية و الخواص وغيرهم‪.5‬‬

‫و تعتبر وثائق التعمير الوسيلة القانونية و التقنية األساسية لتنظيم و تأطير استعمال و استغالل‬
‫المجاالت الترابية‪ ،‬بحيث تهدف إلى تحديد خيارات التهيئة التي تهم المناطق الواجب الحفاظ عليها و‬
‫حمايتها و تلك المخصصة للتوسع العمراني‪ ،‬فضال عن برمجة مختلف المرافق الضرورية من‬
‫تجهيزات صحية و تعليمية و إدارية و اجتماعية و تحديد مساحتها و المواقع المخصصة الحتضانها‪،‬‬
‫و ذلك بعد استشارت مختلف القطاعا ت الحكومية و الجماعات الترابية و السلطات المحلية المعنية‪.6‬‬
‫بل ال مندوحة من أن اإلدارة تعتمد على هذه الوثائق لفهم المحددات األساسية التي تتحكم في دينامية‬

‫‪IBTISSAM MOTIB , FAYSAL FATAH, Limite des documents d’urbanisme comme instruments de la planification urbaine -1‬‬
‫‪dans l’amélioration du fonctionnement des villes marocaines, Revue Espace Géographique et société Marocaine, n°37/38,‬‬
‫‪Aout 2020, p : 75.‬‬
‫‪ -2‬كان معدل التحضر في المغرب ضعيفا في أوائل القرن العشرين (‪ ،)20‬إذ كان يمثل حوالي ‪ 8‬في المائة قبل أن نفرض اإلدارة االستعمارية سيطرتها على‬
‫البالد (‪ .)1956-1912‬ثم انتقلت نسبة التمدن في غضون خمسين سنة (‪ )2014-1960‬من ‪ 29‬في المائة إلى أكثر من ‪ 60‬في المائة‪ ،‬و ربما تفوق ‪ 70‬في المائة‬
‫في أفق سنة ‪ ،2030‬بحسب اإلسقاطات الرسمية للمندوبية السامية للتخطيط‪.‬‬
‫راجع عبد الرحمان رشيق‪ ،‬السياسة العمرانية و العالقات اإلجتماعية في المغرب‪ ،‬مقال منشور بمجلة "عمران"‪ ،‬العدد ‪ 18‬خريف ‪ ،2016‬ص ‪.8 :‬‬
‫‪ - 3‬اإليكولوجيا هي علم البيئة‪.‬‬
‫‪GLIBERT SANTEL, Les enjeux des politiques urbaines, Annuaire français du droit de l’urbanisme et de l’habitat, Dalloz, -4‬‬
‫‪Paris, France, Ed 1998, p : 47.‬‬
‫‪ -5‬محمد بوجيدة‪ ،‬مظاهر القصور و الخلل في نصوص التعمير بالمغرب‪ ،‬مظاهر القصور و الخلل‪ ،‬مقال منشور بمجلة المناظرة عدد ‪ 18‬يونيو ‪ ،2016‬ص‪:‬‬
‫‪.113‬‬
‫‪ -6‬توفيق بنعلي‪ ،‬وثائق التعمير ‪ ،‬الحصيلة و إكراهات التنفيذ‪ ،‬مقال منشور بمجلة مؤسسة وسيط المملكة المغربية عدد ‪ 3‬دجنبر ‪ ،2014‬ص ‪.33،34‬‬
‫‪3‬‬
‫المجال الحضري و آفاقه المستقبلية و بالتالي استعمال كل منطقة و تخصيص وظيفة لكل منها قصد‬
‫تحقيق تكامل أجزائها و انسجام أطرافها‪ ،‬ثم حسن تدبيرها و تعميرها‪.7‬‬

‫و يعد القانون رقم ‪ 12.90‬المتعلق بالتعمير المرجعية المؤسسة لكل من مخطط توجيه التهيئة‬
‫العمرانية و تصميم التنطيق و تصميم التهيئة و قرارات التصفيف‪ ،‬إذ حدد بشكل دقيق الغايات المنشودة‬
‫من كوثيقة و محتوياتها و طرق إعدادها و المصادقة عليها و تتبع تنفيذها‪ .‬كما يشكل الظهير الشريف‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 25‬يونيو ‪ 1960‬المتعلق بنطاق العمارات القروية المرجعية القانونية لمخطط تنمية‬
‫التكتالت العمرانية القروية‪.‬‬

‫غير أن ما يهمنا نحن هو مخطط توجيه التهيئة العمرانية و الذي يطلق عليه في لغة التعمير‬
‫باختصار ‪ ،SDAU‬و هو وسيلة لتخطيط العمران يمكن من تحديد رؤية شاملة و إستراتيجية لتهيئة كل‬
‫تجمع عمراني‪ ،‬بل يحدد التنظيم العام للتنمية المجالية للمنطقة المتعلق بها فهو يضع التوجهات الكبرى‬
‫للتنمية الحضرية من أجل تلبية االحتياجات قصيرة و متوسطة و طويلة المدى‪ ،‬و ذلك لفترة ال تتجاوز‬
‫مدة ‪ 25‬سنة‪.8‬‬

‫و قد ظهرت هذه الوثيقة بادئ األمر في فرنسا بموجب قانون توجيه العمران الصادر بتاريخ ‪31‬‬
‫دجنبر ‪ ، 1967‬بحيث سميت بالتصاميم المديرية للتهيئة العمرانية‪ ،‬أما في المغرب فقد ظهرت أول‬
‫األمر في إطار مشروع قانون اإلطار للتهيئة الحضرية و القروية الذي تم إعداده سنة ‪ 1970‬تحت‬
‫مسمى التصاميم المديرية‪ ،‬ثم التصميم المديري للتهيئة الحضرية في إطار المخطط الخماسي(‪-1981‬‬
‫‪ ،)1985‬ثم التصميم التوجيهي للتهيئة الحضرية للدار البيضاء طبقا لمقتضيات القانون رقم ‪1-84-17‬‬
‫الصادر بتاريخ ‪ 25‬يناير ‪ ،91984‬إلى أن تبناها المشرع في إطار قانون التعمير رقم ‪ 12-90‬الصادر‬
‫بتاريخ ‪ 17‬يونيو ‪ 1992‬تحت اسم مخطط توجيه التهيئة العمرانية ‪.‬‬

‫و تتجلى أهمية مخطط توجيه التهيئة العمرانية من الزاوية النظرية كونه يمثل أهم وثيقة تعميرية‬
‫وضعها المشرع لضبط المجال العمراني عن طريق التخطيط الحضري‪ ،‬و توجيهه وفق نظرة شمولية‬
‫و إستراتيجية لتحقيق األهداف المنصوص عليها في المادة ‪ 4‬من قانون التعمير‪ ،10‬و تنسيق أعمال‬

‫‪ -7‬الحاج شكرة‪ ،‬الوجيز في قانون التعمير المغربي‪ ،‬دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع‪ ،‬ط ‪ ،2011 ،6‬ص‪.71 :‬‬
‫‪8‬‬
‫‪- IBTISSAM MOTIB , FAYSAL FATAH, Limite des documents d’urbanisme comme instruments de la planification urbaine‬‬
‫‪dans l’amélioration du fonctionnement des villes marocaines , op.cité, p : 78.‬‬
‫‪ -9‬توفيق بنعلين وثائق التعمير‪ ،‬الحصيلة و إكراهات التنفيذ ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.33 :‬‬
‫‪ -10‬ظهير شريف رقم ‪ 1 .92 .31‬الصادر في ‪ 15‬من ذي الحجة ‪ 17( 1412‬يونيو ‪ )1992‬بتنفيذ القانون رقم ‪ 12-90‬المتعلق بالتعمير منشور في الجريدة‬
‫الرسمية عدد ‪ 4159‬بتاريخ ‪ 15‬يوليوز ‪ .1992‬ص‪.887‬‬
‫‪4‬‬
‫التهيئة التي يقوم بها جميع المتدخلين بمن فيهم الدولة و الجماعات الترابية و المؤسسات العامة و‬
‫الخواص ‪.‬‬

‫أما أهمية هذه الوثيقة من الناحية العملية فتتجلى في كونها تعبد الطريق لباقي الوثائق التعميرية ‪ ،‬و‬
‫تمثل مرجعا أساسيا يجب أن تتقيد به تصاميم التنطيق‪ ،‬و تصاميم التهيئة‪،‬و تصاميم تنمية التكتالت‬
‫العمرانية القروية‪ .‬غير أن أهمية هذه الوثيقة ال تظهر إال بتنزيل محتوياتها على أرض الواقع‪ ،‬فدون‬
‫ذلك تبقى مجرد رسوم و بيانات من غير أن تنتج أي أثر تطبيقي أو عملي ‪.‬‬

‫و يثير هذا الموضوع المتعلق بمخطط توجيه التهيئة العمرانية إشكالية أساسية مفادها ‪ :‬إلى أي حد‬
‫استطاع المشرع المغربي تنظيم مخطط توجيه التهيئة العمرانية في أفق تحقيق الحكامة المجالية ؟‬

‫تتفرع عن هذه اإلشكالية العديد من التساؤالت أهمها ‪:‬‬

‫‪ -‬ما هي أهداف مخطط توجيه التهيئة العمرانية و محتوياته؟‬

‫‪ -‬ما هي خصوصية مسطرة إعداده؟‬

‫‪ -‬ما هي آثار دخوله حيز التطبيق؟‬

‫‪ -‬ما هي أهم اإلكراهات التي تقف أمام تنزيل توجهات المخطط؟‬

‫‪ -‬ما هي إكراهات و آفاق إرساء مخطط توجيهي محكم؟‬

‫لإلجابة عن اإلشكالية و التساؤالت المنبثقة عنها ‪ ،‬يمكن أن نعتمد على التقسيم التالي‪:‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬القواعد المنظمة لمخطط توجيه التهيئة العمرانية‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬النتائج المترتبة عن مخطط توجيه التهيئة العمرانية ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬القواعد المنظمة لمخطط توجيه التهيئة العمرانية‬

‫إن التخطيط العمراني يعرف على أنه تدخل اإلدارة بأدوات منهجية ووثائق مرجعية لتنظيم‬
‫ومن بين أهم وثائق التعمير التي تعتبر إطارا قانونيا مالئما لتهيئة الفضاءات‬ ‫‪11‬‬
‫استعمال المجال‪،‬‬
‫الحضارية ‪ ،‬وأسلوبا معقلنا لتنميتها وتسهيل عملية تدبيرها وإدارتها نجد وثيقة التعمير التقديري والتي‬
‫هي بمثابة تجسيد فعلي للتخطيط االستراتيجي على مستوى التخطيط العمراني‪ ،‬فماهو إذن اإلطار‬
‫المفاهيمي لمخطط توجيه التهيئة العمرانية (الفقرة االولى) وماهي مسطرة إعداده (الفقرة الثانية)‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلطار المفاهيمي لمخطط توجيه التهيئة العمرانية‬

‫يهتم التعمير التقديري أساسا بوضع الخطوط العامة لتهيئة المجال‪ ،‬وتبيان التجهيزات األساسية‬
‫‪12‬‬
‫الكبرى التي سيتم إنجازها بداخله‪ ،‬وبالتالي هذا النوع من التعمير يبقى ذو غاية توقعية وتقديرية‪.‬‬
‫فماهو مفهوم المخطط التوجيهي ونطاقه (أوال) وماهي أهداف المخطط التوجيهي ومحتواه( ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬مفهوم المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية ونطاقه‬

‫مخطط توجيه التهيئة العمرانية هو وثيقة توجيهية تندرج ضمن األدوات األساسية للتخطيط‬
‫الحضري‪ ،‬التي تقوم بتنظيم التجمعات العمرانية وتحديد متطلبات التوسع العمراني ومستلزمات‬
‫األنشطة اإلقتصادية والمحافظة على تجانس المنظر العام داخل هذه التجمعات‪ ،‬فهو اذن بمثابة إطار‬
‫لتحديد التوجهات الكبرى المتخذة من أجل تدبير تنمية المجال الترابي الذي سيخضع ألحكامها ‪ .13‬وهو‬
‫أيضا يساعد على تنسيق أشغال أعمال الفاعلين والمتدخلين في المجال الحضري من دولة و جماعات‬
‫ترابية ومؤسسات عمومية باإلضافة إلى الخواص باعتبارهم مستثمرين في الميدان العقاري و‬
‫اإلقتصادي‪.‬‬

‫وبالرجوع إلى القانون ‪ 12-90‬المتعلق بالتعمير‪ ،‬يتبين على أن المشرع لم يقم بإعطاء تعريف لهذه‬
‫الوثيقة‪ ،‬بل اكتفى بتحديد مشتمالتها‪ .‬والمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية يسمى باللغة الفرنسية ‪:‬‬

‫‪11‬عبد الرحمن البكريوي ‪ :‬التعمير بين المركزية والالمركزية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مطبعة النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة ‪ 1993‬ص ‪.33 :‬‬
‫‪ 12‬نور الدين أفقير ‪ :‬دور الوكاالت الحضرية في ميدان التعمير‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر في القانون العام تخصص تدير الشأن العام ‪ ،‬جامعة السويسي كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية الرباط ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ ، 2011-2010‬ص ‪.22‬‬
‫‪ 13‬مصطفى المعمر‪ ،‬أحمد أجعون‪ ،‬إعداد التراب الوطني والتعمير‪ ،‬المجموعة البيداغوجية لوحدة تدبير المجال‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مطبعة سجلماسة ‪ ،‬السنة ‪2017/2018‬‬
‫‪ ،‬ص ‪.145‬‬
‫‪6‬‬
‫‪« le Schéma Directeur D’aménagement Urbain, ce qu’on appelle le SDAU‬‬
‫‪dans le langage de l’urbanisme. »14‬‬
‫‪15‬‬
‫وقد عرفه المشرع الفرنسي بأنه ‪:‬‬

‫‪«un document qui fixe les orientations fondamentales de l’aménagement du‬‬


‫‪territoire d’une commune, dune partie de commune ou d’ensemble des‬‬
‫‪communes, notamment en se qui concerne l’extension de la ou des‬‬
‫‪agglomérations intéressées ».‬‬

‫وبالتالي يمكن القول أن المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية هو وثيقة تعميرية ذات طابع توجيهي‬
‫تهدف إلقامة التوجهات األساسية في مجال تنظيم التجمعات العمرانية ومتطلبات التوسع العمرانيد ‪.16‬‬
‫‪17‬‬
‫فهو يجسد األداة التي تعتبر صلة الوصل بين سياسة إعداد التراب وسياسة التعمير‪.‬‬

‫ويطبق مخطط توجيه التهيئة العمرانية على رقعة أرضية تستوجب تنميتها أن تكون محل دراسة‬
‫‪18‬‬
‫إجمالية بسبب الترابط القائم بين مكوناتها في المجاالت اإلقتصادية والتجارية واإلجتماعية ‪.‬‬

‫تشتمل الرقعة األرضية على ‪ :‬جماعة حضرية أو عدة جماعات حضرية ‪ ،‬مركز محدد أو عدة‬

‫مراكز محددة ‪ ،‬وكذلك إن اقتضى الحال على بعض أو جميع جماعة قروية أو جماعات قروية مجاورة‬

‫‪. 19‬‬

‫‪14‬‬
‫‪IBTISSAM MOTIB , FAYSAL FATAH, Limite des documents d’urbanisme comme instruments de la planification urbaine‬‬
‫‪dans l’amélioration du fonctionnement des villes marocaines, Revue Espace Géographique et société Marocaine, n°37/38,‬‬
‫‪Aout 2020, p 78‬‬
‫‪15‬‬
‫‪Louis, Jacqui, le droit d’urbanisme, 6ème Ed Eyrotte, Paris, 1978, p24.‬‬
‫‪16‬حميد بري‪ ،‬اآلليات المعتمدة لحكامة التخطيط للعمراني – التعمير التوجيهي نموذجا – منشور بمجلة المعلومة القانونية اإللكترونية الصادر بتاريخ ‪ 13‬نونبر‬
‫‪.2020‬‬
‫‪ 17‬حسن الكتمور ومحمد زريق ‪ :‬دور وثائق التعمير في التخطيط العمراني وتنظيم السوق العقارية بالمغرب‪ ،‬كتاب جماعي دولي محكم ‪ :‬أثر السوق العقارية‬
‫على إنتاج المدينة العربية بين التشريع والتطبيق‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية والسياسية واإلقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬ألمانيا \برلين‪،‬‬
‫السنة ‪ ،2021‬ص ‪.90‬‬
‫‪18‬المادة ‪ 2‬من القانون ‪ 12-90‬المتعلق بالتعمير‪.‬‬
‫‪19‬المادة ‪ 3‬من القانون ‪ 12-90‬المتعلق بالتعمير‪.‬‬
‫‪7‬‬
‫وبالتالي يالحظ على أن قانون التعمير حدد نطاق ‪20‬تطبيق هذا المخطط في دائرة الجماعات‬
‫الجماعات القروية المجاورة‪ 23‬وتوجد عدة معايير معتمدة للتمييز‬ ‫‪22‬‬
‫الحضرية ‪ ،21‬المراكز المحددة‪،‬‬
‫بين هذه الوحدات الترابية والتي يمكن ايرادها باختصار في الشكل التالي‪: 24‬‬

‫المعيار اإلحصائي ‪ :‬بموجب هذا المعيار فإن التمييز بين التجمعات الحضرية الكبرى والصغرى‬
‫والتجمعات القروية يتم على أساس الكثافة السكانية إال أنه ال يوجد مع ذلك معيار عام مطلق حول‬
‫الكثافة التي يمكن ابتداء من القول بأن األمر يتعلق بتجمع حضري كبير او متوسط او صغير أو تجمع‬
‫‪25‬‬
‫قروي ‪.‬‬

‫المعيار الوظيفي ‪ :‬يجري بمقتضى هذا المعيار التمييز بين التجمعات الحضرية والقروية باالعتماد‬
‫على نسبة السكان النشيطين في المجال الزراعي مقارنة مع إجمالي الساكنة النشيطة حيث يعتبر حضريا‬
‫كل تجمع ال تتجاوز نسبة سكانه النشيطين في القطاع الفالحي ‪ % 20‬من مجموع السكان النشيطين‪.‬‬

‫المعيار الشكلي ‪ :‬بموجب هذا المعيار فإن التجمعات العمرانية الحضرية هي تلك التي تتسع المجاالت‬
‫المبنية فيها ويجري توزيعها بشكل منظم وفي إطار هندسة معمارية تختلف عن تلك المستعملة في العالم‬
‫القروي الذي يشهد إقامة أبنية بأدوات ومواد تختلف عن تلك المستعملة في ابنية الوسط الحضري وال‬
‫‪26‬‬
‫تخضع األبنية فيه لنفس ضوابط التصفيف والتنظيم وال لنفس ضوابط الهندسة المعمارية‪.‬‬

‫المعيار االداري ‪ :‬وهو المعيار الرسمي الذي تعتمده اإلدارة المغربية في التمييز بين التجمعات ذات‬
‫الطابع الحضري والتجمعات القروية وبموجب هذا المعيار الذي اعتمدت عليه المديرية الوطنية‬

‫‪20‬يتضح على أن المشرع المغربي من خالل القانون ‪ ، 12-90‬لم يحدد أي شروط أو معايير يتطلبها وضع هذا المخطط‪ ،‬بل أعطى لإلدارة المكلفة بالتعمير‬
‫سلطة تقديرية في اتخاذ القرار بشأن ذلك‪ ،‬وذلك على عكس التجربة الفرنسية التي تأخذ بالمعيار اإلحصائي (العددي)‬
‫‪21‬عرفت المادة األولى من القانون ‪ 12-90‬الجماعات الحضرية بكونها ‪ :‬البلديات والمراكز المتمتعة بالشخصية المعنوية واالستقالل المالي المسماة " المراكز‬
‫المستقلة"‪.‬‬
‫‪ 22‬المراكز المحددة ‪ :‬أجزاء من جماعات قروية تعين حدودها السلطة التنظيمية‪.‬‬
‫‪23‬األراضي القروية المجاورة ‪ :‬وهي المناطق المحيطة بالجماعات الحضرية والمراكز المحددة‪.‬‬
‫‪24‬يوضع مخطط توجيه التهيئة العمرانية لتجمع عمراني ومنطقة تأثيره المباشرة ويمكن ايجاز المعايير المعتمدة لتحديد منطقة التأثير المباشرة للمدن في‪:‬‬
‫‪ -‬امتداد المساحة المبنية‪،‬‬
‫‪ -‬أهمية حركة التنقالت اليومية‪،‬‬
‫‪ -‬العالقة بين مختلف األنشطة السوسيو اقتصادية‪.‬‬
‫يجب تمييز منطقة التأثير المباشرة عن‪:‬‬
‫‪ -‬محيط التهيئة الذي يحدد نطاق تطبيق تصميم التهيئة‬
‫‪ -‬المحيط الحضري الذي يعين حدود تجمع ما‬
‫‪-‬المحيط البلدي الذي يعين الحدود الترابية للبلدية‬
‫‪-‬المنطقة المحيطة التي تعتبر بمثابة الحدود اإلدارية في حين أن منطقة التأثير المباشرة هي ذات طبيعة وظيفية‪.‬‬
‫هذا حسب دليل المساطر المتعلقة بالتعمير واإلسكان لفائدة المديرين المحليين‪ ،‬دون ذكر الطبعة ص ‪.15‬‬
‫‪25‬فالجمعية العامة للمعهد الدولي إلحصاء مثال تؤكد بأن التجمعات التي تحتوي على ساكنة تصل أو تفوق ‪ 2000‬نسمة تعد تجمعات حضرية وذهبت منظمة األمم‬
‫المتحدة في إحدى دراستها اعتماد سقف ‪ 20.000‬نسمة كأساس إلقامة التمييز بين المدن الكبرى والمدن الصغرى والعالم القروي ‪.‬‬
‫‪26‬مصطفى المعمر ‪ ،‬أحمد أجعون ‪ :‬إعداد التراب الوطني والتعمير ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪150‬‬
‫‪8‬‬
‫لإلحصاء في اإلحصاء الذي قامت به سنة ‪ ، 1982‬فإنه يعد تجمعا حضريا كل تجمع يصل أو يفوق‬
‫عدد سكانه ‪ 1500‬نسمة وتتوفر فيه أربعة من الشروط السبعة التالية ‪:‬‬

‫‪ ‬التوفر على شبكة الكهرباء ؛‬

‫‪ ‬التوفر على شبكة الماء الصالح للشرب؛‬

‫‪ ‬وجود شبكة للتطهير؛‬

‫‪ ‬وجود مستوصف أو مركز صحي ؛‬

‫‪ ‬وجود ثانوية ؛‬

‫‪ ‬وجود محكمة ؛‬

‫‪ ‬أن يكون نسبة السكان النشيطين فيه في غير المجال الفالحي تتجاوز ‪.%50‬‬

‫و باإلضافة إلى النطاق المكاني لمخطط توجيه التهيئة العمرانية ‪ ،‬فهذا األخير يضم نطاق زماني‬
‫أورده المشرع على مستوى المادة ‪ 3‬من القانون ‪ 27 12-90‬والذي يحصر تطبيق المخطط التوجيهي‬
‫‪28‬‬
‫في مدة ال تتجاوز ‪ 25‬سنة‪.‬‬

‫ثانيا ‪ :‬غرض المخطط التوجيهي ومحتواه‬

‫‪ ‬الهدف من مخطط توجيه التهيئة العمرانية‬

‫حددت المادة الرابعة ‪29‬من الفصل األول من قانون التعمير ‪ 12-90‬مجموعة من األهداف‪ 30‬ذات‬
‫صبغة اقتصادية و اجتماعية و التي تسعى بوجه خاص إلى ما يلي ‪:‬‬

‫‪ -‬تحديد اختيارات التهيئة التي يتطلبها تحقيق تنمية متناسقة على الصعيدين االقتصادي و االجتماعي‬
‫للرقعة األرضية المعنية ‪.‬‬

‫»‪27‬يشتمل مخطط توجيه التهيئة العمرانية على تخطيط التنظيم العام للتنمية العمرانية للرقعة المتعلق بها‪ ،‬وذلك لمدة ال يمكن أن تتجاوز ‪ 25‬سنة‪» ....‬‬
‫‪28‬المادة ‪« : 8‬يشتمل مخطط توجيه التجمع العمراني‪ ،‬الذي يحمل مشروع المجموعة العمرانية‪ ،‬على تخطيط التنظيم العام للتنمية المجالية للرقعة المتعلق بها‪،‬‬
‫وذلك لمدة ال تتجاوز ‪ 20‬سنة‪ ،‬ويحدد برمجة االستثمارات والمنجزات العمومية للخمس سنوات األولى‬
‫التي تحتسب من تاريخ الموافقة عليه‪ ».‬هذا ما جاء التنصيص عليه في مشروع القانون ‪ 30-07‬المتعلق بمدونة التعمير‪.‬‬
‫‪29‬جاء التنصيص على المادة ‪ 4‬في الباب الثاني من القانون ‪ 12-90‬المتعلق بوثائق التعمير في الفصل األول منه المعنون بمخطط توجيه التهيئة العمرانية وضمن‬
‫الفرع الثاني تحت عنوان غرض مخطط توجيه التهيئة العمرانية‪.‬‬
‫‪30‬و بالتالي يالحظ على أن غاية المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية وأهدافه متعددة ومتنوعة حيث تجمع بين حماية المجاالت‪ .‬وكذا تنمية الوحدات الترابية التي‬
‫سيطبق عليها في إطار تجسيد السياسة المتبعة في ميدان التخطيط‪ .‬حسام أمرير‪ ،‬إشكالية توزيع االختصاص في ميدان التعمير ‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية – دراسة وتعاليق – عدد ‪.2000/06/34‬‬
‫‪9‬‬
‫‪ -‬تحديد المناطق العمرانية الجديدة و تواريخ السماح بالقيام بعمليات عمرانية فيها مع الحفاظ بوجه‬
‫خاص على األراضي الزراعية و المناطق الغابوية التي تتولى السلطة التنظيمية تحديدها‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد األغراض العامة المخصصة لها األراضي و تعيين مواقع‪:‬‬

‫المناطق الزراعية والغابوية ‪ -‬المناطق السكنية و كثافتها ‪ -‬المناطق الصناعية ‪ -‬المناطق التجارية ‪-‬‬
‫المناطق السياحية ‪ -‬المناطق المثقلة بارتفاقات كارتفاقات عدم البناء و عدم التعلية و االرتفاقات الخاصة‬
‫بحماية الموارد المائية‪.‬‬

‫‪ -‬األماكن الطبيعية و التاريخية و األثرية التي يجب القيام بحمايتها او إبراز قيمتها أو بهما معا ‪- .‬‬
‫‪31‬‬
‫المساحات الخضراء الرئيسية التي يجب القيام بإحداثها و حمايتها أو إبراز قيمتها أو بهما معا‪.‬‬

‫‪ -‬التجهيزات الكبرى كشبكة الطرق الرئيسية و منشئات الموانئ الجهوية والموانئ والسكك الحديدية و‬
‫المؤسسات الرئيسية الصحية و الرياضية والتعليمية ‪.‬‬

‫‪ -‬المناطق التي تكون تهيئتها محل نظام قانوني خاص ‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد القطاعات التي يجب القيام بإعادة هيكلتها أو تحديدها أو بهما معا‪.‬‬

‫‪ -‬تحديد مبادئ الصرف الصحي و األماكن الرئيسية التي تصب فيها المياه المستعملة و األماكن التي‬
‫توضع فيها النفايات المنزلية‬

‫‪ -‬تحديد مبادي تنظيم النقل‪.‬‬

‫‪ -‬حصر ب رمجة مختلف مراحل تطبيق المخطط و بيان األعمال التي يجب أن يحظى إنجازها باألولوية‬
‫خصوصا تلك التي يكون لها طابع فني أو قانوني أو تنظيمي‪.‬‬

‫وعموما فإن المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية يهدف إلى تحقيق هدفين أساسيين األول عام و‬
‫الثاني خاص ‪:‬‬

‫فالهدف العام يتمثل في تنسيق أعمال التهيئة التي يقوم بها جميع المتدخلين بما فيهم الدولة ‪،‬‬
‫والجماعات المحلية والمؤسسات العامة ‪ ،‬والهيئات التي تحصل على مساعدات أو مساهمات مالية من‬
‫الدولة و الجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪31‬الحاج شكرة ‪ :‬الوجيز في قانون التعمير المغربي‪ .‬م‪ .‬س ص ‪.76‬‬


‫‪10‬‬
‫أما الهدف الخاص فيتمثل في تبني المخلط نمط خاص بالنسبة للمجال المحروس بهدف تجاوز‬
‫مختلف المشاكل الممكن حدوثها مستقبال ‪ .‬عن طريق وضع استراتيجية عامة يجب أن يعمل المخططون‬
‫في إطارها أثناء وضعهم لمختلف مشاريع التهيئة و التعمير ‪ ،‬سواء على مستوى التعمير التنظيمي أو‬
‫التعمير العملياتي ‪ ،‬وذلك بهدف تنظيم استعمال األراضي في إطار من التكامل بين المناطق ‪ ،‬والحرص‬
‫‪32‬‬
‫على التنسيق بين كافة المتدخلين في هذا المجال ‪.‬‬

‫‪ ‬محتوى مخطط توجيه التهيئة العمرانية‬

‫ويتكون المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية ‪ ،‬طبقا لنص المادة ‪ 5‬من ظهير ‪ 17‬يونيو ‪1992‬‬
‫المتعلق بالتعمير ‪ ،‬من رسوم بيانية وتقرير‪، 33‬الرسوم البيانية ‪ :34‬وهي خرائط للرقعة األرضية المغطاة‬
‫بالمخطط ‪ ،‬تبرز األغراض العامة المخصصة لها األراضي وتبين مواقع المناطق الزراعية والغابوية‬
‫‪ ،‬والمناطق السكنية وكثافتها ‪ ،‬والمناطق الصناعية ‪ ،‬والمناطق التجارية ‪ ،‬والمناطق السياحية ‪،‬‬
‫والمناطق المثقلة بارتفاقات واألماكن الطبيعية والتاريخية واألثرية‪.35 ......‬‬

‫فهي إذن عبارة عن خريطة للمناطق التي يهمها المخطط تتولى تحدي األغراض التي ستخصص‬
‫لها األرض داخل هذه المجاالت والمواقع التي سيشملها المد العمراني والمحميات العمرانية ومواضع‬
‫‪36‬‬
‫األنشطة الرئيسية وأماكن التجهيزات العمومية األساسية‪.‬‬

‫وأما التقرير الكتابي فهو الذي يبرز ويشرح التدابير التي يجب القيام بها لبلوغ األهداف المحددة‬
‫فيه ويشير إلى مراحل تنفيذ اإلجراءات المقررة خصوصا المراحل التي يجب أن تزود خاللها المناطق‬
‫المعنية بتصميم التنطيق وتصاميم التهيئة وتصاميم التنمية‪ 37 .‬ويتضمن على الخصوص بيان للتصور‬
‫و يحلل التقرير‬ ‫‪38‬‬
‫االستراتيجي للتنمية العمرانية واالقتصادية والبيئية والثقافية واالجتماعية‪....‬‬

‫‪32‬نور الدين أفقير ‪:‬دور الوكاالت الحضرية في ميدان التعمير‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪14- 13 :‬‬
‫‪33‬مصطفى المعمر ‪،‬أحمد أجعون ‪:‬إعداد التراب الوطني والتعمير م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.153:‬‬
‫‪34‬الفصل ‪ L 122-1‬من قانون التعمير الفرنسي فقد نص على هذه الرسوم البيانية التي تثبت التوجيهات األساسية لتهيئة التراب المعني ‪ ،‬وتضمن التوازن داخل‬
‫الفضاء الحضري ‪ ،‬والمناسبة أيضا لممارسة األنشطة الزراعية واألنشطة االقتصادية األخرى ‪ ،‬والمحافظة على المناظر الطبيعية أيضا ‪ ،‬كما يقوم بتوزيع‬
‫التجهيزات والبنيات التحتية ‪ ،‬و المناطق السكنية ‪ ،‬والصناعية ‪ ،‬والتجارية ‪ ،‬وقنوات صرف المياه‪....‬‬
‫تشمل الرسوم البيانية حسب المادة ‪ 12‬من مشروع القانون ‪ 30-07‬المتعلق بمدونة التعمير ‪ :‬المناطق التي يجب فتحها للتعمير وتواريخ فتحها واألغراض الرئيسية‬
‫المخصصة لها والكثافة المقررة لها ؛ حدود كل منطقة من المناطق التي يتعين أن يشملها تصميم التهيئة أو تصميم للحفاظ عليها وإبراز قيمتها ‪ ،‬وأيضا حدود‬
‫مناطق المشاريع العملياتية ومداراتها ؛ • األماكن الممنوع تعميرها ( الغابات ‪ ،‬المناطق الزراعية ‪ ،‬المناطق المهددة باألخطار ‪ ) ... ،‬؛ الشبكات األولية على‬
‫صعيد التجمع العمراني ‪ ،‬واألماكن المخصصة للتجهيزات األساسية الواجب إحداثها ؛ و أماكن التجهيزات الرئيسية االقتصادية ‪ ،‬واالجتماعية والرياضية المهيكلة‬
‫للمجال ؛ و المناطق الواجب إخضاعها للتحفيظ العقاري الجماعي ‪.‬‬
‫‪ 35‬يونس وحالو ‪ :‬دور الجماعات الترابية في صياغة المضمون التوجيهي للتخطيط الحضري‪ .‬مقال منشور بمجلة المنارة للدراسات القانونية واالدارية ‪-‬عدد ‪/08‬‬
‫‪ 2015‬ص ‪.180‬‬
‫‪36‬مصطفى المعمر ‪،‬أحمد أجعون ‪:‬إعداد التراب الوطني والتعمير ‪ ،‬م‪.‬س ص ‪. 153‬‬
‫‪37‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 5‬من قانون التعمير ‪.12-90‬‬
‫‪38‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 12‬من مشروع القانون ‪ 30-07‬المتعلق بمدونة التعمير‪ :‬تنص على ما يلي يتضمن على الخصوص بيان للتصور االستراتيجي‬
‫للتنمية العمرانية واالقتصادية والبيئية والثقافية واالجتماعية ؛وثيقة توضح ‪ ،‬لكل منطقة يجب أن يشملها تصميم للتهيئة أو تصميم للحفاظ عليها وإبراز قيمتها ‪،‬‬
‫األهداف الرئيسة الواجب بلوغها وحدود عدد السكان الممكن استقبالهم أو االحتفاظ بهم ؛ وثيقة تبين ‪ ،‬بالنسبة لكل منطقة تكون موضوع مشروع عملياتي ‪ ،‬طبيعة‬

‫‪11‬‬
‫التفصيلي الوضعية الحالية التي يدعمها بدراسة أفاق التنمية االقتصادية واالجتماعية لمجال المخطط ‪،‬‬
‫ويختمها بفرضية أو ع دة فرضيات للتنمية ‪ ،‬ويحدد اختيارات التهيئة التي يتطلبها تحقيق تنمية متناسقة‬
‫ويبرر ويشرح أيضا اختيارات‬ ‫‪39‬‬
‫على الصعيدين االقتصادي واالجتماعي للرقعة الجغرافية المعنية‪.‬‬
‫التهيئة المعتمدة والمبرزة في خرائط استعمال األراضي مع حصره لبرمجة مختلف مراحل تطبيق‬
‫المخطط وبيانه لألعمال التي يجب أن يحظى إنجازها باألولوية خصوصا تلك التي يكون لها طابع فني‬
‫‪40‬‬
‫أو قانوني أو تنظيمي‪.‬‬

‫هذا فيما باإلطار المفاهيمي لمخطط توجيه التهيئة العمرانية فماذا عن مسطرة إعداده ؟‬

‫الفقرة الثانية ‪ :‬مسطرة إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية‬

‫يترجم مخطط توجيه التهيئة العمرانية إرادة المشرع في تنظيم وتسيير المجال والتحكم في العقار‬
‫ومسايرة ومراقبة التوسع العمراني للمدن‪ ،‬وال يتأتى ذلك إال عن طريق إشراك كل الفعاليات العمومية‬
‫التي لها دور مباشر أو غير مباشر في مجال التهيئة والتجهيز العمراني‪ ،‬ويمر إعداد هذا المخطط من‬
‫مرحلتين‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬المرحلة التحضيرية للمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية‬

‫يتم وضع المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية ‪41‬بمبادرة من االدارة المكلفة بقطاع السكني و‬
‫التعمير والتي تقوم بإجراء الدراسات التمهيدية عن طريق المعاينة الميدانية لمختلف العناصر التي‬
‫تتألف منها الرقعة الترابية المراد تهيئتها أي أن إعداده يتم بإشراك السلطة الحكومية المكلفة بالتعمير‬
‫وباقي القطاعات الوزارية والمؤسسات العمومية و الجماعات المحلية ‪.‬وذلك من أجل التعرف على‬
‫المدن التي هي في حاجة إلى إعادة النظر في طرق توسيعها أوتوجيهها أو التحكم فيها ‪ .‬وتستعين‬

‫المشروع ‪ ،‬واألهداف الرئيسية الواجب بلوغها واألنشطة الرئيسية الالزم إحداثها ‪ ،‬وعدد السكان ‪ ،‬و عند االقتضاء ‪ ،‬االستثمار المتوقع والفرقاء المعنيين ؛ ‪.‬وثيقة‬
‫تبين الكلفة التقريبية لمختلف االستثمارات والتجهيزات المقترحة في المخطط ؛وثيقة توضح طرق وخالصات التشاور ؛ عقد برنامج يعد قاعدة التعاقد ويجمع كل‬
‫االتفاقيات الموقعة التي تربط بين األطراف المعنية العمراني وإجراءات الموافقة‬

‫‪39‬عبد الرحمان البكريوي ‪ ،‬التعمير بين المركزية والالمركزية ‪ ،‬م‪ .‬س ‪ ،‬ص‪.46‬‬
‫‪ 40‬يونس وحالو‪ :‬دور الجماعات الترابية في صياغة المضمون التوجيهي للتخطيط الحضري ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.183‬‬
‫‪ 41‬نصت المادة ‪ 13‬من مشروع القانون ‪ 30-07‬على أنه يوضع مخطط توجيه التجمع العمراني من قبل وكالة التعمير أو اإلدارة من تلقاء نفسها أو بمبادرة من‬
‫جماعة أو عدة جماعات معنية لفائدة جماعة أو عدة جماعات معنية تتألف في شكل مجموعة للجماعات طبقا ألحكام القانون رقم ‪ 78-00‬المتعلق بالميثاق الجماعي‬
‫الصادر بتنفيذه الظهير الشريف رقم ‪ 1-02-297‬بتاريخ ‪ 25‬رجب ‪ 3 ( 1423‬أكتوبر ‪ . ) 2002‬المادة ‪ : 14‬تتخذ مجموعة الجماعات ‪ ،‬قبل إعداد مخطط توجيه‬
‫التجمع العمراني ‪ ،‬جميع التدابير الضرورية لدعوة العموم ‪ ،‬وعلى وجه الخصوص ‪ ،‬جمعيات األحياء ونقابات المالك والمهنيين وأيضا الفرقاء المعنيين ‪ ،‬داخل‬
‫أجل شهرين ‪ ،‬لإلعالن عن انشغاالتهم وتطلعاتهم بخصوص الرقعة موضوع الدراسة في حالة عدم اتفاق األطر المعنية على تحديد المناطق ‪ ،‬كالمناطق الواجب‬
‫فتحها للتعمير ‪ ،‬واألماكن الممنوعة على التعمير ‪ ،‬والمناطق التي يتعين القيام بحمايتها والحفاظ عليها أوال إبراز قيمتها ‪ ،‬وعلى مبادي تنظيم النقل والتنقل المذكورة‬
‫في المادة ‪ 11‬أعاله ‪ ،‬يتم اللجوء إلى تحكيم لجنة يحدد تأليفها وطرق عملها بموجب نص تنظيمي‬
‫‪12‬‬
‫السلطة الحكومية بمختلف الوثائق المتعلقة بالرقعة الجغرافية المراد تهيئتها من طرف مختلف اإلدارات‬
‫‪42‬‬
‫والمؤسسات العمومية داخل أجل ال يتعدى ثالثة أشهر يحتسب من تاريخ توصلها بطلب االدارة بذلك‪.‬‬
‫هذا ما جاء التنصيص عليه في المادة ‪ 3‬من المرسوم التطبيقي للقانون رقم ‪ 43 12.90‬وذلك بعد اإلحالة‬
‫عليه من قبل المادة ‪ 6‬من القانون السابق الذكر‪ .‬والدراسات التمهيدية في هذا اإلطار تنصب على مختلف‬
‫الجوانب التي تهم المجال المحلي من الناحية الديموغرافية واإلقتصادية واالجتماعية والعقارية‬
‫والتجهيزات األساسية والمرافق العامة‪ ،‬وكذلك العالقات اإلقتصادية الموجودة بين مجال المدينة‬
‫المدروسة والمدن المجاورة وبالتالي هذا يقضي جمع معلومات ومعطيات متنوعة ومحددة على‬
‫المستويين المركزي والمحلي وحتى على مستوى السكان‪.‬‬

‫وبعد المرحلة التحضيرية للمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية تأتي مرحلة أخرى ال تقل أهمية عن‬
‫هذه المرحلة و هي مرحلة اإلعداد الفعلي‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬مرحلة اإلعداد الفعلي للمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية‬

‫يتولى اإلشراف على إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية‬ ‫بعد إنجاز األعمال التمهيدية‬
‫وبحث وتوجيه الدراسات المتعلقة به في مختلف مراحلها لجنة مركزية‪ 44‬تعمل تحت رئاسة اإلدارة‬
‫المكلفة بالتعمير التي لها صالحية تحديد جدول أعمال هذه اللجنة وتسهر هذه األخيرة على القيام بأعمال‬
‫السكرتارية ويمكن لهذه اللجنة أن تطلب االستعانة بخبرة كل من رأت فائدة في االسترشاد بآرائه وبعد‬
‫استنفاذ إعداد مشروع المخطط في هذه المرحلة وتحديد عناصره تتكفل اإلدارة المكلفة بالتعمير بأمر‬
‫عرضه بعد ذلك على أنظار لجنة محلية تضم إلى جانب الوالي أو عامل اإلقليم أو العمالة المعنية بصفته‬
‫رئيسا لها تعود إليه صالحية تحديد جدول أعمالها كل من ‪ :‬أعضاء اللجنة التقنية المعنية التابعة للعمالة‬
‫أو اإلقليم التي تتألف بدورها من ‪ :‬الكاتب العام للعمالة أو اإلقليم المعني باألمر ‪ ،‬رؤساء الدوائر ‪.‬‬
‫رؤساء المصالح الخارجية التابعة للدولة ‪ ،‬مديري المؤسسات العامة‪ .‬رؤساء المجالس الجماعية المعنية‬
‫بالمخطط ؛ رؤساء الغرف المهنية ‪ .‬ويمكن لهذه اللجنة بدورها ان تستعين باهل الخبرة والدراية إذا‬
‫رأى رئيسها ما يدعو لذلك وتناط بها مهام حراسة مشروع المخطط وإبداء رأيها حول مقتضياته في‬

‫‪42‬مصطفى المعمر‪ ،‬أحمد أجعون ‪ :‬إعداد التراب الوطني والتعمير ‪ ،‬م‪.‬س ص ‪.156‬‬
‫‪43‬مرسوم رقم ‪ 2.92.832‬صادر في ‪ 27‬من ربيع اآلخر ‪ 14( 1414‬أكتوبر ‪ )1993‬لتطبق القانون ‪ 12-90‬المتعلق بالتعمير‪.‬‬
‫‪44‬حسب المادة ‪ 4‬من المرسوم التطبيقي للقانون رقم ‪ : 12.90‬تحدث برئاسة السلطة الحكومية المكلفة بالتعمير او ممثلها لجنة مركزية لمتابعة إعداد المخطط‬
‫التوجيهي للتهيئة العمرانية يعهد إليها ببحث وتوجيه الدراسات المنجزة في مختلف مراحل إعداد المخطط التوجيهي المذكور‬
‫وتضم اللجنة المركزية المذكورة ‪ : :‬ممثل الوزير المكلف بالداخلية ؛ ممثل الوزير المكلف باألشغال العمومية ؛و ممثل الوزير المكلف بالفالحة؛ ممثل الوزير‬
‫المكلف بالتجارة والصناعة؛ و ممثل الوزير المكلف بالسكنى؛ ممثل الوزير المكلف بالشؤون الثقافية؛ المكلفة باإلحصاء؛ ممثل الوزير المكلف بالنقل ؛ ممثل‬
‫الوزير المكلف باألوقاف ؛ ممثل وزير الشبيبة و الرياضة ؛ ممثل الوزير المكلف بالتربية الوطنية ؛ ‪ -‬ممثل الوزير المكلف بالصحة العمومية ؛ ممثل الوزير‬
‫المكلف بالطاقة والمعادن ؛ ‪ :‬مثل اإلدارة المكلفة بالدفاع الوطني ؛ ‪ .‬مثل الوزير المكلف بالسياحة و ممثل الوزير المكلف باالتصاالت السلكية والالسلكية و مدير‬
‫أمالك الدولة أو ممثله ؛ الوالة وعمال األقاليم والعماالت المعنية ؛ رؤساء مجالس الجماعات المعنية ورؤساء المجموعات الحضرية المعنية ؛ مدير الوكالة‬
‫الحضرية في حالة وجودها‪.‬‬
‫‪13‬‬
‫بيان موجز يتعين عليها إحالته مدعوما بمحضر إلى اللجنة المركزية في غضون ‪ 15‬يوما من انتهاء‬
‫‪45‬‬
‫أعمالها حيث يعود لهذه األخيرة ( اللجنة المركزية ) أمر البث في هذا البيان والمحضر‪.‬‬

‫وبعد أن تقوم هاتان اللجنتان بدراسة ومتابعة إعداد مشروع المخطط على المستوى المركزي‬
‫والمحلي ‪ 46‬تتولى السلطة الحكومية المكلفة بالتعمير مهام عرضه قبل الموافقة النهائية عليه على أنظار‬
‫المجالس الجماعية المعنية كي تقوم من جانبها بأمر دراسته واإلدالء بمقترحاتها حول مضمونه داخل‬
‫أجل ثالثة أشهر من تاريخ إحالته عليها من طرف السلطة الحكومية المكلفة بالتعمير‪ ،‬وفي حالة سكوت‬
‫هذه المجالس إلى ما بعد انصرام أجل ثالثة أشهر المحددة ‪ ،‬فإن سكوتها يفسر بعدم وجود أي مقترح‬
‫‪47‬‬
‫من جانبها‪.‬‬

‫وتجدر المالحظة إلى أن مشروع المخطط قد يخضع لتعديالت في مختلف المراحل التي يمر منها‬
‫وذلك بهدف اعتبار اإلقتراحات التي تتقدم بها اللجان والمجالس المحلية في مختلف مراحل دراسته‪.‬‬

‫وبعد استكمال مشروع المخطط يتم الموافقة عليه وذلك وفق إجراءات وشروط محددة من قبل‬
‫القانون‪ .‬إذن هذا ما يتعلق بالقواعد المنظمة لمخطط توجيه التهيئة العمرانية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬النتائج المترتبة عن مخطط توجيه التهيئة العمرانية‬

‫إذا كان المشرع أحال بخصوص الموافقة على مخطط التوجيه التهيئة العمرانية على اإلجراءات‬
‫والشروط التي يحددها المرسوم التطبيقي للقانون رقم ‪ 12.90‬المتعلق بقانون التعمير بموجب مقتضيات‬
‫المادة السادسة ‪ ،‬فإن الموافقة تتم بمرسوم ينشر في الجريدة الرسمية ويصدر اقتراح من السلطة‬
‫الحكومية المكلفة بالتعمير بعد استطالع رأي وزير الداخلية ووزير المالية المكلف باألشغال العمومية‬
‫والوزير المكلف بالفالحة حسب مقتضيات المادة ثمانية من القانون التنظيمي لقانون التعمير‪ .48‬فبعد‬
‫المصادقة على هذا المخطط ينتج آثار خاصة وعامة‪ ،‬تهم األولى المتدخلين في مجال العمران والوثائق‬
‫التعميرية البعدية‪ ،‬فضال عن خضوع األفراد لتوجهات هذه الوثيقة‪ ،‬عالوة على إحداث لجنة خاصة‬

‫‪45‬مصطفى المعمر ‪ ،‬أحمد أجعون ‪ :‬إعداد التراب الوطني والتعمير ‪ ،‬م‪.‬س ص ‪.158‬‬
‫‪46‬الحاج شكرة ‪ :‬الوجيز في قانون التعمير المغربي ‪ ،‬م‪.‬س ‪ ،‬ص ‪.78‬‬
‫‪47‬المادة ‪ 7‬من القانون ‪ 12-90‬المتعلق بالتعمير‪.‬‬
‫‪ -48‬تجدر اإلشارة إلى أن مشروع مدونة التعمير عدل هذه اإلجراءات من خالل جعل هذه المصادقة على مخطط توجيه التعمير العمراني بقرار لوالي الجهة‬
‫المعنية بعد موافقة مجموعة الجماعات المعنية واإلدارة المختصة‪.‬‬
‫و عندما يتعلق نطاق دراسة مخطط توجيه التجمع العمراني برقعة أرضية تجمع مناطق خاضعة لواليتي جهتين أو أكثر فإن المصادقة عليه تتم بقرار تتخذه السلطة‬
‫الحكومية المكلفة بالتعمير‪.‬‬
‫و طبعا يتم نشر النص القاضي بالمصادقة على مخطط توجيه التجمع العمراني بالجريدة الرسمية بموجب المادة ‪ 16‬من مشروع مدونة التعمير‪.‬‬
‫‪14‬‬
‫لمتابعة تنفيذ توجهات هذا المخطط‪ .‬إلى جانب آثار عامة تتجلى في تنزيل هذا المخطط التوجيهي على‬
‫أرض الواقع من خالل رصد اإلكراهات و اآلفاق الواعدة له‪.‬‬

‫الفقرة األولى ‪ :‬آثار دخول المخطط التوجيهي إلى حيز التطبيق‬

‫بعد الموافقة على مخطط توجيه التهيئة العمرانية و نشره بالجريدة الرسمية يدخل حيز التطبيق‬
‫و يكتسب القوة الملزمة في مواجهة المخاطبين به‪ ،‬و خاصة المتدخلين و المخاطبين بأحكامه(أوال)‪،‬‬
‫عالوة على أنه بعد ذلك تحدث لجنة مكلفة بمتابعة تنفيد توجهاته(ثانيا)‪.‬‬

‫أوال ‪ :‬آثار المخطط التوجيهي الخاصة‪:‬‬

‫تتمظهر آثار المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية في مواجهة المتدخلين فيه (اإلدارة) و الوثائق‬
‫المتعلقة بالتعمير‪ ،‬و أخيرا بيان آثاره إزاء األفراد‪.‬‬

‫‪ -1‬آثار المخطط التوجيهي إزاء اإلدارة‪:‬‬

‫بموجب المادة ‪ 9‬من قانون التعمير رقم ‪ ، 12.90‬يجب على الدولة و الجماعات الترابية و‬
‫المؤسسات العامة و على أشخاص القانون الخاص المعنوية التي يكون رأسمالها بأجمعه مملوكا للدولة‬
‫أو الجماعات الترابية و المؤسسات العامة أن تتقيد بأحكام مخطط توجيه التهيئة العمرانية‪.‬‬

‫يالحظ من خالل هذا النص أن المشرع ألزم الدولة و الجماعات الترابية و المؤسسات العمومية و‬
‫كذلك أشخاص القانون الخاص الذي يكون رأسمالهم مملوكا ألحد األشخاص المعنوية العامة أو‬
‫باإلشتراك مع أشخاص معنوية عامة أخرى التقيد بأحكام و توجهات مخطط توجيه التهيئة العمرانية ‪،‬‬
‫ذلك أن جميع البرامج و المشاريع و القرارات اإلدارية الصادرة عتها يجب أن تحترم التوجهات التي‬
‫رسمها هذا المخطط‪.‬‬

‫و فيما يخص مدى إلزامية أحكام المخطط بالنسبة لألشخاص المخاطبة به‪ ،‬فإن المشرع المغربي‬
‫كان صارما في مسألة اإللزامية عندما استعمل لفظة" يجب" و ذلك عكس التشريع المقارن الذي يأخذ‬
‫بنوع من المرونة بنصه على درجة أدنى من الجوب مثال " التوافق" في مقابل التطابق الناتج عن لفظة‬
‫الوجوب أعاله بين مخطط توجيه التهيئة العمرانية و بين التجهيزات و المشاريع و البرامج و‬
‫االستعماالت التي تود األشخاص المعنوية العامة أو الخاصة القيام بها في الرقعة األرضية المغطاة‬
‫بالمخطط‪ .‬و ال شك أن مفهوم التطابق الذي تبناه المشرع المغربي ستتولد عنه مشاكل و صعوبات‬
‫أثناء تطبيق نص المادة ‪ 9‬من نفس القانون‪ ،‬ذلك أن التقيد بأحكام المخطط التوجيهي يفترض الدقة سواء‬
‫من حيث المجال أو تلزمان و هو ما ال يتوفر في مخطط هدفه األساسي هو تحديد التوجهات العامة‬
‫‪15‬‬
‫للت هيئة الحضرية للمنطقة التي يغطيها‪ ،‬األمر الذي ستضطر معه اإلدارة تجاوزا لهذه الصعوبات إلى‬
‫تفسير النص تفسيرا واسعا إلدخال بعض المرونة التي تفتقدها صيغته‪.49‬‬

‫األكثر من ذلك أن مفهوم المطابقة الوارد في نص المادة أعاله نجده كذلك في المادة ‪ 11‬من قانون‬
‫التعمير فيما يتعلق بوثائق التعمير األدنى مرتبة من مخطط توجيه التهيئة العمرانية‪ ،‬و هكذا نجد أن‬
‫المشرع نص في المادة ‪ 11‬من ذات القانون على أن تصاميم التنطيق وتصاميم التهيئة وتصاميم التنمية‬
‫المنظمة في الظهير الشريف رقم ‪ 1.60.063‬بتاريخ ‪ 25‬يونيو ‪ 1960‬المتعلق بتنمية التجمعات القروية‪،‬‬
‫يجب أن تتقيد بأحكام مخططات توجيه التهيئة العمرانية المنصوص عليها في المادة ‪ 4‬من نفس القانون‪.‬‬

‫أما فيما يخص وثائق التعمير – أي تصاميم التهيئة و تصاميم التنطيق و تصاميم التنمية‪ -‬الموافق‬
‫عليها قبل تاريخ نشر النص المصادق بموجبه على مخطط توجيه التهيئة العمرانية‪ ،‬فإنها تظل سارية‬
‫المفعول بشرط أن تكون أحكامها تتالءم مع الخيارات الواردة فيه‪.50‬‬

‫و في حالة مخالفة أحكام تصاميم التهيئة أو تصاميم التنطيق المشار إليها أعاله للتوجهات األساسية‬
‫المقررة في مخطط توجيه التهيئة العمرانية‪ ،‬فإنه يجب أن يتخذ – داخل أجل شهر على األكثر من تاريخ‬
‫الموافقة على هذا المخطط‪ -‬مقرر رئيس المجلس الجماعي بعد مداوالت المجلس يقضي بدراستها وفق‬
‫أحكام المادة ‪ 5121‬من هذا القانون و تحدد فيه المناطق التي يجب أن توضع لها تصاميم تهيئة جديدة‪.52‬‬

‫‪ -2‬آثار المخطط التوجيهي تجاه األفراد‪:‬‬

‫تجدر اإلشارة إلى أن هناك قاعدة مفادها أن وثائق التعمير ال تكون لها آثار ملزمة إزاء األفراد إال‬
‫إذا تعرفوا عليها و اطلعوا على محتواها خالل بحث علني ينظم قصد تبيان منافعه و مضاره‪ ،‬و تسجل‬

‫‪ - 49‬عبد السالم المصباحي‪ ،‬محاضرات في إعداد التراب الوطني و التعمير‪ ،‬ط ‪ /1‬مطبعة إنفوبرانت ‪ ،1997 ،‬ص ‪.60 :‬‬
‫‪ -‬الفقرة األولى من المادة ‪ 12‬من قانون التعمير‪50 .‬‬

‫‪ -51‬تنص المادة ‪ 21‬من قانون التعمير على أنه ‪" :‬قبل وضع تصميم التهيئة‪ ،‬يجوز اتخاذ قرار يقضي بالقيام بدراسته ويعين حدود‬
‫الرقعة األرضية التي يشملها تصميم التهيئة‬
‫المزمع دراسته‪.‬‬
‫يصدر رئيس مجلس الجماعة بطلب من اإلدارة أو بمبادرة منه قرار القيام بدراسة تصميم التهيئة بعد أن يتداول المجلس‬
‫في ذلك‪.‬‬
‫ويستمر مفعول القرار المشار إليه أعاله مدة ستة أشهر من تاريخ نشره في الجريدة الرسمية ويجوز تجديده مرة واحدة‬
‫لمدة مساوية للمدة األولى"‪.‬‬
‫‪ -52‬الفقرة الثانية من المادة ‪ 12‬من قانون التعمير‪.‬‬
‫‪16‬‬
‫أثناءه مالحظات و اقتراحات المعنيين باألمر‪ ،‬و تجدر اإلشارة إلى أن مثل هذا البحث العلمي ال يتم‬
‫‪53‬‬
‫حول مشروع المخطط التوجيهي‪ ،‬فهل هذا معناه أن المخطط ال يلزم األفراد؟‬

‫لقد أجاب المشرع بالنفي بعدما نص في المادة ‪ 10‬من القانون رقم ‪12.90‬على أن كل مشروع‬
‫تجزئة أو مجموعة سكنية أو مشروع بناء ال يمكن اإلذن في إنجازه في حالة عدم وجود تصميم تهيئة‬
‫أو تصميم تنطيق‪ ،‬إال إذا كان ال يتنافى و األحكام المقررة في مخطط توجيه التهيئة العمرانية المتعلق‬
‫بالمناطق العمرانية الجديدة و األغراض العامة المخصصة لها األراضي الواقعة فيها‪.‬‬

‫غير أن نص المادة أعاله يميز بين حالتين‪ :‬يتعلق األمر في الحالة األولى بتغطية الحقة بمخطط‬
‫توجيهي لمنطقة معينة تتوفر على تصميم تنطيق أو تصميم تهيئة‪ ،‬فعند طلب رخص التعمير ‪-‬مثال‬
‫رخصة البناء أو التجزئات السكنية‪ -‬تطبق مقتضيات هذه التصاميم إذا كانت ال تتنافى و مقتضيات‬
‫المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية‪.‬‬

‫أما في الحالة الثانية‪ ،‬و هي حالة العكس‪ ،‬فيتعين على اإلدارة المكلفة بالتعمير أن تشرع في دراسة‬
‫تصميم تنطيق جديد و بالتالي تصميم تهيئة جديد وفق المسطرة المشار إليها سابقا‪ ،‬و هي المنصوص‬
‫عليها في المادة ‪ ،12‬و أثناء هذه الفترة يؤجل رئيس المجلس الجماعي البت في الطلبات الرامية إلى‬
‫إحداث تجزئة أو مجموعة سكنية أو إقامة بناء‪ 54‬حتى بعد نشر القرار‪.‬‬

‫لذلك نجمع القول في أن اآلثار القانونية المترتبة عن مخطط توجيه التهيئة العمرانية تتمثل فيما يلي ‪:‬‬

‫‪ -1‬ضرورة تقيد الدولة و الجماعات الترابية و المؤسسات العمومية بأحكام مخططات التوجيه‪.‬‬

‫‪ -2‬ضرورة تقيد تصاميم التنطيق وتصاميم التهيئة و مخططات تنمية التكتالت العمرانية القروية‬
‫بأحكام مخططات التوجيه‪.‬‬

‫‪ -3‬ضرورة تالؤم مشاريع البناء و التجزيئي و إحداث المجموعات السكنية في حالة غياب تصميم‬
‫‪55‬‬
‫التنطيق و تصميم التهيئة مع أحكام مخططات التوجيه‪.‬‬

‫‪ -53‬عبد السالم المصباحي‪ ،‬محاضرات في إعداد التراب الوطني و التعمير‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.60:‬‬
‫‪ -54‬الحاج شكرة ‪،‬الوجيز في قانون التعمير المغربي‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪82:‬‬
‫‪ -55‬توفيق بنعلي‪ ،‬وثائق التعمير‪ ،‬الحصيلة و إكراهات التنفيذ‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.36:‬‬

‫‪17‬‬
‫ثانيا‪ :‬إحداث لجنة متابعة تنفيذ توجهات المخطط‬

‫يعتبر إحداث الجنة المكلفة بمتابعة إنجاز المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية أهم مرحلة بعد إعداده‪،‬‬
‫فضمانا إلنجاز و تنزيل توجهات المخطط و القيام بالتجهيزات المهيكلة المجال في أوقاتها و مراحلها‬
‫و تنسيقها ألنشطة المتدخلين ‪ ،‬فقد نص المشرع المغربي في المادة ‪ 9‬من المرسوم التطبيقي رقم‬
‫‪ 2.92.832‬الصادر بتاريخ ‪ 14‬أكتوبر ‪ 1993‬على إحداث لجنة لمتابعة إنجاز المخطط التوجيهي‬
‫للتهيئة العمرانية يعهد إليها تتبع تنفيذ التوجهات المحددة في المخطط التوجيهي و السهر بوجه خاص‬
‫على إنجاز مراحله و القيام بتنشيط أعمال التهيئة المقررة فيه و الحث عليها و تنسيقها‪.‬‬

‫فبعد الموافقة على المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية‪ ،‬يشرع في إحداث اللجنة المذكورة و التي‬
‫تتكون بموجب المادة ‪ 10‬من القانون التنظيمي لقانون التعمير من ‪:‬‬

‫‪-‬الوالي أو العامل بصفته رئيسا‪.‬‬

‫‪-‬أعضاء اللجنة التقنية المعنية التابعة للعمالة أو اإلقليم‪.‬‬

‫‪-‬ممثلي مجالس الجماعات المعنية و المجموعة الحضرية في حالة وجودها‪.‬‬

‫‪-‬ممثلي الغرف المهنية‪.‬‬

‫و يمكن أن يدعو الرئيس للمشاركة في أعمال اللجنة المذكورة كل شخص يرى فائدة في االسترشاد‬
‫برأيه‪.‬‬

‫و تجتمع اللجنة المكلفة بمتابعة تنفيذ المخطط التوجيهي بدعوة من رئيسها كلما كان ذلك ضروريا‬
‫و مرتين في السنة على األقل‪ ،‬كما أن رئيس اللجنة المذكورة يقوم بانتظام بإخبار السلطة الحكومية‬
‫المكلفة بالتعمير بمختلف مراحل إنجاز المخطط التوجيهي‪ ،‬و ذلك بصريح عبارة نص المادة ‪ 11‬من‬
‫القانون التنظيمي لقانون التعمير‪.‬‬

‫ما يؤخذ على هذه المرحلة المهمة هو عدم تنصيص المشرع على الجهة المكلفة بإحداثها‪ ،‬رغم أن‬
‫الوالي أو العامل هو رئيسها و الذي يمكن أن يحدثها بنفسه‪ ،‬إال أنه لم يفعل ذلك كما فعل بالنسبة لوضع‬
‫مشروع مخطط توجيه التهيئة العمرانية حيث المبادرة من قبل اإلدارة و بمساهمة من الجماعات المحلية‬
‫‪ ،‬و حتى المصادقة عليه من قبل السلطة الحكومية‪ ،‬و في مشروع مدونة التعمير من طرف العامل‪ ،‬و‬
‫هذه النقطة لم ينتبه إليها المشرع حتى في مشروع مدونة التعمير‪.‬‬

‫‪18‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييم إرساء مخطط توجيه التهيئة العمرانية‬

‫إذا كان المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية يعتبر وثيقة حضرية لتخطيط العمران تسعى إلى ضبط‬
‫تدبير المجال الترابي‪ ،‬و تشكل إطارا مرجعيا لتفعيل مشاريع االستثمارات في ميدان التجهيزات و‬
‫البنيات التحتية و المشاريع االقتصادية‪ ،‬فإن تنفيذ هذا المخطط على أرض الواقع يعرف عدة إكراهات‬
‫و معيقات وجب تجاوزها‪ .‬فما هي أهم إكراهات تنفيذ المخطط التوجيهي؟ و ما هي سبل و آفاق‬
‫تجاوزها؟‬

‫أوال ‪ :‬إكراهات تنفيذ مخطط توجيه التهيئة العمرانية‬

‫إن تنفيذ مخطط توجيه التهيئة العمرانية تعترضه عدة إكراهات منها ما يندرج في إطار مالحظات‬
‫عامة بخصوص وثائق التعمير ‪ ،‬و أخرى خاصة ‪.‬‬

‫‪ - 1‬إكراهات عامة ‪:‬‬

‫*تتمثل أول مالحظة في عدم انسجام نصوص التعمير مع النصوص األخرى ذات العالقة و عدم‬
‫تناسقها بل تناقضها و تضاربها‪ ،‬ذلك أنه في الغالب األعم توضع نصوص التعمير بمعزل عن دراسة‬
‫النصوص المرتبطة بها كالنصوص المنظمة للممتلكات و خاصة العامة و نصوص الجبايات المحلية و‬
‫نصوص المؤسسات المرتبة و المزعجة للصحة و الوقاية الصحية و اإلرتفاقات اإلدارية المختلفة‬
‫كنصوص اإلرتفاقات العسكرية و ارتفاقات السكك الحديدية و الملك العام البحري و غيرها و نصوص‬
‫البيئة و المقالع و بعض النصوص المتعلقة بالمؤسسات العمومية و ضم األراضي إلخ‪.56‬‬

‫و هذا النقص في عدم االنسجام بين نصوص التعمير و باقي النصوص يؤثر ال محالة في انتظارات‬
‫المخطط التوجيهي بل يضعفها ‪.‬‬

‫فمثال من الضروري مالءمة نصوص التعمير الحالية مع القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬المتعلق‬
‫بالجماعات‪ ،‬فهذا القانون لم يعد يفرق بين الجماعات الحضرية و القروية و لم يعد يسميها جماعات‬
‫محلية بل ترابية في الوقت الذي نجد نصوص التعمير ال تزال تكرس هذه التفرقة‪ .‬بل إن ظهير ‪25‬‬
‫يونيو ‪ 1960‬المتعلق بتوسيع نطاق العمارات القروية ال زال النص األساسي الذي ينظم التعمير بالوسط‬
‫القروي رغم قدم مقتضياته و عدم مالءمتها مع التطورات المستجدة ‪.‬‬

‫‪ -56‬محمد بوجيدة‪ ،‬بعض مظاهر القصور و الخلل في نصوص التعمير بالمغرب ‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.117‬‬
‫‪19‬‬
‫أما المناشير و الدوريات التي صدرت في ميدان التعمير و التي تتناقض مع نصوص و وثائق‬
‫التعمير ‪ ،‬فيكفي اإلشارة إلى الدورية المشتركة بخصوص شروط استفادة المشاريع االستثمارية من‬
‫استثناءات في مجال التعمير (عدد ‪/21‬و‪ )3020/‬بتاريخ ‪ 4‬مارس ‪ 2003‬الموجهة لوالة الجهات و‬
‫عمال العماالت و األقاليم‪ ،‬فهذه الدورية أقرت استثناءات بخصوص قانون التعمير و وثائقه بحيث‬
‫خولت للجنة جهوية برئاسة والي الجهة دراسة و اتخاذ القرار بخصوص الطلبات الرامية إلى االستفادة‬
‫من االستثناء في مجال التعمير‪ ،‬لدرجة يمكنها اتخاذ قرار الترخيص "بمشروع استثماري" و لو بمخالفة‬
‫ضوابط التعمير و وثائق ال سيما مخطط توجيه التهيئة العمرانية‪ ،‬و ذلك بإنجازه في أماكن مخصصة‬
‫في تصميم التهيئة لتجهيز أو مرفق عمومي أو فوق أرض مخصصة لحديقة أو منتزه أو ملك غابوي‬
‫أو غير ذلك‪ .‬بل جاء في الدورية المذكورة أن إقرار مثل هذه االستثناءات يتم لتجاوز بعض المعوقات‬
‫في هذا المجال و خاصة وثائق التعمير التي تشكل أحيانا عرقلة إلنجاز المشاريع االستثمارية‪ ،‬و هكذا‬
‫اعتبرت وثائق التعمير المقررة بمرسوم و الملزمة للجميع و التي مولت بمبالغ مالية مهمة عرقلة‬
‫للمشاريع االستثمارية ‪.57‬‬

‫*باإلضافة إلى إكراه تعدد و تعقد األنظمة العقارية بالمغرب‪ ،‬بحيث نجد مثال األراضي الساللية و‬
‫ما تطرحه من صعوبات و كذا أراضي الكيش و األراضي غير محفظة ثم أراضي الدولة العامة و‬
‫الخاصة‪ ،‬فوضعية هذه األنظمة تزداد تعقيدا بعلة كون وثائق التعمير تتسم بالتشدد و الصرامة‪ ،‬ذلك أن‬
‫تصميم المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية ملزم للمؤسسات العمومية و باقي الشركاء‪ ،‬إذ يتعين األخذ‬
‫به بمجرد نشر مرسوم الموافقة عليه بالجريدة الرسمية‪.‬‬

‫ناهيك عن المناشير الكثيرة التي تصدر لسد ثغرات التعمير أو وضع مقتضيات جديدة أو إقرار‬
‫استثناءات‪.‬‬

‫لذلك فإن تعدد القوانين و الدوريات يؤثر في فعالية تنفيذ وثائق التعمير و خاصة مخطط توجيه التهيئة‬
‫العمرانية ‪ ،‬ال سيما أمام تغطية غير كاملة للتراب الوطني بمؤسسة الوكاالت الحضارية‪.58‬‬

‫*و الواقع أبان على أن عدم االنسجام و التناسق بين النصوص يرجع في المقام األول إلى كون أن‬
‫نصوص التعمير غير واردة في مدونة بحيث يسهل معرفتها لتفادي التناقضات التي قد تحصل بينها أو‬
‫غموض محتوياتها‪ .‬فحتى اآلن و باستثناء بعض المحاوالت البسيطة التي قامت بها بعض اإلدارات و‬

‫‪ -57‬محمد بوجيدة ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.121 ،120 :‬‬


‫‪ -58‬عبد الرحيم البداوي‪ ،‬في معيقات تنفيذ وثائق التعمير و سبل التجاوز‪ ،‬مقال منشور بمجلة مغرب القانون‪ ،‬أطلع عليه بتاريخ‬
‫‪ 2021/04/28‬على الساعة الثالثة بعد الزوال‪.‬‬
‫‪20‬‬
‫التي ظلت قابعة في خزاناتها أو مكاتبها أو بعض المجموعات التي قام بها بعض الباحثين‪ ،‬ليست هناك‬
‫مجموعات شاملة لكافة النصوص القانونية و التنظيمية المتعلقة بالتعمير و المناشير و الدوريات و‬
‫‪59‬‬
‫المذكرات العديدة التي صدرت عن بعض الوزارات و التي ال أحد يتحكم فيها بمن فيهم العاملين بها‪.‬‬

‫‪ -2‬إكراهات خاصة ‪:‬‬

‫*من ضمن أهم المالحظات المسجلة حول توجهات المخطط المومأ إليها أعاله هو وجود تقديرات‬
‫و توقعات تفوق الحاجيات‪ ،‬فغياب المنطق فيما يخص البرامج و التوجهات التي تتقدم بها مختلف‬
‫الجهات اإلدارية المعنية يجعل في بعض األحيان البرامج المقدمة بعيدة عن الواقع‪ ،‬و تستلزم إعادة‬
‫تكييفها لمالءمتها مع تهيئة الوضعية الحقيقية و اإلمكانيات المتوفرة ‪.‬‬

‫*كما يعاب على مرحلة إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية طول مدة اإلجراءات سواء أثناء‬
‫إعداده أو الموافقة عليه‪ ،‬و ذلك راجع إلى عدم تحديد المشرع تاريخ بدأ و انتهاء المراحل التي يقطعها‬
‫هذا المخطط‪ ،‬حيث يبقى ذلك خارج أي ضبط زمني الستسالم مواقف و آراء مختلف المصالح و الهيآت‬
‫اإلدارية المعنية بالمشروع‪ ،‬األمر الذي يجعل البعض منها يحتفظ بالمشروع مدة طويلة‪ ،‬ترهن معها‬
‫مستقبل التهيئة العمرانية و االستجابة للحاجيات المتجددة للواقع اإلقتصادي و اإلجتماعي مما يؤثر سلبا‬
‫على المراحل األخرى‪. 60‬‬

‫*األكثر من ذلك يحصل تداخل و تشابك بين اختصاصات مختلف السلطات و الفاعلين في ميدان‬
‫التعمير بسبب تشتيت صالحيات إعداد مخطط توجيه التهيئة العمرانية بين مجموعة من المتدخلين بدل‬
‫إسناد األمر لجهة واحدة تتوفر على الوسائل الكفيلة بفرض احترام ضوابط التعمير و وثائقه‪ ،61‬عالوة‬
‫على ضعف مشاركة المجالس الجماعية بسبب افتقار أعضائها إلى التأهيل الكافي للمساهمة في إعداد‬
‫مثل المخطط التوجيهي الهام‪ ،‬فهذا ينتج عنه تضارب المصالح و وجهات النظر‪ ،‬و يضعف من احتمال‬
‫إعداد المخطط‪.‬‬

‫‪ -59‬محمد بوجيدة ‪ ،‬م س ‪ ،‬ص‪.118 :‬‬


‫‪ -60‬محمد عمري‪ ،‬التعمير و حقوق االنسان‪ ،‬أي دور لالمركزية الترابية الجماعية‪ ،‬منشورات الدراسات في الحكامة و التنمية‬
‫الترابية‪ ،‬مطبعة الحسيس دايزين‪ ،2017 ،‬ص‪.141 :‬‬
‫‪ -61‬محمد بوجيدة‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.126 :‬‬
‫‪21‬‬
‫*كما أن من أكبر المعيقات هي ضعف مصادر التمويل و الميزانيات المرصودة ألجرأة وثائق‬
‫التعمير بصفة عامة و المخطط التوجيهي بصفة خاصة‪ ،‬فهذا يشكل عائقا يعترض سبيل تأهيل العمران‬
‫و سد العجز الحاصل على مستوى التجهيزات األساسية و المرافق العمومية ‪.62‬‬

‫و يزداد اإلكراه المالي تعقدا نتيجة التناقض شبه الكلي بين البرمجة و الواقع‪ ،‬إذا غالبا ما يتم اقراح‬
‫مساحات تفوق بكثير المتطلبات الفعلية‪ .‬و يمكن ان نرجع ذلك إلى عدة أسباب نذكر منها ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬عدم ضبط الحاجيات بصفة دقيقة ‪.‬‬

‫‪ -‬غياب التنسيق بين الدراسات المتعلقة بالتخطيط العمراني و إحصائيات السكن ‪.‬‬

‫‪ -‬وجود شرخ بين التخطيط المجالي من جهة و التخطيط االقتصادي و إعداد الميزانية من جهة‬
‫أخرى ‪.‬‬

‫‪ -‬عدم تفعيل المقتضيات القانونية المتعلقة بتتبع تنفيذ وثائق التعمير سواء تعلق األمر باللجنة‬
‫المنصوص عليها في المادة ‪ 9‬من القانون رقم ‪ 12.90‬أو إجراءات التتبع المبنية في المادة ‪2‬‬
‫من ظهير ‪ 30‬شتنبر ‪ 1993‬المنظم الوكاالت الحضرية فيما يتعلق بالمخطط التوجيهي للتهيئة‬
‫العمرانية‪. 63‬‬

‫‪-62‬فعلى سبيل المثال ما عرفته مدينة الدار البيضاء‪ ،‬فبعد صدور ‪ 23‬تصميم تهيئة – منذ سنة‪ -1989‬تشمل مجموع جماعاتها لم تتمكن‬
‫السلطات العمومية من اقتناء سوى حوالي ‪ %17‬من المساحات المخصصة للتجهيزات والمرافق العمومية‪ ]2[.‬فمن أصل ‪ 2172‬مشروعا‬
‫بالدار البيضاء متعلقا بالتجهيزات المدرسية والتكوين المهني والتجهيزات الصحية والتجهيزات العمومية لم يتم إنجاز ‪-‬على مدى ‪9‬‬
‫سنوات (‪ -)1998-1989‬سوى ‪ 286‬مشروعا من مجموع المرافق المسطرة في وثائق التعمير‪ .‬وعلى مستوى المساحات فإن التجهيزات‬
‫المنجزة تشغل ‪ 185‬هكتار بنسبة ‪ %18‬من المساحة اإلجمالية المخصصة للتجهيزات في تصاميم التهيئة والتي تقدر ب ‪ 1014‬هكتار‬
‫حيث ال يتعدى معدل وتيرة اإلنجاز ‪ 26‬مشروعا في السنة‪.‬‬
‫ويعتبر القطاع الصحي من أفظع القطاعات المتضررة‪ ،‬إذ لم تتعد نسبة التنفيذ ‪ %9‬بحصة ‪ 14‬مشروعا من أصل ‪ 164‬مؤسسة صحية‪.‬‬
‫أما بخصوص التجهيزات التعليمية فقد برمجت تصاميم التهيئة ‪ 524‬مؤسسة تعليمية على مساحة ‪ 81‬هكتار محققة بذلك أكبر نسبة إلنجاز‬
‫المرافق العمومية وصلت ‪.%21‬‬

‫مقال منشور على الموقع التالي‪https://maraje3.com/2011/02/urban-planning-implications-lack-funding-:‬‬


‫‪ ،. urban-planning/‬أطلع عليه بتاريخ ‪ 2021/04/24‬على الساعة الواحدة بعد الزوال‬
‫‪ -63‬م س‪.‬‬
‫‪22‬‬
‫ثانيا ‪ :‬آفاق مخطط توجيه التهيئة العمرانية‬

‫في مقابل وجود هذه المثالب و الثغارات في المنضومة القانونية للتعمير و التي تعترض سبيل إعداد‬
‫و تنفيذ مخططات تصميم توجيه التهيئة العمرانية‪ ،‬هناك مجهوذات مبذولة في ميدان تغطية المجاالت‬
‫العمرانية الحضرية منها و القروية ‪ ،‬و تتجلى أهم هذه األعمال في ‪:‬‬

‫‪ -‬تعميم الوكاالت الحضرية على مجموع التراب الوطني باعتبارها أجهزة متخصصة ‪ ،‬حيث‬
‫ارتفع عدد هذه المؤسسات من ‪ 11‬سنة ‪ 2000‬إلى ‪ 30‬مؤسسة سنة ‪.2014‬‬

‫‪ -‬الرفع من ميزانية االستثمار لفائدة الوكاالت الحضرية قصد إنجاز الدراسات المتعلقة بإعداد‬
‫وثائق التعمير و الدراسات الحضرية‪ ،‬حيث ارتفعت من ‪ 20‬مليون درهم سنة ‪ 2002‬إلى ‪150‬‬
‫مليون درهم سنة ‪ ،2011‬أي زيادة ‪ 75‬في المائة ‪.‬‬

‫‪ -‬تعبئة موارد مالية إضافة في إطار اتفاقيات شراكة مع الجماعات الترابية و المؤسسات األخرى‬
‫لتمويل إعداد وثائق التعمير‪. 64‬‬

‫‪ -‬على مستوى جهة فاس مكناس ‪ ،‬تم القطع مع وجود وكالة حضرية واحدة ‪ ،‬إذ توجد وكالتين‬
‫حضاريتين ‪ ،‬األولى تهم الوكالة الحضرية لفاس الكبير‪ ،‬و الثانية تتعلق بالوكالة الحضرية‬
‫لمكناس الكبير‪.‬‬

‫كما أن من أهم آفاق مخطط توجيه التهيئة العمرانية هو البعد التشاركي أو التعمير التشاركي‪ ،‬ذاك‬
‫أنه في محاولة إلضفاء طابع الدمقرطة على مسلسل قرار المخطط‪ ،‬تروم التوجهات الرسمية نحو‬
‫إلزام األجهزة المختصة بإتخاذ اإلجراءات الالزمة لإلستطالع اهتمامات وانشغاالت الفرقاء‬
‫اإلقتصاديين واإلجتماعيين والثقافيين كالهيئات المهنية وجمعيات األحياء والمنعشين العقاريين ووكالء‬
‫اتحادات المالك المشتركين وغيرهم ‪.65‬‬

‫ويعد التعمير التشاركي طريقة إلشتراك المواطنين سواء بشكل مباشر أو غير مباشر في إعداد‬
‫ووضع وثائق التعمير بما يضمن اإلسهام في تلبية حاجيات الساكنة وتوفير شروط اإلندماج اإلجتماعي‬
‫والتكامل المجالي‪.‬‬

‫‪ -64‬توفيق بنعلي‪ ،‬وثائق التعمير‪ ،‬الحصيلة و إكراهات التنفيذ‪ ،‬م س‪ ،‬ص‪.40:‬‬


‫‪ -65‬أحمد مالكي ‪ ،‬مخططات التهيئة والبعد الزمني بالمغرب‪ ،‬المجلة المغربية لألنظمة القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الخاص رقم ‪: 11‬‬
‫ص‪. 104‬‬
‫‪23‬‬
‫كما تجدر اإلشارة إلى البعد الذي يتبناه مخطط توجيه التهيئة العمرانية في مجال حماية البيئة و الحفاظ‬
‫على التوازن االيكولوجي‪ ،‬فهذا المخطط يعتبر وسيلة من الوسائل التي يمكنها أن تساهم في حماية‬
‫البيئة والحيلولة دون تدهور إطار الحياة الحضرية على نحو يتساوق مع مدلول التنمية المستدامة الذي‬
‫تعد المحافظة على األوساط البيئية أحد ركائزها األساسية‪. 66‬‬

‫خاتمـــــــــة‪:‬‬

‫يظهر جليا من خالل عرضنا ألهم المقتضيات القانونية المؤطرة و المؤسسة للمخطط التوجيهي‬
‫للتهيئة العرانية األهمية التي يوليها له المشرع ‪ ،‬رغم وجود العديد من المثالب و النواقص و العيوب‬
‫في التنظيم العام له‪ ،‬فإذا كان العمران يعتبر المرآة العاكسة للدولة على مستوى حضارتها ومدى‬
‫تطورها‪ ،‬فإن مخطط توجيه التهيئة العمرانية هو مناط هذا اإلنعكاس‪ ،‬إذ يعتبر آلية من آليات الرقابة‬
‫القبلية التي تعمل على النهوض بالتنمية المحلية وتحقيق األهداف المسطرة والتي كرسها قانون التعمير‬
‫والمراسيم التطبيقية له‪ ،‬إذ يسعى إلى إيجاد نظام عمراني متوازن ومتكامل في شتى المجاالت‪ ،‬مثال في‬
‫تشييد المدن وتسيير حركة البناء بالقواعد المرسومة منه‪ ،‬بغرض الحصول على تناسق وجمال عمراني‬
‫و بلوغ درجة التنمية المرجوة منه‪ .‬و هو ما يسمح لنا بالتساؤل عن تصميم التهيئة‪ ،‬كيف تم تنظيمه‬
‫قانونا و عمال؟ و هل هو أسير المخطط التوجيهي في النواقص التي تعتريه ؟‬

‫‪ -66‬أحمد مالكي ‪ ،‬حسن الشتوكي‪ ،‬الجماعات والحق البيئي من منظور تعميري ‪-‬الجماعات الترابية وحقوق اإلنسان‪-‬منشورات مركز‬
‫الدراسات في الحكامة والتنمية الترابية ‪ ،‬ط ‪ ، 2017 ، 1‬ص‪.169 :‬‬
‫‪24‬‬
‫الكتــــب‪:‬‬

‫‪ ‬الحاج شكرة‪ ،‬الوجيز في قانون التعمير المغربي‪ ،‬دار القلم للطباعة و النشر و التوزيع‪،‬‬
‫ط ‪.2011 ،6‬‬
‫‪ ‬عبد الرحمن البكريوي ‪ :‬التعمير بين المركزية والالمركزية ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬مطبعة‬
‫النجاح الجديدة‪ ،‬الدار البيضاء‪ ،‬السنة ‪1993‬‬
‫‪ ‬مصطفى المعمر‪ ،‬أحمد أجعون‪ ،‬إعداد التراب الوطني والتعمير‪ ،‬المجموعة البيداغوجية‬
‫لوحدة تدبير المجال‪ ،‬ط ‪ ، 1‬مطبعة سجلماسة ‪ ،‬السنة ‪.2017/2018‬‬
‫‪ ‬حسن الكتمور ومحمد زريق ‪ :‬دور وثائق التعمير في التخطيط العمراني وتنظيم السوق‬
‫العقارية بالمغرب‪ ،‬كتاب جماعي دولي محكم ‪ :‬أثر السوق العقارية على إنتاج المدينة‬
‫العربية بين التشريع والتطبيق‪ ،‬المركز الديمقراطي العربي للدراسات االستراتيجية‬
‫والسياسية واإلقتصادية‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬ألمانيا \برلين‪ ،‬السنة ‪.2021‬‬
‫‪ ‬عبد السالم المصباحي‪ ،‬محاضرات في إعداد التراب الوطني و التعمير‪ ،‬ط ‪ /1‬مطبعة‬
‫إنفوبرانت ‪.1997 ،‬‬
‫‪ ‬محمد عمري‪ ،‬التعمير و حقوق االنسان‪ ،‬أي دور لالمركزية الترابية الجماعية‪ ،‬منشورات‬
‫الدراسات في الحكامة و التنمية الترابية‪ ،‬مطبعة الحسيس دايزين‪.2017 ،‬‬

‫أطروحات و رسائل‪:‬‬

‫‪ ‬نور الدين أفقير ‪ :‬دور الوكاالت الحضرية في ميدان التعمير‪ ،‬رسالة لنيل شهادة الماستر‬
‫في القانون العام تخصص تدير الشأن العام ‪ ،‬جامعة السويسي كلية العلوم القانونية‬
‫واالقتصادية واالجتماعية الرباط ‪ ،‬السنة الجامعية ‪. 2011-2010‬‬

‫المقاالت‪:‬‬

‫‪ ‬عبد الرحمان رشيق‪ ،‬السياسة العمرانية و العالقات اإلجتماعية في المغرب‪ ،‬مقال منشور‬
‫بمجلة "عمران"‪ ،‬العدد ‪ 18‬خريف ‪،2016‬‬
‫‪25‬‬
‫‪ ‬محمد بوجيدة‪ ،‬مظاهر القصور و الخلل في نصوص التعمير بالمغرب‪ ،‬مظاهر القصور‬
‫و الخلل‪ ،‬مقال منشور بمجلة المناظرة عدد ‪ 18‬يونيو ‪2016‬‬
‫‪ ‬توفيق بنعلي‪ ،‬وثائق التعمير ‪ ،‬الحصيلة و إكراهات التنفيذ‪ ،‬مقال منشور بمجلة مؤسسة‬
‫وسيط المملكة المغربية عدد ‪ 3‬دجنبر ‪. 2014‬‬
‫حميد بري‪ ،‬اآلليات المعتمدة لحكامة التخطيط للعمراني – التعمير التوجيهي نموذجا‬ ‫‪‬‬
‫– منشور بمجلة المعلومة القانونية اإللكترونية الصادر بتاريخ ‪ 13‬نونبر ‪2020‬‬
‫‪ ‬يونس وحالو ‪ :‬دور الجماعات الترابية في صياغة المضمون التوجيهي للتخطيط‬
‫الحضري‪ .‬مقال منشور بمجلة المنارة للدراسات القانونية واالدارية ‪-‬عدد ‪.2015 /08‬‬
‫‪ ‬عبد الرحيم البداوي‪ ،‬في معيقات تنفيذ وثائق التعمير و سبل التجاوز‪ ،‬مقال منشور بمجلة‬
‫مغرب القانون‬
‫‪ ‬أحمد مالكي ‪ ،‬مخططات التهيئة والبعد الزمني بالمغرب‪ ،‬المجلة المغربية لألنظمة‬
‫القانونية والسياسية‪ ،‬العدد الخاص رقم‬

‫الكتب باللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪ Louis, Jacqui, le droit d’urbanisme, 6ème Ed Eyrotte, Paris, 1978‬‬

‫المقاالت باللغة الفرنسية‪:‬‬

‫‪ IBTISSAM MOTIB , FAYSAL FATAH, Limite des documents‬‬


‫‪d’urbanisme comme instruments de la planification urbaine dans‬‬
‫‪l’amélioration du fonctionnement des villes marocaines, Revue‬‬
‫‪Espace Géographique et société Marocaine, n°37/38, Aout 2020.‬‬
‫مجلة باللغة الفرنسية‪:‬‬
‫‪ GLIBERT SANTEL, Les enjeux des politiques urbaines, Annuaire‬‬
‫‪français du droit de l’urbanisme et de l’habitat, Dalloz, Paris, France,‬‬
‫‪1998.‬‬

‫المواقع اإللكترونية‪:‬‬

‫‪ https://maraje3.com/2011/02/urban-planning-implications-lack-‬‬
‫‪funding-urban-planning /‬‬

‫‪26‬‬
‫‪:‬‬

‫‪3 .........................................................................................................‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬القواعد المنظمة لمخطط توجيه التهيئة العمرانية ‪6 .......................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬اإلطار المفاهيمي لمخطط توجيه التهيئة العمرانية ‪6 ....................................‬‬
‫أوال ‪ :‬مفهوم المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية ونطاقه ‪6 ...........................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬غرض المخطط التوجيهي ومحتواه ‪9 ..............................................................‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬مسطرة إعداد المخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية ‪12 .................................‬‬
‫أوال ‪ :‬المرحلة التحضيرية للمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية ‪12 ..................................‬‬
‫ثانيا‪ :‬مرحلة اإلعداد الفعلي للمخطط التوجيهي للتهيئة العمرانية ‪13 .................................‬‬
‫المطلب الثاني‪ :‬النتائج المترتبة عن مخطط توجيه التهيئة العمرانية ‪14 ..................................‬‬
‫الفقرة األولى ‪ :‬آثار دخول المخطط التوجيهي إلى حيز التطبيق ‪15 .....................................‬‬
‫أوال ‪ :‬آثار المخطط التوجيهي الخاصة‪15 ................................................................:‬‬
‫ثانيا‪ :‬إحداث لجنة متابعة تنفيذ توجهات المخطط ‪18 ....................................................‬‬
‫الفقرة الثانية‪ :‬تقييم إرساء مخطط توجيه التهيئة العمرانية ‪19 ..........................................‬‬
‫أوال ‪ :‬إكراهات تنفيذ مخطط توجيه التهيئة العمرانية ‪19 ...............................................‬‬
‫ثانيا ‪ :‬آفاق مخطط توجيه التهيئة العمرانية ‪23 ..........................................................‬‬
‫‪24 ................................................................................................... :‬‬

‫‪27‬‬

You might also like