You are on page 1of 5

‫تحديات المشروع الحضري‬

‫يتدخل المشروع الحضري في إطار عمليات معقدة للتهيئة تتضمن هدم‪ ،‬إعادة بناء‪،‬‬
‫إعادة تهيئة‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪-1‬التحدي االجتماعي‪:‬‬
‫مبدأ ظهور المشروع الحضري هو مبدأ اجتماعي بالدرجة األولى‪ ،‬هدفه حل المشاكل‬
‫االجتماعية ومصالحة الفرد مع محيطه‪ ،‬ومنه فإن عملية التدخل الحضري تتقيد بطريقة‬
‫غير مباشرة بـ‪ :‬الدمج االجتماعي‪ ،‬تحسين مستوى المعيشة‪ ،‬واسترجاع إحساس الفرد‬
‫باالنتماء والمسؤولية اتجاه فضاءه المعاش ويهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬المحافظة على االستم اررية والتجانس االجتماعي‪.‬‬
‫‪ -‬التعرف الدقيق على التركيبة االجتماعية‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير سكان المن اطق المتدخل عليها‪ ،‬تطوير متناسق مع التطوير العمراني‬
‫والمعماري للمنطقة نحو دمج اجتماعي مع باقي المدينة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع حوار ومشاركة حقيقية تأخذ بعين االعتبار احتياجات المعنيين بالتدخل من‬
‫أجل الوصول إلى حوار ومشاركة فعالة يجب البدء بـ‪:‬‬
‫* وضع دراسة تحليلية‪ :‬تهدف لمعرفة الموضع ومستعمليه عبر الحقبات الزمنية‬
‫المختلفة‪ ،‬أهم المشاكل الحضرية اليومية التي يتعرض لها السكان من خالل سبر اآلراء‬
‫ووضع خطة أولية للتدخالت والعمليات التي ستنجز‪.‬‬
‫* الحوار‪ :‬يجب أن يستمر عبر كل مراحل المشروع عن طريق استمارات استبيانيه أو‬
‫مباشرة حيث يرتبط نجاحه بمدى شفافية المعلومات واحترام الحقوق والواجبات‪.‬‬
‫‪-2‬التحدي الثقافي‪:‬‬
‫المدينة هي تجسيد وترجمة لنظام اجتماعي‪ ،‬ثقافي وجداني تعبر عن ساكنيها ألن‬
‫اإلنسان ليس بحاجة إلى مجال منظم فقط بل أيضا معنوي ورمزي‪ ،‬الشيء الذي أصبح‬
‫مفقود في مدننا الحالي‪ ،‬حيث ينص المشروع الحضري من الناحية الثقافية على إعادة‬
‫استرجاع هذه المبادئ ويدافع على إعادة تنميته وإعادة استغالل القيم الثقافية للمدينة‪،‬‬
‫وترسيخ القيم التاريخية لكل مدينة ومجال حضري‪.‬‬
‫‪-3‬التحدي المالي‪:‬‬
‫التحكم في التحدي المالي يعني التكلم عن المنافسة االقتصادية بين المدن وتمويل‬
‫العمليات المعقدة المرتبطة بالمشروع الحضري‪:‬‬
‫*المنافسة االقتصادية بين المدن‪:‬‬
‫المبدأ مستنبط من علم االقتصاد‪ ،‬حيث الهدف من المنافسة هو جعل المدينة أكثر‬
‫جاذبية بالنسبة للسياح والممولين والذي يتم عبر تثمين الخصائص المحلية االقتصادية‬
‫لكل مدينة بهدف ترقية االقتصاد المحلي‪ ،‬أي تحويل المدينة على مقوم دمج في النظام‬
‫الحديث لالقتصاد الدولي‪ ،‬إال أن تطور الجانب االقتصادي كما له جوانب ايجابية له‬
‫جوانب سلبية أيضا كفقدان القيم االجتماعية المحلية‪ ،‬والتأثير على الجانب البيئي الذي‬
‫غالبا ما يكون التطور االقتصادي على حسابه‪.‬‬
‫هذا من الجانب النظري أما الجانب العملي فتطور االقتصاد المحلي يرتكز على‬
‫تحقيق التوازن وفعالية التمويالت المالية في عملية التدخل الحضري والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬ثمن الحصول على الملكية العقارية‪.‬‬
‫‪ -‬تمويل عمليات التهيئة‪ ،‬ومختلف التجهيزات‪.‬‬
‫‪ -‬تجديد قدرات المتدخلين المحليين السترجاع الحالة االقتصادية الطبيعية‪.‬‬
‫‪ -‬األموال الخاصة بالتشخيصات واإلنشاءات الحضرية‪.‬‬
‫‪ -‬أموال الدراسات والمناقشات العامة وأجرة األشغال‪.‬‬
‫* تمويل عمليات التدخل الحضرية الكبيرة‪:‬‬
‫هناك عدة مشاكل مرتبطة بتمويل العمليات الكبيرة للمشاريع الحضرية مثل‪ :‬القيمة‬
‫المالية لبعض األراضي الحضرية غير المعقولة‪ ،‬التموينات اإلضافية التي يمكن أن‬
‫تظهر أثناء انجاز المشروع والتي من الممكن أن تؤدي إلى انسحاب المستثمرين من‬
‫هذا النوع من المشاريع‪.‬‬
‫‪ -4‬التحدي السياسي‪:‬‬
‫تراجع القطاع العمومي وإعادة النظر في مبدأ التخطيط الكلي والقوانين الصلبة ومركزية‬
‫الق اررات‪ ،‬فشل النظام االقتصادي الموجه وإتباع نظام االقتصادي الحر له تأثير كبير‬
‫على الجانب السياسي‪ ،‬وخاصة في مجال العمران وذلك بالتوجه نحو مبدأ التضامن‪،‬‬
‫تشجيع االستثمار والبحث عن فاعلين جدد أي إتباع نظام ق اررات ال مركزي مرن‬
‫يشجع‪:‬‬
‫‪ -‬مبدأ الذهاب واإلياب في إعداد المشاريع وتصحيح أخطاء الماضي‪.‬‬
‫‪ -‬الهروب في الحاالت الضرورية من صالبة أدوات التعمير القانونية مثل آجال انجاز‬
‫النشاطات الغير متضمنة في التخطيط الحضري و التقليدي‪.‬‬
‫‪ -‬فتح المجال أمام فرص االستثمار في ميدان العمران‪.‬‬
‫‪ -‬إتباع مشاورة ومشاركة واسعة بين الفاعلين الحضريين في إعداد مختلف المشاريع‪.‬‬
‫من خالل هذه التدخالت الالمركزية ومن خالل تطوير أفعال حضرية بعيدة عن وثائق‬
‫التخطيط الحضري‪ ،‬ومن خالل وضع تدابير قانونية ومالية ومبادئ للتسويق أكثر‬
‫مرونة‪ ،‬سوف يتمكن التعمير من جذب الفاعلين العقاريين واالجتماعيين‪ ،‬ومن التوجه‬
‫نحو مفهوم عمران الفرص‪.‬‬
‫ومنه فالمشروع الحضري يعمل من خالل مقاربته الالمركزية على أقلمت مفاهيم‬
‫جديدة مثل عمران الفرص والمشاركة الفعالة التي تحاول دمج مختلف فاعلي المدينة‬
‫في تعريف وتجسيد المشروع الحضري الذي يهدف إلى توفير إجابات للتحوالت‬
‫االجتماعية والمدنية المطبقة في المدينة‪ ،‬ليست حلول وإجابات جاهزة لكن من خالل‬
‫تطبيق نظام يمس كل الجوانب بما فيها الجانب السياسي‪.‬‬
‫‪ -5‬التحديات العمرانية للمشروع الحضري‪:‬‬
‫يهدف المشروع الحضري إلى تحسين الصورة الحضرية للمدينة والتي تلعب دو ار مهما‬
‫في جذب المستثمرين والسياح‪ ،‬وبتالي تطوير االقتصاد الحضري المحلي‪ ،‬وذلك يتحقق‬
‫من خالل إعادة ترميم وخلق وسيط بين التقنيات الحضرية المطبقة‪ ،‬تكنولوجيات التدخل‬
‫وبين ثقافة المجتمع أي من خالل خلق تركيبة حضرية مقربة من اإلنسان‪ ،‬فالمشروع‬
‫الحضري يتعلق قبل كل شيء بالمدينة المتواجدة حيث‪:‬‬
‫‪ -‬ينص على إعادة تركيب الفضاءات الحضرية خاصة المجاالت الغير مستعملة أو‬
‫الغير وظيفية والتي تعاني من العزلة بالنسبة لباقي المدينة‪ ،‬من خالل العمل على‬
‫التنسيق بين هذه المجاالت وبينها وبين المدينة ككل‪.‬‬
‫‪ -‬يحاول التكيف مع الخصائص المحلية‪ ،‬االجتماعية والثقافية للسكان من أجل خلق‬
‫فضاء حضري ذو نوعية هندسية متأقلمة مع احتياجات السكان أي خلق مجال جديد‬
‫لكن يستمد أساسياته من مبادئ إنتاج وتكوين المدن واألنسجة القديمة‪ ،‬هذا ال يعني‬
‫الرجوع إلى الماضي وإعادة تكرار األنظمة القديمة خاصة التي تتناول العالقة التي‬
‫وجد ت بين المجال الحضري المورفولوجي وبين تكرارها ألنها نتيجة تفاعل المجال‬
‫واألجيال والزمن‪.‬‬
‫‪ -6‬التحديات العقارية للمشروع الحضري‪:‬‬
‫المشروع الحضري يضم تطبيق عمليات مختلفة من طرف عدة فاعلين هذه الوضعية‬
‫فتحت المجال أمام وضعية عقارية جديدة في وسط يصعب فيه التحكم في العقار‪،‬‬
‫بسبب اختالف خصائصه والعوامل المتحكمة فيه حسب اإلقليم الذي يقع فيه‪ ،‬وهذا ما‬
‫يستدعي تدخل الدولة بتدابير قانونية ومالية لتسهيل التدخل على العقار‪ ،‬ويتطلب‬
‫وضعها في إطار تدخل متأقلم مع هذه الوضعية الجديدة‪:‬‬
‫‪ -‬إعداد سياسة عقارية تمثل إرادة إستراتيجية فعلية لتنظيم التدخالت في المدى القريب‪،‬‬
‫المتوسط والبعيد‪.‬‬
‫‪ -‬دمج إدارات التهيئة‪ ،‬السكن‪ ،‬والعمران والعقار من أجل دعم التجانس بين التدخالت‬
‫الحضرية وتجنب الق اررات القطاعية‪.‬‬
‫‪ -‬تشجيع خلق هيئات عقارية‪ ،‬عمومية وخاصة‪.‬‬
‫‪ -‬خلق أدوات عمرانية جديدة تحدد الحقوق المطبقة لإلجراءات العقارية وتوضح في‬
‫نفس الوقت الجانب العمراني للمشروع‪.‬‬
‫‪ -7‬التحديات البيئية للمشروع الحضري‪:‬‬
‫التوسع الحضري المستمر يؤدي إلى تهديد الفضاءات الطبيعية والذي من أهم‬
‫أسبابه انتشار استعمال السيارات الفردية التي تمثل أهم مصدر للتلوث و إلى االستغالل‬
‫المتزايد والمتسارع للطاقة عكس ما تنص عليه مبادئ التنمية المستدامة‪ ،‬وفي نفس‬
‫الوقت ال يمكن إتباع مبدأ إعادة بناء المدينة فوق المدينة كأسلوب وحيد للنمو الحضري‬
‫ولكن يمكنها تحقيق تحكم أحسن في هذا التوسع‪ ،‬ما يستدعي البحث عن نمو حضري‬
‫داخل المناطق المعمرة أساسا قبل اللجوء إلى التوسع خارج المدينة ألن هذا ما يؤدي‬
‫إلى استغالل أمثل لفضاء متناسق ومتجانس مع مبادئ التنمية المستدامة‪.‬‬

You might also like