You are on page 1of 81

‫جامعة زيان عاشور بالجلفة‬

‫كلية الحقوق والعلوم السياسية‬


‫قسم الحقوق‬

‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية‬


‫في الجزائر‬

‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة ماستر تخصص إدارة ومالية‬

‫إشراف األستاذ‪:‬‬ ‫إعداد الطالبين‪:‬‬


‫‪-‬د‪ /‬بن الصادق أحمد‬ ‫‪ -‬خليل رابح‬
‫‪ -‬دقمان يوسف‬
‫لجنة المناقشة‪:‬‬

‫رئيسا‬ ‫‪ -‬د ‪ /‬العقون ساعد‬


‫مقررا ومشرفا‬ ‫‪ -‬د‪ /‬بن الصادق أحمد‬
‫مناقشا‬ ‫‪ -‬د‪ /‬ضيفي نعاس‬
‫مناقشا‬ ‫‪ -‬د ‪ /‬حتحاتي محمد‬

‫‪2018/2017‬‬
‫تشكرات‬
‫مصداقا لقوهل صل هللا عليه وسمل (من مل يشكر الناس مل يشكر هللا)‬
‫نشكر هللا عز وجل وحنمده عىل أن أعاننا ووفقنا عىل اجناز هذا العمل‬
‫املتواضع‪.‬‬

‫كام نتقدم خبالص الشكر والعرفان لس تاذان ادلكتور‪ :‬بن الصادق أحمد‬
‫اذلي تفضل علينا ابلرشاف عىل هذا العمل وما قدمه لنا من توجهيات ونصاحئ‬
‫و ارشادات قمية يف سبيل اجناز هذه ادلراسة‪.‬‬
‫كام نشكر لك الساتذة اذلين سيتفضلون مبناقشة هذا البحث‪.‬‬
‫و اىل لك طامق لكية احلقوق من أساتذة وموظفني لك الشكر والعرفان‪.‬‬
‫كام نشكر لك من اكن هل الفضل يف اجناز هذه ادلراسة ولو ابللكمة الطيبة‪.‬‬
‫اهداء‬
‫أهدي هذا العمل املتواضع اىل أعز ما أمكل يف هذا الوجود وادلي الكرميني‪.‬‬

‫اىل أخيت العزيزة وأولدها‪.‬‬

‫اىل زوجيت الغالية‪.‬‬

‫اىل أولدي حفظهم هللا تعاىل ورعامه‪.‬‬

‫اىل لك زماليئ الطلبة دفعة‪ 2018/2017 :‬ماسرت ادارة ومالية‪.‬‬

‫خليـ ـ ـل‬
‫إهداء‬

‫أهدي هذا العمل المتواضع الى والدي الكريمين‪.‬‬

‫إلى أخوتي االعزاء‪.‬‬

‫إلى رفيقة دربي زوجتي الغالية‪.‬‬

‫إلى ولدي رابح حفظه اهلل تعالى ورعاه‪.‬‬

‫يوسف‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫المقدمة‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫منذ فجر التاريخ اإلنساني تميزت الكيانات االجتماعية بسيادة شيخ القبيلة ومجلسه‬
‫به دف ضـمان االســتقرار واألمــن االجتمــاعي‪ ،‬وقــد كانــت هــذه الكيانــات المحليــة تمثــل‬
‫صــورة مصــغرة للحكومــة والن ـواة األساسية للمجالس البلدية أو القروية بلغة العصر‬
‫الحديث‪ ،‬ثم تطورت الحكومات الصغيرة إلى قيـام الدولـة المدنية بمراحلها المختلفة‪،‬‬
‫وبمجـرد ظهـور الدولـة الحديثـة توسـعت نشاطاتها وخدماتها لدرجـة أنـه أصـبح أمـر توزيـع‬
‫الوظـائف اإلداريـة والمهـام الحكوميـة مسـألة ذات أولويـة قصـوى لزيـادة الفاعليـة والكفـاءة‬
‫في تقـديم الخدمات المحلية للمواطنين‪ ،‬وكذلك كان على الدولة الحديثة اختيار أسلوبا في‬
‫ا لتنظيم اإلداري بمـا يـتالءم مـع ظروفهـا االجتماعيـة واالقتصـادية والسياسـية‪ ،‬فتلجـأ إلى‬
‫المركزيـة اإلداريـة في مطلـع نشـأة الدولـة‪ ،‬وعنـدما تسـتقر أمورهـا‪ ،‬ويكـبر حجمهـا وتـزداد‬
‫واجباتهـا وتتوسـع خدماتها ‪ ،‬تتحـول إلى الالمركزيـة اإلداريـة ضـمانا لتفـرغ الحكومـة لألمـور‬
‫السياسـية الهامـة وتحقيقـا لمشـاركة المـواطنين في إدارة مـرافقهم وخدماتهم‪ ،‬في هذه الحالة‬
‫تكتفي بممارسة سلطتها في الرقابة على الهيئات والمؤسسات الالمركزية على المستوى‬
‫المحلي‪.‬‬

‫وقد شهدت الدول المتقدمة ثورة في نظام الالمركزية عبر إدخال مفاهيم جديدة تحاول‬
‫إعطاء البعد الديمقراطي للتنظيم والنشاط اإلداري ‪ ،‬مثل مفهوم اإلدارة المحلية الذي‬
‫يقتضي وجود المرافق المحلية لخدمة المواطن المحلي واشراكه في اتخاذ الق اررات المحلية‬
‫مستقال عن السلطة المركزية‪ ،‬فمفهوم الحكم المحلي الذي وسع من مفهوم الديمقراطية‬
‫التمثيلية إلى الديمقراطية التشاركية وفرض استقاللية أكثر للوحدات المحلية تشبه إلى حد‬
‫بعيد الحكم الفيدرالي ‪.‬ثم ظهر مفهوم الحوكمة أو الحكامة والتي تعني الوصول إلى غاية‬
‫الديمقراطية وتحقيق أهداف اإلدارة المحلية‪ ،‬بالمشاركة الواسعة لجميع قطاعات المجتمع‬
‫لتحقيق التنمية الشاملة عن طريق التنمية المحلية‪.‬‬

‫‪-1-‬‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫المقدمة‬

‫والجزائر كغيرها من الدول شهدت تحوال كبي ار في نظامها السياسي منذ االستقالل‬
‫والذي كان ‪.‬له األثر الكبير على دور اإلدارة المحلية في التنمية المحلية ‪.‬فبعد االستقالل‬
‫مباشرة‪ ،‬ونتيجة للفراغ القانوني والوضع السياسي الذي تركه المستعمر الفرنسي‪ ،‬حيث‬
‫غادر معظم اإلطارات التي كانت تسير اإلدارة الجزائرية لتجد الدولة أمامها هياكل إدارية‬
‫بال روح‪ ،‬ومنها البلديات التي كان عددها آنذاك ‪ 1578‬بلدية باإلضافة إلى ‪13‬عمالة‬
‫حيث شهدت أزمة عمالة كبيرة نتيجة نقص اإلطارات المسيرة‪ ،‬مما جعل الدولة‬ ‫(‪)1‬‬
‫(والية)‬
‫تلغي جميع مخلفات االستعمار الفرنسي فيما يخص التقسيم اإلقليمي للبالد باعتماد النظام‬
‫الالمركزي كأساس لبناء مؤسسات الدولة وجعل االنتخاب آلية لتشكيل هذه الهيئات ‪.‬‬

‫‪ 632‬بلدية للقضاء على سلبيات‬ ‫(‪)2‬‬


‫إذ تم إعادة إدماج البلديات وتقليص عددها إلى‬
‫التقسيم الفرنسي وخلق نوع من التوازن في التنمية المحلية وتوزيع الثروة بالتساوي ومحاولة‬
‫لسد الفراغ في المناصب الشاغرة لجأت الدولة إلى أسلوب التكوين السريع ولمدة قصيرة‬
‫قصد شغل المناصب في أقرب وقت ‪ .‬مما نتج عنه تضخم في العمالة غير الكفأة فيما‬
‫بعد‪.‬‬

‫ثم صدر أول ميثاق للبلدية سنة ‪ 1965‬والذي مهد لإليديولوجية التي بني عليها أول‬
‫‪ 1965/06/19‬بعد‬ ‫قانون للبلدية بعد االستقالل‪ .‬كما كان لبيان مجلس الثورة في‬
‫التصحيح الثوري‪-‬بوجوب بناء المؤسسات من القاعدة إلى القمة‪ ،‬وتجهيز ثورتنا بالوسائل‬
‫واألدوات المؤهلة لكي تستجيب في أقرب اآلجال إلى تحقيق أهدافها األساسية(‪.)3‬‬

‫حيث كان ذلك بصدور أول قانون للبلدية في ‪1967/06/18:‬رقم‪ ،1967/ 24 :‬ثم‬
‫تاله قانون الوالية في ‪ .1969‬وبعد صدور دستور ‪ 1976‬الذي كرس مبدأ السيادة‬
‫للشعب التي يمارسه عن طريق االنتخاب أو االستفتاء‪ ،‬وكرس البلدية كجماعة إقليمية‬

‫(‪Ahmed mehio-Les collectivities Locales en Algérie –A-A-N-1969-P 287. )1‬‬


‫(‪ )2‬بموجب المرسوم رقم‪ 63/189 :‬الصادر في تاريخ‪.1963/05/31:‬‬
‫(‪ )3‬أحمد بوضياف‪ :‬المؤسسات االستشارية في اإلدارة الجزائرية‪،‬المؤسسة الوطنية للكتاب ‪،‬الجزائر‪،1989،‬ص‪335‬‬
‫‪-2-‬‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫المقدمة‬

‫أساس ـية وقاعدية تضطلع بالمهام السياسية واإلدارية واالقتصادية واالجتماعية و الثقافية‬
‫(‪)1‬‬

‫على المستوى المحلي‪ .‬تدعيما لنص قانون البلدية في مادته األولى‪ .‬فأصبحت البلدية في‬
‫خدمة النهج االشتراكي الذي نص عليه الدستور والذي يشجع الملكية الجماعية وتدخل‬
‫الدولة في تنظيم وادارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية والحياتية للمواطن‪ ،‬وبالتالي فان‬
‫توفير الوسائل المادية والبشرية للبلدية هو من اختصاص الدولة وحدها‪.‬‬

‫كما تميزت هذه المرحلة بانتهاج سياسة المخططات الوطنية الكبرى تأكيدا على مركزية‬
‫تخطيط التنمية من القمة إلى القاعدة‪ ،‬فكان المخطط الثالثي األول (‪)1969- 1967‬‬
‫الذي شمل ‪ 08‬واليات من الشمال فقط إلى غاية المخطط الرباعي الثاني (‪- 1974‬‬
‫‪ )1977‬الذي شمل كل بلديات الوطن وعرف تجسيد ‪ 690‬مشروعا ضمن مخططات‬
‫البلدية للتنمية والمخططات القطاعية‪.‬‬

‫لكن على أرض الواقع لم تتمكن هذه المخططات من تجسيد التنمية المحلية المرجوة‬
‫واتضح عدم فاعلية التخطيط والتنفيذ المركزي بسبب عدم مراعاة الفوارق بين البلديات‬
‫واحتياجات كل منطقة‪.‬‬

‫كما تميزت هذه المرحلة بالتأثر الواضح بنموذجين مختلفين‪ ،‬األول فرنسي خاصة‬
‫بالنسبة إلطالق االختصاص للبلديات وكذا في بعض المسائل التنظيمية األخرى التي‬
‫تناسب النظام الليبرالي‪ ،‬أما الثاني فهو يوغسالفي أساسه وحدة المصدر اإليديولوجي‬
‫(النظام االشتراكي) واعتماد نظام الحز ب الواحد واعطاء األولوية في مجال التسيير‬
‫للعمال والفالحين الذين كانوا يشكلون النسبة الكبيرة من المجالس الشعبية المنتخبة ‪.‬‬
‫‪1989‬الذي كرس التعددية منهاجا سياسيا(‪ ،)2‬وخيا ار‬ ‫غير أنه مع صدور دستور‬
‫اقتصاديا للقضاء على أخطاء المنهج السابق ‪ ،‬وتدارك النقائص والسلبيات التي الزمت‬
‫اإلدارة المحلية والدولة بصفة عامة والتي من أهمها جعل البلدية إطا ار حقيقا لمشاركة‬

‫(‪ )1‬المواد ‪ 118‬و‪ 122‬من دستور ‪ 1976‬الصادر في ‪ – 1976/11/24:‬الجريدة الرسمية رقم‪.94:‬‬


‫(‪ )2‬المادتين ‪ 15‬و‪ 16‬من دستور ‪.1989/02/23‬‬
‫‪-3-‬‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫المقدمة‬

‫المواطن المحلي وسبيال لتحقيق تنمية محلية نابعة من احتياجات السكان المحليين عن‬
‫طريق ممثليهم في المجالس المنتخبة حيث صدر قانون البلدية رقم ‪ 08/90‬متزامنا مع‬
‫قانون الوالية رقم ‪ 09/90‬كأول قانون للبلدية ينظم اإلدارة المحلية في عهد التعددية‬
‫السياسية بغية بناء إدارة محلية فعالة أساسها االنتخاب وهدفها تحقيق المشاركة في صنع‬
‫القرار المحلي الذي يساهم في تنفيذ خطط وبرامج التنمية المحلية بمشاركة جميع أطياف‬
‫المجتمع المحلي ألنهم األقدر على فهم احتياجاتهم ‪.‬‬

‫وصـ ـ ـ ـوال إلى قانون ‪ 10/11‬ال ـ ـ ـذي ع ـرفت ف ـ ـيه البـ ـ ـلدي ـ ـة في المـ ـ ـادة األولى مـ ـ ـن ـ ـ ـ ـه‬
‫بأنهــا‪ :‬الجماعةةة اإليميميةةة الياعديةةة لمدولةةة وتتمتةةب لالشيةةةية المعنويةةة والذمةةة الماليةةة‬
‫المسةةةتيمة‪ .‬حي ــث ح ــاول المش ــرع أن يعط ــي تعريف ــا‪ ،‬في ــه يت ــدارك النق ــائص الموج ــودة ف ــي‬
‫التعريفات السابقة‪ .‬فقد عمد في تعديله لقانون البلديـة الجديـد‪- 10 /11‬علـى غـرار القـوانين‬
‫السابقة المتعلقة بالبلدية – إلـى تحديـد اآلليـات التـي بموجبهـا تظفـر البلديـة بالتنميـة المحليـة‬
‫و هــذا تماشــيا مــع المســتجدات التــي يفرضــها الواقــع‪ .‬األمــر الــذي جعــل البلديــة فــي وضــعية‬
‫حرجــة بــين متغيـرين أولهمــا إمكانيــات ماليــة تتســم بالمحدوديــة فــي بعــض األحيــان ‪-‬خاصــة‬
‫البلديات التي تعاني من العجز ‪ ،-‬وبين صالحيات واسعة حددها القانون‪.‬‬
‫إن الالمركزية ال تعد مجرد نظام لتوزيع الوظائف بين السلطة المركزية والمحلية بل‬
‫أضحت ‪.‬وسيلة لتحقيق التنمية المحلية التي تعرف على أنها '' عممية إلعادة تشكيل كافة‬
‫هياكل المجتمب كي تتيح استيدام الموارد المحمية االيتةادية واللشرية للناء الياعدة‬
‫االيتةادية والسياسية واالجتماعية والثيافية لممجتمب''‪.‬‬

‫كمــا تعــرف علــى أنهــا '' العمميةةة التةةي لواسةةمتنا يمكةةا تحييةةا التعةةاوا ال عةةال لةةيا‬
‫الجنةةةود الشةةةعلية والجنةةةود الحكوميةةةة لسرت ةةةاح لمسةةةتو الوحةةةةةدات المحةةةةمية ايةةةةتةاديا‬

‫‪-4-‬‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫المقدمة‬

‫واجتماعيا وثيافيا وحضاريا وادماجنا فةي منوومةة التنميةة للكممنةا لكةي تشةارك مشةاركة‬
‫فعالة في التيدم عمى المستو اليومي")‪. (1‬‬

‫ورغم االختالفات الكثيرة وتباين وجهات النظر حول مفهوم التنمية المحلية إال أنها‬
‫تتطلب توفر شرطين أساسيين وهما ‪:‬المشاركة الواسعة للمجتمع المحلي – وتوفير الوسائل‬
‫المادية و البشرية إلدارة التنمية المحلية‪ ،‬وهو ما يعني حتمية أن تكون برامج التنمية نابعة‬
‫من واقع المجتمع ال من السلطة المركزية‪ ،‬وقائمة على االعتماد الذاتي وليس التمويل‬
‫المركزي ‪ ،‬وأن تكون شاملة و متكاملة‪ ،‬وأن تكون التنمية ديمقراطية بإشراك الجميع في‬
‫والتي تتطلب تنمية إدارية‬ ‫إدارتها ‪.‬وهي األرك ان التي ترتكز عليها التنمية المحلية‬
‫وسياسية و اجتماعية و بشرية متكاملة لتحقيق فعالية إدارة التنمية المحلية التي تعبر عن''‬
‫تعلةر عا األسموب والنمم اإلداري المتلب‪ ،‬ولالتالي فني مجموعة األساليب اإلدارية‬
‫المسئمة لتشغيل الجناز اإلداري و مواجنة مشكسته لما يحيا اإلنماء االيتةادي‬
‫فمفهوم التنمية المحلية إذا يتعارض مع مبدأ الدولة‬ ‫(‪)2‬‬
‫ال عال ويحافو عمى موارد الدولة''‬
‫المركزة أو المتدخلة ‪ ،‬ومن هنا يأتي الدور الجديد للبلدية باعتبارها قاعدة اإلدارة المحلية‬
‫ودعامة التنمية االقتصادية واالجتماعية والسياسية ومن خاللها يتم تحقيق التنمية الوطنية‬
‫الشاملة ‪.‬‬

‫إن التنمية المحلية تعتمد على مبدأ البناء القاعدي للمجتمع من األسفل للوصول إلى‬
‫التنمية الشاملة في جميع المجاالت‪ .‬وهذا ال يتحقق إال في وجود هيئة قاعدية كالبلدية‬
‫باعتبارها أقرب للسكان المحليين والتي يمكنها التكفل بإدارة التنمية المحلية عن قرب‬
‫لمعرفتها بالحاجات الحقيقية للسكان المحليين ‪.‬وهو أساس المفهوم الجديد للديمقراطية‬
‫التشاركية والتي تعني إشراك جميع المواطنين بطرق متنوعة ‪:‬حركات المجتمع المدني‬

‫(‪ )1‬شيبوط سليمان وكبير مولود وهزرشي طارق ‪ :‬دور اإلدارة المحمية الجزائرية في التنمية المحمية – ورقة مقدمة في الملتقى‬
‫الوطني حول تحديات اإلدارة المحلية المنعقد يومي ‪ 27‬و‪ 2010/04/ 28‬بكلية الحقوق جامعة زيان عاشور الجلفة‪.‬‬
‫(‪ )2‬سنوسي خنيش‪ :‬دور اإلدارة المحمية الجزائرية في التنمية المحمية – ورقة مقدمة في الملتقى الوطني حول تحديات اإلدارة‬
‫المحلية المنعقد يومي ‪ 27‬و‪ 2010/04/ 28‬بكلية الحقوق جامعة زيان عاشور الجلفة‪.‬‬
‫‪-5-‬‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫المقدمة‬

‫نقابات نخب علمية وفنية‪ ،‬القطاع الخاص‪ ...‬في إعداد مخططات التنمية المحلية‬
‫واإلشراف على تنفيذها‪ .‬وبالتالي مساهمة جميع عناصر المجتمع المحلي في تجسيد‬
‫وظيفة البلدية ‪.‬‬

‫إن قانون البلدية الحالي صدر في ظل التوجه نحو تفعيل المشاركة الشعبية واعطاء بعد‬
‫تنموي أكثر لنشاط البلدية بدل التركيز على توفير الخدمات التقليدية‪ .‬وتدعيم االستقالل‬
‫المالي من خالل تحول البلدية إلى جهاز إداري له دور فعال في النشاط االقتصادي‪.‬‬
‫غير أنه بالنظر إلى واقع البلديات التي أثبتت فشلها في إدارة التنمية المحلية من جهة‬
‫ومقارنة مع التشريع الذي ينظمها في ظل التعددية السياسية والتوجه نحو إلغاء االقتصاد‬
‫الموجه‪ .‬و في الوقت الذي تعددت فيه صالحيات البلدية مع عجزها عن إدارة التنمية‬
‫دفعنا‬ ‫(‪)1‬‬
‫المحلية‪ ،‬سواء بسبب اآلليات القانونية غير المفعلة أو بسبب عدم وجودها أصال‬
‫كل ذلك إلى محاولة البحث عن األسباب الحقيقة لعجز البلديات من خالل طرح اإلشكالية‬
‫التالية ‪:‬‬

‫نجةاعة اآلليةةات اليانونية التي حددها المشرح لت عيل دور اللمدية في إدارة‬ ‫ما مةد‬
‫التنمية المحمية؟‬

‫كما يستدعي هذا الموضوع طرح إشكاليات فرعية نذكرها على النحو التالي‪:‬‬
‫‪ -‬كيف يمكن تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية؟‬
‫‪ -‬ماهي معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية؟‬
‫تتجلى أهمية الدراسة في أهمية الموضوع الذي تعالجه‪ ،‬وهذا نابع من أهمية الدور الذي‬
‫تلعبه البلدية وذلك باعتبارها تساهم ‪-‬إلى جانب الدولة في تنفيذ السياسات العامة وتنفيذ‬

‫(‪ )1‬غزيز محمد الطاهر‪ :‬آليات ت عيل دور اللمدية في التنمية المحمية لالجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة‬
‫قاصدي مرباح ورقلة‪ ،2011 ،‬ص‪.6‬‬
‫‪-6-‬‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫المقدمة‬

‫خطط وبرامج التنمية‪ ،‬كون البلدية قاعدة الالمركزية وعلى احتكاك دائم مع المواطنين‬
‫األمر الذي يجعلها أدرى باحتياجاتهم وتتضح أهمية الدراسة فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬محاولة معرفة الدور المنوط بالبلدية في العملية التنموية‪.‬‬
‫‪ -‬الدراسة النقدية لهذا الدور في قانون البلدية الجديد ‪10 /11‬‬
‫‪ -‬معرفة أهم العوائق التي تحول دون تحقيق الفاعلية في الدور التنموي المنوط بالبلدية‪.‬‬
‫حيث تضمن الفصل األول تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‪ ،‬وفي‬
‫ذلك تم التطرق لدور كل من المنتخبين والموظفين في التنمية المحلية‪ ،‬في حين أن‬
‫الفصل الثاني فيتضمن معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية والمتمثلة في‬
‫توسيع صالحيات المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬بالمقابل محدودية الوسائل المادية التي‬
‫بموجبها تمارس الصالحيات‪.‬‬
‫بغية الوصول إلى دراسة نقدية تحليلية لدور البلدية في العملية التنموية ‪-‬ممثلة في‬
‫مجالسها المنتخبة – وللوصول إلى األهداف المرجوة‪ ،‬اعتمدت الدراسة على مناهج‬
‫متعددة تتمثل فيما يلي‪:‬‬
‫منهج وصفي تم اعتماده في تحديد اإلطار المفاهيمي والقانوني للمجالس الشعبية البلدية‬
‫في ضوء قانون ‪ ،10 /11‬ومحاولة ضبط مفهوم التنمية ومنهج تحليلي تم من خالله‬
‫تحديد دور البلدية في التنمية المحلية وبدقة‪ ،‬وذلك من خالل استقراء ما جاءت به قوانين‬
‫البلدية في التشريع الجزائري وخاصة قانون ‪ 10 /11‬المتضمن قانون البلدية الجديد عن‬
‫طريق تحديد دور اإلطار البشري للبلدية في التنمية المحلية ودراسة اهم الموارد المالية‬
‫للبلدية‪.‬‬
‫هذه الدراسة تمت في إطار محدد يتمثل في تحديد دور البلدية في التنمية المحلية عن‬
‫طريق الوقوف على مساهمة كل من الموارد البشرية والمالية للبلدية في التنمية المحلية‬
‫وتذليل الصعوبات التي تواجهها البلدية أثناء قيامها بهذا الدور‪ .‬للوصول إلى أهم الحلول‬
‫التي تساعد البلدية على الظفر بالتنمية على المستوى المحلي‪.‬‬
‫‪-7-‬‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫المقدمة‬

‫كما تمت الدراسة في ظل قانون البلدية الجديد ‪ 10/11‬ومعرفة أهم التعديالت التي وردت‬
‫فيه خصوص دور البلدية في التنمية المحلية‪.‬‬
‫ونشير إلى أنه في سبيل إنجاز هذه المذكرة واجهتنا بعض الصعوبات والمتمثلة أساسا‬
‫في قلة المراجع المتخصصة في هذا الموضوع‪ ،‬باإلضافة إلى تلك المتمثلة في عدم‬
‫تمكننا من الحصول على المعلومات الدقيقة التي تخدم البحث وهذا عند توجهنا إلى‬
‫البلدية‪.‬‬

‫‪-8-‬‬
‫تفعيل االطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفصل األول‪ :‬تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‪.‬‬

‫وهذا‬ ‫(‪)1‬‬
‫تعتبر البلدية نقطة المشاركة األولى للمواطن المحلي في إدارة وتسيير شؤونه‬
‫لكونها الجماعة اإلقليمية القاعدية‪ ،‬األمر الذي يكسبها مكانة هامة لدى المواطنين‬
‫فبواسطتها يمكن لهم تلبية احتياجاهم وبما أن الهدف األساسي من تبني النظام الالمركزي‬
‫هو تج سيد الديمقراطية عن طريق مشاركة مواطني البلدية أنفسهم في تسير شؤونهم‪ ،‬فإن‬
‫ذلك ال يعني إمكانية إشراكهم كلهم في هذه المهام‪.‬‬
‫لذلك وضع المشرع اآلليات المناسبة لمشاركة المواطنين في صنع القرار المحلي‪ ،‬ويكون‬
‫ذلك إما بواسطة منتخبين وظيفتهم إصدار ق اررات تهم المواطنين‪ ،‬أو موظفين يتمتعون‬
‫بمؤهالت علمية‪ ،‬تمكنهم من اإلشراف على تطبيق هذه الق اررات وتجسيدها على أرض‬
‫الواقع من خالل تسيير مصالح البـ ـلدية‪.‬‬

‫وبالتالي تقتضي الدراسة التعرف أكثر على التركيبة البشرية للبلدية التي تساهم في‬
‫التنمية المحلية (المبحث األول)‪ ،‬إال أن التعرف على التركيبة البشرية للبلدية التي تقوم‬
‫بعملية التنمية غير كافي وتستلزم بالضرورة فهم العملية التـنموية في حـد ذاتها عن طريق‬
‫معرفة العـوامل واألسس التي تقوم عليها واألليات التي بموجبها تتجسد على أرض الواقع‬
‫(المبحث الثاني)‪.‬‬

‫(‪ )1‬غزيز محمد الطاهر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.10‬‬


‫‪- 10 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪ :‬التركيبة البشرية للبلدية المساهمة في التنمية المحلية‪.‬‬

‫يقتضي قيام النظام الالمركزي تشكيل أجهزته من منتخبين(‪ ،)1‬يفترض أن تتوفر فيهم‬
‫القدرة والكفاءة الالزمة لممارسة مهامهم‪ ،‬إال أنه باعتبار البلدية هيئة عمومية إدارية فإنه‬
‫يتطلب وجود موظفين يحوزون مؤهالت علمية تؤهلهم لتسيير البلدية‪ ،‬وهذا تحت السلطة‬
‫السلمية لرئيس البلدية‪ ،‬هذه التركيبة البشرية المزدوجة للبلدية تثير التساؤل التالي‪ :‬ما مدى‬
‫فعالية اإلطار البشري للبلدية في تحقيق التنمية المحلية؟‬
‫اإلجابة على هذا التساؤل تستلزم التطرق للمجلس الشعبي البلدي (المطلب األول) لتحليل‬
‫القواعد القانونية المنظمة له والوقوف على الدور الذي يقوم به األعوان العموميين للبلدية‬
‫(المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬النظام القانوني للمجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫لقد أولى المشرع الجزائري للمجلس الشعبي البلدي أهمية كبيرة‪ ،‬وهذا منذ صدور‬
‫أول قانون البلدية سنة‪ .1967‬حيث يعتبر المجلس الشعبي البلدي الخلية األساسية للدولة‬
‫التي تعكس روح الديمقراطية وتجسيد الالمركزية‪ ،‬األمر الذي يكسبه أبعاد ديمقراطية‬
‫شعبية‪ .‬وبالرجوع إلى قانون البلدية (‪ )08/90‬فإنه حسب نص المادة ‪ 13‬الفقرة األولى‬
‫منها‪ ،‬يعتبر المجلس الشعبي البلدي إحدى هيئتي البلدية المتكونة من المجلس ورئيس‬
‫المجلس(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬محمد الصغير بعلي‪ :‬اليانوا اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬د ط‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬ص‪.64‬‬
‫(‪ )2‬شباب سهام‪ :‬إشكالية تسيير الموارد المائية لملمديات الجزائرية حالة لمدية معسكر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان‪ 2012 ،‬ص‪.60‬‬
‫‪- 11 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫في حين أن الفقرة األولى من المادة ‪ 15‬من قانون البلدية الجديد ‪ 10 /11‬يعتبر المجلس‬
‫الشعبي البلدي هو الجهاز التداولي للبلدية‪ ،‬و هو بذلك يمثل اإلدارة األساسية في تسيير‬
‫‪.‬‬ ‫البلدية‬
‫(‪)1‬‬

‫ويتم انتخاب المجلس الشعبي البلدي من طرف السكان عن طريق االقتراع العام‬
‫السري والمباشر لمدة ‪ 5‬سنوات وهو ما نصت عليه المادة ‪ 75‬من األمر ‪07/ 97‬‬
‫المتضمن القانون العضوي لالنتخابات القديم والمادة ‪ 65‬من القـ ـانون العضوي‬
‫الجـ ـديـ ـ ـد‪ 12 / 01‬المتعلق باالنتخابات‪ .‬األمر الذي يجعل دراسة المجلس الشعبي البلدي‬
‫تستوجب التطرق أللية تشكيل المجلس (الفرع األول)‪ .‬من جهة ومن جهة أخرى رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬آلية تشكيل المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬


‫لطالما أثار موضوع تشكيل المجالس الشعبية البلدية الكثير من الجدل بين الفقهاء‬
‫حول آلية تشكيله بين مؤيد لمبدأ االنتخاب وآخر معارض له ومؤيد لمبدأ التعيين ولكل‬
‫منهم حججهم‪ .‬وبين هذا وذاك أخذت الجزائر نظام االنتخاب كآلية الختيار أعضاء‬
‫المجلس الشعبي البلدي‪ .‬ولذلك فإن البحث في هذه التشكيلة يؤدي إلى ضرورة البحث في‬
‫النظام االنتخابي للبلدية(‪ ،)2‬حيث تبرز عالقة هذا النظام بالتنمية المحلية‪ ،‬في كون هذه‬
‫األخيرة تدار من قبل السكان المحليين‪ ،‬وعنه فإن انعدام الكفاءة في المديرين المحليين ال‬
‫يحقق أهداف التنمية المحلية(‪.)3‬‬

‫(‪ )1‬يحياوي حكيم‪ :‬دور المجالس المنتيلة في التنمية المحمية (دراسة ميارنة ليا لمديتي وواليتي وريمة‬
‫وغرداية)‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة ‪ 2011‬ص ‪.47‬‬
‫(‪ )2‬محمد الصغير بعلي‪ :‬يانوا اإلدارة المحمية الجزائرية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬د ط الجزائر‪ 2004 ،‬ص‪.43‬‬
‫(‪ )3‬غزيز محمد الطاهر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫‪- 12 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫وبما أن المجلس الشعبي البلدي جهاز للمداولة تتجسد فيه الديمقراطية‪ ،‬في وجود‬
‫يستوجب التطرق إلى آلية تشكيل المجلس الشعبي البلدي وما‬ ‫(‪)1‬‬
‫جهاز جماعي منتخب‬
‫مدى تأثير هذه اآللية على التنمية المحلية‪.‬‬
‫فالمجلس الشعبي البلدي يتشكل من مجموعة أعضاء يتم انتخابهم كما سبق و أن‬
‫ذكرنا من طرف سكان البلدية‪ ،‬و تعتب ر الكثافة السكانية للبلدية هي المعيار الذي بموجبه‬
‫يتحدد عدد أعضاء المجلس الشعبي لكل بلدية‪ ،‬هذا العدد حدده المشرع بحد أدنى ‪7‬‬
‫أعضاء بالنسبة للبلديات التي يقل عدد سكانها عن ‪ 100.000‬نسمة‪ ،‬وبحد أقصى يتمثل‬
‫هذا في ظل‬ ‫(‪)2‬‬
‫في ‪ 33‬عضوا بالنسبة للبلديات التي يفوق عدد سكانها ‪ 200.001‬نسمة‬
‫قانون االنتخابات القديم ‪ ،07/97‬لكن المشرع و نظ ار العتبار الحد األدنى المتمثل في ‪7‬‬
‫أعضاء غير كافي للتمثيل في المجالس الشعبية البلدية‪ ،‬عدل المشرع فيه‪ ،‬ليصبح الحد‬
‫األدنى لعدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي ‪ 13‬عضوا ‪ ،‬و الحد األقصى هو ‪43‬‬
‫عضوا‪ .‬ه ـذا العـدد الجديد جـاء تماشيا مع تعديل كل من قانون األحزاب واالنتخابات أين‬
‫فتح المشرع الباب أمام مختلف األحزاب للترشح لالنتخابات المحلية‪.‬‬
‫وبما أن المجلس الشعبي البلدي يشكل من بين أعضائه لجان دائمة ومؤقتة‪ ،‬فإن‬
‫الحد األدنى للتشكيلة ‪ 13‬عضوا يفتح الباب للمشاركة في تسيير الشؤون المحلية وصنع‬
‫القرار البلدي‪ ،‬كما يدعم من جهة أخرى نظام التعددية الحزبية(‪ .)3‬لكن بالرغم من تحديد‬
‫المشرع لعدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬إال أنه بالمقابل لم يضع شروطا للترشح‬
‫لعضوية في هذه المجالس‪ ،‬بل اكتفى بتحديد سن الترشح(‪ ،)4‬وعدم وجود المرشح في حالة‬

‫(‪ )1‬فريدة مزيني‪ :‬المجالس المحمية في ول نوام التعددية السياسية في التشريب الجزائري‪ ،‬منكرة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه‬
‫الدولة في القانون‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪ ،2005,‬ص ‪.58‬‬
‫(‪ )2‬كواشي عتيقة‪ :‬السمركزية اإلدارية في الدول العرلية دراسة ميارنة مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية‬
‫جمعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،2010 ،‬ص ‪.94‬‬
‫(‪ )3‬عمار بوضياف‪ :‬شرح يانوا اللمدية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر ‪ ،2012،‬ص ‪.173‬‬
‫(‪ )4‬حيث يشترط بلوغ سن ‪ 25‬سنة كاملة يوم االقتراع‪.‬‬
‫‪- 13 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫وفي هذا المجال يظهر جليا السبب الذي‬ ‫(‪)1‬‬


‫من حاالت التنافي التي تمنع عليه الترشح‬
‫جعل العديد من الفقهاء ينتقدون تشكيل المجلس الشعبي البلدي عن طريق االنتخاب فقط‬
‫وذلك أن تشكيل المجلس عن طريق التعيين يضمن توفر الكفاءات واإلطارات التي تحوز‬
‫الشهادات العليا والتي تكون أكثر تخصصا مما يضمن تسييرها الحسن للبلدية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬


‫إضافة إلى هيئتي البلدية التي نص عليهما المشرع في قانون البلدية القديم‪ ،‬أضاف‬
‫المشرع في تعديله لقانون البلدية الصادر بموجب القانون ‪ ،10 / 11‬هيئة ثالثة تتمثل في‬
‫الهيئة التنفيذية وطبقا لنص المادة ‪ 15‬من قانون البلدية ‪ 10 / 11‬فإن رئيس المجلس‬
‫‪ ،‬و بالتالي سنتطرق آللية تشكيل رئيس المجلس‬ ‫(‪)2‬‬
‫الشعبي البلدي‪ ،‬يترأس الهيئة التنفيذية‬
‫الشعبي البلدي (أوال)‪ ،‬و أهم المهام التي يمارسها (ثانيا)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬ألية تشكيل رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬


‫يتم تعيين رئيس المجلس الشعبي البلدي حسب نص المادة ‪ 65‬من قانون البلدية‬
‫‪ 10 /11‬وفق الشروط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬أن يكون متصدر القائمة الفائزة بأغلبية أصوات الناخبين‪.‬‬
‫‪ -‬وفي حالة حصول قائمتين أو أكثر على نفس عدد األصوات‪ ،‬يعلن رئيسا بالمجلس‬
‫الشعبي البلدي‪ ،‬المرشح أو المرشحة األصغر سننا من بين األعضاء(‪.)3‬‬
‫حيث تجدر اإلشارة هنا إلى أن المشرع كان أكثر وضوحا وتحديدا في ما يخص تعيين‬
‫رئيس الشعبي البلدي‪ ،‬الذي كان في السابق ينتخب من طرف أعضاء القائمة التي نالت‬
‫‪.‬‬ ‫أغلبية األصوات‬
‫(‪)4‬‬

‫(‪ )1‬عزيز محمد الطاهر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.16‬‬


‫(‪ )2‬لكن حسب نص المادة ‪ 13‬من قانون البلدية القديم (‪ )1990‬فإن رئيس المجلس الشعبي البلدي هو احدى هيئتي البلدية‪.‬‬
‫(‪ )3‬عالء الدين عشي‪ :‬شرح يانوا اللمدية‪ ،‬دار الغد للطباعة والنشر والتوزيع‪ ،2011 ،‬ص ‪.3‬‬
‫(‪ )4‬محمد مغر يعني‪ :‬القانون اإلداري‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪.161‬‬
‫‪- 14 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫جاء القانون العضوي لالنتخابات أكثر دقة وتحديدا‪ ،‬حيث نصت المادة ‪ 80‬منه‬
‫على أنه‪ ... :‬يقدم المترشح النتخابات رئيس المجلس الشعبي البلدي من القائمة الحائزة‬
‫األغلبية المطلقة للمقاعد‪ ،‬يمكن للقوائم الحائزة على ‪ %35‬على األقل من المقاعد‪ ،‬تقاسم‬
‫مرشح‪.‬‬
‫في حال عدم حصول أي قائمة ‪ %35‬على األقل من المقاعد‪ ،‬يمكن لجميع القوائم‬
‫تقديم مرشح في حال عدم حصول أي مرشح على األغلبية المطلقة (‪)1+ %50‬‬
‫لألصوات بين المترشحين على المرتبة األولى والثانية‪ ،‬يجري دور ثاني خالل ‪ 48‬ساعة‬
‫فائز المترشح الحائز على أغلبية األصوات ‪.‬‬
‫الموالية‪ ،‬ويعلن ا‬
‫يالحظ على هذه المادة أنها جاءت أكثر تفصيال من المادة ‪ 65‬من قانون ‪10 /11‬‬
‫فيما يتعلق برئاسة المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬حيث قد تمتد في بعض األحيان لتشمل كل‬
‫‪.‬‬ ‫القوائم في حالة عدم حصول أي قائمة على ‪% 35‬‬
‫(‪)1‬‬

‫يتم تنصيبه‬ ‫(‪)2‬‬


‫بعد اختيار رئيس المجلس الشعبي البلدي من بين أعضاء المجلس‬
‫بمرور ‪ 5‬سنوات على تعيين رئيس‬ ‫(‪)3‬‬
‫خالل ‪ 13‬يوم الموالية إلعالن نتائج االنتخابات‬
‫المجلس الشعبي البلدي تنتهي مهامه‪ ،‬وقد تنتهي مهامه في الحاالت التالية‪:‬‬
‫باالستقالة صراحة من منصبه أو ضمنيا عن طريق تخليه عن منصبه‪ ،‬أو بالوفاة‪ ،‬أو‬
‫اإلقصاء وذلك بعد توقيفه نتيجة لصدور حكم قضائي‪ ،‬إدانته جزائيا‪ ،‬أو سحب الثقة منه‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬صالحيات رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬


‫فيما يخص صالحياته‪ ،‬فإنه لرئيس المجلس الشعبي البلدي وظائف وسلطات متنوعة‬
‫ومتعددة باعتباره يسير مرفق عام إداري مرتبط مباشرة بالحياة اليومية للمواطن‪.‬‬

‫(‪ )1‬عمار بوضياف‪ :‬شرح يانوا اللمدية‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص ‪205‬‬
‫)‪(2‬‬
‫‪Marine kombard et. Gilles dumont, droit administratif, some édition, édition Dalloz, France,‬‬
‫‪2003,p134.‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 64‬من قانون البلدية ‪.10/11‬‬
‫‪- 15 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫هذه الوظائف تتميز باالزدواجية‪ ،‬فهو يمارس صالحياته بصفته ممثل للبلدية‪ ،‬وبصفته‬
‫ممثل للدولة‪ ،‬فإذا كان بصدد تمثيله للبلدية يحتل وظيفتين في كل منهما يمارس مهام‬
‫محددة(‪.)1‬‬
‫يقوم بوظيفة رئيس بلدية‪ ،‬حيث يقوم بوظائف إدارية بحته تشتمل على السهر على‬
‫حسن سير المصالح اإلدارية التابعة للبلدية باإلضافة إلى ممارسة السلطة السلمية على‬
‫الموظفين كما يأمر بالصرف في البلدية‪ ،‬وفي هذا الصدد تنص المادة ‪ 82‬من قانون‬
‫البلدية ‪ 10/11‬على‪ ... :‬إدارة مداخيل البلدية واألمر بصرف النفقات ومتابعة تطور‬
‫المالية البلدية ‪. ...‬‬
‫أما بصفته رئيسا للمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬فإنه يقوم بدور تنسيقي ألعمال المجلس عن‬
‫طريق متابعة سير المداوالت ابتداءا من توجيه االستدعاءات لألعضاء إلى غاية تحرير‬
‫محضر المداوالت وحفظها‪.‬‬
‫و بالتالي فرئيس المجلس الشعبي البلدي كقاعدة عامة يتولى جميع المسائل المتعلقة‬
‫لكن إستثناءا يفوض هذه الصالحيات ألحد أعضاء المجلس وهذا في‬ ‫(‪)2‬‬
‫بالحياة اإلدارية‬
‫‪ .‬إال أنه إذا كان رئيس المجلس‬ ‫(‪)3‬‬
‫حالة ما إذا تعارضت مصالحه مع مصالح البلدية‬
‫الشعبي البلدي بصدد تمثيله للدولة فإنه يتولى صفة ضابط الحالة المدنية الضبط‬
‫القضائي والضبط اإلداري‪ .‬فبصفته ضابط للحالة المدنية خوله قانون الحالة المدنية‬
‫مباشرة بنفسه‪-‬مهام ضابط الحالة المدنية‪ ،‬لكن نظ ار لكثرة المهام الموكلة إليه والستحالة‬
‫القيام بها جميعها؛ أجاز له المشرع تفويضها إلى موظفي البلدية‪.‬‬

‫(‪ )1‬بلعباس بلعباس ‪ :‬دور و ةسحيات رئيس المجمس الشعلي اللمدي في اليانوا الجزائري‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في القانون‪ ،‬جامعة الجزائر‪ ،2003 ،‬ص ‪.78‬‬
‫(‪ )2‬حددتها المواد من ‪ 7‬إلى ‪ 83‬من قانون البلدية ‪.10/11‬‬

‫(‪ )3‬حيث نصت المادة ‪ 83‬من قانون البلدية ‪ 10 / 11‬على أنه عندما تتعارض مصالح رئيس البلدية‪ ،‬باسمه الشخصي أو باسم‬
‫فروعه أو أصوله أو فروعه على الدرجة الرابعة أو بصفته وکيال‪ ،‬يعين المجلس الشعبي البلدي المجتمع تحت رئاسة منتخب اخر‬
‫غير رئيس المجلس الشعبي البلدي أحد أعضاءه لتمثيل البلدية سواء أمام القضاء أو عند إبرام العقود‬

‫‪- 16 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫من بين هذه المهام تولي التصريح بالوالدات‪ ،‬الوفيات وتسجيلها‪ ،‬تسجيل عقود الزواج‪،‬‬
‫استالم شهادات اإلعفاء من سن الزواج بالنسبة للقاصرين وشهادات اإلذن بالزواج بالنسبة‬
‫لموظفي األمن والعسكريين(‪.)1‬‬

‫يتولى تنفيذ جميع اإلجراءات‬ ‫(‪)2‬‬


‫في حين أنه إذا كان بصفة ضابط الشرطة القضائية‬
‫المنصوص عليها في قانون اإلجراءات الجزائية فله في ذلك‪ :‬تتبع الحرمين والقبض‬
‫والتحري في مختلف الجرائم والبحث عن األدلة وتقديمها‬ ‫(‪)3‬‬
‫عليهم‪ ،‬والقيام بعمليات التفتيش‬
‫إلى وكيل الجمهورية(‪. )4‬‬
‫في حين أنه في حال الضبط اإلداري يتمتع رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫بصالحيات عديدة منها العمل على المحافظة على حسن النظام واألمن العموميين‬
‫ويعاقب على كل مساس بالراحة العمومية‪ ،‬يعمل على مكافحة األمراض المعدية والوقاية‬
‫منها‪ ،‬كذلك يتولى مهمة السهر على نظافة المواد االستهالكية المعروضة للبيع عن طريق‬
‫مباشرة الرقابة الصحية على األشخاص والمحالت والسلع المعروضة للبيع‪.‬‬

‫كذلك لرئيس المجلس الشعبي البلدي مسؤولية في مجال توزيع المياه الصالحة‬
‫للشرب والتطهير‪ ،‬كما يعمل على تأمين نظام الجنائز والمقابر وفقا للعادات والشعائر‬
‫الدينية(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬عالء الدين عشي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.40‬‬


‫(‪ )2‬وهو ما حدد في قانون اإلجراءات المدنية في المادة ‪ 15‬عنه‪ ،‬الصادر بموجب األمر ‪.155/66‬‬
‫(‪ )3‬بلعباس بلعباس‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.81‬‬
‫(‪ )4‬كوشي عتيقة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.105‬‬
‫(‪ )5‬فريدة مزياني‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.210‬‬
‫‪- 17 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬األعوان العموميون للبلدية‪.‬‬

‫كما سبق وأن ذكرنا‪ ،‬فإنه إذا كانت الجزائر عند تبنيها النظام الالمركزي‪ ،‬اعتمدت‬
‫على وسيلة االنتخاب كآلية لتشكيل المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬ونظ ار لكون البلدية تتميز عن‬
‫غيرها من المؤسسات اإلدارية كونها تشكل من جهاز إداري يتم تعيينه عن طريق‬
‫التوظيف العادي‪ .‬وباعتبار المعينين‪ ،‬إضافة إلى المنتخبين يشكلون اإلطار البشري‬
‫المكلف بإدارة التنمية المحلية‪ ،‬فإن الوسائل البشرية تشكل أهم الشروط الهامة الواجب‬
‫توفرها كما ونوعا فهي التي تسمح للجماعات المحلية باالرتقاء إلى مستوى المهام الجديدة‬
‫‪ .‬األمر الذي يجعلنا نتطرق إلى كل من األمين العام‬ ‫(‪)1‬‬
‫التي تفرضها التطورات الحديثة‬
‫للبلدية (الفرع األول)‪ ،‬والتأطير البشري للبلدية ومدى مساهمته في التنمية المحلية (الفرع‬
‫الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬األمين العام للبلدية‪.‬‬


‫أهم ما جاء به قانون البلدية الجديد أنه أدخل ضمن األجهزة المسيرة للبلدية شخصية‬
‫فطبقا لنص المادة ‪ 15‬من قانون البلدية ‪ 10 / 11‬فإن البلدية ‪-‬باإلضافة‬ ‫(‪)2‬‬
‫األمين العام‬
‫إلى هيئة مداولة والهيئة التنفيذية ‪-‬تتوفر على إدارة ينشطها األمين العام للبلدية تحت‬
‫سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫وبما أن المشرع في قانون البلدية لم يحدد كيفية وشروط تعيين األمين العام للبلدية بل‬
‫أحالها على التنظيم(‪ ، )3‬فإن المرسوم التنفيذي ‪ 26/91‬حدد كيفية تعيينه‪ ،‬حيث يعين‬
‫األمناء العامون للبلديات ذات الكثافة السكانية من ‪ 50.001‬إلى ‪ 100.000‬نسمة من‬

‫(‪ )1‬عيسی مرزاقة‪ :‬معويات الجماعات المحمية لعض عناةر التحميل‪ ،‬بمجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬عدد‬
‫‪ ،14‬الجزائر‪.2006 ،‬ص ‪.2‬‬
‫(‪ )2‬عمار بوضياف‪ :‬المرجع الساق‪ ،‬ص ‪.221‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 127‬من قانون البلدية ‪.10/11‬‬
‫‪- 18 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫بين المتصرفين البلديين ومهندسي اإلدارة البلدية والموظفين اللذين لهم رتبة معادلة‬
‫ويثبتون ‪ 5‬سنوات من األقدمية بهذه الصفة من بينها ‪ 3‬سنوات في منصب األمين العام‬
‫لبلدية يتراوح عدد سكانها ما بين ‪ 20.001‬و‪ 50.000‬نسمة(‪.)1‬‬
‫أما األمناء العامون للبلديات التي يتراوح عدد سكانها بين ‪ 20.001‬و‪ 50.000‬نسمة‬
‫فيتم تعينهم بنفس الشروط لكن بأقدمية ‪ 4‬سنوات من بينها سنتين منصب أمين عام‬
‫للبلدية التي يبلغ عدد سكانها ‪ 20.001‬نسمة فأقل(‪ ،)2‬في حين ان البلديات ذات‬
‫‪ 20.001‬نسمة فأقل فإنه يتم تعيين األمناء العامون فيها من بين المتصرفين البلدين‬
‫ومهندسي اإلدارة البلدية أو الموظفين الذين لهم رتبة معادلة ويثبتون سنتين من الخدمة أو‬
‫من بين الملحقين والتقنيين العامين إلدارة البلدية الذين لهم رتبة معادلة ويثبتون ‪ 5‬سنوات‬
‫من األقدمية بهذه الصفة(‪.)3‬‬

‫بعد تعيين األمين العام للبلدية يتولى تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫المهام التالية‪:‬‬
‫‪ -‬ضمان تحضير اجتماعات المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫‪ -‬تنشيط وتنسيق سير المصالح اإلدارية والتقنية للبلدية‪.‬‬
‫‪ -‬ضمان تنفيذ الق اررات المتعلقة بتطبيق المداوالت المتضمنة الهيكل التنظيمي‪ ،‬وتسيير‬
‫المستخدمين المنصوص عليها‪.‬‬
‫‪ -‬إعداد محضر تسليم واستالم المهام المنصوص عليها في المادة ‪ 68‬من نفس القانون‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 125‬من الرسوم السنية في ‪ 91 / 26‬المؤرخ في ‪ 17‬رجب عام ‪ 1411‬الموافق له ‪ 2‬فبراير ‪ 1991‬المتضمن‬
‫القانون األساس الخاص بالعمال المنتمين إلى قطاع البلديات‪.‬‬

‫(‪ )2‬المادة ‪ 126‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫(‪ )3‬المادة ‪ 127‬من نفس المرسوم‪.‬‬

‫‪- 19 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ -‬يتلقى التفويض باإلمضاء من رئيس المجلس الشعبي البلدي قصد اإلمضاء على كافة‬
‫الوثائق المتعلقة بالتسيير اإلداري والتقني للبلدية باستثناء الق اررات(‪.)1‬‬
‫‪ -‬له اقتراح متصرف إداري لمساعدة المندوب البلدي(‪.)2‬‬
‫‪ -‬كما يتولى إعداد مشروع ميزانية البلدية و عرضها على المجلس الشعبي البلدي‬
‫‪.‬‬ ‫للمصادقة عليها‬
‫(‪)3‬‬

‫‪ -‬ويمارس أيضا السلطة السلمية على موظفي البلدية‪ ،‬باإلضافة إلى تحقيق إقامة‬
‫المصالح اإلدارية والتقنية وتنظيمها والتنسيق بينها ورقابتها(‪.)4‬‬

‫ويعتبر ضعف المنتخبين المحليين من حيث الكفاءة والفعالية باإلضافة إلى عدم‬
‫اهتمامهم بالشأن المحلي‪ ،‬أحد العوامل التي تتسبب في عجزهم عن تسيير البلدية‬
‫والنهوض بالتنمية المحلية‪ .‬األمر الذي فتح األبواب أمام الموظفين خصوصا األمين العام‬
‫للبلدية‪ ،‬الذي استحوذ على النصيب األكبر من الصالحيات على مستوى البلدية بحكم‬
‫التكوين والممارسة التي يتمتع بها‪ ،‬ليصل في بعض األحيان إلى حد تقدير المالئمة‬
‫لألعمال بدل المنتخبين المحليين(‪.)5‬‬

‫(‪ )1‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 129‬من قانون البلدية ‪.10/11‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 134‬من قانون البلدية ‪.10/11‬‬
‫(‪ )3‬المادة ‪ 180‬من قانون البلدية ‪.10/11‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 119‬من المرسوم التنفيذي ‪.26/91‬‬
‫(‪ )5‬حسون محمد علي‪ :‬الجنات محل الوةاية اإلدارية واألساس اليانوني الستيسلنا في التشريب الجزائري مجلة رسالة الحقوق‬
‫السنة الثالثة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة قالمة ‪ ،2011‬ص ‪.21‬‬
‫‪- 20 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مساهمة التأطير البشري للبلدية في التنمية المحلية‪.‬‬


‫اإلطارات هم جملة الموظفين الحاملين لشهادات جامعية عالية أو ما يعادلها من‬
‫شهادات الكفاءة‪ ،‬الذين لهم القدرة على التطور وفهم النصوص و تفسيرها(‪ ،)1‬حيث نجد‬
‫المشرع الجزائري في نص المادة ‪ 127‬من قانون (‪ )08/90‬أقر بأنه يتعين على البلدية‬
‫توظيف العمال الضروريين لسير مصالحها تبعا للوسائل و الحاجيات‪ ،‬هذا حسب نص‬
‫المادة ‪ 127‬من قانون (‪.)08/90‬‬
‫في حين أنه بالمقابل أن عملية التوظيف يحكمها قيدين إثنين هما عدم مخالفة‬
‫مخطط التوظيف البلدي عن طريق خلق المنصب المالي‪ ،‬وتحديد عدد المناصب‬
‫واألسالك المطلوبة حسب احتياجات كل بلدية (‪ .)2‬والثاني احترام مبدأ المشروعية والذي‬
‫يتمثل في مدى احترام المجلس للقواعد القانونية والتنظيمية الخاصة بالتوظيف‪ ،‬واحترام‬
‫مبدأ المالئمة الذي يحدد مدى إمكانية استيعاب ميزانية البلدية هذه المناصب تفاديا للوقوع‬
‫في حالة التضخم األمر الذي سينعكس سلبا على ميزانية البلدية‪.‬‬
‫وبما أن سلك اإلدارة البلدية يشتمل على أسالك اإلدارة العامة و أسالك اإلدارة التقنية‬
‫حسب ما حددته المادة الثالثة من المرسوم ‪ ، 25 / 91‬فإنه يتحتم على البلدية توظيف‬
‫إداريين‪ ،‬باإلضافة إلى توظيف إطارات في المجال التقني ويتم كل توظيف في البلدية‬
‫بإحدى الطرق التالية‪ :‬مسابقة على أساس االختبار الشهادة‪ ،‬امتحان‪ ،‬أو اختبار مهني‬
‫‪ ،‬كما قد‬ ‫(‪)3‬‬
‫وهذا بعد التصريح بشغور وظائف طبقا لمخطط التوظيف الخاص بكل بلدية‬
‫يتم توظيف الخبراء و المتخصصين في بعض الحاالت عن طريق التعاقد و لمدة محددة‬
‫وفقا للشروط المحدد في القوانين و التنظيمات المعمول بهما‪.‬‬

‫(‪ )1‬شباب سهام‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.166‬‬

‫(‪ )2‬بوشامي نجالء‪ :‬المجمس الشعلي اللمدي في ول يانوا اللمدية ‪ 08 /90‬أداة لمديمويرامية الملدأ والتمليا‪ ،‬مذكرة مقدمة‬
‫لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬جامعة قسنطينة‪ ،2006 ،‬ص ‪.172‬‬

‫(‪ )3‬المادة ‪ 8‬من المرسوم ‪.26/91‬‬

‫‪- 21 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫وتحدد التنظيمات مهام كل موظف‪ .‬وهو ما نص عليه المشرع في المرسوم ‪91/26‬‬


‫المتضمن القانون األساسي الخاص بالعمال المنتمين إلى قطاع البلدية‪.‬‬

‫ما يؤخذ على المشرع في هذا الخصوص أنه منح لهيئات أخرى غير البلدية‬
‫صالحية تحديد طريقة التوظيف‪ ،‬وهو ما ينعكس سلبا على أداءهم على مستوى البلدية‬
‫وبالتالي على التنمية المحلية‪ ،‬فتحديد طريقة التوظيف يكون بقرار مشترك بين و ازرة‬
‫الداخلية والسلطة المكلفة بالوظيف العمومي(‪ .)1‬وترك للمجلس القيام باألمور اإلدارية‬
‫المتعلقة بالطريقة المختارة في التوظيف‪ ،‬عن طريق إصداره القرار المتضمن فتح‬
‫المسابقة‪ ،‬الشروط القانونية للمشاركة‪ ،‬عدد المناصب المفتوحة‪ ،‬تاريخ فتح وختم‬
‫التسجيالت(‪.)2‬‬

‫ونظ ار لما يتمتع به موظفي إدارة البلدية من مؤهالت علمية تمكنهم من التسيير‬
‫الجيد للبلدية وتجسيد البرامج التنموية المسطرة من طرف البلدية‪ ،‬وبالرغم من كون القانون‬
‫صريح فيما يتعلق بإجراءات التوظيف‪ ،‬والزاميته للدورات التكوينية سواء للموظفين‪ ،‬العمال‬
‫أو المعينين؛ إال أنه في الواقع ال يتم التوظيف وفقا للقانون بل يخضع العتبارات في‬
‫الغالب ال تتوافق ومقتضيات الصالح العام‪ .‬األمر الذي يقف في وجه هذه اإلطارات‬
‫ومدي فاعليتها في إدارة التنمية المحلية‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 11‬من المرسوم ‪.26/91‬‬

‫(‪ )2‬بوشامي نجالء‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.137‬‬

‫‪- 22 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪ :‬اإلطار النظري للتنمية المحلية‪.‬‬

‫إن فهم عملية التنمية ال يتم إال من خالل تتبع تطورها التاريخي‪ ،‬حيث تعتبر سنة‬
‫‪ ، 1944‬السنة التي بدأت فيها بوادر ظهور مفهوم التنمية للوجود‪ ،‬آنذاك كانت يقصد بها‬
‫وفي سنة‬ ‫(‪)1‬‬
‫تنمية المجتمع‪ .‬ثم تطور منظور التنمية ليشمل بعد ذلك أبناء المجتمع‬
‫‪ 1954‬كان لمؤتمر أشريدج دور كبير في المساهمة في تحديد مدلول التنمية‪ ،‬لم يستقر‬
‫مدلولها عند هذا الحد‪ ،‬بل تعداه ليظهر مصطلح جديد و هو مصطلح التنمية المحلية‬
‫‪.‬‬ ‫التي كان يقتصر معناها آنذاك على الجانب االقتصادي‬
‫(‪)2‬‬

‫ونظ ار لألهمية البالغة التي يحظى بها موضوع التنمية المحلية جعلتها محل اهتمام‬
‫جميع الدول المتقدمة منها والنامية‪ ،‬واهتمام الدول النامية كان أكبر نظ ار لظروف‬
‫االقتصادية واالجتماعية التي تعيشها هذه الدول‪.‬‬

‫إن البحث في ضبط مفهوم التنمية المحلية عن طريق ضبط التعريف الدقيق للتنمية‬
‫المحلية ومعرفة أهم العوامل التي أسهمت في نجاحها غير كافي (المطلب األول)‪ ،‬لذلك‬
‫يجب التعمق أكثر في هذا الموضوع من خالل معرفة األدوات التي بموجبها تتجسد‬
‫التنمية المحلية على أرض الواقع (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫(‪ )1‬عن طريق الحث على ضرورة إشراك أبناء المجتمع في تحسين المعيشة‪.‬‬

‫(‪ )2‬رفيق بن مرسلي‪ :‬األساليب الحديثة لمتنمية اإلدارية ليا حتمية التغير ومعويات التمليا ‪-‬دراسة حالة الجزائر ‪-2001-‬‬
‫مذكرة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة تيزي وزو‪ 2011 ،‬ص ‪.14‬‬

‫‪- 23 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول‪ :‬مفهوم التنمية المحلية وعوامل نجاحها‪.‬‬

‫طالما أن تعريف المصطلحات ليس من اختصاص المشرع؛ فإن الفقه تولى هذه‬
‫المهمة بالنيابة عنه والتنمية المحلية كغيرها من المفاهيم التي لقيت اهتمام العديد من‬
‫الفقهاء الذين حاولوا تعريفها‪ .‬إال أنه ما يالحظ على تلك التعريفات هو اختالفها والسبب‬
‫في ذلك يعود إلى أن كل فقيه من الفقهاء اللذين تناولوا موضوع التنمية‪ ،‬عرفها من جانب‬
‫معين(‪ ،)1‬لكن التركيز على جانب واحد من جوانب التنمية ال يفيد المجتمع بالمعنى‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫الشامل وهذا ما جعل المفكرين ينظرون إليها من الناحية الشمولية‬
‫ومنه يجب تحديد المعنى الدقيق اللغوي واالصطالحي لهذا المفهوم وال يجب االكتفاء‬
‫بالتعريف لوحده وذلك أن ضبط مفهوم التنمية المحلية (الفرع األول) يستوجب تحديد‬
‫األسس التي تقوم عليها هذه األخيرة (الفرع الثاني) والتي تؤدي إلى تحقيق تنمية محلية‬
‫فعالة‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مفهوم التنمية المحلية‪.‬‬

‫لقي موضوع التنمية اهتمام جميع فئات المجتمع‪ ،‬هذا االهتمام الواسع الذي حظيت‬
‫به التنمية بصفة عامة والتنمية المحلية بصفة خاصة يستوجب البحث عن معناها لغة‬
‫واصطالحا‪ ،‬حيث يجب أوال تعريف التنمية بصفة عامة (أوال) وبعدها يتم التطرق إلى‬
‫تعريف التنمية المحلية (ثانيا)‪.‬‬

‫(‪ )1‬ألن تغير أبعاد ومستويات التنمية تحكمه ظروف سياسية‪ ،‬اقتصادية واجتماعية‪.‬‬

‫(‪ )2‬حسين عبد القادر‪ :‬الحكم الراشد في الجزائر واشكالية التنمية المحمية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم‬
‫السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪ ،2012 ،‬ص‪.34‬‬

‫‪- 24 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫أوال‪ :‬تعريف التنمية‪.‬‬


‫(‪)1‬‬
‫فالتنمية لغة مشتقة من المصدر نما‪ ،‬ينمو‪ ،‬نموا و يقال نما الشيء أي زاد و کبر‬
‫وأنميت الشيء أي جعلته ينمو ‪ .‬أما التنمية فهي من النمو أي إرتفاع الشيء من موضعه‬
‫إلى موضع آخر‪ ،‬أي أنها تدل على الزيادة كما وکيفا‪.‬‬
‫في حين أن التنمية إةمسحا‪ ،‬فكما سبق القول فإنه بتعدد الزوايا التي كان ينظر إليها‬
‫منها يتغير مفهومها والمعنى الذي تؤديه‪ ،‬ويعد يوجيا ستيمي من بين الكتاب األوائل‬
‫الذين استعملوا هذا المصطلح حين اقترح خطة تنمية العالم في ‪ 1989‬حيث جاء في‬
‫تقرير اللجنة التحضيرية لألمم المتحدة للعلوم والتكنولوجيا من أجل التنمية أن التنمية‬
‫عديدة تتعلق برفاهية اإلنسان‬ ‫(‪)3‬‬
‫وانما تتضمن اعتبارات‬ ‫(‪)2‬‬
‫ليست مرادفة لمجرد النمو‬
‫والهدف منها تلبية حاجيات األفراد في مختلف المجاالت ومواكبة التغير والتطور لهذه‬
‫األخيرة‪.‬‬
‫قد تعرف التنمية بأنها عملية تغيير في البنية االقتصادية‪ ،‬االجتماعية والثقافية‬
‫للمجتمع وفق توجيهات عامة لتحقيق أهداف محددة تسعى أساسا لرفع مستوى معيشة‬
‫السكان في كافة الجوانب‪ .‬معنى أن أية تنمية يقصد بها االرتفاع الحقيقي في دخل‬
‫المواطنين من جوانب اقتصادية وغير اقتصادية(‪.)4‬‬
‫ويعرفها آخرون بأنها تخلي المجتمعات المتخلفة عن السمات التقليدية السائدة و تبني‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)5‬‬
‫الخصائص السائدة في الدول المتقدمة‬

‫(‪ )1‬رفيق بن مرسلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.15‬‬


‫(‪ )2‬حيث تجدر اإلشارة هنا إلى أنه يوجد فرق بين التنمية والنمو‪.‬‬
‫(‪ )3‬هذه االعتبارات تتنوع بين االعتبارات الثقافية والروحية وحتى المادية‪.‬‬
‫(‪ )4‬حسن عبد القادر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.49‬‬
‫(‪ )5‬رفيق بن مرسلي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.18‬‬
‫‪- 25 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫في حين أن جانب من الفقه يعرف التنمية بأنها عمليات مخططة وموجهة تحدث تغي ار‬
‫في المجتمع لتحسين ظروفه وظروف أفراده من خالل مواجهة مشكالته وازالة العقبات‬
‫وتحقيق االستغالل االمثل لإلمكانات والطاقات لتحقيق التقدم والنمو للمجتمع والرفاهية‬
‫والسعادة لألفراد(‪.)1‬‬
‫وهناك من يرى أن التنمية قد تعرف بمفهومها الضيق أو الواسع‪ ،‬فاألول يعتمد على‬
‫فكرة اإلدارة الرشيدة بداللة النمو االقتصادي‪ ،‬في حين أن الثاني يعالج مسألة الحكم‬
‫بما يدخل في ذلك مسألة الشرعية والمشاركة‬ ‫(‪)2‬‬
‫والعالقة بين عامة الناس واإلدارة الحاكمة‬
‫والتمثيل والمسائلة (‪.)3‬‬

‫بناءا على ما سبق ذكره من تعاريف نستخلص النقاط التالية‪:‬‬


‫‪ -‬للتنمية أهداف وغايات محددة مسبقا وبالتالي فهي تحتاج لتخطيط جيد‪.‬‬
‫‪ -‬تهدف التنمية إلى رفع مستوى دخل األفراد وبالتالي تحقيق الرفاهية‪.‬‬
‫‪ -‬يعتبر المعيار االقتصادي أهم المعايير التي تقاس بها التنمية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬تعريف التنمية المحلية‪.‬‬


‫أما التنمية المحلية فتشكل الركيزة األساسية للتنمية إذ أن ارتباطها المباشر مع‬
‫المواطنين يستهدف تحقيق التوازن التنموي بين مختلف المناطق‪ ،‬إلى جانب دورها المؤثر‬
‫في تفعيل االستثمارات المحلية وخلق فرص العمل وما إلى ذلك‪.‬‬

‫(‪ )1‬حسن عبد القادر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪50‬‬


‫(‪ )2‬ناجي عبد النور‪ :‬الدور التنموي لممجالس المحمية في إمار الحوكمة‪ ،‬منشورات جامعة باجي مختار‪ ،‬عناية ‪ ،2010‬ص‬
‫‪.66‬‬
‫(‪ )3‬وهي نفسها المادية التي يقوم عليها الحكم الراشد‪.‬‬
‫‪- 26 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫وطالما أن الدولة تعمل جاهدة إلى تحقيق التنمية المحلية فإن المنتخبين المحليين‬
‫باإلضافة إلى المواطنين هم األدرى باحتياجاتهم وبالتالي فمساهمتهم في التنمية المحلية ال‬
‫تقل أهمية عن جهود الدولة في ذلك‪.‬‬
‫تلك العمليات التي توحد جهود‬ ‫و منه فالتنمية المحلية كما يعرفها البعض هي ‪:‬‬
‫األهالي و جهود السلطات الحكومية لتحسين األحوال االقتصادية‪ ،‬االجتماعية و الثقافية‬
‫للمجتمعات المحلية و تحقيق تكامل هذه المجتمعات في إطار حياة األمة و مساعدتها‬
‫على المساهمة التامة في التقدم القومي‪ ،‬و تقوم هذه العمليات على عاملين أساسين هما‬
‫مساهمة األهالي أنفسهم في الجهود المبذولة لتحسين مستوى معيشتهم وكذا توفير ما يلزم‬
‫من الخدمات الفنية و غيرها بطريقة من شأنها تشجيع المبادرة و المساعدة الذاتية‬
‫‪.‬‬ ‫والمتبادلة بين عناصر المجتمع و جعل هذه العناصر أكثر فعالية‬
‫(‪)1‬‬

‫ويالحظ من هذا التعريف ما يلي‪:‬‬


‫‪ -‬الفاعلين في التنمية المحلية هم األهالي أي المواطنين من جهة والحكومة من جهة‬
‫أخرى‪.‬‬
‫‪ -‬الهدف من هذه التنمية هو تحسين الظروف المعيشية على المستوى المحلي في‬
‫مختلف المجاالت‪ ،‬مما يستلزم تحقيق التقدم القومي؛‬
‫‪ -‬االعتماد الكلي على الجهود المبذولة من طرف األهالي لتحقيق التنمية المحلية عن‬
‫طريق تحسين مستوى معيشتهم وتوفير ما يلزم من خدمات‪.‬‬
‫أما جانب آخر من الفقهاء فيعرف التنمية المحلية بأنها‪ :‬مفهوم حديث األسلوب‬
‫للعمل االجتماعي واالقتصادي في مناطق محددة يقوم على أسس وقواعد من مناهج‬
‫العلوم االجتماعية واالقتصادية‪ ،‬وهذا األسلوب يقوم على إحداث تغيير حضاري في‬
‫طريقة التفكير والعمل والحياة عن طريق إثارة وعي البيئة المحلية وأن يكون ذلك الوعي‬

‫(‪ )1‬حسن عبد القادر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.53‬‬

‫‪- 27 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫قائما على أساس المشاركة في التفكير واإلعداد والتنفيذ من جانب أعضاء الهيئة المحلية‬
‫جميعا في كل المستويات عمليا و واداريا(‪.)1‬‬
‫إن الدور الذي تلعبه التنمية المحلية وفق هذا التعريف هو تحقيق التوازن من خالل‬
‫إحاطتها بجميع الجوانب االقتصادية‪ ،‬االجتماعية‪ ،‬الثقافية والسياسية‪ .‬كذلك الهدف منها‬
‫إحداث تغيير حضاري في طريقة التفكير والعمل والحياة‪ .‬ونلمس من خالل هذا التعريف‬
‫التوجه نحو تطبيق مبدأ من مبادئ الحكامة الرشيدة أال وهو مبدأ المشاركة‪ ،‬وهذا في كل‬
‫المستويات بدأ من التفكير‪ ،‬مرو ار باإلعداد‪ ،‬وصوال إلى التنفيذ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عوامل نجاح التنمية المحلية‪.‬‬


‫تعتبر فترة ما بعد الحرب العالمية الثانية نقطة تحول في مسار المجتمعات المحلية‬
‫أين حظيت هذه األخيرة باهتمام جميع الدول لتحقيق الرفاهية والرقي‪ ،‬ويعتبر الهدف‬
‫األساسي من وجود هذه المجتمعات هو تقريب اإلدارة من المواطنين وتسيير شؤونهم من‬
‫طرف أفراد ينتمون إليهم‪ ،‬لهم الدراية الكافية بجميع اهتماماهم‪ .‬ولعل الدور الذي تلعبه‬
‫البلدية باعتبارها الجماعة اإلقليمية القاعدية هو تحقيق التنمية على كل مستوياتها‪ ،‬ولكن‬
‫لنجاح هذه التنمية يجب توفر عدة عناصر‪ ،‬مترابطة ومتكاملة‪ ،‬يكمل أحدها اآلخر‪.‬‬
‫فال يكفي توفر الكفاءة العلمية والقانونية في المترشح لعضوية في المجالس الشعبية‬
‫البلدية (الفرع األول)‪ ،‬وانما يجب تجسيد الالمركزية اإلدارية والمالية (الفرع الثاني) تكريسا‬
‫الستقاللية المجالس الشعبية البلدية‪ ،‬وذلك بمنح البلدية قدر من المرونة في التحكم في‬
‫الموارد المالية المخصصة لها‪.‬‬
‫لكن هذين العنصرين أيضا‪ ،‬غير كافيين لتحقيق التنمية المحلية بدون إشراك المواطن‬
‫الشعبية (الفرع الثالث) وتكريس ثقافة‬ ‫(‪)2‬‬
‫في تسيير شؤونه عن طريق تفعيل المشاركة‬

‫(‪ )1‬ناجي عبد النور‪ :‬المرجع السابق ص ‪.72‬‬

‫(‪ )2‬ناجي عبد النور‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.75‬‬


‫‪- 28 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫تساعد على عملية المشاركة‪ ،‬وبالتالي الوصول إلى تطبيق المبادئ التي يقوم عليها الحكم‬
‫الراشد‪.‬‬

‫أوال‪ :‬توفر الكفاءة العلمية والقانونية في المترشح‪.‬‬


‫تتولى البلدية القيام بالشؤون المحلية عن طريق مجالسها الشعبية البلدية‪ ،‬إال أنه‬
‫ولشغل العضوية فيها يشترط توفر الكفاءة في المترشح‪ ،‬والقدرة على تدبير أمر الجماعة‬
‫ألن افتقاد األعضاء لهذه الكفاءة يهدد بعدم قدرة األجهزة المحلية على تحويل الموارد‬
‫المالية المتاحة إلى خطط وبرامج تنموية تلبي احتياجات المواطن المحلي باألساس ومنه‬
‫فتحقيق أعلى مستويات األداء ‪-‬بغية االقتراب أكثر من تحقيق انشغاالت المواطنين ‪-‬ال‬
‫يتحقق إال باالستغالل األمثل للموارد البشرية(‪ .)1‬وطالما أن المشرع وضمانا لحق كل فرد‬
‫في الترشح‪ ،‬لم يشترط المؤهل العلمي في المترشحين‪ ،‬بل أجاز لكل فرد توافرت فيه‬
‫الشروط القانونية أن ينتخب وينتخب‪.‬‬
‫لكن المشرع عوض ذلك بآلية أخرى تتمثل في سد هذا النقص عن طريق وضع برامج‬
‫مكثفة لتكوين ورسكلة هؤالء المنتخبين للوصول إلى تسيير جيد يعتمد على الكفاءات‬
‫ووفق مبادئ وقواعد الجودة الشاملة(‪.)2‬‬

‫ثانيا‪ :‬تجسيد المركزية إدارية ومالية‪.‬‬


‫تعد الالمركزية اإلدارية نتاج اعتماد أي دولة في تنظيمها اإلداري على النظام‬
‫الالمركزي الذي يقوم على تحويل بعض االختصاصات من الدولة إلى الجماعات‬

‫(‪ )1‬عمار بوضياف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.142‬‬


‫(‪ )2‬وهو ما تم النص عليه في المادة ‪ 39‬من قانون البلدية ‪10 / 11‬حيث يلزم المنتخب البلدي بمتابعة دورات التكوين وتحسين‬
‫المستوى المرتبطة بالتسيير البلدي المنظمة لصالحه‪ .‬وهو نفسه ما تم النص عليه في المادة ‪ 14‬من المرسوم التنفيذي رقم‬
‫‪ 334 /11‬والمتضمن القانون األساسي الخاص بموظفي إدارة الجماعات المحلية‪ ،‬ويكون التكوين بمبادرة من اإلدارة أو بطلب‬
‫من الموظف عندما يكون التكوين مطابق لمصلحة اإلدارة وهذا حسب نص المادة ‪.15‬‬
‫‪- 29 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫‪ ،‬و تعرف الالمركزية اإلدارية بأنها‪ :‬توزيع الوظائف اإلدارية بين الحكومة‬ ‫المحلية‬
‫(‪)1‬‬

‫المركزية في العاصمة و بين هيئات محلية أو مصلحية مستقلة (‪ ,)2‬و منه تجسيد‬
‫الالمركزية اإلدارية يشكل المجال الحقيقي لترقية ممارسة الحريات العامة و بالتالي‬
‫الوصول إلى الديمقراطية(‪.)3‬‬
‫في حين أن الالمركزية المالية تعد كنتيجة لتطبيق الالمركزية اإلدارية‪ ،‬حيث يقصد‬
‫بها تكفل الهيئات المحلية بالتصويت كليا أو جزئيا على إيراداتها ونفقاتها وبإقرار كل‬
‫فاالستقاللية المالية هي استقالل‬ ‫(‪)4‬‬
‫النشاطات المتعلقة بها وبإجراءات التسيير المالي‬
‫الهيئات الالمركزية عن الجهات المركزية ماليا األمر الذي يتطلب توفر موارد مالية محلية‬
‫يشترط فيها توفر شرطين حتى يصبح لها األثر اإليجابي على التنمية المحلية‪.‬‬
‫الشرط األول يتمثل في ضرورة أن يكون الوعاء المحلي هو األصل الذي يعتمد عليه في‬
‫نطاق الوحدة المحلية‪.‬‬
‫أما الشرط الثاني فيتمثل في استقالل الوحدة المحلية بسلطة تقدير سعر المورد المحلي من‬
‫حيث تأسيسه وتحصيله‪ ،‬شرط أال يتعارض والمبادئ التي تقوم عليها الضريبة والمتمثلة‬
‫(‪)5‬‬
‫في وحدتها‬
‫ومنه فتوفر هذه العوامل مجتمعة يحقق لنا تنمية محلية‪ ،‬فبالرغم من كون الشرطين‬
‫اللذين سبق ذكرهما مهمين إال أنهما ليسا الوحيدين اللذين تقوم عليهما التنمية المحلية إنما‬
‫توجد عوامل أخرى من بينها تفعيل سياسات التنمية الحضرية والريفية وذلك بإقامة مدن‬

‫‪(1)Patrick fisseix, droit administratif édition, edition éllipses, France, 2012p11.‬‬


‫(‪ )2‬هذه االستقاللية تبقى نسبية و ليست مطلقة‪ ،‬و السبب في ذلك هو خضوع األجهزة المحلية لرقابة السلطة الوصية‪.‬‬
‫(‪ )3‬محمد الصغير بعلي‪ :‬اليانوا اإلداري ‪-‬التنظيم اإلداري ‪-‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.64‬‬
‫(‪ )4‬فريحة حسين‪ :‬شرح اليانوا اإلداري ‪-‬دراسة مقارنة ‪-‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ح ‪ 2‬الجزائر‪ 2010 ،‬ص ‪.103‬‬
‫(‪ )5‬غزيز محمد الطاهر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.9‬‬
‫‪- 30 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫ومجمعات عمرانية جديدة بالمناطق الصحراوية وتنمية المدن الحضرية‪ ،‬باإلضافة إلى رفع‬
‫كفاءات إدارة المجتمع المحلي(‪.)1‬‬

‫ثالثا‪ :‬تفعيل المشاركة الشعبية‪.‬‬


‫إشراك المواطنين في تسير شؤونهم يعتبر أحد القواعد األساسية لنجاح التنمية‬
‫و أثمن هذه‬ ‫(‪)2‬‬
‫المحلية‪ ،‬فنجاح تجربة أي دولة في النمو يرجع إلى اعتمادها على مواردها‬
‫فإذا اعتبرنا المواطن هو األدرى باحتياجاته على المستوى‬ ‫(‪)3‬‬
‫الموارد هي الموارد البشرية‬
‫المحلي؛ فإن إشراكه في إدارة شؤونه أمر حتمي‪.‬‬
‫يتحقق هذا المبدأ عن طريق إشراك أكبر قدر ممكن من المواطنين من أصحاب‬
‫التخصص وذوي الكفاءات والفنيين الفاعلين في المجتمع في إدارة التنمية المحلية(‪)4‬وايجاد‬
‫اآلليات الكفيلة بضمان هذه المشاركة بحيث يتم تحفيز المواطنين على المشاركة في‬
‫التنمية المحلية‪ ،‬عن طريق تقديم الدعم المادي والمعنوي له‪ ،‬وتذكيره بأنه عنصر مهم‬
‫وفعال في مجتمعه‪.‬‬
‫حيث نجد قانون البلدية ‪ 10 / 11‬خصص الباب الثالث منه لهذا الغرض عنونه‬
‫بمشاركة المواطنين في تسيير شؤون البلدية ونظم في المواد من ‪ 11‬إلى ‪ 14‬هذا االتجاه‬
‫الحديث الذي تبناه المشرع في قانون البلدية الجديد‪ ،‬مما يعكس توجه المشرع إلى تفعيل‬
‫دور المواطن في التسيير المحلي‪.‬‬
‫حيث نص في المادة ‪ 11‬من نفس القانون خاصة الفقرة الثانية منها على أنه‪ ... :‬يتخذ‬
‫المجلس الشعبي البلدي كل التدابير إلعالم المواطنين بشؤونهم واستشارتهم حول خيارات‬

‫(‪ )1‬حسن عبد القادر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.61‬‬


‫(‪ )2‬حسن عبد القادر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.63‬‬
‫(‪ )3‬حيث يجب على كل دولة أن تحسن استغالل هذه الطاقات البشرية واال فسينقلب دور هذه العناصر البشرية من محفز للتنمية‬
‫إلى عبء‪ ،‬يثقل كاهل الدولة‪.‬‬
‫(‪ )4‬غزيز محمد الطاهر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.41‬‬
‫‪- 31 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫وأولويات التهيئة والتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية‪ ،‬حسب الشروط المحددة في‬
‫هذا القانون ‪. ....‬‬
‫على القيام بمهام إدارة وصيانة‬ ‫(‪)1‬‬
‫باإلضافة إلى تشجيع منظمات المجتمع المدني‬
‫مشروعات الخدمات العامة ذات الصلة بالوحدات المحلية وهو ما جاء في نص المادة‬
‫‪ 13‬من نفس القانون‪ ،‬وكذلك التدريب المستمر للقيادات الشعبية المحلية بكافة مستوياتها‬
‫(‪)2‬‬
‫والتشجيع على تبادل الخبرات التنموية ونماذج المشاركة فيها بين القيادات الشعبية‬
‫وبالتالي فغياب مشاركة المواطنين في تسيير شؤونهم من شأنه أن يعرقل مسيرة‬
‫التنمية المحلية في حين أن األخذ بهذا المبدأ يضمن استم اررية مشروعات التنمية وتحقيق‬
‫الشفافية‪ ،‬هذا من جهة‪ ،‬ومن جهة أخرى يؤدي إلى رفع كفاءة الجهاز اإلداري المختص‬
‫بعملية التنمية‪.‬‬

‫حيث أن توفر هذه العناصر مجتمعة تساعد البلدية على الظفر بالتنمية‪ ،‬وتعتبر‬
‫المقاربة الجديدة للتسيير اإلداري ‪-‬التسيير وفق مبادئ الحكم الراشد من مسائلة‪ ،‬محاسبة‬
‫مشاركة وشفافية من العوامل ذات األهمية خاصة في الوقت الحالي‪ ،‬التي تمكن من‬
‫تحقيق التنمية المحلية‪.‬‬

‫(‪ )1‬المجتمع المني من المصطلحات الحديثة الشهيرة تعرفه األستاذة أمال قنديل بأنه مجموعة المنظمات التي تعبر عن إرادة‬
‫ومبادرة المواطنين خاصة‪ ،‬وتحتل موقفا وسطا من مشروعات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية وتهدف إلى تحقيق النفع‬
‫العام‪.‬‬
‫(‪ )2‬حسين عبد القادر‪ :‬المرجع الساق‪ ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪- 32 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثاني‪ :‬أدوات التنمية المحلية‪.‬‬


‫يتم تجسيد التنمية المحلية على أرض الواقع من خالل برامج ومخططات التنمية‬
‫المحلية‪ ،‬حيث تلعب هذه األخيرة دو ار هاما في تدعيم المجهودات الوطنية في إطار‬
‫التنمية المحلية‪ ،‬فتلجأ الدولة إلى وضع مخططات التنمية الوطنية تكون بمثابة دليل‬
‫للجماعات المحلية‪ ،‬هذه األخيرة تضع خططها للتنمية المحلية وفقها‪ ،‬بحيث ال يجب أن‬
‫تتعارض هذه المخططات ال مع المخطط الوطني للتهيئة والتنمية المستدامة لإلقليم وال مع‬
‫المخططات التوجيهية القطاعية(‪.)1‬‬
‫و تتميز برامج التنمية بتمركزها على مستوى إقليم البلدية و التي تهدف إلى القيام‬
‫بعمليات تلبية لحاجيات المواطنين‪ ،‬و بالتالي لفهم العملية التنموية يجب التعرف على أهم‬
‫أدواتها و المتمثلة في مخططات و برامج التنمية (الفرع األول) و على رأسها المخطط‬
‫البلدي للتنمية‪ ،‬و لكي ال تبقى هذه المخططات حب ار على ورق‪ ،‬يجب تجسيدها على‬
‫ارض الواقع‪ ،‬ولضمان ذلك يجب أن تتوفر البلدية على الموارد الالزمة لتغطية نفقاتها هذه‬
‫النفقات تدرج باإلضافة إلى اإليرادات في ميزانية البلدية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مخططات وبرامج التنمية‪.‬‬

‫تبنت الجزائر في ظل األحادية الحزبية سياسة التوجيه الفوقي لبرامج التنمية المحلية‬
‫والمتمثل في قيام الدولة بتوفير مختلف اإلمكانيات واألدوات لتنفيذ برامجها التنموية‬
‫معتمدة في ذلك على مختلف الهيئات اإلدارية والمنتخبين المحليين(‪ ،)2‬وفي ذلك اعتمدت‬
‫الجزائر على نظام التخطيط من سنة ‪ 1967‬إلى غاية سنة ‪ 1989‬ودعمت ذلك برامج‬
‫تنموية‪.‬‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 107‬من قانون البلدية ‪10/11‬‬


‫(‪ )2‬حكيم يحاوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.82‬‬
‫‪- 33 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫هذه السياسات عرفت فشل ذريع نظ ار للقصور في التنفيذ و البعد عن تحقيق‬


‫‪ ،‬باإلضافة إلى كون هذه المخططات لها هدف واحد محدد‪ ،‬بدون األخذ بعين‬ ‫(‪)1‬‬
‫األهداف‬
‫االعتبار التمايز و االختالف الذي يميز المصالح المحلية‪ ،‬األمر الذي جعل الدولة تتبنى‬
‫سياسات مغايرة منطلقة من اعتبار ممثلي الشعب على المستوى الفعلي هم األدرى‬
‫باالحتياجات البلدية‪ ،‬و بالتالي هم األقدر على تنفيذ سياسات التنمية المحلية‪.‬‬
‫من هنا لجأت الدولة إلى اعتماد التخطيط المحلي الذي يعكس التوجه للبناء القاعدي‬
‫للتنمية المحلية حيث يتجسد ذلك عن طريق المخططات البلدية للتنمية‪.‬‬
‫وبالتالي فإن دراسة مخططات وبرامج التنمية يتم عبر التطرق إلى التخطيط المركزي‬
‫للتنمية (أوال) والتخطيط المحلي للتنمية (ثانية)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬التخطيط المركزي للتنمية المحلية‪.‬‬


‫في هذا المجال اعتمدت الجزائر على أسلوب التخطيط حيث تشمل إستراتيجية‬
‫التنمية التي تبنتها الجزائر خالل مخططات التنمية المتتالية‪ .‬فكانت المبادرة األولى بإعداد‬
‫المخطط الثالثي األول ‪ ،1969_1967‬الذي يهدف إلى إعداد المقدمة الضرورية‬
‫للمخطط الرباعي األول‪ ،‬التي كانت تهدف إلى تحديد بعض االتجاهات االستراتيجية‬
‫للتنمية االقتصادية واالجتماعية‪.‬‬
‫بعدها تم إعداد المخطط الرباعي ‪ 1973_1970‬الذي انصبت اهتماماته في نفس‬
‫السياق الذي جاء فيه المخطط الثالثي األول‪ ،‬وتم التركيز فيه على القضاء على البطالة‪.‬‬
‫إال أن المخطط الرباعي الثاني ‪ 1977_1974‬ركز على رفع اإلنتاج وتوزيع التنمية عبر‬
‫مختلف أنحاء القطر(‪.)2‬‬

‫(‪ )1‬عبد السالم عبد الالوي‪ :‬دور المجتمب المدني في التنمية المحمية لالجزائر دراسة ميدانية لواليتي المسيمة ولرج لوعريريج‬
‫مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،2011 ،‬ص ‪.70‬‬
‫(‪ )2‬عبد السالم عبد الالوي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪- 34 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫جاء المخطط الخماسي األول في أوائل الثمانيات ثم المخطط الخماسي الثاني‬


‫حيث تناول هذين المخططين اإلصالحات االقتصادية التي تبنتها الجزائر عقب الظروف‬
‫التي عاشتها الجزائر آنذاك على مستوى مختلف األصعدة‪ .‬وتتمثل اإلجراءات اإلصالحية‬
‫المعبر عنها في هذين المخططين‪ ،‬في إصالحات عميقة لتحسين التسيير االقتصادي في‬
‫القطاع العام بواسطة إعادة الهيكلة وتشجيع القطاع الخاص‪ .‬إال أن فشل هذه السياسة‬
‫جعل الدولة تفكر في أسلوب آخر تتبناه ويحقق لها التنمية المحلية الفعلية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬التخطيط المحلي للتنمية المحلية‪.‬‬


‫هنا تقوم المجالس الشعبية البلدية بإعداد المخطط البلدي للتنمية الذي يعتبر نتاج‬
‫التشاور بين مختلف الممثلين والفاعلين الناشطين على مستوى إقليم البلدية في التنمية‬
‫المحلية‪ ،‬وفي هذا المقام يتولى المجلس الشعبي البلدي تحديد التوجهات الكبرى المتعلقة‬
‫بالتنمية المحلية بمناقشة مخططات التنمية‪ ،‬المصادقة عليها ومراقبة تنفيذها(‪.)1‬‬
‫حيث يمر إعداد المخطط البلدي للتنمية بعدة مراحل يبرز من خاللها الدور الكبير الذي‬
‫يلعبه المجلس في إعداده فالمخطط البلدي للتنمية يتم إعداده من خالل مراحل هي‬
‫كاآلتي‪:‬‬
‫كأي مشروع تسبق المرحلة التحضيرية إعداده‪ ،‬هذه المرحلة في الغالب ال تتعدى ستة‬
‫عن طريق مداولة عادية أو‬ ‫(‪)2‬‬
‫أشهر حيث يتحمل المجلس فيها المبادرة بإعداد المخطط‬
‫غير عادية حسب الحاجة‪ ،‬مشكال بعد ذلك‪ ،‬فريق التخطيط المتشكل عادة من اللجان‬
‫ومكتب الدراسات‪.‬‬ ‫(‪)3‬‬
‫المؤقتة للبلدية‪ ،‬والمجتمع المدني‬

‫(‪ )1‬يحياوی حكيم‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.83‬‬


‫(‪ )2‬وهو ما نصت عليه المادة ‪ 108‬من قانون البلدية ‪.10 /11‬‬
‫(‪ )3‬فحسب نص المادة ‪ 13‬من قانون البلدية ‪ 10 / 11‬أجاز المشرع للبلدية استشارة كل ممثل جمعية محلية معتمدة قانونا‪.‬‬
‫‪- 35 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫بعد تشكيل فريق التخطيط وخالل أسبوعين يتم تنظيم حملة توعية واعالم تحت‬
‫مسؤولية اللجان المؤقتة‪ ،‬ليتم بعدها عقد اجتماع تأطيري يضم المجلس الشعبي البلدي‬
‫ومكتب الدراسات الذي يعتبر كإشارة لالنطالق في إعداد المخطط البلدي للتنمية‪.‬‬
‫تشخيص إمكانيات البلدية تعتبر المنعرج المفتاحي لعملية التحضير‪ ،‬حيث يقوم‬
‫المجلس بتحديد اإلمكانيات والعوائق الموجودة على مستوى البلدية ويتم ذلك عن طريق‬
‫التشاور مع السكان والفاعلين من المجتمع المدني‪ ،‬أما مكتب الدراسات فيتولى النظر في‬
‫األمور التقنية للمخطط‪.‬‬
‫بعدها يدخل المخطط البلدي للتنمية حيز التحرير والصياغة بعدما يتم تحديد أهداف‬
‫وتوجهات المخطط مع مراعاة أهداف المخططات الكبرى على مستوى اإلقليم ودون‬
‫مخالفة أهداف المخطط الوالئي للتنمية‪ ،‬ليحرر تقرير مؤقت للمخطط هذه العناصر تتمثل‬
‫في‪ :‬تحليل النتائج الناتجة عن مرحلة التشخيص‪ ،‬تحديد برنامج العمل وتحرير الصيغة‬
‫النهائية للمخطط(‪.)1‬‬
‫وتعتبر مصادقة المجلس الشعبي البلدي على المخطط الخطوة األخيرة في إعداد المخطط‬
‫إال أنها ال تعتبر تأشيرة لدخول المخطط البلدي للتنمية حيز التنفيذ‪ ،‬ألن ذلك مرهون‬
‫بمصادقة السلطة الوصية التي تتلقى الوثيقة المتضمنة للمخطط ومنحها للترخيص‬
‫المسبق للمخطط(‪.)2‬‬
‫يعتبر التخطيط المركزي للعملية التنموية أحد أسباب المعيقة للتنمية المحلية في حد‬
‫ذاتها‪ ،‬فالسلطة المركزية عند إعدادها لمخططات التنمية المحلية تسعى إلى الحفاظ على‬
‫وحدة اإلقليم وتهدف إلى تحقيق التنمية الوطنية بالدرجة األولى دون مراعاة الفوارق‬
‫الموجودة في كل بلدية‪ ،‬حيث أنه لكل بلدية تعدادها السكاني‪ ،‬مساحتها الجغرافية‬
‫واحتياجاتها الخاصة‪ ،‬األمر الذي يحتم على الدولة مراعاة هذه الفوارق‪.‬‬

‫(‪ )1‬مع األخذ بعين االعتبار المالحظات المقدمة من طرف المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬
‫(‪ )2‬يحياوي حكيم‪ :‬المرجع الساق‪ ،‬ص ‪.84‬‬
‫‪- 36 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫الفرع الثاني‪ :‬مساهمة ميزانية البلدية في التمويل المحلي‪.‬‬

‫تحتاج البلدية في إطار تنفيذها لمشاريع ومخططات التنمية المحلية إلى موارد‬
‫مالية محلية‪ ،‬هـ ـ ـ ـذه الموارد المالية تصنف ضمن نـ ـ ـفقات البـ ـ ـ ـ ـلدية والتي تكون وفق برامـ ـج‬
‫وقواعد محددة مسبقا ولمدة زمنية معينة عادة ما تكون سنة واحدة‪ ،‬وفي وثيقة يطلق عليها‬
‫والتي تعرف بأنها جدول التقديرات الخاصة بإيراداتها و نفقاتها‬ ‫(‪)1‬‬
‫اسم ميزانية البلدية‬
‫‪.‬‬ ‫السنوية و تشكل كذلك أم ار بإذن‬
‫(‪)2‬‬

‫وتعرفها المادة ‪ 176‬من ‪ 10 / 11‬على أنها‪ :‬جدول تقديرات اإليرادات والنفقات‬


‫السنوية للبلدية‪ ،‬وهي عقد ترخيص وادارة يسمح بسير المصالح البلدية وتنفيذ برنامجها‬
‫للتجهيز واالستثمار‪.‬‬
‫مي ازنية البلدية في جدول تقديرات‬ ‫أما المادة ‪ 195‬من قانون الوالية فعرفتها بأنها‪:‬‬
‫الخاصة لنفقاتها وايراداتها السنوية بغية التسيير الحسن للنفقات العمومية السنوية للبلدية‪.‬‬
‫من هذه التعريفات نستنتج الخصائص التي تميز الميزانية البلدية وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬هي جدول يحتوي على النفقات المتوقع صرفها‪ ،‬واإليرادات المتوقع تحصيلها؛‬
‫‪ -‬تعد هذه الميزانية لمدة سنة واحدة؛‬
‫‪ -‬تكيف الميزانية البلدية على أنها عقد ترخيص وادارة حيث تسجل في الميزانية رخص‬
‫اإليرادات والنفقات المفتوحة‪ ،‬فاألمر بالصرف البد أن يكون مسجال في الميزانية؛‬
‫‪ -‬الهدف من هذه الميزانية هو تنفيذ برامج التجهيز واالستثمار وهو األمر الذي يجعلها‬
‫من أهم أدوات التنمية المحلية‪.‬‬

‫(‪ )1‬قديد ياقوت‪ :‬اإلستيسلية المالية لمجماعات المحمية –دراسة حالة ثسث لمديات‪ ،-‬مذكرة ماجستير في العلوم اإلقتصادية كلية‬
‫العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجريبية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد ‪-‬تلمسان‪ ،2010،‬ص ‪.67‬‬
‫(‪ )2‬وهذا حسب المادة ‪ 149‬من قانون ‪.08/90‬‬
‫‪- 37 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫وحسب نص المادة ‪ 179‬من قانون البلدية ‪ 10 / 11‬تقسم الميزانية إلى قسمين قسم‬
‫التسيير وقسم التجهيز واالستثمار‪.‬‬
‫حيث يشتمل قسم تسيير الميزانية والحساب اإلداري على نفقات البلدية وايراداتها‬
‫للمصالح التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المصالح غير المباشرة؛‬
‫‪ -‬المصالح اإلدارية؛‬
‫‪ -‬المصالح االجتماعية؛‬
‫‪ -‬المصالح االقتصادية؛‬
‫؛‬ ‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬المصالح الجبائية‬
‫أي أنها تشتمل على النفقات الضرورية لضمان حسن سير المصالح كما يقتطع جزء‬
‫منها لتمويل أو تغطية نفقات التجهيز واالستثمار‪ ،‬يتكون هذا القسم من الضرائب المباشرة‬
‫وغير المباشرة‪ ،‬واعانات الدولة الموجهة لقسم التسيير(‪.)2‬‬
‫حيث حدد المشرع في قانون البلدية الجديد إيرادات هذا القسم‪ ،‬والمتمثلة أساسا في‪:‬‬
‫‪ -‬ناتج الموارد الجبائية المرخص بتحصيلها لفائدة البلديات؛‬
‫‪ -‬المساهمات وناتج التسيير الممنوح من الدولة والصندوق المشترك للجماعات المحلية‬
‫والمؤسسات العمومية؛‬
‫‪ -‬رسوم وحقوق مقابل الخدمات؛‬
‫‪ -‬ناتج ومداخيل أمالك البلدية(‪)3‬؛‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 3‬من المرسوم التنفيذي ‪ 315 / 12‬المؤرخ في ‪ 3‬شوال عام ‪ 1433‬الموافق ل ‪ 21‬غشت سنة ‪ 2012‬يحدد شكل‬
‫ميزانية البلدية ومضمونها۔‬
‫(‪ )2‬قديد ياقوت‪ :‬المرجع السابق‪.72 ،‬‬
‫(‪ )3‬وهو ما حددته المادة ‪ 195‬من قانون ‪.10/11‬‬
‫‪- 38 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫هذه المداخيل يتم إنفاقها أساسا على أجور وأعباء مستخدمي البلدية وكل التعويضات‬
‫المقررة لهم جراء قيامهم ببعض المهام‪.‬‬
‫نفقات الصيانة سواء المتعلقة بطرق البلدية أو األمالك المنقولة والعقارية‪ ،‬كما تنفق على‬
‫المساهمات البلدية واألقساط المترتبة عنها‪ ،‬باإلضافة إلى تلك المقررة على األمالك‬
‫والمداخيل البلدية‪.‬‬
‫في حين أن قسم التجهيز واالستثمار يشتمل على‪:‬‬
‫‪ -‬نفقات وايرادات التجهيز واالستثمار العمومي والجماعي؛‬
‫‪ -‬نفقات وايرادات التجهيز واالستثمار لحساب الغير والتعاون ما بين البلديات؛‬
‫‪ -‬الحركات المالية بين البلديات ووحداتها االقتصادية(‪)1‬؛‬
‫ويضم أساسا إعانات الدولة الموجهة للتجهيز واعانات الصندوق المشترك للجماعات‬
‫المحلية واإلعانات التي تقدمها الوالية‪ ،‬كما يضم نتائج المساهمات في رأس المال وناتج‬
‫االستغالل المتياز المرافق العمومية البلدية‪ ،‬الفائض المحقق عن المصالح العمومية‬
‫المسيرة في شكل مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري واالقتطاعات المخصصة من قسم‬
‫التسيير وهذا حسب نص المادة ‪ 195‬من قانون البلدية ‪.10/11‬‬
‫هذه اإليرادات يجب أن تتناسب وحجم اإلنفاق الموجه خصوصا للتجهيز العمومي‬
‫والمساهمة في رأس مال القروض واعادة تهيئة المنشآت البلدية(‪.)2‬‬
‫إال أن البلدية في إطار إعدادها للميزانية تخضع لرقابة السلطة الوصية‪ ،‬هذه الرقابة‬
‫تتخذ أشكال متعددة‪ ،‬فالوالي مثال يقوم بالرقابة على أموال البلديات عن طريق إبداء‬
‫موافقته على المداوالت التي تتضمن الميزانيات والحسابات‪ ،‬واحداث مصالح ومؤسسات‬
‫عمومية ‪ .‬حيث أنه يجب الحصول على تأشيرة المحاسب العمومي قبل صرف أي إعتماد‬

‫(‪ )1‬المادة ‪ 4‬من المرسوم ‪ 315/12‬السالف الذكر‪.‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 198‬من قانون ‪.10/11‬‬
‫‪- 39 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫إال أنه يستطيع رئيس المجلس الشعبي طلب التسخير منه وهذا تحت مسؤوليته‪ .‬هذه‬
‫اآللية ترتب مسؤولية رئيس المجلس من جهة ومن جهة أخرى تستغل كمعبر الختالس‬
‫األموال العمومية‪ .‬باإلضافة إلى الرقابة الالحقة التي يمارسها مجلس المحاسبة والمتمثلة‬
‫في حماية األموال العامة من كل االختالسات عن طريق التحري الكامل على الحسابات‬
‫وتدقيقها‪ .‬في حين أن المفتشية العامة للمالية تراقب التسيير المالي و الحسابي لمصالح‬
‫‪.‬‬ ‫البلدية‬
‫(‪)1‬‬

‫عن طريق تدخل‬ ‫(‪)2‬‬


‫هذه الرقابة بالرغم من أنها تحد من االستقالل المالي للبلدية‬
‫السلطة المركزية في توجيه الميزانية‪ ،‬إال أنه ضروري للحفاظ على المال العام خاصة مع‬
‫انتشار ظاهرة الفساد المالي‪.‬‬
‫مما سبق وترتيبا على ذلك نجد أن اإلطار البشري للبلدية يلعب دو ار هاما في‬
‫تحقيق التنمية المحلية هذه األخيرة يسعى لتحقيقها األعضاء المنتخبين الذين يشكلون‬
‫المجلس الشعبي البلدي‪ .‬إال أنه تبين عدم فاعلية هؤالء األعضاء نظ ار لكون آلية تشكيلهم‬
‫ال تفرض مؤهالت علمية تحقيقا لمبدأ تساوي الجميع في تقلد الوظائف اإلدارية‪ ،‬الشيء‬
‫الذي يفرز لنا مجالس تفتقر للقدرة على إدارة وتسيير الشؤون المحلية‪ .‬كما يساهم في إدارة‬
‫التنمية المحلية‪ ،‬رئيس المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬يتم تعيينه من بين القائمة التي حازت‬
‫األغلبية المطلقة لألصوات والمشرع كان دقيقا في كيفية تعيين رئيس المجلس الشعبي‬
‫البلدي‪ .‬يتمتع الرئيس بوظائف عديدة تتميز باالزدواجية‪.‬‬
‫لتكميل دور المنتخبين ولسد النقص الحاصل على مستوى أعضاء المجلس أقر‬
‫المشرع في قانون البلدية الجديد على ضرورة توظيف األعوان العموميون للبلدية‪ ،‬مما‬

‫(‪ )1‬بوطيب بن ناصر‪ :‬الريالية النوعية وأثرها عمى المجالس الشعلية اللمدية في الجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‬
‫في العقود‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪ ،2010 ،‬ص ‪.98‬‬
‫(‪ )2‬عبـد الصـديق شـيخ‪ :‬االسةتيسل المةالي لمجماعةات المحميةة‪ ،‬مـذكرة مقدمـة لنيـل شـهادة الماجسـتير‪ ،‬جامعة الجزائر‪2003 ،‬‬
‫ص‪.99‬‬

‫‪- 40 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫يسمح باالرتقاء بالجماعة اإلقليمية القاعدية إلى مستوى المهام الحديثة للمجلس‪ ،‬حيث‬
‫يحتل األمين العام للبلدية صدارة الموظفين العموميين‪ ،‬وهو الذي يمثل الهيئة التنفيذية‬
‫وهذا ما تم استحداثه في القانون الجديد المتعلق بالبلدية‪ .‬إال أن القانون لم يحدد مهام‬
‫األمين العام‪ ،‬حقوقه وواجباته‪ ،‬وانما أحالها على التنظيم‪.‬‬
‫بما أن البلدية تحتاج إلى مهارات عالية في التسيير؛ فإن تأطير المستخدمين البد‬
‫منه‪ ،‬ويتجسد ذلك عن طريق مضاعفة نسبة التأطير بالتقنيين‪ ،‬األعوان المؤهلين‬
‫واإلطارات الجامعية‪ .‬وفي الوقت الذي نص فيه المشرع في قانون البلدية الجديد على‬
‫ضرورة (رسكلة) وتأهيل موظفي البلدية‪ ،‬تبقى معظم البلديات بعيدة عن تطبيق ذلك فهي‬
‫ال ته تم بالدورات التكوينية‪ ،‬سواء تلك المتعلقة بتحسين المستوى (رسكلة) أو تكوين قصير‬
‫أو طويل المدى بالنسبة للموظفين أو دورات خاصة بالمنتخبين‪.‬‬
‫وفي الوقت الذي تلجأ فيه مؤسسات القطاع الخاص إلى تقديم كل التحفيزات المادية‬
‫والمعنوية الستقطاب الكفاءات لم تقم البلدية بذلك األمر الذي يجعل كل اإلطارات‪ ،‬من‬
‫مهندسين‪ ،‬أطباء‪ ،‬بياطرة وحاملي شهادات عليا‪ ،‬تعزف عن العمل في البلديات‪ ،‬ونزوحهم‬
‫نحو مختلف المؤسسات االقتصادية كما نالحظ عدم استقاللية البلدية في توظيف‬
‫مستخدميها‪ ،‬بل يتحكم في ذلك مخطط التوظيف الذي تضعه مفتشية العمل بموجب قرار‬
‫وزاري مشترك بين و ازرة الداخلية والهيئة المسئولة عن الوظيف العمومي‪.‬‬
‫ويبقى التعرف على المفهوم الصحيح للتنمية المحلية وعوامل نجاحها‪ ،‬أمر ضروري‬
‫لتجسيدها على أرض الواقع‪ .‬وبما أن التنمية المحلية هي تلك العمليات المحددة سلفا من‬
‫طرف الجهة المختصة والتي تهدف إلى تحقيق الرفاهية ألفراد المجتمع على مختلف‬
‫األصعدة‪ ،‬فإنه ولتحديد دور البلدية في التنمية المحلية يجب أوال توفر عوامل لنجاحها‬
‫كتجسيد الالمركزية اإلدارية والمالية‪ ،‬توفر الكفاءة العلمية والقانونية للمترشح للعضوية في‬
‫المجالس‪.‬‬

‫‪- 41 -‬‬
‫تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫باإلضافة إلى تفعيل المشاركة الشعبية التي نص عليها المشرع في قانون البلدية الجديد‬
‫إال أن كل هذا يحتاج إلى أدوات بموجبها تتجسد مشاريع التنمية المحلية ومخططاتها‪.‬‬

‫‪- 42 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفصل الثاني‪ :‬معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬

‫إن تطبيق الالمركزية يفرض استقاللية الجماعات المحلية إداريا وماليا‪ ،‬فهي من جهة‬
‫مستقلة في أداء مهامها‪ ،‬ومن جهة أخرى تتمتع باستقاللية مالية لالضطالع بهذه المهام‪.‬‬
‫حيث يجب أن يالزم كل توسيع في الصالحيات‪ ،‬زيادة في الموارد المالية المخصصة‬
‫للبلدية‪ .‬إال أنه في الواقع تشهد معظم البلديات عدم قدرتها على إدارة شؤونها‪ ،‬بالرغم من‬
‫أن األعضاء المكونين لمجالسها الشعبية‪ ،‬منتخبين من بين سكانها الذين تعتبر درايتهم‬
‫التامة بشؤون البلدية عامال أساسيا في النهوض بالبلدية وتحقيق التنمية المحلية‪.‬‬
‫وطالما أن توسيع صالحيات البلدية ممثلة في مجلسها الشعبي البلدي‪ ،‬يعتبر التأشيرة‬
‫التي توصل البلدية إلى استقالليتها‪ ،‬إال أنه يبقى بدون فائدة إذا ما تم إقران هذا التوسع‬
‫بموارد مالية محدودة‪ ،‬ويصبح بذلك من محفز للتنمية المحلية إلى أهم معوقاتها‪ ،‬يرجع‬
‫السبب في ذلك إلى اعتبار صالحيات البلدية ومواردها المالية وجهين لعملة واحدة فالعمل‬
‫على زيادة أحدهما يحتم الزيادة في اآلخر وبما أن المشرع نص صراحة في قانون البلدية‬
‫على استقاللية البلدية في إدارة مجاالت التنمية‪.‬‬
‫ومنه فإن البحث في طبيعة الصالحيات المسندة للمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬يعد أساسيا‬
‫لتحديد مدى استقاللية المجالس الشعبية البلدية في أداء مهامها‪ .‬هذه االستقاللية تبقى‬
‫دون جدوى‪ ،‬ومفرغة من محتواها إذا لم تقارن باستقاللية مالية وتحويل الوسائل المالية‬
‫الضرورية لممارسة الصالحيات‪ ،‬األمر الذي يجعلنا نبحث في صالحيات المجلس‬
‫الشعبي البلدي (المبحث األول)‪ ،‬وفي طبيعة الموارد المالية التي تزخر بها البلدية‬
‫(المبحث الثاني)‬

‫‪- 44 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث األول‪ :‬توسيع صالحيات المجلس الشعبي البلدي‪.‬‬

‫يقتضي تبني الالمركزية اإلدارية ضرورة التمييز بين المصالح الوطنية والمصالح‬
‫المحلية‪ ،‬هذا التمييز ينتج عنه اختالف في الصالحيات والمهام الموكلة لكل من الجهات‬
‫المركزية والالمركزية في الدولة‪ ،‬وهذا االختالف ناتج عن اختالف النظام السياسي‬
‫المتبنى(‪.)1‬‬
‫تعتمد كل الدول في تحديدها الختصاص السلطات المركزية و المحلية على أحد‬
‫األسلوبين‪ ،‬إما األسلوب اإلنجليزي الذي يقوم على تحديد صالحيات المجالس المنتخبة‬
‫أو‬ ‫(‪)2‬‬
‫على سبيل الحصر موجب قوانين‪ ،‬وما عداه فهو من اختصاص السلطة المركزية‬
‫األسلوب الفرنسي الذي يقوم على إطالق حرية المجالس المنتخبة في ممارسة صالحياتها‬
‫في حدود الحاالت المستثناة بنص قانوني(‪ ،)3‬وهو نفسه األسلوب الذي انتهجه المشرع‬
‫الجزائري في تحديد صالحيات المجلس الشعبي البلدي‪ ،‬حيث يتم تحديد المجال العام‬
‫لتدخل المجلس ‪ ،‬والذي ال يمكن تعديه و داخله يمكنه التصرف بحرية واسعة‪ .‬وبالرجوع‬
‫إلى نص المادة ‪ 85‬من قانون البلدية (‪ )08/90‬نجدها تنص على أنه‪ :‬يعالج المجلس‬
‫الشعبي البلدي من خالل مداوالته الشؤون الناجمة عن الصالحيات المسندة‬
‫للبلدية(‪ )4‬حيث تبرز أهمية الدور الذي تلعبه البلديات في كونها وصلة الربط بين اإلدارة‬
‫المركزية والمواطن‪ .‬انطالقا من هذا المبدأ فإن البلدية تضطلع بمهام واسعة وفي مختلف‬
‫المجاالت االجتماعية االقتصادية‪ ،‬الثقافية‪ ،‬والمالية‪.‬‬

‫(‪ )1‬فريدة مزياني المرجع السابق ص ‪.198‬‬


‫(‪ )2‬بوشامي نجالء‪ :‬المرجع السابق‪ .‬ص ‪.162‬‬
‫(‪ )3‬غزيز محمد الطاهر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.65‬‬
‫(‪ )4‬وهو ما نص عليه أول قانون البلدية بموجب األمر ‪ .21/67‬وفي الفقرة ‪ 1‬من المادة ‪ 3‬من قانون البلدية ‪.08/90‬‬
‫‪- 45 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫واألمر الذي يالحظ على هذه الصالحيات هو توجه المشرع نحو توسيعها مقارنة بما‬
‫نص عليه من صالحيات في ظل قانون (‪ )08 / 90‬وهو ما يثير البحث في مدى تالءم‬
‫حجم المهام المسندة للبلديات وطبيعة مواردها المالية المتاحة؟‬
‫وبذلك يجب التطرق وبالتفصيل إلى الصالحيات التي أوكلت للبلدية وهو ما نتناوله‬
‫في هذا ا لمبحث‪ .‬حيث أنه يتعين على المجلس الشعبي البلدي إنشاء لجان دائمة قصد‬
‫دراسة القضايا التي تهم البلدية السيما في االقتصاد والمالية واالستثمار‪ ،‬الصحة والنظافة‬
‫وحماية البيئة تهيئة اإلقليم والتعمير السياحة والصناعة التقليدية‪ ،‬الشؤون االجتماعية‬
‫والثقافية‪ ،‬الري والفالحة والصيد البحري‪ ،‬وبذلك نتناول صالحيات المجلس في المجالين‬
‫االقتصادي والمالي (المطلب األول)‪ ،‬وصالحياته في المجالين االجتماعي وفي مجال‬
‫التهيئة والتعمير (المطلب الثاني)‪.‬‬

‫المطلب األول‪ :‬صالحيات المجلس في المجالين االقتصادي والمالي‪.‬‬

‫في إطار ممارسة لصالحياته في المحالين االقتصادي والمالي‪ ،‬يتولى المجلس‬


‫الشعبي البلدي السهر على تحقيق التنمية االقتصادية‪ ،‬حيث يعتبر الجانب المالي‬
‫واالقتصادي من األهمية البالغة خصوصا في الوقت الراهن‪ ،‬وهذا لكون االقتصاد عصب‬
‫الحياة‪ ،‬فتمكن البلدية من النهوض بالتنمية االقتصادية على المستوى المحلي‪ ،‬يعني‬
‫كسبها لرهان التنمية المحلية‪ ،‬في حين أن التقليص من الصالحيات التنموية ذات البعد‬
‫االقتصادي‪ ،‬يجعل البلدية مجرد مؤسسات تهتم بتقديم الخدمات العمومية(‪ .)1‬وبذلك‬
‫سنفصل في صالحيات المجلس الشعبي البلدي في المجال اإلقتصادي (الفرع األول)‬
‫وصالحياته في المجال المالي (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫(‪ )1‬بوحنيــة قــوي‪ :‬فسةةاد المحميةةات عريمةةة لمتنميةةة السياسةةية المحميةةة لةةالجزائر‪ ،‬مجلــة فكــر ومجتمــع‪ ،‬طاكسيج كوم للدراسات‬
‫والنشر والتوزيع‪ ،‬عدد ‪ ،9‬جامعة الجزائر‪.2011 ،‬‬
‫‪- 46 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع األول‪ :‬صالحيات المجلس في المجال االقتصادي‪.‬‬

‫يعهد للمجلس الشعبي البلدي اتخاذ كل ما يراه مناسبا لتحقيق دفعة نوعية في العجلة‬
‫االقتصادية بغية تحقيق األهداف التالية‪:‬‬
‫‪ -‬خلق مناصب شغل‪.‬‬
‫‪ -‬إشباع الحاجات العامة‪.‬‬
‫‪ -‬وضع قواعد اقتصادية حديثة‪.‬‬
‫‪ -‬تطوير قدرات التكامل واالندماج لالقتصاد الوطني‪.‬‬
‫وفي هذا الصدد يقوم المجلس بعدة مهام تتمثل أساسا في تطوير األنشطة االقتصادية‬
‫‪،‬حيث أن المشرع أعطى للمجلس الشعبي البلدي‬ ‫(‪)1‬‬
‫المسطرة في برامجها التنموية‬
‫اختصاصا عاما يتمثل في القيام بالتدابير الالزمة لضمان النمو االقتصادي و هو ما يثقل‬
‫كاهله(‪ .)2‬وطبقا لنص المادة ‪ 109‬من قانون ‪ 10 /11‬يبدي المجلس الشعبي البلدي رأيه‬
‫المسبق عند إقامة أي مشروع إستثمار أو تجهيز على إقليم البلدية(‪ ،)3‬كما يسهر المجلس‬
‫على تطوير السياحة بتنمية المناطق وابراز المؤهالت السياحية‪ ،‬عن طريق تشجيع‬
‫المتعاملين االقتصاديين‪.‬‬
‫كما يخصص المجلس رأس مال على شكل استثمارات يتم إسنادها إلى صناديق‬
‫المساهمة للجماعات المحلية‪ ،‬فنجد قانون االستثمار لسنة ‪ 1993‬يجيز للبلدية المساهمة‬
‫في تحفيز المستثمرين على إنجاز أو تمويل مشاريع استثمارية(‪.)4‬‬

‫(‪ )1‬شباب سهام‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.78‬‬


‫(‪ )2‬كواشي عتيقة‪ ،‬المرجع السابق ص‪.100‬‬
‫(‪ )3‬عمار بوضياف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬
‫(‪ )4‬عيسی مرزاقة‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.199‬‬
‫‪- 47 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫لكن ما يالحظ على هذه الصناديق أنه تم إلغائها بموجب األمر ‪ 25/ 95‬الذي أنشأ‬
‫الشركات القابضة‪ ،‬ليتم إلغائها هي األخرى بموجب األمر ‪ 04 / 01‬الذي نص على‬
‫إنشاء المؤسسات العمومية االقتصادية‪ ،‬لتقوم بتسيير األموال المستثمرة(‪ ،)1‬وهو ما نص‬
‫عليه المشرع في المادة ‪ 153‬من قانون ‪ ،10 /11‬في حين أن المادة ‪ 154‬من نفس‬
‫القان ون نصت على ضرورة حرص المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري‬
‫أن توازن بين إيراداتها ونفقاتها‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات المجلس في المجال المالي‪.‬‬

‫تعتبر االستقاللية التي منحها المشرع للبلدية‪ ،‬األساس الذي تستند عليه المجالس‬
‫الشعبية البلدية في تحكمها في مواردها المالية عن طريق الصالحيات المخولة للمجالس‬
‫في الجانب المالي‪ ،‬حيث يعد التصويت على الميزانية والمصادقة على الحساب اإلداري‬
‫أهم الوظائف اإلدارية‪.‬‬
‫فيما يخص التصويت على الميزانية‪ ،‬فلقد أسند المشرع مهمة التصويت على‬
‫‪ .‬فاألمين العام للبلدية يقوم بإعداد الميزانية ويقدمها‬ ‫الميزانية‪ ،‬للمجلس الشعبي البلدي‬
‫(‪)2‬‬

‫لرئيس المجلس الذي يطرحها للمجلس للتصويت عليها فالمجلس يصادق على ميزانية‬
‫أولية‪ ،‬قبل ‪ 31‬أكتوبر من السنة السابقة للسنة المعنية‪ ،‬وفي بعض األحيان يستلزم األمر‬
‫إعداد مي ازنية إضافية لتكملة واصالح اقتراحات الميزانية األولى‪ ،‬على المجلس المصادقة‬
‫عليها قبل ‪15‬جوان من السنة المعنية بشرط أن تكون متوازنة وفي حالة عدم احترام ذلك‬

‫(‪ )1‬بوشامي نجالء‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪182‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 181‬من قانون ‪.10/11‬‬
‫‪- 48 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫يحل الوالي محله‪ .‬باإلضافة إلى مصادقته على االعتماد بابا بابا‪ ،‬ومادة مادة(‪ .)1‬كما‬
‫يجوز للمجلس الشعبي البلدي تحويل اعتمادات من باب لباب في نفس القسم(‪.)2‬‬
‫أما فيما يخص الحسابات اإلدارية والتي نص عليها المشرع في المادة ‪ 188‬من قانون‬
‫البلدية ‪ 10 /11‬تعرف بأنها الحسابات التي تحتوي على النفقات العامة الفعلية واإليرادات‬
‫العامة الفعلية‪ ،‬والتي يتم إعدادها عن سنة مالية منتهية‪ ،‬فالمجلس الشعبي البلدي يتمتع‬
‫بصالحيات الرقابة على بعض العـ ـملي ـات اإلداريـ ـ ـة‪ .‬من جهـ ـ ـة يصادق على قبول الهبات‬
‫والوصايا‪ ،‬ومن جهة أخرى يسهر على الرقابة الالحقة على تنفيذ الميزانية عن طريق‬
‫مناقشة الحسابات اإلدارية المقدمة من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي بعد اختتام كل‬
‫سنة مالية وتلك التي يقدمها أمين خزينة البلدية والذي كان يسمى سابقا القابض البلدي‬
‫وهو القائم على حسن سير العمليات الحسابية ومتابعة استخالص جميع مداخيل البلدية‬
‫والمبالغ التي ترجع إليها(‪.)3‬‬
‫نظ ار ألهمية هذين المجالين ودورهما الكبير في تحقيق التنمية فإن المشرع اشترط‬
‫المصادقة الصريحة للسلطة الوصية على المداوالت التي يقوم بها المجلس الشعبي البلدي‬
‫والمتضمنة المسائل التالية‪:‬‬
‫‪ -‬الميزانيات والحسابات؛‬
‫‪ -‬إحداث مصالح‪ ،‬ومؤسسات عمومية(‪)4‬؛‬
‫‪ -‬قبول الهبات والوصايا األجنبية؛‬
‫‪ -‬اتفاقيات التوأمة؛‬

‫(‪ )1‬عمار بوضياف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.203‬‬


‫(‪ )2‬بوشامي نجالء‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.186‬‬
‫(‪ )3‬وفي هذا الصدد تنص المادة ‪ 206‬من قانون ‪ 10/11‬على يتولى آمين خزينة البلدية تحصيل اإليرادات وتصفية نفقات‬
‫البلدية وهو مكلف وحده وتحت مسؤوليته بمتابعة تحصيل مداخيل البلدية وكل المبالغ العائدة لها وصرف النفقات المأمور بدفعها ‪.‬‬
‫(‪ )4‬المادة ‪ 42‬من قانون ‪.08/90‬‬
‫‪- 49 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫‪.‬‬ ‫‪ -‬التنازل عن األمالك العقارية‬


‫(‪)1‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬صالحيات المجلس في المجالين االجتماعي والتهيئة والتعمير‪.‬‬

‫يتولى المجلس الشعبي البلدي القيام بمهام عديدة ومتنوعة في المجال االجتماعي وفي‬
‫مجال التهيئة والتعمير‪ .‬ففي المجال االجتماعي (الفرع األول) يتولى القيام بكل ما هو‬
‫ضروري للنهوض بـ‪ :‬التعليم األساسي‪ ،‬األجهزة االجتماعية‪ ،‬والثقافية‪ ،‬والسكن‪ ،‬وحفظ‬
‫الصحة والمحيط‪ .‬هذه الحاالت وبالرغم من كون الجهات المركزية مسئولة عنها إلى أن‬
‫إنشائها يبقى من مسؤولية المجلس‪ ،‬في حين أنه في حال التهيئة والتعمير (الفرع الثاني)‬
‫فللمجلس الشعبي البلدي مهمة تحسين وتطوير البنايات القاعدية بما يتوافق وقواعد التهيئة‬
‫والتعمير وفي ذلك يقوم بإعداد مخططاته للتنمية المحلية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬صالحيات المجلس في المجال االجتماعي‪.‬‬

‫يتولى المجلس الشعبي في هذا المجال التنشيط االجتماعي من خالل المبادرة بكل‬
‫ومد يد المساعدة لها في مختلف المجاالت‪.‬‬ ‫ما هو ضروري للتكفل بالفئات المحرومة‬
‫(‪)2‬‬

‫أهمها القضاء على األمية عن طريق إنشاء المدارس األساسية وصيانتها‪ ،‬إنجاز المطاعم‬
‫حيث يتعين على المجلس توفير‬ ‫(‪)3‬‬
‫المدرسية والسهر على توفير وسائل النقل للتالميذ‬
‫الظروف المالئمة للدراسة وهو ما نصت عليه المادة ‪ 122‬من قانون ‪ ،10 /11‬كذلك‬

‫(‪ )1‬وهو ما أضافه المشرع في قانون البلدية ‪.10/11‬‬


‫(‪ )2‬بوشامي نجالء‪ :‬المرجع السابق ص ‪.181‬‬
‫(‪ )3‬عمار بوضياف‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.201‬‬
‫‪- 50 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫للمجلس إدارة المرافق الخاصة بالسينما والفن والقيام بالمهام الثقافية ذات الصالح العام‬
‫باإلضافة إلى ترقية المواقع السياحية والترفيهية‪.‬‬

‫وفي إطار محاربته لألمية ونشره للثقافة الدينية‪ ،‬يقوم المـجلس بص ـيانة المساجد‬
‫‪.‬‬ ‫و إنشاء المدارس القرآنية‬
‫(‪)1‬‬

‫في مجال الصحة العمومية‪ ،‬يقوم المجلس الشعبي البلدي بالمحافظة على الصحة‬
‫والنظافة العمومية وهذا في المجاالت التالية‪:‬‬
‫‪ -‬المياه الصالحة للشرب والتنظيف والمياه القذرة؛‬
‫‪ -‬القمامات المنزلية وغيرها من الفضالت؛‬
‫‪ -‬األسواق المغطاة واألوزان والمكاييل العمومية؛‬
‫‪ -‬المقابر والمصالح الجنائزية(‪)2‬؛‬

‫وفي هذا الخصوص تقوم البلدية بإحداث مصالح عمومية‪ ،‬يتغير عددها حسب‬
‫إمكانيات كل بلدية‪ ،‬ولها في ذلك السلطة التقديرية في اختيار آلية وطرق تسييرها‪.‬‬
‫كما يقوم المجلس الشعبي البلدي وفي حدود إمكانية البلدية باتخاذ كل التدابير التي من‬
‫شأنها ترقية وتوفير مرافق للتعليم الحضري‪ ،‬كما يساهم في إنشاء مرافق للرياضة والشباب‬
‫ومرافق الثقافة‪.‬‬

‫(‪ )1‬ناجي عبد النور‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.23‬‬


‫(‪ )2‬المادة ‪ 132‬من قانون البلدية ‪08/90‬۔‬
‫‪- 51 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬صالحيات المجلس الشعبي البلدي في مجال التهيئة والتعمير‪.‬‬

‫إضافة لتلك الصالحيات التقليدية التي أسندت للمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬فإن هذا‬
‫األخير يضطلع بكل المهام المتعلقة بالتهيئة والتعمير والهياكل القاعدية في حدود إقليمها‬
‫وصالحياته في هذا المجال واسعة ومحددة في نفس الوقت‪ ،‬فهي محددة بالمخطط‬
‫الوطني للتهيئة والتعمير‪ ،‬والمخطط الوالئي للتهيئة‪.‬‬
‫حيث يتعين على البلدية أن تتزود بكل وسائل التعمير المنصوص عليها في القوانين‬
‫والتنظيمات المعمول بها‪ ،‬كما يتولى رسم النسيج العمراني وفي ذلك يسهر على حماية‬
‫األراضي الفالحية والمساحات الخضراء عن طريق مخطط شغل األراضي‪ ،‬كما تسهر‬
‫على احترام تخصيصات األراضي وقواعد استعمالها باإلضافة إلى سهرها الدائم على‬
‫احترام الشروط المحددة في القوانين عند تسليمها رخص البناء التي تعد إجبارية يسلمها‬
‫رئيس ا لمجلس الشعبي البلدي‪ ،‬كما أن أي عملية هدم كلي أو جزئي لبناية ما يشترط‬
‫الحصول مسبقا على رخصة الهدم‪.‬‬

‫ونظ ار لحرص المشرع على حماية البيئة فإن إنشاء أي مشروع من شأنه أن يلحق‬
‫من قبل المجلس الشعبي البلدي وهو ما نص‬ ‫(‪)1‬‬
‫ضرر بالبيئة‪ ،‬يشترط أن يلقى قبول قبلي‬
‫عليه في قانون ‪ 08 /90‬في حين أنه في ظل قانون البلدية الجديد إشترط المشرع‬
‫الحصول على موافقة المجلس الشعبي البلدي فقط ولم يحدد له الوقت الذي يبدي فيه‬
‫موافقته أو رفضه للمشروع بمعنى أنه يمكن أن يبدي المجلس موافقته البعدية على مشروع‬
‫ما‪ ،‬األمر الذي يجعلنا نتساءل في حالة ما إذا تم إنشاء مشروع معين‪ ،‬وبعد إنشائه أبدى‬
‫المجلس رفضه له‪ ،‬فما مصيره؟‬

‫(‪ )1‬عمار بوضياف ترجع السابق‪ ،‬ص ‪.202‬‬


‫‪- 52 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫في حين أن المشاريع ذات المنفعة الوطنية تخضع لألحكام المتعلقة بحماية البيئة‪.‬‬

‫كمـ ــا يتحمـ ــل المجلـ ــس الشـ ــعبي البلـ ــدي مسـ ــؤولية حمايـ ــة الت ـ ـراث العم ارنـ ــي مـ ــن خـ ــالل‬
‫المحافظة على المواقع األثرية والطبيعية وحماية الطابع الجمـالي للبلديـة عـن طريـق انتهـاج‬
‫أنماط سكنية متجانسة(‪.)1‬‬

‫كـ ـما ت ـبادر البـ ـلديـ ـة بالع ـم ـ ـليات المرت ـ ـبـ ـ ـطة بت ـهيئة اله ـ ـياكل والتجهيـزات الخاصــة بالشــبكات‬
‫التابعة الختصاصاتها وكذا العمليات المتعلقة بتسييرها وصيانتها‪.‬‬

‫يتقيد المجلس الشعبي البلدي في إطار ممارسة صالحياته المتعلقة بالتهيئة‬


‫والتعمير والتجهيزات العمومية بالمخطط الوطني للتهيئة والتعمير من جهة ومن جهة‬
‫أخرى بالمخططات الوالئية للتهيئة‪.‬‬
‫إال أنه يمكن للبلديات أن تتعاون فيما بينها في سبيل العمل على تحقيق المخطط‬
‫الوالئي للتهيئة العمرانية‪.‬‬

‫للمجلس الشعبي البلدي أن يستعين بالمصالح التقنية للبلدية‪ ،‬في إطار ممارسة‬
‫صالحياته في هذا المجال وهوما نصت عليه المادة ‪ 115‬من قانون ‪.10 /11‬‬

‫(‪ )1‬بوشامي نجالء المرجع السابق‪ ،‬ص‪.180‬‬

‫‪- 53 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المبحث الثاني‪ :‬محدودية الموارد المالية للبلدية‪.‬‬

‫لقد نص المشرع في المادة األولى من قانون ‪ 10 / 11‬على أن البلدية هي الجماعة‬


‫اإلقليمية القاعدية في الدولة‪ ،‬وتتمتع بالشخصية المعنوية والذم ــة المالية المستقلة وتحدث‬
‫بموجب قانون ‪ ,‬بالرغم من أن المشرع لم يعرف االستقاللية المالية‪ ،‬إال أنه منح للبلدية‬
‫ذمة مالية مستقلة‪ ،‬حيث تختلف باختالف النظام السياسي المتبقي في كل دولة‪ ،‬لكن‬
‫المشرع الجزائري تبنى االستقاللية النسبية لمالية البلدية حيث تبقى هذه األخيرة خاضعة‬
‫لرقابة السلطة الوصية‪ ،‬وحسن فعل المشرع في تعديله لقانون البلدية حين استبدل‬
‫مصطلح االستقاللية المالية‪ ،‬بالذمة المالية المستقلة والتي تعبر حقيقة على نسبة‬
‫االستقاللية التي منحت للبلديات‪.‬‬

‫لكن االستقالل المالي و لتج سيده يتطلب توفر موارد مالية‪ ،‬متالئمة و حجم المهام‬
‫‪ .‬ومنه فإذا كانت التنمية المحلية تعتمد‬ ‫(‪)1‬‬
‫الموكلة للبلديات في مجال التنمية المحلية‬
‫باألساس على التمويل المحلي (المطلب األول) إلحداث زيادة في مستويات التنمية‬
‫المحلية لكونها تنطلق من القاعدة الشعبية(‪ ،)2‬فإن الوضعية الصعبة التي تعيشها مختلف‬
‫البلديات في ظل عجزها المالي يجعلها في حاجة إلى مساعدات الجهات المركزية‬
‫(المطلب الثاني)‪ ،‬والتي تمنح إعانات للبلدية إلعادة التوازن المالي لها‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الصديق شيخ‪ :‬االستغسل المالي لمجماعات المحمية ‪-‬مداه وامكانية تمويره ‪-‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في‬
‫الحقوق‪ ،‬جامعة الجزائر‪ 2013 ،‬ص‪.4‬‬
‫(‪ )2‬حياة بن سماعيل‪ ،‬وسيلة السبتي‪ :‬التمويل المحمي لمتنمية المحمية ‪-‬نماذج من اقتصاديات الدول النامية‪ ،‬جامعة بسكرة‬
‫‪ 2006‬ص ‪.2‬‬
‫‪- 54 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫المطلب األول‪ :‬التمويل الذاتي للبلدية وأثره على التنمية المحلية‪.‬‬

‫التمويل الذات ي أو التمويل المحلي للبلدية هو كل الموارد المالية المتاحة والتي يمكن‬
‫توفيرها من مصادر مختلفة لتمويل التنمية المحلية بالصورة التي تحقق أكبر معدالت لتلك‬
‫التنمية عبر الزمن‪ ،‬وتعظم استقاللية البلديات عن الحكومة المركزية في تحقيق التنمية‬
‫المحلية المنشودة(‪ ،)1‬كما يعرف بأنه اإلجراءات والوسائل المحددة بالقانون والتي تمكن‬
‫الهيئة المحلية من تنفيذ مخططاتها في التنمية المحلية(‪.)2‬‬
‫من هذين التعريفين يتبين أن القاعدة األساسية للتمويل الذاتي‪ ،‬هي أن تكون المصادر‬
‫تابعة من اإلقليم المحلي ذاته وليست خارجه وهذا لتحقيق االستقاللية المالية فعال‪ ،‬ومنه‬
‫فالبحث في مصادر التمويل الذاتي للبلدية (الفرع األول)‪ ،‬يتطلب البحث عن مدى فاعلية‬
‫التمويل المحلي للبلدية في تحقيق استقالليتها المالية (الفرع الثاني)‪ ،‬وبالتالي تحقيق‬
‫التنمية المحلية‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬مصادر التمويل الذاتي للبلدية‪.‬‬


‫تتنوع مصادر التمويل الذاتي للبلدية إلى موارد جبائية وأخرى غير جبائية‪ .‬فالموارد‬
‫الجبائية للبلدية (أوال) قد تكون موجهة للجماعات المحلية إما كليا أو جزئيا‪ .‬في حين أن‬
‫الموارد غير الجبائية (ثانيا) ترتبط بإيرادات وعوائد بعض األمالك‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الموارد الجبائية‪:‬‬


‫تحتل القسم األكبر‪ ،‬وذلك ألنها تتميز بالثبات واالستقرار وهو ما جعل البلدية تعتمد‬
‫عليها كأحد أهم المصادر التمويلية‪ ،‬حيث يؤخذ على هذا النوع من الموارد أنه ليس في‬

‫(‪ )1‬حياة بن سماعيل‪ ،‬وسيلة السبتي‪ :‬المرجع السابق ص ‪.2‬‬


‫(‪ )2‬غزيز محمد الطاهر‪ :‬المرجع السابق ص ‪.93‬‬
‫‪- 55 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫كل األحوال تكون مخصصة كليا للجماعات المحلية وانما توجد حاالت أين تقتسم الدولة‬
‫مع البلدية عائدات هذه الموارد وبالتالي تنتفع بها البلدية جزئيا فقط‪ .‬وتتشكل الموارد‬
‫(‪)1‬‬
‫الجبائية من الضرائب والرسوم التي تشكل نسبة ‪ %90‬من مجموع المداخيل‬
‫والتي قد تكون إما مخصصة جزئيا أو كليا للجماعات المحلية‪ ،‬فبالنسبة للموارد‬
‫الجبائية المخصصة كليا للجماعات المحلية فتتمثل في اآلتي‪:‬‬

‫‪-1‬الرسم عمى النشام المنني (‪ :)2()TAP‬يتم تطبيق هذا الرسم على المكلفين بالضريبة‬
‫ليحل‬ ‫الذين يمارسون نشاطا صناعيا أو تجاريا‪ ،‬أو الذين يزاولون نشاطا غير تجاريا‬
‫(‪)3‬‬

‫محل الرسم على النشاط الصناعي والتجاري (‪.)TAIC‬‬


‫والرسم على النشاطات غير التجاري (‪ .)TANC‬لكن عائداته ليست موجهة للبلدية‬
‫وحدها وانما للوالية والصندوق المشترك للجماعات المحلية وفق النسب التالية‪:‬‬
‫الوالية ‪ ،% 0.59‬البلدية ‪ ،%1 .30‬الصندوق المشترك للجماعات المحلية ‪.%0.11‬‬
‫وبالتالي فالبلدية تأخذ أكبر نسبة من هذا الرسم‪ ،‬وهي التي تقوم بتحصيله عن طريق هيئة‬
‫الضرائب‪.‬‬
‫‪-2‬رسوم اليدمات‪ :‬تتعلق هذه الرسوم بالخدمات التي تقدمها البلدية عن طريق مرافقها‬
‫والمؤسسات التابعة لها للخواص‪ ،‬ومن بين هذه الرسوم‪ ،‬رسم التطهير‪ ،‬رسم الذبح‪ ،‬رسم‬
‫اإلقامة‪ ،‬رسم السيارات‪ ،‬رسم رفع القمامة ‪...‬الخ‪.‬‬
‫‪-3‬الدفب الجزافي‪ :‬يقوم بدفعه األشخاص الطبيعيين والمعنويين والمؤسسات األجنبية‬
‫المستقرة بالجزائر والتي تقوم بدفع أجور ومرتبات وتعويضات وأتعاب‪ .‬هذا النوع من‬

‫(‪ )1‬سوامس رضوان‪ ،‬بوقلقول الهادي‪ :‬المرجع السابق ص ‪.2‬‬


‫(‪ )2‬تم استحداث هذا النوع من الرسوم بموجب القانون رقم ‪ 25/95‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.1996‬‬
‫(‪ )3‬عبد الصديق شيخ‪ :‬المرجع السابق ص ‪.9‬‬
‫‪- 56 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الرسوم كان يمثل موردا هاما في ميزانية البلدية‪ ،‬لكن بعد ‪ 01‬فيفري ‪ 2006‬لم يعد له‬
‫(‪)1‬‬
‫أي دور‬
‫أما الموارد الجبائية المخصصة جزئيا للجماعات المحلية فهي تلك الموارد التي تتقاسم‬
‫مداخيلها الدولة إلى جانب الجماعات المحلية‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫‪-1‬الرسم عمى الييمة المضافة (‪ :)TVA‬حيث يعتبر هذا الرسم أهم المداخيل الجبائية‬
‫للبلدية‪ ،‬حل محل الرسم الوحيد الشامل على اإلنتاج (‪ ،)TUGP‬والرسم الوحيد الشامل‬
‫على الخدمات (‪ ،)TUGPS‬يتم تطبيق هذا الرسم على عمليات بيع األشغال العقارية‬
‫تحدد نسب توزيعه كاآلتي‪:‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫والخدمات غير الخاضعة لرسوم خاصة‬
‫‪ %6‬للبلدية‪ %85 ،‬للدولة‪ %9 ،‬الصندوق المشترك للجماعات المحلية‪ .‬فالبلدية هنا لم‬
‫تتحصل إال على أقل نسبة‪.‬‬
‫‪-2‬الضريلة عمى الديل اإلجمالي(‪ :)IRG‬هي ضريبة مباشرة تفرض على جميع‬
‫المداخيل الدورية بعد خصم جميع األعباء التي يسمح بها القانون ويشتمل على عدة‬
‫أصناف‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬الموارد غير الجبائية‬


‫هي تلك الموارد التي تعلق بناتج توظيف الجماعات المحلية إلمكاناتها ومواردها‬
‫الخاصة باستغالل أمالكها وتسيير ثروتها(‪ ،)3‬هذه الموارد نسبها محدودة جدا فهي ال‬
‫وتتمثل هذه الموارد في‪:‬‬ ‫(‪)4‬‬
‫تتعدى نسبتها ‪ %10‬من مجموع مداخيل البلديات‬
‫‪-1‬التمويل الذاتي‪ :‬نص قانون البلدية ‪ 10 / 11‬في مادته ‪ 195‬على ضرورة اقتطاع‬
‫جزء من إيرادات التسيير وتحويلها لقسم التجهيز واالستثمار‪ ،‬ضمانا الستم اررية التمويل‬

‫(‪ )1‬بسمة عولمي‪ :‬تشييص نوام اإلدارة المحمية والمالية المحمية في الجزائر‪ ،‬مجلة اقتصادات شمال إفريقيا‪ ،‬عدد ‪ 4‬الجزائر‬
‫ص ‪.270‬‬
‫(‪ )2‬عبد الصديق شيح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.12‬‬
‫(‪ )3‬سوامس رضوان‪ ،‬بوقلقول الهادي‪ :‬المرجع السابق ص ‪.3‬‬
‫(‪ )4‬غزيز محمد الطاهر‪ :‬المرجع السابق ص ‪.96‬‬
‫‪- 57 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الذاتي للبلديات‪ ،‬حتى تتمكن من إيجاد الحد األدنى من االستثمار‪ ،‬وفي هذا الصدد منح‬
‫(‪)1‬‬
‫لتحفيز المستثمرين‬ ‫المشرع للبلدية إمكانية منح تسهيالت واستخدام مساعدات الدولة‬
‫للقيام بمشاريع استثمارية على إقليم البلدية تعود عليها بالربح لكن الواقع أثبت غير ذلك‬
‫فمعظم البلديات التي ال تملك نشاط اقتصادي لم تستطع الظفر بهذه الورقة المربحة‪.‬‬
‫‪-2‬إيرادات و عوائد األمسك‪ :‬إن استغالل الجماعات المحلية مواردها ينتج عنه إيرادات‬
‫حيث تتنوع هذه اإليرادات‪ :‬من إيـ ـرادات بـيع المحاصيل الزراعية‪ ،‬إلى ح ـ ـق ـوق اإليجار‬
‫‪.‬‬ ‫وحقوق استغالل األماكن و المعارض و األسواق و عوائد منح االمتيازات‬
‫(‪)2‬‬

‫‪-3‬إيرادات االستغسل المالي‪ :‬تتشكل إيرادات االستغالل المالي من العوائد الناتجة عن‬
‫بيع منتجات أو عرض خدمات توفرها البلدية‪ ،‬فهذه اإليرادات تتميز بالتنوع‪ ،‬و تتكون من‬
‫عوائد الوزن و الكيل و القياس و عوائد الرسوم على الذبح اإلضافية المتمثلة في ختم‬
‫اللحوم أو حفظها (‪.)3‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬عدم فاعلية التمويل الذاتي للبلدية في تحقيق التنمية المحلية‪.‬‬

‫رغم هذا التنوع والوفرة في المصادر الذاتية لتمويل البلدية‪ ،‬إال أنها تبقى عاجزة عن‬
‫تحقيق التنمية المحلية ومرد ذلك‪ ،‬عدم تمكن البلدية من التحكم في مواردها المالية‪ .‬حيث‬
‫توجد عدة عوامل تؤدي إلى عدم نجاعة هذا النوع من التمويل‪ ،‬فمنها ما هو مرتبط‬
‫بالتمويل المحلي في حد ذاته (أوال)‪ ،‬ومنها ما هو مرتبط بالتسيير المحلي (ثانية)‪.‬‬

‫(‪ )1‬وال يكون ذلك إال بتقديم ضمانات الستقطاب المستثمرين‪.‬‬


‫(‪ )2‬ناجي عبد النور‪ :‬المرجع السابق ص ‪.108‬‬
‫(‪ )3‬سوامس رضوان‪ ،‬بوقلقول الهادي‪ :‬المرجع السابق ص ‪.3‬‬
‫‪- 58 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫أوال‪ :‬عوامل مرتبطة بالتمويل المحلي‪:‬‬


‫يعد احتكار الدولة ألهم الموارد الجبائية السبب المباشر في فشل التمويل المحلي‬
‫في تحقيق التنمية المحلية‪ ،‬وذلك ألن بعض الموارد بالرغم من أنها موجهة للجماعات‬
‫المحلية إال أن الدولة تحتكر النسب الكبيرة منها‪ ،‬ومثال ذلك في الرسم على القيمة‬
‫المضافة حيث تأخذ الدولة ما نسبته ‪ % 85‬من عائداته‪ ،‬ليتم توزيع الباقي بنسب‬
‫متفاوتة بين البلدية والصندوق المشترك للجماعات المحلية‪ .‬فإذا كانت هذه النسبة قليلة‬
‫بالنسبة للبلديات التي يوجد بها نشاطات اقتصادية‪ ،‬فإن الوضع أقرب إلى الكارثي بالنسبة‬
‫لألخرى التي ينعدم فيها النشاط االقتصادي(‪.)1‬‬
‫بالرغم من التأثير الناتج عن احتكار الدولة ألهم الموارد الجبائية في عدم نجاعة‬
‫التمويل المحلي؛ إال أن الدولة تملك أيضا اختصاص توزيع الموارد الجبائية‪ ،‬هذا التوزيع‬
‫كان و لمدة طويلة يطبق على كافة البلديات و بنفس القيم و النسب‪ ،‬لكن التغيرات‬
‫االقتصادية التي تعرفها مختلف الدول أثرت سلبا على مالية البلديات‪ ،‬مما استلزم وضع‬
‫‪.‬‬ ‫(‪)2‬‬
‫معايير أكثر عدالة و ليونة في توزيع الموارد الجبائية‬

‫ثانيا‪ :‬عوامل مرتبطة بالتسيير المحلي‪:‬‬


‫هذه العوامل تتجسد في عدم مالئمة التنظيم اإلقليمي للبالد فتوجه الدولة نحو زيادة‬
‫عدد البلديات دون توفير التأطير البشري الالزم أثر سلبا على هذه البلديات وجعلها تعاني‬
‫من جمود شبه تام‪ ،‬األمر الذي حتم على هذه األخيرة االعتماد كليا على اإلعانات‬
‫الممنوحة لها من طرف الدولة‪.‬‬
‫من ناحية أخرى فإن السبب اآلخر الذي كان له التأثير السلبي على فاعلية التمويل‬
‫المحلي‪ ،‬وهو محدودية الوسائل البشرية لهذه البلديات‪ ،‬فمعظمها تعاني نقص فادح في‬

‫(‪ )1‬عبد الصديق شيح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.36‬‬


‫(‪ )2‬عبد الصديق شيح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪38‬‬
‫‪- 59 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫اإلطارات المسيرة لها وان لم يكن في العدد فإنه في مستوى التأهيل وهو ما يؤدي إلى‬
‫سوء استغالل الموارد المالية للبلدية‪.‬‬

‫المطلب الثاني‪ :‬اإلعانات المركزية وتأثيرها على التنمية المحلية‬

‫إعانات الدولة‪ ،‬هي تلك المساعدات التي تمنحها الدولة للجماعات المحلية دون‬
‫تهدف من خاللها إلى إحداث نوع من التوازن بين البلديات‪ ،‬وحسب نص‬ ‫(‪)1‬‬
‫إلزامها بردها‬
‫المادة ‪ 170‬من قانون ‪ 10-11‬فإن إعانات الدولة تشكل أحد الموارد المالية للبلدية ومنه‬
‫يجب دراسة طبيعة هذه اإلعانات (الفرع األول)‪ ،‬باإلضافة إلى تحديد مدى تأثير هذه‬
‫اإلعانات على التنمية المحلية (الفرع الثاني)‪.‬‬

‫الفرع األول‪ :‬طبيعة اإلعانات المركزية الموجهة للبلدية‪.‬‬


‫لقد حددت المادة ‪ 172‬من قانون البلدية ‪ 10-11‬الهدف من هذه اإلعانات أو‬
‫الحاالت التي تستلزم تدخل الدولة وهي كاآلتي‪:‬‬
‫‪ -‬عدم كفاية مداخيل البلدية مقارنة بمهامها وصالحياتها كما هي محددة في القانون‪.‬‬
‫‪ -‬عدم كفاية التغطية المالية للنفقات اإلجبارية‪.‬‬
‫‪ -‬التبعات المرتبطة بالتكفل بحاالت القوة القاهرة والسيما منها الكوارث الطبيعية أو‬
‫النكبات كما هي محددة في القانون‪.‬‬
‫‪ -‬استهداف المستوى المطلوب فيما يتعلق بتلبية االحتياجات المخولة لها قانونا‪.‬‬
‫‪ -‬نقص القيمة لإليرادات الجبائية للبلدية‪ ،‬في إطار تشجيع االستثمارات المنصوص عليها‬
‫في قانون البلدية‪.‬‬

‫(‪ )1‬عبد الصديق شيح‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.38‬‬


‫‪- 60 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫إن منح الدولة لهذه اإلعانات ال يخرج عن الحاالت التالية‪ :‬إعانات الصندوق‬
‫المشترك للجماعات المحلية (أوال)‪ ،‬إعانات مخططات وبرامج التنمية (ثانية)‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الصندوق المشترك للجماعات المحلية‪:‬‬


‫وهو مؤسسة عمومية ذات طابع إداري‪ ،‬تتمتع بالشخصية المعنوية واالستقالل‬
‫(‪)2‬‬
‫المالي (‪ ،)1‬يتولى هذا الصندوق تسيير صناديق الضمان والتضامن للبلديات والواليات‬
‫حيث يقدم إعانات ومساعدات مالية للبلديات التي تعاني من وضعية مالية صعبة‪ ،‬كذلك‬
‫يقدم إعانات لتمويل المشاريع االستثمارية طبقا لتوجهات المخطط الوطني للتنمية‪.‬‬
‫وتتكون موارد الصندوق المشترك للجماعات المحلية من حصص الضرائب و الرسوم‬
‫‪ ،‬و التي‬ ‫(‪)3‬‬
‫المحددة بالقوانين الجبائية‪ ،‬التي تعدل في بعض الحاالت في قوانين المالية‬
‫تتمثل الرسم على النشاط المهني‪ ،‬الدفع الجزافي الرسم على القيمة المضافة‪ ،‬قسيمة‬
‫السيارات‪ ،‬حيث تخصص لكل مورد نسبة معينة(‪.)4‬‬
‫إضافة إلى اإلعانات التي يقدمها الصندوق المشرك للجماعات المحلية في الظروف‬
‫العادية‪ ،‬فإنه وفي الظروف االستثنائية يقدم إعانات استثنائية للبلديات والواليات بسبب‬
‫الكوارث‪ .‬لكنه لم يعد الصندوق المشترك للجماعات المحلية‪ ،‬مساهما في تمويل‬

‫(‪ )1‬غزيز محمد الطاهر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.99‬‬


‫(‪ )2‬هذين الصندوقين تم تحديدهما في المواد من ‪ 166‬إلى ‪ 169‬عن قانون البلدية الملغى ‪ ،08/90‬وفي المواد من ‪ 21‬إلى‬
‫‪ 214‬من قانون البلدية الجديد‪.10 / 11‬‬
‫(‪ )3‬حمدي رشدي‪ :‬ميزانية اللمدية في مواجنة العجز المالي ‪-‬دراسة تملييية لثسث لمديات ما والية لومرداس – مذكرة مقدمة‬
‫لنيل ماجستير جامعة الجزائر ‪ 2001‬ص ‪.59‬‬
‫(‪ )4‬عبد الصديق شيخ‪ :‬المرجع السابق ص ‪.28‬‬
‫‪- 61 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الجماعات المحلية وذلك لكون ‪ 50‬من موارده أصبحت موجهة لتسديد مصاريف الحرس‬
‫وهذا بعد تدهور األوضاع األمنية في البالد‪.‬‬ ‫(‪)1‬‬
‫البلدي‬

‫ثانيا‪ :‬إعانات مخططات وبرامج التنمية‪:‬‬


‫تعمل السلطة المركزية على مساعدة البلدية في إعداد مخططات التنمية والتي‬
‫يفترض فيها عدم تعارضها مع المخططات الوطنية للتنمية ‪-‬وذلك من خالل تقديم‬
‫إعانات مالية للبلدية لمساعدتها على تجسيد تلك المخططات على أرض الواقع‪.‬‬
‫تم استحداث هذه المخططات بموجب المرسوم‪ 380/81‬الذي نص على نوعين من‬
‫المخططات‪ ،‬أحدهما يتمثل في المخطط البلدي للتنمية (‪ ،)PCD‬يتضمن هذا المخطط‬
‫برامج ومشاريع البلدية في المجال الفالحي و القاعدي و التجهيزات الضرورية‬
‫(‪)2‬‬
‫للمواطنين‬
‫أما الثاني فيتمثل في المخطط القطاعي للتنمية الذي يعتبر مخطط ذو طابع وطني‬
‫حيث تدخل ضمنه كل استثمارات الوالية والمؤسسات العمومية التي تكون وصية عليها‪.‬‬
‫يتم تسجيل هذا المخطط باسم الوالي الذي يسهر على تنفيذه‪ ،‬يتم تحضير المخطط‬
‫القطاعي للتنمية بدراسة اقتراحات مشاريعه في المجلس الشعبي الوالئي الذي يصادق‬
‫عليه‪ ،‬بعدها يتم دراسة المخطط من الجانب التقني من طرف الهيئة التقنية‪.‬‬
‫باإلضافة إلى هذه المخططات تقوم السلطة المركزية بوضع مخططات وطنية‬
‫ترفق ببرامج خاصة وتسهر على تمويلها ويقوم الوالي بتسييرها‪ ،‬بالرغم من أنها موجهة‬
‫للبلديات‪.‬‬
‫من بين هذه البرامج برنامج دعم اإلنعاش االقتصادي‪ ،‬صندوق دعم الجنوب والهضاب‬
‫العليا‪ ،‬برنامج دعم النمو‪.‬‬

‫(‪ )1‬عيسی مرزاقة‪ :‬المرجع السابق ص ‪.198‬‬


‫(‪ )2‬غزيز محمد الطاهر‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص‪.100‬‬
‫‪- 62 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫الفرع الثاني‪ :‬تأثير اإلعانات المركزية على التنمية المحلية‪.‬‬


‫إن الوضعية الحرجة التي تعيشها البلديات‪ ،‬بين الصالحيات الالمتناهية التي‬
‫أفردها المشرع وبين الموارد المالية المحدودة التي تتوفر عليها؛ جعلها في حاجة ماسة إلى‬
‫مساعدات الهيئة األولى المسؤولة عن تلبية هذه الحاجيات والساهرة على حماية المال‬
‫العام‪ .‬ومنه فالدولة عندما تمنح إعانات للبلدية فإنها تسهر على مراقبة أموالها وكيفية‬
‫صرفها(‪.)1‬‬
‫وبما أن االستقالل المالي هو الركيزة األساسية التي تقوم عليها استقاللية الجماعات‬
‫المحلية(‪ ،)2‬فإن البلدية تبقى تابعة للدولة ماليا‪ ،‬فالبلدية عند وضعها لمخططات التنمية‬
‫ملزمة بتوفير الموارد المالية الالزمة لتغطية النفقات الالزمة لتجسيد هذه المشاريع على‬
‫أرض الواقع‪ .‬األمر الذي يجعل من البلدية رهينة موافقة الدولة على التكفل بهذه النفقات‬
‫من عدمه‪ ،‬وذلك بالنظر إلى أولوية كل مشروع‪ ،‬وحسب كل بلدية‪.‬‬
‫هذه الوضعية تؤدي إلى توجيه القرار المحلي ‪-‬بطريقة غير مباشرة ‪-‬بمشاركة‬
‫الدولة للجماعات المحلية في قيادة التنمية المحلية‪ ،‬فالبلدية تضع مخططات التنمية‬
‫والدولة تعمل على تمويلها لتصبح العملية التنموية مرهونة باإلنفاق المالي للسلطة‬
‫المركزية(‪.)3‬‬
‫من خالل هذا الفصل يتبين لنا أن أكبر عائق تواجهه البلدية في إطار التنمية‬
‫المحلية هو توسيع صالحيات المجلس الشعبي البلدي دون توفير اآلليات القانونية الالزمة‬
‫لالضطالع بمهامها‪.‬‬

‫(‪ )1‬حمدي رشدي‪ :‬المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.62‬‬


‫(‪ )2‬ألن استغالل الجماعات المحلية في أداء وظائفها دون استقاللها ماليا ال يعتبر استقالال فعليا‪ ،‬وانما مجرد استقالل وهمي‪.‬‬
‫(‪ )3‬شباب سهام المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.174‬‬
‫‪- 63 -‬‬
‫معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية‬ ‫الفصل الثاني‬

‫ما يميز صالحيات المجلس الشعبي البلدي في ظل قانون ‪ 10 /11‬أن المشرع‬


‫تبنى العمومية في تحديده لها‪ ،‬األمر الذي يجعل المسؤولية كبيرة على عاتق المجلس‪.‬‬

‫إال أنه في بعض األحيان يحدد الصالحيات بدقة وفي أحيان أخرى يحيلها على التنظيم‬
‫الذي يبقى مصيره مجهوال بين إصداره من عدمه‪ ،‬وهو ما يطرح تساؤالت كبيرة بخصوص‬
‫طبيعة هذه المهام والصالحيات‪ ،‬كما أن تداخل الصالحيات بين البلدية والوالية والدولة‬
‫يؤدي إلى تحميل البلدية مهام كبيرة هي في األصل من اختصاص سلطات أخرى وهو ما‬
‫يؤدي الى رفع مستوى اإلنفاق وبالتالي إعاقة عملية التنمية عن طريق التأثير السلبي على‬
‫ميزانية البلدية‪.‬‬

‫أما بالنسبة للموارد المالية للبلدية فإن الدولة تستحوذ على جزء كبير من الموارد‬
‫المخصصة لها‪ ،‬فهي تأخذها لتعيد منحها لها محددة‪ .‬وبالرغم من كثرة الموارد المالية‬
‫للبلدية إال أنها تبقى غير كافية لتغطية النفقات األمر الذي يحتم على رئيس البلدية‬
‫المبادرة إلى كل عمل من شأنه أن يطور هذه الموارد البلدية‪.‬‬

‫‪- 64 -‬‬
‫الخاتمة‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الخاتمة‬

‫الخاتمة‪:‬‬
‫يعتبر فشل قانون البلدية ‪ 09 / 08‬الصادر في ظل التحول السياسي الذي عرفته‬
‫البالد و توجهها من األحادية إلى التعددية الحزبية تكريسا لمبادئ الديمقراطية في تحقيق‬
‫التنمية المحلية‪ ،‬الدافع وراء تعديل المشرع لقانون البلدية‪ ،‬محاولة منه معرفة مكمن الخلل‬
‫في القانون القادم و تداركه في قانون ‪ 10/11‬في هذا القانون حاول فيه المشرع تحقيق‬
‫مبادئ الحكامة الرشيدة‪ ،‬فمبدأ الشفافية يلزم المجلس الشعبي البلدي تقديم عرض مفصل‬
‫عن نشاطه السنوي‪ ،‬في حين أن مبدأ المشاركة يقتضي إشراك فاعلي المجتمع المدني في‬
‫التسيير المحلي و أعتبره آلية للمساهمة في التنمية المحلية‪.‬‬
‫وبما أن البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة وبحكم قربها من المواطن‬
‫تعتبر المسئولة الوحيدة عن تحقيق التنمية المحلية‪ ،‬وبالتالي فإن الدور المنوط بها يحتاج‬
‫لتوفر كل اإلمكانيات الالزمة لتحقيق ذلك‪ .‬هذه اإلمكانيات تتوفر على عنصرين إمكانيات‬
‫بشرية وأخرى مالية‪ ،‬يفترض توفرها تحقق التنمية المحلية‪.‬‬
‫لكن ما يالحظ على الموارد البشرية التي تتوفر عليها البلدية‪ ،‬هو عدم قدرتها على‬
‫تحقيق األهداف المرجوة منها‪ ،‬فبالرغم من احترام المشرع للقواعد الدستورية في تشكيله‬
‫للمجلس الشعبي البلدي حيث تعتبر آلية تشكيل المجلس الشعبي البلدي ‪-‬الذي يعتبر‬
‫البيئة األساسية لممارسة الديمقراطية في االنتخاب‪ ،‬إال أن هذه اآللية لقيت الكثير من‬
‫النقد‪ ،‬بسبب إفرازها ألعضاء ليست لهم القدرة على تسيير البلدية والخوض في مجال‬
‫التنمية المحلية و هو ما يفسر اعتماد البلدية على اإلطارات الموجودة مسبقا و هيئات‬
‫أخرى لها المؤهالت العلمية الكافية‪ .‬وفي ذلك إستحدث المشرع هيئة ثالثة إلدارة البلدية‬
‫يترأسها األمين العام‪ ،‬هذا األخير بحكم خبرته ودرايته بالمسائل اإلدارية إحتل مكانة هامة‬
‫ضمن مسار العملية التنموية‪ ،‬وبالرغم من ذلك فإن هؤالء األعوان يتمتعون بقلة الكفاءة‬
‫بالرغم من توفرهم على الخبرة‪ .‬األمر الذي جعل المشرع يتوجه نحو تعويض ذلك بدورات‬
‫التكوينية التي نص عليها في قانون البلدية الجديد حيث نص على ضرورة رسكلة وتكوين‬

‫‪- 66 -‬‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الخاتمة‬

‫مستخدمي البلدية‪ ،‬فألزم المنتخب البلدي متابعة دورات التكوين وتحسين المستوى‪ ،‬خاصة‬
‫تلك المرتبطة بالتسيير البلدي‪ .‬وبالمقابل ألزم الموظفين واإلطارات أيضا بمتابعة الدورات‬
‫التكوينية وهو ما يحسب لصالح المشرع‪.‬‬
‫فالبلدية باعتبارها األقرب للمواطن خولها المشرع مهام متعددة في مختلف المجاالت‬
‫االقتصادية االجتماعية الثقافية‪ ،‬المالية والتجهيزات القاعدية‪ .‬وتجسيدا لصالحياتها تلجأ‬
‫البلدية إلى إنشاء المرافق العامة‪ ،‬كما قد تلجأ إلى التعاون مع البلديات األخرى أو مع‬
‫منظمات المجتمع المدني‪.‬‬
‫وبما أن البلدية هيئة ال مركزية فإنها في إطار ممارستها لصالحياتها تخضع لرقابة‬
‫السلطات الوصية‪ ،‬هذه الرقابة تقع على أعمال المجلس‪ ،‬وتمتد إلى المجلس حيث قد‬
‫تصل إلى حل أعضاءه باإلضافة إلى إمكانية مسائلة المجلس الشعبي البلدي جنائيا‪ ،‬كما‬
‫نص المشرع على مشاركة المواطن المحلي في تسيير شؤونه المحلية وهذا في الباب‬
‫الثالث من القسم األول من قانون ‪ .10 / 11‬األمر الذي يعكس توجه المشرع نحو تفعيل‬
‫المشاركة الشعبية‪.‬‬
‫أما بالنسبة للموارد المالية للبلدية فإن الدولة تستحوذ على جزء كبير من الموارد‬
‫المخصصة لها‪ ،‬فهي تأخذها لتعيد منحها لها محددة‪ .‬وبالرغم من كثرة الموارد المالية‬
‫للبلدية إال أنها تبقى غير كافية لتغطية النفقات األمر الذي يحتم على رئيس البلدية‬
‫المبادرة الى كل عمل من شأنه أن يطور هذه الموارد البلدية‪ ،‬هذه الوضعية تحتم على‬
‫البلدية إيجاد اآلليات الالزمة لتفعيل وتدعيم وسائل تمويلها التي تعتبر من الضروريات‬
‫الحتمية‪ ،‬فتوفير موارد مالية ثابتة ومنتظمة يسهل على البلدية القيام بوظائفها‪ .‬وبالدرجة‬
‫الثانية تثمين الموارد المالية للبلديات يتم عن طريق إصالح المنظومة الجبائية والرفع من‬
‫قدرات البلدية في التمويل الذاتي‪ ،‬ويتأتى ذلك من خالل تثمين الموارد الجبائية بإشراك‬
‫البلديات في الجباية المحلية ومن جهة أخرى تثمين الثروات واألمالك المحلية‪.‬‬

‫‪- 67 -‬‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الخاتمة‬

‫ومن أهم التوصيات التي نقترحها‪ ،‬ولتفعيل دور البلدية في التنمية المحلية وجعلها‬
‫مق ار لالزدهار االقتصادي‪ ،‬يجب على المشرع مراعاة النقاط التالية‪:‬‬
‫‪ -‬االعتماد على الكفاءات الموجودة بالبلدية لتسيير عملية التنمية‪.‬‬
‫‪ -‬إعادة الثقة بين الرئيس والمرؤوس‪ .‬واعادة االعتبار لثقافة العمل الجماعي واإلبداع‬
‫وهذا بضرورة توحيد كل الجهود لتحقيق التنمية المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬توفير الحوافز المادية والمعنوية الستقطاب اإلطارات والكفاءات الموجودة في البلدية‬
‫بدل توجهها نحو القطاع الخاص‪.‬‬
‫‪ -‬تثمين دور اإلعالم وجعله حافز للتنمية‪ ،‬فإذا كانت البلدية تخضع للسلطة الوصية‪ ،‬فإن‬
‫اإلعالم يفعل الرقابة الشعبية‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة مراعاة الفروق الموجودة على مستوى كل بلدية‪ ،‬ومراعاة إمكانيات كل بلدية‬
‫عند التقسيم اإلداري‪.‬‬
‫‪ -‬يجب على البلدية أن تلجأ إلى االستثمار المنتج للثروة وايجاد الضمانات الستقطاب‬
‫المستثمرين وبذلك خلق موارد جديدة للبلدية تقلل من تبعية البلدية ماليا للدولة‪.‬‬
‫‪ -‬إيجاد آليات بديلة للتضامن المالي للبلديات عوض الصندوق المشترك للجماعات‬
‫المحلية الذي لم يعد يقوم بالدور المنوط به‪.‬‬
‫‪ -‬تفعيل دور الجهات الوصية في الرقابة على البلدية‪ ،‬سواء كانت على األشخاص أو‬
‫على مالية البلدية بشرط أال تمس هذه الرقابة بمبدأ االستقاللية‪.‬‬
‫‪ -‬على المشرع أن يحدد وبدقة آلية إشراك اإلطارات البشرية للبلدية في التنمية المحلية‪.‬‬
‫‪ -‬يجب تحديد المركز القانوني لألمين العام بما يسمح له بأداء دوره بفعالية في تحقيق‬
‫التنمية المحلية‪.‬‬

‫‪- 68 -‬‬
‫آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر‬ ‫الخاتمة‬

‫‪ -‬باعتبار تكوين موظفي البلدية أمر ضروري للنهوض بالتنمية المحلية‪ ،‬يتعين استحداث‬
‫لجان تراقب مدى احترام البلدية لهذه الدورات التكوينية‪ ،‬وتراقب مدى التزام هؤالء‬
‫الموظفين بالحضور لهذه الدورات التكوينية‪.‬‬
‫ومنه فإن تحقيق التنمية المحلية يبقى مرهون بالتنمية البشرية التي تفرز أفراد يتمتعون‬
‫بالوعي الالزم للدور األساسي والمهم الذي يلعبونه في العملية التنموية بدل إلقاء كامل‬
‫المسؤولية على عاتق البلدية‪.‬‬

‫‪- 69 -‬‬
‫قائمة المراجع‪:‬‬
‫(أ) النصوص الرسمية‪:‬‬
‫‪-1‬الدساتير‪:‬‬
‫‪ -1‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ 1963‬الصاد رفي ‪ 1963/09/10‬ج ر‬
‫رقم ‪.64‬‬
‫‪ -2‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ 1976‬الصادر بموجب األمر الرئاسي‬
‫رقم‪ 97/ 76 :‬المؤرخ في‪ 1976/11/22 :‬ج ر رقم‪-94 :‬الصادرة في‪.1976/11/24 :‬‬
‫‪-3‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ 1989‬الصادر بموجب‬
‫ا لمرسوم الرئاسي رقم‪ 18/ 89 :‬المؤرخ في‪ 1989/ 02/ 23 :‬ج ر رقم‪-09 :‬الصادرة‬
‫في‪.1989/ 03/ 01 :‬‬
‫‪ - 4‬دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة ‪ 1996‬الصادر في‪1996/ 11/ 28 :‬‬
‫ج ر رقم‪ 76 :‬المؤرخ في‪.1996 /12 /08:‬‬
‫‪- 5‬دستور معدل بموجب القانون رقم ‪ 19/08‬المؤرخ في‪ 2008/11/15 :‬المتضمن التعديل‬
‫الدستوري ج ر رقم ‪ 63‬الصادرة في ‪.2008/11/16:‬‬
‫‪ - 6‬دستور معدل بموجب القانون رقم ‪ 01/16:‬المؤرخ في‪ 2016/03/06 :‬المتضمن التعديل‬
‫الدستوري ج ر رقم ‪ 14‬الصادرة في‪.2016/03/07:‬‬

‫‪- 2‬اليوانيا‪:‬‬
‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 08 / 09‬المؤرخ في ‪ 12‬رمضان ‪ 1410‬الموافق لـ‪ 07 :‬أفريل ‪ 1990‬يتعلق‬
‫بالبلدية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد‪.15‬‬

‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 10 / 11‬المؤرخ في ‪ 20‬رجب ‪ 1432‬الموافق لـ‪ 20 :‬يونيو ‪ 2011‬يتعلق بالبلدية‬


‫الجريدة الرسمية عدد ‪.37‬‬

‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 07/97‬المتضمن قانون االنتخابات الملغی‪.‬‬

‫‪-4‬القانون رقم ‪ 01 / 12‬المتضمن قانون االنتخابات الجديد‪.‬‬


‫‪-3‬النةوص التنويمية‬
‫المراسيم التن يذية‪:‬‬
‫‪-1‬المرسوم التنفيذي ‪ 26 / 91‬المؤرخ في ‪ 17‬رجب عام ‪ 1411‬الموافق ل ‪ 2‬فبراير ‪1991‬‬
‫المتضمن القانون األساس الخاص بالعمال المنتمين إلى قطاع البلديات‪.‬‬

‫‪-2‬المرسوم التنفيذي ‪ 334 / 11‬المؤرخ في ‪ 22‬شوال عام ‪ 1432‬الموافق ل ‪ 20‬سبتمبر ‪2011‬‬


‫المتضمن القانون األساسي الخاص بموظفي إدارة الجماعات اإلقليمية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.53‬‬

‫‪-3‬المرسوم التنفيذي ‪ 315/ 12‬المؤرخ في ‪ 21‬غشت ‪ ،2012‬يحدد شكل ميزانية البلدية‬

‫ومضمونها‪.‬‬

‫‪-4‬المرسوم ‪ 136 / 73‬المؤرخ في ‪ 9‬أوت ‪ 1973‬تحدد لشروط تسيير البلديات وتنفيذ المخططات‬
‫البلدية للتنمية‪ ،‬الجريدة الرسمية عدد ‪.67‬‬

‫(ب) المراجع المكتبية العربية‪:‬‬


‫‪-1‬محمد الصغير بعلي‪ :‬اليانوا اإلداري‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬د ط‪ ،‬الجزائر‪.2002 ،‬‬

‫‪-2‬محمد الصغير بعلي‪ :‬يانوا اإلدارة المحمية الجزائرية‪ ،‬دار العلوم للنشر والتوزيع‪ ،‬د ط‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.2004‬‬
‫‪-3‬ناجي عبد النور‪ :‬الدور التنموي لممجالس المحمية في إمار الحوكمة‪ ،‬منشورات الحلبي‪ ،‬د ط‬
‫الجزائر‪.2010 ،‬‬
‫‪-4‬عالء الدين عشي‪ :‬شرح يانوا اللمدية‪ ،‬دار الهدى للطباعة والنشر‪ ،‬د ط‪ ،‬الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪-5‬عمار بوضياف‪ :‬الوجيز في اليانوا اإلداري‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬د ط ‪ ،2‬الجزائر‪.2007 ،‬‬

‫‪-6‬عمار بوضياف‪ :‬شرح يانوا اللمدية‪ ،‬جسور للنشر والتوزيع‪ ،‬ط‪ ،1‬الجزائر‪2012 ،‬‬

‫‪-7‬فريحة حسين‪ :‬شرح اليانوا اإلداري‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية‪ ،‬ط‪ ،2‬الجزائر ‪.2010،‬‬

‫‪- 71 -‬‬
‫المذكرات‪:‬‬
‫أمروحة الدكتوراه‪:‬‬
‫‪-1‬فريدة مزياني‪ :‬المجالس المحمية في ول نوام التعددية السياسية في التشريب الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في القانون‪ ،‬جامعة قسنطينة ‪.2005,‬‬

‫مذكرات الماجستير‪:‬‬
‫‪-1‬غزيز محمد الطاهر‪ :‬آليات ت عيل دور اللمدية في التنمية المحمية لالجزائر‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل‬
‫شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.2011 ،‬‬
‫‪-2‬بوطيب بن ناصر‪ :‬الريالة الوةائية وأثرها عمى المجالس الشعلية اللمدية في الجزائر‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة النيل شهادة الماجستير في الحقوق جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.2011 ،‬‬
‫‪-3‬بوشامي نجالء‪ :‬المجمس الشعلي اللمدي في ول يانوا اللمدية ‪ 08 /90‬أداة لمديمويرامية الملدأ‬
‫والتمليا‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام‪ ،‬جامعة قسنطينة‪.2006 ،‬‬

‫‪-4‬بلعباس بلعباس‪ :‬دور وةسحيات رئيس المجمس الشعلي اللمدي في اليانوا الجزائري‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪-5‬حسين عبد القادر‪ :‬الحكم الراشد في الجزائر واشكالية التنمية المحمية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2012،‬‬
‫‪-6‬يحياوي حكيم‪ :‬دور المجالس المنتيلة في التنمية المحمية (دراسة ميارنة ليا لمديتي و واليتي‬
‫وريمة و غرداية)‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.2011 ،‬‬

‫‪-7‬گواشي عتيقة‪ :‬السمركزية اإلدارية في الدول المغارلية ‪-‬دراسة مقارنة‪-‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة‬
‫الماجستير في العلوم السياسية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح ورقلة‪.2010 ،‬‬
‫‪-8‬عبد السالم عبد الالوي‪ :‬دور المجتمب المدني في التنمية المحمية لالجزائر( دراسة ميدانية‬
‫لواليتي المسيمة و لرج لوعريريج)‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية‬

‫والعالقات الدولية‪ ،‬جامعة قاصدي مرباح‪ ،‬ورقلة ‪.2011‬‬

‫‪- 72 -‬‬
‫‪-10‬عبد الصديق شيخ‪ :‬االستيسل المالي لمجماعات المحمية‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‬
‫جامعة الجزائر‪.2003 ،‬‬
‫‪-11‬رفيق مرسلي‪ :‬األساليب الحديثة لمتنمية اإلدارية ليا حتمية التغيير ومعويات التمليا دراسة‬
‫حالة الجزائر ‪ ،2011-2001‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية والعالقات‬
‫الدولية جامعة تيزي وزو‪.2011 ،‬‬
‫‪-12‬شباب سهام‪ :‬إشكالية تسيير الموارد المالية لملمديات الجزائرية (حالة لمدية معسكر)‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية‪ ،‬جامعة أبي بكر بلقايد‪ ،‬تلمسان‪.2012،‬‬

‫‪-13‬الطالب حمدي رشيد‪ :‬ميزانية اللمدية في مواجنة العجز المالي (دراسة تملييية الثسث لمديات‬
‫ما والية لومرداس) مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير‪ ،‬جامعة الجزائر‪.2012 ،‬‬

‫‪-14‬قديد ياقوت‪ :‬اإلستيسلية المالية لمجماعات المحمية –دراسة حالة ثسث لمديات‪ ،-‬مذكرة‬
‫ماجستير في العلوم اإلقتصادية كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجريبية‪ ،‬جامعة أبي‬
‫بكر بلقايد تلمسان‪.2010،‬‬

‫الدوريات والمياالت‪:‬‬
‫‪-1‬بوحنية قوي‪ :‬فساد المحميات عريمة لمتنمية السياسية المحمية لالجزائر‪ ،‬مجلة فكر‬

‫و بمجتمع‪ ،‬طاكسيج کوم للدراسات و النشر و التوزيع‪ ،‬عدد ‪ ،9‬جامعة الجزائر‪.2011 ،‬‬

‫‪-2‬بسمة عولمي‪ :‬تشييص نوام اإلدارة المحمية والمالية المحمية في الجزائر‪ ،‬بمحلة اقتصاديات‬
‫شمال إفريقيا‪ ،‬عدد ‪.2004 ،4‬‬

‫‪-3‬حسون محمد علي‪ :‬الجنات محل الوةاية اإلدارية واألساس اليانوني الستيسلنا في التشريب‬
‫الجزائري‪ ،‬مجلة رسالة الحقوق‪ ،‬السنة الثالثة‪ ،‬العدد الثالث‪ ،‬كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة قالمة‬
‫‪.2011‬‬
‫‪-4‬ناجي عبد النور‪ :‬دور اإلدارة المحمية في تحييا التنمية المحمية (تجرلة اللمدية الجزائرية) مجلة‬
‫النهضة‪ ،‬عدد ‪ 4‬أكتوبر‪ ،‬القاهرة‪.2009 ،‬‬
‫‪-5‬سوامس رضوان و بوقلقول الهادي‪ :‬تمويل الجماعات المحمية في ول التحوالت االيتةادية‬
‫الجارية في الجزائر‪ ،‬جامعة باجي مختار عناية‬

‫‪- 73 -‬‬
‫‪-6‬عبد القادر موفق‪ :‬االستيسلية المالية لملمدية في الجزائر‪ ،‬أبحاث اقتصادية وادارية‪ ،‬جامعة بسكرة‬
‫العدد ‪ ،2‬ديسمبر ‪.2007‬‬
‫‪-7‬عيسی مرزاقة‪ :‬معويات الجماعات المحمية لعض عناةر التحميل‪ ،‬بمجلة العلوم االجتماعية‬
‫واإلنسانية‪ ،‬جامعة باتنة‪ ،‬عدد ‪ ،14‬الجزائر ‪.2006،‬‬
‫‪-8‬غريبي أحمد‪ :‬ألعاد التنمية المحمية وتحدياتنا في الج ازئر‪ ،‬مجلة البحوث والدراسات العلمية‪،‬‬
‫جامعة المدية عدد ‪ 10‬أكتوبر‪.2010 ،‬‬

‫(ج) المراجع المكتبية األجنبية‪:‬‬


‫‪1- Ahmed mahio – Les collectivité locales en Algérie –A.A.N1969‬‬
‫‪2- Martine lombard et, gilles Dumont, droit administratif, 5eme édition,‬‬
‫‪édlition Dalloz, France, 2003.‬‬
‫‪3- Patrick faisseix, droit administratif, s edition, edition ellipses, France,‬‬
‫‪2002,‬‬
‫‪4- Jean claude bastion ,nicole chabannier le droit des elections‬‬
‫‪locales,DEFR2NOIS - gualino-joly, france2004.‬‬

‫‪- 74 -‬‬
‫الفهرس‪:‬‬
‫‪10‬‬ ‫ال ةل األول‪ :‬ت عيل اإلمار اللشري وتجسيد دوره في التنمية المحمية‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫الملحث األول‪ :‬التركيلة اللشرية لملمدية المساهمة في التنمية المحمية‪.‬‬
‫‪11‬‬ ‫المممب األول‪ :‬النوام اليانوني لممجمس الشعلي اللمدي‪.‬‬
‫‪12‬‬ ‫ال رح األول‪ :‬آلية تشكيل المجمس الشعلي اللمدي‪.‬‬
‫‪14‬‬ ‫ال رح الثاني‪ :‬رئيس المجمس الشعلي اللمدي‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫المممب الثاني‪ :‬األعواا العموميوا لملمدية‪.‬‬
‫‪18‬‬ ‫ال رح األول‪ :‬األميا العام لملمدية‪.‬‬
‫‪21‬‬ ‫ال رح الثاني‪ :‬مساهمة التلمير اللشري لملمدية في التنمية المحمية‪.‬‬
‫‪23‬‬ ‫الملحث الثاني‪ :‬اإلمار النوري لمتنمية المحمية‬
‫‪24‬‬ ‫المممب األول‪ :‬م نوم التنمية المحمية وعوامل نجاحنا‪.‬‬
‫‪24‬‬ ‫ال رح األول‪ :‬م نوم التنمية المحمية‪.‬‬
‫‪82‬‬ ‫ال رح الثاني‪ :‬عوامل نجاح التنمية المحمية‬
‫‪33‬‬ ‫المممب الثاني‪ :‬أدوات التنمية المحمية‪.‬‬
‫‪33‬‬ ‫ال رح األول‪ :‬ميممات ولرامج التنمية‬
‫‪37‬‬ ‫ال رح الثاني‪ :‬مساهمة ميزانية اللمدية في التمويل المحمي‬
‫‪44‬‬ ‫ال ةل الثاني‪ :‬معويات استيسلية إدارة اللمدية في التنمية المحمية‬
‫‪45‬‬ ‫الملحث األول‪ :‬توسيب ةسحيات المجمس الشعلي اللمدي‪.‬‬
‫‪46‬‬ ‫المممب األول‪ :‬ةسحيات المجمس في المجاليا االيتةادي والمالي‬
‫‪47‬‬ ‫ال رح األول‪ :‬ةسحيات المجمس في المجال االيتةادي‪.‬‬
‫‪48‬‬ ‫ال رح الثاني‪ :‬ةسحيات المجمس في المجال المالي‬
‫‪50‬‬ ‫المممب الثاني‪ :‬ةسحيات المجمس في المجاليا االجتماعي والتنيئة والتعمير‬
‫‪50‬‬ ‫ال رح األول‪ :‬ةسحيات المجمس في المجال االجتماعي‬
‫‪52‬‬ ‫ال رح الثاني‪ :‬ةسحيات المجمس الشعلي اللمدي في مجال التنيئة والتعمير‬
‫‪54‬‬ ‫الملحث الثاني‪ :‬محدودية الموارد المالية لملمدية‬
‫‪55‬‬ ‫المممب األول‪ :‬التمويل الذاتي لملمدية وأثره عمى التنمية المحمية‬
‫‪55‬‬ ‫ال رح األول‪ :‬مةادر التمويل الذاتي لملمدية‬
‫‪58‬‬ ‫ال رح الثاني‪ :‬عدم فاعمية التمويل الذاتي لملمدية في تحييا التنمية المحمية‪.‬‬
‫‪60‬‬ ‫المممب الثاني‪ :‬اإلعانات المركزية وتلثيرها عمى التنمية المحمية‬
‫‪60‬‬ ‫ال رح األول‪ :‬مليعة اإلعانات المركزية الموجنة لملمدية‬
‫‪63‬‬ ‫ال رح الثاني‪ :‬تلثير اإلعانات المركزية عمى التنمية المحمية‪.‬‬
‫‪66‬‬ ‫الياتمة‬
‫‪70‬‬ ‫يائمة المراجب‬
‫‪75‬‬ ‫ال نرس‬

‫‪- 75 -‬‬
- 76 -

You might also like