Professional Documents
Culture Documents
2018/2017
تشكرات
مصداقا لقوهل صل هللا عليه وسمل (من مل يشكر الناس مل يشكر هللا)
نشكر هللا عز وجل وحنمده عىل أن أعاننا ووفقنا عىل اجناز هذا العمل
املتواضع.
كام نتقدم خبالص الشكر والعرفان لس تاذان ادلكتور :بن الصادق أحمد
اذلي تفضل علينا ابلرشاف عىل هذا العمل وما قدمه لنا من توجهيات ونصاحئ
و ارشادات قمية يف سبيل اجناز هذه ادلراسة.
كام نشكر لك الساتذة اذلين سيتفضلون مبناقشة هذا البحث.
و اىل لك طامق لكية احلقوق من أساتذة وموظفني لك الشكر والعرفان.
كام نشكر لك من اكن هل الفضل يف اجناز هذه ادلراسة ولو ابللكمة الطيبة.
اهداء
أهدي هذا العمل املتواضع اىل أعز ما أمكل يف هذا الوجود وادلي الكرميني.
خليـ ـ ـل
إهداء
يوسف
آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر المقدمة
مقدمة:
منذ فجر التاريخ اإلنساني تميزت الكيانات االجتماعية بسيادة شيخ القبيلة ومجلسه
به دف ضـمان االســتقرار واألمــن االجتمــاعي ،وقــد كانــت هــذه الكيانــات المحليــة تمثــل
صــورة مصــغرة للحكومــة والن ـواة األساسية للمجالس البلدية أو القروية بلغة العصر
الحديث ،ثم تطورت الحكومات الصغيرة إلى قيـام الدولـة المدنية بمراحلها المختلفة،
وبمجـرد ظهـور الدولـة الحديثـة توسـعت نشاطاتها وخدماتها لدرجـة أنـه أصـبح أمـر توزيـع
الوظـائف اإلداريـة والمهـام الحكوميـة مسـألة ذات أولويـة قصـوى لزيـادة الفاعليـة والكفـاءة
في تقـديم الخدمات المحلية للمواطنين ،وكذلك كان على الدولة الحديثة اختيار أسلوبا في
ا لتنظيم اإلداري بمـا يـتالءم مـع ظروفهـا االجتماعيـة واالقتصـادية والسياسـية ،فتلجـأ إلى
المركزيـة اإلداريـة في مطلـع نشـأة الدولـة ،وعنـدما تسـتقر أمورهـا ،ويكـبر حجمهـا وتـزداد
واجباتهـا وتتوسـع خدماتها ،تتحـول إلى الالمركزيـة اإلداريـة ضـمانا لتفـرغ الحكومـة لألمـور
السياسـية الهامـة وتحقيقـا لمشـاركة المـواطنين في إدارة مـرافقهم وخدماتهم ،في هذه الحالة
تكتفي بممارسة سلطتها في الرقابة على الهيئات والمؤسسات الالمركزية على المستوى
المحلي.
وقد شهدت الدول المتقدمة ثورة في نظام الالمركزية عبر إدخال مفاهيم جديدة تحاول
إعطاء البعد الديمقراطي للتنظيم والنشاط اإلداري ،مثل مفهوم اإلدارة المحلية الذي
يقتضي وجود المرافق المحلية لخدمة المواطن المحلي واشراكه في اتخاذ الق اررات المحلية
مستقال عن السلطة المركزية ،فمفهوم الحكم المحلي الذي وسع من مفهوم الديمقراطية
التمثيلية إلى الديمقراطية التشاركية وفرض استقاللية أكثر للوحدات المحلية تشبه إلى حد
بعيد الحكم الفيدرالي .ثم ظهر مفهوم الحوكمة أو الحكامة والتي تعني الوصول إلى غاية
الديمقراطية وتحقيق أهداف اإلدارة المحلية ،بالمشاركة الواسعة لجميع قطاعات المجتمع
لتحقيق التنمية الشاملة عن طريق التنمية المحلية.
-1-
آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر المقدمة
والجزائر كغيرها من الدول شهدت تحوال كبي ار في نظامها السياسي منذ االستقالل
والذي كان .له األثر الكبير على دور اإلدارة المحلية في التنمية المحلية .فبعد االستقالل
مباشرة ،ونتيجة للفراغ القانوني والوضع السياسي الذي تركه المستعمر الفرنسي ،حيث
غادر معظم اإلطارات التي كانت تسير اإلدارة الجزائرية لتجد الدولة أمامها هياكل إدارية
بال روح ،ومنها البلديات التي كان عددها آنذاك 1578بلدية باإلضافة إلى 13عمالة
حيث شهدت أزمة عمالة كبيرة نتيجة نقص اإلطارات المسيرة ،مما جعل الدولة ()1
(والية)
تلغي جميع مخلفات االستعمار الفرنسي فيما يخص التقسيم اإلقليمي للبالد باعتماد النظام
الالمركزي كأساس لبناء مؤسسات الدولة وجعل االنتخاب آلية لتشكيل هذه الهيئات .
ثم صدر أول ميثاق للبلدية سنة 1965والذي مهد لإليديولوجية التي بني عليها أول
1965/06/19بعد قانون للبلدية بعد االستقالل .كما كان لبيان مجلس الثورة في
التصحيح الثوري-بوجوب بناء المؤسسات من القاعدة إلى القمة ،وتجهيز ثورتنا بالوسائل
واألدوات المؤهلة لكي تستجيب في أقرب اآلجال إلى تحقيق أهدافها األساسية(.)3
حيث كان ذلك بصدور أول قانون للبلدية في 1967/06/18:رقم ،1967/ 24 :ثم
تاله قانون الوالية في .1969وبعد صدور دستور 1976الذي كرس مبدأ السيادة
للشعب التي يمارسه عن طريق االنتخاب أو االستفتاء ،وكرس البلدية كجماعة إقليمية
أساس ـية وقاعدية تضطلع بالمهام السياسية واإلدارية واالقتصادية واالجتماعية و الثقافية
()1
على المستوى المحلي .تدعيما لنص قانون البلدية في مادته األولى .فأصبحت البلدية في
خدمة النهج االشتراكي الذي نص عليه الدستور والذي يشجع الملكية الجماعية وتدخل
الدولة في تنظيم وادارة الشؤون االقتصادية واالجتماعية والحياتية للمواطن ،وبالتالي فان
توفير الوسائل المادية والبشرية للبلدية هو من اختصاص الدولة وحدها.
كما تميزت هذه المرحلة بانتهاج سياسة المخططات الوطنية الكبرى تأكيدا على مركزية
تخطيط التنمية من القمة إلى القاعدة ،فكان المخطط الثالثي األول ()1969- 1967
الذي شمل 08واليات من الشمال فقط إلى غاية المخطط الرباعي الثاني (- 1974
)1977الذي شمل كل بلديات الوطن وعرف تجسيد 690مشروعا ضمن مخططات
البلدية للتنمية والمخططات القطاعية.
لكن على أرض الواقع لم تتمكن هذه المخططات من تجسيد التنمية المحلية المرجوة
واتضح عدم فاعلية التخطيط والتنفيذ المركزي بسبب عدم مراعاة الفوارق بين البلديات
واحتياجات كل منطقة.
كما تميزت هذه المرحلة بالتأثر الواضح بنموذجين مختلفين ،األول فرنسي خاصة
بالنسبة إلطالق االختصاص للبلديات وكذا في بعض المسائل التنظيمية األخرى التي
تناسب النظام الليبرالي ،أما الثاني فهو يوغسالفي أساسه وحدة المصدر اإليديولوجي
(النظام االشتراكي) واعتماد نظام الحز ب الواحد واعطاء األولوية في مجال التسيير
للعمال والفالحين الذين كانوا يشكلون النسبة الكبيرة من المجالس الشعبية المنتخبة .
1989الذي كرس التعددية منهاجا سياسيا( ،)2وخيا ار غير أنه مع صدور دستور
اقتصاديا للقضاء على أخطاء المنهج السابق ،وتدارك النقائص والسلبيات التي الزمت
اإلدارة المحلية والدولة بصفة عامة والتي من أهمها جعل البلدية إطا ار حقيقا لمشاركة
المواطن المحلي وسبيال لتحقيق تنمية محلية نابعة من احتياجات السكان المحليين عن
طريق ممثليهم في المجالس المنتخبة حيث صدر قانون البلدية رقم 08/90متزامنا مع
قانون الوالية رقم 09/90كأول قانون للبلدية ينظم اإلدارة المحلية في عهد التعددية
السياسية بغية بناء إدارة محلية فعالة أساسها االنتخاب وهدفها تحقيق المشاركة في صنع
القرار المحلي الذي يساهم في تنفيذ خطط وبرامج التنمية المحلية بمشاركة جميع أطياف
المجتمع المحلي ألنهم األقدر على فهم احتياجاتهم .
وصـ ـ ـ ـوال إلى قانون 10/11ال ـ ـ ـذي ع ـرفت ف ـ ـيه البـ ـ ـلدي ـ ـة في المـ ـ ـادة األولى مـ ـ ـن ـ ـ ـ ـه
بأنهــا :الجماعةةة اإليميميةةة الياعديةةة لمدولةةة وتتمتةةب لالشيةةةية المعنويةةة والذمةةة الماليةةة
المسةةةتيمة .حي ــث ح ــاول المش ــرع أن يعط ــي تعريف ــا ،في ــه يت ــدارك النق ــائص الموج ــودة ف ــي
التعريفات السابقة .فقد عمد في تعديله لقانون البلديـة الجديـد- 10 /11علـى غـرار القـوانين
السابقة المتعلقة بالبلدية – إلـى تحديـد اآلليـات التـي بموجبهـا تظفـر البلديـة بالتنميـة المحليـة
و هــذا تماشــيا مــع المســتجدات التــي يفرضــها الواقــع .األمــر الــذي جعــل البلديــة فــي وضــعية
حرجــة بــين متغيـرين أولهمــا إمكانيــات ماليــة تتســم بالمحدوديــة فــي بعــض األحيــان -خاصــة
البلديات التي تعاني من العجز ،-وبين صالحيات واسعة حددها القانون.
إن الالمركزية ال تعد مجرد نظام لتوزيع الوظائف بين السلطة المركزية والمحلية بل
أضحت .وسيلة لتحقيق التنمية المحلية التي تعرف على أنها '' عممية إلعادة تشكيل كافة
هياكل المجتمب كي تتيح استيدام الموارد المحمية االيتةادية واللشرية للناء الياعدة
االيتةادية والسياسية واالجتماعية والثيافية لممجتمب''.
كمــا تعــرف علــى أنهــا '' العمميةةة التةةي لواسةةمتنا يمكةةا تحييةةا التعةةاوا ال عةةال لةةيا
الجنةةةود الشةةةعلية والجنةةةود الحكوميةةةة لسرت ةةةاح لمسةةةتو الوحةةةةةدات المحةةةةمية ايةةةةتةاديا
-4-
آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر المقدمة
واجتماعيا وثيافيا وحضاريا وادماجنا فةي منوومةة التنميةة للكممنةا لكةي تشةارك مشةاركة
فعالة في التيدم عمى المستو اليومي"). (1
ورغم االختالفات الكثيرة وتباين وجهات النظر حول مفهوم التنمية المحلية إال أنها
تتطلب توفر شرطين أساسيين وهما :المشاركة الواسعة للمجتمع المحلي – وتوفير الوسائل
المادية و البشرية إلدارة التنمية المحلية ،وهو ما يعني حتمية أن تكون برامج التنمية نابعة
من واقع المجتمع ال من السلطة المركزية ،وقائمة على االعتماد الذاتي وليس التمويل
المركزي ،وأن تكون شاملة و متكاملة ،وأن تكون التنمية ديمقراطية بإشراك الجميع في
والتي تتطلب تنمية إدارية إدارتها .وهي األرك ان التي ترتكز عليها التنمية المحلية
وسياسية و اجتماعية و بشرية متكاملة لتحقيق فعالية إدارة التنمية المحلية التي تعبر عن''
تعلةر عا األسموب والنمم اإلداري المتلب ،ولالتالي فني مجموعة األساليب اإلدارية
المسئمة لتشغيل الجناز اإلداري و مواجنة مشكسته لما يحيا اإلنماء االيتةادي
فمفهوم التنمية المحلية إذا يتعارض مع مبدأ الدولة ()2
ال عال ويحافو عمى موارد الدولة''
المركزة أو المتدخلة ،ومن هنا يأتي الدور الجديد للبلدية باعتبارها قاعدة اإلدارة المحلية
ودعامة التنمية االقتصادية واالجتماعية والسياسية ومن خاللها يتم تحقيق التنمية الوطنية
الشاملة .
إن التنمية المحلية تعتمد على مبدأ البناء القاعدي للمجتمع من األسفل للوصول إلى
التنمية الشاملة في جميع المجاالت .وهذا ال يتحقق إال في وجود هيئة قاعدية كالبلدية
باعتبارها أقرب للسكان المحليين والتي يمكنها التكفل بإدارة التنمية المحلية عن قرب
لمعرفتها بالحاجات الحقيقية للسكان المحليين .وهو أساس المفهوم الجديد للديمقراطية
التشاركية والتي تعني إشراك جميع المواطنين بطرق متنوعة :حركات المجتمع المدني
( )1شيبوط سليمان وكبير مولود وهزرشي طارق :دور اإلدارة المحمية الجزائرية في التنمية المحمية – ورقة مقدمة في الملتقى
الوطني حول تحديات اإلدارة المحلية المنعقد يومي 27و 2010/04/ 28بكلية الحقوق جامعة زيان عاشور الجلفة.
( )2سنوسي خنيش :دور اإلدارة المحمية الجزائرية في التنمية المحمية – ورقة مقدمة في الملتقى الوطني حول تحديات اإلدارة
المحلية المنعقد يومي 27و 2010/04/ 28بكلية الحقوق جامعة زيان عاشور الجلفة.
-5-
آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر المقدمة
نقابات نخب علمية وفنية ،القطاع الخاص ...في إعداد مخططات التنمية المحلية
واإلشراف على تنفيذها .وبالتالي مساهمة جميع عناصر المجتمع المحلي في تجسيد
وظيفة البلدية .
إن قانون البلدية الحالي صدر في ظل التوجه نحو تفعيل المشاركة الشعبية واعطاء بعد
تنموي أكثر لنشاط البلدية بدل التركيز على توفير الخدمات التقليدية .وتدعيم االستقالل
المالي من خالل تحول البلدية إلى جهاز إداري له دور فعال في النشاط االقتصادي.
غير أنه بالنظر إلى واقع البلديات التي أثبتت فشلها في إدارة التنمية المحلية من جهة
ومقارنة مع التشريع الذي ينظمها في ظل التعددية السياسية والتوجه نحو إلغاء االقتصاد
الموجه .و في الوقت الذي تعددت فيه صالحيات البلدية مع عجزها عن إدارة التنمية
دفعنا ()1
المحلية ،سواء بسبب اآلليات القانونية غير المفعلة أو بسبب عدم وجودها أصال
كل ذلك إلى محاولة البحث عن األسباب الحقيقة لعجز البلديات من خالل طرح اإلشكالية
التالية :
نجةاعة اآلليةةات اليانونية التي حددها المشرح لت عيل دور اللمدية في إدارة ما مةد
التنمية المحمية؟
كما يستدعي هذا الموضوع طرح إشكاليات فرعية نذكرها على النحو التالي:
-كيف يمكن تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية؟
-ماهي معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية؟
تتجلى أهمية الدراسة في أهمية الموضوع الذي تعالجه ،وهذا نابع من أهمية الدور الذي
تلعبه البلدية وذلك باعتبارها تساهم -إلى جانب الدولة في تنفيذ السياسات العامة وتنفيذ
( )1غزيز محمد الطاهر :آليات ت عيل دور اللمدية في التنمية المحمية لالجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،جامعة
قاصدي مرباح ورقلة ،2011 ،ص.6
-6-
آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر المقدمة
خطط وبرامج التنمية ،كون البلدية قاعدة الالمركزية وعلى احتكاك دائم مع المواطنين
األمر الذي يجعلها أدرى باحتياجاتهم وتتضح أهمية الدراسة فيما يلي:
-محاولة معرفة الدور المنوط بالبلدية في العملية التنموية.
-الدراسة النقدية لهذا الدور في قانون البلدية الجديد 10 /11
-معرفة أهم العوائق التي تحول دون تحقيق الفاعلية في الدور التنموي المنوط بالبلدية.
حيث تضمن الفصل األول تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية ،وفي
ذلك تم التطرق لدور كل من المنتخبين والموظفين في التنمية المحلية ،في حين أن
الفصل الثاني فيتضمن معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية والمتمثلة في
توسيع صالحيات المجلس الشعبي البلدي ،بالمقابل محدودية الوسائل المادية التي
بموجبها تمارس الصالحيات.
بغية الوصول إلى دراسة نقدية تحليلية لدور البلدية في العملية التنموية -ممثلة في
مجالسها المنتخبة – وللوصول إلى األهداف المرجوة ،اعتمدت الدراسة على مناهج
متعددة تتمثل فيما يلي:
منهج وصفي تم اعتماده في تحديد اإلطار المفاهيمي والقانوني للمجالس الشعبية البلدية
في ضوء قانون ،10 /11ومحاولة ضبط مفهوم التنمية ومنهج تحليلي تم من خالله
تحديد دور البلدية في التنمية المحلية وبدقة ،وذلك من خالل استقراء ما جاءت به قوانين
البلدية في التشريع الجزائري وخاصة قانون 10 /11المتضمن قانون البلدية الجديد عن
طريق تحديد دور اإلطار البشري للبلدية في التنمية المحلية ودراسة اهم الموارد المالية
للبلدية.
هذه الدراسة تمت في إطار محدد يتمثل في تحديد دور البلدية في التنمية المحلية عن
طريق الوقوف على مساهمة كل من الموارد البشرية والمالية للبلدية في التنمية المحلية
وتذليل الصعوبات التي تواجهها البلدية أثناء قيامها بهذا الدور .للوصول إلى أهم الحلول
التي تساعد البلدية على الظفر بالتنمية على المستوى المحلي.
-7-
آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر المقدمة
كما تمت الدراسة في ظل قانون البلدية الجديد 10/11ومعرفة أهم التعديالت التي وردت
فيه خصوص دور البلدية في التنمية المحلية.
ونشير إلى أنه في سبيل إنجاز هذه المذكرة واجهتنا بعض الصعوبات والمتمثلة أساسا
في قلة المراجع المتخصصة في هذا الموضوع ،باإلضافة إلى تلك المتمثلة في عدم
تمكننا من الحصول على المعلومات الدقيقة التي تخدم البحث وهذا عند توجهنا إلى
البلدية.
-8-
تفعيل االطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
وهذا ()1
تعتبر البلدية نقطة المشاركة األولى للمواطن المحلي في إدارة وتسيير شؤونه
لكونها الجماعة اإلقليمية القاعدية ،األمر الذي يكسبها مكانة هامة لدى المواطنين
فبواسطتها يمكن لهم تلبية احتياجاهم وبما أن الهدف األساسي من تبني النظام الالمركزي
هو تج سيد الديمقراطية عن طريق مشاركة مواطني البلدية أنفسهم في تسير شؤونهم ،فإن
ذلك ال يعني إمكانية إشراكهم كلهم في هذه المهام.
لذلك وضع المشرع اآلليات المناسبة لمشاركة المواطنين في صنع القرار المحلي ،ويكون
ذلك إما بواسطة منتخبين وظيفتهم إصدار ق اررات تهم المواطنين ،أو موظفين يتمتعون
بمؤهالت علمية ،تمكنهم من اإلشراف على تطبيق هذه الق اررات وتجسيدها على أرض
الواقع من خالل تسيير مصالح البـ ـلدية.
وبالتالي تقتضي الدراسة التعرف أكثر على التركيبة البشرية للبلدية التي تساهم في
التنمية المحلية (المبحث األول) ،إال أن التعرف على التركيبة البشرية للبلدية التي تقوم
بعملية التنمية غير كافي وتستلزم بالضرورة فهم العملية التـنموية في حـد ذاتها عن طريق
معرفة العـوامل واألسس التي تقوم عليها واألليات التي بموجبها تتجسد على أرض الواقع
(المبحث الثاني).
يقتضي قيام النظام الالمركزي تشكيل أجهزته من منتخبين( ،)1يفترض أن تتوفر فيهم
القدرة والكفاءة الالزمة لممارسة مهامهم ،إال أنه باعتبار البلدية هيئة عمومية إدارية فإنه
يتطلب وجود موظفين يحوزون مؤهالت علمية تؤهلهم لتسيير البلدية ،وهذا تحت السلطة
السلمية لرئيس البلدية ،هذه التركيبة البشرية المزدوجة للبلدية تثير التساؤل التالي :ما مدى
فعالية اإلطار البشري للبلدية في تحقيق التنمية المحلية؟
اإلجابة على هذا التساؤل تستلزم التطرق للمجلس الشعبي البلدي (المطلب األول) لتحليل
القواعد القانونية المنظمة له والوقوف على الدور الذي يقوم به األعوان العموميين للبلدية
(المطلب الثاني).
لقد أولى المشرع الجزائري للمجلس الشعبي البلدي أهمية كبيرة ،وهذا منذ صدور
أول قانون البلدية سنة .1967حيث يعتبر المجلس الشعبي البلدي الخلية األساسية للدولة
التي تعكس روح الديمقراطية وتجسيد الالمركزية ،األمر الذي يكسبه أبعاد ديمقراطية
شعبية .وبالرجوع إلى قانون البلدية ( )08/90فإنه حسب نص المادة 13الفقرة األولى
منها ،يعتبر المجلس الشعبي البلدي إحدى هيئتي البلدية المتكونة من المجلس ورئيس
المجلس(.)2
( )1محمد الصغير بعلي :اليانوا اإلداري ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،د ط ،الجزائر.2002 ،ص.64
( )2شباب سهام :إشكالية تسيير الموارد المائية لملمديات الجزائرية حالة لمدية معسكر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في العلوم االقتصادية ،جامعة أبي بكر بلقايد تلمسان 2012 ،ص.60
- 11 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
في حين أن الفقرة األولى من المادة 15من قانون البلدية الجديد 10 /11يعتبر المجلس
الشعبي البلدي هو الجهاز التداولي للبلدية ،و هو بذلك يمثل اإلدارة األساسية في تسيير
. البلدية
()1
ويتم انتخاب المجلس الشعبي البلدي من طرف السكان عن طريق االقتراع العام
السري والمباشر لمدة 5سنوات وهو ما نصت عليه المادة 75من األمر 07/ 97
المتضمن القانون العضوي لالنتخابات القديم والمادة 65من القـ ـانون العضوي
الجـ ـديـ ـ ـد 12 / 01المتعلق باالنتخابات .األمر الذي يجعل دراسة المجلس الشعبي البلدي
تستوجب التطرق أللية تشكيل المجلس (الفرع األول) .من جهة ومن جهة أخرى رئيس
المجلس الشعبي البلدي (الفرع الثاني).
( )1يحياوي حكيم :دور المجالس المنتيلة في التنمية المحمية (دراسة ميارنة ليا لمديتي وواليتي وريمة
وغرداية) ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة 2011ص .47
( )2محمد الصغير بعلي :يانوا اإلدارة المحمية الجزائرية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،د ط الجزائر 2004 ،ص.43
( )3غزيز محمد الطاهر :المرجع السابق ،ص .12
- 12 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
وبما أن المجلس الشعبي البلدي جهاز للمداولة تتجسد فيه الديمقراطية ،في وجود
يستوجب التطرق إلى آلية تشكيل المجلس الشعبي البلدي وما ()1
جهاز جماعي منتخب
مدى تأثير هذه اآللية على التنمية المحلية.
فالمجلس الشعبي البلدي يتشكل من مجموعة أعضاء يتم انتخابهم كما سبق و أن
ذكرنا من طرف سكان البلدية ،و تعتب ر الكثافة السكانية للبلدية هي المعيار الذي بموجبه
يتحدد عدد أعضاء المجلس الشعبي لكل بلدية ،هذا العدد حدده المشرع بحد أدنى 7
أعضاء بالنسبة للبلديات التي يقل عدد سكانها عن 100.000نسمة ،وبحد أقصى يتمثل
هذا في ظل ()2
في 33عضوا بالنسبة للبلديات التي يفوق عدد سكانها 200.001نسمة
قانون االنتخابات القديم ،07/97لكن المشرع و نظ ار العتبار الحد األدنى المتمثل في 7
أعضاء غير كافي للتمثيل في المجالس الشعبية البلدية ،عدل المشرع فيه ،ليصبح الحد
األدنى لعدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي 13عضوا ،و الحد األقصى هو 43
عضوا .ه ـذا العـدد الجديد جـاء تماشيا مع تعديل كل من قانون األحزاب واالنتخابات أين
فتح المشرع الباب أمام مختلف األحزاب للترشح لالنتخابات المحلية.
وبما أن المجلس الشعبي البلدي يشكل من بين أعضائه لجان دائمة ومؤقتة ،فإن
الحد األدنى للتشكيلة 13عضوا يفتح الباب للمشاركة في تسيير الشؤون المحلية وصنع
القرار البلدي ،كما يدعم من جهة أخرى نظام التعددية الحزبية( .)3لكن بالرغم من تحديد
المشرع لعدد أعضاء المجلس الشعبي البلدي ،إال أنه بالمقابل لم يضع شروطا للترشح
لعضوية في هذه المجالس ،بل اكتفى بتحديد سن الترشح( ،)4وعدم وجود المرشح في حالة
( )1فريدة مزيني :المجالس المحمية في ول نوام التعددية السياسية في التشريب الجزائري ،منكرة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه
الدولة في القانون ،جامعة قسنطينة ،2005,ص .58
( )2كواشي عتيقة :السمركزية اإلدارية في الدول العرلية دراسة ميارنة مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية
جمعة قاصدي مرباح ورقلة ،2010 ،ص .94
( )3عمار بوضياف :شرح يانوا اللمدية ،جسور للنشر والتوزيع ،ط ،1الجزائر ،2012،ص .173
( )4حيث يشترط بلوغ سن 25سنة كاملة يوم االقتراع.
- 13 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
جاء القانون العضوي لالنتخابات أكثر دقة وتحديدا ،حيث نصت المادة 80منه
على أنه ... :يقدم المترشح النتخابات رئيس المجلس الشعبي البلدي من القائمة الحائزة
األغلبية المطلقة للمقاعد ،يمكن للقوائم الحائزة على %35على األقل من المقاعد ،تقاسم
مرشح.
في حال عدم حصول أي قائمة %35على األقل من المقاعد ،يمكن لجميع القوائم
تقديم مرشح في حال عدم حصول أي مرشح على األغلبية المطلقة ()1+ %50
لألصوات بين المترشحين على المرتبة األولى والثانية ،يجري دور ثاني خالل 48ساعة
فائز المترشح الحائز على أغلبية األصوات .
الموالية ،ويعلن ا
يالحظ على هذه المادة أنها جاءت أكثر تفصيال من المادة 65من قانون 10 /11
فيما يتعلق برئاسة المجلس الشعبي البلدي ،حيث قد تمتد في بعض األحيان لتشمل كل
. القوائم في حالة عدم حصول أي قائمة على % 35
()1
( )1عمار بوضياف :شرح يانوا اللمدية ،مرجع سابق ،ص 205
)(2
Marine kombard et. Gilles dumont, droit administratif, some édition, édition Dalloz, France,
2003,p134.
( )3المادة 64من قانون البلدية .10/11
- 15 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
هذه الوظائف تتميز باالزدواجية ،فهو يمارس صالحياته بصفته ممثل للبلدية ،وبصفته
ممثل للدولة ،فإذا كان بصدد تمثيله للبلدية يحتل وظيفتين في كل منهما يمارس مهام
محددة(.)1
يقوم بوظيفة رئيس بلدية ،حيث يقوم بوظائف إدارية بحته تشتمل على السهر على
حسن سير المصالح اإلدارية التابعة للبلدية باإلضافة إلى ممارسة السلطة السلمية على
الموظفين كما يأمر بالصرف في البلدية ،وفي هذا الصدد تنص المادة 82من قانون
البلدية 10/11على ... :إدارة مداخيل البلدية واألمر بصرف النفقات ومتابعة تطور
المالية البلدية . ...
أما بصفته رئيسا للمجلس الشعبي البلدي ،فإنه يقوم بدور تنسيقي ألعمال المجلس عن
طريق متابعة سير المداوالت ابتداءا من توجيه االستدعاءات لألعضاء إلى غاية تحرير
محضر المداوالت وحفظها.
و بالتالي فرئيس المجلس الشعبي البلدي كقاعدة عامة يتولى جميع المسائل المتعلقة
لكن إستثناءا يفوض هذه الصالحيات ألحد أعضاء المجلس وهذا في ()2
بالحياة اإلدارية
.إال أنه إذا كان رئيس المجلس ()3
حالة ما إذا تعارضت مصالحه مع مصالح البلدية
الشعبي البلدي بصدد تمثيله للدولة فإنه يتولى صفة ضابط الحالة المدنية الضبط
القضائي والضبط اإلداري .فبصفته ضابط للحالة المدنية خوله قانون الحالة المدنية
مباشرة بنفسه-مهام ضابط الحالة المدنية ،لكن نظ ار لكثرة المهام الموكلة إليه والستحالة
القيام بها جميعها؛ أجاز له المشرع تفويضها إلى موظفي البلدية.
( )1بلعباس بلعباس :دور و ةسحيات رئيس المجمس الشعلي اللمدي في اليانوا الجزائري ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في القانون ،جامعة الجزائر ،2003 ،ص .78
( )2حددتها المواد من 7إلى 83من قانون البلدية .10/11
( )3حيث نصت المادة 83من قانون البلدية 10 / 11على أنه عندما تتعارض مصالح رئيس البلدية ،باسمه الشخصي أو باسم
فروعه أو أصوله أو فروعه على الدرجة الرابعة أو بصفته وکيال ،يعين المجلس الشعبي البلدي المجتمع تحت رئاسة منتخب اخر
غير رئيس المجلس الشعبي البلدي أحد أعضاءه لتمثيل البلدية سواء أمام القضاء أو عند إبرام العقود
- 16 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
من بين هذه المهام تولي التصريح بالوالدات ،الوفيات وتسجيلها ،تسجيل عقود الزواج،
استالم شهادات اإلعفاء من سن الزواج بالنسبة للقاصرين وشهادات اإلذن بالزواج بالنسبة
لموظفي األمن والعسكريين(.)1
كذلك لرئيس المجلس الشعبي البلدي مسؤولية في مجال توزيع المياه الصالحة
للشرب والتطهير ،كما يعمل على تأمين نظام الجنائز والمقابر وفقا للعادات والشعائر
الدينية(.)5
كما سبق وأن ذكرنا ،فإنه إذا كانت الجزائر عند تبنيها النظام الالمركزي ،اعتمدت
على وسيلة االنتخاب كآلية لتشكيل المجلس الشعبي البلدي ،ونظ ار لكون البلدية تتميز عن
غيرها من المؤسسات اإلدارية كونها تشكل من جهاز إداري يتم تعيينه عن طريق
التوظيف العادي .وباعتبار المعينين ،إضافة إلى المنتخبين يشكلون اإلطار البشري
المكلف بإدارة التنمية المحلية ،فإن الوسائل البشرية تشكل أهم الشروط الهامة الواجب
توفرها كما ونوعا فهي التي تسمح للجماعات المحلية باالرتقاء إلى مستوى المهام الجديدة
.األمر الذي يجعلنا نتطرق إلى كل من األمين العام ()1
التي تفرضها التطورات الحديثة
للبلدية (الفرع األول) ،والتأطير البشري للبلدية ومدى مساهمته في التنمية المحلية (الفرع
الثاني).
( )1عيسی مرزاقة :معويات الجماعات المحمية لعض عناةر التحميل ،بمجلة العلوم االجتماعية واإلنسانية ،جامعة باتنة ،عدد
،14الجزائر.2006 ،ص .2
( )2عمار بوضياف :المرجع الساق ،ص .221
( )3المادة 127من قانون البلدية .10/11
- 18 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
بين المتصرفين البلديين ومهندسي اإلدارة البلدية والموظفين اللذين لهم رتبة معادلة
ويثبتون 5سنوات من األقدمية بهذه الصفة من بينها 3سنوات في منصب األمين العام
لبلدية يتراوح عدد سكانها ما بين 20.001و 50.000نسمة(.)1
أما األمناء العامون للبلديات التي يتراوح عدد سكانها بين 20.001و 50.000نسمة
فيتم تعينهم بنفس الشروط لكن بأقدمية 4سنوات من بينها سنتين منصب أمين عام
للبلدية التي يبلغ عدد سكانها 20.001نسمة فأقل( ،)2في حين ان البلديات ذات
20.001نسمة فأقل فإنه يتم تعيين األمناء العامون فيها من بين المتصرفين البلدين
ومهندسي اإلدارة البلدية أو الموظفين الذين لهم رتبة معادلة ويثبتون سنتين من الخدمة أو
من بين الملحقين والتقنيين العامين إلدارة البلدية الذين لهم رتبة معادلة ويثبتون 5سنوات
من األقدمية بهذه الصفة(.)3
بعد تعيين األمين العام للبلدية يتولى تحت سلطة رئيس المجلس الشعبي البلدي
المهام التالية:
-ضمان تحضير اجتماعات المجلس الشعبي البلدي.
-تنشيط وتنسيق سير المصالح اإلدارية والتقنية للبلدية.
-ضمان تنفيذ الق اررات المتعلقة بتطبيق المداوالت المتضمنة الهيكل التنظيمي ،وتسيير
المستخدمين المنصوص عليها.
-إعداد محضر تسليم واستالم المهام المنصوص عليها في المادة 68من نفس القانون.
( )1المادة 125من الرسوم السنية في 91 / 26المؤرخ في 17رجب عام 1411الموافق له 2فبراير 1991المتضمن
القانون األساس الخاص بالعمال المنتمين إلى قطاع البلديات.
- 19 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
-يتلقى التفويض باإلمضاء من رئيس المجلس الشعبي البلدي قصد اإلمضاء على كافة
الوثائق المتعلقة بالتسيير اإلداري والتقني للبلدية باستثناء الق اررات(.)1
-له اقتراح متصرف إداري لمساعدة المندوب البلدي(.)2
-كما يتولى إعداد مشروع ميزانية البلدية و عرضها على المجلس الشعبي البلدي
. للمصادقة عليها
()3
-ويمارس أيضا السلطة السلمية على موظفي البلدية ،باإلضافة إلى تحقيق إقامة
المصالح اإلدارية والتقنية وتنظيمها والتنسيق بينها ورقابتها(.)4
ويعتبر ضعف المنتخبين المحليين من حيث الكفاءة والفعالية باإلضافة إلى عدم
اهتمامهم بالشأن المحلي ،أحد العوامل التي تتسبب في عجزهم عن تسيير البلدية
والنهوض بالتنمية المحلية .األمر الذي فتح األبواب أمام الموظفين خصوصا األمين العام
للبلدية ،الذي استحوذ على النصيب األكبر من الصالحيات على مستوى البلدية بحكم
التكوين والممارسة التي يتمتع بها ،ليصل في بعض األحيان إلى حد تقدير المالئمة
لألعمال بدل المنتخبين المحليين(.)5
( )2بوشامي نجالء :المجمس الشعلي اللمدي في ول يانوا اللمدية 08 /90أداة لمديمويرامية الملدأ والتمليا ،مذكرة مقدمة
لنيل شهادة الماجستير في القانون العام ،جامعة قسنطينة ،2006 ،ص .172
- 21 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
ما يؤخذ على المشرع في هذا الخصوص أنه منح لهيئات أخرى غير البلدية
صالحية تحديد طريقة التوظيف ،وهو ما ينعكس سلبا على أداءهم على مستوى البلدية
وبالتالي على التنمية المحلية ،فتحديد طريقة التوظيف يكون بقرار مشترك بين و ازرة
الداخلية والسلطة المكلفة بالوظيف العمومي( .)1وترك للمجلس القيام باألمور اإلدارية
المتعلقة بالطريقة المختارة في التوظيف ،عن طريق إصداره القرار المتضمن فتح
المسابقة ،الشروط القانونية للمشاركة ،عدد المناصب المفتوحة ،تاريخ فتح وختم
التسجيالت(.)2
ونظ ار لما يتمتع به موظفي إدارة البلدية من مؤهالت علمية تمكنهم من التسيير
الجيد للبلدية وتجسيد البرامج التنموية المسطرة من طرف البلدية ،وبالرغم من كون القانون
صريح فيما يتعلق بإجراءات التوظيف ،والزاميته للدورات التكوينية سواء للموظفين ،العمال
أو المعينين؛ إال أنه في الواقع ال يتم التوظيف وفقا للقانون بل يخضع العتبارات في
الغالب ال تتوافق ومقتضيات الصالح العام .األمر الذي يقف في وجه هذه اإلطارات
ومدي فاعليتها في إدارة التنمية المحلية.
- 22 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
إن فهم عملية التنمية ال يتم إال من خالل تتبع تطورها التاريخي ،حيث تعتبر سنة
، 1944السنة التي بدأت فيها بوادر ظهور مفهوم التنمية للوجود ،آنذاك كانت يقصد بها
وفي سنة ()1
تنمية المجتمع .ثم تطور منظور التنمية ليشمل بعد ذلك أبناء المجتمع
1954كان لمؤتمر أشريدج دور كبير في المساهمة في تحديد مدلول التنمية ،لم يستقر
مدلولها عند هذا الحد ،بل تعداه ليظهر مصطلح جديد و هو مصطلح التنمية المحلية
. التي كان يقتصر معناها آنذاك على الجانب االقتصادي
()2
ونظ ار لألهمية البالغة التي يحظى بها موضوع التنمية المحلية جعلتها محل اهتمام
جميع الدول المتقدمة منها والنامية ،واهتمام الدول النامية كان أكبر نظ ار لظروف
االقتصادية واالجتماعية التي تعيشها هذه الدول.
إن البحث في ضبط مفهوم التنمية المحلية عن طريق ضبط التعريف الدقيق للتنمية
المحلية ومعرفة أهم العوامل التي أسهمت في نجاحها غير كافي (المطلب األول) ،لذلك
يجب التعمق أكثر في هذا الموضوع من خالل معرفة األدوات التي بموجبها تتجسد
التنمية المحلية على أرض الواقع (المطلب الثاني).
( )1عن طريق الحث على ضرورة إشراك أبناء المجتمع في تحسين المعيشة.
( )2رفيق بن مرسلي :األساليب الحديثة لمتنمية اإلدارية ليا حتمية التغير ومعويات التمليا -دراسة حالة الجزائر -2001-
مذكرة ماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة تيزي وزو 2011 ،ص .14
- 23 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
طالما أن تعريف المصطلحات ليس من اختصاص المشرع؛ فإن الفقه تولى هذه
المهمة بالنيابة عنه والتنمية المحلية كغيرها من المفاهيم التي لقيت اهتمام العديد من
الفقهاء الذين حاولوا تعريفها .إال أنه ما يالحظ على تلك التعريفات هو اختالفها والسبب
في ذلك يعود إلى أن كل فقيه من الفقهاء اللذين تناولوا موضوع التنمية ،عرفها من جانب
معين( ،)1لكن التركيز على جانب واحد من جوانب التنمية ال يفيد المجتمع بالمعنى
. ()2
الشامل وهذا ما جعل المفكرين ينظرون إليها من الناحية الشمولية
ومنه يجب تحديد المعنى الدقيق اللغوي واالصطالحي لهذا المفهوم وال يجب االكتفاء
بالتعريف لوحده وذلك أن ضبط مفهوم التنمية المحلية (الفرع األول) يستوجب تحديد
األسس التي تقوم عليها هذه األخيرة (الفرع الثاني) والتي تؤدي إلى تحقيق تنمية محلية
فعالة.
لقي موضوع التنمية اهتمام جميع فئات المجتمع ،هذا االهتمام الواسع الذي حظيت
به التنمية بصفة عامة والتنمية المحلية بصفة خاصة يستوجب البحث عن معناها لغة
واصطالحا ،حيث يجب أوال تعريف التنمية بصفة عامة (أوال) وبعدها يتم التطرق إلى
تعريف التنمية المحلية (ثانيا).
( )1ألن تغير أبعاد ومستويات التنمية تحكمه ظروف سياسية ،اقتصادية واجتماعية.
( )2حسين عبد القادر :الحكم الراشد في الجزائر واشكالية التنمية المحمية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم
السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان ،2012 ،ص.34
- 24 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
في حين أن جانب من الفقه يعرف التنمية بأنها عمليات مخططة وموجهة تحدث تغي ار
في المجتمع لتحسين ظروفه وظروف أفراده من خالل مواجهة مشكالته وازالة العقبات
وتحقيق االستغالل االمثل لإلمكانات والطاقات لتحقيق التقدم والنمو للمجتمع والرفاهية
والسعادة لألفراد(.)1
وهناك من يرى أن التنمية قد تعرف بمفهومها الضيق أو الواسع ،فاألول يعتمد على
فكرة اإلدارة الرشيدة بداللة النمو االقتصادي ،في حين أن الثاني يعالج مسألة الحكم
بما يدخل في ذلك مسألة الشرعية والمشاركة ()2
والعالقة بين عامة الناس واإلدارة الحاكمة
والتمثيل والمسائلة (.)3
وطالما أن الدولة تعمل جاهدة إلى تحقيق التنمية المحلية فإن المنتخبين المحليين
باإلضافة إلى المواطنين هم األدرى باحتياجاتهم وبالتالي فمساهمتهم في التنمية المحلية ال
تقل أهمية عن جهود الدولة في ذلك.
تلك العمليات التي توحد جهود و منه فالتنمية المحلية كما يعرفها البعض هي :
األهالي و جهود السلطات الحكومية لتحسين األحوال االقتصادية ،االجتماعية و الثقافية
للمجتمعات المحلية و تحقيق تكامل هذه المجتمعات في إطار حياة األمة و مساعدتها
على المساهمة التامة في التقدم القومي ،و تقوم هذه العمليات على عاملين أساسين هما
مساهمة األهالي أنفسهم في الجهود المبذولة لتحسين مستوى معيشتهم وكذا توفير ما يلزم
من الخدمات الفنية و غيرها بطريقة من شأنها تشجيع المبادرة و المساعدة الذاتية
. والمتبادلة بين عناصر المجتمع و جعل هذه العناصر أكثر فعالية
()1
- 27 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
قائما على أساس المشاركة في التفكير واإلعداد والتنفيذ من جانب أعضاء الهيئة المحلية
جميعا في كل المستويات عمليا و واداريا(.)1
إن الدور الذي تلعبه التنمية المحلية وفق هذا التعريف هو تحقيق التوازن من خالل
إحاطتها بجميع الجوانب االقتصادية ،االجتماعية ،الثقافية والسياسية .كذلك الهدف منها
إحداث تغيير حضاري في طريقة التفكير والعمل والحياة .ونلمس من خالل هذا التعريف
التوجه نحو تطبيق مبدأ من مبادئ الحكامة الرشيدة أال وهو مبدأ المشاركة ،وهذا في كل
المستويات بدأ من التفكير ،مرو ار باإلعداد ،وصوال إلى التنفيذ.
تساعد على عملية المشاركة ،وبالتالي الوصول إلى تطبيق المبادئ التي يقوم عليها الحكم
الراشد.
،و تعرف الالمركزية اإلدارية بأنها :توزيع الوظائف اإلدارية بين الحكومة المحلية
()1
المركزية في العاصمة و بين هيئات محلية أو مصلحية مستقلة ( ,)2و منه تجسيد
الالمركزية اإلدارية يشكل المجال الحقيقي لترقية ممارسة الحريات العامة و بالتالي
الوصول إلى الديمقراطية(.)3
في حين أن الالمركزية المالية تعد كنتيجة لتطبيق الالمركزية اإلدارية ،حيث يقصد
بها تكفل الهيئات المحلية بالتصويت كليا أو جزئيا على إيراداتها ونفقاتها وبإقرار كل
فاالستقاللية المالية هي استقالل ()4
النشاطات المتعلقة بها وبإجراءات التسيير المالي
الهيئات الالمركزية عن الجهات المركزية ماليا األمر الذي يتطلب توفر موارد مالية محلية
يشترط فيها توفر شرطين حتى يصبح لها األثر اإليجابي على التنمية المحلية.
الشرط األول يتمثل في ضرورة أن يكون الوعاء المحلي هو األصل الذي يعتمد عليه في
نطاق الوحدة المحلية.
أما الشرط الثاني فيتمثل في استقالل الوحدة المحلية بسلطة تقدير سعر المورد المحلي من
حيث تأسيسه وتحصيله ،شرط أال يتعارض والمبادئ التي تقوم عليها الضريبة والمتمثلة
()5
في وحدتها
ومنه فتوفر هذه العوامل مجتمعة يحقق لنا تنمية محلية ،فبالرغم من كون الشرطين
اللذين سبق ذكرهما مهمين إال أنهما ليسا الوحيدين اللذين تقوم عليهما التنمية المحلية إنما
توجد عوامل أخرى من بينها تفعيل سياسات التنمية الحضرية والريفية وذلك بإقامة مدن
ومجمعات عمرانية جديدة بالمناطق الصحراوية وتنمية المدن الحضرية ،باإلضافة إلى رفع
كفاءات إدارة المجتمع المحلي(.)1
وأولويات التهيئة والتنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية ،حسب الشروط المحددة في
هذا القانون . ....
على القيام بمهام إدارة وصيانة ()1
باإلضافة إلى تشجيع منظمات المجتمع المدني
مشروعات الخدمات العامة ذات الصلة بالوحدات المحلية وهو ما جاء في نص المادة
13من نفس القانون ،وكذلك التدريب المستمر للقيادات الشعبية المحلية بكافة مستوياتها
()2
والتشجيع على تبادل الخبرات التنموية ونماذج المشاركة فيها بين القيادات الشعبية
وبالتالي فغياب مشاركة المواطنين في تسيير شؤونهم من شأنه أن يعرقل مسيرة
التنمية المحلية في حين أن األخذ بهذا المبدأ يضمن استم اررية مشروعات التنمية وتحقيق
الشفافية ،هذا من جهة ،ومن جهة أخرى يؤدي إلى رفع كفاءة الجهاز اإلداري المختص
بعملية التنمية.
حيث أن توفر هذه العناصر مجتمعة تساعد البلدية على الظفر بالتنمية ،وتعتبر
المقاربة الجديدة للتسيير اإلداري -التسيير وفق مبادئ الحكم الراشد من مسائلة ،محاسبة
مشاركة وشفافية من العوامل ذات األهمية خاصة في الوقت الحالي ،التي تمكن من
تحقيق التنمية المحلية.
( )1المجتمع المني من المصطلحات الحديثة الشهيرة تعرفه األستاذة أمال قنديل بأنه مجموعة المنظمات التي تعبر عن إرادة
ومبادرة المواطنين خاصة ،وتحتل موقفا وسطا من مشروعات القطاع الخاص والمؤسسات الحكومية وتهدف إلى تحقيق النفع
العام.
( )2حسين عبد القادر :المرجع الساق ،ص .62
- 32 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
تبنت الجزائر في ظل األحادية الحزبية سياسة التوجيه الفوقي لبرامج التنمية المحلية
والمتمثل في قيام الدولة بتوفير مختلف اإلمكانيات واألدوات لتنفيذ برامجها التنموية
معتمدة في ذلك على مختلف الهيئات اإلدارية والمنتخبين المحليين( ،)2وفي ذلك اعتمدت
الجزائر على نظام التخطيط من سنة 1967إلى غاية سنة 1989ودعمت ذلك برامج
تنموية.
( )1عبد السالم عبد الالوي :دور المجتمب المدني في التنمية المحمية لالجزائر دراسة ميدانية لواليتي المسيمة ولرج لوعريريج
مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية والعالقات الدولية ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،2011 ،ص .70
( )2عبد السالم عبد الالوي :المرجع السابق ،ص .71
- 34 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
بعد تشكيل فريق التخطيط وخالل أسبوعين يتم تنظيم حملة توعية واعالم تحت
مسؤولية اللجان المؤقتة ،ليتم بعدها عقد اجتماع تأطيري يضم المجلس الشعبي البلدي
ومكتب الدراسات الذي يعتبر كإشارة لالنطالق في إعداد المخطط البلدي للتنمية.
تشخيص إمكانيات البلدية تعتبر المنعرج المفتاحي لعملية التحضير ،حيث يقوم
المجلس بتحديد اإلمكانيات والعوائق الموجودة على مستوى البلدية ويتم ذلك عن طريق
التشاور مع السكان والفاعلين من المجتمع المدني ،أما مكتب الدراسات فيتولى النظر في
األمور التقنية للمخطط.
بعدها يدخل المخطط البلدي للتنمية حيز التحرير والصياغة بعدما يتم تحديد أهداف
وتوجهات المخطط مع مراعاة أهداف المخططات الكبرى على مستوى اإلقليم ودون
مخالفة أهداف المخطط الوالئي للتنمية ،ليحرر تقرير مؤقت للمخطط هذه العناصر تتمثل
في :تحليل النتائج الناتجة عن مرحلة التشخيص ،تحديد برنامج العمل وتحرير الصيغة
النهائية للمخطط(.)1
وتعتبر مصادقة المجلس الشعبي البلدي على المخطط الخطوة األخيرة في إعداد المخطط
إال أنها ال تعتبر تأشيرة لدخول المخطط البلدي للتنمية حيز التنفيذ ،ألن ذلك مرهون
بمصادقة السلطة الوصية التي تتلقى الوثيقة المتضمنة للمخطط ومنحها للترخيص
المسبق للمخطط(.)2
يعتبر التخطيط المركزي للعملية التنموية أحد أسباب المعيقة للتنمية المحلية في حد
ذاتها ،فالسلطة المركزية عند إعدادها لمخططات التنمية المحلية تسعى إلى الحفاظ على
وحدة اإلقليم وتهدف إلى تحقيق التنمية الوطنية بالدرجة األولى دون مراعاة الفوارق
الموجودة في كل بلدية ،حيث أنه لكل بلدية تعدادها السكاني ،مساحتها الجغرافية
واحتياجاتها الخاصة ،األمر الذي يحتم على الدولة مراعاة هذه الفوارق.
( )1مع األخذ بعين االعتبار المالحظات المقدمة من طرف المجلس الشعبي البلدي.
( )2يحياوي حكيم :المرجع الساق ،ص .84
- 36 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
تحتاج البلدية في إطار تنفيذها لمشاريع ومخططات التنمية المحلية إلى موارد
مالية محلية ،هـ ـ ـ ـذه الموارد المالية تصنف ضمن نـ ـ ـفقات البـ ـ ـ ـ ـلدية والتي تكون وفق برامـ ـج
وقواعد محددة مسبقا ولمدة زمنية معينة عادة ما تكون سنة واحدة ،وفي وثيقة يطلق عليها
والتي تعرف بأنها جدول التقديرات الخاصة بإيراداتها و نفقاتها ()1
اسم ميزانية البلدية
. السنوية و تشكل كذلك أم ار بإذن
()2
( )1قديد ياقوت :اإلستيسلية المالية لمجماعات المحمية –دراسة حالة ثسث لمديات ،-مذكرة ماجستير في العلوم اإلقتصادية كلية
العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجريبية ،جامعة أبي بكر بلقايد -تلمسان ،2010،ص .67
( )2وهذا حسب المادة 149من قانون .08/90
- 37 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
وحسب نص المادة 179من قانون البلدية 10 / 11تقسم الميزانية إلى قسمين قسم
التسيير وقسم التجهيز واالستثمار.
حيث يشتمل قسم تسيير الميزانية والحساب اإلداري على نفقات البلدية وايراداتها
للمصالح التالية:
-المصالح غير المباشرة؛
-المصالح اإلدارية؛
-المصالح االجتماعية؛
-المصالح االقتصادية؛
؛ ()1
-المصالح الجبائية
أي أنها تشتمل على النفقات الضرورية لضمان حسن سير المصالح كما يقتطع جزء
منها لتمويل أو تغطية نفقات التجهيز واالستثمار ،يتكون هذا القسم من الضرائب المباشرة
وغير المباشرة ،واعانات الدولة الموجهة لقسم التسيير(.)2
حيث حدد المشرع في قانون البلدية الجديد إيرادات هذا القسم ،والمتمثلة أساسا في:
-ناتج الموارد الجبائية المرخص بتحصيلها لفائدة البلديات؛
-المساهمات وناتج التسيير الممنوح من الدولة والصندوق المشترك للجماعات المحلية
والمؤسسات العمومية؛
-رسوم وحقوق مقابل الخدمات؛
-ناتج ومداخيل أمالك البلدية()3؛
( )1المادة 3من المرسوم التنفيذي 315 / 12المؤرخ في 3شوال عام 1433الموافق ل 21غشت سنة 2012يحدد شكل
ميزانية البلدية ومضمونها۔
( )2قديد ياقوت :المرجع السابق.72 ،
( )3وهو ما حددته المادة 195من قانون .10/11
- 38 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
هذه المداخيل يتم إنفاقها أساسا على أجور وأعباء مستخدمي البلدية وكل التعويضات
المقررة لهم جراء قيامهم ببعض المهام.
نفقات الصيانة سواء المتعلقة بطرق البلدية أو األمالك المنقولة والعقارية ،كما تنفق على
المساهمات البلدية واألقساط المترتبة عنها ،باإلضافة إلى تلك المقررة على األمالك
والمداخيل البلدية.
في حين أن قسم التجهيز واالستثمار يشتمل على:
-نفقات وايرادات التجهيز واالستثمار العمومي والجماعي؛
-نفقات وايرادات التجهيز واالستثمار لحساب الغير والتعاون ما بين البلديات؛
-الحركات المالية بين البلديات ووحداتها االقتصادية()1؛
ويضم أساسا إعانات الدولة الموجهة للتجهيز واعانات الصندوق المشترك للجماعات
المحلية واإلعانات التي تقدمها الوالية ،كما يضم نتائج المساهمات في رأس المال وناتج
االستغالل المتياز المرافق العمومية البلدية ،الفائض المحقق عن المصالح العمومية
المسيرة في شكل مؤسسة ذات طابع صناعي وتجاري واالقتطاعات المخصصة من قسم
التسيير وهذا حسب نص المادة 195من قانون البلدية .10/11
هذه اإليرادات يجب أن تتناسب وحجم اإلنفاق الموجه خصوصا للتجهيز العمومي
والمساهمة في رأس مال القروض واعادة تهيئة المنشآت البلدية(.)2
إال أن البلدية في إطار إعدادها للميزانية تخضع لرقابة السلطة الوصية ،هذه الرقابة
تتخذ أشكال متعددة ،فالوالي مثال يقوم بالرقابة على أموال البلديات عن طريق إبداء
موافقته على المداوالت التي تتضمن الميزانيات والحسابات ،واحداث مصالح ومؤسسات
عمومية .حيث أنه يجب الحصول على تأشيرة المحاسب العمومي قبل صرف أي إعتماد
إال أنه يستطيع رئيس المجلس الشعبي طلب التسخير منه وهذا تحت مسؤوليته .هذه
اآللية ترتب مسؤولية رئيس المجلس من جهة ومن جهة أخرى تستغل كمعبر الختالس
األموال العمومية .باإلضافة إلى الرقابة الالحقة التي يمارسها مجلس المحاسبة والمتمثلة
في حماية األموال العامة من كل االختالسات عن طريق التحري الكامل على الحسابات
وتدقيقها .في حين أن المفتشية العامة للمالية تراقب التسيير المالي و الحسابي لمصالح
. البلدية
()1
( )1بوطيب بن ناصر :الريالية النوعية وأثرها عمى المجالس الشعلية اللمدية في الجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير
في العقود ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة ،2010 ،ص .98
( )2عبـد الصـديق شـيخ :االسةتيسل المةالي لمجماعةات المحميةة ،مـذكرة مقدمـة لنيـل شـهادة الماجسـتير ،جامعة الجزائر2003 ،
ص.99
- 40 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
يسمح باالرتقاء بالجماعة اإلقليمية القاعدية إلى مستوى المهام الحديثة للمجلس ،حيث
يحتل األمين العام للبلدية صدارة الموظفين العموميين ،وهو الذي يمثل الهيئة التنفيذية
وهذا ما تم استحداثه في القانون الجديد المتعلق بالبلدية .إال أن القانون لم يحدد مهام
األمين العام ،حقوقه وواجباته ،وانما أحالها على التنظيم.
بما أن البلدية تحتاج إلى مهارات عالية في التسيير؛ فإن تأطير المستخدمين البد
منه ،ويتجسد ذلك عن طريق مضاعفة نسبة التأطير بالتقنيين ،األعوان المؤهلين
واإلطارات الجامعية .وفي الوقت الذي نص فيه المشرع في قانون البلدية الجديد على
ضرورة (رسكلة) وتأهيل موظفي البلدية ،تبقى معظم البلديات بعيدة عن تطبيق ذلك فهي
ال ته تم بالدورات التكوينية ،سواء تلك المتعلقة بتحسين المستوى (رسكلة) أو تكوين قصير
أو طويل المدى بالنسبة للموظفين أو دورات خاصة بالمنتخبين.
وفي الوقت الذي تلجأ فيه مؤسسات القطاع الخاص إلى تقديم كل التحفيزات المادية
والمعنوية الستقطاب الكفاءات لم تقم البلدية بذلك األمر الذي يجعل كل اإلطارات ،من
مهندسين ،أطباء ،بياطرة وحاملي شهادات عليا ،تعزف عن العمل في البلديات ،ونزوحهم
نحو مختلف المؤسسات االقتصادية كما نالحظ عدم استقاللية البلدية في توظيف
مستخدميها ،بل يتحكم في ذلك مخطط التوظيف الذي تضعه مفتشية العمل بموجب قرار
وزاري مشترك بين و ازرة الداخلية والهيئة المسئولة عن الوظيف العمومي.
ويبقى التعرف على المفهوم الصحيح للتنمية المحلية وعوامل نجاحها ،أمر ضروري
لتجسيدها على أرض الواقع .وبما أن التنمية المحلية هي تلك العمليات المحددة سلفا من
طرف الجهة المختصة والتي تهدف إلى تحقيق الرفاهية ألفراد المجتمع على مختلف
األصعدة ،فإنه ولتحديد دور البلدية في التنمية المحلية يجب أوال توفر عوامل لنجاحها
كتجسيد الالمركزية اإلدارية والمالية ،توفر الكفاءة العلمية والقانونية للمترشح للعضوية في
المجالس.
- 41 -
تفعيل اإلطار البشري وتجسيد دوره في التنمية المحلية الفصل األول
باإلضافة إلى تفعيل المشاركة الشعبية التي نص عليها المشرع في قانون البلدية الجديد
إال أن كل هذا يحتاج إلى أدوات بموجبها تتجسد مشاريع التنمية المحلية ومخططاتها.
- 42 -
معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية
معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية الفصل الثاني
إن تطبيق الالمركزية يفرض استقاللية الجماعات المحلية إداريا وماليا ،فهي من جهة
مستقلة في أداء مهامها ،ومن جهة أخرى تتمتع باستقاللية مالية لالضطالع بهذه المهام.
حيث يجب أن يالزم كل توسيع في الصالحيات ،زيادة في الموارد المالية المخصصة
للبلدية .إال أنه في الواقع تشهد معظم البلديات عدم قدرتها على إدارة شؤونها ،بالرغم من
أن األعضاء المكونين لمجالسها الشعبية ،منتخبين من بين سكانها الذين تعتبر درايتهم
التامة بشؤون البلدية عامال أساسيا في النهوض بالبلدية وتحقيق التنمية المحلية.
وطالما أن توسيع صالحيات البلدية ممثلة في مجلسها الشعبي البلدي ،يعتبر التأشيرة
التي توصل البلدية إلى استقالليتها ،إال أنه يبقى بدون فائدة إذا ما تم إقران هذا التوسع
بموارد مالية محدودة ،ويصبح بذلك من محفز للتنمية المحلية إلى أهم معوقاتها ،يرجع
السبب في ذلك إلى اعتبار صالحيات البلدية ومواردها المالية وجهين لعملة واحدة فالعمل
على زيادة أحدهما يحتم الزيادة في اآلخر وبما أن المشرع نص صراحة في قانون البلدية
على استقاللية البلدية في إدارة مجاالت التنمية.
ومنه فإن البحث في طبيعة الصالحيات المسندة للمجلس الشعبي البلدي ،يعد أساسيا
لتحديد مدى استقاللية المجالس الشعبية البلدية في أداء مهامها .هذه االستقاللية تبقى
دون جدوى ،ومفرغة من محتواها إذا لم تقارن باستقاللية مالية وتحويل الوسائل المالية
الضرورية لممارسة الصالحيات ،األمر الذي يجعلنا نبحث في صالحيات المجلس
الشعبي البلدي (المبحث األول) ،وفي طبيعة الموارد المالية التي تزخر بها البلدية
(المبحث الثاني)
- 44 -
معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية الفصل الثاني
يقتضي تبني الالمركزية اإلدارية ضرورة التمييز بين المصالح الوطنية والمصالح
المحلية ،هذا التمييز ينتج عنه اختالف في الصالحيات والمهام الموكلة لكل من الجهات
المركزية والالمركزية في الدولة ،وهذا االختالف ناتج عن اختالف النظام السياسي
المتبنى(.)1
تعتمد كل الدول في تحديدها الختصاص السلطات المركزية و المحلية على أحد
األسلوبين ،إما األسلوب اإلنجليزي الذي يقوم على تحديد صالحيات المجالس المنتخبة
أو ()2
على سبيل الحصر موجب قوانين ،وما عداه فهو من اختصاص السلطة المركزية
األسلوب الفرنسي الذي يقوم على إطالق حرية المجالس المنتخبة في ممارسة صالحياتها
في حدود الحاالت المستثناة بنص قانوني( ،)3وهو نفسه األسلوب الذي انتهجه المشرع
الجزائري في تحديد صالحيات المجلس الشعبي البلدي ،حيث يتم تحديد المجال العام
لتدخل المجلس ،والذي ال يمكن تعديه و داخله يمكنه التصرف بحرية واسعة .وبالرجوع
إلى نص المادة 85من قانون البلدية ( )08/90نجدها تنص على أنه :يعالج المجلس
الشعبي البلدي من خالل مداوالته الشؤون الناجمة عن الصالحيات المسندة
للبلدية( )4حيث تبرز أهمية الدور الذي تلعبه البلديات في كونها وصلة الربط بين اإلدارة
المركزية والمواطن .انطالقا من هذا المبدأ فإن البلدية تضطلع بمهام واسعة وفي مختلف
المجاالت االجتماعية االقتصادية ،الثقافية ،والمالية.
واألمر الذي يالحظ على هذه الصالحيات هو توجه المشرع نحو توسيعها مقارنة بما
نص عليه من صالحيات في ظل قانون ( )08 / 90وهو ما يثير البحث في مدى تالءم
حجم المهام المسندة للبلديات وطبيعة مواردها المالية المتاحة؟
وبذلك يجب التطرق وبالتفصيل إلى الصالحيات التي أوكلت للبلدية وهو ما نتناوله
في هذا ا لمبحث .حيث أنه يتعين على المجلس الشعبي البلدي إنشاء لجان دائمة قصد
دراسة القضايا التي تهم البلدية السيما في االقتصاد والمالية واالستثمار ،الصحة والنظافة
وحماية البيئة تهيئة اإلقليم والتعمير السياحة والصناعة التقليدية ،الشؤون االجتماعية
والثقافية ،الري والفالحة والصيد البحري ،وبذلك نتناول صالحيات المجلس في المجالين
االقتصادي والمالي (المطلب األول) ،وصالحياته في المجالين االجتماعي وفي مجال
التهيئة والتعمير (المطلب الثاني).
( )1بوحنيــة قــوي :فسةةاد المحميةةات عريمةةة لمتنميةةة السياسةةية المحميةةة لةةالجزائر ،مجلــة فكــر ومجتمــع ،طاكسيج كوم للدراسات
والنشر والتوزيع ،عدد ،9جامعة الجزائر.2011 ،
- 46 -
معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية الفصل الثاني
يعهد للمجلس الشعبي البلدي اتخاذ كل ما يراه مناسبا لتحقيق دفعة نوعية في العجلة
االقتصادية بغية تحقيق األهداف التالية:
-خلق مناصب شغل.
-إشباع الحاجات العامة.
-وضع قواعد اقتصادية حديثة.
-تطوير قدرات التكامل واالندماج لالقتصاد الوطني.
وفي هذا الصدد يقوم المجلس بعدة مهام تتمثل أساسا في تطوير األنشطة االقتصادية
،حيث أن المشرع أعطى للمجلس الشعبي البلدي ()1
المسطرة في برامجها التنموية
اختصاصا عاما يتمثل في القيام بالتدابير الالزمة لضمان النمو االقتصادي و هو ما يثقل
كاهله( .)2وطبقا لنص المادة 109من قانون 10 /11يبدي المجلس الشعبي البلدي رأيه
المسبق عند إقامة أي مشروع إستثمار أو تجهيز على إقليم البلدية( ،)3كما يسهر المجلس
على تطوير السياحة بتنمية المناطق وابراز المؤهالت السياحية ،عن طريق تشجيع
المتعاملين االقتصاديين.
كما يخصص المجلس رأس مال على شكل استثمارات يتم إسنادها إلى صناديق
المساهمة للجماعات المحلية ،فنجد قانون االستثمار لسنة 1993يجيز للبلدية المساهمة
في تحفيز المستثمرين على إنجاز أو تمويل مشاريع استثمارية(.)4
لكن ما يالحظ على هذه الصناديق أنه تم إلغائها بموجب األمر 25/ 95الذي أنشأ
الشركات القابضة ،ليتم إلغائها هي األخرى بموجب األمر 04 / 01الذي نص على
إنشاء المؤسسات العمومية االقتصادية ،لتقوم بتسيير األموال المستثمرة( ،)1وهو ما نص
عليه المشرع في المادة 153من قانون ،10 /11في حين أن المادة 154من نفس
القان ون نصت على ضرورة حرص المؤسسات العمومية ذات الطابع الصناعي والتجاري
أن توازن بين إيراداتها ونفقاتها.
تعتبر االستقاللية التي منحها المشرع للبلدية ،األساس الذي تستند عليه المجالس
الشعبية البلدية في تحكمها في مواردها المالية عن طريق الصالحيات المخولة للمجالس
في الجانب المالي ،حيث يعد التصويت على الميزانية والمصادقة على الحساب اإلداري
أهم الوظائف اإلدارية.
فيما يخص التصويت على الميزانية ،فلقد أسند المشرع مهمة التصويت على
.فاألمين العام للبلدية يقوم بإعداد الميزانية ويقدمها الميزانية ،للمجلس الشعبي البلدي
()2
لرئيس المجلس الذي يطرحها للمجلس للتصويت عليها فالمجلس يصادق على ميزانية
أولية ،قبل 31أكتوبر من السنة السابقة للسنة المعنية ،وفي بعض األحيان يستلزم األمر
إعداد مي ازنية إضافية لتكملة واصالح اقتراحات الميزانية األولى ،على المجلس المصادقة
عليها قبل 15جوان من السنة المعنية بشرط أن تكون متوازنة وفي حالة عدم احترام ذلك
يحل الوالي محله .باإلضافة إلى مصادقته على االعتماد بابا بابا ،ومادة مادة( .)1كما
يجوز للمجلس الشعبي البلدي تحويل اعتمادات من باب لباب في نفس القسم(.)2
أما فيما يخص الحسابات اإلدارية والتي نص عليها المشرع في المادة 188من قانون
البلدية 10 /11تعرف بأنها الحسابات التي تحتوي على النفقات العامة الفعلية واإليرادات
العامة الفعلية ،والتي يتم إعدادها عن سنة مالية منتهية ،فالمجلس الشعبي البلدي يتمتع
بصالحيات الرقابة على بعض العـ ـملي ـات اإلداريـ ـ ـة .من جهـ ـ ـة يصادق على قبول الهبات
والوصايا ،ومن جهة أخرى يسهر على الرقابة الالحقة على تنفيذ الميزانية عن طريق
مناقشة الحسابات اإلدارية المقدمة من طرف رئيس المجلس الشعبي البلدي بعد اختتام كل
سنة مالية وتلك التي يقدمها أمين خزينة البلدية والذي كان يسمى سابقا القابض البلدي
وهو القائم على حسن سير العمليات الحسابية ومتابعة استخالص جميع مداخيل البلدية
والمبالغ التي ترجع إليها(.)3
نظ ار ألهمية هذين المجالين ودورهما الكبير في تحقيق التنمية فإن المشرع اشترط
المصادقة الصريحة للسلطة الوصية على المداوالت التي يقوم بها المجلس الشعبي البلدي
والمتضمنة المسائل التالية:
-الميزانيات والحسابات؛
-إحداث مصالح ،ومؤسسات عمومية()4؛
-قبول الهبات والوصايا األجنبية؛
-اتفاقيات التوأمة؛
يتولى المجلس الشعبي البلدي القيام بمهام عديدة ومتنوعة في المجال االجتماعي وفي
مجال التهيئة والتعمير .ففي المجال االجتماعي (الفرع األول) يتولى القيام بكل ما هو
ضروري للنهوض بـ :التعليم األساسي ،األجهزة االجتماعية ،والثقافية ،والسكن ،وحفظ
الصحة والمحيط .هذه الحاالت وبالرغم من كون الجهات المركزية مسئولة عنها إلى أن
إنشائها يبقى من مسؤولية المجلس ،في حين أنه في حال التهيئة والتعمير (الفرع الثاني)
فللمجلس الشعبي البلدي مهمة تحسين وتطوير البنايات القاعدية بما يتوافق وقواعد التهيئة
والتعمير وفي ذلك يقوم بإعداد مخططاته للتنمية المحلية.
يتولى المجلس الشعبي في هذا المجال التنشيط االجتماعي من خالل المبادرة بكل
ومد يد المساعدة لها في مختلف المجاالت. ما هو ضروري للتكفل بالفئات المحرومة
()2
أهمها القضاء على األمية عن طريق إنشاء المدارس األساسية وصيانتها ،إنجاز المطاعم
حيث يتعين على المجلس توفير ()3
المدرسية والسهر على توفير وسائل النقل للتالميذ
الظروف المالئمة للدراسة وهو ما نصت عليه المادة 122من قانون ،10 /11كذلك
للمجلس إدارة المرافق الخاصة بالسينما والفن والقيام بالمهام الثقافية ذات الصالح العام
باإلضافة إلى ترقية المواقع السياحية والترفيهية.
وفي إطار محاربته لألمية ونشره للثقافة الدينية ،يقوم المـجلس بص ـيانة المساجد
. و إنشاء المدارس القرآنية
()1
في مجال الصحة العمومية ،يقوم المجلس الشعبي البلدي بالمحافظة على الصحة
والنظافة العمومية وهذا في المجاالت التالية:
-المياه الصالحة للشرب والتنظيف والمياه القذرة؛
-القمامات المنزلية وغيرها من الفضالت؛
-األسواق المغطاة واألوزان والمكاييل العمومية؛
-المقابر والمصالح الجنائزية()2؛
وفي هذا الخصوص تقوم البلدية بإحداث مصالح عمومية ،يتغير عددها حسب
إمكانيات كل بلدية ،ولها في ذلك السلطة التقديرية في اختيار آلية وطرق تسييرها.
كما يقوم المجلس الشعبي البلدي وفي حدود إمكانية البلدية باتخاذ كل التدابير التي من
شأنها ترقية وتوفير مرافق للتعليم الحضري ،كما يساهم في إنشاء مرافق للرياضة والشباب
ومرافق الثقافة.
إضافة لتلك الصالحيات التقليدية التي أسندت للمجلس الشعبي البلدي ،فإن هذا
األخير يضطلع بكل المهام المتعلقة بالتهيئة والتعمير والهياكل القاعدية في حدود إقليمها
وصالحياته في هذا المجال واسعة ومحددة في نفس الوقت ،فهي محددة بالمخطط
الوطني للتهيئة والتعمير ،والمخطط الوالئي للتهيئة.
حيث يتعين على البلدية أن تتزود بكل وسائل التعمير المنصوص عليها في القوانين
والتنظيمات المعمول بها ،كما يتولى رسم النسيج العمراني وفي ذلك يسهر على حماية
األراضي الفالحية والمساحات الخضراء عن طريق مخطط شغل األراضي ،كما تسهر
على احترام تخصيصات األراضي وقواعد استعمالها باإلضافة إلى سهرها الدائم على
احترام الشروط المحددة في القوانين عند تسليمها رخص البناء التي تعد إجبارية يسلمها
رئيس ا لمجلس الشعبي البلدي ،كما أن أي عملية هدم كلي أو جزئي لبناية ما يشترط
الحصول مسبقا على رخصة الهدم.
ونظ ار لحرص المشرع على حماية البيئة فإن إنشاء أي مشروع من شأنه أن يلحق
من قبل المجلس الشعبي البلدي وهو ما نص ()1
ضرر بالبيئة ،يشترط أن يلقى قبول قبلي
عليه في قانون 08 /90في حين أنه في ظل قانون البلدية الجديد إشترط المشرع
الحصول على موافقة المجلس الشعبي البلدي فقط ولم يحدد له الوقت الذي يبدي فيه
موافقته أو رفضه للمشروع بمعنى أنه يمكن أن يبدي المجلس موافقته البعدية على مشروع
ما ،األمر الذي يجعلنا نتساءل في حالة ما إذا تم إنشاء مشروع معين ،وبعد إنشائه أبدى
المجلس رفضه له ،فما مصيره؟
في حين أن المشاريع ذات المنفعة الوطنية تخضع لألحكام المتعلقة بحماية البيئة.
كمـ ــا يتحمـ ــل المجلـ ــس الشـ ــعبي البلـ ــدي مسـ ــؤولية حمايـ ــة الت ـ ـراث العم ارنـ ــي مـ ــن خـ ــالل
المحافظة على المواقع األثرية والطبيعية وحماية الطابع الجمـالي للبلديـة عـن طريـق انتهـاج
أنماط سكنية متجانسة(.)1
كـ ـما ت ـبادر البـ ـلديـ ـة بالع ـم ـ ـليات المرت ـ ـبـ ـ ـطة بت ـهيئة اله ـ ـياكل والتجهيـزات الخاصــة بالشــبكات
التابعة الختصاصاتها وكذا العمليات المتعلقة بتسييرها وصيانتها.
للمجلس الشعبي البلدي أن يستعين بالمصالح التقنية للبلدية ،في إطار ممارسة
صالحياته في هذا المجال وهوما نصت عليه المادة 115من قانون .10 /11
- 53 -
معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية الفصل الثاني
لكن االستقالل المالي و لتج سيده يتطلب توفر موارد مالية ،متالئمة و حجم المهام
.ومنه فإذا كانت التنمية المحلية تعتمد ()1
الموكلة للبلديات في مجال التنمية المحلية
باألساس على التمويل المحلي (المطلب األول) إلحداث زيادة في مستويات التنمية
المحلية لكونها تنطلق من القاعدة الشعبية( ،)2فإن الوضعية الصعبة التي تعيشها مختلف
البلديات في ظل عجزها المالي يجعلها في حاجة إلى مساعدات الجهات المركزية
(المطلب الثاني) ،والتي تمنح إعانات للبلدية إلعادة التوازن المالي لها.
( )1عبد الصديق شيخ :االستغسل المالي لمجماعات المحمية -مداه وامكانية تمويره -مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في
الحقوق ،جامعة الجزائر 2013 ،ص.4
( )2حياة بن سماعيل ،وسيلة السبتي :التمويل المحمي لمتنمية المحمية -نماذج من اقتصاديات الدول النامية ،جامعة بسكرة
2006ص .2
- 54 -
معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية الفصل الثاني
التمويل الذات ي أو التمويل المحلي للبلدية هو كل الموارد المالية المتاحة والتي يمكن
توفيرها من مصادر مختلفة لتمويل التنمية المحلية بالصورة التي تحقق أكبر معدالت لتلك
التنمية عبر الزمن ،وتعظم استقاللية البلديات عن الحكومة المركزية في تحقيق التنمية
المحلية المنشودة( ،)1كما يعرف بأنه اإلجراءات والوسائل المحددة بالقانون والتي تمكن
الهيئة المحلية من تنفيذ مخططاتها في التنمية المحلية(.)2
من هذين التعريفين يتبين أن القاعدة األساسية للتمويل الذاتي ،هي أن تكون المصادر
تابعة من اإلقليم المحلي ذاته وليست خارجه وهذا لتحقيق االستقاللية المالية فعال ،ومنه
فالبحث في مصادر التمويل الذاتي للبلدية (الفرع األول) ،يتطلب البحث عن مدى فاعلية
التمويل المحلي للبلدية في تحقيق استقالليتها المالية (الفرع الثاني) ،وبالتالي تحقيق
التنمية المحلية.
كل األحوال تكون مخصصة كليا للجماعات المحلية وانما توجد حاالت أين تقتسم الدولة
مع البلدية عائدات هذه الموارد وبالتالي تنتفع بها البلدية جزئيا فقط .وتتشكل الموارد
()1
الجبائية من الضرائب والرسوم التي تشكل نسبة %90من مجموع المداخيل
والتي قد تكون إما مخصصة جزئيا أو كليا للجماعات المحلية ،فبالنسبة للموارد
الجبائية المخصصة كليا للجماعات المحلية فتتمثل في اآلتي:
-1الرسم عمى النشام المنني ( :)2()TAPيتم تطبيق هذا الرسم على المكلفين بالضريبة
ليحل الذين يمارسون نشاطا صناعيا أو تجاريا ،أو الذين يزاولون نشاطا غير تجاريا
()3
الرسوم كان يمثل موردا هاما في ميزانية البلدية ،لكن بعد 01فيفري 2006لم يعد له
()1
أي دور
أما الموارد الجبائية المخصصة جزئيا للجماعات المحلية فهي تلك الموارد التي تتقاسم
مداخيلها الدولة إلى جانب الجماعات المحلية ،من بينها:
-1الرسم عمى الييمة المضافة ( :)TVAحيث يعتبر هذا الرسم أهم المداخيل الجبائية
للبلدية ،حل محل الرسم الوحيد الشامل على اإلنتاج ( ،)TUGPوالرسم الوحيد الشامل
على الخدمات ( ،)TUGPSيتم تطبيق هذا الرسم على عمليات بيع األشغال العقارية
تحدد نسب توزيعه كاآلتي: ()2
والخدمات غير الخاضعة لرسوم خاصة
%6للبلدية %85 ،للدولة %9 ،الصندوق المشترك للجماعات المحلية .فالبلدية هنا لم
تتحصل إال على أقل نسبة.
-2الضريلة عمى الديل اإلجمالي( :)IRGهي ضريبة مباشرة تفرض على جميع
المداخيل الدورية بعد خصم جميع األعباء التي يسمح بها القانون ويشتمل على عدة
أصناف.
( )1بسمة عولمي :تشييص نوام اإلدارة المحمية والمالية المحمية في الجزائر ،مجلة اقتصادات شمال إفريقيا ،عدد 4الجزائر
ص .270
( )2عبد الصديق شيح :المرجع السابق ،ص .12
( )3سوامس رضوان ،بوقلقول الهادي :المرجع السابق ص .3
( )4غزيز محمد الطاهر :المرجع السابق ص .96
- 57 -
معوقات استقاللية إدارة البلدية في التنمية المحلية الفصل الثاني
الذاتي للبلديات ،حتى تتمكن من إيجاد الحد األدنى من االستثمار ،وفي هذا الصدد منح
()1
لتحفيز المستثمرين المشرع للبلدية إمكانية منح تسهيالت واستخدام مساعدات الدولة
للقيام بمشاريع استثمارية على إقليم البلدية تعود عليها بالربح لكن الواقع أثبت غير ذلك
فمعظم البلديات التي ال تملك نشاط اقتصادي لم تستطع الظفر بهذه الورقة المربحة.
-2إيرادات و عوائد األمسك :إن استغالل الجماعات المحلية مواردها ينتج عنه إيرادات
حيث تتنوع هذه اإليرادات :من إيـ ـرادات بـيع المحاصيل الزراعية ،إلى ح ـ ـق ـوق اإليجار
. وحقوق استغالل األماكن و المعارض و األسواق و عوائد منح االمتيازات
()2
-3إيرادات االستغسل المالي :تتشكل إيرادات االستغالل المالي من العوائد الناتجة عن
بيع منتجات أو عرض خدمات توفرها البلدية ،فهذه اإليرادات تتميز بالتنوع ،و تتكون من
عوائد الوزن و الكيل و القياس و عوائد الرسوم على الذبح اإلضافية المتمثلة في ختم
اللحوم أو حفظها (.)3
الفرع الثاني :عدم فاعلية التمويل الذاتي للبلدية في تحقيق التنمية المحلية.
رغم هذا التنوع والوفرة في المصادر الذاتية لتمويل البلدية ،إال أنها تبقى عاجزة عن
تحقيق التنمية المحلية ومرد ذلك ،عدم تمكن البلدية من التحكم في مواردها المالية .حيث
توجد عدة عوامل تؤدي إلى عدم نجاعة هذا النوع من التمويل ،فمنها ما هو مرتبط
بالتمويل المحلي في حد ذاته (أوال) ،ومنها ما هو مرتبط بالتسيير المحلي (ثانية).
اإلطارات المسيرة لها وان لم يكن في العدد فإنه في مستوى التأهيل وهو ما يؤدي إلى
سوء استغالل الموارد المالية للبلدية.
إعانات الدولة ،هي تلك المساعدات التي تمنحها الدولة للجماعات المحلية دون
تهدف من خاللها إلى إحداث نوع من التوازن بين البلديات ،وحسب نص ()1
إلزامها بردها
المادة 170من قانون 10-11فإن إعانات الدولة تشكل أحد الموارد المالية للبلدية ومنه
يجب دراسة طبيعة هذه اإلعانات (الفرع األول) ،باإلضافة إلى تحديد مدى تأثير هذه
اإلعانات على التنمية المحلية (الفرع الثاني).
إن منح الدولة لهذه اإلعانات ال يخرج عن الحاالت التالية :إعانات الصندوق
المشترك للجماعات المحلية (أوال) ،إعانات مخططات وبرامج التنمية (ثانية).
الجماعات المحلية وذلك لكون 50من موارده أصبحت موجهة لتسديد مصاريف الحرس
وهذا بعد تدهور األوضاع األمنية في البالد. ()1
البلدي
إال أنه في بعض األحيان يحدد الصالحيات بدقة وفي أحيان أخرى يحيلها على التنظيم
الذي يبقى مصيره مجهوال بين إصداره من عدمه ،وهو ما يطرح تساؤالت كبيرة بخصوص
طبيعة هذه المهام والصالحيات ،كما أن تداخل الصالحيات بين البلدية والوالية والدولة
يؤدي إلى تحميل البلدية مهام كبيرة هي في األصل من اختصاص سلطات أخرى وهو ما
يؤدي الى رفع مستوى اإلنفاق وبالتالي إعاقة عملية التنمية عن طريق التأثير السلبي على
ميزانية البلدية.
أما بالنسبة للموارد المالية للبلدية فإن الدولة تستحوذ على جزء كبير من الموارد
المخصصة لها ،فهي تأخذها لتعيد منحها لها محددة .وبالرغم من كثرة الموارد المالية
للبلدية إال أنها تبقى غير كافية لتغطية النفقات األمر الذي يحتم على رئيس البلدية
المبادرة إلى كل عمل من شأنه أن يطور هذه الموارد البلدية.
- 64 -
الخاتمة
آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر الخاتمة
الخاتمة:
يعتبر فشل قانون البلدية 09 / 08الصادر في ظل التحول السياسي الذي عرفته
البالد و توجهها من األحادية إلى التعددية الحزبية تكريسا لمبادئ الديمقراطية في تحقيق
التنمية المحلية ،الدافع وراء تعديل المشرع لقانون البلدية ،محاولة منه معرفة مكمن الخلل
في القانون القادم و تداركه في قانون 10/11في هذا القانون حاول فيه المشرع تحقيق
مبادئ الحكامة الرشيدة ،فمبدأ الشفافية يلزم المجلس الشعبي البلدي تقديم عرض مفصل
عن نشاطه السنوي ،في حين أن مبدأ المشاركة يقتضي إشراك فاعلي المجتمع المدني في
التسيير المحلي و أعتبره آلية للمساهمة في التنمية المحلية.
وبما أن البلدية هي الجماعة اإلقليمية القاعدية للدولة وبحكم قربها من المواطن
تعتبر المسئولة الوحيدة عن تحقيق التنمية المحلية ،وبالتالي فإن الدور المنوط بها يحتاج
لتوفر كل اإلمكانيات الالزمة لتحقيق ذلك .هذه اإلمكانيات تتوفر على عنصرين إمكانيات
بشرية وأخرى مالية ،يفترض توفرها تحقق التنمية المحلية.
لكن ما يالحظ على الموارد البشرية التي تتوفر عليها البلدية ،هو عدم قدرتها على
تحقيق األهداف المرجوة منها ،فبالرغم من احترام المشرع للقواعد الدستورية في تشكيله
للمجلس الشعبي البلدي حيث تعتبر آلية تشكيل المجلس الشعبي البلدي -الذي يعتبر
البيئة األساسية لممارسة الديمقراطية في االنتخاب ،إال أن هذه اآللية لقيت الكثير من
النقد ،بسبب إفرازها ألعضاء ليست لهم القدرة على تسيير البلدية والخوض في مجال
التنمية المحلية و هو ما يفسر اعتماد البلدية على اإلطارات الموجودة مسبقا و هيئات
أخرى لها المؤهالت العلمية الكافية .وفي ذلك إستحدث المشرع هيئة ثالثة إلدارة البلدية
يترأسها األمين العام ،هذا األخير بحكم خبرته ودرايته بالمسائل اإلدارية إحتل مكانة هامة
ضمن مسار العملية التنموية ،وبالرغم من ذلك فإن هؤالء األعوان يتمتعون بقلة الكفاءة
بالرغم من توفرهم على الخبرة .األمر الذي جعل المشرع يتوجه نحو تعويض ذلك بدورات
التكوينية التي نص عليها في قانون البلدية الجديد حيث نص على ضرورة رسكلة وتكوين
- 66 -
آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر الخاتمة
مستخدمي البلدية ،فألزم المنتخب البلدي متابعة دورات التكوين وتحسين المستوى ،خاصة
تلك المرتبطة بالتسيير البلدي .وبالمقابل ألزم الموظفين واإلطارات أيضا بمتابعة الدورات
التكوينية وهو ما يحسب لصالح المشرع.
فالبلدية باعتبارها األقرب للمواطن خولها المشرع مهام متعددة في مختلف المجاالت
االقتصادية االجتماعية الثقافية ،المالية والتجهيزات القاعدية .وتجسيدا لصالحياتها تلجأ
البلدية إلى إنشاء المرافق العامة ،كما قد تلجأ إلى التعاون مع البلديات األخرى أو مع
منظمات المجتمع المدني.
وبما أن البلدية هيئة ال مركزية فإنها في إطار ممارستها لصالحياتها تخضع لرقابة
السلطات الوصية ،هذه الرقابة تقع على أعمال المجلس ،وتمتد إلى المجلس حيث قد
تصل إلى حل أعضاءه باإلضافة إلى إمكانية مسائلة المجلس الشعبي البلدي جنائيا ،كما
نص المشرع على مشاركة المواطن المحلي في تسيير شؤونه المحلية وهذا في الباب
الثالث من القسم األول من قانون .10 / 11األمر الذي يعكس توجه المشرع نحو تفعيل
المشاركة الشعبية.
أما بالنسبة للموارد المالية للبلدية فإن الدولة تستحوذ على جزء كبير من الموارد
المخصصة لها ،فهي تأخذها لتعيد منحها لها محددة .وبالرغم من كثرة الموارد المالية
للبلدية إال أنها تبقى غير كافية لتغطية النفقات األمر الذي يحتم على رئيس البلدية
المبادرة الى كل عمل من شأنه أن يطور هذه الموارد البلدية ،هذه الوضعية تحتم على
البلدية إيجاد اآلليات الالزمة لتفعيل وتدعيم وسائل تمويلها التي تعتبر من الضروريات
الحتمية ،فتوفير موارد مالية ثابتة ومنتظمة يسهل على البلدية القيام بوظائفها .وبالدرجة
الثانية تثمين الموارد المالية للبلديات يتم عن طريق إصالح المنظومة الجبائية والرفع من
قدرات البلدية في التمويل الذاتي ،ويتأتى ذلك من خالل تثمين الموارد الجبائية بإشراك
البلديات في الجباية المحلية ومن جهة أخرى تثمين الثروات واألمالك المحلية.
- 67 -
آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر الخاتمة
ومن أهم التوصيات التي نقترحها ،ولتفعيل دور البلدية في التنمية المحلية وجعلها
مق ار لالزدهار االقتصادي ،يجب على المشرع مراعاة النقاط التالية:
-االعتماد على الكفاءات الموجودة بالبلدية لتسيير عملية التنمية.
-إعادة الثقة بين الرئيس والمرؤوس .واعادة االعتبار لثقافة العمل الجماعي واإلبداع
وهذا بضرورة توحيد كل الجهود لتحقيق التنمية المحلية.
-توفير الحوافز المادية والمعنوية الستقطاب اإلطارات والكفاءات الموجودة في البلدية
بدل توجهها نحو القطاع الخاص.
-تثمين دور اإلعالم وجعله حافز للتنمية ،فإذا كانت البلدية تخضع للسلطة الوصية ،فإن
اإلعالم يفعل الرقابة الشعبية.
-ضرورة مراعاة الفروق الموجودة على مستوى كل بلدية ،ومراعاة إمكانيات كل بلدية
عند التقسيم اإلداري.
-يجب على البلدية أن تلجأ إلى االستثمار المنتج للثروة وايجاد الضمانات الستقطاب
المستثمرين وبذلك خلق موارد جديدة للبلدية تقلل من تبعية البلدية ماليا للدولة.
-إيجاد آليات بديلة للتضامن المالي للبلديات عوض الصندوق المشترك للجماعات
المحلية الذي لم يعد يقوم بالدور المنوط به.
-تفعيل دور الجهات الوصية في الرقابة على البلدية ،سواء كانت على األشخاص أو
على مالية البلدية بشرط أال تمس هذه الرقابة بمبدأ االستقاللية.
-على المشرع أن يحدد وبدقة آلية إشراك اإلطارات البشرية للبلدية في التنمية المحلية.
-يجب تحديد المركز القانوني لألمين العام بما يسمح له بأداء دوره بفعالية في تحقيق
التنمية المحلية.
- 68 -
آليات تفعيل دور البلدية في التنمية المحلية في الجزائر الخاتمة
-باعتبار تكوين موظفي البلدية أمر ضروري للنهوض بالتنمية المحلية ،يتعين استحداث
لجان تراقب مدى احترام البلدية لهذه الدورات التكوينية ،وتراقب مدى التزام هؤالء
الموظفين بالحضور لهذه الدورات التكوينية.
ومنه فإن تحقيق التنمية المحلية يبقى مرهون بالتنمية البشرية التي تفرز أفراد يتمتعون
بالوعي الالزم للدور األساسي والمهم الذي يلعبونه في العملية التنموية بدل إلقاء كامل
المسؤولية على عاتق البلدية.
- 69 -
قائمة المراجع:
(أ) النصوص الرسمية:
-1الدساتير:
-1دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة 1963الصاد رفي 1963/09/10ج ر
رقم .64
-2دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة 1976الصادر بموجب األمر الرئاسي
رقم 97/ 76 :المؤرخ في 1976/11/22 :ج ر رقم-94 :الصادرة في.1976/11/24 :
-3دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة 1989الصادر بموجب
ا لمرسوم الرئاسي رقم 18/ 89 :المؤرخ في 1989/ 02/ 23 :ج ر رقم-09 :الصادرة
في.1989/ 03/ 01 :
- 4دستور الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية لسنة 1996الصادر في1996/ 11/ 28 :
ج ر رقم 76 :المؤرخ في.1996 /12 /08:
- 5دستور معدل بموجب القانون رقم 19/08المؤرخ في 2008/11/15 :المتضمن التعديل
الدستوري ج ر رقم 63الصادرة في .2008/11/16:
- 6دستور معدل بموجب القانون رقم 01/16:المؤرخ في 2016/03/06 :المتضمن التعديل
الدستوري ج ر رقم 14الصادرة في.2016/03/07:
- 2اليوانيا:
-1القانون رقم 08 / 09المؤرخ في 12رمضان 1410الموافق لـ 07 :أفريل 1990يتعلق
بالبلدية ،الجريدة الرسمية عدد.15
ومضمونها.
-4المرسوم 136 / 73المؤرخ في 9أوت 1973تحدد لشروط تسيير البلديات وتنفيذ المخططات
البلدية للتنمية ،الجريدة الرسمية عدد .67
-2محمد الصغير بعلي :يانوا اإلدارة المحمية الجزائرية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،د ط ،الجزائر
.2004
-3ناجي عبد النور :الدور التنموي لممجالس المحمية في إمار الحوكمة ،منشورات الحلبي ،د ط
الجزائر.2010 ،
-4عالء الدين عشي :شرح يانوا اللمدية ،دار الهدى للطباعة والنشر ،د ط ،الجزائر.2011 ،
-5عمار بوضياف :الوجيز في اليانوا اإلداري ،جسور للنشر والتوزيع ،د ط ،2الجزائر.2007 ،
-6عمار بوضياف :شرح يانوا اللمدية ،جسور للنشر والتوزيع ،ط ،1الجزائر2012 ،
-7فريحة حسين :شرح اليانوا اإلداري ،ديوان المطبوعات الجامعية ،ط ،2الجزائر .2010،
- 71 -
المذكرات:
أمروحة الدكتوراه:
-1فريدة مزياني :المجالس المحمية في ول نوام التعددية السياسية في التشريب الجزائري ،مذكرة
مقدمة لنيل شهادة دكتوراه الدولة في القانون ،جامعة قسنطينة .2005,
مذكرات الماجستير:
-1غزيز محمد الطاهر :آليات ت عيل دور اللمدية في التنمية المحمية لالجزائر ،مذكرة مقدمة لنيل
شهادة الماجستير ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة.2011 ،
-2بوطيب بن ناصر :الريالة الوةائية وأثرها عمى المجالس الشعلية اللمدية في الجزائر ،مذكرة
مقدمة النيل شهادة الماجستير في الحقوق جامعة قاصدي مرباح ورقلة.2011 ،
-3بوشامي نجالء :المجمس الشعلي اللمدي في ول يانوا اللمدية 08 /90أداة لمديمويرامية الملدأ
والتمليا ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في القانون العام ،جامعة قسنطينة.2006 ،
-4بلعباس بلعباس :دور وةسحيات رئيس المجمس الشعلي اللمدي في اليانوا الجزائري ،مذكرة
مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،جامعة الجزائر.2003 ،
-5حسين عبد القادر :الحكم الراشد في الجزائر واشكالية التنمية المحمية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في العلوم السياسية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان.2012،
-6يحياوي حكيم :دور المجالس المنتيلة في التنمية المحمية (دراسة ميارنة ليا لمديتي و واليتي
وريمة و غرداية) ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة.2011 ،
-7گواشي عتيقة :السمركزية اإلدارية في الدول المغارلية -دراسة مقارنة-مذكرة مقدمة لنيل شهادة
الماجستير في العلوم السياسية ،جامعة قاصدي مرباح ورقلة.2010 ،
-8عبد السالم عبد الالوي :دور المجتمب المدني في التنمية المحمية لالجزائر( دراسة ميدانية
لواليتي المسيمة و لرج لوعريريج) ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية
- 72 -
-10عبد الصديق شيخ :االستيسل المالي لمجماعات المحمية ،مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير
جامعة الجزائر.2003 ،
-11رفيق مرسلي :األساليب الحديثة لمتنمية اإلدارية ليا حتمية التغيير ومعويات التمليا دراسة
حالة الجزائر ،2011-2001مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية والعالقات
الدولية جامعة تيزي وزو.2011 ،
-12شباب سهام :إشكالية تسيير الموارد المالية لملمديات الجزائرية (حالة لمدية معسكر) ،مذكرة
مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم االقتصادية ،جامعة أبي بكر بلقايد ،تلمسان.2012،
-13الطالب حمدي رشيد :ميزانية اللمدية في مواجنة العجز المالي (دراسة تملييية الثسث لمديات
ما والية لومرداس) مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ،جامعة الجزائر.2012 ،
-14قديد ياقوت :اإلستيسلية المالية لمجماعات المحمية –دراسة حالة ثسث لمديات ،-مذكرة
ماجستير في العلوم اإلقتصادية كلية العلوم اإلقتصادية وعلوم التسيير والعلوم التجريبية ،جامعة أبي
بكر بلقايد تلمسان.2010،
الدوريات والمياالت:
-1بوحنية قوي :فساد المحميات عريمة لمتنمية السياسية المحمية لالجزائر ،مجلة فكر
و بمجتمع ،طاكسيج کوم للدراسات و النشر و التوزيع ،عدد ،9جامعة الجزائر.2011 ،
-2بسمة عولمي :تشييص نوام اإلدارة المحمية والمالية المحمية في الجزائر ،بمحلة اقتصاديات
شمال إفريقيا ،عدد .2004 ،4
-3حسون محمد علي :الجنات محل الوةاية اإلدارية واألساس اليانوني الستيسلنا في التشريب
الجزائري ،مجلة رسالة الحقوق ،السنة الثالثة ،العدد الثالث ،كلية الحقوق والعلوم السياسية جامعة قالمة
.2011
-4ناجي عبد النور :دور اإلدارة المحمية في تحييا التنمية المحمية (تجرلة اللمدية الجزائرية) مجلة
النهضة ،عدد 4أكتوبر ،القاهرة.2009 ،
-5سوامس رضوان و بوقلقول الهادي :تمويل الجماعات المحمية في ول التحوالت االيتةادية
الجارية في الجزائر ،جامعة باجي مختار عناية
- 73 -
-6عبد القادر موفق :االستيسلية المالية لملمدية في الجزائر ،أبحاث اقتصادية وادارية ،جامعة بسكرة
العدد ،2ديسمبر .2007
-7عيسی مرزاقة :معويات الجماعات المحمية لعض عناةر التحميل ،بمجلة العلوم االجتماعية
واإلنسانية ،جامعة باتنة ،عدد ،14الجزائر .2006،
-8غريبي أحمد :ألعاد التنمية المحمية وتحدياتنا في الج ازئر ،مجلة البحوث والدراسات العلمية،
جامعة المدية عدد 10أكتوبر.2010 ،
- 74 -
الفهرس:
10 ال ةل األول :ت عيل اإلمار اللشري وتجسيد دوره في التنمية المحمية.
11 الملحث األول :التركيلة اللشرية لملمدية المساهمة في التنمية المحمية.
11 المممب األول :النوام اليانوني لممجمس الشعلي اللمدي.
12 ال رح األول :آلية تشكيل المجمس الشعلي اللمدي.
14 ال رح الثاني :رئيس المجمس الشعلي اللمدي.
18 المممب الثاني :األعواا العموميوا لملمدية.
18 ال رح األول :األميا العام لملمدية.
21 ال رح الثاني :مساهمة التلمير اللشري لملمدية في التنمية المحمية.
23 الملحث الثاني :اإلمار النوري لمتنمية المحمية
24 المممب األول :م نوم التنمية المحمية وعوامل نجاحنا.
24 ال رح األول :م نوم التنمية المحمية.
82 ال رح الثاني :عوامل نجاح التنمية المحمية
33 المممب الثاني :أدوات التنمية المحمية.
33 ال رح األول :ميممات ولرامج التنمية
37 ال رح الثاني :مساهمة ميزانية اللمدية في التمويل المحمي
44 ال ةل الثاني :معويات استيسلية إدارة اللمدية في التنمية المحمية
45 الملحث األول :توسيب ةسحيات المجمس الشعلي اللمدي.
46 المممب األول :ةسحيات المجمس في المجاليا االيتةادي والمالي
47 ال رح األول :ةسحيات المجمس في المجال االيتةادي.
48 ال رح الثاني :ةسحيات المجمس في المجال المالي
50 المممب الثاني :ةسحيات المجمس في المجاليا االجتماعي والتنيئة والتعمير
50 ال رح األول :ةسحيات المجمس في المجال االجتماعي
52 ال رح الثاني :ةسحيات المجمس الشعلي اللمدي في مجال التنيئة والتعمير
54 الملحث الثاني :محدودية الموارد المالية لملمدية
55 المممب األول :التمويل الذاتي لملمدية وأثره عمى التنمية المحمية
55 ال رح األول :مةادر التمويل الذاتي لملمدية
58 ال رح الثاني :عدم فاعمية التمويل الذاتي لملمدية في تحييا التنمية المحمية.
60 المممب الثاني :اإلعانات المركزية وتلثيرها عمى التنمية المحمية
60 ال رح األول :مليعة اإلعانات المركزية الموجنة لملمدية
63 ال رح الثاني :تلثير اإلعانات المركزية عمى التنمية المحمية.
66 الياتمة
70 يائمة المراجب
75 ال نرس
- 75 -
- 76 -