You are on page 1of 25

‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث األول‪:‬‬
‫اإلطار النظري و المعرفي للمالية المحلية‬
‫تعد االستقاللية المالية من احد أهم مقومات النظام الالمركزية ‪ ،‬حيث أن المالية المحلية منحت اهتماما‬
‫كبيرا من قبل المشرع ‪،‬حيث حدد الموارد المالية الخاصة بالجماعات المحلية من حيث اإليرادات والنفقات‬
‫‪،‬كون الجماعات المحلية يناط بها دورا مهم على المستوى> المحلي ‪،‬ذلك من خالل تقديم الخدمات لساكني‬
‫الجماعات المحلية ‪ ،‬وتلبية حاجياتهم المختلفة والتي تكون مختلفة على حاجيات سكان المركز ‪ ،‬كما أن‬
‫اللجوء إلى النظام المركزي> في الغالب يكون لتخفيف الضغط على النظام المركزي وتطعيمه ‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬
‫مبررات األخذ بنظام اإلدارة المحلية‬
‫إذا ك>>انت النظم القانوني>>ة الي>>وم وعلى اختالف نهجه>>ا السياس>>ي واالقتص>>ادي واالجتم>>اعي‪ ،‬ق>>د تبنت‬
‫اإلدارة المحلية تنظيما إداريا‪ ،‬فاألسباب الداعية العتماد نظام اإلدارة المحلية تك>>اد تك>>ون واح>>دة في جمي>>ع‬
‫الدول‪ 1‬ويمكن حصرها فيما يلي ‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬تزايد مهام الدولة‬


‫عندما كان نشاط الدولة محدودا كان من اليسير على الحكومة أداء خدماتها> في جميع أرجاء الدولة ه>ذا‬
‫في ظل الدولة الحارسة ‪ ،‬أما في ظل الدولة المتدخلة حدث توسع كمي في وظائف الدولة‪ ،2‬التي ص>>ارت‬
‫تهتم بجميع المسائل ذات الطابع االجتماعي واالقتص>>ادي> والثق>افي ‪ ،‬مم>ا أدى إلى تن>وع مهامه>ا ونش>اطها‬
‫مما فرض عليها إعادة تطعيم نظامها> المركزي بنظام المركزي> ‪،‬يساعدها في أداء دورها على المس>>تويات‬
‫المحلي>>ة ‪ ،‬فتن>>ازلت الس>>لطة المركزي>>ة على العدي>>د من الش>>ؤون ال>>ذات الط>>ابع المحلي إلدارته >ا> لص>>الح‬
‫الجماعات المحلية كونها> األقدر على االستجابة لهذه الحاجيات المحلية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬التفاوت بين أجزاء وأقاليم الدولة‬


‫ال يمكن أن ننكر أن أقاليم الدولة مهما تماثلت في مس>>ائل معين>>ة فإنه>>ا تظ>>ل تختل>>ف في مس>>ائل أخ>>رى‬
‫متعددة ‪ ،‬وهذه الظاهرة مست الدول جمعيا فاألق>اليم تختل>ف من الناحي>ة الجغرافي>ة فهن>اك من>اطق س>احلية‬
‫‪،‬وأخرى قريبة من العاصمة وهناك مناطق> نائية أو شبه معزولة‪.‬‬

‫كما أنها تختلف من حيث التعداد السكاني ‪،‬فهناك مدن بها عدد سكان كبير جدا ومدن ع>>دد س>>كانها متوس>ط>‬
‫وهناك مدن عدد سكانها> محدود جدا ‪ ،‬فالشك أن ه>ذا االختالف من منطق>>ة ألخ>رى من من>اطق> الدول>ة من‬
‫شانه أن يفرض ضرورة االستعانة بنظ>>ام المرك>>زي لتس>>يير الش>>ؤون ذات الط>>ابع المحلي ‪،‬ألن>>ه ال يمكن‬
‫‪ 1‬عمار بوضياف‪ ،‬الوجيز في القانون اإلداري ‪ ،‬دار جسور للنشر والتوزيع ‪ ،‬ط‪ ، 2‬اجلزائر ‪ ،2009 ،‬ص‪.223 ،‬‬
‫‪ : 2‬سمير مجمد عبد الوهاب ‪ ،‬االتجاهات الجدیدة للحكم المحلي و البلدیات في ظل األدوار الجدیدة للحكومة ‪ ،‬أعمال مؤتمرات‬
‫‪ .‬المنظمة العربية للتنمية اإلداریة(جامعة الدول العربية‪ ،‬مصر‪ ، 2009 ،‬ص‪16 :‬‬
‫‪1‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫تصور> تسييره من قبل الجهاز المركزي ‪ ،‬فوجود> جه>>از إداري محلي يك>>ون على دراي>>ة بجمي>>ع متطلب>>ات‬
‫وحاجيات الس>>اكنة المحلي>>ة ‪ ،‬والبح>>وث> الدراس>>ات في ه>>ذا المج>>ال تثبت أن متطلب>>ات وحاجي>>ات األف>>راد‬
‫تختلف من إقليم ألخر مما يستوجب إلزامية إدارتها وتسييرها> محليا‪.‬‬

‫الفر ع الثالث ‪ :‬تجسيد الديمقراطية‬


‫تعد الالمركزية اإلدارية تجسيدا للنظام الديمقراطي> ‪ ،‬كونها تسمح بالمش>>اركة الواس>>عة لألف>>راد الح>>ق‬
‫في تدبير وتسيير األمور ذات الطابع المحلي ‪ ،‬وتعد> الالمركزية مؤشرا> حقيقيا على مدى ديمقراطية النظام‬
‫السياسي> ‪ ،‬وحرصه على إقرار> المركزية حقيقية تقوم على أساس االع>>تراف بمص>>الح محلي>>ة متم>>يزة عن‬
‫المصالح الوطنية ‪،‬ويترك> مهمة تسيير وإدارة ه>>ذا المرف>>ق المحلي لس>>اكني> اإلقليم ويس>>هرون على ترقيت>>ه‬
‫والنهوض به‪ ، 1‬من جهة و من جهة أخرى‪ ،‬تتاح أمامهم الفرصة لتقديم أرائهم فيما يق>>دم لهم من سياس>>ات‬
‫‪2‬‬
‫من خالل المنتخبين المحليين‪ ،‬بل و يسهل ذلك عليهم ممارسة الدور الرقابي المنوط بهم‪.‬‬

‫الفرع الرابع‪ :‬تحقيق العدالة االجتماعية‬


‫يمثل نظام اإلدارة المحلية فرصة حقيقية لتحقيق جملة من األهداف االجتماعية ‪،‬تتمثل في تحقي>>ق رغب>>ات‬
‫وحاجي>>ات الس>>اكنة المحلي>>ة وأولوي>>اتهم ‪ ،‬حيث أن وج>>ود> مجلس محلي في رقع>>ة جغرافي>>ة مح>>ددة يش>>عر‬
‫األف>>راد> بالمس>>ؤولية تجاه>>ه مم>>ا ينعكس إيجاب>>ا على أداء المرف>>ق> المحلي على المس>>تويات االقتص>>ادية‬
‫واالجتماعية لهم ‪ ،‬ويؤمن لهم الحصول> األيسر والسهل على الخدمات على مستوى الهيئات اإلدارية‪.‬‬

‫وشعور الفرد بارتباطه المحلي يقوي من عملية ت>>أثيره على ص>>ناعة الق>>رارات ذات الط>>ابع المحلي ‪ ،‬مم>>ا‬
‫يعزز الثقة بالنفس لدى ساكني الوح>دات المحلي>>ة ‪ ،‬ويزي>>د من ارتباط>>ه ب>>المجتمع المحلي ال>ذي ينتمي إلي>ه‬
‫‪3‬‬
‫وهي ركيزة تقوية وتطوير قيم المواطنة‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫أسس وأركان اإلدارة المحلية‬
‫يكاد يجمع الفقه اإلداري أن هن>>اك ثالث أرك>>ان أساس>>ية لنظ>>ام اإلدارة المحلي>>ة ‪،‬وهي وج>>ود مص>>الح‬
‫محلية تهم سكان الوحدة المحلية متميزة عن المصالح الوطنية التي تهم جميع سكان الدولة ‪ ،‬وجود> مج>>الس‬
‫‪4‬‬
‫منتخبة بالكامل أو في غالبيتها تتولى إدارة شؤون الوحدة المحلية على نحو مستقل عن السلطة المركزي>>ة‬
‫في إطار ما يعرف> بالوصاية اإلدارية الرقابة الوصائية‪.‬‬

‫‪ 1‬بوعزاوي بومجعة‪ ،‬اإلدارة المحلية ‪ ،‬مداخلة قدمت ضمن أعمال املؤمتر الدويل الثالث ملنظمة‪ .‬التنمية اإلدارية ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬مصر ‪،2005 ،‬ص‪،‬‬
‫‪.149‬‬
‫‪ : 2‬أمينة قصراوي‪ ،‬ادراة المناطق العربية الفلسطينية في إسرائيل ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير في العلوم السياسية‪-‬تخصص إدارة‬
‫الجماعات المحلية و اإلقليمية‪ ،‬كلية الحقوق و العلوم السياسية‪-‬جامعة ورقلة‪ ،2012 ،‬ص ‪.7‬‬
‫‪ 3‬حممد حممود الطعامنة ‪ ،‬الحكم المحلي في الوطن العربي ‪ ،‬مداخلة قدمت ضمن أعمال املؤمتر الدويل الثالث ملنظمة التنمية‪ .‬اإلدارية ‪،‬القاهرة‬
‫‪،‬مصر ‪ ،2005،‬ص‪.43 ،‬‬
‫‪ :4‬حممد‪ .‬علي اخلاليلة‪ ،‬اإلدارة المحلية وتطبيقاتها في كل من األردن وبريطانيا وفرنسا ومصر ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪،‬عمان األردن ‪،‬‬
‫‪ ،2009‬ص‪.45 ،‬‬
‫‪2‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫الفرع األول‪ :‬وجود مصالح محلية متميزة‬
‫من أهم المقومات التي تقوم عليها اإلدارة المحلي>>ة ‪،‬أن تك>>ون هن>>اك مص>>الح محلي>>ة وحاجي>>ات خاص>>ة‬
‫لبعض المناطق> الجهوية‪ ،‬ويستحسن أن يترك أمر إشباعها ألبناء ك>>ل منطق>ة ‪ ،‬وذل>ك ال ينفي وج>ود> بعض‬
‫‪1‬‬
‫المرافق> الوطنية داخل اإلقليم المحلي‬

‫و لذلك فان الحاجيات المحلية التي تهم سكان اإلقليم تستحق أنظمة قانونية خاصة بها ‪،‬تعزز دورا في تلبية‬
‫هذه المتطلبات ‪،‬هذا يستلزم منح المجالس المحلية صالحيات أوسع ابتداء من الشخصية المعنوية المستقلة‬
‫وصوال لالستقاللية المالية واإلدارية ح>>تى تتمكن من االس>>تجابة لمختل>>ف المتطلب>>ات المحلي>>ة المادي>>ة مث>>ل‬
‫السكن‪ ،‬والنقل‪ ،‬والمواصالت‪،‬وقد> تكون حاجيات معنوية كالصحة والتعليم ‪ .‬و تظهر استقاللية و تفرد ه>>ذه‬
‫المصالح فيما يلي‪:2‬‬

‫‪ 1-‬اعتراف السلطة المركزية بالهيئات المحلية و إعطائها الشخصية المعنوية ‪.‬‬


‫‪ 2-‬تمثيلها عن طريق ممثل يباشر نيابة عنها اختصاصاتها المقننة و يعبر عن إرادتها‪.‬‬
‫‪ 3-‬توفر مجموعة من المصالح المحلية المتميزة عن المصالح القومية ( مصالح الدولة)‬
‫‪ 4-‬إستحواذها على موارد> مالية تساعدها على القيام بإختصاصاتها و اإلستمرار في الوجود‪>.‬‬
‫و يفترض ترك مهمة تسيير وإدارة هذه المجالس المحلية لمن يستفيد من خ>>دماتها‪ ،‬أي أن اإلدارة المحلي>>ة‬
‫هي من تت>>ولى> عملي>>ة ص>>ناعة الق>>رارات على المس>>توى> المحلي ‪،‬وتت>>ولى> الس>>لطة المركزي>>ة رس>>م مع>>الم‬
‫السياسة العامة للدولة ‪.3‬‬
‫الفرع الثاني‪:‬وجود مجالس محلية منتخبة مستقلة عن السلطة المركزية‬
‫إن ال>>ركن الث>>اني ل>>ذي تق>>وم علي>>ه اإلدارة المحلي>>ة ه>>و وج>>ود> مج>>الس منتخب>>ة تت>>ولى إدارة الش>>ؤون‬
‫المحلية ‪،‬وتتمتع بنوع من االستقالل في مواجهة السلطة المركزية ‪،‬ويقصد باالستقالل في هذا السياق تمت>>ع‬
‫اإلدارة المحلية بالحية في ممارسة اختصاصاتها> وإنشاء وإدارة المرافق> العمومية المحلية ‪ ،‬دون أي ت>>دخل‬
‫من السلطة المركزية‪.‬‬

‫ولعل من أهم مقومات التي تضمن استقالل المجالس المحلية هو تمتعها بالشخصية المعنوية ‪،‬ال>>تي تض>>من‬
‫لها االستقاللية المالية واإلدارية ‪،‬ويجبان يتم األخذ بأسلوب االنتخاب في تشكيل المجالس المحلي>>ة ب>>دال من‬
‫التعيين‪.‬‬

‫وي>>ترتب> عن تمت>>ع اإلدارة المحلي>>ة بالشخص>>ية المعنوي>>ة اس>>تقالال مالي>>ا وادري >ا> عن الس>>لطة المركزي>>ة‬
‫فاالستقالل اإلداري> يقصد به ق>>درة اإلدارة المحلي>>ة على اتخ>>اذ الق>>رارات اإلداري>>ة ال>>تي تع>>ود> ب>>النفع على‬
‫المواط>>نين ‪ ،‬وعلى نح>>و مس>>تقل عن الس>>لطة المركزي>>ة ‪4‬إال في ح>>دود اإلش>>راف> والوص>>اية (الرقاب>>ة‬
‫الوصائية)‪.‬‬

‫أما االستقالل المالي وال>>ذي يهمن>>ا في ه>>ذا المق>>ام ‪ ،‬فمعن>>اه االع>>تراف له>>ذه الهيئ>>ات المحلي>>ة بالق>>درة على‬
‫تحصيل الموارد> المالية المحلي>>ة إلى ج>>انب تل>>ك المس>>اعدات ال>>تي تحص>>ل عليه>>ا من الس>>لطة المركزي>>ة ‪،‬‬

‫‪: 1‬جعفر قاسم أنس‪ ،‬أسس التنظيم اإلداري واإلدارة المحلية‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ط‪2‬بن عكنون اجلزائر ‪ ،1988،‬ص‪.18 ،‬‬
‫‪ : 2‬أمينة قصراوي‪ ،‬المرجع السالف الذكر‪ ،‬ص ‪.29‬‬
‫‪: 3‬حممد‪ .‬علي اخلاليلة‪ ،‬المرجع السالف الذكر‪ ،‬ص‪.46 ،‬‬
‫نفس المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.50 ،‬‬ ‫‪4‬‬

‫‪3‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫ويجب أن تكون هذه الموارد المالية كافية نسبيا بما يغني الهيئات المحلية عن االقتراض والحاجة لمس>>اعدة‬
‫السلطة المركزية ‪ ،‬والذي ينعكس سلبا على استقاللية هذه الهيئات‪.‬‬

‫كما يعني االستقالل المالي أن تكون الهيئات المحلية حرة في إدارة أموالها على نحو يحقق مصالح الساكنة‬
‫المحلية ‪ ،‬كما يع>>ني أن تك>>ون للمج>>الس المحلي>>ة موازن>>ة مالي>>ة مس>>تقلة عن الموازن>>ة العام>>ة للدول>>ة ‪ ،‬وان‬
‫تستطيع> االحتفاظ بما يبقى فائض موازنتها> واستغالله بما يخدم المصلحة لمواطني> الوحدات المحلية‪.‬‬
‫الفرع الثالث‪:‬الخضوع لرقابة السلطة المركزية‬
‫األص>>ل في وج>>ود اس>>تقالل لإلدارة المحلي>>ة عن الس>>لطة المركزي>>ة‪ ،‬إال أن االس>>تقالل ال>>ذي تتمت>>ع ب>>ه‬
‫الهيئات المحلية ليس استقالال مطلقا بل نسبي و يحق للسلطة الوصية ممارسة اإلشراف والرقابة على ه>>ذه‬
‫الهيئات‪.‬‬

‫و يطل>>>ق عليه>>>ا أغلب الفقه>>>اء الوص>>>اية اإلداري>>>ة وهي ترجم>>>ة حرفي>>>ة للمقاب>>>ل الفرنس>>>ي "‪tutelle‬‬
‫‪ "administrative‬إال أن هذه التسمية ال تعبر عن المعنى المقصود بها بل مصطلح الوصاية في القانون‬
‫المدني متصل بنقص األهلية أو انعدامها ‪ ،‬أما في اإلدارة ا لمحلية ف>األمر> ليس ك>ذلك ألن الهيئ>ات المحلي>ة‬
‫ليست ناقصة أهلية ‪ ،‬و األصح أن نقول الرقابة الوصائية و التي تدخل ضمن صور الرقاب>>ة اإلداري>>ة ال>>تي‬
‫‪1‬‬
‫تخضع لها المجالس المحلية‪.‬‬

‫و المقصود بهذا النوع من الرقاب>>ة خض>>وع أعم>>ال و هيئ>>ات و مج>>الس الجماع>>ات المحلي>>ة لرقاب>>ة و ه>>ذه‬
‫الرقابة يجب أن تكون رقابة مالئمة ال رقابة مشروعية أي دور السلطة المركزية ال يجب أن يتعدى س>>لطة‬
‫التوجيه و اإلرش>>اد‪ ،‬و اإلش>>راف و الرقاب>>ة عليه>>ا لض>>مان مس>>ايرتها> للسياس>>ة العامة‪ 2‬و المص>>لحة العام>>ة‬
‫للدولة في حدود> ما يحدده القانون‪.‬‬
‫ال خطأ أن وجود اإلدارة المحلية يتطلب توفر> جمل>>ة من األرك>>ان و المب>>ادئ األساس>>ية ال>>تي يجب توفره>>ا‬
‫حتى تقوم اإلدارة المحلية باألدوار> المنوطة على المستويات> االقتص>>ادية االجتماعي>>ة والثقافي>>ة ‪ ،‬ولع>>ل من‬
‫أهم المقومات هي استقاللية هذه الجهات إداريا وماليا عن السلطة المركزية ‪ ،‬و لعل فكرة االستقالل المالي‬
‫و كل ما يتعلق بالمالية المحلية هو جوهر هذه الدراس>ة ال>تي س>وف نرك>ز من خالله>ا على دراس>ة المالي>ة‬
‫المحلية و سنحاول في ما يلي التعرض لإلطار المعرفي> و المفاهيمي للمالية المحلية‪.‬‬

‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫مفهوم مالية الجماعات المحلية‬
‫تعمل الجماعات المحلية في الحدود المقرر لها قانونا> على إتباع الحاجيات ذات الط>ابع المحلي و ال>تي تق>ع‬
‫ضمن اختصاصها اإلقليمي> و لكي تتمكن الهيئة المحلية من أداء واجباتها البد أن تقوم بعمليات إنفاق مالي>>ة‬
‫كبيرة ‪ ،‬يقصد بمالية اإلدارة المحلية بمجموعة الظواهر> و القواعد المتعلقة باإليرادات والنفقات التي تخص‬
‫‪3‬‬
‫الهيئة العامة ‪.‬‬
‫المرجع السالف الذكر‪ ،‬ص‪52،‬‬ ‫‪ : 1‬حممد‪ .‬علي اخلاليلة‪،‬‬
‫‪ : 2‬أمينة قصراوي‪ ،‬المرجع السالف الذكر‪ ،‬ص ‪.34‬‬
‫‪ :3‬حممد‪ .‬علي اخلاليلة‪ ،‬المرجع السالف الذكر‪ ،‬ص‪.55،‬‬
‫‪4‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫الفرع األول ‪:‬تعريف المالية المحلية‬
‫المالية المحلية هي مجموعة القواعد و الضوابط> المتعلقة بالعمليات المالي>>ة من نفق>>ات و إي>>رادات ال>>تي‬
‫تخص الجماعات العمومية المحلية من بلديات و مجالس جهوية‪.‬‬

‫وتعتبر> المالي>ة المحلي>ة فرع>ا من ف>روع> المالي>ة العام>ة ال>تي تتض>من القواع>د الخاص>ة بالعملي>ات المالي>ة‬
‫المتعلقة بأشخاص الق>>انون الع>>ام و هي الدول>>ة والجماع>>ات المحلي>>ة و المؤسس>>ات العمومي>>ة ذات الص>>بغة‬
‫اإلدارية ‪.‬‬

‫و من خالل هذه التعريفات يتضح أن مالية الجماعات المحلي>>ة هي مجم>>وع التص>>رفات القانوني>>ة و المالي>>ة‬
‫المتعلقة بإيرادات و نفقات الجماعات المحلية (الوالية و البلدية )‪.‬‬

‫و تكتسي المالية المحلية أهمية كبيرة كونها األقدر> على االهتمام بحاجات المواطنين ‪ ،‬وذلك بح>>ل مش>>اكلهم‬
‫و االستجابة لمطالبهم> و تلبيتها ‪.‬‬

‫كما أن المالية المحلية تخص مواطنين منطقة معينة أو حيزا جغرافيا محددا ‪ ،‬و بالتالي يق>>وم مواطن >و> تل>>ك‬
‫المناطق> على إنجاح المشاريع التي نقدمها لهم اإلدارة المحلية ‪ ،‬و التي تعود عليهم بالنفع مما يحفزهم على‬
‫‪1‬‬
‫العمل أكثر لزيادة دخولهم ومن ثم نجدهم يأخذون بأفضل الوسائل التساع حاجياتهم> ذات الطابع المحلي‪.‬‬

‫كما تظهر المالية المحلي>ة م>>دى ق>درة الجماع>ات المحلي>>ة على تس>يير> ش>ؤون المنطق>>ة و رش>>ادتها كم>>ا أن‬
‫الهيئات المحلية تكون على دراية أك>>ثر من الس>>لطات المركزي>>ة على إص>>دار> ق>>رارات االتف>>اق على أس>>س‬
‫تتفق و حاجيات الساكنة المحلية ‪،‬نظرا لشدة االرتباط بين تكلفة النفقات العامة التي تمثل ما يتكبده المواطن‬
‫المحلي من أعب>>اء كالض>>رائب> و م>>ا تحقق>>ه من من>>افع يتم توزيعه >ا> عليهم ‪،‬بينم>>ا يتض>>اءل إحس>>اس أف>>راد‬
‫المجتمع بما يعود> عليهم من منافع نتيجة ما يتحملونه من ضرائب لتمويل اإلنفاق العام‬

‫و تعتبر أيضا المالية المحلية محرك التنمية االقتصادية وتهيئ>>ة اإلقليم إذ نج>>د أن فك>>رة التنمي>>ة االقتص>>ادية‬
‫ترتبط> بشكل كبير بتهيئة اإلقليم‪ ،‬فالتنمية االقتصادية تعد من اهتمامات المالية العامة للدول>>ة في حين تهيئ>>ة‬
‫اإلقليم تعد من صميم اهتمامات المالية المحلية‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬خصائص المالية المحلية‬


‫إذا كانت المالية المحلية فرعا من فروع> المالية العامة للدولة نظرا لكونها تتمتع بنفس القواعد المنظم>>ة‬
‫لإليرادات و النفق>>ات‪ ،‬إال أن ه>>ذا ال يمن>>ع من وج>>ود> خص>>ائص تميزه>ا> عن المالي>>ة العام>>ة للدول>>ة و ال>>تي‬
‫نوجزها> فيما يلي‪:‬‬

‫‪ ‬موارد مالية ذات مرونة محدودة‪:‬‬


‫و يقصد بذلك قابلية الموارد للزيادة أو النقصان ‪ ،‬وه>>ذه المرون>>ة تتص>>ف به>>ا الم>>وارد الحكومي>>ة‬
‫المركزية كونها تتمتع بسلطات مالية و نقدية واسعة تمكنها من زي>>ادة إيراداته>ا> بش>>تى الوس>>ائل ‪،‬‬
‫فمثال في استطاعت الحكومة المركزية أن تف>>رض ض>>رائب جدي>>دة أو تزي>>د من س>>عر الض>>رائب‬
‫الموجودة دون أن يحد من سلطتها في هذا الصدد‪ ،‬سوى ما تخشى وقوعه من آثار اقتص>>ادية أو‬
‫اجتماعية ضارة نتيجة زيادة العبء الضريبي ‪.‬‬

‫‪ : 1‬جعفر قاسم أنس المرجع السالف الذكر ص‪.42 ،‬‬


‫‪5‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ ‬موارد مالية ذات طابع محلي ‪:‬‬
‫يغلب على الم>>وارد> المالي>>ة المحلي>>ة الط>>ابع المحلي ‪ ،‬بحيث ال تتج>>اوز> وعائه>>ا الوح>>دة المحلي>>ة‬
‫(الوحدة اإلدارية ) ألن تجاوز الموارد النطاق> المحلي ‪ ،‬وقد يؤدي إلى أن تختلط بم>>واد الحكوم>>ة‬
‫المركزية فضال عن احتمال ازدواج الضرائب أو تعددها على المكلف‪.‬‬
‫‪ ‬الموارد المالية المحدودة تحد من اإلنفاق المحلي ‪:‬‬
‫القاعدة المعمول بها بالنسبة للمالية العامة للدولة و كذا المالية المحلية‪ ،‬قاع>>دة تحدي>>د النفق>>ات قب>>ل‬
‫اإليرادات و تسمى بمبدأ األسبقية‪.‬‬
‫وبالرغم من وجود هذا المبدأ إال أنه من الصعب تطبيقها بالنسبة للمالية المحلية ‪ ،‬ذل>>ك أن الدول>>ة‬
‫تتمتع بإمكانيات> واسعة في اإلنفاق مما تملكه من سيادة تجعلها قادرة على تدبير الم>>وارد الالزم>>ة‬
‫لتغطية نفقتها ‪ ،‬في حين أن الهيئات ال تملك هذه اإلمكانيات‪.‬‬
‫‪ ‬خضوع المالية المحلية للرقابة المركزية ‪:‬‬
‫ال يمكن القول باستقاللية إدارية أو ال مركزية إدارية دون تحقي>>ق االس>>تقاللية المالي>>ة ف>>االعتراف‬
‫للهيئ>>ات المحلي>>ة باختصاص>>ات معين>>ة يعت>>بر ع>>ديم الفائ>>دة‪ ،‬إذا لم يق>>ترن بمنحه>>ا س>>لطة تموي>>ل‬
‫الخطوات الالزمة لمزاولة هذه االختصاصات‪.‬‬
‫باإلضافة إلى ذلك عملي>ات ف>رض عام>ة من ط>رف> الس>لطة المركزي>ة ق>د ال ي>ترك مج>اال كافي>ا‬
‫للسلطات المحلية لفرض ضرائبها المحلية األمر الذي يعجزها عن استقالل م>>الي و بالت>>الي تظ>>ل‬
‫االستقاللية المالية المحلية عن المالية العامة أقل بكثير على المستوى العملي عما هو مقرر ‪.‬‬

‫الفرع الثالث‪ :‬االستقاللية المالية للجماعات المحلية‬


‫إن مفهوم االستقاللية المالية واسع و يحمل في طياته عدة معاني يتح>>دد مض>>مونه بمج>>ال اس>>تعماله و‬
‫في الغالب يستعمل للتعبير عن سيادة الدولة في اتخاذ قراراتها> السياسية و االقتصادية ‪ ،‬أما المقصود به في‬
‫الجماع>>ات المحلي>>ة فان>>ه يق>>اس انطالق>ا> من عالق>>ات الجماع>>ات المحلي>>ة بالس>>لطة المركزي>>ة حيث تح>>ول‬
‫اختصاص>ات> مح>ددة قانون>ا> و االع>تراف للجماع>ات المحلي>ة باختصاص>>ات و أعم>ال تق>وم به>ا في إط>ار‬
‫الالمركزية اإلدارية يجب أن تصاحبه استقاللية مالية ‪ 1،‬تمكنها من تمويل ه>>ذه االختصاص>>ات و تأديته>ا>‬
‫على أكمل وجه‪.‬‬

‫ويعني لفظ استقاللية "‪ "autonomie‬و المشتقة من اليونانية "‪ "autonomia automos‬إلى من يسير‬
‫‪2‬‬
‫ذاتيا‪.‬‬

‫واالستقاللية المالية في مفهومه>ا الع>>ام تتمث>ل في الوس>>ائل المالي>>ة ال>تي توض>ع تحت تص>>رف الجماع>>ات‬
‫المحلية ‪ 3‬وهناك من يراها حجر الزاوية الذي تقوم عليه الالمركزية ‪.‬‬

‫كما يمكن اعتبار أن االستقاللية المالية تع>>ني أن للجماع>>ات المحلي>>ة م>>وارد مالي>>ة خاص>>ة به>>ا و هي ال>>تي‬
‫تتحكم في مصدرها> و كيفية جمعها‪ ،‬كما تتمتع بحرية تامة غي استعمال هذه الم>وارد و تخصيص>>ها حس>>ب‬
‫ما تراه مناسبا لتحقيق المصالح المحلية‬

‫‪: 1‬حممد عباس حمرزي ‪ ،‬المالية العامة ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪ 2008،‬بن عكنون‪ ،‬اجلزائر‪،‬ص‪.55،‬‬
‫‪: 2‬حامد عبد اجلبار دراز ‪،‬مبادئ المالية العامة ‪ ،‬اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪،2000 ،‬ص‪.378 ،‬‬
‫المالية العامة ‪ ،‬المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.58،‬‬ ‫‪ : 3‬حممد‪ .‬عباس حمرزي ‪،‬‬
‫‪6‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث الثاني‪:‬‬
‫نفقات الجماعات المحلية‬
‫تعد الجماعات المحلية شخص من أشخاص القانون العام فبذلك فهي تتمتع بذمة مالي>>ة مس>تقلة بمقتض>اها>‬
‫تقوم بالوظائف الموكلة إليها ‪ ،‬وتتعدد الموارد المالية للجماع>>ات المحلي>>ة و تتن>>وع من إي>>رادات الض>>رائب‬
‫المحلي>>ة و م>>وارد أمالكه>>ا الخاص>>ة العمومي>>ة و تخصيص>>ات الص>>ندوق المش>>ترك بالجماع>>ات المحلي>>ة ‪،‬‬
‫ومساعدة الدولة أو االقتراض ‪ ،‬و تصنف الموارد بتصنيفات متعددة أهمها ‪:‬‬

‫التصنيف اإلداري ‪ :‬يبرز زيادة على الصيغة القانونية إلب>>راز مص>>دره التم>>ويلي و يحص>>ر التموي>>ل في‬
‫شقين ‪:‬‬

‫المصادر الذاتي ة (الداخلي ة )‪ :‬و تش>>مل جمي>>ع الم>>وارد> المالي>>ة الذاتي>>ة للبلدي>>ة من ‪:‬م>>وارد جبائي>>ة‬ ‫أ‪-‬‬
‫(مباشرة أو غير مباشرة ) و موارد غير جبائية منت>>وج االس>>تغالل ‪ ،‬وم>>داخيل األمالك و الن>>اتج‬
‫المالي‪.‬‬
‫المصادر الخارجية ‪ :‬والتي تتمثل في اإلعانات و المساعدات و الق>>روض و له>>ذا التص>>نيف جمل>>ة‬ ‫ب‪-‬‬
‫من المزايا باإلضافة إلى كونه يحصر جملة مصادر التمويل بتحديد طبيعته>ا> القانوني>ة فان>ه ي>برز‬
‫مصدر> هذه الموارد> أما ذاتية أو خارجية ‪ ،‬األمر الذي يجعل إمكانية معرفة مدى اس>>تقاللية البلدي>>ة‬
‫من عدمها بالنظر> إلى حجم مواردها الذاتية ‪ ،‬فإذا كانت تتوفر> على موارد محلية فهي تتمت>>ع بن>>وع‬
‫من االستقاللية بخالف البلديات التي تعتمد على اإلعانات التي تق>>دمها الجه>>ات الوص>>ية ف>>ان ه>>ذا‬
‫االستقالل يتراجع لصلح السلطة المركزية‪.‬‬

‫التصنيف الجبائي ‪ :‬حسب هذا التصنيف> تقسم الموارد> المالية حسب مصدرها الجبائي أي حس>>ب طبيع>>ة‬
‫المصدر> القانوني> و يضم هذا المصدر> التقسيم ‪:‬‬

‫المص ادر المالي ة الجبائي ة ‪ :‬وتحصر> فيه>>ا كاف>>ة م>>داخيل الض>>رائب و الرس>>وم> المباش>>رة و غ>>ير‬ ‫أ‪-‬‬
‫المباشرة ‪.‬‬
‫المصادر المالي ة غ ير الجبائية ‪ :‬و تحت>>وي على م>>داخيل الممتلك>>ات ‪ ،‬اإلعان>>ات ‪ ،‬المس>>اعدات و‬ ‫ب‪-‬‬
‫القروض‪.‬‬

‫التصنيف> حول حسب ترتيب المخطط> المحاسبي ‪ :‬و يع>>د ه>>ذا التص>>نيف األك>>ثر اس>>تعماال و يتم من خالل‬
‫تبيين إيرادات التسيير المسماة المداخيل العادية و المقسمة فرعي>>ا في الحس>>اب إلى س>>بعة (‪ )07‬محاص>>يل‬
‫حسب النوع و حسب الفصل و إيرادات التجهيز أي حسابات الصنف (‪)1‬رساميل ثابتة و حسابات الصنف‬
‫(‪ )2‬استثمارات> ‪. 1‬‬

‫و سنحاول من خالل دراستنا للموارد> المالية للجماعات المحلية الترك>>يز> على التص>>نيف> اإلداري بن>>وع من‬
‫التفصيل كل من الموارد الداخلية والخارجية‬

‫‪: 1‬عادل امحد حشيش ‪ ،‬أساسيات المالية العامة ‪ ،‬دار اجلامعة اجلديدة للنشر اإلسكندرية ‪ ،‬مصر ‪ ،2006،‬ص‪.63،‬‬
‫‪7‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب األول‪:‬‬
‫الموارد الذاتية للجماعات المحلية‬
‫يقصد بها مجموعة الموارد الناتجة عن الضرائب و الرسوم المحلية األصلية و المضافة على‬
‫الضرائب و الرسوم الوطنية ‪ ،‬إضافة إلى الموارد الخاصة الناتجة عن تشغيل و استثمار المرافق>‬
‫المحلية ‪ ،‬التي تختلف في تنوعها من بلد إلى آخر بحكم اإلمكانيات المالية والنهج االقتصادي‪1‬المتبع و‬
‫تتمثل هذه اإليرادات فيما يلي‪:‬‬

‫الفرع األول‪ :‬الضرائب و الرسوم المحلية‬


‫السياسة الضريبية للجماعات المحلية تأخذ دائما في الحسبان أن جباية الضرائب ذات الط>>ابع الوط>>ني‬
‫أصعب من جباي>>ة الض>>رائب المحلي>>ة ‪ ،‬في حين أن ه>>ذه األخ>>يرة ته>>دف في األس>>اس إلى زي>>ادة الحص>>يلة‬
‫الض>>ريبية من خالل تغطيته>ا> لجمل>ة االس>تثمارات> المحلي>ة ‪،‬و تعم>>ل على تحقي>>ق الت>>وازن بين إي>رادات و‬
‫نفقات الجماعات المحلية و تعد من أهم مصادر> التمويل المهمة غي مسار العملية التنموية‪.‬‬

‫أوال‪ :‬الضرائب المباشرة‪ :‬تمثل الضرائب المباشرة المحصلة لفائدة الجماعات المحلية فيما يلي‪:‬‬

‫الدفع ‪ :‬هو ضريبة مباشرة تفرض مباشرة على مجموعة من المستخدمين ‪ ،‬وتخضع> المبالغ‬ ‫أ‪-‬‬
‫المدفوع>>ة لق>>اء المرتب>>ات و األج>>ور و العالوات والتع>>ويض و‪ ،‬كم>>ا تض>>اف إليه>>ا قيم>>ة‬
‫االمتيازات للدفع الذي يق>>ع على ع>اتق األش>>خاص الطبيع>>يين و المعن>>ويين و الهيئ>>ات المعني>>ة‬
‫‪2‬‬
‫بالجزائر> أو التي تمارس نشاطها فيها ‪ ،‬وتدفع أجور و تعويضات و عالوات ‪.‬‬

‫و يحصل هذا الرسم بتطبيق معدالت على مجموع المدفوعات السنوية الخاصة للضريبة‪.‬‬

‫‪-‬المرتبات واألجور> و التعويضات> و الرواتب بما فيها قيمة االمتياز ‪%06‬‬

‫‪ -‬المعاشات و الرجوع ‪.‬‬

‫و يقسم هذا النوع من الضرائب على كل من الوالية و البلدية و الصندوق المشترك للجماعات المحلية‪.‬‬

‫الرسم على النشاط المهني‪:‬‬ ‫ب‪-‬‬

‫و يشمل هذا الرسم األشخاص الذين يعتمدون في أنشطتهم> على العمل الذهني الفردي كاألطباء والمحامين‬
‫و المهندسين والمحاسبين ‪.3‬‬

‫و يستحق هذا الرسم سنويا> من اإليرادات اإلجمالية المحققة من قبل الخاض>>عين للض>>ريبة ال>>ذين يمارس>>ون‬
‫‪4‬‬
‫نشاطاتهم الدائمة في الجزائر‪.‬‬

‫الرسم الفرعي على البنزين الممتاز والعادي و المازوت و المواد الصيدالنية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪: 1‬حسني مصطفى حسني ‪،‬المالية العامة ‪ ،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪،‬بن عكنون ‪،‬اجلزائر ‪،2001،‬ص‪.11،‬‬
‫‪: 2‬سعيد عبد العزيز عثمان ‪ ،‬مقدمة في االقتصاد – مالية عامة – مدخل تحليلي معاصر ‪،‬الدار اجلامعية ‪،‬اإلسكندرية ‪ ،2003،‬ص‪.555 ،‬‬
‫‪: 3‬مجال لعمارة ‪ ،‬منهجية الميزانية العامة للدولة في الدولة ‪ ،‬دار الفجر للنشر ‪ ،‬القاهرة ‪،2004،‬ص‪.34،‬‬
‫‪ : 4‬نفس المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.36 ،‬‬
‫‪8‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫و يحسب ه>>ذا الرس>>م على أس>>اس مبل>>غ س>>عر بي>>ع التجزئ>>ة فه>>ذه المنتج>>ات ‪ ،‬وي>>دفع مبل>>غ ه>>ذا الرس>>م إلى‬
‫الضرائب المختلفة من قبل الخامس و العشرون من الشهر التابع للشهر الذي تمت فيه المنتوج‪.‬‬

‫الرس م العق اري ‪ :‬أس>>س ه>>ذا الرس>>م بم>>وجب األم>>ر ‪ 83-67‬الم>>ؤرخ في ‪ 02‬ج>>وان ‪1967‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫المتضمن القانون المعدل و المكمل لقانون المالية لسنة ‪ 1967‬ثم تم تعديله بمقتضى الم>>ادة ‪43‬‬
‫من قانون ‪ 25-91‬المؤرخ في ‪ 18‬ديسمبر> ‪ ، 1991‬المتضمن قانون المالية لسنة ‪.1992‬‬

‫و هذا القانون أسس لتعويض مجموعة من الرس>>وم تخص العق>>ار و ه>و ض>ريبة تمس العق>>ارات المبني>>ة و‬
‫غير المبنية الموجودة على مستوى التراب الوطني‪ ،‬وتوجه حصيلته إجماال إلى ميزانية البلدية و ينقسم هذا‬
‫الرسم فرعيا إلى ما يلي ‪:‬‬

‫الرسم العقاري على األمالك المبنية ‪:‬‬ ‫ث‪-‬‬

‫‪-‬األمالك الخاصة للرسم ‪ :‬يتم سنويا> فرض الرسم> العقاري على األمالك المبنية التالية ‪:‬‬

‫‪ -‬المنش>>آت الموجه>>ة للس>>كن و إي>>داع األم>>وال أو تخ>>زين الم>>واد و المنش>>آت التجاري>>ة الواقع>>ة في محي>>ط‬
‫المطارات و الموانئ و محطات الس>>كك الحديدي>>ة ‪ ،‬ومحط>>ات الح>>افالت و توابعه>>ا مث>>ل األراض>>ي الغ>>ير‬
‫مزروع>>ة و المس>>تعملة اس>>تعماال تجاري>>ا أو ص>>ناعيا من قب>>ل الورش>>ات> ‪ ،‬وأم>>اكن التخ>>زين و المواض >ع>‬
‫األخرى ‪.‬‬

‫أساس فرض الضريبة ‪ :‬إن أساس فرض الضريبة ناجم من محصول قيمة اإليجار و الض>>ريبة على الم>>تر‬
‫المربع للملكية المبنية مضروبا في المساحة الخاضعة للضريبة ‪ ،‬ويحدد> أساس فرض الضريبة يعد تط>>بيق‬
‫نسبة اقتطاع> تساوي ‪ %02‬سنويا ألخذ القدم بعين االعتبارات م>ع ذل>ك ال يمكن له>ذا االقتط>اع> أن يتج>اوز>‬
‫‪1‬‬
‫‪ %40‬كنسبة قصوى ‪ ،‬أما فيما يخص المصانع فان نسبة االقتطاع محددة بصورة موحدة ‪.%50‬‬

‫الرسم العقاري ‪ :‬القيمة الجبائية ‪ x‬المساحة ‪x‬المعدل‪ x‬نسبة التقادم‪.‬‬

‫و يعفى من هذا الرسم العقارات التابعة للدولة و الجماعات المحلي>>ة و جمي>>ع العق>>ارات التابع>>ة للمؤسس>>ات>‬
‫العمومية ذات الصيغة اإلدارية ‪ ،‬و التي تمارس نشاطها> في مجال التعليم ‪ ،‬البحث العلمي ‪،‬الصحة ‪ ،‬الثقافة‬
‫‪2‬‬
‫و الرياضة ‪.‬‬

‫كم>>ا تعفى األم>>اكن المخصص>>ة لممارس>>ة الش>>عائر الديني>>ة و الممتلك>>ات وبعض العق>>ارات التابع>>ة لل>>دول‬
‫األجنبية ‪ ،‬والمخصصة للبعثات الدبلوماسية و أماكن إقامتهم ‪.‬‬

‫و يحسب هذا الرسم بتطبيق معدالت تختلف باختالف المناطق و البلديات بين األم>>اكن المخصص>>ة للس>>كن‬
‫أو االستعمال التجاري أو المهني‪.‬‬

‫رسم التطهير ‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫‪: 1‬مجال يرقي ‪ ،‬أساسيات في المالية العامة وإشكالية العجز في ميزانية البلدية ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم االقتصادية ‪،‬‬
‫جامعة اجلزائر ‪ ،2002،‬ص‪.52 ،‬‬
‫‪ : 2‬مجال يرقي ‪ ،‬المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.56 ،‬‬
‫‪9‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫تستفيد الجماع المحلية بنسبة ‪ %100‬من رسوم التطهير> و خصوصا> البلديات ‪ ،‬وقد أسس هذا الرسم‬
‫بموجب القانون رقم> ‪ 12-80‬الصادر> في ‪ 31‬ديسمبر> ‪ 1980‬و المتضمن قانون المالية لسنة ‪ ، 1981‬وذلك‬
‫مكان الرسوم> الفرعية القديمة الرسم الخاص بالصب في المجاري المائية و رفع القمامات المنزلية ‪ ،‬ورسم>‬
‫تصريف> المياه في المجاري المائية ‪ ،‬لكن قانون المالية رقم ‪ 18-93‬لسنة ‪ 1994‬ألغى في مادتيه ‪26-25‬‬
‫رسم تصريف المياه بالجاري المائية ‪ ،‬وأصبح يفرض على الملكيات المبنية و المجهزة بشبكة قنوات‬
‫صرف> المياه وعوضت برسم رفع القمامات المنزلية ‪.‬‬

‫و يؤسس هذا الرسم لصالح البلديات التي تشغل فيها مصالح رفع القمامات المنزلية داخل كامل اقليم‬
‫البلدية ‪،‬ومنه فهذا الرسم ملحقا بالرسم العقاري ‪ ،‬ويرتبط أساسا باالستفادة من خدمة رفع القمامات المنزلية‬
‫يوميا ‪ ،‬و تعرض البناء للهدم ال يعفي صاحبه من دفع مستحقات هذا الرسم‪.‬‬

‫و قد تم تحديد مبلغ الرسم المتعلق برفع القمامات المنزلية كما يلي ‪:‬‬

‫‪ 375‬دج عن كل منزل في بلدية عدد سكانها ‪ 500‬نسمة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ 500‬دج عن كل منزل واقع في بلدية عدد سكانها ‪ 5000‬نسمة أو أكثر ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 1000‬دج عن كل محل تجاري أو غير تجاري أو حرفي أو ما يماثله في بلدية يقل تعداد سكانها‬ ‫‪-‬‬
‫عن ‪ 5000‬نسمة ‪.‬‬
‫‪ 1250‬دج عن كل محل تجاري أو غير تجاري أو حرفي أو ما يماثله في بلدية عدد سكانها يزيد‬ ‫‪-‬‬
‫عن ‪ 5000‬نسمة ‪.‬‬
‫‪-‬‬

‫ثانيا‪ :‬الضرائب و الرسوم غير المباشرة‪ :‬تستفيد الجماعات المحلية من الضرائب الغير مباشرة‬
‫التالية‪:‬‬

‫الرسم على الذبائح ‪ :‬هو رسم غير مباشر يستفيد منه الجماع>ات المحلي>ة ال>>تي تت>>وفر على م>>ذابح‬ ‫أ‪-‬‬
‫فكل الحيوانات المذبوحة داخل إقليم البلدية تفرض عليها هذا الرسم> و التي يتم استردادها> ‪ ،‬ويح>>دد‬
‫مبلغ الرسم على وزن اللحم الصافي ‪ ،‬وقد حدد قانون المالية لسنة ‪ 1997‬تعريف> الرسم ب‪ 05‬دج‬
‫للكيلوغرام الواحد ‪ ،‬ويخصص مبلغ ‪ 1.50‬من هذه التعريفة لصندوق> حماية الصحة الحيوانية أم>>ا‬
‫باقي المبلغ فتس>>تفيد> من>>ه البلدي>>ة ال>>تي حص>>لت في إقليمه>>ا الذبيح>>ة ‪ ،‬ويخص>>ص مبل>>غ الرس>>م كل>>ه‬
‫للصندوق المشترك للجماع>>ات المحلي>>ة لم>>ا يتم تحص>>يله في مؤسس>>ة تبري>>د أو تخ>>زين ال تمتلكه>>ا‬
‫البلدية و التي ال توجد على ترابها أو عند حصول عمليات االستيراد> ‪.‬‬
‫رس وم الحفالت ‪:‬يتض>>من التش>>ريع الجب>>ائي الجزائ>>ري ن>>وعين من االقتطاع>>ات في مج>>ال تنظيم‬ ‫ب‪-‬‬
‫االحتفاالت رسم الحفالت العائلية ‪ ،‬ورسم الحفالت المنظمة في القاعات المخصصة لذلك ‪.‬‬
‫‪ ‬الرسم على الحفالت العائلية‪ :‬أسس هذا الرسم بمقتضى المادة ‪ 105‬من قانون المالية‬
‫لسنة ‪ 1996‬وأعطى الحق لمصلحة ميزانية البلديات في المناطق التي تنظم فيها‬
‫حفالت األفراح العائلية مع الموسيقى ‪ ،‬ولقد عدلت المادة ‪ 36‬من قانون المالية لسنة‬
‫‪ 2001‬تعريفة هذا الرسم كما يلي ‪:‬‬
‫‪500‬دج – ‪800‬دج عن كل يوم عندما التتعدى مدة الحفل الساعة السابعة مساءا ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪1000‬دج – ‪1500‬دج عن كل يوم إذا امتد الحفل إلى بعد الساعة السابعة ليال ‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫‪10‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫وتطبيقا> للمادة ‪ 107‬من قانون المالية لسنة ‪ 1996‬يخصص ناتج هذا الرسم لتغطية نفقات اإلسعافات> التي‬
‫تقدمها البلدية للمعوزين‪.‬‬

‫‪ ‬الرسم على الحفالت المنظمة في القاعات ‪:‬تفرض حقوق االحتفال بحسب المادة ‪127‬‬
‫من قانون المالية لسنة ‪ 2001‬الرسوم> على رقم األعمال في الحالتين التاليتين ‪:‬‬
‫إذا تمت االحتفاالت أو التظاهرات في قاعات أو مؤسسة عامة أو خاصة وتكون نسبة هذا الرسم‬ ‫‪-‬‬
‫‪ % 20‬من مبلغ نفقات التنظيم ‪.‬‬
‫إذا لم تنظم الحفالت في هذا النوع من المؤسسات> ‪ ،‬ولم تستقبل الجمهور يحدد المبلغ ب ‪500‬دج‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الرسم على اإلقامة ‪:‬‬ ‫ت‪-‬‬

‫تم ف>>رض ه>>ذا الرس>>م لفائ>>دة البل>>ديات ويخص البل>>ديات المص>>نفة في محط>>ات س>>ياحية ‪،‬أو مناخي>>ة ‪،‬أو‬
‫هيدرومعدنية ‪ ،‬أو استجمامية ويتم تصنيف> هذه البلديات بمرسوم> تنفيذي‪.‬‬

‫ويفرض هذا الرسم على األش>>خاص غ>ير المقيمين في البل>ديات المص>نفة وتح>>دد تعريف>>ة ه>ذا الرس>م على‬
‫الش>>خص والي>>وم والليل>>ة الواح>>دة لإلقام>>ة ‪ ،‬وهي ت>>تراوح بين ‪ 30 >– 20‬دج بالنس>>بة لألش>>خاص والي>>وم>‬
‫الواحد ‪ ،‬على أن ال يتجاوز ‪60‬دج على العائل>>ة عن>>دما تك>>ون اإلقام>>ة في مؤسس>>ات مص>>نفة تح>>دد تعريف>>ة‬
‫اإلقام>>ة كالت>>الي ‪50‬دج بالنس>>بة للفن>>ادق ذات ‪ 3‬نج>>وم و‪150‬دج بالنس>>بة للفن>>ادق ذات ‪ 4‬نج>>وم ‪200 ،‬دج‬
‫بالنسبة للفنادق ذات ‪ 05‬نجوم ‪.‬‬

‫الرسم الخاص برخص العقارات‪:‬‬ ‫ث‪-‬‬

‫أنشى هذا الرسم لفائدة البلديات وهو رسم خاص على العقارات‪ ،‬ويف>>رض على ال>>رخص والش>>هادات مث>>ل‬
‫رخص>>ة البن>>اء‪ ،‬ورخص تقس>>يم األراض>>ي‪ ،‬ورخص>>ة اله>>دم‪ ،‬وش>>هادات> المطابق>>ة والتجزئ>>ة والعم>>ران‪،‬‬
‫ويتراوح مبلغ هذه الرسوم> ‪ 1.875‬دج و ‪32.500‬دج بالنسبة لرخص البناء ذات الطابع الس>>كني ‪ ،‬وم>>ابين‬
‫‪30000‬دج و ‪100000‬دج بالنسبة للبناءات ذات الطابع التجاري> والصناعي‪.‬‬

‫الرسم الخاص باإلعالنات والصفائح المهنية ‪:‬‬ ‫ج‪-‬‬

‫ورد هذا الرسم في قانون المالية لسنة ‪ 2001‬بموجب أحكام المادتين ‪ 57 – 56‬منه ‪ ،‬وقد> أنشا موارد> مالية‬
‫لصالح البلديات ويفرض هذا الرسم على ما يلي ‪:‬‬

‫اإلعالنات على األوراق> العادية أو المطبوعات المخططة باليد‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫اإلعالنات التي تعرضت للتجهيز قصد إطالة بقائها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلعالنات المدهونة والمعلقة في األماكن العمومية ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اإلعالنات المضيئة الموضوعة فوق هيكل مبنى أو ركيزة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الصفائح المهنية المخصصة للتعريف> بنشاط ومكان ممارسة العمل‪.‬‬ ‫‪-‬‬

‫وتستثنى من هذا الرسم على جميع اإلعالنات والصفائح المتعلقة بالدولة والجماعات اإلقليمية والحاملة‬
‫للطابع اإلنساني‪.‬‬

‫الرسم على القيمة المضافة ‪:‬‬ ‫ح‪-‬‬


‫‪11‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫يعت>>بر الرس>>م على القيم>>ة المض>>افة من أهم األدوات الض>>ريبية لعص>>رنة االقتص>>اد ‪ ،‬ويطب>>ق على جمي>>ع‬
‫عمليات بيع األشغال العقارية والخدمات> ‪ ،‬وقد تم تعديل معدالت الرس>>م على القيم>>ة المض>>افة وف>>ق ق>>انون‬
‫المالية لسنة ‪ ، 2002‬وأصبح المعدل العادي ‪ ،%17‬والمعدل المنخفض ‪ %07‬ويمثل رسم القيمة المضافة‬
‫ما نسبته ‪ % 85‬من الموارد في ميزانية الدولة‪ ،‬ويعد ثاني مورد بعد الجباي>>ة البترولي>>ة ‪ ،‬أم>>ا ب>>اقي النس>>بة‬
‫‪ %15‬توزع ‪ %5‬للبلدية و ‪ % 10‬للص>>ندوق> المش>>ترك للجماع>>ات المحلي>>ة ‪ ،‬وه>>ذا عن>>دما يتعل>>ق األم>>ر‬
‫بالعمليات المنجزة عن االستيراد ‪ ،‬أم>ا العملي>ات في ال>داخل ف>>ان النس>>بة ‪%15‬تخص>ص كامل>>ة للص>ندوق‬
‫المشترك> للجماعات المحلية‪.1‬‬

‫مداخيل الممتلكات ‪:‬‬ ‫خ‪-‬‬

‫تتوفر البلديات على عدد من الممتلكات العقاري>ة أو المنقول>>ة‪ ،‬وانطالق>ا> من ك>ون البلدي>>ة شخص>ية معنوي>>ة‬
‫ومستقلة ماليا‪ ،‬يجوز لها التصرف في ممتلكاتها وقد> أجاز المشرع لها ح>>ق التص>>رف> في ممتلكاته>>ا س>>واء‬
‫عن طريق> اإليجار أو البيع إذا رأت البلدية أن تكاليف صيانة هذه العقارات أو ترميمها> ‪ ،‬أص>>بحت مكلف>ة‬
‫جدا أكثر من بدل كرائها ‪ ،‬وتتم عملية البيع وفق> الش>>روط المح>>ددة قانون>>ا ‪ ،‬وتك>>ون عائ>>دات ه>>ذه الرس>>وم‬
‫لصالح البلديات ‪ ،‬فهي تعد من الموارد المالية المهمة للجماعات المحلية‪.‬‬

‫موارد االستغالل ‪:‬‬ ‫د‪-‬‬

‫يفرض هذا الرسم مقابل الخدمات التي تقدمها البلدية للمواطنين عبر مصالحها العمومية ‪ ،‬فتحص>>ل البلدي>>ة‬
‫على اتاوات من قبل األشخاص المستفيدين من ه>>ذه الخ>>دمات ‪ ،‬فتف>>رض ه>>ذه الرس>>وم> لتحس>ين أداء ه>>ذه‬
‫المصالح واستغاللها اس>>تغالال امثال وس>>ليما ‪ ،‬ويمكن للبل>>ديات أن ت>>وفر> م>>وارد مالي>>ة دائم>>ة ‪ ،‬وح>>تى وان‬
‫كانت بسيطة ومن جملة هذه الخدمات التي يمكن أن تحصل من خاللها على بعض المداخيل ‪:‬‬

‫حقوق الوزن وقياس السعة ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫رس>>وم األرص>>فة العمومي>>ة ال>>تي تس>>تفيد منه>>ا أص>>حاب المحالت وتق>>ع ‪ %50‬منه>>ا على ع>>اتق‬ ‫‪-‬‬
‫صاحب المحل المستفيد من الرصيف‪.‬‬
‫حقوق مصالح حجز السيارات ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫حقوق تسليم العقود اإلدارية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ 5000‬دج عن كل محل تجاري> أو غير تجاري أو حرفي ينتج كميات فضالت أكبر من األصناف‬ ‫‪-‬‬
‫المذكورة ‪.‬‬

‫الفرع الثاني‪ :‬المصادر الخارجية إليرادات الجماعات المحلية‬


‫تأتي عملية االعتماد على الموارد الخارجية كمرحلة ثانية أو استثنائية ‪ ،‬تلجا إليها اإلدارة المحلية عن>>د‬
‫الضرورة إذا كانت الموارد> الداخلي>ة ال تكفي لتغطي>ة نفق>ات التجه>يز واالس>تثمار في الميزاني>ة المحلي>ة ‪،‬‬
‫فالموارد الخارجية وفق التنظيم> المعمول به في الجزائر وتتمثل في ما يلي ‪:‬‬

‫أوال‪ :‬اإلعانات الحكومية‬


‫‪ 1‬مرغاد خلضر ‪،‬النفقات العامة وقواعد ترشيدها ‪،‬مداخلة قدمت ضمن أعمال امللتقى الدويل املوسوم ب‪ :‬تسيري ومتويل اجلماعات يف ضوء‬
‫التحوالت االقتصادية ‪ ،‬جامعة احلاج خلضر باتنة ‪ ،‬يومي ‪ 02 -01‬ديسمرب ‪ ،2004‬ص‪.16 ،‬‬
‫‪12‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫وتهدف> لتكملة الموارد المالية المتاحة للهيئات المحلية و تقليص الف>وارق> بينهم>ا بغي>>ة تحقي>ق ن>وع من‬
‫التوازن و هذا النوع من اإلعانات ينقسم إلى نوعين هناك إعانات تقدمها الدولة وأخ>>رى يق>>دمها الص>>ندوق>‬
‫المشترك> للجماعات المحلية‪.‬‬

‫مساعدات الدولة لمخططات البلدية للتنمي>>ة ‪:‬أدخ>>ل أس>>لوب المخطط>>ات البلدي>>ة للتنمي>>ة س>>نة ‪ 1973‬به>>دف‬
‫النهوض بالعملية التنموية ‪ ،‬وجاءت هذه المساعدات على أنقاض النظام القديم المتمث>>ل في ب>>رامج التجه>>يز‬
‫المحلي ‪ ،‬إذ تتكفل الدولة بتمويل بعض المشاريع> المدرجة في المخطط التنموي> البلدي بع>>د أن تتم الموافق>>ة‬
‫عليه ‪.1‬‬

‫و المخططات البلدية للتنمية هي عبارة عن مراج>ع عم>ل تقرره>ا الس>لطات المختص>ة في إط>ار المخط>ط‬
‫الوطني> و يتم انجازها عبر مراحل ‪ ،‬حيث تكلف ك>>ل بلدي>>ة بإع>>داد و اعتم>>اد مش>>اريعها> التنموي>>ة وتق>>دمها‬
‫للوالي>>ة بغي>>ة المص>>ادقة عليه>>ا ‪ ،‬ثم ترف >ع> إلى وزارة التخطي >ط> س>>ابقا غ>>ير أن>>ه ابت>>داء من ‪ 1988‬لم تع>>د‬
‫المشاريع> تخض>>ع لمص>>ادقة وزارة التخطي>ط> ‪ ،‬وتتعل>ق> المخطط>>ات البلدي>>ة للتنمي>>ة بقطاع>>ات تمس الحي>>اة‬
‫اليومية للمواطن كالمياه ‪ ،‬التطهير> و الصحة ‪ ،‬وعليه فهي بمثابة تكملة للمشاريع االستثمارية التي تباشرها>‬
‫السلطات العمومية ‪.‬‬

‫و تعمل المساعدات التي تقدمها الدولة للمخططات البلدية للتنمية على خلق نوع من التوازن الجهوي قص>>د‬
‫إعطاء كل بلدية حظوظا متساوية في العملية التنموية ‪.‬‬

‫مساعدات الدولة للبناءات المدرسية ‪ :‬ظهر هذا النوع من المساعدات في ‪ ،1968‬والقاضي> بتوزي>>ع عملي>>ة‬
‫انجاز المنشآت المدرس>>ية بين البل>>ديات و الوالي>>ات حيث عه>>د بانج>>از الم>>دارس االبتدائي>>ة للبل>>ديات ‪ ،‬أم>>ا‬
‫الطور> المتوسط و الثانوي فالوالية هي من تتكفل بانجازها> وتلتزم الدولة بتمويل مشاريع االنجاز كليا‪.2‬‬

‫وتهدف> السلطات من تقديم هذه اإلعانات إلى ما يلي ‪:‬‬

‫تمكين الجماعات المحلية من تقديم حد أدنى من الخدمات العامة‪.‬‬ ‫‪‬‬


‫التخفيف من العبء الضريبي المحلي‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫توفير الجماعات المحلية للقيام بأنواع أخرى من المشاريع> االقتصادية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫معالجة األزمات االقتص>>ادية‪ :‬حيث يمكن للدول>>ة عن طري>ق> ه>>ذه المس>>اعدات في أوق>>ات‬ ‫‪‬‬
‫الكس>>اد أن تمكنه>>ا من التوس>>ع في اإلنف>>اق مم>>ا يس>>اعد على ت>>دعيم سياس>>ة االنتع>>اش‬
‫االقتصادي‪.‬‬
‫مساعدات الصندوق المشترك> للجماعات المحلية ‪ :‬يقصد به تل>>ك المؤسس>ة العمومي>>ة ذات‬ ‫‪‬‬
‫الصيغة اإلداري>ة والمدرج>ة تحت وص>اية وزارة الداخلي>ة و الجماع>ات المحلي>ة ‪ ،‬وال>تي‬
‫اسند تاليها مهمة تسيير> صناديق> التضامن في الوالية والبلدية ‪ ،‬و أنشئ بموجب المرسوم>‬
‫التنفي>>>ذي ‪ 264-86‬الم>>>ؤرخ في ‪ 04‬نوفم>>بر ‪ ، 1986‬ويه>>دف> ه>>ذا الص>>ندوق لتقليص‬
‫احتياجات الجماعات المحلية من الموارد المالية ‪ ،‬وخلق> نوع من التضامن بين الجماعات‬

‫‪ 1‬حممد حاجي ‪،‬التمويل المحلي وإشكالية العجز في ميزانية البلدية ‪ ،‬مداخلة قدمت ضمن أعمال امللتقى الدويل املوسوم ب‪ :‬تسيري ومتويل اجلماعات يف‬
‫ضوء التحوالت االقتصادية ‪ ،‬جامعة احلاج خلضر باتنة ‪ ،‬يومي ‪ 02 -01‬ديسمرب ‪ ،2004‬ص‪.06،‬‬
‫‪ 2‬حممد مسعي ‪ ،‬المحاسبة العمومية ‪ ،‬دار اهلدى للنشر والتوزيع عني مليلة ‪،‬اجلزائر ‪،2011 ،‬ص‪.36،‬‬
‫‪13‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫المحلية عموم>ا والبل>ديات خصوص>ا> ‪ ،‬وذل>ك من خالل تقليص فج>وة التف>اوت الم>الي في‬
‫ميزانية بلديات القطر الوطني ‪.‬‬

‫كما ويختص هذا الصندوق> بتقديم إعانات سنوية إلى قسم> الميزانية المحلية للبلدية و الوالية ‪ ،‬وته>>دف ه>>ذه‬
‫اإلعانات إلى تقليص حجم االختالالت المالية ما بين البلديات‪ ،‬حيث ينمح للجماعات األك>>ثر فق>>را من حيث‬
‫الموارد> المالية و من بين أهم المهام إليه أيضا عملي>ة توزي>ع الن>اتج الجب>ائي بين البلدي>ة و الوالي>ة بالش>كل‬
‫التالي ‪:‬‬

‫‪ 75%‬من الناتج الجبائي لصندوق التضامن البلدي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬


‫‪ 25%‬من الناتج الجبائي لصندوق التضامن الوالئي ‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫و جميع هذه اإلعانات تقدم في أحد األشكال التالية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫إعانات الميزانية‪ :‬هي إعان>>ات يقص>>د به>>ا تقلي>>ل التف>>اوت في الم>>وارد> المالي>>ة للجماع>>ات المحلي>>ة‬ ‫أ‪-‬‬
‫المختلفة و محاولة تعويض عجز بعض البلديات و الواليات الفقيرة وترتب>ط> ه>>ذه اإلعان>>ة ارتباط>>ا‬
‫مباشرا> بم>>وارد الجماع>>ات المحلي>>ة و نفقاته>>ا ‪ ،‬وتق>>در على أس>>اس النفق>>ات الس>>نوية المعتم>>دة من‬
‫السلطات المحلية التي يكون معدل نصيب الفرد من الموارد> المحلية فيها دون المعدل القومي ‪.1‬‬
‫إعانات تعويضية‪:‬تلجأ الدولة في حال إلغاء الضرائب المختلفة المحلية نتيجة سياس>>ة معين>>ة فهي‬ ‫ب‪-‬‬
‫مجبرة على تقديم إعانات مكان تلك الضرائب‪.‬‬
‫إعانات اقتصادية‪:‬و ترمي هذه اإلعانات إلى تقديم العون المالي للجماعات المحلية من أجل تحقيق‬ ‫ت‪-‬‬
‫بعض األهداف و المشاريع االقتصادية التنموية‪ ،‬كتوسيع المشاريع و األشغال العامة المحلية‪.‬‬

‫ثانيا‪ :‬القروض‬
‫و تمثل مورد> آخر لتمويل مشاريع التنمية المحلية ‪ ،‬حيث تسدد أش>>غال التجه>>يز و االنج>>از> والدراس>>ات من‬
‫ميزاني>>ة التجه>>يز و االس>>تثمار> ‪ ،‬وم>>اذا اقترض >ت> البلدي>>ة يتم تس>>ديد> رأس>>مال ال>>دين بفض>>ل إيراداته>>ا من‬
‫االستثمار> و المتمثلة في ‪:‬‬

‫مس>>اهمات المتعه>>دين في نفق>>ات التجه>>يز العمومي>>ة عن طري>ق> رس>>وم> محلي>>ة للتجه>>يز ال>>تي‬ ‫أ‪-‬‬
‫تتراوح بين ‪ %01‬الى ‪ %05‬من قيمة العقار و األرض المعدة للبناء ‪.‬‬
‫إعانات الدولة عن طبق تقديم مساعدات نهائية ‪.‬‬ ‫ب‪-‬‬
‫االقتطاعات من ميزانية التسيير ‪.‬‬ ‫ت‪-‬‬
‫القروض المختلفة لدى مؤسسات مالية من الدولة عن طريق مساعدات مؤقتة ‪.‬‬ ‫ث‪-‬‬
‫و لقد أجاز المشرع للبلديات أن تقوم بعملية االق>>تراض بغي>>ة تموي>>ل مش>>اريعها االس>>تثمارية ‪،‬‬ ‫ج‪-‬‬
‫غير أن هذه الرخصة قيدت بشروط> القدرة على السداد التي يجب أن تت>>وفر> عليه>>ا الجماع>>ات‬
‫المحلية ‪.‬‬
‫و ح>>ددت الجه>>ات ال>>تي يمكن أن تلج>>أ اإلدارة المحلي>>ة لالق>>تراض منه>>ا وهي الدول>>ة ‪ ،‬أو‬ ‫ح‪-‬‬
‫الصندوق المشترك للجماعات المحلية ‪ ،‬أو البنوك (تحديدا بنك التنمية المحلية ) ‪.‬‬
‫و بتم التصويت> على م>>دة الق>>روض على مس>>توى> المجلس الش>>عبي البل>>دي ‪ ،‬وبع>>دها تص>>ادق‬ ‫خ‪-‬‬
‫عليه السلطات الوصية و يحدد في مداول>ة خاص>ة مبل>غ الق>رض و مدت>ه و كيفي>ة اس>تهالكه ‪،‬‬

‫‪ 1‬حممد مسعي ‪،‬المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.38 ،‬‬


‫‪14‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫ويرخص القانون و التشريع الجاري العمل به لوزير> المالي>>ة منح ض>>مان لتغطي>>ة الق>>روض و‬
‫االلتزامات التي يتعهد بها المتعاملون الجزائريون في السوق> الداخلية ‪.‬‬
‫و أكد المشرع أن هذه القروض توجه للمشاريع> ذات المردودي>>ة و النف>>ع الع>>ام ‪ ،‬وان تس>>تعمل‬ ‫د‪-‬‬
‫في المشاريع اإلنشائية التي تعجز الميزانية العادية للجماعات المحلية على تغطية نفقاتها‪. 1‬‬
‫و يجب أن ال تس>>تعمل لس>>داد ال>>ديون األص>>لية‪ ،‬و ال يمكن اس>>تعمالها لتغطي>>ة نفق>>ات التجه>>يز‬ ‫ذ‪-‬‬
‫للجماعات المحلية للحرية في تحديد القروض‪.‬‬

‫ثالثا‪:‬الهبات و التبرعات‬
‫تعتبر الهبات و التبرعات من الموارد> المهمة للجماعات المحلية و تتكون حصيلتها مما تبرع به‬
‫المواطنين أما بشكل مباشر للجماعات المحلية‪ ،‬أو بطريقة غير مباشرة بالمساهمة في تمويل المشاريع>‬
‫التي تقوم بها ‪ ،‬و تكون نتيجة وصية تركت من أحد المواطنين ‪ ،‬أو عبارة عن هبات يقدمها أحد‬
‫المغتربين‪.‬‬

‫كما تعد الهبات و الوصايا> من موارد> الجماعات المحلية و تنقسم ‪:‬‬

‫الهبات و الوصايا> التي ال تنشأ عنها أعباء ‪ :‬ويشترط> فيها شروط تستوجب> تخصيص عقارات أو‬ ‫أ‪-‬‬
‫تكون مدعاة لالعتراض من قبل عائالت الواهبين أو المواطنين ‪.‬‬
‫الهبات و الوصايا> التي تنشأ عنها أعباء ‪:‬و يشترط> لها شروط> أو تقتضي تخصيص عقارات أو‬ ‫ب‪-‬‬
‫تكون مدعاة لالعتراض من قبل ‪.‬‬

‫و بالرغم من تعدد اإليرادات و التنوعات للجماعات المحلية سواء الذاتي>>ة (الداخلي>>ة) أو الخارجي>>ة إال أنه>>ا‬
‫تبقى غير كافية لتلبية حاجيات السكان المتزايدة و تحقيق األهداف و المهام المنوطة بالجماعات المحلية ‪.‬‬

‫هذا ما جعل الجماعات المحلية تعيش حالة عجز دائم بل أنها قاربت على إعالن إفالسها> حيث أكثر ‪1280‬‬
‫بلدية على مستوى> التراب الوط>>ني> تع>>اني العج>>ز الس>>نوي> في الميزاني>>ة أم>>ام ض>>عف اإلي>>رادات الداخلي>>ة‬
‫للبل>>ديات من جباي>>ة محلي>ة ‪ ،‬و إي>>رادات الممتلك>ات و ال>>تي تش>>كل م>>ا نس>>بته ‪ % 08‬من إجم>>الي الم>>وارد‬
‫المحلية ‪ ،‬حيث اتسمت بالضعف الشديد و ذلك راجع ألسباب متعددة أهمه>>ا تن>>ازل الجماع>>ات المحلي>>ة عن‬
‫العديد من ممتلكاتها بعد ص>>دور ق>>انون ‪ 1981‬المتعل>>ق ب>>بيع أمالك الدول>>ة ‪ ،‬قل>>ة التحص>>يل الض>>ريبي> ‪ ،‬و‬
‫جدت نفسها أمام عجز شبه دائم لكم هائل من البلديات سنويا‪.2‬‬

‫‪ 1‬حممد حاجي المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.8،‬‬


‫‪ 2‬مجال يرقي ‪ ،‬المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.57 ،‬‬
‫‪15‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫المبحث> الثالث‪:‬‬
‫نفقات> الجماعات المحلية‬

‫يتضح أن النفقات المحلية هي المرآة العاكسة للسياسة العام>>ة المحلي>>ة ‪ ،‬ال>>تي ته>>دف إلى إش>>باع الحاجي>>ات‬
‫المحلية لألف>>راد> من س>>لع وخ>>دمات بمختل>>ف أنواعه>>ا ونظ>>را> لل>>دور اله>>ام المن>>اط بالجماع>>ات المحلي>>ة في‬
‫مختلف نواحي الحياة السياسية واالقتصادية واالجتماعية ‪ ،‬أدى إلى ضرورة نم>>و وتزاي>د> كب>>ير ومتس>>ارع>‬
‫في حجم النفقات المحلية‪.‬‬

‫المطلب األول‪:‬‬
‫في مفهوم النفقات> المحلية‬

‫إن التطرق لمفهوم و تعريفات النفاق المحلي>ة يل>زم علين>ا التط>رق لدراس>ة مفه>وم النفق>ات العام>ة فتع>رف‬
‫النفقات العامة بأنها ‪ :‬مبلغ من النقود يقوم بإنفاقه شخص عام قصد تحقيق نفع عام أو يقصد بالنفقات العامة‬
‫كل األموال التي تصرفها> الدولة من ماليتها من اج>>ل إش>>باع الحاجي>>ات العام>>ة للمواط>>نين ‪ ،‬كم>>ا أن ه>>ذه‬
‫الحاجيات العامة تأخذ أسالكا متع>>ددة حيث يمكن أن تتمث>>ل في نفق>>ات مرتب>>ات الم>>وظفين ‪ ،‬أو دف>>ع أج>>ور‬
‫المقاولين أو منح اإلعانات ‪1...‬الخ‪.‬‬

‫كما تعرف أنها تلك المبالغ المالية التي تق>وم بص>رفها الس>لطات العمومي>ة (الدول>ة و الجماع>ات المحلي>ة )‬
‫بقصد تحقيق النفع العام‪ ،‬أو أنها االستخدام النقدي من قبل هيئة عامة بهدف اتساع حاجة ‪2‬عامة‪.‬‬

‫‪-‬النفقة العامة هي كم قابل للتقويم النقدي يأمر بإنفاقه شخص من أشخاص القانون الع>>ام التس>>اع الحاجي>>ات‬
‫لعامة‪.‬‬

‫‪ -‬النفقة العامة هي مبلغ نقدي يخرج من الذمة المالية لشخص من أشخاص القانون العام به>>دف الحاجي>>ات‬
‫‪3‬‬
‫العامة‪.‬‬

‫و من خالل عرض بعض التعريفات التي أوردت على سبيل المثال يمكن حص>>ر تعري>>ف النفق>>ات المحلي>>ة‬
‫بأنها‪ :‬النفقات التي تقوم الواليات و البلديات أو المجالس المحلية بانتقائها بغية اتس>>اع حاجي>>ات و متطلب>>ات‬
‫الساكنة المحلية ‪ ،‬ويجب أن ترد إلزاما في ميزانية هذه الهيئات‪.‬‬

‫‪ 1‬عباس عبد احلفيظ‪ ،‬تقييم فعالية النفقات العامة في ميزانية الجماعات المحلية دراسة حالة ‪:‬نفقات والية تلمسان وبلدية المنصورة ‪ ،‬مذكرة‬
‫مقدمة لنيل شهادة املاجستري يف العلوم االقتصادية ‪،2012،‬ص‪.45،‬‬
‫‪ 2‬نعمت عبد اللطيف مشهور ‪،‬اقتصاديات المالية العامة اإلسالمية والوضعية ‪،‬القاهرة ‪ ،‬مطبعة العمرانية ‪،1988،‬ص‪.236،‬‬

‫‪ 3‬عباس عبد احلفيظ ‪ ،‬المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.48 ،‬‬


‫‪16‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫أو هي النفقات التي تقوم بها الجماعات المحلية كالوالية والبلدية‪ ،‬وت>>رد في ميزانيته>>ا مث>>ل توزي>>ع الم>>اء و‬
‫الكهرباء و المواصالت داخل اإلقليم و المدينة‪ ،‬أي أنها تهدف لتحقيق النفع ‪4‬العام ‪.‬‬

‫و عليه فان النفقات المحلية يتضح أنها تصف في حدود الجماعة المحلي>>ة‪ ،‬وته>>دف> التس>>اع الحاجي>>ات ذات‬
‫الطابع المحلي ‪.‬‬

‫و تتميز النفقات المحلية بجملة من الخصائص األساسية ‪:‬‬

‫النفقات المحلية كم قابل للتقويم النقدي ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن حاجة الجماعات المحلية للمنتجات و السلع و الخدمات تهدف من ورائها> لخدمة المص>>الح والنف>>ع الع>>ام‬
‫تتطلب استخدام مبالغ نقدية ثمن>ا له>ذه المنتوج>ات و الس>لع والخ>دمات بغي>ة االس>تمرار> في بن>اء المش>اريع‬
‫التنموية ‪.‬‬

‫االنفاق من قبل الجهات و الهيئات المحلية ‪:‬‬ ‫‪‬‬

‫إن اكتس>>اب الص>>فة المحلي>>ة للنفق>>ة ي>>وجب إلزامي>>ة ص>>دورها عن الجه>>ات المحلي>>ة في النظ>>ام الق>>انوني>‬
‫الجزائري> ‪ ،‬يجب أن تصدر> هذه النفقات عن الوالية أو البلدية‪.‬‬

‫إشباع الحاجيات المحلية‪:‬حين تكون أمام نفقة محلية فمن ال>>واجب أن ته>>دف إلى إش>>باع الحاجي>>ات‬ ‫‪‬‬
‫العامة ذات الطابع المحلي ‪ ,‬و تحقيق مصلحة المواطنين المقيمين على اإلقليم المحلي الجمي>>ع دون‬
‫أي استثناء‪ ,‬ألن الجميع متساوون في كل األعباء فهم ك>>ذلك متس>>اوون في االس>>تفادة من خ>>دمات‬
‫المرفق> التنموي المحلي‬

‫المطلب الثاني‪:‬‬
‫تقسيمات النفقات المحلية‬
‫تعددت النفقات المحلية و اختلفت بتعدد الزوايا و الرؤى التي ينظ>>ر منه>>ا إلى ه>>ذه النفق>>ات فهن>>اك من‬
‫يقسمها بحسب دوريتها إلى عادية وغير عادية ‪ ،‬وهناك من يقسمها بالنظر إلى سلطة المجالس المحلي>>ة في‬
‫تقديرها إلى نفقات اختيارية و أخرى إجبارية ‪.‬‬

‫النفقات العادية والنفقات غير العادية ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫و يرجع هذا التقسيم إلى الحاجة لتجديد الموارد> العادية بموارد غير عادية لتغطية النفقات العامة المحلي>>ة و‬
‫هناك معايير متعددة للتفريق بين النوعين من النفقات ‪:‬‬

‫اذا كانت النفق>>ة تمت بطريق>>ة دوري>>ة فهي نفق>>ة عادي>>ة ‪ ،‬إم>>ا إذا لم تتم بطريق>>ة منتظم>>ة فهي غ>>ير‬ ‫‪-‬‬
‫عادية‪.‬‬

‫‪ 4‬مجال يرقي ‪ ،‬المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.60 ،‬‬


‫‪17‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫إذا كانت النفقة تستهلك خالل المدة المالية المحددة فهي نفقة عادية أم>>ا إذا تع>>ددت الف>>ترات المالي>>ة‬ ‫‪-‬‬
‫فهي غير عادية‪.‬‬
‫إذا كانت النفقة منتجة فهي نفقة غير عادية أما إذا منتجة غير منتجة فهي غير عادية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫معيار المساهمة في الرأسمال العيني ‪ :‬تعتبر النفقة عادي>>ة إذا لم تس>>هم في تك>>وين رؤوس األم>>وال‬ ‫‪-‬‬
‫العينية ‪ ,‬و تعتبر نفقة غير عادية إذا أسهمت في تكوين رؤوس> ‪1‬أموال عينية‪.‬‬

‫و يمكن من جهة أخرى تبيين معنى النفقات العادية و الغير عادية من خالل أن النفقات العادية تشمل نفقات‬
‫التسيير> واألدوات و اللوازم> التي تتطلبها الجماعات المحلية بينما النفقات غير العادية تشمل أشغال التش>>ييد‬
‫و البناء و الطرقات و المجاري> ‪.‬‬

‫و تفيد التفرقة بين النوعين في مجال تقسيم النفقات حرصا على تغطية النفقات العادية الواردة في الميزانية‬
‫المحلية من حصيلة الموارد> المالية العادية ‪ ،‬بينما يتم اللجوء إلى الموارد الغير عادية لتغطية النفق>>ات غ>>ير‬
‫‪2‬‬
‫العادية‪.‬‬

‫و تكرار النفقات العادية ال يعني ثبات مقدارها في كل سنة مالية ‪ ،‬ب>ل ق>د تتغ>ير قيمته>ا> زي>ادة او نقص>ان ‪,‬‬
‫مثال ذلك أجور الموظفين تعد من النفقات العادية و يتم تكراره>ا> في ميزاني>>ة الجماع>>ات المحلي>>ة ك>>ل س>>نة‬
‫‪,‬لكن ذلك ال يعني ثبت مقدارها الذي قد يتغير بالزيادة أو النقصان من سنة مالية ألخرى ‪.‬‬

‫النفقات االختيارية واإلجبارية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫تنقسم النفقات المحلية من حيث سلطة المجالس المحلية في إنفاقها إلى نفقات إجبارية وأخرى اختيارية‪ ،‬و‬
‫النفقات اإلجبارية هي تلك النفقات التي تأخذ الطابع اإللزامي و المنصوص عليها بقوة القانون والتي تشمل‬
‫ما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬نفقات صيانة األحوال المنقولة والعقارية للجماعات المحلية ‪.‬‬

‫‪ -‬نفقات صيانة الطرق الوالئية والبلدية ‪.‬‬

‫‪ -‬فقات المشاركة في صندوق> الضمان االجتماعي ‪.‬‬

‫‪ -‬نفقات تسيير مصالح الجماعات المحلية‪.‬‬

‫وهذا النوع من النفقات إلزامي وال يجوز و ال يمكن االستغناء عليه في أوقات األزمات و الكوارث‪ ،‬ألنها‬
‫ترتبط> بتسيير المجالس المحلية و تقديمها للخدمة العمومية للمواطن المحلي‪ ،‬فهي إلزامية لضمان تقديم هذا‬
‫النوع من الخدمات ‪.‬‬
‫‪3‬‬
‫أما النفقات االختيارية في تلك النفقات التي تعود سلطة إدراجها من عدمه للجماعات المحلية‪.‬‬

‫‪ 1‬عباس عبد احلفيظ ‪ ،‬المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.40 ،‬‬


‫‪ 2‬علي زغدود ‪،‬المالية العامة ‪،‬ديوان املطبوعات اجلامعية ‪،‬بن عكنون اجلزائر ‪، 1989 ،‬ص‪.131،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.133،‬‬ ‫‪ 3‬علي زغدود‪ ،‬المرجع السالف الذكر‬
‫‪18‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬

‫المطلب الثالث‪:‬‬
‫تطور مهام الجماعات المحلية‬
‫بعد التخلي عن التوجه االشتراكي> الذي جاء ب>>ه دس>>تور> ‪ ، 1963‬و كرس>>ها> دس>>تور> ‪ 1976‬و التوج>>ه نح>>و‬
‫اقتصاد> السوق وف>ق> م>ا نص علي>ه دس>تور> ‪ ، 1989‬حيث ش>كل ه>ذا اإليديولوجي>ة الجدي>دة لق>انون البلدي>ة‬
‫‪ ، 90/08‬وقانون الوالية ‪ 90/09‬و كذلك الحال في القوانين ‪ 11/10‬و ق>>انون الوالي>>ة ‪ ، 12/05‬أين عملت‬
‫ه>>ذه الق>>وانين على توس>>يع ص>>الحيات و اختصاص>>ات الجماع>>ات المحلي>>ة ولتحقي>>ق ص>>الح و تحقي>>ق دار‬
‫‪1‬‬
‫المرفق> العمومي المحلي بما يخدم اإلصالحات و السياسات الجديدة للدولة ‪.‬‬

‫فقانون البلدية ‪ 11/10‬نص على المهام الموكلة للبلدية ‪:‬‬

‫التهيئة و التنمية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫وقد تم التنصيص عليها في الباب الثاني للفصل األول من الق>>انون ‪ 11/10‬حيث نص>>ت الم>>ادة ‪ 107‬من>>ه‬
‫بقولها ‪ :‬يعد المجلس الشعبي البلدي برامجه السنوية والمتعددة السنوات الموافق>>ة لم>>دة عهدت>>ه ‪،‬ويص>>ادق‬
‫عليها ويسهر> على تنفيذها تماشيا مع الص>>الحيات المخول>>ة ل>>ه قانوني>>ا في إط>>ار المخط>>ط الوط>>ني> للتهيئ>>ة‬
‫والتنمية المستدامة لإلقليم و كذلك المخططات التوجيهية القطاعية ‪.‬‬

‫و يكون اختيار العمليات ال>>تي تنج>>ز في إط>>ار المخط>>ط البل>>دي للتنمي>>ة من ص>>الحيات المجلس و يش>>ارك‬
‫المجلس الشعبي البلدي إجراءات إعداد عمليات تهيئة اإلقليم والتنمية المستدامة كما يسهر المجلس الش>>عبي‬
‫البلدي على حماية األراضي> الفالحية و المساحات الخضراء السيما عند إقامة مختلف المش>>اريع على إقليم‬
‫‪2‬‬
‫البلدية‪.‬‬

‫كما يبادر المجلس الشعبي البلدي بكل عملية و يتخذ كل إجراء من ش>>أنه التحض>>ير> و بعث تنمي>>ة نش>>اطات‬
‫اقتصادية تتماشى مع طاقات البلدية و مخططها التنموي‪>.‬‬

‫‪3‬‬
‫و لهذا الغرض يتخذ المجلس الشعبي البلدي كافة التدابير التي من شأنها تشجيع االستثمار> و ترقيته‪.‬‬

‫كما تساهم البلدية في حماية التربة و الموارد المائية و تسهر على االستغالل األفضل> لهما‪.‬‬

‫في مجال التعمير و الهياكل القاعدية و التجهيز ‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫‪ 1‬عباس عبد احلفيظ ‪ ،‬المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.47،‬‬
‫‪ : 2‬مجال يرقي ‪ ،‬المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.57 ،‬‬
‫‪ ،‬ص‪.135،‬‬ ‫علي زغدود‪ ،‬المرجع السالف الذكر‬ ‫‪3‬‬

‫‪19‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫نص قانون البلدية ‪ 11/10‬في فصله الثاني على مج>>االت نش>>اطات البلدي>>ة في مج>>ال التعم>>ير و الهياك>>ل‬
‫القاعدية والتجهيز‪ ,‬حيث نصت المادة ‪ :113‬تتزود> البلدية بكل أدوات التعمير بعد المصادقة عليها بم>>وجب‬
‫مداولة داخل المجلس الشعبي البلدي ‪.‬‬

‫وذل>>ك في إط>>ار حماي>>ة ال>>تراث المعم>>اري و طبق>>ا للتش>>ريع و التنظيم المعم>>ول بهم>>ا والمتعل >ق> بالس>>كن‬
‫والتعمير> و المحافظة على التراث الثقافي و حمايته‪ ،‬وتسهر> البلدية بمساهمة المصالح التقنية المؤهل>>ة على‬
‫المحافظ>>ة وحماي>>ة األمالك العقاري>>ة الثقافي>>ة‪ ،‬والحماي>>ة و الحف>>اظ على االنس>>جام الهندس>>ي> للتجمع>>ات‬
‫‪1‬‬
‫السكانية‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ ،117‬على سهر البلدية للحفاظ على وعائها العقاري و منح األولوية لتخصيصها> ل>>برامج‬
‫التجهيزات العمومية و االستثمار> االقتصادي‪.‬‬

‫و تسهر أيضا على الحفاظ على األمالك العقارية التابعة لألمالك العمومية للدولة ‪.‬‬

‫و تبادر البلدية عمليات المرتبطة بتهيئة الهياكل و التجهيزات الخاص>>ة بالش>>بكات التابع>>ة الختصاص>>اتها> و‬
‫كذا العمليات المتعلقة بتسييرها> و صيانتها‪>.‬‬

‫و يمكنها أيضا القيام أو المساهمة في تهيئة المساحات الموجهة الحتواء النشاطات االقتص>>ادية أو التجاري>>ة‬
‫أو الخدماتية‪.‬‬

‫كما توفر البلدية في مجال السكن الشروط التحفيزية لترقية العقارية كما تبادر أو تس>>اهم في ترقي>>ة ب>>رامج‬
‫السكن‪.‬‬

‫تشجع و تنظم> بصفة خاصة كل جمعية سكان تهدف إلى حماية و صيانة و ترميم> المباني أو األحياء‪.‬‬

‫في المجال االجتماعي‪( :‬التربية ‪,‬الرياضة ‪,‬السياحة ‪,‬التسلية والثقافة )‬ ‫‪‬‬


‫لقد أناط المشرع في قانون البلدية الجديد أدوارا مهمة في المجال االجتماعي وفق ما تضمنه الفصل الث>>الث‬
‫في أحك>>ام الم>>ادة ‪ : 122‬ال>>تي نص>>ت على أن تنف>>ذ البلدي>>ة طبق>>ا للتش>>ريع والتنظيم المعم>>ول ب>>ه كاف>>ة‬
‫اإلجراءات قصد ‪:‬‬

‫‪ -‬انجاز مؤسسات التعليم االبتدائي طبقا للخارطة المدرسية الوطنية وضمان صيانتها ‪.‬‬

‫‪ -‬انجاز وتسيير> المطاعم المدرسية و السهر على ضمان توفير> وسائل نقل التالميذ و التأكد من ذلك ‪.‬‬

‫كما يمكن للبلديات في حدود إمكانيتها> القيام بما يلي‪:‬‬

‫‪ -‬االتخاذ عن>>د االقتض>>اء وفي إط>>ار التش>>ريع و التنظيم المعم>>ول ب>>ه ك>>ل الت>>دابير الموجه>>ة لترقي>>ة و تفتح‬
‫الطفولة الصغرى> و الرياضة وحدائق> األطفال و التعليم التحضيري و التعليم الثقافي الفني‪.‬‬

‫‪ -‬المساهمة في انجاز الهياكل القاعدية البلدية الجوارية الموجهة للنشاطات الرياضية و الشباب و الثقاف>>ة و‬
‫التسلية التي يمكنها االستفادة من المساهمة المالية‪.‬‬

‫عباس عبد احلفيظ ‪ ،‬المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.50 ،‬‬ ‫‪1‬‬

‫‪20‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬تقديم مساعداتها للهياكل و األجهزة المكلفة بالشباب والثقافة والرياضة والتسلية‪.‬‬

‫‪ -‬المس>اهمة في تط>وير> الهياك>ل األساس>ية الجواري>ة و الموجه>ة لنش>اطات التس>لية و نش>ر الفن والق>راءة‬
‫العمومية والتنشيط> الثقافي و الحفاظ عليها و صيانتها> ‪.‬‬

‫‪ -‬اتخاذ كل تدبير يرمي إلى توسيع قدراتها السياحية و تشجيع المتعاملين و المعنيين باستغاللها‪>.‬‬

‫‪ -‬تشجيع عمليات التمهين و استحداث مناصب الشغل ‪.‬‬

‫‪ -‬حص>>ر الفئ>>ات االجتماعي>>ة المحروم>>ة أو الهش>>ة أو المع>>وزة و تنظيم التكف>>ل به>>ا في إط>>ار السياس>>ات‬
‫العمومية الوطنية المقررة في مجال التضامن و الحماية االجتماعية ‪.‬‬

‫‪ -‬المس>>اهمة في ص>>يانة المس>>اجد و الم>>دارس القرآني>>ة المتواج>>دة على ترابه>>ا و ض>>مان المحافظ>>ة على‬
‫الممتلكات الخاصة بالعبادة ‪.‬‬

‫‪ -‬تشجيع ترقي>ة الحرك>ة الجمعوي>ة عي مي>ادين الش>باب و الرياض>>ة و التس>>لية وثقاف>ة النظاف>ة والص>>حة و‬
‫مساعدة الفئات االجتماعية المحرومة السيما منها ذوي االحتياجات الخاصة ‪.‬‬

‫في مجال حفظ الصحة و الطرقات البلدية‪:‬‬ ‫‪‬‬


‫نص الفصل الرابع من القانون في أحك>>ام الم>>ادة ‪ 123‬من>>ه على دور البلدي>>ة في مج>>ال النظاف>>ة و الص>>حة‬
‫العامة والطرقات البلدية و صيانتها كما يلي‪:‬‬

‫تسهر البلدية بمساهمة المصالح التقنية للدولة على احترام التشريع و التنظيم المعمول بهما و المتعلقين‬
‫بحفظ الصحة و النظافة العمومية و السيما في المجاالت التالية‪:‬‬

‫‪ -‬توزيع المياه الصالحة للشرب ‪.‬‬

‫‪ -‬صرف المياه المستعملة ومعالجتها‪.‬‬

‫‪ -‬جمع النفايات الصلبة و نقلها ومعالجتها ‪.‬‬

‫‪ -‬مكافحة األمراض المنتقلة ‪.‬‬

‫‪ -‬الحفاظ على صحة األغذية و األماكن المستقبلة للجمهور ‪.‬‬

‫‪ -‬صيانة طرقات> البلدية ‪.‬‬

‫‪ -‬إشارات المرور التابعة لشبكة طرقاتها‪.‬‬

‫كما نصت المادة ‪ 124‬على أن تتكفل البلدية في مجال تحسين اإلطار المعيشي للمواطن في حدود إمكانيتها‬
‫و طبقا للتشريع المعمول به بتهيئة المساحات الخضراء و وضع العتاد الحضري> و تساهم في صيانة‬
‫فضاءات الترفيه و الشواطئ> ‪.‬‬

‫والمالحظ> أن قانون البلدية الجديد ‪ 11/10‬قد زاد من المهام و الوظائف التي تقف على عاتق المجالس‬
‫الشعبية البلدية ‪ ،‬مما زاد بشكل إلى في نفقات الجماعات المحلية ‪ ،‬وكذلك الحال في قانون الوالية الجديد‬
‫‪21‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ 12/05‬فقط وسع من مجال و نشاطات> المجالس الشعبية الوالئية وهذا ما يزيد من نفقات الوالية ‪ ،‬وقد>‬
‫حددت مجال تدخالت الوالية كما يلي ‪:‬‬

‫في مجال التنمية االقتصادية ‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫ق>>د أعطى ق>>انون الوالي>>ة ‪ 12/05‬مه>>ام كب>>يرة في مج>>ال التنمي>>ة االقتص>>ادية حيث نص>>ت الم>>ادة ‪ 80‬من>>ه‬
‫بقوله>>ا ‪ :‬يع>>د المجلس الش>>عبي ال>>والئي مخطط>>ا للتنمي>>ة على الم>>دى المتوس>ط> بين األه>>داف و ال>>برامج و‬
‫الوسائل المعبأة من الدولة في إطار مشاريع> الدولة و البرامج البلدية للتنمية ‪ ،‬ويعتمد ه>>ذا المخط>>ط كإط>>ار‬
‫للترقية والعمل من اجل التنمية االقتصادية ‪.‬‬

‫ويقوم> المجلس الشعبي الوالئي بما يلي ‪:‬‬

‫‪-‬يحدد المناطق الصناعية التي سيتم إنشاءها و يساهم في إعادة تأهيل المناطق> الصناعية و من>>اطق النش>>اط‬
‫‪1‬‬
‫في إطار البرامج الوطنية إلعادة التأهيل و يبدي رأيه في ذلك‪.‬‬

‫‪-‬يسهل استفادة المتعاملين من العقار االقتصادي> ‪.‬‬

‫‪-‬يسهل ويشجع> االستثمارات في الوالية ‪.‬‬

‫‪ -‬يساهم في إنعاش نشاطات المؤسسات> العمومية المتواجدة بالوالية باتخ>اذ ك>>ل الت>دابير> الض>رورية كم>ا‬
‫يعم>>ل المجلس الش>>عبي ال>>والئي على تط>>وير> أعم>>ال التع>>اون و التواص>>ل بين المتع>>املين االقتص>>اديين و‬
‫مؤسسات> التكوين و البحث العلمي ‪ ،‬و اإلدارات المحلية من أجل ترقية اإلبداع في القطاعات االقتص>>ادية‬
‫و يعمل على ترقية التشاور بين المتعاملين االقتصاديين قصد ضمان محيط مالئم لالستثمار‪.‬‬

‫في مجال الفالحة والرعي ‪:‬‬ ‫‪-‬‬


‫حيث نص ق>>انون الوالي>>ة ‪ 12/05‬على دور المجلس الش>>عبي ال>>والئي في مج>>ال الفالح>>ة و ال>>ري ‪ ،‬حيث‬
‫نصت المادة ‪ 84‬بقولها ‪ :‬يبادر> المجلس الشعبي الوالئي و يضع حيز التنفي>>ذ ك>>ل عم>>ل في مج>>ال حماي>>ة و‬
‫توسيع و ترقية األراضي الفالحية و التهيئة و التجهيز الريفي ‪.‬‬

‫و يشجع أعمال الوقاية من الكوارث و اآلفات الطبيعية‪.‬‬

‫وبهذه الصفة يبادر بكل األعمال لمحاربة مخاطر الفيضانات و الجفاف ‪.‬‬

‫و يتخذ كل اإلجراءات الرامية إلى انجاز أشغال التهيئة و تطهير و تنقية مج>>اري> المي>>اه في ح>>دود> إقليمي>>ة‬
‫كما يبادر المجلس الشعبي ال>>والئي باالتص>>ال> م>>ع المص>>الح المعني>>ة بك>>ل األعم>>ال الموجه>>ة إلى تنمي>>ة و‬
‫حماية األمالك الغابية في مجال التشجير> ‪ ،‬وحماية التربة وإصالحها‪>.‬‬

‫‪ 1‬عباس عبد احلفيظ ‪ ،‬المرجع السالف الذكر ‪ ،‬ص‪.52،‬‬


‫‪22‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫كما يساهم المجلس الشعبي الوالئي باالتصال> مع المصالح المعنية في تطور> كل أعمال الوقاية ومكافحة‬
‫األوبئة في مجال الصحة الحيوانية و النباتية إلى جانب ذلك يعمل المجلس الشعبي الوالئي على تنمية‬
‫الرأي المتوسط> و الصغير ‪ ،‬كما يساعد تقنيا وماليا> بلديات الوالية في مشاريع> التزويد بالمياه الصالحة‬
‫للشرب و التطهير> ‪ ،‬وإعادة استعمال المياه التي ال تتجاوز> اإلطار اإلقليمي للبلديات المعنية‪.‬‬

‫*في مجال الهياكل القاعدية االقتصادية ‪:‬‬


‫في هذا المجال أناط قانون الوالية بالمجالس الشعبية الوالئية دورا> كبيرا في عملي>>ات تص>>نيف> الطرق>>ات> و‬
‫المسالك الوالئية حسب الشروط> المحددة في التنظيم المعمول به ‪ ،‬و يساهم في تهيئ>>ة الط>>رق و ص>>يانتها ‪،‬‬
‫وذل>>ك بالمب>>ادرة باالتص>>ال م>>ع المص>>الح المعني>>ة باألعم>>ال المتعلق>>ة بترقي>>ة و تنمي>>ة هياك>>ل اس>>تقبال‬
‫االستثمارات> ‪ ،‬كما يعمل المجلس إلى كل عمل يهدف إلى تشجيع التنمية الريفية السيما في مجال الكهرب>>اء‬
‫و فك العزلة ‪.‬‬

‫*في مجال التربية و التكوين المهني ‪:‬‬


‫حيث تتولى> الوالية بمقتضى القانون ‪ 12/05‬و في إطار المعايير الوطني>>ة و تطبيق>>ا للخريط>>ة المدرس>>ية و‬
‫التكوينية ‪ ،‬انجاز مؤسسات التعليم المتوسط والثانوي و المهني و تتكفل بصيانتها> و المحافظة عليه>>ا و ك>>ذا‬
‫تجديد تجهيزاتها> المدرسية على حساب الميزانية غير المركزة للدولة المسجلة في حسابها‪.‬‬

‫*في مجال النشاط االجتماعي و الثقافي ‪:‬‬


‫في مج>>ال االجتم>>اعي و الثق>>افي يعم>>ل المجلس الش>>عبي ال>>والئي> على المس>>اهمة و تش>>جيع ب>>رامج ترقي>>ة‬
‫التش>>غيل بالتش>>اور> م>>ع البل>>ديات و المتع>>املين االقتص>>اديين و الس>>يما تج>>اه الش>>باب أو المن>>اطق الم>>راد‬
‫ترقيتها ‪.‬‬

‫و يتولى المجلس الش>>عبي ال>والئي في ظ>>ل اح>>ترام المع>ايير الوطني>>ة في مج>ال الص>>حة العمومي>>ة انج>>از‬
‫تجهيزات الصحة التي تتجاوز إمكانيات البلديات ‪ ،‬كما يسهر على تطبيق تدابير> الوقاية الصحية ‪.‬‬

‫و يتخذ في هذا اإلطار ك>ل الت>>دابير لتش>>جيع إنش>>اء هياك>>ل مكلف>ة بمراقب>>ة و حف>>ظ الص>>حة في المؤسس>ات‬
‫المستقبلة للجمهور> في المواد االستهالكية ‪.‬‬

‫و يساهم المجلس الشعبي ال>>والئي بالتواص>ل> م>>ع البل>>ديات في تنفي>>ذ ك>>ل األعم>>ال المتعلق>>ة بمخط>>ط تنظيم‬
‫اإلسعافات> و الكوارث و اآلفات الطبيعية و الوقاية من األوبئة و مكافحتها> ‪.‬‬

‫وتسهم> المجالس الشعبية الواليئة بالتنسيق> مع البلديات في كل نشاط اجتماعي يهدف إلى ضمان ‪:‬‬

‫‪ -‬تنفيذ البرنامج الوطني للتحكم في النمو الديمغرافي> ‪.‬‬


‫‪23‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫‪ -‬حماية األم و الطفل‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة الطفولة‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة المسنين و األشخاص ذوي االحتياجات الخاصة‪.‬‬

‫‪ -‬مساعدة األشخاص المحتاجين في الوضع الصعب ‪.‬‬

‫‪ -‬التكفل بالمتشردين و المتخلفين عقليا‪.‬‬

‫‪ -‬تحدد كيفيات تطبيق هذه المادة عن طريق> التنظيم ‪.‬‬

‫كما يساهم المجلس الشعبي ال>>والئي في إنش>اء الهياك>ل القاعدي>>ة الثقافي>>ة ‪ ,‬الرياض>>ية و الترفيهي>>ة الخاص>ة‬
‫بالسباب و حماية التراث التاريخي> و الحف>اظ علي>ه بالتش>اور> م>ع البل>ديات وك>ل الهيئ>ات األخ>رى المكلف>ة‬
‫بترقية هذه النشاطات و الجمعيات التي تنشط في هذا المجال ‪.‬‬

‫و يسهر المجلس على حماية القدرات السياحية الوالية و تنميتها و يشجع كل استثمار> متعلق بذلك‪.‬‬

‫*في مجال السكن ‪:‬‬


‫في هذا المجال يمكن المجلس الشعبي ال>>والئي أن يس>>اهم في انج>از ب>>رامج الس>>كن وف>ق> عملي>>ات تجدي>د و‬
‫إعادة تأهيل الحظيرة العقارية المبنية و كذا الحفاظ على الطابع العمراني> ‪.‬‬

‫كما يساهم المجلس الشعبي الوالئي بالتنسيق> م>>ع البل>>ديات و المص>>الح التقني>>ة المعني>>ة في برن>>امج القض>>اء‬
‫على السكن الهش و غير الصحي و محاربته ‪.‬‬

‫و يبدو أن المشرع> في قانون الوالية قد أعطى الوالية مه>>ام واس>>عة ج>>دا تف>>وق ق>>دراتها المالي>>ة و إي>>رادات‬
‫المحلي>>ة ‪ ،‬وه>>ذا م>>ا جع>>ل ك>>ل كم الوالي>>ة و البلدي>>ة تع>>اني حال>>ة من العج>>ز ال>>دائم يف>>رض على الس>>لطات‬
‫المركزية التدخل لسداد ديون البلديات و الواليات فالواجب ان يعمل المشرع في مقابل زيادة مهام وظ>>ائف‬
‫الجماعات المحلية بفرض زيادة و تطوير> إيرادات الجماعات المحلية لخلق نوع من التوازن بين اإليرادات‬
‫و النفقات المحلية ‪.‬‬

‫المطلب الرابع‪:‬‬
‫سياسات التوظيف و األجور لدى الجماعات> المحلية‬
‫في الوقت الذي يتحدد فيه الطلب على عنصر العمل في القط>>اع الخ>>اص وفق>>ا لتكلف>>ة العم>>ل ‪،‬بالنس>>بة‬
‫لقيمة المخرجات وكذلك تكلفته النسبية مقارنة بالتدخالت األخرى البديلة ‪ ،‬كما يضمن تعظيم األرباح ‪ ،‬فان‬
‫الدراسات الحديثة تؤكد أن الطلب على العمل لدى الحكومة و القطاع العام في الدول النامي>>ة يتع>>دد بدرج>>ة‬
‫كبيرة على اقتصاد التكاليف ‪ ،‬فزيادة التوظيف> في الجماعات المحلية تتم باعتبارها عنصرا مستقال عن أية‬
‫‪24‬‬
‫إيرادات و نفقات الجماعات المحلية‬ ‫الفصل األول‬
‫زيادة الطلب على مخرجات الجماعات المحلية ‪ ،‬حيث ينظ>>ر إلى ه>>ذه الزي>>ادة في التوظي>>ف بأنه>>ا ته>>دف‬
‫لخدمة أغراض سياسية واجتماعية ‪ ،‬وذلك لعجز الجماعات المحلية في خلق فرص عمل حقيقية ال>>تي تنتج‬
‫عنه ظاهرة البطالة المقنعة مصحوبة يتزايد النفقات المحلية ‪.‬‬

‫اإلنفاق المحلي المظهري ‪ ،‬يعود تزايد ونمو اإلنفاق العام المحلي المظهري> حيث تقوم الجماعات المحلي>>ة‬
‫باستهالك> موارد مالية ضخمة إلقامة مباني فاخرة وحدائق> عمومي>>ة أو ت>>زيين الط>>رق الرئيس>>ية الهام>>ة أو‬
‫إقامة الحفالت و السهرات ‪...‬الخ‬

‫‪-‬تزايد نسب االستثمار> المحلي ‪ :‬يرجع تزايد اإلنف>>اق الع>>ام ل>>دى الجماع>>ات المحلي>>ة لل>>دور ال>>ذي تق>>وم ب>>ه‬
‫كمس>>تثمر> محلي للنه>>وض بالتنمي>>ة المحلي>>ة‪ ،‬وذل>>ك راج>>ع لم>>ا تعاني>>ه من نقص و ت>>دهور> كب>>ير في بنيته>>ا‬
‫األساسية رغم التحفيزات التي تقدمها للمستثمرين الخواص‪.‬‬

‫‪25‬‬

You might also like