You are on page 1of 12

‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫الرقابة القضائية على سلطات الضبط اإلداري في مجال البناء والتعمير‬

‫حمادو فاطيمة‪ ،‬باحثة دكتوراه جامعة سيدي بلعباس‬

‫ملخص‬
‫تتمتع اإلدارة بسلطة واسعة في فرض القواعد العمرانية ‪ ،‬بهدف الحفاظ على النظام العام العمراني ‪،‬لكن حتى ال‬
‫تتعسف في استعمال سلطاتها في مجال إصدار القرار اإلداري المتضمن احد عقود التعمير منحت لسلطة أخرى الرقابة‬
‫على تلك اإلجراءات والمتمثلة في السلطة القضائية ‪،‬فالقاضي اإلداري يراقب مدى احترام اإلدارة لتلك الشروط‪،‬ويكون ذلك‬
‫عن طريق رقابة قضائية والمتمثلة في دعوى اإللغاء ودعوى التعويض‪.‬‬
‫الكلمات المفتاحية‬
‫الضبط اإلداري‪ ،‬الرقابة القضائية‪،‬التعمير والبناء‪ ،‬دعوى اإللغاء ‪ ،‬دعوى التعويض‬

‫‪Summary:‬‬
‫‪the broad authority to impose urban rules, The administration has a broad authority to‬‬
‫‪enforce urban rules in order to maintain public order, and also not to abuse their powers in the‬‬
‫‪area of issuing administrative resolution containing one of the reconstruction contracts, was‬‬
‫‪granted to another authority to control such actions represented in the judiciary, the‬‬
‫‪Administrative Judge keeps an eye on the extent of the respect of the administration of those‬‬
‫‪conditions, through judicial supervision, represented in the case of cancellation and‬‬
‫‪compensation‬‬

‫‪Key words :‬‬


‫‪The administrative control, judicial control, construction, the case of cancellation, the claim‬‬
‫‪for compensation.‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪133‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬
‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫مقدمة ‪:‬‬
‫إن القاعدة العامة هي حرية المالك في استعمال ملكيته العقارية واستعمالها والتصرف فيها وممارسة جميع‬
‫األنشطة العمرانية التي يراها مناسبة لتحقيق المصلحة الخاصة إال أن هذه الحرية مقيدة بضوابط إذ ال تتعارض مع‬
‫الصالح العام والنظام العام العمراني وأسسها التي تستوجب وضع ضوابط وميكانيزمات رقابية ‪ ،‬لذلك بات من الضروري‬
‫تنظيم عقود التعمير وفق النسق الذي يضمن التوفيق بين المصلحة العامة لإلدارة وهي حماية النظام العام العمراني‬
‫والمصلحة الخاصة للفرد والمتمثلة في الحصول على أحد الرخص والشهادات العمرانية عن طريق فرض الترخيص المسبق‬
‫قبل القيام بتلك األعمال ‪.‬‬
‫ويستوجب على اإلدارة وهي تقوم بالنشاط المخول لها احترام القانون عن طريق موظفيها‪ ،‬فإذا أخطأ أحد موظفيها‬
‫أثناء إصدار القرار اإلداري وأدى هذا الخطأ إلى المساس بالمركز القانوني للشخص وجب في هذه الحالة إجبار اإلدارة‬
‫على احترام حدود القانون والتصرف في إطاره ‪.‬‬
‫ولن يتأتى ذلك إال عن طريق القضاء الذي يحرص على حماية مبدأ المشروعية من جهة ويحقق العدالة ويحمي‬
‫الحقوق والحريات العامة للمواطنين من جهة أخرى ‪.‬‬
‫وباعتبار عقود التعمير هي ق اررات إدارية شأنها شأن الق اررات اإلدارية األخرى سواء كان مضمون القرار إيجابيا‬
‫بمنح أحد عقود التعمير أو سلبيا برفضها يحق للمعني باألمر الذي تضرر من القرار واعتبره غير مشروع اللجوء للقاضي‬
‫اإلداري وطلب إلغائه بمجرد توافر أوجه عد المشروعية في القرار اإلداري محل الطعن وكذا يمكنه طلب التعويض ‪.‬‬
‫وتماشيا مع هذا الطرح تمثل اإلشكالية التالية ‪ :‬ما مدى فاعلية رقابة القاضي اإلداري على أعمال اإلدارة المانحة‬
‫لعقود التعمير ؟‬
‫ويتفرع عن هذه اإلشكالية التساؤالت التالية ‪:‬‬
‫فيما تتجسد رقابة القاضي اإلداري على عقود التعمير ‪ ،‬هل بإمكان القاضي اإلداري وضع حد لكل تعسف يصدر من‬
‫اإلدارة المانحة لهذه العقود ؟‬
‫ولإللمام واإلجابة على اإلشكالية المطروحة وما تفرع عنها من تساؤالت تم تقسيم هذه الورقة البحثية إلى مبحثين‬
‫‪،‬تضمن المبحث األ ول دعوى إلغاء الق اررات اإلدارية الفردية المتعلقة بالعمران كآلية رقابية قضائية ‪ ،‬أما المبحث الثاني‬
‫فتم التطرق فيه إلى دعوى التعويض ‪.‬‬
‫المبحث األول ‪ :‬دعوى اإللغاء كآلية رقابية قضائية في مجال العمران ‪.‬‬
‫يقتضي مبدأ المشروعية أن تكون تصرفات اإلدارة المختصة بمنح عقود التعمير في إطار وحدود القانون لحماية‬
‫األفراد وحرياتهم ‪ ،‬فال يكفي لحماية هذه األخيرة أن تتحقق سيادة القانون بل يستلزم األمر أن تكون أعمال اإلدارة مشروعة‬
‫واال كانت عرضة لإللغاء القضائي ‪.1‬‬
‫وتعد الرقابة القضائية الضامن الحقيقي والفعال لحماية مبدأ المشروعية ألن السلطة القضائية هي الحامية لحقوق‬
‫األفراد وحرياتهم ‪ ،‬إذ بغير هذه السلطة القضائية ال يعدوا القانون أن يكون سوى قواعد نظرية ‪.‬‬
‫والرقابة القضائية على سلطات الضبط اإلداري في مجال البناء والتعمير لها أهمية بالغة ‪ ،‬إذ أأخذ في االعتبار‬
‫اتساع نشاط ال دولة وقوة السلطة التنفيذية كاتجاه معاصر ومدى خطورة هذا االتجاه على حقوق و حرية األفراد في التصرف‬
‫في ملكياتهم ‪ ،‬خالصة بعد أن أصبح األمر الخروج على القانون واقعا مؤكدا باعتبار أن القائمين على األجهزة اإلدارية‬

‫‪ -1‬عمار بوضياف ‪ ،‬الوسيط في قضاء اإللغاء ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬سنة ‪ ،6688‬ص ‪.08-06‬‬
‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪134‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬
‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫وعلى تنفيذ القوانين ما هم إال بشر معرضون للخطأ وال يمكن إرجاعهم إال جادة الصواب إال بإلغاء ق ارراتها غير‬
‫المشروعة لمنعها من االعتداء على حقوق األفراد‪.1‬‬
‫وعليه ولدراسة دعوى اإللغاء في مجال العمران وجب علينا التطرق إلى تعريف دعوى اإللغاء في مجال العمران‬
‫ثم تبيان أساسها وأخي ار اآلثار المترتبة عليها ‪.2‬‬
‫المطلب األول ‪ :‬مفهوم دعوى اإللغاء في مجال التعمير وشروطها ‪.‬‬
‫تعد دعوى اإللغاء من الدعاوى اإلدارية األكثر انتشا ار و استعماال من جانب المتقاضين ‪ ،‬ولذلك سنعرف دعوى اإللغاء ثم‬
‫نحدد شروطها ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬تعريف دعوى اإللغاء ‪.‬‬
‫تعرف دعوى اإللغاء في مجال العم ارن على أنها دعوى قضائية إدارية موضوعية عينية يحركها ويرفعها صاحب‬
‫الصفة والمصلحة أمام جهات قضائية مختصة سواء أمام المحاكم اإلدارية أو مجلس الدولة بهدف المطالبة بإلغاء قرار‬
‫إداري نهائي متضمن عقود التعمير غير المشروعة بموجب قرار يحوز على حجية مطلقة ‪ ،‬وبالتالي نستنتج أن دعوى‬
‫اإللغاء تضمن مبدأ المشروعية من جهة ومن جهة أخرى تحمي األفراد من تعسف اإلدارة ‪.3‬‬

‫الفرع الثاني ‪:‬شروط قبول دعوى اإللغاء في مادة التعمير والبناء‪.‬‬


‫إن أول مسألة تعرض إلثارة منازعة إدارية تتعلق بمدى مشروعية القرار الفردي المتعلقة بعقود التعمير والبناء ثم‬
‫إلغاءها هي مسألة البحث عن الشروط الواجب توافرها لقبول هذا الطعن‪.‬‬
‫وتعرف على أنها جملة الشروط التي يتطلبها قانون البناء والقوانين ذات الصلة حتى يتمكن القضاء من الفصل‬
‫في موضوع الدعوى ‪ ،‬وفي حالة تخلف أي شرط منها يحكم القاضي بعدم قبول الدعوى ‪ ،‬وتعتبر هذه الشروط من النظام‬
‫العام ‪ ،‬حيث يجوز للخصم إثارتها في أية مرحلة كانت عليها الخصومة القضائية ‪ ،‬كما يمكن للقاضي إثارتها من تلقاء‬
‫نفسه ‪.4‬‬
‫وتتمثل هذه الشروط في شروط تتعلق بالطاعن ‪ ،‬وشروط تتعلق بالقرار المطعون فيه وأخي ار شروط الميعاد‬
‫(اآلجال) ‪ ،‬وعليه سنتناول هذه الشروط بجملة من التفصيل ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬الشروط المتعلقة بالطاعن ‪.‬‬
‫بالرجوع إلى المادة ‪ 82‬من القانون ‪ 68/61‬المتضمن قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية على أنه ‪ " :‬ال يجوز‬
‫ألي شخص التقاضي ما لم تكن له صفة وله مصلحة قائمة أو محتملة يقرها القانون"‪.‬‬

‫ولقبول الطعن وجب أن تتوافر في الطاعن شرطان هما الصفة والمصلحة ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبد الرحمن البكويري ‪ ،‬وثائق التعمير بين اختصاص الدولة والجماعات المحلية ‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية والتنمية ‪ ،‬العدد األول ‪،‬‬
‫ديسمبر ‪ ،8886 ،‬ص ‪.27‬‬
‫‪ -2‬بالرجوع إلى أحكام المرسوم التنفيذي رقم ‪ 88-85‬المؤرخ في ‪ ، 6685/68/65‬يحدد كيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها ‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية ‪ ،‬العدد ‪ 67‬لسنة ‪.6685‬‬
‫‪-3‬‬
‫‪ -4‬محمد كمال األمين ‪ ،‬االختصاص القضائي في مادة التعمير والبناء ‪،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ‪ ،‬كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة‬
‫تلمسان ‪ ،6680 ،‬ص ‪.62‬‬
‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪135‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬
‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫‪ -0‬صفة الطاعن ‪ :‬ويقصد بها أن يكون الطاعن أو المدعي في الدعوى القضائية في وضعية مالئمة تسمح بمباشرة‬
‫دعواه ‪ ،‬أي أن يكون في مركز سليم يخول له إمكانية التوجه إلى القاضي اإلداري ‪ ،‬ولدارسة صفة الطاعن ضد القرار‬
‫وجب التمييز بين الصفة في حالة األشخاص الطبيعية والصفة‬ ‫‪2‬‬
‫أو الشهادات العمرانية‬ ‫‪1‬‬
‫المتضمن أحد الرخص اإلدارية‬
‫في حالة األشخاص المعنوية ‪.‬‬
‫‪ -‬الصفة في حالة األشخاص الطبيعية ‪:‬‬
‫أكدت المادة ‪ 86‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 88-85‬المتضمن كيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها األشخاص‬
‫الطبيعيين الذين لهم حق رفع الطعون الفردية في مجال العمران سواء تعلق األمر برفض منح رخصة البناء أو الهدم أو‬
‫التجزئة أو شهادة المطابقة أو التقسيم أو التعمير أو لسبب آخر ال تقبل الدعوى إال من األشخاص الذي لهم صفة في‬
‫طلب الترخيص الذي صدر القرار المطعن فيه بشأنه وتتمثل األشخاص في‪:‬‬
‫‪ -‬المالك أو موكله ‪.‬‬
‫‪ -‬المستأجر المرخص له قانونا ‪.‬‬
‫‪ -‬الهيئة أو المصلحة العمومية المخصصة لها قطعة األرض أو البناية ‪.‬‬
‫‪ -‬الحائز ‪ ،‬فهؤالء األشخاص هم من لهم صفة مباشرة وشخصية في الطعن باإللغاء ‪.3‬‬
‫هذا وتجدر اإلشارة إال أنه يجوز للغير أن يرفع دعوى إلغاء القرار اإلداري المتضمن عقود التعمير والمتمثلة في‬
‫الجيران شريطة أن يثبتوا مصلحتهم الشخصية والمباشرة ‪ ،‬وهو ما أكده قرار رقم ‪ 018‬الصادر عن مجلس الدولة بتاريخ‬
‫‪ 667/66/88‬حيث تلخص وقائع هذه القضية في أن اإلدارة علقت منح رخصة البناء المطلوبة من طرف المستأنف‬
‫إلعادة بناء مسكنه على موافقة الجيران وأثناء القيام بأشغال البناء ألحقت أض ار ار بعقار هؤالء الجيران مما أدى بهم إلى‬
‫رفع دعوى إلغاء هذه الرخصة أمام الغرفة اإلدارية التي ألغت هذه الرخصة ‪ ،‬فاستأنف المعني باألمر أمام مجلس الدولة‬
‫مؤسسا بعدم توفر صفة الجيران للطعن في القرار ‪ ،‬لكن رفض مجلس الدولة أمام هذا االستئناف وأيد القرار الصادر عن‬
‫الغرفة اإلدارية وبالتالي أعطى الحق للجار في رفع دعوى إلغاء‪.4‬‬
‫‪ -‬الصفة في حالة األشخاص المعنوية ‪:‬‬
‫تنقسم األشخاص المعنوية إلى قسمين هما أشخاص معنوية عامة والمتمثلة في الدولة ‪ ،‬الوالية‪ ،‬البلدية ‪ ،‬ومنه‬
‫فالطعون ضد الق اررات اإلدارية الفردية الصادرة في مجال العمران قد تثار من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي أو الوالي‬
‫أو الزير المكلف بالعمران كلما كانت تلك الق اررات مشوبة بعيب من عيوب الالمشروعية ‪.‬‬
‫أما األشخاص المعنوية الخاصة كالجمعيات التي لها عالقة بالبيئة ال يمكنها رفع دعوى أمام القضاء اإلداري‬
‫وهذا حسب المادة ‪ 78‬من القانون ‪ 68-68‬المتعلق بالتهيئة والتعمير ألنه منح لها الحق في التأسيس كطرف مدني فقط ‪،‬‬
‫هذا من جانب ومن جانب آخر أن تلك لرخص والشهادات ال تمنح إال من قبل األشخاص المعنوية العامة ‪.5‬‬

‫‪ -1‬تتمثل هذه الرخص في رخصة البناء ورخصة التجزئة ورخصة الهدم ‪.‬‬
‫‪ -2‬تتمثل الشهادات العمرانية في شهادة التعمير وشهادة المطابقة وشهادة التقسيم ‪.‬‬
‫‪ -3‬عزري الزين ‪ ،‬ق اررات العمران الفردية وطرق الطعن فيها ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة ‪ ،‬ص ‪.71‬‬
‫‪ -4‬عمار بوضياف ‪ ،‬منازعات التعمير في القانون الجزائري (رخصة الهدم والبناء) مجلة الفقه والقانون ‪ ،‬العدد ‪ ، 62‬يناير ‪ ،6682‬ص ‪.28‬‬
‫‪ -5‬للمزيد من التفاصيل راجع المادة ‪ 78‬من القانون ‪ 68-86‬المتعلق بالتهيئة والتعمير ‪ ،‬انظر أيضا ‪ :‬نورة منصوري ‪ ،‬قواعد التهيئة والتعمير‬
‫وفق التشريع الجزائري ‪ ،‬دار الهدى للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجائر ‪ ، 6686 ،‬ص ‪.67‬‬
‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪136‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬
‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫‪ -7‬مصلحة الطاعن ‪:‬‬


‫يقصد بالمصلحة الفائدة العملية المشروعة التي يراد تحقيقها باللجوء إلى القضاء بمعنى أنه ال يجوز اللجوء عبثا‬
‫إلى القضاء دون تحقيق منفعة ما ‪ ،‬كما يشترط في المصلحة أن تكون محمية قانونا‪.1‬‬
‫وقد اشترط القضاء اإلداري بأن تتميز المصلحة في دعوى إلغاء القرار اإلداري في ذلك المجال بخاصيتين هما‬
‫الطابع الحالي والطابع الشخصي ‪ ،‬أي أن هذا القرار يؤثر تأثي ار مباش ار وحاليا على رافع الدعوى ‪.2‬‬
‫ثانيا ‪ :‬شروط تتعلق بالقرار المطعون فيه ‪.‬‬
‫ال يكفي توافر الصفة والمصلحة لقيام دعوى اإللغاء الخاصة بالتعمير وانما أقر المشرع الجزائري شروط أخرى‬
‫تتعلق بالقرار المطعون فيه في حد ذاته ومن بين هذه الشروط ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -8‬أن يكون القرار اإلداري في مجال عقود التعمير صادر من سلطة إدارية مختصة تعتبر مختلف الرخص والشهادات‬
‫المتعلقة بالتعمير ق اررات إدارية صادرة عن جهات إدارية مختصة ‪ ،‬فبالرجوع إلى قانون ‪ 68-86‬المتعلق بالتهيئة والتعمير‬
‫نجده قد حصر منح هذه الشهادات لرئيس المجلس الشعبي البلدي أو الوالي أو الوزير المكلف بالتعمير ‪.‬‬
‫ففي هذا اإلطار قضت المادة ‪ 05‬من ذات القانون بأنه ‪ " :‬مع مراعاة األحكام المنصوص عليها في المادتين‬
‫‪ 00‬و ‪ 07‬أدناه تسلم رخصة التجزئة أو رخصة البناء من قبل رئيس المجلس الشعبي البلدي في حالتين إما بصفته ممثال‬
‫للبلدية بجميع االقتطاعات والبناءات في قطاع يغطيه مخطط شغل األراضي أو في حالة ما إذا كان ممثال للدولة في‬
‫حالة غياب مخطط شغل األراضي بعد اإلطالع على الرأي الموافق للوالي"‪.‬‬
‫وبالتالي نستنتج أن القرار اإلداري في مجال عقود التعمير يجب أن يصدر من جهات أو هيئات مختصة واال ال‬
‫يعتد به ‪.3‬‬
‫‪ -6‬أن يكون القرار اإلداري في مجال عقود التعمير نهائيا محدثا ألثر قانوني معين حيث يشترط في الق ارر اإلداري‬
‫المتعلق بالجانب العمراني حتى يكون محال للطعن ‪ ،‬يجب أن يكون نهائيا أي استنفذ كل المراحل التحضيرية إلصداره ‪،‬‬
‫ومنه ال تعتبر اآلراء االستشارية وال التحقيقات التي تسبق عملية إصدار القرار اإلداري محال للطعن وانما يجب أن يحدث‬
‫أث ار قانونيا إما بإنشاء مركز قانوني أو إلغاءه أو تعديله ‪.4‬‬

‫ثالثا ‪ :‬الميعاد ‪.‬‬


‫بالنسبة آلجال الطعن القضائي‪ ،‬فقد حددت المادة ‪ 168‬من قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية أجل الطعن أمام‬
‫كل من المحكمة اإلدارية ومجلس الدولة بأربعة أشهر يسري من تاريخ التبليغ الشخصي بنسخة من القرار اإلداري الفردي ‪،‬‬
‫ويسري هذا النص في حالة اختصاص رئيس المجلس الشعبي البلدي أو الوالي بمنح الترخيص ‪ ،‬أما في حالة اختصاص‬

‫‪ -1‬مسعود شيهوب ‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ‪ ،‬الهيئات واإلجراءات أمامها ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬ديوان المطبوعات الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪،‬‬
‫‪ ،6665‬ص ‪.605‬‬
‫‪ -2‬عادل بوراس ‪ ،‬دعوى إلغاء على ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري ‪ ،‬مقال منشور بمجلس الفقه والقانون ‪ ،‬العدد ‪ ، 62‬سنة‬
‫‪ ،6682‬ص ‪ ، 61‬أنظر أيضا ‪ :‬نويري عبد العزيز ‪ ،‬رقابة القاضي اإل داري في مادة رخصة البناء ‪ ،‬دراسة تطبيقية ‪ ،‬مجلس الدولة ‪ ،‬عدد خاص‬
‫بالعمران ‪ ،‬منشورات الساحل ‪ ،‬الجزائر ‪ ، 6661 ،‬ص ‪.18-16‬‬
‫‪ -3‬عطوي وداد ‪ ،‬الرقابة القضائية على رخصة البناء في الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ‪ ،‬جامعة باجي مختار ‪ ،‬عنابة ‪،‬‬
‫‪ ، 6686‬ص ‪.880‬‬
‫‪ -4‬عطوي وداد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.887‬‬
‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪137‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬
‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫الوزير المكلف بالعمران ‪،‬فإن االختصاص القضائي يؤول لمجلس الدولة في نفس اآلجال المنصوص عليها في المادة‬
‫‪.168‬من ذات القانون‬
‫أما بالنسبة للغير فقد قضت المادة ‪ 50‬من المرسوم التنفيذي رقم ‪ 88-85‬المحدد لكيفيات تحضير عقود التعمير‬
‫وتسليمها بأنه ‪ " :‬ترخص النسخة من المقرر المتضمن رخصة البناء الملصقة بمقر المجلس الشعبي البلدي لكل شخص‬
‫معني باالطالع على الوثائق البيانية لملف الطلب وذلك إلى غية انقضاء أجل سنة وشهر "‪.1‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬أوجه دعوى اإللغاء في مجال التعمير ‪.‬‬


‫يقصد بأوجه دعوى اإللغاء في مجال العمران الحاالت التي يتم االستناد إليها إللغاء ذلك القرار اإلداري المتعلق‬
‫بالعمران لعدم مشروعيته بعد قبول القاضي العريضة شكال بناءا على أوجه عدم المشروعية سواء كانت هذه األخيرة داخلية‬
‫عيب السبب أو مخالفة القانون وعيب االنحراف في استعمال السلطة أو قد تكون خارجية مثل عيب عدم االختصاص‬
‫وعي ب الشكل واإلجراءات ‪ ،‬وعليه سوف يتم التطرق إلى أوجه دعوى اإللغاء الداخلية والخارجية من خالل الفرعين‬
‫التاليين ‪:‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬أوجه عدم المشروعية الخارجية ‪.‬‬


‫نكون أمام حالة عدم المشروعية الخارجية إذا تم الطعن في القرار اإلداري المتعلق بالتعمير انطالقا من عيب‬
‫االختصاص وعيب الشكل واإلجراءات ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬عيب عدم االختصاص ‪.‬‬
‫هو العنصر األول الذي يخضع لتقدير مشروعية لدى بسط القضاء اإلداري رقابته على مشروعية القرار المتضمن‬
‫أحد عقود التعمير ‪ ،‬والسبب في ذلك هو تعلق العنصر بالنظام العام ‪.‬‬
‫هذا وتجدر اإلشارة إلى أن عيب عدم االختصاص يأخذ ثالث صور لتجسيده والمتمثلة في‪:‬‬
‫‪ -‬عيب عدم االختصاص الموضوعي ‪ :‬يتعلق هذا العيب عندما تقوم جهة إدارية بإصدار قرار إداري يتضمن منح رخصة‬
‫أو شهادة في مجال التعمير من اختصاص جهة إدارية أخرى خاصة وأن مسألة تحديد االختصاص من صالحيات‬
‫المشرع ‪ ،‬حيث وزع صالحيات منح الرخص والشهادات المتعلقة بعقود التعمير في كل من رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫والوالي والوزير المكلف بالتعمير ‪.2‬‬
‫‪ -‬عيب عدم االختصاص المكاني ‪ :‬يتعلق عيب عدم االختصاص المكاني إذا أصدر مثال رئيس بلدية قرار بمنح أحد‬
‫عقود التعمير محل رئيس بلدية أخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬عيب عدم االختصاص الزماني ‪ :‬يقع على الجهات اإلدارية المتمثلة في الوزير المكلف بالتعمير ‪ ،‬الوالي ‪ ،‬رئيس‬
‫المجلس الشعبي البلدي ‪ ،‬إصدار القرار اإلداري المتضمن عقود التعمير خالل المدة المحددة ‪ ،‬مثال ذلك ما نص عليه‬
‫المرسوم التنفيذي رقم ‪ 88-85‬الذي يحدد كيفيات تحضير عقود التعمير وتسليمها وتتمثل في ‪:‬‬
‫‪ 66 -‬يوم بالنسبة لرخصة البناء ‪.‬‬
‫‪ -‬شهرين لتسليم رخصة التجزئة ‪.‬‬
‫‪ -‬شهر لتسليم رخصة الهدم ‪.‬‬

‫‪ -1‬كمال محمد األمين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.56‬‬


‫‪ -2‬عمار بوضياف ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.28‬‬
‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪138‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬
‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫‪ 85 -‬يوم لتسليم شهادة التعمير ‪.‬‬


‫‪ -‬شهر لتسليم شهادة التقسيم ‪.‬‬
‫‪ 61 -‬أيام لتسليم شهادة المطابقة ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬عيب الشكل واإلجراءات ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬عيب مخالفة القانون‪.‬‬
‫إن القاعدة العامة تقضي بعدم إلزام اإلدارة بالخضوع لشكليات معينة في إصدار القرار اإلداري ‪ ،‬لكن يرد على‬
‫هذه القاعدة استثناء وهو إلزامية اإلدارة إتباع شكل معين ‪ ،‬وفي مجال التعمير وبالرجوع إلى قانون ‪ 68-86‬والمرسوم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 88-85‬ألزم اإلدارة بإصدار جميع ق ارراتها سواء بالموافقة أو الرفض أو التأجيل بالتعليل ‪ ،‬وهذا حسب المادة‬
‫‪ 06‬من القانون ‪.168-86‬‬
‫أما بخصوص اإلجراءات فيقصد بها تلك األعمال التي تسبق عمليات منح أو إصدار الرخص اإلدارية ‪ ،‬أمنا‬
‫الشهادة التي ينص عليها القانون ى‪ ،‬ومن أهم هذه اإلجراءات مرحلة االستشارة مثال كإلزام رئيس المجلس الشعبي البلدي‬
‫باستطالع رأي الوالي في حالة غياب مخطط شغل األراضي ‪.2‬‬
‫وب التالي يمكن القول بأن أهمية الشكل واإلجراءات التي يحددها المشع تعتبر في حد ذاتها ضمانة قانونية لحماية‬
‫محقوق األفراد من تعسف اإلدارة في منح هذه الرخص والشهادات باإلضافة إلى تحقيق المصلحة العامة العمرانية وذلك من‬
‫خالل إلزام اإلدارة عل اتخاذ ق اررات مدروسة بما يحافظ على مبدأ المشروعية ‪.‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬أوجه عدم المشروعية الداخلية ( رقابة المشروعية الداخلية )‪.‬‬
‫تتمثل أوجه اإللغاء الخاصة بالمشروعية الداخلية ‪،‬ويقصد به مخالفة آثار القرار اإلداري الصادر ألحكام ومبادئ‬
‫وقواعد القانون ‪ ،3‬وانطالقا من ذلك ففي حالة مخالفة الجهة اإلدارية المختصة بمنح عقود التعمير تلك النصوص فإن‬
‫قرارها يعد مشوبا بعيب مخالفة القانون ‪ ،‬ومثال ذلك ما أكدت عليه المادة ‪ 866‬من القانون ‪" : 68-86‬ال يجوز استعمال‬
‫األراضي أو البناء على نحو يتناقض مع تنظيمات التعمير دون تعريض صاحبه للعقوبة المنصوص عليها في هذا‬
‫القانون"‪.4‬‬
‫ثانيا‪ :‬عيب السبب ‪.‬‬
‫يقصد بالسبب ‪ :‬الوقائع والظروف المادية والقانونية التي دفعت اإلدارة إلصدار قرارها ‪ ،‬وعليه فالسبب في مجال‬
‫عقود التعمير والبناء كباقي المجاالت األخرى يعد ركن من أركان القرار اإلداري الذي يتضمن أحد الرخص والشهادات في‬
‫مجال العمران ‪ ،‬وهذا ما أكدته المادة ‪ 06‬من القانون ‪ 68-86‬المتعلق بالتهيئة والتعمير ‪.‬‬

‫‪ -1‬المادة ‪ 06‬من القانون ‪68-86‬‬


‫‪ -2‬بوستة إيمان ‪ ،‬النظام القانوني للترقية العقارية ‪ ،‬دار الهدى للنشر ‪ ،‬الجزائر ‪ ،6668،‬ص ‪.87-80‬‬
‫‪ -3‬عمار عوايدي ‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬ص ‪.888‬‬
‫‪ -4‬نفس الرأي أكده مجلس الدولة في ق ارره الصادر في ‪ 6668/68/62‬والذي ألغى القرار محل االستئناف بعدم منح رخصة البناء بسبب نقص‬
‫الوثاق المطلوبة في الملف رغم أن وصل اإليداع المسلم من قبل رئيس المجلس لشعبي البلدي لم يشر إلى أي نقص في الوثائق ومنه اإلدارة خالفت‬
‫في عدم منحها للمعني رخصة البناء رغم توفر الشروط كلها ‪ ،‬للمزيد حول تفاصيل القرار أنظر عزري الزين ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪-865‬‬
‫‪.860‬‬
‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪139‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬
‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫ثالثا ‪ :‬عيب االنحراف في استعمال السلطة ‪.‬‬


‫يقصد بعيب انحراف استخدام سلطة معينة بواسطة جهة إدارية من أجل تحقيق هدف آخر غير ذلك الذي منحها‬
‫القانون ألجله تلك السلطة ‪ ،‬فاالن حراف في استعمال السلطة قد يؤدي إلى إلغاء ترخيص أعمال البناء ‪ ،‬يعد تكوين قناعة‬
‫القاضي اإلداري بأن السلطات اإلدارية مارست صالحياتها لتحقيق هدف غير الهدف الذي منحت الصالحية من أجله ‪.1‬‬
‫فإذا كان الهدف من إصدار الق اررات اإلدارية هو تحقيق الصالح العام فإنه يرتب المشرع هدفا خاصا أو‬
‫تستخلصه المحكمة في القرار اإلداري أو قد يستوجب المنشرع سلوك اإلجراءات الصحيحة ‪ ،‬وعلبيه تظهر صور االنحراف في‬
‫استعمال السلطة في المجال العمراني في ثالث حاالت وهي ‪:‬‬
‫‪ -‬استهداف غاية بعيدة عن المصلحة العامة العمرانية ‪.‬‬
‫‪ -‬مخالفة قاعدة تخصيص األهداف التي نص عليها قانون العمران ‪.‬‬
‫‪ -‬االنحراف باإلجراءات في مجال تراخيص اإللغاء في مجال التعمير ‪.2‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬آثار دعوى اإللغاء في مجال العمران ‪.‬‬


‫يترتب عن رفع دعوى إلغاء القرار اإلداري في مجال البناء والتعمير إما رفض الدعوى القضائية أو قبولها ‪ ،‬كما‬
‫يمكن للمدعي أن يتقدم بدعوى مستقلة يطلب فيها وقف تنفيذ القرار المتضمن عقود التعمير ‪ ،‬وعليه سوف نتطرق من خالل‬
‫الفروع اآلتية إلى هذه اآلثار ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬رفض إلغاء القرار اإلداري المتضمن عقود التعمير ‪.‬‬
‫إذا تأكد القاضي اإلداري عند الفصل في دعوى اإللغاء للقرار المعروض أمامه أنه سليم وخالي من عيوب‬
‫المشروعية الخارجية والداخلية ‪ ،‬قضى برفض الدعوى لعدم التأسيس القانوني ‪ ،‬ومنه تأييد قرار اإلدارة سواء بمنح تلك‬
‫الترخص والشهادات التعمير أو رفضها أو تأجيلها ‪.‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬إلغاء القرار اإلداري المتضمن عقود التعمير ‪.‬‬
‫إذا رأى القاضي اإلداري قرار أن القرار المعروض أمامه تتوفر فيه أحد عيوب المشروعية سواء الداخلية أو الخارجية‬
‫‪ ،‬فحكم بإلغائه مهما كان مضمونه إما بالمنح أو التأجيل أو الرفض ‪.‬‬

‫الفرع الثالث ‪ :‬وقف تنفيذ القرار اإلداري ‪.‬‬


‫إن القول بقابلية نفاذ الق اررات اإلدارية بمجرد صدورها يترتب عليها أض ار ار يصعب تداركها خاصة وان دعوى‬
‫اإللغاء تتطلب وقتا طويال لصدورها ‪ ،‬لذلك منح المشرع الجزائري للمدعي أن يرفع دعوى ثانية إلى جانب إلغاء القرار اإلداري‬
‫وهي طلب وقف تنفيذ هذا القرار كإجراء تحفظي إلى غاية الفصل في موضوع دعوى اإللغاء ‪ ،‬وهذا يعتبر استثناء على القاعدة‬
‫العامة التي تتضمن القوة التنفيذية للقرار اإلداري بمجرد صدوره‪.‬‬
‫وباستقرائنا ألحكام قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية نجدها قد حددت المواد المنظمة لطلب وقف تنفيذ الق اررات‬
‫المتعلقة بعقود التعمير الصادرة عن رئيس المجلس الشعبي البلدي والوالي والممثلة في المواد من ‪ 122‬إلى غاية ‪ ، 127‬فتنظر‬

‫‪ -1‬كمال محمد األمين ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص‪.71‬‬


‫‪ -2‬شهرزاد عوايد ‪ ،‬سلطات الضبط اإلداري في مجال البناء والتعمير في التشريع الجزائري ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة دكتوراه علوم في الحقوق‬
‫‪ ،‬جامعة الحاج لخضر ‪ ،‬باتنة ‪ ، 6680 ،‬ص ‪.628‬‬
‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪140‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬
‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫فيها المحاكم اإلدارية ‪ ،‬أما طلبات وقف التنفيذ للق اررات المتعلقة بعقود التعمير الصادرة من الوزير المكلف بالتعمير التي‬
‫عالجتها المادتين ‪ 888‬و ‪ 886‬من ذات القانون فينظر فيها مجلس الدولة‬
‫المبحث الثاني ‪ :‬دعوى المسؤولية اإلدارية في مجال البناء والتعمير ( دعوى التعويض)‪.‬‬
‫من جهة ثانية ‪ ،‬مكن القانون من الشخص المتضرر من قرار اإلدارة المتضمن عقود التعمير رفع دعوى التعويض‬
‫ضد اإلدارة مصدرة القرار ‪ ،‬فهذه الدعوى الوسيلة الوحيدة والكفيلة لجبر الضرر والحصول على التعويض ‪ ،‬لذلك وجب‬
‫التطرق إلى أساس دعوى التعويض وشروط قيامها وصوال إلى آثار دعوى التعويض ‪.‬‬

‫المطلب األول ‪ :‬أساس دعوى التعويض ‪.‬‬


‫يعتبر أساس دعوى التعويض عن األضرار الناتجة عن الق اررات التي تصدرها اإلدارة والمتعلقة بعقود التعمير هو‬
‫الخطأ تطبيقا للقاعدة العامة في المسؤولين ‪ ،‬المسؤولية تكون بناءا على الخطأ ‪ ،‬لكن يمكن للمتضرر رفع دعوى التعويض‬
‫ليس على أساس خطأ اإلدارة وانما عن اإلخالل بمبدأ المساواة أمام األعباء العامة ‪.‬‬

‫الفرع األول ‪ :‬الخطأ كأساس لقيام دعوى التعويض ‪.‬‬


‫تقتضي القاعدة العامة على رافع دعوى التعويض إثبات خطأ اإلدارة التي تم اإلدعاء عليها ‪ ،‬وبالتالي عبء اإلثبات‬
‫يقع على رافع هذه الدعوى حتى يكفل له الحق في المطالبة بجبر الضرر الناتج عن ذلك الخطأ ‪ ،1‬وقد يتخذ هذا الخطأ‬
‫شكلين إما خطأ شخصي أو خطأ مرفقي ‪.2‬‬
‫الفرع الثاني ‪ :‬اإلخالل بمبدأ المساواة أمام األعباء العامة كأساس لقيام دعوى التعويض ‪.‬‬
‫إن أساس دعوى التعويض في عقود التعمير يقوم على أساس الخطأ ‪ ،‬لكن هذه القاعدة يرد عليها استثناء وهو إمكانية قيام‬
‫دعوى التعويض بناءا على اإلخالل بمبدأ المساواة أمام األعباء العامة ‪ ،‬هذا وتجدر اإلشارة إلى أن هذا اإلخالل يتخذ‬
‫صورتان وهما صورة تماطل اإلدارة في اتخاذ اإلجراءات ‪ ،‬أو صورة امتناع السلطة اإلدارية عن اتخاذ اإلجراءات الالزمة‬
‫لفرض احترام قواعد العمران ‪.‬‬

‫المطلب الثاني ‪ :‬شروط دعوى التعويض ‪.‬‬


‫تتمثل شروط دعوى التعويض في الضرر والعالقة السببية بين الخطأ والضرر ‪.‬‬
‫الفرع األول ‪ :‬الضرر ‪.‬‬
‫ال يكفي توافر شرط الخطأ وحده من أجل تقرير مسؤولية اإلدارة والحكم عليها بالتعويض‪ ،‬إذ يجب أن ينشأ عن هذا‬
‫الخطأ ضر ار يلحق بمن يطالب بالتعويض عن تصرف اإلدارة ‪ ،‬فالقضاء اإلداري في إطار المسؤولية في التعمير يشترط في‬
‫لضرر أن يكون حقيقا وثابتا ومؤكدا وماديا ومباش ار في إطار التعويض على أساس الخطأ ‪ ،‬وان يكون أيضا خاصا غير‬
‫عادي وذلك في إطار التعويض بدون خطأ ‪.3‬‬

‫‪ -1‬عمار عوايدي ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.886‬‬


‫‪ -2‬ق روف جمال ‪ ،‬الرقابة القضائية على أعمال الضبط اإلداري ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬جامعة باجي مختار ‪ ،‬عنابة ‪ ،6660‬ص‬
‫‪.826‬‬
‫‪ -3‬عزري الزين ‪ ،‬الضرر القابل للتعويض في مسؤولية اإلدارة على أساس الخطأ في مجال العمران ‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية ‪ ،‬جامعة بسكرة ‪،‬‬
‫جوان ‪ ،6666‬ص ‪.12‬‬
‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪141‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬
‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫الفرع الثاني ‪ :‬العالقة السببية ‪.‬‬


‫تعتبر العالقة السببية ثاني شرط من شروط قيام دعوى التعويض ‪ ،‬حيث يكفي لحصول المتضرر على تعويض أن‬
‫يحصل الضرر بشروطه التي سبق ذكرها ‪ ،‬واضافة لذلك أن يكون الضرر الناتج وبطريقة مباشرة عن خطأ اإلدارة أو دون‬
‫خطأ ‪ ،‬بمعنى أنه هناك عالقة سببية بين الضرر والخطأ بالمعنى أن مسؤولية اإلدارة في مجال عقود التعمير تنعقد إذا كان‬
‫خطأ اإلدارة هو السبب المباشر لوقوع الضرر ‪ ،‬أو إذا كان النشاط اإلداري الذي مارسته اإلدارة هو السبب في حصول الضرر‬
‫ولو في غياب خطئها أي أن يرتبط الضرر ارتباطا وثيقا ومباش ار بخطأ أو نشاط اإلدارة ‪.‬‬

‫المطلب الثالث ‪ :‬آثار ثبوت دعوى التعويض في عقود البناء والتعمير ‪.‬‬
‫بعد توافر الشروط الشكلية والموضوعية لقيام دعوى التعويض في هذا المجال ‪ ،‬ففي هذه الحالة يصدر القاضي‬
‫اإلداري ثالث احتماالت وهي ‪:‬‬
‫‪ -8‬يقرر مسؤولية اإلدارة الكاملة عن الضرر الالحق بالمضرور ‪ ،‬سواء كان ذلك الضرر ناتج عن خطئها أو ناتج عن‬
‫النشاط اإلداري ‪.‬‬
‫‪ -6‬كما قد يتضمن القرار الصادر عن القاضي اإلداري في هذا المجال إعفاء اإلدارة من المسؤولية وذلك في حالة ثبوت سوء‬
‫نية طالب عقود التعمير ‪.‬‬
‫‪ -2‬يقرر تخفيف المسؤولية عن اإلدارة كان تصدر اإلدارة رخصة ما أو شهادة من شهادات التعمير بناءا على وثائق مزورة‬
‫قدمها لها طالب هذه الشهادة أو الرخصة دون التأكد من صحتها وبالتالي يوزع أو يقسم القاضي المسؤولية بين طالب الرخصة‬
‫والجهة المانحة لتلك الرخص أو الشهادات ‪.1‬‬

‫خاتمة‪:‬‬
‫إن ممارسة اإلدارة لدورها الرقابي كسلطة لضبط مجال البناء والتعمير كثي ار ما يمس بالحريات والحقوق الفردية كما‬
‫تملكه من امتيازات ‪ ،‬إال أن تدخلها بفرض سلطاتها على األفراد ليس مطلقا ‪ ،‬وانما بدائرة قانونية مرسومة سلفا من قبل‬
‫المشرع تطبيقا لمبدأ المشروعية وسيادة القانون ‪.‬‬
‫فالقضاء بدوره يتدخل من أجل التوفيق بين هيئات الضبط اإلداري لما تتمتع به من امتيازات السلطة العامة وبين‬
‫األفراد محاوال حماية هؤالء من تعسف اإلدارة وابطال تصرفاتها واقرار مسؤوليتها اإلدارية ‪ ،‬وذلك عن طريق تحريك آليات‬
‫الرقابة القضائية والتي تتمثل أساسا في دعوى اإللغاء ودعوى التعويض ‪ ،‬وبالتالي يمكن القول بأن الرقابة القضائية على‬
‫أعمال الضبط اإلداري في مجال البناء والتعمير تعد بحد ذاتها ضمانة قانونية لحماية حقوق األفراد وحرياتهم في استغالل‬
‫ملكياتهم العقارية ‪.‬‬
‫وفي األخير يمكن إيجاز بعض االقتراحات والمتمثلة في ‪:‬‬
‫‪ -‬تعزيز دور القضاء الجزائري في مجال العمران والحد من العراقيل التي تنقص من فعاليته ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة تبسيط المشرع إلج ارءات الرقابية ‪ ،‬وذلك بتجميعها في إطار تشريعي واضح وعدم جعلها متفرقة بين عدة نصوص‬
‫من أجل التحكم فيها ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة معالجة كل من دعوى التعويض ودعوى اإللغاء واآلجال المقررة لهما في قانون التهيئة والتعمير وذلك بإدماجها في‬
‫نص صريح ‪.‬‬

‫‪ -1‬عطوي وداد ‪ ،‬المرجع السابق ‪ ،‬ص ‪.851‬‬


‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪142‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬
‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫‪ -‬ضرورة تكوين قضاة متخصصين في العقار ومجال البناء والتعمير بكل جوانبه التقنية ‪.‬‬
‫‪ -‬ضرورة إدراج تدريس مادة قانون التهيئة والتعمير لدى القضاة على مستوى المدرسة العليا للقضاء ‪ ،‬وذلك من أجل االطالع‬
‫واإللمام على مختلف المنازعات اإلدارية التي تفرزها األنظمة العمرانية ‪.‬‬
‫قائمة المراجع‬
‫القوانين‬
‫قانون ‪ 68-86‬المتعلّق بحماية التهيئة والتعمير‪،‬الجريدة الرسمية عدد‪56‬سنة‪8886‬‬

‫_القانون رقم ‪65_68‬المعدل والمتمم لقانون ‪68_86‬‬

‫_قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية‬

‫_ المرسوم التنفيذي رقم ‪ 88-85‬المتضمن كيفيات تحضير عقود التعمير‬

‫الكتب القانونية‬
‫‪ -‬عمار بوضياف ‪ ،‬الوسيط في قضاء اإللغاء ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الثقافة للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪ ،‬سنة ‪.6688‬‬
‫‪ _.‬عزري الزين ‪ ،‬ق اررات العمران الفردية وطرق الطعن فيها ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار الفجر للنشر والتوزيع ‪ ،‬القاهرة‪.‬‬
‫_نورة منصوري ‪ ،‬قواعد التهيئة والتعمير وفق التشريع الجزائري ‪ ،‬دار الهدى للنشر والتوزيع ‪ ،‬الجزائر ‪6686 ،‬‬
‫‪ -‬مسعود شيهوب ‪ ،‬المبادئ العامة للمنازعات اإلدارية ‪ ،‬الهيئات واإلجراءات أمامها ‪ ،‬الطبعة الثالثة ‪ ،‬ديوان المطبوعات‬
‫الجامعية ‪ ،‬الجزائر ‪6665 ،‬‬
‫‪ -‬بوستة إيمان ‪ ،‬النظام القانوني للترقية العقارية ‪ ،‬دار الهدى للنشر ‪ ،‬الج ازئر ‪ ،6668،‬ص ‪.87-80‬‬
‫‪ -‬عمار عوايدي ‪ ،‬نظرية الق اررات اإلدارية بين علم اإلدارة العامة والقانون اإلداري ‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،‬دار هومة ‪ ،‬الجزائر‬
‫‪.‬‬ ‫‪ ،‬ص ‪.888‬‬
‫الرسائل واالطروحات الجامعية‬

‫‪ --‬محمد كمال األمين ‪ ،‬االختصاص القضائي في مادة التعمير والبناء ‪،‬أطروحة لنيل شهادة الدكتوراه في القانون العام ‪،‬‬
‫كلية الحقوق ‪ ،‬جامعة تلمسان ‪6680 ،‬‬

‫_ شهرزاد عوايد ‪ ،‬سلطات الضبط اإلداري في مجال البناء والتعمير في التشريع الجزائري ‪ ،‬أطروحة مقدمة لنيل شهادة‬
‫دكتوراه علوم في الحقوق ‪ ،‬جامعة الحاج لخضر ‪ ،‬باتنة ‪6680 ،‬‬

‫‪ -‬قروف جمال ‪ ،‬الرقابة القضائية على أعمال الضبط اإلداري ‪ ،‬مذكرة مقدمة لنيل شهادة الماجستير ‪ ،‬جامعة باجي مختار‬
‫‪ ،‬عنابة ‪6660‬‬
‫‪ -‬عطوي وداد ‪ ،‬الرقابة القضائية على رخصة البناء في الجزائر ‪ ،‬مذكرة لنيل شهادة الماجستير في القانون ‪ ،‬جامعة باجي‬
‫مختار ‪ ،‬عنابة ‪6686 ،‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪143‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬
‫مجلة تشريعات التعمير والبناء ـــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــــ العدد الثاني جوان ‪7102‬‬

‫المقاالت العلمية‬

‫‪ -‬عمار بوضياف ‪ ،‬منازعات التعمير في القانون الجزائري (رخصة الهدم والبناء) مجلة الفقه والقانون ‪ ،‬العدد ‪ ، 62‬يناير‬
‫‪6682‬‬
‫_ عزري الزين ‪ ،‬الضرر القابل للتعويض في مسؤولية اإلدارة على أساس الخطأ في مجال العمران ‪ ،‬مجلة العلوم اإلنسانية‬
‫‪ ،‬جامعة بسكرة ‪ ،‬جوان ‪6666‬‬
‫_نويري عبد العزيز ‪ ،‬رقابة القاضي اإلداري في مادة رخصة البناء ‪ ،‬دراسة تطبيقية ‪ ،‬مجلس الدولة ‪ ،‬عدد خاص‬
‫بالعمران ‪ ،‬منشورات الساحل ‪ ،‬الجزائر ‪6661 ،‬‬

‫_ عادل بوراس ‪ ،‬دعوى إلغاء على ضوء قانون اإلجراءات المدنية واإلدارية الجزائري ‪ ،‬مقال منشور بمجلس الفقه والقانون‬
‫‪ ،‬العدد ‪ ، 62‬سنة ‪6682‬‬
‫‪ -‬عبد الرحمن البكريوي ‪ ،‬وثائق التعمير بين اختصاص الدولة والجماعات المحلية ‪ ،‬المجلة المغربية لإلدارة المحلية‬
‫والتنمية ‪ ،‬العدد األول ‪ ،‬ديسمبر ‪.8886 ،‬‬

‫‪------------------------------------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪-----------------------------------------------------------------------‬‬
‫‪144‬‬
‫مجلة أكاديمية دولية فصلية محكمة تعنى بنشر الدراسات والبحوث في المجال العمراني‪ ،‬تصدرها جامعة ابن خلدون تيارت ــ الجزائر‬

You might also like