You are on page 1of 38

‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬

‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تكمي‬

‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬


‫أ‪ .‬فريد تومي‬
‫طالب دكتكراه ‪ .LMD‬أستاذ مكمؼ‬
‫جامعة العربي التبسي ػ ػ ػ ػ تبسة ػ ػ ػ ػ ػ‬

‫الممخص‪:‬‬
‫نجد أف المشرع الجزائرم قد سف العديد مف القكانيف الميتمة بالبيئة عامة‪ ،‬آخرىا القانكف رقـ‬
‫‪ 10-03‬المتعمؽ بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة إضافة لمعديد مف القكانيف الخاصة‪ ،‬ك ما‬
‫نصت عميو مف تبياف لألشخاص المحدديف عمى سبيؿ الحصر لمكشؼ عف الجرائـ البيئية ك ىـ‬
‫إضافة لضباط الشرطة القضائية المنصكص عمييـ في قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم‪ ،‬نجد مف‬
‫يتصفكف بيذه الصفة في القكانيف الخاصة الميتمة بالبيئة‪.‬‬
‫الكممات المفتاحية ‪ :‬الضبط‪ ،‬القضائي‪ ،‬البيئة‪ ،‬حماية‪.‬‬
‫‪Abstract:‬‬
‫‪The Algerian legislator has enacted many laws concerned with the‬‬
‫‪environment in general, most recently Law No. 03-10 on the protection of‬‬
‫‪the environment in the framework of sustainable development, in addition to‬‬
‫‪many special laws, and the stipulation of persons specified exclusively for‬‬
‫‪the detection of environmental crimes, For the judicial police officers‬‬
‫‪provided for in the Algerian Code of Criminal Procedure, we find those who‬‬
‫‪are characterized in this capacity in special laws concerned with the‬‬
‫‪environment.‬‬
‫‪.Keywords: control, judiciary, environment, protection.‬‬

‫‪55‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫مقدمة‪:‬‬
‫تعتبر حماية البيئة جزائيا مف المكاضيع التي فرضت عمى التشريعات الدكلية ك الكطنية‪ ،‬ذلؾ‬
‫أف البيئة لـ تسمـ مف تصرفات اإلنساف الذم ظؿ ألحقاب طكيمة ينظر لمطبيعة بكصفيا قادرة عمى‬
‫استيعاب كؿ ما يمقى فييا مف مخمفات‪ ،‬ك أنيا قادرة عمى تنظيؼ نفسيا بنفسيا‪ ،‬غير أف الدراسات‬
‫الحديثة أثبتت خطأ ىذا التصكر ك كشفت عف ما تعاني منو البيئة مف تمكث متزايد بسبب ما يمقى‬
‫فييا‪ ،‬بحيث أصبحت مشكمة تمكث تمؾ البيئة مف المشكالت الخطيرة التي تيدد كجكد اإلنسانية‪.‬‬
‫إف البيئة ك ما تحتكيو مف ثركات ك مكارد اقتصادية ليا أىمية حيكية لإلنساف‪ ،‬كما حماية لممصمحة‬
‫العامة‪ ،‬كجب حماية ىذه البيئة ك ضماف تحسينيا ك عدـ اإلضرار بيا‪.‬‬
‫تكصؿ المجتمع الدكلي ك الكطني بأف القانكف الجنائي ىك الكسيمة األمثؿ لمتصدم إلى ظاىرة‬
‫تمكث البيئة التي أتعبت الميتميف بمجاؿ البيئة‪.‬‬
‫لذلؾ كاف البد لمدكؿ بسف قكانيف تبيف الضكابط ك األساليب لمتقميؿ مف حدة المشكالت الماسة‬
‫بالبيئة‪ ،‬كمف ذلؾ نجد البحث ك التحرم عف مرتكبي الجرائـ البيئية ك كشفيـ ك ىذا الدكر منكط‬
‫بالضبط القضائي‪.‬‬
‫ك نجد بأف المشرع الجزائرم قد سف العديد مف القكانيف الميتمة بالبيئة عامة آخرىا القانكف‬
‫‪ 10/03‬المتعمؽ بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة‪ ،‬ك أيضا العديد مف القكانيف الخاصة‪ ،‬ك ما‬
‫نصت عميو مف تبياف لألشخاص المحدديف عمى سبيؿ الحصر لمكشؼ عف الجرائـ البيئية ك ىـ‬
‫إضافة لمضباط الشرطة القضائية المنصكص عمييـ في قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬نجد مف يتصفكف‬
‫بيذه الصفة في القكانيف الخاصة الميتمة بالبيئة‪.‬‬
‫اليدؼ الذم ابتغاه المشرع الجزائرم مف تكسيع رجاؿ الضبطية القضائية ىك لمكافحة األفعاؿ الضارة‬
‫لمبيئة‪ ،‬نظ ار ألىميتيا االقتصادية ك السياحية‪.‬‬
‫‪ -1‬اإلشكالية ‪:‬‬
‫ضمف المنيج المتبع ارتأيت أف تككف إشكالية البحث كفؽ الصيغة التالية‪ -:‬إلى أم مدل تمت‬
‫حماية البيئة في ظؿ كجكد الضبطية القضائية في التشريع الجزائرم ؟‬

‫‪56‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫‪ -2‬التصريح بالخطة‪:‬‬
‫كلإلجابة عمى اإلشكاؿ السابؽ تـ انتياج الخطة التالية‪:‬‬
‫المحكر األكؿ‪ :‬مفيكـ الضبط القضائي‬
‫أكال‪ :‬التنظيـ القانكني لييئات الضبط القضائي‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ضػمانات مباشرة الضبط القضائي في المجاؿ البيئي‪.‬‬
‫المحكر الثاني‪ :‬صالحيات الضبط القضائي في حماية البيئة‪.‬‬
‫أكال ‪ :‬ضبط المخالفات البيئية‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬إثبات المخالفات البيئية‪.‬‬

‫المحور الول‪ :‬مفيوم الضبط القضائي‬


‫أكال‪ :‬التنظيـ القانكني لييئات الضبط القضائي‬
‫‪ -1‬الضبط القضائي في قانكف اإلجراءات الجزائية ‪:‬‬
‫األشخاص المؤىميف لمعاينة جرائـ البيئة البحرية ذكم االختصاص العاـ‪:‬‬ ‫‪-‬‬
‫تعتبر الضبطية القضائية مف األشخاص المؤىميف لمعاينة كؿ الجرائـ الكاردة في قانكف العقكبات‬
‫الجزائرم ك القكانيف المكممة لو بما فييا جرائـ البيئة‪ 1،‬ك الجرائـ الماسة بالبيئة البحرية‪ 2،‬فأعضاء‬
‫الضبطية القضائية مكظفكف منحيـ القانكف صفة الضبطية القضائية مكمفكف خالؿ مرحمة التحقيؽ‬
‫التمييدم بالكشؼ عف كقكع الجريمة ك جمع االستدالالت عنيا ك عف المساىميف فييا باعتبارىـ‬
‫‪3‬‬
‫فاعميف أصمييف ك شركاء فييا ليتـ تحرير محاضر بشأنيا ك تقديميا إلى النيابة العامة‪.‬‬
‫فأصناؼ الضبطية القضائية كما نصت عمى ذلؾ المادة ‪:14‬مف قانكف اإلجراءات الجزائية‪" :‬‬
‫يشمؿ الضبط القضائي‪:‬‬
‫‪ -1‬ضباط الشرطة القضائية‪.‬‬

‫‪ - 1‬ادلادة ‪ 111‬من القانون ‪ 10/03‬ادلتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية ادلستدامة‪..‬‬


‫‪ - 2‬ادلادة ‪ 62‬من القانون ‪ 11/01‬مؤرخ يف ‪ 3‬يوليو سنة ‪ ،2001‬يتعلق بالصيد البحري و تربية ادلائيات‪ ،‬جريدة رمسية‪ ،‬عدد ‪ 43‬سنة‬
‫‪.2001‬‬
‫‪ -‬ادلادة ‪ 37‬من القانون ‪ 02/02‬ادلؤرخ يف ‪ 12‬فرباير سنة ‪ ،2002‬يتعلق حبماية الساحل و تثمينو‪.‬‬
‫‪ -‬ادلادة ‪ 39‬من القانون ‪ 02/03‬ادلتعلق بالقواعد العامة الستغالل و االستعمال السياحي‪.‬‬
‫‪ - 3‬زلمد حزيط‪ ،‬مذكرات يف قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪ ،‬دار ىومة‪ ،‬الطبعة اخلامسة‪ ،2010 ،‬ص ‪.48‬‬

‫‪57‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫‪ -2‬أعكاف الضبطية القضائية‪.‬‬


‫‪1‬‬
‫‪ -3‬المكظفكف ك األعكاف المنكط بيـ قانكنا بعض مياـ الضبط القضائي"‪.‬‬
‫‪ -‬ضباط الشرطة القضائية‪:‬‬
‫رؤساء المجالس الشعبية البمدية‪.‬‬ ‫‪.1‬‬
‫ضباط الدرؾ الكطني‪،‬‬ ‫‪.2‬‬
‫المكظفكف التابعكف لألسالؾ الخاصة لممراقبيف‪ ،‬ك محافظي ك ضباط الشرطة لألمف‬ ‫‪.3‬‬
‫الكطني‪،‬‬
‫ذكك الرتب في الدرؾ‪ ،‬ك رجاؿ الدرؾ الذيف أمضكا في سمؾ الدرؾ ثالث سنكات عمى‬ ‫‪.4‬‬
‫األقؿ ك الذيف تـ تعيينيـ بمكجب قرار مشترؾ صادر عف كزير العدؿ ك كزير الدفاع‬
‫الكطني‪ ،‬بعد مكافقة لجنة خاصة‪،‬‬
‫المكظفكف التابعكف لألسالؾ الخاصة لممفتشيف ك حفاظ ك أعكاف الشرطة لألمف‬ ‫‪.5‬‬
‫الكطني الذيف أمضكا ثالث سنكات عمى األقؿ بيذه الصفة ك الذيف تـ تعيينيـ‬
‫بمكجب قرار مشترؾ صادر عف كزير العدؿ ككزير الداخمية ك الجماعات المحمية‬
‫بعد مكافقة لجنة خاصة‪.‬‬
‫ضباط ك ضباط الصؼ التابعيف لممصالح العسكرية لألمف الذيف تـ تعيينيـ‬ ‫‪.6‬‬
‫خصيصا بمكجب قرار مشترؾ بيف كزير الدفاع ك كزير العدؿ‪.‬‬
‫يحدد تككيف الجنة المنصكص عمييا في ىذه المادة ك تسييرىا بمكجب مرسكـ‪.2‬‬
‫‪ -‬في القكانيف الخاصة الميتمة بالبيئة‪:‬‬
‫األشخاص المؤىميف لمعاينة جرائـ البيئة ذكم االختصاص الخاص‪.‬‬
‫تعتبر جؿ النصكص القانكنية المتعمقة بالبيئة حددت األشخاص المؤىميف لمعاينة الجرائـ الماسة بالبيئة‬
‫يمارسكف مياميـ جنبا إلى جنب مع الشرطة القضائية‪ ،‬كؿ حسب مجاؿ تخصصو فإلى جانب مفتشي‬
‫البيئة‪ 3،‬نجد أسالؾ الدرؾ الكطني ك األمف ك الشرطة البمدية‪ ،‬ك شرطة المناجـ ك مفتشي التجارة‬

‫‪ - 1‬ادلادة ‪ 14‬من قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪..‬‬


‫‪ - 2‬ادلادة ‪ 15‬معدلة باألمر رقم ‪ 02/15‬مؤرخ يف ‪ 7‬شوال عام ‪ 1436‬ادلوافق ل ‪ 23‬يوليو ‪ 2015‬يعدل قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪.‬‬
‫‪ - 3‬ادلادة ‪ 111‬من القانون ‪ 10/03‬ادلتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية ادلستدامة‪.‬‬

‫‪58‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫ك مفتشي السياحة ك ضباط حرس المكانئ ك حراس الشكاطئ ك أعكاف الجمارؾ‪ ،‬ك أعكاف الحماية‬
‫المدنية‪ ،‬ك مفتشي الصيد البحرم‪ ،‬كما نجد في القانكف المتعمؽ بالمياه شرطة المياه‪.‬‬
‫تنص المادة ‪ 111‬مف القانكف رقـ ‪ 10/03‬المؤرخ في ‪ 19‬يكليك ‪ 2003‬عمى أنو‪" :‬إضافة إلى ضباط‬
‫كأعكاف الشرطة القضائية العامميف في إطار أحكاـ قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ككذا سمطات المراقبة في‬
‫يؤىؿ لمقياـ بالبحث كبمعاينة مخالفات‬
‫المخكلة ليـ بمكجب التشريع المعمكؿ بو‪ٌ ،‬‬
‫ٌ‬ ‫إطار الصالحيات‬
‫أحكاـ ىذا القانكف‪ :‬المكظفكف كاألعكاف المذككركف في المادة ‪ 21‬كما يمييا مف قانكف اإلجراءات‬
‫الجزائية‪.‬‬
‫مفتشك البيئة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫‪ -‬مكظفك األسالؾ التقنية لإلدارة المكمفة بالبيئة‪.‬‬
‫‪ -‬ضباط كأعكاف الحماية المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬متصرفك الشؤكف البحرية‪.‬‬
‫‪ -‬ضباط المكانئ‪.‬‬
‫‪ -‬أعكاف المصمحة الكطنية لحراسة الشكاطئ‪.‬‬
‫‪ -‬ميندسك مصمحة اإلشارة البحرية‪.‬‬
‫‪ -‬قكاد سفف عمـ البحار التابعة لمدكلة‪.‬‬
‫األعكاف التقنيكف بمعيد البحث العممي كالتقني كعمكـ البحار‬
‫أكال‪ :‬مفتشك البيئة‪:‬‬
‫نصت أحكاـ قانكف البيئة ‪ 10/03‬عمى أنو يؤىؿ لمعاينة مخالفات ك جنح ىذا القانكف مفتشك‬
‫البيئة‪ ،‬ك ىذا سكاء تعمؽ األمر بالجرائـ التي نص عمييا أك حتى تمؾ التي في القكانيف الخاصة‪،‬‬
‫ك النصكص التنظيمية التي تيتـ بالبيئة‪.‬‬
‫يكضع مفتشك حماية البيئة في مكقع عمؿ لدل الككالة الكطنية لحماية البيئة ك يفكضكف تحت كصاية‬
‫الكزير المكمؼ بالبيئة ك يككنكا محمفيف ك يعينكف عمى مستكل الجماعات المحمية بمقرر مف الكزير‬
‫‪1‬‬
‫المكمؼ بالبيئة‪.‬‬

‫‪ - 1‬ادلرسوم الرئاسي ‪ 227/88‬ادلؤرخ يف ‪ 1988/11/05‬ادلتضمن أسالك ادلفتشني ادلكلفني حبماية البيئة و تنظيمها و عملها‪ ،‬جريدة رمسية‪،‬‬
‫عدد ‪ 46‬لسنة ‪.1988‬‬

‫‪61‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫مفتشك البيئة بكصفيـ أىـ جياز لمكافحة الجرائـ البيئية فيـ مكمفكف ب‪:‬‬
‫‪ -1‬السير عمى تطبيؽ النصكص التنظيمية في مجاؿ حماية البيئة ك في كؿ المجاالت‬
‫الحيكية‪ ،‬األرضية‪ ،‬الجكية‪ ،‬اليكائية‪ ،‬البحرية ك ىذا مف جميع أشكاؿ التمكث‪.‬‬
‫‪ -2‬مراقبة مدل مطابقة المنشأة المصنفة لمتشريع المعمكؿ بو‪.‬‬
‫‪ -3‬التعاكف ك التشاكر مع المصالح المختصة لمراقبة النشاطات المستعمؿ فييا مكاد خطيرة‬
‫كالمكاد الكيماكية ك المشعة ك مراقبة جميع مصادر التمكث ك األضرار‪.‬‬
‫‪ -4‬إعداد حصيمة سنكية عف نشاطيـ ك تدخالتيـ في المجاؿ البيئي ك كضع تقارير بعد كؿ‬
‫عممية تفتيش أك تحقيؽ ك ترسؿ إلى الكزير المكمؼ بالبيئة ك الكالة المعنييف ك في إطار‬
‫أداء مياميـ فإف ليـ أف يحرركا محاضر المخالفات التي عاينكىا ك ترسؿ ىذه‬
‫المحاضر إلى المعني باألمر تحت طائمة البطالف‪.1‬‬
‫ثانيا‪ :‬مفتشك الصيد البحرم‪:‬‬
‫تـ إنشاء سمؾ مفتشي الصيد البحرم لمعاينة مخالفات أحكاـ قانكف الصيد الحرم في إطار أداء‬
‫مياميـ يؤدم مفتشك الصيد اليميف القانكنية‪.2‬‬
‫كما أنيـ ممزمكف بتحرير محاضر المخالفات التي عاينكىا إضافة إلى قياميـ بحجز المنتكجات‬
‫ك آالت الصيد مكضكع المخالفة مع إرساليا إلى الجية القضائية المختصة‪ ،‬تنص المادة ‪ 60‬مف‬
‫القانكف ‪ 11/01‬المتعمؽ بالصيد البحرم ك تربية المائيات‪ ":‬دكف اإلخالؿ بمختمؼ أنكاع المراقبة التي‬
‫تجرم في مجاؿ الصيد مف قبؿ السمطات المؤىمة قانكنا‪ ،‬ينشأ سمؾ مفتشي الصيد‪ ،‬يكمفكف بمراقبة‬
‫نشاطات الصيد ك تربية المائيات"‪.‬‬
‫يؤىؿ لمبحث ك المعاينة في مخالفات أحكاـ قانكف الصيد البحرم ك النصكص المتخذة لتطبيقو ‪:‬‬
‫‪ -‬مفتشك الصيد‬
‫‪ -‬ضباط الشرطة القضائية‪،‬‬

‫‪- 1‬ادلادة ‪ 02‬من ادلرسوم الرئاسي ‪ ،227/88‬ادلرسوم السابق‪.‬‬


‫‪ - 2‬ادلادة ‪ 61‬من القانون ‪ 11/01‬ادلتعلق بالصيد البحري و تربية ادلائيات‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪ ،‬عدد ‪ 36‬بتاريخ ‪ 08‬يوليو ‪.2001‬‬
‫‪ -‬اليت تنص ‪ ":‬خيضع مفتشو الصيد البحري ألداء اليمني اآلتي ة‪ " :‬أقسم باهلل العلي العظيم أن أؤدي وظيفيت بأمانة و إخالص و أن أراعي يف كل‬
‫األحوال الواجبات اليت تفرضها علي"‪.‬‬

‫‪60‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫‪1‬‬
‫‪ -‬أعكاف المصمحة الكطنية لحرس الشكاطئ‪.‬‬
‫ثالثا‪ :‬مفتشك السياحة‪.‬‬
‫حسب المادة ‪ 39‬مف القانكف ‪ 02/03‬المتعمؽ بالقكاعد العامة الستغالؿ ك االستعماؿ السياحي‬
‫لمشكاطئ يمكف لمفتشي السياحة معاينة ك البحث ك التحرم في المخالفات الماسة بيذا القانكف‪ ،‬يترتب‬
‫عف معاينة المخالفة إعداد محضر يسرد فيو بكضكح العكف المؤىؿ قانكنا‪ ،‬الكقائع التي تمت معاينتيا‬
‫ك التصريحات التي تمقاىا‪ ،‬يكقع المحضر العكف المعايف ك مرتكب المخالفة ك في حالة رفض‬
‫المخالؼ التكقيع‪ ،‬ذكر ذلؾ في المحضر‪ ،‬ك يبقى ىذا المحضر ذك حجية إلى غاية إثبات العكس ‪،‬‬
‫ك يرسؿ المحضر حسب الحالة إلى الكالي المختص إقميميا أك إلى الجية القضائية المختصة في أجؿ‬
‫‪2‬‬
‫ال يتعدل ‪ 15‬يكما مف تاريخ إجراء المعاينة‪.‬‬
‫‪ ‬مياـ مفتشي السياحة ‪ :‬في إطار ممارسة مياميـ يؤىمكف‪:‬‬
‫‪ -‬مراقبة مدل تطبيؽ أحكاـ قانكف ‪ 02/03‬فيما يخص الحماية ك التييئة ك استغالؿ الشكاطئ‪.‬‬
‫ثانيا ‪ :‬ضػمانات مباشرة الضبط القضائي في المجاؿ البيئي ‪:‬‬
‫‪ -1‬حؽ االستعانة بالجيات الكصية ‪.‬‬
‫أ‪ -‬يككف لرجاؿ الضبط القضائي بصفة عامة أف يستعينكا أثناء إجراء الضبط كالتفتيش بمف يركنو‬
‫مساعدتو فيو ما داـ يعمؿ تحت إشرافو‪.‬‬
‫ب‪ -‬كقد يتعرض المكظفكف ممف ليـ الصفة القضائية المختصكف بتطبيؽ التشريعات البيئية أثناء‬
‫قياميـ بأعماليـ لبعض المشكالت التي قد تعكقيـ أك تمنعيـ مف أداء مياميـ‪ ،‬كخاصة‬
‫مف قبؿ أصحاب الشأف الذيف قد ال يسمحكا ليؤالء المكظفيف بدخكؿ المكاف المطمكب‬
‫تفتيشو‪ ،‬أك منعيـ مف اخذ العينات الالزمة أك إجراء القياسات المطمكبة‪ ،‬كقد يصؿ األمر إلى‬
‫مقاكمتيـ كاالعتداء عمييـ‪.‬‬
‫ت‪ -‬كباعتبار أف ىؤالء المكظفيف المختصيف غير متمرسيف عمى استعماؿ سمطات الضبط‬
‫القضائي قبؿ األفراد‪ ،‬فإنيـ قد يككنكف في حاجة لمف يمكنيـ مف أداء مياميـ‪ ،‬كيكفر ليـ‬

‫‪ - 1‬ادلادة ‪ 62‬من قانون الصيد البحري و تربية ادلائيات‪ ،‬ادلذكور سابقا‪.‬‬


‫‪ -2‬ادلادة ‪ 40‬من القانون رقم ‪ 02/03‬ادلؤرخ يف ‪ 17‬فرباير ‪ ،2003‬احملدد للقواعد العامة لالستعمال و االستغالل السياحي‪ ،‬اجلريدة الرمسية‪،‬‬
‫عدد ‪ ،11‬بتاريخ ‪ 19‬فرباير ‪.2003‬‬

‫‪61‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫الحماية إف لزـ األمر‪ ،‬كليذا اتجيت التشريعات البيئية إلى النص صراحة عمى سمطة ىؤالء‬
‫المكظفيف في االستعانة برجاؿ الشرطة أك بأم جية أخرل يحتاجكف إلييا لتمكينيـ مف أداء‬
‫أعماليـ إذ يمكف لمجيات اإلدارية المختصة طمب معاكنة مف القكة العمكمية لحماية البيئة مف‬
‫التمكث مثال‪.‬‬
‫أف أمر إمكانية استعانة ىؤالء المكظفيف بيذه الجيات المعنية‪ ،‬لـ ينص عميو‬ ‫ث‪ -‬كيالحظ‬
‫صراحة بنص عاـ عمى سمطة المكظفيف المختصيف بتطبيؽ قانكف البيئة في االستعانة بالقكة‬
‫العمكمية أك أم جية أخرل‪ ،1‬غير أف بعض التشريعات البيئية التي أكدت عمى سمطة ىؤالء‬
‫المكظفيف في االستعانة بجيات معينة يمكف أف نتعرض لمفرضيتيف السابقتيف فيما يمي‪:‬‬
‫ج‪ -‬بالنسبة لمفرضية األكلى‪ :‬المتعمقة بسمطة المكظفيف المختصيف في االستعانة برجاؿ الشرطة‬
‫في حالة عدـ النص صراحة عمى ذلؾ‪:‬‬
‫ح‪ -‬يمكف القكؿ مف البداية بأنو ال يمزـ أف ينص أم قانكف ميما كانت طبيعة عمى حؽ‬
‫المكظفيف ممف ليـ صفة الضبط القضائي المكمفيف بتطبيؽ أحكامو في طمب االستعانة‬
‫برجاؿ الشرطة لتمكنيـ مف أداء مياميـ‪ ،‬إذ أف ىذا الحؽ يخكؿ ليـ سكاء نص عميو القانكف‬
‫أـ ال‪ ،‬فاألمر يتعمؽ في النياية بحسف أداء مكظفيف يتبعكف لمدكلة لكظائفيـ‪ ،‬يستيدفكف بيا‬
‫مصمحة عامة يمزـ أف تتعاكف كافة الجيات المختصة بالدكلة عمى رعاية مف يقكـ عمى‬
‫تحقيقيا‪ ،‬كتكفير الحماية الالزمة ليـ‪ .‬كال أدؿ عمى ذلؾ مف أف المشرع قد كفر حماية جنائية‬
‫لممكظفيف العمكمييف كغيرىـ مف المكمفيف بخدمة عمكمية‪ ،‬كسكاء أكانكا مف رجاؿ الضبطية‬
‫القضائية أـ ال فقانكف العقكبات يعاقب كؿ مف يتعدل عمى احد ىؤالء أك يقاكمو بالقكة أك‬
‫العنؼ أثناء تأدية كظيفتو أك بسببيا‪.‬‬
‫خ‪ -‬كاف كاف األمر كذلؾ‪ ،‬بالتالي ال يمزـ النص صراحة في صمب قانكف ما عمى سمطة‬
‫المكمفيف بتطبيؽ أحكاـ ىذا القانكف في االستعانة برجاؿ الشرطة طالما أف ليـ في النياية‬
‫ممارسة ىذه السمطة‪ ،‬سكاء نص القانكف أـ ال إذ ما ىي قيمة النص صراحة عمى ىذه‬
‫السمطة في صمب القانكف‪ ،‬ىذا ىك مضمكف المسالة الثانية التي نعرض ليا فيما يمي‪:‬‬

‫‪ -2‬ادلادة ‪ 64‬من القانون السابق‪ ،‬ادلتعلق حبماية الصحة النباتية‪.‬‬

‫‪62‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫د‪ -‬الفرضية الثانية‪ :‬تتعمؽ بمدل قيمة النص صراحة في صمب القانكف عمى سمطة المكظفيف‬
‫المكمفيف بتنفيذ أحكامو عمى االستعانة برجاؿ الشرطة ‪.1‬‬
‫ذ‪ -‬تتعدد القكانيف الخاصة التي تتضمف النص صراحة عمى ىذا األمػر‪ ،‬كمف ذلؾ قانكف الصيد‬
‫البحرم مثال الذم تطالب فيو سمطات الضبػط القضائي بمساعدة العامميف المكمفيف بمراقبة‬
‫تنفيذ ىذا القانكف عند قياميـ بكظيفتيـ مساعدة فعالة إذا طمب منيـ ذلؾ‪.2‬‬
‫ر‪ -‬كيالحظ انو لـ يقرر ىذه التي تسمح لممكظفيف المختصيف االستعانة برجاؿ الشرطة جزاء‬
‫جنائيا يضمف استجابة ىؤالء اآلخريف لطمب المكمفيف بتنفيذ تمؾ القكانيف‪ .‬مما يؤكد التساؤؿ‬
‫حكؿ قيمة النص صراحة عمى ىذا األمر الذم يمكف أف ال يستجاب لو مف قبؿ رجاؿ‬
‫الشرطة‪ .‬ىذا ما يعني في النياية الحرص عمى تنظيـ مثؿ ىذه األمكر بيف ىذه الجيات‬
‫المختمفة مف خالؿ المقاءات المباشرة بيف ممثمييـ دكنما حاجة إلى التقرير ذلؾ بالقكانيف‪،‬‬
‫كخاصة أف قكانيف البيئة كثي ار ما تتضمف النص عمى تشكيؿ مجمس إدارة أك مجمس أعمى‬
‫بعضكية ممثميف مف الك ازرات المعنية بالبيئة‪.‬‬
‫ز‪ -‬ىذا فضال عف قانكف البيئة التي تطالب جميع الجيات العامة كالخاصة كاألفراد بأف تسارع‬
‫بتقديـ جميع المساعدات كاإلمكانات المطمكبة لمكاجية الكارثة البيئية‪.‬‬
‫‪ -1‬حماية أعكاف الضبط القضائي البيئي ‪:‬‬
‫اىتمت التشريعات البيئية المختمفة بتكفير الحماية القانكنية لكؿ مف يكمؼ مف قبؿ الدكلة بأداء‬
‫عمؿ ليا دكف اقتصار ذلؾ عمى رجاؿ الضبط القضائي‪ .‬كنظ ار لمنح صفة الضبطية القضائية في‬
‫نطاؽ التشريعات البيئية لمكظفيف لـ يعتادكا عمى استعماؿ سمطات مأمكرم الضبط القضائي قبؿ‬
‫األفراد قرر ليـ المشرع حماية قانكنية نكجزىا في أمريف‪ ،‬يتمثؿ أكليما في تجريـ أم فعؿ يعكؽ أك‬
‫يمنع قياميـ بأعماليـ‪ ،‬كيمنحيـ ثانييما الحؽ في االستعانة بكافة الجيات المعنية لتمكينيـ مف تطبيؽ‬
‫القكانيف كالمكائح المكمفيف بتنفيذ أحكاميا‪ .‬كىذا ما نعرض لو في مطمبيف عمى النحك اآلتي‪:‬‬
‫أ‪ -‬تجريـ أم فعؿ يعكؽ أك يمنع أداء مأمكرم الضبط القضائي المختصيف ألعماليـ تحرص‬
‫التشريعات البيئية المختمفة بصفة خاصة عمى النص صراحة عمى تجريـ أم فعؿ يعكؽ أك‬

‫‪ -1‬ادلادة رقم ‪ ،54‬من القانون رقم ‪ 10/03‬السابق‪.‬‬


‫‪ -2‬ادلادة ‪ 23‬من قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪.‬‬

‫‪63‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫يمنع مأمكرم الضبط القضائي في نطاؽ التشريعات البيئية مف أداء أعماليـ‪ ،‬كذلؾ مف خالؿ‬
‫إلزاـ أصحاب الشأف بتقديـ التسييالت الالزمة ليػـ كعدـ مخالفة أكامرىـ‪ 1،‬كذلؾ ما نعرض لو‬
‫مف خالؿ المطالب الثالثة اآلتية‪.‬‬
‫إلزاـ أصحاب الشأف بتقديـ التسييالت الالزمة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫كثي ار ما يتطمب أداء رجاؿ الضبط القضائي المختصيف ألعماليـ في نطاؽ التشريعات البيئية‬
‫اإلطالع عمى المستندات أك الدخكؿ الماكف معينة سكاء كانت في منشاة أك حتى في سفينة‪ ،‬كذلؾ‬
‫مف أجؿ التأكد مف التزاـ أصحاب الشأف بالمعايير المكضكعة لحماية البيئة المنصكص عمييا في‬
‫القكانيف كالمكائح المختمفة‪ .2‬كبالتالي كخشية مف رفض أصحاب الشأف تقديـ المستندات المطمكبة‬
‫لمأمكرم الضبط القضائي المختصيف لإلطالع عمييا كبالتالي الحيمكلة دكف قياميـ بأعماليـ‪ ،‬ألزمت‬
‫باالحتفاظ بسجؿ يدكف فيو‪ .‬البيانات الالزمة لبياف تأثير‬ ‫معظـ التشريعات البيئية أصحاب الشأف‬
‫نشاط المنشاة أك السفينة مثال عمى البيئة‪ ،‬بحيث يصبح مف السيؿ لمأمكر الضبط القضائي المختص‬
‫طمب اإلطالع عمى ىذا السجؿ الذم يمتزـ صاحب الشأف باالحتفاظ بو كمف ثـ لف يستطيع ىذا‬
‫األخير إخفاء المعمكمات أك النشاطات المضرة بالبيئة أك حتى االحتجاج بعدـ كجكد ذلؾ بعد اآلف‬
‫عمى أف يمثؿ ىذا االدعاء خرقا لمقانكف يجب أف يعرضو لممسؤكلية القانكنية‪.3‬‬
‫كىنا يثار التساؤؿ عف طبيعة ىذه المسؤكلية القانكنية التي يمكف أف تتقرر قبؿ صاحب الشأف‬
‫الذم ال يحتفظ بالسجؿ المطمكب أك يدعي ذلؾ‪ .‬فكما سبؽ القكؿ آنفا أف قانكف البيئة يمزـ صاحب‬
‫المنشاة طبقا ألحكامو باالحتفاظ بسجؿ لبياف تأثير نشاط المنشأة عمى البيئة‪ ،‬كككف صاحب المنشاة‬
‫ال يتعرض لجزاء جنائي في ىذه الحالة قد يدفعو إلى عدـ االحتفاظ بيذا السجؿ أك حتى يقصر في‬
‫أداء ىذا االلتزاـ‪.‬‬
‫كقد كاف أكلى بالمشرع في ىذا الكضع أف يقرر جزاء جنائيا عند التقاعس عف أداء ىذا‬
‫االلتزاـ باالحتفاظ بسجؿ لبياف تأثير المنشاة عمى البيئة كذلؾ عمى النحك الذم قرره بشأف السفػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػف‬

‫‪ -1‬ادلادة ‪ 106‬من القانون رقم ‪ 10/03‬السابق‪.‬‬


‫‪ -2‬ادلادة ‪ 107‬من القانون نفسو‪.‬‬
‫‪ -1‬ادلادة رقم ‪ ،49‬من القانون رقم ‪10/03‬السابق‪.‬‬

‫‪64‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫عندما ألزـ رباف السفينة أك مالكيا أك مستغميا باالحتفاظ بسجالت كشيادات معينة‪.1‬‬
‫كقد حرص المشرع في قانكف العمؿ عمى ضماف أداء مأمكرم الضبط القضائي المختصيف‬
‫بالتفتيش في مجاؿ السالمة ك الصحة المينية ألعماليـ‪ ،‬كليذا يمزـ أصحاب العمؿ أك مف ينكب عنيـ‬
‫أف يسيمكا ميمة المكمفيف بمراقبة تنفيذ أحكاـ ىذا القانكف‪ ،‬كأف يقدمكا ليـ معمكمات صادقة فيما يتعمؽ‬
‫بميمتيـ‪ ،‬كأف يستجيبكا لطمب الحضكر المكجو إلييـ مف ىؤالء المكمفيف بمراقبة تنفيذ ىذا القانكف في‬
‫المكاعيد التي يحددكنيا كتجدر اإلشارة إلى انو يعاقب عمى كؿ األفعاؿ التي تعرقؿ أداء المكظفيف‬
‫المختصيف بتطبيؽ ىذا القانكف‪.2‬‬
‫إلزاـ أصحاب الشأف بعدـ مخالفة أكامر رجاؿ الضبط القضائي المختصيف‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫قد يتطمب عمؿ رجاؿ الضبط القضائي المختصيف بتطبيؽ أحكاـ التشريعات البيئية التدخؿ‬
‫السريع بحكـ مناصبيـ ك تأىيميـ لمنح أم تمكث أك كقؼ استم ارره إف حدث‪ ،‬كقد يستمزـ لمكاجية ىذا‬
‫المكقؼ تعاكف كمشاركة أصحاب الشأف أنفسيـ أك أطراؼ أخرل ال عالقة ليا بإحداث التمكث أك‬
‫استم ارره‪ ،‬كقد ال يممؾ مأمكرك الضبط القضائي في ىذه الحالة ما يستطيعكف بو مكاجية ىذا الخطر‬
‫أك ضرر تمػكث إال مف خالؿ أكامرىـ التي يمكنيـ إصدارىا في مكاجية صاحب الشأف أك غيره‪.‬‬
‫كىذا ما اتجو إليو قانكف البيئة بشأف البيئة المائية مف التمكث مثال‪ ،‬كخاصة ىذا النكع مف التمكث‬
‫الذم تسببو السفف المحممة بالزيت أك المكاد الضارة‪ .‬إذ أنو عمى الرغـ مف إلزاـ ىذا القانكف لكؿ مف‬
‫رباف أك مستغؿ السفينة التي تستخدـ المكانئ أك مرخص ليا بالعمؿ في البحر اإلقميمي أك المنطقة‬
‫االقتصادية الخالصة أف يقدـ لمندكبي الجية اإلدارية المختصة أك مأمكرم الضبط القضائي المنكط‬
‫بيـ تنفيذ أحكاـ ىذا القانكف كالق ار ارت المنفذة لو‪ ،‬التسييالت الالزمة ألداء ميمتيـ‪ ،‬فاف ىذا النص‬
‫فيو تكميؼ في شقو الجزائي الذم يضمف تطبيقو مف قبؿ المكمفيف باحتراـ حكمو‪ .‬كذلؾ بتقرير عقكبة‬
‫لمف يخالؼ ىذا النص كىك النص كىك نص عاـ يطبؽ عمى كؿ األعكاف المكمفيف بحماية البيئة‪.3‬‬
‫كليذا تبرز أىمية قانكف البيئة المتعمؽ باألكامر التي يصدرىا المختصكف بتطبيؽ أحكامو ‪ ،‬كعدـ‬
‫اإلخالؿ بو ففي شأف الككارث البحرية مثال يككف لممثمي الجيػة اإلداريػة المختصة أك لمأمكرم الضبط‬

‫‪ -2‬ادلادة نفسها‪ ،‬اليت توجب إعداد مستندات خاصة بكل نوع من أنواع ادلياه‪.‬‬
‫‪ -3‬ادلادة ‪ 2/34‬من القانون السابق‪ ،‬ادلتعلق بالرقابة الصحية واألمن وطب العمل‪.‬‬
‫‪ -1‬ادلادة رقم ‪ ،107‬من القانون رقم ‪10/03‬السابق ‪.‬‬

‫‪65‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫القضائي أف يأمػركا رباف السفينة أك المسئكؿ عنيا باتخاذ اإلجراءات الكافية لمحماية مف آثار التمكث‬
‫في حالة كقكع حادث إلحدل السفف التي تحمؿ الزيت الذم يترتب عميػو أك يخشى منو تمكث البحر‬
‫اإلقميمي أك المنطقة االقتصادية الخالصة فيمكف لمأمكرم الضبط القضائي المختصيف في ىذه الحالة‬
‫أك يأمركا مثال المسئكؿ عف السفينة بتغيير خط سيرىا أك باتخاذ إجراء يككف مف شانو منع حدكث‬
‫التمكث أك استم ارره‪.‬‬
‫إما بشاف التمكث مف المكاد الضارة الذم قد تسببو السفف‪ ،‬فاف قانكف البيئة يسمح لممثمي‬
‫الجيات اإلدارية المختصة أك لمأمكرم الضبط القضائي أف يأمركا رباف السفينة أك المسئكؿ عنيا‬
‫باتخاذ اإلجراءات الالزمة لمتقميؿ مف آثار التمكث كذلؾ في حالة كقكع حادث إلحدل السفف التي‬
‫تحمؿ مكاد ضارة يخشى منو تمكيث البحر اإلقميمي أك المنطقة االقتصادية الخالصة عمى أية صكرة‪،‬‬
‫عمما بأنو يحظر عمى السفف التي تحمؿ المكاد الضارة إغراؽ النفايات كالمكاد الممكثة في المياه‬
‫اإلقميمية‪.‬‬
‫كبالنظر لما قد يترتب عمى مخالفة أكامر مأمكرم الضبط القضائي المختصيف مف اجؿ حماية‬
‫البيئة مف التمكث مف الزيت أك مف المكاد الضارة في حالة كقكع حادث إلحدل السفف عمى النحك‬
‫السابؽ بيانو‪ ،‬فقد قرر القانكف عدة إجراءات منيا سحب رخصة الغمر مثال‪.1‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬صالحيات الضبط القضائي في حماية البيئة‬


‫أكال ‪ :‬ضبط المخالفات البيئية في الحاالت العادية ك االستثنائية ‪:‬‬
‫انحصار دكر أعضاء الضبط القضائي بشاف قبكؿ التبميغات كالشكاكل‪.‬‬
‫إف الطبيعة الخاصة لجرائـ تمكيث البيئة تجعؿ اإلبالغ بشأنيا أم ار غير متصكر في كثير مف‬
‫األحكاؿ‪ ،‬فكثير مف تمؾ الجرائـ يمكف أف يقع كيتحقؽ ضررىا دكف عمـ احد‪ ،‬إال بعض المتخصصيف‬
‫المجيزيف بأدكات خاصة لكشفيا‪ ،‬إما الفرد العادم كخاصة في مجتمعات العالـ الثالث فيصعب عميو‬
‫اكتشاؼ ما ىك ضار بالبيئة كما يشكؿ جريمة بشأنيا كيستحؽ التبميغ عنو‪ ،‬بؿ األكثر مف ذلؾ قد‬
‫يقدـ البعض عمى مخالفة أحكاـ قانكف البيئة كيشكؿ سمككو جريمة ضد البيئة كىك ال يدرم أنو‬
‫مخالؼ‪ ،‬ك خاصة في ظؿ تضخـ لكائح قكانيف البيئة كتضمنيا معايير عدة كقياسات مفصمة كردت‬
‫في مالحؽ كجداكؿ مختمفة‪ ،‬كاألمثمة عمى ذلؾ كثيرة منيا تجاكز الحدكد القصكل لممكثات اليكاء‬

‫‪ -2‬ادلادة رقم ‪ 3/17‬من القانون رقم ‪ 10/03‬السابق‪.‬‬

‫‪66‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫الخارجي‪ ،‬أك الحدكد المسمكح بيا لشدة الصكت كمدة التعرض اآلمف ليا داخؿ أماكف العمؿ كداخؿ‬
‫األماكف المغمقة‪.‬‬
‫ىذا فضال عف دكر الكعي الثقافي كاحساس الفرد العادم بمدل جسامة اآلثار الضارة الناشئة‬
‫عف ارتكاب جرائـ ضد البيئة‪ ،‬فقد يصؿ لعممو أمر كقكع إحدل ىذه الجرائـ ضد البيئة‪ ،1‬كلكنو يمتنع‬
‫عف التبميغ عنيا باعتبارىا ال تشكؿ ‪ -‬لديو أك لغيره ‪ -‬ضر ار فكريا يمزـ التصدم لو‪ ،‬كىذا ما تنبو إليو‬
‫المشرع في قانكف البيئة كحاكؿ أف يتجنبو بكسيمتيف ىما‪:‬‬
‫الكسيمة األكلى‪ :‬التأكيد عمى حؽ التبميغ عف جرائـ تمكيث البيئة‬
‫أكد قانكف البيئة عمى ىذا الحؽ عمى الرغـ مف كجكد نص في قانكف اإلجراءات الجنائية‬
‫يسمح لكؿ مف عمـ بكقكع جريمة رغـ انو يجكز لمنيابة العامة رفع الدعكل عنيا بغير شككل أك طمب‬
‫أف يبمغ النيابة العامة أك احد مأمكرم الضبط القضائي عنيا‪.‬‬
‫كيحمؿ ىذا التأكيد الرغبة في حث األفراد عمى عدـ التردد في اإلبالغ عف جرائـ البيئة بصفة‬
‫عامة‪ ،‬إذ يقتضي القانكف في شاف الجرائـ البيئية بأنو لكؿ مكاطف أك جمعية معينة بحماية البيئة الحؽ‬
‫في التبميغ عف أية مخالفة ألحكاـ ىذا القانكف‪.2‬‬
‫كتقدي ار مف المشرع ألىمية التبميغ عف جرائـ البيئة‪ ،‬فانو حرص عمى تضميف قانكف البيئة ما‬
‫يؤكد ىذا الحؽ عندما نص عمى انو يجكز لكؿ مكاطف أك جمعية معنية بحماية البيئة المجكء إلى‬
‫األجيزة اإلدارية كالقضائية المختصة بغرض تنفيذ أحكاـ قانكف البيئة بالعمؿ عمى تنفيذ أحكاـ القكانيف‬
‫كالق اررات المتعمقة بحماية البيئة‪ ،‬ككذا تمقي الشكاكل كالبالغات التي تقدـ في ىذا الشأف‪ ،‬كاتخاذ‬
‫اإلجراءات القانكنية بشأنيا‪.‬‬
‫كحسنا فعؿ المشرع عندما أكد في كؿ مف قانكف البيئة عمى دكر الجمعيات المعنية بالبيئة في‬
‫الحفاظ عمى البيئة مف خالؿ أعضائيا الذيف يتعاظـ دكرىـ باعتبارىـ ميتميف بشؤكف البيئة عمى نحك‬
‫قد يغطي العجز في إعداد المختصيف مف مأمكرم الضبط في ىذا المجاؿ‪ ،‬كخاصة أماـ تعدد كتضخـ‬
‫األفعاؿ المخالفة لمبيئة التي يتطمب كشفيا أساليب كمعدات خاصة‪.3‬‬

‫‪ -1‬الطاىر دلول‪ ،‬مذكرة دكتوراه‪" ،‬احلماية اجلنائية للبيئة يف التشريع اجلزائري"‪ ،‬جامعة باجي سلتار‪ ،2007/2006 ،‬ص ‪.243‬‬
‫‪ -2‬أنظر ادلادة ‪ 35‬من القانون رقم ‪ 10/03‬السابق‪.‬‬
‫‪ -1‬أجازت ادلادة ‪ 35‬من القانون رقم ‪ 10/03‬السابق اليت ذبيز جلمعيات البيئة إبداء الرأي وادلشاركة مع اجلهات ادلختصة‪.‬‬

‫‪67‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫الكسيمة الثانية‪ :‬اإلبالغ اإللزامي عف بعض الجرائـ الماسة بالبيئة‪.‬‬


‫إذا كاف اإلبالغ عف الجرائـ بصفة عامة يعد حقػا لألفراد ليػـ أف يستعممكه أك يمتنعكا عنو إذا‬
‫أرادكا‪ ،‬إال أف المشرع كلحكمة خاصة تعكد لطبيعة بعض الجرائـ قد يمزـ األفراد باإلبالغ عنيا‪،‬‬
‫كبالتالي يصبح اإلبالغ عف ىذه الجرائـ كاجبا يمتزـ بو األفراد باإلبالغ عنيا‪ ،‬كبالتالي يصبح اإلبالغ‬
‫عف ىذه الجرائـ كاجبا يمتزـ بو األفػراد‪ ،‬كيتعرضكف لمعقاب إذا عممكا بكقكعيا كامتنعكا عف اإلبالغ‬
‫عنيا‪ .‬كما ىك الحاؿ في القانكف‪ .‬حيث يمتزـ كؿ مف يعمـ بارتكاب إحدل الجرائـ المضرة بالبيئة إبالغ‬
‫الجيات المعنية‪.‬‬
‫كالحكمة مف اإلبالغ اإللزامي عف بعض الجرائـ قد تبدك ساطعة في مجاؿ قكانيف البيئة حيث‬
‫قد تقع بعض الجرائـ بالمخالفة ليذه القكانيف كيصعب أك يستحيؿ أف يعمـ بيا احد إال مرتكبيا‪ ،‬كمف‬
‫ذلؾ ما كرد في صمب قانكف البيئة الذم ينص انو عمى مالؾ السفينة أك ربانيا أك أم شخص مسئكؿ‬
‫عنيا كعمى المسئكليف عف كسائؿ نقؿ الزيت الكاقعة داخؿ المكانئ أك البحر اإلقميمي أك المنطقة‬
‫االقتصادية الخالصة لمجميكرية الجزائرية‪ ،1‬ككذلؾ مثال الشركات العاممة في استخراج الزيت أف يبادر‬
‫فك ار إلى إبالغ الجيات اإلدارية المختصة عف كؿ حادث تسرب لمزيت فكر حػدكثو‪ ،‬مع بياف ظركؼ‬
‫الحادث كنكع المادة المتسربة كاإلجراءات التي اتخذت إليقاؼ التسرب أك الحد منو كغير ذلؾ مف‬
‫البيانات المنصكص عمييا في االتفاقيات الدكلية‪.‬‬
‫كتجدر اإلشارة إلى أف تقديـ البالغ يككف كاجبا عمى المكظؼ العاـ الذم يعمـ بارتكاب‬
‫جريمة أثناء تأدية عممو أك خدمة عامة أثناء أك بسبب تأديتو بكقكع جريمة مف الجرائـ التي يجكز‬
‫لمنيابة العامة رفع الدعكل عنيا دكف شككل أك طمب أف يبمغ عنيا فك ار النيابة العامة أك أقرب مأمكر‬
‫ضبط قضائي‪ ،‬كلـ يقرر المشرع جزاء جنائيا عمى مخالفة ىذا الكاجب إذ ال يترتب عمى تقاعس أك‬
‫‪2‬‬
‫تأخر المكظؼ عف أدائو تكقيع عقكبة‪ ،‬كمع ذلؾ يجكز أف يساؿ عف ذلؾ تأديبيا‪.‬‬
‫كقد كاف أكلى بالمشرع أف يضمف قانكف البيئة ىذا النص مدعما بجزاء جنائي نظ ار لمالئمتو‬
‫كطبيعة الجرائـ الماسة بالبيئة التي قد تقع كتخمؼ أض ار ار جسيمة دكف أف ينتبو ليا احد‪ ،‬إال ممف‬
‫يفترض فييـ بحسب مؤىالتيـ ككظائفيـ كما يممكػكف مف أجيزة قادرة عمى كشؼ الجريمة‪ ،‬فمثؿ ىؤالء‬

‫‪-2‬ادلادة رقم ‪ ،57‬من القانون رقم‪ 10/03‬السابق‪.‬‬


‫‪ -1‬زلمود جنيب حسين‪ ،‬شرح فانون اإلجراءات اجلنائية‪ ،‬ط‪ ،2‬دار النهضة العربية‪ ،‬مصر‪ ،1980 ،‬ص ‪.518‬‬

‫‪68‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫يجب عمييـ أف يمتزمكا باإلبالغ الفكرم عما يكتشفكنو مف جرائـ ماسة بالبيئة أثناء قياميـ بأعماليـ‬
‫أك بسببيا‪ ،‬فقد يككف مف ضمف ىؤالء القائميف عمى محطات تكليد الطاقة الكيربائية أك المياه أك أية‬
‫مشركعات تتداكؿ فييا مكاد كنفايات خطرة أك تنبعث منيا ممكثات لميكاء تتجاكز الحدكد المسمكح بيا‪،‬‬
‫كقد يككف ليذه أيضا دكره في السيطرة عمى الحادث البيئي منذ كقكعو عمى نحك يسمح بتقميؿ اآلثار‬
‫‪1‬‬
‫الضارة التي يمكف إف تنجـ عنو‪.‬‬
‫كاف تمقي الشكاكل ك البالغات ك التحرم عف الجرائـ البيئية منكط لضباط الشرطة القضائية‬
‫ذكم االختصاص العاـ لما ليـ مف سمطات كاسعة خكليا ليـ قانكف اإلجراءات الجزائية بما فييا‬
‫سمطات تفتيش المنازؿ لمشخص الذم يشتبو في أنو حائز لمستندات ك أشياء ليا عالقة بالجريمة‬
‫ك فؽ الشركط المحددة في المكاد ‪ 44‬ك ‪ 45‬ك ‪ 47‬مف قانكف اإلجراءات الجزائية باإلضافة إلى‬
‫سمطات إلقاء القبض ك الكضع تحت النظر طبقا لممادة ‪ 51‬مف قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬ك تدخؿ‬
‫كذلؾ مف أعماؿ الضبطية المعاينات األكلية ك جمع األدلة إذا تعمؽ األمر بأشياء فنية يمكف ليؤالء‬
‫االستعانة بذكم الخبرة في ىذا الشأف‪.2‬‬
‫ك كذلؾ يقكـ األشخاص المؤىميف لمعاينة الجرائـ الماسة بالبيئة ذكم االختصاص الخاص‬
‫بالمعاينات األكلية‪ 3،‬حسب القانكف المتعمؽ بحماية البيئة في إطار التنمية المستدامة أنو يؤىؿ لمقياـ‬
‫بالبحث ك بمعاينة مخالفة أحكاـ ىذا القانكف‪.‬‬
‫ثانيا‪ :‬إثبات المخالفات البيئية‪:‬‬
‫‪ -1‬تحرير المحاضر‪.‬‬
‫بالنسبة لمجرائـ الماسة بالبيئة بصفة عامة فإف الضرر يقع عمى البيئة ك الجريمة تستيدؼ‬
‫المجتمع‪ ،‬لذا يحرر المعاينكف لمجرائـ البيئية محاضر أعدت ليذا الغرض‪.‬‬
‫أ‪ -‬شركط صحة المحاضر‪:‬‬
‫لتككف المحاضر صحيحة يجب أف تتكفر جممة مف الشركط المكضكعية ك الشكمية‪.‬‬
‫‪ -1‬الشركط المكضكعية‪:‬‬

‫‪ -2‬ادلادة رقم ‪ ،72‬من القانون رقم ‪ 10/03‬السابق‪.‬‬


‫‪ - 2‬عبد الرمحان خلفي‪ ،‬قانون اإلجراءات اجلزائية ايف التشريع اجلزائري و ادلقارن‪ ،‬دار بلقيس‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،2016 ،‬ص ‪.88‬‬
‫‪ - 3‬أنظر ادلادة ‪ 37‬من القانون ‪ 02/02‬يتعلق حبماية الساحل و تثمينو‪.‬‬

‫‪71‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫يشترط المشرع لكي يككف المحضر صحيحا ك ينتج آثاره القانكنية‪:‬‬


‫‪ -‬أف يككف مكضكع المحضر داخؿ في اختصاص ضابط الشرطة القضائية أك المكظؼ المؤىؿ بذلؾ‬
‫‪1‬‬
‫حسب القكانيف التي تحدد االختصاص المحمي ك النكعي‪.‬‬
‫‪ -‬أف يثبت ضابط الشرطة القضائية أك مف يحرر في المحضر الذم يقكـ بتحريره جميع األعماؿ التي‬
‫يقكـ بيا‪ ،‬كالمعاينة ك ضبط األشياء ك الحجز تحت النظر أك القبض ك ما إلييا مف أعماؿ‪،‬‬
‫ك ىذا بالنسبة لضباط الشرطة القضائية ذكم االختصاص العاـ‪.‬‬
‫‪ -2‬الشركط الشكمية‪:‬‬
‫ينبغي أف تتضمف المحاضر مجمكعة بيانات تتعمؽ بالجريمة مكضكع البحث أك بالمشتبو في‬
‫ارتكاب الجريمة‪ ،‬ك بيانات أخرل تتعمؽ بمحرر المحضر مف حيث صفتو ك رتبتو ك تكقيعو‪ ،2‬ك إذا‬
‫امتنع مرتكب الجريمة البيئية عف التكقيع يجب اإلشارة إلى ذلؾ في المحضر‪ ،‬ك كذلؾ في إطار أداء‬
‫مفتشي البيئة‪ 3،‬ك مفتشي الصيد البحرم مياميـ ك المتعمقة أساسا في معاينة المخالفات فإف ليـ أف‬
‫يحرركا محاضر عنيا‪ ،‬يستعرض فييا العكف الذم يحرر المحضر بدقة الكقائع التي عاينيا‬
‫‪4‬‬
‫ك التصريحات التي تمقاىا‪ ،‬ك كذا منتكج الصيد ك اآلالت التي تـ النطؽ بحجزىا‪.‬‬
‫‪-2‬القكة الثبكتية لممحاضر ‪:‬‬
‫أ‪ -‬حجية المحاضر المحررة‪.‬‬
‫حسب المادة ‪ 112‬مف القانكف ‪ 10/03‬المتعمؽ بحماية البيئية في إطار التنمية المستدامة فإف‬
‫المحاضر التي يثبتيا مفتشك البيئة بالنسبة لممخالفات المنصكص عمييا في القانكف ك النصكص‬
‫المتخذة لتطبيقو ليا قكة اإلثبات‪.‬‬
‫ك نص المشرع صراحة بالنسبة لممحاضر المحررة مف طرؼ مفتشي الصيد البحرم تككف ىذه‬
‫المحاضر دليال حتى يثبت العكس ك ال تخضع لمتأكيد ك ترسؿ المحاضر إلى ك ككيؿ الجميكرية‬
‫‪5‬‬
‫لمجية القضائية المختصة إقميميا ك تكجو نسخة منيا إلى السمطة المكمفة بالصيد البحرم‪.‬‬

‫‪ - 1‬عبد اهلل أوىايبية‪ ،‬شرح قانون اإلجراءات اجلزائية اجلزائري‪ ،‬دار ىومة‪ (،‬د‪-‬ط)‪ ،2005 ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪ - 2‬ادلرجع نفسو‪ ،‬ص ‪.290‬‬
‫‪ - 3‬ادلادة ‪ 112‬من القانون ‪ 10/03‬ادلتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية ادلستدامة‪.‬‬
‫‪ - 4‬ادلادة ‪ 65‬فقرة ‪ 1‬من القانون رقم ‪ 11/01‬ادلتعلق بالصيد احلري و تربية ادلائيات‪.‬‬
‫‪ - 5‬أنظر ادلادة ‪ 65‬من القانون ‪ ، 11/01‬القانون السابق‪.‬‬

‫‪70‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫‪1‬‬
‫ك أيضا المحاضر المحررة مف طرؼ مفتشي السياحة تبقى حجيتيا قائمة حتى يثبت العكس‪.‬‬
‫ك يجب أف ترسؿ المحاضر تحت طائمة البطالف في أجؿ ‪ 5‬أياـ إلى ك كيؿ الجميكرية‬
‫المختص إقميميا ك أف يبمغ نسخة منيا إلى السمطة اإلدارية ( المادة ‪ 38‬فقرة ‪ 02‬مف قانكف ‪،02/02‬‬
‫المادة ‪ 40‬مف القانكف ‪.)02/03‬‬
‫خاتمة‪:‬‬
‫ك أخي ار نجد بأف المشرع الجزائرم قد أحسف في تكسيع الضبطية القضائية لمتابعة جرائـ البيئة‬
‫ك حمايتيا‪ ،‬إضافة لضباط الشرطة القضائية المذككريف في قانكف اإلجراءات الجزائية‪ ،‬فقد ذكر المشرع‬
‫في القكانيف الخاصة الميتمة بالبيئة جميع الفئات التي يمكف ليا البحث ك التحرم في الجرائـ الماسة‬
‫بالبيئة‪.‬‬
‫اإلقتراحات‪ :‬ما توصمنا إليو من ىذا البحث‬
‫‪ -‬أنو البد لممشرع تكسيع صالحيات الضبطية القضائية في المجاؿ البيئي‪.‬‬
‫‪ -‬إضافة صفة الضبطية القضائية ألفراد الحماية المدنية‪.‬‬
‫‪ -‬تكسيع الفئات التي تتصؼ بالضبطية القضائية‬
‫المراجع‪:‬‬
‫أ‪ -‬القكانيف كاألكامر ك الم ارسيـ‬
‫‪ -1‬القانكف رقـ ‪ 17/83‬المؤرخ في ‪ 16‬يكليك ‪ ،1983‬المتضمف قانكف المياه‪ ،‬الجريدة الرسمية‬
‫رقـ ‪ ، 30‬بتاريخ ‪ 19‬يكليك ‪.1983‬‬
‫‪ -2‬قانكف رقـ ‪ 12/84‬المؤرخ في ‪ 23‬يكليك ‪ 1984‬المعدؿ ك المتمـ بالقانكف رقـ ‪ 20/91‬المؤرخ‬
‫في ‪ 2‬ديسمبر ‪ 1991‬المتضمف النظاـ العاـ لمغابات‪.‬‬
‫‪ -3‬القانكف رقـ ‪ 11/01‬المؤرخ في ‪ 3‬يكليك ‪ ،2001‬المتعمؽ بالصيد البحرم ك تربية المائيات‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ 36‬بتاريخ ‪ 8‬يكليك ‪.2001‬‬
‫‪ -4‬القانكف رقـ ‪ 02/02‬المؤرخ في ‪ 5‬فبراير ‪ ،2002‬المتعمؽ بحماية الساحؿ ك تثمينو‪ ،‬الجريدة‬
‫الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،10‬في ‪ 12‬فبراير ‪.2002‬‬

‫‪ - 1‬أنظر ادلادة ‪ 38‬من القانون رقم ‪ 02/02‬يتعلق حبماية الساحل و تثمينو‪.‬‬

‫‪71‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫دور الضبط القضائي في حماية البيئة‪ -‬في التشريع الجزائري‪-‬‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ أ‪ .‬فريد تومي‬

‫‪ -5‬القانكف رقـ ‪ 02/03‬المؤرخ في ‪ 17‬فبراير ‪ ،2003‬المحدد لمقكاعد العامة لالستعماؿ‬


‫ك االستغالؿ السياحي‪ ،‬الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،11‬بتاريخ ‪ 19‬فبراير ‪.2003‬‬
‫‪ -6‬القانكف رقـ ‪ 03/03‬المؤرخ في ‪ 17‬فبراير‪ ،‬المتعمؽ بمناطؽ التكسع ك المكاقع السياحية‪،‬‬
‫الجريدة الرسمية‪ ،‬عدد ‪ ،11‬بتاريخ ‪ 19‬فيفرم ‪.2003‬‬
‫‪ -7‬القانكف ‪ ،10/03‬مؤرخ في ‪ 19‬يكليك سنة ‪ ،2003‬المتعمؽ بحماية البيئة في إطار التنمية‬
‫المستدامة‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ ،43‬لسنة ‪.2003‬‬
‫‪ -8‬األمر رقـ ‪ 155/66‬المؤرخ في ‪ 18‬صفر عاـ ‪ 1386‬المكافؽ ‪ 8‬يكنيك سنة ‪ 1966‬يتضمف‬
‫قانكف اإلجراءات الجزائية المعدؿ ك المتمـ الجزائرم‪.‬‬
‫‪ -9‬األمر ‪ 80/76‬مؤرخ في ‪ ،1976/10/23‬معدؿ بالقانكف ‪ 05/98‬المؤرخ في ‪ 25‬يكليك‬
‫‪ ،1998‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪.47‬‬
‫المرسكـ الرئاسي ‪ 227/88‬المؤرخ في ‪ 1988/11/05‬المتضمف أسالؾ المفتشيف‬ ‫‪-10‬‬
‫المكمفيف بحماية البيئة ك تنظيميا ك عمميا‪ ،‬جريدة رسمية‪ ،‬عدد ‪ 46‬لسنة ‪.1988‬‬
‫ب‪ -‬الكتب‪:‬‬
‫أكىايبية عبد اهلل‪ ،‬شرح قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم‪ ،‬دار ىكمة‪،‬‬ ‫‪-11‬‬
‫( د‪-‬ط)‪.2005 ،‬‬
‫حزيط محمد‪ ،‬مذكرات في قانكف اإلجراءات الجزائية الجزائرم‪ ،‬دار ىكمة‪ ،‬الطبعة‬ ‫‪-12‬‬
‫الخامسة‪.2010 ،‬‬
‫خمفي عبد الرحماف‪ ،‬قانكف اإلجراءات الجزائية افي التشريع الجزائرم ك المقارف‪ ،‬دار‬ ‫‪-13‬‬
‫بمقيس‪ ،‬الطبعة الثانية‪.2016 ،‬‬
‫محمكد نجيب حسني‪ ،‬شرح فانكف اإلجراءات الجنائية‪ ،‬الطبعة الثانية‪ ،‬دار النيضة‬ ‫‪-14‬‬
‫العربية‪ ،‬مصر‪.1980 ،‬‬
‫ج‪ -‬المذركرات ك الرسائؿ‪:‬‬
‫دلكؿ الطاىر‪ ،‬مذكرة دكتكراه " الحماية الجنائية لمبيئة في التشريع الجزائرم‪ ،‬جامعة‬ ‫‪-15‬‬
‫باجي مختار‪.2007/2006 ،‬‬

‫‪72‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫الديمقراطية المحمية في ضوء القوانين التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية‬


‫د‪ .‬كريم الشكاري‬
‫دكتكر في القانكف العاـ‪ -‬جامعة محمد الخامس‪ -‬الرباط‬
‫كمية العمكـ القانكنية كاالقتصادية كاالجتماعية‪-‬السكيسي‬

‫ممخص‬
‫لقد حظيت الديمقراطية المحمية بمكانة متميزة في القكانيف التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية‬
‫التي عممت عمى تنزيؿ المستجدات الدستكرية التي عرفتيا بالدنا في مجاؿ الالمركزية الترابية‪.‬‬
‫ىذه القكانيف التنظيمية عممت عمى تكسيع اختصاصات الجماعات الترابية كتكسيع صالحيات رؤسائيا‬
‫بغية تجسيد الديمقراطية التشاركية كالحكامة الترابية‪.‬‬
‫كلضماف تنزيؿ ىذه المستجدات‪ ،‬كجب إيالء كامؿ العناية لممكظؼ الجماعي الذم يعتبر حجر الزاكية‬
‫في التنمية المحمية كلممالية المحمية التي ستمكف الجماعات الترابية مف تغطية احتياجاتيا كتحقيؽ‬
‫التنمية المحمية المنشكدة‪.‬‬
‫‪Abstract‬‬
‫‪Local democracy has enjoyed a prominent place in the organic laws of‬‬
‫‪the territorial collectivities that have worked to reduce the constitutional‬‬
‫‪developments that our country has known in the field of territorial‬‬
‫‪decentralization.‬‬
‫‪These regulations have expanded the competencies of territorial‬‬
‫‪collectivities and expanded the powers of their superiors in order to embody‬‬
‫‪participatory democracy and territorial governance.‬‬
‫‪To ensure that these developments are downloaded, full attention must‬‬
‫‪be paid to the collective staff who is the cornerstone of local development‬‬
‫‪and the local finances that will enable territorial collectivities to cover their‬‬
‫‪needs and achieve the desired local development.‬‬

‫‪73‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫مقدمة‬
‫مباشرة بعد استقاللو‪ ،‬عمؿ المغرب عمى إرساء دعائـ النظاـ الديمقراطي مف خالؿ تنبني نيج‬
‫الالمركزية كخيار استراتيجي لتدبير الشؤكف المحمية لمساكنة‪ ،1‬حيث أعمف الممؾ الراحؿ محمد الخامس‬
‫في الخطاب الذم ألقاه بالرباط في ‪ 18‬نكنبر ‪ 1955‬بمناسبة الذكرل الثامنة كالعشريف لجمكسو عمى‬
‫العرش عف ما يمي ‪ « :‬كستككف الخطكة األكلى بحكؿ اهلل تأسيس حككمة عصرية مسؤكلة تعبر تعبي ار‬
‫حقيقيا عف إرادة الشعب سنقمدىا ميمة تدبير شؤكف البالد كميمة كضع أنظمة ديمقراطية عمى أساس‬
‫االنتخاب كفصؿ السمط في إطار ممكية دستكرية قكاميا االعتراؼ لجميع المغاربة عمى اختالؼ‬
‫عقائدىـ بحقكؽ المكاطف كبالحريات العامة كالنقابية‪.2»...‬‬
‫كفي ىذا الصدد‪ ،‬صدر أكؿ قانكف ينظـ االنتخابات كذلؾ بتاريخ فاتح شتنبر ‪ 31959‬الذم‬
‫كضع األسس العامة لتنظيـ انتخابات أعضاء المجالس الجماعية‪ ،‬كذلؾ فيما يخص تحديد أىمية‬
‫الناخبيف‪ ،‬ككضع المكائح االنتخابية‪ ،‬كمراجعتيا‪ ،‬كأىمية المنتخبيف‪ ،‬كالعمميات االنتخابية‪ ،‬كالمنازعات‬
‫االنتخابية‪ .‬كبعد ذلؾ صدر ظيير ‪ 2‬دجنبر ‪ 1959‬الذم قسـ المممكة إلى أقاليـ كعماالت‪ ،‬إضافة‬
‫إلى مناطؽ حضرية كقركية‪.4‬‬
‫بعد ذلؾ‪ ،‬صدر ظيير ‪ 23‬يكنيك ‪ 1960‬الذم أعطى لمجماعات الحضرية كالقركية‬
‫الشخصية المعنكية كاالستقالؿ المالي‪ ،5‬كقد شكؿ ىذا القانكف المبنة األكلى لمتنظيـ اإلدارم الجماعي‬
‫بعد االستقالؿ‪ ،‬حيث نص عمى نكعيف مف الجماعات‪ .‬فمف جية ىناؾ الجماعات الحضرية التي‬

‫‪ 1‬زلمد األنفاسي‪ « :‬تقييم ذبربة الالمركزية اجلماعية بادلغرب » ‪ ،‬رسالة لنيل دبلوم السلك العايل للمدرسة الوطنية لإلدارة العمومية‪ ،‬الرباط‪،‬‬
‫‪ ،1984‬ص‪‌ .29.‬‬

‫‪‌2‬زلمد اخلامس ملك ادلغرب‪ ،‬انبعاث أمة‪ ،‬ادلطبعة ادللكية‪-‬الرباط‪ ،‬اجلزء األول‪ ،1956-1955 -1377-1376 ،‬ص ‪‌ .15‬‬

‫‪‌ 3‬ظهري شريف رقم ‪ 1.59.161‬بتاريخ ‪ 27‬صفر ‪( 1379‬فاتح شتنرب ‪ )1959‬بشأن انتخاب اجملالس اجلماعية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2445‬بتاريخ‬
‫‪ 30‬صفر ‪ 4( 1379‬شتنرب ‪ ،)1959‬ص‪.2626.‬‬
‫‪‌ 4‬ظهري شريف رقم ‪ 1.59.351‬بتاريخ فاتح مجادى الثانية ‪ 2( 1379‬دجنرب ‪ )1959‬بشأن التقسيم اإلداري للمملكة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪2458‬‬
‫بتاريخ ‪ 3‬مجادى الثانية ‪ 4( 1379‬دجنرب ‪ ،)1959‬ص‪.3419.‬‬
‫ظهري شريف رقم ‪ 1.59.315‬بتاريخ ‪ 28‬ذي احلجة ‪ 1379‬موافق ‪ 23‬يونيو ‪ 1960‬بشأن نظام اجلماعات‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2487‬بتاريخ‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 29‬ذي احلجة ‪ 24( 1379‬يونيو ‪ ،)1960‬ص‪.1970.‬‬

‫‪74‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫تتككف مف البمديات كالمراكز المستقمة‪ ،‬كمف جية أخرل ىناؾ الجماعات القركية‪ .‬إلى جانب ذلؾ‪ ،‬حدد‬
‫اختصاصات كؿ مف المجالس الجماعية المنتخبة كالسمطة المحمية‪.1‬‬
‫بعد ذلؾ سيتـ اإلعالف عف أكؿ دستكر في ‪ 18‬نكنبر ‪ ،1962‬كعرض عمى االستفتاء‬
‫الشعبي في سابع دجنبر مف نفس السنة‪.2‬‬
‫كىنا يمكف االستشياد بالفصؿ ‪ 93‬الذم ينص عمى أف « الجماعات المحمية بالمغرب ىي‬
‫العماالت كاألقاليـ كالجماعات كيككف إحداثيا بقانكف‪ .».‬أما الفصؿ ‪ 94‬فنص عمى ما يمي‪« :‬تنتحب‬
‫الجماعات المحمية مجالس مكمفة بتدبير شؤكنيا تدبي ار ديمقراطيا طبؽ الشركط التي يحددىا القانكف »‪.‬‬
‫كما صدر الظيير المتعمؽ بتنظيـ العماالت كاألقاليـ بتاريخ ‪ 12‬شتنبر ‪ ،31963‬الذم منح‬
‫ليذه الجماعات الترابية جيا از تداكليا‪ -‬مجمس العمالة أك اإلقميـ‪ -‬فإف القانكف أسند مسؤكلية الجياز‬
‫التنفيذم لممثؿ الدكلة في العمالة أك اإلقميـ‪.‬‬
‫كتأتي بداية السبعينات‪ ،‬ليخطك المغرب خطكة أخرل مف خالؿ إحداث الجيات االقتصادية بناء‬
‫عمى ظيير ‪ 16‬يكنيو ‪ ،41971‬كىي ىيئات استشارية حيث قسمت المممكة إلى سبع جيات‬
‫اقتصادية‪.5‬‬
‫بعد ىذه الفترة التمييدية‪ ،‬كلدت مرحمة جديدة شكمت نقمة نكعية في تاريخ الجماعات المحمية‬
‫المغربية بكاسطة نصكص ‪ .61976‬كفي ىذا الصدد‪ ،‬صدر ظيير ‪ 30‬شتنبر ‪ 1976‬الذم عمؿ‬

‫‪ 1‬ادلهدي بنمري‪« :‬الالمركزية والشأن العام احمللي ‪ :‬آية أفاق يف ظل ادلفهوم اجلديد للسلطة»‪ ،‬ادلطبعة الوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،2000 ،‬ص ‪.44‬‬

‫الدستور ادلغريب الصادر بتنفيذه الظهري الشريف بتاريخ ‪ 17‬من رجب ‪ 14( 1382‬دجنرب ‪ ،)1962‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2616‬مكرر بتاريخ ‪22‬‬ ‫‪2‬‬

‫من رجب ‪ 19( 1382‬ديسمري ‪ ،)1962‬ص‪.2993.‬‬

‫ظهري شريف رقم ‪ 1.63.273‬بتاريخ ‪ 22‬ربيع الثاين ‪ 12( 1383‬شتنرب ‪ )1963‬بشأن تنظيم العماالت واألقاليم ورلالسها‪ ،‬ج‪.‬ر عدد‬ ‫‪3‬‬

‫‪ 2655‬بتاريخ ‪ 24‬ربيع الثاين (‪ 13‬شتنرب ‪ ،)1963‬ص‪.2151.‬‬

‫‪ 4‬ظهري شريف رقم ‪ 1.71.77‬بتاريخ ‪ 22‬ربيع الثاين ‪ 16( 1391‬يونيو ‪ )1971‬بإحداث ادلناطق‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 3060‬بتاريخ ‪ 29‬ربيع الثاين‬
‫‪ 23( 1391‬يونيو ‪ ،)1971‬ص‪.1352.‬‬

‫‪ 5‬عبد العزيز لوزي‪ «:‬ادلسألة الدستورية وادلسار الدديقراطي يف ادلغرب »‪ ،‬منشورات اجمللة ادلغربية لإلدارة احمللية والتنمية‪ ،‬سلسلة « مواضيع الساعة‬
‫»‪ ،‬عدد ‪ ،1996 ،5‬ص‪.130.‬‬
‫‪6‬‬
‫‪Driss BASRI : « La politique de décentralisation au Maroc », in Édification d’un Etat‬‬
‫‪moderne : Le Maroc de Hassan II, Ouvrage collectif sous la direction de : D.BASRI-‬‬

‫‪75‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫عمى االعتراؼ‪ 1‬لممنتخبيف بمسؤكلياتيـ في نطاؽ الجماعة‪ ،‬كذلؾ بتسيير مكاردىا‪ ،‬في اتجاه النيكض‬
‫بتنميتيا الشاممة‪.2‬‬
‫ىكذا تحكؿ االتجاه صكب تعزيز عدـ التمركز اإلدارم‪ ،‬حتى يتمشى بمكازاة مع الالمركزية‪.‬‬
‫كأتى خطاب جاللة الممؾ سنة ‪ 1984‬ليؤكد الرغبة في إحداث جيكية ذات ىياكؿ تشريعية كتنفيذية‪.3‬‬
‫كقد ترجـ ىذا التكجو ضمف مخطط مسار التنمية ‪ 1992-1988‬حيث أكد جاللة الممؾ في‬
‫رسالة كجيت إلى الكزير األكؿ في مكضكع التنمية االقتصادية كاالجتماعية لمبالد عمى اإلطار العاـ‬
‫لمعمؿ التنمكم‪ ،‬حيث يككف فيو التخطيط عمى مستكل الجية باعتبارىا الخمية التي تناسب المغرب كما‬
‫يشمؿ عميو مف تنكع كاختالؼ سكاء عمى مستكل الجغرافي أك الديمكغرافي‪.4‬‬
‫كقد رعيت في ىذا المخطط مجمكعة مف المبادئ األساسية لمتنمية الجيكية مف بينيا ‪:‬‬
‫‪ .1‬مكاصمة كتعزيز الجيكية كتركيزىا عمى قاعدة كاسعة مف التشاكر كالمشاركة مف أجؿ‬
‫تحقيؽ تنمية متكازنة ؛‬
‫‪ .2‬تعزيز التخطيط الجيكم عمى ثالثة مستكيات ‪ :‬الجماعة‪ ،‬اإلقميـ‪ ،‬كالجية ؛‬
‫‪ .3‬اعتماد المخططات الجيكية عمى األغمفة المالية القطاعية لميزانية الدكلة المخصصة‬
‫لمجيات‪ ،‬كعمى برنامج تجييز األقاليـ كالجماعات‪ ،‬كتييئ الظركؼ لكي تحدث‬
‫كبصفة تدريجية مؤسسات كىياكؿ جيكية ؛‬

‫‪A.BELHAJ-M.J‬‬ ‫‪ESSAÏD-A.LAROUI-A.OSMAN-M.ROUSSET, Editions ALBIN‬‬


‫‪‌ Michel, Paris, 1986, p.119.‬‬
‫ظهري شريف رقم ‪ 1.76.583‬بتاريخ ‪ 5‬شوال ‪ 30( 1396‬شتنرب ‪ ) 1976‬دبثابة قانون يتعلق بالتنظيم اجلماعي‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 3335‬مكرر‬ ‫‪1‬‬

‫بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪( 1396‬فاتح أكتوبر ‪ ،)1976‬ص‪‌ .3025.‬‬

‫‪ 2‬أمني ركلمة ‪ « :‬مالية اجلماعات احمللية بني دواعي التجديد وآفاق التطوير »‪ ،‬رللة مسالك‪ ،‬العدد ‪ ،2015 ،30/29‬ص‪.80.‬‬

‫‪ 3‬إدريس أبو زلمد‪ « :‬اجلهة بادلغرب‪ :‬ال مركزية متطورة بني األصالة واحلداثة »‪ ،‬منشورات اجمللة ادلغربية لإلدارة احمللية والتنمية‪ ،‬سلسلة « مواضيع‬
‫الساعة »‪ ،‬عدد ‪ ،1996 ،8‬ص‪.46.‬‬

‫‪ 4‬فاطمة البورقادي وأمال كناين ‪ « :‬تطور اجلهة بادلغرب »‪ ،‬منشورات اجمللة ادلغربية لإلدارة احمللية والتنمية‪ ،‬سلسلة « مواضيع الساعة »‪ ،‬عدد ‪،8‬‬
‫‪ ،1996‬ص‪.35.‬‬

‫‪76‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫‪ .4‬القضاء عمى االختالؿ الجيكم كتنمية العالـ القركم…‪.1‬‬


‫كقد اتخذت الجية مسا ار جديدا‪ ،‬مع دستكرم ‪ 21992‬ك ‪ ،31996‬كقانكف رقـ ‪ 96-47‬المنظـ‬
‫لمجيات‪ ،4‬حيث جعمكا مف الجية كحدة ترابية المركزية تتمتع بشخصيتيا القانكنية المستقمة‪ ،5‬كنقؿ‬
‫بذلؾ ىذه المؤسسة مف الطابع اإلدارم‪ ،‬كالتمثيمي إلى التنمية الجيكية‪ ،6‬معتمدا مقاربة جديدة لممسألة‬
‫التنمكية في إطار المنظكر الشمكلي إلعداد التراب‪ ،‬كالعمؿ بالجيكية كنيج لتنفيذ تكجيات سياسة‬
‫التنمية‪.‬‬
‫شيدت الالمركزية المغربية قفزة نكعية عمى إثر إصدار الميثاؽ الجماعي الجديد (قانكف رقـ‬
‫‪ .7)78.00‬كيأتي ىذا اإلصالح الكاسع تحقيقا لرغبة الممؾ الراحؿ الحسف الثاني باني الالمركزية‬
‫كتجسيدا لألكراش الكبرل التي أعطى انطالقتيا الممؾ محمد السادس لتحسيف الحكامة المحمية مف‬
‫أجؿ جعميا قاطرة حقيقية إلنعاش التنمية‪.8‬‬

‫‪ 1‬سعيد ادلريي ‪« :‬التدبري االقتصادي للجماعات احمللية بادلغرب »‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة زلمد اخلامس‪-‬السويسي‪ ،‬كلية‬
‫العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬السويسي‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2007-2006 :‬ص‪.141.‬‬

‫نص مراجعة الدستور الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.92.155‬الصادر يف ‪ 11‬من ربيع اآلخر ‪ 9( 1413‬أكتوبر ‪ ،)1992‬ج‪.‬ر‬ ‫‪2‬‬

‫عدد ‪ 4172‬بتاريخ ‪ 16‬ربيع اآلخر ‪ 14( 1413‬أكتوبر ‪ ،)1992‬ص‪‌ .1247.‬‬

‫نص الدستور ادلراجع الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.96.157‬الصادر يف ‪ 23‬من مجادى األوىل ‪ 7( 1417‬أكتوبر ‪ ،)1996‬ج‪.‬ر‬ ‫‪3‬‬

‫عدد ‪ 4420‬بتاريخ ‪ 26‬مجادى األوىل ‪ 20( 1417‬أكتوبر ‪ ،)1996‬ص‪.2281.‬‬

‫القانون رقم ‪ 47.96‬ادلتعلق بتنظيم اجلهات الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.97.84‬الصادر يف ‪ 23‬من ذي القعدة ‪2( 1417‬‬ ‫‪4‬‬

‫أبريل ‪ ،)1997‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4470‬بتاريخ ‪ 24‬من ذي القعدة ‪ 3( 1417‬أبريل ‪ ،)1997‬ص‪.556.‬‬

‫‪ 5‬الشريف الغيويب ‪ « :‬األسس القانونية وادلقومات ادلالية للتنمية اجلهوية »‪ ،‬أطروح ة لنيل الدكتوراه يف القانون العام‪ ،‬وحدة ‪ :‬القانون اإلداري وعلم‬
‫اإلدارة‪ ،‬جامعة زلمد اخلامس‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬أكدال الرباط‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2003-2002 :‬ص‪.7.‬‬

‫‪ 6‬أمحد بوعشيق ‪ « :‬الوظائف االقتصادية يف مشروع التنظيم اجلماعي اجلديد »‪ ،‬منشورات اجمللة ادلغربية لإلدارة احمللية والتنمية‪ ،‬سلسلة « مواضيع‬
‫الساعة »‪ ،‬عدد ‪ ،2001 ،32‬ص‪‌ .79-78.‬‬

‫‪ 7‬القانون رقم ‪ 78.00‬ادلتعلق بادليثاق اجلماعي الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.02.297‬الصادر يف ‪ 25‬من رجب ‪ 3( 1423‬أكتوبر‬
‫أكتوبر ‪ ،)2002‬ج‪,‬ر عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪ 16‬رمضان ‪ 21( 1423‬نوفمرب ‪ ،)2002‬ص‪.3468.‬‬

‫أىم مستجدات ادليثاق اجلماعي اجلديد‪ ،‬رسالة اجلماعات احمللية‪ ،‬ادلملكة ادلغربية‪ ،‬وزارة الداخلية‪ ،‬ادلديرية العامة للجماعات احمللية‪ ،‬عدد خاص‬ ‫‪8‬‬

‫دبشروع احلكامة احمللية بادلغرب (‪ )GLM‬دبناسبة لقاء اجلماعات احمللية‪ 13-12 ،‬دجنرب ‪ ،2006‬ص‪.10.‬‬

‫‪77‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫كما صدر القانكف رقـ ‪ 79.00‬المتعمؽ بتنظيـ العماالت كاألقاليـ‪ ،1‬الذم جاء بمستجدات ميمة منيا‬
‫تحسيف نظاـ المنتخب كعقمنة تسيير المجمس كتكسيع مجاؿ اختصاصات مجالس العماالت أك األقاليـ‬
‫ككذلؾ عمى مستكل الجياز التنفيذم كالكصاية‪ ،‬ككذا دعـ آليات التعاكف كالشراكة‪.2‬‬
‫في إطار اإلصالحات الكبرل التي تيدؼ إلى تعزيز الالمركزية‪ ،‬كتماشيا مع الخطاب الممكي‬
‫الذم ألقي في أشغاؿ ممتقى أكادير لمجماعات المحمية يكـ ‪ 12‬دجنبر ‪ ،2006‬باعتباره محطة‬
‫أساسية في دعـ مسمسؿ الالمركزية كتعزيز الديمقراطية المحمية كدعامة لمنيكض بالتقدـ االقتصادم‬
‫كاالجتماعي المحمي‪ .3‬كفي ىذا الصدد‪ ،‬صدر القانكف رقـ ‪ 17.08‬المغير كالمتمـ لمقانكف رقـ‬
‫‪.478.00‬‬
‫كفي ‪ 3‬يناير ‪ ،2010‬تـ التنصيب الممكي لمجنة االستشارية لمجيكية بالقصر الممكي‬
‫بمراكش‪ ،‬حيث أسندت رئاستيا لألستاذ عمر عزيماف‪ ،‬كضمت في تركيبتيا العضكية شخصيات تنتمي‬
‫إلى حقكؿ معرفية متشعبة (اإلدارة الترابية‪ ،‬الحكامة‪ ،‬الخبرة السياسية كالقانكنية‪ ،‬العمكـ اإلنسانية‪،‬‬
‫التنمية الجيكية‪ ،‬المالية كالجبايات‪ ،‬التييئة الترابية‪ ،‬المكاطنة البعد الثقافي‪.5)...‬‬
‫بعد ذلؾ‪ ،‬كفي ‪ 9‬مارس ‪ ،2011‬كجو جاللة الممؾ محمد السادس خطابا ساميا إلى شعبو‬
‫جاء فيو‪ « :‬شعبي العزيز‪ ،‬أخاطبؾ اليكـ‪ ،‬بشأف الشركع في المرحمة المكالية‪ ،‬مف مسار الجيكية‬
‫المتقدمة‪ ،‬بما تنطكم عميو مف تطكير لنمكذجنا الديمقراطي التنمكم المتميز‪ ،‬كما تقتضيو مف مراجعة‬

‫القانون رقم ‪ 79.00‬ادلتعلق بتنظيم العماالت واألقاليم الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.02.269‬الصادر يف ‪ 25‬من رجب ‪1423‬‬ ‫‪1‬‬

‫(‪ 3‬أكتوبر ‪ ،)2002‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5058‬بتاريخ ‪ 16‬رمضان ‪ 21( 1423‬نوفمرب ‪ ،)2002‬ص‪.3490.‬‬

‫‪ 2‬سعيد ادلريي ‪ « :‬التدبري االقتصادي للجماعات احمللية بادلغرب »‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪‌ .121.‬‬
‫‪ 3‬فاطمة الزىراء خباري‪ « :‬التعاون الالمركزي بني اجلماعات احمللية ‪ :‬اجلماعات احلضرية والقروية منوذجا »‪ ،‬حبث لنيل شهادة ادلاسرت يف القانون‬
‫العام‪ ،‬زبصص ‪ :‬اإلدارة احمللية‪ ،‬جامعة احلسن األول‪ ،‬كلية العلوم القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬سطات‪ ،‬السنة اجلامعية ‪-2011 :‬‬
‫‪ ،2012‬ص‪‌ .265.‬‬

‫القانون رقم ‪ 17.08‬ادلغري وادلتمم دبوجبو القانون رقم ‪ 78.00‬ادلتعلق بادليثاق اجلماعي كما مت تغيريه وتتميمو الصادر بتنفيذه الظهري الشريف‬ ‫‪4‬‬

‫رقم ‪ 1.08.153‬الصادر يف ‪ 22‬من صفر ‪ 18( 1430‬فرباير ‪ ،)2009‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬صفر ‪ 23( 1430‬فرباير‬
‫‪ ،)2009‬ص‪‌ .536.‬‬

‫‪ 5‬تقرير اللجنة االستشارية للجهوية حول « اجلهوية ادلتقدمة »‪ ،‬منشورات اجمللة ادلغربية لإلدارة احمللية والتنمية‪ ،‬سلسلة « نصوص ووثائق »‪ ،‬العدد‬
‫العدد ‪ ،2011 ،241‬ص‪‌ ‌.30-27.‬‬

‫‪78‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫دستكرية عميقة‪ ،‬نعتبرىا عمادا لما نعتزـ إطالقو مف إصالحات جديدة شاممة‪ ،‬في تجاكب دائـ مع كؿ‬
‫مككنات األمة‪.«...1‬‬
‫كفي نفس السياؽ‪ ،‬قاؿ جاللة الممؾ محمد السادس أيضا في خطاب ‪ 17‬يكنيك ‪«: 2011‬‬
‫شعبي العزيز‪ ،‬أخاطبؾ اليكـ‪ ،‬لنجدد العيد المشترؾ بيننا بدستكر جديد‪ ،‬يشكؿ تحكال تاريخيا حاسما‪،‬‬
‫في مسار استكماؿ بناء دكلة الحؽ كالمؤسسات الديمقراطية‪ ،‬كترسيخ مبادئ كآليات الحكامة الجيدة‪،‬‬
‫كتكفير المكاطنة الكريمة‪ ،‬كالعدالة االجتماعية‪.2»....‬‬
‫بعد ذلؾ‪ ،‬نشر الدستكر بعد المكافقة عميو بكاسطة االستفتاء في الجريدة الرسمية‪.3‬‬
‫كتطبيقا لمقتضيات الفصؿ ‪ 146‬مف الدستكر المغربي لسنة ‪ ،2011‬صدرت القكانيف‬
‫التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية بظيير كما يمي ‪:‬‬
‫– القانكف التنظيمي رقـ ‪ 111.14‬المتعمؽ بالجيات ‪ 4‬؛‬
‫– القانكف التنظيمي رقـ ‪ 112.14‬المتعمؽ بالعماالت كاألقاليـ‪ 5‬؛‬
‫– القانكف التنظيمي رقـ ‪ 113.14‬المتعمؽ بالجماعات‪.6‬‬

‫‪‌ 1‬اخلطاب السامي الذي وجهو جاللة ادللك إىل األمة حول مشروع الدستور اجلديد‪ 9 ،‬مارس ‪ ،2011‬منشورات اجمللة ادلغربية لإلدارة احمللية‬
‫والتنمية‪ ،‬سلسلة « نصوص ووثائق »‪ ،‬عدد ‪ ،2018 ،299‬ص‪.81.‬‬
‫‪ ‌2‬نص اخلطاب الذي وجهو جاللة ادللك إىل األمة حول مشروع الدستور اجلديد‪ ،‬اجلمعة ‪ 17‬يونيو ‪ ،2011‬منشورات اجمللة ادلغربية لإلدارة احمللية‬
‫والتنمية‪ ،‬سلسلة « نصوص ووثائق »‪ ،‬عدد ‪ ،2018 ،299‬ص‪.86.‬‬
‫نص الدستور الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.11.91‬الصادر يف ‪ 27‬من شعبان ‪ 29( 1432‬يوليو ‪ ،)2011‬ج‪.‬ر عدد ‪5964‬‬ ‫‪3‬‬

‫مكرر بتاريخ ‪ 28‬شعبان ‪ 30( 1432‬يوليو ‪ ،)2011‬ص‪.3600.‬‬

‫القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬ادلتعلق باجلهات الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.15.83‬الصادر يف ‪ 20‬من رمضان ‪7( 1436‬‬ ‫‪4‬‬

‫يوليو ‪ ،)2015‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ ،)2015‬ص‪.6585.‬‬

‫القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬ادلتعلق بالعماالت واألقاليم الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.15.84‬الصادر يف ‪ 20‬من رمضان‬ ‫‪5‬‬

‫‪ 7( 1436‬يوليو ‪ ،)2015‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ ،)2015‬ص‪.6625.‬‬

‫‪ 6‬القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬ادلتعلق باجلماعات الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.15.85‬الصادر يف ‪ 20‬من رمضان ‪7( 1436‬‬
‫يوليو ‪ ،)2015‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6380‬بتاريخ ‪ 6‬شوال ‪ 23( 1436‬يوليو ‪ ،)2015‬ص‪.6660.‬‬

‫‪81‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫إف دراسة الديمقراطية المحمية في ضكء القكانيف التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية تكتسي‬
‫أىمية بالغة نظ ار لككنيا ستمكننا مف معرفة الجديد الذم جاءت بو القكانيف التنظيمية في ىذا الصدد‬
‫كآليات التفعيؿ‪.‬‬
‫إف السؤاؿ الذم يطرح نفسو ىك كيؼ تطرقت القكانيف التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية‬
‫لمديمقراطية المحمية كما ىي آليات تفعيميا عمى أرض الكاقع ؟‬
‫تتفرع عف ىذه اإلشكالية األسئمة الفرعية التالية ‪:‬‬
‫‪ ‬كيؼ ستساىـ الديمقراطية المحمية في تدعيـ الجيكية المتقدمة ؛‬
‫‪ ‬أم مكانة احتمتيا سياسية القرب في جكىر الديمقراطية المحمية‪.‬‬
‫كمما سمؼ‪ ،‬سكؼ نتناكؿ الديمقراطية المحمية في ضكء القكانيف التنظيمية المتعمقة بالجماعات‬
‫الترابية كفؽ التقسيـ التالي ‪:‬‬
‫‪ ‬األسس الجديدة لمديمقراطية المحمية (المبحث األكؿ) ؛‬
‫‪ ‬آليات التفعيؿ (المبحث الثاني)‪.‬‬
‫المبحث الول‬
‫السس الجديدة لمديمقراطية المحمية‬
‫لقد حظيت الديمقراطية المحمية بمكانة متميزة في القكانيف التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية‬
‫حيث عممت ىذه األخيرة عمى إرساء دعائـ جديدة ليا تمثمت في اعتبار الجيكية المتقدمة ىي أساس‬
‫التنظيـ الترابي لممممكة الذم ىك تنظيـ المركزم‪.1‬‬
‫كما تخكيؿ العماالت كاألقاليـ مياـ النيكض بالتنمية االجتماعية خاصة في الكسط القركم ككذا في‬
‫المجاالت الحضرية‪ .‬كما تتمثؿ ىذه المياـ في تعزيز النجاعة كالتعاضد كالتعاكف بيف الجماعات‬
‫المتكاجدة بترابيا‪.2‬‬
‫ك أنيطت بالجماعة داخؿ دائرتيا الترابية مياـ تقديـ خدمات القرب لممكاطنات كالمكاطنيف في‬
‫إطار االختصاصات المسندة إلييا بمكجب ىذا القانكف التنظيمي‪ ،‬كذلؾ بتنظيميا كتنسيقيا كتتبعيا‪.3‬‬

‫‪ 1‬الفصل األول الفقرة األخرية من دستور سنة ‪ ،2011‬ادلادة ‪ 3‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬ادلتعلق باجلهات‪.‬‬

‫‪ 2‬ادلادة ‪ 78‬الفقرة األوىل من القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬ادلتعلق بالعماالت واألقاليم‪‌ .‬‬

‫‪ 3‬ادلادة ‪ 77‬الفقرة األوىل من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬ادلتعلق باجلماعات‪‌ .‬‬

‫‪80‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫كتبعا لما سمؼ سكؼ نتناكؿ تكسيع اختصاصات الجماعات الترابية (المطمب األكؿ)‪ ،‬تقكية صالحيات‬
‫رؤساء المجالس المحمية (المطمب الثاني)‪.‬‬
‫المطمب الول‪ :‬توسيع اختصاصات الجماعات الترابية‬
‫لقد حددت القكانيف التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية اختصاصات ىذه األخيرة كما يمي‪:‬‬
‫اختصاصات ذاتية (الفقرة األكلى)‪ ،‬اختصاصات مشتركة (الفقرة الثانية)‪ ،‬اختصاصات منقكلة (الفقرة‬
‫الثالثة)‪.‬‬
‫الفقرة الولى‪ :‬االختصاصات الذاتية‬
‫تشمؿ ىذه األخيرة المياديف التالية ‪ :‬التنمية الجيكية (أ)‪ ،‬إعداد التراب (ب)‪ ،‬برنامج تنمية‬
‫العمالة أك اإلقميـ (ت)‪ ،‬التعاكف الدكلي (ث)‪ ،‬برنامج عمؿ الجماعة (ج)‪ ،‬المرافؽ كالتجييزات العمكمية‬
‫الجماعية (ح)‪ ،‬التعمير كاعداد التراب (خ)‪.‬‬
‫أ‪ .‬التنمية الجيوية‬
‫تشتمؿ االختصاصات الذاتية لمجية في مجاؿ التنمية الجيكية عمى المياديف التالية‪:‬‬
‫أ) التنمية االقتصادية‪:‬‬
‫ب) التككيف الميني كالتككيف المستمر كالشغؿ؛‬
‫ج) التنمية القركية‪...‬‬
‫تمارس الجية أيضا اختصاصا ذاتيا في ميداف إعداد التراب‪.‬‬
‫ب‪ .‬إعداد التراب‬
‫يضع مجمس الجية‪ ،‬تحت إشراؼ رئيس مجمسيا‪ ،‬التصميـ الجيكم إلعداد التراب‪ ،‬كفؽ‬
‫القكانيف كاألنظمة الجارم بيا العمؿ في إطار تكجيات السياسة العامة إلعداد التراب المعتمدة عمى‬
‫المستكل الكطني كبتشاكر مع الجماعات الترابية األخرل كاإلدارات كالمؤسسات العمكمية‪ ،‬كممثمي‬
‫القطاع الخاص المعنييف بتراب الجية‪.‬‬
‫تطبيقا لمقتضيات الفصؿ ‪ 145‬مف الدستكر‪ ،‬يساعد كالي الجية رئيس مجمس الجية في‬
‫تنفيذ التصميـ الجيكم إلعداد التراب‪.‬‬
‫يعتبر التصميـ الجيكم إلعداد التراب كثيقة مرجعية لمتييئة المجالية لمجمكع التراب‬
‫الجيكم‪.‬‬

‫‪81‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫ييدؼ التصميـ الجيكم إلعداد التراب‪ ،‬عمى الخصكص‪ ،‬إلى تحقيؽ التكافؽ بيف الدكلة‬
‫كالجية حكؿ تدابير تييئة المجاؿ كتأىيمو كفؽ رؤية استراتيجية كاستشرافية‪ ،‬بما يسمح بتحديد تكجيات‬
‫كاختيارات التنمية الجيكية‪ .‬كليذه الغاية ‪:‬‬
‫‪ ‬يضع إطا ار عاما لمتنمية الجيكية المستدامة كالمنسجمة بالمجاالت الحضرية كالقركية ؛‬
‫‪ ‬يحدد االختيارات المتعمقة بالتجييزات كالمرافؽ العمكمية الكبرل المييكمة عمى مستكل الجية ؛‬
‫‪ ‬يحدد مجاالت المشاريع الجيكية كبرمجة إجراءات تثمينيا ككذا مشاريعيا المييكمة‪.‬‬
‫تحدد بنص تنظيمي مسطرة إعداد التصميـ الجيكم إلعداد التراب كتحيينو كتقييمو‪.1‬‬
‫يتعيف عمى اإلدارة كالجماعات الت اربية كالمؤسسات العمكمية كالمقاكالت العمكمية األخذ بعيف‬
‫االعتبار مضاميف التصميـ الجيكم إلعداد التراب في إطار برامجيا القطاعية أك تمؾ التي تـ التعاقد‬
‫في شأنيا‪.‬‬
‫إلى جانب القانكف التنظيمي رقـ ‪ 111.14‬المتعمؽ بالجيات‪ ،‬نص القانكف التنظيمي رقـ‬
‫‪ 112.14‬المتعمؽ بالعماالت كاألقاليـ عمى اختصاصات ذاتية لفائدة ىذه األخيرة‪.‬‬
‫ت‪ .‬برنامج تنمية العمالة أو اإلقميم‬
‫يضع مجمس العمالة أك اإلقميـ‪ ،‬تحت إشراؼ رئيس مجمسيا خالؿ السنة األكلى مف انتداب‬
‫المجمس‪ ،‬برنامج التنمية لمعمالة أك لإلقميـ كتعمؿ عمى تتبعو كتحيينو كتقييمو‪.‬‬
‫يحدد برنامج تنمية العمالة أك اإلقميـ لمدة سنكات األعماؿ التنمكية المقرر برمجتيا أك‬
‫إنجازىا بتراب العمالة أك اإلقميـ‪ ،‬اعتبا ار لنكعيتيا كتكطينيا ككمفتيا‪ ،‬لتحقيؽ تنمية مستدامة ككفؽ منيج‬
‫تشاركي كبتنسيؽ مع عامؿ العمالة أك اإلقميـ بصفتو مكمفا بتنسيؽ أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة‬
‫المركزية‪.‬‬
‫يجب أف يتضمف برنامج تنمية العمالة أك اإلقميـ تشخيصا لحاجيات كامكانيات العمالة أك‬
‫اإلقميـ كتحديدا ألكلكياتيا كتقييما لمكاردىا كنفقاتيا التقديرية الخاصة بالسنكات الثالث األكلى كأف يأخذ‬
‫بعيف االعتبار مقاربة النكع‪.‬‬
‫يمكف تحييف تنمية العمالة أك اإلقميـ ابتداء مف السنة الثالثة مف دخكلو حيز التنفيذ‪.‬‬

‫‪‌ 1‬مرسوم رقم ‪ 2.17.583‬صادر يف ‪ 7‬زلرم ‪ 28( 1439‬سبتمرب ‪ )2017‬بتحديد مسطرة إعداد التصميم اجلهوي إلعداد الرتاب وربيينو‬
‫وتقييمو‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6618‬بتاريخ ‪ 13‬صفر ‪ 2( 1439‬نوفمرب ‪ ،)2017‬ص‪.6385.‬‬

‫‪82‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫تمارس الجماعة الترابية أيضا اختصاصا ذاتيا في ميداف التعاكف الدكلي‪.‬‬


‫ث‪ .‬التعاون الدولي‬
‫يمكف لمجية أك العمالة ك اإلقميـ أك الجماعة إبراـ اتفاقيات مع فاعميف مف خارج المممكة في‬
‫إطار التعاكف الدكلي ككذا الحصكؿ عمى تمكيالت في نفس اإلطار بعد مكافقة السمطات العمكمية‬
‫طبقا لمقكانيف كاألنظمة الجارم بيا العمؿ‪.‬‬
‫ال يمكف إبراـ أم اتفاقية بيف عمالة أك إقميـ أك مجمكعاتيا مع دكلة أجنبية‪.‬‬
‫لقد نص القانكف التنظيمي رقـ ‪ 112.14‬أيضا عمى اختصاصات ذاتية مختمفة‪.‬‬
‫إضافة إلى القانكف التنظيمي رقـ ‪ 111.14‬كالقانكف التنظيمي رقـ ‪ ،112.14‬نص القانكف‬
‫التنظيمي رقـ ‪ 113.14‬المتعمؽ بالجماعات أيضا عمى اختصاصات ذاتية لفائدة ىذه األخيرة‪.‬‬
‫ج‪ .‬برنامج عمل الجماعة‬
‫تضع الجماعة‪ ،‬تحت إشراؼ رئيس مجمسيا‪ ،‬برنامج عمؿ الجماعة كتعمؿ عمى تتبعو‬
‫كتحيينو كتقييمو‪.‬‬
‫يحدد ىذا البرنامج األعماؿ التنمكية المقرر إنجازىا أك المساىمة فييا بتراب الجماعة خالؿ‬
‫مدة ست (‪ )6‬سنكات‪.‬‬
‫يتـ إعداد برنامج عمؿ الجماعة في السنة األكلى مف مدة انتداب المجمس عمى أبعد تقدير‬
‫بانسجاـ مع تكجيات برنامج التنمية الجيكية ككفؽ منيج تشاركي كبتنسيؽ مع عامؿ العمالة أك‬
‫اإلقميـ‪ ،‬أك مف ينكب عنو‪ ،‬بصفتو مكمفا بتنسيؽ أنشطة المصالح الالممركزة لإلدارة المركزية‪.‬‬
‫يجب أف يتضمف برنامج عمؿ الجماعة تشخيصا لحاجيات كامكانيات الجماعة كتحديدا‬
‫ألكلكياتيا كتقييما لمكاردىا كنفقاتيا التقديرية الخاصة بالسنكات الثالث األكلى كأف يأخذ بعيف االعتبار‬
‫مقاربة النكع‪.‬‬
‫يمكف تحييف برنامج عمؿ الجماعة ابتداء مف السنة الثالثة مف دخكلو حيز التنفيذ‪.‬‬
‫إضافة إلى برنامج عمؿ الجماعة‪ ،‬تتكفر الجماعات عمى اختصاص ذاتي في مجاؿ المرافؽ‬
‫كالتجييزات العمكمية الجماعية‪.‬‬

‫‪83‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫ح‪ .‬التجييزات والمرافق العمومية الجماعية‬


‫تقكـ الجماعة بإحداث كتدبير المرافؽ كالتجييزات العمكمية الالزمة لتقديـ خدمات القرب في‬
‫المياديف التالية‪:‬‬
‫‪ ‬تكزيع الماء الصالح لمشرب كالكيرباء؛‬
‫‪ ‬النقؿ العمكمي الحضرم‪...‬‬
‫يشكؿ التعمير كاعداد التراب أيضا اختصاصا ذاتيا‪.‬‬
‫خ‪ .‬التعمير واعداد التراب‬
‫مع مراعاة القكانيف كاألنظمة الجارم بيا العمؿ‪ ،‬تختص الجماعة في مجاؿ التعمير بما يمي ‪:‬‬
‫‪ ‬السير عمى احتراـ االختيارات كالضكابط المقررة في مخططات تكجيو التييئة العمرانية‬
‫كتصاميـ التييئة كالتنمية ككؿ الكثائؽ األخرل المتعمقة بإعداد التراب كالتعمير ؛‬
‫‪ ‬الدراسة كالمصادقة عمى ضكابط البناء الجماعية طبقا لمقكانيف كاألنظمة الجارم بيا العمؿ‪...‬‬
‫لقد خكؿ القانكف التنظيمي رقـ ‪ 113.14‬أيضا لمجماعات إمكانية إبراـ عالقات مع نظيراتيا األجنبية‬
‫في إطار التعاكف الدكلي‪.‬‬
‫د‪ .‬التعاون الدولي‬
‫يمكف لمجماعة إبراـ اتفاقيات مع فاعميف مف خارج المممكة في إطار التعاكف الدكلي ككذا الحصكؿ‬
‫عمى تمكيالت في نفس اإلطار بعد مكافقة السمطات العمكمية طبقا لمقكانيف كاألنظمة الجارم بيا‬
‫العمؿ‪.‬‬
‫ال يمكف إبراـ أم اتفاقية بيف جماعة أك مؤسسة التعاكف بيف الجماعات أك مجمكعة الجماعات الترابية‬
‫كدكلة أجنبية‪.‬‬
‫بالمكازاة مع االختصاصات الذاتية‪ ،‬تمارس الجماعات الترابية اختصاصات مشتركة‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬االختصاصات المشتركة‬
‫تتمثؿ ىذه االختصاصات المشتركة فيما يمي ‪:‬‬
‫– التنمية االقتصادية ؛‬
‫– التنمية القركية ؛‬
‫– التنمية االجتماعية ؛‬

‫‪84‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫– تأىيؿ العالـ القركم في مياديف الصحة كالتككيف كالبنيات التحتية كالتجييزات ؛‬


‫– تنمية المناطؽ الجبمية كالكاحات‪...‬‬
‫إضافة إلى االختصاصات الذاتية كاالختصاصات المشتركة‪ ،‬تمارس الجماعات الترابية أيضا‬
‫اختصاصات منقكلة‪.‬‬
‫الفقرة الثالثة ‪:‬االختصاصات المنقولة‬
‫تحدد اعتمادا عمى مبدأ التفريع مجاالت االختصاصات المنقكلة مف الدكلة إلى الجماعة‬
‫الترابية‪ ،‬كتشمؿ ىذه المجاالت بصفة خاصة ‪:‬‬
‫– التجييزات كالبنيات التحتية ذات البعد الجيكم ؛‬
‫– الصناعة ؛‬
‫– الصحة‪...‬‬
‫لقد عممت القكانيف التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية أيضا عمى تقكية صالحيات رؤساء‬
‫مجالس الجماعات الترابية‪.‬‬
‫المطمب الثاني ‪ :‬تقوية صالحيات رؤساء مجالس الجماعات الترابية‬
‫تتجسد ىذه السمطات فيما يمي ‪ :‬ممارسة السمطة التنظيمية (الفقرة األكلى)‪ ،‬الشرطة اإلدارية‬
‫الجماعية (الفقرة الثانية)‪.‬‬
‫الفقرة الولى ‪ :‬ممارسة السمطة التنظيمية‬
‫طبقا لمقتضيات الفقرة الثانية مف الفصؿ ‪ 140‬مف الدستكر ‪ «:‬تتكفر الجيات كالجماعات‬
‫الترابية‪ ،‬في مجاالت اختصاصاتيا‪ ،‬كداخؿ دائرتيا الترابية‪ ،‬عمى سمطة تنظيمية لممارسة صالحياتيا‪..‬‬
‫تمارس ىذه السمطة بكاسطة ق اررات تنشر في الجريدة الرسمية لمجماعات الترابية»‪.1‬‬
‫يمارس رئيس مجمس الجماعة أيضا الشرطة اإلدارية الجماعية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬الشرطة اإلدارية الجماعية‬

‫ادلادة ‪ 251‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 111.14‬ادلتعلق باجلهات‪ ،‬ادلادة ‪ 221‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 112.14‬ادلتعلق بالعماالت‬ ‫‪1‬‬

‫واألقاليم‪ ،‬ادلادة ‪ 277‬من القانون التنظيمي رقم ‪ 113.14‬ادلتعلق باجلماعات‪‌ .‬‬

‫‪85‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫مع مراعاة أحكاـ المادة ‪ 110‬أدناه‪ ،‬يمارس رئيس مجمس الجماعة صالحيات الشرطة اإلدارية في‬
‫مياديف الكقاية الصحية كالنظافة كالسكينة العمكمية كسالمة المركر‪ ،‬كذلؾ عف طريؽ اتخاذ ق اررات‬
‫تنظيمية كبكاسطة تدابير شرطة فردية تتمثؿ في اإلذف أك األمر أك المنع‪ ،‬كيضطمع عمى الخصكص‬
‫بالصالحيات التالية ‪:‬‬
‫– منح رخص احتالؿ الممؾ العمكمي دكف إقامة بناء كذلؾ طبؽ الشركط كالمساطر المنصكص‬
‫عمييا في القكانيف كاألنظمة الجارم بيا العمؿ ؛‬
‫– السير عمى احتراـ شركط نظافة المساكف كالطرؽ كتطيير قنكات الصرؼ الصحي كزجر‬
‫إيداع النفايات بالكسط السكني كالتخمص منيا‪...‬‬
‫يقتضي تفعيؿ ىذه المستجدات عمى أرض الكاقع اتخاذ مجمكعة مف اآلليات قصد ضماف‬
‫حسف تطبيقيا‪.‬‬
‫المبحث الثاني‬
‫آليات التفعيل‬
‫إف القكانيف التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية جاءت بمجمكعة مف المستجدات تيدؼ إلى‬
‫تعزيز الديمقراطية المحمية كالحكامة الترابية كآليات لتدبير الشأف المحمي كفؽ منظكر جديد قائـ عمى‬
‫الديمقراطية التشاركية‪.‬‬
‫ىذه المستجدات تفرض اتخاذ مجمكعة مف اآلليات مف قبيؿ كجكب االىتماـ بالمكظؼ‬
‫الجماعي (المطمب األكلى) كتحييف اإلطار القانكني لممالية المحمية(المطمب الثاني)‪.‬‬
‫المطمب الول ‪:‬وجوب االىتمام بالموظف الجماعي‬
‫إف التحكالت العميقة التي يشيدىا العالـ عبر انتشار التقنيات الرقمية كاستعماؿ أكسع‬
‫لمتكنكلكجيا العالية الدقة كالتظاىرات المختمفة لمعكلمة‪ ،‬حتمت عمى دكؿ العالـ مف بينيا المغرب البحث‬
‫عف كفاءات نكعية تساير ىذه التكجيات‪.1‬‬
‫كمف ىنا يجب إعادة النظر في الطرؽ التقميدية لمتكظيؼ حتى ال تصبح في جكىرىا مجردة رد فعؿ‬
‫ارتجالي الحتكاء االنعكاسات المستفحمة لمبطالة‪ ،‬دكف االستفادة مف ضركرة الربط بيف ىذه العمميػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػ ػة‬

‫‪ 1‬سعيد ادلريي ‪ « :‬التدبري االقتصادي للجماعات احمللية بادلغرب »‪ ،‬مرجع سابق‪ ،‬ص‪‌ .518.‬‬

‫‪86‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫كحاجيات التنمية المحمية‪.1‬‬


‫تستكجب الديمقراطية المحمية أيضا تحييف اإلطار القانكني لممالية المحمية بغية مكاكبة المستجدات‬
‫الحالية‪.‬‬
‫الفقرة الثانية ‪ :‬تحيين اإلطار القانوني لممالية المحمية‬
‫إف تحييف اإلطار المالي لممالية المحمية أصبح ضركرة ممحة تفرض نفسيا عمينا بإلحاح بغية‬
‫مكاكبة المستجدات التي جاءت بيا القكانيف التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية في مجاؿ التدبير‬
‫المالي المحمي‪.‬‬
‫كفي ىذا الصدد كجب إصدار قانكف جديد لممالية المحمية يكاكب جديد القكانيف التنظيمية‪ ،‬حيث أف‬
‫القانكف الحالي رقـ ‪ 47.06‬المتعمؽ بجبايات الجماعات المحمية‪ 2‬أصبح متجاك از في أغمب مقتضياتو‬
‫مما يقتضي نسخو بكاسطة قانكف جديد مف شأنو أف ينزؿ عمى أرض الكاقع المستجدات التي جاءت‬
‫بيا القكانيف التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية في ميداف المالية المحمية‪.‬‬
‫خاتمة عامة‬
‫كفي الختاـ‪ ،‬يتبيف لنا جميا أف الديمقراطية المحمية قد احتمت مكانة متميزة في القكانيف‬
‫التنظيمية المتعمقة بالجماعات الترابية‪ ،‬كذلؾ مف خالؿ ما يمي ‪:‬‬
‫‪ ‬تكسيع اختصاصات الجماعات الترابية ؛‬
‫تقكية صالحيات رؤساء المجالس المحمية‪.‬‬ ‫‪‬‬
‫ىذه المكانة المتميزة تفرض مكاكبتيا بما يمي ‪:‬‬
‫‪ ‬كجكب االىتماـ بالمكظؼ الجماعي ؛‬
‫‪ ‬تحييف اإلطار القانكني لممالية المحمية‪.‬‬

‫عزيزي مفتاح‪ « :‬الالمركزية من التسيري اإلداري إىل تدبري التنمية »‪ ،‬أطروحة لنيل الدكتوراه يف القانون العام‪ ،‬جامعة زلمد اخلامس‪ ،‬كلية العلوم‬ ‫‪1‬‬

‫القانونية واالقتصادية واالجتماعية‪-‬أكدال‪ ،‬السنة اجلامعية ‪ ،2001-2000 :‬ص‪.196.‬‬

‫‪‌ 2‬القانون رقم ‪ 47.06‬ادلتعلق جببايات اجلماعات احمللية الصادر بتنفيذه الظهري الشريف رقم ‪ 1.07.195‬الصادر يف ‪ 19‬من ذي القعدة‬
‫‪ 30( 1428‬نوفمرب ‪ ،)2007‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5583‬بتاريخ ‪ 22‬ذو القعدة ‪ 3( 1428‬دجنرب ‪ ،)2007‬ص‪‌ .3734.‬‬

‫‪87‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫المراجع‬
‫الكتب‬
‫– الميدم بنمير‪ « :‬الالمركزية كالشأف العاـ المحمي ‪ :‬آية أفاؽ في ظؿ المفيكـ الجديد‬
‫لمسمطة»‪ ،‬المطبعة الكراقة الكطنية‪ ،‬مراكش‪ 2000 ،‬؛‬
‫– عبد العزيز لكزم‪ «:‬المسألة الدستكرية كالمسار الديمقراطي في المغرب »‪ ،‬منشكرات‬
‫المجمة المغربية لإلدارة المحمية كالتنمية‪ ،‬سمسمة « مكاضيع الساعة »‪ ،‬عدد ‪.1996 ،5‬‬
‫الطروحات والرسائل‬
‫– عزيزم مفتاح‪ « :‬الالمركزية مف التسيير اإلدارم إلى تدبير التنمية »‪ ،‬أطركحة لنيؿ الدكتكراه‬
‫في القانكف العاـ‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كمية العمكـ القانكنية كاالقتصادية كاالجتماعية‪-‬‬
‫أكداؿ‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2001-2000 :‬؛‬
‫– الشريؼ الغيكبي ‪ « :‬األسس القانكنية كالمقكمات المالية لمتنمية الجيكية »‪ ،‬أطركحة لنيؿ‬
‫الدكتكراه في القانكف العاـ‪ ،‬كحدة ‪ :‬القانكف اإلدارم كعمـ اإلدارة‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪ ،‬كمية‬
‫العمكـ القانكنية كاالقتصادية كاالجتماعية‪ -‬أكداؿ الرباط‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2003-2002 :‬؛‬
‫– سعيد الميرم ‪« :‬التدبير االقتصادم لمجماعات المحمية بالمغرب »‪ ،‬أطركحة لنيؿ الدكتكراه في‬
‫القانكف العاـ‪ ،‬جامعة محمد الخامس‪-‬السكيسي‪ ،‬كمية العمكـ القانكنية كاالقتصادية‬
‫كاالجتماعية‪-‬السكيسي‪ ،‬السنة الجامعية ‪ 2007-2006 :‬؛‬
‫– محمد األنفاسي ‪ « :‬تقييـ تجربة الالمركزية الجماعية بالمغرب »‪ ،‬رسالة لنيؿ دبمكـ السمؾ‬
‫العالي لممدرسة الكطنية لإلدارة العمكمية‪ ،‬الرباط‪ 1984 ،‬؛‬
‫– فاطمة الزىراء بخارم‪ « :‬التعاكف الالمركزم بيف الجماعات المحمية ‪ :‬الجماعات الحضرية‬
‫كالقركية نمكذجا »‪ ،‬بحث لنيؿ شيادة الماستر في القانكف العاـ‪ ،‬تخصص ‪ :‬اإلدارة المحمية‪،‬‬
‫جامعة الحسف األكؿ‪ ،‬كمية العمكـ القانكنية كاالقتصادية كاالجتماعية‪-‬سطات‪ ،‬السنة الجامعية‬
‫‪.2012-2011 :‬‬
‫المقاالت‬
‫– إدريس أبك محمد‪ « :‬الجية بالمغرب ‪ :‬ال مركزية متطكرة بيف األصالة كالحداثة »‪ ،‬منشكرات‬
‫المجمة المغربية لإلدارة المحمية كالتنمية‪ ،‬سمسمة « مكاضيع الساعة »‪ ،‬عدد ‪ 1996 ،8‬؛‬

‫‪88‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫– فاطمة البكرقادم كأماؿ كناني ‪ « :‬تطكر الجية بالمغرب »‪ ،‬منشكرات المجمة المغربية لإلدارة‬
‫المحمية كالتنمية‪ ،‬سمسمة « مكاضيع الساعة »‪ ،‬عدد ‪ 1996 ،8‬؛‬
‫– أميف ركممة ‪ « :‬مالية الجماعات المحمية بيف دكاعي التجديد كآفاؽ التطكير »‪ ،‬مجمة مسالؾ‪،‬‬
‫العدد ‪ 2015 ،30/29‬؛‬
‫–‬ ‫‪Driss BASRI : « La politique de décentralisation au Maroc », in‬‬
‫‪Édification d’un Etat moderne : Le Maroc de Hassan II, Ouvrage collectif‬‬
‫‪sous la direction de : D.BASRI- A.BELHAJ-M.J ESSAÏD-A.LAROUI-‬‬
‫‪A.OSMAN-M.ROUSSET, Editions ALBIN Michel, Paris, 1986.‬‬

‫نصوص قانونية‬
‫– نص الدستكر الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ رقـ ‪ 1.11.91‬الصادر في ‪ 27‬مف شعباف‬
‫‪ 29( 1432‬يكليك ‪ ،)2011‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5964‬مكرر بتاريخ ‪ 28‬شعباف ‪ 30( 1432‬يكليك‬
‫‪ )2011‬؛‬
‫– الدستكر المغربي الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ بتاريخ ‪ 17‬مف رجب ‪ 14( 1382‬دجنبر‬
‫‪ ،)1962‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2616‬مكرر بتاريخ ‪ 22‬مف رجب ‪ 19( 1382‬ديسمير ‪ )1962‬؛‬
‫– نص مراجعة الدستكر الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ رقـ ‪ 1.92.155‬الصادر في ‪ 11‬مف‬
‫ربيع اآلخر ‪ 9( 1413‬أكتكبر ‪ ،)1992‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4172‬بتاريخ ‪ 16‬ربيع اآلخر ‪1413‬‬
‫(‪ 14‬أكتكبر ‪ )1992‬؛‬
‫– نص الدستكر المراجع الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ رقـ ‪ 1.96.157‬الصادر في ‪ 23‬مف‬
‫جمادل األكلى ‪ 7( 1417‬أكتكبر ‪ ،)1996‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4420‬بتاريخ ‪ 26‬جمادل األكلى‬
‫‪ 20( 1417‬أكتكبر ‪ )1996‬؛‬
‫– القانكف التنظيمي رقـ ‪ 111.14‬المتعمؽ بالجيات الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ رقـ‬
‫‪ 1.15.83‬الصادر في ‪ 20‬مف رمضاف ‪ 7( 1436‬يكليك ‪ ،)2015‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6380‬بتاريخ‬
‫‪ 6‬شكاؿ ‪ 23( 1436‬يكليك ‪ )2015‬؛‬

‫‪011‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫– القانكف التنظيمي رقـ ‪ 112.14‬المتعمؽ بالعماالت كاألقاليـ الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ‬
‫رقـ ‪ 1.15.84‬الصادر في ‪ 20‬مف رمضاف ‪ 7( 1436‬يكليك ‪ ،)2015‬ج‪.‬ر عدد ‪6380‬‬
‫بتاريخ ‪ 6‬شكاؿ ‪ 23( 1436‬يكليك ‪ )2015‬؛‬
‫– القانكف التنظيمي رقـ ‪ 113.14‬المتعمؽ بالجماعات الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ رقـ‬
‫‪ 1.15.85‬الصادر في ‪ 20‬مف رمضاف ‪ 7( 1436‬يكليك ‪ ،)2015‬ج‪.‬ر عدد ‪ 6380‬بتاريخ‬
‫‪ 6‬شكاؿ ‪ 23( 1436‬يكليك ‪ )2015‬؛‬
‫– ظيير شريؼ رقـ ‪ 1.59.161‬بتاريخ ‪ 27‬صفر ‪( 1379‬فاتح شتنبر ‪ )1959‬بشأف انتخاب‬
‫المجالس الجماعية‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2445‬بتاريخ ‪ 30‬صفر ‪ 4( 1379‬شتنبر ‪ )1959‬؛‬
‫– ظيير شريؼ رقـ ‪ 1.59.351‬بتاريخ فاتح جمادل الثانية ‪ 2( 1379‬دجنبر ‪ )1959‬بشأف‬
‫التقسيـ اإلدارم لممممكة‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2458‬بتاريخ ‪ 3‬جمادل الثانية ‪ 4( 1379‬دجنبر‬
‫‪ )1959‬؛‬
‫– ظيير شريؼ رقـ ‪ 1.59.315‬بتاريخ ‪ 28‬ذم الحجة ‪ 1379‬مكافؽ ‪ 23‬يكنيك ‪ 1960‬بشأف‬
‫نظاـ الجماعات‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2487‬بتاريخ ‪ 29‬ذم الحجة ‪ 24( 1379‬يكنيو ‪ )1960‬؛‬
‫– ظيير شريؼ رقـ ‪ 1.63.273‬بتاريخ ‪ 22‬ربيع الثاني ‪ 12( 1383‬شتنبر ‪ )1963‬بشأف‬
‫تنظيـ العماالت كاألقاليـ كمجالسيا‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 2655‬بتاريخ ‪ 24‬ربيع الثاني (‪ 13‬شتنبر‬
‫‪ )1963‬؛‬
‫– ظيير شريؼ رقـ ‪ 1.71.77‬بتاريخ ‪ 22‬ربيع الثاني ‪ 16( 1391‬يكنيو ‪ )1971‬بإحداث‬
‫المناطؽ‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 3060‬بتاريخ ‪ 29‬ربيع الثاني ‪ 23( 1391‬يكنيو ‪ )1971‬؛‬
‫– ظيير شريؼ رقـ ‪ 1.76.583‬بتاريخ ‪ 5‬شكاؿ ‪ 30( 1396‬شتنبر ‪ )1976‬بمثابة قانكف‬
‫يتعمؽ بالتنظيـ الجماعي‪ ،‬ج‪.‬ر عدد ‪ 3335‬مكرر بتاريخ ‪ 6‬شكاؿ ‪( 1396‬فاتح أكتكبر‬
‫‪ )1976‬؛‬
‫– القانكف رقـ ‪ 47.96‬المتعمؽ بتنظيـ الجيات الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ رقـ ‪1.97.84‬‬
‫الصادر في ‪ 23‬مف ذم القعدة ‪ 2( 1417‬أبريؿ ‪ ،)1997‬ج‪.‬ر عدد ‪ 4470‬بتاريخ ‪ 24‬مف‬
‫ذم القعدة ‪ 3( 1417‬أبريؿ ‪ )1997‬؛‬

‫‪010‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫– القانكف رقـ ‪ 78.00‬المتعمؽ بالميثاؽ الجماعي الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ رقـ‬
‫‪ 1.02.297‬الصادر في ‪ 25‬مف رجب ‪ 3( 1423‬أكتكبر ‪ ،)2002‬ج‪,‬ر عدد ‪ 5058‬بتاريخ‬
‫‪ 16‬رمضاف ‪ 21( 1423‬نكفمبر ‪ )2002‬؛‬
‫– القانكف رقـ ‪ 79.00‬المتعمؽ بتنظيـ العماالت كاألقاليـ الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ رقـ‬
‫‪ 1.02.269‬الصادر في ‪ 25‬مف رجب ‪ 3( 1423‬أكتكبر ‪ ،)2002‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5058‬بتاريخ‬
‫‪ 16‬رمضاف ‪ 21( 1423‬نكفمبر ‪ )2002‬؛‬
‫– القانكف رقـ ‪ 17.08‬المغير كالمتمـ بمكجبو القانكف رقـ ‪ 78.00‬المتعمؽ بالميثاؽ الجماعي‬
‫كما تـ تغييره كتتميمو الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ رقـ ‪ 1.08.153‬الصادر في ‪ 22‬مف‬
‫صفر ‪ 18( 1430‬فبراير ‪ ،)2009‬ج‪.‬ر عدد ‪ 5711‬بتاريخ ‪ 27‬صفر ‪ 23( 1430‬فبراير‬
‫‪ )2009‬؛‬
‫– القانكف رقـ ‪ 47.06‬المتعمؽ بجبايات الجماعات المحمية الصادر بتنفيذه الظيير الشريؼ رقـ‬
‫‪ 1.07.195‬الصادر في ‪ 19‬مف ذم القعدة ‪ 30( 1428‬نكفمبر ‪ ،)2007‬ج‪.‬ر عدد ‪5583‬‬
‫بتاريخ ‪ 22‬ذك القعدة ‪ 3( 1428‬دجنبر ‪.)2007‬‬
‫وثائق رسمية‬
‫– محمد الخامس ممؾ المغرب‪ ،‬انبعاث أمة‪ ،‬المطبعة الممكية‪-‬الرباط‪ ،‬الجزء األكؿ‪-1376 ،‬‬
‫‪ 1956-1955 -1377‬؛‬
‫– أىـ مستجدات الميثاؽ الجماعي الجديد‪ ،‬رسالة الجماعات المحمية‪ ،‬المممكة المغربية‪ ،‬ك ازرة‬
‫الداخمية‪ ،‬المديرية العامة لمجماعات المحمية‪ ،‬عدد خاص بمشركع الحكامة المحمية بالمغرب‬
‫(‪ )GLM‬بمناسبة لقاء الجماعات المحمية‪ 13-12 ،‬دجنبر ‪ 2006‬؛‬
‫– تقرير المجنة االستشارية لمجيكية حكؿ « الجيكية المتقدمة »‪ ،‬منشكرات المجمة المغربية‬
‫لإلدارة المحمية كالتنمية‪ ،‬سمسمة « نصكص ككثائؽ »‪ ،‬العدد ‪ 2011 ،241‬؛‬
‫– الخطاب السامي الذم كجيو جاللة الممؾ إلى األمة حكؿ مشركع الدستكر الجديد‪ 9 ،‬مارس‬
‫‪ ،2011‬منشكرات المجمة المغربية لإلدارة المحمية كالتنمية‪ ،‬سمسمة « نصكص ككثائؽ »‪ ،‬عدد‬
‫‪ 2018 ،299‬؛‬

‫‪011‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬
‫الديمقراطية المحلية في ضوء القوانين التنظيمية المتعلقة بالجماعات الترابية‬
‫ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ ـ د‪ .‬كريـ الشكارم‬

‫– نص الخطاب الذم كجيو جاللة الممؾ إلى األمة حكؿ مشركع الدستكر الجديد‪ ،‬الجمعة ‪17‬‬
‫يكنيك ‪ ،2011‬منشكرات المجمة المغربية لإلدارة المحمية كالتنمية‪ ،‬سمسمة « نصكص ككثائؽ»‪،‬‬
‫عدد ‪.2018 ،299‬‬

‫‪012‬‬ ‫مجلة الباحث األكاديمي في العلوم القانونية والسياسية‪ .‬المركز الجامعي بأفلو‪ /‬األغواط‪ .‬العدد الثالث (‪ )03‬سبتمبر ‪2012‬‬

You might also like