You are on page 1of 131

‫‪-‬الجمهورية الجزائرية الديمقراطية الشعبية‪-‬‬

‫‪-‬وزارة الــعدل‪-‬‬

‫مذكرة التخـرج لنيـل إجازة‬


‫المـدرسة العليـا للقضـاء‬

‫النظـام القـانـوني لحمايــة‬


‫البيئـة في ظل التشريـع‬
‫الجــزائري‬
‫من‬
‫البسفيـان‬
‫القاضي‬ ‫ري‬ ‫إعداد قـالط‬
‫بـن‬

‫‪-‬‬

‫‪‬‬ ‫‪2004 - 2005‬‬ ‫‪‬‬


‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬

‫الفصل التمهيدي‬
‫ماهيةـ قانون حماية البيئة‬

‫‪1‬‬
‫إن دراسة موض وع البيئة من الناحية القانونية يتطلب حتديد بعض املص طلحات نظ را‬
‫ألمهيتها و ارتباطها مبج ال احلماية ‪ ،‬فحينما حندد مفه وم البيئة هن اك مص طلحات أخ رى تق رتب‬
‫منها يف الفهم كمص طلح الطبيعة ‪ ،‬التل وث و التنمية املس تدامة ‪ ،‬و تظهر أمهية ذلك الس يما فيما‬
‫خيص وصف الضرر البيئي من جهة و من جهة أخرى فإن اإلجراءات القانونية اليت تضمنها قانون‬
‫اليبئة هلا عالقة وثيقة هبذه املفاهيم هذا من ناحية ‪.‬‬
‫و من ناحية ثانية ف إن اش كالية حبثنا هلا عالقة بتحديد مفه وم ق انون محاية البيئة ال ذي حيدد لنا‬
‫مكانة قانون البيئة من فروع القانون ‪.‬‬
‫و من ناحية أخرية فمن األوىل أن نتعرض إىل التطور التشريعي الذي مر به قانون البيئة اجلزائري‬
‫بغرض معرفة تطور جماالت احلماية ‪.‬‬
‫و ستتم معاجلة النقاط الثالث السالفة الذكر يف مباحث ثالثة ‪:‬‬
‫المبحث األولـ‬
‫مفه ــوم البيــئة‬
‫إن موضوع البيئة يعد موضوعا متشعبا ال ميكن اعتباره موضوعا مستوفيا جلميع اجلوانب‬
‫كما ال ميكن جتسيد مفهومه مبعزل عن مجلة اجلوانب املتعلقة به‪،‬نظرا لطبيعة املشاكل املطروحة يف‬
‫هذا السياق من جهة و من جهة أخرى بالنظر إىل طبيعة الدراسة اليت تتناول هذا املوضوع ‪،‬فنظرة‬
‫البيولوجي للبيئة ترتكز على اجلانب الصحي فيما تقتصر نظرة اإلقتصادي على اجلانب املايل وحىت‬
‫نتفادى وجود إلتباس يف مفهوم البيئة تعني حتديده وفقا للمفاهيم األخرى املرتبطة به ‪.‬‬

‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬

‫المطلب األولـ‬
‫تعريفـ البيـئة‬
‫ألجل البحث يف موض وع البيئة و كافة اإلش كاالت اليت يثريها يس توجب إعط اء تعريف‬
‫دقيق للبيئة و نستهل ذلك بتعريفها لغة و اصطالحا لنصل يف األخري إىل وضع تعريف قانوين هلا ‪.‬‬

‫‪2‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫التعريف اللغوي و اإلصطالحي‬
‫إن كلمة بيئة ‪ ،‬كلمة مشتقة من الفعل "بوأ" و هذا ما يستشف من اآلية الكرمية بعد قوله‬
‫تع اىل ‪ " :‬و اذكــروا إذ جعلكم خلفــاء من بعد عــاد و بـ ّـوأكم في األرض تتخــذون من ســهولها‬
‫قصورا و تنحتون من الجبال بيوتا فاذكروا آالء اهلل و ال تعثوا في األرض مفسدينـ "(‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪ ،‬و قد يعىن لغويا بالبيئة الوسط‬ ‫و يق ال لغة ‪:‬تب ّوأت م نزال مبعىن هيأته و اختذته حمل إقامة يل‬
‫(‪)3‬‬
‫و‪ ‬االكتناف و اإلحاطة ‪.‬‬
‫فيما ي رى البعض اآلخر أن البيئة لفظ ش ائع يرتبط م دلوهلا بنمط العالقة بينها و بني مس تخدميها‬
‫حيث جند أن بيئة اإلنسان األوىل هي رحم أمه مث بيته فمدرسته (‪.)4‬‬
‫أما فيما خيص علم البيئة فهو مص طلح إغ ريقي م ركب من كلم تني ‪ "oikos":‬مبعىن م نزل و"‬
‫‪ "logos‬مبعىن العلم ‪ ،‬و ب ذلك فعلم البيئة هو العلم ال ذي يهتم بدراسة الك ائن يف منزله حيث‬
‫يتأثر الكائن احلي مبجموعة من العوامل احلية و البيولوجية و غري احلية الكيميائية و الفيزيائية (‪.)5‬‬
‫أما التعريف اإلصطالحي فمن الصعوبة مبا كان وضع تعريف جامع مانع للبيئة نظرا لوجود عدة‬
‫مفاهيـم هلا صلة وثيقـة هبا‪،‬لذا فهناك من يرى أن مفهوم البيئة يعكـس كل شيء يرتبـط‬

‫‪ -1‬سورة األعراف اآلية رقم ‪. 74‬‬


‫‪ -2‬د‪.‬إحسان علي حماسنه‪،‬البيئة والصحة العامة‪،‬دار الشروق ‪ 1991،‬ص ‪.17‬‬
‫‪-3‬د‪.‬سهيل إدريس ‪،‬د‪.‬جبور عبد النور ‪،‬قاموس املنهل الوسيط ‪،‬فرنسي عريب‪،‬دار األدب ص ‪. 934‬‬
‫‪-4‬د‪.‬عبد احلكم عبد اللطيف الصغريي ‪،‬البيئة يف الفكر اإلنساين والواقع اإلمياين‪،‬الدار املصرية اللبنانية‪ 1994،‬ص‪. 17‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬ ‫‪-5‬د‪.‬إحسان علي حماسنه ‪،‬املرجع السابق‪ ،‬ص‪. 17‬أنظر كذلك ‪:‬‬
‫‪P/Prieur Michel ,Droit de l’environnement,Presise Dalloz, 2eme édition 1991,page2‬‬
‫بالكائنات احلية (‪ ،)1‬و هناك من يعترب البيئة مجيع العوامل احلية و غري احلية اليت تؤثر على‬
‫الكائن احلي بطريق مباشر أو غري مباشر و يف أي فرتة من فرتات حياته (‪.)2‬‬
‫فيما جند تعريفا آخر يتجه إىل أن البيئة هي احمليط ال ذي يعيش فيه اإلنس ان مبا يش مله من م اء ‪،‬‬
‫هواء فضاء ‪ ،‬تربة ‪ ،‬كائنات حية و منشآت أقامها اإلنسان إلشباع حاجاته (‪.)3‬‬

‫‪3‬‬
‫وبالنظر إىل هذا التعريف جنده وعلى خالف التعاريف السابقة قد أضاف عنصرا جديدا إىل جانب‬
‫العناصر احلية وغري احلية ‪ ،‬ويتمثل يف مجلة املنش آت اليت أقامها اإلنس ان كج زء ه ام من مكون ات‬
‫املوارد البيئية‪.‬‬
‫ومن مجلة التع اريف الس ابقة‪ ،‬ميكننا وضع تعريف تقرييب للبيئة قوامه أنها جمموعة من‬
‫العوامل الطبيعية احلية منها و غري احلية من جهة ‪ ،‬و جمموعة من العوامل الوضعية املتمثلة يف كل ما‬
‫أقامه اإلنسان من منشآت لسد حاجياته من جهة أخرى‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫التعريف القانوني‬
‫بالرجوع إىل القانون رقم ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة(‪ ، )4‬جند‬
‫أن املش رع اجلزائ ري مل يعط تعريفا دقيقا للبيئة ‪ ،‬حيث جند املادة ‪ 2‬منه تنص على أه داف محاية‬
‫البيئة فيما تضمنت املادة ‪ 3‬منه مكونات البيئة ‪.‬‬
‫ولئن كان املشرع اجلزائري مل يفرد البيئة بتعريف خاص إال أنه و بالرجوع إىل القانون‬
‫رقم ‪ 03/10‬السالف الذكر‪ ،‬ميكن اعتبار البيئة ذلك احمليط الذي يعيش فيه اإلنسان مبا يشمله من‬
‫ماء هواء ‪ ،‬تربة ‪ ،‬كائنات حية و غري حية و منشآت خمتلفة ‪ ،‬و بذلك فالبيئة تضم كالّ من البيئة‬
‫الطبيعية و االصطناعية ‪.‬‬

‫‪35‬‬‫‪ -1‬د‪.‬مىن قاسم ‪،‬التلوث البيئي والتنمية االقتصادية ‪،‬الدار املصرية ‪،‬الطبعة الثانية ‪ 1994،‬ص‬
‫‪ -2‬نفس املرجع ‪،‬نفس الصفحة‪.‬‬
‫‪-3‬د‪.‬ماجد راغب احلل و‪،‬ق انون محاية البيئة ‪،‬دار املطبوع ات اجلامعية ‪،‬اإلس كندرية ‪،‬الطبعة ‪ 1994‬ص ‪ 21‬أنظر ك ذلك‬
‫التمهيدي‪. :‬ماهية قانون حماية البيئة‬
‫والتوزيع ص ‪350‬‬
‫ا املوسوعة العربية العاملية ‪ ،‬اجلزء اخلامس ‪ ،‬مؤسسة أعمال املوسوعة للنشر الفصل‬
‫‪Prieur Michel , Droit de l’environnement , op cit , page2-4‬‬

‫و خبالف التش ريع اجلزائ ري جند تش ريعات بعض ال دول قد خصت البيئة بتع اريف‬
‫عرف البيئة بأهنا احمليط احليوي الذي يشمل الكائنات احلية‬ ‫مضبوطة منها التشريع املصري الذي ّ‬
‫و ما حتتويه من مواد و ما حييط هبا من هواء ‪ ،‬ماء ‪ ،‬تربة و ما يقيمه اإلنسان من منشآت (‪.)1‬‬
‫أما التشريع الفرنسي فقد تبىن تعريف مصطلح البيئة ألول مرة يف القانون الصادر بتاريخ‬
‫‪ 10/07/1976‬املتعلق حبماية الطبيعة ‪ ،‬فجاء يف املادة األوىل منه بأن البيئة جمموعة من العناصر هي‪:‬‬
‫(‪)2‬‬
‫الطبيعة‪ ،‬الفصائل احليوانية والنباتية ‪ ،‬اهلواء ‪،‬األرض ‪ ،‬الثروة املنجمية واملظاهر الطبيعية املختلفة ‪.‬‬

‫‪4‬‬
‫من خالل التع اريف الس ابقة‪ ،‬يتضح لنا أن م دلول البيئة ال خيرج عن جمموعة من العناصر ميكن‬
‫حصرها يف صنفني ‪:‬‬
‫الصــنف األولـ ‪ :‬و يش مل جمموعة من العوامل الطبيعية من م اء ‪ ،‬ه واء ‪ ،‬تربة و كائن ات حيوانية‬
‫و نباتية ‪.‬‬
‫الصنف الثانيـ ‪ :‬و يشمل كل مااستحدثه اإلنسان من منشآت ‪.‬‬
‫المطلب الثانيـ‬
‫عالقة البيئة ببعض المفاهيم‬
‫تبعا للتع اريف املش ار إليها س ابقا‪ ،‬الحظنا أهنا ترتكز على الطبيعة ‪ ،‬إذ تش كل ه ذه‬
‫األخ رية اجلزء األكرب من مفه وم البيئة ‪،‬كما يظهر مص طلح التل وث كلما أث ريت مس ألة محاية‬
‫البيئة‪ ،‬باإلضافة إىل الرتابط الوثيق بني البيئة و الفكرة اليت جاء هبا مؤمتر ريودي جانريو(‪ , )3‬املتمثلة‬
‫يف التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫ألجل ذلك تعني إبراز عالقة البيئة باملفاهيم املذكورة أعاله ‪ ،‬كي نتمكن من التوصل إىل مدى‬

‫‪43‬‬ ‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 03/10‬املؤرخ يف ‪ 20/07/2003‬املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة ‪،‬اجلريدة الرمسية العدد‬
‫لسنة ‪.2003‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 1‬من القانون املصري اجلديد رقم ‪ 04‬الصادر يف ‪ 02/02/1994‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 5‬الصادرة يف‬
‫‪ 02/1994/ 03‬أنظر كذلك ‪:‬‬
‫د‪.‬عبد الفتاح مراد ‪،‬شرح تشريعات البيئة يف مصر ويف الدول العربية حمليا ودوليا ‪،‬دار نشر الكتب والوثائق املصرية‪1996‬‬

‫ص ‪. 397- 359‬‬
‫وهو ما‬
‫‪1992‬البيئة‬ ‫قانونوان‬
‫حماية‬ ‫ماهية يف ج‬
‫التمهيدي‪:‬الربازيلية‬
‫ودي ج انريو‬ ‫‪3-‬م ؤمتر ري ودي ج انريو ‪:‬هو ث اين م ؤمتر دويل ح ول البيئة ‪،‬انعقد يف مدينة ري‬
‫الفصل‬
‫يعرف بقمة األرض وقد ركز هذا األخري على عالقة البيئة بالتنمية املستدامة ‪.‬‬
‫االنسجام الذي ميكن مالحظته بني كل من الواقع و النصوص القانونية ‪.‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫عالقة البيئة بالطبيعةـ‬
‫تعترب الطبيعة كل ما حييط باإلنس ان من م وارد احلي اة املختلفة ‪ ،‬و الفص ائل احليوانية‬
‫و النباتية و املوارد الطبيعية و ما يرتتب على استغالهلا من آثار سلبية أو إجيابية‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫إن الكالم على البيئة هو الكالم على محاية املوارد الطبيعية‪ ،‬باعتبار أن الطبيعة هي عامل‬
‫من عوامل التكيف بني اإلنسان و البيئة ‪،‬و لعل تطور حياة اإلنسان زامن زيادة رغبته و حاجته يف‬
‫استغالل الطبيعة‪،‬وعليه فإن احملافظة على البيئة يعين صيانة كل ماهو مصدر من مصادر الطبيعة (‪.)1‬‬
‫كما تظهر عالقة البيئة بالطبيعة من خالل املشاكل اليت تواجهها الطبيعة و اليت هلا عالقة‬
‫باستنـزاف املوارد البيئية ‪ ،‬منها مش كلة التص حر ‪ ،‬مش كلة انق راض الكائن ات احليوانية و النباتية‬
‫اختالف العناصر الطبيعية ‪ ،‬تدهور السواحل ‪...‬إخل ‪.‬‬
‫و يف هذا اإلطار ستقتصر دراستنا على التطرق لبعض املشاكل على سبيل املثال ال احلصر‬
‫‪ /1‬مشــكلة التصــحر ‪ :‬عرفته منظمة الثقافة و العلوم و الرتبية "اليونيسكو" بأنه ‪ ":‬حتطيم القدرات‬
‫البيولوجية لألرض و ال ذي قد ي ؤدي يف النهاية إىل ظه ور ظ روف قاحلة من ش أهنا أن ت ؤدي إىل‬
‫اإلتالف الش امل لألنظمة البيئية من بينها فق دان األراضي خلص وبتها و الت دهور الن وعي للغط اء‬
‫النبايت و هجرة احليوانات و الطيور و تقليص عددها" (‪.)2‬‬
‫‪ /2‬تدهور السواحل ‪ :‬تشهد السواحل وضعية مزرية‪ ،‬بسبب تراكم املواد السامة امللوثة الناجتة عن‬
‫عمليات تفريغ امللوثات الصناعية و النفايات احلضرية و هنب الرمال ‪.‬‬
‫‪ /3‬خطر يهدد التنوع البيولوجي ‪ّ :‬‬
‫يعرف التنوع البيولوجي بأنه رصيد البيئة الطبيعية من األنواع‬
‫النباتية و احليوانية املرئية املتفاعلة مع بعض ها البعض من ناحية و مع العناصر غري احلية من غ ذاء‬
‫وكساء و راحة نفسية و معرفة و ثقافة و ابتكار (‪.)3‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬يسري دعبس ‪،‬املوارد اإلقتصادية ‪،‬ماهيتها ‪،‬أنواعها ‪،‬اقتصاديتها ‪،‬سلسلة املعارف االقتصادية ‪ 1996‬ص ‪. 18-13‬‬
‫‪ - 2‬ن دوات مش روع احلزام األخضر ل دول مشال إفريقيا بعن وان وقف التص حر ل دول الش مال اإلف ريقي ‪،‬من إع داد املنظمة‬
‫العربية للرتبية والثقافة والعلوم ‪،‬مراكش ‪،‬اململكة املغربية ‪،‬أيام دراسية دامت من ‪ 7‬إىل ‪ 11‬أكتوبر ‪ 1985‬ص ‪.49‬‬
‫‪ -3‬أنظر املقال بعنوان ‪:‬التنوع البيولوجي يف خطر ‪،‬منشور يف جريدة اجلامعة ‪،‬الصادرة يف ‪ 16/06/1998‬العدد ‪ 94‬ص ‪. 14‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬

‫و يربز اخلطر الذي يهدد التنوع البيولوجي مثال من خالل انقراض بعض األنواع من‬
‫النباتات أو احليوانات مما يؤدي إىل خسائر عديدة أبرزها ‪:‬‬
‫‪ -1‬فقدان مصادر املعرفة العلمية ‪،‬ذلك أن معظم اإلبتكارات مستوحاة من العامل احلي ‪.‬‬
‫‪ -2‬خسارة مصادر معتربة من األدوية اليت تنقذ الكائن البشري من األمراض واألوبئة ‪.‬‬

‫‪6‬‬
‫و أمام هذا الوضع املستعصي‪ ،‬يتعني اإلسراع يف اختاذ التدابري الالزمة كإجراء عملية‬
‫املسح ملعرفة الكائنات احلية و حتديد أماكن انتشارها‪ ،‬باإلضافة إىل ضرورة إنشاء احملميات الطبيعية‬
‫يف خمتلف املواقع اجلزائرية‪ ،‬بغية احلفاظ على األصناف املتواجدة و كذلك إجراء دراسات معمقة‬
‫لألماكن اليت ستقام عليها املصانع و املنشآت مستقبال‪.‬‬
‫لكن بالرجوع إىل نص املادتني ‪10 :‬و‪ 11‬من القانون رقم ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة يف‬
‫إط ار التنمية املس تدامة يتضح أن املش رع اجلزائ ري مل يقف موقفا س لبيا اجتاه االستنـزاف اخلطري‬
‫للموارد الطبيعية ‪ ،‬إذ اعترب أن الدولة ملزمة بضمان حراسة خمتلف مكونات البيئة‪ ،‬كما أهنا تسهر‬
‫على محاية الطبيعة ‪.‬‬
‫الفرع الثانيـ‬
‫عالقة البيئة بالتلوث‬
‫يع ّرف البعض التل وث على أنه جمموعة التغ ريات غري املرغوبة اليت حتيط باإلنس ان من‬
‫خالل ح دوث ت أثريات مباش رة أو غري مباش رة من ش أهنا التغيري يف املكون ات الطبيعي ة‪ ،‬الكيمائية‬
‫و البيولوجية للبيئة مما يؤثر على اإلنسان و نوعية احلياة (‪.)1‬‬
‫و لقد ورد يف تقرير اجمللس االقتصادي و االجتماعي التابع لألمم املتحدة لسنة ‪ 1956‬حول تلوث‬
‫الوسط و التدابري املتخذة ملكافحته تعريف ملصطلح التلوث بأنه‪ " :‬التغيري الذي حيدث بفعل التأثري‬
‫املباشر أو غري املباشر لألنشطة اإلنسانية يف تكوين أو يف حالة الوسط على حنو خيل ببعض‬

‫‪ -1‬د‪.‬معوض عبد الثواب ‪،‬جرائم التلوث من الناحية القانونية والفنية‪،‬اإلسكندرية ‪،‬منشأة املعارف ‪ 1968‬ص ‪.10- 9‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬

‫(‪)1‬‬
‫االستعالمات أو األنشطة اليت كانت من املستطاع القيام هبا يف احلالة الطبيعية لذلك الوسط "‪.‬‬
‫من خالل اس تعراض بعض التع اريف املعط اة ملص طلح التل وث و ك ذا التع اريف اليت خص هبا‬
‫مصطلح البيئة ‪ ،‬ميكن مالحظة العالقة املوجودة بني هذين املفهومني ‪:‬‬
‫ف إذا ك انت البيئة هي جمموعة من العوامل الطبيعية احلية و غري احلية من جهة و كل ما‬
‫وضعه اإلنسان من منشآت مبختلف أشكاهلا من جهة أخرى ‪ ،‬فإن التلوث هو ذلك التغيري الذي‬

‫‪7‬‬
‫ي ؤثر يف تلك العناصر املكونة للبيئة ‪ ،‬و هو تغيري ي ؤثر س لبا على ه ذه املكون ات ‪ ،‬فهو ب ذلك يعد‬
‫أهم العوامل بل و يك اد يك ون العامل الوحيد املؤثر على البيئة و عليه فحينما نتكلم على محاية‬
‫البيئة فإن هذه احلماية مرتكزة حول الوقاية من مضار التلوث لذلك ذهب البعض إىل القول أن‬
‫الثلوث هو مفتاح قانون محاية البيئة (‪.)2‬‬
‫الفرع الثالث‬
‫عالقة البيئة بالتنمية المستدامةـ‬
‫جاء يف أحد تقارير املهتمني حبماية البيئة‪" :‬لقد جنح مؤمتر قمة األرض الذي عقد عام‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ 1992‬يف أن يستنهض ضمري العامل إىل حتقيق تنمية مستدامة بيئيا"‪.‬‬
‫و يعىن بالتنمية املس تدامة ‪ " :‬التنمية اليت تليب احتياج ات اجليل احلاضر دون أن تع رض‬
‫(‪)4‬‬
‫للخطر احتياجات جيل املستقبل ‪".‬‬
‫و بالرجوع إىل نص املادة ‪ 4‬من القانون رقم ‪ 03/10 :‬املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية‬
‫املس تدامة جند أن ه ذه األخ رية ‪ " :‬مفه وم يعين التوفيق بني تنمية اجتماعية و اقتص ادية قابلة‬
‫لالس تمرار و محاية البيئة أي إدراج البعد البي ئي يف إط ار تنمية تض من تلبية حاج ات األجي ال‬
‫احلاضرة و األجيال املستقبلية"‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬أمحد عبد الكرمي سالمة ‪،‬التلوث النفطي ومحاية البيئة البحرية ‪،‬اجلمعية املصرية للقانون الدويل ص ‪. 127-95‬‬
‫‪ -2‬العبارة مستمدة من تعريف د‪.‬أمحد عبد الكرمي سالمة ‪،‬املرجع السابق ص ‪.96‬‬

‫‪-3‬د‪ .‬امساعيل سراج ‪"،‬حىت تصبح التنمية املستدامة" ‪،‬جملة التمويل والتنمية ‪ ،‬صندوق النقد الدويل ‪،‬ديسمرب ‪ 1993‬ص ‪.6‬‬

‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬ ‫‪ -4‬د‪ .‬امساعيل سراج ‪،‬املرجع السابق ص ‪.7‬‬

‫و هذا التعريف يقارب التعريف الذي جاء به القانون املتضمن السياحة (‪.)1‬‬
‫من التع اريف الس ابقة للتنمية املس تدامة يت بني أنه توجد ض رورة للتوفيق بني التنمية‬
‫اإلقتص ادية و متطلباهتا من جهة ‪،‬و ض رورة محاية املوارد البيئية من جهة أخ رى ‪ ،‬و ب ذلك ف إن‬
‫املش كل املث ار الي وم هو أن حتقيق النمو اإلقتص ادي قد مت على حس اب املوارد البيئية كاملي اه‬
‫و الغاب ات و اهلواء ل ذا ق ّررت معظم الق وانني و التنظيم ات اس تحالة الفصل بني قض ايا التنمية‬
‫و مشكلة البيئة ‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫كما أن التنمية املستدامة تعد مبثابة إحدى الثوابت اجلوهرية يف سياسة الدولة‪ ،‬كون أن‬
‫البيئة و التنمية يش كالن وجه ان لعملة واح دة و هي اإلس تمرارية و البق اء و احملافظة على حق وق‬
‫األجيال املقبلة و أي إخالل هبما يؤدي حتما إىل تدهور احلياة الطبيعية و اإلقتصادية ‪.‬‬
‫و املالحظ على التنمية اإلقتصادية يف اجلزائر أهنا متت على حساب البيئة و هذا بالرغم‬
‫من وجود مجلة من النصوص القانونية اليت تؤكد ضرورة مراعاة البيئة ‪.‬‬
‫المبحث الثانيـ‬
‫مفهوم قانون حماية البيئة‬
‫إ ّن التع رض إىل الوس ائل القانونية الكفيلة حبماية البيئ ة‪ ،‬يقتضي بالض رورة التعريف‬
‫بالق انون املتض من محاية البيئة و تبي ان خصائصه و عالقته بقواعد الق انون الع ام باعتب اره فرعا من‬
‫فروعه ‪.‬‬
‫المطلب األولـ‬
‫تعريفـ قانون حماية البيئة و خصائصه‬
‫ويف هذا اإلطار نتناول بالدراسة أوال تعريف قانون محاية البيئة وثانيا خصائصه‬
‫الفرع األول‬
‫تعريفـ قانون حماية البيئة‬
‫نظرا لظهور مشاكل بيئية و ازدياد ح ّدهتا ‪ ،‬تطلب األمر وضع قانون يضمن محاية للبيئة‬

‫‪ -1‬أنظر املادة ‪ 3‬من القانون ‪ 03/01‬املؤرخ يف ‪ 17/02/2003‬املتضمن التنمية املستدامة للسياحة‪،‬اجلريدة الرمسية عدد ‪ 11‬ص ‪. 4‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬

‫لذلك ارتأى املشرع اجلزائري سن قواعد تنظم البيئة و حتميها رغم تشعب مشاكل البيئة و كثرهتا‬
‫و انطالقا من التعريف الذي أعطي ملصطلح البيئة ‪ ،‬و أمام صمت املشرع عن وضع‬
‫تعريف لق انون محاية البيئة ‪ ،‬ميكننا تعريفه على أنه جمموعة القواعد التش ريعية و التنظيمية املهتمة‬
‫بتنظيم احمليط ال ذي يعيش فيه الك ائن احلي مبختلف مش تمال ت ه (املاء ‪ ،‬اهلواء ‪ ،‬الفض اء ‪ ،‬الرتبة )‬
‫و كذا املنشآت اليت وضعها اإلنسان سواء كانت مرافق صناعية أو اجتماعية أو اقتصادية ‪.‬‬

‫‪9‬‬
‫و ب ذلك ف إن قواعد ق انون محاية البيئة هتتم حبماية الطبيعة بكل مش تمالهتا من جهة ‪،‬و من جهة‬
‫أخرى فهي قواعد هتتم حبماية البيئة الوضعية ‪.‬‬
‫كما أن هناك من عرف قانون محاية البيئة بأنه جمموعة القواعد القانونية اليت تسعى من أجل احرتام‬
‫(‪)1‬‬
‫و محاية كل ما حتمله من الطبيعة ‪،‬ومتنع أي اعتداء عليها ‪.‬‬
‫و جتدر اإلش ارة إىل أن تعريف ق انون محاية البيئة يش مل مجيع القواعد القانونية اليت‬
‫يعتمدها املشرع ‪ ،‬قاصدا هبا تنظيم أي جمال من اجملاالت املتعلقة حبماية البيئة ‪ ،‬سواء ما تعلق منها‬
‫حبماية األوساط الطبيعية أو الصحة العمومية أو السكن أو األراضي الفالحية أو الصناعية ‪...‬‬
‫فاملقصود إذن باحلماية هي احلماية مبفهومها الواسع‪ ،‬لكوهنا ليست وليدة تشريع عاد‪ ،‬إمنا‬
‫هي جمس دة يف املواثيق الدولية (‪ )2‬و القواعد الدس تورية‪ ،‬حيث جند غالبية دس اتري الع امل و إن مل‬
‫تضع محاية خاصة للبيئ ة‪ ،‬فإهنا على األقل تض من حق احلي اة يف ظ روف بيئية الئقة و منها الدستور‬
‫بنصها على حق املواطنني يف الرعاية الصحية (‪.)3‬‬ ‫اجلزائري يف مادته ‪ّ 54‬‬
‫و بالرجوع إىل نص املادة األوىل ‪ ،‬الثانية و الثالثة من القانون ‪ 03/10‬جند أنه حدد اآلفاق‬
‫اليت يصبو إىل حتقيقها و املبادئ اليت يتأسس عليها ‪ ،‬حيث نصت املادة األوىل على مايلي ‪ " :‬حيدد‬
‫هذا القانون قواعد محاية البيئة يف إطار التنمية املستدامة "‪.‬‬

‫‪.Dr . Prieur Michel .Op cit .p4‬‬ ‫‪-1‬‬


‫‪ -2‬املرصد الوطين حلق وق اإلنس ان ‪،‬اجلزائر ‪:‬اإلعالن العاملي حلقوق اإلنسان املعتمد واملنشور على املأل بقرار اجلمعية العامة‬
‫املؤرخ يف ‪، 1996، 10/12/1948‬املادة ‪":3‬لكل فرد احلق يف احلياة ويف األمان وعلى شخصه"‪.‬‬
‫‪ -3‬دستور ‪ 1996‬املؤرخ يف ‪، 28/11/1996‬مطبوعات الديوان الوطين لألشغال الرتبوية ‪،‬الطبعة الثانية ‪. 1998،‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬

‫كما تض منت املادة الثانية مجلة من األه داف اليت ي رجى جتس يدها من وراء سن قواعد محاية البيئة‬
‫ومن ه ذه األه داف جند ترقية تنمية وطنية مس تدامة و العمل على ض مان إط ار معيشي س ليم‬
‫و الوقاية من كل أش كال التل وث و األض رار امللحقة بالبيئة و ذلك بض مان احلف اظ على مكوناهتا‬
‫وإصالح األوساط املتضررة ‪ ،‬و ترقية اإلستعمال اإليكولوجي العقالين للموارد الطبيعية و كذلك‬
‫اس تعمال التكنولوجي ات األك ثر نق اء و ت دعيم اإلعالم و حتس يس اجلمه ور لض مان مش اركته يف‬

‫‪10‬‬
‫ت دابري محاية البيئة كما احت وت املادة ‪ 3‬من الق انون الس الف ال ذكر على مب ادئ عامة و أساس ية‬
‫ينبغي احرتامها والعمل هبا كمب دأ احملافظة على التن وع ال بيولوجي ال ذي مبقتض اه جيب مراع اة عند‬
‫القيام بأي نشاط‪ ،‬جتنب إحلاق ضرر بالتنوع البيولوجي ‪.‬‬
‫و تض منت ذات املادة مب دأ يتحمل من خالله كل ش خص يتس بب بنش اطه يف إحلاق ض رر بالبيئة‬
‫نفقات كل تدابري الوقاية من التلوث و التقليص منه(‪.)1‬‬
‫الفرع الثانيـ‬
‫خصائص قانون حماية البيئة‬
‫من قراءتنا لقواعد قانون محاية البيئة اجلزائري‪ ،‬توصلنا إىل استخالص مجلة من اخلصائص‬
‫اليت يتسم هبا و تتلخص أساسا فيما يأيت ‪:‬‬
‫أوال ‪ :‬قــانون حماية البيئة هو قــانون ذو طــابع إداري ‪ :‬و ذلك ما يتجلى بوضوح من الس لطات‬
‫و االمتي ازات املمنوحة للدولة لتحقيق املنفعة العامة ‪ ،‬كما يظهر ذلك أيضا يف الوس ائل اإلدارية‬
‫خوهلا املش رع لإلدارة للت دخل من أجل محاية النظ ام الع ام البي ئي مثل س لطة الدولة يف منح‬
‫اليت ّ‬
‫الرتاخيص ‪ ،‬األوامر ‪ ،‬احلظر ‪...‬‬
‫ثانياـ ‪ :‬ق ـ ــانون حماية البيئة هو ف ـ ــرع من ف ـ ــروع الق ـ ــانون الع ـ ــام ‪ :‬كونه ينظّم العالقة بني اإلدارة‬
‫و األفراد كما أن محاية البيئة تدخل يف إطار املصلحة العامة ‪.‬‬
‫ثالثاـ ‪ :‬قواعد قـ ـ ـ ــانون حماية البيئة تتسم بالطـ ـ ـ ــابع اإللـ ـ ـ ــزاميـ ‪ :‬ذلك ألهنا قواعد آم رة‪ ،‬ال جيوز‬
‫لألفراد اإلتفاق على خمالفتها لكونه قد تضمن نصوصا قمعية و جزاءات ضد كل خمالف ألحكامه‬
‫‪ ،‬بل‬

‫‪ -1‬للمزيد من اإليض احات بش أن املب ادئ ارجع إىل املادة ‪ 3‬من الق انون ‪ 03/10‬املتض من ق انون محاية البيئة يف إط ار التنمية‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬
‫املستدامة ‪.‬‬
‫وتعدى األمر ذلك ‪ ،‬حيث تلزم السلطات اإلدارية املكلفة بتطبيق قانون محاية البيئة باحرتام قواعده‬
‫(‪)1‬‬
‫إعماال ملبدأ املشروعية ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬قــانون حماية البيئة قــانون متعــدد المجــاالتـ ‪ :‬و ه ذا نظ را لكونه يع اجل موض وع البيئة ‪،‬‬
‫هذا األخري الذي يتسم بتشعبه و كثرة جماالته و املشاكل البيئية املثارة يف الواقع ‪.‬‬

‫‪11‬‬
‫خامساـ ‪ :‬قواعد قـ ـ ـ ـ ــانون حماية البيئة تتسم بـ ـ ـ ـ ــالجمع بين الجـ ـ ـ ـ ــانب التشـ ـ ـ ـ ــريعيـ والجـ ـ ـ ـ ــانب‬
‫المؤسسـ ـ ـ ـ ــاتي‪:‬ـ ذلك ألنه حيدد بعض اإلج راءات الكفيلة حبماية البيئة ويف املقابل يرصد مجلة من‬
‫و مجاعات إقليمية و هيئات(‪ )2‬تعمل على ضمان محاية البيئة ‪.‬‬ ‫األجهزة من وزارات‬
‫سادسا ‪ :‬قـ ــانون حماية البيئة يتسم بالحداثةـ ؛ ذلك أن سن قواع ده ك ان ك رد فعل للتط ورات‬
‫الصناعية و التكنولوجية و البيئية اليت عاشتها اجلزائر كغريها من الدول األخرى ‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫عالقة قانون حماية البيئة بالقانون العام‬
‫إن أمهية قانون محاية البيئة تتجلى يف كونه يهتم باحلفاظ على النظام العام‪ ،‬وهذا ما جيعله ذا صلة‬
‫بالقانون العام ‪،‬ولعل ما يربر هذا الطرح هو أن هذا القانون ينظم العالقة بني اإلدارة واألفراد أكثر‬
‫مما ينظمها فيما بني األف راد‪ ،‬ألن محاية البيئة تن درج يف إط ار املص لحة الوطنية ‪،‬ومن مثة ف إن مهمة‬
‫محاية البيئة تض طلع هبا الس لطة العامة ‪،‬وب النظر إىل األه داف اليت سن من أجلها ق انون محاية البيئة‬
‫بصفته فرع من فروع القانون العام جنده يتكيف مع بعض القوانني العامة منها ما هو داخلي ومنها‬
‫ما هو دويل ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪.‬سامي مجال الدين ‪،‬اللوائح اإلدارية وضمانة الرقابة اإلدارية ‪،‬اإلسكندرية ‪،‬منشأة املعارف ‪، 1982،‬ص‪.53-52‬‬
‫‪.Dr. Prieur‬‬ ‫‪Michel‬‬
‫حماية البيئة‬ ‫ماهية ‪.‬قانون‬
‫التمهيدي‪Op cit:‬‬ ‫‪ -2‬الفصل‬
‫‪.page 143-145‬‬

‫الفرع األول‬
‫عالقة قانون حماية البيئة بالقانون العام الداخليـ‬
‫يتبني من نصوص قانون محاية البيئة‪ ،‬أهنا تستمد مبادئها من أحكام القانون اإلداري كما‬
‫أنه يف املقابل تض من ذات الق انون ج زاءات تطبق ضد كل من خ الف أحكامه وب ذلك نستشف‬

‫‪12‬‬
‫نش وء عالقة بني ق انون محاية البيئة والق انون اإلداري من جهة ومن جهة أخ رى بينه وبني الق انون‬
‫اجلزائي ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬عالقة قانون حماية البيئة بالقانون اإلداريـ ‪:‬‬
‫من بني املواض يع اهلامة اليت يتناوهلا الق انون اإلداري ما يع رف بنش اط الض بط اإلداري‬
‫الذي يهدف إىل احملافظة على النظام العام مبشتمالته الثالث ‪ :‬األمن ‪،‬الصحة والسكينة‪،‬وينشئ هلذا‬
‫الغرض هيئات ومؤسسات تسهر على ذلك وتتوىل مهام الضبط اإلداري‪.‬‬
‫والسلطات اإلدارية املنوطة بتطبيق وتنفيذ قانون محاية البيئة قد منحها هذا القانون سلطة‬
‫إص دار الل وائح‪ ،‬الس يما تلك املتعلقة مبكافحة التل وث واحملافظة على املوارد الطبيعية والبيئية وه ذا‬
‫لن يتأتى هلا إال باستعمال وسائل الضبط اإلداري من أجل احلفاظ على النظام العام البيئي واجلدير‬
‫بال ذكر أن الض بط اإلداري يف جمال محاية البيئة يتض من ثالثة أنظمة قانونية هي‪ :‬نظ ام اإلباحة‬
‫الرتخيص واحلظر‪.‬‬
‫وبناء على ما تقدم ميكن القول‪ ،‬أن مثة ارتباط وثيق بني كل من القانون اإلداري وقانون‬
‫محاية البيئة ‪،‬ل ذلك ميكن اعتب ار ه ذا األخري فرعا من ف روع الق انون اإلداري‪ ،‬ك ون أن غالبية‬
‫نصوصه ذات طابع إداري ‪.‬‬

‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬

‫ثانياـ ‪ :‬عالقة قانون حماية البيئة بالقانون الجزائي ‪:‬‬


‫لقد تض منت بعض الق وانني ج زاءات رتبها املش رع يف حالة التج اوزات واالعت داءات‬
‫املرتكبة يف حق البيئة ‪ ،‬ومن ذلك جند قانون العقوبات(‪، )1‬قانون الصحة(‪،)2‬قانون الغابات(‪ )3‬و‬
‫قانون محاية املستهلك(‪.)4‬‬

‫‪13‬‬
‫ومن جهته ك ذلك ف إن ق انون محاية البيئة تض من ج زاءات عقابية ضد كل من مل حيرتم قواع ده‬
‫وهذا بالرغم مما قيل بشأن هذا اإلجتاه لكون أن ما تضمنه القانون اجلزائي من عقوبات غري قادر‬
‫على حتقيق ال ردع للتص رفات املخلة باألنظمة البيئية إذ أن ال ردع ‪ -‬حسب ه ؤالء – إمنا ي أيت يف‬
‫مرحلة الحقة بعد ارتكاب السلوك الضار بالبيئة (‪.)5‬‬
‫ولكن يف رأينا ف إن ه ذا ال رأي وإن ك ان س ليما يف بعض جوانبه إال أنه ميكن الق ول أن تش ريعات‬
‫البيئة ح اولت انته اج سياسة ت رجح من خالهلا أس لوب الوقاية على أس لوب العق اب وبالت ايل فهي‬
‫ت بني القواعد اليت يتعني احرتامها مس بقا وذلك بض رورة املرور على طلب ال رتخيص أو احلص ول‬
‫على املوافقة من قبل املصاحل املعنية‪،‬حتت طائلة املتابعة اجلزائية والعقوبة املكرسة هلا‪.‬‬
‫الفرع الثانيـ‬
‫عالقة قانون حماية البيئة بالقانون العام الدوليـ‬
‫تتجلى عالقة ق انون محاية البيئة بالق انون ال دويل‪،‬ك ون أن األول قواع ده جتسد ظهورها‬
‫ألول وهلة يف القواعد الدولية اليت ظه رت يف ش كل إتفاقي ات بني ال دول‪،‬حلماية البيئة البحرية من‬
‫الثلوث الناتج عن إلقاء الزيوت واملواد البرتولية ‪ ،‬لذلك ميكن القول بأن القانون الدويل هو الذي‬
‫كرس العناية اخلاصة للبيئة البحرية‪.‬‬
‫ولقد طرح موضوع محاية البيئة ألول مرة ‪ ،‬على الساحة الدولية من خالل ندوة األمم‬
‫املتحدة املنعقدة بستوكهومل سنة ‪ 1972:‬ولقد لقي هذا الطرح جتاوبا متباينا من قبل الدول الغربية‬

‫‪ -1‬أنظر املواد ‪ 464،463،462،461،460،459،458،457،455‬من القانون رقم ‪ 82/04‬املؤرخ يف ‪ 13/02/1982‬املعدل واملتمم لألمر‬


‫رقم ‪ 66/156‬املؤرخ يف ‪ 8‬يونيو ‪ 1966‬املتضمن قانون العقوبات‪.‬‬
‫‪ -2‬القانون رقم ‪ 85/05‬املؤرخ يف ‪ 16/02/1985‬املتعلق حبماية الصحة وترقيتها‪،‬اجلريدة الرمسية ‪،‬العدد‪ 8‬يف‪17/02/1985‬ص‪. 176‬‬
‫‪-3‬القانون رقم ‪ 84/12‬املؤرخ يف ‪ 23‬يونيو ‪ 1984‬املتضمن النظام العام للغابات ‪.‬‬
‫املستهلك ‪.‬‬
‫التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬ ‫‪-4‬القانون رقم ‪ 89/02‬املؤرخ يف ‪ 07/02/1989‬املتعلق بالقواعد العامة حلماية الفصل‬
‫‪-5‬د‪.‬ماجد راغب احللو ‪،‬قانون محاية البيئة ‪،‬املرجع السابق ص ‪12‬و‪13‬‬

‫والدول النامية‪،‬كما توالت النداءات الدولية الداعية للموازنة بني التنمية ومحاية البيئة ‪،‬وقد عربت‬
‫اجلزائر عن رأيها يف مسألة محاية البيئة من خالل ندوة ستوكهومل وقمة اجلزائر لدول عدم االحنياز‪.‬‬

‫‪14‬‬
‫فبالنس بة للن دوة األوىل فلقد أش ار ممثل اجلزائر يف مداخلته عن ربط االنش غال البي ئي بالوض عية‬
‫السياسية واالجتماعية املرتدية اليت تعيشها األغلبية الساحقة لشعوب العامل املستعمرة ‪،‬وكذا تطور‬
‫(‪)1‬‬
‫الرأمسالية والثورة الصناعية‪...‬‬
‫أما خالل قمة اجلزائر لدول عدم االحنياز ‪،‬يف ندوهتا الرابعة املنعقدة من ‪ 5 :‬إىل ‪ 9‬سبتمرب‬
‫‪ 1973‬وطبقا لإلتفاقية املكرسة هلا فقد أعربت الدول النامية عن عدم استعدادها إلدماج االنشغال‬
‫البي ئي ض من اخلي ارات االقتص ادية واعت ربت أن ه ذه املن اورة تش كل عائقا إض افيا لتحقيق التنمي ة‪،‬‬
‫اليت تس عى إليها ه ذه ال دول ألهنا ال ت رغب يف ختص يص نفق ات إض افية حلماية البيئ ة‪،‬وأهنا تفضل‬
‫توجيه هذه النفقات لتلبية احلاجات امللحة لشعوهبا (‪.)2‬‬
‫من خالل ما تقدم‪ ،‬يتبني أن اجلزائر وسعيا منها لضمان محاية أفضل للبيئة شاركت يف‬
‫ع دة ن دوات دولية تن اقش املوض وع ‪،‬بل وتع دى األمر ذلك حينما ص ارت ت دمج بن ود اتفاقي ات‬
‫دولية تع اجل مس ألة محاية البيئة يف الق انون ال داخلي ‪،‬وب ذلك فلقد ص ادقت اجلزائر على اتفاقية‬
‫ري ودي ج انريو املتعلقة حبماية البيئة و املنعق دة من ‪ 3‬إىل ‪ 14‬ج وان ‪ 1992‬وذلك مبوجب األمر‬
‫رقم ‪ 03/95:‬املؤرخ يف‪ 21 :‬ج انفي ‪ )3( 1995‬إذ كرست ه ذه اإلتفاقية اإلعالن ال ذي مت اعتم اده‬
‫يف ن دوة س توكهومل وح اولت ض مان اس تمراريته ونصت على اإلع رتاف بس يادة ال دول على‬
‫مصادرها الطبيعية طبقا مليثاق األمم املتحدة ومبادئ القانون الدويل العام‪ ،‬وعلى أن ممارسة احلق يف‬
‫التنمية خيضع ملقتض يات التنمية املس تدمية وض مان حاجي ات األجي ال احلاض رة واملس تقبلة يف التنمية‬
‫والبيئة (‪.)4‬إض افة إىل ما س بق‪ ،‬فقد ص ادقت اجلزائر مبوجب املرس وم رقم ‪ 63/344‬املؤرخ يف‬
‫‪ 11/09/1963‬على االتفاقية الدولية اخلاصة مبكافحة تلوث مياه البحر باملواد البرتولية‪.‬‬

‫‪ -1‬أ‪.‬وناس حيي‪،‬تبلور التنمية املستدمية من خالل التجربة اجلزائرية ‪،‬جملة العلوم القانونية واإلدارية‪،‬كلية احلقوق جامعة تلمسان‪،‬‬
‫‪ ،‬عدد ‪ 2003‬ص ‪. 35-34‬‬
‫‪ -2‬أ‪.‬وناس حيي ‪،‬املقال السابق‪،‬املرجع السابق ص ‪. 36‬‬
‫‪-3‬اجلريدة الرمسية رقم ‪ 32‬مؤرخة يف ‪ 14/06/1995‬ص ‪.3‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬ ‫‪-4‬أ‪.‬وناس حيي ‪،‬املقال السابق ‪،‬املرجع السابق ص ‪.40-39‬‬

‫إذن يستخلص مما سلف‪ ،‬أنه مثة عالقة وثيقة بني قانون محاية البيئة والقانون الدويل العام‬
‫إذ ال نتص ور أن يس تغين أح دمها عن اآلخ ر‪ ،‬فكث ريا ما تط رح مش كلة بيئية على املس توى ال دويل‬

‫‪15‬‬
‫تع اين منها دولة أو أك ثر و ذلك رمبا يرجع إىل طبيعة املش اكل اليت هتدد البيئة و اليت هي مش اكل‬
‫عامة متس بسالمة العامل البيئية بأسرها ‪.‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫التطور التشريعيـ لقانون حماية البيئة‬
‫كان لظهور الثورة الصناعية إىل الوجود تدهورا تدرجييا يف البيئة‪ ،‬بسبب االستغالل‬
‫املف رط لل ثروات الطبيعية و قد ب رزت عوامل التس مم يف خمتلف دول الع امل ‪ ،‬مما أدى بال دول إىل‬
‫التفكري يف ضرورة إجياد الصيغ القانونية اليت ميكنها أن تضع ح ّدا لإلنتهاكات اخلطرية للبيئة ‪.‬‬
‫و يع ود إص دار النص وص اخلاصة حبماية البيئة إىل ما قبل الق رن ‪ 19‬إذ ق ام ع دد من احلك ام بسن‬
‫تشريعات و أوامر يف عدة دول‪ ،‬احنصرت يف البداية يف منع إلقاء القاذورات و الفضالت البشرية‬
‫يف األهنار و البح ريات حفاظا على الص حة العمومية ‪ ،‬كما اهتم البعض بإص دار تنظيم ات تتعلق‬
‫بتحديد أصناف معينة من الطيور و احليوانات بنية احملافظة على هذه الفصائل خلدمة اإلنسان (‪.)1‬‬
‫ومع التطور الصناعي و التكنولوجي اللذين عرفتهما البشرية تزايد اهتمام اإلنسان باملشاكل البيئية‬
‫بالق در ال ذي تزايد معه ص دور تش ريعات منظمة هلذا اجلانب‪ ،‬إض افة إىل ظ اهرة التم دن اليت متت‬
‫على حساب البيئة ‪ ،‬كل هذه اإلشكاليات تبني لنا األوضاع املسامهة يف استمرارية الثلوث اليت هي‬
‫مرتبطة بالنماذج املختلفة للنمو اإلقتصادي ‪.‬‬
‫و مما تقدم ارتأينا التعرض بالدراسة إىل التطور التشريعي لقانون محاية البيئة سواء يف‬
‫التشريعات املقارنة أو يف التشريع اجلزائري‪.‬‬
‫المطلب األولـ‬
‫التطور التشريعيـ لقانون حماية البيئة في التشريعاتـ المقارنة‬
‫و خنص بالدراسة يف هذا اجملال النموذجني الفرنسي و املصري‪.‬‬

‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬


‫‪ -1‬د‪.‬معوض عبد الثواب ‪،‬املرجع السابق ص ‪. 12‬‬

‫الفرع األولـ‬
‫التطور التشريعي لقانون حماية البيئة في فرنسا‬

‫‪16‬‬
‫لقد ظهرت بوادر قانون محاية البيئة يف فرنسا ألول مرة إثر صدور قانون خاص بتنظيم‬
‫ص يد األمساك س نة ‪ 1829‬حيث نص يف املادة ‪ 25‬على حظر إلق اء أي ن وع من املخلف ات اليت من‬
‫ش أهنا أن ت ؤدي إىل هالك ال ثروة الس مكية ‪ ،‬حتت طائلة عقوبة مالية ق درها ‪30‬فرنك و احلبس من‬
‫شهر إىل ‪ 3‬أشهر ‪،‬كما صدر قانون محاية الثروة املائية بتاريخ ‪ 08/04/1898‬و قانون الصحة العامة‬
‫يف‪ 15/02/1902‬ومع ظهور الثورة الصناعية عمد املشرع الفرنسي إىل سن قانون خاص باملنشآت‬
‫املصنفة سنة‪ 1917‬و بذلك تعد هذه الرتسانة القانونية املرحلة األوىل من التشريع يف هذا الباب ‪.‬‬
‫و لقد ص در منش ور س نة ‪ 1951‬وضع مبوجبه ق انون الص حة العامة الس الف ال ذكر ح يز التنفيذ‬
‫وأش ار ه ذا املنش ور إىل إنش اء حمط ات تنقية و تص فية مي اه الص رف احلض ري من كافة املخلف ات‬
‫والنفاي ات املؤثرة على الص حة العامة ‪ ،‬و قد ص درت التعليمة الوزارية رقم ‪97/1954:‬املؤرخة يف‬
‫‪ 10/06/1954‬ألغت من خالله املنش ور الس ابق و أل زمت ال والة باختاذ كافة الت دابري اخلاصة مبعاجلة‬
‫النفايات الصناعية و هذا يف إطار برامج التطهري احلضري (‪.)1‬‬
‫و مبقتضى األمر الصادر يف ‪ 23‬أكتوبر ‪ ، 1958‬مت تعديل قانون الصحة الذي ألزم ربط‬
‫العق ارات بقنوات الصرف(‪)2‬؛ أما يف مطلع الستينات ف أول ق انون ظهر يف فرنسا هو القانون رقم‬
‫‪ 64/1331‬املؤرخ يف ‪ 26/12/1964‬املتعلق حبماية املي اه من الثل وث ب املواد البرتولية و من املس ائل‬
‫اليت تض منها ه ذا الق انون حظر إلق اء املواد اخلط رة يف األوس اط املائية (‪ )3‬و ض رورة وضع ج رد‬
‫خاص باملوارد املائية ‪.‬‬
‫كما صدرت جمموعة من القوانني اخلاصة حبماية البيئة و املراسيم التنفيذية يف السبعينات‬
‫كاملرسوم التنفيذي رقم ‪ 73/438‬الصادر بتاريخ ‪ 22‬مارس ‪ 1973‬املتعلق باملنشآت املصنفة و يعد‬

‫‪.Colas Rence , la pollution des eaux,France : presse universitaire de France ,1962 p48 -1‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬مراد عبد الفتاح ‪،‬املرجع السابق ص ‪.10‬‬
‫‪.Colas‬‬
‫‪Rence,‬البيئة‬ ‫ماهية‪IBID‬‬
‫قانون حماية‬ ‫‪3‬‬
‫التمهيدي‪p66-:‬‬ ‫الفصل‬

‫القانون الصادر سنة ‪ 1976‬و املرسوم املطبق له رقم ‪ 77/1141‬و املتعلق حبماية الطبيعة‬
‫والذي نص يف مادته الثانية على ما يسمى بدراسة مدى التأثري يف البيئة ‪ ،‬أهم قانون خاص حبماية‬
‫البيئة ‪.‬‬

‫‪17‬‬
‫ّأما عند حلول الثمانين ات‪ ،‬صدرت بعض التش ريعات اخلاصة حبماية البيئة كق وانني‬
‫التهيئة العمرانية ومنح رخص البناء و التجزئة و اهلدم ‪ ،‬و من أهم هذه القوانني ؛ القانون الصادر‬
‫بت اريخ ‪ 07/01/1983‬حتت رقم ‪ )1( 08 /83‬و املرس وم املؤرخ يف ‪ 9/09/1983‬املع دل له و املتعلق‬
‫مبخطط شغل األراضي ‪ ،‬و كذلك املرسوم رقم ‪ 83/1262‬املتعلق بشهادة التعمري ‪.‬‬
‫و يف التسعينات صدرت عدة تشريعات متعلقة حبماية البيئة ‪ ،‬خنص بالذكر القانون رقم‬
‫‪ 92/646‬املؤرخ يف ‪ 13/07/1992‬املتعلق ب التخلص من النفاي ات النامجة عن نش اطات املنش آت‬
‫املصنفة ‪.‬‬
‫و يبقى أهم قانون صدر لتدعيم محاية البيئة يف فرنسا هو القانون املسمى بقانون بارين نسبة إىل‬
‫وزير البيئة آن ذاك «‪  » BARNIER MICHEL ‬و لقد ص در س نة ‪ 1995‬و أهم ما تض منه ه ذا‬
‫القانون الوقاية من التلوث و تسيري النفايات ‪ ،‬و من األخطار الطبيعية ‪...‬إخل‪.‬‬
‫وميكن تلخيص التطور التشريعي لقانون محاية البيئة الفرنسي يف مراحل ثالث‪:‬‬
‫المرحلةـ األولى ‪ :‬تبدأ من صدور قانون الصيد سنة ‪ 1829‬إىل غاية ‪. 1951‬‬
‫المرحلةـ الثانية ‪ :‬وتبدأ من صدور املنشور رقم ‪ 51/110‬إىل غاية صدور قانون التهيئة والتعمري ‪.‬‬
‫المرحلةـ الثالثة ‪ :‬وهي املرحلة اليت تبىن فيها املش رع الفرنسي مب ادئ م ؤمتر س توكهومل إىل غاية‬
‫صدور القانون رقم ‪ 95/108‬املعزز مببادئ مؤمتر قمة األرض املنعقد مبدينة ريودي جانريو الربازيلية‬
‫سنة ‪. 1992‬‬
‫الفرع الثانيـ‬
‫التطور التشريعيـ لقانون حماية البيئة في مصر‬
‫‪1946‬‬‫لقد خص املشرع املصري للبيئة أول محاية قانونية مبوجب القانون رقم ‪ 35‬لسنة‬
‫واملتعلق بصرف املياه من احملالت واملصانع يف اجملاري العامة ‪،‬وقد مت تعديل هذا القانون مبوجب‬

‫‪ -1‬يتعلق هذا القانون بتوزيع اإلختصاص بني البلديات ومقاطعات الدولة يف منح الرتاخيص اخلاصة بعمليات البناء‪.‬‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬

‫القانون رقم ‪ 47‬لسنة ‪ 1948‬واملالحظ على هذه النصوص أهنا تضمنت قواعد خمتصرة‬
‫وإج راءات وقائية حلماية البيئة ‪،‬ومبقتضى الق انون رقم ‪ 137‬لس نة ‪ 1958‬ص در ق رار رئاسي بش أن‬
‫اإلحتياط ات والوقاية من األم راض املعدية ‪،‬وأهم ما تض منه أنه نص على إمكانية وزير الص حة من‬

‫‪18‬‬
‫إص دار الق رارات الالزمة ملراقبة األش خاص واحليوان ات القادمة من اخلارج وك ذلك الس لع‬
‫املستوردة(‪.)1‬‬
‫ويف سنة ‪ 1974‬صدر القرار رقم ‪ 291‬تضمن أحكاما تتعلق باملرور ‪،‬حيث نص على‬
‫ض رورة أن يك ون حمرك املركب ات يف حالة جي دة ال خيرج منه دخ ان مكثف ي ؤدي إىل اإلض رار‬
‫بالصحة العمومية ‪ ،‬ويف سنة ‪ 1982‬صدر القانون رقم ‪ 48‬والئحته التنفيذية رقم ‪،08‬املتعلق حبماية‬
‫هنر النيل واجملاري املائية من التلوث حبيث مينع معه رمي املخلفات الصلبة أو السائلة أو الغازية من‬
‫العقارات واحملال واملنشآت الصناعية والسياحية يف جماري املياه إال باحلصول على ترخيص‪.‬‬
‫ويف س نة ‪ 1994‬ص در الق انون رقم ‪ 04‬ال ذي دخل ح يز النف اذ يف ‪ 04/02/1994‬وال ذي يعترب أول‬
‫قانون يصدر يف جمال محاية البيئة جامعا لكل حمتويات ومكونات البيئة ‪.‬‬
‫المطلب الثانيـ‬
‫التطور التشريعيـ لقانون حماية البيئة في الجزائرـ‬
‫لقد كان موضوع البيئة الشغل الشاغل للدول وهذا نظرا لألمهية البالغة اليت يكتسيها‬
‫وكثرة املشاكل اليت تطرحها البيئة ‪،‬وعلى هذا األساس ارتأينا البحث حول أهم املراحل اليت مر هبا‬
‫تش ريع محاية البيئة اجلزائ ري وذلك خالل احلقبة االس تعمارية اليت عاش تها اجلزائر وبعد أن ن الت‬
‫استقالهلا‪.‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫تطور قانون حماية البيئة أثناء الفترة االستعمارية‬
‫تعد اجلزائر من الدول اليت خضعت لفرتة طويلة من االستعمار ‪،‬وبذلك فإن مصريها كان‬
‫هو مصري أية دولة مس تعمرة ‪،‬تت داول عليها الق وانني واألنظمة االس تعمارية ‪،‬لكن ملا يتعلق األمر‬
‫بقواعد محاية البيئة فإن املستعمر الفرنسي يأىب تطبيقها يف األراضي اجلزائريـة ألن هذا يتعـارض‬

‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬


‫‪ -1‬د‪ .‬عبد الفتاح مراد ‪،‬املرجع السابق ص ‪. 339‬‬
‫ومص احله االس تعمارية ‪،‬ف اجلزائر ب النظر ملا تتمتع به من ث روات وم وارد طبيعية مه دت للمس تعمر‬
‫باس تغالهلا ف أدى ه ذا الطمع إىل استنـزاف املوارد البيئية ‪ ،‬ومن ذلك ال ثروة الغابية حيث تعرضت‬
‫لقطع األشجار وحرق الغابات ‪،‬كما قام املعمر بعمليات احلفر اهلمجية رغبة منه يف احلصول على‬

‫‪19‬‬
‫ال ثروات املعدنية مما أدى إىل تعكري طبق ات املي اه اجلوفية وتش ويه س طح األرض كما ق ام املس تعمر‬
‫بإنشاء املستوطنات على حساب األراضي الفالحية ‪.‬‬
‫ومما تقدم ميكن القول أن القوانني اليت طبقتها فرنسا يف اجلزائر خالل الفرتة اإلستعمارية‬
‫لعبت الدور الكبري يف استنـزاف املوارد البيئية وتقليصها‪.‬‬
‫الفرع الثانيـ‬
‫تطور قانون حماية البيئة بعد اإلستقالل‬
‫بعد االستقالل مباشرة ‪،‬انصب اهتمام اجلزائر على إعادة بناء ما خلفه املستعمر وبذلك‬
‫فقد أمهلت إىل حد بعيد اجلانب البيئي ‪،‬لكن مبرور الزمن أخذت اجلزائر العناية بالبيئة‪ ،‬وهذا بدليل‬
‫صدور عدة تشريعات تناهض فكرة محاية البيئة وكان ذلك يف شكل مراسيم تنظيمية منها مــا‬
‫يتعلق حبماية السواحل (‪ )1‬ومنها ما يتعلق باحلماية الساحلية للمدن(‪، )2‬كما مت إنشاء جلنة املياه(‪.)3‬‬
‫وقد صدر أول تشريع يتعلق بتنظيم اجلماعات اإلقليمية وصالحياهتا وهو قانون البلدية الصادر سنة‬
‫‪ 1967‬إال أنه مل ي بني ص راحة احلماية القانونية للبيئة واكتفى فقط بتبي ان ص الحيات رئيس اجمللس‬
‫الشعيب البلدي باعتباره يسعى إىل محاية النظام العام(‪.)4‬‬
‫أما قانون الوالية الصادر سنة ‪ 1969‬فإنه ميكن القول بشأنه أنه تضمن شيئا عن محاية‬
‫البيئة وه ذا من خالل نصه على ال تزام الس لطات العمومي ة‪ ،‬بالت دخل ملكافحة األم راض املعدية‬
‫والوبائية‪.‬‬

‫‪ -1‬املرسوم رقم ‪ 63/73‬املتعلق حبماية السواحل ‪،‬اجلريدة الرمسية ‪،‬العدد ‪ 13‬يف ‪. 04/03/1963‬‬
‫‪ -2‬املرسوم رقم ‪ 63/478‬املتعلق باحلماية الساحلية للمدن ‪،‬اجلريدة الرمسية ‪،‬العدد ‪ 98‬يف ‪.20/12/1963‬‬
‫‪-3‬املرسوم رقم ‪ 67/38‬املتعلق بإنشاء جلنة املياه ‪،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 52‬يف ‪.24/07/1963‬‬
‫‪ -4‬األمر رقم ‪ 67/73‬املتضمن قانون البلدية ‪،‬اجلريدة الرمسية ‪،‬عدد ‪ 6‬يف ‪. 18/01/1967‬‬

‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬

‫ويف مطلع الس بعينات وغ داة دخ ول اجلزائر مرحلة التص نيع ‪،‬ب دأت تظهر ب وادر تش ريعية جتسد‬
‫اهتم ام الدولة حبماية البيئة وه ذا ما جنده م ربرا بإنش اء اجمللس الوطين للبيئة كهيئة استش ارية تق دم‬
‫اقرتاحاهتا يف جمال محاية البيئة (‪.)1‬‬

‫‪20‬‬
‫ويف سنة ‪ 1983‬صدر قانون محاية البيئة الذي تضمن املبادئ العامة ملختلف جوانب محاية‬
‫البيئة ‪،‬ويعد ه ذا الق انون هنضة قانونية يف س بيل محاية البيئة والطبيعة من مجيع أش كال االستنـزاف‬
‫وقد فتح ذات الق انون ك ذلك اجملال واس عا لالهتم ام بالبيئ ة‪ ،‬مما أدى إىل ص دور ع دة ق وانني‬
‫وتنظيم ات أمهها الق انون املتعلق حبماية الص حة وترقيتها(‪ ،)2‬ال ذي عرب من خالله املش رع على‬
‫العالقة بني محاية الصحة ومحاية البيئة حتت عنوان "تدابري محاية احمليط والبيئة" (‪.)3‬‬
‫كما صدر سنة ‪ 1987‬القانون املتعلق بالتهيئة العمرانية ‪،‬وهذا ما يعين اجتاه الدولة إىل‬
‫انتهاج سياسة التوزيع احملكم واألمثل لألنشطة اإلقتصادية واملوارد البيئية والطبيعية (‪.)4‬‬
‫وإىل جانب ما سبق ذكره ‪،‬جند أن املشرع مل يورد مسألة محاية البيئة يف القانون العادي‬
‫والق وانني الفرعية فحسب ‪،‬بل تع دى اهتماهه وخص ها بالدراسة يف دس تور ‪ 1989‬حينما ك رس‬
‫احلماية القانونية للبيئية معتربا إياها مصلحة عامة جتب محايتها كما أضاف ضرورة االعتناء بصحة‬
‫املواطن ووقايته من األمراض املعدية وذلك من خالل إلزام الدولة بالتكفل هبذا اجملال(‪.)5‬‬
‫ويف بداية التس عينات ص در قانونا البلدية والوالية (‪،)6‬حيث نصت املادة ‪ 58‬من ق انون الوالية على‬
‫اختص اص اجمللس الش عيب ال والئي يف أعم ال التنمية االقتص ادية واالجتماعية والثقافية ‪ ،‬وك ذا هتيئة‬
‫اإلقليم الوالئي ‪،‬ومحاية البيئة وترقيتها‪.‬‬
‫وأضافت املادة ‪ 78‬أنه ملزم كذلك بالسهر على أعمال الوقاية الصحية واختاذ اإلجراءات املشجعة‬

‫‪ -1‬املرسوم رقم ‪ 74/156‬املتضمن إنشاء اجمللس الوطين للبيئة ‪،‬اجلريدة الرمسية ‪،‬عدد ‪ 59‬يف ‪.23/07/1974‬‬
‫‪-2‬القانون رقم ‪ 85/05‬املتعلق حبماية الصحة وترقيتها ‪،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 8‬يف ‪ 17/02/1985‬ص ‪.176‬‬
‫‪-3‬املواد من ‪32‬إىل ‪ 51‬من القانون رقم ‪.85/05‬‬

‫‪-4‬املرسوم رقم ‪ 87/03‬املتعلق بالتهيئة العمرانية ‪،‬اجلريدة الرمسية ‪،‬العدد ‪ 5‬يف ‪.27/11/1987‬‬
‫‪-5‬دستور ‪، 1989‬املادة ‪. 51‬‬
‫‪-6‬القانون رقم ‪ 90/09‬املتضمن قانون الوالية ‪،‬اجلريدة الرمسية ‪،‬عدد ‪ 15‬يف ‪ 11/04/1990‬والقانون رقم ‪ 90/08‬املتضمن قانون‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬ ‫البلدية ‪،‬اجلريدة الرمسية‪،‬عدد ‪ 15‬يف ‪. 11/04/1990‬‬

‫إلنش اء هياكل مرتبطة مبراقبة وحفظ الص حة ‪،‬كما أك دت املادة ‪ 66‬من جهتها على ض رورة‬
‫املبادرة حبماية األراضي الفالحية‪.‬‬
‫وفيما خيص ق انون البلدية ‪،‬ف الربجوع إىل نص املادة ‪ 107‬منه جند أنه تض من ع دة أحك ام تنصب‬
‫جمملها حول محاية البيئة منها ضرورة اختاذ التدابري الالزمة ملكافحة األوبئة‪.‬‬

‫‪21‬‬
‫وقصدا من املشرع إلحداث املوازنة بني قواعد العمران وقواعد محاية البيئة ‪،‬صدر قانون‬
‫التهيئة والتعمري (‪)1‬الذي يهدف إىل إحداث التوازن يف تسيري األراضي بني وظيفة السكن‪،‬الفالحة‬
‫الصناعة واحملافظة على البيئة واألوساط الطبيعية ‪.‬‬
‫ورغبة منه يف إفراد محاية خاصة باملوارد املائية خصها املشرع بالتنظيم يف األمر رقم‬
‫‪ ،96/13‬وه ذا بغ رض وضع سياسة حمكمة من أجل تلبية متطلب ات ال ري ‪ ،‬القط اع الص ناعي‬
‫واحتياجات األفراد‪.‬‬
‫ويتجلى لنا بوضوح تأثر املشرع اجلزائري مبوضوع البيئة واإلشكاالت اليت يطرحها من‬
‫خالل صدور القانون رقم ‪ 03/10‬املتضمن محاية البيئة يف إطار التنمية املستدامة والذي ميكن القول‬
‫بش أنه أنه ج اء مثرة مش اركة الدولة اجلزائرية يف ع دة حمافل دولية ختص ه ذا املوض وع منها ن دوة‬
‫ستوكهومل وقمة اجلزائر لدول عدم اإلحنياز وكذا مصادقة اجلزائر على العديد من اإلتفاقيات اليت‬
‫تصب يف نفس اإلط ار وأمهها إتفاقية ري ودي ج انريو املنعق دة بالربازيل اليت تعترب نقطة التح ول‬
‫الك ربى يف السياسة البيئية الدولية بص فة عامة واجلزائرية بص فة خاص ة‪ ،‬وخري دليل على النهضة‬
‫البيئية اليت جاء هبا القانون السالف الذكر‪ ،‬تضمنه على جمموعة من املبادئ واألهداف اليت جتسد‬
‫محاية أفضل للبيئة‪ ،‬مبا يتناسب ومتطلبات التنمية املستدامة ومبادئها‪.‬‬
‫إضافة إىل ما سبق جند أنه ويف كل سنة مالية يصدر قانون يتضمن بنودا تتعلق بالبيئة(‪ ،)2‬وهذا إن‬
‫دل على شيء فإمنا يدل على حرص املشرع على مواكبة متطلبات العصرنة مبا تفرزه من مشاكل‬

‫‪-1‬القانون رقم ‪ 90/29‬املتعلق بالتهيئة والتعمري‪،‬اجلريدة الرمسية‪،‬العدد ‪ 52‬يف‪ 01/12/1990‬املعدل باألمر ‪04/50‬يف ‪.14/08/2004‬‬
‫‪-2‬أنظر املادة ‪ 263‬مكرر ‪ 3‬من القانون ‪ 01/21‬املتضمن قانون املالية لسنة ‪ 2002‬والذي جاء به املشرع ليجسد مبدأ امللوث‬
‫ال دافع برفع نسب رس وم رفع النفاي ات وه ذا ملعاجلة مش كلة النفاي ات احلض رية واليت ك ان مق دارها يف ظل ق انون املالية لس نة‬
‫الفصل التمهيدي‪ :‬ماهية قانون حماية البيئة‬ ‫‪ 1993‬زهيدا ‪،‬مما شكل صعوبة للبلديات يف تطوير أساليب معاجلة النفايات ‪.‬‬

‫بيئية متع ددة‪ ،‬ويف املقابل على متابعته عن كثب ملختلف احلل ول املقرتحة هلا س واء على املس توى‬
‫الدويل مبناسبة املؤمترات املنعقدة يف هذا اخلصوص أو من خالل الندوات الدراسية الوطنية اخلاصة‬
‫بالبيئة ‪.‬‬

‫‪22‬‬
‫من خالل هذا الفصل التمهيدي ‪،‬حاولنا إزالة اللبس والغموض حول بعض املفاهيم‬
‫واملص طلحات املقرتنة مبوض وع البيئة ‪،‬وه ذا لكي يتسىن لنا اخلوض يف كافة اجلوانب اليت يتطلبها‬
‫هذا املوضوع‪.‬‬
‫ويف هذا الصدد شرعنا يف استنباط مفهوم البيئة‪ ،‬وعالقته ببعض املفاهيم املرتبطة به ‪،‬مث‬
‫س عينا إىل إجياد تعريف ق انوين ج امع م انع لق انون محاية البيئة وح ددنا خصائصه ووص لنا إىل إجياد‬
‫العالقة اليت تربطه بباقي فروع القانون وانتهينا يف األخري إىل البحث يف التطور التشريعي الذي مر‬
‫به قانون محاية البيئة سواء يف التشريعات املقارنة أو يف التشريع اجلزائري ‪.‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬

‫الفصل األول‬
‫اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬
‫ينتهج املشرع اجلزائري يف وصفه للقواعد القانونية املتعلقة حبماية البيئة الطابع اإلزدواجي‬
‫يف الصياغة‪ ،‬فهو حيدد اإلجراءات الوقائية اليت حتول دون وقوع االعتداء على البيئة من جهة‪،‬ومن‬
‫جهة أخ رى حيدد اجلزاءات املرتتبة عن خمالفتها ‪ ،‬و حينما نتكلم عن اإلج راءات الوقائية اليت‬
‫يض عها املش رع بص فة عامة فإننا نقصد ب ذلك تلك القواعد القانونية اليت متنع وق وع الس لوك‬

‫‪23‬‬
‫املخ الف إلرادة املش رع و هي تعد مبثابة الوقاية الس ابقة املخولة للمؤسس ات التنفيذية لض بط كافة‬
‫االعتداءات اليت تنتهك القواعد القانونية ‪.‬‬
‫و باملقابل هناك ما يعرف بالقواعد اجلزائية هذه األخرية عبارة عن وسائل ردعية تضمنها املشرع‬
‫كجزاء قانوين وليد االعتداءات و املخالفات و عليه فهي تعد مبثابة رقابة الحقة لسلوكات األفراد‬
‫جتاه القواعد القانونية ‪.‬‬
‫لقد وضع املش رع اجلزائ ري جمموعة من اإلج راءات الوقائية حلماية البيئة يف خمتلف‬
‫جوانبها س واء فيما تعلق منها حبماية املوارد املائية أو اجملال الط بيعي أو اإلط ار املعيشي ‪ ،‬من خالل‬
‫اإلجراءات القانونية اليت تناولتها القوانني اليت تصب يف اإلطار العام حلماية البيئة و تتمثل أهم هذه‬
‫الوسائل يف الرتاخيص ‪ ،‬املنع (احلظر) دراسات التأثري و التصريح أو نظام التقارير ‪.‬‬
‫و نظرا العتبار الرتخيص أهم هذه األساليب كونه األسلوب األكثر حتكما و جناعة ملا‬
‫حيققه من محاية مس بقة على وق وع االعت داء كما أنه يرتبط باملش اريع ذات األمهية و اخلط ورة على‬
‫البيئة سيما املشاريع الصناعية و أشغال البناء و كذلك املركبات و املنقوالت األخرى اليت يؤدي‬
‫يف الغالب استعماهلا إىل استنزاف املوارد الطبيعية و املساس بالتنوع البيولوجي ‪ ،‬و عليه خصصنا له‬
‫جماال واسعا مقارنة باألساليب األخرى إال أن هذا ال يعين التقليل من أمهية الوسائل األخرى إذ أن‬
‫البعض منها يت داخل و من ذلك عالقة ال رتخيص بدراسة الت أثري‪ ،‬إذ أن احلص ول على األوىل‬
‫يس تدعي اس تيفاء الثانية ‪ ،‬غري أن جمال تط بيق أس لوب ال رتخيص ينصب ح ول املش اريع ذات‬
‫اخلط ورة مقارنة مع نظ ام التق ارير ال ذي يتطلبه املش رع يف بعض النش اطات اليت ال تصل فيها‬
‫للرتخيص‪ .‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬
‫اخلطورة إىل الدرجة اليت تتطلبها املشاريع اخلاضعةالفصل األول ‪:‬‬

‫يتبني انطالقا من النصوص القانونية املتعلقة حبماية البيئة أهنا تكتسي طابع املصلحة العامة(‪، )1‬إذ من‬
‫خالهلا ن رى أن مثة إل زام ع ام جيرب كل ش خص مهما ك ان مرك زه س واء أعترب شخصا طبيعيا أو‬
‫معنويا أن يساهم بسلوكه يف محاية املوارد البيئية إذ نصت املادة ‪08‬من القانون املتعلق حبماية البيئة‬
‫يف إط ار التنمية املس تدامة على أنه يتعني على كل ش خص ط بيعي أو معن وي حبوزته معلوم ات‬
‫متعلقة بالعناصر البيئية اليت ميكنها التأثري بصفة مباشرة أو غري مباشرة على الصحة العمومية ‪ ،‬تبليغ‬
‫هذه املعلومات إىل السلطات احمللية أو السلطات املكلفة بالبيئة ‪.‬‬

‫‪24‬‬
‫كذلك إن القواعد البيئية املتعلقة حبماية البيئة جلها قواعد آمرة (‪، )2‬مبا أهنا هتدف إىل محاية الصاحل‬
‫الع ام ‪،‬و ال يك ون أدىن اختي ار لألش خاص املكلفني هبا ‪ ،‬إال احرتامها يف ح دود ما ينص عليه‬
‫القانون ‪.‬‬
‫إن مكافحة كل أش كال االس تنزاف للم وارد البيئية يتطلب من اإلدارة ف رض بعض‬
‫االلتزامات والقيود على احلريات الفردية عن طريق وسائل حمددة كالرتاخيص ‪،‬األوامر‪ ،‬الدراسات‬
‫املس بقة لبعض املش اريع لتف ادي األض رار اليت من ش أهنا املس اس بالبيئة (‪ ، )3‬و هي تعد إج راءات‬
‫إدارية ألن اإلدارة هي اليت تت دخل يف تطبيقها و مراقبتها وفق الش روط القانونية ‪ ،‬و عليه س نتطرق‬
‫إىل هذه اإلجراءات بالتفصيل ‪.‬‬

‫‪-1‬أنظر املواد ‪، 11، 10، 09، 08‬و‪ 12‬من القانون‪ 10/ 03‬املتعلق حبماية البيئة ‪،‬وكذا املادة ‪ 03‬من القانون ‪ 03/ 03‬املتعلق‬
‫مبن اطق التوسع واملواقع الس ياحية واليت تنص علي م ايلي "ًيكتسي حتديد وتص نيف ومحاية وهتيئة وترقية من اطق التوسع واملواقع‬
‫السياحية وإعادة االعتبار هلل طابع املنفعة العمومية"ً‬
‫من"ذلك‬
‫ً‬ ‫‪-2‬من خالل قراءتنا لقانون محاية البيئة جند أن املشرع يستعمل مصطلحات توحي بإلزامية هذه القواعد‬
‫ًجيب" ‪"،‬يتخذ"‪"،‬حيظ ًـر"‪" ً،‬مينـع"‪...،‬اخل‪.‬‬
‫"يتعني"‪ً "،‬‬
‫ً‬
‫بحماية البيئة‬
‫‪-4Aliscandre‬‬ ‫الكفيلة‬
‫‪Kiss‬‬ ‫اإلجراءات اإلدارية‬
‫‪et Shelton‬‬ ‫الفصل األول ‪:‬‬
‫‪Dinach ,Traité‬‬ ‫‪de droit Europein de l environnement ,p18,19‬‬

‫المبحث األول‬
‫الترخيص‬
‫يقصد بالرتخيص باعتباره عمال من األعمال القانونية ‪ ،‬ذلك اإلذن الصادر عن اإلدارة‬
‫ملمارسة نشاط معني ‪ ،‬وبالتايل فإن ممارسة النشاط اإلداري هنا مرهون مبنح الرتخيص ‪،‬فال بد من‬
‫احلص ول على اإلذن املس بق من ط رف الس لطات املعنية وهي الس لطة الض ابطة (‪، )1‬والرخصة‬
‫اإلدارية من حيث طبيعتها تعد ق رارا إداريا أي تص رف إداري إنف رادي (‪، )2‬و ال رتخيص من حيث‬
‫األصل يك ون دائما م امل بنص الق انون على خالف ذلك ‪ ،‬ومن حيث الس لطة املختصة بإص داره‬

‫‪25‬‬
‫فقد يص در من الس لطات املركزية ‪،‬كما يف حالة إقامة مش اريع ذات أمهية ‪ ،‬وقد يص در من‬
‫السلطات احمللية كرئيس البلدية أو الوايل كرخصة البناء مثل‪.‬‬
‫والتشريع اجلزائري و على غرار تشريعات العامل يتضمن الكثري من األمثلة يف جمال‬
‫الضبط اإلداري املتعلق حبماية البيئة وسنقتصر على بعض األمثلة فقط ‪ ،‬فأسلوب الرتخيص جنده يف‬
‫قانون املياه‪ ،‬قانون املناجم ‪،‬القانون املتعلق حبماية الساحل وتثمينه ‪ ،‬القانون احملدد ملناطق التوسع‬
‫واملواقع الس ياحية ‪ ،‬كما جنده أيضا يف التش ريع األساسي للبيئة باإلض افة إىل ق انون التهيئة والتعمري‬
‫وقانون املنشآت املصنفة‪...‬اخل ‪ ،‬وعليه سنقتصر على أهم تطبيقات أسلوب الرتخيص ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫رخصة البناء وعالقتها بحماية المجال الطبيعي‬
‫قد يتب ادر يف ال ذهن أن ق انون التعمري و مايؤديه من دور اس تهالكي لألراضي جيعله‬
‫يتج اوز القواعد اليت تبناها ق انون محاية البيئة ‪،‬لكن يف حقيقة األمر نرى أن القواعد اليت ج اء هبا‬
‫املشرع يف قانون التهيئة و التعمري هتدف إىل سد الفراغ القانوين و ذلك بتكريسها للصلة املوجودة‬
‫بني عملية التهيئة‬

‫‪ -1‬د ‪ .‬عبد الغ اين بس يوين عبد اهلل ‪،‬الق انون اإلداري ‪،‬دراسة مقارنة ألسس ومب ادئ الق انون اإلداري وتطبيقاهتا يف مصر‬
‫‪،‬اإلسكندرية ‪،‬منشأة املعارف باإلسكندرية‪ 1991،‬ص‪385‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬عمار عوابدي القانون اإلداري‪،‬اجلزائر ديوان املطبوعات اجلامعية‪،1990،‬ص‪407‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬
‫و محاية البيئة (‪.)1‬‬
‫ونفس الشيئ يقال عن القانون ‪03 /03‬املتعلق مبناطق التوسع و املواقع السياحية الذي أخضع منح‬
‫رخصة البناء داخل مناطق التوسع و املواقع السياحية إىل الرأي املسبق من الوزارة املكلفة بالسياحة‬
‫و بالتنسيق مع اإلدارة املكلفة بالثقافة عن دما حتت وي ه ذه املن اطق على مع امل ثقافية مصنفة (‪ )2‬وقد‬
‫أح الت املادة ‪ 10‬من نفس الق انون على ق انون التهيئة و التعمري بنص ها على أن ش غل و اس تغالل‬
‫األراضي املوج ودة داخل من اطق التوسع و املواقع الس ياحية يك ون يف ظل اح رتام قواعد التهيئة‬
‫والتعمري ‪.‬‬

‫‪26‬‬
‫من خالل هذا العرض تتضح الصلة املوجودة بني القانونني باعتبارمها ميدانني متكاملني‬
‫وم رتابطني ‪ ،‬و تتجسد ه ذه العالقة أك ثر فيما يتطلبه املش رع من إج راءات بغ رض احلص ول على‬
‫رخصة البناء ‪ ،‬و من خالل التمعن يف نصوص القانونني املذكورين أعاله يتضح أن املشرع حاول‬
‫إق رار وس ائل تعمري مش جعة و باملقابل ح اول وضع قواعد للتص دي لكل التج اوزات اليت ال حترتم‬
‫القواعد و الش روط املنص وص عليها قانونا من جه ة‪ ،‬و من جهة أخ رى حلماية األراضي الفالحية‬
‫واملناطق اليت حتتوي على مناظر أرضية و حبرية حممية (‪. )3‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫مجال الحصول على رخصة البناء‬
‫كما سبق القول فإن رخصة البناء تشكل جانبا هاما من جوانب الرقابة املمارسة على االستهالك‬
‫العشوائي للمحيط ‪ ،‬و إذا كانت الرخص املتعلقة بتنظيم شغل األراضي و استعماالهتا متعددة منها‬
‫ش هادة املطابقة رخصة التجزئة ‪،‬رخصة اهلدم ‪ ،‬الرخصة اخلاصة باألش غال العامة املختلف ة‪،‬ورخص‬
‫(‪)4‬‬
‫الوقف تعد كلها ذات أمهية يف استهالك اجملال الطبيعي‪ ،‬فإن رخصة البناء تعد أهم هذه الرخص‬

‫‪ -1‬تنص املادة األويل من القانون ‪ 29/ 90‬املتعلق بالتهيئة والتعمري علي ما يلي‪":‬يهدف هذا القانون إيل ‪...‬وأيضا وقاية احمليط‬
‫واألوساط الطبيعية واملناظر والرتاث الثقايف والتارخيي علي أساس احرتام مبادئ وأهداف السياسة الوطنية للتهيئة العمرانية"‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر املادة ‪ 24‬من القانون ‪ 03/ 03‬املذكور أعاله‪.‬‬
‫‪ -3‬أنظر املادة ‪ 05‬من القانون ‪ ،03/ 03‬وكذا املادة ‪ 29‬وما بعدها من القانون ‪ 10/ 03‬املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية‬
‫املستدامة‪.‬‬
‫‪-4 Dr :‬‬ ‫‪Delabdere‬‬
‫البيئة‬ ‫‪André‬‬
‫الكفيلة بحماية‬ ‫اإلجراءات ‪et‬‬
‫اإلدارية‬ ‫‪les autres ,Droit‬‬ ‫‪administratif 15éme édition,Librirairie générale et‬‬
‫الفصل األول ‪:‬‬
‫‪de droit et de jurisprudence ,1995,p388 .‬‬
‫فقد نص الق انون املتعلق برخصة البن اء و رخصة جتزئة األراضي للبن اء (‪، )1‬على ض رورة احلص ول‬
‫على رخصة البن اء يف حالة تش يد بناي ات جدي دة مهما ك ان اس تعماهلا ‪،‬أو تغري البن اء ال ذي ميس‬
‫اجلدران الض خمة أو الواجه ات أو هيكل البناية أو الزي ادات يف العلو اليت ينجر عنها تغري يف‬
‫التوزيع اخلارجي‪.‬‬
‫من خالل هذا النص فاملشروع مل يقتصر على شرط الرخصة يف إقامة البناءات اجلديدة‬
‫فحسب وإهنا يف حالة تغري ج وهري يف املبىن وهو التغير ال ذي ميس باجلدران الض خمة‪ ،‬ويش رتط‬
‫املش رع بعض املق اييس يف مش اريع البن اء اخلاض عة لل رتخيص من ذلك ض رورة وض عها من قبل‬

‫‪27‬‬
‫مهن دس معمـاري باإلض افة إىل بعض الوث ائق اليت تشري إىل موقع البناية وتكوينها وتنظيمها ومظهر‬
‫واجهتها (‪. )2‬‬
‫وهبذا يك ون الق انون املتعلق برخصة البن اء يف مادته اخلامسة قد تبىن ثقافة واس عة يف جمال البن اء‬
‫والتعمري وال رتخيص املتعلق بالبن اء ومحاية البيئة ‪،‬حيث يقضى ب أن رخصة البن اء إجبارية يف عملية‬
‫البن اء اليت تتعلق باملنش آت الص ناعية أو النقل املدين واجلوي والبح ري أوتص فية املي اه ومعاجلتها أو‬
‫تصفية املياه املستعملة و صرفها أو معاجلة النفايات املنزلية و إعادة استعماهلا ‪،‬واملالحظ من خالل‬
‫ه ذا النص أن املش رع قد جعل احلص ول على رخصة البن اء ش رطا إجباريا إلقامة ه ذه املش اريع‬
‫املشار إليها من خالل نص املادة ‪،‬و قد يطرح السؤال ماهلدف من وراء ذلك ‪.‬‬
‫لإلجاب ة عن هذا السؤال نرى أن مثل هذه املشاريع هلا عالقة بالصحة العمومية و قد‬
‫س بق أن بينا أن محاية الص حة العمومية يعد عنصر من عناصر النظ ام الع ام ال ذي تس عى إج راءات‬
‫الض بط حلمايت ه‪ ،‬و عليه ف إن النص وص املتعلقة برخصة البن اء هلا عالقة تكميلية مع ق وانني محاية‬
‫الص حة العمومي ة‪ ،‬ففي حالة خمالفة الش روط املتعلقة حبماية البيئة ف إن الس لطات اإلدارية ملزمة‬
‫برفض تسليم رخصة البناء‪.‬‬

‫‪ -1‬الق انون رقم ‪ 02 /82‬املتعلق برخصة البن اء و رخصة جتزئة األراضي للبن اء ‪ (،‬اجلريدة الرمسيــة العـدد ‪ 06‬املؤرخ يف ‪/ 06‬‬
‫‪.) 1982/ 02‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 55‬من القانون ‪. 29/ 90‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬

‫وهناك بعض اجملاالت املتعلقة مبنح رخصة البناء نصت عليها بعض القوانني اخلاصة مثل‬
‫الق انون ‪ 02/02‬املتعلق حبماية الس احل و تثمينه ال ذي نص يف مادته الثالثة عشر و الرابعة عشر‬
‫على انه جيب أن ي راعى يف علو اجملمع ات الس كنية والبن اءات األخ رى املربجمة على مرتفع ات املدن‬
‫الساحلية التقاطيع الطبيعية ‪.‬‬
‫ونصت املادة ‪ 45‬من القانون املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة‪ ،‬على وجوب أن ختضع‬
‫عمليات بناء واستعمال واستغالل البنايات و املؤسسات الصناعية و التجارية و احلرفية والزراعي ة‬
‫إيل مقتضيات محاية البيئة و تفادي إحداث التلوث اجلوي و احلد منه ‪.‬‬

‫‪28‬‬
‫لكن السؤال األهم الذي يطرح هو هل أن سلطة اإلدارة مقيدة مبا هو منصوص عليه يف‬
‫مادة ‪ 15‬من القانون ‪ 82/02‬واليت تقضي بوجوب مراعاة األحكام التشريعية و التنظيمية‪،‬السيما‬
‫يف جمال البن اء والنظافة و األمن و محاية األراضي الفالحية ‪،‬أم أنه ميكن هلا رفض تس ليم ال رتاخيص‬
‫يف حاالت أخرى ؟‬
‫لقد نص املش رع على حاالت معنية تتعلق بالنظافة و األمن ومحاية األراضي الفالحية‬
‫وه ذه املف اهيم هلا م دلوالت مرنة وجماالت واس عة ‪،‬و بالت ايل يك ون لإلدارة الس لطة التقديرية‬
‫الواسعة يف جمال منح رخص البناء ‪ ،‬وبالتايل فإن اإلدارة ليست مقيدة مبا نص عليه املشرع فقط‪،‬إذ‬
‫أن النص التشريعي جاء عاما‪.‬‬
‫مث جاء القانون ‪ 29 /90‬املتعلق بالتهيئة و التعمري الذي نص صراحة يف املادة ‪ 52‬على‬
‫ض رورة احلص ول على رخصة البن اء ‪،‬ومن هنا يظهر التوفيق بني قواعد العم ران ومحاية البيئة بص فة‬
‫جد واض حة وه ذا ليس من خالل املواد اليت ذكرناها س ابقا فحسب وإمنا جند أن املادة األوىل منه‬
‫تؤكد ه ذه احلماية (‪، )1‬ونفس الش يء قد أكدته املادة األوىل من الق انون ‪ 03/03‬املتعلق مبن اطق‬
‫التوسع واملواقع الس ياحية اليت نصت على أن هتيئة وترقية من اطق التوسع يتم يف إط ار االس تعمال‬
‫(‪.)2‬‬
‫العقالين واملنسجم للفضاءات واملوارد السياحية قصد ضمان التنمية املستدامة للسياحة‬
‫‪-1‬تنص املادة األويل من الق انون ‪ 29/ 90‬علي ما يلي‪" :‬يه دف ه ذا الق انون ‪ ...‬محاية احمليط واألوس اط الطبيعية واملن اظر‬
‫والرتاث الثقايف ‪."...‬‬
‫‪-2‬أنظر أيضا يف ه ذا اإلط ار نص املادة ‪ 05‬من الق انون ‪ 01/ 03‬املتعلق بالتنمية املس تدامة للس ياحة وك ذا نص املادة ‪ 03‬من‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫القانون ‪ 02/ 02‬املتعلق حبماية الساحل وتثمينه‪.‬‬

‫ومن خالل ما س بق ف إن الس لطة التقديرية لإلدارة يف منح رخصة البن اء متت از باملرونة واملراقبة‬
‫التشريعية الصارمة سيما إدا تعلق األمر باملناطق احملمية ‪.‬‬
‫الفـرع الثـانيـ‬
‫الشروط القانونيةـ للحصول على رخصة البناء‬
‫نصت املادة السابعة و الثامنة من قانون التهيئة و التعمري على ضرورة أن تكون املباين‬
‫ذات االستعمال السكين جمهزة جبهاز لصرف املياه حيول دون تدفقها على سطح األرض‪.‬‬

‫‪29‬‬
‫وقد ج اء املرس وم التنفي ذي هلذا الق انون (‪، )1‬حيث نص على ض رورة املوازنة بني تس ليم رخصة‬
‫البن اء ومحاية البيئة (‪، )2‬كما مشل النص على مجيع الوث ائق اليت تتطلبها رخصة البن اء و تتمثل يف‬
‫م ــايلي ‪:‬‬
‫أوالـ ـ ـ ـ مـ ــذكرة بالنسـ ــبة للمبـ ــاني الصـ ــناعية ‪ :‬يف ه ذا اجملال وجب حتديد مجيع املواد الس ائلة‬
‫وكميتها ودرجة إض رارها بالص حة العمومية ‪ ،‬و انبع اث الغ ازات و ت راتيب املعاجلة و التخ زين‬
‫والتصفية ‪ ،‬و كذا مستوى الضجيج املنبعث بالنسبة للبنايات ذات االستعمال الصناعي و التجاري‬
‫و مؤسسات استقبال اجلمهور ‪.‬‬
‫ثانياـ ـ قرار من الوالي يتضمن الترخيص بإنشاء المؤسسات الخطرة و غير الصحية و المزعجة‬
‫‪:‬‬
‫و عليه فال يكتفي بتحضري م ذكرة حتديد املب اين ذات الت أثري على البيئة و حسب و إمنا جيب زي ادة‬
‫على ذلك احلصول على ترخيص والئي إلقامة املنشآت ‪.‬‬
‫ثالثاــ إحضار وثيقة دراسة مدى التأثير‪:‬ـ و هي دراسة تقام بغرض التعرف على عمليات االستثمار‬
‫يف اجملال البيئي‪ ،‬و قد ظهر أول نص قانوين يتعلق بدراسة مدى التأثري يف الواليات املتحدة‬
‫األمريكية سنة ‪ 1969‬عرف ب ‪، National environment policy act‬حيث تطلب القانون‬
‫من الوكاالت الفدرالية إعـداد دراسة بيئية لكل النشاطات الفيدرالية اليت ميكن أن تلحــق‬

‫(‪ )1‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 176/ 91‬املتعلق بتحديد كيفيات حتضري شهادة التعمري ورخصة التجزئة وشهادة التقسيم (اجلريدة‬
‫الرمسية العدد ‪ 26‬املؤرخ يف ‪.) 28/05/1991‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫(‪ )2‬املادة ‪ 35‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪.91/176‬‬

‫أض رار ك ربى بالبيئة البش رية (‪ ، )1‬كما أعلنت عن قيمة ه ذه الدراسة أيضا وثيقة برن امج األمم‬
‫املتحدة للبيئة حتت رقم ‪ Unep – GC 07/14‬بتاريخ ‪ 02/02/1987‬املتعلق حبماية أهداف ومبادئ‬
‫تق ييم اآلث ار على البيئ ة‪ ،‬ل ذلك أق رت التش ريعات س واء الداخلية أو الدولية دراسة الت أثري و‬
‫استعملت كمصطلح تقين وضيفي يف وثائق دولية (‪.)2‬‬
‫أما املشرع اجلزائري فقد أدرج هذا اإلجراء ضمن قانون محايةالبيئة لسنة ‪ 1983‬يف‬
‫الب اب اخلامس مث ج اء النص التط بيقي له يف التس عينات (‪ ، )3‬و مت إدراجه يف الق انون اجلديد رقم‬

‫‪30‬‬
‫‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة يف إط ار التنمية املس تدامة يف الفصل الرابع من الب اب الث اين و يبقى‬
‫النص التطبيقي السابق قابل للتطبيق حلني صدور نصوص تنظيمية جديدة(‪. )4‬‬
‫و قد نصت املادة ‪ 15‬من الق انون املتعلق حبماية البيئة يف إط ار التنمية املس تدامة على أن ختضع‬
‫مسبقا و حسب احلالة لدراسة التأثري على البيئة أو ملوجز التأثري على البيئة مشاريع التنمية واهلياكل‬
‫و املنشآت الثابتة و برامج البناء و التهيئة اليت تؤثر بصفة مباشرة أو غري مباشرة فورا أوالحقا على‬
‫البيئة ‪.‬‬
‫إن املالحظ من خالل النص وص أنه ليس من الس هولة مبك ان احلص ول على رخصة البن اء إلقامة‬
‫مشاريع مهما كان نوعها السيما اليت ذكرهتا املادة ‪ 15‬من القانون ‪ ، 82/02‬بل جند أن املشرع‬
‫قد اشرتط عدة إجراءات قانونية و آليات و ضوابط تقنية هبدف احلصول على الرتاخيص بالبناء ‪.‬‬
‫كما يشرتط االختصاص اإلداري يف منح الرتخيص ‪ ،‬فال ميكن تسليم رخصة البناء إال من طرف‬
‫اهليئة اإلدارية املختصة و إال اعترب ق رار اإلدارة يف ه ذا اجملال معيبا بعيب ع دم االختص اص اإلداري‬
‫و عليه نكون بصدد اخلروج عن مبدأ املشروعية اإلدارية ‪.‬‬
‫و جتدر اإلشارة أن التشريع الفرنسي يربط تسليم رخصة البناء بضرورة أن تكون البلدية املعينة‬

‫‪ -1‬أنظر الدكتور ‪:‬طه طيار ‪،‬دراسة التأثري علي البيئة يف التشريع اجلزائري ‪،‬جملة اإلدارة الصادرة عن املدرسة الوطنية لإلدارة‬
‫ص ‪ 13، 03‬العدد األول سنة ‪. 1991‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬طه طيار ‪،‬املقال املذكور سابقا‪،‬ص ‪.04‬‬
‫‪. 27/02/1990‬‬
‫البيئة‬ ‫اإلداريةيف الكفيلة بحماية‬
‫اإلجراءاتاملؤرخ‬
‫الرمسية العدد ‪10‬‬
‫(اجلريدةاألول ‪:‬‬
‫‪ -3‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 90/78‬املتعلق بدراسة مدي التأثري الفصل‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 113‬من القانون ‪.03/10‬‬
‫مغط اة مبخطط ش غل األراض ي‪ ،‬وعليه ف ان رئيس البلدية ميكن له رفض تس ليم البن اء بق رار غري‬
‫مسبب ألن األمر يتعلق بضرورة وجود خمطط شغل األراضي و هذا احلكم تضمنه املرسوم الصادر‬
‫يف ‪ 07/07/1977‬و عليه تك ون س لطة رئيس البلدية س لطة تقديرية واس عة (‪ ، )1‬أما بالنس بة‬
‫للبل ديات اليت مت تغطيتها مبخطط ش غل األراضي ف إن رئيس البلدية مل زم مبنح رخصة البن اء ( املادة‬
‫‪ 59‬من قانون ‪ 07/07/1983‬املتعلق بالتهيئة و التعمري الفرنسي ) ‪.‬‬

‫‪31‬‬
‫كما أن القانون الفرنسي يستثين بعض األشغال من اخلضوع لرخصة البناء منها األشغال‬
‫اليت يك ون هلا انعك اس ض عيف على البيئة و بالت ايل فليس من املهم إخض اعها لرخصة البن اء و إمنا‬
‫يكتفي فيها املش رع مبج رد التص ريح الس ابق ‪ Déclaration préalable‬و ه ذا مبقتضى الق انون‬
‫الصادر يف ‪.)2(06/01/1986‬‬
‫ومبقارنة هذا النص األخري بنص املادة ‪ 62‬من قانون التهيئة و التعمري اجلزائري اليت مل‬
‫حتدد لنا طبيعة البناءات اخلاضعة لرخصة البناء فهل ميكن القول بأن املشرع اجلزائري جاء مطلقا‬
‫يف طلب رخصة البن اء و بالت ايل فكل بناية مهما ك ان اس تعماهلا من الض روري أن ختضع لرخصة‬
‫البناء ؟ املشرع اجلزائري استثىن فقط املشاريع اليت حتتمي بسرية الدفاع الوطين (‪ ، )3‬و ماعدا هذا‬
‫االستثناء فكل البنايات جيب أن ختضع للرتخيص ‪.‬‬
‫وإذا ك ان نص املادة ‪ 55‬من ق انون التهيئة والتعمري قبل التع ديل األخري(‪ )4‬يعفي من‬
‫اللج وء إيل مهن دس معم اري يف البن اءات القليلة األمهي ة‪،‬ف ان النص اجلديد املع دل ألحك ام املادة‬
‫واملستحدث اثر زلزال بومرداس قد جاء مطلقا دون استثناء ‪.‬‬
‫لكن مثة مناطق و نظرا ألمهيتها مثل األراضي الفالحيـة و السواحـل (‪ ،)5‬فقـد أخضعهــا‬

‫‪1 Prieur Michel .op cit .p607.‬‬


‫‪-2 De Lanbadre André et les autres .op.cit.p389.‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 53‬من القانون ‪. 90/29‬‬
‫‪ -4‬القانون ‪ 04/05‬املؤرخ يف ‪ 14/08/2004‬املعدل واملتمم للقانون ‪( 90/29‬اجلريدة الرمسية ‪ 51‬لسنة ‪.)2004‬‬
‫‪ -5‬فقد نصت املادة ‪ 24‬من الق انون ‪ 03/03‬املتعلق مبن اطق التوسع واملواقع الس ياحية على أن خيضع منح رخصة البن اء داخل‬
‫من اطق التوسع واملواقع الس ياحية إىل ال رأي املس بق من ال وزارة املكلفة بالس ياحة و بالتنس يق مع اإلدارة املكلفة بالثقافة عن دما‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫حتتوي هذه عل معامل ثقافية مصنفة‪.‬‬

‫املش رع اجلزائ ري إىل بعض اإلج راءات اخلاصة و هي وضع تص اميم من قبل مهنــدس معم اري‬
‫معتمد ‪ ،‬ه ذا األخري يل تزم بض مان التص اميم و املس تندات املكتوبة اليت تع رف مبوقع البناي ات‬
‫وتكوينها و تنظيمها و حجمها و مظهرها و أمهيتها (‪.)1‬‬
‫إن احلكمة من االستناد إىل تصميم مهندس معماري دليل على أن املشرع يعترب هذه‬
‫املناطق أقاليم ذات أمهية خاصة يف جمال محاية البيئة و احملافظة عليها (‪.)2‬‬

‫‪32‬‬
‫يف األخري نشري إىل أن رخصة البناء تعترب من أهم الرتاخيص اليت تعرب عن الرقابة السابقة‬
‫على احمليط البيئي و الوسط الطبيعي ‪ ،‬و بالنظر إىل ما جاءت به النصوص القانونية ميكن القول أن‬
‫املشرع اجلزائري رغبة منه يف محاية احمليط قد وضع إجراءات صارمة تستطيع من خالهلا السلطات‬
‫اإلدارية ممارسة رقابة واس عة و اختاذ الق رارات املناس بة و املش رع من وراء ه ذا يه دف إىل ض بط‬
‫احملافظة على الطابع اجلمايل للعمران يف إطار احرتام متطلبات البيئة و التوازن اإليكولوجي و هي‬
‫نفس األه داف اليت ن رى أن الق انون ‪ )3(01/20‬املتعلق بتهيئة اإلقليم و تنميته املس تدامة ي رمي إىل‬
‫حتقيقها من خالل املخطط ات س واء الوطنية أو اجلهوية (‪، )4‬إال انه ومع ذلك يالحظ أن هن اك‬
‫اعتداءات خطرية على احمليط الطبيعي بسبب انتشار البناءات الفوضوية لعدم وجود رقابة مشددة‬
‫من جهة و من جهة أخ رى ع دم وعي املواطن ال ذي ي رغب يف إقامة مش روع دون أمهية احلص ول‬
‫على رخصة البناء ظنا منه أن هذا اإلجراء يعد مبثابة قيد على ممارسة حقه يف امللكية ‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪55‬الفقرة األوىل من القانون‪. 90/29‬‬


‫‪ -2‬محيدة مجيلة ‪ ،‬الوسائل القانونية حلماية البيئة ‪ ،‬دراسة على ضوء التشريع اجلزائري ‪ ،‬مذكرة خترج لنيل شهادة املاجستري‬
‫جامعة البليدة ‪. 2001 ،‬‬
‫‪ -3‬الق انون ‪ 01/20‬املتعلق بتهيئة اإلقليم وتنميته املس تدامة الص ادر بت اريخ ‪( 15/12/2001‬اجلري دة الرمسية ع دد ‪ 77‬س نة‬
‫‪.)2001‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -4‬أنظر املادة ‪ 04‬من نفس القانون‪.‬‬

‫المطلب الثانيـ‬
‫رخصة الصب و عالقتها بحماية الموارد المائية‬
‫تعترب املوارد املائية من أكرب األوس اط املس تقبلة و األشد تعرضا ملختلف امللوث ات اليت‬
‫تؤدي إىل اإلصابة باألمراض املتنقلة عن طريق املياه هذه األمراض ناجتة بال شك عن امللوثات اليت‬
‫تتعرض هلا املوارد املائية يوميا ‪ ،‬و اليت يبقي اإلنسان هو املسؤول األول و األخري عنها نظرا لكثافة‬
‫النش اطات الص ناعية اليت ميارس ها و ما ينتج عنها من أض رار و عليه ح اول املش رع وضع حد‬

‫‪33‬‬
‫ملختلف أش كال ه ذه التج اوزات و ذلك بوضع النص وص و اإلج راءات القانونية الكفيلة حبماية‬
‫املوارد املائية من عمليات الصب و التصريف و الغمر والرتميد (‪ )1‬املخالفة للمقاييس القانونية‪ ،‬هذه‬
‫اإلجراءات كثرية أمهها الرتاخيص ‪ ،‬و قد تناول املشرع هذا اإلجراء يف نصوص عديدة و اعتربها‬
‫إجراء وقائي يهدف إىل احلد من النشاطات اليت تعد خطرا على املوارد املائية ‪ ،‬و عليه فقد تدارك‬
‫املشرع خطورة املوقف الناتج عن عملية التصريف أو الصب ووضع جمموعة من النصوص القانونية‬
‫الكفيلة حبماية املوارد املائية من خطر التلوث ‪.‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫طبيعة التصريف و مجاله‬
‫يعترب قانون املياه الصادر يف سنة ‪ 1983‬التشريع األساسي اخلاص حبماية املوارد املائية‬
‫حيث وضع املق اييس الض رورية للمحافظة على اس تمرارية ه ذه املوارد كما و نوعا (‪ ، )2‬و إيل‬
‫جانب قانون املياه جند أن القانون ‪ 03/10‬قد خص الفصل الثالث من الباب الثالث حلماية املياه‬
‫واألوساط املائية ‪.‬‬
‫و مبوجب ق انون املي اه مينع املش رع كل عملية تتعلق بتص ريف أو ق ذف أو صب أية م ادة يف‬
‫عقارات امللكية العامة للمياه‪ ،‬خاصة منها إفرازات املدن و املصانع اليت حتتوي على مواد صلبة‬

‫‪ -1‬ج اء الق انون املتعلق بالنفاي ات مبص طلح الغمر ‪،‬وعرفه بأنه كل عملي ات رمي النفاي ات يف الوسط املائي ‪،‬كما اس تعملت‬
‫مص طلحات أخ ري يف املرس وم ‪ 02/01‬املتعلق بالنظ ام الع ام الس تغالل املوانئ وأمنها ‪،‬مثل الط رح ‪،‬ال رمي‪،‬اإللق اء‪...‬اخل ‪،‬كما‬
‫تضمنت املادة ‪ 52‬من القانون ‪ 03/10‬مصطلح الرتميد‪.‬‬
‫‪ -2‬أنظر املادة ‪ 48‬وما بعدها من القانون املتعلق حبماية البيئة‪ .‬الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬

‫أو س ائلة أو غازية أو على عوامل مول دة ألض رار قد متس من حيث كميتها و درجة مسيتها‬
‫بالص حة العمومية وال ثروة احليوانية والنباتية أو تضر بالتنمية االقتص ادية (‪، )1‬وهو نفس املنع ال ذي‬
‫تضمنته املادة ‪ 51‬من القانون املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة بنصها على مايلي‪" :‬مينع‬
‫كل صب أو طرح للمياه املستعملة أو رمي للنفايات أيا كانت طبيعتها يف املياه املخصصة إلعادة‬
‫تزويد طبقات املياه اجلوفية و يف اآلبار واحلفر و سراديب جذب املياه اليت غري ختصيصها ‪.‬‬

‫‪34‬‬
‫من خالل قراءتنا للمادتني نالحظ أن املشرع استعمل أسلوب احلظر املطلق بالنسبة لتصريف املواد‬
‫اليت هلا انعكاسات سلبية على الصحة العمومية واملوارد الطبيعية احليوية أو التنمية االقتصادية‪.‬‬
‫كما أن التصريف الذي يقصده املشرع يف نص املادة هو التصريف أو الصب أو القذف الذي يتم‬
‫يف امللكية العامة للمياه سواء كانت سطحية أو جوفية أو جماري املياه و البحريات و الربك و املياه‬
‫الساحلية (‪.)2‬‬
‫و املقصود بامللكية العامة للمياه على حــد تعبري املشرع اجلزائري هي تلك املوارد املائية اليت متلكها‬
‫اجملموعة الوطنية (‪، )3‬و تتكون امللكية العامة للمياه طبقا للتشريع اجلزائري مما يلي (‪:)4‬‬
‫‪ -‬املياه اجلوفية و مياه الينابيع واملياه املعدنية و مياه احلمامات و املياه السطحية ‪.‬‬
‫‪ -‬مياه البحار اليت أزيلت منها املعدنيان من طرف الدولة و حلساهبا من أجل املنفعة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬جماري املياه و البحريات و الربك و السياخ و الشطوط و كذلك األراضي و النباتات املوجودة‬
‫ضمن حدودها ‪.‬‬
‫‪-‬منش آت تعبئة املي اه و حتويلها و ختزينها و معاجلتها أو توزيعها أو تطهريها و بص فة عامة كل‬
‫منشأة مائية و ملحقاهتا منجزة من قبل الدولة أو حلساهبا من أجل املنفعة العامة‪ ،‬و إىل جانب هذا‬
‫النص يوجد نص املادة ‪ 52‬من القانون ‪ 03/10‬املتعلقة حبماية املياه البحرية إذ مبوجبه مينع داخل‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 99‬من القانون ‪.83/17‬‬


‫‪ -2‬أنظر املادة ‪ 49‬من القانون‪.03/10‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -3‬املادة ‪ 17‬من دستور ‪.1996‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 02‬من القانون ‪.83/17‬‬
‫املي اه البحرية اخلاض عة للقض اء اجلزائ ري كل صب أو غمر أو ترميد ملواد من نش أهنا األض رار‬
‫بالصحة العمومية و األنظمة البيئية البحرية ‪،‬و قد أحال املشرع بشأن قائمة املواد املذكورة يف نص‬
‫املادة على التنظيم لضبط القائمة‪ ،‬كما تضمنت املادة ‪ 56‬من املرسوم ‪ )1(02/01‬حظرا مطلقا على‬
‫كل ط رح يف أح واض امليناء و املرسى ملي اه قد حتت وي على احملروق ات أو م واد خط رة أو نفاي ات‬
‫سامة أو مواد عالقة و بصفة عامة كل مادة مضرة باحمليط البحري ‪.‬‬

‫‪35‬‬
‫و بعد إن استعمل املشرع وسيلة املنع بالنسبة للمواد اليت هلا خطر على اجملاالت املذكورة‬
‫سابقا ‪ ،‬فإنه باملقابل أخضع املواد اليت ال تشكل خطرا على تلك اجملاالت إىل الرتخيص أو ما مساه‬
‫املش رع برخصة الصب ه ذه األخ رية تعد وس يلة من أهم وس ائل الض بط اإلداري اخلاص حبماية‬
‫املوارد املائية من خطر التلوث باعتبارها إجراء وقائي حيول دون وصول امللوثات للموارد املائية ‪.‬‬
‫غري أن دارستنا لرخصة الصب كوسيلة من الوسائل املتاحة حلماية املوارد املائية ‪ ،‬هو‬
‫على سبيل املثال ‪ ،‬إذ توجد طرق أخرى تتعلق بالنفايات الصلبة نذكر منها طريقة الغمر و الرتميد‬
‫السالفتا الذكر و اليت هلا إجراءات خاصة مل تكتمل من الناحية التنظيمية ‪.‬‬
‫وإذا ك ان املش رع قد أح اط مبخ اطر النفاي ات الس ائلة ف إن النفاي ات الص لبة و رغم‬
‫خطورهتا س يما منها بقايا النش اطات الص ناعية و العالجية مل حتظ بالعناية الالزمة إال منذ ص دور‬
‫الق انون ‪ 01/19‬املتعلق بتس يري النفاي ات و مراقبتها و إزالتها ‪ ،‬و ك ذا املرس وم ‪ 02/01‬املتعلق‬
‫باستغالل املوانئ و أمنها ‪.‬‬
‫و قبل أن نتعرض إىل شروط تسليم الرتخيص و إجراءاته ارتأينا الوقوف على املقصود بالصب ‪.‬‬
‫لقد عرف املرسوم ‪ )2( 93/160‬مفهوم الصب بقوله كل تصريف أو تدفق أو إيداع مباشر أو غري‬
‫مباشر لنفاية ص ناعية يف وسط ط بيعي‪ ،‬و املالحظ من خالل التعريف ال ذي ورد يف نص املادة أن‬
‫املشرع قد ذكر عبارة "وسط طبيعي" هذه العبارة هلا مفهوم واسع فهي تشمل مياه امللكية العامة‬
‫كما تشمل التصريف يف الوسط البحري‪ ،‬أما املادة ‪ 53‬من قانون محاية البيئة(‪ ، )3‬فهي تتعلــق‬

‫‪ -1‬املرسوم ‪ 02/01‬الصادر بتاريخ ‪ 06/01/2002‬احملدد للنظام العام الستغالل املوانئ وأمنها ‪(،‬اجلريدة الرمسية العدد األول‬
‫لسنة‪.)2001‬‬
‫‪ -2‬املرسوم ‪ 93/160‬املتعلق بتنظيم النفايات الصناعية السائلة (اجلريدة الرمسية عدد ‪ 46‬لسنة ‪.) 1993‬‬
‫‪ -3‬لقد أخض عت املادة ‪ 55‬من الق انون ‪ 03/10‬عملي ات غمر النفاي ات يف البحر إىل ال رتخيص املس بق من ال وزير املكلف‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬
‫حبماية البيئة ‪.‬‬
‫حبماية مياه البحر فقط و عليه ستقتصر دراستنا على الرتخيص املشار إليه يف املادة ‪ 100‬من قانون‬
‫املي اه و املتعلق بالصب ال ذي يتم يف امللكية العامة للمي اه‪ ،‬للنفاي ات الص ناعية الس ائلة كنم وذج من‬
‫مناذج الرتخيص اخلاص حبماية املوارد املائية ‪.‬‬
‫إن املش رع من خالل نص املادة ‪ 02‬من املرس وم ‪ 93/160‬قد حصر طلب رخصة‬
‫الصب يف النفاي ات الص ناعية الس ائلة يف حني أن املش رع املص ري اش رتط رخصة التص ريف يف‬

‫‪36‬‬
‫العديد من املخلف ات س واء الص لبة ‪،‬أو الس ائلة أو الغازي ة‪ ،‬غري أن املش رع اجلزائ ري ت دارك ه ذا‬
‫النقص مبوجب القانون ‪ 01/19‬السالف الذكر الذي جاء بغرض سد الفراغ ‪،‬وقد تناول يف مواده‬
‫جمموعة تع ار ي ف ملختلف النفاي ات الص لبة ن ذكر منها ‪ ،‬النفاي ات املنزلية ‪ ،‬النفاي ات اخلاصة‬
‫النفايات اهلامدة ونفايات النشاطات الفالحية (‪.)1‬‬
‫أما املقصود باملخلفات السائلة فهي كل خملفات صادرة عن اجملال الصناعي أو اآلدمي أو احليواين‬
‫الناجتة عن عمليات الصرف الصحي أو املخلفات الناجتة عن مزارع الدواجن و احلظائر(‪.)2‬‬
‫ولقد حدد املرسوم ‪ 93/160‬الشروط اخلاصة بتسليم رخصة الصب بقوله " ال ميكن‬
‫الرتخيص بتصريف النفايات الصناعية السائلة إال بتوافر شرطني ضروريني‪:‬‬
‫أوال‪:‬أال يتعدى يف املصدر القيم القصوى و احملددة يف املرسوم ‪.‬‬
‫ثاني ــا‪:‬ـض رورة حتديد الش روط التقنية اليت يك ون حتدي دها موض وع ق رار من ال وزير املكلف حبماية‬
‫البيئة (‪. )3‬‬
‫إن هذه الشروط التقنية اليت وضعها املشرع تعرب عن تداركه خلطورة املخلفات الصناعية‬
‫السائلة نظرا ملا حتتوي عليه من مواد كيميائية ضارة يصعب حتليلها أو التخلص من آثارها الضارة‬
‫و هذا ما حاول املشرع تأكيده مبوجب القانون ‪ 01/19‬و ذلك يف إطار سياسة تشريعية‪ ،‬إدراكا‬
‫منه ملا أصبحت تشكله من هتديد على الصحة و البيئة إذ خص املشرع إجناز منشآت معاجلــة‬

‫‪ -1‬أنظر نص املادة ‪ 03‬من الق انون ‪ ، 01/19‬وك ذا نص املادة ‪ 05‬اليت أح الت علي التنظيم لتحديد قائمة النفاي ات مبا يف‬
‫ذالك النفايات اخلاصة و اخلطرة‪.‬‬
‫‪ -2‬د‪.‬معوض عبد التواب ‪،‬احلماية اجلنائية اخلاصة حبماية البيئة ‪،‬منشأة املعارف ‪،‬اإلسكندرية ‪، 1990،‬ص ‪. 25‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬
‫‪ -3‬املرسوم ‪ 93/160‬املادة ‪.04‬‬
‫النفاي ات بت دابري خاصة (‪ ، )1‬و فيما يتعلق بالش واطئ باعتبارها أك ثر عرضة للتل وث لس هولة رمي‬
‫النفاي ات هبا لقرهبا يف غ الب األحي ان من اجملمع ات الص ناعية ‪ ،‬فقد خص ها املش رع هي األخ رى‬
‫حبماية خاصة مبوجب الق انون ‪ )2( 03/02‬إذ نصت املادتني ‪10‬و‪ 12‬منه على أنه مينع رمي‬
‫النفايات املنزلية و الصناعية و الفالحية يف الشواطئ أو مبحاذاهتا أو القيام بكل عمل ميس بالصحة‬
‫العمومية كما أن املرسوم ‪ 02/01‬املتعلق باستغالل املوانئ و أمنها نص على املنع من طرح نفايات‬

‫‪37‬‬
‫الس فن يف املين اء إال بعد التحقق مبس اعدة خبري معني من الس لطة املينائية من أن مي اه الص ابورة‬
‫نظيفة(‪. )3‬‬

‫الفرع الثانيـ‬
‫إجراءات الحصول على رخصة الصب‬
‫فيما خيص إجراء احلصول على رخصة الصب فإهنا تتم عن طريق تقدمي املعين سواء‬
‫كان شخصا معنويا أو طبيعيا ‪ ،‬ملف طلب رخصة الصب‪ ،‬هذا األخري يشمل على مايلي ‪:‬‬
‫أوال‪ :‬أمساء و ألقاب الطالب و صفته ‪ ،‬فإن كانت مؤسسة عمومية ففي هذه احلالة البد من تقدمي‬
‫البيانات اخلاصة بالطبيعة و املقر و اهلدف و األمساء و األلقاب و املمثل و املتعامل مع اإلدارة املعنية‬
‫بالرتخيص ‪.‬‬
‫ثانيـ ــا‪:‬ـوصف موقع العملية املزمع القي ام هبا‪ ،‬و عند االقتض اء عمقها و املس تويات الباطنية اليت تتم‬
‫فيها‬
‫ثالثا‪:‬ـ طبيعة التصريف و أمهيته‪ ،‬و شروطه‪ ،‬و التدابري املقرتحة ملعاجلة شكل تلوث املياه‪.‬‬
‫رابعا‪:‬ـ طبيعة العناصر امللوثة اليت ميكن أن تفسد حالة املياه‪.‬‬
‫خامسا‪ :‬الوصف التقين لألجهزة ‪،‬بغرض جتنب إفساد نوعية املياه أو املساس بالسالمة العمومية ‪.‬‬
‫إن هذه الشروط تطرح عدة أسئلة خاصة من ناحية صحتها فغالبا ما يتجنب صاحب الطلب ذكر‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 41‬وما بعدها من القانون ‪.19/ 01‬‬


‫‪ -2‬القانون ‪ 03/02‬املؤرخ يف ‪، 17/02/2003‬احملدد للقواعد العامة الستعمال واستغالل الشواطئ‪(،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪11‬‬

‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪.)،2003‬‬


‫‪ -3‬املادة ‪ 58‬من املرسوم ‪.02/01‬‬
‫العناصر امللوثة أو التقليل من خماطرها ‪ ،‬و عليه كان من األجدر اعتماد خرباء تقنيني يف جمال الري‬
‫للقيام بالتحاليل و تقدمي النتائج عن طريق وثائق ‪ ،‬تضم مللف طلب الرخصة ‪.‬‬
‫و يف حالة عدم مطابقة التصريف ملا تضمنته رخصة الصب فإن املشرع خيول ملفتشي‬
‫البيئة بعد إع ذار ال وايل املختص لص احب اجله از أن يتخذ الت دابري اليت جتعل التص ريف مط ابق‬
‫ملضمون الرخصة إال أنه مل حيدد لنا تلك اآلجال (‪ ، )1‬و ال ندري ملاذا أغفل املشرع حتديد اآلجال‬
‫فهل هي مرتوكة للسلطة التقديرية لإلدارة ؟‬

‫‪38‬‬
‫ردا على تساؤلنا نرى أنه من األفضل لو حدد املشرع هذه املواعيد بدقة حىت ال تتهاون‬
‫اإلدارة يف اختاذ اجلزاء املنصوص عنه قانونا من جهة ‪ ،‬و إللزام األفراد على اختاذ التدابري الضرورية‬
‫للقي ام بعملية املعاجلة حىت يتط ابق التص ريف مع مض مون الرخصة إذ بق در ما تك ون النص وص‬
‫القانونية مض بوطة بق در ما ي ؤدي ذلك إىل االل تزام بتطبيقها س واء من ط رف الس لطات اإلدارية‬
‫املعنية أو من طرف األفراد امللزمني هبا (‪. )2‬‬
‫غري أن املالحظ يف هذا الشأن أن املشرع تداركا منه هلذا الوضع نص مبوجب القانون‬
‫‪ 03/02‬يف مادته ‪ 45‬على أنه يف حالة عدم استجابة املخالف لإلعذار األول املوجه إليه من الوايل‬
‫و املنصوص عليه يف املادة ‪ 44‬خالل أسبوع من تاريخ تبليغ اإلعذار ‪ ،‬يعذر املخالف للمرة الثانية‬
‫و إذا مل يفي بالتزاماته احملددة يف دفرت الش روط و اليت من بينها حسب نص املادة ‪ 10‬االمتن اع عن‬
‫القيام بأي عمل من شأنه إفساد نوعية مياه البحر ‪ ،‬يتم سحب االمتياز من صاحبه دون اإلخالل‬
‫باملتابعات القضائية‪ ،‬و هبذا يكون املشرع قد تدارك نسبيا ما سها عنه قانون املياه و ذلك مبنح مدة‬
‫من تاريخ اإلعذار من أجل الكف عن املخالفة و إعادة األماكن إىل حالتها ‪.‬‬
‫غري أن الش رط املهم ال ذي جنده يف التش ريع املص ري هو ش رط إج راء املعاينة الالزمة إلص دار‬
‫الرتخيص ‪ ،‬يتوالها مهندس الري الذي تقع يف دائرة عمله املنشأة عن طريق تقدمي الدراسات الفنية‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 11‬من املرسوم ‪.93/160‬‬


‫‪ -2‬جند أيضا أن املشرع قد سها عن حتديد آجال إصالح األوضاع يف نص املادة ‪ 48‬من القانون ‪ 01/19‬بعد أمر السلطات‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫بذالك‪.‬‬

‫الالزمة ‪ ،‬و على مهندس الري املختص استطالع رأي وزارة الصحة عن نتيجة التحاليل (‪ ، )1‬أما‬
‫املش رع اجلزائ ري حماولة منه لف رض ت دابري الحقة وت داركا للنقص مقارنة بالتش ريع املص ري قضى‬
‫مبوجب نص املادة ‪ 49‬من القانون ‪ 01/19‬على إمكانية طلب إجراء خربة للقيام بالتحاليل الالزمة‬
‫لتقييم األضرار و آثارها على الصحة العمومية و البيئة ‪.‬‬
‫و اجلهة املختصة بتسليم رخصة التصريف حسب املرسوم ‪ 93/160‬هو الوزير املكلف‬
‫بالبيئة بعد أخذ رأي ال وزير املكلف ب الري (‪ ، )2‬إال أن املش رع مل حيدد م دى إلزامية رأي ال وزير‬
‫املكلف بالري يف هذه احلالة ‪.‬‬

‫‪39‬‬
‫و يف حالة ما إذا مل يقم ص احب الش أن باملعاجلة إذا ثبت ع دم مطابقة التص ريف ملض مون الرخصة‬
‫فإن الوايل يقرر اإليقاف املؤقت لسري التجهيزات يف هناية اآلجال احملددة (‪. )3‬‬
‫واملالحظ على التشريع اجلزائري هو غياب نص قانوين موحد لإلج راءات سواء منها‬
‫املتعلق باملعاينات و إثبات املخالفات أو تلك املتعلقة بإجراءات سحب الرخصة ‪ ،‬إذ أن النصوص‬
‫املتوفرة حاليا موزعة بني عدة قوانني و حىت مراسيم و هذا ما يصعب اجلمع بينها ‪ ،‬فمثال يف حالة‬
‫وجود خمالفة فإنه يستلزم الرجوع إىل القانون ‪ 01/19‬يف مادته ‪ 49‬ملعرفة إجراءات إثبات املخالفة‬
‫عن طريق اخلربة ‪ ،‬و بالنسبة إللزامية إصالح الضرر يف حالة ثبوت املخالفة فإنه جيب الرجوع إىل‬
‫املرس وم ‪ 02/01‬يف مادته ‪ 57‬اليت تنص على أن يل زم املس ئول ب الرمي بالقي ام أو التكليف بالقي ام‬
‫على نفقته بتنظيف املس احات املائية ‪ ،‬و يف حالة العجز يباشر يف األش غال على نفقة م رتكب‬
‫املخالفة ‪،‬و هي نفس األحكام اليت تضمنتها املادة ‪ 100‬من القانون ‪ 03/10‬يف فقرهتا الثالثة بنصها‬
‫أنه ميكن للمحكمة أن تفرض على احملكوم عليه بإصالح الوسط املائي و هذه املادة أمشل من املادة‬
‫‪ 57‬املذكورة أعاله ‪ ،‬فإذا كانت هذه األخرية تتعلق باألوساط البحرية فإن نص املادة ‪ 100‬قابل‬
‫للتطبيق على كل صب يف املياه سواء السطحية أو اجلوفية أومياه البحر اخلاضعة للقضاء اجلزائري ‪.‬‬

‫‪ -1‬د‪ .‬معوض عبد التواب‪،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪.29‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 10‬من املرسوم ‪.93/160‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -3‬املادة ‪ 11‬من املرسوم ‪.93/163‬‬

‫ويف األخري نشري إىل أن التلوث املائي يعد أهم أخطار التلوث اليت هلا انعكاسات على‬
‫البيئة الص حية للم واطن ‪ ،‬ل ذلك فقد س عت خمتلف التش ريعات الختاذ اإلج راءات القانونية الكفيلة‬
‫بوضع حد هلذه األخط ار ‪ ،‬كما أن األوس اط املائية تعد أك ثر اجملاالت الطبيعية اس تقباال للملوث ات‬
‫ألن أغلب النشاطات البشرية حتتاج إىل إقامتها بالقرب من املوارد املائية ‪ ،‬مما يسبب ضررا لصحة‬
‫اإلنسان‪.‬‬
‫خالصة الق ول أن رخصة الصب اليت أش ار إليها املش رع ما هي إال ص ورة من ص ور ال رتخص‬
‫اخلاص حبماية املوارد املائية من التلوث ‪ ،‬و هي وسيلة قانونية هتدف إىل حماربة مص در من مصادر‬
‫التلوث و هو التلوث الناجم عن النفايات الصناعية السائلة بتوافر شروط قانونية ذات طابع تقين‬

‫‪40‬‬
‫جيب مراعاهتا قبل تس ليم ال رتخيص للمعين باملش روع ‪ ،‬و تبقى النفاي ات الص لبة يف حاجة إىل‬
‫نصوص تنظيمية من أجل تفعيل تطبيق القانون ‪. 01/19‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫رخصة استغالل المنشآتـ المصنفة و عالقتها بحماية األمن الصناعي‬
‫مل يظهر االهتمام مبشكل املؤسسات الصناعية و التجارية اليت تسبب مساوئ للجوار‬
‫وأخط ار على البيئة إال منذ س نة ‪ ، 1976‬من خالل ص دور املرس وم ‪)1(76/34‬املتعلق بالعم ارات‬
‫واملؤسس ات اخلط رية الغري ص حية واملزعجة اليت تفتقر إىل عنصر النظافة أو الغري الالئق ة‪،‬وه ذا‬
‫املرس وم هو أول تش ريع تن اول محاية البيئة من أخط ار التل وث الص ناعي يف اجلزائ ر‪ ،‬وال ذي ع دل‬
‫جبملة من القوانني واملراسيم أمهها القانون ‪ 83/03‬املتعلق حبماية البيئة والذي نظم هذه املؤسسات‬
‫اخلطرة يف الباب الرابع منه حتت عنوان احلماية من املضار و الذي أطلق على هذه املؤسسات اسم‬
‫املنشآت املصنفة‪،‬هذا القانون الذي ألغي مبوجب القانون املؤرخ يف ‪ 20/07/2003‬والذي تناول‬
‫املنش أة املص نفة يف الفصل اخلامس‪،‬والتنظيم املعم ول به حاليا يف جمال املنش أة املص نفة هو املرس وم‬
‫التنفيذي رقم ‪ 98/339‬الذي يضبط املنشأة املصنفة وحيدد قائمتها (‪. )2‬‬

‫‪ -1‬املرسوم ‪ 76/34‬املؤرخ يف ‪ 20/02/1976‬املتعلق بالعمارات اخلطرية والالصحية أو املزعجة‪.‬‬


‫‪ -2‬املرسوم التنفيذي رقم ‪ 98/339‬املؤرخ يف ‪ 03/11/1998‬اخلاص بالتنظيم املطبق علي املنشأة املصنفة واحملدد لقائمتها‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫(اجلريدة الرمسية العدد ‪82‬لسنة ‪. ) 1998‬‬

‫الفرع األولـ‬
‫المقصود بالمنشآت المصنفة‬
‫نصت املادة األوىل من املرسوم ‪ 76/34‬على مايلي ‪ ":‬ختضع املعامل اليدوية و املعامل‬
‫واملص انع واملخ ازن و الورشات و مجيع املؤسس ات الص ناعية أو التجارية اليت تتع رض ألس باب‬
‫األخط ار واألض رار س واء بالنس بة لألمن و س المة اجلوار و الص حة العمومية أو البيئة أيضا ملراقبة‬
‫الس لطة اإلدارية ض من الش روط املنص وص عليها يف ه ذا املرس وم " ‪ ،‬كما نصت املادة ‪ 18‬من‬
‫الق انون املتعلق حبماية البيئة لس نة ‪ 2003‬على م ايلي ‪ " :‬ختضع ألحك ام ه ذا الق انون املص انع‬
‫والورشات واملش اغل و مق الع احلج ارة و املن اجم‪ ،‬و بص فة عامة املنش آت اليت يش غلها أو ميلكها‬

‫‪41‬‬
‫كل ش خص ط بيعي أو معن وي ‪ ،‬عم ومي أو خ اص ‪ ،‬و اليت قد تتس بب يف أخط ار على الص حة‬
‫امل و‬ ‫العمومية والنظافة و األمن و الفالحة و األنظمة البيئية و املوارد الطبيعية و املواقع و املع‬
‫املناطق السياحية أو قد تتسبب يف مساس براحة اجلوار "‪.‬‬
‫وانطالقا من هاتني املادتني ميكن تعريف املنشأة بأهنا منشأة صناعية أو جتارية تسبب خماطر‬
‫أو مضايقات يف ما يتعلق باألمن العام و الصحة و النظافة العمومية أو البيئة مما يستدعي خضوعها‬
‫(‪)2‬‬
‫لرقابة خاصة هبدف منع خماطرها أو مضايقاهتا و اليت أمهها خطر االنفجار و الدخان و الروائح‬
‫و املشرع اجلزائري تأثر تأثريا واضحا باملشرع الفرنسي الذي قسم املنشآت إىل درجتني منشآت‬
‫خاض عة لل رتخيص و منش آت خاض عة للتص ريح‪ ،‬حيث متثل املنش آت اخلاض عة لل رتخيص الص نف‬
‫األكثر خطورة على املصاحل من تلك اخلاضعة للتصريح‪.‬‬
‫وبالنظر إىل التنظيم اجلديد اخلاص باملنشآت املنصفة فقد رتب املشرع املنشآت اخلاضعة‬
‫لل رتخيص حسب درجة األخط ار أو املس اوئ اليت تنجم عن اس تغالهلا إىل ثالثة أص ناف‪ ،‬حيث‬
‫ختضع املنش آت من الص نف األول إىل ت رخيص ال وزير املكلف بالبيئ ة وخيضع الص نف الث اين إىل‬
‫ت رخيص ال وايل املختص إقليميا يف حني خيضع الص نف الث الث إىل ت رخيص رئيس اجمللس الش عيب‬
‫البلدي (‪ ،)2‬و من هذا القبيل أيضا خضوع منشآت معاجلة النفايات إىل هذا التقسيم فقـد نصت‬

‫‪ -1‬د‪ .‬ماجد راغب احللو‪ ،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.91‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 55‬من املرسوم ‪. 98/339‬‬
‫املادة ‪ 42‬من الق انون ‪ 01/19‬على أن ختضع كل منش آت ملعاجلة النفاي ات قبل الش روع يف عملها‬
‫إىل مايأتى‪:‬‬
‫‪-‬رخصة الوزير املكلف بالبيئة بالنسبة للنفايات اخلاصة ‪.‬‬
‫‪-‬رخصة من الوايل املختص إقليميا بالنسبة للنفايات املنزلية وما شاهبها ‪.‬‬
‫‪-‬رخصة من رئيس اجمللس الشعيب البلدي املختص إقليميا بالنسبة للنفايات اهلامدة‪.‬‬
‫و هذا النص يتماشى ونص املادة ‪ 76‬من املرسوم ‪ 89/339‬اليت أشارت إىل خضوع املنشآت اليت‬
‫تش كل أخط ار أو مس اوئ على املص احل املنص وص عليها يف م ادة ‪ 74‬ل رتخيص من ال وزير املكلف‬
‫حبماية البيئة أو الوايل أو الرئيس اجمللس الشعيب البلدي‪.‬‬

‫‪42‬‬
‫يف حني أن املنش آت اخلاض عة للتص ريح هي تلك املنش آت اليت ال تس بب أي خطر أو مس اوئ‬
‫للمصاحل املنصوص عليها يف املادة ‪.)1( 74‬‬
‫وبشأن صالحيات رئيس اجمللس الشعيب البلدي يف هذا اجملال فقد نص قانون البلدية‬
‫الصادر سنة ‪ 1990‬على اختصاص رئيس اجمللس الشعيب البلدي يف املوافقة على إقامة أي مشروع‬
‫على تراب بلديته من شأنه أن يتضمن خماطر مضرة بالبيئة (‪.)2‬‬
‫ولعل عبارة املخاطر املضرة بالبيئة على حد تعبري النص هي عبارة واسعة حتمل يف طياهتا‬
‫العديد من املفاهيم و من ذلك املخاطر اليت تنجم عن النشاطات الصناعية ‪.‬‬
‫الفـرع الثاني‬
‫اإلجراءات الخاصة بإقامة المنشآت المصنفة‬
‫فيما يتعلق بإجراءات احلصول على الرتخيص فإن القانون يتطلب شروط قانونية‪ ،‬و هي‬
‫طبقا للمرس وم اجلديد تتمثل يف ض رورة إي داع طلب ال رتخيص ل دى الس لطة املاحنة‪ ،‬يش مل كافة‬
‫املعلومات اخلاصة بصاحب املنشأة سواء كان شخصا طبيعيا أو معنويا (‪ ، )3‬أما املعلومات اخلاصة‬
‫باملنشـأة فهي ترتكز على املوقع بالدرجة األوىل ‪ ،‬وتركيز املشرع على املوقع يعد تداركا إلقامة‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 21‬من املرسوم ‪. 98/339‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 92‬من القانون ‪.90/08‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 06‬من املرسوم ‪. 98/339‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬

‫املنشآت املنصوص عنها يف امللحق يف املناطق الفالحية أو الساحلية أو ذات األمهية التارخيي ة و هذه‬
‫األخرية نظرا ألمهيتها فقد خصها املشرع بعناية خاصة نص عنها صراحة يف قانون التهيئة و التعمري‬
‫فبالنس بة لألق اليم ذات امليزة الطبيعية و الثقافية الب ارزة كتلك اليت تتم يز مبوقعها املن اخي‬
‫أواجليول وجي فإنه البد من ت دخل النص وص التش ريعية و التنظيمي ة لتحديد اللتزام ات اخلاصة اليت‬
‫تطبق عليها وكل ما يتعلق ب املوقع و هتيئة حميط ال رتاث الط بيعي الثق ايف و محايته و تنميته (‪ ، )1‬أما‬
‫فيما خيص األراضي الفالحية‪ ،‬ف إن حقوق البن اء ال بد أن تنحصر يف البن اءات الض رورية و احليوية‬
‫لإلس تغالالت الفالحية أما بالنس بة للس واحل فقد أوالها هي األخ رى محاية خاصة باعتبارها‬
‫مصدرا من مصادر النشاطات الساحلية (‪، )2‬و عليه فإنه مبوجب نص املادة ‪12‬من القانون املتعلق‬

‫‪43‬‬
‫حبماية الساحل و تثمينه مينع التوسع الطويل للمحيط العمراين للمجمعات السكانية املوجودة على‬
‫الش ريط الس احلي على مس افة تزيد عن ثالثة كيلوم رتات من الش ريط الس احلي ‪ ،‬و فيما يتعلق‬
‫باألنشطة الصناعية فإن القانون ‪، )3( 02/02‬جاء حبظر مطلق على إقامة أي نشاط صناعي جديد‬
‫على الساحل (‪. )4‬‬
‫لكن املشرع رغم استعماله للحظر املطلق من خالل النص املذكور أعاله كأصل‪ ،‬فإنه‬
‫كاس تثناء ي رخص باألنش طة الص ناعية واملرفئية ذات األمهية الوطنية اليت تنص عليها أدوات هتيئة‬
‫اإلقليم‪ ،‬وه ذا النص ينطبق مع النص ال ذي تض منه ق انون محاية البيئة ال ذي يقضي بإخض اع‬
‫املنش آت املص نفة حسب أمهيتها و حسب األخط ار أو املض ار اليت تنجر عن اس تغالهلا ‪ ،‬لل رتخيص‬
‫أوالتصريح حسب جسامة األخطار النامجة عن عمليات االستغالل(‪.)5‬‬

‫‪ -1‬املادتني ‪46‬و‪ 47‬من القانون ‪.90/29‬‬


‫‪ -2‬اعترب املش رع أعم ال التنمية يف الس احل على أهنا أعم ال تن درج ض من بعد وطين لتهيئة اإلقليم والبيئة (أنظر املادة ‪ 03‬من‬
‫القانون ‪.) 03/03‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 15‬من القانون ‪.02/02‬‬
‫‪ -4‬يشمل الساحل حسب نص املادة ‪ 07‬من نفس القانون على مجيع اجلزر و اجلزيرات و اجلرف القاري ‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -5‬املادة ‪ 19‬من القانون ‪.03/10‬‬

‫وباإلضافة إىل شرط املوقع مثة شروط قانونية أخرى منها حتديد طبيعة األعمال اليت يعتزم القيام هبا‬
‫و حجمها و ك ذا أس اليب الص نع اليت ينتجها املعين و املواد اليت يس تخدمها‪ ،‬مما يس مح بتق دير‬
‫األخطار اليت تتسبب فيها املنشأة (‪. )1‬‬
‫وفرق املشرع بني ما إذا تعلق طلب الرتخيص بإنشاء منشأة من الصنفني األول و الثاين‬
‫(‪)2‬‬
‫اليت تتطلب وث ائق تتعلق أساسا خبريطة مق اييس التص ميم و بني املنش آت من الص نف الث الث‬
‫وه ذا ب النظر إىل خط ورة املس اوئ النامجة عنها مما جيعل االختص اص مبنح ال رتخيص خيتلف حسب‬
‫هذه املقاييس ‪.‬‬
‫كما يتطلب إضافة إىل ذلك دراسة التأثري املنصوص عنها يف قانون محاية البيئة‪ ،‬إذ يسبق‬
‫تس ليم رخصة اس تغالل املنش آت املص نفة تق دمي دراسة الت أثري أو م وجز الت أثري ‪ ،‬و حتقيق عم ومي‬

‫‪44‬‬
‫ودراسة تتعلق باألخط ار و االنعكاس ات احملتملة للمش روع على املص احل املذكورة يف املادة ‪18‬‬
‫واملالحظ على نص املادة أن ‪:‬‬
‫‪ -1‬املشرع استحدث ما يسمى بالتحقيـق العمومي غري أنه مل يبني ماهيته و اجلهة اليت تقوم به أو‬
‫إجراءاته ‪.‬‬
‫‪ -2‬كما نص على ما مساه "دارسة تتعلق باألخطار و االنعكاسات احملتملة " فهل هذه الدراسة هي‬
‫نفسها دارسة التأثري أم أهنا ختتلف عنها ؟ لقد نصت املادة ‪ 21‬علي أن الدراسة املتعلقة باألخطـار و‬
‫االنعكاس ات احملتملة تك ون بغ رض معرفة ت أثري املنش أة على الس احة العمومية و النظافة و األمـن و‬
‫الفالحة و األنظمة البيئية ‪ ،‬و هي يف رأينا نفس النتائج اليت تسعى إىل حتقيقها دراسة التأثري حسب‬
‫نص املادة ‪ ، 16‬و عليه فإن املشرع إذا وفق يف استحداث إجراء التحقيق العمومي ملا حيققه نتائج‬
‫لص احل اإلدارة املاحنة يف بسط رقابة أشد ‪ ،‬ف إن الدراسة املتعلقة باألخط ار واالنعكاس ات تعد من‬
‫باب احلشو و التزيد ‪.‬‬
‫إن املالحظ من خالل ه ذه الش روط أن املش رع ركز على أهم املق اييس التقنية اليت تس مح لإلدارة‬
‫املختصة سواء مركزية أو حملية برفض أو منح الرخصة بالنظر إىل مدى توافرها أوإغفاهلا للشروط‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 06‬فقرة ‪ 3‬و ‪ 4‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪.98/339‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 07‬من املرسوم ‪.98/339‬‬
‫أما فيما خيص إجراءات احلصول على الرخصة يف التشريع اجلزائري‪،‬فقد رأينا أن هذه‬
‫املنشآت حمددة عن طريق قائمة و عليه فإنه يف حالة عدم ورود املنشأة ضمن قائمة املنشآت‪ ،‬تقوم‬
‫الس لطة اليت مت إي داع امللف ل ديها بإش عار ص احب الطلب خالل م دة ‪ 15‬يوما اليت تلي ت اريخ‬
‫اإليداع ‪ ،‬مث يعاد امل ــلف إىل املعين (‪. )1‬‬
‫لكن السؤال الذي يطرح ماذا لو كانت هذه املنشأة ذات تأثري علي البيئة‪ ،‬و غري مدرجة يف قائمة‬
‫املنشآت املصنفة ؟‬
‫لقد وضع املشرع حلول من اجل جتنب مثل هذا الوضع ‪ ،‬إذ نصت املادة ‪ 25‬من القانون ‪03/10‬‬
‫على أنه عن دما ينجم عن اس تغالل منش أة غري واردة يف قائمة املنش آت املص نفة أخط ار أو أض رار‬
‫متس باملص احل املذكورة يف املادة ‪ ، 18‬و بن اءا على تقرير من مص احل البيئة يع ذر ال وايل املستغــل و‬

‫‪45‬‬
‫حيدد له أجال الختاذ التدابري الضرورية إلزالة األخطار أو األضرار املثبتة ‪ ،‬و إذا مل ميتثل املستغل يف‬
‫األجل احملدد يوقف سري املنشأة إىل حني تنفيذ الشروط املفروضة ‪.‬‬
‫ويف حالة ما إذا كانت املنشأة ضمن املنشآت املنصوص عليها يف الصنف الثالث (‪ ، )2‬ففي هذه‬
‫احلالة يقرر الوايل أو رئيس اجمللس الشعيب البلدي مبقتضى قرار الشروع يف حتقيق علين مبجرد تسلم‬
‫امللف املتعلق باملنشأة املصنفة مبينا فيه موضوع التحقيق و تارخيه و كذلك األوقات و املكان الذي‬
‫ميكن للجمهور اإلطالع فيه على امللف و فتح سجل جتمع فيه آراء اجلمهور على مستوى مقرات‬
‫اجملالس الشعبية اليت تقام فيها املنشأة و املوقع الذي ستقام فيه ‪ ،‬و تقع مسؤولية االلتزام بنشر هذا‬
‫اإلعالن على عاتق الوالة املختصني إقليميا (‪ ، )3‬غري أن رؤساء اجملالس الشعبية البلدية الذين ميس‬
‫احمليط املذكور جزء من إقليمها ملزمون بتعليق اإلعالن للجمهور على نفقة صاحب الطلب (‪. )4‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 08‬من املرسوم ‪.98/339‬‬


‫‪ -2‬املاة ‪ 05‬فقرة ‪ 4‬من املرسوم ‪ 98/339‬اخلاصة بالصنف الثالث للمنشآت اليت ختضع لرتخيص رئيس اجمللس الشعيب البلدي‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -3‬املادة ‪ 09‬من املرسوم ‪.98/339‬‬
‫‪ -4‬املادة ‪ 10‬من املرسوم ‪.89/339‬‬
‫(‬
‫و يتم ه ذا التعليق يف مقر البلدية املعنية قبل مثانية أي ام على األقل من الش روع يف التحـقيق العلين‬
‫‪. )1‬‬
‫و يتطلب األمر تق دمي نس خة من طلب الرخصة للمص احل احمللية املكلفة بالبيئة و ال ري‬
‫والفالحة والص حة و الش ؤون االجتماعية و احلماية املدنية و مفتش ية العمل و التعمري و البن اء‬
‫والص ناعة والس ياحة من أجل إب داء رأيها مع إلزامها بتق دمي أرائها يف آج ال ‪ 60‬يوما و إال فصل‬
‫يف األمر من دوهنا (‪.)2‬‬
‫لكن ما يالحظ أن املشرع أشار إىل ضرورة االستشارة لكنه مل يبني هل يعترب رأيها ملزما أم ال ؟‪.‬‬
‫و بعد ذلك يتم اس تدعاء ص احب الطلب خالل مثانية أي ام للقي ام بتق دمي م ذكرة إجابة خالل م دة‬
‫ح ددها املش رع ب اثنني و عش رين يوما ‪ ،‬مث يتم إرس ال ملف التحقيق إىل ال وايل أو رئيس اجمللس‬

‫‪46‬‬
‫الشعيب البلدي ‪ ،‬و ميكن ألي شخص طبيعي أو معنوي أن يطلع يف الوالية أو البلدية على مذكرة‬
‫صاحب الطلب و على استنتاجات املندوب احملقق (‪. )3‬‬
‫من خالل ه ذه اإلج راءات اليت تض منها املرس وم‪ ،‬نالحظ أن املش رع أعطى ض مانة للمجه ول‬
‫للمس امهة يف إع داد الق رارات الس يما يف مثل ه ذه املش اريع اليت ينجم عن إجنازها أثر مهم على‬
‫حي اة املواط نني‪ ،‬و على حد تعبري البعض ف إن ه ذا يعد ص ورة حقيقية لتجس يد الدميقراطي ة‬
‫اإليكولوجية (‪. )4‬‬
‫أما بالنسبة للمجالس الشعبية البلدية اليت يعتزم أن تقام فيها املنشأة فعليها أن تبدي برأيها‬
‫يف طلب الرخصة مبج رد افتت اح التحقي ق‪ ،‬إال أنه ال ميكن أن تأخذ بعني االعتب ار إال اآلراء املعللة‬
‫اليت جيب التعبري عنها يف مهلة تق در ب ‪ 15‬يوما املوالية إلغالق س جل التحقيق ‪ ،‬و قد ف رق‬
‫املش رع بني املنش آت من الص نف الث الث و املنش آت من الص نف األول‪ ،‬ف إذا ك ان قد أخضع‬
‫املنشآت من الصنف الثالث إىل هذه اإلجراءات‪ ،‬فإنه بالنسبة للمنشآت من الصنف األول جعلها‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 11‬فقرة ‪ 2‬من املرسوم ‪.98/339‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 12‬من املرسوم ‪.98/339‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 13‬من املرسوم ‪.98/339‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -4‬د‪.‬طه طيار‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ 24‬و ‪.25‬‬

‫تتم حتت مسؤولية الوايل املختص إقليميا(‪.)1‬‬


‫ويف حالة رفض الطلب جيب تبليغ املعين بالرفض مع ضرورة تربير موقف اإلدارة و يقوم بالتبليغ‬
‫اجلهة املختصة حسب احلالة ‪ ،‬و ميكن للمعين يف هذه احلالة أن يتقدم بالطعن يف هذا الرفض ‪.‬‬
‫هذا و قد أعطى املشرع فضال عن كل الصالحيات حق اختاذ قرار مينح الرتخيص ملدة‬
‫مؤقتة بناءا على طلب املعين و هذا يف حالتني(‪:)2‬‬
‫الحالةـ األولى ‪:‬حالة تطبيق أساليب جديدة للعمل يف املنشأة ‪.‬‬
‫الحالةـ الثانية ‪ :‬حالة توقع حتويل يف األراضي اجملاورة اليت تع تزم إنش اء املنش أة عليها ‪ ،‬أن ميس‬
‫ظروف اإلسكان أو طريقة استعمال األراضي ‪.‬‬

‫‪47‬‬
‫من خالل الشروط السالفة الذكر ميكن القول أن املشرع خطى من خالل هذه النصوص‬
‫خط وات إجيابية يف جمال محاية البيئة ‪ ،‬كما أنه ت دارك طبيعة اخلط ورة النامجة عن ممارسة النش اط‬
‫ويتضح لنا ذلك من خالل إدخ ال املش رع ن وعني من الوث ائق جيب إرفاقها يف امللف وهي كل من‬
‫وثيقة املخ اطر ودراسة الت أثري املش ار إليهما س ابقا ‪،‬ويف حالة غي اب مثل ه ذه الوث ائق يعترب إغف اال‬
‫جوهريا يف ملف طلب منح الرتخيص ‪.‬‬
‫نصل يف النهاية إىل أن هذه النماذج اليت ذكرناها بشأن الرتخيص ما هي إال صور قليلة‬
‫لل رتاخيص اليت هتدف إىل محاية البيئة و وقايتها من األض رار اليت يص عب حتديد جماالهتا أو تق دير‬
‫التعويض بشأهنا (‪. )3‬‬

‫(‪ )1‬املادة ‪ 14‬من املرسوم ‪.981/339‬‬


‫(‪ )2‬املادة ‪ 18‬من املرسوم ‪.98/339‬‬
‫(‪ )3‬أنظر يف اطار الرتاخيص األخري املنصوص عليها قانونا املواد‪ 24:‬و‪ 26‬من القانون ‪ ، 19 /01‬واملاد ‪ 20‬و‪ 40‬من القانون‬
‫‪ ، 02/02‬واملاد ‪ 24،30‬من القانون ‪، 03/03‬واملاد ‪ 156، 1314، 128، 94،102،118، 84‬من القانون ‪ 01/10‬وكذا املادة‬
‫‪ 28‬من املرسوم ‪ 2000/73‬املتعلق بافراز الدخان والغبار يف اجلو‪.‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬

‫المبحث الثانيـ‬
‫الحظر و اإللزام و نظام التقاريرـ‬
‫ك ون أن موض وع محاية البيئة يتعلق يف الغ الب حبماية الص حة العامة ‪ ،‬ف إن قواع ده‬
‫القانونية تأيت يف الغالب يف شكل قواعد آمرة ‪ ،‬هذه األخرية تأيت يف أسلوبني ‪ ،‬إما أسلوب احلظر‬
‫أو اإلل زام و يتبىن املش رع أس لوب اإلل زام حينما ي أمر األف راد بإتي ان س لوك معني توجبه القاع دة‬
‫القانونية ‪ ،‬أما أسلوب احلظر فاملشرع يتبناه حينما يأمر األفراد باالبتعاد عن سلوك حتظره القاعدة‬
‫القانونية ومن خالل دراس تنا لنص وص ق انون محاية البيئة جند أن هن اك من اإلج راءات ما ي أيت يف‬
‫شكل أوامر هذه األخرية تتخذ صورتني إما األمر بإلزام أو األمر باحلظر ‪ ،‬و منها ما يأيت يف شكل‬
‫إلزام بتصرحيات أو تقارير ‪.‬‬

‫‪48‬‬
‫المطلب األول‬
‫الحظر‬
‫يقصد باحلظر الوسيلة اليت تلجأ إليها سلطات الضبط اإلداري ‪ ،‬هتدف من خالهلا منع‬
‫إتي ان بعض التص رفات بس بب اخلط ورة اليت تنجم عن ممارس تها كحالة حظر املرور يف اجتاه معني‬
‫أومنع وقوف السيارات يف أماكن معينة (‪. )1‬‬
‫واحلظر وسيلة قانونية تقوم اإلدارة بتطبيقه عن طريق القرارات اإلدارية ‪ ،‬و هذه األخرية‬
‫من األعم ال االنفرادية ش أهنا ش أن ال رتخيص اإلداري تص درها اإلدارة ملا هلا من امتي ازات الس لطة‬
‫العامة‪.‬‬
‫ولكي يكون أسلوب احلظر قانونيا البد أن يكون هنائيا و مطلقا و أال تتعسف اإلدارة إىل‬
‫درجة املساس حبقوق األفراد و حرياهتم األساسية و أال يتحول إىل عمل غري مشروع فيصبح جمرد‬
‫اعت داء م ادي أو عمل من أعم ال الغصب كما يس ميه رج ال الق انون اإلداري (‪ ، )2‬و للحظر‬
‫اإلداري صورتان ‪ :‬حظر مطلق و حظر نسيب أو مؤقت ‪.‬‬
‫احلظر املطلق هو الغالب يف قوانني محاية البيئة ‪،‬حيث ينظم املشرع بعض القوانني اليت من خالهلـا‬

‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -1‬د‪.‬عمار عوابدي ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.407‬‬
‫‪ -2‬د‪ .‬عبد الغاين بسيو ين ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪.384‬‬
‫مينع إتي ان بعض التص رفات اليت هلا خط ورة كب رية من ش أهنا أن تس بب ض ررا جس يما للبيئة‬
‫وللمحيط الط بيعي ‪ ،‬و بالت ايل ه ذا املنع يك ون منعا باتا ال ت رد عليه أية اس تثناءات ‪ ،‬و ال خيضع‬
‫لإلجراءات اليت خيضع هلا الرتخيص اإلداري (‪. )1‬‬
‫أما بالنسبة للحظر النسيب فهو حينما ينص املشرع على منع إتيان بعض األعمال من‬
‫شأهنا اإلضرار بالبيئة و يف هذه احلالة يكون احلظر مرهونا بشروط و هي ضرورة استفاء إجراءات‬
‫ال رتخيص اإلداري ‪ ،‬ففي ه ذه احلالة يربط املش رع إتي ان التص رف بش رط احلص ول على ت رخيص‬
‫إداري بشأنه‪.‬‬
‫إذن ما نالحظه هو أن هناك عالقة وثيقة بني كل من احلظر النسيب و الرتخيص اإلداري‬
‫تكمن هذه العالقة يف كوهنما أسلوبني قانونيني متكاملني ذلك أن املشرع يف احلظر النسيب ال جيعل‬

‫‪49‬‬
‫التصرف مبدئيا حمظورا ‪ ،‬لكن هذا احلظر يزول إذا استوىف طلب املعين شروط الرتخيص اإلداري‬
‫‪،‬بعدها ميكن له مزاولة نشاطه ‪.‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫الحظر المطلق‬
‫إن قواعد ق انون محاية البيئة أغلبها عب ارة عن قواعد آم رة ال ميكن لألف راد خمالفتها‬
‫باعتبارها تتصل بالنظام العام ‪ ،‬و احلظر املطلق صورة من صور القواعد اآلمرة ال يضع فيه املشرع‬
‫استثناءات ‪.‬‬
‫و الشك أن احلظر املطلق هو نص يب حمتجز للمش رع ال ميكن لإلدارة اخلي ار فيه و ال ميكنها فتح‬
‫اجملال لسلطاهتا التقديرية فيه ‪ ،‬ألهنا قواعد آمرة ال ميكن لإلدارة خمالفتها ‪.‬‬
‫ه ذا و برجوعنا إىل ق وانني محاية البيئة جند الكثري من ه ذه القواعد اليت تقيد كل من‬
‫اإلدارة واألشخاص الذين يزاولون نشاطات مضرة بالبيئة ومن ذلك ما نص عنه املشرع اجلزائري‬
‫يف بعض اجملاالت مثل إلق اء النفاي ات يف غري األم اكن اليت حتددها الس لطات اإلدارية املعنية‬
‫أواستعمال بعض املواد الكيميائية يف الصناعات الغذائية اليت من شأهنا املساس بالصحة العمومية ‪.‬‬
‫و بصدد حديثنا على احلظر املطلق يقضي املشرع اجلزائري يف قانون محاية البيئة حبظر كل صـب‬

‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬


‫‪ -1‬محيدة مجيلة ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص ‪.103‬‬
‫أو ط رح للمي اه املس تعملة أو رمي للنفاي ات أيا ك انت طبيعتها يف املي اه املخصصة إلع ادة تزويد‬
‫طبقات املياه اجلوفية و يف اآلبار و احلفر و سراديب جذب املياه اليت غري ختصيصها (‪ ، )1‬واملالحظ‬
‫من خالل ه ذا النص أن املش رع احتجز كل س لطاته بش أن الصب ال ذي يتس بب يف اإلض رار‬
‫بالطبيعة طبقا للم ادة ‪ 51‬من ق انون محاية البيئة و يف الواقع و بقراءتنا للم ادة ونص وص الق انون‬
‫الجند أية إش ارة هلذه املواد أو النفاي ات ‪،‬غري أنه يتعني يف ه ذه احلالة الرج وع إىل ق انون املي اه‬
‫لتحديد مفه وم املي اه املس تعملة و إىل الق انون ‪ 01/19‬املتعلق بتس يري النفاي ات لتحديد قائمة‬
‫النفايات(‪. )2‬‬
‫ونص املادة ‪ 51‬من القانون اجلديد ‪ 03/10‬يقابل نص املادة ‪ 48‬من قانون ‪ ،1983‬هذا‬
‫األخري الذي ك ان حيمل عبارات عامة ‪ ،‬فقد كان احلظر ال وارد يف املادة ‪ 48‬يتعلق ب املواد اليت من‬
‫ش أهنا املس اس بالص حة العامة ‪ ،‬و الص حة العامة هلا مفه وم واسع هلذا جتنب املش رع يف التع ديل‬

‫‪50‬‬
‫اجلديد ه ذا التوسع يف املع اين ال ذي قد ي ؤدي إىل أض رار و ذلك لع دم دقة املص طلحات ‪ ،‬إذ ج اء‬
‫نص املادة ‪ 51‬حبظر مطلق ألي صب دون أن يربط بني املواد املفرزة و الصحة العمومية ‪.‬‬
‫و قد أح ال املش رع مبوجب نص املادة ‪ 50‬على التنظيم لتحديد ش روط منع الت دفقات و الس يالن‬
‫والطرح و الرتسيب املباشر أو غري املباشر للمياه و املواد ‪.‬‬
‫ويف ظل نص املادة ‪ 48‬من القانون ‪ 83/03‬صدرت نصوص تطبيقية تبقى قابلة للتطبيق‬
‫حاليا إىل حني ص دور نص وص تنظيمية جدي دة ‪ ،‬و قد ص درت تلك النص وص التطبيقية س نة‬
‫‪ 1993‬س يما منها املرس وم ‪ 93/161‬ال ذي جنده حيظر الصب يف الوسط الط بيعي لبعض املواد‬
‫الزيتية‪ ،‬مث تناول ذكر أنواع هذه املواد و املتمثلة خصوصا فيما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬زيوت احملركات وزيوت التشحيم و الزيوت السوداء املسماة مازوت التشحيم و زيوت املسقى‬
‫و الزيوت العازلة ‪...‬اخل ‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 51‬من القانون ‪. 03/10‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -2‬املادة ‪ 03‬من القانون ‪.01/19‬‬

‫و ما يالحظ على هذا املرسوم أنه أشار فقط إىل مادة واحدة وهي الزيـوت يف حني أن نـص املادة‬
‫‪ 50‬أش ار إىل مص طلح "م ــواد" بص فة مطلقة ‪ ،‬و بالت ايل الزي وت هي ج زء فقط من املواد امللوثة‬
‫للبيئة و عليه وجب علينا الرج وع إىل الق انون ‪ 01/19‬ال ذي ميكن اإلس تناد إليه يف معرفة قائمة‬
‫النفايات(‪ ، )1‬اليت نصت عليها املادة ‪ 50‬يف انتظار نصوص تنظيمية لتطبيق القانون ‪. 03/10‬‬
‫كما نلمس هذا احلظر أيضا يف مواد أخرى من املرسوم التنفيذي ‪ ، )2( 93/161‬حيث‬
‫حيظر زي ادة على الصب يف األوس اط الطبيعية ‪ ،‬تفريغ الش حوم الزيتية يف ش بكات التطهري و إن‬
‫كانت جمهزة مبحطات التصفية ‪.‬‬
‫وإذا كان القانون األساسي املتعلق حبماية البيئة ال يتضمن تطبيقات كثرية يف جمال احلظر‬
‫ف إن الق وانني األخ رى املكملة له تأخذ يف موادها جانبا كب ريا من أس لوب احلظر ‪ ،‬و من ذلك‬
‫الق انون املتعلق حبماية الس احل و تثمين ه‪،‬ال ذي نص على أنه مينع املس اس بوض عية الس احل و بكل‬

‫‪51‬‬
‫نش اط على مس توى املن اطق احملمية و املواقع اإليكولوجية و ك ذا كل إقامة لنش اط ص ناعي جديد‬
‫أوبناءات أو منشآت أو طرق أو حظائر توقف السيارات على الساحل (‪.)3‬‬
‫و يف جمال محاية الفض اءات املش جرة تض من الق انون حظ را مطلقا لكل قطع أو اقتالع للفص ائل‬
‫النباتية ‪.‬‬
‫أما ق انون املن اجم فنج ده ينص على ع دم إمكانية منح ال رتخيص ب أي نش اط منجمي يف املواقع‬
‫احملمية بالق انون واالتفاقي ات الدولية ‪ ،‬و يب دو أن املش رع هنا خياطب اإلدارة املختصة مبنح‬
‫الرتاخيص املنصوص عليها يف املادة ‪. 156‬‬
‫و بغ رض محاية و تثمني الش واطئ نص الق انون ‪ 03/02‬احملدد للقواعد العامة لالس تعمال‬
‫واالس تغالل الس ياحيني للش واطئ على منع كل مس تغل للش واطئ القي ام ب أي عمل ميس بالص حة‬
‫العمومية أو يتس بب يف إفس اد نوعية مي اه البحر أو إتالف قيمتها النوعي ة‪،‬و إذا ك ان الق انون‬
‫األساسي حلماية البيئة قد أغفل حتديد و تفصيل املواد املضرة باألوساط املائية فإن املادة ‪ 12‬مـن‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 03‬من القانون ‪.01/19‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 03‬من املرسوم ‪.93/161‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -3‬املادة ‪09‬و‪ 11‬فقرة ‪ 2‬و‪ 15‬و‪ 30‬من القانون ‪.02/02‬‬

‫القانون ‪ 03/02‬قد جاءت حبظر مطلق على كل رمي للنفايات املنزلية أو الصناعية أو الفالحية يف‬
‫الشواطئ أو مبحاذاهتا ‪.‬‬
‫ونظرا ملا أصبحت تشكله ظاهرة استنـزاف رمال البحر من مساس ب املظهر اجلمايل‬
‫للش واطئ وتق دم ملي اه البحر اجتاه الرب ‪ ،‬نصت املادة ‪ 32‬من نفس الق انون على أنه مينع اس تخراج‬
‫الرمل و احلصى واحلج ارة ‪ ،‬و أح الت املادة ‪ 50‬منه بش أن خمالفة ه ذا احلظر على نص املادة ‪40‬‬
‫من القانون ‪ 02/02‬و اليت تعاقب على هذا الفعل باحلبس من ‪ 06‬أشهر إىل سنتني و بغرامة مالية‬
‫من ‪ 200.000‬دج إىل ‪ 2000.000‬دج مع إمكانية مص ادرة اآلالت و األجه زة و املع دات اليت‬
‫استعملت يف ارتكاب املخالفات ‪.‬‬
‫و هبدف منع التعامل العشوائي و الالعقالين مع النفاي ات فإنه مينع على كل منتج للنفايات اخلاصة‬
‫و اخلط رة أو احلائز عليها من تس ليمها إىل ش خص آخر غري مس تغل ملنش أة معاجلة النفاي ات‬
‫أواملستغل ملنشأة غري مرخص هبا (‪. )1‬‬

‫‪52‬‬
‫و قد نصت املادة ‪ 3-08‬من املرس وم ‪ 200/37‬املنظم إلف راز ال دخان و الغب ار و ال روائح‬
‫واجلس يمات الص لبة يف اجلو (‪ ، )2‬على أنه حيظر اس ترياد و تص دير املواد املس تعملة و ك ذا املواد‬
‫احملددة املذكورة يف امللحق األول من املرس وم ‪ ،‬و قد ج اء امللحق بقائمة كاملة للم واد مع رقم‬
‫تعريفتها اجلمركية ‪.‬‬
‫كما تضمن تشريع الصحة اجلزائري بعض األحكام هلا عالقة حبماية صحة املستهلك و‬
‫لعل هذا يتماشى مع اعتبار الصحة مبفهومها القانوين جمموعة التدابري الوقائية و الفالحية و الرتبوية‬
‫واالجتماعية اليت تستهدف احملافظة على صحة الفرد و اجلماعة و جتسيدمها (‪. )3‬‬
‫و من ه ذه الت دابري هن اك بعض منها له عالقة حبماية ص حة املس تهلك مثل منع املش رع اس تعمال‬
‫مواد التغليف و التعليب اليت تثبت خطورهتا على صحة املستهلك (‪. )4‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 19‬من القانون ‪.01/19‬‬


‫‪ -2‬املرسوم ‪ 2000/37‬املتعلق بإفراز الدخان والغبار والروائح و اجلسيمات الصلبة يف اجلو‪،‬املؤرخ يف ‪( 01/04/200‬اجلريدة‬
‫الرمسية عدد ‪ 18‬سنة ‪.) 2000‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 01‬من القانون ‪.85/05‬‬
‫الفصل‪. 01‬‬
‫األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -4‬املادة ‪ 36‬من القانون ‪ 85/05‬وكذا املادة ‪ 09‬من القانون ‪/19‬‬

‫وهن اك العديد من النص وص القانونية األخ رى اليت تبنت أس لوب احلظر يف جمال احلماية القانونية‬
‫للبيئة ففي جمال محاية ال ثروة الغابية حيظر املش رع تفريغ األوس اخ و ال ردوم يف األمالك الغابية‬
‫أووضع أو إمهال كل شيء آخر من شأنه أن يتسبب يف احلرائق (‪. )1‬‬
‫من خالل النص وص القانونية اليت أش رنا إليها على س بيل املث ال أن املش رع اجلزائ ري‬
‫يستعني بأس لوب احلظر كلما توقع وجود خطر يه دد الت وازن البي ئي‪ ،‬مق ررا ب ذلك ج زاءات على‬
‫كل إتي ان لس لوك خمالف فقد تك ون ه ذه اجلزاءات إدارية أو جنائية ه ذه األخ رية تتمثل يف‬
‫العقوبات الرادعة املنصوص عنها يف قانون العقوبات و القوانني اخلاصة حبماية البيئة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫الحظر النسبي‬
‫املقصود باحلظر النسيب كما سبق اإلشارة إليه منع القيام بأعمال أو نشاطات معينة تعد‬
‫خط را على البيئة ‪ ،‬إال أن املنع يف ه ذه احلالة ال يك ون مطلقا ‪ ،‬إمنا هو مره ون بض رورة احلص ول‬

‫‪53‬‬
‫على ت راخيص من ط رف الس لطات املختصة و وفقا للش روط و الض وابط اليت حتددها التنظيم ات‬
‫اخلاصة حبماية البيئة (‪. )2‬‬
‫ومن خالل دراستنا ألسلوب الرتخيص ‪ ،‬باعتباره إجراء من اإلجراءات الوقائية حلماية‬
‫البيئة نصل إىل الق ول أن احلظر النسيب له عالقة بأس لوب ال رتخيص ‪ ،‬فاملش رع حينما ينص على‬
‫حظر مؤقت يبيح إتيان السلوك سواء تعلق األمر بإقامة منشأة ذات نشاط خطر على البيئة أو منع‬
‫صب بعض املواد اخلط رة يف األوس اط املس تقبلة ‪ ،‬أو منع ت داول س لع معينة فإنه يبيحه إذا ت وافرت‬
‫الشروط القانونية اليت تسمح مبنح الرتخيص ‪.‬‬
‫و مبا أننا سبق و أن تعرضنا إىل أسلوب الرتخيص بنوع من التفصيل فإننا سنكتفي فقط باإلشارة‬
‫إىل التمييز بني كل من احلظر املطلق و احلظر النسيب‪.‬‬
‫فاحلظر املطلق هو نصيب حمجوز للمشرع و املقصود بذلك أن سلطات املشرع يف استعماله هي‬
‫سلطة كاملة و ما على اإلدارة يف هذه احلالة إال تنفيذ القواعد القانونيـة دون توسيع لسلطتـها‬

‫‪ -1‬القانون ‪ 84/12‬املتعلق بالغابات ‪.‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -2‬د‪ .‬ماجد راغب احللو ‪،‬مرجع سابق ‪،‬ص‪ 96‬و ‪.97‬‬

‫وعليه ف إن جماله اخلصب هو الس لطة املقي دة ‪ ،‬يف حني أن احلظر النسيب مينع فيه املش رع إتي ان‬
‫الس لوك املخ الف للتش ريع‪ ،‬إال أنه ي رخص به يف حالة ت وافر الش روط القانونية اليت تس مح بإتيانه‬
‫ه ذه الش روط تق وم اإلدارة بدراس تها بدقة مث يك ون هلا حق اس تعمال س لطتها يف منح ال رتخيص‬
‫أورفض الطلب حسب املص لحة اليت يقتض يها الق انون ‪ ،‬و بالت ايل ف اإلدارة ال ميكن أن تس تعني‬
‫بس لطتها التقديرية بص فة مطلقة ‪ ،‬كما ال ميكن للمش رع أن يقيد هلا اجملال التق ديري بص فة مطلقة‬
‫أيضا و على حد تعبرينا فس لطة اإلدارة هنا تت أرجح بني التقييد و التق دير يف نفس ال وقت ‪ ،‬و‬
‫بعبارة أخرى فنكون بصدد سلطة تقديرية يف حدها األوسط ‪.‬‬
‫من جهة أخرى ميكن القول أن احلظر املطلق يكون دائما هنائيا و احلكمة من ذلك أن‬
‫املش رع ال يس تعمل ه ذا األس لوب إال يف حالة األخط ار اجلس يمة اليت من ش أهنا أن تس بب أض رار‬
‫جسيمة سواء للمحيط بصفة عامة أو للصحة البشرية بصفة خاصة ‪ ،‬يف حني أن احلظر النسيب ال‬

‫‪54‬‬
‫ميكن أن يتح ول إىل حظر مطلق ذلك ألن الش خص ال ذي ي رغب يف مزاولة نش اط ما و تت وفر فيه‬
‫الشروط القانونية تكون اإلدارة ملزمة مبنح الرتخيص مىت توافرت الشروط القانونية ‪.‬‬
‫وقد تضمن التشريع اجلزائري أمثلة حلاالت احلظر النسيب‪ ،‬نذكر البعض منها على سـبيل املثال‪:‬‬
‫منها ما نصت عليه املادة ‪ 55‬من القانون ‪ 03/10‬اليت اشرتطت يف عمليات الشحن و حتميل املواد‬
‫و النفايات املوجهة للغمر يف البحر احلصول على ترخيص يسلمه الوزير املكلف بالبيئة و عليه فإن‬
‫احلظر املنصوص عليه يف املادة ‪ ، )1( 52‬هو حظر نسيب ما دام أنه خيضع لشرط استيفاء الرخصة ‪.‬‬
‫و خ ارج ق انون محاية البيئة جند نص املادة ‪ 23‬من الق انون املتعلق حبماية الس احل و تثمينه تنص‬
‫على أنه مينع م رور العرب ات و وقوفها على الض فة الطبيعية ‪ ،‬غري أن الفق رة الثانية من نفس املادة‬
‫تنص على أنه ي رخص عند احلاجة مبرور عرب ات مص احل األمن و اإلس عاف و مص احل تنظيف‬
‫الش واطئ و ص يانتها ‪ ،‬و من ق راءة نص املادة خنلص أهنا حتمل حظر مطلق على اجلميع وحظر‬
‫نسيب يتوقف على رخصة بالنسبة للمصاحل و اهليئات املذكورة أعاله ‪.‬‬

‫‪ -1‬تنص املادة ‪..." 52‬مينع داخل املياه البحرية اخلاضعة للقضاء اجلزائري كل صب أو غمر أو ترميد ‪ ،"...‬ونصت املادة ‪53‬‬
‫عمومي ‪.‬‬
‫الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫حتقيق‬
‫اإلدارية‬ ‫بعد إجراء‬
‫اإلجراءات‬ ‫الفصلبالبيئة‬
‫األول ‪:‬‬ ‫علي إمكانية الصب والغمر يف البحر بناء علي ترخيص الوزير املكتف‬

‫ومن ذلك أيضا ما نصت عليه املادة ‪ 118‬من القانون املتعلق باملناجم ‪ 01/10‬بشأن منح الرخص‬
‫املنجمية يف األم اكن الغابية و املائية إذ أخض عت املادة مباش رة ه ذا النش اط إىل املوافقة الرمسية‬
‫للوزير املكلف بالبيئة ‪.‬‬
‫المطلب الثانيـ‬
‫اإللزام‬
‫قد يلجأ املشرع إىل إلزام األفراد بالقيام ببعض التصرفات ‪ ،‬و عليه فاإللزام هو عكس‬
‫احلظر ‪ ،‬ألن ه ذا األخري هو إج راء ق انوين إداري يتم من خالله منع إتي ان النش اط فهو هبذا إج راء‬
‫س ليب يف حني أن اإلل زام هو ض رورة إتي ان التص رف ‪ ،‬فهو إجيايب ال يتحقق هدفه إال بإتي ان‬
‫التصرف الذي يوجبه القانون ‪ ،‬و مع ذلك فاإللزام جنده يتقيد ببعض الشروط أمهها أن تكون مثة‬
‫حاجة ضرورية وواقعية زمانا و مكانا للقيام بالتصرف املنصوص عليه و جيب أال يكون هناك نص‬
‫تشريعي مينع اإلدارة من إصدار األوامر اليت تأيت على شكل قرارات فردية (‪. )1‬‬

‫‪55‬‬
‫إن النصوص القانونية اخلاصة حبماية البيئة ثرية مبثل هذه القواعد ‪ ،‬باعتبار محاية البيئة‬
‫عمال ذا مص لحة عامة ‪ ،‬ه ذا املب دأ تتف رع عنه االلتزام ات البيئية اليت تقع على ع اتق األش خاص‬
‫س واء الطبيعية أو املعنوية منها ‪ ،‬و بالت ايل ف إن محاية البيئة مدرجة ض من مه ام و أعم ال الس لطة‬
‫العامة ومحايتها قانونا مبقتضى ق وانني ذات ط ابع إداري ‪،‬وعلى ه ذا تك ون األوامر هي الوس يلة‬
‫املناسبة للتعبري عن هذه األهداف و حتقيق احلماية و احملافظة على النظام العام ‪.‬‬
‫ويف التشريعات البيئية هناك العديد من األمثلة اليت جتسد أسلوب اإللزام سواء يف القانون‬
‫األساسي للبيئة أو يف التش ريعات األخ رى اليت هتدف إىل محاية البيئة ‪ ،‬من ذلك ق انون التوجيه‬
‫العق اري ق انون محاية الس احل و تثمينه ‪ ،‬ق انون املن اجم و الق انون املتعلق بالس احل ‪ ،‬و عليه‬
‫سنكتفي بإعطاء بعض األمثلة من خالل وقوفنا على بعض القوانني ‪.‬‬
‫ففيما خيص النفايات املنزلية أصبح لزاما على كل حائز للنفايات و ما شاهبها استعمال نظام الفرز‬
‫و اجلمع و النقل املوضوع حتت تصرفه (‪ )2‬من طرف البلدية اليت ألزمها القانون بوضع خمطط بلدي‬

‫‪-1‬د‪ .‬إبراهيم عبد العزيز شيحا‪ ،‬مبادئ وأحكام القانون اإلداري ‪،‬الدار اجلامعية للطباعة والنشر ‪، 1997،‬ص ‪.788‬‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪-2‬املادة ‪ 35‬من القانون ‪.01/19‬‬

‫لتسيري النفايات البلدية و ما شاهبها يتضمن على وجه اخلصوص‪:‬‬


‫‪ -‬جرد كمية النفايات املنزلية و ما شاهبها و النفايات اهلامدة املنتجة يف إقليم البلدية‪.‬‬
‫‪ -‬جرد و حتديد مواقع و منشآت املعاجلة املوجودة يف إقليم البلدية ‪.‬‬
‫و جيب أن يوضع املخطط املذكور أعاله حتت س لطة رئيس اجمللس الش عيب البل دي و يش مل كافة‬
‫إقليم البلدية و أن يكون مطابقا للمخطط الوالئي للتهيئة و يصادق عليه الوايل ‪.‬‬
‫أما النفايات اليت تتخلف عن عملية اإلنتاج و التحويل أو استعمال أية مادة فاملشرع يلزم‬
‫كل ش خص ط بيعي أو معن وي ينتج نفاي ات أو ميلكه ا‪ ،‬إذا ك انت مض رة بالص حة و املوارد البيئية‬
‫أوت دهور األم اكن الس ياحية أو تل ويث اهلواء و املي اه أو إح داث ص خب أو روائح أن يعمل على‬
‫ض مان إزالتها ‪ ،‬و يف نفس اإلط ار نصت املادة ‪ 06‬من الق انون ‪ 01/19‬على أن يل زم كل منتج‬
‫للنفاي ات أو ح ائز هلا باختاذ كل اإلج راءات الض رورية لتف ادي إنت اج النفاي ات بأقصى ق در ممكن‬

‫‪56‬‬
‫س يما االمتن اع عن تس ويق املواد املنتجة للنفاي ات غري القابلة لالحنالل البيولـوجي و االمتن اع عن‬
‫استعمال املواد اليت من شأهنا أن تشكل خطرا على اإلنسان السيما عند صناعة منتجات التغليف ‪.‬‬
‫و بغ رض تثمني النفاي ات (‪ ، )1‬أل زمت املادة ‪ 07‬من نفس الق انون كل منتج أو ح ائز للنفاي ات‬
‫ض مان العمل على تثمني النفاي ات النامجة عن املواد اليت يس توردها أو يص نعها أو يس وقها‪ ،‬و يف‬
‫حالة ع دم قدرته على تثمينها فإنه يل زم بض مان أو العمل على ض مان إزالة النفاي ات على حس ابه‬
‫اخلاص ‪ ،‬بطريقة عقالنية بيئيا‪ ،‬و عملية تثمني و إزالة النفايات ألزم املشرع أن تتم وفقا للشروط‬
‫و املع ايري البيئية و ع دم تع ريض ص حة اإلنس ان و احلي وان للخطر ‪ ،‬و ت أيت ه ذه النص وص لض بط‬
‫حركة النفايات الصناعية باعتبارها أخطر أنواع النفايات تأثريا على الصحة و حالة احمليط ‪ ،‬و قد‬
‫أخضع املش رع نقـل و تص دير و عب ور النفاي ات اخلاصة و اخلط رة إىل ت رخيص مس بق من ال وزير‬
‫املكلف بالبيئة و ال مينح هذا الرتخيص إال عند توافر الشـروط اآلتية ‪:‬‬
‫‪ -‬احرتام قواعد و معايري التوضيب املتفق عليه دوليا ‪.‬‬
‫‪ -‬تقدمي عقد مكتوب بني املتعامل االقتصادي املصدر و مركز املعاجلة ‪.‬‬

‫‪ -1‬عرفت املادة ‪ 03‬من القانون ‪ 01/19‬تثمني النفايات‪ :‬أنه طل العمليات الرامية إيل إعادة استعمال النفايات أو رسكلتها‬
‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫أو تسميدها‪.‬‬

‫‪ -‬تقدمي عقد تأمني يشمل كل الضمانات املالية الالزمة‪.‬‬


‫‪ -‬تقدمي وثيقة حركة‪ ،‬موقع عليها من طرف الشخص املكلف بعملية النقل عرب احلدود‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫وإذا كان املشرع قد مسح بتصـدير النفايـات فإنه مينع منعا باتا استـرياد النـفايات اخلـاصة اخلطرة‬
‫‪ ،‬و يف حالة وقوع ذلك يلزم الوزير املكلف بالبيئة حائزها أو ناقلها بإرجاعها إىل البلد األصلي يف‬
‫أجل حيدده ال وزير ‪ ،‬و العكس ص حيح يف حالة تص دير النفاي ات دون رخصة إذ يتم إل زام‬
‫األشخاص الذين سامهوا يف تصديرها بضمان إرجاعها إىل اإلقليم الوطين(‪. )2‬‬
‫و يف جمال محاية مياه البحر فإنه يلزم مالك السفن العائمة اليت تشكل خطرا أكيدا على البيئة للقيام‬
‫بإعادة ترميمها أو نزعها بعد إعذار موجه من طرف السلطة املينائية (‪. )3‬‬
‫لكن بالنظر إىل النص القانوين املشار إليه و املتعلق بإلزام املشرع األشخاص بضمان إزالة النفايات‬
‫النامجة عن مف رزات نش اطاهتم ‪ ،‬و الواقع ال ذي نعيش ه‪ ،‬ميكن الق ول أن معاجلة النفاي ات اخلاصة‬

‫‪57‬‬
‫السيما الصناعية تكاد تنعدم يف اجلزائر ‪ ،‬حيث أن ‪ %80‬من النفايات الصناعية يتم التخلص منها‬
‫بطريقة التخزين غري املنتظم يف العراء ‪ ،‬و رغم هذه القواعد اآلمرة فإنه مل يتم القيام بأي عمل من‬
‫أجل نقل النفاي ات الس امة ‪ ،‬و كمث ال على ذلك مص نع الزنك ب الغزوات ‪ ،‬حيث تف رز عملية‬
‫التصنيع فيه محض الكربيت ‪ ،‬و هي مادة قاتلة يف مرحلة اإلنتاج (‪. )4‬‬
‫و برجوعنا إىل الق انون ‪ 03/02‬احملدد للقواعد العامة الس تغالل الش واطئ جنده ينص على جمموعة‬
‫التزام ات تقع على ص احب امتي از الش اطئ‪ ،‬منها محاية احلالة الطبيعية و إع ادة األم اكن إىل حالتها‬
‫بعد انتهاء موسم االصطياف ‪ ،‬كما يقع عليه عبء القيام بنزع النفايات و خمتلف األشياء اخلطرة‬
‫‪.‬‬
‫و من خالل النصوص السابقة و رغم استعمال أسلوب اإللزام إال أنه يبقى بدون فعالية يف غياب‬
‫قائمة دقيقة للنفاي ات ‪ ،‬إذ اكتفى املش رع ب ذكر ع واقب أض رارها ‪ ،‬حيث اعترب النفاي ات ذات‬
‫خط ورة يف حالة ما إذا ك انت هلا ع واقب مض رة بالرتبة و النبات ات و احليوان ات و بص فة عامة إذا‬
‫كانت تضر بصحة اإلنسان و البيئة ‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 25‬من القانون ‪.01/19‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 27‬و ‪ 28‬من القانون ‪. 01/19‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 61‬من املرسوم ‪.02/01‬‬
‫‪.1997‬اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫األول ‪:‬التاسعة‬
‫اإلجراءات‬ ‫الفصل‪،‬الدورة‬
‫‪ -4‬اجمللس الوطين االقتصادي واالجتماعي يف اجلزائر‪،‬رهان التنمية‬

‫كما يالحظ غي اب آلي ات إزالة النفاي ات‪ ،‬بينما جند التش ريع املص ري يس تعمل أس لوب اس تعمال‬
‫السجل اخلاص بالنفايات و تبيان طريقة التخلص منها‪ ،‬و يف رأينا أن هذه الطريقة تساعد اإلدارة‬
‫املختصة على املراقبة املستمرة‪.‬‬
‫و عكس قانون محاية البيئة الذي ال يرتب املسؤولية يف غالب األحوال إال عند عدم إزالة النفايات‬
‫فإن القانون ‪ 01/19‬يرتب املسؤولية على كل منتج هلذه النفايات (‪. )1‬‬
‫و فيما يتعلق بالنفاي ات اليت يل تزم اجمللس الش عيب البل دي ب التخلص منها فهي تتمثل يف النفاي ات‬
‫احلضرية الصلبة ‪ ،‬و حددها كما يلي (‪: )2‬‬
‫‪ -‬األزبال املنزلية الفردية أو اجلماعية ‪.‬‬
‫‪ -‬نفايات التشريح أو التعفن اليت ترميها املستشفيات‪.‬‬

‫‪58‬‬
‫‪ -‬نفايات املساخل و جثث احليوانات ‪ ،‬و الفضالت املضايقة كاألشياء الضخمة و اخلردة احلديدية‬
‫و هياكل السيارات ‪.‬‬
‫يبدو أن هذه القائمة قد اعتمد عليها املشرع يف صياغة تعريف النفايات املنزلية و اليت‬
‫عرفها على أهنا كل النفايات الناجتة عن النشاطات املنزلية و النفايات املماثلة النامجة عن النشاطات‬
‫الصناعية والتجارية و احلرفية و غريها ‪ ،‬و اليت بفعل طبيعتها و مكوناهتا تشبه النفايات املنزلية (‪.)3‬‬
‫فه ذه األن واع من النفاي ات قد خص ها املش رع بطريقة معاجلتها و التخلص منها مبا يف ذلك مجعها‬
‫واختي ار املوقع ملعاجلتها و ال ذي خيضع إىل ت رخيص ال وزير املكلف بالبيئة بالنس بة للنفاي ات اخلاصة‬
‫وإىل رخصة الوايل بالنسبة للنفايات املنزلية و ما شاهبها و إىل رخصة رئيس اجمللس الشعيب البلدي‬
‫بالنسبة للنفايات اهلامدة ‪.‬‬
‫و يف هذا اإلطار تبىن املشرع أيضا أسلوب اإللزام فيما خيص الشروط الواجب توفرها يف املوقـع‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 19‬من القانون ‪. 01/19‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 02‬من املرسوم ‪. 84/378‬‬
‫األول‪. 01:/‬‬
‫اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫القانون ‪19‬‬
‫‪ -3‬أنظر تعريف النفايات املنزلية وما شاهبها نص املادة ‪ 03‬منالفصل‬

‫املختار و تتمثل هذه الشروط يف ما يلي (‪:)1‬‬


‫‪ -‬أن يك ون املوقع املخت ار أق رب ما ميكن إىل مركز القط اع ال ذي يتم فيه اجلمع قصد التقليل من‬
‫تكاليف النقل‪ ،‬لكنه بعيد يف نفس الوقت من املساكن‪.‬‬
‫‪ -‬حيب أال تقل املسافة الدنيا الواجب احرتامها بني موقع املعاجلة و أقرب املنازل عن ‪ 200‬مرت‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد مسافة بعد مكان املعاجلة عن جمرى املاء ‪.‬‬
‫‪ -‬القيام بتحقيق هيدرولوجي للتأكد من كون املياه السائلة أو املتسربة ال ميكن بأي حال أن تصل‬
‫إىل املياه اجلوفية ‪.‬‬
‫‪ -‬منع إفراغ النفايات و البقايا احلضرية يف نقاط املياه مهما كان نوعها ‪.‬‬
‫‪ -‬منع استعمال احملاجر الباطنية و اآلبار و الكهوف مزابل للتفريغ ‪.‬‬

‫‪59‬‬
‫إال أن املشرع بعد ذلك نص على عدم قبول النفايات الصناعية احلضرية يف املزابل العمومية السيما‬
‫اآليت ذكرها (‪: )2‬‬
‫‪ -‬السوائل اليت حتتوي على مواد كيميائية و لو كانت معبأة يف أوعية مغلفة‪.‬‬
‫‪ -‬النفايات الصناعية الصلبة املختلفة إذا كانت قابلة لالشتعال التلقائي ‪.‬‬
‫‪ -‬الفضالت الصناعية القابلة للذوبان ‪.‬‬
‫‪ -‬املواد امللوثة و املواد املشاعة ‪.‬‬
‫‪ -‬املواد اليت حتمل خطر التلوث الكيميائي أو التسممي ‪.‬‬
‫وبعد استشهادنا ببعض األمثلة نصل إىل أن اإللزام كأسلوب من أساليب الضبط ‪ ،‬يف‬
‫حقيقة األمر هو اجملال اخلصب الذي يتمكن من خالله املشرع الوقاية من األخطار و األضرار اليت‬
‫متس بالبيئة واحمليط يف خمتلف اجملاالت ‪ ،‬و قد أخذ هذا األسلوب نصيبا معتربا من نصوص التشريع‬
‫البيئي سواء التشريع الرئيسي أو التشريعات األخرى اليت كرست احلماية القانونية للبيئة ‪ ،‬كقانون‬
‫املي اه ‪ ،‬ق انون الغاب ات و الق انون املتعلق بالنفاي ات‪ ،‬و أس لوب اإلل زام تكمن أمهيته يف أنه ي أيت يف‬
‫شكل إجراء إجيايب عكس أسلوب احلظر الذي يأيت يف شكل إجراء سليب‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 25‬من املرسوم ‪. 84/378‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 32‬فقرة ‪ 2‬من املرسوم ‪84/378‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫نظـام التقـاريـر‬
‫يعد نظام التقارير أسلوب جديد استحدثه املشرع متاشيا مع التطور الدويل يف جمال محاية‬
‫البيئــة ونظ ام التق ارير أو التص رحيات يه دف إىل ف رض رقابة الحقة و مس تمرة على منح ال رتخيص‬
‫فهو أسلوب مكمل ألسلوب الرتخيص ‪ ،‬و هو يقرتب من اإللزام كونه يفرض على صاحبه القيام‬
‫بتق دمي تق ارير دورية عن نش اطاته حىت تتمكن الس لطة الض ابطة من ف رض الرقابة وهو أس لوب‬
‫يس هل على اإلدارة عملية املتابعة من الناحية املالية و البش رية ‪ ،‬فب دال من أن تق وم اإلدارة بإرس ال‬
‫أعواهنا للتحقيق من السري الع ادي للنش اط املرخص ب ه‪ ،‬يت وىل ص احب الرخصة تزويد اإلدارة‬

‫‪60‬‬
‫ب التطورات احلاص لة ‪ ،‬و ي رتب الق انون على ع دم القي ام هبذا اإلل زام ج زاءات خمتلفة نتع رض هلا‬
‫الحقا ‪.‬‬
‫و أسلوب نظام التقارير هو شبيه بنظام التقييم البيئي فإذا كان هذا األخري يقع على عاتق اإلدارة‬
‫فإن األول يقع على صاحب الرخصة‪.‬‬
‫وكون أسلوب التقارير أسلوب جديد يف حاجة إىل نصوص تنظيمية ‪ ،‬فإننا نكتفي بذكر‬
‫بعض الق وانني اليت نصت عليه ‪ ،‬و منها ق انون املن اجم ال ذي أل زم أص حاب الس ندات املنجمية‬
‫أوال رخص ب أن يوجه وا خالل م دة االس تغالل و البحث إىل الوكالة الوطنية للجيولوجيا و املراقبة‬
‫املنجمية تقري را س نويا متعلقا بنش اطاهتم و ك ذا االنعكاس ات على حي ازة األراضي و خصوص يات‬
‫الوسط البي ئي (‪، )1‬و رتب الق انون عقوب ات جزائية على كل مس تغل أغفل تبليغ التقري ر‪ ،‬تتمثل يف‬
‫احلبس من ش هرين إىل س تة أش هر و بغرامة مالية ‪5000‬دج إىل ‪20000‬دج(‪، )2‬كما يتعني على‬
‫صاحب رخصة التنقيب تقدمي تقرير مفصل عن األشغال املنجزة كل ستة أشهر إىل الوكالة الوطنية‬
‫للممتلكات املنجمية ‪ ،‬أما صاحب رخصة االستكشاف فهو ملزم بإرسال تقرير سنوي إىل نفس‬
‫الوكالة ‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 61‬من القانون ‪.01/10‬‬


‫الفصل األول ‪ :‬اإلجراءات اإلدارية الكفيلة بحماية البيئة‬ ‫‪ -2‬املادة ‪ 182‬من القانون ‪. 01/10‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 112‬من القانون ‪. 01/10‬‬
‫وجند نفس االل تزام يقع على ص احب الس ند املنجمي إض افة إىل التزامه حبماية البيئة و األمن‬
‫والصحة ‪ ،‬فهو ملزم كذلك بتقدمي تقرير عن نشاطه السنوي للوكالة الوطنية للممتلكات املنجمية‬
‫والوكالة الوطنية للجيولوجية و املراقبة املالية ‪ ،‬و قد أح ال الق انون على التنظيم لتحديد حمت وى‬
‫التقرير ‪.‬‬
‫أما القانون املتعلق بتسيري النفايات ‪ 01/19‬فقد جاء بنظام التقرير يف مادته ‪ 21‬بنصها‬
‫"يلزم منتجو أو حائزو النفايات اخلاصة اخلطرة بالتصريح للوزير املكلف بالبيئة باملعلومات املتعلقة‬
‫بطبيعة و كمية و خص ائص النفاي ات " ‪ ،‬كما يتعني عليهم دوريا تق دمي املعلوم ات اخلاصة مبعاجلة‬
‫ه ذه النفاي ات و ك ذلك اإلج راءات العملية املتخ ذة و املتوقعة لتف ادي إنت اج ه ذه النفاي ات ب أكرب‬
‫قدر ممكن ‪.‬‬

‫‪61‬‬
‫و ه ذا األس لوب يس اعد بش كل كبري يف مراقبة و حتديد كيفي ات تس يري و معاجلة النفاي ات معاجلة‬
‫عقالنية ‪ ،‬غري أنه يبقى يف حاجة إىل نص وص تنظيمية لتحديد مواعيد تق دمي التق ارير و اجلزاءات‬
‫اليت قد ترتتب على خمالفة هذا اإلجراء ‪.‬‬
‫و رغم ما متثله النفاي ات من خطر على الص حة العمومية و احمليط البي ئي إال أن املش رع مل يكن‬
‫متشددا يف فرض العقوبات الالزمة عن عدم االلتزام بنص املادة إذ خص هذا االمتناع بغرامة مالية‬
‫فقط (‪ ، )1‬بينما جند نص على عقوب ات س البة للحرية يف ق انون املن اجم عن ع دم االل تزام بنظ ام‬
‫التقارير ‪.‬‬
‫يف األخري خنلص إىل أن قواعد أسلوب نظام التقارير جاءت يف شكل قواعد آمرة يرتتب‬
‫عن عدم االلتزام هبا عقوبات سالبة للحرية و األكيد أن هذا األسلوب سيساهم بال شك يف دعم‬
‫باقي األساليب ‪ ،‬و األجدر باملشرع أن يعمل على تعميمه على باقي املنشآت سيما منها املنشآت‬
‫املصنفة ‪.‬‬

‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬


‫‪ -1‬املادة ‪ 58‬من القانون ‪. 01/19‬‬
‫الفصل الثاني‬
‫الجزاءات المرتبة على مخالفة اإلجراءات القانونية‬
‫إن مواجهة املش اكل البيئية و إن ك ان يعتمد يف غالبية األحي ان على حل ول تقنية‬
‫وتكنولوجية إال أن جل ال دول جلأت إىل توظيف التقنية القانونية من أجل إجياد احلل ول املناس بة‬
‫للمشاكل املطروحة‪.‬‬
‫فاملش اكل املرتبطة بالبيئة تلقى اهتماما يتزايد يوما بعد ي وم على املس توى الع املي و ذلك لظه ور‬
‫خماطر التلوث البيئي و اتساع مفهوم البيئة كذلك‪.‬‬
‫فعلى مس توى ال دول أنش ئت وزارات و جمالس عليا و أجه زة متخصصة أوكل إليها أمر البيئة‬
‫وصدر فيها العديد من التشريعات ذات الطابع اإللزامي ‪.‬‬

‫‪62‬‬
‫وعلى املس توى ال دويل ص يغت العديد من االتفاقي ات و املعاه دات و ال ربوتوكوالت حلماية البيئة‬
‫وأص بح التع اون ال دويل يف موض وع البيئة أم را حتميا خاصة يف املنـاطق املشرتكـة و احمليطـات و‬
‫(‪)1‬‬
‫الفضاء ‪.‬‬
‫ومن بني التوصيات الصادرة عن مؤمتر األمم املتحدة للتنمية املنعقد يف جــوان ‪ 92‬بريودي‬
‫جانريو( الربازيل ) و الذي مسي بقمة األرض‪،‬حث الدول على ضرورة سن تشريعات فعالة بشأن‬
‫(‪)2‬‬
‫البيئة مع وضع قانون بشأن املسؤولية و كذلك تعويض ضحايا التلوث ‪.‬‬
‫واجلزائر كدولة نامية جلأت إىل ه ذه الوس يلة فأص بحت حتوز منظومة قانونية مكثفة‬
‫خاصة بعد ص دور الق انون ‪ 83/03‬املتعلق حبماية البيئة ال ذي ك ان يش كل اإلط ار الع ام للمجه ود‬
‫التش ريعي ال رامي إىل وضع اخلط وط العريضة و احملاور الرئيس ية للسياسة البيئية يف اجلزائر و قبل‬
‫إلغائه مبوجب الق انون رقم ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة يف أيط ار التنمية املس تدامة و ذلك من‬
‫خالل االعتم اد على ط رق قانونية غري جنائية تعتمد على اجلزاءات اإلدارية من جهة و املس ؤولية‬
‫املدنية من جهة أخرى إىل جانب اجلزاءات اجلنائية لقمع اجلرائم البيئية ‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 214‬فقرة ‪ 2‬من القانون ‪ 01/10‬املتضمن قانون املناجم اليت نصت على أنه تطبق االتفاقيات الدولية املتعلقة بالتلوث‬
‫البحري اليت وقعت عليها اجلزائر على املخالفات املعاقب عليها مبوجب هذا القانون‪.‬‬
‫‪ -2‬على س بيل املث ال املادة ‪2‬من اتفاقي ات فيينا حلماية طبقة األوزون – الوثيقة اخلتامية – املربمة يف فيينا بت اريخ ‪ 22‬م ارس‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬
‫‪. 2000‬‬ ‫‪ 1985‬و اليت انضمت إليها اجلزائر مبوجب ملحق املرسوم الرئاسي ‪ 92/54‬جريدة رمسية رقم ‪ 17‬املؤرخة يف ‪ 29‬مارس‬

‫المبحث األول‬

‫آليات الحماية اإلدارية‬


‫بدأ اإلشكال البيئي يطفو بطريقة موضوعية ابتداء من الثمانينات و ذلك بوضع اإلطار‬
‫الق انوين حلماية البيئة لس نة ‪ 1983‬عن معاينة أن البيئة تعترب رك يزة أساس ية يف املس امهة يف التط ور‬
‫االقتص ادي و االجتم اعي ‪،‬فاإلس رتاتيجية الوطنية متح ورت أساسا يف وضع ع دة أه داف رامية إىل‬
‫احلماية و احلفاظ من كل أشكال التلوث و ذلك بإدخال اإلدارة كعنصر أساسي و توضيح معامل‬
‫تدخلها كسلطة عامة ‪.‬‬

‫‪63‬‬
‫املشرع اإلدارة سلطة الضبط يف مراقبة التوازن البيئي و ذالك مبنحها وسائل‬ ‫وإن أعطى َ‬
‫الت دخل عن طريق اس تعمال امتي ازات الس لطة العامة إال أنه قي دها بإتب اع جس امة املخالفة املرتكبة‬
‫ون وع الت دخل ‪،‬وع ادة ما تأخذ ش كل اإلخط ار (اإلع ذار) ‪ ،‬الوقف اجلزئي للنش اط أو الوقف‬
‫الكلي عن طريق س حب الرخصة ‪ ،‬كما أن املتمعن يف ق وانني املالية يالحظ آلية جدي دة يف يد‬
‫اإلدارة رمسها املشرع يف قانون املالية ‪ 25/ 91‬لسنة ‪ 1992‬وهو الرسم على التلويث خاصة ملواجهة‬
‫آثار التلويث الصناعي ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫اإلخ ــطار‬
‫وإن مل يعد اإلخطار يف حد ذاته جزاء يف يد سلطة اإلدارة و إمنا عادة ما يأخذ شكل‬
‫التنبيه لت ذكري املخ الف بإلزامية معاجلة الوضع و اختاذه الت دابري الكفيلة للجعل من نش اطه مطابقا‬
‫للمقاييس القانونية املعمول هبا‪.‬‬
‫وقد تطرق املشرع إىل هذه اآللية يف القانون األساسي حلماية البيئة لسنة ‪ ،1983‬السيما‬
‫املادة ‪ 53‬منه ‪،‬امللغى مبوجب الق انون ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة يف إط ار التنمية املس تدامة الس يما‬
‫املادة ‪ 25‬منه اليت تنص " عن دما تنجم عن اس تغالل املنش أة غري واردة يف قائمة املنش آت املص نفة‬
‫أخطار أو أضرار متس باملصاحل املذكورة يف املادة ‪ 18‬أعاله وبناء على تقرير من مصاحل البيئة يعذر‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬

‫الوايل املستغل و حيدد له أجال الختاذ التدابري الضرورية إلزالة األخطار أو األضرار املثبتة ‪.)1( "...‬‬
‫و يالحظ من ص لب النص أن املش رع اجلزائ ري قد اس تعمل مص طلح اإلع ذار ال ذي يقابله ب النص‬
‫الفرنسي مص طلح (‪ )mise en demeure‬و ذلك ملا حيظى به ه ذا املص طلح بق وة قانونية وذلك‬
‫ل درء اخلطر كخط وة أوىل قبل املس تغل و كمالحظة ثانية أن املش رع قد أدرج ه ذه املادة حتت‬
‫الفصل اخلامس بعنوان ‪ -‬األنظمة القانونية اخلاصة – ألن اهلدف من اإلخطار أو اإلعذار هو محاية‬
‫أولية قبل أخذ إجراءات ردعية أكثر صرامة‪.‬‬
‫كما ينص املرس وم الص ادر يف س نة ‪ ،1994‬اخلاص حبماية مي اه احلمام ات املعدنية على أنه إذا‬
‫رأى مفتش البيئة أو املصاحل املختصة التابعة للصحة العمومية أن شروط استغالل املياه املعدنية غري‬

‫‪64‬‬
‫مطابقة لعقد االمتي از ف إن ال وايل املختص إقليميا يرسل بن اء على إع ذار للمس تغل بغ رض اختاذ‬
‫اإلجراءات الكفيلة جبعلها مطابقة و إذا مل يقم بذلك خالل املهلة احملددة له يف اإلعذار فإن الوايل‬
‫يقرر وقف عمل املؤسسة مؤقتا إىل غاية تنفيذ الشروط (‪. )2‬‬
‫و قد نص الق انون ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة يف إط ار التنمية املس تدامة يف مادته ‪ 56‬على أنه‬
‫"يف حالة وقوع عطب أو حادث يف املياه اخلاصة اخلاضعة للقضاء اجلزائري ‪ ،‬لكل سفينة أو طائرة‬
‫أو آلية أو قاعدة عائمة تنقل أو حتمل مواد ضارة أوخطرية أو حمروقات من شأهنا أن تشكل خطرا‬
‫الميكن دفعه ‪ ،‬و من طبيعته إحلاق ض رر بالس احل أو املن افع املرتبطة به ‪ ،‬بع ذر ص احب الس فينة‬
‫(‪)3‬‬
‫أوالطائرة أو اآللية أو القاعدة العائمة باختاذ كل التدابري الالزمة لوضع حد هلذا اإلخطار ‪."...‬‬

‫المطلب الثانيـ‬

‫سحب الترخيص‬
‫عمال بقاعدة توازي األشكال فإن اإلدارة تقوم بتجريد املستغل الذي مل جيعل من نشاطه مطابقا‬
‫للمقاييس القانونية البيئية من الرخصة و ذلك عن طريق سحبها بقرار إداري و يعد من أخطر‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 25‬من القانون ‪. 03/10‬‬


‫‪ -2‬املادتان ‪ 38‬و ‪ 39‬من املرسوم ‪. 94/91‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬ ‫‪ -3‬املادة ‪ 56‬من القانون ‪. 03/10‬‬
‫‪ -4‬رسالة املاجستري‪ ،‬محيدة مجيلة‪ ،‬املرجع السابق‬
‫‪ -‬يف اس تمرارية املش روع خطر ي داهم النظ ام الع ام ‪،‬إما الص حة العمومية أو األمن العم ومي‬
‫أوالسكينة العامة ‪.‬‬
‫‪ -‬إذا مل يستوف املشروع الشروط القانونية اليت ألزم املشرع ضرورة توافرها‪.‬‬
‫‪ -‬إذا توقف العمل مبشروع من أكثر من مدة معينة حددها‪.‬‬
‫‪ -‬إذا صدر حكما قضائيا بغلق املشروع أو إزالته‪.‬‬
‫وجند هلذه اآللية يف املنظومة التشريعية البيئية عدة تطبيقات منها ما نص عليها القانون ‪98/02‬‬
‫املتعلق بالقواعد العامة حلماية املس تهلك يف مادته ‪ 19‬منها اليت تنص على س حب املنت وج من ح يز‬
‫االستهالك من طرف السلطة بعد حتققها يف عدم مطابقته ‪.‬‬

‫‪65‬‬
‫كما نصت على هذه اآللية املادة ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 93/160‬املتعلق بتنظيم النفايات‬
‫الص ناعية الس ائلة و اليت تنص‪" :‬إذا مل ميتثل مالك التجه يزات يف هناية األجل احملدد أعاله ‪،‬يق در‬
‫الوايل اإليقاف املؤقت لسري التجهيزات املتسببة يف التلوث‪،‬حىت غاية تنفيذ الشروط املفروضة ويف‬
‫ه ذه احلالة يعلن ال وزير املكلف بالبيئة عن س حب رخصة التص ريف بن اء على تقرير ال وايل وذلك‬
‫دون املساس باملتابعة القضائية املنصوص عليها يف التشريع املعمول "(‪. )1‬‬
‫واس تعمل املش رع نفس اآللية يف املادة ‪ 7‬من املرس وم ‪ 93/162‬ال ذي حيدد الش روط وكيفية‬
‫اس رتداد الزي وت املس تعملة ومعاجلتها و يف ه ذه احلالة ميكن س حب االعتم اد ال ذي مينحه ال وزير‬
‫املكلف بالبيئة عندما يثبت هتاون أو عدم احرتام االلتزامات املنصوص عليها يف دفرت الشروط ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫وقف النشـاط‬
‫عادة ما ينصب وقف النشاط على املؤسسات ذات الصبغة الصناعية مما هلا من تأثري سليب‬
‫على البيئة خاصة تلك املنبعثة منها اجلزئي ات الكيميائي ة املتن اثرة جويا أو اليت ع ادة ما تك رر زيوتا‬
‫شحمية تؤثر بالدرجة األوىل على احمليط البيئي مؤدية إىل تلويثه أو املساس بالصحة العمومية ‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 11‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ . 93/160‬الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬

‫ويف هذا اجملال نص املشرع اجلزائري على هذه اآللية احلمائية يف املادة ‪ 6‬من املرسوم التنفيذي‬
‫رقم ‪ 165/ 93‬املنظم إلف راز ال دخان والغ از و الغب ار وال روائح واجلس يمات الص لبة يف اجلو ‪ ":‬إذا‬
‫ك ان اس تغالل التجه يزات ميثل خط را أو مس اوئ أو حرجا خط ريا على امن اجلوار وس المته‬
‫ومالءمته أو على الصحة العمومية ‪،‬فعلى الوايل أن ينذر املستغل ‪ ,‬بناء على تقرير مفتش البيئة بأن‬
‫يتخذ كل التدابري الالزمة إلهناء اخلطر واملساوئ املالحظة وإزالتها ‪،‬وإذا مل ميتثل املستغل أو املسري‬
‫يف اآلج ال احملددة هلذا اإلن ذار ‪ ,‬ميكن إعالن التوقيف املؤقت لسري التجهيزات كليا أو جزئيا بن اء‬
‫على اقرتاح مفتش البيئة بقرار من الوايل املختص إقليميا دون املساس باملتابعات القضائية ‪.)1("...‬‬
‫كما تن اول ق انون املياه رقم ‪ 83/17‬يف مادته ‪،108‬املع دل مبوجب األمر ‪ 96/13‬نفس‬
‫احلماية وذلك عن طريق إيق اف سري الوح دة املس ببة يف التل وث ‪،‬إال أن اإليق اف يأخذ هنا ش كل‬

‫‪66‬‬
‫الط ابع املؤقت إىل حني زوال التل وث وقد نصت ه ذه املادة يف ص لبها على ما ي أيت ‪ ( :‬تق رر‬
‫اإلدارة إيقاف سري الوحدة املسؤولة عن التلوث إىل غاية زواله ‪ ,‬عندما يشكل تلوث املياه ‪ ,‬خطرا‬
‫على الصحة العمومية أو يلحق ضررا باالقتصاد الوطين )(‪.)2‬‬
‫نفس املعىن تناولته املادة ‪ 25‬يف فقرهتا الثانية من القانون رقم ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة يف‬
‫إط ار التنمية املس تدامة "‪ ...‬إذا مل ميتثل املس تغل يف أجل احملدد‪ ,‬يوقف سري املنش أة إىل حني تنفيذ‬
‫الش روط املفروضة مع اختاذ الت دابري املؤقتة الض رورية مبا فيها اليت تض من دفع مس تحقات‬
‫املستخدمني مهما كان نوعها "(‪.)3‬‬
‫كما نالحظ أن املشرع مل يهمل النص على محاية البيئة وذلك باشرتاطه املوافقة القبلية من‬
‫ط رف اجمللس الش عيب البل دي على إنش اء أي مش روع على ت راب البلدية يتض من خماطرا من ش أهنا‬
‫إضرار البيئة وهو نص املادة ‪ 92‬من قانون البلدية لسنة ‪، 1990‬وتناول نفس اهلدف يف نص املادة‬
‫‪ 58‬من القانون ‪ 90/09‬املتضمن قانون الوالية‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 6‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪.93/165‬‬


‫الفصلاألمر ‪. 96/13‬‬
‫الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬ ‫‪ -2‬املادة ‪ 108‬من القانون ‪ 83/17‬املعدل و املتمم مبوجب‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 25‬من القانون ‪. 03/10‬‬
‫كما أعطت املادة ‪ 212‬من القانون رقم ‪ 01/01‬املتضمن قانون املناجم للجهة القضائية‬
‫اإلدارية وفقا لإلج راء االس تعجايل أن ي أمر بتعليق أش غال البحث أو االس تغالل بن اء على طلب‬
‫الس لطة اإلدارية املؤهلة واليت تنص‪ " :‬يف حالة معاينة خمالفة كما هو منص وص عليها يف املادة‬
‫‪ 210‬أعاله ميكن ل رئيس اجلهة القض ائية اإلدارية املختصة وفقا لإلج راء االس تعجايل أن يأمر بتعليق‬
‫أشغال البحث أو االستغالل بناء على طلب السلطة اإلدارية املؤهلة وميكن للجهة القضائية أن تأمر‬
‫يف كل وقت برفع اليد عن الت دابري املتخ ذة لتوقيف اإلش غال أو اإلبق اء عليها وذلك بطلب من‬
‫السلطة اإلدارية املؤهلة أو من املالك املستغل "(‪.)1‬‬
‫إال أن املالحظ من هذا النص استعماله الزدواجية هيكلية يف اختاذ القرار‪،‬حيث أن املادة ‪212‬‬
‫قيدت سلطة اإلدارة املؤهلة وهي إدارة املناجم أن تعلق بقرار منفرد أشغال البحث أو االستغالل‬
‫إال بعد تقدمي الطلب إىل اجلهة القضائية اإلدارية واليت هي الغرفة اإلدارية ‪.‬‬

‫‪67‬‬
‫وهو الشيء الذي جيعل يف رأينا تعقيدا لإلجراءات ‪،‬حيث أن عدم التعليق الفوري قد يؤدي‬
‫إىل خط ورة األمر وما يؤكد ذلك أن املادة ‪ 212‬حتيلنا على املادة ‪ 210‬لنفس الق انون ه ذه األخ رية‬
‫اليت تتناول باب محاية البيئة ‪ ,‬واليت تتطلب عادة عجلة السرعة يف اختاذ األمر ‪.‬‬
‫المطلب الرابع‬
‫العقوبةـ الماليـة‬
‫لقد سبق القول أن املشرع اجلزائري استحدث آلية جديدة يف قانون املالية ‪ 91/25‬لسنة‬
‫‪ 1992‬تتمثل يف الرسم على التل ويث وذلك يف حالة جتاوز املس تغل أو املنش أة للوس ائل الكفيلة‬
‫حلماية البيئة وهذه اآللية هلا طابع مايل تساهم من جهة يف اإليرادات العامة ومن جهة ثانية تفرض‬
‫ج زاء ماليا على مرتكيب املخالف ات يف حق النظ ام البي ئي وقد ظه رت ه ذه الوس يلة يف خمتلف‬
‫األنظمة الدولية بعد انتشار الصناعة بعدما طرحت مشاكل بيئية عديدة و خطرية‪.‬‬
‫وعادة ما تكون على شكل رسوم مالية على املواد امللوثة وهتدف أساسا هذه الرسوم إىل‬
‫إزالة ومعاقبة كل ما تس بب يف التل وث الص ناعي ومن أجل ذلك وض عت ع دة ت دابري الزمة من‬
‫أجل معاجلة األخط ار واألض رار أو على األقل التقليص من أثارها وذلك عن طريق اقتن اء األجه زة‬
‫لتصفية الغبار والغازات وهذا ما حدث مع العديد من الوحدات الصناعية‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬
‫‪ -1‬املادة ‪ 212‬من قانون ‪. 01/01‬‬
‫من ذلك مؤسسة إنت اج اإلمسنت و مؤسسة إنت اج األمسدة اآلزوتية " أس ـ ـ ـ ـ ــميدالـ " حيث اختذ‬
‫بش أهنما إج راءات إزالة التل وث متثلت يف تفكيك الوح دة األك ثر تلوثا وتع ديل اإلف رازات الغازية‬
‫احململة وكذلك الشأن بالنسبة ملركب احلديد والصلب باحلجار الذي وضع برناجمه يف حيز التنفيذ‬
‫وذلك ب الرتميم وتص ليح األف ران العالية احلرارة من أجل تقليص اإلف رازات الغازية احململة بث اين‬
‫أكسيد الكربيت وأكسيد اآلزوت(‪. )1‬‬
‫وقد تضمن قانون املالية لسنة ‪ 1992‬إحداث صندوق الوطين للبيئة يف مادته ‪ 189‬اليت‬
‫تفيد أن م وارد الص ندوق تش مل الرسم على النش اطات امللوثة أو اخلط رية على البيئة باإلض افة إىل‬
‫حاصل الغرامات الناجتة عن املخالفات للتنظيم املتعلق بالبيئة وكذا التعويضات عن النفقات اخلاصة‬
‫مبكافحة التلوث املفاجئ الناتج عن تدفق املواد الكيميائية اخلطرية يف البحر وجماالت الري واملياه‬
‫اجلوفية (‪.)2‬‬

‫‪68‬‬
‫وب الرجوع إىل نص املادة ‪ 117‬من نفس الق انون جند أن املش رع ح دد ه ذا الرسم‬
‫القاع دي بالنس بة للمنش آت املص نفة اخلاض عة إلج راء التص ريح حبوايل ‪ 3000‬دج أما بالنس بة‬
‫للمنشآت املصنفة اخلاضعة إلجراء الرتخيص حبوايل ‪ 30‬ألف دج ‪،‬أما املنشآت اليت ال تشغل أكثر‬
‫من شخصني فقد خفض الرسم القاعدي إىل ‪ 750‬دج ‪.‬‬
‫و العربة من وضع هذه الرسوم هي املوازنة بني املصاحل اخلاصة واملصلحة العامة اليت تقتضي احلفاظ‬
‫على الس المة والص حة العامة وحماربة كل أش كال التل ويث وقد أخد ه ذا الرسم من مب دأ املل وث‬
‫الدافع "‪ " pollueur payeur ‬وهو مبدأ اقتصادي ‪ principe économique‬ألن ضبط قيمة هذا‬
‫الرسم تس مح بوضع سياسة مالية ملكافحة التل ويث وتقليل من أث اره وعليه فله فعالية قد تنتهي إىل‬
‫‪.‬‬
‫ظهور سوق التلويث )‪marché de la pollution(3‬‬
‫وخالصة الق ول ف إن احلماية اإلدارية ل ديها وظيفة أساس ية يف مراقبة الت وازن البي ئي وقد مسح هلا‬
‫املش رع الت دخل مبج رد دق ن اقوس اخلطر ال داهم قبل وقوعه وذلك بتوجيهه اإلن ذار من ط رف‬
‫املص احل املؤهلة للمس تغل أو بعد ح دوث اخلطر بتوقيفه عن طريق س حب الرخصة أو توقيف‬
‫املنشأة كليا أو جزئيا ‪.‬‬

‫‪ -1‬محيدة مجيلة ‪،‬املرجع السابق ‪،‬ص ‪. 154‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 189‬من قانون املالية ‪ 91/25‬لسنة ‪. 1992‬الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬
‫‪Sousse marcel op.cit P 395-3‬‬

‫المبحث الثاني‬
‫الجزاء الـمدني‬
‫لقد سبق القول أن تطور احلياة االقتصادية والعلمية النامجة عن توسيع استخدام اآلالت‬
‫واملواد املض رة قد ش كل عائقا كب ريا أم ام تف اقم األزمة البيئية اليت يعيش ها اإلنس ان حاليا مما دعى‬
‫باملشرع يف كل الدول أن يتدخل حماوال منه إجياد صيغة قانونية إلعادة هذا التوازن البيئي بدءا من‬
‫اس تعماله آللية احلماية اإلدارية ‪،‬لكن مل يكتفي هبذا فقط بل أدخل نوعا جدي دا من احلماية املدنية‬
‫هذه األخرية تأخذ طابعا خاصا عن املفهوم التقليدي للمسؤولية املدنية يف القانون املدين‪ ،‬لذا جيب‬
‫أوال حتديد عناصر الضرر البيئي لتحديد املسؤولية ومن مت حتديد نوع التعويض املنجر عنه‪.‬‬
‫المطلب األولـ‬

‫‪69‬‬
‫خصائص الضرر البيئي‬
‫ذهب العديد من الفقهاء الفرنسيني أن الضرر البيئي له صفات خصوصية جتعله خيتلف عن‬
‫تعويض األضرار اليت تنطبق عليها القواعد العامة للمسؤولية املدنية(‪. )1‬‬
‫وب الرجوع إىل قواعد املس ؤولية املدنية يف التش ريع اجلزائ ري ‪،‬فخص ائص الض رر قد يك ون‬
‫مباشرا أو غري مباشرا ‪،‬متوقعا أو غري متوقعا وقد نصت املادة ‪ 124‬من القانون املدين اجلزائري على‬
‫" كل عمل أيا ك ان ‪،‬يرتكبه املرء ( خبطئ ه) ويس بب ض ررا للغري يل زم من ك ان س ببا يف حدوثه‬
‫بالتعويض"(‪. )2‬‬
‫والس ؤال املط روح ‪ :‬هل جتد ه ذه املادة تطبيقاهتا على األض رار اليت تص يب البيئة ؟ ي رى‬
‫األستاذ ‪ Goulloud Renald‬أن للضرر البيئي أهم خاصية فيه هو مساسه باحمليط الطبيعي بطريق‬
‫غري مباشر ومجاعي مما يطرح إشكالية وضع مقاييس التعويض عنه‪،‬كما أن القواعد العامة للتعويض‬
‫يف حالة القيام املسؤولية املدنية حتتوي على أحكام قليلة مقارنة بطبيعة هذا الضرر(‪.)3‬‬
‫وتتمثل خصائص هذا الضرر كونه غري شخصي من جهة وضرر غري مباشر من جهة أخـرى‬
‫باإلضافة إىل أنه ضرر من طبيعة خاصة‪.‬‬

‫‪ -1‬املسؤولية املدنية النامجة عن أضرار التلوث الصناعي يف القانون اجلزائري ‪،‬وعلي مجال ‪،‬رسالة املاجستري ‪ ،‬جامعة تلمسان‬
‫‪. 2003-2002‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬ ‫‪ -2‬املادة ‪ 124‬من القانون املدين ‪.‬‬
‫‪.Sousse marcel.OpCit-3‬‬

‫الفرع األولـ‬
‫الضرر البيئي ضرر غيرشخصي‬
‫ويقصد بذلك أن الضرر يتعلق باملساس بشيء ال ميلكه شخص معني وإمنا مستعمل من‬
‫قبل اجلميع دون اس تثناء ‪ ،‬إذ جند أن أغلب التش ريعات تعطي للجمعي ات البيئية حق التمثيل‬
‫الق انوين للحد من االعت داءات البيئية وه ذا ما انتهجه املش رع اجلزائر يف الرتس انة القانونية البيئية‬
‫ن ذكر منها املواد ‪ -37-36-35‬من الق انون رقم ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة يف إط ار التنمية‬
‫املس تدامة ف أتى نص املادة ‪ 36‬مبا يلي ‪ " :‬دون اإلخالل باألحك ام القانونية الس ارية املفع ول ميكن‬
‫للجمعيات املنصوص عليها يف املادة ‪ 35‬أعاله رفع الدعوى أمام اجلهات القضائية املختصة عن كل‬
‫مساس بالبيئية ‪،‬حىت يف احلاالت اليت ال تعين األشخاص املتسببني هلا بانتظام"(‪.)1‬‬

‫‪70‬‬
‫وهذا ما يؤكد أن الضرر الذي ميس البيئة ضرر غري شخصي لذا متاشى املشرع اجلزائري مع‬
‫فكرة إعطاء اجلمعيات حق التمثيل القانوين والقضائي ضد املتسبب يف ذلك ‪،‬كما نصت املادة ‪08‬‬
‫من الق انون الس الف ال ذكر على أنه يتعني على كل ش خص ط بيعي أو معن وي وحبوزته معلوم ات‬
‫ح ول حالة م ؤثرة على الت وازن البي ئي وم ؤثرة على الص حة العمومية تبليغها إىل الس لطات احمللية‬
‫و ‪/‬أو السلطة املكلفة بالبيئة ألن الضرر هنا ال ميس مصلحة الفرد كفرد وإمنا ميس املصلحة الوطنية‬
‫ككل‪.‬‬
‫الفرع الثانيـ‬
‫الضرر البيئي ضرر غير مباشر‬
‫حيل هذا النوع من الضرر بالوسط الطبيعي‪ ،‬وكثريا ما ال ميكن إصالحه عن طريق‬
‫إع ادة احلالة إىل أص لها كما هو معم ول به أصال يف قواعد املس ؤولية املدنية أوما يع رف ب التعويض‬
‫العيين ومن األمثلة الشهرية يف جمال اعتبار الضرر البيئي غري مباشر جمال املوارد املائية إذ غالبا عندما‬
‫متس بشكل من أشكال الثلوت الصناعي يصعب تقنيا إعادة احلالة إىل أصلها‪.‬‬

‫ـــــــــ‬
‫‪ -1‬املادة ‪ 36‬من القانون ‪. 03/10‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬

‫الفرع الثالث‬
‫الضرر البيئي ذوطبيعة خاصة‬
‫إن الضرر البيئي له طبيعة خاصة ألنه الميس اإلنسان فقط يف حد ذاته وإمنا هذا األخري‬
‫جزء من الوسط الذي يعيش فيه وكثريا ما يتعداه ليمس الثروة احليوانية ‪ ،‬النباتية وممتلكات ثقافية‬
‫سواء مادية منقولة أو عقارية حبكم طبيعتها‪.‬‬
‫وه ذا مانصت عليه املادة ‪ 29‬من ق انون ‪ " 03/10‬تعترب جماالت حممية وفق ه ذا الق انون ‪ ،‬املن اطق‬
‫اخلاضعة إىل األنظمة اخلاصة حلماية املواقع واألرض والنبات واحليوان واألنظمة البيئية وبصفة عامة‬
‫(‪.)1‬‬
‫كل املتعلقة حبماية البيئة "‬
‫المطلب الثانيـ‬
‫أنواع التعويض عن الضرر البيئي‬

‫‪71‬‬
‫إذا ك ان أس اس التع ويض عن الض رر البي ئي مقتبس من املواثيق الدولية اليت تعطي‬
‫لألش خاص حق التمتع والعيش يف بيئة س ليمة إال أن املس اس هبا جيعل التع ويض قائما ضد مرتكيب‬
‫املخالفة ‪،‬فأس اس التع ويض هنا ال يقوم على اخلطأ ب املفهوم التقلي دي لقواعد املس ؤولية املدنية وإمنا‬
‫يرتكز على الض رر يف حد ذاته وتغطيت ه‪ ،‬وه ذا ما يع رف مبب دأ املل وث ال دافع املنص وص عليه يف‬
‫الب اب األول حتت عن وان األحك ام العامة ‪ 03/10‬ال ذي عرفه مبا يلي ‪ :‬هو املب دأ ال ذي يتحمل‬
‫مبقتضاه كل شخص يسبب نشاطه أو ميكن أن يتسبب يف إحلاق الضرر بالبيئة ‪ ،‬نفقات كل تدابري‬
‫الوقاية من الثلوت والتقليص منه وإعادة األماكن وبيئتها إىل حالتها األصلية ‪.‬‬
‫ويف ه ذا اجملال جند أن اجلزائر انض مت إىل اتفاقية برش لونة اخلاصة حبماية البحر األبيض املتوسط‬
‫(‪)2‬‬
‫من الثلوت املربمة يف ‪ 16‬فرباير ‪. 1976‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 29‬من القانون ‪. 03/10‬‬


‫‪ -2‬املرسوم رقم ‪ 81/02‬املؤرخ يف ‪ 17‬ين اير ‪ ، 1981‬املتضمن املص ادقة على ال ربوتوكول اخلاص حبماية البحر األبيض املتوسط‬
‫من التلوث الناشئ عن رمي النفايات من السفن و الطائرات و املوقع يف برشلونة يوم ‪. 16/02/1976‬‬
‫‪ -‬أنظر ك ذلك املرس وم ‪ 81/03‬املؤرخ يف ‪ 17‬ين اير ‪ 1981‬املتض من املص ادقة على ال ربوتوكول اخلاص بالتع اون على مكافحة‬
‫‪. 16/02/1976‬‬
‫القانونية‬ ‫برشلونة يوم‬
‫اإلجراءات‬ ‫املوقع يف‬
‫علي مخالفة‬ ‫الطارئة و‬
‫المترتبة‬ ‫األخرى يف احلاالت‬
‫الثاني‪:‬الجزاءات‬ ‫تلوث البحر األبيض املتوسط بالنفط و املواد الضارة الفصل‬

‫وكذلك اتفاقيات بروكسل اخلاصة باملسؤولية املدنية يف حالة التلوث البحري و األضرار النامجة‬
‫عن التلوث باحملروقات (‪. )1‬‬
‫لذا ميكن لنا أن نصنف هذه األنواع إىل ‪:‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫التعويض العيــني‬
‫وهو التعويض الذي يطالب به الضحايا غالبا و ذلك استنادا لنص املادة ‪ 691‬من القانون املدين اليت‬
‫تنص على إعادة احلالة إىل أصلها كما جيوز طلب إزالة هذه املضار إذا جتاوزت احلد املألوف و‬
‫على القاضي أن يراعي يف ذلك العرف و طبيعة العقارات و يكون إعادة احلالة إىل أصلها عن‬
‫طــريق غلق املنشأة امللوثة أو إعادة تنظيمها لكي تتماشى مع القوانني البيئية ويف حالة تعسف‬
‫‪.‬‬ ‫صاحب احلق ميكن للقاضي إرغامه عن طريق الغرامة التهديدية ‪.‬‬

‫‪72‬‬
‫ومما تقدم خنلص أن القاضي املدين ميلك سلطة واسعة متكنه من األمر بإصالح ألضرار النامجة عن‬
‫األنشطة الصناعية امللوثة ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫التعويض النقديـ‬
‫ما يالحظ يف نص املادة ‪ 691‬من القانون املدين أهنا و لو مسحت بإزالة األضرار و إعادة‬
‫احلالة إىل أصلها إال أهنا مل تنص على حق اجلار املتضرر يف املطالبة بالتعويض النقدي ‪،‬فقد يصاب‬
‫اجلار من فعل املنشأة بأضرار جسمانية مثلما حدث يف املنشأة الصناعية اخلاصة باإلمسنت بعنابة إذ‬
‫أص يب ع دد من املواط نني مبرض الربو ‪ ،‬فه ذا املرض يس تلزم اختاذ ت دابري عالجية تض طر باملص اب‬
‫دفع مب الغ باهظة للعالج أو ت ؤدي ه ذه الغ ازات الس امة إىل اإلض رار باحملاص يل الزراعية ل ذا ف إن‬
‫احلل األمثل هو التعويض النقدي ألنه يف مثل هذه احلاالت يستحيل إعادة احلالة إىل أصلها‬

‫ــــــــ‬
‫‪ -1‬أنظر األمر ‪ 72/17‬املتعلق مبص ادقة اجلزائر على االتفاقية الدولية اخلاصة باملس ؤولية املدنية النامجة عن التل وث الب رتويل‬
‫‪،‬املنعقدة يف بروكسل ج رع‪ 53 :‬لـ ‪. 04/08/1972‬الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬

‫ويعترب التع ويض النق دي القاع دة العامة يف املس ؤولية التقص ريية ل ذلك يش مل التع ويض عن الض رر‬
‫املادي و املعن وي و يتغري مبلغ التع ويض حبسب طبيعة الض رر ل ذا ف إن للقاضي س لطة واس عة يف‬
‫تق دير ه ذا التع ويض ‪ ،‬و من الط رق اليت يلجأ إليها القاض ي‪ ،‬إما التق دير الوح دوي أي تق دير مثن‬
‫كل عنصر و ذلك باالس تعانة جبداول رمسية و هو النظ ام املعتمد يف الوالي ات املتح دة األم ريكي‬
‫وإما التق دير اجلزايف و هو التق دير الع ام املعتمد ع ادة هنا يف اجلزائر ويرتكز القاضي فيه على تقرير‬
‫اخلربة الذي حيدد العجز اجلزئي الدائم و العجز املؤقت ‪.‬‬
‫وعادة ما يكون التعويض جزء من املسؤولية اجلنائية إذ ميكن للمتضررين أن يتأسسوا كأطـراف‬
‫مدنية بالتبعية لل دعوى العمومية و يف ه ذا الس ياق نصت املادة ‪ 157‬مك رر ‪ 1‬من األمر ‪96/13‬‬
‫املع دل و املتمم للق انون رقم ‪ 83/17‬املتض من ق انون املي اه ‪ ،‬على‪... " :‬و يف ه ذا الش أن ميكن أن‬
‫تـتأسس كط رف م دين أم ام اجله ات القض ائية املختصة اليت رفعت أمامها املتابع ات إثر املخالفة‬
‫املرتكبة "‪.‬‬

‫‪73‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬

‫المبحث الثالث‬
‫الجزاء الجنــائي‬
‫مل يكتف املش رع اجلزائ ري باحلماية املق ررة مبوجب أحك ام الق انون اإلداري‪،‬و ال تلك‬
‫احلماية املنص وص عليها يف أحك ام الق انون املدين بل ذهب إىل أبعد من ذلك و أقر احلماية اجلنائية‬
‫للبيئة من خالل وضع ج زاءات جنائية تطبق يف حالة خمالفة القواعد القانونية املنص وص عنها يف‬
‫خمتلف النصوص املتعلقة حبماية البيئة ‪.‬‬
‫فلمواجهة املشاكل املرتبطة بالبيئة يقتضي تنفيذ القوانني املتعلقة هبا ‪،‬و ذلك من خالل وضع قواعد‬
‫جنائية تق وم عليها محاية البيئة ‪ ،‬أي حتديد القواعد اليت البد من احرتامها ألجل محاية البيئة من‬
‫جهة‪ ،‬و من جهة أخرى املعاقبة على خمالفتها(‪.)1‬‬
‫فإذا كان االعتداء على البيئة سواء باإلجياب أو السلب يشكل جرمية فذلك كونه يهدد‬
‫سالم اجملتمع و أمنه و سكينته لذلك رتب القانون على هذا االعتداء عقوبة و حىت و إن كان هذا‬
‫األخري ينصب هنا على البيئة و ليس على الفرد مباشرة ‪.‬‬
‫لذلك هناك جانب من الفقه عرف اجلرمية البيئية بأهنا‪ " :‬خرق اللتزام قانوين حلماية البيئة "(‪ )2‬فهي‬
‫ب ذلك تش كل اعت داء غري مش روع على البيئة باملخالفة للقواعد النظامية اليت حتظر ذلك االعت داء‬
‫وبيان العقوبات املقررة هلا ‪.‬‬

‫‪74‬‬
‫إن املشرع اجلزائري من خالل النصوص القانونية املتعلقة حبماية البيئة اعتمد على القواعد‬
‫املنصوص عنها يف قانون العقوبات و هكذا وصفت األفعال اجملرمة باملخالفات أو اجلنح و يف بعض‬
‫األحيان باجلنايات و هو نفس التقسيم املعتمد يف التشريعات املقارنة ‪ ،‬أما بالنسبة للعقوبات املقررة‬
‫فإهنا أتت هي األخرى متماشية مع ما تضمنه قانون العقوبات اجلزائري من جزاءات ‪.‬‬
‫و هك ذا أق رت جل النص وص العقابية يف جمال محاية البيئة عقوبيت احلبس أو الغرامة أو احلبس‬
‫والغرامة معا أو السجن مع بعض التدابري االحرتازية‪.‬‬

‫(‪)3‬‬‫‪ -1‬الغ وثي بن ملحة ‪،‬محاية البيئة يف التش ريع اجلزائ ري ‪ ،‬اجمللة اجلزائرية للعل وم القانونية االقتص ادية والسياس ية ‪،‬الع دد‬
‫لسنة ‪ ،1994‬ص ‪.722‬‬
‫جامعة امللك‬ ‫اإلجراءات ابع‬
‫القانونية‬ ‫االتفاقية ‪ ،‬مط‬ ‫الوطنية و‬
‫مخالفة‬ ‫الثاني‪:‬الجزاءاتيف األنظمة‬
‫المترتبة علي‬ ‫الفصل دراسة تأص يلية‬
‫‪ -2‬أمحد عبد الك رمي س المة ‪ ،‬ق انون محاية البيئة ‪،‬‬
‫سعود ‪،‬السعودية ‪،‬طبعة ‪، 1997‬ص ‪. 21‬‬
‫و هو كما يرى البعض مسلك تقليدي كون أن املشرع اجلزائري مل يتبع سياسة جنائية حديثة يف‬
‫جمال جترمي االعت داءات على املكون ات البيئية ب الرغم من أن الفرصة ك انت متاحة لوضع ج زاءات‬
‫بديلة تتماشى و السياسة اجلنائية احلديثة ‪.‬‬
‫و كونه يتعارض مع اخلصوصية اليت تتميز هبا البيئة و اليت تعد ضحية من نوع خاص و هذا نتيجة‬
‫ك ون الض رر البي ئي يظهر بف رتة متباع دة عن ت اريخ ارتك اب اجلرمية مما يص عب مس الة حتديد‬
‫(‪)1‬‬
‫الشخص املسؤول عن ذلك ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫تقسيم الجرائم الماسة بالبيئة‬
‫املشرع اجلزائري فيما خيص اجلزاء اجلنائي اعتمد على القواعد املنصوص عنها يف قانون العقوبات‬
‫من جهة و على القواعد املنص وص عليها يف التش ريعات البيئية من جهة أخ رى ‪ ،‬و ه ذه اجلزاءات‬
‫هلا أمهية مقارنة بتلك املنص وص عنها يف ق انون العقوب ات و اليت تكمن يف جتس يدها الفعلي ملب دأ‬
‫احملافظة على حق وق اإلنس ان الس يما حق العيش يف بيئة س ليمة ختلو من كافة ص ور التل وث‬
‫واألم راض املختلفة ‪ ،‬و هو يف نفس ال وقت يعد حقا دس توريا نصت عليه خمتلف دسـاتري دول‬
‫العامل (‪. )2‬‬

‫‪75‬‬
‫فحسب ق انون البيئة (‪ )3‬ك رس املش رع محاية جنائية لكل جمال ط بيعي ‪ ،‬فمنع االعت داء‬
‫أواملس اس ب التنوع ال بيولوجي ‪ ،‬و البيئة اهلوائية و املائية و ك ذلك البيئة األرض ية و احملمي ات إىل‬
‫ج انب املس احات الغابية (‪ )4‬و ذلك من خالل نص وص تش ريعية متنوعة تض منت أحكاما جزائية‬
‫تطبق بشأن املخالفني هلا‪ ،‬مع عدم خروجها عن املسلك املتبع ضمن قانون العقوبات يف مادته ‪25‬‬
‫اليت تقسم اجلرائم إىل ثالثة أنواع‪ :‬جنايات ‪،‬جنح و خمالفات ‪.‬‬

‫‪ -1‬عبـد الالوي ج واد ‪ ،‬احلماية اجلنائية للبيئة ‪،‬دراسة مقارنة ‪،‬م ذكرة لنيل ش هادة املاجس تري يف احلق وق ‪،‬كلية احلق وق جامعة‬
‫أيب بكر بلقايد ‪،‬تلمسان ‪ ، 2005-2004،‬ص ‪. 8‬‬
‫‪ - 2‬الدستور اجلزائري ساير كال من الدستورين الفرنسي و املصري يف عدم النص صراحة على ذلك ‪.‬‬
‫التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬ ‫‪ -3‬القانون رقم ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة يف إطارالفصل‬
‫‪ -4‬القانون رقم ‪ 84/12‬املتعلق بالنظام العام للغابات ‪،‬املعدل بالقانون ‪. 91/05‬‬
‫الفرع األول‬
‫الجنــاي ــات‬
‫يعد قانون العقوبات القانون األساسي للسياسة اجلزائية يف التشريع اجلزائري و جند فيه‬
‫جمموعة من النص وص اخلاصة املص نفة يف القسم األول و هي اجلناي ات ‪ ،‬يف حني ه ذا الن وع من‬
‫اجلرائم مل يذكره املشرع اجلزائري يف القانون األساسي حلماية البيئة (‪. )1‬‬
‫يف حني جند بعض النصوص التشريعية املتعلقة بالبيئة جترم بعض األفعال و تصنفها ضمن اجلنايات‬
‫فعلى سبيل املثال بالنسبة للقانون املتعلق بتسيري النفايات و مراقبتها و إزالتها (‪ ، )2‬و القانون املتعلق‬
‫بالص حة (‪، )3‬و الق انون البح ري (‪ ، )4‬وه ذه اجلرمية كما ذكرنا س ابقا جند بعض تطبيقاهتا يف‬
‫نص وص ق انون العقوب ات اجلزائ ري ‪ ،‬فاملش رع أقر حبماية البيئة جنائيا من اإلعت داءات النامجة عن‬
‫أعمال إرهابية ‪ ،‬و ذلك من خالل نص املادة ‪ 87‬مكرر من قانون العقوبات اليت جرمت اإلعتداء‬
‫على احمليط و ذلك بإدخ ال م واد س امة أو تس ريبها يف اجلو أو يف ب اطن األرض أو إلقائها يف مي اه‬
‫من شأهنا أن جتعل صحة اإلنسان أو احليوان أو البيئة الطبيعية يف خطر فهي أعمال تستهدف اجملال‬
‫البي ئي ‪ ،‬ك ذلك الق انون رقم ‪ 83/17‬املع دل ب األمر ‪ 96/13‬املادة ‪149‬منه تع اقب كل من أتلف‬
‫عمدا منشآت املياه طبقا ألحكام املادة ‪ 406‬من قانون العقوبات ‪.‬‬

‫‪76‬‬
‫و اجلرائم ضد البيئة اليت تأخذ وصف اجلناي ات تتحقق بت وافر األرك ان الثالث التقليدية ألية جرمية‬
‫ال ركن الش رعي ‪ ،‬ال ركن املادي مث أخ ريا ال ركن املعن وي ‪ ،‬إال أن الطبيعة اخلاصة للبيئة حمل احلماية‬
‫جتعل من هذه األركان تتميز بصفات خاصة تعكس خصوصية هذه اجلرمية ‪.‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪. 03/10‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 66‬من القانون رقم ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات و مراقبتها اليت تعاقب ‪ ...‬بالسجن من (‪ )5‬اىل (‪)8‬سنوات و غرامة‬
‫مالية من ‪ 1‬مليون دينار ايل ‪ 5‬ماليني دينار أو بإحدامها ‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 248‬من الق انون رقم ‪ 85/05‬املتعلق بالص حة ‪،‬املؤرخ يف ‪ 16/02/1985‬اليت تع اقب باإلع دام إذا ك ان ط ابع إح دى‬
‫املخالفات املنصوص عليها باملادتني ‪ 243،244‬خمال بالصحة املعنوية للشعب اجلزائري ‪.‬‬
‫انون رقم ‪ 98/05‬املؤرخ يف ‪25‬‬ ‫‪ -4‬املادة ‪ 500‬من االمر ‪ 76/80‬املؤرخ يف ‪، 23/10/1976‬املعدلة و املتممة باملادة ‪ 42‬من الق‬
‫يونيو ‪ ، 1998‬ج رع‪ ، 47 :‬الىت تعاقب باالعدام كل ربان سفينة جزائرية أو أجنبية ألقى عمدا نفايات مشعة يف املياه التابعة‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬
‫للقضاء اجلزائري ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الركن الشرعيـ ‪:‬‬
‫فإذا كان الركن الشرعي يف اجلرمية البيئية املوصوفة جناية ال يطرح أي إشكال بالنظر إىل أن‬
‫جل النص وص القانونية املتعلقة بالبيئة تع اقب على خمالفة أحكامها ب احلبس و الغرامة أو بإح دامها‬
‫فقط فتعد ب ذلك جنح أو خمالف ات ‪،‬بينما اجلرائم املوص وفة جناي ات تك اد تنع دم فجميع األحك ام‬
‫اجلزائية اليت تض منها الق انون رقم ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة تعد جنح أو خمالف ات كما أش رنا إليه‬
‫س ابقا ك ذلك جل النص وص املتعلقة بالبيئة باس تثناء بعض املواد املتفرقة اليت نص عليها ق انون‬
‫العقوبات‪.‬‬
‫كاملادة ‪ 87‬مك رر و املادتني ‪ 396‬فق رة ‪ 4/ 3‬و ‪ 401‬املتعلق تني جبناية احلريق العم دي للغاب ات‬
‫واحلقول املزروعة و قطع األشجار و بعض املواد األخرى اليت سبق اإلشارة إليها كاملادة (‪ )42‬من‬
‫الق انون رقم ‪ 98/05‬املتض من الق انون البح ري واملادة (‪ )66‬من الق انون رقم ‪ 01/19‬املتعلق بتس يري‬
‫النفايات و مراقبتها و إزالتها و كذلك املادة (‪ )149‬من قانون املياه (‪. )1‬‬
‫ثانياـ ‪ :‬الركن المادي ‪:‬‬
‫يعد ال ركن املادي ألي جرمية مبثابة عمودها الفق ري ال ذي ال تتحقق إال به حبيث يش كل مظهرها‬
‫اخلارجي ‪ ،‬و لتوفر الركن املادي يشرتط ثالث عناصر و هي ‪:‬‬

‫‪77‬‬
‫‪ -1‬الفعل اإلج رامي و يتمثل يف قي ام الش خص بكل إرادته و دون أي إك راه بفعل س لوك إجيايب‬
‫حمضور قانونا بغرض إتالف املوارد البيئية ‪.‬‬
‫‪ -2‬الضرر الناجم عن السلوك و املتمثل يف إتالف املوارد البيئية أو هالك األموال أو تدمريها ‪.‬‬
‫‪ -3‬العالقة السببية اليت تربط بني الفعل اإلجرامي و النتيجة ‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬الركنـ المعنوي ‪:‬‬
‫و هو القصد اجلن ائي العم دي ‪ ،‬أي اجتاه نية الش خص إىل اإلض رار هبذه املوارد و املمتلك ات و‬
‫تعريض صحة اإلنسان أو احليوان للخطر ‪.‬‬

‫‪ -1‬وهو القانون رقم ‪ 83/17‬املؤرخ يف ‪ 16‬يوليو ‪، 1983‬املعدل باألمر ‪ 96/13‬املؤرخ يف ‪ 15‬يونيو ‪.1996‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬

‫الفرع الثاني‬
‫الجنـ ـحـ‬
‫جل النصوص التشريعية املتعلقة بالبيئة تعاقب على خمالفة أحكامها باحلبس أو الغرامة‬
‫أوبإحدامها فقط ‪ ،‬فتعد بذلك جنح أو خمالفات ‪ ،‬فمن خالل قراءة نصوص القانون املتعلق حبماية‬
‫البيئة يف إطار التنمية املستدامة (‪ ، )1‬و القوانني األخرى اليت هلا عالقة حبماية البيئة (‪. )2‬‬
‫فاجلرمية البيئية تتحقق بتوفر أركاهنا الثالث‪ ،‬الركن الشرعي‪ ،‬الركن املادي ‪ ،‬الركن املعنوي ‪ ،‬إال‬
‫أن الطبيعة اخلاصة للبيئة حمل احلماية جتعل من ه ذه األرك ان تتم يز بص فات خاصة تعكس‬
‫خصوصية هذه اجلرمية ‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الركن الشرعي‪:‬‬
‫ال ركن الش رعي يف اجلرمية البيئية املوص وفة جنحة خيلق بعض الص عوبات نتيجة ك ثرة التش ريعات‬
‫من جهة و من جهة أخ رى الط ابع التقين الغ الب على الق انون البي ئي يف حد ذاته ‪ ،‬فه ذا ال ثراء‬
‫التشريعي نلمسه على املستوى الداخلي و جنده جمسدا كذلك على الصعيد الدويل من خالل العدد‬
‫اهلائل لالتفاقي ات و املعاه دات الدولية املكرسة حلماية البيئة ‪ ،‬إال أن له من جهة أخ رى ج انب‬
‫إجيايب كونه يغطي مجيع جماالت البيئة و يش ملها باحلماي ة‪ ،‬وعلى ه ذا يك ون املش رع قد ج رم‬

‫‪78‬‬
‫االعت داء أواملس اس ب التنوع ال بيولوجي و البيئة اهلوائية و املائية و ك ذلك البيئة األرض ية على النحو‬
‫التاىل ‪:‬‬

‫‪ -1‬القانون رقم ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة ‪ ،‬املواد من ( ‪ 81‬إىل ‪.) 110‬‬


‫‪ -2‬أنظر القانون رقم ‪ 83/17‬املعدل باألمر ‪ 96/13‬املتضمن قانون املياه ‪ ،‬املواد من ( ‪ 151‬إىل ‪.) 154‬‬
‫‪ -‬و القانون رقم ‪ 84/12‬املعدل بالقانون ‪ 91/20‬املتضمن النظام العام للغابات ‪،‬املواد من (‪ 71‬إىل ‪.) 87‬‬
‫‪ -‬و القانون رقم ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات و مراقبتها و إزالتها ‪،‬املواد من ( ‪ 55‬إىل ‪. )63‬‬
‫‪ -‬و القانون ‪ 01/10‬املتعلق باملناجم ‪ ،‬املواد من ( ‪ 179‬إىل ‪ 191‬و ‪.) 211‬‬
‫‪ -‬و القانون رقم ‪ 01/11‬املتعلق بالصيد البحري ‪ ،‬املواد ‪ 90 ،89، 82/1 :‬منه ‪.‬‬
‫‪ -‬والقانون ‪ 02/02‬املتعلق حبماية الساحل و تثمينه ‪ ،‬املواد من ( ‪ 39‬إىل ‪.) 43‬‬
‫‪ -‬و القانون ‪ 98/04‬املتعلق حبماية الرتاث الثقايف ‪ ،‬املواد من ( ‪ 93‬إىل ‪.) 104‬‬
‫‪ -‬و القانون ‪ 03/02‬احملدد للقواعد العامة لالستعمال و االستغالل السياحي ‪ ،‬املواد من ( ‪ 47‬اىل ‪.) 53‬‬
‫‪ -‬و القانون ‪ 03/03‬املتعلق مبناطق التوسع و املواقع السياحية ‪ ،‬املواد من( ‪ 43‬اىل ‪. ) 49‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬ ‫‪ -‬و القانون ‪ 01/13‬املتظمن توجيه النقل الربي و تنظيمه ‪.‬‬
‫‪ -‬و القانون ‪ 04/07‬املتعلق بالصيد ‪ ،‬املواد من (‪ 85‬اىل ‪.) 99‬‬
‫‪ -1‬حماية التنوع البيولوجي ‪:‬‬
‫و ذلك للحف اظ على الت وازن البي ئي س واء ك ان ذلك خبص وص ال ثروة احليوانية أو النباتية و حىت‬
‫الغابية و الثروة البحرية ‪.‬‬
‫‪ -‬فألجل احلف اظ على ال ثروة الغابية ج رم املش رع كل مس اس هبذه ال ثروة س واء ك ان ذلك عن‬
‫طريق ال رعي يف األمالك الغابية و البن اء داخل الغاب ات وب القرب منها وك ذا اس تغالل ه ذه ال ثروة‬
‫بشكل غري منظم وكذا حرقها(‪.)1‬‬
‫‪ -‬ويف جمال ال ثروة النباتية منع إتالف النبات ات احملمية وختريب األوس اط اليت توجد بـها‪ .‬وال رعي‬
‫واحلرث العشوائيني(‪. )2‬‬
‫‪ -‬وخبص وص ال ثروة احليوانية نضم الص يد ال ربي والبح ري فمنع الص يد العش وائي واملعاملة الس يئة‬
‫للحيوان إىل جانب استعمال وسائل صيد غري مرخص هبا(‪.)3‬‬
‫‪-2‬حماية البيئة األرضية والهوائيةـ والمائية ‪:‬‬
‫ففي هذا اجملال جرم املشرع كل اعتداء على الثروات السطحية والباطنية لألرض وذلك من خالل‬
‫محاية الساحل ومحاية الوسط املائي العذب والبحار(‪.)4‬‬

‫‪79‬‬
‫‪-3‬حماية البيئة الثقافية‪:‬ـ‬
‫فاحلماية ك ذلك تش مل البيئة الثقافية كاآلث ار التارخيية مث امت دت لتش مل ك ذلك النهج املعم اري‬
‫(‪)5‬‬
‫داخل املدن‬
‫‪-4‬حماية البيئة من المضار األخرىـ ‪:‬‬
‫كحمايتها من النشاطات امللوثة وذلك عن طريق وضع مواصفات تقنية حمددة ‪.‬‬

‫‪-1‬املواد ‪ 45 ،26،27‬من قانون الغابات ‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 40/2‬من قانون محاية البيئة ‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 40/1‬من قانون محاية البيئة و املادتني ‪ 94‬و ‪ 102‬من قانون الصيد البحري‪.‬‬
‫املياه ‪.‬علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬ ‫الثاني‪:‬الجزاءاتقانون‬
‫المترتبة‬ ‫الفصلحبماية الساحل و‬
‫‪-4‬املادتني ‪ 94‬و ‪ 102‬من قانون املناجم و القانون املتعلق‬
‫‪ -5‬القانون املتعلق حبماية الرتاث الثقايف و القانون رقم ‪ 02/08‬املتعلق بشروط إنشاء املدن اجلديدة و هتيئتها ‪.‬‬
‫ثانياـ‪ -‬الركن المادي ‪:‬‬
‫يعد أهم أرك ان اجلرمية البيئية ‪،‬فالنص وص البيئية التنظيمي ة جتعل من جمرد االمتن اع عن تنفيذ‬
‫أحكامها جرمية قائمة يف حد ذاهتا‪.‬‬
‫‪-1‬الجرائمـ البيئية الشكلية‪:‬ـ‬
‫ويتمثل الس لوك اإلج رامي يف ه ذا الن وع ‪،‬من اجلرائم يف "ع دم اح رتام االلتزام ات اإلدارية‬
‫أواملدنية أو األحكام التقنية والتنظيمية كغياب الرتخيص ‪،‬أو القيام بنشاط غري موافق لألنظمة"‬
‫وه ذا بغض النظر عن ح دوث ض رر بي ئي ومن أمثلتها ع دم اح رتام الش روط الالزمة لنقل‬
‫البضائع واملواد احلساسة (‪ )1‬فهذا النوع من التجرمي يسمح حبماية البيئة قبل حدوث الضرر‪.‬‬
‫‪-2‬الجرائمـ البيئية باالمتناع‪:‬ـ‬
‫فهي تقع نتيجة سلوك سليب من اجلانح‬
‫‪-3‬الجرائمـ البيئية بالنتيجة‪:‬‬
‫فه ذه اجلرائم ال تقع إال من خالل إعت داء م ادي على إح دى اجملاالت البيئية س واء ك ان ذلك‬
‫بص فة مباش رة أو غري مباش رة ومن أمثلتها ج رائم اإلعت داء املادي على ال ثروة احليوانية وال ثروة‬
‫البحرية‪.‬‬

‫‪80‬‬
‫ف إىل ج انب الس لوك اإلج رامي البد من ت وافر عالقة س ببية بني فعل اجلانح والض رر البي ئي‬
‫(النتيجة) ملتابعة اجلانح عن أفعاله‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬الركنـ المعنوي‪:‬‬
‫أغلب النص وص البيئية ال جندها تشري إىل ال ركن املعن وي مما جيعل أغلب اجلرائم البيئية ج رائم‬
‫مادية تس تخلص احملاكم ال ركن املعن وي فيها من الس لوك املادي نفس ه‪،‬وتكتفي النيابة العامة‬
‫بإثب ات ال ركن الش رعي واملادي للجرمية لينجم عن ذلك قي ام مس ؤولية املتهم ‪،‬فلقد مت متديد‬
‫قاع دة ع دم ضرورة إثبات وجود اخلطأ اجلنائي من مادة املخالف ات واليت تعد كثرية يف اجملال‬
‫البيئي فال جند يف النصوص البيئية ما يشري إىل ضرورة توفر قصد ارتكاب هذه اجلرائم(‪.)2‬‬

‫‪-1‬املادتني ‪ 04‬و ‪ 05‬من املرسوم التشريعي رقم ‪ 94/16‬املتعلق بشروط ممارسة أعمال حراسة االموال و املواد احلساسة و نقلها‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬ ‫‪ -2‬عبد الالوي جواد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 34‬‬

‫الفرع الثالث‬
‫المخالفـ ــات‬
‫تعد املخالف ات كث رية يف اجملال البي ئي فلقد وردت ه ذه اجلرائم يف العديد من‬
‫النص وص القانونية اخلاصة حبماية البيئة ‪،‬بل أغلب اجلزاءات املق ررة ملخالفة أحك ام ه ذه‬
‫النصوص تعد جنح وخمالفات(‪.)1‬‬
‫واملخالفة يف اجلرائم البيئية تتحقق بتوفر أركاهنا‪.‬‬
‫أوال‪ :‬الركن الشرعي‪:‬ـ‬
‫فاملشرع اجلزائري وضع نصوص حلماية البيئة وأقر جزاءات على خمالفة أحكامها ‪،‬فشمل مجيع‬
‫اجملاالت البيئية باحلماية (‪، )2‬وما قيل عن اجلنح يق ال ك ذلك عن املخالف ات ‪،‬فمن خالل ه ذه‬
‫النص وص منع االعت داء أو املس اس ب التنوع ال بيولوجي والبيئة اهلوائية واملائية وك ذلك األرض ية‬
‫وحىت الثقافية ‪.‬‬
‫ثانياـ ‪ :‬الركن المادي‪:‬‬
‫ال ذي قد يك ون يف ش كل س ليب كحالة امتن اع ش خص عن تق دمي مس امهته يف حالة حرائق‬
‫(‪)3‬‬
‫الغاب ات أوامتناعه عن تط بيق األحك ام ال واردة يف ق انون محاية البيئة أو النص وص املتعلقة به‬

‫‪81‬‬
‫أو قد يك ون الس لوك يف ص ورة عمل إجيايب ‪،‬ك ذلك يف حالة س وء التص رف أو الرعونة أو‬
‫الغفلة أو اإلخالل بالقوانني واألنظمة اليت حتكم اجملال البيئي (‪.)4‬‬
‫ويتحقق هذا النوع من اجلرائم بوجود سلوك إجرامي لفعل حيضره القانون و وجود العالقة‬
‫السببية بني الفعل اجملرم والنتيجة اليت تتحقق‪.‬‬
‫ثالثا‪:‬ـ الركن المعنوي‪:‬‬
‫فالق انون اجلن ائي البي ئي نتيجة كونه يتش كل من جنح وخمالف ات تنجم عن جمرد خ رق‬
‫التنظيمات واللوائح البيئية يف الغالب فإننا يف كثري من األحيان نكون أم جرمية بيئية غري عمدية‬

‫‪ -1‬فعلى سبيل املثال جند أن كل اجلزاءات املقررة يف القانون رقم ‪ 84/12‬املتضمن النظام العام للغابات تعد خمالفات ‪ ،‬انظر‬
‫ا املواد من ( ‪ 72‬إىل ‪ ) 87‬منه ‪.‬‬
‫الفصلسابقا ‪.‬‬
‫الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬ ‫‪ -2‬أنظر النصوص القانونية املتعلقة حبماية البيئة املشار إليها‬
‫‪ -3‬على سبيل املثال املادة ‪ 75‬من القانون املتعلق بالغابات‪.‬‬
‫مما يؤكد لنا م دى ض عف ال ركن املعن وي يف ه ذه اجلرمية‪ ،‬إىل ج انب ذلك ف إن النص وص‬
‫القانونية املتعلقة بالبيئة ال تكاد تنص على هذا الركن خبالف قانون العقوبات(‪.)1‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫العقوبات المقررة للجرائم الماسة بالبيئة وتدابير األمن المتخذة للوقاية منها‬
‫العقوبات املقررة ملواجهة اجلرمية املرتكبة يف حق البيئة جاءت متماشية مع ما تضمنه‬
‫قانون العقوبات ‪،‬وهكذا أقرت النصوص العقابية يف جمال محاية البيئة عقوبات كجزاء للجرائم‬
‫املرتكبة وهذه العقوبات قد تكون أصلية أو تبعية أو تكميلية أو مها معا ‪،‬إىل جانب العقوبات‬
‫تضمنت قوانني محاية البيئة بعض التدابري االحرتازية أو تدابري األمن ذات اهلدف الوقائي (‪.)2‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫العقوبات المقررة لقمع الجرائمـ الماسة بالبيئة‬
‫العقوبة اجلزائية تتخذ شكل جزاء يوقع على النفس أو احلرية أو املال وهي عبارة عن‬
‫" رد فعل اجتم اعي على انته اك قاع دة قانونية جنائية ينص عليها الق انون ‪،‬وي أمر هبا القض اء‬
‫وتطبقها السلطات العامة ‪،‬وتتمثل يف تقييد حميط احلقوق الشخصية للمحكوم عليه"(‪.)3‬‬
‫والعقوبة قد تكون أصلية أو تبعية كما قد تكون تكميلية ‪:‬‬

‫‪82‬‬
‫أوال ‪ :‬العقوبات األصلية ‪:‬‬
‫وهي أربعة أنواع نص عليها املش رع اجلزائ ري ‪:‬اإلع دام ‪،‬الس جن ‪،‬احلبس والغرامة وتعكس لنا‬
‫هذه العقوبات خطورة اجلانح ونوع اجلرمية املرتكبة ‪،‬جناية أو جنحة أو خمالفة ‪.‬‬

‫‪ -1‬على س بيل املث ال املادة ‪ 75‬من ق انون الغاب ات اليت تع اقب على اس تغالل املنتج ات الغابية أو نقلها ب دون رخصة‬
‫ب احلبس من ‪ 10‬اي ام اىل ‪ 2‬ش هرين ‪،‬و ك ذلك املادة ‪ 76‬من نفس الق انون الىت تع اقب على اس تخراج او رفع ب دون‬
‫رخصة لألحجار او الرمال ‪...‬ىف األمالك الغابية ألغراض االستغالل بدون رخصة ‪...‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 04‬من ق انون العقوب ات تنص على انه ( يك ون ج زاء اجلرائم بتط بيق العقوب ات و تك ون الوقاية منها باختاذ‬
‫تدابري امن ‪.‬‬
‫‪،‬ص‬‫ر‪،‬طبعة ‪1990‬‬
‫القانونية‬ ‫اب‪،‬اجلزائ‬
‫اإلجراءات‬ ‫عليللكت‬
‫مخالفة‬ ‫الوطنية‬ ‫ة‪،‬املؤسسة‬
‫المترتبة‬ ‫الفصل‪،‬دراسة مقارن‬
‫الثاني‪:‬الجزاءات‬ ‫‪ -3‬عبد اهلل س ليمان‪،‬النظرية العامة للت دابري االحرتازية‬
‫‪.63‬‬
‫‪ -1‬عقوبة اإلعدام ‪:‬‬
‫رغم اجلدل الكبري ال دائر ح ول ه ذه العقوبة فإننا ميكننا الق ول بأهنا تعكس خط ورة األفع ال‬
‫املرتكبة حبيث ال يرجى إعادة تأهيل الشخص املقرتف هلا‪.‬‬
‫املشرع اجلزائري ال يزال حيتفظ هبذه العقوبة ملواجهة بعض اجلرائم اخلطرية ‪،‬فنص‬
‫عليها يف القانون البحري حيث يعاقب باإلعدام كل ربان سفينة جزائرية أو أجنبية ألقى عمدا‬
‫نفايات مشعة يف املياه التابعة للقضاء الوطىن(‪.)1‬‬
‫كذلك نص عليها املشرع اجلزائري يف قانون العقوبات حيث تعاقب املادة ‪ 87‬مكرر ‪1‬‬
‫منه باإلعدام كل فعل إرهايب أو خترييب غرضه اإلعتداء على احمليط أو إدخال مادة أو تسريبها‬
‫يف اجلو أو يف ب اطن األرض أو إلقائها يف املي اه مبا فيها اإلقليمية واليت من ش أهنا جعل ص حة‬
‫اإلنسان أو احليوان أو البيئة الطبيعية يف خطر ‪.‬‬
‫ونص عليها ك ذلك يف املادة ‪ 151‬من ق انون املي اه(‪، )2‬يف حالة تل ويث املي اه واليت تنجم‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ .‬عنها وفاة وكذلك املادة ‪ 248‬من قانون الصحة (‪،)3‬و املادة ‪ 403‬من قانون العقوبات‬
‫‪-1‬عقوبة السجن ‪:‬‬
‫هي تلك العقوبة املقيدة للحرية وتأخذ صورتان‪ ،‬سجن مؤبد وسجن مؤقت‪.‬‬

‫‪83‬‬
‫ومن النص وص اليت أش ار فيها املش رع لعقوبة الس جن املؤقت ما تض منه ق انون‬
‫العقوب ات يف املواد ‪396/3، 432/2‬و‪، 4‬فاملادة األوىل تع اقب اجلن اة ال ذين يعرض ون أو يض عون‬
‫لل بيع أوي بيعون م واد غذائية أو طبية فاس دة بالس جن املؤقت من عشر (‪ )10‬إىل عش رين (‪)20‬‬
‫س نة إذا تس ببت تلك املادة يف م رض غري قابل للش فاء أو يف فقد اس تعمال عضو أو يف عاهة‬
‫مستدمية ‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 500‬من اآلمر ‪ 76/80‬املعدلة باملادة ‪42‬من القانون رقم ‪ 98/05‬املتضمن القانون البحري ‪.‬‬
‫‪ -2‬املادة ‪ 151‬من قانون املياه أحالت على املادة ‪ 432‬من قانون العقوبات ‪،‬هذه األخرية تعاقب يف فقرهتا الثالثة اجلاين‬
‫باإلعدام إذا تسببت تلك املادة يف موت شخص أو عدة أشخاص ‪.‬‬
‫‪ -3‬تعاقب املادة ‪ 248‬من قانون الصحة باإلعدام ‪،‬إذا كان طابع إحدى املخالفات املنصوص عليها يف املادتني ‪ 243‬و‬
‫‪ 244‬خمال بالصحة املعنوية للشعب اجلزائري ‪.‬‬
‫وص‬ ‫اجلرائم املنص‬
‫القانونية‬ ‫ارتك اب‬
‫اإلجراءات‬ ‫علي من‬
‫مخالفة‬ ‫المترتبةأك ثر‬
‫الثاني‪:‬الجزاءاتخص أو‬
‫الفصلإذا نتجت وف اة لش‬
‫‪ -4‬تع اقب املادة ‪ 403‬من ق انون العقوب ات باإلع دام‬
‫عليها يف املادة ‪ 401‬منه ‪.‬‬
‫واملادة الثانية فهي تع اقب بالس جن املؤقت من عشر س نوات إىل عش رين س نة كل من وضع‬
‫النار عمدا يف غابات أو حقول مزروعة أو أشجار أو أخشاب‪...‬اخل‪.‬‬
‫ونص ك ذلك املش رع على عقوبة الس جن يف املادة ‪ 66‬من الق انون رقم ‪ 01/19‬املتعلق بتس يري‬
‫النفايات ومراقبتها وإزالتها (‪.)1‬‬
‫‪-1‬عقوبة الحبس ‪:‬‬
‫وهي األخرى عقوبة مقيدة للحرية ‪،‬وتطبق إذا كنا بصدد جنحة أو خمالفة فجل النصوص‬
‫العقابية يف جمال محاية البيئة تعترب إما جنح أو خمالف ات وبالت ايل ف إن عقوبة احلبس نصت عليها‬
‫كل األحكام اجلزائية اليت تضمنتها النصوص التشريعية املتعلقة بالبيئة ومن ذلك ما تضمنه قانون‬
‫محاية البيئة يف إط ار التنمية املس تدامة (‪، )2‬ك ذلك ما نص عليه الق انون املتعلق بتس يري النفاي ات‬
‫(‪)5‬‬
‫ومراقبتها وإزالتها (‪ )3‬وما تض منه الق انون املتعلق حبماية الس احل (‪ )4‬والق انون املتعلق بالص يد‬
‫وما نص عليه الق انون املتعلق حبماية ال رتاث الثق ايف (‪ )6‬إىل ج انب نص وص أخ رى س بق التط رق‬
‫إليها‪.‬‬

‫‪84‬‬
‫(‪)5‬‬ ‫وعقوبة احلبس حددها املشرع بني ‪ 10‬أيام و (‪ )5‬سنوات يف قانون محاية البيئة وقد تقل إىل‬
‫أ أي ام يف بعض ج رائم االعت داء على النظ ام الغ ايب وح ددها بني (‪ )3‬أش هر وس نتني (‪ )2‬يف ق انون‬
‫ح محاية الساحل مع مضاعفة العقوبة يف حالة العود‪.‬‬

‫م‬ ‫‪ -1‬املادة ‪ 66‬نصت ( على انه يعاقب بالسجن من ‪ 5‬سنوات إىل ‪ 8‬سنوات و بغرامة مالية من ‪ 1‬مليون دينار إىل ‪5‬‬

‫ماليني دين ار أو بإح دى ه اتني العقوب تني فقط كل من اس تورد النفاي ات اخلاصة اخلط رية أو ص درها أو عمل على عبورها م‬
‫خمالفا بذلك أحكام هذا القانون ‪.‬‬
‫‪ -2‬الق انون رقم ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة ‪ ،‬املواد من ( ‪ 81‬إىل ‪ ) 84/2‬و املواد ‪ ،99، 90،93،94‬و‪ 100‬و ك ذا ا‬
‫املواد من ‪ 102‬إىل ‪ 108‬منه ‪.‬‬
‫‪ – 3‬القانون رقم ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات ‪ ،‬املواد من ( ‪60‬اىل ‪.) 65‬‬
‫‪ – 4‬القانون رقم ‪ 02/02‬املتعلق حبماية الساحل ‪ ،‬املواد من ‪ 49 ،41،43، 40‬منه ‪.‬‬
‫‪ – 5‬القانون رقم ‪ 04/03‬املتعلق بالصيد ‪ ،‬املواد ‪ 98 ، 95، 92، 90 ، 86 ، 85‬منه‪.‬‬
‫‪ – 6‬القانون رقم ‪ 98/04‬املتعلق حبماية الرتاث الثقايف ‪ ،‬املواد ‪ 101 ، 96 ، 95‬منه‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬

‫‪ -4‬عقوبة الغرامة‪:‬‬
‫فهي عقوبة ال تصيب الشخص يف نفسه وال يف حريته وإمنا تتعلق بثروته املالية واليت غالبا‬
‫ما تؤول إىل خزينة الدولة ‪.‬‬
‫ومن خص ائص ه ذه العقوبة أهنا قد ت أيت يف ش كل عقوبة أص لية مق ررة على الفعل اجملرم من‬
‫ذلك ما نصت عليه املادة ‪ 82‬من ق انون محاية البيئة يف إط ار التنمية املس تدامة اليت تع اقب كل‬
‫خمالفة ألحك ام املادة (‪ )40‬منه بعقوبة الغرامة من عش رة آالف دين ار (‪ 10.000‬دج) إىل مائة‬
‫ألف دينار (‪ 100.000‬دج)‬
‫كذلك ما نصت عليه املادة ‪ 84‬من نفس القانون اليت تعاقب كل شخص خالف أحكام املادة‬
‫‪ 47‬منه بالغرامة من ‪ 5000‬إىل ‪ 15000‬دج ‪،‬وما نصت عليه ك ذلك املادة ‪ 97‬من إقرارها‬
‫لعقوبة الغرامة فقط على كل رب ان س فينة تس بب بس وء تص رفه أو رعونته أو غفلته أو إخالله‬
‫بالقوانني واألنظمة يف وقوع حادث مالحي جنم عنه تدفق مواد تلوث املياه اخلاضعة للقضاء‬
‫اجلزائري ‪.‬‬

‫‪85‬‬
‫وقد تأيت يف شكل عقوبة تبعية إضافة إىل عقوبة أخرى ويف هذه احلالة إما أن تأيت بالتبعية‬
‫لعقوبة الس جن أو بالتبعية لعقوبة احلبس‪،‬واملتص فح للق وانني املتعلقة بالبيئة جيد أنه يف معظم‬
‫األحيان تكون الغرامة بالتبعية لعقوبة احلبس‪.‬‬
‫وما يالحظ أن املشرع يتشدد يف اجلرائم اليت هتدد البيئة البحرية نظرا خلطورهتا واليت‬
‫من شأهنا أن تؤدي إىل تلويث أو إفساد الوسط البحري واملياه والسواحل وجند ذلك جمسدا يف‬
‫املادة ‪ 99‬من ق انون محاية البيئة يف إط ار التنمية املس تدامة اليت تع اقب كل من خ الف أحك ام‬
‫املادة ‪ )1( 57‬منه بغرامة من ملي وين دين ار (‪ 000.000,00 2‬دج) إىل عش رة ماليني ديــنـار (‬
‫‪ 10 000.000،00‬دج) إذا جنم عن ذلك صب حمروق ات أو م زيج من احملروق ات يف املي اه‬
‫اخلاض عة للقض اء اجلزائ ري ‪،‬وإذا مل ينجم عن ذلك صب حمروق ات أو م زيج من احملروق ات‬
‫فيعاقب حسب املادة ‪ 98‬بغرامة وحدها تصل إىل ‪ 1‬مليون دينار‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 57‬من قانون محاية البيئة ‪ ،‬تنص على أنه يتعني ( على كل ربان السفينة حتمل بضائع خطرية أو سامة أو ملوثة‬
‫شانه‬ ‫اإلجراءات و من‬
‫القانونية‬ ‫يقع يف مركبته‬ ‫مالحي‬
‫مخالفة‬ ‫حادثعلي‬ ‫الثاني‪:‬الجزاءاتكل‬
‫المترتبة‬ ‫داخلها ‪ ،‬أن يبلغ عن‬
‫و تعرب بالقرب من املياه اخلاضعة للقضاء اجلزائري أوالفصل‬
‫إن يهدد بتلويث أو إفساد الوسط البحري و املياه و السواحل الوطنية ‪.‬‬
‫وكذلك املواد ‪ 90‬و‪ 93‬من نفس القانون ‪.‬‬
‫وهناك من يرى بأن الغرامة تعد أجنح عقوبة نتيجة كون أغلب اجلاحنني البيئيني هم‬
‫من املس تثمرين االقتص اديني والل ذين يت أثرون كث ريا هبذا الن وع من العقوب ات إىل ج انب ك ون‬
‫(‬
‫أغلب اجلرائم البيئية هي جرائم نامجة عن نشاطات صناعية هتدف إىل حتقيق مصلحة اقتصادية‬
‫‪.)1‬‬
‫ثانياـ ‪ :‬العقوباتـ التبعية والتكميلية‪:‬‬
‫تأيت يف الدرجة الثانية بعد العقوبات األصلية وهي ‪:‬‬
‫‪-1‬العقوبـ ـ ــاتـ التبعية ‪:‬نصت عليها املادة ‪ 6‬من ق انون العقوب ات وتتمثل يف احلجز الق انوين‬
‫واحلرمان من احلقوق الوطنية وهي ال تتعلق إال بعقوبة اجلناية‪.‬‬
‫واجلناي ات يف التش ريع البي ئي كما رأينا تعد قليلة ك ون أن أغلب اجلرائم هي جنح أوخمالف ات‬
‫لكن ميكن تطبيقها على اجلنايات املعاقب عليها باملادة ‪ 87‬مكرر أو املادتني ‪ 2/ 432‬و ‪396/3‬‬
‫من قانون العقوبات واملادة ‪ 66‬من القانون رقم ‪01/19‬املتعلق بتسيير النفايات وإزالتها ‪.‬‬

‫‪86‬‬
‫و احلجز القانون يعد أبرز هذه العقوبات و الذي ميكن تطبيقه على مرتكب اجلرمية و منعه من‬
‫حقه يف إدارة أمواله و مواص لة االعت داء على البيئة ‪ ،‬ك ذلك بالنس بة للحرم ان من احلق وق‬
‫(‪)2‬‬
‫الوطنية و هذه العقوبة تطبق بقوة القانون ‪.‬‬
‫‪ -2‬العقوباتـ التكميلية ‪ :‬نصت عليها املادة (‪ )9‬من قانون العقوبات و من أمهها و اليت ميكن‬
‫من خالهلا مواجهة اجلرائم املرتكبة ضد البيئة لدينا ‪:‬‬
‫‪ -‬مص ادرة ج زء من أم وال اجلانح البي ئي و هو أمر ج وازي حملكمة اجلناي ات و ال يطبق يف‬
‫اجلنح أو املخالفات البيئية إال بوجود نص قانوين يقرره فعلى سبيل املثال لدينا املادة ‪ 82‬من‬
‫الق انون ‪ 01/11‬املتعلق بالص يد البح ري و اليت تنص " و يف حالة اس تعمال م واد متفج رة‬
‫حتجز سفينة الصيد إذا كان مالكها هو مرتكب املخالفة " ‪.‬‬
‫‪ 1‬حل الش خص اإلعتب اري أي منعه من اإلس تمرار يف ممارسة نش اطه كما نصت املادة ‪ 17‬من‬
‫قانون العقوبات‬

‫‪-1‬عبد الالوي جواد ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪ . 88‬الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬
‫‪-2‬املادة ‪ 4/3‬من قانون العقوبات ‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫التدابير االحترازية لمواجهةـ الجرائم الماسة بحماية البيئة‬
‫إىل جانب أسلوب الردع بالعقوبة ‪ ،‬وجدت التدابري االحرتازية كنتيجة حتمية لضرورة‬
‫إص الح اجملرم و إع ادة تأهيله داخل اجملتمع فهي تعد " ج زاء جنائيا يس تهدف مواجهة اخلط ورة‬
‫اإلجرامية احلالة ل دى األش خاص ل درئها عن اجملتمع "(‪ )1‬و هي ت دابري وقائي ة‪ ،‬و ت ربز أمهيتها من‬
‫خالل ‪:‬‬
‫‪ -‬جتريده من الوسائل املادية اليت تسهل له ارتكاب االعتداء عن طريق مصادرة هذه الوسائل ‪.‬‬
‫‪ -‬إغالق الشخص املعنوي منعا الستمراره يف اإلضرار بالبيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬سحب رخصة مزاولة املهنة ‪.‬‬
‫‪ -1‬المنع من ممارسة النشاط ‪:‬‬
‫يعد هذا التدبري االحرتازي سبيال وقائيا يهدف إىل منع الشخص من ارتكاب اجلرمية‬
‫البيئية ‪،‬أي تكون املهنة أو النشاط عامال مسهال الرتكاهبا و نظرا لالنعكاسات اخلطرية هلذا التدبري‬

‫‪87‬‬
‫‪10‬‬ ‫على الشخص و أسرته ‪ ،‬فهو ال يطبق يف املخالفات ‪ ،‬و حدد مدة قصوى لتطبيقه ال تتجاوز‬
‫سنوات و من أمثلته ‪،‬سحب الرخصة لتصريف النفايات الصناعية (‪ )2‬و رخصة استغالل الشاطئ‬
‫عند ع دم اح رتام االلتزام ات بعد إع ذاره (‪ )3‬و الس حب النه ائي أو املؤقت لرخصة اس تغالل‬
‫املؤسسات الفندقية (‪ )4‬و كذا الدفرت املهين عند خمالفة قواعد الصيد البحري (‪. )5‬‬
‫‪ -2‬المصادرة ‪:‬‬
‫تعد املص ادرة ت دبريا احرتازيا عن دما تنصب على أشياء غري مباحة فتكون ب ذلك أداة‬
‫للوقاية من استخدامها يف اجلرمية (‪ )1‬كحجز معدات الصيـد البحـري احملظورة كما نصت على ذلك‬
‫املادة ‪ 66‬من القانـون رقم ‪01/11‬املتعلق بالصيــد البحــري و تربيــة املائيـات‬

‫عبد اهلل سليمان ‪ ،‬مرجع سابق ‪ ،‬ص ‪. 60‬‬ ‫‪-1‬‬


‫املادة ‪ 14‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪ 93/16‬املنظم للنفايات السائلة ‪.‬‬ ‫‪-2‬‬
‫املادة ‪ 45‬من القانون املتعلق بالبيئة ‪.‬‬ ‫‪-3‬‬
‫بالفندقة ‪.‬‬
‫الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬ ‫املادة ‪ 72‬من القانون رقم ‪ 99/01‬املتعلقالفصل‬ ‫‪-4‬‬
‫املادة ‪ 93‬من القانون املتعلق بالصيد البحري و تربية املائيات ‪.‬‬ ‫‪-5‬‬
‫أداة للوقاية من استخدامها يف اجلرمية (‪ )1‬كحجز معدات الصيد البحري احملظورة كما نصت على‬
‫دلك املادة ‪ 66‬من القانون رقم ‪01/11‬املتعلق بالصيد البحري و تربية املائيات‪.‬‬
‫وميكن ك داك أن تنصب املص ادرة على األش ياء احملظ ورة اليت ارتكبت يف اجلرمية أو من احملتمل أن‬
‫تسهل الرتكاهبا و تدخل هنا األسلحة و الذخائر و شبكات الصيد غري القانوني ة و األفخاخ ‪ ،‬إىل‬
‫جانب مصادرة مثار اجلرمية كما هو الشأن بالنسبة للسمك املصطاد بطريقة غري شرعية ‪.‬‬
‫‪ -03‬غلق المؤسسة أو حلها ‪:‬‬
‫يعد هذا التدبري االحرتازي األنسب تطبيقا على الشخص املعنوي خصوصا يف الدول اليت ال‬
‫تأخذ جبواز مس اءلته جزائيا و يت أرجح ه ذا الت دبري بني الغلق املؤقت و التوقيف النه ائي يف حالة‬
‫خمالفة التشريع البيئي إىل جانب إمكانية حل الشخص املعنوي ومن أمثلة ذلك غلق املؤسسة عندما‬
‫ال تراعي شروط النظافة ملدة من ‪15‬يوم إىل شهر (‪ )2‬وإيقاف نشاط املؤسسة مىت شكلت خطرا‬
‫(‪)3‬‬
‫على البيئة‪.‬‬
‫‪ – 04‬إعادة األماكن إلى حالتهاـ األصلية‪:‬‬

‫‪88‬‬
‫نصت على هذا التدبري املادة ‪ 45‬من قانون محاية الساحل اليت أجازت للقاضي يف حالة املخالفات‬
‫املرتكبة و املنص وص عليها يف املواد ‪ 41 ، 40 ، 39‬و املتعلقة بإقامة نش اط ص ناعي جديد على‬
‫الس احل ‪ ،‬اس تخراج م واد من العناصر اجملاورة لش واطئ االس تجمام أو اس تخراج م واد من ب اطن‬
‫البحر ‪...‬أن يأمر بإعادة األماكن إىل حالتها األصلية و تنفيذ أشغال التهيئة‪.‬‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 25‬من قانون العقوبات ‪.‬‬


‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 89/02‬املتعلق حبماية املستهلك ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 48/2‬من القانون املتعلق بتسيري النفايات ‪.‬‬
‫المطلب الثالث‬
‫معاينة الجرائم البيئية و متابعتها‬
‫إن محاية البيئة ال تقف عند جترمي األفعال الضارة هبا ‪ ،‬و حتديد األشخاص املسؤولون‬
‫جزائيا ‪،‬إمنا متتد إىل وضع آلي ات جزائية هتدف إىل قمع ه ده اجلرائم و اليت أتى ذلك إال بتوفري‬
‫جه از رقابة فع ال هدفه البحث عن ه ذه االعت داءات و معانيتها وتق دمي أص حاهبا للعدالة اليت توقع‬
‫اجلزاء املناسب حسب خطورة األفعال ‪.‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫معاينة الجرائم البيئية‬
‫جل النص وص التش ريعية املتعلقة بالبيئ ة ح ددت األش خاص املؤهلني ملعاينة املخالف ات‬
‫املتعلقة هبا ميارس ون مه امهم جنب ا إىل جنب مع الش رطة القض ائية ‪،‬كل حسب جمال ختصصه ف إىل‬
‫ج انب مفتشي البيئة جند أس الك ال درك الوطين و األمن و الش رطة البلدية و ش رطة املن اجم و‬
‫مفتشي الصيد البحري ومفتشي العمل ومفتشي التجارة و مفتشي السياحة وضباط حرس املوانئ‬
‫و حراس الشواطئ ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬مفتشوا البيئة ‪:‬‬
‫نصت أحك ام ق انون البيئة اجلزائ ري على أنه يؤهل ملعاينة خمالف ات و جنح ه ذا الق انون مفتش وا‬
‫البيئة(‪ )1‬و ه دا س واء تعلق األمر ب اجلرائم اليت نص عليها أو حىت تلك اليت هي منص وص عليها يف‬
‫القوانني أو النصوص التنظيمية اليت هتتم بالبيئة(‪. )2‬‬

‫‪89‬‬
‫(‪)3‬‬
‫فمفتشي البيئة بوصفهم أهم جهاز ملكافحة اجلرائم البيئية فهم مكلفون بـ‪:‬‬
‫السهر على تطبيق النصوص التنظيمية يف جمال محاية البيئة و يف كل جماالت احليوية‪ ،‬األرضيــة‬

‫‪ -1‬املادة ‪ 111‬من قانون محاية البيئة ‪.‬‬


‫‪ -2‬و هي النصوص اليت سبق االشارة إليها ‪.‬‬
‫‪ – 3‬املرس وم الرئاسي رقم ‪ 88/277‬املؤرخ يف ‪ ، 15/11/1988‬املتظمن إختصاص ات أس الك املفتشني املكلفني حبماية البيئة و‬
‫تنظبمها و عملها ‪.‬‬
‫الفصل الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬

‫(‪.)1‬‬
‫اجلوية‪ ،‬اهلوائية‪ ،‬البحرية و هدا من مجيع أشكال التلوث‬
‫‪ -‬مراقبة مدى مطابقة املنشآت املصنفة للتشريع املعمول به‪.‬‬
‫‪ -‬التع اون والتش اور مع املص احل املختصة ملراقبة النش اطات املس تعمل فيها م واد خط رية ك املواد‬
‫الكيماوية و املشعة ومراقبة مجيع مصادر التلوث و األضرار ‪.‬‬
‫‪ -‬إع داد حص يلة س نوية عن نش اطهم و ت دخالهتم يف اجملال البي ئي ووضع تقرير بعد كل عملية‬
‫تفتيش أو حتقيق و ترسل إىل الوزير املكلف بالبيئة و الوالة املعنيني ويف إطار أداء مهامهم فإن هلم‬
‫أن حيرروا حماضر باملخالفات اليت عاينوها و اليت جيب أن حتتوي على‪:‬‬
‫‪ -‬اسم و لقب وصفة مفتش البيئة املكلف بالرقابة‪.‬‬
‫‪ -‬حتديد هوية م رتكب املخالفة و نش اطه و ت اريخ فحص األم اكن الي وم و الس اعة و املواقع و‬
‫الظروف اليت متت معاينتها و النصوص القانونية اليت جترم هدا الفعل‪ ،‬املادة ‪ 112‬من قانون محاية‬
‫البيئة تل زم مفتش البيئة بإرس ال حماضر املخالف ات إىل ال وايل املختص إقليميا و إىل اجلهة القض ائية‬
‫(‪)2‬‬
‫املختصة خالل ‪15‬يوم من تاريخ إجراء املعاينة‬
‫ثانيا‪:‬األعوان اآلخرون المكلفون بحماية البيئة ‪:‬‬
‫ال تقتصر محاية البيئة على مفتشي البيئة وإهنا متتد إىل أجه زة أخ رى تتع اون بش كل منضم و‬
‫إنف رادي على حتقيق تلك احلماية و يف ه دا اجملال جند أس الك الش رطة القض ائية إىل جنب أع وان‬
‫آخرين ميارسون بعض مهام الشرطة القضائية ‪.‬‬
‫‪-1‬ضباط الشرطة القضائيةـ ‪:‬‬

‫‪90‬‬
‫يتمتع هبذه الص فة األش خاص احملددين يف املادة ‪15‬من ق انون اإلج راءات اجلزائية وتن اط لض باط‬
‫الش رطة القض ائية مهمة البحث و التح ري عن اجلرائم البيئية يف إط ار نش اطهم الع ام و مجع األدلة‬
‫عنها و البحث عن مرتكبيها ويتعني على ضباط الشرطة القضائية حتديد حماضر بعملهم و إخطار‬

‫‪ –1‬ارتفعت عملي ات حفظ البيئة اليت ق امت هبا املفتشس يات البيئية من ‪ 5200‬عملية س نة ‪ 1999‬إىل ح وايل ‪ 8000‬عملية يف‬
‫‪ 2003‬و ‪ 4663‬عملية يف األش هر ‪ 6‬األوىل من س نة ‪ 2004‬و قد أفضت ه ذه الت دخالت إىل غلق ‪ 400‬حمل مؤقتا يف ‪2003‬‬

‫وص لت إىل ‪ 386‬حمل مغلق ‪ ،‬كما أدت نفس العملي ات إىل غلق ‪ 135‬حمل هنائيا – جري دة اخلرب ( وزير البيئة يكشف ) مق ال‬
‫منشور بتاريخ ‪ ، 28/11/2004‬العدد ‪ 4253‬ص ‪. 2‬‬
‫الثاني‪:‬الجزاءاتأيام ‪.‬‬
‫المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬ ‫منه هذه املدة بـ ‪5‬‬ ‫‪-2‬القانون املتعلق حبماية الساحل ؛حدد يف املادة ‪38/2‬‬
‫الفصل‬

‫وكيل اجلمهورية املختص و إفادته بأصول هده احملاضر (‪ )1‬وجتدر اإلشارة إىل أن هلم اختصاص عام‬
‫للبحث عن اجلرائم مبا فيها اجلرائم املاسة بالبيئة(‪ )2‬و يتمتع ون بامتي ازات عدي دة ال توجد ألس الك‬
‫مفتشي البيئة كالتفتيش و احلبس حتث النصر و استخدام قوهتم العمومية‪.‬‬
‫‪ -2‬أعوان الشرطة القضائية‪: ‬‬
‫و هم يتش كلون من م وظفي مص احل الش رطة ‪ ,‬وذوي ال رتب يف ال درك الوطين و رج ال ال درك‬
‫ومس تخدمي األمن العس كري وهم يقوم ون مبعاونة ض باط الش رطة القض ائية يف مباش رة مه امهم‬
‫ويثبتون اجلرائم املرتكبة كما أهنم يقومون جبمع األدلة واملعلومات الكاشفة عن مرتكيب اجلرائم(‪)03‬‬

‫ثالثاـ‪ : ‬األسالك المكلفة ببعض مهام األشرطةـ القضائيةـ‪: ‬‬


‫التقتصر معاينة اجلرائم املاسة بالبيئة على مفتشي البيئة وأسالك الشرطة القضائية و إمنا متتد كذالك‬
‫إىل أس الك أخ رى منحها املش رع ص فة البحث والكشف عن مرتكيب ه ذه اجلرائم وذلك يف‬
‫اجملاالت اليت ينشطون فيها‪ ،‬فلهم بذلك صفة الضبطية القضائية يف امليادين اليت يعملون فيها‪: ‬‬
‫‪-1‬سلك الشرطة البلدية‪: ‬‬
‫وهو يشمل سلك مراقيب الشرطة البلدية و املراقني الرئيسني وسلك حفاظ الشرطة البلدية‬
‫و احلفاظ الرئيسيون ‪ ,‬فسلك أعوان الشرطة البلدية أوكلت له مهمة السهر على احرتام األنظمة‬
‫البلدية املتخ ذة يف إط ار الض بطية اإلدارية الس يما يف جمال األمن والنظافة العامة ورعاية حسن‬
‫(‪.)4‬‬
‫النظام‬

‫‪91‬‬
‫‪ -1‬اىل ج انب االش خاص احملددين باملادة ‪ 15‬من ق‪.‬إ‪.‬ج فإنه يتمتع ك ذلك بص فة ظابط ش رطة قض ائية الض باط املرمسون‬
‫التابعون للسلك النوعي الدارة الغابات و املعينون مبوجب قرار وزاري مشرتك صادر عن وزير العدل و وزير الغابات ‪.‬أنظر‬
‫املادة ‪ 02‬من القانون رقم ‪ 91/20‬املعدل لقانون الغابات‬
‫‪ - 2‬املديرية العامة لالمن الوطين سجلت ‪ 66537‬خمالفة يف ‪ 2003‬منها ‪ 33918‬متعلقة بالعمران و ‪ 32619‬متعلقة بالبيئة و‬
‫ص رحت ك ذلك أن الوح دات اخلاصة بالبيئة و العم ران س جلت ‪ 2003‬م ايفوق ‪ 60000‬خمالفة و من جهته اكد ممثل ال درك‬
‫الوطين ان مصاحلة عرب متلف أحناء الوطن قامت بتوقيف ‪ 870‬شخص بتهمة االعتداء على البيئة ‪.‬و ‪ 674‬شخص سنة ‪2003‬‬
‫و ان معظم التوقيفات كانت بتهمة هنب الرمال من الشواطئ – جريدة اخلرب ‪ ،‬العدد السابق ‪ ،‬ص ‪. 02‬‬
‫‪-3‬املادتني ‪ 19‬و ‪ 20‬من ق‪.‬إ‪.‬ج ‪.‬‬
‫رقم ‪/93‬‬ ‫التنفي ذي‬
‫القانونية‬ ‫مخالفةاملرس وم‬
‫اإلجراءات‬ ‫قانونهعلياألساسي‬ ‫نص على‬
‫المترتبة‬ ‫رقم ‪ 93/207‬و‬
‫الثاني‪:‬الجزاءات‬ ‫‪-4‬مت إنش اء ه ذا الس لك مبوجب املرس وم التنفي ذي‬
‫الفصل‬
‫‪218‬‬

‫‪-2‬شرطة المناجم ‪:‬‬


‫وهو س لك خمتص يف جمال املراقبة اإلدارية والتقنية للنش اطات املنجمية (‪)1‬و أوكلت له مهمة متابعة‬
‫مدى احرتام املتعاملني االقتصاديني للمقاييس البيئية واحملافظ ة عليها ويتشكل من مهندسي املناجم‬
‫الت ابعني للوكالة الوطنية للجيولوجيا واملراقبة املنجمة وخ ول هلم الق انون حق زي ارة املن اجم وبقايا‬
‫املعادن و أكوام األنقاض واملقالع وورش البحت يف أي وقت ويف سبيل أداء مهامهم يلزم هؤالء‬
‫األعوان بتأدية اليمني القانونية ومن بني املهام املتواطئة هبم هي‪: ‬‬
‫‪ -‬مراقبة م دى اح رتام الق وانني و األنظمة يف اجملال البي ئي عن دما يتعلق األمر بنش اط منجمي‬
‫السيما تلك املتعلقة باألمن والنظافة ‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة البحث و االستغالل املنجمي‪.‬‬
‫‪ -‬الس هر على احلف اظ على األمالك املنجمية ومحاية املوارد املائية و الط رق العمومية و البناي ات‬
‫املسطحة و محاية البيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬كذالك مراقبة البحث و االستغالل املنجمي ‪.‬‬
‫‪-3‬مفتشوا الصيد البحري‪:‬‬
‫مت إنشاء سلك مفتشي الصيد البحري ملعاينة خمالفات أحكام قانون الصيد البحري و يف إطار أداء‬
‫مه امهم ي ؤدي مفتش وا الص يد اليمني الق انوين ‪،‬كما أهنم ملزم ون بتحرير حماضر باملخالف ات اليت‬

‫‪92‬‬
‫عاينوها إض افة إىل قي امهم حبجز منتوج ات وآالت الص يد موض وع املخالفة مع إرس اهلا إىل اجلهة‬
‫(‪)2‬‬
‫القضائية املختصة‬
‫‪-4‬الضبط الغابيـ ‪:‬‬
‫يتشكل هدا السلك من رؤساء األقسام و املهندسون واألعوان الفنيون و التقنيون املختصون‬
‫يف الغاب ات و يتش كل ه ذا الس لك ك ذلك من رؤس اء األقس ام و املهندسني و األع وان الف نيون و‬
‫التقنيون املختصون يف الغابات (‪. )3‬‬
‫‪1‬ـ ـ ـ ـ ـ‬

‫‪-1‬نصت عليه املادة ‪ 54‬من قانون املناجم ‪.‬‬


‫‪ -2‬املواد من (‪ 60‬إىل ‪ ) 65‬من القانون املتعلق بالصيد البحري ‪.‬‬
‫القانونيةبصفة‬
‫يتمتع كذلك‬ ‫على انه (‬
‫اإلجراءات‬ ‫نصت‬
‫مخالفة‬ ‫للغابات ‪،‬علي‬
‫العامالمترتبة‬ ‫الفصلاملتضمن النظام‬
‫الثاني‪:‬الجزاءات‬ ‫‪ -3‬املادة ‪ 02‬من القانون ‪ 91/20‬املعدل و املتمم للقانون‬
‫ضابط شرطة قضائية الضباط املرمسون التابعون للسلك النوعي إلدارة الغابات املعينون مبوجب قرار وزاري مشرتك ‪.‬‬
‫يقوم الضباط و ضباط الصف التابعون للسلك النوعي إلدارة الغابات بالبحث و التحري يف اجلنح‬
‫و املخالف ات لق انون النظ ام الع ام للغاب ات و تش ريع الص يد و مجيع األنظمة اليت عين وا فيها بص فة‬
‫(‪)1‬‬
‫خاصة و إثباهتا يف حماضر و ترسل إىل اجلهة القضائية املختصة ‪.‬‬
‫رابعا ‪ :‬أسالك أخرى مكلفةـ بحماية البيئة ‪:‬‬
‫نتيجة التنوع الكبري للمجاالت البيئية ‪ ،‬تعددت معها املصاحل املختصة املكلفة حبمايتها ‪.‬‬
‫ففي املسائل املتعلقة ببيئة العمل تتدخل مفتشيه العمل و مديرية التجارة يف جمال محاية البيئة عندما‬
‫متس صحة املستهلك ‪.‬‬
‫و تت دخل مص احل الس ياحة عن دما يتعلق األمر باعت داء على البيئة الس ياحية (‪ )2‬و مديرية التعمري‬
‫والبناء ( خصوصا مفتشي التعمري ) لقمع االعتداء على البيئة املعمارية ‪ ،‬و تتدخل األسالك التقنية‬
‫للمي اه ملواجهة املخالف ات املرتكبة على البيئة املائية و ض باط ح رس املوانئ و األع وان احمللفني‬
‫التابعني للمصلحة الوطنية حلراس السواحل ملعاينة اجلرائم البيئية يف املوانئ و كذلك السواحل (‪. )3‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫المتابعة الجزائية‬

‫‪93‬‬
‫إن الغاية من التج رمي ال تتحقق إال مبتابعة مرتكيب اجلرائم املاسة بالبيئة و الل ذين تثبت األدلة‬
‫ارتكاهبم لتلك اجلرائم و من مث تكون متابعتهم جزائيا هبدف حتقيق العدالة و صيانة حق اجملتمع يف‬
‫احلفاظ على البيئة ‪.‬‬
‫فالتش ريعات البيئية خ ولت النيابة العامة مهمة حتريك ال دعوى العمومية كأصل ع ام لكن الطبيعة‬
‫اخلاصة للجرائم اليت متس املكونات البيئية جعلت املشرع اجلزائري من خالل القانون رقم ‪03/10‬‬
‫املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة يعرتف بدور اجلمعيات البيئية (‪ )4‬يف حتريك الدعوى‬
‫العمومية أمام اجلهات القضائية املختصة عن كل مساس بالبيئة ‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 04‬من نفس القانون ‪.‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 39‬من القانون املتعلق حبماية البيئة ‪.‬‬
‫‪-3‬أنظر املادة ‪ 143‬من ق انون املي اه و ك ذلك املادة ‪ 222‬من ق انون املن اجم يف جمال االعت داء على البيئ ة البحرية أثن اء النش اط‬
‫الثاني‪:‬الجزاءات المترتبة علي مخالفة اإلجراءات القانونية‬ ‫البحري ‪.‬‬
‫ا املنجمي ‪ ،‬و املادة ‪ 62‬من القانون املتعلق بالصيدالفصل‬
‫‪ -4‬املواد من (‪ 35‬إىل ‪ ) 38‬من قانون محاية البيئة ‪.‬‬
‫أوال ‪ :‬النيابةـ العامةـ ‪:‬‬
‫متارس النيابة العامة اختصاصات واسعة يف جمال الدعوة العمومية بوصفها اجلهاز الذي له‬
‫س لطة االهتام على مس توى القض اء ‪،‬فهي اليت تباشر ال دعوى العمومية حىت و لو مت حتريك ه ذه‬
‫األخرية من طرف جهات أخرى فلها بصفة منفردة احلق يف إقرار سلطة الدولة يف العقاب ‪.‬‬
‫ففي جمال محاية البيئة فإن مجيع احملاضر املثبتة للمخالفات ترسل حتت طائلة البطالن يف‬
‫أجل مخسة عشر (‪ )15‬يوما من حتريرها إىل وكيل اجلمهورية (‪ )1‬ه ذا األخري ال ذي يق وم بتحريك‬
‫الدعوى العمومية و مباشرهتا و إذا كانت أغلب اجلرائم يتم معاينتها من طرف األشخاص املؤهلني‬
‫و إثباهتا يف حماضر هلا حجية فيك ون على النيابة عندئذ إع داد امللف و إحالة املتهم على القسم‬
‫اجلزائي حملاكمته طبقا للق انون و ذلك عن طريق التكليف املباشر كما ميكن لوكيل اجلمهورية إذا‬
‫ك انت الوق ائع تس تدعي حتقيقا قض ائيا أن ي أمر ب إجراء حتقيق و ذلك عن طريق طلب افتت احي‬
‫إلجراء حتقيق يوجه إىل قاضي التحقيق املختص ‪،‬هذا األخري الذي يأمر بعد انتهاء التحقيق بإحالة‬
‫القضية أمام حمكمة اجلنح أو املخالفات ‪ ...‬أو بأمر بإرسال املستندات إىل السيد النائب العام إذا‬
‫كانت الوقائع تشكل جناية ‪.‬‬

‫‪94‬‬
‫لكن بالرغم من الرتسانة القانونية اليت وضعها املشرع حلماية البيئة فإن عدد القضايا‬
‫املطروحة على اجله ات القض ائية اجلزائية قليلة ج دا و ال تعكس إرادة املش رع اجلزائ ري من خالل‬
‫النص وص القانونية اليت وض عها حلمايتها و لعل ذلك يع ود أساسا إىل ض عف اإلحس اس بأمهية‬
‫املش اكل اليت يطرحها اجلن وح البي ئي على مس توى اجله ات اإلدارية املكلفة مبعاينة و إثب ات ه ذه‬
‫املخالفات من جهة و من جهة أخرى غياب شبه تام للدور اجلمعوي يف محاية البيئة بسبب نقص‬
‫اإلمكانيات املادية و الوسائل البشرية ‪.‬‬
‫ثانيا‪:‬ـ دور الجمعيات ‪:‬‬
‫قانون محاية البيئة يف إطار التنمية املستدامة خول اجلمعيات املعتمدة قانونا و اليت متارس أنشطتها يف‬
‫جمال محاية البيئة رفع دعوى أمام اجلهات القضائية املختصة عن كل مساس بالبيئة ‪.‬‬

‫ـ ـــ ـــــ‬
‫‪ -1‬املادة ‪ 112/2‬من ق انون محاية البيئة – انظر ك ذلك املادة ‪ 40‬من الق انون املنظم للقواعد العامة الس تغالل الش واطئ و‬
‫النفايات‬ ‫اإلجراءاتتسيري‬
‫القانونية‬ ‫مخالفة من قانون‬
‫علياملادة ‪55‬‬
‫البحري و‬
‫الصيدالمترتبة‬ ‫الفصل‪ 65‬من قانون‬
‫الثاني‪:‬الجزاءات‬ ‫املادة ‪ 178‬من قانون املناجم و املادة ‪ 222‬منه و املادة ‪/3‬‬
‫و املادة ‪ 38‬من قانون محاية الساحل‪.‬‬
‫و يف سبيل حتقيق أهدافها هلا أن تباشر إجراء اإلدعاء املباشر أمام القضاء مىت كانت هوية مرتكب‬
‫اجلرمية معروفة ‪ ،‬كما خوهلا الق انون أن تتأسس كط رف م دين يف أية قض ية تتعلق بالبيئة و أن‬
‫تط الب فيها بالتعويض ات ‪ ،‬كما أج از الق انون لألف راد تفويض ها لل دفاع عن حق وقهم إذا تعرضوا‬
‫ألض رار فردية نامجة عن خمالفة األحك ام التش ريعية املتعلقة حبماية البيئة و حتسني اإلط ار املعيشي‬
‫ومحاية املاء و اهلواء و اجلو و األرض و العمران و مكافحة التلوث ‪.‬‬
‫إال أن دور ه ذه اجلمعي ات يظل ناقصا لع دة أس باب منها ض عف اإلعتم ادات املادية و نقص‬
‫الوسائل املتاحة‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫الفصل الثالث‬
‫الهيئاتـ الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫‪95‬‬
‫إن جناح تط بيق سياسة تتعلق ب اإلدارة العقالنية بالبيئة مره ون بالق درات املؤسس اتية‬
‫وفعاليتها ذلك أن النص وص وح دها قاص رة على تنظيم أي جمال من جماالت احلي اة العامة لألف راد‬
‫ما مل يتم تعزيزها ب أجهزة ذات فعالية تس هر على التط بيق األمثل هلذه السياسة املع ربة عنها‬
‫بالنصوص القانونية‪ ،‬وفيما خيص اهليئات اإلدارية املكلفة حبماية البيئة وجب التنويه أن هناك العديد‬
‫منها س واء ك انت مركزية هتتم بالقض ايا البيئية ذات البعد الوطين الق ومي‪،‬أو تلك املتواج دة على‬
‫املس توى احمللي اإلقليمي ‪،‬إال أن القض ايا البيئية هتم بالدرجة األوىل اجلماع ات احمللية باعتبارها مهزة‬
‫الوصل األوىل ب املواطن واليت ميكنها عكس ما يعانيه يوميا من مش اكل ال س يما تلك اليت هلا ت أثري‬
‫سليب على صحته واحمليط الذي يعيش فيه لذلك خصص هذا الفصل لتبيان دور املؤسسات اإلدارية‬
‫اليت هلا عالقة مباشرة مبيدان محاية البيئة‪.‬‬
‫ولقد انتهجت الدولة اجلزائرية يف جمال محاية البيئة منهاجا يهدف إىل تعزيز اإلطار القانوين‬
‫واملؤسسايت يف هذا القطاع وهذا ما يستشف من غزارة التشريع املتعلق به وذلك بسن القوانني اليت‬
‫تنظم خمتلف اجملاالت االقتص ادية واالجتماعية بطريقة تتوافق والقواعد العلمية حلماية البيئة وك ذا‬
‫بروز هيئات إدارية مركزية مستقلة وهذا ألول مرة تسهر على تسيري القطاع كما دعمت القاعدة‬
‫على املس توى احمللي وذلك باالختصاص ات اجلدي دة اليت أض يفت لكل من البلدية والوالية كوهنما‬
‫مؤسستان الرئيسيتان حلماية البيئة خاصة البلدية اليت تلعب دورا فعاال يف هذا اجملال نظرا لقرهبا من‬
‫املواطن وإدراكها أكثر من أي جهاز آخر لطبيعة املشاكل البيئية اليت يعانيها ‪.‬‬
‫إال أن الوص ول إىل نظ ام بيئي متزن حيفظ س المة الف رد واجملتمع والكون اليت أتى مبج رد‬
‫وجود نظام قانوين ينظم ويهدف إىل محايته وال بوجود سلطة تقوم على جتسيده ميدانيا من دون‬
‫أن يك ون وعي بي ئي ل دى الف رد أو اجلماعة بل أك ثر من ذلك أن ي تيقن اإلنس ان أنه اس تخلف يف‬
‫األرض أن يص لحها وأنه س يد عليها بعقله يس تعمرها ويس تغلها من أجل حتقيق الرفاهية له ولغ ريه‬
‫ق ال احلق ص بحانه وتع اىل " هو ال ذي جعلكم خالئف األرض " ص دق اهلل العظيم وعلى ه ذا‬
‫البيئة‪.‬‬
‫وترقيتها ميدانيا‬ ‫محايةالبيئة‬
‫جمالبحماية‬ ‫الثالث‪:‬الهيئات يف‬
‫الكفيلة‬ ‫اجلماعة والفرد‬ ‫خصصنا املبحث األخري هلذا الفصل لتبيان دور‬
‫الفصل‬

‫المبحث األولـ‬
‫الهيئات المركزيــة‬

‫‪96‬‬
‫إن جتسيد النظ ام الق انوين حلماية البيئة وتنفي ذه على أرض الواقع يتطلب وجود جه از‬
‫تنفيذي فعال من القاعدة إىل القمة يعمل يف كنف الشرعية ويسهر على التطبيق السليم للقانون‪.‬‬
‫ولعل النظ ام اإلداري الالمرك زي املنتهج من ط رف املش رع اجلزائ ري كفيل ب ذلك فباإلض افة على‬
‫اهليئ ات اإلدارية احمللية اليت تش رف على قط اع البيئة عن كثب باعتبارها اخللية األساس ية للهيكل‬
‫اإلداري وكوهنا ك ذلك إدارة ورش ات ومش اريع هن اك ال وزرة املكلفة هنالك وزارة املكلفة بالبيئة‬
‫باعتبارها السلطة الوصية على القطاع عن طريق تسيريه بالرقابة السلمية اليت تفرضها على خمتلف‬
‫املديريات الوالئية للبيئة وذلك لضمان تطبيق األهداف املتوخاة من التشريع البيئي ولتحقيق التوازن‬
‫بني اخلصوص يات اجلغرافية والبيئية لكل منطقة والقض ايا البيئية ذات البعد الوطين ‪،‬لكن الس ؤال‬
‫الذي ميكن طرحه يف هذا اجملال ؛ هل الوزارة الوصية قادرة وحدها على اإلشراف على هذا اجملال‬
‫احليوي خاصة مع التغريات اليت تشهدها الساحة االقتصادية السيما الصناعية منها؟‬
‫إن هذا السؤال قد أجابته عليه التعديالت اجلديدة اليت مست قطاع البيئة وذلك من‬
‫خالل اهليئ ات املركزية اليت اس تحدثت واليت أنبطت هبا مهمة تس يري وتنظيم جماالت بيئية معينة‬
‫وخففت بذلك الضغط على السلطة الوصية وعلى اهليئات احمللية ويف احلقيقة إن مثل هذه اهليئات‬
‫املركزية أض حت ض رورة ملحة نظ را ل ربوز مش اكل بيئية حتت اج إىل عناية خاصة الس يما تلك‬
‫املتعلقة بالنفاي ات والس احل واجملال البح ري واجليول وجي وس نتطرق لتبي ان ه ذه اهليئ ات وحتديد‬
‫اختصاصاهتا على النحو الذي سيأيت‪.‬‬
‫المطلب األولـ‬
‫الوكالة الوطنية للنفايات‬
‫استحدثت هذه الوكالة مبوجب املرسوم التنفيذي ‪ 02/175‬الذي حدد اختصاصاهتا‪،‬تشكيلتها‬
‫وكيفية عملها وقد ج اءت ه ذه الوكالة يف ظل التغ ريات ال ذي ش هدها اجملال الص ناعي بالت ايل‬
‫أص بحت قض ية النفاي ات تط رح نفس ها بش دة إذ تغري مفهومها من تلك البقايا والفض الت اليت‬
‫جيب التفكري يف كيفية التخلص منها إىل مادة أولية خامة هلا أمهية كعملية التصنيع وذلك خبضوعها‬
‫لعمليات الرسكلة ‪.‬‬

‫‪97‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫كما تعترب هذه الوكالة كضرورة وحتمية فرضها الواقع الدويل الذي أصبح يلح على إجياد حلول‬
‫عقالنية ملشكل النفايات وهذا ما يتبني من خالل انضمام اجلزائر إىل اتفاقية بازل املنظمة للتحكم‬
‫يف نقل النفايات(‪)1‬وكذا االتفاقية الدوليةإلستعداد والتصدي والتعاون يف ميدان التلوث(لندن) (‪.)2‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫عمل وتنظيم الوكالة‬
‫عرف املشرع اجلزائري الوكالة الوطنية للنفايات يف املادة األوىل من املرسوم السالف‬
‫ال ذكر بأهنا مؤسسة عمومية ذات ط ابع ص ناعي وجتاري تتمتع بالشخص ية املعنوية الس تقالل املايل‬
‫ختضع للق انون اإلداري يف عالقاهتا مع الدولة وتعد ت اجرة يف عالقاهتا مع الغري ‪،‬تسري وفقا لنظ ام‬
‫الوصاية اإلدارية من طرف الوزير املكلف بالبيئة (‪.)3‬‬
‫تدار الوكالة مبجلس إدارة متكون من وزير الوصي عن قطاع البيئة كرئيس أو ممثل له‬
‫وأعضاء هم على التوايل ‪ :‬ممثل الوزير املكلف باجلماعات احمللية‪ ،‬ممثل الوزير املكلف باملالية ‪،‬ممثل‬
‫ال وزير املكلف بالص ناعة ‪،‬ممثل ال وزير املكلف بالطاقة واملن اجم‪،‬ممثل ال وزير املكلف باملؤسس ات‬
‫والص ناعات املتوس طة(‪...)4‬اخل‪ .‬يعني ه ؤالء األعض اء ملدة ثالث س نوات قابلة للتجديد بق رار من‬
‫(‪)5‬‬
‫‪.‬الوزير املكلف بالبيئة بناء على اقرتاح السلطة اليت ينتمون إليها‬
‫وجيتمع بن اء على اس تدعاء من ال رئيس يف دورة عادية م رتني يف الس نة على األقل وله أن جيتمع يف‬
‫دورة غري عادية كلما قضت الض رورة ذلك إما بطلب من رئيس أو ثليت أعض ائه وال تصح‬
‫مداوالته إال حبض ور أغلبية األعض اء وتتخذ الق رارات فيه باألغلبية البس يطة لألص وات ويف حالة‬
‫التعادل يرجح صوت الرئيس ‪.‬‬

‫‪-1‬املرسوم ‪ 98/158‬املؤرخ يف ‪ 16/05/1998‬املتضمن انضمام اجلزائر إىل اتفاقية بازل املتعلقة بالتحكم بنقل النفايات‪.‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 2‬من املرس وم التنفي ذي ‪ 02/175‬املؤرخ يف ‪ 07‬ربيع األول ع ام ‪ 1423‬املوافق ل ‪ 20‬م اي ‪ 2002‬يتض من إنش اء الوكالة‬
‫الوطنية للنفايات وتنظيمها وعملها ‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 08‬من املرسوم التنفيذي رقم ‪.02/175‬‬

‫‪-4‬املادة ‪ 09‬من املرسوم التنفيذي ‪. 02/175‬‬


‫‪-5‬املرس وم الرئاسي ‪ 04/216‬املؤرخ يف ‪ 10/10/2004‬يتض من تص ديق على االتفاقية الدولية لالس تعداد والتص دي والتع اون يف‬
‫ميدان التلوث البيئي لسنة ‪ 10‬حمررة بلندن يوم ‪. 30/12/1990‬‬

‫‪98‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫الفرع الثانيـ‬
‫اختصاصاتـ الوكالة‬
‫تكلف الوكالة بتط وير نش اطات ف رز النفاي ات ومعاجلتها وتثمينها (‪ )1‬كما تكلف يف إط ار‬
‫القيام مبهامها املتعلقة مبجال النفايات على اخلصوص مبا يلي(‪:)2‬‬
‫‪ -‬تقدمي املساعدة للجماعات احمللية يف ميدان تسيري النفايات ‪.‬‬
‫‪ -‬معاجلة املعطي ات واملعلوم ات اخلاصة بالنفاي ات وتك وين بنك وطين للمعلوم ات ح ول‬
‫النفايات وحتيينها ‪.‬‬
‫أما فيما خيص نشاطات فرز النفايات ومجعها ونقلها ومعاجلتها وتثمينها وإزالتها تكلف الوكالة مبا‬
‫يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬املبادرة بإجناز الدراسات واألحباث واملشاريع التجريبية واملشاركة يف اجنازها‪.‬‬
‫‪ -‬نشر املعلومات العلمية والتقنية وتوزيعها ‪.‬‬
‫‪ -‬املبادرة بربامج التحسيس واإلعالم واملشاركة يف تنفيذها‪.‬‬
‫إن الوكالة هبذه امله ام املخولة هلا والس لطات املمنوحة هلا يف جمال النفاي ات تعترب مبثابة اجله از‬
‫املرك زي الراسم للمنهج الع ام ال ذي ي بني كيفية معاجلة النفاي ات وتثمينها على املس توى الوطين‬
‫وبالتايل يكون قد خفف من العبئ الذي كان ملقى على عاتق اجلماعات احمللية يف تسيري هذا اجملال‬
‫وذلك من خالل ترشيده وحثه على التقنيات العلمية اجلديدة اليت من شأهنا أن تعطي النفايات بعدا‬
‫اقتصاديا وبيئيا يف نفس الوقت حبيث تساهم يف احللقة االقتصادية دون املساس باحمليط والطبيعة‪.‬‬
‫المطلب الثاني‬
‫المحافظة الوطنية للساحل‬
‫متتد الواجهة البحرية اجلزائرية على ط ول ‪1200‬كلم تتم يز بتن وع وس طها اجلغ رايف‬
‫والط بيعي وتن وع مواردها كما تتك ون ه ذه الواجهة من هض بات كب رية ومن س هول س احلية‬
‫(املتيجة‪،‬تالل الساحل) ومن تضاريس خمتلفة االرتفاع حيث تدرج فجوات عميقة تشكل جونات‬
‫واسعة متركزت فيها املدن الرئيسية واملواقع املنائية للبالد‪.‬‬

‫‪. 02/175‬‬‫‪ -1‬املادة ‪ 04‬من املرسوم التنفيذي‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 05‬من املرسوم التنفيذي ‪.02/175‬‬

‫‪99‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫‪%43‬‬ ‫كما تتميز الواجهة البحرية بكثرة السكان وإقامة بشرية كثيفة إذ يقطن هبا زهاء‬
‫من الع دد اإلمجايل للس كان اجلزائ ريني كما تتمركز معظم املن اطق الص ناعية على مس توى ه ذه‬
‫الواجهة حيث يتموقع أك ثر من نصف الوح دات الص ناعية للبالد يف ه ذه املنطقة ‪ ،‬ه ذه العوامل‬
‫كلها أدت إىل‪:‬‬
‫‪ -‬ت دهور املواقع ذات القيمة اإليكولوجية يف الكثب ان واملن اطق الرطبة خاصة منها الواقعة يف‬
‫واجهة عنابة وجباية وزموري ومزفران‪.‬‬
‫‪ -‬تشويه الشواطئ مثل خليج اجلزائر واملنطقة الوهرانية ‪.‬‬
‫‪ -‬جتفف املناطق الرطبة من خالل تصريف املياه واالستغالل املفرط للحقول الباطنية ‪.‬‬
‫‪ -‬تدهور األجزاء احلركية لشواطئ بومرداس ‪ ،‬بومساعيل ‪،‬مستغامن‪...‬اخل(‪.)1‬‬
‫ه ذا الوضع املرتدي ال ذي أص بح يع اين منه الس احل اجلزائ ري أدى إىل ظه ور هيئة إدارية مركزية‬
‫هتتم هبذا القطاع احلساس وتعمل على محايته من األخطار اإليكولوجية احملدقة به و تعاجل ما أصابه‬
‫من أض رار ‪،‬كما تس عى إىل تثمني الس احل واملنطقة الش اطئية ‪ .‬وقد أنش ئت ه ذه اهليئة مبوجب‬
‫ق انون ‪ 02/02‬املتعلق حبماية الس احل وتثمينه ومسيت باحملافظة الوطنية للس احل (‪ )2‬واليت س نتطرق‬
‫إىل تبي ان االختصاص ات املنوطة هبا يف ف رع أول مث نتط رق إيل أدوات ت دخلها يف ف رع ث ان‪.‬‬
‫الفرع األول‬ ‫ا‬
‫اختصاصات المحافظة الوطنية للساحل‬
‫لقد عرف املشرع احملافظة بأهنا هيئة عمومية تكلف بتنفيذ السياسة الوطنية حلماية الساحل وتثمينه‬
‫على العم وم واملنطقة الش اطئية على اخلص وص (‪ )3‬كما تض طلع ه ذه اهليئة بإع داد ج رد واف‬
‫للمناطق الشاطئية سواء تعلق األمر باملستوطنات البشرية أم بالفضاءات الطبيعية ‪ .‬وهتدف احملافظة‬
‫يف اجلرد املنصوص عليه آنفا إلعداد ما يلي(‪: )4‬‬
‫‪ -‬نظ ام إعالم ش امل يس تند إىل مق اييس تقييميه تس مح مبتابعة تط ور الس احل بص فة دائمة‬
‫وإعداد تقرير عن وضعية الساحل ينشر كل سنتني‪.‬‬
‫‪1‬‬
‫‪ -1‬تقرير حول حالة ومستقبل البيئة يف اجلزائر ‪،‬وزارة التهيئة لإلقليم والبيئة ص ‪. 38‬‬

‫‪ -2‬قانون رقم ‪ 2002/02‬املؤرخ يف ‪ 05/02/2002‬يتعلق حبماية الساحل وتثمينه اجلريدة الرمسية عدد ‪ 10‬ص ‪.24‬‬
‫‪ -3‬املادة ‪ 24‬من القانون ‪.02/02‬‬

‫‪-4‬املادة ‪ 25‬من قانون ‪. 02/02‬‬

‫‪100‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫‪ -‬خريطة للمناطق الشاطئية تتضمن على اخلصوص خريطة بيئية وخريطة عقارية‪.‬‬
‫وميكن حتديد اختصاص ات والتزام ات ه ذه احملافظة حسب ما ج اء به الق انون ‪ 02/02‬الس الف‬
‫الذكر على النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ -‬ختتص بإنش اء خمطط لتهيئة وتسري املن اطق الس احلية وتلك اجملاورة للبحر من أجل محاية‬
‫(‪.)1‬‬
‫الفضاءات الساحلية السيما احلساسة منها‬
‫‪ -‬تق وم ب إجراء حتاليل دورية ومنتض مة ملي اه االس تحمام وتق وم ب إعالم املس تعملني بنت ائج التحاليل‬
‫(‪)2‬‬
‫بصفة دائمة ومنتظمة كذلك‪.‬‬
‫‪ -‬جيب إجراء مراقبة منتظمة جلميع النفايات احلضرية والصناعية والزراعية اليت من شأهنا أن تؤدي‬
‫إىل تدهور الوسط البيئي أو تلوثه وتبليغ هذه النتائج للجمهور(‪. )3‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -‬تصنيف الكثبان الرملية كمناطق مهددة أوكمساحات حممية وميكن إقرار منع الدخول إليها‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ -‬تصنيف األجزاء الشاطئية أين تكون الرتبة هشة أو معرضة لالجنراف كمناطق مهددة ‪.‬‬
‫‪ -‬حتضى املس تنقعات واملواحل واملن اطق الرطبة باحلماية وال جيوز أن تك ون موض وع تغيري إال إذا‬
‫(‪)6‬‬
‫كان ذلك خيدم البيئة‪.‬‬
‫الفرع الثاني‬
‫أدوات التدخلـ في الساحل‬
‫يقصد بأدوات التدخل تلك الطرق والوسائل اليت تستعملها احملافظة لضمان تواجدا ميدانيا‬
‫أمام كل خطر الحق بالبيئة يستدعي تدخلها بطرقة أو بأخرى وقد حدد القانون السالف الذكر‬
‫هذه األدوات على النحو التايل‪:‬‬

‫قانون ‪. 02/02‬‬‫‪ -1‬املادة ‪ 26‬من‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 27‬من قانون ‪.02/02‬‬

‫‪ -3‬املادة ‪ 28‬من قانون ‪.02/02‬‬

‫‪-4‬املادة ‪ 29‬من قانون ‪. 02/02‬‬

‫‪-5‬املادة ‪ 30‬من قانون ‪. 02/02‬‬

‫‪-6‬املادة ‪ 32‬من القانون ‪.02/02‬‬

‫‪101‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫‪ -‬تنشأ املخططات للتدخل املستعجل يف حالة تلوث الساحل أو املنطقة الشاطئية ويف حالة التلوث‬
‫األخرى يف البحر اليت تستدعي تدخل مستعجل وتوضح هذه الكيفيات عن طريق التنظيم (‪.)1‬‬
‫(‪)2‬‬
‫‪-‬ينشأ جملس للتنسيق الشاطئي يف املناطق الشاطئية أوالساحلية احلساسة واملعرضة ملخاطر البيئة ‪.‬‬
‫(‪)3‬‬
‫‪ -‬ينشأ صندوق لتمويل تنفيذ التدابري املتخذة حلماية الساحل يف املناطق الشاطئية‬
‫‪ -‬وضع ت دابري حتفيزية اقتص ادية وجبائية تش جع على تط بيق التكنولوجي ات الغري ملوثة ووس ائل‬
‫أخرى تتوافق واألوضاع اإليكولوجية(‪.)4‬‬
‫من خالل ما بين اه س ابقا من اختصاص ات احملافظة وأدوات ت دخلها يف الس احل اتضح لنا جليا‬
‫ال دور املزدوج ال ذي أعطي هلذه اهليئة املركزية إذ تعترب مبوجب اختصاص اهتا مبثابة املش رف واملسري‬
‫عن بعد من خالل وضع سياسة و منهجية حلماية الس احل وتثمينه وذلك بتص نيف املن اطق البيئية‬
‫املختلفة اليت تشكل الشريط الساحلي (رمال‪ ،‬أشجار‪،‬جزر ‪،‬مستنقعات ‪،‬وديان ‪...‬إخل)‬
‫كما تلعب دور املراقب لكل األخط ار اليت هتدد البيئة البحرية (مراقبة نوعية مي اه االس تحمام‬
‫ومراقبة النفايات ) كما تعترب من جهة أخرى هيئة للتدخل امليداين يف حاالت التلوث يف الساحل‬
‫أو يف البحر‪.‬‬

‫المطلب الثالث‬
‫الوكالة الوطنية للجيولوجية والمراقبة المنجمية‬
‫أفرز التقدم التقين التكنولوجي يف جمال التصنيع ظهور آثار وخيمة على الطبيعة واإلطار العام‬
‫حلي اة األف راد مما مهد إىل تن امي وعي البي ئي ل دى األف راد واحلكوم ات واختلف آلي ات معاجلة‬
‫املش اكل البيئية من بلد إىل آخر حبسب تض رره ومعاناته وحبسب خصوص ياته البيئية ‪ ،‬وقد جلأت‬
‫اجلزائر يف سياستها املتعلقة باحملافظة على اجملال اجليولوجي واحملافظة على املادة الطبيعية اخلام‬

‫‪ -1‬املادة ‪33‬من القانون ‪. 02/02‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 34‬من القانون ‪.02/02‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 35‬من القانون ‪.02/02‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 36‬من القانون ‪.02/02‬‬

‫‪102‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫املتواجدة يف باطن األرض إىل تعزيز القانوين واملؤسسايت وذلك بإخضاع هذا اجملال الطبيعي إىل‬
‫نظام قانوين من شأنه أن يضمن السري احلسن له ويكفل احملافظة عليه كذلك وكذا بإنشاء هيئات‬
‫إدارية تش رف على تس يريه وإدارته بتط بيق التش ريع املنظم ل ه‪.‬ولعل الوكالة الوطنية للجيولوجيا‬
‫واملراقبة املنجمية املستحدثة مبوجب قانون املناجم (‪ )1‬من أهم اهليئات اإلدارية اليت تسمح باستغالل‬
‫األمثل للم وارد اجليولوجية بطريقة تتماشى ومقتض يات محاية البيئة واليت س نتطرق إىل تبي ان‬
‫أحكامها واختصاصاهتا على النحو الذي سيأيت ‪.‬‬

‫الفرع األولـ‬
‫تنظيم وسير الوكالة‬
‫تعترب الوكالة الوطنية للجيولوجيا واملراقبة املنجمية سلطة مستقلة تسهر على تسيري وإدارة‬
‫اجملال اجليول وجي والنش اط املنجمي(‪ )2‬وهلا يف س بيل تس يري ش ؤون ه ذا القط اع أن تتنظم على‬
‫الشكل التايل(‪:)3‬‬
‫‪ -‬جملس لإلدارة ال ذي يتك ون من ‪ 5‬أعض اء يعينهم رئيس اجلمهورية بن اء على اق رتاح من ال وزير‬
‫املكلف باملناجم ‪.‬‬
‫‪ -‬أمني عام يعني كذلك من طرف رئيس اجلمهورية‪.‬‬
‫يتمتع جملس اإلدارة بالس لطة الكاملة والص الحيات الض رورية يف أداء امله ام املخولة باجله از طبقا‬
‫ألحك ام ق انون املن اجم وتتم املص ادقة على املداوالت باألغلبية البس يطة لألعض اء احلاض رين ‪ ،‬ويف‬
‫حالة تع ادل األص وات ي رجح ص وت رئيس جملس اإلدارة كما تتمتع الوكالة بنظ ام داخلي ينشأ‬
‫مبوجب مرس وم حيدد كيفية عملها حق وق أعض اء جملس اإلدارة واألمني الع ام والق انون األساسي‬
‫للمستخدمني‪.‬‬

‫‪.‬‬ ‫‪ -1‬قانون ‪ 01/10‬املؤرخ يف ‪ 11‬ربيع الثاين عام ‪ 1422‬املوافق ل ‪ 3‬يوليو‪ 2001‬املتضمن قانون املناجم‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪ -2‬املادة ‪ 45‬من القانون ‪. 01/10‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 46‬من قانون ‪.01/10‬‬
‫الفرع الثانيـ‬

‫‪103‬‬
‫اختصاصات الوكالة في مجال حماية البيئة‬
‫للوكالة الوطنية للجيولوجيا واملراقبة املنجمية عدة اختصاصات هتدف إىل التسيري األمثل‬
‫للموارد اجليولوجية واملنجمية من جهة وحبماية البيئة من األخطار اليت قد تنجم جراء استغالل هذه‬
‫املواد الطبيعية اخلام من جهة أخرى واليت نذكر من أمهها ‪:‬‬
‫‪ -‬إنش اء املص لحة اجليولوجية الوطنية اليت هتتم برتقية اجلانب اجليول وجي من خالل مجع املعلوم ات‬
‫املتص لة بعل وم األرض وإنش اء ب رامج متعلقة باملنش ئات اجليولوجية وتنفي ذه واجنازه كل الدراس ات‬
‫اجليولوجية واجليوعلمية(‪ )1‬ذات املنفعة العامة‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة م دى اح رتام املؤسس ات للفن املنجمي توخيا لالس تخراج األفضل للم واد املعدنية املوافقة‬
‫(‪)2‬‬
‫لقواعد الصحة ‪.‬‬
‫‪ -‬مراقبة األنش طة املنجمية بطريقة تس مح باحلف اظ على البيئة طبقا للمق اييس واألحك ام املنصوص‬
‫عليها يف التشريع والتنظيم املعمول هبما(‪.)3‬‬
‫‪ -‬مراقبة تسيري واستعمال املواد املتفجرة واملفرقعات(‪.)4‬‬
‫‪ -‬ممارسة مهمة شرطة املناجم وسلطة معاينة املخالفات(‪. )5‬‬
‫أما عن اختصاص ات الوكالة املتعلقة بتنظيم الرقابة اإلدارية والتقنية واليت يتوالها مهندسو املن اجم‬
‫التابعون هلا(‪ )6‬فإهنا تتم على النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ -‬يسهر املهندسون املذكورون أعاله بضمان احرتام القواعد واملقاييس اخلاصة اليت تضمن النظافة‬
‫واألمن ‪ ،‬وش روط االس تغالل حسب القواعد الفنية املنجمية ومحاية املوارد املائية والط رق العمومية‬
‫والبنايات السطحية ومحاية البيئة (‪.)7‬‬

‫قانون ‪. 01/10‬‬ ‫‪ -1‬املادة ‪ 40‬من‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 45‬وفقرة ‪ 04‬من قانون ‪. 01/10‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 45‬فقرة ‪ 05‬من القانون ‪.01/10‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 45‬فقرة ‪ 07‬من قانون ‪.01/10‬‬
‫‪-5‬املادة ‪ 45‬فقرة ‪ 12‬من قانون ‪.01/10‬‬
‫‪-6‬املادة ‪ 53‬فقرة ‪ 1‬من القانون ‪.01/10‬‬
‫‪-7‬املادة ‪ 53‬فقرة ‪ 2‬من القانون ‪.01/10‬‬

‫‪104‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫‪ -‬يقوم ه ؤالء املهندسون مبه ام املراقبة وتنفيذ خمطط ات التسيري البيئي وتط بيق الق وانني والنصوص‬
‫التنظيمية املتعلقة حبماية البيئة يف األنشطة املنجمية‪.‬‬
‫(‪)1‬‬
‫‪ -‬خيرب املهندسون اإلدارة املكلفة بالبيئة بكل عمل أو حدث خمالف لقواعد محاية البيئة ‪.‬‬
‫وعلى ضوء ما بيناه سابقا من اختصاصات الوكالة وتنظيمها وعملها يف اجملال اجليولوجي واملنجمي‬
‫وما اس تقرئناه من ق انون املن اجم ميكن أن خنلص إىل أن مثل ه ذه الوكالة بكل ه ذا احلجم من‬
‫الس لطات املمنوحة هلا يف ه ذا اجملال تعترب مبثابة الض امن األساسي لتحقيق الت وازن لالس تغالل‬
‫اجليولوجي واملنجمي للموارد الطبيعية السطحية منها والباطنية بطريقة حتافظ على البيئة هذه األخرية‬
‫ب دورها اليت تعترب ع امال أساس يا يف ازده ار ه ذه املوارد الطبيعية الكامنة يف األرض إذ تنمو وتربو‬
‫عند وج ود نظ ام بي ئي مت وازن فالكل يكمل بعضه البعض يف ه ذه احللقة الطبيعية ذات الروابط‬
‫املتصلة‪.‬‬

‫‪01/10‬‬ ‫‪-1‬املادة ‪ 53‬فقرة ‪ 4‬من القانون‬


‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫المبحث الثانيـ‬
‫الهيئاتـ المحلــية‬

‫‪105‬‬
‫لقد متيزت العش رية األخري يف جمال محاية البيئة بت دعيم اجلانب املؤسس ايت خاصة على مس توى‬
‫القاعدة ‪،‬ذلك أن اجلماعات احمللية املتمثلة يف الوالية و البلدية متثالن املؤسستان الرئيسيتان يف محاية‬
‫البيئة نظرا للدور الفعال الذي تؤديه يف هذا اجملال حبكم قرهبا من املواطن و إدراكها أكثر من أي‬
‫جه از حملي آخر لطبيعة املش اكل اليت يعانيها الس يما البيئية منها و ملا هلا من إمكاني ات و وس ائل‬
‫مادية و إط ارات بش رية مؤهلة يف ه ذا اجملال و هلذا سنخصص ه ذا املبحث لتبي ان دور كل من‬
‫ات اليت أنيطت هبم مبوجب‬ ‫الوالية و البلدية يف جمال محاية البيئة مستعرضني أهم االختصاص‬
‫التعديالت اجلديدة ‪.‬‬
‫المطلب األول‬
‫الواليـ ـ ــة‬
‫تعترب الوالية هيئة إدارية ترتبع على جزء من إقليم الدولة ‪ ،‬وهي تتمتع بالشخصية املعنوية‬
‫واالس تقالل املايل وهلا أن تتخذ الق رارات اخلاصة بت دبري ش ؤوهنا على مس توى امت دادها اجلغ رايف‬
‫ويعترب ال وايل ممثل الس لطة التنفيذية على مس توى الوالية وهو املمثل املباشر ك ذلك لكل وزارة إذ‬
‫يقوم بتنفيذ القوانني يف إطار االمتداد اإلقليمي للوالية ‪ ،‬أما اجمللس الشعيب الوالئي فهو صورة من‬
‫صور الدميقراطية على مستوى الوالية الذي يتم انتخابه من بني املواطنني وعلى هذا فهو يشركهم‬
‫يف تسيري املرافق العامة ‪.‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫اإلطار القانونيـ لدور الواليةـ في مجال حماية البيئة‬
‫لقد صدر أول ميثاق ينظم الوالية يف ‪ 26/03/1969‬مث أتبع بقانون الوالية(‪ )1‬هذا األخري الذي‬
‫اعترب مهزة وصل بني الدولة والبل ديات ‪ .‬وال ذي يهمنا يف ه ذا اإلط ار هي الص الحيات املتعلقة‬
‫مبج ال محاية البيئة إذ يالحظ من خالل الظ روف اليت ص در فيها ه ذا الق انون أنه مل يكن هن اك‬
‫اهتم ام بقض ايا البيئة بق در ما ك ان االهتم ام منص با ب دفع العجلة االقتص ادية ومع ذلك فإننا نلمس‬
‫من خالل نصوص بعض االهتمامات املتعلقة مبجال احملافظة على املوارد الطبيعية ومن ذلك ‪:‬‬
‫ــــــــ‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬
‫‪ -1‬أنظر القانون ‪ 69/38‬املشار إليه سابقا ‪.‬‬

‫‪ -‬القيام باألنشطة اليت تساهم يف محاية األراضي واستصالحها واستثمارها ‪.‬‬

‫‪106‬‬
‫‪ -‬مكافحة أخط ار الفياض ات و القي ام بكل أش غال اإلص الحات الص حية وتص ريف املي اه بقصد‬
‫املسامهة واحلماية االقتصادية لألراضي الزراعية يف الوالية وتثمينها‪.‬‬
‫ويف سنة ‪ 1990‬صدرت أهم وثيقة تتعلق بقانون الوالية (‪ ،)1‬هذه األخرية منحت صالحيات‬
‫واس عة للوالية يف جمال محاية البيئة على ض وئها س نحاول حتديد دور الوالية يف جمال محاية البيئة‬
‫باإلضافة إىل ذلك لقد مت استحداث جهاز حملي على مستوى كل والية يعرف مبفتشية البيئة كما‬
‫س نتطرق إىل التع ديل األخري ال ذي ج اء به املرس وم التنفي ذي ‪ 94/269‬من خالل املادة ‪ 20‬منه‬
‫والذي عدل بالقرار املؤرخ يف ‪ 06/02/2002‬الذي أنشأ جلنة تل البحر‪.‬‬
‫الفرع الثانيـ‬
‫اختصاصاتـ الوالي في مجال حماية البيئة‬
‫إن ال وايل يف إط ار احلدود اجلغرافية للوالي ة‪ ،‬يتوىل القي ام بامله ام املتعلقة بتنفيذ السياسة‬
‫القانونية يف جمال محاية البيئة اليت ميكن حتديدها كما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬يف جمال محاية املوارد املائية ‪ :‬ينص ق انون الوالية على أن ال وايل يت وىل اجناز أش غال التهيئة‬
‫والتطهري وتنقية جماري املي اه يف ح دود اإلقليم اجلغ رايف للوالية (‪ )1‬ف الوايل مل زم من اختاذ كافة‬
‫اإلجراءات اخلاصة يف محاية املوارد املائية ملا هذه األخرية من تأثري على صحة املواطنني قصد تفادي‬
‫أخطار األمراض املتنقلة عن طريق املياه الذي مرده امتزاج املياه املستعملة مع املياه الصاحلة للشرب‬
‫أو غي اب معاجلته مي اه األن ابيب واآلب ار يف ه ذا اجملال يقضي ق انون املي اه على أن املي اه املوجهة‬
‫لالستهالك البشري ختضع للمراقبة وتنشر هذه املراقبة للرأي العام (‪ .)2‬ويتخذ الوايل كذلك كافة‬
‫اإلج راءات الالزمة للوقاية من الك وارث الطبيعية (‪ )3‬هو مل زم بض بط خمطط تنظيم ت دخالت‬
‫اإلسعافات يف كل منطقة صناعية تقع يف حدود اإلقليم اجلغرايف للوالية (‪.)4‬‬

‫ـ ــــــــ‬
‫قانون ‪. 90/09‬‬
‫‪-1‬املادة ‪ 66‬فقرة ‪ 03‬من‬
‫‪-2‬قانون املياه ‪ 83/17:‬املعدل واملتمم مبقتضى األمر ‪، 96/13‬املادة ‪ 55‬مكرر ‪.‬‬

‫‪-3‬املادة ‪ 66‬فقرة ‪ 02‬من قانون ‪. 90/09‬‬

‫‪ -4‬مرسوم رقم ‪ 85/231‬املؤرخ يف ‪ 25/08/1985‬حيدد شروط تنظيم التدخالت واإلسعافات وتنفيذها عند وقوع الكوارث‪.‬‬

‫‪107‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫كما اس تحدث مبوجب آخر تع ديل للمرس وم تنفي ذي ‪ )1( 94/279‬ال ذي أحلق ب القرار املؤرخ يف‬
‫‪ 06/02/2002‬جلنة تل البحر الوالئية وال ذي ح دد تش كيلتها وكيفية عملها والص الحيات‬
‫املنوطة هبا إذ أض يفت اختصاص ات واس عة لل وايل يف جمال محاية البيئة من جهة وهتيئة اإلقليم من‬
‫جهة أخرى‪.‬‬
‫ي رتأس ه ذه اللجنة ال وايل املختص إقليميا (‪.)2‬كما تتش كل من ع دد من رؤس اء اهليئ ات وم ديري‬
‫مؤسس ات عمومية على مس توى الوالية مبا فيهم قائد ال درك الوطين ‪،‬مفتش البيئة ‪،‬م دير النقل‬
‫مدير الصيد البحري واملوارد الصيدية للوالية ‪،‬مدير املوانئ‪...‬إخل‪.‬‬
‫جتتمع هذه اهليئة كل ما دعت الضرورة إىل ذلك بأمر من رئيسها وميكن أن تستعني بأي شخص‬
‫مبساعدهتا يف أعماهلا خاصة تلك اآلراء العلمية والبحوث املتعلقة حبماية وترقية البيئة ‪ .‬ولقد أعطى‬
‫املش رع هلذه اللجنة ع دة اختصاص ات متارس ها قصد احملافظة على البيئة البحرية وترقيتها واحليلولة‬
‫دون الوقوع أي اعتداء عليها ميكن عدها يف النقاط التالية(‪:)3‬‬
‫‪ -‬إعداد خمطط تل البحر الوالئي وفقا للتنظيم‪.‬‬
‫‪ -‬اختاذ التدابري الضرورية لتحسني وتعزيز قدرات التدخل األجهزة املكلفة مبحاربة التلوث ‪.‬‬
‫‪ -‬إعطاء األولوية للمناطق املنكوبة وذلك بإمدادها بالوسائل البشرية واملادية ‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة عملية املكافحة ووضع منظومة للوقاية وللكشف واحلراسة وملراقبة كل أعم ال التل وث‬
‫البحري ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -‬مبادرة بوضع خمطط تل البحر الوالئي حيز التنفيذ ‪.‬‬
‫كما ألزم املشرع جلنة البحر بالقيام مبا يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬تقدمي تقرير سداسي للجنة البحر اجلهوية عن حالة حتضري خمطط تل البحر الوالئي‪.‬‬
‫‪ -‬إع داد خريطة للمن اطق اهلشة واملعرضة باألخط ار حبدة على مس توى الواجهة الوالئية ومتابعة‬
‫تقييم األضرار النامجة عن الثلوت كما تسجل مداوالت اللجنة يف سجل خاص يرقم ويوقعه رئيس‬
‫‪1‬‬
‫ـ ــــــــ‬
‫‪.06/03/2002‬‬ ‫‪-1‬املادة ‪ 1‬و‪ 2‬من القرار املؤرخ ‪ 6/02/2002‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 17‬املؤرخة‬
‫‪-2‬املادة ‪ 3‬من نفس القرار املؤرخ يف ‪ 06/02/2002‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 17‬املؤرخة يف ‪. 06/03/2002‬‬
‫‪-3‬املادة‪1‬و‪ 2‬من القرار املؤرخ يف ‪ 06/02/2002‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 17‬تارريخ ‪06/003/2002‬‬

‫‪-4‬املادة ‪ 3‬من القرار املؤرخ يف ‪ 06/02/2002‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 17‬تارريخ ‪06/003/20025‬‬

‫‪108‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫واللجنة وكافة أعضائها الذين جيتمعون بدورات مرتني يف السنة (‪.)1‬‬


‫اجلدير بال ذكر أن جلنة تل البحر الوالئية تنسق مع مص احل البيئة للوالية ه ذه األخ رية اليت أس ندت‬
‫إليها مهمة حتضري اجتماعات اللجنة وإعالن أعضائها بكل املعلومات الكفيلة لتحسني خمطط البحر‬
‫(‪)2‬‬
‫الوالئي وإنشاء بنك معلومات للوسائل املتوفرة ملكافحة التلوث البحري على مستوى الوالية‬
‫‪ -‬يف جمال التهيئة والتعمري ‪ :‬إن رخصة البن اء اخلاصة بالبناي ات واملنش ئات املنج زة حلس اب الدولة‬
‫والوالية وهياكلها العمومية ال ميكن تس ليمها إال من ط رف ال وايل واليت ح ددها املش رع اجلزائ ري‬
‫يف املواد ‪ 46-45-44‬من قانون التهيئة والتعمري (‪.)3‬‬
‫كما ينص هذا القانون كذلك على اختصاص الوايل مبراقبة البنايات وإجراء التحقيقات للتأكد من‬
‫مدى مطابقتها للتنظيمات السارية املفعول(‪. )4‬‬
‫‪ -‬يف جمال محاية النظ ام الع ام ‪ :‬إن ال وايل يعترب ض ابطة إدارية يف حل ول اختصاص اته اإلقليمية وهو‬
‫مسؤول عن حمافظة عن النظام العام بعناصره الثالث(‪ )5‬ويف هذا اجملال جيوز له تسخري رجال األمن‬
‫لغ رض محاية النظ ام الع ام كما جيوز له س حب رخصة البن اء يف أي وقت الحظ خرقها لق انون‬
‫التهيئة والتعمري‬

‫‪-1‬املادة ‪ 3‬من القرار املؤرخ يف ‪.06/02/2002‬‬


‫‪ -2‬املادة ‪ 4‬و‪ 7‬من القرار املؤرخ يف ‪ 06/02/2002‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 17‬تارريخ ‪.06/003/2002‬‬

‫‪ -3‬املادة ‪ 66‬من القنون ‪.90/29‬‬

‫‪-4‬املادة ‪ 73‬من القانون ‪.90/29‬‬

‫‪--5‬املادة ‪ 96‬من القانون ‪. 90/29‬‬


‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫الفرع الثالث‬
‫الجهاز المحلي الكفيل لحماية البيئة على مستوى الوالية‬

‫‪109‬‬
‫حرصا من املشرع على استكمال اجلهاز احمللي من أجل جتسيد احلماية القانونية للبيئة وتطبيق‬
‫اإلجراءات اخلاصة بذلك قام بإحداث مفتشية البيئة يف الوالية (‪، )1‬إال أن إنشاء هذه اهليئات كان‬
‫جد متأخر بسبب غياب التسيري وقلة اإلمكانيات البشرية واملادية السيما املالية منها وقد مت إنشاء‬
‫عشر مفتشيات على مستوى عشر واليات فقط(‪ )2‬ومل يستكمل النصاب إال يف سنة ‪ 1998‬حيث‬
‫بلغ عددها ‪ 48‬مفتش ومفتشية إال أهنم تلقوا صعوبات كثرية نظرا لعدم توافر اإلمكانيات املادية‬
‫والبش رية اليت تس مح هلم مبمارسة مه امهم املخولة هلم مبقتضى املرس وم التنفي ذي ‪ 96/60‬واملتمثلة‬
‫أساسا يف جتسيد مراقبة القوانني والتنظيمات املتعلقة حبماية البيئة وذلك عن طريق ‪:‬‬
‫‪ -‬تسليم الرتاخيص املنصوص عليها قانونا على املستوى احمللي‪.‬‬
‫‪ -‬اقرتاح التدابري الرامية للوقاية من كل أشكال تدهور البيئة ومكافحة التلوث والتصحر واجنراف‬
‫الرتبة واحلفاظ على التنوع البيولوجي وتنمية وصيانة الثروات‪.‬‬
‫‪ -‬تصور وتنفيذ برامج حلماية البيئة على مستوى كامل تراب الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬ترقية أعمال اإلعالم والرتبية يف جمال البيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬اختاذ التدابري الرامية إىل حتسني إطار احلياة‪.‬‬
‫ولتك ريس ه ذه امله ام مي دانيا فقد أعطى املش رع اجلزائ ري األهلية القانونية لتمثيل إدارة البيئة أم ام‬
‫القضاء(‪ )3‬وتسيري مفتشية البيئة حتت وصاية الوزير املكلف حبماية البيئة‪.‬‬
‫ولت دعيم ه ذه الرقابة امليدانية على البيئة أنشأ الص ندوق الوطين للبيئة باعتب اره أداة حمف زة حلماية‬
‫لبيئة ولكن الدراسة التطبيقية أك دت ع دم أخذ املرس وم املنشأ هلذا الص ندوق بعني اإلعتب ار درجة‬
‫التل وث واألض رار النامجة عنه بق در ما ركز على طبيعة الص ندوق وبالت ايل تبقى مص ادر ه ذا‬
‫الصندوق‬

‫رقم‪7‬‬ ‫‪-1‬املرسوم النت=ي ‪ 96/60‬املؤرخ يف ‪ 27/01/1996‬املتضمن إحداث مفتشية للبيئة على مستوى الوالية ‪،‬اجلريدة الرمسية‬
‫ت تاريخ ‪.28/01/1996‬‬
‫‪-2‬أنظر كتابة الدولة للبيئة العدد ‪ 2‬مرجع سابق ص ‪. 5‬‬
‫‪-3‬املرسوم رقم ‪ 276/ 98‬املؤرخ يف ‪ 12/09/1998‬يتعلق بتأهيل مفتشي البيئة لتمثيل اإلدارة البيئية أمام العدالة (ج ر العدد‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪ 68‬الصادر يف ‪. 13/09/1998‬‬

‫حمدودة وال ميكنها أن ترقى إىل أداة تطبيق عملية حمفزة حلماية البيئة‪.‬‬

‫‪110‬‬
‫أما يف ميدان مكافحة التلوث احلضري فإن مفتشي البيئة مكلفون بتطبيق السياسة القانونية اخلاصة‬
‫بتخلص من النفايات احلضرية الصلبة إىل جانب رؤساء البلدية ويف هذا اجملال مت إنشاء جلان والئية‬
‫تتكلف مبعاينة األم اكن املخصصة إلقامة املزابل العمومية على مس توى الوالية ب اقرتاح من مفتش ية‬
‫البيئة تكلف هذه اللجان حسب املادة ‪ 02‬من املرسوم ‪ 96/60‬مبا يلي‪:‬‬
‫‪ -‬اقرتاح إجراء دراسة الختيار موقع املزبلة‪.‬‬
‫‪ -‬الوصول إىل إنشاء املزابل املراقبة على مستوى الواليات‪.‬‬
‫‪ -‬اجناز مزابل حمروسة على مستوى كل البلديات ‪.‬‬
‫‪ -‬متابعة إزالة املزابل اليت مت إنشائها على سطح األودية واألراضي ذات املردود الفالحي ‪.‬‬
‫‪ -‬إحصاء دقيق من كل املزابل الفوضوية املتواجدة يف تراب الوالية‪.‬‬
‫‪ -‬اق رتاح الت دابري اخلاصة باحملافظة على الودي ان واألراضي الفالحية يف إط ار محاية الس واحل إذ‬
‫تعطى األولوية ملفتش ية البيئة ملكافحة االس تغالل الفوض وي لرم ال الش واطئ من أجل وضع حد‬
‫لعملية النهب املتواصل وه ذا يف اإلط ار مت تس جيل غلق جمموعة من من اجم الرمل التابعة لكل من‬
‫(‪)1‬‬
‫واليات ‪ :‬مستغامن‪،‬عني متوشنت‪،‬الطارف‪.‬‬
‫تساهم مفتشية البيئة يف تدعيم عملية التحسيس والتوعية ونشر الثقافة البيئية عن طريق إحياء األيام‬
‫العاملية اليت هلا عالقة حبماية البيئة (الي وم الع املي للبيئة ‪،‬الي وم الع املي للش جرة)‪،‬ذلك أن ه ذه املهمة‬
‫تعد وسيلة لتدعيم تطبيق القاعدة القانونية من طرف اجملتمع املدين وفتح األبواب لكل املواطنني من‬
‫أجل املسامهة يف صنع القرارات على املستوى احمللي‪.‬‬
‫وختاما هلذا املبحث نصل إىل الق ول أن محاية البيئة ووقايتها أصبحت ض رورة تف رض نفس ها إذ ال‬
‫يستقيم أي نظام قانوين منظم للحياة العامة لألفراد دون وجود نظام متكامل متزن على مستوى‬
‫كل إقليم م راعي خصوص ياته احمللية ول ذلك ف إن اس تحداث مثل ه ذه اهليئ ات على املس توى احمللي‬
‫يعترب مبادرة جد إجيابية من شأهنا احلد من التجاوزات واملخالفات املاسة بالبيئة ‪.‬‬
‫ـــــــــ‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬
‫‪Mr : Icherk –opcit .p04-2‬‬

‫المطلب الثاني‬
‫البلدي ـ ــة‬

‫‪111‬‬
‫تعد البلدية مبثابة القاع دة املس ؤولة على املس توى احمللي (‪ ، )1‬و هي املرآة العاكسة‬
‫لالمركزية اإلدارية يف الدولة ‪ ،‬ملا هلا من مزايا عدي دة تتمثل أساسا يف التخفيف من أعب اء املركزية‬
‫اإلدارية و التج اوب مع األفك ار الدميقراطية ‪ ،‬و ذلك بإش راك املواط نني يف إدارة الش ؤون العامة‬
‫واختاذ القرارات اليت هتدف إىل احملافظة على إطار معيشتهم (‪ ، )2‬و لعل هذا األسلوب الدميقراطي‬
‫من شأنه أن جيسد كسب ثقة املواطنني اللذين رغبوا يف انتخاهبم بكل حرية و إرادة (‪. )3‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫اإلطار القانونيـ للبلدية في مجال حماية البيئة‬
‫إن االع رتاف للبلدية بالشخص ية املعنوية جتعل هلا مجيع الص الحيات يف اختاذ الق رارات النهائية يف‬
‫الشؤون احمللية السيما تلك املتعلقة بقضايا البيئة (‪. )4‬‬
‫فهي تلعب دورا أساسيا يف جمال احلف اظ على البيئة و محايتها من أخط ار التلوث و يتمثل ه ذا يف‬
‫مهم تني رئيس يتني ‪ ،‬فهي من جهة ممثلة للدولة باعتبارها س لطة تنفيذية تس هر على تنفيذ الق وانني‬
‫الوطنية املتعلقة حبماية البيئة (‪ ، )5‬و على هذا فإن قانون البلدية ألزم رئيس اجمللس الشعيب البلدي يف‬
‫إطار التنظيمات و القوانني اختاذ مجيع التدابري الالزمة من شأهنا ضمان سالمة األشخاص واألموال‬
‫يف األم اكن العمومية اليت ميكن أن تتع رض لك وارث طبيعية (‪ ، )6‬أما يف حالة اخلطر اجلس يم ف إن‬
‫البلدية تتدخل عن طريق اجمللس الشعيب البلدي الذي يتخذ مجيع اإلجراءات الالزمة و تدابري األمن‬
‫حسب ظروف احلال (‪ ، )7‬و هذا يف جمال محاية النظام العام و محاية البيئة بصفة خاصة ‪.‬‬

‫‪.2‬‬ ‫‪-1‬دستور ‪ 1996‬املادة ‪ 15‬فقرة‬


‫‪-2‬د‪.‬ماجد راغب احللو ‪،‬مرجع سابق‪.‬‬
‫‪-3‬دستور ‪ 1996‬املادة ‪. 10‬‬

‫‪-4‬القانون ‪ 90/08‬مرجع سابق املادة ‪.01‬‬

‫‪-5‬املادة ‪ 67‬من قانون ‪. 90/08‬‬


‫‪-6‬املدة ‪ 71/01‬من قانون ‪، 90/08‬أنظر كذلك املادة ‪. 75/01‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬
‫‪-7‬املادة ‪ 70/02‬من قانون ‪. 90/08‬‬
‫و على هذا فإن رئيس اجمللس الشعيب البلدي يتوىل يف سبيل هذا الشأن القيام مبا يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬احملافظة على النظام العام و سالمة األشخاص و األموال ‪.‬‬
‫‪ -‬احملافظة على حسن النظام يف مجيع األماكن العمومية اليت يرتدد عليها األشخاص ‪.‬‬

‫‪112‬‬
‫‪ -‬املعاقبة على كل مساس بالراحة العمومية و كل األعمال املخلة هبا ‪.‬‬
‫‪ -‬اختاذ االحتياطات و التدابري الضرورية ملكافحة األمراض املعدية و الوقاية منها ‪.‬‬
‫‪ -‬القضاء على احليوانات املؤذية و املضرة ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على نظافة املواد االستهالكية املعروضة للبيع ‪.‬‬
‫‪ -‬السهر على احرتام املقاييس و التعليمات يف جمال التعمري ‪.‬‬
‫فالبلدية متلك من اإلمكانات للعمل مع اجلماهري و توعيته و ضبط كل االعتداءات و املخالفات و‬
‫ذلك بالطرق القانونية اليت منحها هلا املشرع بوضع حد للتجاوزات املاسة باحمليط ‪.‬‬
‫فالبلدية يف إط ار املش روعية و تطبيقا لنص وص القانونية ‪ ،‬هلا دور أساسي يف محاية البيئة و ت أمني‬
‫س المتها و تطويرها ص حيا و اجتماعيا و هي املكلفة بتنظيف املدن و التخلص من خمتلف‬
‫الفضالت البشرية بالطرق العلمية الصحيحة ‪ ،‬كما تراقب احملالت اليت متارس نشاطات هلا اتصال‬
‫مباشر بالبيئة ك احملالت للم واد الغذائية إذ تف رض رقابتها على الس لع املعروضة و على التج ار‬
‫للتطبيق األمثل لقانون املستهلك و كما تفرض رقابتها على احملالت اليت متارس نشاطها يف وسط‬
‫صخب و ضوضاء مما قد يؤدي إىل تأثريات نفسية و فزيولوجية ‪.‬‬
‫و كما تلعب البلدية دورا رئيس يا يف مراقبة املي اه الص احلة للش رب و م دى مطابقتها للمق اييس‬
‫العلمية و هلا حبكم سلطتها العامة غلق املنشآت املنافية هلذه املقاييس ‪.‬‬
‫و اجلدير بال ذكر أن بعض ال دول املتطورة والصناعية بالدرجة األوىل أعطت للبل ديات ص الحيات‬
‫(‪)1‬‬
‫أوسع يف جمال مراقبة املنشآت الصناعية و كيفية التخلص من فضالهتا بطرق صحية ‪.‬‬
‫كما أن البلدية معنية أيضا يف حدود إقليمها اجلغرايف بإنشاء مساحات اخلضراء و هذه األخرية اليت‬
‫تعترب مأمنا من التلوث اهلوائي و رئة يتنفس هبا املواطن (‪. )2‬‬
‫ــــــ‬
‫‪-1‬د‪.‬منري ونوس ‪:‬دور البلديات يف محاية املدن العاملية‪،‬جملة املدينة العربية ص ‪ 54،59‬العدد ‪. 52‬‬
‫الفصل‪، 58‬عدد ‪.52‬‬
‫الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪-2‬دور البلديات يف محاية املدن العاملية ‪،‬جملة املدينة العربية ص‬

‫فمسؤولية البلدية يف جمال محاية البيئة تستمد من القوانني النافدة للدولة و الصالحيات‬
‫املمنوحة هلا و اليت متارس ها يف إط ار مب دأ الش رعية لتنفيذ السياسة الوطنية حلماية البيئة و ترقيتها‬
‫وضبط طرق تطبيقها ‪،‬لكوهنا املؤسسة الرمسية الضامنة لتطبيق تدابري و إجراءات محاية البيئة و على‬

‫‪113‬‬
‫ه ذا س يكون ق انون البلدية األساسي يف تنظيم ص الحياهتا بص فة عامة و خاصة مع وج ود ق وانني‬
‫أش ارت هبذا ال دور ‪ ،‬و من ذلك الوثيقة الدس تورية (‪ ، )1‬و ك ذلك التش ريع الرئيسي حلماية البيئة‬
‫الص ادر سنة ‪ 1983‬و املع دل مبوجب الق انون ‪ 03/10‬املتعلق حبماية البيئة يف إط ار التنمية املستدامة‬
‫وال ذي تبعه جمموعة من الق وانني الس يما منها ق انون ‪ 01/19‬املتعلق بتس يري النفاي ات و مراقبتها‬
‫وإزالتها ‪ ،‬و ك ذا الق انون ‪ 01/20‬املتعلق بتهيئة اإلقليم و التنمية املس تدامة و الق انون ‪ 03/03‬املتعلق‬
‫مبناطق التوسع و املواقع السياحية و القانون ‪03/01‬املتعلق بالتنمية املستدامة للسياحة ‪ ،‬و القانون‬
‫‪ 03/02‬املتعلق بالقواعد العامة الس تغالل الش واطئ ‪ ،‬و الق انون ‪ 01/10‬املتعلق باملن اجم ‪ ،‬و أخ ريا‬
‫القانون ‪ 01/11‬املتعلق بالصيد البحري و تربية املائيات ‪ ،‬و كذا القوانني اخلاصة األخرى كقانون‬
‫التهيئة و التعمري و قانون املياه و قانون محاية الصحة العمومية و القوانني املتعلقة حبماية املستهلك ‪.‬‬
‫قبل التع رض على ه ذه الق وانني البد من اإلش ارة إىل مش اكل البيئة اليت متيز اجلماع ات احمللية يف‬
‫اجلزائر كوهنا ختتلف ب اختالف اإلط ار اجلغ رايف ال ذي تقع فيه البلدية ‪ ،‬فبعض البل ديات الواقعة يف‬
‫اجلنوب ينصب اهتمامها حول كيفية جلب املياه الصاحلة للشرب و حماربة التصحر‪ ،‬لذلك فليس‬
‫من الس هل حتديد ه ذه املش اكل إذا نظرنا إىل كل إقليم بلدية على ح دا إال أن النص وص القانونية‬
‫اليت س نها املش رع اجلزائر يف ه ذا اجملال روعيت فيها كل ه ذه اخلالف ات حسب طبيعة املش كل‬
‫فهن اك نص وص تتعلق مبكافحة النفاي ات الص ناعية (‪ ، )2‬و هن اك نص وص تتعلق مبكافحة التص حر‬
‫وهناك نصوص تتعلق حبماية السواحل ‪.‬‬
‫و إذا تس اءلنا عن نوعية املش اكل البيئية اليت متيز اجلماع ات احمللية يف اجلزائر لك ان اجلواب معق دا‬
‫ومتفرعا ‪ ،‬ألن مشاكل البيئة و إن كانت متشاهبة يف بعض أوجهها فهي ختتلف يف بعضها اآلخر‬

‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪ -1‬دستور ‪ 1996‬املادة ‪ 15‬فقرة ‪. 2‬‬
‫‪ -2‬وزارة الداخلية – محاية البيئة املهام اجلديدة للجماعات احمللية – م‪.‬أ‪.‬ت‪.‬م‪.‬م ص ‪. 9-8‬‬
‫وذلك تبعا ملوقع كل مجاعة حملية ‪ ،‬و كثافة س كاهنا و ن وع النش اط الس ائد هبا ‪ ،‬و البل ديات‬
‫اجلزائرية ص نفان ‪ :‬فمن حيث املوقع فهي بل ديات س احلية و بل ديات ريفية و جبلية و بل ديات‬
‫صحراوية أما من حيث نوع النشاط السائد هبا فهي بلديات صناعية و بلديات فالحية و بلديات‬

‫‪114‬‬
‫خدماتية (س ياحية ) و على أس اس ه ذا التص نيف ف إن املش اكل البيئية ختتلف من منطقة إىل أخ رى‬
‫فاملش اكل اليت تالقيها البل ديات الس احلية أو الص ناعية غري تلك اليت تواجهها البل ديات اجلبلية‬
‫أوالصحراوية‬
‫و على ه ذا ف إن مش اكل البيئة يف اجلزائر حتت اج إىل اإلج راءات القانونية الكفيلة بوقايتها و ك ذلك‬
‫النصوص و التنظيمات القادرة على هتذيب هذه االعتداءات ‪.‬‬
‫و رئيس اجمللس الش عيب البل دي حسب املب ادئ العامة مكلف بت أمني حفظ النظ ام الع ام و األمن‬
‫والنظافة فهو يتمتع باختص اص ع ام يف جمال البيئة ف أعطيت له س لطة تقديرية واس عة لتحديد و‬
‫ضبط االعتداءات اليت من شأهنا املساس بالبيئة إذ ال ميكن للقانون حصرها بدقة ‪.‬‬
‫و قبل التعرض لصالحيات البلدية يف ميدان محاية البيئة البد من اإلشارة إىل قانون البلدية‬
‫الص ادر س نة ‪ 1969‬ال ذي أغفل مس ألة البيئة و لعل ه ذا يعترب أم را ب ديهيا يتماشى مع ظ روف‬
‫السياسة الس ائدة آن ذاك إب ان االس تقالل إذ ك انت سياسة اجلماع ات احمللية متجهة إىل التش ييد‬
‫والتصنيع مهملة بذلك إىل حد ما قضايا البيئة(‪.)1‬‬
‫و قد ظهر ال وعي البي ئي إال يف بداية الس بعينات أي منذ إنش اء أول هيئة حلماية البيئة و هي ما‬
‫عرف باجمللس الوطين للبيئة سنة ‪ . )2( 1974‬يف حني جند أن قانون البلدية الصادر سنة ‪ 1981‬قد‬
‫تبىن صراحة مسألة البيئة بإدخال جمموعة من املفاهيم منها توعية احلياة ‪ ،‬التلوث ‪ ،‬النظافة العمومية‬
‫‪...‬إخل (‪. )3‬‬

‫‪Dr.Mohamed Rabah Opcit p207-208 voir aussi interview de Mr secretaire d’état chargé de -1‬‬
‫‪l’environnement , fond commun de collectivités locals, la participation de la communne a la‬‬
‫‪protection de l’environnement n°2/1997 p.33‬‬

‫‪-2‬أنظر األمر ‪ 74/56‬املرجع سابق‪.‬‬


‫‪.‬‬ ‫‪ -3‬قانون رقم ‪ 81/09‬املعدل واملتمم لألمر ‪ 67/24‬املتضمن قانون البلدية‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬

‫الفرع الثاني‬
‫اختصاصات البلديةـ في ميدان النظافة العمومية‬

‫‪115‬‬
‫إن البلدية ملزمة باختاذ الت دابري املتعلقة بالنظافة العمومية س واء تعلق منها بالنفاي ات‬
‫احلض رية أو املي اه الق ذرة أو مكافحة األم راض املتنقلة عن طريق املي اه ‪ ،‬فه ذه القض ايا تعد من أهم‬
‫املشاكل اليت تتطلب استعمال أساليب الضبط اإلداري اخلاص بصيانة و محاية النظام العام لكوهنا‬
‫هلا آثار سيئة على صحة املواطن ‪.‬‬
‫واجلدير باإلشارة أن قوانني البلدية اهتمت هبذه املشاكل قبل صدور قانون ‪، 1990‬‬
‫فبعد ندوة ستوكهومل ظهرت أول وثيقة (‪ )1‬خولت للمجلس الشعيب البلدي يف كل عمل يهدف‬
‫إىل محاية احمليط و حتس ينه عرب ت راب البلدية ‪ ،‬مث ج اء املرس وم التط بيقي له (‪ )2‬قضي ب إلزام اجمللس‬
‫الش عيب البل دي باختاذ اإلج راءات اليت ختص النظافة و حفظ الص حة العمومية مبا يف ذلك نظافة‬
‫املس اكن والعم ارات و املس احات و البناي ات و املؤسس ات العمومية (‪ )3‬و تتجسد ه ذه النظافة‬
‫باختاذ اإلجراءات الرامية إىل مكافحة األمراض الوبائية و حامالت األمراض املتنقلة عن طريق املياه‬
‫و ك ذا التنظيف ‪ ،‬و مجع القمام ات و ص يانة ش بكات التطهري و تص ريف املي اه الق ذرة (‪ )4‬و من‬
‫جهة أخ رى ف إن توفري البيئة الص حية تتوقف على نظافة الوسط احمللي ال ذي حتوزه البلدية يف إط ار‬
‫إقليمها و لعل هذا يقتضي قيام مسئوويل البلدية بتنظيم املزابل العمومية (‪. )5‬‬
‫و يف سنة ‪ 1984‬صدر مرسوم حيدد شروط التنظيف و مجع النفايات احلضرية و معاجلتها ويقضي‬
‫ه ذا األخري باختص اص اجمللس الش عيب البل دي جبمع ه ذا الن وع من النفاي ات و نقلها إىل األم اكن‬
‫املعدة هلا (‪. )6‬‬

‫‪ -1‬قانون رقم ‪ 81/09‬املعدل واملتمم لألمر ‪ 67/24‬املتضمن قانون البلدية‬


‫‪-2‬املرس وم رقم ‪ 81/267‬حيدد ص الحيات اجمللس الش عيب البل دي فيما خيص الط رق والنظافة والطمأنينة العمومية "ج ر ع دد‬
‫‪ 41‬تاريخ ‪. 13/10/1981‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 7‬من املرسوم ‪. 81/267‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 8‬من املرسوم ‪. 81/267‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪-5‬املادة ‪ 9‬من املرسوم ‪. 81/267‬‬
‫‪-6‬املادة ‪ 4‬من املرسوم رقم ‪. 84/378‬‬
‫أما بالنسبة للنفايات اليت يتضايق منها املواطنون فإن اجمللس الشعيب البلدي يتوىل مسؤولية‬
‫رفعها يف حالة معرفة هوية املتس بب فيها فإنه ت وىل مس ؤولية رفعها (‪ )1‬و ه ذا فضال عن النفاي ات‬
‫اليت تفرزها املؤسسات االستشفائية غري املتعفنة (‪ ، )2‬و النفايات النامجة عن الطرق العمومية (‪ )3‬أما‬

‫‪116‬‬
‫النفاي ات الصناعية فإن اجمللس الش عيب البل دي ملزم بإعداد جرد هلا بعد التص ريح بالصناعات اليت‬
‫تقع يف إقليمه (‪ ، )4‬لكن ما جيب التنويه إليه أن أص حاب املؤسس ات الص ناعية قد يتهرب ون من‬
‫االلتزام بالتصريح خصوصا قبل صدور قانون املنشآت املصنفة (‪ )5‬الذي حدد بدقة شروط التصريح‬
‫و امللف الواجب تطبيقه ‪.‬‬
‫أما فيما خيص محاية الثروة املائية فإن هذا القانون تضمن أيضا سياسة محايتها ‪ ،‬و كما‬
‫تض منها بص فة أك ثر تفص يل الق انون الص ادر س نة ‪ 1983‬املتض من ق انون املي اه ‪ ،‬ف اجمللس الش عيب‬
‫البل دي حسب ق انون ‪ 1981‬مس ؤول عن محاية املي اه الص احلة للش رب و اختاذ اإلج راءات الرامية‬
‫إىل مكافحة األم راض الوبائية و املعدية ‪ ،‬و هو أيضا مس ؤول على متويل الس كان باملي اه بكمي ات‬
‫تكفي سد حاجياهتم اليومية ‪ ،‬و كذا ضمان صرف املياه القذرة و صيانة شبكات التطهري (‪. )6‬‬
‫إال أنه مع صراحة هذه النصوص و رغم الطابع اإللزامي لقواعدها بالنسبة للسلطات احمللية فالواقع‬
‫ال ذي نعيشه يؤكد ع دم الص رامة و اجلدية يف تطبيقها من جهة ‪ ،‬و ع دم اك رتاث الس لطات احمللية‬
‫بع دم احرتامها ‪ ،‬فانتش ار األم راض املعدية و اجلرثومية و احلموية اليت تس بب األم راض املتنقلة عن‬
‫طريق املي اه كاإلس هال و الكول ريا و التفوئيد و الته اب الكبد و انتش ار ف ريوس الس يدا أض حى‬
‫حتمية على التصريح اإلجباري هبذه األمراض ملعرفة نسبة انتشارها ‪.‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 9‬من املرسووم ‪. 84/378‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 12‬من املرسوم ‪. 84/378‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 15‬من املرسوم ‪. 84/378‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 20‬من املرسوم ‪. 84/378‬‬
‫الفصلسابق‬
‫الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪-5‬قانون ‪ 88/149‬املتعلق باملنشآت املنصفة قبل تعديله ‪،‬مرجع‬
‫‪-6‬قانون ‪، 83/17‬املتضمن قانون املياه‪.‬‬
‫أما قانون البلدية الصادر سنة ‪ 1990‬و الذي جاء يف ضمن التغريات اليت تبناها دستور‬
‫سنة ‪ 1989‬لذلك فقدكان أكثر جتاوبا مع املعطيات البيئية اجلديدة مقارنة مع قانون ‪، 1981‬كما‬
‫أعطى املشرع صالحيات واسعة باعتبارها الضابطة اإلدارية الرئيسية املتواجدة على املستوى احمللي‬
‫من جهة ‪ ،‬كما حاول هذا القانون اإلجابة على املادة ‪ 02‬من قانون محاية البيئة لسنة ‪ 1989‬اليت‬

‫‪117‬‬
‫قضت ب أن احلماية البيئية تعد مطلبا أساس يا للسياسة التنموية إال أنه ح اول جتس يد إش كالية ه ذه‬
‫السياسة على املس توى احمللي و ذلك ض من ثالث حماور التهيئة العمرانية و البيئة ‪ ،‬العم ران و البيئة‬
‫النظافة النقاوة والبيئة ‪.‬‬
‫و على غ رار احملور الث الث فق انون البلدية اجلديد أن اط البلدية بامله ام التقليدية املتعلقة بالنظافة‬
‫العمومية و هي تتجسد يف ثالثة مهام أساسية(‪: )1‬‬
‫‪ -‬صرف و معاجلة املياه القذرة و النفايات اجلامدة احلضرية ‪.‬‬
‫‪ -‬مكافحة ناقالت األمراض املعدية ‪.‬‬
‫‪ -‬نظافة األرضية و األماكن و املؤسسات اليت تستقبل اجلمهور ‪.‬‬
‫و عليه فإن البلدية حتقيقا هلذه املهام ملزمة بإصدار القرارات يف هذا اجملال ‪.‬‬
‫و املالحظة من خالل دراسة النص وص املتعلقة حبماية البيئة يف ظل ق انون ‪ 1990‬أن ص الحيات‬
‫البلدية هي نفسها املنصوص عليها مبقتضى قانون ‪ ، 1981‬إىل أن هناك فروق واضحة تتمثل يف‬
‫االختي ارات السياس ية اجلدي دة اليت نلمس ها من نص وص الق انون اجلديد و ال ذي جيسد أك ثر‬
‫(‪)2‬‬
‫الدميقراطية والالمركزية وسلطة اختاذ القرار واالستقاللية املعرتف هبا للبلدية يف جمال اختاذ القرار‬
‫يف قطاع البيئة ‪.‬‬
‫ويعترب قانون ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات و مراقبتها و إزالتها (‪ )3‬من أهم القوانني اخلاصة الذي‬
‫وضع اإلط ار الع ام لكيفية التعامل مع النفاي ات بطريقة تتالئم مع محاية البيئة و نص ص راحة يف‬
‫فحواه على مبدأ املعاجلة البيئية العقالنية للنفايات ‪،‬كما ألزم البلدية بضرورة اإلعالم و حتسيـس‬

‫‪-1‬د‪.‬عمار بوضياف القانون اإلداري اجلزائر ‪،‬دار رحيانة ص ‪198-197‬‬


‫‪Mr Kahloula .Opcit p.09-2‬‬
‫الفصل ‪.‬الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬
‫‪-3‬املادة ‪ 1‬من القانون ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات ومراقبتها‬

‫املواطنني من األخطار النامجة عن النفايات و آثارها على الصحة و البيئة و التدابري املتخذة للوقاية‬
‫منها أو تعويضها (‪.)1‬‬
‫كما أردف هذا التشريع تعريفا قانونيا ملفهوم مصطلح املعاجلة البيئية العقالنية للنفايات‬
‫وختزينها وإزالتها بطريقة تض من محاية الص حة العمومية و البيئة من اآلث ار الض ارة اليت قد تس ببها‬

‫‪118‬‬
‫النفاي ات ومن ه ذا يظهر جليا توجه املش رع إىل تغليب كفة محاية البيئة و الص حة العامة على‬
‫استعمال النفايات و تثمينها إذ مل يرتك هذا االستعمال جيري على منطلقه بل قيده بشرط يتمثل يف‬
‫محاية الص حة العمومية والبيئة و بالنتيجة أص بح ملفه وم اس تعمال النفاي ات بص فة عقالنية بعد بي ئي‬
‫صـحي(‪. )2‬‬
‫على ض وء ما قيل س ابقا ف إن ق انون تسيري النفاي ات أض حى الق انون األساسي ال ذي‬
‫مبقتض اه حتدد اختصاص ات أو ص الحيات البلدية يف جمال احلف اظ على النظافة العمومية و محاية‬
‫البيئة وترقيتها و يتجلى ذلك من خالل األحك ام اجلدي دة املواكبة لسياسة احلف اظ على البيئة و‬
‫الط ابع اجلم ايل للمحيط اليت هتدف مجيعا إىل محاية الص حة العمومية و ميكن حصر ه ذه‬
‫االختصاصات يف النقاط التالية ‪:‬‬
‫‪ -‬تنظم البلدية يف ح دود إقليمها خدمة عمومية و غايتها تلبية احلاج ات ملواطنيها يف جمال مجع‬
‫النفايات املنزلية و نقلها و معاجلتها عند االقتضاء (‪.)3‬‬
‫‪ -‬تتضمن هذه اخلدمة العمومية وضع نظام لفرز النفايات املنزلية و ما شبهها بغرض تثمينها و مجع‬
‫النفايات اخلاصة و الضخمة و جثث احليوانات ‪ ...‬اخل (‪. )4‬‬
‫(‪)5‬‬
‫‪ -‬وضع جهاز دائم إلعالم السكان و حتسسيهم بآثارالنفايات املضرة بالصحة العمومية أوالبيئة‬
‫و خض وع البلدية عند اختيارها عند مواقع إقامة املنش آت ملعاجلة النفاي ات ذات التنظيم املتعلق‬
‫بدراسات التأثري على البيئة (‪.)6‬‬

‫‪-1‬املادة‪ 2‬من القانون ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات ومراقبتها‪.‬‬


‫‪-2‬املادة‪ 3‬من القانون ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات ومراقبتها‪.‬‬
‫‪ -3‬املادة‪ 32‬من القانون ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات ومراقبتها‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 34‬فقرة ‪ 1‬من القانون ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات ومراقبتها‪.‬‬
‫الفصلومراقبتها‪.‬‬
‫الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪-5‬ملادة ‪ 34‬فقرة ‪ 4‬من القانون ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات‬
‫‪-6‬ملادة ‪ 41‬من القانون ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات ومراقبتها‪.‬‬
‫‪ -‬اختاذ اإلج راءات الض رورية عن دما ي ؤدي اس تغالل املنش أة ملعاجلة النفاي ات كأخط ار أو ع واقب‬
‫س لبية ذات خط ورة على الس احة العمومية أو على البيئة و ذلك ب أمر مس تغل بإص الح األوض اع‬
‫فوار‪.‬‬

‫‪119‬‬
‫واملالحظة العامة هلذا الق انون أنه غلبت عليه النزعة البيئية حيث تض منت أغلب م واده‬
‫ص راحة أو ض منا ش روط أو قي ود على اس تعمال النفاي ات و تثمينها إذ جيب أن يتم ه ذا دون‬
‫(‪)1‬‬
‫املساس بالبيئة و الصحة العامة وفقا للمبدأين التاليني‪:‬‬
‫‪ -‬احلفاظ على صحة اإلنس ان و احليوان دون تشكيل أخطار على املوارد املائية و الرتبة و اهلواء‬
‫وعلى الكائنات احلية احليوانية و النباتية ‪.‬‬
‫‪ -‬عدم إحداث أي إزعاج بالضجيج و بالروائح الكريهة ‪.‬‬
‫‪ -‬دون املساس باملناظر و املواقع ذات األمهية القصوى ‪.‬‬
‫إن حتقيق محاية البيئة كما أرادهتا السلطات العمومية ‪ ،‬ال ميكن أن تقوم البلدية بدورها‬
‫يف جمال النفايات ‪ ،‬بل يتعني على املواطن أن يلتزم بواجباته إذ يقع عليه واجب احرتام النظام الذي‬
‫وضعته البلدية يف هذا الصدد ‪ ،‬كأن يقوم بتجميع النفايات يف املكان املخصص هبا و وضعها يف‬
‫األكي اس املخصصة هلا ‪ ،‬ففي ظل ه ذه املش اكل اليت تع اين منها البلدية يعد من ظلم حتميل البلدية‬
‫وحدها ملسؤولية األضرار املرتتبة ‪.‬‬
‫الفرع الثانيـ‬
‫صالحيات البلدية في ميدان التهيئة و التعمير‬
‫إن املراحل اليت مر هبا التس يري العق اري يف اجلزائر هي اليت حتدد لنا اختص اص البلدية يف مي دان‬
‫التهيئة و التعمري ‪ ،‬ففي مرحلة الس بعينات خضع تس يري ه ذا اجملال إىل عملية احتك ار و البل ديات‬
‫(‪)2‬‬
‫بكل التحوالت العقارية يف املن اطق املعم رة و ذلك يف إط ار التش ريع ال ذي صدر سنة ‪1974‬‬
‫حيث ضمت كل األراضي إىل االحتياطات العقارية للبلدية عن طريق أبسط مداولة للمجلــس‬
‫الشعيب البلدي و بناءا على املخطط األساســي التوجيهي(‪Plan d’urbanisme )PUD‬‬
‫‪ directif‬أو عن طري ــق املخطط التعمريي املؤقت ‪plan d’urbanisme provisoire‬‬

‫ومراقبتها‪.‬الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬


‫‪-1‬املادة‪ 11‬من القانون ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات الفصل‬
‫‪-2‬األمر ‪ 24/26‬املتعلق بإنشاء اإلحتياطات العقارية لفائدة البلديات ‪،‬اجلريدة الرمسية العدد ‪ 19‬املؤرخة يف ‪. 05/03/1974‬‬
‫(‪)PUP‬إال أن هذا التطبيق يف الواقع أثار عدة مشاكل من بينها ‪:‬تبديد األراضي ‪ ،‬كثرة البناءات‬
‫‪.‬‬ ‫الفوض وية ‪ ،‬انتش ار ال بيوع العرفية‬
‫وتاله بعد ذلك يف بداية التس عينات ص دور ق انون التوجيه العق اري (‪ ، )1‬ال ذي ح اول وضع حد‬

‫‪120‬‬
‫هلذه التج اوزات يف مي دان التعامل العق اري ‪ ،‬حيث قضى على احتك ار البل ديات لتلك األراضي‬
‫التابعة للخ واص لص احل الس وق العقارية احلرة و ذلك بإلغ اء الص ريح للق انون املنظم لالحتياط ات‬
‫(‪)2‬‬
‫العقارية لصاحل البلديات ‪.‬‬
‫مث تاله بعد ذلك ق انون التهيئة و التعمري س نة ‪ 1990‬املعم ول به حاليا (‪ ، )3‬و التهيئة العمرانية‬
‫حبكم ه دفها املتمثل يف اختي ار التوزيع يف جمال األنش طة اإلقتص ادية و االجتماعية و الثقافية‬
‫و الس كنية ‪ ،‬هلا دور اس تهالكي للمج ال و ه ذا خبالف ق وانني محاية البيئة اليت ينصب اهتمامها‬
‫حول محاية اجملاالت الطبيعية ‪.‬‬
‫فهل هذا يعين أن قانون التهيئة و التعمري يتجاهل ضرورة محاية املناطق ذات القيمة اإليكولوجية ؟‪.‬‬
‫إن النهج ال ذي تبن اه ق انون التهيئة و التعمري ال يهمل اجلانب اإليكول وجي متاما ‪ ،‬إمنا يس عى إىل‬
‫الت وازن بني الوظيفة االجتماعية و العمرانية للس كن و الفالحة و الص ناعة و أيضا وقاية احمليط‬
‫واألوساط الطبيعية و املناظر ذات الثراث الثقايف التارخيي (‪. )4‬‬
‫لقد ك ان ق انون البلدية الص ادر س نة ‪ 1981‬أس بق الق وانني ال ذي تض منت جمال محاية البيئة و قد‬
‫أوىل اجملالس الشعبية اختصاصات واسعة يف هذا اجملال من جهة و التهيئة العمرانية من جهة أخرى‪.‬‬
‫انون البلدية جند أن دورها يف جمال النظافة العمومية أوسع بكثري مقارنة‬ ‫تقرائنا لق‬ ‫و باس‬
‫باختصاص اهتا املتعلقة مبي دان التهيئة و التعمري ‪ ،‬حيث تع رض املش رع فيه إىل رخصة البن اء دون‬
‫إعط اء التفاص يل املتعلقة هبا ‪ ،‬فقد أش ار فقط إال أن رئيس اجمللس الش عيب يت وىل ص الحية تس ليم‬
‫رخصة البناء لكنه مل حيدد أي مقياس أو شروط قانونية اليت من شأهنا ربط جمال محاية البيئة بتسليم‬

‫‪-1‬القانون ‪ 90/25‬املشار إليه سابقا‬


‫‪-2‬املادة ‪ 88‬من القانون ‪. 90/25‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪-3‬القانون ‪ 90/29‬املتعلق بالتهيئة والتعمري‪.‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 1‬من القانون ‪. 90/29‬‬
‫رخص البناء و مع ذلك فقد تضمنت بعض النصوص اليت يفهم من خالهلا قصد املشرع املتجه حنو‬
‫ض رورة محاية البيئة منها ال تزام البلدية بض رورة مطابقة خمططاهتا التنموية مع خمطط ات التهيئة‬
‫العمرانية‬
‫‪.‬‬

‫‪121‬‬
‫باإلض افة إىل ذلك ف إن من ص الحيات اجمللس الش عيب البل دي و هو وضع خمطط للتهيئة و حتديد‬
‫مناطق البلدية و وظائفها و محاية الطابع اجلمايل و املعماري للتجمعات العمرانية و مجيع املنشآت‬
‫املتواجدة على تراب البلدية ‪.‬‬
‫و يف هذا اإلطار يرى البعض أن استعمال املشرع لعبارة " الطابع اجلمايل املعماري " دليل على‬
‫البحث على نوعية التجمع ات العمرانية و مجاهلا و انس جامها مع احمليط أك ثر منها البحث عن‬
‫اجلانب الكمي فقط (‪. )1‬‬
‫إىل أن صدر قانون سنة ‪ 1982‬الذي ألزم البلدية بتسليم رخصة البناء معتربا إياه أمرا‬
‫إجباريا يف كل عملية بناء ‪ ،‬و البد من األخذ بعني اإلعتبار أثناء حتضري هذه الرخصة جملموعة من‬
‫املق اييس اليت نصت عليها املادة ‪ 15‬من املرس وم التط بيقي ‪ 82/304‬على س بيل احلصر ال على‬
‫س بيل املث ال‪ ،‬مما جيعل س لطة اإلدارة اختاذ الق رار يف ه ذا اجملال مقي دة ال مطلقة و عليه ف إن اإلدارة‬
‫مبراعاة هذه املقاييس ميكنها تسلم الرخصة أو ال تسلم ‪.‬‬
‫أما قانون التهيئة العمرانية الصادر سنة ‪ 1987‬قد ركز على ضرورة التوازن اجلهوي يف‬
‫أغلب م واده من خالل ب رامج إمنائية ختتلف ب اختالف املن اطق (‪ ، )2‬أما االختصاص ات البلدية‬
‫حسب هذا القانون فإن نظام التخطيط الوطين يعتمد على توزيع الصالحيات بني الدولة و الوالية‬
‫من جهة و بني خمتلف األجه زة األخ رى اجملس دة لالمركزية اإلدارية (‪ ، )3‬و ما يع اب على ق انون‬
‫التهيئة الص ادر س نة ‪ 1987‬أنه مل يضع أدوات التهيئة العمرانية الكافية حلماية البيئة بدقة ب رغم أنه‬
‫نص على أن التهيئة العمرانية تأخذ بعني اإلعتبار محاية البيئة (‪. )4‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 15‬من املرسوم ‪. 82/304‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 8‬من القانون ‪. 87/03‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪-3‬املادة ‪ 4‬من القانون ‪.87/03‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 56‬من القانون ‪.87/03‬‬

‫وبصدور آخر قانون يتعلق مبجال البناء و التعمري سنة ‪ 1990‬الذي حدد بدقة الصالحيات‬
‫املخولة للبلدية يف جمال محاية البيئة و ذلك من خالل وسائل قانونية اليت تساهم البلدية يف وضعها‬

‫‪122‬‬
‫املرتتبة عن تط بيق املادة األوىل منه يف إط ار جتس يد احلماية القانونية و بالت ايل فقد جعل مق اييس‬
‫قانونية تتعلق بإنتاج أراضي قابلة للبناء و التعمري اليت جيب أن تأخذ يف احلسبان ما يلي ‪:‬‬
‫‪ -‬الرتاخيص املتعلقة بالبناء و التجزئة و اهلدم ‪ ،‬و مبقتضى هذه األدوات اليت تضمنها قانون التهيئة‬
‫و التعمري ف إن البلدية أص بحت تلعب دورا جوهريا يف إط ار عملية البن اء مراعية مقتض يات محاية‬
‫البيئة و القضاء على التعمري الفوضوي (‪. )1‬‬
‫أوال ‪ :‬التخطيطات و التنظيمات ‪:‬‬
‫تكمن أمهية هذه املخططات يف حتديد التوجيهات األساسية يف هتيئة األراضي املعنية كما‬
‫تضبط توقعات التعمري ‪ ،‬و قواعده و الشروط اخلاصة به ‪ ،‬إضافة إىل ترشيد استعمال املساحات‬
‫ووقاية النش اطات الفالحية و محاية املواقع احلساسة و املن اظر و ك ذا كل ما يتعلق بتحديد ش روط‬
‫التهيئة و البناء للوقاية من مجيع أخطار الطبيعة (‪. )2‬‬
‫وتتمثل هذه املخططات يف صنفني ‪ ،‬خمطط التوجيه للتهيئة و التعمري ‪ ، PAUD‬خمطط‬
‫شغل األراضي ‪ POS‬فاملخطط األول يعد أهم أدوات التخطيط اجلمايل ولتسيري احلضاري ‪ ،‬و هو‬
‫حيدد توجيه ات أساس ية للتهيئة العمرانية للبلدية بأخذ بعني االعتب ار تص اميم التهيئة و خمطط ات‬
‫التنمية (‪ )3‬و ينم إع داد ه ذا املخطط مبب ادرة من اجملالس الش عبية البلدية و تتم املوافقة عليه مبداولة‬
‫اجمللس الش عيب البل دي ‪ ،‬مث تبلغ املداولة لل وايل املختص إقليميا كما يل تزم رؤس اء اجملالس الش عبية‬
‫البلدية و اهليآت احمللية بتقدمي تبليغ كتايب لرؤساء الغرف التجارية (‪. )4‬‬

‫‪Cherrad Mohamed Opcit .p64-1‬‬

‫‪-2‬املادة ‪ 1‬من القانون ‪. 90/29‬‬


‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪-3‬املادة ‪ 16‬من القانون ‪. 90/29‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 15‬من القانون ‪. 90/29‬‬
‫واجلدير بالذكر أن مثة هيآت جيب استشارهتم بصفة إلزامية و هي كل املصاحل املتواجدة‬
‫على مستوى الوالية و هي ‪:‬‬

‫‪123‬‬
‫‪ -‬التهيئة العمرانية ‪ ،‬الفالحة ‪ ،‬مصاحل معاجلة املياه ‪ ،‬مصاحل األشغال العمومية و اآلثار التارخيية و‬
‫مصاحل الربيد و املواصالت ‪...‬اخل ‪.‬‬
‫‪ -‬أما خمطط ش غل األراضي يتعلق بتحديد حقوق اس تخدام األراضي و البن اء عليها (‪ ، )1‬و ال ذي‬
‫جيب أن يكون مطابقا يف ظل أحكام املخطط التوجيهي للتهيئة و التعمري ‪.‬‬
‫حىت ميكن اختاذ اإلجراءات الفعالة و القانونية من طرف خمطط شغل األراضي ‪ ،‬و يتم حتضري هذا‬
‫املخطط مبب ادرة من رئيس اجمللس الش عيب البل دي ‪ ،‬و حتت مس ؤوليته (‪ ، )2‬و تتم املوافقة عليه‬
‫مببادرة من اجمللس الشعيب البلدي أو اجملالس الشعبية البلدية إذا كان املخطـط يغطي بلـديتـني أو أكثر‬
‫(‪ ، )3‬إذ أن األهداف اليت يرمي إليها هذا املخطط تتمثل فيا يلي (‪: )4‬‬
‫‪ -‬ضبط القواعد املتعلقة باملظهر اخلارجي للبنايات‬
‫‪ -‬حتديد املس احات العمومية و املس احات اخلض راء و املنش آت العمومية ذات املص لحة العامة‬
‫وحتديد األحي اء و الش وارع و النصب التذكارية ‪،‬و تع يني مواقع األراضي الفالحية و جتدي دها‬
‫وإصالحها ‪.‬‬
‫ثانياـ ‪ :‬تسـ ــليم رخصة البنـ ــاء ‪:‬لقد ح اول املش رع من خالل املرس وم التنفي ذي بق انون التهيئة و‬
‫التعمري التوفيق بني البيئة و التعمري من خالل حتضري رخصة البن اء اليت يل تزم رئيس اجمللس الش عيب‬
‫البلدي بتسليمها على ضوء اعتبارات متعددة و ذلك باحرتام األحكام التشريعية اخلاصة بالنظافة و‬
‫األمن و الفن اجلمايل و احملافظة على االقتصاد الوطين‪.‬‬
‫و خنلص إىل القول أن املشرع أعطى للبلدية صالحيات واسعة يف جمال التهيئة و االهتمام مبشاكل‬
‫عمران البيئة و ذلك بتكييف أدوات التعمري مع مقتضيات محاية البيئة و هذا ما جتسده لنا رخصة‬
‫البن اء باعتبارها وس لة فعالة لتحقيق ه ذا اهلدف و اليت تعرض نا إليها بالتفص يل من خالل الفصل‬
‫األول‪.‬‬
‫‪1‬ـ ـ ـ ـ ـ‬
‫‪-1‬املادة ‪ 31‬من القانون ‪.90/29‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 34‬من القانون ‪. 90/29‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪-3‬املادة ‪35‬من القانون ‪. 90/29‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 31‬من القانون ‪. 90/29‬‬
‫المبحث الثالث‬
‫دور الجمعيات واألفرادـ في حماية البيئة‬

‫‪124‬‬
‫إن ضمان املشاركة اجلماهريية الفاعلة رهن لتحقيق مجلة من املمارسات وصيانة العديد‬
‫مـن املب ادئ ‪،‬فاحلف اظ على البيئة وترقيتها ومنع ت دهورها هي األه داف احلقيقية من املش اركة‪،‬وال‬
‫يتم ذلك ما مل تت وافر اهلياكل التنظيمية اليت حتت وي املواطن وتنظم جه وده خلدمة القض ايا البيئية‬
‫وبنائه فكريا وثقافيا وك ذا متكينه من اإلطالع على املعلوم ات عالوة على كفالة حقه يف التقاضي‬
‫وجتاوز العقب ات اليت تقف عائقا أم ام تنمية قدراته وحتول دون تفاعله مع احمليط ال ذي حيي فيه‬
‫ومس امهته قي عملية التنمية املس تدامة بل والبحث عن أفضل الط رق إلش راكه يف إدارة الش ؤون‬
‫العامة للدولة وحتميله ج انب من مس ؤولية ص نع الق رار اليت تتعلق بالبيئة وترقيتها (‪، )1‬ويعد احلق يف‬
‫املشاركة باالنتماء احلر للجمعيات واالجتماعات أفضل الطرق للوصول إىل األهداف السابقة كما‬
‫يعترب ص ورة من ص ور ت دعيم الدميقراطية اليت عكس ها الدس تور ‪ 1989‬ال ذي دعم بكل جدية‬
‫(‪)2‬‬
‫احلركة اجلمعوية ‪.‬‬
‫المطلب األولـ‬
‫دور الجمعيات في حماية البيئة‬
‫كان من أبرز توصيات مؤمتر ستوكهومل املنعقد بالسويد سنة ‪" 1973‬أن التكنولوجيات‬
‫والتنظيم ات والتش ريعات مجيعها ميكن أن تعجز يف س بيل حتقيق أه دافها إلرس اء سياسة بيئية ذات‬
‫فعالية الفتقارها الوعي البيئي "(‪.)3‬‬
‫وعلى غ رار ه ذا ف إن تنفيذ سياسة تش ريعية يف جمال محاية البيئة ال تكفي وح دها إلل زام األف راد‬
‫بض رورة احملافظة على البيئة ينبغي تعزيز ه ذه املب ادرات التش ريعية ب أجهزة أك ثر فعالية ميكنها‬
‫االتصال مباشرة مبختلف الشرائح االجتماعية يف إطار محاية البيئة ‪.‬‬

‫‪-1‬جملة العلوم القانونية واإلدارية ‪،‬جامعة تلمسان‪ -‬عدد ‪ 01/03‬ص ‪. 148‬‬


‫‪ -2‬األمر الرئاسي رقم ‪ 89/18‬املؤرخ يف ‪ 28/02/1989‬املتض من الوثيقة الدس تورية ‪،‬اجلري دة الرمسية ع دد ‪ 9‬املؤرخة يف‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪، 01/03/1989‬املادة ‪. 39‬‬
‫‪-3‬جامعة الدول العربية ‪:‬اآلثار البيئي للتنمية الزراعية ‪،‬املنظمة العربية للزراعة ص ‪.149‬‬
‫الفرع األولـ‬
‫اإلطار القانونيـ لجمعيات الدفاع عن البيئة في الجزائر‬

‫‪125‬‬
‫تزامن ظهور مجعيات محاية البيئة يف اجلزائر مع املسار الدميقراطي اجلديد اليت تبناه دستور‬
‫‪ 1989‬والذي عكس بكل جدية تدعيم الدور اجلمعوي داخل اجملتمع ‪،‬مع التنويه إىل أن هذا احلق‬
‫قد كرسته دساتري اجلمهورية السابقة لكن مل يكن بنفس الصورة اليت جاء هبا دستور ‪.1989‬‬
‫فاجلزائر بعد االستقالل أعلنت تطبيق القوانني الفرنسية باستثناء ما يتعارض منها مع‬
‫الس يادة الوطنية والق انون ال ذي ك ان ينظم اجلمعي ات آن ذاك هو الق انون الفرنسي الص ادر س نة‬
‫‪، 1901‬كما كرس هذا احلق دستور ‪ 1996‬يف مادته ‪ 41‬بالنص على أن حريات التعبري وإنشاء‬
‫اجلمعي ات واالجتم اع مض مون للم واطن وك ذا يف نص املادة ‪ 43‬ب النص على أن حق إنش اء‬
‫اجلمعيات مضمون وتشجع الدولة ازدهار احلركة اجلمعوية ‪.‬‬
‫ومتاش يا مع النص وص الدس تورية فقد اع رتفت النص وص القانونية ك ذلك ب احلق يف إنش اء مجعي ات‬
‫(‪)1‬‬
‫للدفاع عن البيئة ومن ذلك قانون البيئة الصادر سنة ‪1983‬‬
‫الذي أجاز إنشاء مجعيات للمسامهة يف محاية البيئة ولكنه مل يعط دورا للتثقيف والتوعية البيئية كما‬
‫نص ق انون محاية املس تهلك على حق اجلمعي ات حلماية املس تهلكني يف القي ام بدراس ات وإج راء‬
‫اخلربات املرتبطة باالستهالك معرتفا هلا بذلك بدورها يف جمال محاية الصحة ‪.‬‬
‫ويف سنة ‪ 1990‬صدر قانون اجلمعيات الذي وضع اإلطار القانوين للحركة اجلمعوية وأصبحت هلا‬
‫مكانة خاصة يف اجملتمع باعتبارها مهزة وصل بني اإلدارة واملواطن السيما يف جمال محاية البيئة ‪.‬‬
‫ويعترب القانون ‪ 03/10‬املتضمن محاية البيئة يف إطار التنمية املستدامة من أهم القوانني اليت كرست‬
‫دور اجلمعيات يف جمال محاية البيئة إذ أعطتها صالحيات واسعة يف هذا اجملال احليوي باإلضافة إىل‬
‫الق وانني األخ رى اليت أنش أت مبوجبها هيئ ات إدارية مركزية إذ أعطت ص الحيات جدي دة‬
‫للجمعي ات البيئية خاصة املرس وم ال ذي أنشأ الوكالة الوطنية للنفاي ات والق انون املتعلق مبن اطق‬
‫التوسع واملواقع السياحية ‪.‬‬

‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪-1‬املادة ‪ 16‬من القانون ‪. 83/03‬‬

‫الفرع الثانيـ‬
‫صالحيات الجمعيات البيئية في مجال حماية البيئة‬

‫‪126‬‬
‫ميكن حصر جممل االختصاصات والصالحيات اليت أوكلت للجمعيات البيئية يف جمال‬
‫محاية البيئة من خالل اس تقراء خمتلف الق وانني اليت نظمت اجملال البي ئي (ق انون البيئة املع دل ‪03/1‬‬
‫‪،0‬قانون املستهلك ‪،‬قانون التهيئة والتعمري‪،‬قانون املناجم ‪...‬اخل)‪ ،‬وذلك على النحو التايل ‪:‬‬
‫‪ -‬تس اهم اجلمعي ات املعتم دة قانونا واليت متارس أنش طتها يف جمال محاية البيئة وحتسني اإلط ار‬
‫املعيشي يف عمل اهليئ ات العمومية خبص وص البيئة وذلك باملس اعدة وإب داء ال رأي واملش اركة وفق‬
‫(‪)1‬‬
‫التشريع املعمول به ‪.‬‬
‫‪ -‬احلق يف التقاضي (الص فة القض ائية) وذلك برفع دع اوى أم اجله ات القض ائية املختصة عن كل‬
‫مساس بالبيئة ‪،‬حىت يف احلاالت ال تعين األشخاص املنتسبني هلا بانتظام (‪.)2‬‬
‫‪ -‬ميكن للجمعيات املعتمدة قانونا ممارسة احلقوق املعرتف هبا للطرف املدين خبصوص الوقائع اليت‬
‫تلحق ض ررا مباش را أو غري مباشر باملص احل اجلماعية اليت هتدف إىل ال دفاع عنها وتش كل ه ذه‬
‫الوق ائع خمالفة لألحك ام التش ريعية املتعلقة حبماية البيئة وحتسني اإلط ار املعيشي ومحاية املاء واهلواء‬
‫(‪)3‬‬
‫واجلو واألرض وباطن األرض والفضاءات الطبيعية والعمران ومكافحة التلوث ‪.‬‬
‫‪ -‬عند تع رض أش خاص طبيعية ألض رار فرض ية تس بب فيها الش خص نفسه وتع ود إىل مص در‬
‫مش رتك يف املي ادين املذكورة أعاله فإنه ميكن لكل مجعية معتم دة مبقتضى املادة ‪ 35‬من الق انون‬
‫‪، 03/10‬إذا فوضها على األقل شخصان طبيعيان معنيان أن ترفع بامسها دعوى التعويض أمام أية‬
‫جهة قض ائية وجيب أن يك ون ه ذا التف ويض كتابيا كما ميكن للجمعية اليت ترفع دع وى قض ائية‬
‫(‬
‫وفقا لألحكام السابقة الذكرممارسة احلقوق املعرتف هبا للطرف املدين أمام أي جهة قضائية جزائية‬
‫‪. )4‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 35‬من القانون ‪ 10 /03‬املتعلق حبماية البيئة يف إطار التنمية املستدامة ‪.‬‬
‫‪-2‬املادة ‪ 36‬من القانون ‪. 03/10‬‬
‫الفصل الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪-3‬املادة ‪ 36‬من القانون ‪03/10‬‬

‫‪-4‬املادة ‪38‬من القانون ‪.03/10‬‬

‫‪ -‬حق ال دفاع على احمليط العم راين واملطالبة ب احلقوق املع رتف هبا للط رف املدين مما يتعلق‬
‫باملخالفات ألحكام التشريع اخلاص حبماية احمليط (‪.)1‬‬

‫‪127‬‬
‫‪ -‬كما ميكن لكل مجعية مؤسسة قانونا واليت تب ادر وفق قانوهنا األساسي حبماية البيئة والعم ران‬
‫واملع امل الثقافية والتارخيية والس ياحية أن تؤسس نفس ها ط رف م دين فيما خيص خمالف ات أحك ام‬
‫(‪)2‬‬
‫قانون مناطق التوسع واملواقع السياحية‪.‬‬
‫‪ -‬لكل مجعية مؤسسة قانونا تب ادر بقوانينها األساس ية على محاية الش واطئ أن تتأسس كط رف‬
‫م دين فيما خيص خمالف ات أحك ام الق انون احملدد للقواعد العامة الس تغالل واالس تعمال الس ياحي‬
‫(‪)3‬‬
‫للشواطئ ‪.‬‬
‫‪ -‬حق مجعيات محاية املستهلكني بالقيام بدراسات و إجراء اخلربات املتعلقة باالستهالك‪.‬‬
‫أما يف إط ار وظيفة التحس يس والتوعية البيئية قد ظه رت إىل الوج ود خاصة يف بداية‬
‫التسعينات عدة مجعيات إيكولوجية وذلك أن هذه الوظيفة اختصاص أصيل باجلمعيات بصفة عامة‬
‫نظ را الحتكاكها الي ومي ب األفراد وتعترب مجعية (‪ ) Aspwit‬لوالية تلمس ان اليت أنش أت س نة‬
‫‪ 1977‬أقدم مجعية حلماية البيئة يف اجلزائر ‪،‬ظهرت مباشرة بعد صدور دستور ‪ 1976‬الذي كرس‬
‫حق إنش اء اجلمعي ات ومتثل ه دفها الرئيسي يف حماربة التعمري الفوض وي ومنع إنش اء مركب ات‬
‫صناعية بالقرب من األراضي الفالحية اخلصبة وقد قامت بعدة ملتقيات رائدة يف جمال محاية البيئة‬
‫وذلك من خالل أيام دراسية أمهها‪:‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 1980‬امللتقى الوطين حول البيئة ‪.‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 1981‬ندوة حول العمران يف تلمسان ‪.‬‬
‫‪ -‬سنة ‪ 1982‬ندوة حول مشاكل املياه‪.‬‬
‫ك انت ت رمي ه ذه األي ام املفتوحة إىل التحس يس وتبي ان مش اكل البيئة وك ذا التنس يق بني خمتلف‬
‫املرافق املعنية مبجال البيئة ومن بني أعماهلا كذلك حتسيس الطفولة بالبيئة من خالل محــالت‬

‫‪-1‬املادة ‪ 74‬من القانون ‪ 90/29‬املتضمن قانون التهيئة والتعمري‪.‬‬


‫‪-2‬املادة ‪ 41‬من القانون ‪ 03/03‬املتعلق مبناطق التوسع واملواقع السياحية‪.‬‬
‫الفصلالشوطئ‪.‬‬
‫الثالث‪:‬الهيئات الكفيلة بحماية البيئة وترقيتها ميدانيا‬ ‫‪-3‬املادة ‪ 42‬من القانون ‪ 03/02‬احملدد للقواعد العامة إلستغالل‬

‫التش جري اليت تق وم هبا على مس توى م دارس الوالية كما ق امت بتس جيل ش ريط ص ويت يتعلق‬
‫بالش جرة وال ذي وجد ترحابا كب ريا من ط رف وزارة الرتبية كما ق امت اجلمعية مبخاص مة ع دة‬

‫‪128‬‬
‫أش خاص أم ام القض اء ق اموا ب نزع أش جار ب دون ت راخيص (حالة مص نع ميت انون الغ زوات) كما‬
‫(‪)1‬‬
‫تأسست كطرف مدين يف عدة قضايا متعلقة بالتعدي على اجملال البيئي ‪.‬‬
‫المطلب الثانيـ‬
‫دور األفرادـ في مجال حماية البيئة‬
‫يبدو من الصعب أحيانا فصل اجلهد الرمسي للحكومات واملنظمات عن الدور الذي يلعبه‬
‫األف راد اجملتمعني أو منف ردين بس بب تعقد التنظيم ات وما حتضى به من دعم وإس ناد‪ .‬وإن األف راد‬
‫بكل ما ميلك ون من مؤسس ات ملوثة حيتل ون ح يزا هاما من اهليكل الع ام لالقتص اد الوطين ول ديهم‬
‫باع طويل يف صنع القرار السياسي للدولة وكذا يف توجيه سياسته التشريعية بالشكل الذي حيمي‬
‫مصاحلهم خاصة يف البلدان ذات االقتصاد احلر ‪.‬‬
‫وعلى هذا فالفرد يلعب دورا هاما يف جمال محاية البيئة إن مل نقل أنه أهم دور يف هذا‬
‫امليدان باعتباره مصدر التلوث البيئي يف كل احلاالت بصفة مباشرة وغري مباشرة وكما قلناه آنفا‬
‫تقدميا هلذا الفصل فإن غزارة التشريع البيئي وإحداث أجهزة مكلفة حبماية البيئة وحدمها ال ميكن‬
‫هلما بل وغ غاية محاية البيئة من دون انتش ار ال وعي البي ئي ه ذا األخري لن يت أتى إال ب العلم الراسخ‬
‫ألن الك ون ال ذي حيي فيه اإلنس ان س خر خلدمته وهو س يد عليه وهو جمرب على احملافظة عليه‬
‫وصيانته لتتم خدمته على أمت وجه وأكمل صورة قال اهلل تعاىل " هو الذي خلق لكم ما يف األرض‬
‫مجيعا مث اس توى إىل الس ماء فس واهن س بع مسوات"(س ورةالبقرة) وق ال ص لى اهلل عليه وس لم " إن اهلل‬
‫مجيل حيب اجلمال"‪.‬‬
‫ومن خالل استقرائنا وتفحصنا ملختلف النصوص املتعلقة مبجال محاية البيئة فإننا جند أن‬
‫املش رع اجته اجتاه أخلقة الق انون ( ‪ ) la moralisation de la règle juridique‬فقد أل زم‬
‫الفردبعدة واجبات تتعلق حبماية البيئة خماطبا خاصة منتجي وحائزي النفايات وذلك بالقيام مبايلي‪:‬‬

‫‪ ASPWIT‬السيد‬ ‫البيئةاجلمعية‬
‫وترقيتها ميدانيا‬ ‫بحمايةرئيس‬
‫الكفيلةلقاء مع‬
‫الثالث‪:‬الهيئات‪ 104‬و‬
‫الفصلسنة ‪ 2003‬ص‬
‫‪ -1‬أنظر جملة العلوم القانونية واإلدارية جلامعة تلمسان العدد ‪1‬‬

‫مرسلي يوم ‪. 03/12/2004‬‬


‫‪ -‬يل زم كل منتج للنفاي ات أو ح ائز هلا باختاذ كل اإلج راءات الض رورية لتف ادي إنت اج النفاي ات‬
‫(‪)1‬‬
‫بأقصى قدر ممكن ‪.‬‬

‫‪129‬‬
‫‪ -‬يف حالة ع دم مق درة منتجي النفاي ات أو احلائز هلا على تف ادي إنت اج أو تثمني نفاياته فإنه يل زم‬
‫(‪)2‬‬
‫بضمان أو بالعمل على ضمان إزالة هذه النفايات على حسابه اخلاص بطريقة عقالنية بيئيا‪.‬‬
‫‪ -‬ال ميكن معاجلة النفاي ات اخلاصة اخلط رة إال يف املنش آت املرخص هلا من قبل ال وزير املكلف‬
‫(‪)3‬‬
‫بالبيئة ‪.‬‬
‫(‪)4‬‬
‫‪ -‬حيظر خلط النفايات اخلاصة اخلطرة مع النفايات األخرى ‪.‬‬
‫‪ -‬يل زم منتجو ‪،‬أو ح ائزو النفاي ات اخلاصة اخلط رة بالتص ريح لل وزير املكلف بالبيئة باملعلوم ات‬
‫املتعلقة بطبيعة وكمية وخصائص النفايات(‪.)5‬‬

‫‪-1‬املادة ‪ 6‬من القانون ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات ومراقبتها وإزالتها‬


‫‪-2‬املادة ‪ 8‬من القانون ‪ 01/19‬املتعلق بتسيري النفايات ومراقبتها وإزالتها‪.‬‬
‫‪-3‬املادة ‪ 15‬من القانون ‪. 01/19‬‬
‫‪-4‬املادة ‪ 17‬من القانون ‪01/19‬‬

‫‪-5‬املادة ‪ 21‬من القانون ‪01/19‬‬

‫‪130‬‬
131

You might also like