Professional Documents
Culture Documents
ماستر 2
شاع استخدام التهيئة او مفهومها في العديد من حقول املعرفة كالجغرافيا ،الاقتصاد ،والتخطيط إلاقليمي
وجميع فروع الهندسة وغيرها من الحقول ذات الصلة.
أن هناك اختالف بين املختصين في فروع املعرفة من جغرافيين ،واقتصاديين ،سياسيين واجتماعيين من اجل
تحديد معنى (التهيئة) ،هذا الاختالف نتج بسبب تباين وجهات النظر لكل منهم ،التي هي في الحقيقة انعكاس
لتصوراتهم مما تنعكس في ألاخير على منهجية حقل الاختصاص وأهدافه.
-التهيئة لغتا :مشتقة من هيىء وهي تعني حضر وجهز ،دب ،وضع رمم ،وهي توحي باإلعداد ،التخطيط
تستخدم عدة مصطلحات مماثلة ملصطلح التهيئة إلاقليمية ،منها التهيئة املجالية ،تنظيم املجال.
إن مصطلح التهيئة يعني هيىء الش يء بمعنى أعده وتعني كذلك تدخل الانسان على املجال من أجل
تهيئته ،والتهيئة كما جاء في معجم املصطلحات الجغرافية للدكتور يوسف التوني:
( بأن التهيئة هو تنظيم خاص تسترشد به الدولة في تنظيم العالقة بين أقاليمها املتباينة لتحقيق تكافئ الفرص
لكل إقليم وإبراز امكانياته الجغرافية الكامنة ودعم شخصيته املحلية أو إعادة التوازن بين ألاقاليم املختلفة
داخل الدولة).
-تعرف التهيئة كذلك أنها عملية تراكمية تقوم على تجارب وخبرات مستمرة وعلى ممارسة عملية
ميدانية.
تعاريف أخرى للتهيئة.
تعريف (قيلر) :هي قيادة وتوجيه كافة الفعليات ومجهودات النمو والتغير في إقليم ما والتحسن املستمر في
مستوى حياة ألافراد املادية وغير املادية نحو تقليص التفاوت الاجتماعي واشراك الناس في ذلك.
تعريف (لوقن) :هي أسلوب تخطيط تنموي ينصب الاهتمام به على إقليم معين بهدف تحقيق التوزيع
العادل ملكاسب التنمية الاقتصادية واشباع الحاجات ألاساسية للسكان ،وتفعيل دورهم في عملية
التنمية ،وتعزيز اعتمادهم على الذات ورفع مستوى معيشتهم وصيانة البيئة.
تعريف (بير قورج) :عرفها في قاموسه (أنها عبارة عن عمل مخطط لتنظيم إلاقليم).
فالتهيئة إلاقليمية :هي عملية تنظيم للمظاهر الجغرافية والبشرية والاقتصادية على املستوى إلاقليمي
بوضع خطة ومعايير تأخذ بعين الاعتبار الظروف الطبيعية واملوارد البشرية والاقتصادية.
اذن فالتهيئة ا ليست فقط استراتيجية كما أنها ليست برامج عمل إقليمية ،بل هي أيضا مشاريع عمومية
وخاصة ميدانية ،مطبقة ،تتطلب املهارة واملوارد البشرية املكونة من أجل تركيب وترقية املشاريع ،وهذا هو
دور الهندسة إلاقليمية.
وبشكل عام يمكن تعريف التهيئة بأنها:
( دراسة املوارد البشرية والطبيعية املستغلة وغير املستغلة في منطقة محدودة من ألارض وتتميز بميزات
خاصة ،تواجه مشاكل متميزة بهدف معرفة إمكانيات هذا إلاقليم الستثمارها في النهوض باإلقليم والارتقاء
به وبسكانه لتحقيق أهداف خاصة ومحددة).
نشأة التهيئة
ظهرت التهيئة ا العام 1930م في ظل الظروف الاقتصادية التي شهدها العالم خاصة بعد الازمة
العاملية الاقتصادية العام 1929م حيث شهدت هذه الفترة وجود مشكل التباين التنموي خاصة في
املناطق الريفية والحضرية بعد ثورة صناعية حولت دوال كثيرة من اقتصاد ذو طابع زراعي إلى اقتصاد ذو
طابع صناعي.
إذن بسبب ألازمة الاقتصادية لسنة 1929البداية ألاولى لظهور فكرة التأثير على توطين ألانشطة
الاقتصادية والاجتماعية وذلك ببروز فكرة توزيع ألانشطة وألاشخاص في املجال ،بعد مالحظة الفوارق
املجالية الخطيرة في بعض الدول املتقدمة .كما أن التطور الاقتصادي الغير املتوازن على املستوى املجالي
عامال وعنصرا أساسيا في ظهور الوعي بضرورة التدخل إلاداري للدولة للتأثير على التوزيع الترابي للنمو
الاقتصادي.
وتعود أولى العمليات في هذا املجال إلى سنة 1933بأمريكا وذلك بعد إنشاء جهاز فيدرالي غير ممركز
يهتم بإعادة الانطالقة الاقتصادية ملنطقة الجنوب الشرقي للواليات املتحدة ألامريكية
نفس الش يء لبريطانيا حيث تدخلت الحكومة املركزية ملواجهة التفاوت الصناعي والحد من الفرق في
التنمية بين مدن الشمال الفقيرة والجنوبية الغنية.
عالوة على اشتغال الحكومة بإعادة إحياء املدن املتضررة من ألازمة الاقتصادية لسنة 1929حيث ثم
إصدار تقريرا سنة 1939يغطي املواضيع ألاساسية لتنظيم املجال يحل بالخصوص املشاكل التي طرحتها
تهيئة التجمعات الحضرية وقد اعتبرت العمليات التي أقدمت عليها أمريكا وبريطانيا أولى عمليات التنمية
الجهوية وإعداد املجال .ولهذا فالجدير بالذكر انه يستعمل مصطلح "إعداد التراب" بل يستعمل مصطلح
" السياسة الجهوية"
هذا وقد تولدت عن التطورات السياسية في غرب أوروبا بعد الحرب العاملية الثانية عدة تشكيالت
جغرافية اقتصادية وسياسية كالنظام الفدرالي وإلاقليمية للحد من الهيمنة املركزية في اتخاذ القرار
وتجسيد الالمركزية والديمقراطية واشراك القاعدة في مهمة التنمية والتكفل بمشاكل السكان على
املستوى إلاقليمي واملحلي.
ومن هذا املنطلق ظهرت فكرة تقسيم التراب الوطني في فرنسا إلى أقاليم جغرافية اقتصادية إليجاد
وسيط بين قمة الهرم إلاداري في الدولة املتمثل في املستوى الوطني والعمالة والبلدية كوحدات إدارية
تقليدية على املستوى املحلي إلى نظام ألاقاليم الذي يحل محل الدولة على املستوى إلاقليمي في مجال
التهيئة القطرية.
أما إلاقليم الجغرافي /الاقتصادي املحتوى لعدة واليات فقد أصبح وسيلة أساسية في مجال تهيئة التراب
الوطني حيث أصبح يعتمد على مجلس استشاري منتخب يقوم هذا املجلس بوضع مخطط التهيئة على
املستوى إلاقليمي ويراقب تنفيذ مشاريعه إلى جانب مجلس تنفيذي يرأسه والي إلاقليم املعين من طرف
الدولة ويتكون من رؤساء املصالح الحكومية الذين يراعون في هذه املخططات إلاقليمية املقدمة
الانسجام والتطابق مع الخطة الوطنية لتهيئة التراب الوطني.
دوافع التهيئة
ظهور مشكلة الفوارق إلاقليمية ،بسبب عدم الاهتمام باألبعاد املكانية في خطط التنمية الاقتصادية
والاجتماعية.
وجود هيمنة حضرية بحيث تحولت ألاقاليم املتقدمة إلى مناطق جذب تتكدس بها رؤوس ألاموال والعمالة
والسكان على حساب ألاقاليم ألاقل تطورا.
وجود حدة في الفوارق بين ألاقاليم الحضرية والريفية بسبب الهجرة السكانية من ألاقاليم الفقيرة إلى ألاقاليم
الغنية.
التوسع العمراني السريع غير املوجه كان من بين الدوافع الى ظهور التهيئة إلاقليمية وهو ما استدعى الدول إلى
اعتماد خطط التهيئة إلاقليمية كوسائل لتوجيه النمو الحضري والعمراني.
أهداف التهيئة
توسيع املدن وتوجيهها ،لتحقيق ال مركزية ألانشطة والسكن ،وتساعد على فك الاختناق املضروب على -
املدن.
تحقيق التنظيم املجالي. -
تحقيق التنمية ورفع مستوى املعيشة ووضع سياسة التعليم والتشغيل والتكفل بكل الاحتياجات -
الاجتماعية للمجتمع ورفع التحدي في ميدان تحسين ظروف املعيشة والخدمات الصحية والتعليمية
لكل فئات املجتمع.
معالجات الاختالالت والفوارق املجالية والتصدي ملختلف التحديات التي كانت بطبيعة الحال أكثر -
بكثير من إمكانيات الدول.
مواكبة قاطرة التنمية وعدم تفويتها واحداث تحوالت بنيوية في العمران هيكال ومجاال وإعادة التوازن -
بين املناطق التي شكلت مناطق لالستغالل املكثف وتمركز للسكان وبين باقي املناطق.
تهيئة املجال ككل وضمان الانسجام بين الانسجة القائمة والنمو الجديد والحد من النمو العشوائي -
وتجنب ظاهرة احياء املراقد من خالل تجهيز هذه املدن بجميع املرافق والخدمات.
مفهوم التسيير
-هناك محاوالت عديدة من طرف الكتاب والباحثين لوضع تعريف للتسيير ومن بينها:
-أن التسيير هو" العملية التي بواسطتها تخطط نظم وتراقب موارد املنظمة للوصول إلى أهداف معينة"
-ويعرف أيضا " :طريقة عقالنية يتم بواسطتها التنسيق بين املوارد البشرية واملادية واملالية نحو تحقيق
أهداف معينة ،هذه الطريقة تترجم في عملية تتضمن تخطيط تنظيم ،إدارة ،وارتكاب النشاطات
بطريقة تؤدي إلى مردود أفضل".
-بينما يعرفه " "Terry.G.Kبأنه " تحقيق ألاهداف بواسطة ألاشخاص آلاخرين"
فمن خالل هذه التعاريف يمكن التوصل إلى تعريف إجرائي والقول بأنه :
" تلك املجموعة من العمليات املنسقة واملتكاملة التي تمثل التخطيط ،التنظيم ،التوجيه ،الرقابة ،أي
تحديد ألاهداف وتنسيق جهود ألاشخاص لبلوغها" ،ويمكن تمييز مستوين من التسيير هما:
• تسيير كلي :يهدف إلى تسيير الوحدة ( مستوى جماعي)
• تسيير جزئي :يهدف إلى تسيير العالقات بين املسير واملسير ( مستوى ما بين ألاشخاص)
التسيير العمراني
يتم التسيير العمراني من خالل إدارة عمومية ( مؤسسات عمومية) ومقاوالت عمومية وخواص هم املرقون
العمرانيون في اطار قانون يمثل القانون التوجيهي للمدينة رقم ،06/06الذي يحدد صالحيات كل متعامل
سواء كان خاص أو عمومي بشكل تشاوري وشفاف وهي ميزات إلادارة الحديثة ولكن هذا الكالم واقعيا يصعب
تحقيقه،
استراتيجية التسيير العمراني
يتم تحقيق حاجيات املؤسسات البشرية عن طريق عملية التنمية التي بدورها تقود إلى تحقيق نمو
اقتصادي متوازن وتوزيع عقالني للثروات ونظام يتحكم في ألاراض ي وكيفية استغاللها من خالل سياسة
عمرانية متماسكة وهذا يتطلب سياسة حضرية ناجحة وفعالة ،ألن هذه السياسة تعتمد على آلية تسيير
هدفها الوصول الى استراتيجية تمكنها من التوفيق بين العامل الاجتماعي واملكاني وتقييم تطورات النسيج
العمراني والسهر على انسجامه والحرص على تحقيق النوعية في الاطار املبني يكتمل من خالل التصور املسبق
والعقالني للسياسة الحضرية.
كما يجب أن يجد التخطيط الحضري غايته في التسيير الحضري من خالل وسائل التعديل والتقويم التي
تتلخص من جهة ،ورصد ألاراض ي بواسطة املخططات من جهة أخرى.
فالتسيير العمراني هو ألاداة املناسبة لتجسيد السياسة العمرانية ويشرع لها ويعتبر من أكبر التوجهات
املعالجة للمشاكل العمرانية ويمثل التسيير العمراني أساس التوازن ،كونه نظام مراقبة العمران في حدود
السياسة العمرانية وأكثر من ذلك حيث ينظم عمليات التخطيط العقاري في الاطار التشريعي واعتماد وسائل
خاصة من اجل ضمان تطبيق القوانين في ظل السياسة العامة على أرض الواقع لعمل جهات املراقبة من أجل
إيجاد حلول ملشاكل جغرافية معينة.
شروط التسيير العمراني