You are on page 1of 11

‫الفصل‪ :‬األول‬ ‫ماستر‪ :‬علوم المجال‬

‫وحدة‪ :‬التحليل المجالي‬

‫تحت إشراف‪:‬‬ ‫إنجاز المجموعة‪5 :‬‬


‫األستاذ أ‪.‬عرشان‬
‫‪ -‬لوقيد موسى‬
‫‪ -‬شروق المناوي‬
‫‪ -‬مبتهج ماجدة‬
‫الموسم الجامعي‪:‬‬
‫‪ -‬مسيتة منير‬
‫‪2018 - 2017‬‬
‫إعداد التراب الوطني بالمغرب‬

‫ظهرت أولى تطبيقات سياسات إعداد التراب مطلع القرن الماضي في عدد من البلدان األوربية‬
‫والواليات الم ّتحدة األمريكية‪ ،‬لكنّ اعتمادها لم يتعمّم إال ّ خالل أواخر هذا القرن خاصّة في بلدان الجنوب‬
‫التي لم يحصل معظمها على االستقالل إال بعد نهاية الحرب العالمية الثانية‪.‬‬
‫فقد بدأ تطبيق أولى سياسات إعداد التراب بهولندا أواخر القرن التاسع عشر (منذ ‪1886‬م) وذلك حينما‬
‫ّ‬
‫خططو ْا في إطار مقاومتهم للم ّد البحري الذي كان يغمر أجزاء شاسعة من التراب الوطني إلنجاز مشروع‬
‫متكامل إلغالق الخليج الهولندي واستصالح أراضيه‪ .‬وفي نفس الفترة بدأ تنفيذ أولى سياسات إعداد التراب‬
‫بك ّل من إيطاليا من خال معركة تحسين جودة األراضي بسهل البو »‪ «Pô‬وبمناطق المستنقعات بالشمال‬
‫الشرقي التي أثمرت اآلالف من االستغالليات الجديدة‪ ،‬واالتحاد السوفييتي (‪ )URSS‬حيث تم تبني أول‬
‫مخطط خماسي (‪ )1932 – 1928‬الذي يهدف إلى تحقيق التصنيع السريع لالتحاد وتحويله من بلد زراعي‬
‫‪1‬‬
‫إلى قوة مصنعة‪.‬‬
‫وبعد اندالع األزمة االقتصادية لسنة ‪1929‬م‪ ،‬اتخذت كل من الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا سياسة‬
‫إعداد التراب كوسيلة لمواجهة تداعيات هذه األزمة‪ ،‬حيث تم تطبيق برنامج للتمويل العمومي موجه لدعم‬
‫مختلف الواليات وإلنجاز برنامج لألشغال الكبرى بالجنوب الشرقي للواليات المتحدة األمريكية‪ .‬أما عن‬
‫بريطانيا فقد تم تعيين أول وزارة إلعداد التراب في أوربا بهدف معالجة االختالالت بين الجهات الغنية‬
‫المتواجدة بالجنوب ونقيضتها بالشمال‪.‬‬
‫بعد نهاية الحرب العالمية الثانية‪ ،‬ومباشرة بعد إصدار ‪ J.F.Gravier2‬لكتابه ‪«Paris et le‬‬
‫»‪ désert français‬سنة ‪1947‬م الذي أظهر من خالله االختالالت المجالية التي يعاني منها المجال‬
‫الفرنسي حيث أن العاصمة باريس كانت تهيمن على التراب ككل‪ ،‬تب ّنت فرنسا سنة ‪1950‬م مخططا وطنيا‬
‫إلعداد التراب كان الغرض منه البحث عن توزيع أفضل للسكان بالنسبة للموارد الطبيعية واألنشطة‬
‫االقتصادية‪.‬‬
‫ومع مطلع األلفية الثالثة أصبح إعداد التراب سياسة معتمدة في ج ّل بلدان الجنوب ومن ضمنها المغرب‬
‫الذي تعود أولى تطبيقات هذه السياسة به إلى الستينات من القرن الماضي‪ ،‬حيث انطلق االهتمام بإعداد‬
‫التراب الوطني بالمغرب خالل المخطط الخماسي األول (‪1964 – 1960‬م) الذي كان من بين اختياراته‬
‫وضع برامج التنمية المندمجة التي تهم بعض مناطق البالد كحوض سبو وملوية السفلى والريف الغربي‪،‬‬
‫ليليه التصميم الخماسي (‪ 1972 – 1968‬م) حيث ظهر االهتمام بالتنمية الجهوية حيث تم تقسيم التراب‬
‫الوطني لسبع جهات اقتصادية وذلك بمقتضى ظهير ‪ 16‬يوليوز ‪1971‬م الذي يهدف من خالله إلى "تحقيق‬

‫‪1‬‬
‫‪URSS (1977), « L’histoire de l’URSS », édition Des progrès, Moscou.‬‬
‫‪2‬‬
‫‪Jean-François Gravier, né le 14 avril 1915 à Levallois-Perret et mort le 11 novembre 2005, est un géographe‬‬
‫‪français. Il est principalement célèbre pour son ouvrage « Paris et le désert français », publié en 1947 et‬‬
‫‪plusieurs fois réédité par la suite.‬‬
‫توزيع مجالي لألنشطة يسمح بنمو اقتصادي أكبر"‪ ،3‬ولتنسيق التدخالت الهادفة إلى إعداد التراب ت ّم سنة‬
‫‪ 1968‬م إحداث هيئة عليا مكلفة بإعداد التراب وهي "اللجنة الوزارية إلعداد التراب"‪.‬‬
‫وقد ت ّم إحداث أول قطاع حكومي مكلف بإعداد التراب سنة ‪1977‬م يتمثل في مديرية إعداد التراب الوطني‪،‬‬
‫إالّ أن التغيير المستمر لنظام الوصاية عليها وقلة الموارد المالية والبشرية المخصصة لها لم يسمح ببلورة‬
‫سياسة واضحة المعالم إلعداد التراب الوطني‪ 4.‬ورغم أن المخطط الخماسي (‪1985 – 1981‬م) خصص‬
‫ميزانيتين لتهيئة التراب الوطني وإنجاز مخططات التنمية والتهيئة الجهوية‪ ،‬وارتقاء الجهة إلى جماعة‬
‫محلية سنة ‪1992‬م‪ ،‬فهذا لم يسمح ببلورة تصميم جهوي إلعداد التراب‪.‬‬
‫عرفت سياسة إعداد التراب بالمغرب منعطفا جديدا مع مطلع األلفية الثالثة حيث ت ّم تعيين وزارة خاصة‬
‫بإعداد التراب سنة ‪1998‬م وإطالق حوار وطني حول إعداد التراب الوطني سنة ‪2000‬م‪ ،‬وتشكيل المجلس‬
‫األعلى إلعداد التراب واعتماد ميثاق وطني إلعداد التراب سنة ‪2001‬م‪ ،‬ووضع مخطط وطني إلعداد‬
‫التراب الوطني سنة ‪2003‬م‪ ،‬وإطالق إعداد المخططات الجهوية إلعداد التراب سنة ‪2005‬م‪.‬‬
‫ويتكون مفهوم إعداد التراب من كلمتي "اإلعداد" الذي يعتبر فعال إراديا لمجموعة من األفراد أو المؤسسات‬
‫أو الجمعيات بهدف تنظيم وتحويل المجال لخلق تأثيرات إيجابية في المجتمع‪ 5،‬وحسب ‪C.Raffestin‬‬
‫التراب هو المجال الذي نسقط عليه العمل أي الطاقة والمعلومات‪ ،‬ويحيل على السلطة وينتج عن تملّك‬
‫‪6‬‬
‫ملموس أو مجرّد‪.‬‬
‫إن إعداد التراب ّ‬
‫يتمثل في الوصل بين مستويات التراب الوطني والمحلي ويستلزم السهر والتمفصل بينهما‬
‫‪7‬‬
‫بشكل مضبوط‪.‬‬
‫إذا كان مفهوم إعداد التراب الوطني يعنى بأهمية قصوى منذ مطلع األلفية الثالثة فما هي مبادئ‬
‫هذه السياسة المتبعة بالتراب الوطني؟ وما هي توجهات هذه السياسة؟ وكيف تتمثل أدوار سياسة إعداد‬
‫التراب الوطني وما هي التحديات التي تواجهها؟‬

‫‪ 3‬تقرير المجلس األعلى إلعداد التراب الوطني سنة ‪2009‬م "واقع حال إعداد التراب الوطني ‪ ،"2009 – 2004‬ص ‪.17‬‬
‫‪ 4‬نفس المرجع السابق‪ ،‬ص ‪.17‬‬
‫‪5‬‬
‫‪Frédéric Santamaria, « Aménagement » : http://www.hypergeo.eu/spip.php?article474‬‬
‫‪ 6‬بوجروف سعيد‪" ،‬الجهة والجهوية بالمغرب‪ :‬أي مشروع ألي تراب؟"‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪ ،‬مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪ ،2012‬الصفحة‬
‫‪.44‬‬
‫‪ 7‬مديرية إعداد التراب الوطني‪" ،‬المجال المغربي‪ :‬واقع الحال"‪2000 ،‬م‪.‬‬
‫المحور األول‪ :‬سياسة إعداد التراب الوطني بالمغرب‪ :‬مبادئها وتوجهاتها‪.‬‬
‫ينص الميثاق الوطني إلعداد التراب على ستة مبادئ كبرى كمرجعية لتصور السياسات العمومية‬
‫في مجال إعداد التراب وإطارا توجيهيا لتدخالت مصالح الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية‪،‬‬
‫كما يحدد لنا عدة توجهات لسياسة إعداد التراب بالمغرب والتي ّ‬
‫تمثل محاور أساسية للتدخل بهدف معالجة‬
‫االختالالت التي يعاني منها المجال المغربي ورفع التح ّديات التي يواجهها المغرب‪.‬‬
‫وتهدف سياسة إعداد التراب التحكم في توزيع األنشطة االقتصادية والسكان والحد من التباين‬
‫الجهوي وتحقيق التنمية المستدامة‪.‬‬
‫‪ .1‬مبادئ سياسة إعداد التراب الوطني‪:‬‬
‫أ) تقوية الوحدة الوطنية‪:‬‬
‫إن تدعيم الوحدة الوطنية يتم من خالل‪:‬‬
‫‪ -‬استكمال الوحدة الترابية‪ ،‬وتأمين التوازن بين المجاالت والمساواة بين المواطنين‪.‬‬
‫‪ -‬تنمية تنافسية المجاالت التي تقتضي تركيز المجهودات في ميدان التنمية على رصد‬
‫المؤهالت التنافسية لمختلف المجاالت الجهوية والمحلية والعمل على تثمينها‪.‬‬
‫‪ -‬اندماج المجال المغربي من خالل العمل على إنعاش أنماط الشراكة والتعاون بين مختلف‬
‫مستويات التراتبية المجالية‪.‬‬
‫ب) تنمية ممركزة على اإلنسان‪:‬‬
‫يعتبر المواطن أداة للتنمية وهدفا لها‪ ،‬حيث تعين االنطالق من رصد حاجيات السكان في ميادين‬
‫التربية والتكوين والشغل والصحة والسكن والترفيه واالتصال والتواصل وترتيبها طبقا لدرجة أولويتها‪.‬‬
‫ج) النجاعة االقتصادية والتماسك االجتماعي‪:‬‬
‫لضمان التنمية‪ ،‬في إطار استراتيجية شمولية للتغيير تهدف إلى ترسيخ التماسك االجتماعي في‬
‫عمق السياسة التنموية‪ ،‬البد من التوفيق بين النجاعة االقتصادية والتماسك االجتماعي‪.‬‬
‫د) االنسجام بين اإلنسان ومجاله‪:‬‬
‫تعتبر المحافظة على الموارد في العملية التنموية أساسية لتحقيق االنسجام بين اإلنسان ومجاله‪،‬‬
‫كما يتوجب تغيير تمتثات وممارسات المواطنين تجاه محاطهم الطبيعي‪.‬‬
‫ه) التضامن بين مكونات التراب الوطني‪:‬‬
‫اللجوء إلى آليات التضامن المتاحة أو تلك التي يتعين إقرارها‪ ،‬للتقليل من حدة التباينات المجالية‬
‫واالجتماعية‪.‬‬
‫و) الديمقراطية والتشاركية‪:‬‬
‫اعتماد أساليب الحوار الديمقراطي مع المواطنين وإشراكهم في تحديد وإنجاز االختيارات‪.‬‬
‫‪ .2‬التوجهات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني‪:‬‬
‫أ) الرفع من األداءات اإلجمالية لالقتصاد الوطني‪:‬‬
‫‪ -‬تحسين محيط االستثمار والبحث عن مرتكزات جديدة للتنمية وذلك من خالل تطوير النسيج‬
‫الوطني للبنيات األساسية وتحسن المحيط اإلداري والقانوني لالستثمار‪ ،‬وكذا وفير الشروط‬
‫الكفيلة بتحفيز الفاعلين‪.‬‬
‫‪ -‬تنويع األنشطة االقتصادية بالوسط القروي بهدف إعادة تحريك دينامية التنمية‪ ،‬ومواصلة‬
‫تأهيل النسيج الصناعي الوطني‪.‬‬
‫ب) تنمية العالم القروي‪:‬‬
‫تفعيل توجهات واختيارات استراتيجية ‪ 2020‬للتنمية القروي الرامية إلى‪:‬‬
‫‪ -‬الرفع من أداء القطاع الفالحي‪.‬‬
‫‪ -‬تويع مصادر الدخل لدى القرويين‪.‬‬
‫‪ -‬تأهيل نظام التربية والتكوين المهني‪.‬‬
‫ج) تدبير الموارد والمحافظة على التراث‪:‬‬
‫أمام تزايد الضغط على الموارد الطبيعية‪ ،‬بفعل النمو الديمغرافي وحاجيات المجتمع ومتطلبات‬
‫التنمية االقتصادية فلقد بات من باب االستعجال تعبئة هذه الموارد في إطار استراتيجية شمولية قوامها سن‬
‫إطار قانوني لتدبير الموارد الطبيعية ومحاربة التلوث‪:‬‬
‫‪ -‬ترشيد تدبير الموارد المائية‪ :‬إن االستراتيجية الوطنية في ميدان الماء عملت على وضع‬
‫مخططات بعيدة المدى تضمن توفير الموارد المائية المتاحة وإمكانيات نقلها من مناطق‬
‫الفورة إلى مناطق الخصاص‪.‬‬
‫‪ -‬حماية التراث الغابوي‪ :‬في هذا الصدد يجب وضع استراتيجية وطنية لحماية وتنمية التراث‬
‫الغابوي‪ ،‬هذه االستراتيجية تقوم على مقاربة مندمجة للتنمية مع مراعاة التوازن بين المحافظة‬
‫على هذه الموارد وطرق استغاللها‪.‬‬
‫‪ -‬التراث والتنمية وإعداد التراب‪ :‬يتعين بلورة توجهات عامة لسياسة وطنية وجهوية للتراث‬
‫ووضع مخططات هدف إلى تنميته والمحافظة عليه‪.‬‬
‫د) السياسة الحضرية‪:‬‬
‫إن مستقبل التنمية بالمغرب سيتحدد في جزء منه في المدينة‪ ،‬هذا األمر الذي سيضع المسألة‬
‫الحضرية في اإلطار العام إلعداد التراب من جهة ومعالجة اإلشكاليات التي يطرحها وفق سياسة المدينة‬
‫من جهة ثانية‪ ،‬وهدف هذه السياسة هو معالجة التناقضات الحضرية باالعتماد على تنمية األسس االقتصادية‬
‫للمدن‪ .‬فيجب تمكين الفئات الفقيرة من الوسائل التي تمكنها من االندماج في المجتمع الحضري‪.‬‬
‫ه) معالجة إشكالية العقار‪:‬‬
‫يعتبر العقار من بين العوامل المؤثرة في التنمية وإعداد التراب‪ ،‬ففي المغرب تطرح المسألة‬
‫العقارية عدة مشاكل في الوسطين القروي والحضري‪ ،‬إذ تقتضي التوجهات الجديدة في ميدان إعداد التراب‬
‫نهج سياسة عقارية تطلق من مبدأ األرض كثروة وطنية ذات وضيفة اقتصادية واجتماعية‪ ،‬لذا يجب إقامة‬
‫آليات تتح ّكم في السوق العقارية الحضرية باألساس ورفع القيود العقارية التي تعي التنمية في المجال‬
‫القروي‪.‬‬
‫و) تأهيل الموارد البشرية‪:‬‬
‫يعتبر تأهيل العنصر البشري من التوجهات األساسية التي نصّ عليها الميثاق الوطني إلعداد‬
‫التراب‪ ،‬وذلك بهدف تجاوز النقص الذي يعرفه العنصر البشري كالحد من تفشي األمية وضعف التكوين‬
‫المهني‪ ،‬كما أن الميثاق يهدف إلى تنمية البحث العلمي في الميادين التي لها عالقة بالتنمية وإعداد التراب‪.‬‬
‫‪ .3‬التوجهات المجالية لسياسة إعداد التراب الوطني‪:‬‬
‫‪8‬‬

‫يحدد الميثاق الوطني إلعداد التراب عدة مجاالت ذات األولوية بالنسبة للتدخل في سياسة إعداد‬
‫التراب‪ ،‬هذه المجاالت هي‪:‬‬
‫األقاليم الشمالية‪ :‬تدعيم البعد األورومتوسطي وتأهيل المجاالت المحدودة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المناطق الجبلية‪ :‬المحافظة على الموارد والتضامن المجالي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المناطق الساحلية‪ :‬تعزيز االنفتاح على الخارج وتدبير الموارد البحرية والحفاظ عليها‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية‪ :‬تفعيل االندماج الجهوي‪ ،‬وتدبير المجاالت الهشة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المناطق المسقية‪ :‬كسب رهان األمن الغذائي‪ ،‬وتحديات االنفتاح على األسواق الخارجية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مناطق البور‪ :‬تحقيق النجاعة االقتصادية‪ ،‬والتوازنات المجالية‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫الشبكة الحضرية‪ :‬تحديث التدبير‪ ،‬وتأهيل المجال واالستثمار والموارد واألقطاب الجهوية‬ ‫‪-‬‬
‫والمدن المتوسطة والصغيرة‪.‬‬

‫المحور الثاني‪ :‬سياسة إعداد التراب‪ :‬دورها‪ ،‬أدواتها‪ ،‬والتحديات التي تواجهها‪.‬‬
‫‪ .1‬دور سياسة إعداد التراب‪:‬‬
‫أ) في المجال الحضري‪:‬‬
‫تساعد سياسة إعداد التراب الوطني على التحكم في التوسع الحضري من خالل قانون التعمير‬
‫الذي يشمل الوثائق اآلتية‪:‬‬
‫التصميم المديري للتهيئة والتمدين‪ :‬وثيقة تحدد التوجهات العامة للتوسع العمراني على‬ ‫‪-‬‬
‫المدى البعيد‪.‬‬
‫تصميم التنطيق‪ :‬وثيقة تبرز تخصصات المناطق واألحياء داخل المدينة (سكنية‪ ،‬صناعية‪،‬‬ ‫‪-‬‬
‫إدارية‪ ،‬تجارية‪.)...‬‬
‫تصميم التهيئة‪ :‬وثيقة توضح بدقة استعماالت األراضي في المدينة والمراكز القروية‬ ‫‪-‬‬
‫المجاورة (الشوارع‪ ،‬األزقة‪ ،‬الساحات‪ ،‬المرافق العمومية‪ ،‬المناطق الخضراء‪ ،‬نوعية‬
‫البنايات وعدد الطوابق‪.)....‬‬
‫تصميم التنظيم الوظيفي والتهيئة (‪ :)SOFA‬وثيقة تبرز الوظائف األساسية للمدن الكبرى‬ ‫‪-‬‬
‫(إدارية‪ ،‬سياحية‪ ،‬صناعية‪ ،‬تجارية‪.)...‬‬
‫ب) في المجال القروي‪:‬‬
‫تعمل سياسة إعداد التراب الوطني على تهيئة المجال الريفي من خالل برمجة مشاريع البنية التحتية‬
‫مثل السدود والشبكة الطرقية والكهرباء إلى جانب تقنين السكن والملكيات العقارية‪.‬‬
‫‪ .2‬أدوات إعداد التراب‪:‬‬
‫يحدد إعداد التراب التصور العام الستراتيجية الدولة فيما يتعلق بالتنمية المجالية والتوجهات الكبرى التي‬
‫ينبغي أن تؤطر السياسات القطاعية المختلفة‪ .‬ولتنزيل هذا التصور وتفعيل هذه التصورات تعتمد سياسة‬
‫إعداد التراب على مجموعة من األدوات يمكن تصنيفها ضمن ثالث مجموعات كبرى وهي‪ :‬اإلطار‬
‫القانوني‪ ،‬الهياكل المشرفة والوثائق التوجيهية‪.‬‬

‫‪8‬‬
‫‪http://www.achamel.info/‬‬
‫أ) اإلطار القانوني إلعداد التراب‪:‬‬
‫ّ‬
‫يتكون اإلطار القانوني إلعداد التراب من مجموع القوانين التي تحدد الهياكل المكلفة بإعداد التراب‬
‫وتضح اختصاصات مختلف الفاعلين وتضع آليات وإجراءات التنسيق والتمويل والتنفيذ والتتبع الكفيلة‬
‫بتحقيق التوجهات العامة لسياسة إعداد التراب‪.‬‬
‫▪ الميثاق الوطني إلعداد التراب والتنمية المستدامة‪:‬‬
‫تم اعتماده إثر انعقاد أول اجتماع للمجلس األعلى إلعداد التراب سنة ‪2004‬م‪ ،‬ويحدد المبادئ‬
‫األساسية والتوجهات الكبرى إلعداد التراب كما يحدد اإلطار المؤسساتي لتنظيم الفاعلين وتدخالتهم‪ ،‬كما‬
‫نص على ضرورة إصدار قانون حول إعداد التراب والتنمية المستدامة‪.‬‬
‫▪ مشروع قانون إعداد التراب‪:‬‬
‫يتعلق مشروع قانون ‪ 13-50‬بإعداد التراب الوطني الذي يهدف إلى‪:‬‬
‫‪ -‬سد الفراغ القانوني الذي يعرفه ميدان إعداد التراب الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬وضع األسس القانونية واإلجرائية ألدوات وهياكل تنفيذ توجهات سياسة إعداد التراب‪.‬‬
‫‪ -‬اعتماد مقاربة تتسم بالشمولية واالندماجية في التعاطي مع قضايا تنمية وإعداد التراب‬
‫الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬تعزيز التشاور وتحقيق االنسجام والتنسيق بين مختلف الفاعلين والمتدخلين في ميدان إعداد‬
‫التراب جهويا ووطنيا‪.‬‬
‫‪ -‬الحكامة المجالية عبر دعم الشراكة بين الدولة والجهات‪.‬‬
‫‪ -‬توفير المعلومة المجالية كرافد إلغناء القرار الترابي‪.‬‬
‫▪ القوانين القطاعية التي لها عالقة بميدان إعداد التراب‪:‬‬
‫يتوفر المغرب على ترسانة من القوانين التي تخدم مجال إعداد التراب‪ ،‬من هذه القوانين ما يتعلق‬
‫بالتعمير ومنها ما يتعلق بالبيئة والموارد الطبيعية‪.‬‬
‫ب) هياكل إعداد التراب‪:‬‬
‫نص الميثاق الوطني إلعداد التراب على إحداث عدد من الهياكل لتنسيق المهام والتدخالت والبرامج‬
‫وطنيا وجهويا تتجلى فيما يلي‪:‬‬
‫▪ المجلس األعلى إلعداد التراب‪:‬‬
‫أحدث بموجب مرسوم ‪ 13‬دجنبر ‪ ،2001‬ويهدف إلى‪:‬‬
‫اقتراح التوجهات الكبرى للتهيئة والتنمية المستدامة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إبداء الرأي بخصوص مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بإعداد التراب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫إبداء الرأي بخصوص التصاميم ومختلف الوثائق الوطنية والجهوية المتعلقة بإعداد التراب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المساهمة في تقييم حصيلة األعمال التي تم تنفيذها في مجال إعداد التراب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫اقتراح التدابير التي من شأنها تحقيق تكامل أمثل بين مختلف األعمال المرتبطة بإعداد‬ ‫‪-‬‬
‫التراب‪.‬‬
‫‪-‬‬
‫▪ اللجنة الوزارية الدائمة إلعداد التراب‪:‬‬
‫أصل هذه اللجنة كان هو مرسوم ‪ 06‬غشت ‪ 1968‬المعدل بمرسوم ‪ 06‬مارس ‪ ،1982‬لكنها لم‬
‫تنعقد سوى مرة واحدة سنة ‪1971‬م‪ ،‬ومن مهامها‪:‬‬
‫‪ -‬وضع اإلجراءات والتدابير الكفيلة بتفعيل التوصيات المنبثقة عن المجلس األعلى إلعداد‬
‫التراب الوطني‪.‬‬
‫‪ -‬مواكبة وتتبع تنفيذ هذه التوصيات‪.‬‬
‫‪ -‬المساهمة في بلورة السياسات العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬المصادقة على تصميم التنظيم الوظيفي والتهيئة‪.‬‬
‫▪ اللجنة الجهوية إلعداد التراب والتنمية المستدامة‪:‬‬
‫تحدث على صعيد كل جهة وتعتبر امتدادا للمجلس األعلى إلعداد التراب‪ ،‬يرأسها رئيس الجهة‪.‬‬
‫وتضطلع هذه اللجنة بـ‪:‬‬
‫المساهمة في إعداد التصميم الجهوي إلعداد التراب‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المساهمة في إعداد مخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية والبيئية للجهة‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫المساهمة في إعداد المخططات القطاعية الخاصة بنفوذها الترابي‪.‬‬ ‫‪-‬‬
‫مواكبة وتنفيذ وتتبع التصميم الجهوي إلعداد التراب والمخطط الجهوي للتنمية االقتصادية‬ ‫‪-‬‬
‫واالجتماعية والبيئية‪.‬‬
‫ج) وثائق إعداد التراب‪:‬‬
‫يتم تنفيذ سياسة إعداد التراب باالعتماد على مجموعة من الوثائق التوجيهية وهي عبارة عن‬
‫مجموعة من المخططات والتصاميم‪ ،‬وتنقسم إلى‪:‬‬
‫▪ وثائق إعداد التراب المعتمدة قبل سنة ‪2000‬م‪:‬‬
‫‪ -‬تصاميم التهيئة والتنمية الجهوية (‪ :)SDAR‬تم اعتمادها في إطار المخطط الخماسي‬
‫(‪1977 – 1973‬م)‪ ،‬يهدف إلى تحقيق جرد ومسح كاملين لمعطيات الجهة‪ ،‬تحديد أولويات‬
‫التنمية القطاعية والمجالية للجهة‪ ،‬رصد مختلف معيقات التنمية الجهوية‪ ،‬وإنجاز البنيات‬
‫التحتية الالزمة لتوازن الجهة وتكافؤ مجالها في ميدان التجهيز واالستثمار‪.‬‬
‫‪ -‬تصاميم الهيكلة القروية (‪ :)SAR‬تهدف إلى وضع استراتيجية للتنمية القروية لتحقيق‬
‫التوازن وتوزيع التجهيزات العمومية وتقليص الفوارق بين بين الجماعات داخل نفس الجهة‪،‬‬
‫وتحريك دينامية المراكز الصغرى وتخفيف احتقان المراكز الكبرى والتحكم في حركات‬
‫الهجرة‪.‬‬
‫▪ وثائق إعداد التراب المعمول بها حاليا‪:‬‬
‫‪ -‬التصميم الوطني إلعداد التراب (‪ :)SNAT‬هو وثيقة مرجعية للتهيئة المجالية لمجموع التراب‬
‫الوطني‪ ،‬على مدى ‪ 25‬سنة‪ ،‬ويهدف إلى‪ :‬تحديد التوجهات العمة إلعداد الترابي الوطني‪،‬‬
‫تدعيم التنافسية بين مختلف مكونات ومجاالت التراب الوطني‪ ،‬اقتراح نمط للتهيئة يساعد‬
‫على توفير شروط التنمية المستدامة‪ ،‬وتحديد االختيارات المتعلقة بالمشاريع والتجهيزات‬
‫الكبرى المهيكلة للمرافق العمومية‪.‬‬
‫‪ -‬التصميم الجهوي إلعداد التراب (‪ :)SRAT‬هو وثيقة للتهيئة المجالية لمجموع التراب‬
‫الجهوي‪ ،‬على مدى ‪ 20‬سنة‪ ،‬يهدف إلى‪ :‬تحقيق التوافق حول تدابير تنظيم المجال الجهوي‬
‫وتأهيله وفق استراتيجية بعيدة المدى‪ ،‬وتحديد توجهات واختيارات التنمية الجهوية لكل من‬
‫الدولة والجهات‪ ،‬ووضع اإلطار العام لبلورة التنمية الجهوية‪.‬‬
‫‪ -‬تصميم التنظيم الوظيفي والتهيئة (‪ :)SOFA‬يعتبر هذا التصميم وثيقة توجيهية على مدى‬
‫‪ 20‬سنة لتهيئة الفضاءات القطبية ومجاالت تأثيرها وتنظيمها وفق رؤية استشرافية لوظائف‬
‫األقطاب المكونة لها‪.‬‬
‫‪ -‬المخطط االستراتيجي اإلقليمي‪ :‬يعتبر هذا ألخير وثيقة استراتيجية على مدى عشر سنوات‪،‬‬
‫تمكن الفاعلين من بلورة رؤية استراتيجية لتنمية اإلقليم‪ .‬ويشمل هذا المخطط على تقرير‬
‫حول التشخيص المجالي االستراتيجي لإلقليم وآخر حول برنامج العمل االستراتيجي‪.‬‬
‫‪ -‬وثائق التعمير‪ :‬لقد تم بموجب ظهير سنة ‪1960‬م وقانون التعمير لسنة ‪1992‬م استحداث‬
‫مجموعة من القوانين لتوجيه تهيئة المجاالت المحلية‪ ،‬من بينها‪:‬‬
‫❖ مخطط توجيه التهيئة العمرانية‪.‬‬
‫❖ تصميم التهيئة‪.‬‬
‫❖ تصميم نطاق العمارة القروية (تصميم التنمية)‪.‬‬
‫‪ .3‬تحديات إعداد التراب‪:‬‬
‫من خالل تشخيص واقع التراب المغربي عند مطلع األلفية الثالثة تم الوقوف على المشاكل الكبرى‬
‫لسياسة إعداد التراب الوطني والتي يمكن تلخيصها فيما يلي‪:‬‬
‫‪ -‬الثقل الديمغرافي وتزايد الحاجيات األساسية للسكان من سكن وخدمة اجتماعية وتجهيزات‬
‫أساسية‪.‬‬
‫‪ -‬هشاشة االقتصاد وضعف أدائه من حيث خلق الثروة وتوفير الشغل وتوزيع المداخيل‪.‬‬
‫‪ -‬تدهور الموارد الطبيعية والمنظومات البيئية‪.‬‬

‫رغم تأخر المغرب في وضع سياسة إعداد التراب‪ ،‬ورغم أن أغلب عناصر هذه السياسة الزالت‬
‫على المستوى النظري ولم تر النور على أرض الواقع بعد ما جعلها لم تحقق كل أهدافها‪ ،‬إال ّ إنها تظل‬
‫ركيزة أساسية بالنسبة للتهيئة الحضرية والريفية بالمغرب‪.‬‬
‫البيبليوغرافيا‪:‬‬
‫الئحة المراجع‪:‬‬
‫العربية‪:‬‬ ‫❖‬
‫الميثاق الوطني إلعداد التراب‪.‬‬ ‫▪‬
‫الهيلوش محمد‪" ،‬محاضرات في إعداد التراب"‪ ،‬دار القلم للطباعة والنشر‪ ،‬الرباط‪2017 ،‬م‪.‬‬ ‫▪‬
‫بوجروف سعيد‪" ،‬الجهة والجهوية بالمغرب‪ :‬أي مشروع ألي تراب؟"‪ ،‬المطبعة والوراقة الوطنية‪،‬‬ ‫▪‬
‫مراكش‪ ،‬الطبعة األولى ‪2012‬م‪ ،‬الصفحة ‪.44‬‬
‫تقرير المجلس األعلى إلعداد التراب الوطني سنة ‪2009‬م‪" ،‬واقع حال إعداد التراب الوطني‪،‬‬ ‫▪‬
‫"‪ ،2004 – 2009‬ص‪.17 :‬‬
‫مديرية إعداد التراب الوطني‪" ،‬المجال المغربي‪ :‬واقع الحال"‪2000 ،‬م‪.‬‬ ‫▪‬
‫الفرنسية‪:‬‬ ‫❖‬
‫▪‬ ‫‪URSS (1977), « L’histoire de l’URSS », édition Des progrès, Moscou.‬‬

‫الويبوغرافيا‪:‬‬
‫▪‬ ‫‪http://www.achamel.info/ consulté le 20/12/2017 à 11:20.‬‬
‫▪‬ ‫‪http://www.hypergeo.eu/spip.php?article474 consulté le 19/12/2017 à 12:35.‬‬
‫الفهرس‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬سياسة إعداد التراب الوطني بالمغرب‪ :‬مبادئها وتوجهاتها‪3 ................................... .‬‬
‫‪ .1‬مبادئ سياسة إعداد التراب الوطني‪3 ......................................................................... :‬‬
‫أ) تقوية الوحدة الوطنية‪3 ........................................................................................ :‬‬
‫ب) تنمية ممركزة على اإلنسان‪3 .............................................................................. :‬‬
‫ج) النجاعة االقتصادية والتماسك االجتماعي‪3 ............................................................... :‬‬
‫د) االنسجام بين اإلنسان ومجاله‪3 .............................................................................. :‬‬
‫ه) التضامن بين مكونات التراب الوطني‪3 .................................................................... :‬‬
‫و) الديمقراطية والتشاركية‪3 .................................................................................... :‬‬
‫‪ .2‬التوجهات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني‪3 .......................................................... :‬‬
‫أ) الرفع من األداءات اإلجمالية لالقتصاد الوطني‪3 ......................................................... :‬‬
‫ب) تنمية العالم القروي‪4 ........................................................................................ :‬‬
‫ج) تدبير الموارد والمحافظة على التراث‪4 ...................................................................:‬‬
‫د) السياسة الحضرية‪4 ........................................................................................... :‬‬
‫ه) معالجة إشكالية العقار‪4 ....................................................................................... :‬‬
‫و) تأهيل الموارد البشرية‪4 ..................................................................................... :‬‬
‫‪ .4‬التوجهات المجالية لسياسة إعداد التراب الوطني‪5 .......................................................:‬‬
‫المحور الثاني‪ :‬سياسة إعداد التراب‪ :‬دورها‪ ،‬أدواتها‪ ،‬والتحديات التي تواجهها‪5 ............................ .‬‬
‫‪ .1‬دور سياسة إعداد التراب‪5 ..................................................................................... :‬‬
‫أ) في المجال الحضري‪5 ........................................................................................ :‬‬
‫ب) في المجال القروي‪5 ......................................................................................... :‬‬
‫‪.2‬أدوات إعداد التراب‪5 ............................................................................................ :‬‬
‫أ) اإلطار القانوني إلعداد التراب‪6 ............................................................................. :‬‬
‫ب) هياكل إعداد التراب‪6 ....................................................................................... :‬‬
‫ج) وثائق إعداد التراب‪7 ........................................................................................ :‬‬
‫‪.3‬تحديات إعداد التراب‪8 ...........................................................................................:‬‬
‫البيبليوغرافيا‪9 ........................................................................................................... :‬‬
‫الفهرس‪10 ............................................................................................................... :‬‬

You might also like