Professional Documents
Culture Documents
ظهرت أولى تطبيقات سياسات إعداد التراب مطلع القرن الماضي في عدد من البلدان األوربية
والواليات الم ّتحدة األمريكية ،لكنّ اعتمادها لم يتعمّم إال ّ خالل أواخر هذا القرن خاصّة في بلدان الجنوب
التي لم يحصل معظمها على االستقالل إال بعد نهاية الحرب العالمية الثانية.
فقد بدأ تطبيق أولى سياسات إعداد التراب بهولندا أواخر القرن التاسع عشر (منذ 1886م) وذلك حينما
ّ
خططو ْا في إطار مقاومتهم للم ّد البحري الذي كان يغمر أجزاء شاسعة من التراب الوطني إلنجاز مشروع
متكامل إلغالق الخليج الهولندي واستصالح أراضيه .وفي نفس الفترة بدأ تنفيذ أولى سياسات إعداد التراب
بك ّل من إيطاليا من خال معركة تحسين جودة األراضي بسهل البو » «Pôوبمناطق المستنقعات بالشمال
الشرقي التي أثمرت اآلالف من االستغالليات الجديدة ،واالتحاد السوفييتي ( )URSSحيث تم تبني أول
مخطط خماسي ( )1932 – 1928الذي يهدف إلى تحقيق التصنيع السريع لالتحاد وتحويله من بلد زراعي
1
إلى قوة مصنعة.
وبعد اندالع األزمة االقتصادية لسنة 1929م ،اتخذت كل من الواليات المتحدة األمريكية وبريطانيا سياسة
إعداد التراب كوسيلة لمواجهة تداعيات هذه األزمة ،حيث تم تطبيق برنامج للتمويل العمومي موجه لدعم
مختلف الواليات وإلنجاز برنامج لألشغال الكبرى بالجنوب الشرقي للواليات المتحدة األمريكية .أما عن
بريطانيا فقد تم تعيين أول وزارة إلعداد التراب في أوربا بهدف معالجة االختالالت بين الجهات الغنية
المتواجدة بالجنوب ونقيضتها بالشمال.
بعد نهاية الحرب العالمية الثانية ،ومباشرة بعد إصدار J.F.Gravier2لكتابه «Paris et le
» désert françaisسنة 1947م الذي أظهر من خالله االختالالت المجالية التي يعاني منها المجال
الفرنسي حيث أن العاصمة باريس كانت تهيمن على التراب ككل ،تب ّنت فرنسا سنة 1950م مخططا وطنيا
إلعداد التراب كان الغرض منه البحث عن توزيع أفضل للسكان بالنسبة للموارد الطبيعية واألنشطة
االقتصادية.
ومع مطلع األلفية الثالثة أصبح إعداد التراب سياسة معتمدة في ج ّل بلدان الجنوب ومن ضمنها المغرب
الذي تعود أولى تطبيقات هذه السياسة به إلى الستينات من القرن الماضي ،حيث انطلق االهتمام بإعداد
التراب الوطني بالمغرب خالل المخطط الخماسي األول (1964 – 1960م) الذي كان من بين اختياراته
وضع برامج التنمية المندمجة التي تهم بعض مناطق البالد كحوض سبو وملوية السفلى والريف الغربي،
ليليه التصميم الخماسي ( 1972 – 1968م) حيث ظهر االهتمام بالتنمية الجهوية حيث تم تقسيم التراب
الوطني لسبع جهات اقتصادية وذلك بمقتضى ظهير 16يوليوز 1971م الذي يهدف من خالله إلى "تحقيق
1
URSS (1977), « L’histoire de l’URSS », édition Des progrès, Moscou.
2
Jean-François Gravier, né le 14 avril 1915 à Levallois-Perret et mort le 11 novembre 2005, est un géographe
français. Il est principalement célèbre pour son ouvrage « Paris et le désert français », publié en 1947 et
plusieurs fois réédité par la suite.
توزيع مجالي لألنشطة يسمح بنمو اقتصادي أكبر" ،3ولتنسيق التدخالت الهادفة إلى إعداد التراب ت ّم سنة
1968م إحداث هيئة عليا مكلفة بإعداد التراب وهي "اللجنة الوزارية إلعداد التراب".
وقد ت ّم إحداث أول قطاع حكومي مكلف بإعداد التراب سنة 1977م يتمثل في مديرية إعداد التراب الوطني،
إالّ أن التغيير المستمر لنظام الوصاية عليها وقلة الموارد المالية والبشرية المخصصة لها لم يسمح ببلورة
سياسة واضحة المعالم إلعداد التراب الوطني 4.ورغم أن المخطط الخماسي (1985 – 1981م) خصص
ميزانيتين لتهيئة التراب الوطني وإنجاز مخططات التنمية والتهيئة الجهوية ،وارتقاء الجهة إلى جماعة
محلية سنة 1992م ،فهذا لم يسمح ببلورة تصميم جهوي إلعداد التراب.
عرفت سياسة إعداد التراب بالمغرب منعطفا جديدا مع مطلع األلفية الثالثة حيث ت ّم تعيين وزارة خاصة
بإعداد التراب سنة 1998م وإطالق حوار وطني حول إعداد التراب الوطني سنة 2000م ،وتشكيل المجلس
األعلى إلعداد التراب واعتماد ميثاق وطني إلعداد التراب سنة 2001م ،ووضع مخطط وطني إلعداد
التراب الوطني سنة 2003م ،وإطالق إعداد المخططات الجهوية إلعداد التراب سنة 2005م.
ويتكون مفهوم إعداد التراب من كلمتي "اإلعداد" الذي يعتبر فعال إراديا لمجموعة من األفراد أو المؤسسات
أو الجمعيات بهدف تنظيم وتحويل المجال لخلق تأثيرات إيجابية في المجتمع 5،وحسب C.Raffestin
التراب هو المجال الذي نسقط عليه العمل أي الطاقة والمعلومات ،ويحيل على السلطة وينتج عن تملّك
6
ملموس أو مجرّد.
إن إعداد التراب ّ
يتمثل في الوصل بين مستويات التراب الوطني والمحلي ويستلزم السهر والتمفصل بينهما
7
بشكل مضبوط.
إذا كان مفهوم إعداد التراب الوطني يعنى بأهمية قصوى منذ مطلع األلفية الثالثة فما هي مبادئ
هذه السياسة المتبعة بالتراب الوطني؟ وما هي توجهات هذه السياسة؟ وكيف تتمثل أدوار سياسة إعداد
التراب الوطني وما هي التحديات التي تواجهها؟
3تقرير المجلس األعلى إلعداد التراب الوطني سنة 2009م "واقع حال إعداد التراب الوطني ،"2009 – 2004ص .17
4نفس المرجع السابق ،ص .17
5
Frédéric Santamaria, « Aménagement » : http://www.hypergeo.eu/spip.php?article474
6بوجروف سعيد" ،الجهة والجهوية بالمغرب :أي مشروع ألي تراب؟" ،المطبعة والوراقة الوطنية ،مراكش ،الطبعة األولى ،2012الصفحة
.44
7مديرية إعداد التراب الوطني" ،المجال المغربي :واقع الحال"2000 ،م.
المحور األول :سياسة إعداد التراب الوطني بالمغرب :مبادئها وتوجهاتها.
ينص الميثاق الوطني إلعداد التراب على ستة مبادئ كبرى كمرجعية لتصور السياسات العمومية
في مجال إعداد التراب وإطارا توجيهيا لتدخالت مصالح الدولة والمؤسسات العمومية والجماعات الترابية،
كما يحدد لنا عدة توجهات لسياسة إعداد التراب بالمغرب والتي ّ
تمثل محاور أساسية للتدخل بهدف معالجة
االختالالت التي يعاني منها المجال المغربي ورفع التح ّديات التي يواجهها المغرب.
وتهدف سياسة إعداد التراب التحكم في توزيع األنشطة االقتصادية والسكان والحد من التباين
الجهوي وتحقيق التنمية المستدامة.
.1مبادئ سياسة إعداد التراب الوطني:
أ) تقوية الوحدة الوطنية:
إن تدعيم الوحدة الوطنية يتم من خالل:
-استكمال الوحدة الترابية ،وتأمين التوازن بين المجاالت والمساواة بين المواطنين.
-تنمية تنافسية المجاالت التي تقتضي تركيز المجهودات في ميدان التنمية على رصد
المؤهالت التنافسية لمختلف المجاالت الجهوية والمحلية والعمل على تثمينها.
-اندماج المجال المغربي من خالل العمل على إنعاش أنماط الشراكة والتعاون بين مختلف
مستويات التراتبية المجالية.
ب) تنمية ممركزة على اإلنسان:
يعتبر المواطن أداة للتنمية وهدفا لها ،حيث تعين االنطالق من رصد حاجيات السكان في ميادين
التربية والتكوين والشغل والصحة والسكن والترفيه واالتصال والتواصل وترتيبها طبقا لدرجة أولويتها.
ج) النجاعة االقتصادية والتماسك االجتماعي:
لضمان التنمية ،في إطار استراتيجية شمولية للتغيير تهدف إلى ترسيخ التماسك االجتماعي في
عمق السياسة التنموية ،البد من التوفيق بين النجاعة االقتصادية والتماسك االجتماعي.
د) االنسجام بين اإلنسان ومجاله:
تعتبر المحافظة على الموارد في العملية التنموية أساسية لتحقيق االنسجام بين اإلنسان ومجاله،
كما يتوجب تغيير تمتثات وممارسات المواطنين تجاه محاطهم الطبيعي.
ه) التضامن بين مكونات التراب الوطني:
اللجوء إلى آليات التضامن المتاحة أو تلك التي يتعين إقرارها ،للتقليل من حدة التباينات المجالية
واالجتماعية.
و) الديمقراطية والتشاركية:
اعتماد أساليب الحوار الديمقراطي مع المواطنين وإشراكهم في تحديد وإنجاز االختيارات.
.2التوجهات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني:
أ) الرفع من األداءات اإلجمالية لالقتصاد الوطني:
-تحسين محيط االستثمار والبحث عن مرتكزات جديدة للتنمية وذلك من خالل تطوير النسيج
الوطني للبنيات األساسية وتحسن المحيط اإلداري والقانوني لالستثمار ،وكذا وفير الشروط
الكفيلة بتحفيز الفاعلين.
-تنويع األنشطة االقتصادية بالوسط القروي بهدف إعادة تحريك دينامية التنمية ،ومواصلة
تأهيل النسيج الصناعي الوطني.
ب) تنمية العالم القروي:
تفعيل توجهات واختيارات استراتيجية 2020للتنمية القروي الرامية إلى:
-الرفع من أداء القطاع الفالحي.
-تويع مصادر الدخل لدى القرويين.
-تأهيل نظام التربية والتكوين المهني.
ج) تدبير الموارد والمحافظة على التراث:
أمام تزايد الضغط على الموارد الطبيعية ،بفعل النمو الديمغرافي وحاجيات المجتمع ومتطلبات
التنمية االقتصادية فلقد بات من باب االستعجال تعبئة هذه الموارد في إطار استراتيجية شمولية قوامها سن
إطار قانوني لتدبير الموارد الطبيعية ومحاربة التلوث:
-ترشيد تدبير الموارد المائية :إن االستراتيجية الوطنية في ميدان الماء عملت على وضع
مخططات بعيدة المدى تضمن توفير الموارد المائية المتاحة وإمكانيات نقلها من مناطق
الفورة إلى مناطق الخصاص.
-حماية التراث الغابوي :في هذا الصدد يجب وضع استراتيجية وطنية لحماية وتنمية التراث
الغابوي ،هذه االستراتيجية تقوم على مقاربة مندمجة للتنمية مع مراعاة التوازن بين المحافظة
على هذه الموارد وطرق استغاللها.
-التراث والتنمية وإعداد التراب :يتعين بلورة توجهات عامة لسياسة وطنية وجهوية للتراث
ووضع مخططات هدف إلى تنميته والمحافظة عليه.
د) السياسة الحضرية:
إن مستقبل التنمية بالمغرب سيتحدد في جزء منه في المدينة ،هذا األمر الذي سيضع المسألة
الحضرية في اإلطار العام إلعداد التراب من جهة ومعالجة اإلشكاليات التي يطرحها وفق سياسة المدينة
من جهة ثانية ،وهدف هذه السياسة هو معالجة التناقضات الحضرية باالعتماد على تنمية األسس االقتصادية
للمدن .فيجب تمكين الفئات الفقيرة من الوسائل التي تمكنها من االندماج في المجتمع الحضري.
ه) معالجة إشكالية العقار:
يعتبر العقار من بين العوامل المؤثرة في التنمية وإعداد التراب ،ففي المغرب تطرح المسألة
العقارية عدة مشاكل في الوسطين القروي والحضري ،إذ تقتضي التوجهات الجديدة في ميدان إعداد التراب
نهج سياسة عقارية تطلق من مبدأ األرض كثروة وطنية ذات وضيفة اقتصادية واجتماعية ،لذا يجب إقامة
آليات تتح ّكم في السوق العقارية الحضرية باألساس ورفع القيود العقارية التي تعي التنمية في المجال
القروي.
و) تأهيل الموارد البشرية:
يعتبر تأهيل العنصر البشري من التوجهات األساسية التي نصّ عليها الميثاق الوطني إلعداد
التراب ،وذلك بهدف تجاوز النقص الذي يعرفه العنصر البشري كالحد من تفشي األمية وضعف التكوين
المهني ،كما أن الميثاق يهدف إلى تنمية البحث العلمي في الميادين التي لها عالقة بالتنمية وإعداد التراب.
.3التوجهات المجالية لسياسة إعداد التراب الوطني:
8
يحدد الميثاق الوطني إلعداد التراب عدة مجاالت ذات األولوية بالنسبة للتدخل في سياسة إعداد
التراب ،هذه المجاالت هي:
األقاليم الشمالية :تدعيم البعد األورومتوسطي وتأهيل المجاالت المحدودة. -
المناطق الجبلية :المحافظة على الموارد والتضامن المجالي. -
المناطق الساحلية :تعزيز االنفتاح على الخارج وتدبير الموارد البحرية والحفاظ عليها. -
المناطق الصحراوية وشبه الصحراوية :تفعيل االندماج الجهوي ،وتدبير المجاالت الهشة. -
المناطق المسقية :كسب رهان األمن الغذائي ،وتحديات االنفتاح على األسواق الخارجية. -
مناطق البور :تحقيق النجاعة االقتصادية ،والتوازنات المجالية. -
الشبكة الحضرية :تحديث التدبير ،وتأهيل المجال واالستثمار والموارد واألقطاب الجهوية -
والمدن المتوسطة والصغيرة.
المحور الثاني :سياسة إعداد التراب :دورها ،أدواتها ،والتحديات التي تواجهها.
.1دور سياسة إعداد التراب:
أ) في المجال الحضري:
تساعد سياسة إعداد التراب الوطني على التحكم في التوسع الحضري من خالل قانون التعمير
الذي يشمل الوثائق اآلتية:
التصميم المديري للتهيئة والتمدين :وثيقة تحدد التوجهات العامة للتوسع العمراني على -
المدى البعيد.
تصميم التنطيق :وثيقة تبرز تخصصات المناطق واألحياء داخل المدينة (سكنية ،صناعية، -
إدارية ،تجارية.)...
تصميم التهيئة :وثيقة توضح بدقة استعماالت األراضي في المدينة والمراكز القروية -
المجاورة (الشوارع ،األزقة ،الساحات ،المرافق العمومية ،المناطق الخضراء ،نوعية
البنايات وعدد الطوابق.)....
تصميم التنظيم الوظيفي والتهيئة ( :)SOFAوثيقة تبرز الوظائف األساسية للمدن الكبرى -
(إدارية ،سياحية ،صناعية ،تجارية.)...
ب) في المجال القروي:
تعمل سياسة إعداد التراب الوطني على تهيئة المجال الريفي من خالل برمجة مشاريع البنية التحتية
مثل السدود والشبكة الطرقية والكهرباء إلى جانب تقنين السكن والملكيات العقارية.
.2أدوات إعداد التراب:
يحدد إعداد التراب التصور العام الستراتيجية الدولة فيما يتعلق بالتنمية المجالية والتوجهات الكبرى التي
ينبغي أن تؤطر السياسات القطاعية المختلفة .ولتنزيل هذا التصور وتفعيل هذه التصورات تعتمد سياسة
إعداد التراب على مجموعة من األدوات يمكن تصنيفها ضمن ثالث مجموعات كبرى وهي :اإلطار
القانوني ،الهياكل المشرفة والوثائق التوجيهية.
8
http://www.achamel.info/
أ) اإلطار القانوني إلعداد التراب:
ّ
يتكون اإلطار القانوني إلعداد التراب من مجموع القوانين التي تحدد الهياكل المكلفة بإعداد التراب
وتضح اختصاصات مختلف الفاعلين وتضع آليات وإجراءات التنسيق والتمويل والتنفيذ والتتبع الكفيلة
بتحقيق التوجهات العامة لسياسة إعداد التراب.
▪ الميثاق الوطني إلعداد التراب والتنمية المستدامة:
تم اعتماده إثر انعقاد أول اجتماع للمجلس األعلى إلعداد التراب سنة 2004م ،ويحدد المبادئ
األساسية والتوجهات الكبرى إلعداد التراب كما يحدد اإلطار المؤسساتي لتنظيم الفاعلين وتدخالتهم ،كما
نص على ضرورة إصدار قانون حول إعداد التراب والتنمية المستدامة.
▪ مشروع قانون إعداد التراب:
يتعلق مشروع قانون 13-50بإعداد التراب الوطني الذي يهدف إلى:
-سد الفراغ القانوني الذي يعرفه ميدان إعداد التراب الوطني.
-وضع األسس القانونية واإلجرائية ألدوات وهياكل تنفيذ توجهات سياسة إعداد التراب.
-اعتماد مقاربة تتسم بالشمولية واالندماجية في التعاطي مع قضايا تنمية وإعداد التراب
الوطني.
-تعزيز التشاور وتحقيق االنسجام والتنسيق بين مختلف الفاعلين والمتدخلين في ميدان إعداد
التراب جهويا ووطنيا.
-الحكامة المجالية عبر دعم الشراكة بين الدولة والجهات.
-توفير المعلومة المجالية كرافد إلغناء القرار الترابي.
▪ القوانين القطاعية التي لها عالقة بميدان إعداد التراب:
يتوفر المغرب على ترسانة من القوانين التي تخدم مجال إعداد التراب ،من هذه القوانين ما يتعلق
بالتعمير ومنها ما يتعلق بالبيئة والموارد الطبيعية.
ب) هياكل إعداد التراب:
نص الميثاق الوطني إلعداد التراب على إحداث عدد من الهياكل لتنسيق المهام والتدخالت والبرامج
وطنيا وجهويا تتجلى فيما يلي:
▪ المجلس األعلى إلعداد التراب:
أحدث بموجب مرسوم 13دجنبر ،2001ويهدف إلى:
اقتراح التوجهات الكبرى للتهيئة والتنمية المستدامة. -
إبداء الرأي بخصوص مشاريع النصوص التشريعية والتنظيمية المتعلقة بإعداد التراب. -
إبداء الرأي بخصوص التصاميم ومختلف الوثائق الوطنية والجهوية المتعلقة بإعداد التراب. -
المساهمة في تقييم حصيلة األعمال التي تم تنفيذها في مجال إعداد التراب. -
اقتراح التدابير التي من شأنها تحقيق تكامل أمثل بين مختلف األعمال المرتبطة بإعداد -
التراب.
-
▪ اللجنة الوزارية الدائمة إلعداد التراب:
أصل هذه اللجنة كان هو مرسوم 06غشت 1968المعدل بمرسوم 06مارس ،1982لكنها لم
تنعقد سوى مرة واحدة سنة 1971م ،ومن مهامها:
-وضع اإلجراءات والتدابير الكفيلة بتفعيل التوصيات المنبثقة عن المجلس األعلى إلعداد
التراب الوطني.
-مواكبة وتتبع تنفيذ هذه التوصيات.
-المساهمة في بلورة السياسات العمومية.
-المصادقة على تصميم التنظيم الوظيفي والتهيئة.
▪ اللجنة الجهوية إلعداد التراب والتنمية المستدامة:
تحدث على صعيد كل جهة وتعتبر امتدادا للمجلس األعلى إلعداد التراب ،يرأسها رئيس الجهة.
وتضطلع هذه اللجنة بـ:
المساهمة في إعداد التصميم الجهوي إلعداد التراب. -
المساهمة في إعداد مخطط التنمية االقتصادية واالجتماعية والبيئية للجهة. -
المساهمة في إعداد المخططات القطاعية الخاصة بنفوذها الترابي. -
مواكبة وتنفيذ وتتبع التصميم الجهوي إلعداد التراب والمخطط الجهوي للتنمية االقتصادية -
واالجتماعية والبيئية.
ج) وثائق إعداد التراب:
يتم تنفيذ سياسة إعداد التراب باالعتماد على مجموعة من الوثائق التوجيهية وهي عبارة عن
مجموعة من المخططات والتصاميم ،وتنقسم إلى:
▪ وثائق إعداد التراب المعتمدة قبل سنة 2000م:
-تصاميم التهيئة والتنمية الجهوية ( :)SDARتم اعتمادها في إطار المخطط الخماسي
(1977 – 1973م) ،يهدف إلى تحقيق جرد ومسح كاملين لمعطيات الجهة ،تحديد أولويات
التنمية القطاعية والمجالية للجهة ،رصد مختلف معيقات التنمية الجهوية ،وإنجاز البنيات
التحتية الالزمة لتوازن الجهة وتكافؤ مجالها في ميدان التجهيز واالستثمار.
-تصاميم الهيكلة القروية ( :)SARتهدف إلى وضع استراتيجية للتنمية القروية لتحقيق
التوازن وتوزيع التجهيزات العمومية وتقليص الفوارق بين بين الجماعات داخل نفس الجهة،
وتحريك دينامية المراكز الصغرى وتخفيف احتقان المراكز الكبرى والتحكم في حركات
الهجرة.
▪ وثائق إعداد التراب المعمول بها حاليا:
-التصميم الوطني إلعداد التراب ( :)SNATهو وثيقة مرجعية للتهيئة المجالية لمجموع التراب
الوطني ،على مدى 25سنة ،ويهدف إلى :تحديد التوجهات العمة إلعداد الترابي الوطني،
تدعيم التنافسية بين مختلف مكونات ومجاالت التراب الوطني ،اقتراح نمط للتهيئة يساعد
على توفير شروط التنمية المستدامة ،وتحديد االختيارات المتعلقة بالمشاريع والتجهيزات
الكبرى المهيكلة للمرافق العمومية.
-التصميم الجهوي إلعداد التراب ( :)SRATهو وثيقة للتهيئة المجالية لمجموع التراب
الجهوي ،على مدى 20سنة ،يهدف إلى :تحقيق التوافق حول تدابير تنظيم المجال الجهوي
وتأهيله وفق استراتيجية بعيدة المدى ،وتحديد توجهات واختيارات التنمية الجهوية لكل من
الدولة والجهات ،ووضع اإلطار العام لبلورة التنمية الجهوية.
-تصميم التنظيم الوظيفي والتهيئة ( :)SOFAيعتبر هذا التصميم وثيقة توجيهية على مدى
20سنة لتهيئة الفضاءات القطبية ومجاالت تأثيرها وتنظيمها وفق رؤية استشرافية لوظائف
األقطاب المكونة لها.
-المخطط االستراتيجي اإلقليمي :يعتبر هذا ألخير وثيقة استراتيجية على مدى عشر سنوات،
تمكن الفاعلين من بلورة رؤية استراتيجية لتنمية اإلقليم .ويشمل هذا المخطط على تقرير
حول التشخيص المجالي االستراتيجي لإلقليم وآخر حول برنامج العمل االستراتيجي.
-وثائق التعمير :لقد تم بموجب ظهير سنة 1960م وقانون التعمير لسنة 1992م استحداث
مجموعة من القوانين لتوجيه تهيئة المجاالت المحلية ،من بينها:
❖ مخطط توجيه التهيئة العمرانية.
❖ تصميم التهيئة.
❖ تصميم نطاق العمارة القروية (تصميم التنمية).
.3تحديات إعداد التراب:
من خالل تشخيص واقع التراب المغربي عند مطلع األلفية الثالثة تم الوقوف على المشاكل الكبرى
لسياسة إعداد التراب الوطني والتي يمكن تلخيصها فيما يلي:
-الثقل الديمغرافي وتزايد الحاجيات األساسية للسكان من سكن وخدمة اجتماعية وتجهيزات
أساسية.
-هشاشة االقتصاد وضعف أدائه من حيث خلق الثروة وتوفير الشغل وتوزيع المداخيل.
-تدهور الموارد الطبيعية والمنظومات البيئية.
رغم تأخر المغرب في وضع سياسة إعداد التراب ،ورغم أن أغلب عناصر هذه السياسة الزالت
على المستوى النظري ولم تر النور على أرض الواقع بعد ما جعلها لم تحقق كل أهدافها ،إال ّ إنها تظل
ركيزة أساسية بالنسبة للتهيئة الحضرية والريفية بالمغرب.
البيبليوغرافيا:
الئحة المراجع:
العربية: ❖
الميثاق الوطني إلعداد التراب. ▪
الهيلوش محمد" ،محاضرات في إعداد التراب" ،دار القلم للطباعة والنشر ،الرباط2017 ،م. ▪
بوجروف سعيد" ،الجهة والجهوية بالمغرب :أي مشروع ألي تراب؟" ،المطبعة والوراقة الوطنية، ▪
مراكش ،الطبعة األولى 2012م ،الصفحة .44
تقرير المجلس األعلى إلعداد التراب الوطني سنة 2009م" ،واقع حال إعداد التراب الوطني، ▪
" ،2004 – 2009ص.17 :
مديرية إعداد التراب الوطني" ،المجال المغربي :واقع الحال"2000 ،م. ▪
الفرنسية: ❖
▪ URSS (1977), « L’histoire de l’URSS », édition Des progrès, Moscou.
الويبوغرافيا:
▪ http://www.achamel.info/ consulté le 20/12/2017 à 11:20.
▪ http://www.hypergeo.eu/spip.php?article474 consulté le 19/12/2017 à 12:35.
الفهرس:
المحور األول :سياسة إعداد التراب الوطني بالمغرب :مبادئها وتوجهاتها3 ................................... .
.1مبادئ سياسة إعداد التراب الوطني3 ......................................................................... :
أ) تقوية الوحدة الوطنية3 ........................................................................................ :
ب) تنمية ممركزة على اإلنسان3 .............................................................................. :
ج) النجاعة االقتصادية والتماسك االجتماعي3 ............................................................... :
د) االنسجام بين اإلنسان ومجاله3 .............................................................................. :
ه) التضامن بين مكونات التراب الوطني3 .................................................................... :
و) الديمقراطية والتشاركية3 .................................................................................... :
.2التوجهات الكبرى لسياسة إعداد التراب الوطني3 .......................................................... :
أ) الرفع من األداءات اإلجمالية لالقتصاد الوطني3 ......................................................... :
ب) تنمية العالم القروي4 ........................................................................................ :
ج) تدبير الموارد والمحافظة على التراث4 ...................................................................:
د) السياسة الحضرية4 ........................................................................................... :
ه) معالجة إشكالية العقار4 ....................................................................................... :
و) تأهيل الموارد البشرية4 ..................................................................................... :
.4التوجهات المجالية لسياسة إعداد التراب الوطني5 .......................................................:
المحور الثاني :سياسة إعداد التراب :دورها ،أدواتها ،والتحديات التي تواجهها5 ............................ .
.1دور سياسة إعداد التراب5 ..................................................................................... :
أ) في المجال الحضري5 ........................................................................................ :
ب) في المجال القروي5 ......................................................................................... :
.2أدوات إعداد التراب5 ............................................................................................ :
أ) اإلطار القانوني إلعداد التراب6 ............................................................................. :
ب) هياكل إعداد التراب6 ....................................................................................... :
ج) وثائق إعداد التراب7 ........................................................................................ :
.3تحديات إعداد التراب8 ...........................................................................................:
البيبليوغرافيا9 ........................................................................................................... :
الفهرس10 ............................................................................................................... :