You are on page 1of 20

‫ﻗﺮاءات‬

‫اﻟﻮاﺣﺎت اﻟﻤﻐﺮﺑﻴﺔ‬
‫ﻋﺮض ﺑﻴﺒﻠﻴﻮﻏﺮاﻓﻲ‬

‫ﺣﱪان ﺣﺴﻦ‬
‫عرض بيبليوغرافي‬
‫الواحات المغربية‬
‫حبران حسن‪،‬‬
‫باحــث فــي علــم االجتمــاع‬
‫واألنثروبولوجيــا (كليــة اآلداب‬
‫والعلــوم اإلنســانية‪ /‬جامعــة‬
‫ابــن طفيــل)‬

‫حاولنــا فــي هــذه الورقــة أن نعــرض بشــكل موجــز أهــم المؤلفــات‬


‫(المنشــورة) فــي موضــوع «الواحــات المغربيــة» ســواء كان مؤلفـ ًا‬
‫ً‬
‫مشــتركا أو فرديًّــا‪ .‬هــذا االختيــار راجــع إلــى رغبتنــا فــي إنتــاج عمــل‬
‫(تقنــي) أكثــر ممــا هــو (معرفــي)‪ ،‬ثــم ســعينا إلــى وضــع عينــة مــن‬
‫المراجــع التــي وقــع عليهــا اختيارنــا أمــام الباحثيــن الذيــن يشــتغلون‬
‫فــي المجــاالت الواحيــة‪.‬‬

‫والواضــح مــن خــال هــذه المؤلفــات أن المجــاالت الواحيــة‬


‫شــكلت عبــر التاريــخ مختبــ ًر ا للعديــد مــن الدراســات فــي العلــوم‬
‫االجتماعيــة‪ ،‬هــذه األخيــرة تناولتهــا العديــد مــن المواضــع التــي َتهُ ـ ّ‬
‫ـم‬
‫الواحــات المغربيــة‪ ،‬بمــا فيهــا المــاء والفالحــة والقبيلــة والقصــور‬
‫والتنميــة والتنظيمــات االجتماعيــة والصراعــات والتحالفــات‪ ...‬إلــخ‪.‬‬
‫أمــا األعمــال الفرديــة فيالحــظ أن معظمهــا رســائل أو أطروحــات‬
‫فضــل أصحابهــا تقاســم مضامينهــا مــع المهتميــن بالمجــال‬ ‫ّ‬
‫بالواحــي‪ ،‬فــي حيــن ظلــت األعمــال المشــتركة بمثابــة تجميــع‬
‫لمداخــات النــدوات التــي أقيمــت حــول المواضيــع المتصلــة‬

‫‪2‬‬
‫بالواحــات فــي المجتمــع المغربــي أو أعمــال لمقــاالت محكمــة‬
‫خصصــت للمجــاالت الواحيــة‪ .‬وبالتالــي تكــون الغايــة فــي هــذه‬
‫الورقــة هــي توجيــه المهتميــن بالشــأن الواحــي نحــو أهــم المؤلفــات‬
‫فــي مجــال العلــوم االجتماعيــة التــي تناولــت قيمــة الواحــات فــي‬
‫المجتمــع المغربــي‪.‬‬

‫احجيــج حســن وفــزة جمــال‪ ،‬فكيــك الواحــة المكلومــة‪:‬‬


‫إثنوغرافيــات عالــم معيــش‪ ،‬الطبعــة األولــى (الربــاط‪ :‬دار أبــي‬
‫رقــراق للطباعــة والنشــر‪.)2020 ،‬‬

‫ســعى الباحثــان فــي هــذا الكتــاب إلــى تفســير وفهــم تدهــور‬


‫ً‬
‫انطالقــا مــن العامــل الثقافــي أو روح الواحــة‪ ،‬أي‬ ‫الواحــة (فكيــك)‬
‫حكمــة الواحييــن وحســهم العملــي الــذي يواجهــون بــه مشــكالت‬
‫العيــش المشــترك فــي كنــف بيئــة قاســية‪ .‬اعتبــر الباحثــان منــذ‬
‫البدايــة أن تدهــور الواحــة ال يعــود إلــى اختــال التــوازن بيــن الضغــط‬
‫الديموغرافــي والمــوارد الطبيعيــة كمــا فســره غالبيــة الجغرافييــن‪،‬‬
‫بــل مــرده إلــى تغييــر ســريع وضــع المعهــود الواحــي والمعقوليــة‬
‫التاريخيــة لســاكنة الواحــة ونســقها القيمــي أمــام منطــق جديــد فــي‬
‫اإلنتــاج واالســتهالك والمعامــات والســلوك‪.‬‬

‫يذهــب الكتابــان إلــى تبيــان أن الفيجيجييــن (مجــال الدراســة)‬


‫عملــوا علــى تنظيــم حياتهــم وأســلوب عيشــهم علــى أســاس‬
‫االقتصــاد العائلــي ومــا يقضــي بــه مــن تأســيس للمعامــات بيــن‬
‫األفــراد والجماعــات علــى مبــادئ العمــل الجماعــي والتضامــن‬
‫والتعــاون‪ .‬أمــا اليــوم فقــد اعتبــر الباحثــان الفيكيكييــن يعانــون‬
‫ظــروف االنتقــال نحــو معامــات اقتصاديــة وأخالقيــة مبينــة علــى‬
‫أســاس فردانــي «أنانــي» خاصــة مــع موجــات الهجــرة المتتاليــة وهــو‬
‫مــا يخالــف معهودهــم فــي المعــاش ويعاكس روحهم االشــتراكية‬

‫‪3‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫العامــة‪ ،‬ولعــل هــذا التعــارض األساســي هــو مــا يحكــم علــى الهــم‬
‫بالفتــور وعلــى األرض بــأن تبــور‪.‬‬

‫أيــت عــدي مبــارك‪ ،‬المحفــوظ أســمهري‪ ،‬واحــات طاطا‪ :‬ســحر‬


‫المجــال وغنــى التــراث‪ ،‬وكالــة اإلنعــاش والتنميــة االقتصاديــة‬
‫واالجتماعيــة باألقاليــم الجنوبيــة للمملكــة المغربيــة‪.‬‬

‫يتنــاول هــذا الكتــاب األدوار التاريخيــة واالجتماعيــة التــي أدّ تهــا‬


‫واحــات طاطــا فــي ربطهــا بيــن شــمال المغــرب وجنــوب الصحــراء‪،‬‬
‫ســواء فــي الريــادة الحضاريــة للمجــال أو الموقــع الجيو‪-‬اســتراتيجي‬
‫ضمــن خريطــة المجــاالت الواحيــة‪ ،‬ويشــير الباحثــون فــي هــذا‬
‫المؤلــف إلــى الزمــن مــا قبــل الكمبــري الــذي أســهم فــي تكويــن‬
‫الواحــات شــبه الصحراوية‪ ‬والسلســلة الجبليــة لألطلــس الصغيــر‪.‬‬

‫لقــد أكــد الباحثــون أن للموقــع االســتراتيجي لواحــات طاطــا‬


‫دو ًر ا بـ ً‬
‫ـارز ا أســهم بشــكل كبيــر فــي االســتقرار البشــري الــذي عرفتــه‬
‫ً‬
‫عمقــا تاريخيًّــا وحضار يًّــا‬ ‫المنطقــة‪ ،‬كمــا منحهــا الموقــع ذاتــه‬
‫ً‬
‫متميــز ا فــي تاريــخ المغــرب عامــة ومجــا ًلا خصبًــا للدراســات فــي‬
‫العلــوم االجتماعيــة خاصــة إذا مــا اســتحضرنا الفــن الصخــري‬
‫والعمــارة اليهوديــة واالســتقرار البشــري بالمنطقــة‪ ،‬وهــي بمثابــة‬
‫وقفــات تاريخيــة ولحظــات اســتقرائية حــول اإلشــكاالت المطروحــة‬
‫فــي الســاحة المعرفيــة والبحــث العلمــي حــول المنطقــة‪ .‬واعتبــر‬
‫الباحثــان أن المؤهــات التاريخيــة والثقافيــة لواحــات طاطــا‪ ،‬بفعــل‬
‫العديــد مــن التحــوالت التــي عرفتهــا المنطقــة أثــرت بشــكل ســلبي‬
‫فــي التــراث الثقافــي المــادي والالمــادي للواحــات‪ ،‬حيــث أصبحــت‬
‫تهــدده باالندثــار والــزوال‪.‬‬

‫‪4‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫بنحليمــة‪ ،‬حســن‪ ،‬وآخــرون‪ ،‬واحــات بانــي‪ ،‬العمــق التاريخــي‬
‫ومؤهــات التنميــة‪ ،‬مطبعــة المعــارف الجديــدة‪ ،‬الربــاط‪ :‬كليــة‬
‫اآلداب والعلــوم اإلنســانية‪ /‬أكاديــر‪ ،‬الطبعــة األولــى ‪.1998‬‬

‫عملــت هــذه الدراســة علــى تبيــان أهميّــة النقــوش التاريخيــة‬


‫والمواقــع المنتميــة للعصــر الحجــري الثانــي المكتشــفة فــي‬
‫الصحــراء‪ ،‬التــي يســودها وقتــذاك منــاخ رطــب ويغطيهــا نبــات‬
‫كثيــف‪ .‬إذ عــاش معمروهــا فــي البدايــة قناصيــن ومربــي الماشــية‪،‬‬
‫يفتــرض الكتــاب أن الســود هــم أول مــن عمــر هــذه المناطــق‪،‬‬
‫اســتنادً ا إلــى نقــوش تاريخيــة تعــود إلــى آالف الســنين قبــل الميــاد‪.‬‬

‫ويوضــح الكتــاب بعــض التحديــات الطبيعيــة التــي يواجههــا‬


‫المجــال خاصــة أن العامــل الجغرافــي يضعهــا فــي عزلــة شــاقة؛‬
‫باإلضافــة إلــى أن منــاخ منطقــة بانــي تنــدرج ضمــن المنطقــة‬
‫المناخيــة المتوســطة‪ ،...‬كمــا يناقــش الكتــاب االســتيطان تاريخــه‬
‫ومراحلــه فــي واحــات بانــي وارتباطهــا بتاريــخ المغــرب العــام والفتــح‬
‫اإلســامي‪ .‬يتنــاول هــذا الكتــاب الثقافــات المتنوعــة بمــا فيهــا رمــوز‬
‫الزوايــا والمــدارس والثقافــة الشــفاهية والشــخصيات والبنــى‬
‫االجتماعيــة‪ ...‬فــي واحــات بانــي‪ ،‬واعتبــروا هــذه األخيــرة ملتقــى‬
‫لتيــارات حضاريــة كبــرى وموازيــن القــوة بيــن مختلــف التشــكيالت‬
‫التــي اســتوطنته ً‬
‫بيضــا وســودً ا واليهــود مــن ناحيــة‪ ،‬ثــم بيــن اليهــود‬
‫والمســيحيين‪ ،‬وأخيــ ًر ا بيــن اليهــود والمســلمين‪.‬‬

‫‪5‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫البوزيــدي‪ ،‬أحمــد‪ ،‬التاريــخ االجتماعــي لدرعــة (مطلــع القــرن‬
‫‪17‬ـ مطلــع القــرن ‪20‬م) دراســة فــي الحيــاة السياســية‬
‫واالجتماعيــة واالقتصاديــة مــن خــال الوثائــق المحليــة‪،‬‬
‫آفــاق متوســطية‪.1994 ،‬‬

‫تتنــاول هــذه الدراســة التاريــخ االجتماعــي لواحــات وادي درعــة‬


‫الشــمالية‪ ،‬وتمتــد هــذه المنطقــة مــن أفــان درى (أعلــى درعــة)‬
‫بالمدخــل الشــمالي لواحــة ‹›مزجيطــة›› إلــى واحــة محاميــد الغــزالن‬
‫علــى مشــارف الصحــراء الكبــرى‪.‬‬

‫هــذا الكتــاب ســعى إلــى تبيــان جــذور العالقــات القائمــة بيــن‬


‫عناصــر بشــرية متباينــة فــي هــذا المجــال‪ ،‬خاصــة مــع توافــد عناصــر‬
‫مشــرقية (اليهــود) وعناصــر إفريقيــا الســوداء اللذيــن أدَّ يــا أدوا ًر ا‬
‫اقتصاديــة وحرفيــة وزراعيــة‪ ،‬وقــد اعتبــر الباحــث أن هــذه العالقــات‬
‫تتســم فــي كثيــر مــن الحــاالت بنــوع مــن التــأزم الحــاد‪ ،‬األمــر الــذي‬
‫جعــل ســكان القصــور بدرعــة يلتجئــون خــال الفتــرة التــي حددتهــا‬
‫الدراســة‪ ،‬إلــى عقــد سلســلة مــن االتفاقيــات لتنظيــم العالقــة‬
‫بينهــم وبيــن قبائــل الرحــل‪ ،‬التــي كانــت طبيعــة تعاملهــا مــع ســكان‬
‫الــوادي تميــل إلــى الخشــونة واســتعمال العنف في بعــض األحيان‪.‬‬

‫يحتــوي الكتــاب علــى عشــرة فصــول‪ ،‬يتنــاول فيهــا الباحــث‬


‫المعطيــات الجغرافيــة ومراحــل التعميــر للمجــال والهجــرة التــي‬
‫عرفتهــا القبائــل إلــى درعــة وظهــور المشــيخات الكبــرى‪ .‬هــذا‬
‫إلــى جانــب الحديــث عــن الصــراع حــول الســلطة واالتحاديــات‬
‫واالتفاقيــات ومشــكالت التراتــب االجتماعــي والتنظيمــات والحيــاة‬
‫االقتصاديــة‪ ...‬بواحــات وادي درعــة‪.‬‬

‫‪6‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫تيليــوا‪ ،‬مصطفــى‪ ،‬الســياحة والثقافــة وتأهيــل الواحــة أهــم‬
‫رهانــات التنميــة بإقليــم الرشــيدية‪ ،‬الطبعــة األولــى‪ ،‬الرشــيدية‪:‬‬
‫مطبعــة تافياللــت الرشــيدية‪ ،‬المملكــة المغربيــة‪ ،‬وزارة األوقــاف‬
‫والشــؤون اإلســامية ‪.2009‬‬

‫يتنــاول الباحــث فــي الكتــاب مجموعــة مــن المتــون الثقافيــة‬


‫التــي تميــز إقليــم الرشــيدية‪ .‬واعتبــر أن الوقــوف عنــد مجموعــة مــن‬
‫االختــاالت يبيــن حجــم العمــل الــذي ينتظــر جهــة درعــة تافياللــت‪،‬‬
‫فالمتــون الثقافيــة أو التــراث المــادي والالمــادي؛ (المكــوالت‪،‬‬
‫النخيــل‪ ،‬أحيــدوز بجميــع أشــكاله‪ ،‬التعــدد اإلثنــي‪ ،‬المآثــر التاريخيــة‪)...‬‬
‫يمكــن أن نعــول عليهــا لتشــكيل إقــاع تنمــوي باإلقليــم‪ .‬واعتبــر‬
‫الباحــث أن تثميــن المــوروث الثقافــي واســتثماره فــي مجــاالت‬
‫التنميــة‪ ،‬مــع اعتبــار الثقافــة رافعــة أساســية لــكل تنميــة حقيقيــة‪،‬‬
‫ثــم العمــل علــى إنقــاذ وتأهيــل الواحــة بمــا يضمــن وضــع تصــور‬
‫شــمولي لمشــكالتها‪ ،‬اســتصالح الكثيــر مــن النظــم الفاعلــة بهــا‪،‬‬
‫بمــا يــؤدي إلــى اســتمرارها وقدرتهــا علــى التكيــف مــع التحــوالت‬
‫الجيوسياســية واالقتصاديــة‪ ،‬هــي عناصــر مفصليــة‪ ،‬تتوقــف عليهــا‬
‫التنميــة والتطــور فــي جهــة درعــة تافياللــت‪.‬‬

‫لقــد ســعى الباحــث فــي هــذه الدراســة إلــى تبيــان األهميــة‬


‫االقتصاديــة للمــوروث الثقافــي‪ ،‬والمســؤولية المشــتركة بيــن‬
‫الفاعليــن المحلييــن‪ ،‬هــذا العمــل أتــى لرصــد ودراســة المؤهــات‬
‫االقتصاديــة والســياحية والطبيعيــة والثقافيــة‪ ...‬باإلقليــم‪ ،‬قصــد‬
‫المســاهمة فــي ضبــط الميكانيزمــات التــي مــن شــأنها تقليــص‬
‫الهــوة بيــن االختــاالت المجاليــة والمؤهــات الكبــرى التــي تزخــر بهــا‬
‫إقليــم الرشــيدية‪.‬‬

‫‪7‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫حمــداوي‪ ،‬إبراهيــم وآخــرون‪ ،‬الواحــات المغاربيــة‪ :‬المجــال‬
‫والمجتمــع والثقافــة‪ ،‬الطبعــة األولــى (الربــاط‪ :‬مطابــع الربــاط‬
‫نــت‪.)2019 ،‬‬

‫الكتــاب هــو تأليــف جماعــي بتنســيق مــن طــرف الدكتورين محمد‬


‫دحمــان وإبراهيــم حمــداوي‪ ،‬شــارك فــي هــذا العمــل مجموعــة مــن‬
‫الباحثيــن داخــل المغــرب وخارجــه‪.‬‬

‫حــاول الســادة الباحثــون إبــراز خصوصيــات المجتمعــات الواحيــة‬


‫بالجنــوب الشــرقي وتبيــان بعــض مظاهــر التغيــر االجتماعــي‬
‫الحاصــل علــى مســتوى بنياتــه ونظمــه االجتماعيــة‪ ،‬واعتبــروا تفاعل‬
‫اإلنســان الواحــي مــع المجــال األيكولوجــي المعــروف بصعوبتــه‬
‫مدخــ ًلا لقــراءة العالقــة التفاعليــة‪ .‬يتنــاول الكتــاب مجموعــة مــن‬
‫الثيمــات والمفاهيــم فــي الواحــة كالقصــور والتــراث العمرانــي‬
‫واالقتصــاد االجتماعــي التضامنــي والهجــرة الدوليــة فــي عالقتهــا‬
‫بالنظــام الواحــي‪ ،‬هــذا باإلضافــة إلــى عناصــر أخــرى كاألعــراف والمــاء‬
‫والخطــارات والفالحــة والثقافــة‪ ...‬ووزع هــذا العمــل علــى ثالثــة‬
‫محــاور أساســية هــم‪:‬‬

‫المحور األول‪ :‬الموارد الطبيعية والترابية للمنطقة‬

‫المحور الثاني‪ :‬المجتمع الواحي بين التغير واالستمرارية‬

‫المحور الثالث‪ :‬ثقافة الواحات أمام عوارض التنمية‪.‬‬

‫‪8‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫دحمــان‪ ،‬محمــد‪ ،‬الترحــال واالســتقرار بمنطقتــي الســاقية‬
‫الحمــراء ووادي الذهــب‪ ،‬الربــاط‪ :‬كوثــر برانــت‪.2006 ،‬‬

‫هــذا الكتــاب فــي أصلــه رســالة جامعيــة أعدهــا صاحبهــا لنيــل‬


‫دبلــوم الدراســات العليــا (دكتــوراه الســلك الثالــث) فــي علــم‬
‫االجتمــاع القــروي مــن جامعــة محمــد الخامــس بالربــاط‪.‬‬

‫يفتــرض الباحــث أن الترحــال بالمنطقــة كان خاضعــ ًا لشــروط‬


‫سياســية واجتماعيــة واقتصاديــة وليســت طبيعيــة فقــط‪ ،‬كمــا‬
‫بيّنهــا بعــض الكولونيالييــن‪ ،‬ولــم تكــن هنــاك عالقــة عدائيــة أزليــة‬
‫بيــن البــدو الرحــل والمقيميــن مــن ســكان الواحــات المجــاورة‪،‬‬
‫بــل كانــت هنــاك مبــادالت وعالقــات الــوالء وكان التعايــش بيــن‬
‫النمطيــن (الترحــال‪ ،‬الزراعيــة) عكــس ثنائيــة البدو‪/‬مســتقرون‪،‬‬
‫بــاد المخزن‪/‬بــاد الســيبا‪ ،...‬اختــار الباحــث منطقــة الســاقية‬
‫الحمــراء ووادي الذهــب الواقعــة بالجنــوب المغربــي كميــدان‬
‫للبحــث ألســباب اعتبرهــا الباحــث تمثــل جــزءً ا مــن المجتمــع البــدوي‬
‫للرحــال بالمغــرب‪ .‬وفــي اآلن نفســه تكــون جــزءً ا مــن المجموعــات‬
‫االجتماعيــة المشــكلة للمجــال «الثقافــي البيظانــي››‪.‬‬

‫وخــال هــذه الدراســة أشــار الباحــث إلــى األصــل االجتماعــي‬


‫ومورفولوجيــة لقبيلــة الســباعية‪ ،‬ومجــاالت توطينهــا وطبيعــة‬
‫الترحــال واالســتقرار ودور الديناميــات الخارجيــة وعواملهــا الداخليــة‬
‫فــي ظعــن القبيلــة الســباعية والتجــارة العابــرة للصحــراء وآصــرة‬
‫القرابــة الدافعــة لتجــاوز االنتمــاء الترابــي‪.‬‬

‫‪9‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫دحمــان‪ ،‬محمــد‪ ،‬ديناميــة القبيلــة الصحراويــة فــي المغارب‬
‫بيــن الترحــال واإلقامــة دراســة سوســيو‪-‬أنثروبولوجية حول‬
‫أوالد بالســباع‪ ،‬الطبعــة األولــى‪ ،‬الربــاط‪ :‬طــوب بريس‪.2012 ،‬‬

‫هــذا الكتــاب يتنــاول القبيلــة الصحراويــة باعتبارهــا أحــد المكونــات‬


‫السياســية –االجتماعيــة للمجتمــع فــي المغــارب‪ ،‬التــي هــي تنظيــم‬
‫تبلــور فــي القــرون األربعــة األخيــرة فــي جنوب المغــرب بفعل تضافر‬
‫مجموعــة مــن العوامــل كاالنتقــال مــن االســتقرار نحــو الظعــن‪،‬‬
‫ودور الصلحــاء والنســب الشــريف والممارســة التجاريــة العابــرة‬
‫للصحــراء مــا بيــن حواضــر الشــمال (فــاس‪ ،‬مراكــش‪ ،‬تلمســان‪)...‬‬
‫وبيــن مراكــز الجنــوب (كاوة‪ ،‬تنبوكتــو‪ ،‬تيشــيت‪.)...‬‬

‫لقــد اعتبــر الباحــث القبيلــة الصحراويــة ال تعنــي التنظيــم‬


‫السياســي‪/‬اجتماعية‪/‬قرابيًّا مــن أصــل صحــراوي‪ ،‬ولكنهــا كيــان‬
‫تبلــور فــي «مجــال الصحــراء››‪ ،‬ويبيــن كيــف تنتقــل القبيلــة لمــا َتعبــر‬
‫ّ‬
‫والضــم‬ ‫إلــى الصحــراء مــن التقوقــع والمحليــة إلــى طــور االنفتــاح‬
‫والتوســع‪ ،‬وبالتالــي فاالنتصــاب فــي الفضــاء الصحــرواي يتطلــب‬
‫مــا يســميه الباحــث ‹›الحرابــة›› والفروســية لحمايــة الشــرف والمال‬
‫وطــرق القوافــل‪ ،‬ويعطــي المؤلــف العديــد مــن النمــاذج الحيــة مــن‬
‫منطقــة الســاقية الحمــراء كالركيبــات وأوالد بالســباع وآيت أويســى‬
‫والعروســيين‪ .‬كمــا يوضــح كيــف اســتطاعت القبيلــة الصحراويــة‬
‫(أوالد بالســباع) الجمــع بيــن النســب الشــريف وحمــل الســاح‬
‫وممارســة التجــارة العابــرة للصحــراء مــا بيــن المغــارب‪ .‬لــذا ســعى‬
‫الباحــث فــي اختيــاره لهــذا الموضــوع إلــى معرفــة الميكانيزمــات‬
‫المتحكمــة فــي ظاهــرة الترحــل لــدى المجتمعــات الرعويــة بغــض‬
‫النظــر عــن تحديــد المجــال الجغرافــي للدراســة‪.‬‬

‫‪10‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫عبــد اللــوي علــوي‪ ،‬أحمــد‪ ،‬مدغــرة وادي زيــز‪ :‬إســهام فــي‬
‫دراســة المجتمــع الواحــي المغربــي خــال العصــر الحديــث‪،‬‬
‫وزارة األوقــاف والشــؤون اإلســامية بالمغــرب‪ ،‬المغــرب‪/‬‬
‫المحمديــة ‪.1996‬‬

‫إن أهميــة هــذا الكتــاب تكمــن فــي تأريــخ الباحــث لمنطقــة‬


‫مدغــرة خاصــة أنــه تنــاول األهميــة التــي تكتســبها الواحــة فــي‬
‫محيــط التاريخــي المغربــي وال ســيما مــع مطلــع العصــر الحديــث‪.‬‬
‫عندمــا انتقلــت إليهــا بعــض األســر الحســنية الشــريفة‪ ،‬وطمعــت‬
‫بنياتهــا البشــرية بعنصــر جديــد وفعــال فــي توجيــه تطــور الوقائــع‬
‫االجتماعيــة فــي الســياق التاريخــي المحلــي والوطنــي سياســيًّا‬
‫واجتماعيًّــا وروحيًّــا‪.‬‬

‫أورد الباحــث هــذه الدراســة محــاو ًلا تتبــع أشــكال العالقــات‬


‫بيــن مختلــف الفئــات االجتماعيــة المتعايشــة داخــل أســوار القصــر‬
‫الواحــد أو بيــن مجموعــة مــن القصــور أو بيــن الرحــل والمســتقرين‪.‬‬
‫مسـ ً‬
‫ـتدركا التهميــش الــذي عرفتــه المنطقــة فــي الكتابــات التاريخية‬
‫وموجهـ ًا التاريــخ المحلــي للمنطقــة وطبعــه بطابــع متميــز وخــاص‬
‫ً‬
‫آخــذا‬ ‫علــى المســتويات االجتماعيــة واالقتصاديــة والسياســية‪.‬‬
‫بعيــن االعتبــار أن دراســة الحيــاة بالمنطقــة ال يمكــن أن تتــم بمعــزل‬
‫عــن المناطــق المغربيــة األخــرى‪ ،‬محاذيــة كانــت أو بعيــدة عــن حقــل‬
‫الدراســة‪ .‬لــذا طيلــة التحليــل الــذي بنــاه الكاتــب يربــط التحــوالت التــي‬
‫عرفتهــا المنطقــة بوجــه عــام بالتحــوالت العامــة التــي عرفهــا التــراب‬
‫الوطنــي ككل‪.‬‬

‫‪11‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫قســطاني‪ ،‬بــن محمــد‪ ،‬الواحــات المغربية قبل االســتعمار‪:‬‬
‫غريــس نموذجً ــا‪ ،‬الربــاط‪ :‬المعهــد الملكــي للثقافــة األمازيغيــة‪،‬‬
‫مركــز الدراســات األنثروبولوجيــة والسوســيولوجية‪.2005 ،‬‬

‫هــذا الكتــاب يلقــي ضــوء ًا علــى التاريــخ االجتماعــي لواحــة غريــس‬


‫بإقليــم الرشــيدية منــذ «الجــذور» حتــى االســتعمار‪ ،‬إنهــا مســاهمة‬
‫فــي الحــوار الدائــر حــول البنيــات التقليديــة للمجتمــع المغربــي عبــر‬
‫مجتمــع الواحــة‪ ،‬ومــن خاللهــا اســتطاع المؤلــف فــي هــذا الكتــاب‬
‫المــزج بيــن اإلطــار النظــري والعمــل الميداني‪ ،‬واعتمــد على نظريات‬
‫شــتى فــي بنــاء التحليــل‪ .‬ويتكــون المؤلــف مــن مدخــل نظــري‬
‫يناقــش النظريــات االجتماعيــة حــول المغــرب وســتة فصــول‬
‫وخاتمــة كلهــا مخصصــة لدراســة الواحــة فــي أبعادهــا االجتماعيــة‬
‫والثقافيــة واألنثربولوجيــة‪.‬‬

‫يناقــش هــذا الكتــاب التحــوالت البشــرية التــي عرفتهــا الواحــة‬


‫ودالالتهــا وأهــم القبائــل التــي تعاقبــت علــى الواحــة وطبيعــة‬
‫العالقــة القائمــة بينهــا وبيــن الــدول التــي حكمــت المغــرب‪ .‬ويُبــرز‬
‫الباحــث فــي دراســته أهميــة الجنــوب الشــرقي باعتبــاره بــؤرة‬
‫خصبــة النطــاق العديــد مــن الحــركات والــدول‪ ،‬وكــذا مجموعــة‬
‫مــن القبائــل التــي كان لهــا دور كبيــر فــي «واحــة غريــس» عبــر حقــب‬
‫مختلفــة‪ ،‬باإلضافــة إلــى أهــم الزوايــا الفاعلــة فــي ذلــك خاصــة‬
‫الزوايــا الدرقاويــة والدالئيــة‪ ،‬كمــا بيــن الظــروف التــي أســهمت فــي‬
‫انتعــاش الجانــب التجــاري بواحــة غريــس‪ ،‬وتراجعــه فيمــا بعــد؛‬
‫بســبب عوامــل متعــددة ومتنوعــة‪ ...‬دون أن يغفــل الــدور الــذي‬
‫أداه اليهــود فــي الوســاطة التجاريــة فــي المنطقــة‪.‬‬

‫ويدخــل هــذا العمــل فــي إطــار سلســلة الدراســات واألطروحــات‬


‫التــي يعمــل المعهــد الملكــي للثقافــة األمازيغيــة علــى إصدارهــا‬
‫قصــد إغنــاء حقــول البحــث العلمــي ببالدنــا ومســاهمة فــي خلــق‬

‫‪12‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫تراكمــات معرفيــة فــي مجــال األرصــدة الوثائقيــة األمازيغيــة‪.‬‬
‫والكتــاب فــي أصلــه بحــث رســالة لنيــل دبلــوم الدراســات العليــا فــي‬
‫علــم االجتمــاع نوقشــت ســنة ‪ 1996‬بكليــة اآلداب والعلــوم اإلنســانية‬
‫بالربــاط‪.‬‬

‫قســطاني‪ ،‬بــن محمــد‪ ،‬واحــة غريــس واالســتعمار‪ :‬آليــات‬


‫التحــول وأشــكال المقاومــة‪ ،‬الربــاط‪ :‬المعهــد الملكــي للثقافــة‬
‫األمازيغيــة‪.2018 ،‬‬

‫هــذا المؤلــف بمثابــة تكملــة لمشــروع (غريــس واالســتعمار)؛‬


‫فــإذا كان الباحــث فــي كتابــه األول (الواحــات المغربيــة قبــل‬
‫االســتعمار‪ :‬غريــس نموذجً ــا) قــد ركــز علــى التاريــخ االجتماعــي لواحة‬
‫غريــس بإقليــم الرشــيدية منــذ «الجــذور» حتــى االســتعمار‪ ،‬فإنــه‬
‫يعــود فــي هــذا العمــل للوقــوف عنــد فتــرة االســتعمار وعالقتــه‬
‫بالمحلييــن‪ ،‬خاصــة حينمــا ندخــل نطــاق الســلطة التــي تريــد فــرض‬
‫نفســها‪ .‬كمــا يهــدف هــذا العمــل إلــى وضــع األصبــع علــى تحــوالت‬
‫واحــة غريــس وأنواعهــا وأشــكالها والمجاالت التــي طالتها واآلليات‬
‫التــي اســتخدمت‪ ،‬محاولــة منــه إبــراز أشــكال المقاومــة‪.‬‬

‫واعتبــر الباحــث واحــة غريــس بمثابــة مختبــر صغيــر‪ ،‬يمكــن أن‬


‫يضــيء بعــض خبايــا صدمــة البنيات التقليدية باالســتعمار وشــعاراته‬
‫مــن عصرنــة وعقلنــة وترشــيد‪ .‬كمــا يشــير إلــى أن راهنيــة الموضــوع‬
‫يمكــن تلمســها فــي عــودة اإلشــكاليات البي‪-‬إثنيــة‪ ،‬وتحديــات العولمــة‬
‫وصــراع الثقافــات‪ ،‬والمشــكالت االجتماعيــة والهوياتيــة التــي تترتــب‬
‫عــن الهجــرة والبعــد األكوثقافــي للتحــوالت االجتماعيــة‪.‬‬

‫‪13‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫مهــدان محمــد‪ ،‬المــاء والتنظيــم االجتماعــي‪ ،‬دراســة‬
‫سوســيولوجية ألشــكال التدبيــر االجتماعــي للســقي بواحــة‬
‫تودغــى‪ ،‬أكاديــر‪ :‬جامعــة ابــن زهــر‪.2012 ،‬‬

‫هــذا العمــل يقــدم مضمــون أطروحــة نوقشــت يــوم ‪ 8‬مــن مايــو‬


‫‪ 2007‬لنيــل الدكتــوراه فــي اآلداب تخصــص علــم االجتمــاع بجامعــة‬
‫الحســن الثانــي – المحمديــة‪ ،‬كليــة اآلداب والعلــوم اإلنســانية‬
‫بالمحمديــة‪ ،‬وقســم الكتــاب إلــى ســتة فصــول أساســية‪.‬‬

‫المجال المدروس (واحة تودغى)‬

‫البنيات االجتماعية لمجتمع الدراسة‬

‫موارد طبيعية هشة وطرق تقليدية في استغاللها‬

‫التدبير االجتماعي ألنظمة السقي التقليدي‬

‫أشكال الصراع والتضامن حول الماء بواحة تودغى‬

‫المؤسسات السياسية ودورها في تدبير الماء‬

‫ويتنــاول هــذا الكتــاب أهــم العناصــر الطبيعيــة فــي الواحــة وهــو‬


‫«المــاء» مــن خــال العالقــة التــي تربــط بينــه وبيــن اإلنســان؛ أي‬
‫مالمســة مختلــف األوجــه وعالقــة اإلنســان الواحي بالمــوارد المائية‪،‬‬
‫ويخلــص الباحــث فــي هــذا العمــل إلــى كــون المجتمــع الواحــي هــو‬
‫مجتمــع انقســامي حتــى فــي عالقتــه مــع المــاء‪ .‬فمــن خــال المــاء‬
‫يمكــن معرفــة التراتــب االجتماعــي وكــذا عالقــات الســلطة‪ .‬أي أن‬
‫القــوة هــي التــي تســير المــاء منــذ القديــم وحتــى اآلن‪ ،‬فهــو الرهــان‬
‫الــذي تقــاس بــه جميــع مســتويات التنظيــم االجتماعــي‪.‬‬

‫‪14‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫ورغــم كــون اإلجــراءات العرفيــة تســبق توزيــع المــاء‪ ،‬فــإن تملكــه‬
‫مرهونــا بتنافــس مفتــوح حولــه ونتــاج عالقــات‬‫ً‬ ‫الحقيقــي يبقــى‬
‫القــوة والتضامــن‪ ،‬بمعنــى أن التوفــر علــى حقــوق المــاء يقتضــي‬
‫التوفــر علــى القــوة للدفــاع عنهــا‪.‬‬

‫‪Mezzine, Larbi, Le Tafilalt contribution à l’Histoire‬‬


‫‪du Maroc aux XVII et XVIII siècles, faculté des lettres et‬‬
‫‪des sciences humaines/Rabat, 1987.‬‬

‫هــذا الكتــاب هــو مســاهمة فــي معرفــة تاريــخ تافياللــت‬


‫والجنــوب الشــرقي المغربــي بيــن ‪ 1631‬و‪ ،1830‬ومــن خاللهــا يبيــن‬
‫ً‬
‫مجهــوال فــي التاريــخ المغربــي‪.‬‬ ‫الكاتــب أن التاريــخ المحلــي ليــس‬
‫ورغــم ذلــك يوضــح مميــزات الواحــات والجبــال فــي جنــوب شــرق‬
‫المغــرب بظروفهــا البيئيــة مــا قبــل الصحــراء‪ ،‬واقتصــاد زراعــي‬
‫رعــوي منخفــض‪ .‬وكيــف بــرزت الهشاشــة فــي وقــت مبكــر جــدًّ ا ثــم‬
‫البحــث عــن أشــكال أخــرى مــن األنشــطة‪ .‬التــي بإمكانهــا أن تعــوض‬
‫النقــص الــذي تعرفــه الواحــات مــن حيــث اإلنتــاج‪ .‬وهنــا تظهــر أهمية‬
‫التجــارة المحليــة عبــر الصحــراء والــدور التعويضــي الــذي تمارســه ثــم‬
‫وظيفــة التــوازن التــي تؤديهــا‪.‬‬

‫وعلــى المســتوى االجتماعــي‪ ،‬يبيــن الكاتــب كيــف نتــج عــن هــذه‬


‫الهشاشــة تضامــن اجتماعــي كبيــر داخــل المجموعــات البشــرية‬
‫(األنســاب‪ ،‬القصــور) ويبــدأ مــن عالقــات التوتــر التــي أدت إلــى‬
‫التحالفــات بيــن الســكان‪ .‬فــي وقــت مبكــر جــدًّ ا‪ ،‬كمــا يوضــح الكتــاب‬
‫كيــف طبعــت علــى المجتمــع بنيــة هرميــة تحددهــا عالقــات الهيمنــة‬
‫العســكرية ‪ militaire‬أو األيديولوجيــة فــي مركــز التسلســل الهرمــي‬
‫(العــوام‪ ،‬البربــر‪ ،‬العــرب أو عربــي‪ ،)...‬وتكشــف الدراســة التراتــب‬
‫االجتماعــي فــي واحــات الجنــوب الشــرقي‪ ،‬بيــن التواجــد الهرمــي‬
‫لبعــض الســاالت المقدســة (الشــرفاء‪ ،‬المرابطيــن)‪ ،‬التــي مــن‬

‫‪15‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫وظيفتهــا حــل النزاعــات وإحــداث الصلــح بيــن القبائــل مقابــل جمــع‬
‫العطايــا والتبرعــات التــي تقدمهــا القبائــل لصالــح هــذه الســاالت‬
‫المقدســة‪.‬‬

‫‪Karen Eugenie Rignall, land, rights, and the practice‬‬


‫‪of making a living in pre-saharan morocco, Uuniversity‬‬
‫‪ok kentuky Uknozledge, 2012.‬‬

‫تكشــف هــذه الدراســة المعنونــة بـ«األرض والحقوق وممارســة‬


‫العيــش فــي مــا قبــل الصحــراء المغربيــة›› عــن العالقــة بيــن حيــازة‬
‫األراضــي وســبل العيــش فــي المغــرب قبــل الصحــراء باعتبارهــا‬
‫صراعً ــا أخالقيًّــا حــول حقــوق الكفــاف وتعريــف المجتمــع‪ ،‬وتشــير‬
‫األبحــاث التــي أجريــت حــول وادي واحــة في جنوب المغــرب إلى كيفية‬
‫تأطيــر ممارســات اســتخدام األراضــي المتغيــرة فــي التنافــس علــى‬
‫المجتمــع والســلطة السياســية والتسلســل الهرمــي االجتماعــي‪.‬‬
‫تتنــاول الرســالة علــى وجــه التحديــد امتــداد االســتيطان والزراعــة‬
‫مــن الواحــة إلــى الســهول القاحلــة‪ .‬تضــع منهجيــة البحــث عمليــة‬
‫صنــع القــرار األســري حــول اســتخدام األراضــي واســتراتيجيات‬
‫ســبل العيــش فــي ســياق أنظمــة المتــاك األراضــي والعمليــات‬
‫اإلقليميــة والوطنيــة والعالميــة‪.‬‬

‫ويشــير الباحــث فــي دراســته إلــى أن األســر التــي لديهــا المــوارد‬


‫والمكانــة الالزمــة للتنقــل فــي أنظمــة الحيــازة العرفيــة تحــول هــذا‬
‫األمــر لصالحهــا لتســهيل حيــازة األراضــي واالســتثمارات فــي اإلنتــاج‬
‫ً‬
‫بــارز ا فــي الدراســات الزراعيــة‬ ‫الزراعــي التجــاري‪ .‬ويعقــد هــذا نقــدً ا‬
‫بــأن الخصخصــة تشــير إلــى انغمــاس األراضــي المحيطيــة فــي‬
‫أنظمــة الحيــازة النيوليبراليــة‪.‬‬

‫يظهــر البحــث بعــض الخطــوط المتغيــرة للتمايــز االجتماعــي‬

‫‪16‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫والتضميــن السياســي والثقافــي لــأرض فــي عمليــات إعــادة‬
‫الفالحــة‪ ،‬وانبعــاث الفالحيــن الريفييــن في ســياق التصنيــع المتنامي‬
‫إلنتــاج الغــذاء العالمــي‪ .‬واعتمــد البحــث علــى األنثروبولوجيــا‬
‫الثقافيــة والجغرافيــا واالقتصــاد السياســي الستكشــاف قضيــة‬
‫غيــر مدروســة فــي أنثروبولوجيــا‪ ،‬هــذا باإلضافــة إلــى بعــض‬
‫المفاهيــم كحيــازة األراضــي والتغييــر الزراعــي وســبل العيــش‬
‫والبيئــة السياســية‪.‬‬

‫‪17‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫’’قائمة المراجع في مجال العلوم االجتماعية‬

‫التي تناولت واحات المجتمع المغربي‪:‬‬

‫احجيــج حســن وفــزة جمــال‪ ،‬فكيــك الواحــة المكلومــة‪:‬‬


‫إثنوغرافيــات عالــم معيــش‪ ،‬الطبعــة األولــى (الربــاط‪ :‬دار أبــي‬
‫رقــراق للطباعــة والنشــر‪.)2020 ،‬‬

‫أيــت عــدي مبــارك‪ ،‬المحفــوظ أســمهري‪ ،‬واحــات طاطا‪ :‬ســحر‬


‫المجــال وغنــى التــراث‪ ،‬وكالــة اإلنعــاش والتنميــة االقتصاديــة‬
‫واالجتماعيــة باألقاليــم الجنوبيــة للمملكــة المغربيــة‪.‬‬

‫بنحليمــة‪ ،‬حســن‪ ،‬وآخــرون‪ ،‬واحــات بانــي‪ ،‬العمــق التاريخــي‬


‫ومؤهــات التنميــة‪ ،‬مطبعــة المعــارف الجديــدة‪ ،‬الربــاط‪ :‬كليــة‬
‫اآلداب والعلــوم اإلنســانية‪ /‬أكاديــر‪ ،‬الطبعــة األولــى ‪.1998‬‬

‫البوزيــدي‪ ،‬أحمــد‪ ،‬التاريــخ االجتماعــي لدرعــة (مطلــع القــرن‬


‫‪17‬ـ مطلــع القــرن ‪20‬م) دراســة فــي الحيــاة السياســية‬
‫واالجتماعيــة واالقتصاديــة مــن خــال الوثائــق المحليــة‪،‬‬
‫آفــاق متوســطية‪.‬‬

‫تيليــوا‪ ،‬مصطفــى‪ ،‬الســياحة والثقافــة وتأهيــل الواحــة أهــم‬


‫رهانــات التنميــة بإقليــم الرشــيدية‪ ،‬الطبعــة األولــى‪ ،‬الرشــيدية‪:‬‬
‫مطبعــة تافياللــت الرشــيدية‪ ،‬المملكــة المغربيــة‪ ،‬وزارة األوقــاف‬
‫والشــؤون اإلســامية ‪.2009‬‬

‫حمــداوي‪ ،‬إبراهيــم وآخــرون‪ ،‬الواحــات المغاربيــة‪ :‬المجــال‬


‫والمجتمــع والثقافــة‪ ،‬الطبعــة األولــى (الربــاط‪ :‬مطابــع الربــاط‬
‫نــت‪.)2019 ،‬‬

‫‪18‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬


‫دحمــان‪ ،‬محمــد‪ ،‬الترحــال واالســتقرار بمنطقتــي الســاقية‬
‫الحمــراء ووادي الذهــب‪ ،‬الربــاط‪ :‬كوثــر برانــت‪.2006 ،‬‬

‫دحمــان‪ ،‬محمــد‪ ،‬ديناميــة القبيلــة الصحراويــة فــي المغارب‬


‫بيــن الترحــال واإلقامــة دراســة سوســيو‪-‬أنثروبولوجية حول‬
‫أوالد بالســباع‪ ،‬الطبعــة األولــى‪ ،‬الربــاط‪ :‬طــوب بريس‪.2012 ،‬‬

‫عبــد اللــوي علــوي‪ ،‬أحمــد‪ ،‬مدغــرة وادي زيــز‪ :‬إســهام فــي‬


‫دراســة المجتمــع الواحــي المغربــي خــال العصــر الحديــث‪،‬‬
‫وزارة األوقــاف والشــؤون اإلســامية بالمغــرب‪ ،‬المغــرب‪/‬‬
‫المحمديــة ‪.1996‬‬

‫قســطاني‪ ،‬بــن محمــد‪ ،‬الواحــات المغربية قبل االســتعمار‪:‬‬


‫غريــس نموذجً ــا‪ ،‬الربــاط‪ :‬المعهــد الملكــي للثقافــة األمازيغيــة‪،‬‬
‫مركــز الدراســات األنثروبولوجيــة والسوســيولوجية‪.2005 ،‬‬

‫قســطاني‪ ،‬بــن محمــد‪ ،‬واحــة غريــس واالســتعمار‪ :‬آليــات‬


‫التحــول وأشــكال المقاومــة‪ ،‬الربــاط‪ :‬المعهــد الملكــي للثقافــة‬
‫األمازيغيــة‪.2018 ،‬‬

‫مهــدان امحمــد‪ ،‬المــاء والتنظيــم االجتماعــي‪ ،‬دراســة‬


‫سوســيولوجية ألشــكال التدبيــر االجتماعــي للســقي بواحــة‬
‫تودغــى‪ ،‬أكاديــر‪ :‬جامعــة ابــن زهــر‪.2012 ،‬‬

‫‪Mezzine, Larbi, Le Tafilalt contribution à l’Histoire‬‬


‫‪du Maroc aux XVII et XVIII siècles, faculté des lettres‬‬
‫‪et des sciences humaines/Rabat, 1987. Karen Eugenie‬‬
‫‪Rignall, land, rights, and the practice of making a liv-‬‬
‫‪ing in pre-saharan morocco, Uuniversity ok kentuky‬‬
‫‪Uknozledge, 2012.‬‬

‫‪19‬‬ ‫يفارغويلبيب ضرع ةيبرغملا تاحاولا‬

You might also like