Professional Documents
Culture Documents
:تقديم عام
لقد شكل موضوع اعداد التراب الوطني والتقسيم االداري للجهات والجماعات المحلية واألقاليم والواليات محطة هامة من
النقاش الطويل بين مختلف الفاعلين السياسيين واالقتصادين منذ مطلع اس%%تقالل المغ%%رب ,نظ%%را ألهمي%%ة االع%%داد ال%%ثراب
الوطني والغاية التي يكتسيها في ظل عالم متطور ومتشابك ومتع%%ددة %الحاجي%%ات والخصوص%%يات وه%%و مايس%%تدعي اعتم%%اد
الخصوصيات السوسيوثقافية واالقتصادية وحتى السياسية كركائز أساسية يجب أخدها بعين االعتبار أثناء التقس%%يم المج%%الي
للجماعات الثرابية واألقاليم والعماالت والواليات على نح%%و يحق%%ق التنمي%%ة بمفهومه%%ا الش%%مولي بش%%كل منص%%ف وع%%ادل بين
مختلف مناطق البالد ويمكن الساكنة المحلية من األليات األساسية والضرورية لالستفادة من ثراوتها المختلف%%ة ويجع%%ل ك%%ل
منطقة ورقعة جغرافية تساهم في الناتج الوطني الخام والتنمية البش%رية والمس%تدامة بم%ا تت%وفر علي%ه من م%ؤهالت بش%رية
ومادية متنوعة .كما أصبحت الجهوية المتقدمة اطار مؤسساتي وقانوني وسياسي هام للنهوض بالتنمية المجالية والمندمجة
بين كل القطاع%ات الحيوي%ة في اط%ار الالمركزي%ة والحكام%ة الترابي%ة عن طري%ق منح س%لطات واس%عة للجماع%ات الترابي%ة
واشراك الفئات المحلية في تدبير شؤونها ولكن بالتنسيق مع المركز طبعا في اطار التخطيط والتصميم الجهوي في اع%%داد
ال%%ثراب ,واذا تتبعن%%ا كرنولوجي%%ا ت االع%%داد ال%%ثراب ب%%المغرب من%%ذ االس%%تقالل الى الي%%وم ,حيث البداي%%ة ك%%انت م%%ع ظه%%ير
1959 .وصوال الى التقسيم الجهوي الجديد بالمملكة سنة 2015
االشكالية الرئيسية
ان أكبر تحدي يواجه الفاعلين الترابيين هو تحقيق العدالة جهات مختلفة في ربوع وبين أقاليم ودواوير جهة معينة %نظرا
الختالف الخصوصيات السوسويو ثقافية والديموغرافية ..هو مايستدي بلورة مشروع تنموي جديد تشكل الالمركزية في
اطار الجهوية المتقدمة أحد مرتكزاته األساسية
وأما هذا المعطى ورغبة منا في التعرف على النتائج التي تحقق في اطار الجهوية المتقدمة ,العدالة في توزيع المتكافئ
للخدمات والمرافق العمومية والحيوية وأليات االرتقاء االجتماعي ,خلصنا الى السؤال االشكالي التالي
الى أي حد ساهم التقسيم الجهوي بالمغرب لسنة 2015في تحقيق العدالة المجالية في توزيع المتكافئ للخدمات المختلفة
(التعليمية –الصحة –التجهيز البنيات التحتية ........بين %؟
,
1
المطلب األول :المفاهيم المؤطرة للموضوع
أ-مفهوم المجال :يعتبر مفهوم المجال من المفاهيم المعقدة والمركبة والتي تتجادبه مختلف العلوم ,فالنكاد نجد تعريف
مانع وجامد لهذا المفهوم تبعا الختالف التصورات والمدارس الفكرية والتخصصات التي تتناوله ,ولكن يمكن أن نقول أنه
مصطلحا يستعمل كثيرا في الدرسات الجغرافية حيث يعد "المجال" مرجع%%ا أساس%%يا له%%ا باعتب%%اره مختبرالدراس%%ات بالنس%%بة
لعلم الجغرافي%%ة ,باإلض%%افة الى اهتم%%ام الجغرافي%%اال ب%%الفوارق المكاني%%ة بين الم%%دن والق%%رى ,الس%%هل والجب%%ل,والس%%احل
والداخل ....كلها عوامل جعلت الجغرافيا تحتك بالمجال أكثر من غيرها ,من أجل اخراج هذه المواضع من ج%%ل المش%%اكيل
التي تتخبط فيها ,واقتراح أليات ومكانيزمات جديدة لهته المشاكل ,لتحقيق تنمية منشودة لها,لكن بعض التغيرات الطبيعية
والبشرية التي عرفها المجال (أزمة المناخ والبيئة –التغ%%يرات الس%%كانية )..أدى الى تط%%ور ظ%%واهر اجتماعي%%ة (الفق%%ر –
البطالة –االقصاء االجتماعي-الجريمة )وهو ما أحدث تغير في كيفي%%ة تص%%ور وثمت%%ل االنس%%ان للمج%%ال ال%%ذي أص%%بحت ل%%ه
معاني جيدة تتجاوز البعد الجغرافي المحظ الى أبعاد أخرى أكثر عمقا كالبعد االقتصادي والثقافي
لقد ذهب بعض فالسفة اليونان القدماء من أمث%%ال أرس%%طو الى اعتب%%ار"المك%%ان مقول%%ة منطقي%%ة ذهني%%ة ومع%%نى كلي%%ا التس%%تقيم
المعرفة بدونه .والمكان ,بذلك وكمقولة ,محمول في قض%ية أو تص%ور س%ادج ليدرج%ه ب%ذلك في العلم المنطقي العملي ال%ذي
اعتبره أداة العلوم (أورغانون)
أما البعض من فالسفة االسالم من أمثال ال%%رازي ف%%اعتبر المك%%ان الى ج%%انب الزم%ان والنفس (توج%%ه وث%%نى واض%%ح التخفى
.أهميته أثناء الفحص األنثروبولوجي,أما ابن سينا وأبن رشد فقد نقل المفهوم الى المجال الطبيعي
" فالمكان عند ابن سينا "ليس بجسم وال مطابق للجسم ,بل محيط به ,بمعنى أنه منطبق على نهايته انطباقا أوليا
وعند ابن رشد "'هو النهاية المحيطة بكونها استكماال لألجسام المتحركة وغاية تحركها .
وعند كانط بحسه تاألنثروبولوجي العميق أقر بعدم امكانية التحدث عن المكان اال من وجهة نظر االنسان .
بع%%د ك%%ل ه%%ذا ظه%%رت االبس%%تمولوجيا المعاص%%رة وال%%تي أح%%دتث رج%%ة في تص%%ور المك%%ان .وذل%%ك اث%%ر ال%%ثروات الرياض%%ية
والفيزيائية ,سواء مع نظرية الكوانطا والنسبية ,أو مع الهندسات الالأقليدية,الثروات التي مكنتنا من اعادة سبك تصور هذا
2
المفهوم ببناءه وصياغته مع التصورات الفلسفية الكالسيكية .وبذلك تغير التوجه نحو العالق%%ة ,ب%%ذل الماهي%%ة ,وب%%دأ االهتم%%ام
باألبعاد والمقادير (احداثيات ,انغالق,انفتاح ,تبادلية ,تقاطع )...بدل الحدس والطبيع%%ة .ففتحت الرياض%%يات والفيزي%%اء ب%%ذلك
البعد %النسبي للمجال وهي الخلفية المعرفية التي تحكمت في التصورات المعاصرة حولي المجال ,سواء كمجال االدراك في
علم النفس أو المجال الجغرافي أو األنثروسوسيو ثقافي
ان مفهوم المجال أيضا يتقاطع ,بشكل ضروري مع مفهومي السلطة والرم%%ز ,اذ امتالك المج%%ال وامتالك الس%%لطة ,كم%%ا أن
السلطة امتالك للمجال ,وامتالك الرمز امتالك السلطة والمجال ,وبذلك يص%%بح الفع%%ل المج%%ال المج%%الي فع%%ل س%%لطة وثقاف%%ة
رغم كون المجال يبدو غالبا محايدا وال مباليا ,وهو سلوك مس%%اعد في اقتص%%اد تحكم والس%%لطة .تح%%اول الس%%لطة أن تحت%%وي
المجال بالمعرفة ,ويحاول المجال المقامة بالعقبات الطبيعية %والثقافية ,بالقناع كم%%ا تح%اول المعرف%%ة أن تنش%ئ لنفس%%ها مج%%اال
داخل المجال
يعد المجال الجغرافي او الح%%يز الجغ%%رافي ال%%ذي يق%%وم بمفهوم%%ه الواس%%ع على فك%%رة االحت%%واء ,أي ان%%ه محت%%وى األش%%خاص
واألشياء .والحيز هو المك%ان ,والمك%%ان "ه%و الوع%اء الفك%%ري للمحت%وى المك%%اني ,وه%ذا االط%ار الفك%%ري يمكن من وص%ف
األشياء وتوزعها في المكان .والمجال الجغرافي ليس اال مجاال من المجاالت الممكنة .فه%%و عالق%%ة األش%%ياء الموج%%ودة على
سطح األرض وعلى الرغم من أن المك%%ان مفه%%وم مج%%رد ال وج%%ود ل%%ه في الحقيق%%ة ,فإنن%%ا النس%%تطيع أن ن%%درك األش%%ياء اال
متحيزة في المكان ومتعاقبة في الزمان ,ألن كل ظاهرة تحدت في المكان تحدت أيضا في الزمان
معرفا المجال الجغرافي "قبل تعريف المجال البدا من دراسة خصائصه ,فالمجال الجغرفي
Dollfus Olivier
اوال موطن و مختلف ".فالمشهد مثال ال نج%ده مم%اثال الخ%ر",ونفس ش%يء بالنس%بة ,للمج%ال الجغ%رافي ,فه%و ذال%ك المج%ال
المتغير الذي يصف و يوضح الوجه المتغير بستمرار لالرض ,و الوصف هنا ضروري لش%%رح .ولكن من خالل مالحظ%%ة
المجال (المشهد),وتحليل موروثات الماضي التي تقودنا الى دراسة التفاعالت,وهذه االخيرة تعت%بر من االس%س ال%تي تنب%ني
".وتسير عليها المنهجية الجغرافية
R.BRUNETويحدد المجال الجغرافي "انه نطاق االراضي المستخدمة و المبنى من قبل المجتمعات البشرية لستمراريتها
ويضيف ان المجال الجغرافي ا ينحصر فقط في الطعام و الماوى بل اكثر تعقيدا حيث ه%%و نت%%اج لنش%%اطات بش%%رية التنتهي
,فهو ايضا مجال مليء بالصراعات ....ان %المجال الجغرافي اذن عبارة عن حامل مجموعة من الفاعليين (االفراد و االسر
"و الجماعات و السلطات المحلية)الذين يدخلون في صراعات و المصالح,و هذا ما يؤدي الى بناء المجال
.شكل اجتماعي و ثقافي (تتطور فيه ومن خالل الوقائع االجتماعية,الروابط االجتماعية و القرابية
3
المجال تداخل بين المادي (االشياء) واالجتماعي (العالقات ,المؤسسات,التفاعالت)...
لكن المجال هو ايضا ,شكل هندسي ,مجال فيزيقي,مجال جغرافي,طبيعي ,مجال وجودي
المجال كموضوع للسوسيولوجيا
يقول بورديو " ان الناس باعتبارهم اجسادا (اي افرادا بيولوجيين) وكائنات انسانية مثلهم مثل االشياء يتواجدون
دوما في مكان ما ويحتلون جزء من المجال"
المجال الذي يعيش فيه االفراد هو مجال اجتماعي ,تتجلى بنيته,حسب بورديو,في "تناقضات مجالية ,او في شكل
متملك يشتغل كتعبيير %عن رمزية تلقائية للمجال االجتماعي.فكل مجتمع ترات%%بي ينتج بالض%%رورة مج%%اال تراتبي%%ا
يعبر عن الفوارق و المسافات االجتماعية"
المج%%%%%%%%ال اذن ,موض%%%%%%%%وع مش%%%%%%%%ترك بين العدي%%%%%%%%د من العل%%%%%%%%وم ,الجغرافي%%%%%%%%ا ,السوس%%%%%%%%يولوجيا
,التاريخ,الفيزياء,الرياضيات,الفلسفة
مج%%%ال ذا ح%%%دود واض%%%حة غ%%%ير واض%%%حة,متغ%%%ير وزنبقي(مج%%%االت متع%%%ددة),مج%%%ال ف%%%يزيقي,جغ%%%رافي-
طبيعي,تاريخي,اجتماعي-ثقافي
المجال موضوع هامشي في السوسيولوجية الكالسيكية
االختالالت-الفروقات االجتماعية,الصراعات االجتماعية ودينامية التنشئة مرسخة مجاليا,مما ادى به الى التفكير في نظري%%ة o
مجالية حول السلوكات الجماعية ,وجود عالقة قائمة بين المجال و المجتمع
بق%%%در م%%%ا ك%%%ان للف%%%رد انتم%%%اءات %سوس%%%يو-اقتص%%%ادية متم%%%يزة,كلم%%%ا تمكن من امتالك ج%%%زء من المج%%%ال الف%%%يزيقي o
(السكن,تاتراضي,العقارات...,
المجال ليس واقعة طبيعية-فيزيقية ,فحسب ,بل انتاج اجتماعي,ثقافي و اقتصادي.
-المجال و المجتمع ,مع السوسيولوجيا الفرانكونية,بشكل عام,و السوسيولوجية الفرنسية بشكل خاص.
التفكير في المجال انطالقا من الفلس%%فة و محاول%%ة التنظ%%ير ح%%ول المجالبجعل%%ه في ص%%لب اهتم%%اات السوس%%يولوجيا
الحضرية,تحديدا,والسيسيولوجيا بشكل عام.
ارتبط االهتمام الحقيقي السوسيولوجيا المعاصر بالمجال بما سمى ب"المنعطف المجالي" في العلوم االجتماعية.
يجب التفكير في المجال ضرورة ابستمولوجية لخلق تكامل بين العلوم االجتماعية و االنسانية
يجب اعادة التفكير في المجال,بطريقة مختلفة تماماا عن الرحلة الكالسيكية و الحديث%%ة,حيث لم يع%%د مج%%رد وعلء
مطاوع,بل مساهم بشكل فاعل في بناء المجتمع.
4
يقول بورديو "كاجساد,وافراد بيولوجيين,تتموضع الكائنات البشرية,شانها في ذالك شان االش%%ياء,داخ%%ل مك%%ان م%%ا
(ليست لهم امكانية التواجد في كل االمكنة في نفس الوقت) ويحتلون موضعا داخل هذا المكان"
يحي%%ل المك%%ان,اذن,على المج%%ال الف%%يزيقي ال%%ذي يتموض%%ع في%%ه الفاع%%ل االجتم%%اعي او االش%%ياء,المك%%ان =تموض%%ع
وتموقع,ومن وجهة نظر عالئقية,فالمكان =مكانة و ترتيب داخل النسق (المساحة ,الحجم)..
تعكس عالق%%ة الف%%اعليين االجتم%%اعيين م%%ع المج%%ال الف%%يزيقي طبيع%%ة عالقتهم م%%ع المج%%ال االجتم%%اعي =من خالل
ملكيتهم لالشياء و درجة تملكهم لالمكنة.
المجال الفيزيقي احتواء االفراد و االشياء (دون التمييز بينهم)
المج%%ال االجتم%%اعي التمي%%يز-الفص%%ل بين المكان%%ات المش%%كلة له%%ذا المج%%ال(المج%%ال االجتم%%اعي تجم%%ع للمكان%%ات
االجتماعية )
تتجلى بنية المجال االجتماعي ,ايضا داخل سياقات مختلفة تجسد "تناقضات مجالية"=يش%%تغل المج%%ال المتمل%%ك او
المخصص,مثال,وفق رمزية عفوية للمجال االجتماعي – "لكل مكان داخل المجتمع التراتبي تراتبي%%ة معين%%ة تع%%بر
عن مراتب وتمايزات اجتماعية(بورديو)
مم%%ا ي%%ؤدي الى تط%%بيع بين الواق%%ع االجتم%%اعي و الع%%الم الط%%بيعي-الف%%يزيقي.بمع%%نى القب%%ول بفك%%رة ان االختالالت
الموجودة (تاريخيا)’ما هي اال اختالليات ناتجة عن طبيعة االشياء (الحدود الطبيعية).مث%%ال ,االس%%قاطات المجالي%%ة
المرتبطة باالختالالت االجتماعية بين الجنسيين (الفصل بين الجنسين داخل المجال).
السلطة و الملكية
تمنح الملكية سلطة على المجال الفيزيقي.عبر تملك االشياء,وسلطة على المج%%ال االجتم%%اعي ,ع%%بر المكان%%ة ال%%تي
تمنحها ملكية الراسمال المادي الذي يخول للفرد راسمال اجتماعي و مكانة داخل المجتمع.
تترجم الملكية العالقة التي تجمع بين البنية المجالية لتوزيع االفراد,وبين %البنية المجالية لتوزيع الملكية و الخدمات
.
تتضح مكانة الفرد داخل المجال االجتم%اعي من خالل المك%ان ال%ذي يوج%د في%ه بالمج%ال الف%يزيقي (من ليس لدي%ه
ماوى قا,مثال,حسب بورديو,اشبه بمن ليس له وجود اجتماعي)
تعكس التناقضات االجتماعية المبنية داخل المج%ال الف%يزيقي أص%نافا من االدراك و التق%ويم بمع%نى البني%ات الذهني%ة
تق%وم على التمي%يز بين هات%%ه التناقض%ات االجتماعي%%ة المبني%%ة مجالي%ا ،و النظ%ر اليه%%ا من خالل خطاط%ة تحليل%ة يتم
ترس%%%%%يخها ل%%%%%دى الف%%%%%رد على ش%%%%%كل تناقض%%%%%ات (المرك%%%%%ز و اله%%%%%امش الحي ال%%%%%راقي الحي الفق%%%%%ير )
يترسخ المجال االجتماعي داخل البنيات االجتماعية و الذهنية التي تعد جزءا من نتاج ادم%%اج البني%%ات االجتماعي%%ة .
5
يعد المجال إدن من بين األماكن التي تتأكد فيها السلطة بمختلف أكش%%الها بم%%ا فيه%%ا الغعن%%ف الرم%%زي ( كالفض%%اءات
المعمارية المسارح و المتاحف)
بالنسبة لنا فان المجال هو حيز جغرافي تتأكد وتمارس في%%ه عالق%%ات س%%لطة وهيمن%%ة ومكان%%ة بين مختل%%ف األف%%راد
والطبقات االجتماعية اضافة الى أنه يعكس مختل%%ف األبع%%اد الذهني%%ة والثمتالت والص%%ور النمطي%%ة ال%%تي تطب%%ع
الفرد في اندماجه االجتماعي في المجال ويتم اعادة انتاج تلك اتلعالق%%ات الهيمن%%ة والثمتالت المختلف%%ة أثن%%اء التفاع%%ل
المستمر بين االنسان والمجال بمكوناته المتعددة (الطبيعي-اقتصادي-سوسيوثقافي
ب :مفهوم اعداد التراب :يشكل اطار جغرافي للعيش تتقاسم فيه الساكنة وحدة االنتماء العرفي والتاريخي وفق المؤهالت-
واالمكانات %المتاحة لتوفير حاجياتهم الذاتية
ج-الجهة بصفة عامة تعني "ذلك الحيز الترابي المتماسك جغرافيا والمتجانس اجتماعيا وتاريخيا والمعلوم اداريا .له من
االمكانات والموارد مايجعله قادرا على توفير اطار عيش كريم وبناء صرح الديموقراطية وتحقيق التنمية الترابية المحلية
المستديمة (".محمد حزوي,2014,ص )15
د-الجهوية مفهوم جد واسع وهي عبارة عن "'سياسة ارادية عمومية تهدف من خاللها الدولة الى التخلي على بعض
اختصاصتها لفائدة المؤسسة الجهوية قصد احتواء بعض االختالفات %والنزاعات االثنية واللغوية والدينية ومعالجة
االختالالت والتناقضات المجالية وتثمين الموارد الترابية الطبيعية والبشرية "(نفس المرجع أعاله)
الجهوية المتقدمة :مسلسل اجرائي يستهدف تطوير االختصاصات والموارد البشرية وتخفيف الوصاية الممارسة واالنتقال
من نمط االقتراع غير المبارشر الى المباشر ارتباطا بانتخاب المجالس الجهوية دون أن يرقي هذه الجهوية الى درجة
الجهوية الموسعة (.كريم لحرش , 2012ص )52وقد تم انشاء لجنة استشارية للجهوية أنيطت بها مهمة تصور مشروع
جديد لهذه الجهوية المتقدمة ,تراعي في بنائه التوجيهات الملكية الواردة في الموصضوع والمتمثلة أساسا في تبني جهوية
.متقدمة ذات طابع مغربي أصيل
ترتكز على أسس الوحدة الترابية والتضامن بين الجهات %المرتقبة والتوازن في توزيع الصالحيات بين االدارات المركزية
والمجالس الجهوية ,وتعميق الالتركيز االداري (زهير النامي, 2019,ص )13
من ه%%ذا المنظ%%ور ظه%%رت ب%%وادر وض%%ع اس%%تلراتيجية محكم%ة %لس%%ن سياس%%ات عمومي%%ة ته%%دف الى ت%%أطير وتوزي%%ع األنش%%طة
االقتصادية لساكنة بشكل يضمن تحقيق شروط التنمية ,والوصول الى المستوى المنش%%ود من الت%%وازن واللتماس%%ك االجتم%%اعي
بين مختلف المجاالت المغربية بس%%بب التوج%%ه في خل%%ق تحالفاتاقتص%%ادية %في الس%%ياق ال%%دولي واش%%تداد المنافس%ة %باإلض%%افة الى
االختراعات التكنولوجية ,مما أضحى لزاما على جماعة محلية أن تحل بمساعدة الدول%ة وتقوي%ة موقعه%ا %التنافس%ي ع%%بر تتمين
.مؤهالتها وخلق تكتالت باإلضافة الى تعزيز القدرة التنافسية من خالل برامج تنموية يتكامالن مع أهداف التنمية العادلة
6
اعداد الثراب هو األلية الكفيلة بتنزيل هذه الغايات وأيضا ايجاد أرضية لها عبر التعاون والتشاور الموسع والتعبئة الالزمة
لتنفيدها
هي عملية تنهجها %السلطات المغربية للتجهيز وتقوية المجال الوطني وفق مقاربة تشاركية تأخد حاجيات %السكان بعين
االعتبار وترتكز على اختيارات مجالية متعددة تراعي البعد البيئي أثناء انجاز التنمية .وتتبلور سياسة اعداد الثراب الوطني
:بالمغرب انطالقا من المبادئ التالية
وتتضح هذه المبادئ في اختيارات قطاعية اهمها تاهيل االقتصاد الوطني و التاهيل الحض%%ري و الق%%روي,ثم توجه%%ات مجالي%%ة ت%%راعي
عدة اعتبارات اهمها التنمية المتوازتة و الموسعة.
فالسياسة %المعتمدة في المملكة المغربية لتنظيم المجال وتخفيف التفاوتات بين الجهات %و هي سياسة ارادية شمولية تعتمد العقالني%%ة في
توزيع االنشطة عبر التراب الوطني و تشارك السكان في التسيير في انجاز مشاريع التنية دون اغفال البعد البيئي حتى تتحقق العدال%%ة
االجتماعية و البيئية .
تهدف هذه التقسيمات %االدارية بالتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية وتعتبر أداة فاعلة في أساسية في اعداد الثراب الوطني
يتم التقسيم المغرب حسب سيغاسة اعداد الثراب الوطني ووفق اختيارات عقلنية تأخد بعين االعتبار العناصر الجغرافي%%ة واالقتص%%ادية
وكذا التاريخية
7
مدنية :وجدة –الرباط-الدار البيضاء
أفرز هدا التقسيم عدة اختالالت كالتعزيز هيمنة الجهة الوسطى (الدار البيضاء والنواحيها) على المستوى االقتص%%ادي من
خالل استثمارات والمؤسسات الصناعية ,أما على المس%توى ال%ديموغرافي احتك%ار الجه%ة الوس%طة 27في المئ%ة من س%اكنة
المغرب سنة . 1990وعدم نجاحه في التقلص من التباينات البشرية التي من أجلها وضع التقسيم الجهوي 1997
التقسيم الجهوي 1997
محدودية نتائج التقسيم الجهوي لسنة 1971بقيام المسؤولين المغاربة باعادة النظر من جديد في التقسيم المعمول به .
أهداف التقسيم
كان من أهداف هذا التقس%%يم تس%%هيل التس%%يير االداري وت%%دبير الش%%أن المحلي للجه%%ات واعتم%%اد المب%%ادرة المحلي%%ة في التنمي%%ة
االقتصادية,كما ك%ان من أه%%داف ه%ذا التقس%يم اب%راز الوح%دة الثقافي%ة والحض%ارية للمغ%رب وتس%%هيل ادارة الم%وارد المحلي%ة
للجهات
-خضائص التقسيم
على المستوى الجغرافي تباين مساحات الجهات حيث تحتل (جهة العيون –بوجدور-الساقية الحمراء) مساحة %كب%%يرة ونس%%بة
قليلة من السكان مماجعل الكثافة السكانية تنخفض
على المستوى االجتماعي تباين نسبة البطالة التي كانت مرتفعة في كل من جهة الدرا البيض%%اء الك%%برى والجه%%ات الجنوبي%%ة
بينما كانت منخفضة في جهة تازة والحسيمة وتاونات
على المستوى االقتصادي :استمرار هيمنة جهة الدار البيضاء في المجال الصناعي
8
نتائج التقسيم
رغم تحقيق هذا التقسيم بعض المكتس%%بات ,فان%ه ق%%د فش%ل في القض%اء على التباين%%ات االجتماعي%ة واالقتص%ادية بين الجه%%ات
المملكة المغربية
التقسيم الجهوي 2015
يعد محدودي%%ة نت%%ائج التقس%%يم الجه%%وي لس%%نة , 1997وابت%%داء من س%%نة 2010تم االعالن عن برن%%امج حك%%ومي يه%%دف الى
اعطاء الحكم الذاتي لكل جهة من جهات المغربية ,وهكذا تم انشاء اللجنة االستشارية للجهوية وهي منظم%%ة حكومي%%ة ته%%دف
الى صيااغة نموذج مغربي لألقاليم ذاتية الحكم
-خصائص التقسيم
وتنقسم كل جهة الى عدة أق%اليم وعم%االت يختل%ف توزيعه%ا من جه%ة الى أخ%%رى وال%%تي يبل%غ ع%%ددها 13عمال%%ة و 62اقليم
,ويتكون االقليم أو العمالة من جماعات %حضرية أو قروية وبلديات وكذا مقاطعات ودوائر .
تتوفر كل جهة على مركز يمثل أح%%د األق%%اليم أو العم%%االت التابع%%ة له%%ا .كم%%ا يتم%%يز ه%%ذا التقس%%يم بمجموع%%ة من الخص%%ائص
الجغرافية واالجتماعية منها تفاوت المساحة المجالية للجهات ,وتفاوت على مستوى أع%%داد الس%%اكنة بين الجه%%ات حيث تبل%%غ
مساحة %جهة العيون والساقية 140,018 %كم مربع .ساكنة تق%%در ب%%ا 367.758ف%%ردا بحيث تعت%%بر أك%%بر جه%ة في المغ%%رب
مساحة %وثاني أق%ل جه%ة من حيث ع%دد الس%كان بع%د جه%ة الداخل%ة وادي ال%ذهب .وتش%كل نس%بة 19.7من مس%احة %المملك%ة
المغربية االجمالية.أما أصغر جهة من حيث المساحة فهي جهة طنجة تط%%وان الحس%%يمة وتبل%%غ مس%%احتها %نح%%و 15.120كم
.وتشكل نسبة 1.93في المئة من مجموع مساحة المغرب .
من حيث اختصاصات الجهة الجدي%دة ومنه%ا أساس%ا مجالس%ها المنتخب%ة ف%ان المش%روع الجه%وي الح%الي يفتح أمامه%ا أفاق%ا
عريضة للتدخل في كل مجاالت التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية ,موفر لها قاعدة من االختصاصات الذاتية
ومزيدا من الموارد,فضل عن أليات للتضامن تفتح لها مجاال رحبا للمب%%ادرة ,من ش%%أنه أن يس%%اعدها على االنطالق ت%وا في
عملها .كما يقترح المشروع النقل التدريجي االختصاصات ت%%زداد اتس%%اعا وتق%%ترن بنق%%ل الم%%وارد المعتم%%دة له%%ا على أس%%اس
تفاوضي وتعاقدي بين الحكومة والمجالس الجهوية .
يتم ت%%دريجيا جع%%ل المراقب%%ة من ط%%رف الدول%%ة أك%%ثر مرون%%ة على أن يق%%ترن ذل%%ك بتط%%ور الق%%درة على الت%%دبير الجه%%وي
بالمؤشرات المالئمة للشفافية ولالداء الجيد.
وعلى العموم فان الجهوي%ة المتقدم%ة ثمت%ل جانب%ا من المس%ار ال%ديموقراطي للبالد ,وطني%ا وجهوي%ا ومحلي%ا .ومن ش%أن ع%دة
عوامل أن تؤتر في مصدقياتها %وتعميقها واشعاعها المس%%تمر ,من ذل%%ك اتس%%اع مش%%اركة الس%%كان في االس%%تحقاقات %االنتخابي%%ة
,واتسام األنظمة والمسارات االنتخابية بالمزيد من النزاهة والشفافية والمنافسة الشريفة ,وبروز نخب جهوية ومحلية رافع%%ة
الكفاءات ومخلصة للمصلحة العامة ومؤهلة للحكامة %الجيدة وتقديم الحساب .
الت%%ام بم%%ا له%%ا من األدوار ومن المس%%ؤولية في انج%%اح ه%%ذا المش%%روع الوط%%ني.وبن%%اء على الرس%%الة ال%%تي أناض%%ها الدس%%تور
باألحزاب ,فقد أكدت التزامها بمايلي :
-المساهمة %بشكل نافد في اخراج الجهوية المتقدم%%ة الى ح%%يز التط%%بيق وفي تنش%%يطها في الممارس%ة %السياس%%ية والمؤسس%%اتية
والتدبيرية وبالتالي انجاحها%
-المساهمة %في تنقية كل جوانب الحياة السياسية وفي المنافسة %الديموقراطية
-العمل على ابراز نخب جهوية ومحلية جديدة بإعداد وتقديم أطر ومرش%%حين ومنتخ%%بين يكون%%ون في مس%%توى م%%ايطمح الي%%ه
المشروع
9
-التزام اليقظة المسؤولة والخالقة بمايضمن حسن اشتغال الجه%%ات وب%%اقي الجماع%%ات %الترابي%%ة ومواص%%لة تط%%وير المنظوم%%ة
المؤسساتية الجديدة
االطار القانوني
10