You are on page 1of 10

‫اعداد التراب الوطني وتحقيق العدالة المجالية في‬

‫اطار الجهوية المتقدمة‬

‫‪ :‬تقديم عام‬
‫لقد شكل موضوع اعداد التراب الوطني والتقسيم االداري للجهات والجماعات المحلية واألقاليم والواليات محطة هامة من‬
‫النقاش الطويل بين مختلف الفاعلين السياسيين واالقتصادين منذ مطلع اس‪%%‬تقالل المغ‪%%‬رب ‪,‬نظ‪%%‬را ألهمي‪%%‬ة االع‪%%‬داد ال‪%%‬ثراب‬
‫الوطني والغاية التي يكتسيها في ظل عالم متطور ومتشابك ومتع‪%%‬ددة‪ %‬الحاجي‪%%‬ات والخصوص‪%%‬يات وه‪%%‬و مايس‪%%‬تدعي اعتم‪%%‬اد‬
‫الخصوصيات السوسيوثقافية واالقتصادية وحتى السياسية كركائز أساسية يجب أخدها بعين االعتبار أثناء التقس‪%%‬يم المج‪%%‬الي‬
‫للجماعات الثرابية واألقاليم والعماالت والواليات على نح‪%%‬و يحق‪%%‬ق التنمي‪%%‬ة بمفهومه‪%%‬ا الش‪%%‬مولي بش‪%%‬كل منص‪%%‬ف وع‪%%‬ادل بين‬
‫مختلف مناطق البالد ويمكن الساكنة المحلية من األليات األساسية والضرورية لالستفادة من ثراوتها المختلف‪%%‬ة ويجع‪%%‬ل ك‪%%‬ل‬
‫منطقة ورقعة جغرافية تساهم في الناتج الوطني الخام والتنمية البش‪%‬رية والمس‪%‬تدامة بم‪%‬ا تت‪%‬وفر علي‪%‬ه من م‪%‬ؤهالت بش‪%‬رية‬
‫ومادية متنوعة ‪.‬كما أصبحت الجهوية المتقدمة اطار مؤسساتي وقانوني وسياسي هام للنهوض بالتنمية المجالية والمندمجة‬
‫بين كل القطاع‪%‬ات الحيوي‪%‬ة في اط‪%‬ار الالمركزي‪%‬ة والحكام‪%‬ة الترابي‪%‬ة عن طري‪%‬ق منح س‪%‬لطات واس‪%‬عة للجماع‪%‬ات الترابي‪%‬ة‬
‫واشراك الفئات المحلية في تدبير شؤونها ولكن بالتنسيق مع المركز طبعا في اطار التخطيط والتصميم الجهوي في اع‪%%‬داد‬
‫ال‪%%‬ثراب ‪,‬واذا تتبعن‪%%‬ا كرنولوجي‪%%‬ا ت االع‪%%‬داد ال‪%%‬ثراب ب‪%%‬المغرب من‪%%‬ذ االس‪%%‬تقالل الى الي‪%%‬وم ‪,‬حيث البداي‪%%‬ة ك‪%%‬انت م‪%%‬ع ظه‪%%‬ير‬
‫‪ 1959 .‬وصوال الى التقسيم الجهوي الجديد بالمملكة سنة ‪2015‬‬

‫االشكالية الرئيسية‬
‫ان أكبر تحدي يواجه الفاعلين الترابيين هو تحقيق العدالة جهات مختلفة في ربوع وبين أقاليم ودواوير جهة معينة‪ %‬نظرا‬
‫الختالف الخصوصيات السوسويو ثقافية والديموغرافية ‪..‬هو مايستدي بلورة مشروع تنموي جديد تشكل الالمركزية في‬
‫اطار الجهوية المتقدمة أحد مرتكزاته األساسية‬

‫وأما هذا المعطى ورغبة منا في التعرف على النتائج التي تحقق في اطار الجهوية المتقدمة ‪,‬العدالة في توزيع المتكافئ‬
‫للخدمات والمرافق العمومية والحيوية وأليات االرتقاء االجتماعي ‪,‬خلصنا الى السؤال االشكالي التالي‬

‫الى أي حد ساهم التقسيم الجهوي بالمغرب لسنة ‪ 2015‬في تحقيق العدالة المجالية في توزيع المتكافئ للخدمات المختلفة‬
‫(التعليمية –الصحة –التجهيز البنيات التحتية ‪........‬بين‪ %‬؟‬

‫‪,‬‬

‫‪1‬‬
‫المطلب األول ‪:‬المفاهيم المؤطرة للموضوع‬

‫أ‪-‬مفهوم المجال ‪:‬يعتبر مفهوم المجال من المفاهيم المعقدة والمركبة والتي تتجادبه مختلف العلوم ‪,‬فالنكاد نجد تعريف‬

‫مانع وجامد لهذا المفهوم تبعا الختالف التصورات والمدارس الفكرية والتخصصات التي تتناوله ‪,‬ولكن يمكن أن نقول أنه‬
‫مصطلحا يستعمل كثيرا في الدرسات الجغرافية حيث يعد "المجال" مرجع‪%%‬ا أساس‪%%‬يا له‪%%‬ا باعتب‪%%‬اره مختبرالدراس‪%%‬ات بالنس‪%%‬بة‬
‫لعلم الجغرافي‪%%‬ة ‪,‬باإلض‪%%‬افة الى اهتم‪%%‬ام الجغرافي‪%%‬اال ب‪%%‬الفوارق المكاني‪%%‬ة بين الم‪%%‬دن والق‪%%‬رى ‪,‬الس‪%%‬هل والجب‪%%‬ل‪,‬والس‪%%‬احل‬
‫والداخل ‪....‬كلها عوامل جعلت الجغرافيا تحتك بالمجال أكثر من غيرها ‪,‬من أجل اخراج هذه المواضع من ج‪%%‬ل المش‪%%‬اكيل‬
‫التي تتخبط فيها ‪,‬واقتراح أليات ومكانيزمات جديدة لهته المشاكل ‪,‬لتحقيق تنمية منشودة لها‪,‬لكن بعض التغيرات الطبيعية‬

‫والبشرية التي عرفها المجال (أزمة المناخ والبيئة –التغ‪%%‬يرات الس‪%%‬كانية ‪ )..‬أدى الى تط‪%%‬ور ظ‪%%‬واهر اجتماعي‪%%‬ة (الفق‪%%‬ر –‬
‫البطالة –االقصاء االجتماعي‪-‬الجريمة )وهو ما أحدث تغير في كيفي‪%%‬ة تص‪%%‬ور وثمت‪%%‬ل االنس‪%%‬ان للمج‪%%‬ال ال‪%%‬ذي أص‪%%‬بحت ل‪%%‬ه‬
‫معاني جيدة تتجاوز البعد الجغرافي المحظ الى أبعاد أخرى أكثر عمقا كالبعد االقتصادي والثقافي‬

‫مقاربة فلسفية للمجال‪-‬‬

‫لقد ذهب بعض فالسفة اليونان القدماء من أمث‪%%‬ال أرس‪%%‬طو الى اعتب‪%%‬ار"المك‪%%‬ان مقول‪%%‬ة منطقي‪%%‬ة ذهني‪%%‬ة ومع‪%%‬نى كلي‪%%‬ا التس‪%%‬تقيم‬
‫المعرفة بدونه‪ .‬والمكان ‪,‬بذلك وكمقولة ‪,‬محمول في قض‪%‬ية أو تص‪%‬ور س‪%‬ادج ليدرج‪%‬ه ب‪%‬ذلك في العلم المنطقي العملي ال‪%‬ذي‬
‫اعتبره أداة العلوم (أورغانون)‬

‫أما البعض من فالسفة االسالم من أمثال ال‪%%‬رازي ف‪%%‬اعتبر المك‪%%‬ان الى ج‪%%‬انب الزم‪%‬ان والنفس (توج‪%%‬ه وث‪%%‬نى واض‪%%‬ح التخفى‬
‫‪ .‬أهميته أثناء الفحص األنثروبولوجي‪,‬أما ابن سينا وأبن رشد فقد نقل المفهوم الى المجال الطبيعي‬

‫" فالمكان عند ابن سينا "ليس بجسم وال مطابق للجسم ‪,‬بل محيط به ‪,‬بمعنى أنه منطبق على نهايته انطباقا أوليا‬

‫وعند ابن رشد "'هو النهاية المحيطة بكونها استكماال لألجسام المتحركة وغاية تحركها‬ ‫‪.‬‬

‫وعند كانط بحسه تاألنثروبولوجي العميق أقر بعدم امكانية التحدث عن المكان اال من وجهة نظر االنسان‬ ‫‪.‬‬

‫‪ :‬مقاربة ابستمولوجيا للمجال‪-‬‬

‫بع‪%%‬د ك‪%%‬ل ه‪%%‬ذا ظه‪%%‬رت االبس‪%%‬تمولوجيا المعاص‪%%‬رة وال‪%%‬تي أح‪%%‬دتث رج‪%%‬ة في تص‪%%‬ور المك‪%%‬ان ‪.‬وذل‪%%‬ك اث‪%%‬ر ال‪%%‬ثروات الرياض‪%%‬ية‬
‫والفيزيائية ‪,‬سواء مع نظرية الكوانطا والنسبية ‪,‬أو مع الهندسات الالأقليدية‪,‬الثروات التي مكنتنا من اعادة سبك تصور هذا‬

‫‪2‬‬
‫المفهوم ببناءه وصياغته مع التصورات الفلسفية الكالسيكية ‪.‬وبذلك تغير التوجه نحو العالق‪%%‬ة ‪,‬ب‪%%‬ذل الماهي‪%%‬ة ‪,‬وب‪%%‬دأ االهتم‪%%‬ام‬
‫باألبعاد والمقادير (احداثيات ‪,‬انغالق‪,‬انفتاح ‪,‬تبادلية ‪,‬تقاطع ‪)...‬بدل الحدس والطبيع‪%%‬ة ‪.‬ففتحت الرياض‪%%‬يات والفيزي‪%%‬اء ب‪%%‬ذلك‬
‫البعد‪ %‬النسبي للمجال وهي الخلفية المعرفية التي تحكمت في التصورات المعاصرة حولي المجال ‪,‬سواء كمجال االدراك في‬
‫علم النفس أو المجال الجغرافي أو األنثروسوسيو ثقافي‬

‫ان مفهوم المجال أيضا يتقاطع ‪,‬بشكل ضروري مع مفهومي السلطة والرم‪%%‬ز ‪,‬اذ امتالك المج‪%%‬ال وامتالك الس‪%%‬لطة ‪,‬كم‪%%‬ا أن‬
‫السلطة امتالك للمجال ‪,‬وامتالك الرمز امتالك السلطة والمجال ‪,‬وبذلك يص‪%%‬بح الفع‪%%‬ل المج‪%%‬ال المج‪%%‬الي فع‪%%‬ل س‪%%‬لطة وثقاف‪%%‬ة‬
‫رغم كون المجال يبدو غالبا محايدا وال مباليا ‪,‬وهو سلوك مس‪%%‬اعد في اقتص‪%%‬اد تحكم والس‪%%‬لطة ‪.‬تح‪%%‬اول الس‪%%‬لطة أن تحت‪%%‬وي‬
‫المجال بالمعرفة ‪,‬ويحاول المجال المقامة بالعقبات الطبيعية‪ %‬والثقافية ‪,‬بالقناع كم‪%%‬ا تح‪%‬اول المعرف‪%%‬ة أن تنش‪%‬ئ لنفس‪%%‬ها مج‪%%‬اال‬
‫داخل المجال‬

‫‪ :‬مقاربة الجغرافية للمجال‪-‬‬

‫يعد المجال الجغرافي او الح‪%%‬يز الجغ‪%%‬رافي ال‪%%‬ذي يق‪%%‬وم بمفهوم‪%%‬ه الواس‪%%‬ع على فك‪%%‬رة االحت‪%%‬واء ‪,‬أي ان‪%%‬ه محت‪%%‬وى األش‪%%‬خاص‬
‫واألشياء ‪.‬والحيز هو المك‪%‬ان ‪,‬والمك‪%%‬ان "ه‪%‬و الوع‪%‬اء الفك‪%%‬ري للمحت‪%‬وى المك‪%%‬اني ‪,‬وه‪%‬ذا االط‪%‬ار الفك‪%%‬ري يمكن من وص‪%‬ف‬
‫األشياء وتوزعها في المكان ‪.‬والمجال الجغرافي ليس اال مجاال من المجاالت الممكنة ‪.‬فه‪%%‬و عالق‪%%‬ة األش‪%%‬ياء الموج‪%%‬ودة على‬
‫سطح األرض وعلى الرغم من أن المك‪%%‬ان مفه‪%%‬وم مج‪%%‬رد ال وج‪%%‬ود ل‪%%‬ه في الحقيق‪%%‬ة ‪,‬فإنن‪%%‬ا النس‪%%‬تطيع أن ن‪%%‬درك األش‪%%‬ياء اال‬
‫متحيزة في المكان ومتعاقبة في الزمان ‪,‬ألن كل ظاهرة تحدت في المكان تحدت أيضا في الزمان‬

‫معرفا المجال الجغرافي "قبل تعريف المجال البدا من دراسة خصائصه ‪,‬فالمجال الجغرفي‬
‫‪Dollfus Olivier‬‬

‫اوال موطن و مختلف ‪".‬فالمشهد مثال ال نج‪%‬ده مم‪%‬اثال الخ‪%‬ر"‪,‬ونفس ش‪%‬يء بالنس‪%‬بة‪ ,‬للمج‪%‬ال الجغ‪%‬رافي ‪,‬فه‪%‬و ذال‪%‬ك المج‪%‬ال‬
‫المتغير الذي يصف و يوضح الوجه المتغير بستمرار لالرض ‪,‬و الوصف هنا ضروري لش‪%%‬رح ‪.‬ولكن من خالل مالحظ‪%%‬ة‬
‫المجال (المشهد)‪,‬وتحليل موروثات الماضي التي تقودنا الى دراسة التفاعالت‪,‬وهذه االخيرة تعت‪%‬بر من االس‪%‬س ال‪%‬تي تنب‪%‬ني‬
‫‪".‬وتسير عليها المنهجية الجغرافية‬

‫‪R.BRUNET‬ويحدد المجال الجغرافي "انه نطاق االراضي المستخدمة و المبنى من قبل المجتمعات البشرية لستمراريتها‬

‫ويضيف ان المجال الجغرافي ا ينحصر فقط في الطعام و الماوى بل اكثر تعقيدا حيث ه‪%%‬و نت‪%%‬اج لنش‪%%‬اطات بش‪%%‬رية التنتهي‬
‫‪,‬فهو ايضا مجال مليء بالصراعات ‪....‬ان‪ %‬المجال الجغرافي اذن عبارة عن حامل مجموعة من الفاعليين (االفراد و االسر‬
‫"و الجماعات و السلطات المحلية)الذين يدخلون في صراعات و المصالح‪,‬و هذا ما يؤدي الى بناء المجال‬

‫المقاربة السوسيولوجية للمجال‪-‬‬

‫‪.‬وجود عالقة وطيدة بين المجا و االنسان‪,‬المال و الثقافة‪,‬المجال و المجتمع‬

‫‪.‬شكل اجتماعي و ثقافي (تتطور فيه ومن خالل الوقائع االجتماعية‪,‬الروابط االجتماعية و القرابية‬

‫‪3‬‬
‫المجال تداخل بين المادي (االشياء) واالجتماعي (العالقات ‪,‬المؤسسات‪,‬التفاعالت‪)...‬‬
‫لكن المجال هو ايضا ‪,‬شكل هندسي ‪,‬مجال فيزيقي‪,‬مجال جغرافي‪,‬طبيعي ‪,‬مجال وجودي‬
‫المجال كموضوع للسوسيولوجيا‬

‫يقول بورديو " ان الناس باعتبارهم اجسادا (اي افرادا بيولوجيين) وكائنات انسانية مثلهم مثل االشياء يتواجدون‬ ‫‪‬‬
‫دوما في مكان ما ويحتلون جزء من المجال"‬
‫المجال الذي يعيش فيه االفراد هو مجال اجتماعي ‪,‬تتجلى بنيته‪,‬حسب بورديو‪,‬في "تناقضات مجالية ‪,‬او في شكل‬ ‫‪‬‬
‫متملك يشتغل كتعبيير‪ %‬عن رمزية تلقائية للمجال االجتماعي‪.‬فكل مجتمع ترات‪%%‬بي ينتج بالض‪%%‬رورة مج‪%%‬اال تراتبي‪%%‬ا‬
‫يعبر عن الفوارق و المسافات االجتماعية"‬
‫المج‪%%%%%%%%‬ال اذن ‪,‬موض‪%%%%%%%%‬وع مش‪%%%%%%%%‬ترك بين العدي‪%%%%%%%%‬د من العل‪%%%%%%%%‬وم ‪,‬الجغرافي‪%%%%%%%%‬ا ‪,‬السوس‪%%%%%%%%‬يولوجيا‬ ‫‪‬‬
‫‪,‬التاريخ‪,‬الفيزياء‪,‬الرياضيات‪,‬الفلسفة‬
‫مج‪%%%‬ال ذا ح‪%%%‬دود واض‪%%%‬حة غ‪%%%‬ير واض‪%%%‬حة‪,‬متغ‪%%%‬ير وزنبقي(مج‪%%%‬االت متع‪%%%‬ددة)‪,‬مج‪%%%‬ال ف‪%%%‬يزيقي‪,‬جغ‪%%%‬رافي‪-‬‬ ‫‪‬‬
‫طبيعي‪,‬تاريخي‪,‬اجتماعي‪-‬ثقافي‬
‫المجال موضوع هامشي في السوسيولوجية الكالسيكية‬

‫من المجال افيزيقي الى المجال االجتماعي‪-‬‬

‫مع السوسيولوجية االنكلوسكسونية ‪,‬منذ ‪,1920‬مع مدرسة شيكاكو (روبيرت بارك)‬

‫االختالالت‪-‬الفروقات االجتماعية‪,‬الصراعات االجتماعية ودينامية التنشئة مرسخة مجاليا‪,‬مما ادى به الى التفكير في نظري‪%%‬ة‬ ‫‪o‬‬
‫مجالية حول السلوكات الجماعية ‪,‬وجود عالقة قائمة بين المجال و المجتمع‬
‫بق‪%%%‬در م‪%%%‬ا ك‪%%%‬ان للف‪%%%‬رد انتم‪%%%‬اءات‪ %‬سوس‪%%%‬يو‪-‬اقتص‪%%%‬ادية متم‪%%%‬يزة‪,‬كلم‪%%%‬ا تمكن من امتالك ج‪%%%‬زء من المج‪%%%‬ال الف‪%%%‬يزيقي‬ ‫‪o‬‬
‫(السكن‪,‬تاتراضي‪,‬العقارات‪...,‬‬
‫المجال ليس واقعة طبيعية‪-‬فيزيقية ‪,‬فحسب‪ ,‬بل انتاج اجتماعي‪,‬ثقافي و اقتصادي‪.‬‬
‫‪ -‬المجال و المجتمع ‪,‬مع السوسيولوجيا الفرانكونية‪,‬بشكل عام‪,‬و السوسيولوجية الفرنسية بشكل خاص‪.‬‬
‫التفكير في المجال انطالقا من الفلس‪%%‬فة و محاول‪%%‬ة التنظ‪%%‬ير ح‪%%‬ول المجالبجعل‪%%‬ه في ص‪%%‬لب اهتم‪%%‬اات السوس‪%%‬يولوجيا‬
‫الحضرية‪,‬تحديدا‪,‬والسيسيولوجيا بشكل عام‪.‬‬

‫ارتبط االهتمام الحقيقي السوسيولوجيا المعاصر بالمجال بما سمى ب"المنعطف المجالي" في العلوم االجتماعية‪.‬‬

‫يجب التفكير في المجال ضرورة ابستمولوجية لخلق تكامل بين العلوم االجتماعية و االنسانية‬

‫يجب اعادة التفكير في المجال‪,‬بطريقة مختلفة تماماا عن الرحلة الكالسيكية و الحديث‪%%‬ة‪,‬حيث لم يع‪%%‬د مج‪%%‬رد وعلء‬
‫مطاوع‪,‬بل مساهم بشكل فاعل في بناء المجتمع‪.‬‬

‫‪-‬بورديو وتاثيرات المكان ‪,‬المجال الفيزيقي والمجال والمجال االجتماعي‬

‫العالقات الموجود بين بنيات المجال االجتماعي و بنيات االمجتا الفيزيقي‪,‬‬

‫‪4‬‬
‫يقول بورديو "كاجساد‪,‬وافراد بيولوجيين‪,‬تتموضع الكائنات البشرية‪,‬شانها في ذالك شان االش‪%%‬ياء‪,‬داخ‪%%‬ل مك‪%%‬ان م‪%%‬ا‬
‫(ليست لهم امكانية التواجد في كل االمكنة في نفس الوقت) ويحتلون موضعا داخل هذا المكان"‬
‫يحي‪%%‬ل المك‪%%‬ان‪,‬اذن‪,‬على المج‪%%‬ال الف‪%%‬يزيقي ال‪%%‬ذي يتموض‪%%‬ع في‪%%‬ه الفاع‪%%‬ل االجتم‪%%‬اعي او االش‪%%‬ياء‪,‬المك‪%%‬ان =تموض‪%%‬ع‬
‫وتموقع‪,‬ومن وجهة نظر عالئقية‪,‬فالمكان =مكانة و ترتيب داخل النسق (المساحة ‪,‬الحجم‪)..‬‬
‫تعكس عالق‪%%‬ة الف‪%%‬اعليين االجتم‪%%‬اعيين م‪%%‬ع المج‪%%‬ال الف‪%%‬يزيقي طبيع‪%%‬ة عالقتهم م‪%%‬ع المج‪%%‬ال االجتم‪%%‬اعي =من خالل‬
‫ملكيتهم لالشياء و درجة تملكهم لالمكنة‪.‬‬
‫المجال الفيزيقي احتواء االفراد و االشياء (دون التمييز بينهم)‬
‫المج‪%%‬ال االجتم‪%%‬اعي التمي‪%%‬يز‪-‬الفص‪%%‬ل بين المكان‪%%‬ات المش‪%%‬كلة له‪%%‬ذا المج‪%%‬ال(المج‪%%‬ال االجتم‪%%‬اعي تجم‪%%‬ع للمكان‪%%‬ات‬
‫االجتماعية )‬
‫تتجلى بنية المجال االجتماعي ‪,‬ايضا داخل سياقات مختلفة تجسد "تناقضات مجالية"=يش‪%%‬تغل المج‪%%‬ال المتمل‪%%‬ك او‬
‫المخصص‪,‬مثال‪,‬وفق رمزية عفوية للمجال االجتماعي – "لكل مكان داخل المجتمع التراتبي تراتبي‪%%‬ة معين‪%%‬ة تع‪%%‬بر‬
‫عن مراتب وتمايزات اجتماعية(بورديو)‬
‫مم‪%%‬ا ي‪%%‬ؤدي الى تط‪%%‬بيع بين الواق‪%%‬ع االجتم‪%%‬اعي و الع‪%%‬الم الط‪%%‬بيعي‪-‬الف‪%%‬يزيقي‪.‬بمع‪%%‬نى القب‪%%‬ول بفك‪%%‬رة ان االختالالت‬
‫الموجودة (تاريخيا)’ما هي اال اختالليات ناتجة عن طبيعة االشياء (الحدود الطبيعية)‪.‬مث‪%%‬ال ‪,‬االس‪%%‬قاطات المجالي‪%%‬ة‬
‫المرتبطة باالختالالت االجتماعية بين الجنسيين (الفصل بين الجنسين داخل المجال)‪.‬‬

‫السلطة و الملكية‬

‫تمنح الملكية سلطة على المجال الفيزيقي‪.‬عبر تملك االشياء‪,‬وسلطة على المج‪%%‬ال االجتم‪%%‬اعي ‪,‬ع‪%%‬بر المكان‪%%‬ة ال‪%%‬تي‬
‫تمنحها ملكية الراسمال المادي الذي يخول للفرد راسمال اجتماعي و مكانة داخل المجتمع‪.‬‬

‫تترجم الملكية العالقة التي تجمع بين البنية المجالية لتوزيع االفراد‪,‬وبين‪ %‬البنية المجالية لتوزيع الملكية و الخدمات‬
‫‪.‬‬
‫تتضح مكانة الفرد داخل المجال االجتم‪%‬اعي من خالل المك‪%‬ان ال‪%‬ذي يوج‪%‬د في‪%‬ه بالمج‪%‬ال الف‪%‬يزيقي (من ليس لدي‪%‬ه‬
‫ماوى قا‪,‬مثال‪,‬حسب بورديو‪,‬اشبه بمن ليس له وجود اجتماعي)‬

‫البنيات المجالية و البنيات الذهنية‬

‫تعكس التناقضات االجتماعية المبنية داخل المج‪%‬ال الف‪%‬يزيقي أص‪%‬نافا من االدراك و التق‪%‬ويم بمع‪%‬نى البني‪%‬ات الذهني‪%‬ة‬
‫تق‪%‬وم على التمي‪%‬يز بين هات‪%%‬ه التناقض‪%‬ات االجتماعي‪%%‬ة المبني‪%%‬ة مجالي‪%‬ا ‪ ،‬و النظ‪%‬ر اليه‪%%‬ا من خالل خطاط‪%‬ة تحليل‪%‬ة يتم‬
‫ترس‪%%%%%‬يخها ل‪%%%%%‬دى الف‪%%%%%‬رد على ش‪%%%%%‬كل تناقض‪%%%%%‬ات (المرك‪%%%%%‬ز و اله‪%%%%%‬امش الحي ال‪%%%%%‬راقي الحي الفق‪%%%%%‬ير )‬
‫يترسخ المجال االجتماعي داخل البنيات االجتماعية و الذهنية التي تعد جزءا من نتاج ادم‪%%‬اج البني‪%%‬ات االجتماعي‪%%‬ة ‪.‬‬

‫‪5‬‬
‫يعد المجال إدن من بين األماكن التي تتأكد فيها السلطة بمختلف أكش‪%%‬الها بم‪%%‬ا فيه‪%%‬ا الغعن‪%%‬ف الرم‪%%‬زي ( كالفض‪%%‬اءات‬
‫المعمارية المسارح و المتاحف)‬

‫بالنسبة لنا فان المجال هو حيز جغرافي تتأكد وتمارس في‪%%‬ه عالق‪%%‬ات س‪%%‬لطة وهيمن‪%%‬ة ومكان‪%%‬ة بين مختل‪%%‬ف األف‪%%‬راد‬
‫والطبقات االجتماعية اضافة الى أنه يعكس مختل‪%%‬ف األبع‪%%‬اد الذهني‪%%‬ة والثمتالت والص‪%%‬ور النمطي‪%%‬ة ال‪%%‬تي تطب‪%%‬ع‬
‫الفرد في اندماجه االجتماعي في المجال ويتم اعادة انتاج تلك اتلعالق‪%%‬ات الهيمن‪%%‬ة والثمتالت المختلف‪%%‬ة أثن‪%%‬اء التفاع‪%%‬ل‬
‫المستمر بين االنسان والمجال بمكوناته المتعددة (الطبيعي‪-‬اقتصادي‪-‬سوسيوثقافي‬

‫ب ‪ :‬مفهوم اعداد التراب ‪:‬يشكل اطار جغرافي للعيش تتقاسم فيه الساكنة وحدة االنتماء العرفي والتاريخي وفق المؤهالت‪-‬‬
‫واالمكانات‪ %‬المتاحة لتوفير حاجياتهم الذاتية‬

‫ج‪-‬الجهة بصفة عامة تعني "ذلك الحيز الترابي المتماسك جغرافيا والمتجانس اجتماعيا وتاريخيا والمعلوم اداريا ‪.‬له من‬
‫االمكانات والموارد مايجعله قادرا على توفير اطار عيش كريم وبناء صرح الديموقراطية وتحقيق التنمية الترابية المحلية‬
‫المستديمة ‪(".‬محمد حزوي‪,2014,‬ص ‪)15‬‬

‫د‪-‬الجهوية مفهوم جد واسع وهي عبارة عن "'سياسة ارادية عمومية تهدف من خاللها الدولة الى التخلي على بعض‬
‫اختصاصتها لفائدة المؤسسة الجهوية قصد احتواء بعض االختالفات‪ %‬والنزاعات االثنية واللغوية والدينية ومعالجة‬
‫االختالالت والتناقضات المجالية وتثمين الموارد الترابية الطبيعية والبشرية "(نفس المرجع أعاله)‬

‫الجهوية المتقدمة ‪:‬مسلسل اجرائي يستهدف تطوير االختصاصات والموارد البشرية وتخفيف الوصاية الممارسة واالنتقال‬
‫من نمط االقتراع غير المبارشر الى المباشر ارتباطا بانتخاب المجالس الجهوية دون أن يرقي هذه الجهوية الى درجة‬
‫الجهوية الموسعة ‪(.‬كريم لحرش ‪, 2012‬ص ‪ )52‬وقد تم انشاء لجنة استشارية للجهوية أنيطت بها مهمة تصور مشروع‬
‫جديد لهذه الجهوية المتقدمة ‪,‬تراعي في بنائه التوجيهات الملكية الواردة في الموصضوع والمتمثلة أساسا في تبني جهوية‬
‫‪.‬متقدمة ذات طابع مغربي أصيل‬

‫ترتكز على أسس الوحدة الترابية والتضامن بين الجهات‪ %‬المرتقبة والتوازن في توزيع الصالحيات بين االدارات المركزية‬
‫والمجالس الجهوية ‪,‬وتعميق الالتركيز االداري (زهير النامي‪, 2019,‬ص ‪)13‬‬

‫من ه‪%%‬ذا المنظ‪%%‬ور ظه‪%%‬رت ب‪%%‬وادر وض‪%%‬ع اس‪%%‬تلراتيجية محكم‪%‬ة‪ %‬لس‪%%‬ن سياس‪%%‬ات عمومي‪%%‬ة ته‪%%‬دف الى ت‪%%‬أطير وتوزي‪%%‬ع األنش‪%%‬طة‬
‫االقتصادية لساكنة بشكل يضمن تحقيق شروط التنمية ‪,‬والوصول الى المستوى المنش‪%%‬ود من الت‪%%‬وازن واللتماس‪%%‬ك االجتم‪%%‬اعي‬
‫بين مختلف المجاالت المغربية بس‪%%‬بب التوج‪%%‬ه في خل‪%%‬ق تحالفاتاقتص‪%%‬ادية‪ %‬في الس‪%%‬ياق ال‪%%‬دولي واش‪%%‬تداد المنافس‪%‬ة‪ %‬باإلض‪%%‬افة الى‬
‫االختراعات التكنولوجية ‪,‬مما أضحى لزاما على جماعة محلية أن تحل بمساعدة الدول‪%‬ة وتقوي‪%‬ة موقعه‪%‬ا‪ %‬التنافس‪%‬ي ع‪%%‬بر تتمين‬
‫‪.‬مؤهالتها وخلق تكتالت باإلضافة الى تعزيز القدرة التنافسية من خالل برامج تنموية يتكامالن مع أهداف التنمية العادلة‬

‫‪6‬‬
‫اعداد الثراب هو األلية الكفيلة بتنزيل هذه الغايات وأيضا ايجاد أرضية لها عبر التعاون والتشاور الموسع والتعبئة الالزمة‬
‫لتنفيدها‬

‫المطلب الثاني ‪:‬سياسة اعداد الثراب الوطني‬

‫هي عملية تنهجها‪ %‬السلطات المغربية للتجهيز وتقوية المجال الوطني وفق مقاربة تشاركية تأخد حاجيات‪ %‬السكان بعين‬
‫االعتبار وترتكز على اختيارات مجالية متعددة تراعي البعد البيئي أثناء انجاز التنمية ‪.‬وتتبلور سياسة اعداد الثراب الوطني‬
‫‪ :‬بالمغرب انطالقا من المبادئ التالية‬

‫تدعيم الوحدة الوطنية‬ ‫‪‬‬


‫تحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية‬ ‫‪‬‬
‫المحافظة على الببيئة‬ ‫‪‬‬
‫اشراك السكان في التسيير ‪.‬‬ ‫‪‬‬

‫وتتضح هذه المبادئ في اختيارات قطاعية اهمها تاهيل االقتصاد الوطني و التاهيل الحض‪%%‬ري و الق‪%%‬روي‪,‬ثم توجه‪%%‬ات مجالي‪%%‬ة ت‪%%‬راعي‬
‫عدة اعتبارات اهمها التنمية المتوازتة و الموسعة‪.‬‬

‫فالسياسة‪ %‬المعتمدة في المملكة المغربية لتنظيم المجال وتخفيف التفاوتات بين الجهات‪ %‬و هي سياسة ارادية شمولية تعتمد العقالني‪%%‬ة في‬
‫توزيع االنشطة عبر التراب الوطني و تشارك السكان في التسيير في انجاز مشاريع التنية دون اغفال البعد البيئي حتى تتحقق العدال‪%%‬ة‬
‫االجتماعية و البيئية ‪.‬‬

‫تاريخ التقسيم الجهوي في المغرب‬

‫عرف المغرب أربعة تقسيمات‪ %‬جهوية (منذ الحماية )‬

‫تهدف هذه التقسيمات‪ %‬االدارية بالتحقيق التنمية االقتصادية واالجتماعية وتعتبر أداة فاعلة في أساسية في اعداد الثراب الوطني‬

‫‪-‬السياسة‪ %‬المعتمدة في التقسيم الجهوي‬

‫يتم التقسيم المغرب حسب سيغاسة اعداد الثراب الوطني ووفق اختيارات عقلنية تأخد بعين االعتبار العناصر الجغرافي‪%%‬ة واالقتص‪%%‬ادية‬
‫وكذا التاريخية‬

‫التقسيم االداري للمغرب في عهد الحماية‬

‫قسم المغرب في عهد الحماية الفرنسية الى ثالثة مناطق‬

‫المنطقة األولى ‪:‬منطقة دولية طنجة‬

‫المنطقة الثانية ‪:‬‬

‫عسكرية ‪:‬أكادير –فاس‪– %‬مراكش –مكناس‪%‬‬ ‫‪‬‬

‫‪7‬‬
‫مدنية ‪:‬وجدة –الرباط‪-‬الدار البيضاء‬ ‫‪‬‬

‫المنطقة الثالثة ‪:‬تحت النفود االسباني‬


‫الى أقصى شمال المغرب (الريف )‬ ‫‪‬‬
‫الجنوب (سيدي افني‪-‬األقاليم الجنوبية )‬ ‫‪‬‬
‫هدف هدا التقسيم هو بسط النفود االستعمار سياسيا وعسكريا وبالتالي تسهيل استغالل المغرب‬
‫‪-‬خصائص االتقسيم‬
‫ك‪%%‬انت ته‪%%‬دف الى ت‪%%‬أمين مراقبته‪%%‬ا للبل‪%%‬د وبس‪%‬ط نفوده‪%‬ا بواس‪%%‬طة اح‪%%‬داث جه‪%%‬ات عس‪%‬كرية ومدني‪%‬ة ‪,‬ودون اع‪%‬ارة أي اهتم‪%‬ام‬
‫لالعتبارات االقتصادية واالجتماعية التي ينبني عليها اعداد الثراب الوطني‪.‬‬
‫التقسيمات الجهوية قبل ‪1971‬‬
‫من طرف (دانييل نوان ) بتقسيم المغرب الى ‪ 12‬جهة وقد اعتمد في هذا التسقيم على المعيار الطبيعي‬
‫التقسيمات الجهوية بعد ‪1971‬‬
‫من ‪ 9‬جهات الى ‪ 7‬جهات‪ %‬وكان الهدف من ذلك التخلص من الفوارق الجهوية عن طريق تطبيق سياسة الالمركزية (تحت‬
‫اشراف االدارة المركزية ) وكان الهدف أيضا االقتصادية والديموغرافي‬
‫خصائص التقسيم‬
‫تميز بمجموعة من الخصائص الجغرافية واالجتماعية‬
‫تفاوت المساحة‪ %‬المجالية للجهات‬
‫تفاوت على مستوى أعداد الساكنة بين الجهات‪ %‬حيث تعتبر جهة الوسط أكبر جهة من عدد الس‪%%‬كان رغم مس‪%%‬احتها الص‪%%‬غيرة‬
‫في المقابل انخفاض نسبة السكان في جهة الجنوب‬
‫‪-‬نتائج التقسيم‬

‫أفرز هدا التقسيم عدة اختالالت كالتعزيز هيمنة الجهة الوسطى (الدار البيضاء والنواحيها) على المستوى االقتص‪%%‬ادي من‬
‫خالل استثمارات والمؤسسات الصناعية ‪,‬أما على المس‪%‬توى ال‪%‬ديموغرافي احتك‪%‬ار الجه‪%‬ة الوس‪%‬طة ‪27‬في المئ‪%‬ة من س‪%‬اكنة‬
‫المغرب سنة ‪. 1990‬وعدم نجاحه في التقلص من التباينات البشرية التي من أجلها وضع التقسيم الجهوي ‪1997‬‬
‫التقسيم الجهوي ‪1997‬‬
‫محدودية نتائج التقسيم الجهوي لسنة ‪ 1971‬بقيام المسؤولين المغاربة باعادة النظر من جديد في التقسيم المعمول به ‪.‬‬
‫أهداف التقسيم‬
‫كان من أهداف هذا التقس‪%%‬يم تس‪%%‬هيل التس‪%%‬يير االداري وت‪%%‬دبير الش‪%%‬أن المحلي للجه‪%%‬ات واعتم‪%%‬اد المب‪%%‬ادرة المحلي‪%%‬ة في التنمي‪%%‬ة‬
‫االقتصادية‪,‬كما ك‪%‬ان من أه‪%%‬داف ه‪%‬ذا التقس‪%‬يم اب‪%‬راز الوح‪%‬دة الثقافي‪%‬ة والحض‪%‬ارية للمغ‪%‬رب وتس‪%%‬هيل ادارة الم‪%‬وارد المحلي‪%‬ة‬
‫للجهات‬
‫‪-‬خضائص التقسيم‬
‫على المستوى الجغرافي تباين مساحات الجهات حيث تحتل (جهة العيون –بوجدور‪-‬الساقية الحمراء) مساحة‪ %‬كب‪%%‬يرة ونس‪%%‬بة‬
‫قليلة من السكان مماجعل الكثافة السكانية تنخفض‬
‫على المستوى االجتماعي تباين نسبة البطالة التي كانت مرتفعة في كل من جهة الدرا البيض‪%%‬اء الك‪%%‬برى والجه‪%%‬ات الجنوبي‪%%‬ة‬
‫بينما كانت منخفضة في جهة تازة والحسيمة وتاونات‬
‫على المستوى االقتصادي ‪:‬استمرار هيمنة جهة الدار البيضاء في المجال الصناعي‬

‫‪8‬‬
‫نتائج التقسيم‬
‫رغم تحقيق هذا التقسيم بعض المكتس‪%%‬بات ‪,‬فان‪%‬ه ق‪%%‬د فش‪%‬ل في القض‪%‬اء على التباين‪%%‬ات االجتماعي‪%‬ة واالقتص‪%‬ادية بين الجه‪%%‬ات‬
‫المملكة المغربية‬
‫التقسيم الجهوي ‪2015‬‬
‫يعد محدودي‪%%‬ة نت‪%%‬ائج التقس‪%%‬يم الجه‪%%‬وي لس‪%%‬نة ‪, 1997‬وابت‪%%‬داء من س‪%%‬نة ‪ 2010‬تم االعالن عن برن‪%%‬امج حك‪%%‬ومي يه‪%%‬دف الى‬
‫اعطاء الحكم الذاتي لكل جهة من جهات المغربية ‪,‬وهكذا تم انشاء اللجنة االستشارية للجهوية وهي منظم‪%%‬ة حكومي‪%%‬ة ته‪%%‬دف‬
‫الى صيااغة نموذج مغربي لألقاليم ذاتية الحكم‬
‫‪-‬خصائص التقسيم‬
‫وتنقسم كل جهة الى عدة أق‪%‬اليم وعم‪%‬االت يختل‪%‬ف توزيعه‪%‬ا من جه‪%‬ة الى أخ‪%%‬رى وال‪%%‬تي يبل‪%‬غ ع‪%%‬ددها ‪ 13‬عمال‪%%‬ة و‪ 62‬اقليم‬
‫‪,‬ويتكون االقليم أو العمالة من جماعات‪ %‬حضرية أو قروية وبلديات وكذا مقاطعات ودوائر ‪.‬‬
‫تتوفر كل جهة على مركز يمثل أح‪%%‬د األق‪%%‬اليم أو العم‪%%‬االت التابع‪%%‬ة له‪%%‬ا ‪.‬كم‪%%‬ا يتم‪%%‬يز ه‪%%‬ذا التقس‪%%‬يم بمجموع‪%%‬ة من الخص‪%%‬ائص‬
‫الجغرافية واالجتماعية منها تفاوت المساحة المجالية للجهات ‪,‬وتفاوت على مستوى أع‪%%‬داد الس‪%%‬اكنة بين الجه‪%%‬ات حيث تبل‪%%‬غ‬
‫مساحة‪ %‬جهة العيون والساقية‪ 140,018 %‬كم مربع ‪.‬ساكنة تق‪%%‬در ب‪%%‬ا ‪ 367.758‬ف‪%%‬ردا بحيث تعت‪%%‬بر أك‪%%‬بر جه‪%‬ة في المغ‪%%‬رب‬
‫مساحة‪ %‬وثاني أق‪%‬ل جه‪%‬ة من حيث ع‪%‬دد الس‪%‬كان بع‪%‬د جه‪%‬ة الداخل‪%‬ة وادي ال‪%‬ذهب ‪.‬وتش‪%‬كل نس‪%‬بة ‪ 19.7‬من مس‪%‬احة‪ %‬المملك‪%‬ة‬
‫المغربية االجمالية‪.‬أما أصغر جهة من حيث المساحة فهي جهة طنجة تط‪%%‬وان الحس‪%%‬يمة وتبل‪%%‬غ مس‪%%‬احتها‪ %‬نح‪%%‬و ‪ 15.120‬كم‬
‫‪.‬وتشكل نسبة ‪ 1.93‬في المئة من مجموع مساحة المغرب ‪.‬‬

‫االطار المؤسساتي للجهوية المتقدمة‬

‫من حيث اختصاصات الجهة الجدي‪%‬دة ومنه‪%‬ا أساس‪%‬ا مجالس‪%‬ها المنتخب‪%‬ة ف‪%‬ان المش‪%‬روع الجه‪%‬وي الح‪%‬الي يفتح أمامه‪%‬ا أفاق‪%‬ا‬
‫عريضة للتدخل في كل مجاالت التنمية االقتصادية واالجتماعية والثقافية والبيئية ‪,‬موفر لها قاعدة من االختصاصات الذاتية‬
‫ومزيدا من الموارد‪,‬فضل عن أليات للتضامن تفتح لها مجاال رحبا للمب‪%%‬ادرة ‪,‬من ش‪%%‬أنه أن يس‪%%‬اعدها على االنطالق ت‪%‬وا في‬
‫عملها ‪.‬كما يقترح المشروع النقل التدريجي االختصاصات ت‪%%‬زداد اتس‪%%‬اعا وتق‪%%‬ترن بنق‪%%‬ل الم‪%%‬وارد المعتم‪%%‬دة له‪%%‬ا على أس‪%%‬اس‬
‫تفاوضي وتعاقدي بين الحكومة والمجالس الجهوية ‪.‬‬
‫يتم ت‪%%‬دريجيا جع‪%%‬ل المراقب‪%%‬ة من ط‪%%‬رف الدول‪%%‬ة أك‪%%‬ثر مرون‪%%‬ة على أن يق‪%%‬ترن ذل‪%%‬ك بتط‪%%‬ور الق‪%%‬درة على الت‪%%‬دبير الجه‪%%‬وي‬
‫بالمؤشرات المالئمة للشفافية ولالداء الجيد‪.‬‬
‫وعلى العموم فان الجهوي‪%‬ة المتقدم‪%‬ة ثمت‪%‬ل جانب‪%‬ا من المس‪%‬ار ال‪%‬ديموقراطي للبالد ‪,‬وطني‪%‬ا وجهوي‪%‬ا ومحلي‪%‬ا ‪.‬ومن ش‪%‬أن ع‪%‬دة‬
‫عوامل أن تؤتر في مصدقياتها‪ %‬وتعميقها واشعاعها المس‪%%‬تمر ‪,‬من ذل‪%%‬ك اتس‪%%‬اع مش‪%%‬اركة الس‪%%‬كان في االس‪%%‬تحقاقات‪ %‬االنتخابي‪%%‬ة‬
‫‪,‬واتسام األنظمة والمسارات االنتخابية بالمزيد من النزاهة والشفافية والمنافسة الشريفة ‪,‬وبروز نخب جهوية ومحلية رافع‪%%‬ة‬
‫الكفاءات ومخلصة للمصلحة العامة ومؤهلة للحكامة‪ %‬الجيدة وتقديم الحساب ‪.‬‬
‫الت‪%%‬ام بم‪%%‬ا له‪%%‬ا من األدوار ومن المس‪%%‬ؤولية في انج‪%%‬اح ه‪%%‬ذا المش‪%%‬روع الوط‪%%‬ني‪.‬وبن‪%%‬اء على الرس‪%%‬الة ال‪%%‬تي أناض‪%%‬ها الدس‪%%‬تور‬
‫باألحزاب ‪,‬فقد أكدت التزامها بمايلي ‪:‬‬
‫‪-‬المساهمة‪ %‬بشكل نافد في اخراج الجهوية المتقدم‪%%‬ة الى ح‪%%‬يز التط‪%%‬بيق وفي تنش‪%%‬يطها في الممارس‪%‬ة‪ %‬السياس‪%%‬ية والمؤسس‪%%‬اتية‬
‫والتدبيرية وبالتالي انجاحها‪%‬‬
‫‪-‬المساهمة‪ %‬في تنقية كل جوانب الحياة السياسية وفي المنافسة‪ %‬الديموقراطية‬
‫‪-‬العمل على ابراز نخب جهوية ومحلية جديدة بإعداد وتقديم أطر ومرش‪%%‬حين ومنتخ‪%%‬بين يكون‪%%‬ون في مس‪%%‬توى م‪%%‬ايطمح الي‪%%‬ه‬
‫المشروع‬

‫‪9‬‬
‫‪-‬التزام اليقظة المسؤولة والخالقة بمايضمن حسن اشتغال الجه‪%%‬ات وب‪%%‬اقي الجماع‪%%‬ات‪ %‬الترابي‪%%‬ة ومواص‪%%‬لة تط‪%%‬وير المنظوم‪%%‬ة‬
‫المؤسساتية الجديدة‬

‫االطار القانوني‬

‫‪10‬‬

You might also like