تتوخى التربية على المواطنة تنمية الوعي بالحقوق والمسؤوليات الفردية والجماعية،
والتدرب على ممارستها ،وتستمد وظيفتها المجتمعية من مساهمتها في تكوين
النسان/المواطن القادر على السير بالمجهود التحديثي والتنموي لبلده إلى المام ،في وقت تزايدت فيه انتظارات المواطنين ،ومستلزمات العالم الذي نعيش فيه .وقبل المضي في تحليل غايات التربية على المواطنة وعلقتها بالتربية على حقوق النسان ل بد من الجواب عن السؤال المركزي المتعلق بمفهوم التربية على المواطنة. -1مفهوم التربية على المواطنة يتفق المختصون على اعتبار التربية,على المواطنة هدفا أسمى لكل نظام تربوي، ويختلفون حول تعريف التربية على المواطنة فبينما عرفها) (Sherley Engle ,1960على أنها "عملية صنع القرار"، أشار )James P. Shaver1967إلى أنها " إعداد المواطن للشتراك الفعال في المجتمع الديموقراطي" في حين ذهب ) (Richard C. Remeg ,1979إلى أنها تتمثل في الحقوق والمسؤوليات والواجبات المصاحبة لحكم مجموعات بشرية مختلفة ينتمي إليها الفرد نفسه) .(1أم ) Philippe ,2005فيرى أن الدولة يجب أن تضمن من خلل التربية على المواطنة لكل من يغادر المدرسة القدرة على فهم العالم والمجتمع اللذين سيكون مطالبا بأداء أدواره فيهما سواء أكان ذلك على المستوى الفردي أم المهني أو السياسي) .(2وفي تعريف لمنظمة اليونسكو :المواطنة "هي مجموع عملّية الحياة الجتماعّية التي موا بوعي عن طريقها يتعّلم الفراد والجماعات ،داخل مجتمعاتهم الوطنّية والدولية ،أن ين ّ شخصّية واّتجاهاتهم واستعداداتهم ومعارفهم 3"...أما ذ .عمارة بن كا ّ فة قدراتهم ال ّ ي لحقوق النسان فيرى أن المدلول الحديث للمواطنة رمضان (2007مدير المعهد العرب ّ ي ويقترن بحقوق المواطن في سياس ّيحيلنا على ثلثة مفاهيم وهي :المفهوم ال ّ ي ويهم الحقوق المدنية والقتصادية مة؛ المفهوم القانون ّ المشاركة في الحياة العا ّ ق في الحياة والحّرّية والمن والمساواة والملكّية دون إغفال واجبات للمواطن كالح ّ ضرائب واحترام القوانين .أما المفهوم الداري للمواطنة المواطن كحماية الوطن وأداء ال ّ فيفيد أمرين أساسّيين هما :المشاركة في اّتخاذ القرارات الدارية وحماية المعطيات دينية، ي والمعتقدات ال ّ سياس ّي والنتماء ال ّ ي والجتماع ّشخصّية للمواطن كالصل العرق ّ ال ّ واحترامها ) .(4قام ذ.الصدوقي محمد) (2007بمقاربة المفهوم من خلل ثلثة أبعاد أساسية وهي :البعد الفلسفي والقّيمي :للمواطنة مرجعية فلسفية وقيمية تستمد دللتها من مفاهيم الحرية ،والعدل ،والحق ،والخير ،والهوية ،والمصير والوجود المشترك ،وذلك لنها إنتاج ثقافي؛ البعد السياسي والقانوني :تحدد المواطنة كمجموعة من القواعد والمعايير التنظيمية والسلوكية والعلئقية داخل المجتمع ويتضمن هذا البعد التمتع بحقوق المواطنة الكاملة كحق المشاركة في التدبير واتخاد القرارات وتحمل المسؤوليات ثم القيام بواجبات المواطنة؛ البعد الجتماعي والثقافي :وهو كون المواطنة محدد لمنظومة التمثلت والسلوكات والعلقات والقيم الجتماعية ،أي كمرجعية معيارية وقيمة اجتماعية ،وكثقافة وناظم مجتمعي .ويخلص الباحث إلى اعتبار المواطنة مجموعة من القيم والنواظم لتدبير الفضاء العمومي المشترك ،تتحدد أهم تجلياتها في النتماء للوطن ،والتمتع بحقوق المواطنة واللتزام بواجباتها ،والمشاركة في تدبير الفضاء العام. ثم يحصر التربية على المواطنة في التنشئة الجتماعية التي تحاول تربية الفرد/المواطن على تمثل وتبني كل تلك القيم والنواظم السياسية والقانونية والمعرفية لمفهوم المواطنة ،لتنعكس في مؤسساته وسلوكاته وعلقاته المجتمعية داخل الفضاء العام المشترك )الوطن() .(5انطلقا مما سبق يمكن القول أن المواطنة هي ذلك الشعور بالنتماء للوطن كفضاء مشترك ،والذي يوحد بين أفراد ينتمون إلى مجموعة بشرية واحدة ،يمكنهم ذلك النتماء من التمتع بحقوق فردية ومدنية واقتصادية واجتماعية وسياسية وثقافية ويلتزمون بواجبات تتلخص في خدمة وطنهم بما يضمن نماءه ورقيه بين المم ،ويشاركون في تدبيره مما يجعلهم يكتسبون صفة مواطنين ،أما التربية على المواطنة فهي التنشئة الجتماعية التي تستهدف تكوين المواطن الصالح .إن دراسة مفهومي المواطنة والتربية على المواطنة ل يمكن أن تكتمل بدون الرجوع إلى الوثائق جهة للمنظومة التربوية ببلدنا ،وخاصة منها الميثاق الوطني للتربية والتكوين، مو ّ ال ُ و"الوثيقة الطار للختيارات والتوجهات التربوية" الواردة في الكتاب البيض للوقوف على مواصفات المواطن المرغوب في تكوينه2 .مواصفات المواطن الصالح في الميثاق الوطني للتربية والتكوين تضمنت هذه الوثيقة في موادها الخمس الولى التي اصطلح جهة للمنظومة مو ّ على تسميتها بالمرتكزات الثابتة؛ الخطوط العريضة للفلسفة التربوية ال ُ الوطنية للتربية والتكوين ،وحددت بذلك ملمح شخصية المواطن المرغوب في تكوينه في الغايات والمثل العليا التالية :التحلي بالستقامة والصلح والعتدال والتسامح؛ الشغف بطلب العلم والمعرفة والتوقد للطلع والبداع؛ التطبع بروح المبادرة اليجابية والنتاج الفعال؛ التمسك بثوابت وبمقدسات البلد )اليمان بالله ،حب الوطن ،التمسك بالملكية الدستورية(؛ التشبع بالرغبة في المشاركة اليجابية في الشأن العام والخاص؛ الوعي بالواجبات والحقوق وتبني الممارسة الديمقراطية؛ النفتاح على الخر والتشبع بروح الحوار وقبول الختلف؛ التشبث بالتراث الحضاري والثقافي للبلد بتنوع روافده وحمولته من القيم الخلقية والثقافية؛ التوفيق اليجابي بين الوفاء للصالة والتطلع الدائم للمعاصرة ،في تفاعل مع مقومات الهوية الوطنية وفي انفتاح على الحضارة النسانية العصرية؛ المساهمة في رقي البلد وتقدمها العلمي والقتصادي والجتماعي والنساني والنفتاح على العالم) .(6في الكتاب البيض انطلقا من القيم التي تم إعلنها كمرتكزات ثابتة في الميثاق الوطني للتربية والتكوين والتي يمكن تصنيفها إلى أربعة أقسام كبرى وهي :قيم العقيدة السلمية؛ قيم الهوية الحضارية ومبادئها الخلقية والثقافية؛ قيم المواطنة؛ قيم حقوق النسان ومبادئها الكونية؛ وانسجاما مع هذه القيم فإن الوثيقة الطار للختيارات والتوجهات التربوية" رسمت الغايات الكبرى للتربية على المواطنة والتي عملت المناهج التربوية على أجرأتها وترجمتها إلى كفايات معرفية ومنهجية ،وإلى اتجاهات ومواقف ينتظر أن يكتسبها المتعلمون .وتنبع هذه الغايات والمواقف من الحاجات المتجددة للمجتمع المغربي ،ومن الحاجيات الشخصية للمتعلمين وهي :ترسيخ الهوية الحضارية المغربية والوعي بتنوع وتفاعل وتكامل روافدها؛ التفتح على مكاسب ومنجزات الحضارة النسانية المعاصرة؛ تكريس حب الوطن وتعزيز الرغبة في خدمته؛ تكريس حب المعرفة وطلب العلم والبحث والكتشاف وتطوير العلوم والتكنولوجيا الجديدة؛ تنمية الوعي بالواجبات والحقوق؛ التربية على المواطنة وممارسة الديمقراطية؛ التشبع بروح الحوار والتسامح وقبول الختلف؛ ترسيخ قيم الحداثة والمعاصرة؛ التمكن من التواصل بمختلف أشكاله وأساليبه والتفتح على التكوين المهني المستمر؛ تنمية الذوق الجمالي والنتاج الفني والتكوين الحرفي في مجالت الفنون والتقنيات؛ تنمية القدرة على المشاركة في الشأن المحلي والوطني؛ تنمية الثقة بالنفس والتفتح على الغير؛ الستقللية في التفكير والممارسة؛ التفاعل اليجابي مع المحيط الجتماعي؛ التحلي بروح المسؤولية والنضباط؛ إعمال العقل واعتماد الفكر النقدي؛ تثمين العمل والجتهاد والمثابرة والنتاجية والمردودية؛ المبادرة والبتكار والبداع؛ التنافسية اليجابية؛ الوعي بالزمن والوقت كقيمة أساسية في المدرسة وفي الحياة؛ احترام البيئة الطبيعية والتعامل اليجابي مع الموروث الثقافي الوطني) .(7انطلقا من هذه المرجعية نستطيع طرح السؤال التالي ومحاولة الجابة عنه :من هو المواطن الصالح الذي تسعى المدرسة إلى تكوينه؟ يمكن حصر مواصفاته كالتي :إنه النسان الفعال في بيئته المحلية ومجتمعه الوطني والمجتمع النساني كله؛ الشخص الذي يؤمن بحريات الفراد وبالمساواة بين الجميع التي تكفلها الشرائع والقوانين والنظمة التي يعيش في ظلها المجتمع؛ الشخص الذي يعتقد بأننا نعيش في عالم متغير ويتقبل الحقائق والفكار والنماط الجديدة للمعيشة والتي تتماشى مع الهداف والقيم الجتماعية السائدة؛ هو الشخص الذي يصدر الحكام والراء البناءة التي تمكنه من العمل بفاعلية في العالم المتغير الذي يعيش فيه؛ هو الشخص الذي يقبل تحمل المسؤولية للشتراك في عملية صنع القرارات العامة عن طريق التمثيل السليم؛ هو الذي ينمي لديه المهارات ،ويكتسب المعارف التي تساعده على حل المشكلت السياسية والقتصادية والجتماعية والحضارية التي تواجه المجتمع الذي يعيش فيه؛ الشخص الذي يفتخر بانتمائه لمته ووطنه ،ويقدر في الوقت نفسه ما قدمته وتقدمه الشعوب الخرى في سبيل صنع الحضارة النسانية؛ الشخص الذي يبقى على دراية تامة بأثر التطورات والمكتشفات العلمية مع تقديرها ومعرفة أثرها على تقدم البشرية جمعاء؛ الذي يرى في استخدام الفنون البداعية وسائل للتعبير النساني وتنمية الشخصية السوية ؛ يعي أهمية الفرص القتصادية في حياة الناس كافة؛ يعتز بأمته وبثقافتها وحضارتها وبقضاياها)التنمية ،التحرر(...؛ يؤمن بضرورة التعايش بين الدول والحد من المنافسة والصراعات ،وبضرورة تشجيع التعاون الدولي؛ يكتسب المبادئ الديمقراطية السلمية ،ويحاول تطبيقها في حياته اليومية؛ يعي المشكلت والقيم السائدة في مجتمعه وأمته؛ يعرف شؤون مجتمعه ويهتم بها ،ويبرهن على هذا الهتمام عمليا؛ يؤمن بأن له حقوقا ينبغي الحصول عليها وواجبات ينبغي عليه القيام بها؛ يعتز بكرامته؛ يؤمن بقيم التسامح والتعايش؛ إن تحقيق تلك المواصفات يتم من خلل تعليم التلميذ كيف يصنعون القرارات بأنفسهم أثناء مناقشتهم للمشكلت من حولهم ،ويحولون هذه القرارات إلى أعمال بعد استقصاء اجتماعي واستقصاء القيم وتنقيحها وتفسيرها ثم صنع القرار وتطبيقه .فهم بذلك يصنعون قرارات فعالة في خدمة أنفسهم ومجتمعهم ،تمكنهم من امتلك مهارات البحث الضرورية للحياة ،ولتحمل المسؤولية الجتماعية ،والمشاركة الفعالة في الشؤون الجتماعية والبشرية من حولهم .إن المواطن الصالح -كهدف أسمى لكل تربية هو ذلك المواطن الفعال في خدمة نفسه وبيئته المحلية ووطنه والمجتمع النساني من حوله ،وبالتالي فهو أيضا النسان الصالح. -3غايات التربية على المواطنة: تتلخص غايات التربية على المواطنة في المجهود الذي تساهم به المدرسة لتكوين المواطن /النسان الواعي والممارس لحقوقه وواجباته تجاه ذاته وتجاه الجماعة التي ينتمي إليها .والتربية على المواطنة هي بالساس تربية على المبادرة والمسؤولية والستقللية ،وهي ل تعد فقط الجيل الصاعد لممارسة مواطنة نشيطة متى بلغ سن الرشد ،بل تنمي لديه ،إذا ما عبئت الوسائل المناسبة )طبيعة المناهج ،نوعية النشطة التربوية ،نوعية الستراتيجيات التعلمية (...القدرة على أن يكون في كل سن ،وفي كل لحظة مواطنا بكل المقاييس) .(9ولعل من المفيد التذكير بأن ممارسة المواطنة – كما جاء في منهاج مادة التربية على المواطنة -ليست مرهونة "بالرشد القانوني" الذي يخول المشاركة في الحياة السياسية وخاصة العمليات النتخابية ،بل إن لكل مرحلة ،بدءا بالسنوات الولى من الحياة ،أشكال وتعابير وصيغ لتلك الممارسة متى تم تحسيس الطفال بها .وبناء على ذلك ،فإن تصور التربية على المواطنة من هذا المنظار ،أي من زاوية ما يمكن أن تنميه حاليا من سلوكات مواطنة يومية متكيفة مع كل سن ،من شأنه أن يحدث – مع مرور الزمن وتضافر جهود قنوات أخرى – ذلك التراكم الذي يغرس قيم المواطنة في الفكر والوجدان ويجعل من بلورتها وتفعيلها أمرا طبيعيا ،إراديا متسما بالديمومة)10 -4أهداف التربية على المواطنة حددت الوثيقة الطار لمادة التربية على المواطنة الهداف التالية وهي متصلة ومترابطة فيما بينها .وتبقى الممارسة والمستوى العملي المبتغى والمعيار الذي يمكن من خلله تقدير مدى تحقق الهداف المرصودة ،وقبل التطرق لهذه الهداف ل بد من توضيح مسار التعلم في مجال التربية على المواطنة ) :(11التربية على المواطنة مسار تعليمي - تعلمي يكتشف في أثنائه المتعلم معارفا ويكتسب مهارات ويتخذ مواقف واتجاهات إيجابية وتصدر عنه ردود فعل وأفعال إيجابية تجاه نفسه ونحو مجتمعه ووطنه ،وإزاء النسانية جمعاء .أي أنه يقوم -وفق أدبيات بيداغوجيا الدماج -بإدماج المعارف والمهارات والقيم التي تعلمها واكتسبها حول المواطنة في ممارساته وحياته اليومية .يمكن شرح مسار التعلم في مجال التربية على المواطنة من خلل البعاد الثلثة التالية: -1الكتشاف :هو مرحلة تعريفية تحسيسية بحيث يقوم التلميذ بالتعرف على مفاهيم أو أحداث والبحث عن معطيات ،ويقومون بعمليات مختلفة كالتحليل والتركيب والمقارنة...؛ وينتهي الكتشاف بالفهم والتحسيس كأساس لمرحلة رد الفعل. -2رد فعل :مرحلة تكوين رد فعل تقوم على سابقتها في اتجاه البحث عن زوايا لتناول الموضوع؛ بناء إجابة شخصية على المشكل المطروح؛ تكوين رأي على أساس البعد الحقوقي /المدني للموضوع؛ بناء مواقف مما يؤدي إلى نشوء وعي بالبعاد الحقوقية /المدنية للمشكل عند المتعلم كخطوة نحو اللتزام بقيم المواطنة. -3الفعل :ليس المقصود بالفعل "وضع لئحة توصيات لحل مشكل من طرف آخرين" بل جعل التلميذ على مستواهم ،ومهما كان سنهم ،يبادرون بأنشطة ومشاريع يقومون بالتخطيط لها وتنفيذها وتقويمها .المهم ليس نوعية النشطة فحسب ،بل المسلسل الفكري والوجداني المرتبط بها والذي يتميز بقيمة تكوينية عالية ،وإبداع التلميذ وما يختزنه من طاقات ل حدود لها عندما يتوفر التحفيز والتشجيع والمناخ الداعم .فالفعل هو أن يكون المتعلم على المدى القريب والبعيد مواطنا نشيطا محليا ،وطنيا ،وعالميا) .(12بناء على الغايات المتوخاة من التربية على المواطنة ،وعلى دورة التعلم المشار إليها أعله ،ينتظر من التربية على المواطنة أن تحقق الهداف التالية: على المستوى المعرفي :اكتساب رصيد معرفي ذو طابع وظيفي في مجال المواطنة ومعرفة أساليب وتقنيات وأشكال تواصل تساعد على الشتغال بطريقة منهجية. على المستوى الوجداني :التشبع بقيم المواطنة بشقيها المتمثلن في الحقوق والواجبات ثم تكوين مواقف إيجابية تخدم المواطنة النشيطة .على المستوى العملي: القيام بأعمال ملموسة ،مهما كانت بسيطة ،تعبيرا عن بلوغ الهدف من التعلم في مجال التربية على المواطنة .على أن بلوغ أهداف التربية على المواطنة يتعين أن تساهم فيه مواد وأنشطة أخرى )مؤسساتية وغير مؤسساتية( بما في ذلك المقررة في التعليم التأهيلي ،خاصة وأن المقرر الرسمي للمادة ينتهي في متم المرحلة العدادية) .(31يرى بعض المربين أن التربية على المواطنة تعمل على توجيه طاقات الشباب نحو المشاركة البناءة في العمل داخل المجتمع المحلي ،وتدريب القيادات ،وتقوية الحساسية لدى التلميذ والمواطنين نحو المشكلت والقضايا النسانية ،وتدعيم الثقة في النظم السياسية النظامية ،ويتطرق آخرون للعديد من الهداف تتلخص في تزويد التلميذ بفهم إيجابي وواقعي للنظام السياسي الذي يعيشون فيه؛ تعليم التلميذ القيم وضرورة مشاركتهم في القرارات السياسية التي تؤثر في مجرى حياتهم في البيئة المحلية؛ فهم التلميذ لحقوق الفراد وواجباتهم؛ فهم النظام التشريعي للقطر الذي يعيشون فيه واحترام وتقدير تلك التشريعات؛ التعرف على القضايا الراهنة التي يعاني منها المجتمع الذي يعيشون فيه؛ فهم التعاون الدولي بين المجتمعات وطبيعة النشاطات السياسية الدولية؛ فهم وسائل اشتراك التلميذ في النشاطات الوطنية والقومية محليا وإقليميا، والدفاع عن قضايا المة؛ فهم الحاجة الماسة للخدمات الحكومية والجتماعية والعمل على الحفاظ على تلك الخدمات والمرافق والمساهمة فيها).(14 -5الكفايات المرجعية المرتبطة بالتربية على المواطنة بحسب الوثيقة الطار قسمت "الوثيقة الطار للختيارات والتوجهات التربوية" الكفايات المرجعية المرتبطة بالتربية على المواطنة إلى ثلثة أقسام كبرى هي - :اكتساب معارف -اكتساب منهجية – التشبع بقيم واتخاذ مواقف .اكتساب معارف :معرفة أحداث ،مفاهيم ،علقات تساعد على تعلم قيم المواطنة وتمكن من التعرف على المؤسسات المحلية والجهوية والوطنية؛ تكوين وتنمية رصيد ثقافي إيجابي يكرس قيم المواطنة الفاعلة؛ معرفة التنظيمات المحلية والقليمية والجتماعية؛ معرفة أهم حقوق الطفل وحقوق النسان؛ إدراك العلقة بين فهم حقوق الطفل وحقوق النسان. اكتساب منهجية :التمكن من منهجية البحث؛ اكتساب كيفية التعامل مع المرفق العمومي والمحافظة عليه؛ اكتساب آليات التفكير التي تساعد على التمييز بين قيم المواطنة وحقوق النسان وحقوق الطفل وما ينافيها؛ تملك القدرة على التفكير المنظم تصورا وتخطيطا وإنجازا وتوظيف ذلك في خدمة الذات والجماعة والوطن؛ التمكن من أشكال التواصل مع المحيط وتوظيفها في التفعيل اليجابي لمفاهيم المواطنة وحقوق النسان. التشبع بقيم واتخاذ مواقف :التشبع بروح القوانين واحترامها والحرص على تطبيقها في الحياة اليومية؛ بلورة قيم المواطنة ومبادئ حقوق النسان وحقوق الطفل في مواقف وسلوكات داخل المحيط المدرسي وخارجه؛ اتخاذ مواقف وتصرفات وسلوكات تتماشى وقيم المواطنة وقيم حقوق الطفل والنسان) .(15وسائل وطرق تحقيق هذه الهداف يمكن حصرها فيما يلي: التدريس المبكر لمبادئ التربية على المواطنة؛ تطوير مشاريع اجتماعية واقتصادية وسياسية في البيئة المحلية وتشجيع التلميذ على المشاركة فيها؛ تشجيع التلميذ على الشتراك في العمل التطوعي مع مؤسسات المجتمع المحلي؛ اللجوء إلى المختصين لتوضيح بعض الجوانب الجتماعية والقتصادية والسياسية ،أوالقيام برحلت ميدانية أو إقامة حلقات البحث أو البرامج الخاصة حول قضايا معينة وإصدار نشرة مدرسية توضح نشاطات التلميذ؛ قيام التلميذ بدور إيجابي وفعال في تطبيق المبادئ الديمقراطية ومناقشتها داخل المدرسة ،واتخاذهم لبعض القرارات التي تهم الحياة المدرسية ،مما يكسبهم التفكير الناقد والبناء ،واحترام آراء الخرين ؛ تفعيل الندية التربوية داخل المؤسسات التربوية وذلك لهميتها في التربية على قيم المواطنة وترسيخ السلوك المدني ،مع تحميل المتعلمين المنخرطين فيها القسط الوفر ضمن مسؤوليات تخطيط وبرمجة وإنجاز وتتبع وتقييم النشطة والمشاريع التربوية المتمحورة حول ثقثافة المواطنة والتربية على حقوق النسان ،وتحفيز عموم المتعلمين على المشاركة فيوضع وتنفيذ البرنامج العام للنشطة التربوية المندمجة للمؤسسات التربوية من خلل المساهمة الفعلية في هيكلة نوادي المؤسسة ومناقشة البرنامج العام لنشطتها والمساهمة في تنظيم أنشطتها وبصفة خاصة أنشطة أندية التربية على حقوق النسان والمواطنة .وتنبع أهمية المشاركة في أنشطة الندية التربوية عامة سواء أكانت فنية أم ثقافية أو رياضية أو اجتماعية من دورها في تحبيب فضاءات المؤسسة إلى المتعلم وبالتالي الحد من ظاهرة الهدر المدرسي واحتواء ومعالجة التجاهات والمواقف والسلوكات السلبية التي تظهر في الوسط المدرسي والتي يكون المتعلمون في كثير من الحيان أطرافا مباشرة فيها ،والسماح للمتعلمين بتنمية قدراتهم وتطوير كفاياتهم. -7علقة التربية على المواطنة بالتربية على حقوق النسان قبل دراسة هذه العلقة لبد من التساؤل حول مفهوم التربية على حقوق النسان. التربية على حقوق النسان صيرورة يتعرف المتعلمون من خللها على حقوقهم وحقوق الخرين ضمن إطار من التعلم الذي يقوم على المشاركة والتفاعل .والتربية على حقوق النسان تعنى بتغيير المواقف والسلوك وتعلم مهارات جديدة وتعزيز تبادل المعارف والمعلومات .وهي عملية طويلة الجل ،تهدف إلى خلق فهم للقضايا وتسليح الشخاص بالمهارات للتعبير عن حقوقهم ونقل هذه المعرفة إلى الخرين .إن التربية على حقوق النسان :تعترف بشمولية حقوق النسان وعدم قابليتها للتجزيء؛ تؤدي إلى زيادة كن الشخاص من المطالبة بحقوقهم؛ تساعد المعرفة بحقوق النسان وتفهمها؛ تم ّ وضعت لحماية حقوق النسان؛ الشخاص على استخدام المواثيق والليات القانونية التي ُ تستخدم المنهجية التي تقوم على التفاعل والمشاركة لتكوين مواقف تنطوي على احترام حقوق النسان؛ تطور المهارات اللزمة للدفاع عن حقوق النسان؛ تدمج مبادئ حقوق النسان في الحياة اليومية؛ تخلق مجال ً للحوار والتغيير؛ تشجع على الحترام والتسامح) .(17إن احترام حقوق النسان هو مصلحة عليا لكل فرد وجماعة وشعب وللنسانية جمعاء ،باعتبار أن تمتع كل فرد بالكرامة والحرية والمساواة هو عامل حاسم في ازدهار الشخصية النسانية وفي النهوض بالوطان وتنمية ثرواتها المادية والبشرية وفي تعزيز الشعور بالمواطنة كاملة غير منقوصة .فل يكفي ترديد مبادئ حقوق النسان والنتظار من الوسط الجتماعي أن يتبناها ،بل يجب ربط هذه المبادئ بالحياة اليومية وبالثقافات المحلية لتبيان أن تبنيها سيساعد في تحسين التواصل والتفاهم والتسامح والمساواة والستقامة ،فل يمكن تعليم حقوق النسان في فراغ ،بل ل مناص من تعليمها من خلل تطبيقها وتكريسها مباشرة على أرض الواقع وفي هذا الصدد إن تعليم حقوق النسان كمعارف نظرية مجردة دون ربطه بالواقع المعيش وبالممارسة اليومية لمنظومة حقوق المواطنة وواجباتها من شأنه أن يؤدي إلى التعرف السطحي على حقوق ل يمكن تحقيقها حاليا الشيء الذي قد يؤدي بدوره إلى عكس المنتظر) .(18إن الّتربية على المواطنة وعلى حقوق النسان هي أنشطة تربوية تعّزز المواطنة وحقوق النسان سس هذه الّتربية على ترسيخ ثقافة المواطنة وحقوق بواسطة الّتربية والّتعليم .وتتأ ّ النسان ،وتكرسيها كسلوك وممارسة يومية .وهي بذلك مدخل ضروري لتنمية المجتمع وتحديثه ،إذ هي شرط لكل ممارسة ديمقراطّية ولكل تنمية تستهدف العنصر البشري. وهي أيضا مسلسل تربوي يقوم على اكتشاف منظومة المعارف والمفاهيم التي تقوم عليها ثقافة المواطنة وحقوق النسان من قبل الناشئة من أجل إدماجها في حياتهم اليومية كسلوكات ومواقف واتجاهات إيجابية إزاء أنفسهم وإزاء مجتمعهم والمجتمع النساني .تتأكد أهمية التربية على المواطنة و حقوق النسان باعتبارها من القنوات الساسية التي تعزز الجراءات ذات الطابع القانوني والمؤسساتي لمعرفة ثقافة المواطنة وحقوق النسان وإشاعتها ،وجعلها سلوكا يوميا للفراد والجماعات بهدف تجاوز طابعها النخبوي .وتأتي هذه الهمية أيضا استحضارا لعلقة المواطنة و حقوق النسان بالتنمية البشرية المستدامة في مفهومها الشامل الجتماعي والقتصادي والسياسي والثقافي ،إذ تبقى خطط التنمية عديمة الفعالية ما لم تأخذ في اعتبارها النسان كرأسمال أساسي تتوجه إليه التنمية وتعتمده وسيلة وغاية يصنعها ويساهم في إنجاحها في مجتمع يتمتع أفراده بكافة حقوقهم ويلتزمون بالواجبات التي تترتب عن صفة المواطنة .تتم التربية على المواطنة و حقوق النسان.
مكونات المثلث (الفعل) الديداكتيكي و دوره في العملية التعليمية. les composantes du Triangle didactique et son rôle dans la réussite du processus d'apprentissage éducatif.