Professional Documents
Culture Documents
مقدمة:
خاتمة
قائمة املراجع:
1
مقدمة:
سعيا لتحسين الخدمة العمومية وتطويرها في ظل التحول التقني والعلمي اليوم تسعى دول العالم إلى مواكبة
ذل ك ،وي ؤدي ذل ك بالض رورة إلى إح داث تح ول في أس اليب العم ل اإلداري ال ذي ينتج عن ه ض رورة إع ادة النظ ر في
األحكام املتعلقة بها وتنظيمها بما يتفق وطبيعتها املستجدة للحيلولة دون إفتقارها للتنظيم القانوني الخاص بها ،األمر
ال ذي يع ني رف ع ق درة املراف ق العام ة في الدول ة على تب ادل املعلوم ات وتق ديم الخ دمات بس رعة ودق ة عالي ة وبأق ل
التكاليف مع ضمان سرية أمن املعلوكات املتبادلة .من أهم مميزات القانون اإلداري أنه سريع التطور وغير مقنن ،مما
يكسبه املرونة القانونية التي تجعله قادرا على إستيعاب املتغيرات ومواجهة متطلبات اإلدارة الحديثة دون أن يشكل
ذلك عقبة في وجه التطور اإلداري ،وتعد القرارات اإلدارية من أهم وسائل اإلدارة في سبيل تحقيق املصلحة العامة.
وال ب د من الب دء في البحث في عملي ة إص دار الق رار اإلداري بطريق ة تخ دم املنظم ة اإلداري ة ،وتس هل عمله ا بمس اعدة
التقنية اإللكترونية الحديثة.
اإلشكالية :ماهو دور القرار اإلداري اإللكتروني في تطوير العمل اإلداري للمرافق العامة.
في هذا املحور سنتطرق املقصود بالقرار اإلداري اإللكتروني كأسلوب حديث لتطوير العمل اإلداري في املرافق
العامة ومن ثمة بيان أهم خصائصه.
إن تطبيق اإلدارة اإللكترونية يستدعي إعادة النظر في املفهوم التقليدي للقرار اإلداري ،وكيفية التعبير عن
إرادة اإلدارة دون تطلب التعب ير عنه ا من ش خص ط بيعي ،ألن املوظ ف الع ام أص بح يعتم د على الحاس ب األلي ح تى في
إص دار الق رار اإلداري ،وه ذا يع ني إمك ان ص دور الق رار الغداريبطريق ة إلكتروني ة ،وتض منه لجمي ع مقوم ات الق رار
اإلداري التقليدي ،عالوة على صالحياته ألن يكون محال للطعن باإللغاء ،أي إلغاء القرار اإلداري اإللكتروني(. )1
ويع رف الق رار اإلداري اإللك تروني على أن ه :تلقي اإلدارة العام ة الطلب اإللك تروني على موقعه ا اإللك تروني،
وإفصاحها عن رغبتها امللزمة بإصدار القرار والتوقيع عليه إلكترونيا ،وإعالن صاحب الشأن على بريده اإللكتروني بما
ل ه من س لطة بمقتض ى الق وانين والل وائح ،وذل ك بقص د إح داث أث ر ق انوني معين يك ون ج ائزا وممكن ا قانون ا ،ابتغ اء
() 2
املصلحة العامة".
)( 1نبراس محمد جاسم األحبابي ،أثر اإلدارة اإللكترونية في إدارة املرافق العامة -.دراسة مقارنة ،-دار الجامعة الجديدة ،مصر ،2018 ،ص .101
)( 2نبراس محمد جاسم األحبابي ،أثر اإلدارة اإللكترونية في إدارة املرافق العامة -.دراسة مقارنة ،-املرجع السابق ،ص .99-98
2
وع رف أيض ا على أن ه " :إس تخدام الجه ات املس ؤولة ألنظم ة املعلوم ات إلعتم اد ب ديل واح د من الب دائل
() 1
املطروحة"
إفصاح السلطة اإلدارية العام ة عن إرادته ا املنفردة امللزمة بما لها من سلطة بمقتضى الق رارنين واألنظم ة
النافذة عبر وسائل إلكترونية بقصد ترتيب أثار قانونية متى كان ذلك ممكنا وجائزا قانونا ،وبهذا الصدد ال يختلف
القرار اإلداري اإللكتروني عن القرار اإلداري التقليدي إال من ناحية وسيلة التعبير عن اإلرادة وفقط(.)2
وفي األخ ير يمكنن ا تعري ف الق رار اإلداري اإللك تروني على أن ه عم ل ق انوني إنف رادي ص ادر عن س لطة إداري ة
بأس لوب إلك تروني ،ي ترتب علي ه إح داث أث ر قانوني ة ،ومن ثم ة فإن ه يثبت الق رار اإلداري اإللك تروني بوج ود التوقي ع
اإللكترونية الخاص بالجهة اإلدارية مصدرة القرار اإلداري اإللكتروني...
ويشترك القرار اإلداري التقليدي والقرار اإلداري اإللكتروني أنهما يحمالن نفس الخصائص:
بوص فة عم ل ق انوني وليس عمال مادي ا ،ثم أن الق رار اإلداري ص ادر عن س لطة إداري ة وه و م ا منح ه ه ذا الوص ف،
إنفرادي أي أن اإلدارة تصدره بإرادتها املنفردة دون علم أو رضا مسبق من األفراد ,حتى ولو قدم الطلب إلكترونيا من
األفراد لإلدارة وصدرت قرارات إلكترونية ،يبقى القرار اإلداري ولو أستثير من األفراد سلطة وإمتياز إداري.
بالنهاي ة ك ل من الق رار التقلي دي واإللك تروني يه دف إلى إح داث أث ار قانوني ة بإنش اء مراك ز قانوني ة جدي دة،
تع ديل أو إلغ اء مراك ز قانوني ة قائم ة ،وبالنهاي ة طاملا قص دت اإلدارة ت رتيب أث ار قانوني ة معين ة على قراره ا الص ادر
بالوسائل اإللكترونية فإن صفة العمل القانوني تتحقق لهذا القرار.
غير أن م ا يم يز الق رار اإلداري اإللك تروني أن ه يص در ويصبح قاب ل للتنفي ذ في مواجه ة األفراد بمجرد ت وافر
أركانه وإستكمال إجراءاته اإللكترونية.
وبال ش ك ف إن الق رار اإلداري اإللك تروني يص در ب اإلرادة املنف ردة لإلدارة ال تي تتجس د في إنفراده ا بإع داده
إلكترونيا وتوقيعه وإصداره بذات الوسائل دون أن تشترك معها أي إرادة أخرى ،ودون تكرار فأننا نشير إلى إنطباق
)( 1يوسف عبد الرحمان الجبوري ،سمية عباس مجيد الربيعي ،أمل محمود علي العبيدي ،إدارة االزمات وإلكترونية إتخاذ القرار ،مجلة بابل-العلوم اإلنسانية،
املجلد ،19العدد األول ،2011 ،ص .5
)( 2صالح عبد عايد صالح ،أهمية دور الحكومة اإللكترونية (اإلدارة املحلية ) في عملية صناعة القرار اإلداري مستقبال ،مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية ،املجلد
،2العدد ،28لسنة ،2015ص
3
ذات االحك ام املتق دم بيانه ا على الق رار اإلداري اإللك تروني ،وه و م ا ي ؤدي إلى تم يز ه ذا الق رار عن العق ود اإلداري ة
اإللكترونية التي تشترك فيها إرادتي اإلدارة واملتعاقد معها(.)1
يتشابه القرار اإلداري اإللكتروني كثيرا من حيث عناصره وأركانه ،بالقرار اإلداري التقليدي ،وما اإلختالف
املوجود بينهما إال ما كان ضمانا لتطبيق مقتضيات اإلدارة اإللكترونية وما تعرفه من تطور تقني وعلمي في األساليب
والطرق املتعلقة بعملية إصدار القرار اإلداري ...وأركان القرار اإلداري تتلخص في مايلي:
يعرف ركن اإلختصاص في القرار اإلداري على أنه ":القدرة أو املكنة أو الصالحية املخولة لشخص ما أو جهة
()2
إدارية على القيام بعمل معين على الوجه القانوني"
ويعرف أيضا على أنه ":هو القدرة أو الصفة ااقانونية على ممارسة وإصدار قرار إداري معين بإسم ولحساب
() 3
السلطة اإلدارية"
وبالتالي فالقرار اإلداري ال يعتبر صحيحا إال إذا صدر من سلطات إدارية يخولها القانون الكفاءة لذلك.
وبالنس بة لعناص ر ركن اإلختص اص نج د أن وفي ظ ل اإلدارة اإللكتروني ة وتط ور املع امالت اإلداري ة ووفق ا
لإلختص اص الشخص ي يل تزم الش خص املخ ول ق انون ب أداء مهام ه وإص دار قرارات ه إلكتروني ا كأص ل ع ام م ا لم ينص
القانون على خالف ذلك ،أما بالنسبة لإلختصاص الزماني واملكاني ،فإن نظام اإلدارة اإللكترونية تحدد تاريخ بداية
اإلختصاص الزماني ونهايته ،كأصل عام ،في حين يكاد يتالشى عيب اإلختصاص املكاني ،نظرا لوجود التنسيق الكامل
()4
بين أجهزة اإلدارة اإللكترونية
)(1محمد سليمان نايف شبير ،النفاذ اإللكتروني للقرار اإلداري -دراسة تطبيقية مقارنة ،-رسالة مقدمة لنيل درجة الدكتوراه في الحقوق ،كلية الحقوق ،قسم
القانون العام ،جامعة عين شمس ،مصر ،2015 ،ص.46
)( 2محمد الصغير بعلي ،القرارات اإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر ،2005 ،ص .49
)( 3ناصر لباد ،القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،النشاط اإلداري ،ط ،01لباد للطبع ،الجزائر ،2004 ،ص .356
)( 4نبراس محمد جاسم األحبابي ،أثر اإلدارة اإللكترونية في إدارة املرافق العامة -.دراسة مقارنة ،-املرجع السابق ،ص .103-102
4
اك بر تط ور حاص ل في الق رار اإلداري ظه ر في ركن اإلختص اص حيث ش ارك الحاس ب األلي املوظ ف الع ام في
إصدار القرار اإلداري ،وكذلك بالنسبة إلى عنصر الشكل حيث حل النشر اإللكتروني محل النشر بالجريدة الرسمية،
وذل ك عن طري ق إس تخدام الوس ائل اإللكتروني ة في ص ناعة الق رارات اإلداري ة وهي نظ ام األتمت ة ( نظ ام الوس يط
اإللكتروني)(. )1
تمنح ه ذه اإلمكاني ة في إتخ اذ الق رارات اإلداري ة تتوس ع لتش مل إمكاني ة إتخاذه ا ألي ا ،وبمع زل عن العنص ر
البش ري وذل ك عن طري ق م ا يع رف بأتمم ة األنظم ة اإللكتروني ة ،وال ذي يقص د ب ه إمكاني ة ممارس ة األعم ال اإلداري ة
وإتخاذ القرارات الالزمة بطريقة إلكترونية تجري بشكل مستقل وألي من دون حاجة للعنصر البشري ،فقد تم تصميم
() 2
برامج إلكترونية تعمل تلقائيا وتحل محل املوظف العام في ممارسة الكثير من األعمال املهمة وغير املهمة
وبتطبيق ما تقدم على القرار اإلداري اإللكتروني فإن إلتزام اإلدارة بإحترام قواعد اإلختصاص قائم ومستمر
في ظل نقل أعمالها للواقع الجديد وتطبيقها لنظام اإلدارة اإللكترونية ،ألن فكرة اإلختصاص واجبة بالنسبة للقرار أيا
ك ان موطن ه وبغض النظ ر عن كيفي ة ص دوره وه ذه حقيق ة ال تقب ل العكس ،وتبقى ه ذه القواع د واجب ة التط بيق
بطبيعتها األمرة ،األمر الذي يفترض وجوب قيام الجهة املختصة بممارسة كافة اإلجراءات البرمجية املؤدية إلعداد
وإصدار الق رار ،وأن تتم هذه العملية بواسطة الوسائل التي تملكها وأن ال تسمح بغير ذلك .ويمكن لنا تعريف ركن
اإلختص اص بص ورته الجدي دة في أن ه يعكس ص الحية اإلدارة إلتخ اذ قراره ا ب اإلجراءات اإللكتروني ة وتمتعه ا بس لطة
()3
إصداره في شكل الوثيقة أو املستند اإللكتروني وفقا ملا تملكه من وسائل فنية وبرمجية تؤدي لتحقيق ذلك
يعرف ركن الشكل واإلجراءات في القرار اإلداري على أنه ":إفصاح اإلدارة عن إرادتها في الشكل الذي حدده
القانون ،بحيث تتخذ جملة من التدابير للتعبير عنها بصورة معينة صريحة أو ضمنية.
وال شك أنه يتوجب على اإلدارة إحترام القواعد الشكلية واإلجرائية في القرار اإلداري اإللكتروني ،مثلما هو
الح ال بالنس بة لنظ يره التقلي دي ،تأسيس ا على أن إنتق ال الق رار إلى الواق ع اإللك تروني ال ب د وأن ي ؤدي إلى نق ل كاف ة
القواعد واألحكام التي تحكمه ليس في شكله فحسب بل يشمل كل أركانه(.)4
في ظل نظام اإلدارة اإللكترونية سيفرض الواقع التقني إحداث تغيير في توقيع القرار اإلداري بالتوجه نحو
إعتم اد التوقي ع اإللك تروني للق رار ،وك ذلك إعتم اد التوقي ع اإللك تروني في حال ة تف ويض التوقي ع ،وطاملا أن ه ال يوج د
)(1زينب عباس محسن ،اإلدارة اإللكترونية وأثرها في القرار اإلداري ،مجلة كلية الحقوق جامعة النهرين ،املجلد ،16العدد ،1لسنة ،2014ص .311
)( 2صالح عبد عايد صالح ،أهمية دور الحكومة اإللكترونية (اإلدارة املحلية ) في عملية صناعة القرار اإلداري مستقبال ،املرجع السابق ،ص .225
)(3محمد سليمان نايف شبير ،النفاذ اإللكتروني للقرار اإلداري -دراسة تطبيقية مقارنة ،-املرجع السابق ،ص .82
)(4محمد سليمان نايف شبير ،النفاذ اإللكتروني للقرار اإلداري -دراسة تطبيقية مقارنة ،-املرجع السابق ،ص.93
5
إع تراض بخص وص ص دور الق رار إلكتروني ا ،فإن ه ليس هن اك ص عوبة في ج واز توقيع ه إلكتروني ا إذ ان التوقي ع
اإللكتروني له ال يمثل سوى أداة أمان ،وإن لم تكن بذات درجة الثقة املتوافرة للتوقيع اليدوي ،ولهذا فإن ضرورات
التفاع ل م ع اإلدارة اإللكتروني ة ،تس تلزم القي ام بمراجع ة النص وص التنظيمي ة واملنش ورات اإلداري ة وغيره ا من
اإلجراءات بهدف مواكبتها للتعامل اإللكتروني ومقتضياته(.)1
يقصد باملحل :وهو األثر القانوني املترتب على إصدار القرار اإلداري حاال ومباشرة(.)2
ويشترط فيه أن يكون ممكنا وليس مستحيال في أن يرتب أثاره ،وكذا أن يكون مشروعا،
إن األث ر الق انوني يع د ركن ا الزم ا في الق رار اإلداري اإللك تروني ،خصوص ا وأن وج ود ه ذا األث ر يم يزه عن
األعمال املادية لإلدارة التي من املمكن أن تباشرها بذات الوسائل واإلجراءات البرمجية التي تعتمدها في إصدار القرار
اإلداري ،ومن ثمة فاإلدارة تتجه بإرادتها املنفردة وامللزمة لتحقيق هذا األثر وفقا لألوضاع التقليدية املعروفة ،أو من
خالل إستعمالها للوسائل واإلجراءات اإللكترونية املتاحة(.)3
وما يتعلق بالقرار اإلداري اإللكتروني ،فإن محله ينطبق عليه ما ينطبق على محل القرار اإلداري التقليدي،
بي د أن مح ل األول يك ون دائم ا مح ددا ،أي أن الوس يط اإللك تروني املؤتمت ليس ل ه س لطة تقديري ة في مج ال إختي ار
محل القرار ،كونه مبرمج للقيام بعمل محدد ،ولم يصل التطور التقني لحد األن إلى مرحلة تمكن الوسيط من التفكير
إلختيار محل مناسب لقراره ،وإن كان من املمكن أن يحصل هذا مستقبال(.)4
وال ش ك في أن تط ور الق رار اإلداري ينعكس على تط ور ركن الس بب ذات ه ،وإن ك ان ذل ك بص ورة مح دودة
خالف ا ملا ه و ملم وس في رك ني اإلختص اص والش كل ،وأي ا ك ان فإن ه ال يتص ور وج ود الق رار اإلداري التقلي دي وح تى
اإللكتروني بدون وجود ما يبرر صدوره وإال كان معيبا ومستحق اإللغاء ،وهو ما يعني صالحية هذا الركن لتأسيس
مشروعيتهما وهو أمر مفترض ال مجال للحيد عنه ،فالسبب ذاته الذي دفع اإلدارة إلصدار قرارها بالوسائل التقليدية
هو من يدفعها إلصداره مجددا بالوسائل اإللكترونية.
)( 1نبراس محمد جاسم األحبابي ،أثر اإلدارة اإللكترونية في إدارة املرافق العامة -.دراسة مقارنة ،-املرجع السابق ،ص .104
)( 2محمد الصغير بعلي ،القرارات اإلدارية ،املرجع السابق ،ص .80
)(3محمد سليمان نايف شبير ،النفاذ اإللكتروني للقرار اإلداري -دراسة تطبيقية مقارنة ،-املرجع السابق ،ص .88-87
)( 4عمار طارق عبد العزيز ،أركان القرار اإلداري اإللكتروني ،مجلة القانون والدراسات والبحوث القانونية ،العدد ،02لسنة ،2010ص.25
6
وبحسب ما يراه البعض فإن ركن السبب يتحقق في القرار اإلداري اإللكتروني من خالل إعداد حقل أو بيان
خاص في النموذج اإللكتروني للقرار إلدراج سببه فيه ،وهو ماال نتفق معه كون ذلك يعد تسبيبا له ،وفارق ملحوظ
بين التسبيب كشكل والسبب كركن في القرار اإلداري اإللكتروني ،فاألول يعكس رغبة اإلدارة في اإلفصاح عن حيثيات
وسبب قرارها ،لذلك يعتبر السبب محال للتسبيب(.)1
يقص د بالس بب :تل ك الحال ة القانوني ة أو الواقعي ة ال تي ت دفع الجه ة اإلداري ة املختص ة إلى إص داره لت وافر
شروطه وإال كان معيبا وعرضة للبطالن واإللغاء(.)2
أما في ما يخص القرار اإلداري اإللكتروني ،فإنه في وضعه الحالي ال يمكن القول بإمكانية البرنامج اإللكتروني
املؤتمت على تق دير أس باب الق رار ،فه و ال يتمت ع بالس لطة التقديري ة ،وأس بابه مح ددة على س بيل الحص ر ،ولكن ق د
تتط ور األم ور مس تقبال ويك ون بإمك ان الق رار البرن امج اإللك تروني املؤتمت إذا م ا تم العم ل ب ه وف ق أس لوب التفك ير
اإلصطناعي ،أن يمارس مهام وصالحيات السلطة التقديرية في تقدير أسباب القرار اإلداري اإللكتروني(.)4
في ظ ل اإلدارة اإللكتروني ة يك ون من الس هل على القض اء التحق ق من وج ود الوق ائع املادي ة أو القانوني ة ال تي
دفعت اإلدارة إلى إصدار قراراتها ،فإذا قدم املوظف طلب إستقالته بطريقة إلكترونية ،فإنه من امليسور على اإلدارة
اإلطالع على الطلب و اإلحتفاظ به داخل املخزن اإللكتروني ،مما يساعد القضاء في إسباغ رقابته على الوجود املادي
اإللكتروني لإلستقالة اإللكترونية(.)5
إن الق رارات اإلدارري ة املتخ ذة يجب أن تس تهدف تحقي ق الص الح الع ام ،وه ذه القاع دة عام ة تحكم جمي ع
أعم ال الس لطة اإلداري ة وتل تزم به ا اإلدارة العمومي ة في ك ل أعماله ا ( .)7وعلي ه يك ون الق رار اإلداري مش وبا بعيب
)(1محمد سليمان نايف شبير ،النفاذ اإللكتروني للقرار اإلداري -دراسة تطبيقية مقارنة ،-املرجع السابق ،ص .101-100
)( 2محمد الصغير بعلي ،القرارات اإلدارية ،املرجع السابق ،ص .40
)( 3ناصر لباد ،القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،النشاط اإلداري ،املرجع السابق ،ص .369
)( 4عمار طارق عبد العزيز ،أركان القرار اإلداري اإللكتروني ،املرجع السابق ،ص .30
)( 5نبراس محمد جاسم األحبابي ،أثر اإلدارة اإللكترونية في إدارة املرافق العامة -.دراسة مقارنة ،-املرجع السابق ،ص .109
)( 6محمد الصغير بعلي ،القرارات اإلدارية ،املرجع السابق ،ص .83
)( 7ناصر لباد ،القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،النشاط اإلداري ،املرجع السابق ،ص .369
7
اإلنح راف في إس تعمال السلطة نظ را إلتجاه ه إلى تحقي ق م آرب وأغ راض شخص ية أو سياس ية أو مالي ة ،أو أي ه دف
أخر خارج عن مقتضيات املصلحة العامة أو الهدف املخصص بموجب النصوص القانونية(.)1
إن الغاي ة من برمج ة نظ ام إلك تروني ألتمت ة االعم ال ه و بال ش ك تحقي ق املص لحة العام ة ،وإش باع حاج ات
الجمهور بأساليب متطورة وحديثة ،وبالنهاية فإن إصدار اإلدارة للقرارات اإلدارية ولو إختلفت تسميتها تقليدية كانت
أو إلكترونية يتعين أن تستهدف املصلحة العامة في كل األحوال.
ومن املمكن تصور أن يكون الغرض من تطبيق نظام اإلدارة اإللكترونية من قبل اإلدارة ان يحقق لها الزيادة
في كفاءتها ،لتصير اكثر قدرة على التعامل مع املعلومات التي تملكها ،وكذلك تصير أكثر قدرة على تحسين العالقة بينها
()2
وبين جمهور املتعاملين معها بشكل أسرع واقل تكلفة ،كما إن هذا النظام يحقق شفافية اعلى في عمل اإلدارة
يختلف أسلوب نفاذ القرار اإلدارية اإللكترونية عنه في القرارات التقليدية من حيث عملية نفاذ وتنفيذ هذه
القرار التي يغلب عليها بالتأكيد الجانب اإللكتروني من حيث الطرح وحتى من حيث اإلثبات أو النفي.
يقصد بنفاذ القرار اإلداري هو دخوله حيز التنفيذ من تاريخ صدوره من السلطة املختصة مستوفيا لشروطه
منتجا ألثاره القانونية ،وال يمكن اإلحتجتج بهذا القرار اإلداري أمام األفراد إال بعد علمهم به بإحدى وسائل العلم التي
تتمثل بالنشر بالنسبة للقرار اإلداري التنظيمي ،والعلم الشخصي بالنسبة للقرار اإلداري الفردي(. )3
ويظه ر دور اإلدارة اإللكتروني ة في نف اذ الق رار اإلداري من خالل النش ر أو التبلي غ اإللك تروني في الص حف
اإللكتروني ة ب دال من النش ر التقلي دي في الص حف الرس مية بالنس بة إلى الق رار اإلداري التنظيمي ،أم ا بالنس بة للق رار
الفردي فيكون نافذا إلكترونيا من خالل العلم اليقيني لصاحب الشأن بالقرار اإلداري على موقعه اإللكتروني(. )4
8
النش' ''ر اإللك' ''تروني ':يعت بر نش ر الق رارات اإلداري ة وس يلة العلم ب القرارات التنظيمي ة ،ويقص د بالنش ر أ-
إعالن أو إبالغ الناس كافة ومنهم صاحب الشأن بمحتويات القرار الذي تصدره اإلدارة ،حتى يكونوا على
بين ة من ه ،واألص ل أن ي ترك لإلدارة إختي ار وس يلة معين ة للنش ر ،وأم ام التق دم ال ذي تش هده ال دول في
مجال الوسائل اإللكترونية ،وإستخدام اإلدارة تلك الوسائل في تسيير املرافق العامة ،لسهولتها وسرعتها،
إذا تم القب ول بفك رة تبلي غ الق رارات اإلداري ة بواس طة النش ر على الوس ائل اإللكتروني ة ك االنترنيت
وغيرها (. )1
وتطور أسلوب النشر اإللكتروني اليوم ليتم النشر في املواقع الخاصة السلطات
التبلي' ''غ اإللك' ''تروني :يقص د ب ه تبلي غ األف راد ب القرار عن طري ق جه ة اإلدارة مباش رة وذل ك بالوس ائل ب-
املختلف ة ال تي تراه ا مناس بة ،ويعت بر اإلعالن الوس يلة األساس ية للعلم ب القرارات اإلداري ة الفردي ة ،فهي
تخ اطب ف ردا معين ا أو أف رادا معي نين بال ذات وبالت الي يك ون من الس هل على اإلدارة أن تقوم ب إبالغ ذوي
الشأن بها وامام اإلتجاه نحو اإلدارة اإللكترونية فإن ذلك يستتبع حتما إعادة النظر في أساليب التبليغ
التقليدية واللجوء إلى التبليغ اإللكتروني عن طريق البريد اإللكتروني الخاص بذوي الشأن(.)2
نظرية العلم' اليقيني' بالقرار اإلداري إلكترونيا'. ت-
أضاف القضاء اإلداري إلى وسيلتي النشر واإلعالن ،وسيلة العلم اليقيني ،ومقتضى ذلك أنه إذا علم صاحب
الشأن بفحوى القرار علما يقينيا نافيا للجهالة ،ال ضنيا وال إفتراضيا ،قام هذا العلم مقام النشر واإلعالن ،وفي إطار
القرار اإلداري اإللكتروني ،تتم املخاطبة بإستخدام التكنولوجيا الحديثة ،األمر الذي يؤدي إلى الحد من نظرية العلم
اليقيني بصورتها التقليدية ،الن مثل هذه الوسائل ال مجال فيها لإلجتهاد من حيث كون املطلوب تبليغه بالقرار اإلداري
ق د علم ب ه علم ا يقيني ا ال إفتراض يا وال ض نيا به ذا الق رار ،فاألص ل أن الق رار اإلداري اإللك تروني يرتك ز على وص ول
الرسالة اإللكترونية التي تتضمن القرار اإلداري املطلوب إلعالم صاحب الشأن ،ويتم ذلك عبر البريد اإللكتروني والذي
له رقم سري ال يعرفه إال صاحبه.
يعتبر القرار اإلداري نافذا بصدوره صحيحا من السلطة املختصة ،أما تنفيذ القرار اإلداري من جهة اإلدارة
نفسها أو منجهة األفراد أنفسهم.
)( 1ناصر عبد الحليم السالمات ،نوفان العقيل العجارمة ،نفاذ القرار اإلداري اإللكتروني ،مجلة دراسات ،علوم الشريعة والقانون ،املجلد ،40ملحق ،2013 ،01
ص .1027
)( 2ناصر عبد الحليم السالمات ،نوفان العقيل العجارمة ،نفاذ القرار اإلداري اإللكتروني ،املرجع السابق ،ص .1028
9
أما دور اإلدارة اإللكتروني ة في تنفيذ القرار اإلداري يظه ر من خالل تحويل اإلجراءات اإلدارية التقليدية إلى
إجراءات إلكترونية حيث تقوم أجهزة الحاسوب باإلستجابة لتنفيذ األوامر كليا أو جزئيا بحس ب الطلب دون تدخل
املوظفين اإلداريين ،هذا بناءا على البيانات واملعلومات املدخلة مسبقا للحاسوب(.)3
خاتمة
وفي األخير توصلنا الى ان القرار اإلداري أهم وسيلة قانونية تعبر بها اإلدارة العامة عن إرادتها ،ويعتبر هذا
القرار من أهم موضوعات القانون اإلداري والذي يمتاز باملرونة والتطور ،بما يؤهله إلى إستيعاب كافة املستجدات في
الحياة اإلدارية ،األمر الذي يفرض على اإلدارة مواكبة التطورات الحديثة على عمل اإلدارة العامة ،والتي من أبرزها
الحكوم ة اإللكتروني ة ،وال تي تمكن اإلدارة من إس تخدامها لتق ديم الحاج ات للجمه ور مم ا ف رض التوس ع إلى تط بيق
مجاالت تطبيق اإلدارة اإللكترونية في املرافق العمومية.
وتبعا لهذا التطور ،فقد إتجهت املرافق العمومية لإلستفادة من التطور العلمي والتقني في مجال اإللكترونيات
والبرمجيات واإلتصاالت ،وذلك بإستخدام التقنيات الجديدة في إنجاز وإدارة أعمالها ،األمر الذي يؤدي إلى السرعة في
إنج از تل ك املع امالت والتوف ير في الجه د والنفق ات .وفي الجزائ ر ال يوج د م ا يمن ع اإلدارة من التعب ير عن إرادته ا
بإستخدام الوسائل التكنولوجية الحديثة ،مادامت تحقق الهدف األسمى وهو تحقيق املصلحة العامة وإشباع حاجات
الجمه ور ،ال س يما وأن الق رار اإلداري ول و ص در إلكتروني ا يبقى محافظ ا على كاف ة أركان ه وعناص ره من خالل ع دم
مخالف ة الق انون وص دوره في ش كل معين ،ول ه س بب وحال ة واقعي ة أو قانوني ة أدت إلى إص داره ،ومن الجه ة اإلداري ة
صاحبة اإلختصاص ،ويبتغي تحقيق املصلحة العامة.
)(3زينب عباس محسن ،اإلدارة اإللكترونية وأثرها في القرار اإلداري ،املرجع السابق ،ص .312
10
قائمة املراجع:
محمد الصغير بعلي ،القرارات اإلدارية ،دار العلوم للنشر والتوزيع ،الجزائر .2005 ، ()1
تاصر لباد ،القانون اإلداري ،الجزء الثاني ،النشاط اإلداري ،ط ،01لباد للطبع ،الجزائر.2004 ، ()2
نبراس محمد جاسم األحبابي ،أثر اإلدارة اإللكترونية في إدارة املرافق العامة -.دراسة مقارنة ،-دار الجامعة ()3
الجديدة ،مصر.2018 ،
زينب عباس محسن ،اإلدارة اإللكترونية وأثرها في القرار اإلداري ،مجلة كلية الحقوق جامعة النهرين ،املجلد ()4
،16العدد ،1لسنة .2014
عم ار ط ارق عب د العزي ز ،أرك ان الق رار اإلداري اإللك تروني ،مجل ة الق انون والدراس ات والبح وث القانوني ة، ()5
العدد ،02لسنة .2010
ص الح عب د عاي د ص الح ،أهمي ة دور الحكوم ة اإللكتروني ة (اإلدارة املحلي ة ) في عملي ة ص ناعة الق رار اإلداري ()6
مستقبال ،مجلة جامعة تكريت للعلوم القانونية ،املجلد ،2العدد ،28لسنة .2015
يوس ف عب د الرحم ان الجب وري ،س مية عب اس مجي د ال ربيعي ،أم ل محم ود علي العبي دي ،إدارة االزم ات ()7
وإلكترونية إتخاذ القرار ،مجلة بابل-العلوم اإلنسانية ،املجلد ،19العدد األول.2011 ،
ناصر عبد الحليم السالمات ،نوفان العقيل العجارمة ،نفاذ القرار اإلداري اإللكتروني ،مجلة دراسات ،علوم ()8
الشريعة والقانون ،املجلد ،40ملحق .2013 ،01
محمد سليمان نايف شبير ،النفاذ اإللكتروني للق رار اإلداري -دراس ة تطبيقية مقارنة ،-رسالة مقدمة لنيل ()9
درجة الدكتوراه في الحقوق ،كلية الحقوق ،قسم القانون العام ،جامعة عين شمس ،مصر.2015 ،
11
12